دائرة رجال الأعمال في " القوات اللبنانية" نظمت ندوة عن الذكاء الاصطناعي
الرئيسية تكنولوجيا / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Aug 23 23|22:56PM :نشر بتاريخ
نظمت دائرة رجال الأعمال في " القوات اللبنانية" ندوة تحت عنوان "تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الأعمال" في فندق Le Royal في ضبيه، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني، النائب رازي الحاج، النائب سعيد الأسمر، النائب السابق فادي سعد، رئيس مصلحة أصحاب العمل طوني الدكاش، رئيس دائرة مصلحة رجال الأعمال طوني ابي حبله، اعضاء المجلس المركزي وحشد من رجال الأعمال.
واستهلت الندوة بالنشيدين اللبناني والقواتي ثم ألقى الدكاش كلمة شرح فيها مفهوم "الذكاء الإصطناعي" الذي هو من صُنعِ الذكاء الطبيعي، وإن تفّوقَ عليه سرعةً وإستيعاباً وتقنيات. ولفت الى انه "صنيعة البشرِ، وينبغي ان يكونَ بالتالي في خدمةِ البشريةِ، ولاسيما في قطاع الأعمال، فكلُّ جديد له "رهجة"، ولكن مع الذكاء الإصطناعي الرهجة بالنسبة للبعض، مشوبة بالحذر الذي يجب عدم تجاهله ولكن في الوقت عينه من الضرورة ألاّ يَحُول دونَ اقدامِنا وبثقة على استخدامه لما يؤمنه من تسهيل وتسريع واختصار وتنويع، في إطار خيارات واسعة وشاملة."
وأكد أن "مصلحة أصحاب العمل في "القوات اللبنانية"، ومن خلال دائرة رجال الأعمال تحرص على مواكبةِ كلِ تطور وكل جديد بإنفتاح وموضوعية، وبذكاءٍ طبيعي لا بتذاكٍ مصطنع، لأن ما يهم عدم التوقّف أو التأخر عن سائر الدول والمجتمعات بحجة أزمات سياسية من هنا، وأزمات إقتصادية وإجتماعية من هناك".
تابع: "لن نستطيعَ ان نصّلح بالذكاءِ الإصطناعي ما أفسده بعض السياسيين بسبب فسادهم وإرتهانهم بذكائهم او بغبائهم الطبيعي، ولكن يمكننا ان نوظّف الذكاء الإصطناعي للمساهمة في تحسين أعمالنا وتطوير قدراتنا، مما يَخدم الوطن ونهوضه من الهوّة او من جهنم التي بشّرونا به.انطلاقاً من هنا، يهمنا ان ندرس بدقة وشمولية وعلم واحتراف، التأثير الذي لا بد ان يكون لـ "الذكاء الإصطناعي" على قطاع الأعمال ، كي نعي كيفية التصرف والتعاطي وكي ندرك متى ينبغي ان نتدَخَل او نصوّب."
وأوضح الدكاش أن "الذكاء الإصطناعي""يفتح الباب الواسع أمام تسريع العمل وتوسيع مجالاته ويساعد في بناء استراتيجيات جديدة ويقدّم أبعاداً أخرى في توفير البيانات وقراءتها، وإقتراح الخطط، كما يسهل التعامل بين مختلفِ أجنحةِ العمل من رجال أعمال، وموظفين، وعمال وعملاء."
ختم: "أحياناً كثيرة يكون الإنسان عدو نفسه، ونحن لا نريد ان نعادي أحداً، لا أنفسنا ولا الآخرينَ بل نريدُ ان نبني وطناً حقيقياً لا إصطناعياً، وإقتصاداً حقيقياً لا إصطناعياً، ولذلك فلنوظف الذكاء الإصطناعي من أجل نجاحات حقيقية."
بدوره، رأى ابي حبله أن "الذكاء الإصطناعي يهدف إلى تطوير أنظمة الكمبيوتر التي يمكنها أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل فهم اللغة الطبيعية والتعرف على الأنماط، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات المعقدة، كما يشمل العديد من الحقول الفرعية، بما في ذلك التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية ورؤية الكمبيوتر والأنظمة الخبيرة والروبوتات".
وشرح ان "التعلم الآلي، يركّز على أحد أبرز فروع الذكاء الاصطناعي، على تصميم "الخوارزميّات" التي تمكّن الآلات من التعلم من البيانات والتكيف معها، وبالتالي تحسين أدائها بمرور الوقت".
اضاف: "يتم تطبيق تقنية "الذكاء الاصطناعي" في العديد من الصناعات والمجالات مثل الرعاية الصحية والتمويل والتصنيع والنقل والترفيه، وعلى سبيل المثال لا الحصر. هذا المجال لا يزال سريع التطور، في ظل مناقشات مستمرة حول آثاره الأخلاقية، ومخاوف الخصوصية، والتأثير المحتمل على سوق العمل."
واذ رأى أهمية "تحقيق التوازن الصحيح بين تسخير قوة "الذكاء الاصطناعي" ومعالجة هذه التحديات من أجل تنفيذه المسؤول والمفيد"، شدّد ابي حبله على أن "الذكاء الاصطناعي" يحمل وعدًا كبيرًا لتحويل جوانب مختلفة من حياتنا، وإحداث ثورة في الصناعات، وحل المشاكل المعقدة، لذا اعتبر انه مع استمرار هذا المجال في التقدم، تبدو إمكانيات الابتكار والتقدم بلا حدود.
كما تحدّث حاصباني في جلسة الإفتتاح، عن "أهمية هذه الندوة اذ تكمن بانها عُقدت في خضم كل المشاكل والتراجع على مستوى الاجتماعي المالي والاقتصادي والسياسي في لبنان وتظهر ان هناك مجموعة تفكّر الى الامام دائما كي لا نغرق في وحول الحاضر من دون بناء وطن المستقبل واقتصاده ومجتمعه".
تابع: "هذه هي طبيعة اللبناني، ففي عزّ الحرب كان هناك مجموعة من المفكّرين كانطوان نجم وجورج فريحة يسعون الى بناء لبنان المستقبل فيما كان يخوض المؤسس الرئيس الشهيد بشير الجميل معارك توحيد البندقية مقابل المخاطر التي كانت تحدق بلبنان في ظل غياب الدولة. في الوقت نفسه، كان "البشير" يفكّر مع هذه المجموعة في كيفية اعادة بناء الدولة وبناء مستقبل لبنان لايمانهم بأن الوطن ليس فقط وطن الأجداد والأباء بل وطن الأولاد والاحفاد، ومن هذا المنطلق نعمل اليوم سويا لنرى كيف يمكن للتحول العالمي في التكنولوجيا والثورة الرقمية ان تتحوّل الى الثورة الصناعية الرابعة التي ستؤثر على نمط عملنا في كل المجالات".
واذ أسف لأننا "نجبر في اوقات معينة عندما نفكر في المستقبل ان نخوض معارك يومية"، اعتبر حاصباني اننا "ننتقل اليوم مع "الذكاء الاصطناعي" الى مرحلة نُتوِّج فيها انتاج الثورة الرقمية وننتهي منها للبدء بمرحلة جديدة وهي "الثورة الصناعية الرابعة" التي في حال لم نكن بجهوزية لها فعندها لن ننجح بالدخول في المجتمع العالمي والكوني. انطلاقا من هنا، رأى ننا "في لبنان اعتدنا على اضاعة الفرص لذا من غير المسموح ان نسمع لأصحاب الغباء الطبيعي حرماننا من مواكبة الذكاء الاصطناعي".
وشارك حاصباني في الجلسة الاولى من الندوة، مشيرا الى ان "الذكاء الاصطناعي" يعطي وسائل وخدمات لتحسين المجتمع في كل قطاعاته بغية توفير الطاقة الجسدية والإنتاجية لاستخدامها في مكان آخر. وأوضح انه ليس بجديد بل بدأ مع مسار تاريخ البشرية لذا هو لا يُعدُّ مصدرا للخوف و"الحاجة ام الإختراع".
وأدار هذه الجلسة الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم الذي شرح اساسيات "الذكاء الاصطناعي" وكيفية ارتكازه على البيانات الضخمة وعلى موضوع الخوارزميّات (اي البرمجيّات). وتحدّث عن تأثيره على مختلف القطاعات ومخاطره بدءاً من التزوير (صوت، صورة، فيديو...)، مؤكدا ان الحدّ منه يتطلّب التوعية وتشريع القوانين.
اما النائب السابق فادي سعد الذي أثنى في مداخلته على أهمية "الذكاء الاصطناعي" وتأثيره الايجابي في المجال الطبي، فرأى ان هذه التقنية تؤدي الى خسارة بعض فرص العمل ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن الطاقم البشري بل الاستفادة منه في وظائف وأمكنة أخرى. وشدد على ان "الذكاء الاصطناعي" انتج تحوّلا كبيرا في مختلف المجالات، من هنا يتوجّب على الانسان حسن استخدامه لأنه "قويٌ وخطر" في آن معا". أردف: "إنه قويٌ لأنه يطور ذاته واستعماله غير محدود، فعلى سبيل المثال، تطبيقه في القطاع الطبي مهم جدا بدءاً من التشخيص الدقيق واعطاء العلاجات الملائمة بشكل لا تتعارض مع أدوية وعلاجات أخرى، وصولا الى الإدارة الطبية".
سعد الذي جدد التأكيد على ضرورة وضع ضوابط لـ"الذكاء الاصطناعي"، لفت الى انه يُجنّب الأفراد من تكرار الأخطاء في المجالات كافة ولا سيما على الصعيدين السياسي والمالي.
كما تناول المحامي شربل نصار التشريع القانوني لموضوع "الذكاء الاصطناعي"، مشددا على وجوب توحيد التشريعات والقوانين بين الدول في هذا المجال. وقال: "لا يمكن لـ"الذكاء الاصطناعي" ان يحلّ مكان القضاة والمحامين إذ ان عمَلهم يرتكز على امور حسية وتصرفات ويرصد المشاعر والأحاسيس ما يتطلب الحضور الجسدي والاحتكاك المباشر بين المعنيين. فعلى سبيل المثال، في بعض الأحيان، يأخذ القاضي في عين الاعتبار في حكمه الحركات الجسدية للمتهم وتصرفاته ومشاهدات أخرى خلال التحقيق ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي لحظه. بالتالي نحن بعيدون عن امكانية استبدال القاضي او المحامي في هذا المجال بـ"الذكاء الاصطناعي".
ونقل رجل الأعمال طوني جعجع تجربته في موضوع "الذكاء الاصطناعي" وكيف استفيد منه في شركات الإغتراب، معتبرا انه يساعد في تخفيف تكاليف المؤسسات على الصعد كافة من خلال البرامج التي يقدّمها. وحضّ الشركات اللبنانية للسير في هذا الاتجاه، بهدف تطويرها وتوسيع مجالاتها وزيادة انتاجيتها ووجوب اعتماد برامج الشركات الخارجية ما يخفف من الأعباء المالية، في ظل الوضع اللبناني المتأزم.
اما الجلسة الثانية التي أدارها ابي نجم، فاستهلت بمداخلة عضو لجنة تكنولوجيا المعلومات النائب رازي الحاج حيث اعتبر ان "لبنان متأخر بالمجال التشريعي وليس فقط في مجال "الذكاء الاصطناعي" والموضوع التكنولوجي والتحول الرقمي، فنحن في مكان والعالم في مكان آخر، لذا كان من المهم ادخال مفهوم التحول الرقمي، لذلك وضعت استراتيجية له شاركت باعدادها عام 2019 مع وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية".اضاف: "وُضعت آنذاك استراتيجية متكاملة بكل ابعادها ولكن للأسف مع تغير الوزراء ألغي قسمٌ مهم منها يتعلق بالحوكمة، لاسباب سياسية."
واعتبر ان اللجان النيابية لا تضم نوابا متخصصين، من هنا علينا البدء بخطوات ثابتة في نظام متين قبل الوصول لـ "الذكاء الاصطناعي". انطلاقا من ذلك، لفت الى انه "لهذا السبب تقدّم تكتل "الجمهورية القوية" باقتراح قانون انشاء الوكالة الوطنية للتحول الرقمي بهدف ايجاد جهة تلعب دور الهيئة الناظمة وتهتم بكل هذه المواضيع، وصولا الى "الذكاء الاصطناعي"، خصوصا اننا نعاني في لبنان من تعدد المراجع والجهات وتضارب الصلاحيات".
واذ أكد ان "التكتل" يخوض مواجهة على كل الجبهات، سياسية، علمية وتقنية في قلب اللجان النيابية، كشف الحاج عن تحضير سلة من المشاريع بانتظار عودة الحياة التشريعية الى طبيعتها.
كما نقل الاعلامي فيليب ابو زيد تجربته في المجال الإعلامي، معتبرا ان "قيمة العمل الانساني تنتفي في ظل الذكاء الاصطناعي، فالصحافي يكون في تماس مباشر مع الناس وينقل الحدث ومشاعر الرأي العام ما لا يمكن ان يحققه الذكاء الاصطناعي. من هنا، شدد على ان العمل الصحافي يتأثر بهذه التكنولوجيا الجديدة ولكن لا يمكن ان تحل مكان الإعلامي الذي يدخل في كل "تفصيل" متعلق بعمله.
بدوره، اعرب رجل الأعمال جان ميشال عون عن أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال الاستثمار الذي يساهم في تطور أسرع للقطاع وانتاجية أكبر. ولفت الى ان المجال الاقتصادي والاستثمارات كان من اول المجالات التي دخل فيها الذكاء الاصطناعي وبات مندمج اليوم في كل مجالاتها، اذ من الممكن الاعتماد عليه فهو لا يتطلب الاعتماد على الامور الحسية والتواجد المباشر.
فيما تداول المهندس وسام غضبان الثورة الصناعية الرابعة التي رأى انها اصبحت في نهايتها اذ تناول تأثيرها على شركات الهندسة واعتبر انه "لا عودة الى الوراء" في ظل الاستراتيجية الجديدة للثورة الصناعية. ودعا رؤساء الاموال واصحاب الشركات والمؤسسات والموظفين والطلاب الى مواكبة "الذكاء الاصطناعي" والاستفادة منه بشكل ايجابي.
وختم اللقاء بنقاش حواري بين المنتدين والحضور.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا