افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 21 فبراير 2024

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Feb 21 24|08:17AM :نشر بتاريخ

"الأخبار"

 في كسر للرتابة التي تحكم الملفات الداخلية، خصوصاً منذ اندلاع العدوان على غزة ولبنان، كشفت مصادر سياسية عن «تواصل» بينَ رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عبرَ وسيط نيابي مقرّب من الأخير، حملَ رسائل متبادلة بين الطرفين بشأن الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي. وأوضحت المصادر أن بري دعا باسيل إلى «ضرورة المشاركة في الحوار والقبول أولاً بمبدأ النقاش»، وأن «باسيل يتعاطى بإيجابية وأصبحَ أكثر تجاوباً مع فكرة الحوار، شرط عقد جلسات انتخاب مفتوحة». وهذا ما يفسّر، بحسب أوساط سياسية، النَّفَس الإيجابي الذي تحدّث به باسيل أمس حول الحوار والنقاش، لافتة إلى أنه كان يشير ضمناً إلى الخط المفتوح مع عين التينة حين قال: «رح نزيد من الإيجابية والتحرك حتى نوصل لتفاهم بانتخاب رئيس لأن شايفين ما في حلّ غير هيك. من جهتنا، ما رح نقبل حدا يفرض علينا رئيس من غير قناعاتنا وخيارات الناس الذين نمثلهم، شو ما زادت الإغراءات أو الضغوطات، ومن جهة فريقي الممانعة والمعارضة ما قادر حدا يفرض رئيس على الطرف الثاني. لذلك، ما في إلا الحوار للتفاهم على اسم يساهم ببناء الدولة وحماية لبنان معاً. وسنكون مبادرين متشاورين بما يؤدّي إلى التفاهم والتوافق على برنامج ومواصفات واسم، وإعطاء مهلة محدّدة وقصيرة للانتقال لجلسات مفتوحة، مش متتالية، بمجلس النواب، بحال عدم التوافق، حتّى يصير الانتخاب بشكل ديمقراطي».وأضاف: «لن أدخل في تفاصيل التشاور أكثر، ولكننا الآن في حركة تواصل مع معظم الأفرقاء، ولن نفرّط بأي فرصة إيجابية وسنبدي كل تعاون وانفتاح، وسنلقي الحجة على من يرميها علينا، لأننا بالمقابل لن نقبل بالفراغ أن يطول ولن نقبل بالحكومة والمجلس أن يتماديا بسلب الحقوق للوصول إلى قواسم مشتركة».

غير أن الإيجابية التي يتعاطى بها باسيل لن تؤدي بالضرورة إلى عقد جلسات حوارية، في ظل المواقف الرافضة لدعوة بري من قبل «القوات» و«الكتائب» وبعض المستقلين والنواب السّنة.

إلى ذلك، عقد سفراء «دول الخماسية» في بيروت، أمس، لقاء في قصر الصنوبر، ناقشوا خلاله «تطورات الملف الرئاسي»، ولم يصدر عنه أي بيان. وعلمت «الأخبار» أن ذلك عائد إلى «التباينات والمقاربات المختلفة للأمور لكل من الأطراف الخمسة الذين يتفقون على العناوين العامة، لكنهم يختلفون على التفاصيل». ويأتي اللقاء الذي دعا إليه السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، بعد زيارات قام بها المبعوث الفرنسي جان إيف - لودريان للسعودية ومصر وقطر، بهدف «التمهيد لزيارة مفترضة سيقوم بها إلى لبنان».

وباستثناء تصريح السفير المصري في بيروت علاء موسى، الذي أشار إلى أن «لبنان قادم على تحديات كثيرة، ووجود عنوان له ممثّلاً برئيس للجمهورية أمر في غاية الأهمية للانخراط في كل ما هو قادم من تحديات ناتجة من الحرب على غزة»، لم يرشح عن اللقاء أي معلومات تفيد بوجود تقدّم، فيما اعتبرت مصادر سياسية أن «التعويل على لقاء الخماسية فيه شيء من المبالغة».

 

 

"النهار"

 فيما كانت الأنظار تترقب ما يمكن ان يفضي اليه الاجتماع الجديد لسفراء دول المجموعة الخماسية الذي انعقد في قصر الصنوبر، برز ما يمكن وصفه بتطور سياسي “طارئ” ولو انه لا يشكل مفاجأة كبيرة وتمثل في تثبيت استدارة “التيار الوطني الحر” على تحالفه مع “حزب الله” من خلال رفعه سقف الاعتراض على معادلة “وحدة الساحات” التي اعلنها حليفه السابق وشريكه في تفاهم مار مخايل تبريرا لاطلاق المواجهات الميدانية مع إسرائيل دعما لحركة “حماس” في حرب غزة. ذلك انه بعد نحو خمسة اشهر من بدء المواجهات الميدانية بدت “الاستفاقة” المتدرجة لمواقف اطلقها تباعا على مدى اليومين الأخيرين كل من الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون ثم صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بمثابة الرسالة الاعتراضية الأكثر”تحديثا” وتصليبا ضد تسبب “حزب الله” بحرب إسرائيلية على لبنان، ولو ان الأسباب الجوهرية الحقيقية لهذا التطور لا تبعد عن تطورات التراجعات في علاقة الفريقين الحليفين سابقا. ولكن نبرة باسيل وأسلوب تمريره للرسالة جاءا اقل “جفافا” من نبرة عون الذي مهد لـ”تصليب” الاستدارة على حليفه الامر الذي يعزز الظن بان الفريق العوني يصفي جانبا من حسابات متراكمة مع “حزب الله” الذي خذله في الكثير من الحسابات الرئاسية والحكومية وسواها. ولذا قرن كل من عون وباسيل الموقف الاعتراضي من “وحدة الساحات” بالاقتراب أيضا، وبقوة، من نبرة وموقف القوى المعارضة المتمسكة بالمطالبة بجلسات انتخاب مفتوحة في مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية ولو ان “التيار” تمايز عن المعارضة باتخاذ موقف مرن من التشاور او الحوار مقتربا بذلك بعض الشيء من رئيس مجلس النواب نبيه بري.

هذا التطور ترجمه باسيل امس في إعلانه “أننا نفهم تماماً الخوف من ان يأتي دور لبنان بعد غزّة، ونقدّر معادلة الردع التي ثبّتها “حزب الله” وهي وحدها منعت حتّى الآن اسرائيل من الاعتداء الكبير على لبنان، ونثني على الجرأة والحكمة بمواقف السيّد حسن نصر الله، اللذان يظهران حرصه على لبنان ويؤديان الى حمايته من دون خسارة المكتسبات الاستراتيجية التي تحقّقت”. وأضاف باسيل “تلقينا بايجابية الكلام الأخير للسيّد حسن ونصدّق انه لا يسعى لتحويل اي ربح في الخارج الى ربح بالداخل وتغيير موازينه او معادلاته، كذلك موقفه المفهوم من ان لا ترسيم للحدود بل استرداد ارضٍ مسلوبة وانه لا يجوز اساساً اي ترسيم بغياب رئيس الجمهورية، وكلامه ايضاً عن عدم ربط الرئاسة بأي تطوّر خارجي وتحديداً الحرب الدائرة حاليا”. لكن باسيل استدرك “معروف موقفنا اننا مع الدفاع عن لبنان ولسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين؛ واننا لسنا مع وحدة الساحات اي ربط لبنان بجبهات اخرى، وتحديداً ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة، مع فهمنا لدوافعها، واننا لسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين. وباختصار لا نريد أخذ لبنان الى الحرب اذا كان القرار في يد لبنان او المقاومة فيه. وهنا الخط الرفيع بين الحرب واللاحرب، ومسؤولية من يسير عليه ويقرّر وقوع الحرب او عدمها، لأنه هو سيتحمّل وحده مسؤوليّتها، في حال وقعت، وعليه ان يعي ان الناس، ونحن على رأسهم، سنكون معه او ضدّه، بحسب صوابية قراره أو موقفه”. وفي الملف الرئاسي اعلن باسيل “سنكون مبادرين متشاورين بما يؤدي الى التفاهم والتوافق على برنامج ومواصفات واسم رئيس وإعطاء مهلة محددة وقصيرة للانتقال الى جلسات مفتوحة في مجلس النواب في حال عدم التوافق حتى ننتخب رئيسا بشكل ديموقراطي”.

وكان الرئيس ميشال عون اعلن اول من امس في حديث تلفزيوني “أننا في لبنان لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسما من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه”. وأشار إلى ان “القول إن الإشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده”. ورأى عون، أن “انتخاب الرئيس يكون بعقد جلسات متتالية والتصويت بين المرشحين المطروحين”.

اجتماع السفراء

اما اجتماع سفراء دول المجموعة الخماسية في قصر الصنوبر فانعقد بعيدا من الإعلام واصدرت السفارة الفرنسية ليلا بيانا مقتضبا عنه جاء فيه: “إجتمع سفراء اللجنة الخماسية اليوم (امس) لإعادة التأكيد على عزمهم تسهيل ودعم إنتخاب رئيس للجمهورية. واستعرضوا التطوّرات الأخيرة والإتّصالات التي جرت في لبنان والمنطقة. كما تمّت مناقشة الخطوات التالية الواجب إتّخاذها”.

ويقوم اليوم وفد من لجنة الخارجية والأمن في الكونغرس الأميركي بزيارة بيروت ويجول خلالها على رئيسيْ مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون، بهدف البحث في المساعدات المقدمة للجيش ودوره في ضوء المطلب بتنفيذ القرار 1701.

الوضع في الجنوب

على الصعيد الميداني ظل الوضع على حاله من الاحتدام المتقطع ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على الأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل، وغارة ثانية على بلدة حولا في قضاء مرجعيون، في حين بقيت النيران مشتعلة في معمل المولّدات الكهربائية الذي استهدفته الغارات عصر الاثنين في الغازية. وسقطت قذيفة على منطقة الوزاني قرب المنتزهات.

واستهدف القصف المدفعي محيط تلة حمامص باتجاه الوزاني. وشن الطيران غارات استهدفت الضهيرة ومروحين وعيتا الشعب و بليدا. واعلن الجيش الإسرائيلي انه استهدف منصتين لإطلاق الصواريخ تابعتين لـ”حزب الله” في منطقتي مروحين ويارون جنوب لبنان .

وأطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تهديدات جديدة فقال ان “سلاح الجو يعمل في دمشق وبيروت والنبطية وحيثما لزم الأمر” . وأضاف “المعادلات التي ظن “حزب الله” أنه فرضها انهارت عندما قررنا الهجوم على دمشق وبيروت وصيدا والنبطية”.

في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة راميم ثم موقع المرج فموقع السماقة في مزارع شبعا ثم موقع رويسات العلم ثم ثكنة راميم .

في سياق اخر وعشية احالة المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات الى التقاعد في 22 الجاري، اصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، قراراً كلّف بموجبه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، القيام بمهام النائب العام التمييزي اعتباراً من 23 الشهر الحالي، خلفاً للقاضي عويدات. كذلك قرر القاضي عبود تكليف المحامية العامة التمييزية القاضية ندى دكروب بمهام رئاسة الغرفة الثامنة لدى محكمة التمييز خلفاً للقاضي ماجد مزيحم الذي أحيل على التقاعد.

 

"نداء الوطن"

 أعاد سفراء اللجنة الخماسية «تأكيد عزمهم على تسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية ودعمه»، كما جاء في بيان أصدرته السفارة الفرنسية بعد إجتماعهم عصر امس في قصر الصنوير. وأشار البيان الى أنّ السفراء «إستعرضوا التطوّرات الأخيرة والإتّصالات التي جرت في لبنان والمنطقة. وناقشوا الخطوات التالية الواجب إتّخاذها». وكشف السفير المصري علاء موسى انّ الاجتماع تركز على قرار «الخماسية» «بذل مساعيها لانجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، وفق خريطة طريق محددة». وأشار الى أن حرب غزة جعلت إنجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان «أكثر إلحاحاً». وذكر أن السفراء «سينطلقون قريباً في اتصالات داخلية تشمل القوى السياسية».
وأشارت معلومات الى أن اتصالات السفراء ستمهّد لمجيء مبعوث الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان «لإعلان حزمة المعايير والمواصفات التي تسلمها من القوى السياسية اللبنانية، والتي تحدد هوية رئيس الجمهورية المقبل على ان تكون باباً للنقاشات والمداولات بين الأطراف السياسية وصولاً الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي».
ومن الشأن الرئاسي الى الشأن الجنوبي. ففي خطوة غير مسبوقة، انتقد «التيار الوطني الحر» المواجهات على الحدود الجنوبية التي باشرها «حزب الله» في 8 تشرين الثاني الماضي. وأتى الانتقاد تباعاً على لسان مؤسس «التيار» الرئيس ميشال عون ورئيسه الحالي النائب جبران باسيل. ووصف المراقبون هذا التطور في موقف حليف «الحزب» بمثابة انعطافة في «التفاهم» المبرم بين الجانبين في 6 شباط 2006. وقال عون في المقابلة التي أجرتها معه قناة «او تي في» التابعة لـ»التيار» مساء الاثنين: «لسنا مرتبطين بغزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية».
أما باسيل، فقال في مؤتمر صحافي أمس: «لسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين. ولسنا مع وحدة الساحات ومع ربط لبنان بجبهات أخرى، وتحديداً ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة».
ويمثل موقف «التيار» نقيضاً لموقف «حزب الله» الذي لا يزال يعلن، أنه فتح جبهة الجنوب لمؤازرة حركة «حماس» في حرب غزة. وربط «الحزب» انتهاء المواجهات على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية بإنتهاء حرب غزة.
في موازاة ذلك، كان لافتاً أيضاً ما قاله عون في المقابلة التلفزيونية: «أنا عملت قانون استعادة سيادة لبنان في أميركا لأنّ السيادة مفقودة»، مشيراً الى «قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية» الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في 12 كانون الأول 2003، وكان ركيزة القرار 1559 الصادر عام 2004 عن مجلس الأمن الذي أخرج الجيش السوري من لبنان عام 2005.
ومن المواقف السياسية والديبلوماسية الى التطورات الميدانية. فقد علمت «نداء الوطن» أن قيادة «اليونيفيل» تلقت من الجانب الاسرائيلي «أسفاً» لسقوط المدنيين في الغارة الإسرائيلية على النبطية الأسبوع الماضي. ووصفت المعلومات ذلك بأنه يماثل الموقف الاسرائيلي بعد مقتل الفتيات الجنوبيات الثلاث وجدّتهم في القصف الاسرائيلي على عيترون في تشرين الثاني الماضي.
وتولت «اليونيفيل» نقل «الأسف» الاسرائيلي الى لبنان عبر الجيش الذي تولى بدوره إبلاغه الى «حزب الله». وفي الوقت نفسه، أرفقت تل ابيب «أسفها» بالتأكيد على استمرارها في تعقب الأهداف العسكرية في لبنان.
وفي حادث ليس مرتبطاً بمواجهات الجنوب، انقلبت امس آلية تابعة للكتيبة الهندية العاملة في «اليونيفيل»، في منطقة كفرشوبا. وأُصيب 3 عناصر، إصابة أحدهم حرجة، وقد نقلته مروحية لـ»اليونيفيل» إلى مستشفى في بيروت.
وفي اسرائيل، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن «معادلات» الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله تنهار، حيث يعمل سلاح الجو الإسرائيلي في جميع المناطق في لبنان».
وأضاف غالانت خلال تفقدّه البالون العملاق الجديد في شمال إسرائيل الذي يكشف الصواريخ: «المعادلات التي اعتقد «حزب الله» أنه أوجدها تنهار عندما يقرّر سلاح الجو والجيش الإسرائيلي الهجوم: في دمشق، في بيروت، في صيدا، في النبطية، في كل مكان، يقومون بهذا العمل ولا توجد معادلة تقف في الطريق».
وختم: «كل يوم يفوز الجيش الإسرائيلي ويخسر «حزب الله»، آمل ألا تكون هناك أيام أكثر صعوبة، ولكن إذا كان هناك، أنتم مستعدون».
وأفاد الإعلام الإسرائيلي أن البالون العملاق الجديد يطلق عليه اسم «المستشعر المرتفع»، أو «ندى السماء» في إسرائيل.
وفي التطورات الجنوبية أيضاً، نظّمت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب جولة ميدانية للإعلاميين في بلدة الغازية، لمعاينة مواقع المنشآت الصناعية التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية هناك. وكانت النيران لا تزال تستعر في المنشآت خلال الجولة، وبعد مرور يوم على استهدافها.
وتماثل هذه الجولة من حيث الشكل تلك التي نظّمها في الأول من تشرين الثاني 2018 وزير الخارجية آنذاك جبران باسيل وضمت عشرات السفراء والديبلوماسيين الأجانب من أجل نفي اتّهام اسرائيل لـ»حزب الله» بتخزين أسلحة دقيقة قرب مطار رفيق الحريري الدولي.

 

 "الأنباء"

 لا شيء يشي بأن موعد التسويات قد حان، والمنطقة لا زالت على صفيح يزداد سخونة مع تقدّم الأيام وتصاعد حدّة الاشتباك في غزّة وجنوب لبنان والمناوشات في البحر الأحمر، والنوايا الإسرائيلية في تصعيد الحرب والهجوم على رفح من جهة، واحتمال شن عمليات عسكرية أوسع نطاقاً في لبنان.

لم تنطفئ نار الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الغازية، خصوصاً وأن إسرائيل تبدو عازمة على التصعيد، وما من رادع يمنعها استهداف أي موقع في أي منطقة، وهذا ما أشار إليه وزير حربها يواف غالانت حينما قال "الطيران سيقصف حيث يلزم".

من جهته فإن "حزب الله" يمارس ضبطاً واضحاً للنفس في الميدان، ورغم التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف النبطية وأودى بمدنيين، وقصف الغازية، فإن "حزب الله" يتدارك الفخ الإسرائيلي ويتحسب لعدم جره الى الحرب الواسعة. ومرد  قرار "حزب الله" سببان، الأول هو علمه بالرغبة الإسرائيلية في جرّه إلى الحرب التي تُعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكاسب سياسية، والثاني الرسالة الإيرانية التي وصلت إليه عبر وزير الخارجية أمير عبداللهيان، والتي تحدّثت عن ضبط سقوف الاشتباك وعدم الانجرار خلف الإرادة العبرية.

الخبير العسكري العميد المقتاعد خليل الحلو يرى أن "الوضع في الجنوب يتّجه نحو التصعيد، ولا مؤشرات للهدنة، خصوصاً وأن المبادرة بيد الإسرائيلي الذي يريد تدمير كل الأهداف في الجنوب، وإطالة حرب الاستنزاف التي يختبرها لبنان ويعاني خسائرها البشرية والمادية".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يُشير الحلو إلى ربط الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الجبهة الجنوبية بحرب غزّة ورفضه أي مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في القطاع، ويُشير بالتالي إلى أن ما تقوم به اسرائيل ورفض "حزب الله" للمقترحات الأميركية والباريسية "يشي بالتصعيد".

إلى ذلك، فإن الأنظار تتجه نحو رفح وما إذا كانت إسرائيل ستقوم بعملية عسكرية واسعة مشابهة لتلك التي حصلت في شمال قطاع غزّة وخان يونس، وتداعيات هذه العملية على النازحين الفلسطينيين، في ظل تحذيرات المجتمع الدولي من تنفيذ هجوم عسكري في تلك المنطقة.

الحلو يلفت إلى أن "ما من موانع تحول دون تنفيذ إسرائيل عملية في رفح، وهذا الأمر متوقع، وذلك رغم الضغوط الخارجية، فمتى ردّت إسرائيل على المجتمع الدولي وتحذيراته؟ وهذا الأمر ينسحب أيضاً على جنوب لبنان، خصوصاً وأن نتنياهو يتعاطى مع إدارة أميركية في أشهرها الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية".

إذاً، فإن منسوب الخطر يرتفع في لبنان والمنطقة، والخشية من جنون إسرائيلي يحرق الإقليم بنيران القصف، وبالتالي يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في زيادة الضغوط على تل أبيب لوقف هجماتها والركون إلى التسويات، قبل فوات الأوان.

 

 

 "الجمهورية"

 شكّل اجتماع سفراء دول اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر أمس، الحدث السياسي الابرز داخلياً، ولكن لم يصدر عن المجتمعين اي موقف يوحي بحصول تقدّم ما في مَسعاهم في شأن الاستحقاقات اللبنانية، بل بيان مقتضب ركّز على الافكار العامة التي تتداولها اللجنة الخماسية وسفراؤها. ولولا انشغال اربعة اعضاء من اللجنة بموضوع وقف الحرب في غزة، لكانت قد حققت ربما خطوات ما حول الاستحقاق الرئاسي بعد تغيير مقارباتها في التعاطي مع هذا الاستحقاق، والتي وصلت، بحسب مصادر رسمية متابعة، الى حد الاختلاف بين الاعضاء.

لم يكن أحد ينتظر أن يخرج اجتماع سفراء الخماسية في «قصر الصنوبر» بـ«دخان ابيض» او بإعلان ما يتعلق بالملف الرئاسي، وبحسب ما قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية» فإنّ هذا الاجتماع أتى رداً على الاحباط الذي ساد جرّاء إشاعة أجواء عن انّ المجموعة الخماسية فشلت في دورها وانّ خلافاتها هي اكبر من ان تتفق»…

وكشف المصدر انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس في صدد الدعوة الى مشاورات ثنائية وثلاثية ولا الى طاولة حوار او تشاور، لأنّ مواقف القوى السياسية الرافضة لهذا الامر لم تتغير، وبالتالي لا جدوى من اي طاولة تشاور طالما ان النيات مفقودة والمواقف محسومة».

واكدت المصدر انّ «المعنيين لم يتبلغوا بزيارة قريبة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ولا بزيارة للموفد الاميركي اموس هوكشتاين، لكنّ الاخير أوصَل رسالة مفادها انه مستمر في العمل على الحل في الجنوب لخفض مستوى التوتر والتصعيد تمهيداً لوقف الحرب، كذلك ابلغ انّ الوضع لا يزال تحت السيطرة من ناحية اسرائيل وان العمليات ستبقى محدودة ضمن استراتيجية الاستهدافات العسكرية والامنية ومعادلة الرد والرد على الرد»… لكن المصدر أكد ان «لا شيء يضمن عدم جنوح اسرائيل وجنونها وتوسيعها للحرب»…

الافكار نفسها

وبالعودة الى الاجتماع الخماسي، فقد شارك فيه الى السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، سفراء اميركا ليزا جونسون، والسعودية وليد البخاري، والمصري علاء موسى، وقطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»: «يبدو أن اللجنة الخماسية «المركزية» لم تتوصل بعد الى توافق كامل حول آلية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، نتيجة اختلاف الآراء بين مكوناتها حول عدد من النقاط والتوافق فقط حتى الآن على مواصفات الرئيس العتيد، ونتيجة الإنقسام اللبناني ايضاً حول هذا الاستحقاق».

وأوضحت «انّ السفراء ذهبوا الى اجتماع أمس من دون وجود اي اقتراح مشترك يجمعهم، بل اجتمعوا لتبادل وجهات النظر ولمناقشة افكار يمكن ان تشكل قواسم مشتركة بينهم وبين الاطراف اللبنانية، خصوصاً ان النقاش ما زال يدور حول الافكار نفسها التي تم تداولها منذ اكثر من شهر، وملخّصها: هل تتبنى اللجنة اسم مرشح معين او اكثر؟ وهل تحدد مهلة زمنية لمجلس النواب لانتخاب رئيس ام لا؟ وهل تذهب بعض دول اللجنة الى فرض عقوبات او إجراءات حول مُعرقلي الاستحقاق الرئاسي؟».

وبحسب المصادر المتابعة يبدو انّ «فرنسا تعمل على توحيد الرؤية ومعالجة التباينات داخل اللجنة، وظَهر ذلك خلال زيارة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان الى كل من مصر والسعودية، كما لهدف إبقاء دينامية اللجنة قائمة إزاء لبنان على رغم الانشغالات بمواضيع اقليمية اكثر أهمية وسخونة».

وفي معلومات لـ«الجمهورية» انّ سفراء الخماسية اطّلعوا من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو على نتائج جولة لودريان الاخيرة، وناقشوا ايضا تطورات مسار الاتصالات والاوضاع القائمة في غزة.

وجاء في بيان السفراء الذي وزّعته السفارة الفرنسية وصدرَ في وقت متأخر ليل أمس: «إجتمع سفراء اللجنة الخماسية اليوم (أمس) لإعادة التأكيد على عزمهم على تسهيل ودعم انتخاب رئيس للجمهورية. واستعرضوا التطوّرات الأخيرة والاتّصالات التي جرت في لبنان والمنطقة. كما تمّت مناقشة الخطوات التالية الواجب اتّخاذها.»

مبادرة فرنسية

الى ذلك قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان اللقاء جاء بمبادرة فرنسية بُغية اطلاع السفراء على حصيلة الجولات التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في الدوحة والرياض قبل القاهرة، والنتائج التي انتهت إليها الاجتماعات مع وزراء خارجية الدول الثلاثة، وكذلك ما انتهت إليه اتصالات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي التي تناولت الوضع في لبنان وغزة.

ولفتت المصادر الى انّ الاجواء التي سبقت لقاء السفراء أوحَت بأنه «تشاوري» لاستعراض نتائج اتصالات كل منهم على المستويات المختلفة، والتشاور في الطرق الواجب اعتمادها للتوصّل الى الحوافز التي تدفع اللبنانيين وتقنعهم بأهمية خوض الاستحقاق الدستوري الهادِف الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعيداً عما يجري في المنطقة. ذلك انّ معظم الدول المشاركة فيها لا تُحبّذ التريّث الى حين انتهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة أو في جنوب لبنان، في ظل فشل المحاولات الجارية لترتيب هدنة إنسانية او وقف للنار إن أمكَن ذلك لاستكمال مراحل تبادل الاسرى لدى «حماس» بالموقوفين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، والتي ما زالت أمنيات يَعِد بها وزيرا خارجية قطر والولايات المتحدة الأميركية ومعهما ادارتيهما المنخرطتين في مساعي التهدئة.

وقد تبلّغت مراجع رسمية انّ الاجتماع انتهى الى ضرورة البقاء على تنسيق بين السفراء، وأن ايّ قرارات أساسية لم يتم التوصل إليها قبل اللقاء، خصوصاً لجهة الحركة المتوقعة للسيد لودريان باتجاه بيروت في موعد لا يمكن التحكّم به اذا بقي الوضع على ما هو عليه.

جولة السفراء

لكنّ مصادر معنية واكَبت ما دار في اجتماع السفراء الخمسة قالت لـ«الجمهورية» ان هذا «الاجتماع دام ساعة ونصف ساعة، وتميّز بأنه كان عملياً وركّز على أهداف المجموعة نفسها بالنسبة الى ما يتعلق بلبنان لجهة ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في ضوء الأوضاع السائدة تعيشها المنطقة، والتي كان لها نصيبها من البحث خلال الاجتماع». وأضافت أن «السفراء اتفقوا على استئناف جولتهم على المسؤولين والقيادات السياسية والكُتل النيابية بعد اللقاء الذي كانوا قد عقدوه اخيراً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وسيلتقون بداية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم ينطلقون إلى استكمال بقية لقاءاتهم التي ستشمل أيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون».

وأشارت المصادر إلى أن الموفد الفرنسي والخماسي جان ايف لودريان، الذي كانت له الأسبوع الماضي اجتماعات في القاهرة والرياض وبقية عواصم المجموعة الخماسية، سيزور لبنان حتماً خلال ‫النصف الأول من آذار المقبل إذا لم يَستدع الأمر زيارته قبل نهاية الشهر الجاري.

وكررت المصادر التأكيد على أنّ المجموعة الخماسية ترى انه في ضوء التطورات التي تشهد المنطقة، يجب الاستعجال في انتخاب رئيس لبناني جديد حتى يتأكّد حضور لبنان في أي تسوية ستُعقد، لكي لا تحل مكانه دول أخرى.

وردا على سؤال عن طاولة حوار يُقال انّ لودريان يعمل عليها وتجمَع المعنيين بالاستحقاق الرئاسي وغيره؟ قالت المصادر نفسها ان هذه الفكرة طَرحَها لودريان في زيارته الأخيرة للبنان، لكنه شدّد على أن يكون البديل منها لقاءات ثنائية أو وفق أي صيغة إذا لم تكن صيغة «طاولة الحوار» غير مقبولة لدى هذا الفريق او ذاك، على أن ينجز هذا الحوار خلال فترة زمنية محددة، كذلك شدد على وجوب الذهاب إلى خيارٍ ثالث بعد نتيجة جلسة الانتخاب في حزيران الماضي التي تنافسَ فيها رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور. وذلك لأنّ الأزمة حول الاستحقاق الرئاسي ليست أزمة دستورية وإنما هي سياسية، وهذا ما شدد عليه لودريان خلال زيارته الأخيرة للبنان.

وإذ تَردّد انّ خلافات سادت اجتماع السفراء الخمس، نفى السفير المصري علاء موسى هذا الامر نفياً قاطعاً، وقال لـ«الجمهورية»: «لم يحدث اي خلاف، وكانت الاجواء ايجابية وتم الاتفاق على خطوات التحرك التي ستشمل لقاءات مع بعض الاطراف في الايام المقبلة، في محاولةٍ لإحداث خرق ما قبل شهر رمضان وتمهيداً لزيارة الموفد الفرنسي التي لم يحدد موعدها بعد».

تأجيل مؤتمر دعم الجيش

وكان السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو قد زار قبل اللقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي أطلعه على التحضيرات الجارية للترتيبات الخاصة بالمؤتمر الخاص بدعم الجيش المقرر في باريس نهاية هذا الشهر. وفي الوقت الذي تبيّن، بحسب معلومات «الجمهورية»، انّ المؤتمر سيؤجّل الى موعد لاحق لعدم انتهاء التحضيرات والاتصالات الجارية في شأنه مع الدول الموضوعة على لائحة الممولين والمساعدين، والتي لم تؤد الى اي توافق نهائي في انتظار الاتصالات الجارية على اكثر من مستوى مادي وتقني وعسكري. ولفتَ بو حبيب الى تقدير لبنان للدور والمتابعة الفرنسيين للأوضاع الراهنة، منوّهاً بـ«رغبة فرنسا بلجم التصعيد وإعادة الهدوء الى جنوب لبنان». وشدد على اهمية «البحث عن حلول مستدامة للوضع الراهن من خلال التطبيق الشامل وغير المنقوص للقرار١٧٠١».

وقال ماغروا عن التوتر المتصاعد في الجنوب: «موقفنا واضح ونعمل على خفض نسبة التوتر».

ولدى سؤاله اذا كانت فرنسا تتواصل مباشرة مع «حزب الله»؟ قال: «نتحدث مع الجميع كما تعلمون ونأمل في إحراز تقدم».

وفد الكونغرس الاميركي

على صعيد آخر، وصلَ الى بيروت أمس وفد من الكونغرس الاميركي يضمّ اعضاء في لجنتي الخارجية والأمن الأميركيتين، للبحث في مجموعة من الاقتراحات الهادفة الى مساعدة لبنان على تجاوز أزماته وخصوصا على مستوى المساعدات المقدمة للجيش اللبناني ودوره في ضوء المطالبة بتنفيذ القرار 1701، كما بالنسبة الى متابعة التطورات على الساحة اللبنانية والمنطقة من جوانبها المختلفة.

وفي برنامج الوفد لقاء يُعقد عصر اليوم مع بوحبيب لاستكمال البحث الذي كان قد أجراه مع اعضائه قبل اسابيع في واشنطن، وذلك قبل جولة الوفد على رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون.

الجبهة الجنوبية

من جهة ثانية، وفي حين تجدد امس اشتعال النيران في معمل المولّدات الكهربائية الذي استهدفته اسرائيل عصر امس الاول في الغازية، وباشرت فرق الدفاع المدني والاطفاء في إخماده، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على الأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل وحولا في قضاء مرجعيون، وسقطت قذيفة قرب المنتزهات في منطقة الوزاني. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي محيط تلة حمامص في اتجاه الوزاني. واغار الطيران الحربي على اطراف شيحين والضهيرة ومروحين ورميش وبركة ريشا والبستان ويارون وعيتا الشعب، واغارت مسيرة على بلدة بليدا.

واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي «انه استهدف منصتين لإطلاق الصواريخ تابعتين لـ»حزب الله» في منطقتي مروحين ويارون جنوبي لبنان».

وبعد الظهر قصفت المدفعية الاسرائيلية أطراف ميس الجبل وبليدا ومرتفعات الهبارية، فيما اغارت مُسيّرة على بلدة كفركلا ورافَقها قصف مدفعي. واعلن الجيش الإسرائيلي انه «استهدف عناصر من «حزب الله» داخل مبنى في كفركلا»، فيما اغار الطيران مجددا على بلدة يارون.

وذكر مراسل «القناة 12» في الشمال انّ المسيّرة التي أطلقت نحو طبريا أمس استطاعت التسلل 50 كلم الى عمق «اسرائيل» من دون أن يتم اعتراضها، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «سماع دوي انفجار ضخم في منطقة صفد».

وقالت ان 3 صواريخ مضادة للدروع أطلقت من لبنان في اتجاه «إسرائيل» وسقطت قرب مستوطنة «مرغليوت».

في المقابل، إستهدفت ‌‌ «المقاومة الإسلامية» أمس «‏تجمعاً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية، وموقع ‏المرج بالأسلحة المناسبة، وقصفت مرة ثانية انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة راميم بصاروخ «بركان»،‏ وثكنة راميم مرة ثالثة بصاروخ «بركان»،‏ و‏موقع ‏السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية،‏ و‏موقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية».

المعادلات انهارت

وقال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ان «سلاح الجو يعمل في دمشق وبيروت والنبطية وحيثما لزم الأمر»، لافتاً الى ان «المعادلات التي ظنّ «حزب الله» أنه فرضها انهارت عندما قررنا الهجوم على دمشق وبيروت وصيدا والنبطية».

النيابة التمييزية

من جهة ثانية، طُوي الحديث عمّن سيخلف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات عند إحالته الى التقاعد غداً في 22 الجاري، عندما أصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود قراراً كلّف بموجبه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار القيام بمهام عويدات اعتباراً من يوم الجمعة في 23 الشهر الحالي.

كذلك قرر القاضي عبود تكليف المحامية العامة التمييزية القاضية ندى دكروب، التي كانت مرشحة لتولّي مهام عويدات بسبب الاقدمية، بمهام رئاسة الغرفة الثامنة لدى محكمة التمييز خلفاً للقاضي ماجد مزيحم الذي أُحيل على التقاعد.

 

"الديار"

بعد الاعتداء «الاسرائيلي» على بلدة الغازية الجنوبية، والرسالة التي حملت عنواناً واحداً هو استعداد «اسرائيل» لتوسعة الحرب ضمن عمق جغرافي بعيد، في سياق التصاعد العسكري اليومي وعلى وقع التهديدات المتكرّرة، ما ينذر بالدخول في حرب كبيرة المدى قد تستغرق شهوراً، على الرغم من الوساطات التي تؤكد أنّ توسعة الحرب غير واردة، لكن الانفلات العسكري المفاجئ في كل لحظة يطلق العنان للمخاوف من عدم حصر النزاع على الحدود ومواصلة الانزلاق نحو المجهول.

فالاعتداء على بلدة الغازية فتح الابواب امام المخاطر المرتقبة، لان المواجهات امتدت من الحدود الجنوبية الى منطقة قريبة من صيدا، عبر غارتين «اسرائيليتين» ادتا الى تدمير بعض المنشآت، فيما الاعتداء اتى تحت حجة كاذبة وهي ضرب مخازن أسلحة لحزب الله، بينما أكدت الوقائع أن الغارتين استهدفتا مستودعاً لصناعة المولدات وآخر لتصنيع الحديد، الامر الذي ادى الى دمار ثلاث مؤسسات في المنطقة، وهذا يعني انّ كل انواع المخاطر واردة وفي اي لحظة مع «الاسرائيليين» وأنّ كل المناطق مستهدفة، وما يجري كل يوم في مناطق جنوبية متنقلة يؤكد ذلك.

الى ذلك، بقيت الوساطات خافتة من ناحية قدرتها على ضبط الوضع العسكري، وفق معلومات حصلت عليها» الديار» نقلاً عن وزير في حكومة تصريف الاعمال، عن أنّ كبار المسؤولين اللبنانيين لم يتلقوا اي خبر يتعلق بتحرّك سياسي مرتقب للموفد الأميركي اموس هوكشتاين، حول وقف التدهور على الجبهة الجنوبية، وأشار الى ان الاخير سيزور «اسرائيل قريباً»، ولا معلومة حتى اليوم عن زيارته للبنان.

في السياق يردّد هوكشتاين خلال لقاءاته ومجالسه أن الولايات المتحدة مستمرة في مساعيها لوقف إطلاق النار، لكن هنالك تعقيدات تتحكم بالمساعي الديبلوماسية تحت عنوان» لا وقف لإطلاق النار في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة».

«فيتو»أميركي على المشروع الجزائري

وفي الاطار عينه، أسقطت الولايات المتحدة مشروع قرار جزائري يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، خلال انعقاد مجلس الأمن الدولي مساء امس للتصويت على المشروع المذكور، وقد صوتت الولايات المتحدة بحق النقض «الفيتو»، فيما صوتت 13 دولة لمصلحة مشروع القرار، مقابل امتناع صوت واحد، كما برز موقف مفاجئ مساء امس صدر عن البيت الابيض، يعتبر أنّ الوقت ليس مناسباً لوقف إطلاق النار في غزة، فيما كان الموقف مغايراً في وقت سابق اقله في العلن.

هل سيطبّق القرار 1701؟

على خط مشابه وفي إطار الاتصالات التي قامت بها « الديار» مع مصادر سياسية متابعة ومواكبة لتطورات الوضع الجنوبي، فقد أفادت بأن الوضع في جنوب لبنان مرتبط بغزة وكل كلام يعاكس ذلك لا معنى له، لانها الحقيقة الثابتة ولا يوجد سواها، وسألت هل سيطبّق القرار 1701؟ بالتأكيد لا، لانّ هنالك شروطاً والقرار المذكور سيكون له ملحق، والكل يطلب ضمانات.

ورأت في إطار آخر أن لا رئيس في لبنان قبل انتهاء الحرب في غزة وانسحاب الاسرائيليين، وعلى بعض الافرقاء ان يتقبلوا ذلك ويتراجعوا عن مطلبهم الداعي الى عدم ربط الوضع الجنوبي بأحداث غزة.

واشارت المصادر المذكورة الى انّ الرئيس المقبل الذي سيطول انتظاره، سيترافق حضوره مع عملية تنقيح للدستور، وإلا فالوضع سيراوح مكانه لا بل سيتراجع اكثر.

اجتماع سفراء «الخماسية» في قصر الصنوبر

وعلى الخط الرئاسي، عقد اجتماع عصر أمس في قصر الصنوبر، جمع سفراء المجموعة الدولية الخماسية المعنية بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، وقد استكمل الاجتماع التحرّك الذي باشره السفراء الخمسة بدءاً بزيارتهم لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، كذلك للاطلاع على نتائج لقاءات السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في الرياض، خصوصاً مع المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا.

وعلمت « الديار» من كواليس الاجتماع، بأنّ زيارات مرتقبة الى المعنيين بالملف الرئاسي سيقوم بها السفراء الخمسة، ولم تستبعد المصادر زيارة ثانية الى عين التينة من قبلهم لتقييم نتائج اللقاءات التي عقدها السفراء مع بعض القيادات اللبنانية، وأوحت بطريقة غير مباشرة بأنّ الوقت الراهن يحمل صعوبات لتشغيل المحركات الرئاسية المطلوبة، لكن الجولة المرتقبة للسفراء الخمسة على الاطراف السياسيين، لا بدّ ان تفتح ثغرة جديدة في الجدار الرئاسي.

مع الاشارة الى انّ السفارة الفرنسية كانت قد اعلنت انها بصدد إصدار بيان، يوضح ما جرى خلال الاجتماع، لكنها اعلنت ليلاً انها أرجأت ذلك الى اليوم الاربعاء.

مبادرة رئاسية جديدة لبرّي؟

وعلى الخط الحواري، وحول ما يردّد عن وجود مبادرة رئاسية جديدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، أشارت مصادر كتلة التنمية والتحرير لـ « الديار» الى ان لا مبادرة جديدة لرئيس المجلس، بل دعوة مفتوحة دائماً للحوار بين الافرقاء السياسيين، بهدف التقارب والتوافق على اسم الرئيس، وهذا ما أكد عليه الرئيس برّي امام سفراء «الخماسية»، مع تشديده على حسم هذا الملف، وهو على استعداد لدعوة النواب الى جلسة لانتخاب الرئيس، في حال تأكد له حضور العدد المطلوب لنصاب الجلسة والانتخاب، لكن لغاية اليوم لا يوجد اي إشارة على إمكانية تأمين الثلثين.

لودريان في بيروت قبل منتصف آذار

وضمن الزيارات المرتقبة لمسؤولين غربيين للمساعدة في حل معضلة الرئاسة، يزورالموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، في النصف الأول من شهر آذار المقبل، وقبل حلول شهر رمضان المبارك، على ان يطرح على الرئيس برّي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والقيادات التي سيلتقيها عدداً من الاقتراحات، لكن ووفق المصادر المواكبة، فالمهمة ستكون كسابقاتها اذ انّ تحقيقها ما زال بعيد المدى، ويحتاج الى الكثير من الوقت، وفق معلومات أنّ الورقة الفرنسية التي سيحملها لودريان الى بيروت لم تجهز بعد، اذ يقوم حالياً بالاتصالات مع العواصم المشاركة في اللجنة الخماسية بهدف توضيح الافكار.

إهتمام دولي غربي بدعم الجيش

في الوقت الذي تتحضّر فيها العاصمة الفرنسية باريس، لمؤتمر يخصّص لدعم الجيش اللبناني في 27 الجاري، تستضيف روما مؤتمراً مماثلاً مطلع شهر آذار المقبل، زار وفد من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي بيروت، حيث التقى الرئيسين برّي وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، وجرى بحث في أوضاع المؤسسة العسكرية والمساعدات التي تحتاج إليها، على أن يرفع الوفد تقريراً في هذا الاطار الى الكونغرس.

باسيل ينبه الى المسار الانحرافي للحكومة

في المواقف السياسية، تناول رئيس» التيار الوطني الحر» جبران باسيل بعد اجتماع تكتل» لبنان القوي» عصر امس، بعض القضايا التي تتصل بموضوع «الشراكة» والحقوق والرئاسة، معلناً « اننا لا نريد أخذ لبنان الى الحرب، من دون ان يعني ذلك استسلاماً «لإسرائيل»، وهنا الخط الرفيع بين الحرب واللاحرب، ومسؤولية من يقرّر وقوع الحرب او عدمها، لأنه هو سيتحمّل مسؤوليّتها وسنكون معه او ضدّه بحسب صوابية قراره».

من ناحية اخرى رأى باسيل انّ الخطر متمثّل في عملية إقصاء المسيحيين عن الحكم والدولة، بدءاً من انتخاب رئيس نيابةُ عنهم، وصولاً الى انتهاك الدستور وضرب «الشراكة» في الحكومة والمجلس النيابي. وقال:» نبّهنا كتيراً الى المسار الانحرافي لحكومة تصريف الاعمال، والى التسلّط على موقع رئاسة الجمهورية وصلاحيات الرئيس، لكن»مش فرقانة معهم» والاستفزاز مستمر «وما إلو حدود».

وأشار الى» اننا سنتقدّم بعريضة نيابية أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، بطلب اتّهام ضد من خالف الدستور وسنرى من سيوقّع معنا».

العسكريون المتقاعدون يمهلون الحكومة حتى الجمعة

في إطار المطالب المحقة، أمهل العسكريون المتقاعدون حكومة تصريف الاعمال الى بعد غد الجمعة، موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء، وكانوا قبل فترة وجيزة قد علقوا حراكهم التصعيدي في وجه الحكومة، بعد وعود تلقوها بدرس مطالبهم في ما يخص الزيادات والتقديمات، في محاولة لإقرارها بالتساوي بين العسكريين المتقاعدين والموظفين المدنيين، لكن ووفق معلومات « الديار» فالوضع متجه الى التصعيد والاعتصام على غرار ما جرى سابقاً، بحسب ما قال بعض العسكريين المتقاعدين بعد علمهم بأنّ الجلسة المرتقبة لن تبحث مطالبهم، واشاروا الى انهم سيدعون زملاءهم المتقاعدين وكل المواطنين الى العصيان المدني، وعدم دفع الرسوم والضرائب والوقوف معاً لإسقاط المنظومة، التي لا تأخذ بالاعتبار الظروف الاجتماعية المأسوية لكل اللبنانيين المظلومين.

المخاتير يواصلون انتفاضتهم على رسوم المعاملات

رفضاً للضرائب والرسوم العشوائية والمجحفة بحق المواطنين، التي فرضتها الموازنة الجديدة، وخصوصاً رسوم معاملات الأحوال الشخصية، يواصل معظم مخاتير لبنان انتقادهم ورفضهم الشديد لها، ويعتبرون أن لا طاقة للمواطنين على تسديدها اذ عادلت قيمتها عشرين ضعفاً، ويناشدون من لديهم مفاتيح التشريع العمل على تكتلات نيابية، من أجل الطعن في هذا القانون وتخفيض الرسوم، التي تعيق عملهم وسط هذه الظروف المعيشية الصعبة

 

 

 "اللواء"

مع البرودة النسبية في مواجهات «جبهة الاسناد» جنوباً، والتي تتعرض «لنار صديقة» بين وقت وآخر من قبل التيار الوطني الحر، الذي يعارض استراتيجية ربط الصراع على خلفية ما يجري في غزة، يمكن اعتبار ان الاسبوع الاخير من شهر شباط، الذي رغم قصره، بدا طويلاً وثقيلاً على المستويات كافة، مع عودة مجلس الوزراء للاجتماع، وتعرض قانون الموازنة العمومية للكمات دستورية واقتصادية ولوجستية (مطالبة المخاتير باعادة النظر برسوم اخراجات القيد، ووثائق الزواج والولادة وسوى ذلك)، والخلافات المحتدمة حول ما يمكن تقديمه للمتقاعدين، الذين يعارضون توجهات الحكومة، لتحريك الادارة والمدارس والجامعة والقضاء بحوافز مالية، لا تؤثر على شلل الحلول والحياة العملية ودورة العمل والانتاج.

ولاحظت أوساط سياسية أن تناغم موقف الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بشأن ربط الساحات والاعتراض الواضح على جر لبنان إلى الحرب يدفع إلى الاستفسار بشأن الغاية من بث الموقف في هذه الفترة كما الكلام عن جلسات الأنتخاب المتتالية ما يعطي الانطباع أن التيار انتقل إلى الضفة الأخرى، لكن هل ان قرار الانفصال عن حزب الله اتخذ، وفق سؤال هذه الأوساط التي دعت إلى ترقب مواقف الأفرقاء السياسيين من هذا الموقف.

‎وقالت المصادر لـ«اللواء» أن برنامجا قد اعد لجدول زيارات سفراء اللجنة الخماسية على القيادات السياسية قبيل الانطلاق في مسعى يتصل بتزخبم الاستحقاق الرئاسي ويقع في صلب مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، معلنة أن لا أسماء يتم التداول بها وإنما سيعمل لودريان على عرض خطوط أو مبادىء عريضة تتصل بالإستحقاق كمرحلة أولى.

وفي قصر الصنوبر كان الملف الرئاسي على الطاولة، اذ عقد سفراء اللجنة الخماسية الدولية اجتماعاً في قصر الصنوبر بدعوة من السفير ماغرو، وانتهى الاجتماع بعيداً عن الاعلام.

وحضرت المخاوف من اشتعال المنطقة، في الاتصال الذي اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اكد خلاله «ضرورة بذل الجهود بهدف تجنب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة».

ومن قصر بسترس، قال السفير الفرنسي ايرفيه ماغرو ان بلاده تبذل جهوداً لخفض التوتر، معرباً عن امله في احراز تقدُّم.

واتفق السفراء خلال الاجتماع الذي تجاوز الساعة على استكمال الجولات على القيادات اللبنانية بهدف التفاهم على آلية المسار الرئاسي قبل عودة لودريان الى بيروت.

تسربت معلومات ديبلوماسية عن اجتماع سفراء اللجنةالخماسية ليل امس بمقر السفارة الفرنسية في بيروت،مفادها بأن المجتمعين استعرضوا نتائج اجتماع اللجنة مع بدء مهامها ولقائها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأسباب عدم استكمال جولاتها على المسؤولين السياسيين الأساسيين.

وقالت المصادر انه جرى تبادل وجهات النظر، واستعراض التحركات التي قام بها الاعضاء في الخارج ولا سيما مع الدول المعنية، والتأكيد على ضرورة الخروج بنتائج تساعد في تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.

واشارت إلى تباين بين سفراء اللجنة ،التي لم تتجاوز مدة اجتماعها اكثر من ثلاثة ارباع الساعة حول توقف جولاتها على باقي المسؤولين، بعدما تبين ان بعض اعضائها لا يستطيعون زيارة حزب الله مثلا، في حين تتطلب المهمة وجودهم جميعا معا.

وكشفت المصادر النقاب عن تطرق المجتمعين الى موضوع موعد انعقاد المؤتمر المخصص لدعم الجيش والقوى الامنية الاخرى، والذي كان مبدئيا في العاصمة الفرنسية،الا انه تم ارجاء البحث فيه بانتظار مزيد من التشاور حوله لاحقا.

مجلس الوزراء

حكومياً، يعقد مجلس الوزراء كما بات معروفاً جلسة لبحث اوضاع المصارف، وسط انقسام بين الوزراء حول ما يتعين فعله ازاء ردّ مجلس شورى الدولة المشروع الحكومي، ووجهة نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي وفريق رئيس الحكومة الاقتصادي من كيفية معالجة الوضع المستجد.

وعشية الجلسة، امهل تجمع «العسكريين المتقاعدين» الحكومة حتى صباح يوم غد، «لوضع مسودة للزيادات بشكل عادل للقطاع العام، وعرضها على لجنة التواصل، قبل جلسة مجلس الوزراء بعد غد الجمعة، مهدداً باجراءات لازاحة ما اسماه بـ«السلطة الطاغية» وصولاً الى التمرد والعصيان العام.

الكهرباء تحذّر الإدارات المتقاعسة

وفي خطوة تنسجم مع توجهات اعادة التيار الكهربائي على نحو افضل مما كان، حددت «مؤسسة كهرباء لبنان» يوم الخميس (نهاية الشهر) لتسديد الفواتير المستحقة ووضعها في حساب مصرف لبنان بالعملة الصعبة، والا فستلجأ الى بدء اجراءات قطع التيار عن الادارات والمؤسسات والمصالح المتخلفة عن الدفع.

ملء الشواغر في القضاء

بالمقابل، وفي خطوة وصفت بالايجابية، لملء الشواغر في القضاء، قرر مجلس القضاء الاعلى بعد اجتماع عقده برئاسة رئيسه سهيل عبود، تكليف رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، القيام بمهام النائب العام التمييزي، بدءاً من يوم الجمعة، خلفاً للقاضي غسان عويدات الذي يحال الى التقاعد بدءاً من يوم غد.

كما كلف المحامية العامة التمييزية القاضية ندى دكروب بمهام رئاسة الغرفة الثامنة لدى محكمة التمييز خلفاً للقاضي ماجد مزاحم الذي احيل الى التقاعد.

«رد الردّ»

نيابياً، اوصت اللجان النيابية المشتركة برد القانونين اللذين ردتهما الحكومة الى المجلس النيابي، ويتعلقان بموازنة وهيئة المدارس الخاصة وصندوق التعويضات، بعد التصويت بالاكثرية لعدم صلاحيات رئيس الحكومة منفرداً القيام بهذا الرد بغياب رئيس الجمهورية.

واعتبرت اللجان المشتركة التي اجتمعت برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، ان القوانين تبقى نافذة الى حين اتخاذ القرار في الهيئة العامة، وبالتالي عدم تكريس مخالفة دستورية او اي تجاوز لصلاحيته التشريعية، هذا الأمر مرفوض وطلبوا من المجلس عدم المناقشة كي لا يكون مشاركا في خرقه للدستور، في المقابل اعتبر بعض النواب ان صلاحية رئيس الحكومة مكرسة في الدستور.

ووفق مصادر نيابية، حصلت نقاشات امتدت لساعات حول هذا الموضوع، وخلصت الجلسة إلى رفع القوانين إلى الهيئة العامة للمجلس النيابي، الجهة الصالحة لرد رد الحكومة القوانين. أي سيعيد المجلس النيابي القانونين المتعلقين بصندوق التعويضات ودعم الصندوق، إلى الحكومة لنشرها في الجريدة الرسمية.

باسيل بين الشراكة وعدم وحدة الساحات

سياسياً، اعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي والهيئة السياسية للتيار الوطني الحر ان الشراكة تمثل اولاً برئاسة الجمهورية، وبعدها بحكومة اصلاحية، ولن نتخلى عن الرئاسة ولا عن صلاحياتها، ولا دورها القيادي الاول بالدولة والوطن.

واعاد باسيل التركيز على موقفه مما يجري في الجنوب، وقال: نحن مع المقاومة في الدفاع عن لبنان، ولكن لسنا مع تحميل البلد مسؤولية تحرير فلسطين، ولسنا مع وحدة الساحات اي لسنا مع ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزة.

وقال باسيل: نحن في حركة تواصل مع معظم الافرقاء للوصول الى قواسم مشتركة، وكشف عن رد ايجابي على نداء النواب التسعة من المجلس، بضرورة التلاقي مع كل الكتل للوصول الى حل.

وفي خطوة، لم يتراجع عنها كشف باسيل: سنتقدم بعريضة نيابية امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بطلب اتهام في حق من خالف الدستور، بغض النظر عن النتيجة.

غالانت: موقف استفزازي

وفي موقف استفزازي، تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان سلاح الجو يعمل في دمشق وبيروت والنبطية وحيثما يلزم الامر.

واعتبر ان جيشه جعل معادلات حزب الله تنهار بعد قصف دمشق وبيروت وصيدا والنبطية، لكنه استدرك متخوفاً من مواجهة ايام صعبة، معلناً جهوزيته لكل الاحتمالات.

ودحضت جولة الاعلاميين، بدعوة من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الجنوب، على المنشآت الصناعية في الغازية التي استهدفتها الطائرات الاسرائيلية المزاعم الاسرائيلية حيث كشف زيف الادعاءات، واعتبر رئيس الغرفة محمد صالح ان «هدف العدو تدمير الاقتصادي والصناعة».

قصف الحزب وغارات الاحتلال

ميدانياً، ذكر حزب الله، في بيان له انه استهدف ثكنة راميم بصاروخ بركان، واصابها اصابة مباشرة.

وكان الطيران الحربي المعادي نفذ غارة على الأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل، وغارة ثانية على بلدة حولا في قضاء مرجعيون، في حين استمر امس اشتعال النيران في معمل المولّدات الكهربائية الذي استهدف عصر امس الاول في الغازية.

وسقطت قذيفة على منطقة الوزاني قرب المنتزهات. واستهدف القصف المدفعي محيط تلة حمامص باتجاه الوزاني.

وشن الطيران المعادي غارة استهدفت الضهيرة ومروحين. وشن غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب. وشنت مسيرة معادية غارة على بلدة بليدا.

 

 

 "الشرق"

عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسة خاصة للتصويت على مشروع قرار جزائري يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو”، فيما صوتت 13 دولة لصالح مشروع القرار، مقابل امتناع صوت واحد.

وهذه هي المرة الثالثة التي تعرقل فيها أميركا مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو لإعلان هدنة إنسانية فورية في غزة.

وقال المندوب الجزائري في الأمم المتحدة، عمار بن جامع، قبل التصويت:

يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لتحقيق وقف إطلاق النار.

التصويت ضد مشروع القرار يعني الموافقة على التجويع كأسلوب حرب.

التصويت لصالح مشروع القرار يمثل دعمًا لحق الفلسطينيين في الحياة.

ينص مشروع القرار على وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات.

مُنح أعضاء المجلس وقتًا طويلاً لدراسة مشروع القرار ونراه متوازنًا أما المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، فقالت: طرح هذا القرار في هذا الوقت ليس مناسبا.

وقف إطلاق نار فوري من شأنه إطالة أمد الصراع ومدة أسر المحتجزين.

لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار نعمل على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

اتفهم رغبة المجلس في التحرك بسرعة لكن ليس على حساب تحقيق سلام دائم.

من جهته قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا “إنه أمر محزن”. وأضاف نظيره الصيني جون تشانغ أن للمجلس “التزاماً أخلاقياً” للتحرك “من أجل وضع حد لهذا الوضع المأسوي”، ساخراً من موقف الولايات المتحدة التي “تدعو دائماً إلى حماية حقوق الإنسان”.

في الوقت نفسه، تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدعو فيه إلى وقف موقت لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و”حماس” وإبداء معارضتها لهجوم بري كبير تخطط إسرائيل لشنه في رفح، بعد أن لوحت باستخدام حق النقض (الفيتو) على مسودة قرار آخر طرح الثلاثاء قالت واشنطن إنه قد يضعف المحادثات.

وذكر مسؤولون أميركيون أن مفاوضات الرهائن الجارية بناءة لكنها تتطلب مزيداً من العمل المتواصل.

في غضون ذلك قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن امس الثلاثاء إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماجورك سيتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع، لإجراء محادثات في شأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” في غزة.

وأضاف المسؤول أنه من المقرر أن يزور ماجورك، الذي شارك في مفاوضات سابقة، مصر الأربعاء وإسرائيل الخميس.

والاجتماعات هي الأحدث ضمن محادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بهدف التوصل إلى هدنة في الحرب وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة تحتجزهم “حماس” بعد هجوم السابع من تشرين الأول المباغت على إسرائيل.

 

 "الشرق الأوسط"

 استكمل الرئيس اللبناني السابق ميشال عون الشقاق مع «حزب الله»، وذلك بانتقاده لفتح جبهة الجنوب ضد إسرائيل تضامناً مع غزة، بالقول: «إننا لسنا مرتبطين بمعاهدة دفاع مع غزة»، وانضم بذلك إلى قوى مسيحية أخرى تدعو إلى تحييد لبنان وعدم انخراطه في الحرب، وكان آخرهم حزب «الكتائب اللبنانية» الذي رأى أن «الرادع لكل اعتداء لا يناط بميليشيا تخطف دور الدولة، بل هو من مسؤولية مؤسسات شرعية تعمل بحسب الدستور والقوانين».

وقال عون، في مقابلة تلفزيونية بُثت ليل الاثنين على قناة «أو تي في» الناطقة باسم «التيار الوطني الحر»: «لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع، ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسماً من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه».

ولفت إلى أن «القول إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي، والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده». وتابع عون: «ترجمة تطورات غزة والجنوب بصفقة رئاسية أمر غير جائز سيادياً، وإلا تكن تضحيات الشهداء ذهبت سدى، وتكون أكبر خسارة للبنان».

وتوترت العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» أخيراً، على خلفية الانقسام حول الملف الرئاسي ودعم الحزب لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للانتخابات الرئاسية، كما ازدادت توتراً إثر مشاركة وزراء الحزب في جلسات حكومية أثمرت تعيينات، وكان آخرها تعيين رئيس أركان للجيش اللبناني، فضلاً عن مشاركة نواب الحزب في جلسة التمديد لقائد الجيش في البرلمان.

«الكتائب»

وانضم عون، بذلك، إلى قوى مسيحية أخرى تطالب الحزب بالتوقف عن مواصلة الحرب على الحدود الجنوبية. ورفض المكتب السياسي الكتائبي في اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل «انتشار الأسلحة المدمرة في القرى والأحياء السكنية، وظاهرة الأنفاق التي تعرِّض كل الأراضي اللبنانية بشراً وحجراً إلى حرب لا يريدها لا لبنان ولا اللبنانيون». وعدّ، في بيان، أن «المنطق الوحيد الصالح اليوم هو أن يتولى الجيش اللبناني، المخول أمام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، الدفاع عن لبنان وحماية الحدود بالتعاون مع القوات الدولية كما المشاركة في المفاوضات، ويؤكد أن الرادع لكل اعتداء لا يناط بميليشيا تخطف دور الدولة، بل هو من مسؤولية مؤسسات شرعية تعمل بحسب الدستور والقوانين، وعبر دبلوماسية نشطة وفاعلة تعمل لدعم الجيش اللبناني وتطالب بوقف القتال ومنع تمدده إلى لبنان، الأمر الذي بات مطلباً عالمياً داعماً للبنان الرسمي».

مساعٍ دولية

وتتواصل المساعي الدولية لإنهاء الحرب في الجنوب. وقال السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الثلاثاء، رداً على سؤال حول التوتر المتصاعد في الجنوب: «موقفنا واضح ونعمل على خفض نسبة التوتر». وحول ما إذا كانت فرنسا تتواصل مع «حزب الله» مباشرة، قال بعد لقائه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب: «نتحدث مع الجميع كما تعلمون، ونأمل في إحراز تقدم».

ويرفض «حزب الله» النقاش في أي تفصيل داخلي أو متصل بالحرب، قبل إنهاء حرب غزة. وكان نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم قال قبل أيام: «ليكن واضحاً، لدينا لاءات ثلاثة: أولاً: لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن. ثانياً: لا نخضع للتهديدات ولا للتهويلات الإسرائيلية أو الغربية مهما كانت؛ لأنَّنا أهل الميدان، ولأنَّنا نعد أنَّ الدفاع واجب، وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة». وتابع: «ثالثاً: لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة، عندها تجري النقاشات»، عادّاً أن «كل النقاشات التي تجري الآن هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك؛ لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد».

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية