"طرابلس 06" يروي مأساة العائلات الفقيرة والكوارث الناجمة عن " قوارب الموت "

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة

Oct 16 22|21:58PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن _ طرابلس _ روعة الرفاعي

مأساة ظاهرة قوارب الموت والتي حصدت حتى الساعة مئات الضحايا وعشرات المفقودين والمشردين كانت سببا للإبداع في تنفيذ وإخراج الفيلم الوئائقي " طرابلس 06" للمخرج وسيم عرابي والمنتج التنفيذي نبيل رفاعي والممثل سلطان ديب الذي لعب دور بائع الكعك وإختار مرغما على التخلي عن إبنه بهدف دفع كلفة السفر على متن قارب غير شرعي.
الممثلة نور صابونة (الأم) نجحت في نقل مأساة الأم اللبنانية التي تعاني الأمرين من أجل اسعاد أبنائها، وبسبب الظروف الضاغطة حيث لا مياه، لا كهرباء ولا مردود مالي يمكنه تأمين قوت عيشها وافقت على إعطاء إبنها لإحدى العائلات بهدف تأمين كلفة السفر على القارب بحثا عن حياة كريمة في أي دولة أوروبية وبعدها يمكنها إستعادة إبنها، لكن شاء القدر أن يتعرض المركب للغرق فتكون هي الضحية مع زوجها وإبنتيها ليبقى إبنها (ميسر) على قيد الحياة بعدما يتم إنقاذه فماذا سيكون مصيره؟؟!!!
الواقع بأن " طرابلس 06" إنما كان يهدف الى توجيه عدة رسائل كما يقول المنتج نبيل الرفاعي والذي أشار:" الى أن الفيلم أراد الإضاءة على جانب مأساوي وهو قوارب الموت وضرورة التوعية في هذا المجال، حيث إن الحلم لا يتحقق وكم من ضحية ابتلعها البحر فكانت المأساة كبيرة ، اما الجانب الآخر الذي برز فهو التكافل الإجتماعي بين أبناء طرابلس حيث قام أحد أصحاب المطاعم بإحتضان ميسر الذي كان يكره جمع التنك عن الطرقات كعمل يساعد من خلاله والده الفقير، ووعد بإعادته الى مدرسته".
يتابع رفاعي:" هذه هي طرابلس بالرغم من كل الظروف الصعبة تتخطى واقعها المرير وكلنا أمل بأن تعود لها أمجادها كعاصمة ثانية ".
الملفت أنه وخلال عرض الفيلم على مسرح الرابطة الثقافية بحضور النائب أشرف ريفي ورئيس الرابطة رامز الفري وحشد كبير من المهتمين، أن التفاعل كان كبيرا من قبل الجمهور والذي ذرف الدموع وهو يشاهد الطفل ميسر وقد إشترى الورود وذهب الى البحر ليتحدث مع والدته وشقيقتيه ووالده معبرا عن إشتياقه وحزنه العميق لعدم وجودهم الى جانبه، مؤكدا على أنه سيبحث عن شقيقه ليعود ويعيش معه، هنا علا التصفيق في القاعة.
بطريقة سلسة قريبة جدا من واقع أهالي طرابلس في الأحياء الشعبية حيث تم تصوير الفيلم كان العرض الذي تناول كل الأزمات من إنقطاع للكهرباء مرورا بالمياه وصولا الى فقدان الخبز في كثير من الأحيان، وهكذا نجح الفيلم في مدة زمنية لا تتجاوز النصف ساعة أن يلخص مأساة الشعب اللبناني المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يذكر بأن " طرابلس 06" سيشارك في مهرجانات عالمية وربما يحصد الكثير من الجوائز كونه يعالج ظاهرة شغلت العالم بأسره.