رابطة اصدقاء كمال جنبلاط: ماذا كان سيقول كمال جنبلاط فيما وصل اليه لبنان اليوم ،وما يتعرض له الفلسطينيون؟
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Dec 06 23|12:00PM :نشر بتاريخ
صدر عن رابطة اصدقاء كمال جنبلاط البيان التالي :
لازال المعلم كمال جنبلاط حاضراً بمواقفه الجريئة من الاحداث في لبنان ودنيا العرب. فماذا كان سيقول في ما وصل اليه لبنان اليوم ، وما يتعرض له الفلسطينيون من مخاطر؟
في العام 1947، بعد تجربته في النيابة وفي الوزارة ، ثار كمال جنبلاط على الفساد والمحسوبية والزبائنية في السلطة، ودعا الشعب اللبناني الى التمرد الخلاّق والثورة على الاستسلام والخنوع، واعلن:
"بدون تمرد لن نبني لبنان الوطن ، ويجب ان نتكرّس لهذا التمرد، فالتمرد الخلاّق وحده يبعث لبنان دولة واعية ومستقلة ." (من مقال له صدر في جريدة التلغراف في 5/7/1947)
وفي شهر ايلول من العام 1952، قاد كمال جنبلاط كأمين عام للجبهة الاشتراكية الوطنية، التمرد الخلاّق، ودعا المواطنين الى الثورة السلمية ، فتجاوبت مع دعوته الجماهير الشعبية في مختلف المناطق والقطاعات، واستمر الاضراب العام لثلاثة ايام، فاستقالت الحكومة ، واستقال رئيس الجمهورية، وانتصرت الثورة البيضاء.
وفي اعقاب الثورة الحمراء التي قادها سنة 1958 ضد الفساد والانحياز الى الاحلاف، حدد كمال جنبلاط الاسباب التي تستدعي الثورة بقوله في مقال نشرته جريدة الانباء بتاريخ 4/7/1959:
"ان عدم تمكين جميع اللبنانيين على السواء ، في الحصول على وظيفة، وعلى العلم وعلى الترقي الاقتصادي والمعنوي ، وقلنا مراراً ونكرر اليوم ان المساواة والعدل هما اساس بقاء هذا الكيان. واذا شاء هذا العهد الجديد (الشهابي) ان ينجز في حقل الاصلاح الجوهري خطوة ايجابية، تذكر له، فما عليه الا ان يلبي رغبة جماهير اللبنانيين المحرومين حتى الساعة من الحد الادنى لمطالب الحياة الكريمة. فلنلغ الاوطان الطائفية من افكارنا، ولنؤسّس لقيامِ وطنٍ ودولة مدنية نستطيع فعلاً ان نقول عنها انها وطننا ودولتنا بما لهذه الكلمات من معنى."
وفي العام 1960، بعد قبوله المشاركة في الحكومة الاصلاحية ، كتب مقالاً نشرته جريدة الانباء في 25/6/1960 اعلن فيه:
"أحلم بدولة مدنية للبنان ، لا وطن قومي مسيحي، ولا وطن قومي اسلامي ، وطبعاً، لا دولة الحاكم الفاطمي بأمر الله. بل دولة تلغي المفاهيم الضيقة من النصوص ومن النفوس بجرأة حاكم صارم ، لا يأبه بأقوال الجهلاء وبنصائح بعض رجال الدين ، وبآراء بعض المنظمات والشخصيات الطائفية ، بل بما يشير عليه ضميره، او روح العدل في نفسه. دولة مستمرة في روح ثورية تدفع دوماً بالتاريخ دفعاً ثابتاً وموجهاً الى الامام ، ويتبدّل بسرعة الطاقة النفسية عند الناس الى اقصاها، من دولة مدنية تنهار امامها آلهة القوة العنصرية، ودولة تتمرّس بروح الشجاعة والفضيلة والتمرد على الظلم، والعزّة والكرامة ، وبالحدب المحب المخلص على الفئات الشعبية الاجتماعية ، اياً كان لونها ومذهبها ومكان سكنها. دولة تتحرر من الطائفية السياسية ، تحمي، وتحرص على الثروات العامة، وتحقق اللامركزية الادارية وتنمية كل المناطق، وتضمن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ولا سيما حق العمل وحق السكن وحق الاستشفاء وحق التعبير الحر عن الرأي، وحرية الفكر لمواطن حرّ وشعب سعيد."
بهذا حلم كمال جنبلاط، اعتقاداً منه اننا بهذا فقط نحافظ على لبنان وكيانه، وعلى ديمومته، ولكنه أردف مُضيفاً قوله:
"وعندما نفيق طبعاً من هذا الحلم ، نرى ان لبنان على عتبة كارثة اذا لم يؤت الى الحكم بالرجال الذين يستطيعون فعلاً ان يتجرّدوا من انانيتهم ومطامعهم، ويقفزوا فوق المستقبل القريب ، ليقوموا بالاصلاحات الجذرية التي تجعل من لبنان وطناً لا دكاناً على شاطئ البحر ، ويعالجوا الامور بقوة وبايمان وطني عميق، وبحكمة في آن واحد."
استشهد كمال جنبلاط ، وتبدّد الحلم ، ومازلنا ننتظر قيام "دولة الحلم".
وعلى ضوء ما يواجهه الشعب الفلسطيني اليوم من حرب ابادة جماعية همجية يشنها عليه جيش العدوان الاسرائيلي العنصري ، وسط انحياز اعمى من معظم قيادات الدول الغربية ، وتخاذل عربي واسلامي من المنظمات الدولية، نتذكر المعلم كمال جنبلاط في مواقفه الجريئة والصادقة من القضية الفلسطينية.
لقد آمن كمال جنبلاط بقدرة الفلسطينيين على النضال في سبيل تحقيق النصر على العدوان الاسرائيلي ، واعادة بناء دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وتأمين عودة اللاجئين من الشتات الى ديارهم في فلسطين .
وطوال مرحلة نضاله الوطني والقومي، اعتبر كمال جنبلاط قضية الشعب الفلسطيني قضية وطنية عادلة ، بل قضية انسانية واخلاقية تمسّ جوهر الالتزام السياسي لدى كل انسان. واكثر من ذلك اعتبرها قضيته بالذات ، كإنسان وكمواطن لبناني ينتمي الى العروبة ثقافة وقضية و اجتماعاً. واكتشف باكراً ان لا سبيل للدفاع عن ارض وشعب فلسطين وتمكينه من الاعتماد على نفسه ، الا بالتسلح بالفكر السياسي المناسب للقضية التي يدافع عنها ويناضل لنصرتها، وبالسلاح الفعال العملي ، وبسلاح المال وسلاح القتال المتلازم مع مستلزمات الرد على الغزو الصهيوني لفلسطين .
رأى كمال جنبلاط في العمل الفدائي نموذجاً مهماً لتصعيد النضال العربي وايصاله الى مستوى المجابهة الشعبية المسلحة والفاعلة التي تتحول الى حرب تحرير حقيقية ، وقال:
"انا اؤمن بالعمل الفدائي وجدواه وفاعليته. فهو يرهق جيش العدو الاسرائيلي ويكبّده الخسائر، ويقلق الاسرائيليين ويفسد عليهم نشوة النصر العسكري ، واحلام الطمأنينة في كل ما اغتصبوه. كما يدقّ بعنف الضمير العالمي الذي جعلته الدعاية الصهيونية يظن ان صفحة فلسطين العربية قد طواها التاريخ."
(المرجع: من مقابلة له مع "فلسطين الثورة" نشرتها جريدة الانباء بتاريخ 15/1/1976)
ونحن اليوم، من خلال مواكبتنا لما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من مجازر ابادة متوحشة نتساءل: لو ان قيادات الدول العربية مجتمعة ، وقيادات الشعب الفلسطيني عملوا وفق وحي افكار ومواقف المعلم كمال جنبلاط ، منذ نشوب ازمة فلسطين ونكباتها، فهل ان تاريخ الشرق الاوسط كان قد تغيّر، وكانت عادت فلسطين لأهلها، وأقاموا عليها دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وبقيت المقدسات الاسلامية والمسيحية واليهودية فيها مصانة للجميع؟ وحدها الايام والتطورات قد تجيب عن هذا التساؤل!!
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا