المطران عودة: أسف لهتاف الشباب بأرواحهم فداء لزعماء لا يتألمون لمعاناة البشر

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Sep 04 22|15:41PM :نشر بتاريخ

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
 
بعد قراءة الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "في إنجيل اليوم سمعنا حوارا بين شاب وبين الرب يسوع حول الصلاح والحياة الأبدية. هذا المقطع الإنجيلي يصور لنا معاناة كل شابة وشاب في عالمنا اليوم. كلهم قد يريدون أن يكونوا من الصالحين، لكنهم لا يعرفون الطريق نحو الصلاح، الأمر الذي عبر عنه الشاب بسؤاله: "أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل من الصلاح لتكون لي الحياة الأبدية؟" عالم اليوم تائه، وقد أصاب البشر بالضياع. فمنهم من يرى الصلاح من خلال عدم أذية الآخرين، والبعض الآخر يراه في احترام كبار السن، أو محبة الحيوانات والطبيعة وسائر خلائق الله، أو الإنقطاع عن أكل اللحوم تعبيرا عن تلك المحبة. إلا أن بعضهم، مع الخير الذي يعملونه، لا يعترفون بوجود الله، بل بناموس طبيعي يربط بين البشر، وبين الخلائق كلها. إذا، ما يفرق بين هذه الفئة من البشر، وبين المؤمنين المسيحيين، أن المسيحي يربط بين الأفعال الحسنة، وبين محبته لله الخالق، كما قال الرسول بولس: «وكل ما عملتم بقول أو بفعل، فاعملوا الكل باسم الرب يسوع، شاكرين الله الآب به" (كو 3: 17)، وأيضا: «إذا كنتم تأكلون أو تشربون، أو تفعلون شيئا، فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1كو 10: 31). هذا ما كان يفعله الرسل، عندما كانوا يشفون المرضى، لأنهم ما كانوا يقومون بذلك باسمهم الشخصي، أو باسم قوة خارقة سحرية، بل باسم الرب ولمجده. لقد تعلموا هذا الأمر من معلمهم، الرب يسوع المسيح، الذي لم يقم بأي عمل قبل تقديمه الشكر لله الآب، وإعلان أن كل ما يعمله من صلاح هو لكي يؤمن البشر. إذا، من يفعل أفعالا صالحة بعيدا عن الرب، إنما يفعلها لمجده الخاص".
 

وتابع عودة في عظته : نأسف أن الشباب يثقون بزعماء أرضيين أكثر من ثقتهم بالله الخالق. يثقون بزعماء لم يحسنوا إدارة البلد ولم يتقنوا المحبة والعطاء، ولم يفسحوا للرب مجال العمل في قلوبهم، زعماء يستغلون الشعب ومقدرات البلد عوض أن يستغلوا الوزنات المعطاة لهم من الرب ويثمروها ليتضاعف إنتاجهم ويكثر حصاد البلد. نحن نعاني من اللامسؤولية وانعدام الأخلاق وقلة الإيمان. نعاني من عدم السعي نحو الصلاح الذي طلبه الشاب في إنجيل اليوم. نعاني من الاستهتار وعدم المحاسبة، مما يدفع مثلا بعض المتعهدين والمسؤولين عنهم إلى التغاضي عن الطرقات المظلمة والمفخخة بالباطون والحفر، جاعلين إياها مصيدة تخطف الشباب وتيتم الأطفال وتكسر قلوب الأهل والإخوة. نأسف أن الشباب يهتفون بأرواحهم ودمائهم فداء لزعماء لا يتألمون لمعاناة البشر،  بدل وضع كامل ثقتهم برب سفك دمه على الصليب من أجل خلاصهم. نأسف أن الشباب يهاجرون، عوض السعي إلى إنقاذ وطنهم. يخبرنا الكتاب المقدس أمرا لا شك فيه، وهو أن الله «صادق» وأن كل إنسان «كاذب» (رو 3: 4)
 
وختم عوده: "لذا، دعوة الرب لنا في هذا اليوم المبارك، أن نترك كل شيء، وكل مستعبد، من بشر وماديات، وأن نتبعه هو وحده الصادق والمحب البشر، وأن نربط بين أعمال الصلاح التي نقوم بها وبين المحبة التي نتعلمها منه، ناقلين إياها إلى كل من هو حولنا".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام