شيخ العقل : للاستمرار في مواجهة التحديات وعدم اليأس في دولة نخرها الفساد ولتحصين مصالحة الجبل

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Sep 24 22|13:24PM :نشر بتاريخ

 دعا شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور  سامي ابي المنى "اللبنانيين الى الاستمرار في مواجههَ التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوطنية وعدم اليأس، في دولة نخرها الفساد وتطاولت عليها الأيادي من داخل ومن خارج، ولم يقوَ أبناؤها على تطبيق دستورهم وتحديث إدارتهم، كما لم تتح التدخلات الخارجية وصراعات المحاور المجال للوطنيين المخلصين للإصلاح والإنقاذ".
 كلام الشيخ ابي المنى جاء في لقاء دعا اليه عضو المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار في منزله في بلدة كفرنبرخ الشوف.
وقال الشيخ ابي المنى بادئاً بابيات شعرية نظمها قديماً: "كأنني بهذه الأبيات قد لخّصتُ الرسالةَ منذ اثنين وأربعين عاماً، والرسالةُ هي هي، نحفظُها وتحفظُنا، نتوارثُها جيلاً بعد جيل، ونبذلُ الغالي والنفيسَ في سبيلِها، ولا نبدِّلُ تبديلا، إذ هي نهجُنا الإنسانيُّ العربيُّ الإسلاميُّ المعروفيُّ التوحيديُّ الوطنيُّ الثابتُ والأصيل، نهجٌ نابعٌ من حكمة المعلمين الأوائل ومن الوحي المُنزَل على أنبياءِ الله ومن مسالك العرفان والمعروف، ومن تاريخٍ مشرِّفٍ خطَّه أجدادُنا بالتقوى والبطولة والتضحية والعطاء، والشوفُ شاهدٌ على ذلك، بشيوخِه الأطهار وقادته الأبرار ورجاله الثوَّار، وبثبات مجتمعِه وتمسكه بثلاثية الإيمان والأخلاق والأرض، وبانفتاحه على الشراكة الاجتماعية والوطنية وتعلُّقه بالعيش الواحد المشترَك، وبمبادئ المحبة والأخوّة والتسامح والتصالح".
 واضاف: "من كفرنبرخ اليوم نؤكّد معكم على تلك الرسالة، نتشارك في مسؤوليتها في مشيخة العقل والمجلس المذهبي ومع المؤسسات التوحيدية والوطنية، وبرعاية قيادةٍ سياسية ساهرةٍ على رعاية الجبل والطائفة، وحريصةً على المجتمع ونهضته حرصَها على الوطن وسلامته، من كفرنبرخ نستذكرُ كوكبةً من شيوخٍ وأعلامٍ احتضنهم الشوف، والشوفُ دائماً منبعُ الرجال وقلعةُ الأبطال، وفي كفرنبرخ نتفيَّأ بركة خلوات الزنبقية والشيخ أحمد الدويك والشيخ ابو علي محمد البتديني والشيخ ابو حسين محمد سعيفان، وليس ببعيدٍ عنهم مزار الشيخ عز الدين ابو رجال في الفريديس ومزار الشيخ ابو حسن عارف حلاوي في الباروك ومزارُ الشيخ ابو محمد جواد في بعقلين وغيرهم كوكبةٌ من أُولي الفضل والتقوى ودعاة الجمع والوحدة وصفاء القصد والطهارة، كما نستذكر معهم نخبةَ القوم من أهلِ الغيرة والاندفاع وعمل الخير، وثلَّةَ الأعلام والأدباء والشعراء من هذه العائلة الكريمة وسواهم من وجوه المجتمع المكرَّمين في هذه البلدة والجوار. نتغنَّى بآبائنا وأجدادِنا؟ نعم، وهذا فخرٌ وعزٌّ لنا، ومن لا يذكرُ تاريخَه لا يُرجى مستقبلُه، ولكنَّ الواجب يقضي ألَّا نكتفي بذلك وأن نُكملَ المسيرة ونواجهَ التحديات، وما أكثرَها في هذا الزمن، تحدياتٍ اجتماعيةً واقتصادية وسياسية ووطنية، في دولةٍ نخرها الفسادُ وتطاولت عليها الأيادي من داخلٍ ومن خارج، ولم يقوَ أبناؤُها على تطبيق دستورِهم وتحديث إدارتِهم والاستفادةِ من فرادة بلادهم، ولم تُتحِ التدخلاتُ الخارجيةُ وصراعاتُ المحاورِ المجالَ للوطنيين المخلصين للإصلاح والإنقاذ، ولكنّ المؤمنين بتاريخِهم والمتمسكين بأرضِهم والأقوياءَ بولائهم للوطن لا ييأسون ولا يُحبَطون، بل يزيدُ ثباتُهم وتماسكُهم وتعاضدُهم كلَّما زادت الصعاب، ونحن في هذا الجبل مؤمنون متماسكون متعاضدون، ومعاً سنعملُ لمستقبل أبنائنا بدافعٍ من ضميرٍ وإرادةٍ وإيمان". 
وتابع: "حيَّاكم الله جميعاً، تُلبُّون معنا دعوةَ الشيخ فادي أدامه الله، تأكيداً منَّا ومنكم على معنى اللقاء والتواصل والجمع الذي نهجت عليه هذه الدارُ العامرة، والذي نهجْنا عليه في العرفان وفي المجلس المذهبي، والشيخ فادي عضوٌ فاعلٌ في المجلس المذهبي وصديقٌ عزيز وابنُ صديقٍ أعزّ؛ المرحوم الشيخ ابو نجيب جميل العطّار، وهو من النخبة المندفعة للعمل وخدمة المجتمع ومعالجة المشاكل ومتابعة الأمور بجديَّة ورصانة والتزام وتضحية. متطوِّعٌ للمساعدة منذ أن تزكَّينا لهذا المقام في أيلول الماضي، مبادر وساهر معنا ومع أركان القيادة ومع المشايخ على متابعة شؤون المجتمع ومشاكله الجمّة، فللشيخ فادي ولأمثالِه من إخواننا وأصدقائنا التحية والتقدير. مهمَّتُنا متشعبة ونحن نعمل معاً على تطوير العمل وتحديث الأداء، وما ينتظرُنا كثيرٌ وجديرٌ بالاهتمام، من الشأن الوطني وما يتطلبه من تأكيد الحضور وفعالية الشراكة، إلى الشأن الاجتماعي وما يوجبه من مساعدة الناس والاهتمام بحلّ قضاياهم، إلى شؤون الأوقاف والمزارات والاغتراب والجمعيات الدرزية وشؤون التربية والتثقيف الديني، إلى شجون المشاكل المالية والإدارية في ظل أوضاع البلاد وأزمات المصارف وانهيار العملة. مهمةٌ ثقيلة تحتاج إلى الإخلاص والاندفاع والتعاون والدعم، وإلى أصدقاء ومستشارين ومتطوعين أمثال الشيخ فادي وسواه من أولي الغيرة والخبرة والعلم والتقوى".

وكان قد القى رئيس بلدية كفرنبرخ السابق خالد العماد كلمة ترحيبية، فقصيدة بالمناسبة للشيخ علي العطّار، وكلمة المضيف الشيخ فادي العطار مرحبا بالحضور ومتوجها الى شيخ العقل: "الشيخ الذي تحصّن خلف أسوار التقوى والإيمان والنقاء وحمل راية الحكمة والكلمة الطيبة، وراعى حقوق الناس وحافظ على كراماتهم، سماحة الشيخ الذي سار على خطى مشايخنا الأفاضل وهو الذي جمعته بهم أسمى وارقى علاقات الإحترام والود وفي مقدمتهم المرحوم سيدنا الشيخ أبو حسن عارف حلاوي والمرحوم سيدنا الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين رحمة الله على روحيهما الطاهرتين. سماحة الشيخ يا من اتبعت أسلوب التغاضي سبيلاً للوصول إلى التراضي فتواضعت من موقع القوة وترفعّت عن حظ النفس والأمور الدنيوية التي لا قيمة لها وآثرت رضى الله تعالى ومصلحة الطائفة والوطن على كل شيء، يا من آمنت بالحوار كوسيلة محببة لحل المشكلات وتقريب المسافات بين الناس، وعملت جاهداً لتعزيز الحوار والتلاقي على الأسس الوطنية التي تجمع أبناء الطائفة أولاً تحت عنوان المحبة والأخوة والوحدة ثم تجمعهم متماسكين متعاضدين مع شركائهم في الوطن تحت راية لبنان وبرعاية مؤسساته الدستورية والعسكرية وعلى رأسها جيشه الوطني وباقي القوى الأمنية الوطنية، التي وحدها تضمن سيادة الوطن وحرية أبنائه وسلامة أراضيه".
 وتابع: "يا من آمنت بوحدة الصف ووحدة الكلمة ويا من ناضلت من أجل تحصين العيش الواحد في الوطن عامة وفي الجبل على وجه الخصوص وكنت بذلك تتلاقى وتتماهى مع نهج الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط ورفاقه المناضلين الشرفاء والأبطال الأوفياء ورجال السياسة النجباء، حيث التقى الجميع مع مسيرة دار المختارة العامرة فمشينا مجتمعين خطوة خطوة باتجاه الهدف النبيل ألا وهو الحفاظ على كرامتنا وأرضنا ووجودنا ومقدساتنا وانطلقنا بعد ذلك لنتكامل مع باقي شركائنا في الوطن ولنعيش معاً ويعيش لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً". 

واضاف: "لن ننسى التضحيات التي قدمها وليد بك منذ عشرات السنين وحتى اليوم مروراً بجائحة كورونا وانهيار مؤسسات الدولة حيث استطاع الوقوف بدعم من المخلصين داخل الوطن وفي بلاد الإغتراب، إلى جانب كل الناس دون تمييز بين طائفة وطائفة أو بين انتماء سياسي وآخر فكان همه الوحيد تحقيق مبادئ الإنسانية مترفعاً عن الغايات والمصالح الآنية الضيقة". 

ومن جهة ثانية، استقبل شيخ العقل في دارته في شانيه متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما للروم الارثوذكس المطران سلوان موسى، يرافقه عدد من الكهنة من قضاءي عاليه وبعبدا ومواطنون من الجوار. وتخلل اللقاء حديث ودي وروحي حول "واجب التشارك والعيش معاً وضرورة الارتقاء بالمفهوم الديني الى غاياته السامية، كي لا يكون هناك مجال للتعصّب والكراهية والتنافر"، كما كان تأكيد على "اهمية مصالحة الجبل والعمل على تحصينها وتعميقها بالعمل الاجتماعي والمؤسساتي المشترك.

كما استقبل رئيس جمعية الاشراق الخيرية الشيخ الدكتور وجدي الجردي وتلقى مراجعات في مواضيع اجتماعية متنوعة.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan