خاص ايكو وطن :هل يعيد إجراء الإمتحانات الرسمية بناء قطاع التربية في لبنان؟

الرئيسية تربية / Ecco Watan

الكاتب : ليال نصر
May 29 22|15:44PM :نشر بتاريخ

 

 

بعد أقل من شهر، ستجري الإمتحانات الرسمية في لبنان لمرحلتي البروفيه والثانوي، فما مدى جدوى هذه الإمتحانات؟ وكيف ستؤثر الظروف التي تجري فيها على مسارها وعلى قطاع التربية بشكلٍ عام؟ 

 

 من حيث الجدوى، رأى القيادي في التيار النقابي المستقل جورج سعادة في حديث لموقع إيكو وطن أن الامتحانات الرسمية لصف البروفيه لا ضرورة له، كما أن هذه الشهادة  لم يعد لها أي قيمة إلا صرف مبالغ من المال في وقت دائرة الامتحانات لا تملك المال وتسعى للحصول عليه بطرق شتى ومنها كما قال سعادة: "الشحادة" من دول مانحة ومنظمات دولية.

 

من جهة ثانية، ستجري هذه الامتحانات ليترفع منها مجموعة ممن يهتمون بالامتحانات الرسمية وهم محظوظون من قبل السلطة.

 

ورأى سعادة أن ليس لهذه الامتحانات أي أهمية علمية إذ تجري في أجواء يسودها الغش بشكلٍ كاسح. ولفت إلى أن ألاجدر إجراء هذه الإمتحانات في المدارس وعلى مسؤوليتها بحيث تكون النتائج أكثر موضوعية وصدقية ليترفع من يحق له الترفع ويعيد صفه من لم يستطع النجاح ولا يمتلك المستوى المطلوب ليترفع إلى المرحلة الثانوية.

 

أما بالنسبة للشهادة الرسمية الثانوية، فقال سعادة إنه من الضروري إجراؤها لأن مختلف الجامعات الداخلية والخارجية لا تقبل بترفيع أي تلميذ في هذه الشهادة ترفيعاً آلياً عبر شهادات نجاح لا رصيد لها حيث هُددت المرة الماضية وأُلغِيَت وحصل التلاميذ على إفادات أيام الوزير الياس بو صعب وبدل إعطاء الأساتذة حقوقهم والتلاميذ حقهم في معرفة مستواهم بالنجاح، ضرب حقوق الأساتذة بصفته رئيس حربة للسلطة وضرب المستوى التعليمي وتعب التلاميذ لمدة سنة.

 

وأضاف سعادة أن هذه الشهادة بمختلف فروعها يجب أن تجري  وبآلية مراقبة دقيقة حيث لا يسود الغش لنعيد لهذه الشهادة قيمتها العلمية والمعنوية والسياسية كون الشهادة الرسمية يجب أن تكون شكلا من أشكال السيادة لهذا الوطن بما تمثل من مستوى علمي للشعب اللبناني

واقترح أن تكون هذه الشهادة شرطاً أساسياً للعبور إلى الجامعة على كل لبناني مقيم على الاراضي اللبنانيه يريد أن ينجح في هذه الشهادة ليترفع إلى الجامعة كما يحصل في كل بلدان العالم.

 

أهمية الشهادة الرسمية رغم كل الظروف

 

رأى جورج سعادة أن الشهادة الرسمية رمز من رموز السيادة

،لكن بالنسبة إلى الظروف التي ستجري فيها الامتحانات

فستجري في وقت تلاميذ المدارس الخاصة أخذوا المنهاج بشكل هادئ ومستمر طيلة هذه السنة  ويتمتعون  بكامل القدرة والثقة إلى التقدم لهذه الامتحانات واجتيازها

أما فيما خص المدارس الرسمية وبما شابها من تحركات واضطرابات، فانقطع التلاميذ عن التعلم فترات عديدة ، لذلك فإن عدم الاستمرارية والتواصل والتركيز سيؤدي إلى عدم القدرة على امتلاك المعلومات اللازمة من أجل التقدم إلى الامتحانات بروح ومعنويات مرتفعة  لكن وللاسف ما ستقدم عليه الوزارة كما في السنوات الماضية هو فلت المراكز وترك الغش يسودها لتحقيق النجاح دون أي مسوّغ علمي أو معنوي وهذا له نتائج سلبية قاتلة ومدمرة للتعليم الرسمي في لبنان بشكل أساسي وحتى للتعليم في كل لبنان حيث التلميذ في المدرسة الخاصة في السنة المقبلة لا يتحمس إلى العمل والدرس حيث أنه سينجح في الامتحانات التي سيذهب إليها في الامتحانات الرسمية

 

من يتحمل المسؤولية؟

 

هذه الامتحانات في هذه الظروف لا يتحمل مسؤوليتها الأساتذة في المدارس والثانويات الرسمية قال سعادة لأن هؤلاء الأساتذة لم يتخلوا عن دورهم يوماً بل كانوا يقومون بعملهم بإتقان وبضمير حي ومثابرة وكانت النتائج السابقة عندما كانت الشهادة الرسمية ذات معنى وجدية، تعبر عن هذه الجدية

 أما وقد حصل ذلك، فلأن الأساتذة لم يستطيعوا اكمال عملهم بسبب رواتبهم التي لم تعد تكفي لأكثر من خمسة أيام من الشهر

بالإضافة إلى بدل النقل الذي لم يعد يكفي لأكثر من أسبوع للانتقال إلى مدارسهم، كما أن التغطية الصحية انتهت وأصبح هؤلاء الأساتذة بحالة خوف دائم من المرض هم وعوائلهم كما أن الأساتذة مضطرون للاشتراك الخاص في الكهرباء للتحضير والتصحيح ودفع أكثر من ثلثي الراتب بدل اشتراك في المولّدات الخاصة فيما الدولة متخلّية عن دورها بتأمين الكهرباء للناس

 

ما هو دور روابط المعلمين؟

 

امام هذه الظروف وبعد الاحتجاجات التي قاموا بها لنيل ،حقوقهم

رأى سعادة أن على  روابط المعلمين أخذ القرار بتنفيذ الامتحانات الرسمية  وضبطها لمنع الفساد والتزوير والغش لكن على هذه الروابط مقاطعة التصحيح للضغط على هذه السلطة  من أجل الحصول على حقوقهم كاملة لأنهم فقدوا كل حقوقهم واصبحوا في اسفل السلم الاجتماعي وشدد على أن ورقة مقاطعة التصحيح هي ورقة ضاغطة استطاعت أن تحقق للأساتذة من قبل كامل مكتسباتهم

وان لم يفعلوا ذلك فإن هؤلاء الروابط يكونون قد رهنوا أنفسهم لأحزاب السلطة وأشار إلى أنهم تخلوا عن هذه الورقة لعدة سنوات ماضية

 

ماذا عن المنهاج التربوي؟

 

بخصوص إمكانية إنهاء المنهاج بعد الإجراءات الثلاثة التي اخذتها الوزارة بتخفيفه، فإن إنهاؤه بشكل متقطع يؤدي إلى تبخر المعلومات وعدم استيعابها بشكل يمكّنهم من المقدرة على استيعاب وإدراك المعلومات اللازمة ليكونوا مستعدين كما يجب للامتحانات.

 

 

 ما هو رد وزارة التربية على رأي النقابات؟

 

قال المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر لموقع إيكو وطن إن جميع النقابات أكدت أهمية إجراء الامتحانات الرسمية للقطاعين الرسمي والخاص خصوصاً أنه خلال السنتين الأخيرتين انخفض مستوى التعليم وأصبح متدنياً جداً خصوصاً في الصف الثانوي الاول بسبب توقف امتحانات البروفيه في العامين المنصرمين . ورأى أن امتحانات البروفيه ضرورة طالما المناهج التعليمية ما زالت على هذا النحو وعندما تتطور مناهج التعليم وأنظمة التقييم، عندها يعاد النظر  بالبروفيه والثانوي وكيفية إجراء الامتحانات الرسمية. أما بالنسبة لكلفتها على الدولة اللبنانية فأكد الاشقر أنها أقل بكثير من النتيجة المتوخاة من حصولها ونتائجها على التربية . وأضاف: "إذا قارنّا تكاليف الامتحانات الرسمية والتربية فلا يمكننا أن نوازن بينهما  أو نقيس الموضوع بكلفته، فالتربية قررت أن تتيح للطالب مواد اختيارية لأن هذا العام كان استثنائياً وهذه الطريقة ستخفف من التكاليف بسبب تخفيض عدد ايام الامتحانات الرسمية من أربعة أيام إلى يومين كذلك تم تخفيض المواد التي ستصحح ما يخفض كلفة المراقبين والمصححين" . وأكد الاشقر أن الأساتذة في القطاع الرسمي لم يقولوا أبداً إنهم لا يريدون المشاركه بالامتحانات الرسمية ولم يكن هناك أي إعلان رسمي بهذا الشأن من قبل الروابط بل على العكس، الروابط كلها شجعت الامتحانات الرسمية للبروفيه والثانوي وهذا واضح من خلال الطلبات على المشاركه بالامتحانات، وما يوثق ذلك هو الطلبات على الرابط الخاص للأساتذة الذين يريدون المشاركه بالتصحيح. كما أن الكثير من المعلمين يطلبون المشاركه بالمراقبة خاصة بعد التعديل  بالمرسوم ودخول المستعان بهم بعملية التصحيح والمراقبة وإذا اضطر الأمر ستتم الاستعانة بالقطاع الخاص.

 

 . هل سيكون هناك دورة ثانية للطلاب؟

 

أكد الأشقر أنه ستجرى دورة ثانية تتيح للطلاب فرصة النجاح . أما بالنسبة إلى الكلفة الاقتصادية ومهما كان الوضع الاقتصادي في البلد، فمن الضروري إجراء الامتحانات ولا يمكن للطالب اللبناني أن يقول لاصحاب الجامعات في الخارج "لم أُجرِ امتحانا رسمياً في لبنان لأن ليس هناك تكاليف ولذلك حصلت على إفادة". كذلك فإن الشهادة الرسمية هي التي على أساسها يؤخذ التلاميذ إلى الخارج وعلى أساسها تعطى المنح بالاضافة إلى حرص الوزارة على عدم تكرار المشاكل التي حصلت في السنوات الماضية. ثم إن إعطاء الافادات لطلاب البروفيه غير صحي لا إدارياً ولا لوجستياً فهناك الكثير من الطلاب الذين تسجلوا بأعمار  ٣٠ و ٤٠ عاماً للبروفيه وبهذه الطريقة يكون قد أعطي المستحق وغير المستحق إفادة نجاح. ورأى الاشقر أن عدم إجراء الامتحانات الرسمية هو تدمير لقطاع التربية بشكلٍ نهائي.

 

 

 

  من الضحية الأساتذة أم الطلاب؟

 

قال المنسق التربوي لاتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة نعمة نعمة لموقع إيكو وطن إن القصة أعمق من القشور  أو الظواهر التي نراها، فالموضوع ليس فقط أساتذة يأخذون الطلاب رهينة، بل إن أداة الإنتاج في عملية التعليم والشخص المنتِج في التعليم هو المعلم والمنتَج هو المعرفة التي ينقلها للطالب، فكيف إذا لم يكن الشخص المنتِج قادراً أن يذهب إلى عمله بانتظار المساعدة وهي عبارة عن بدل نقل. واضاف نعمة: "بما أن المنتَج هو الطالب فسيكون الضرر على الطلاب لذلك لا نستطيع القول إن الأساتذة استخدموا الطلاب كرهينة إنما أسلوب العمل خطأ من الروابط والنقابات نتيجة تحكم السلطة بالقيادات النقابية المشوهة وغياب ثقافة عمل نقابي جيد كي لا يقعوا "ضحية بسبب الممارسات الخاطئة.

 

 ورأى نعمة أن ما حصل بسبب هذه الفوارق والتخلف في العمل النقابي، جعل من الأساتذة والطلاب ضحايا، فكلاهما يدفعان الثمن.

 

 كما رأى أنه في هذه المرحلة كان يفترض أن يحصل نوع من التعاضد الاجتماعي ليصل الجهات إلى حلول أفضل بفعل ممارسة تعاضدية إجتماعية أهلية تحمي على الأقل المعلمين وهذا لم يحصل. فحكماً دفع الثمن كلاهما لأن قسماً كبيراً من المعلمين حتى الساعة لم يحصلوا على المساعدات الاجتماعية التي وعدوا بها  فيما لا يزال راتب بعض المعلمين مليون ونصف. وهذه الحالة موجودة بكثافة بالإضافة إلى المتقاعدين الذين لا يصل معاشهم إلى المليون ليرة في بعض الأحيان.

لذلك فإن المعلمين والتلاميذ ضحايا نظام وسلطة تتعمد أن يحصل الصراع بين الضحايا فيما الصراع يجب أن يكون بين النقابة والسلطة، والتعاضد المجتمعي لم يكن كافياً لإجراء حلول فيما السلطة المتوحشة تفتعل معارك بين الضحايا.

وما ساهم أكثر في تأجيج الصراع، هو ضياع قرارات وزارة  التربية بتحديد آلية عمل استثنائية لحالات الطوارئ.

 وسأل نعمة أين مساعدة السبعة وثلاثين مليون دولار التي كانوا موعودين بها؟ وهل توزعت بشكل عادل ام لا؟ وماذا حصل في المناهج؟ وكيف تعدلت؟ وما الهدف من الامتحانات الرسمية فيما ليس هناك آلية تقييم للمهارات التي تسمح بانتقال الطالب من المرحلة الثانوية إلى الجامعية؟  .

كذلك، أضاف نعمة، نحن أمام فارق تعليمي مدته سنتان ونصف وهذا لم يتم تعويضه، لذلك فإن تقييم الطلاب قاصر لأن مهاراتهم غير مكتسبة ومجرد حصول امتحانات في هذه الظروف هدفها ضرب التعليم العام. وواضح من هذه الخطة أنهم يحاولون رفع التعليم العام عن كاهل الوزارة والدولة ورميه على التعليم الخاص وإلا لماذا أضرب أساتذة التعليم الرسمي. ولفت نعمة إلى أن سياسة الوزارة ذاهبة باتجاه ضرب التعليم الرسمي وقال: "هذا واضح من خلال الموازنة التي تبلغ مليار وثلاثمئة وخمسين مليون تقريباً وهي ضعيفة جداً مقارنة بالناس التي تدفع للتعليم الخاص "ضعف هذا المبلغ وهذا ضد حق التعلم.

 

   

إذاً، ستجري الامتحانات هذه السنة في ظروف لن تحدد فعلاً مستويات الطلاب وعلى أي أساس ومعيار سينجحون، فهل فقد التعليم في لبنان قيمته؟ وما جدوى التعليم إذا كانت الشهادات توزّع لمن يستحق ومن لا يستحق ؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan