الراعي عن الدولار الجمركي:ان العدالة لا تستقيم بان تأخذ الدولة من اناس منهكين لتعطي اناسا منهكين ايضا

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Aug 21 22|14:44PM :نشر بتاريخ

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، يعاونه المطران حنا علوان، الاب فادي تابت والقيم البطريركي في الصرح الاب طوني الآغا، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية، وعدد من الراهبات والمؤمنين
 
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها : "إمتحن يسوع إيمان المرأة بمحنتين: الأولى، عدم الإكتراث لصراخها: يا ابن داود، ارحمني. إبنتي يعذبها شيطان (الآية 22)، فلم يعرها أي اهتمام، وكأنه لم يسمعها. بل قال بشيء من التمييز العنصري، عندما ألح عليه التلاميذ ليلبي مطلبها: لم أرسل سوى إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل (الآية 24). الثانية، الإساءة إلى كرامتها البشرية. فلما سجدت على رجليه وقالت: يا سيد، ساعدني (الآية 25)، أجاب: لا يحسن أن نأخذ خبز البنين، ونطرحه للكلاب (الآية 26). فانتصرت على المحنة الأولى بالثبات في إيمانها والرجاء بأن يسوع لن يرفض طلبها فهو رسول الرحمة؛ وانتصرت على الثانية باحترامها الكبير ليسوع وحبها له وبجوابها المتواضع: نعم يا سيدي، وجراء الكلاب تأكل الفتات المتساقط عن مائدة أسيادهم(الآية 27). فامتدح يسوع إيمانها العظيم وشفى ابنتها للحال(الآية 28). إيمان المرأة الكنعانية المجبول بالرجاء والمحبة دعوة ومثال لنا جميعا، ولكل إنسان. دعوة ومثال لشعبنا في محنته الإقتصادية والمعيشية والمعنوية والروحية. دعوة ومثال للمسؤولين المدنيين والسياسيين عندنا لكي ينحنوا بالرحمة على شعبنا المتألم، ويتخلوا، ولو لمرة، عن مصالحهم ومكاسبهم غير الشرعية، ويخرجوا من ذواتهم وأنانيتهم وكبريائهم، ويتواضعوا
لو فعلوا ذلك مرة، لما أوصلوا الدولة إلى التفكك، والشعب إلى البؤس وحالة الفقر المدقع"

وقال: "بالنسبة إلينا يبقى إيماننا ثابتا وراسخا بأن الله هو سيد التاريخ، لا النافذون. وهو يتدخل ساعة يشاء وكيفما يشاء. من واجبنا الكنسي أن نخاطب ضمائر المسؤولين ونحضهم على تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات تتحمل مسؤولياتها الدستورية في كل يوم. ونحضهم على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية من دون زيادة يوم واحد. من المعيب حقا أنه منذ سنة 1988 أمسى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان عادة، كأن المعطلين يسعون إلى إيهام اللبنانيين بأن الرئاسة الاولى منصب شرف لا ضرورة مطلقة له، فالدولة تسير بوجود رئيس أو بدونه. فهل هي المرحلة النهائية في مخطط تغيير النظام والانقلاب على الطائف وإسقاط الدولة؟ لا يظنن أحد بأن الأمر بهذه السهولة. وليتذكر الجميع أن رئاسة الجمهورية هي ركيزة نشوء الكيان اللبناني ورمز وحدة لبنان. فبدون رئيس لا رمز ولا وحدة لبنانية. ولذلك أيضا نطالب برئيس يكون على مستوى الكيان والشعب والرمزية الوطنية، يبعث روح النهضة بالشعب ويرسم حدود الدولة ليس مع الدول المحيطة بلبنان فقط، بل مع قوى لبنانية تتصرف كأن لا منعة ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش

عندما نقول: لا نريد رئيس تحد، لا نعني أبدا أننا نريد رئيسا يتحداه الجميع. إن قدرة الرئيس على مواجهة التحدي والتحديات تنبع أساسا من أخلاقه ومناعته أمام الإغراءات وصموده أمام الترهيب واحتكامه إلى الدستور ورجوعه إلى الشعب في المفترقات المصيرية. وقدرته هي خبرته في الشأن العام والوطني، وفي كونه لا يأتي على أساس دفتر شروط هذا الفريق أو ذاك، بل على أساس رؤيته هو لمصير لبنان. ولذا، نطلب من جميع الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق الرئاسي إطلاق حركة اتصالات ومشاورات علها تتفق على مرشح يتميز بهذه الصفات"
 وختم الراعي: "يتحدث العديد من المسؤولين عن تحديد دولار جمركي بسعر 20 الف ليرة، مما سوف يزيد الكلفة على المواطنين، لتغطية زيادة رواتب في القطاع العام. إن العدالة لا تستقيم بأن تأخذ الدولة من أناس منهكين لتعطي أناسا منهكين أيضا، فالعطاء العادل يجب أن يكون من النمو الاقتصادي المستدام إستنادا الى خطة تعاف وعدنا بها ولا نزال ننتظرها منذ أشهر لا بل منذ سنوات. ونتساءل أين قانون الكابيتال كونترول؟ وأين قانون الموازنة وقد انقضى من السنة ثمانية أشهر؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام