كيف ظهرت رموز الاستجابة السريعة "كيو آر كود"؟
الرئيسية تكنولوجيا / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Aug 22 22|00:31AM :نشر بتاريخ
تتزايد شعبية استخدام رموز الـكيو آر كود بين الناس، حيث يتجه الكثير منهم إلى استخدامها للوصول إلى المعلومات، بل واستخدامها مؤخرا كذلك عند شرائهم للسلع والدفع مقابل الخدمات المقدمة. وقد كانت هذه التقنية من بنات أفكار أحد المهندسين في شركة (دنسو) للتصنيع بمقرها في محافظة آيتشي.
لقد قام منهدس شركة دنسو (هارا ماساهيرو) باختراع رمز الـكيو آر كود منذ 25 عامًا. وتم تحويل القسم الذي كان يعمل به آنذاك في وقت لاحق إلى شركة فرعية أُطلق عليها اسم (دنسو ويف)، حيث يشغل الآن منصب كبير المهندسين بها.
وقال ماساهيرو”إن الشركة سبق أن استخدمت الباركود لإدارة ومراقبة المنتجات والمكونات المصنعة، لكن النظام حينها كان غير فعال، وكان هناك ما يقرب من عشرة أكواد شريطية على أي صندوق، ولقد سئم الموظفون من الاضطرار إلى مسح الصناديق عدة مرات، وهذا ما دفعنا إلى التوصل إلى رمز يمكّن من نقل كمية كبيرة من المعلومات في مسح واحد“. حيث تمخضت فكرة رمز الكيو آر كودـ من الحاجة إلى مراقبة المنتجات بشكل أفضل.
ويتميز رمز الكيو آر كود بنمط ثنائي الأبعاد مكون من نقاط مربعة بيضاء وسوداء. ومن خلال هذا النمط يمكن تضمين معلومات مائتي مرة أكثر من الباركود الاعتيادي.
ويمكن أن تحتوي الرموز على معلومات أساسية مثل روابط المواقع الشبكية أو كميات كبيرة من البيانات التي تتكون من أكثر من 4,200 رمزًا أبجديًا ورقميًا يتم ترميزها في الأنماط. ومن أجل الوصول إلى المعلومات، يحتاج المرء فقط إلى مسح رمز الكيو آر كودـ.
واوضح ماساهيرو أن مصدر الإلهام لهذه التكنولوجيا جاء من خلال ولعه بالألعاب الإستراتيجية، مشيرا الى انه اعتاد ان يلعب لعبة (إيغو– لعبة استراتيجية على لوح خشبي) في استراحة الغداء. "وفي أحد الأيام، وبينما أقوم بترتيب القطع البيضاء والسوداء على اللوح الشبكي (لوح متقاطع الخطوط)، تفطنت إلى أنها تمثل طريقة مباشرة لنقل المعلومات. لقد كانت لحظة مفصلية".
وإذا كان الفضل يرجع إلى ماساهيرو باعتباره أول من استلهم الفكرة، فإن فريق عمل شركة (دنسو) للتطوير مسؤول عن بناء الرموز على النحو التي هي عليه اليوم. ولفت ماساهيرو الى ان ”الوصول إلى الفكرة هو بداية الطريق، لكنك تحتاج إلى نظام يدعم استخدامها أيضًا". ونظرًا لافتقار (دنسو) للموارد اللازمة لتطوير التكنولوجيا من تلقاء نفسها، استعاضت عن ذلك بأن جعلت براءات الاختراع مفتوحة للجميع أملًا في أن تستخدم الشركات الأخرى تقنية رموز الكيو آر كود.
وبالفعل نجحت الخطة الموضوعة، ولاحقًا أصبحت الشركات في جميع أنحاء البلاد تستخدم التكنولوجيا. ومع ظهور أجيال من الهواتف المحمولة المجهزة بالكاميرات، بدأت رموز الكيو آر كودـ تشق طريقها بنفسها بين العوالم التكنولوجية
واشار الى ان "هذه التكنولوجيا التي خرجت إلى النور من محافظة آيتشي تستخدمها الآن أيضًا الشركات في الخارج. ففي متجر (أمازون غو)، وهو متجر ذاتي التشغيل في مدينة سياتل بالولايات المتحدة، تُستخدم رموز الكيو آر كود للتعرف على المتسوقين الذين يدخلون المتجر. كما أن التكلفة المنخفضة لتشغيل تقنية رموز الكيو آر كود جعلت بدورها الرموز خيارًا في المتناول بالنسبة للشركات في الدول النامية."
و بالرغم من سعادة ماساهيرو ببزوغ نجم فكرته، حيث تنتشر بين الأوساط التكنولوجية بمجموعة واسعة ومتزايدة من أحدث الخدمات الا انه مصر على أنه لا يزال هناك الكثير من الإمكانات التي لا حدود لها لاستخدامات الرموز، لافتا ”أود أن أرى رموز الكيو آر كود تحوي معلومات طبية يتم توزيعها على الأفراد لاستخدامها في حالات وقوع الكوارث، حيث يمكن للموظفين في مراكز الإخلاء مسح الرموز، مما يسمح لهم بتوفير الخدمات الطبية المناسبة“. ومع المضي قدمًا، يعتقد أن هناك تطبيقات جديدة ستظهر تتجاوز ما كان يحلم به في البداية
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا