جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا كرّمت وزير الثقافة المصري السابق حلمي النمنم والحلبي : إنه رائد ومبدع في استثمار الثقافة

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة

May 09 23|13:27PM :نشر بتاريخ

كرّمت جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا (AUL) وزير الثقافة المصري السابق حلمي النمنم وقدّمت له شهادة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة تقديراً لعطائه في إغناء الفكر التنويري وانتاجه المعرفي والثقافي الذي يزيد عن عشرين كتاباً ونشاطه البحثي الذي لا ينضب بحضور شخصيات أكاديمية وثقافية ولفيف من الأساتذة، وذلك بمبادرة من الجامعة، حلقة الحوار الثقافي في لبنان، منتدى الحوار الثقافي العربي وملتقى الثقافة الشعبية في مصر.
النشيدان اللبناني والمصري افتتاحاً، فكلمة تعريفية للدكتورة جميلة حسين التي أثنت على صفات المكرّم، ثمّ رحبت رئيسة حلقة الحوار الدكتورة لينا الرافعي بالمكرّم والوفد المرافق. 
وألقى سفير لبنان السابق في مصر الدكتور خالد زيادة كلمة اعتبر فيها أن هذا التكريم هو "بمثابة إشارة رمزية تعبّر عن التواصل المستمر بين المثقفين المصريين واللبنانيين منذ عصر النهضة في القرن التاسع عشر". وقال في المكرّم :" ينتمي حلمي النمنم الى تراث النهضة الليبرالي، هذه النهضة التي شارك فيها لبنان من خلال العشرات من اللبنانيين الذين انتقلوا من بلدهم الى مصر وأسهموا في إثراء الحياة الثقافية من خلال عملهم في الصحافة وتأسيس بعض الصحف ومن خلال الشعراء والأدباء الذين برزوا فيها أمثال فرح أنطون، شبلي الشميل، جرجي زيدان، خليل مطران ومي زيادة".  
وتحدث البروفسور محمد شيّا مطولاً عن مسيرة المكرّم الحافلة بالمواقف الثقافية النهضوية، مستشهداً بأقواله ليُظهر مدى أهمية هذه المواقف، مشدداً على سيرورته في "تعزيز الروابط الثقافية داخل الفضاء الثقافي العربي الواحد". ووصف فكره بـ "التنويري والحداثوي". ولفت الى أنه " هو من تحدث عن مخاطر الإقصاء في حياتنا الثقافية والسياسية وخطورة التعصب، بحيث أن تراكمات من الأحداث خلال القرون السالفة أنتجت ما نشهده اليوم. وما جاء على لسانه : لا بدّ من معالجة شاملة لموضوع التعصب والتشرذم والانقسام الداخلي، وإن يكن الأهم هو منع التكفير والإقصاء داخل الشعب الواحد كما ظهر بعد تفشي ظاهرة الإرهاب".
وتوجهت رئيسة جامعة اللاعنف وحقوق الانسان في لبنان الدكتورة الهام كلاب في كلمتها الى المكرّم بالقول:" أنتم بيننا اليوم في المسار التاريخي العريق لتلاقي مصر بلبنان منذ حضارات ما قبل التاريخ، منذ أن كانت فينيقيا على الشاطىء اللبناني موقع تلاقي حضارة مصر بحضارات الشرق وموقع تفاعلها وعدا تبادل التأثير الفني والهدايا وخشب الأرز". واعتبرت أنه "إذا أسهم اللبنانيون في تجليات النهضة العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فقد أتاحت لهم مصر مرتعاً وابداعاً وحرية لأدبهم وفكرهم وصحفهم وشعرهم وفنونهم، فنعموا فيها بفسحة للمخيلة الإبداعية واطلاق فكر اصلاحي سياسي عربي جديد".
وكانت كلمة لرئيس الجامعة الدكتور مطانيوس الحلبي الذي أوجز فيها مسيرة الوزير حلمي النمنم الثقافية ورصانة تفكيره وجرأة موقفه، فهو المؤمن بالحياة الحرة الكريمة والانسان العربي الذي يحمل إرثاً ومخزوناً من الثقافة والتاريخ والإنتماء. وقال فيه:" لم يؤمن بحياد الثقافة فربطها بحاجة المجتمع وخصوصياته. عاين الذات العربية بمنظار ثقافي فوجدها تلهث باحثة عن جذورها ومداها الانساني. وجدها تعيش تمزقاً كيانياً وتلملم أشلاء هويتها بدلاً من أن تتحلى بالدينامية. ووجدها راقدة على فراش الزمن حالمة بالحرية فأيقظها وأطلقها قوة حيّة متحركة".
ورأى الحلبي أن الثقافة عند النمنم هي "موضوع تاريخي وفعل ايمان وحلم بفضاء انساني يعبق بأريج القيم والأخلاق، وهي تحتاج الى الحداثة والتجديد والدفاع عن الخصوصية الثقافية ، لذلك أدرك ان أمتنا تتهدد اليوم في مكوناتها التاريخية والنفسية، والتخلّف والقصور في التخطيط والسياسات الإنمائية".
وختم " كبير دوركم الثقافي، أنتم مع رواد عرب آخرين صانعو الزمن الجميل وعلامته الفارقة في الثقافة والإبداع، اسمك رائد ومبدع في استثمار الثقافة وفي السياسة الانمائية للأمة العربية".    
ثمّ سلّم الدكتور الحلبي الشهادة الفخرية للوزير النمنم الذي شكر الجامعة رئيساً وإدارة، معبّراً عن امتنانه لهذا الصرح الأكاديمي الذي يحترم الثقافة ويعمل على تعزيزها في المجتمع اللبناني. كما أعرب عن شغفه وحبه للبنان وأهله والمثقفين الذين رفعوا اسم لبنان عالياً بالرغم من ظروف الاضطهاد خلال الحقبات التاريخية. ولفت الى أن "العروبة السياسية فشلت، وإن آلية التفكك سريعة في مجتمعنا بينما البناء فصعب جداً؛ لكن العروبة الثقافية لم تفشل من المتنبي الى ابن خلدون فجرجي زيدان وروز اليوسف...". وأشار الى "أهمية التكامل والتواصل الثقافي بين لبنان ومصر"، وبأنه لا يقيم وزناً للتكريم إن أتى من دولة أوروبية أو أميركية وانما كان سعيداً جداً بأن ينال هذا التكريم من لبنان. هذا البلد المميز بدوره الوجودي وإرادته القوية للحياة.