الكبير مارسيل خليفة يكتب عن الحذاء الابيض الجديد في احد الشعانين

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Mar 24 24|10:49AM :نشر بتاريخ

كتب الكبير مارسيل خليفة على صفحته على فيسبوك:

الحذاء الأبيض الجديد في أحد الشعانين
فَرِحْتُ بِهِ كثيراًيومَ اشترَتْهُ أُمِّي من سوق "جبيل" القديم . عَقَدْتُ رِبَاطَهُ، وَمِنْ ثمّ استوت  رجلايَ على الأرض  حيث شَرَعْتُ أقومُ بعَدَدٍ من الخُطواتِ الثَّابتَةِ. أنْظُرُ إلى الحذاء، حِذائي، مَشغوفاً بِه وآخِذاً في السَّيْر مُجدّداً. أمشي وفي الطريق تَتَثَبَّتُ عَيْنَايَ عليهِ. وكُنتُ أُسْرِعُ في المَشْي، وأعودُ لأَتوقَّفَ. أنظُرُ إليهِ باهتمامٍ، أَنحَني لأَمسَحَهُ. وأحياناً، كان يَعْلَقُ الوَحْلُ في "آلنَّعْل" كأَنَّهُ يَعْلَقُ في قَرارة نَفسي هذا آلوَحْلُ. ويَدورُ الزّيَّاح، زِيَّاح الشَّعْنينة، ذكرى دخول السيّد المسيح إلى "القُدْس"، وهو الأحد السابع من الصّوم الكبير قبل عيد الفِصّح. دَوُرَةً كاملةً أمام الكنيسة، وأنا بحذائي أتنَقَّلُ بَيْنَ الجُمُوعِ كالحجل، أحمِلُ الشَّمعَةَ الكبيرةَ، وعَينايَ إلى تَحتٍ، إلى حِذائي الأبيض الجديد الذي يُلائمُ تماماً قدميَّ. المُشكِلة الوحيدة في حِذائيَ الجديد كان رِباطَهُ الذي لم أُوَفَّق في اليومين الأولين إلى حَلّ عُقَدِهِ. فكنتُ أجتهدُ في ذلكَ من غير جَدوى إلى حدّ الشُّعور بالألم في أصابعي. فتأتي أُمِّي وتَحِلُّ الرِباطَ وتُريحني من هذه المشكلة كُليّاً. مشاهد زيَّاح الشعنينة استعيدها واحكي عن الطفولة والعالم البسيط الصغير التي لا يتجاوز حدود البلدة، عن حذاء وشمعة  ولم يَبْقَ من ذكراهما غير الحب … 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : Facebook