عوده: الأكثر فسادا يحاضرون بالنزاهة والعفة ويدينون الفاسدين

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Aug 21 22|14:48PM :نشر بتاريخ

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، قداسا إلهيا في كاتدرائية مار جاورجيوس في بيروت بحضور حشد من المؤمنين

بعد الانجيل المقدس، ألقى عوده عظة قال فيها: "وقعت حادثة شفاء الشاب المصاب بالصرع بعد تجلي الرب على جبل ثابور ونزوله منه. فبعد أن أظهر المسيح مجد ألوهته لمختاريه الثلاثة، ها هو يواجه عدم إيمان الكون، وعجزه عن معرفة خالقه. حتى التلاميذ اعتراهم عدم الإيمان. لقد أخذ الأب الحزين ابنه المصاب بالصرع إليهم، لكنهم عجزوا عن شفائه. ومع أنهم نالوا موهبة إخراج الشياطين باسم المسيح، إلا أنهم لم يستطيعوا في هذه الحالة أن يعملوا بالموهبة. حدث هذا لعدم إيمانهم. فالصلاة باسم المسيح تتطلب إيمانا حيا بشخصه. لقد أظهر الله نفسه بعدة أسماء، وفي حين تأنسه أظهر لنا نفسه باسم "يسوع" الذي يعني "الله يخلص". إذا، في صلاتنا، نحن نلفظ أسماء الله باعتراف حقيقي بالإيمان، وبخوف وتقوى ومحبة. لا نعطي الألفاظ التي تحمل اسم الرب قوة سحرية، لكن عندما نتلفظ بها بإيمان وتقوى نمتلك الله مع لفظنا أسماءه، كما يقول القديس المعاصر صفرونيوس، وعندئذ ننال ما نطلبه"

أضاف: "الإيمان هو قوة تنقل الجبال، وتحول الإنسان الضعيف إلى ملك على الخليقة، كلي القدرة. يقول القديس إسحق السرياني إن الإيمان يجعل الإنسان مشابها للإله الخالق. هذا يعني أنه يمده بقوة مسيطرة على الخليقة، وأكثر من ذلك، يجعله خالقا من العدم، لأن "للإيمان سلطة إبداع خليقة جديدة كما يفعل الله... ومرارا يستطيع أن يصنع الكل من العدم"، كما يقول القديس إسحق. إذا أخذنا بهذا الوصف للإيمان، لا يمكن أن يكون مكان لعدم الرجاء لدى المؤمن، الذي لن يتزعزع إذا واجهته أية مشكلة، لأن القوة التي تنظم سير الأمور تكمن في داخله"

وتابع: "نسمع، في إنجيل اليوم، أن المسيح يربط الإيمان بالصلاة والصوم، مشيرا الى انه "ما حدث في بلادنا في الآونة الأخيرة، ولا يزال يحدث، يحتاج من الجميع صوما وصلاة، عل شياطين الأنا والطمع والتسلط والمصلحة تخرج إلى غير رجعة. علينا أن نتشبث بالإيمان، وأن نتوب إلى الرب، حتى يسمع صوت تضرعنا. يجب ألا نعبد الأوثان المتمثلة بشخص أو منصب أو ماديات. مهما علا صراخنا، لن يجد آذانا صاغية إن لم يكن متوجها إلى الرب، لأن أوثان الأمم لها آذان ولا تسمع، ولها عيون ولا تبصر، كما نقرأ في الكتاب المقدس. إذا، "صلوا كل حين ولا تملوا" (لو 18: 1). وليكن سلوكنا جميعا إنعكاسا لإيماننا العميق. وتابع، مشكلتنا في لبنان أن الأفواه تنطق بما لا يؤمن به القلب. ما أكثر الشعارات التي نسمعها، وما أحلى الوعود. لكن السلوك اليومي لمطلقيها يتنافى مع ما يقولون. هكذا نرى الأكثر فسادا يحاضرون بالنزاهة والعفة ويدينون الفاسدين، والمتهربين من العدالة ينصبون أنفسهم قضاة ديانين، وممارسي الحقد والضغينة يبشرون بالتسامح والمحبة، وأولئك الذين يستبيحون الدولة ودستورها وسيادتها وقوانينها يدعون وطنية مزيفة ويعيرون الآخرين بانتماءاتهم"

وختم عوده قائلا: "أملنا أن يصحو الضمير في أهل لبنان وسكانه، وأن يصوب الله سلوك كل مسؤول وزعيم  وقائد لتصبح أفعالهم مرآة لكلامهم، أو ليكون كلامهم مترافقا مع أعمالهم الصالحة، ومع إيمانهم بالله ومحبتهم لوطنهم لأن "الإيمان بدون أعمال ميت" كما يقول يعقوب في رسالته (2: 20)، آمين"

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام