كتب خبير المخاطر المصرفية محمد فحيلي في ايكو وطن :توزيع ادوار والدولار يتسلل صعودا
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : الدكتور محمد فحيلي
Sep 21 22|14:51PM :نشر بتاريخ
توزيع أدوار والدولار يتسلل صعوداً.
من الواضح أن هناك عرضا وطلبا على العملة الخضراء في السوق الموازية، ولم تعد السوق سوداء لأن الصورة اصبحت واضحة وتظهر كل شيء.
الطالب الأكبر للدولار هو مصرف لبنان، وهي الجهة التي تحمل فائضا من الأوراق النقدية اللبنانية وتحاول بكل الوسائل توظيفها في عشوائية السياسات النقدية الثابته على أمل أن تستيقظ السلطة السياسية وتباشر بجدّية بإقرار القوانين الإصلاحية ووضعها قيد التنفيذ. نعم "عشوائية" و"ثابته"؛ عشوائية لأنها لم تولد من رحم الإصلاح وتأمين المناخ المطلوب لإعادة الحياة للقطاع المصرفي و/أو إعادة الثقة إلى العملة الوطنية؛ وثابته لأن بات الجميع يعلم بأن إدارة الإقتصاد هي اليوم بأيدي حاكم مصرف لبنان والتركيز على "الدلع في مقاربة السياسات النقدية" يعطي مساحة كافية ووافية للمحتكرين لتحصيل القسط الوافر من الأرباح. صدق أو لا تصدق، المستوردون ليسوا القوة المضاربة في سوق الصرف لأن الربحية هي المحرك الأساسي لحركتهم وتحركهم في هذه السوق، وهم دائماً بإنتظار الظروف التي توفر مبتغاهم من الربحية لاستغلالها ااى حدودها القصوى. أما صيادو الدولار فهم وراء دولارك بأي ثمن والمواطن عالق بين الشرّين!
والعارض الأكبر للدولار هو المواطن اللبناني الذي يسعى وراء تأمين لقمة عيشه في ظل عجز كامل للدولة. ظروفه المعيشية وسعر صرف الدولار يحددان حماسه لعرض ما توفر عنده من دولارات أرسلها له أحد أولاده أو أقربائه، أو وضعها في منزله كضمانة فشلت الدوله بتوفير الحد الأدنى منها له ولعائلته.
مصرف لبنان يطلب دولاراته من كبار الصرافين وبات من الواضح بأن هذا السعر هو ال 40،000 ليرة للدولار الواحد. وكبار الصرافين يوكلون نقاط البيع وصيادي الدولار لإصطياد ما توفر لهم من دولارات ويلعبون بسعر الصرف مادام هناك هامش للربح. فكل ما لامس الدولار عتبة ال 40،000 ليرة، حصلت المعجزة المفتعلة ويُصاب الدولار بهبوط حاد! هذا الوضع قابل للتغير لأنه حكم على الدولار التأرجح صعوداً. هذه الإضطرابات في سعر الصرف مفتعله لتوفير الظروف لإصطياد الكم الأكبر من الدولارات. الخوف هو محرك المواطن، والجشع هو محرك تجار المال، والضحية هو الإقتصاد اللبناني.
الخاسر الأكبر هو الإقتصاد اللبناني لأن هذه العشوائية الثابته تُبدد موارد هذا الوطن الذي هو بأمس الحاجة لها لتنفيذ أي خطة إنقاذ أو تعافي إقتصادي. التركيز على أموال المودعين وعلى منصة صيرفة وعلى التعميم الأساسي رقم 161 هو فقط لإلهاء الشعب اللبناني وصرف النظر عن المطلوب والأساسي.
اما المطلوب اليوم فهو : الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح.
وهكذا سقط الإقتصاد في مواجهة الدولار؛ وإستوطن الجشع وأفرغ الأسواق من المناقبية المهنية والمصلحة العامة لصالح الإحتكار والمصلحة الخاصة. وفي بذار وضع أبواب المصارف أمام زبائنها، توقعوا التريث في فتح الأبواب وعسى ان يعطي تشكيل الحكومة جرعة إستقرار لان الأسواق المالية بحاجة ماسّة لها. وفي عالم السياسة، الصوت التفضيلي هو لمضيعة الوقت بحقول النفط والغاز وترسيم الحدود لأن الغاز والنفط هم عصافير في الفضاء الواسع؛ وليس من المؤكد أن يستقروا على أي شجرة!
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا