قصص مرعبة لناجين من على متن قارب الموت أفلا يستحق المهرب حكم الإعدام؟

الرئيسية مجتمع / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 29 22|15:13PM :نشر بتاريخ

روعة الرفاعي - طرابلس -  ايكووطن

بينما يتلهى نواب الأمة داخل قاعة مجلسهم بإنتخابات رئاسية غير جدية فازت بها " الورقة البيضاء" ب 63 صوتا مما يعكس حالة الضعف التي يتخبطون بها سواء منهم كتل الأحزاب او كتل التغيير والمستقلين ، هناك في الخارج وفي كل شارع وبلدة أهالي يبحثون عن رفاة جثث أبنائهم الذين غرقوا في البحر بعدما عقدوا العزم وإتخذوا القرار بالهجرة غير الشرعية هربا من يئسهم وإحباطهم، فإذا " الموت حليفهم" على قارب كان معدا منذ الأساس لرميهم في البحر وليس في أحضان دولة أوروبية كما كانوا يشتهون.
ولعل لقصة قارب الموت والذي غرق قبالة سواحل طرطوس في سوريا منذ حوالي الأسبوع خير دليل على أن مافيات الإتجار بالبشر لم يعد يهمها في الموضوع سوى جني المال دون تأمين السلامة للمهاجرين ، وهذا ما تثبته بالفعل روايات الناجين والذين أكدوا عدم رغبتهم بإنطلاق المركب بهم لعدم جهوزيته وعدم قدرته على إستيعاب هذا الكم الهائل من المهاجرين ، لكن تجار البشر وقفوا في وجههم وأجبروهم على الابحار بقوة السلاح حينما أجبروا أسامة نافذ من مخيم نهر البارد وهو القبطان على الإبحار بعدما وجهوا أسلحتهم بإتجاه أطفاله الأربعة وهكذا بدأت الرحلة التي إنتهت بفاجعة غرق أكثر من 100 شخص ونجاة 20 آخرين فمن هم الذين نجوا من هذه الكارثة وكيف إستطاعوا الوصول إلى شواطئ طرطوس ؟؟؟؟؟

منصور

من بقي على قيد الحياة في هذه الرحلة هم أولئلك الذين أسقطوا الخوف من قلوبهم وقرروا السباحة لأكثر من 30 ساعة بهدف النجاة ومنهم الشاب إبراهيم منصور إبن مخيم نهر البارد والذي روى لموقع ايكو وطن تفاصيل الرحلة قائلا:" منذ أربعة أشهر دفعت للمهرب بلال ديب مبلغ وقدره 5500 دولار كدفعة أولى لكن لم تتم الرحلة آنذاك لأسباب كثيرة وحجج كان يطلقها المهرب، فقررت أنا وغيري إسترجاع أموالنا لكنه كان يرفض الى أن كانت الليلة المشؤومة حيث إتصل بنا وطلب تجهيز أنفسنا ، وبالفعل نقلنا تحت الظلام الى أرض مهجورة في بلدة ببنين العكارية ومنها الى شاطئ المنية حيث عملت قوارب صغيرة لنقلنا على دفعات، وبعد ثلاث ساعات وصلنا حيث المركب الذي سينقلنا الى ايطاليا، تفاجأنا بحجمه الصغير في حين أن عددنا كان يتخطى ال 200 بحسب ما كان واضحا للعيان، لكن القبطان أسامة رفض الإقلاع وهنا بدأت مشادات كلامية بين رجال المهرب وبين القبطان والأهالي إنتهت بإنطلاق المركب وبدأت المعاناة حيث إكتشفنا أن الموتير معطل وبدأ يتوقف كل لحظة الى أن توقف بالكامل ويدأت الأمواج المرتفعة تلعب بنا ذات اليمين وذات الشمال وهنا بدأ الارباك والخوف يخيم على النساء والأطفال ويدأ الصراخ مما زاد من الوزن فإنقلب المركب ووقعنا في البحر، وهنا أؤكد على أن العديد من المهاجرين ماتوا خلال لحظات ، وبدأت أنا بالسباحة حتى أصبحت بعيد جدا عن المركب ومعي شابين، لكن المصيبة أنني اعاني من مشكلة في النظر  ومياه الملح منعتني من الرؤيا وأكملت السباحة طوال الليل وأنا لا أرى شيئا الى أن بدأ الصباح ففتحت عيناي وأكملت السباحة".
وتابع:" ما ساعدني في ذلك أنني قتلت الخوف وقررت النجاة، وبالفعل بدأت أرى اليابسة من بعيد الى أن صادفت مركبا روسيا عمل على إنقاذي ونقلي الى الشاطئ ومنه الى مستشفى الباسل".
وختم:" طبعا عشنا لحظات مرعبة لكن المهرب كان ينوي قتلنا كي لا يعيد أموالنا فقد طلبنا منه المساعدة وقلنا اننا نغرق لكن لم يحرك ساكنا، لقد فكرت بالهجرة لأنه لا يمكنني العمل بسبب وضعي الصحي لكن لن أكرر التجربة".

التلاوي

أما قصة الشاب وسام التلاوي فربما تكون الأكثر حزنا كونه بقي على قيد الحياة بينما فقد زوجته وأربعة أطفال فما الذي جرى مع وسام؟؟
بحزن شديد يروي وسام مأساته وهو من سكان منطقة باب التبانة ومن بلدة القرقف في عكار اذ قال:" أعيش أوضاعا مأساوية مع عائلتي لذلك قررت الهجرة والمخاطرة بأطفالي، وما عشناه رهيب ، حيث قمت برمي ابني وابنتي في البحر قبل أن ينقلب المركب فسحبهم الموج فقالت لي زوجتي اذهب وأحضرهم فرميت بزوجتي وطفلي ومن ثم رميت بنفسي ظنا مني بأنني قادر على إنقاذهم، بدأت أسبح لأبحث عن اطفالي وبالفعل وجدتهم لكن عند عودتي لم أجد زوجتي ولا الطفلين الباقيين، فعملت على إنقاذ ابني وبنتي بعدما ربطتهما بجسدي وجلبتهما الى جانب القارب بإنتظار من ينقذنا لكن عبثا حاولت، وبعد ساعات توفي ابني بسبب العطش الشديد وبقيت مع إبنتي والتي تبلغ من العمر 8سنوات، لكن أغمي علي وفقدت ابنتي وبقيت وحيدا في المياه مدة 52ساعة الى أن تم إنقاذي من قبل أحد القوارب من طرطوس ".
وختم:" فقدت زوجتي سلمى وأطفالي مايا ، مي، عمار ومحمود وعدت وحيدا الى بلدي الذي حرمني من كل شيء حتى عائلتي".

شهادات حية مرعبة

كل من نجا عن متن القارب روى شهادات مرعبة ، وكيف أن الجثث كانت تنتشر من حولهم، لكن قوة ارادتهم ومشيئة الله ساعدتهما في إنقاذ أرواحهم، لكن لن يتمكنوا من نيسان لحظات فقدوا فيها عائلاتهم خاصة الأطفال والذين بلغ عددهم بحسب رواية احد الناجين 25 طفلا لا يزال الكثير منهم مفقودا في البحر أو مشوها داخل مستشفى الباسل في طرطوس ينتظر التعرف عليهم قبل أخذ القرار بدفنهم في مقابر جماعية في سوريا، ويبقى السؤال المطروح ألا تستحق كل هذه المعاناة والألم والحرقة إنزال حكم الاعدام بالمهرب الموقوف حاليا لدى الجيش، وهو الذي اتخذ القرار بإزهاق أرواح أكثر من 100 ضحية طمعا بالمال ؟؟؟؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan