شيخ العقل من ابل السقي: لضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Oct 15 22|23:54PM :نشر بتاريخ
دعا شيخ العقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الرؤساء والمسؤولين الى "تجاوز الاختلافات والاصطفافات والمناكفات لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها"، معتبرا ان "أي إنجاز يكون بتضافرِ الجهود، ولا يجوزُ أن يُنسَبَ لهذه الجهةِ أو تلك، بل الجميعُ متأثِّرون بالفشل إذا ما وقع، ومَعنيُّون بالنجاح إذا ما تحقَّق، وهذا ما نرجوه وما نُعوِّلُ عليه في موضوع النفط والغاز ليكونَ باباً لإعادة ثقةِ الناس بدولتِهم وثقةِ المجتمع الدولي بلبنان".
كلام الشيخ ابي المنى جاء خلال زيارتين قام بهما الى بلدتي ابل السقي والسريرة في قضاءي مرجعيون وجزين، تلبية لدعوة من المشايخ والفاعليات والمجلسين البلدي والاختياري واهالي البلدتين، وذلك على رأس وفد من المشايخ ورئيسي لجنة التواصل والعلاقات العامة في المجلس المذهبي اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري والثقافة الشيخ عماد فرج، اعضاء المجلس المشايخ: اسعد سرحال، محمد غنّام، فادي العطّار، وسام سليقا وشاهين القنطار، عامر صياغة ورمزي جمّاز.
واستهل شيخ العقل زيارتيه الجنوبيتين من منطقة جزين، حيث اقيم له والوفد المرافق استقبال حاشد من المشايخ والفاعليات، العميد غازي كيوان ومختار البلدة حافظ كيوان والاهالي في بلدة السريرة.
وشكر الشيخ أبي المنى في كلمة له، اهالي السريرة على مودة الاستقبال والحفاوة الطيبة، السريرة بعيدة من قرى الجبل لكنها في القلب، وقد تتأخر المشاريع ولكن يجب ألا يصيبنا الإحباط"، داعيا إلى "الحفاظ على أرضنا وثروتنا ومياهنا، سمعنا عن المشاكل التي يعاني منها ابناء البلدة وسنتواصل مع المعنيين لمحاولة حلها."
ومن ثم زار الشيخ ابي المنى على رأس وفد من المشايخ بلدة ابل السقي حيث اطلع على أوضاع البلدة واهلها من المسيحيين والدروز.
وكان في استقبال شيخ العقل والوفد المرافق متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، مفتي مرجعيون وحاصبيا القاضي الشيخ حسن دلي، النائب قاسم هاشم وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي سامر الكاخي .
كما حضر ممثل عن النائب علي فياض وعن النائب أسعد حردان ، الخوري بيار الراعي ، قائد القطاع الشرقي في قوات اليونيفيل، قائمقام مرجعيون وسام حايك أعضاء المجلس المذهبي الدرزي ، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من الشخصيات الاجتماعية والتربوية والدينية والحزبية والامنية ومشايخ واهالي ابل السقي.
وكانت كلمات ترحيبية من مشايخ ابل السقي ورئيس بلديتها.
وشدد كل من المطران كفوري والشيخ دلي على اهمية النموذج الراقي و المميز في ابل السقي الذي تسود فيه قيم المحبة والاتفاق بين كامل سكانها وهي تعد مثالاً للمحبة والرقي.
الشيخ سامي ابي المنى وفي كلمته ركز على اهمية الوحدة والعيش المشترك الذي تنعم به المناطق الجنوبية وشدد على الحفاظ على التنوع الاجتماعي داعيا المعنيين الى ضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها الطبيعية ولا سيما انتخاب رئيس للجمهورية .
وجاء في كلمة شيخ العقل التالي:
"أزورُ بلدةَ إبلِ السقي العزيزة؛ بيدرَ الجنوب الغالي، بزَرعِها الوافر وعيشها الطيِّبِ وأدبِها الشعبيِّ، هذه القريةُ الطيِّبة التي قال عنها ابنُها البار سلامُ الراسي أبو علي: (كانت الشمسُ تشرق في ذلك الزمان من وراء جبل حرمون وتغرب خلف مرجعيون، وقريتُنا قائمةٌ في وسط الدنيا). أزورُها اليومَ مُندفعاً بدافعِ المحبة الإنسانية والوحدة الوطنية والأخوَّة التوحيدية، حاملاً إليكم تحيةَ الجبلِ والمجلس المذهبي لطائفة الموحِّدين الدروز، تحيةَ التوحيد والمعروف، شاكراً لمشايخ إبل السقي الأفاضلِ اهتمامَهم ودعوتَهم، وللأهالي الكرام مشاركتَهم وترحيبَهم، ومقدِّراً عالياً وجودَ الشخصيات الكريمة، الروحيةِ والسياسية والأهلية من البلدات المجاورة ومن قيادة اليونيفيل، لكمُ التحيةُ فرداً فرداً مع الاحترام لمقاماتكم الرفيعة وأشخاصكم الكريمة. ومن مزار الداعي عمَّار وما يُمثِّلُ من دعوةٍ صادقة للخير والتوحيد وشهادةٍ مبارَكة في سبيل الحقِّ، إلى قاعة الموحِّدين الموحَّدينَ في إبل السقي وما تُجسِّدُه من تعاضدٍ أهلي وتماسكٍ اجتماعي، أنقلُ إليكم كلمةً طيِّبة كشجرةٍ طيِّبة، مستذكراً الآيةَ الكريمة: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"، ومن الجَمع التوحيديِّ في المزار المبارَك أحملُ إليكم ومعكم رسالةً واحدة؛ رسالةَ الصدق والأخوَّة، رسالةَ الإيمان والارتقاء في مسالك الطهر والصفاء، رسالةً إسلاميةً مسيحيةً توحيدية، حيث لا غايةَ للرسالة إلَّا الإنسانُ وكرامةُ الإنسان، والمجتمعُ وسعادةُ المجتمع، والوطنُ وسلامةُ الوطن".
واضاف: "رسالتُنا أيُّها الأحبَّة، هي رسالةُ حفظِ الدين ومقاصدِ الدين السامية، ليكونَ الدينُ سبيلاً لتحقيق الغاية الأسمى، لا ليكونَ هو الغاية، وغايةُ الدينِ هي البناءُ الإنسانيُّ والاجتماعي، بناءً قائماً على أُسسٍ روحيةٍ وفكريةٍ وأخلاقيةٍ، يبدأُ من داخل كلِّ واحدٍ منَّا، ليتّسعَ إلى بناءٍ عائليٍّ وتربويٍّ وثقافيٍّ واجتماعيٍ ووطنيٍّ وإنسانيّ، ومَن لم يبدأُ بالإصلاح من ذاتِه فعبثاً يُحاولُ إصلاحَ مَن في الخارج، ومَن لم يجمع شملَ عائلتِه فكيف له أن يجمعَ شملَ الآخرين؟ ومن لا يثبتُ على القِيم والمبادئ والمكرُمات فهل يثبتُ على شيء؟ ومَن لا يدافعُ عن أرضِه وحقِّ أهلِه فليس بجديرٍ بحملِ رسالةِ الوطنية والولاء للوطن. رسالتُنا أيُّها الأحبّةُ هي رسالةُ الوطن وحفظِ الوطن، نحملُها من موقعِنا في مشيخة العقل ورئاسة المجلس المذهبي، على مستوى الطائفة وعلى مستوى الوطن ككلّ، فندعو أبناءنا وإخوانَنا الموحِّدينَ ليكونوا قدوةً في أخلاقِهم المعروفية وصفائهم التوحيديّ وتضامنِهم الاجتماعي ورُقيِّهم العلمي وحضورِهم الوطني، ولِيحافظوا على إرث الآباء والأجداد ويُضيفوا إليه عملاً مؤسساتيَّاً مُجدياً ونهضةً مؤثِّرة وانفتاحاً مدروساً، وفي ذلك قوةٌ لهم وقوةٌ للوطنِ بهِم، كما ندعو أبناءَ الوطن جميعاً ليكونوا أقوياء كذلك في مجتمعاتِهم وفي حضورِهم الوطني، لنكونَ معاً أقوياءَ بوحدتِنا، وأقوياءَ بالمواطَنة الحاضنة للتنوُّع، وبالعيش معاً، وبالتكاملِ الاجتماعي والشراكةِ الوطنية. في إبل السقي نَستلهمُ بركةَ "خلوات البيَّاضةِ"، بيَّاضةِ القلوب الطاهرة، ونستلهمُ التاريخَ العابقَ بالقداسةِ في أكثر من مكانٍ وزمان.. وفي إبل السقي نرفعُ الدعاءَ الخالصَ معَ السواعدِ المقاوِمة ليرتفعَ عن جنوبِنا الحبيبِ كابوسُ الظلمِ والعدوان، ولِيَحُلَّ السلامُ فلا نعودُ بحاجةٍ لإرهاقِ القواتِ الدوليَّةَ بمراقبةِ قرانا وحدودِنا مع العدوّ، بالرغم من وجودِها المُطَمْئنِ والمساعدِ للأهالي، وإبلُ السقي شاهدةٌ على ذلك، وأهلُها حريصون، كما كلُّ أهالي المنطقة، على حفظ حقوق الوطن بأرضِه ومائه وثرواتِه، وحقِّ اللبنانيين بالعيش الآمن وعودة الاستقرار والازدهار".
وتابع: "إنّ مسؤولياتِنا الأخلاقيةَ والروحيةَ والاجتماعية تحتِّمُ علينا كقادةٍ روحيين أن نُطلقَ نداءَ المحبة والأخوّة، وأن نلتقيَ على ثوابتَ وطنيةٍ جامعة، وأن نَحُثَّ الرؤساءَ والمسؤولين، على تنوُّع مواقعِهم وأحزابِهم، لتجاوز الاختلافات والاصطفافات والمناكفات، ولإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، ولشَبك الأيادي من أجل إنقاذ الوطن من حالة التدهور والانهيار، فقوَّةُ لبنانَ في وحدة أبنائه، وأيُّ إنجازٍ يكونُ بتضافرِ الجهود، ولا يجوزُ أن يُنسَبَ لهذه الجهةِ أو تلك، بل الجميعُ متأثِّرون بالفشل إذا ما وقع، ومَعنيُّون بالنجاح إذا ما تحقَّق، وهذا ما نرجوه وما نُعوِّلُ عليه في موضوع النفط والغاز ليكونَ باباً لإعادة ثقةِ الناس بدولتِهم وثقةِ المجتمع الدولي بلبنان".
وختم شيخ العقل كلمته، قائلا: "تحيةً لعائلات إبل السقي ولأبنائها الكرام، على أمل أن تكونَ زيارتُنا هذه حافزاً لنا لتأكيد الوقوف إلى جانب أهلِنا الأعزَّاءِ في الأطراف، وحافزاً لكم لتكونوا دائماً في قلب الوطنِ تشاركون في بنائه وبقائه، والوطنُ لا يقومُ إلّا بجميع أبنائه، من شمالِه إلى جنوبِه، ومن بقاعِه إلى عاصمتِه وساحلِه، ومن جبلِه الأشمِّ إلى واديه الأزهر، ومن كلِّ طوائفه إلى كلِّ مذاهبِه، حيثُ لكلِّ مكوِّنٍ وجودُه وقيمتُه وكرامتُه وحقوقُه ودورُه، فلا يستقوي أحدٌ على أحد، ولا يُستهانُ بمواطنٍ مهما كان واقعُه أو مجموعةٍ مهما كان عددُ أبنائها، حيث لا فضلَ لامرئٍ على امرئٍ، ولا لجماعةٍ على جماعة إلّا بالإخلاص والتقوى، وبالعمل المُجدي، وبالولاء للوطن. تحيةً لكلِّ وجوه هذه المنطقة الخيِّرة، ولكلِّ أهلِها الطيِّبينَ الصامدين، مردِّداً ما قاله الأديبُ الراسي: لا السهلُ والوديانُ والجبلُ وطني، ولا الأنهارُ والسُّبُـلُ
كلا، ولا الأطلالُ، بل وطني في الناسِ، ما قالوا وما فعلوا، واسمحوا لي أن أُكملَ قولَه بالقول: حَيَيتُكمْ يا أُخوتي، فَبِكمْ تَستأنسُ الأرواحُ والمُقَـلُ، إبلُ السَّقي في القلبِ موقعُها والقلبُ في نبَضاتِه الأملُ".
.
وبعد انتهاء اللقاء لبى ابي المنى دعوة غداء مع الوفد المرافق في منزل الشيخ أبو امين سعيد فياض.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا