العريضي من بعقلين في اليوبيل الماسي للتقدمي:كنا دائما في الجانب الصح من التاريخ

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
May 02 24|00:29AM :نشر بتاريخ

ايكووطن- الشوف - نسيب زين الدين

لمناسبة اليوبيل الماسّي لتأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي  نظمت معتمدية بعقلين في وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي ندوة سياسية حاشدة حاضر فيها الوزير السابق غازي العريضي، في قاعة مسرح المكتبة الوطنية في بعقلين، بحضور عضوي كتلة اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة والنائب بلال عبدالله، نائب رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط زاهر رعد، أمين السر العام ظافر ناصر، مستشار رئيس الحزب حسام حرب، الأب إيلي كيوان، الشيخ فوزات العرم والشيخ فادي العطار، عضوي مجلس قيادة الحزب كامل الغصيني ورينا الحسنية، وكيل داخلية الشوف الدكتور عمر غنام، وكيل داخلية إقليم الخروب ميلار السيد، معتمد بعقلين المهندس وائل الفراجي، منفذ عام الشوف في الحزب السوري القومي الإجتماعي شادي راجح، ومدير مديرية بعقلين في الحزب السوري القومي الإجتماعي غازي أبو كامل ووفد حزبي، مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار السابق الدكتور وليد صافي، مسؤول مكتب الإغتراب في الحزب المهندس بسام صافي، الرئيسة السابقة للإتحاد النسائي التقدمي سلمى صفير، عضو مجلس قيادة الحزب السابق المحامي وليد صفير، مدير المكتبة الوطنية غازي صعب، الدكتور رامي عز الدين ممثلاً رئيس مدارس العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، رئيس إتحاد بلديات الشوف السويجاني المهندس يحيى أبو كروم، رئيس بلدية بعقلين عبدالله الغصيني، رئيس بلدية ديردوريت الشاعر أنطوان سعادة، فؤاد الغريب، أعضاء من وكالة داخلية الشوف، معتمدين ومدراء وأعضاء فروع حزبية وأعضاء مرشدين، رؤساء بلديات ومخاتير وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية، فعاليات تربوية وثقافية، وجوه إجتماعية وحشد كبير من الحضور.

الغصيني

بعد النشيدين الوطني والحزبي، ألقت نائبة معتمد بعقلين نضال الغصيني كلمة الإفتتاحية وجاء فيها "هو الأول من أيار، تاريخٌ مشرق، ونضالٌ مُشرّف، حيث نلتقي اليومَ في الذكرى الـ 75 لتأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي، الحزب الذي أسسهُ المعلم الشهيد كمال جنبلاط عام 49، كمال جنبلاط الإنسان المفكر والسياسي، صانعُ شمس الحرية". "هي ذكرى تأسيس الحزب المتألّق على مدار 75 عامًا، حزبُ النضال من أجل دولةِ القانون والمؤسسات وحقوقِ الإنسان، الذي اتخذَ من القلم والمعولِ شعارًا له لأنه حزب العمال والفلاحين والمثقفين، أُسُسه وعناوينُه العلم والعمل والحرية والكرامة الإنسانية، الديمقراطية الصحيحة والعدالة الإجتماعية. مسيرتُه تتميز بالنضال من أجل لبنان عربي ديمقراطي، تسوده العدالة الإجتماعية، والنضال من أجل فلسطين، قضية الحق والحقيقة".

الفراجي
بدوره قال معتمد بعقلين المهندس وائل الفراجي في كلمته "نلتقي اليوم في الذكرى ال75 لتأسيسِ الحزب التقدمي الإشتراكي، حزبُ العمالِ والفلاحين، الطلاب والمثقفين، وكلّ القوى الحيّة في المجتمع، الحزب الذي نحتفلُ في يومِ عيدِهِ بعيدِ العمالِ والكادحين، الحزب الذي عاشَ مُؤسِسُهُ بين ناسِهِ وأهلِهِ وحملَ همومَهم وكانَ صوتَهم ودافعَ عنهُم، فكانَ نصيرُ الحقِ والإنسان، ومثالُ الصلابةِ والإيمان كما بقيَ إلى يوم إستشهاده".

وتابع الفراجي "في ذكرى تأسيسِ الحزب نقولُ ليسَ بصدفةٍ أن نبدأَ الإحتفالات من بعقلين، بعقلين التاريخ، وتاريخُها الذي عاشته بفلاحيها وعمالِها و ونسائها ورجالِها ومثقفيها، أهلُ العلمِ والعمل والعطاء، صغارًا وكبارًا، شبابًا وشيبًا ، إنها وبكلِ المراحل التي عَبَرتْها مع هذا الحزب لم تكن يومًا صدفةً، بل كانت منه وهو منها، مغروسٌ في عروقِها، وفية صادقةٌ مع نفسِها ومع نهجِهِ، فهي جُـبِلَت معه بدم شهدائها وجَرحاها ومناضليها في كلِ الساحات، وكان لأهلِها تاريخٌ في سجلِ هذا الحزب، وكانت له وفيةً شهمةً أبية". 

وتخلل اللقاء عرض فيديو يُظهر ملخص ما أنجزته وحققته معتمدية بعقلين على مدار السنة الثانية من إنطلاقتها،من توقيع بسام عاطف حمادة.

 

كلمة العريضي

قال الوزير السابق غازي العريضي في مستهل كلمته "في العيد الخامس والسبعين لحزبنا، لرفاقنا في كل مكان وخصوصاً في هذه المنطقة المباركة، أقول: "مباركة مدرستكم، مسيرتكم، تضحياتكم، نضالاتكم، شهاداتكم، ثوراتكم، ثوابتكم، إرادتكم، هيبتكم، صلابتكم، قيمكم، قاماتكم، راياتكم، ساحاتكم، راحاتكم ، دياركم . مبارك مجدكم وإنتماؤكم وحضوركم ووفاؤكم والتزامكم، وعيكم، دوركم، عزكم، إيمانكم، قيادتكم، استمراركم، إقدامكم. مباركة أرضكم، مبارك ترابكم حيث يرقد معلمكم في تلك الدار المباركة، الدار درة الدور في قيمها ودورها وموقعها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، الدار التي باركت السياسة اللبنانية، وباركت لبنان وحمت حضورنا ووجودنا وكرامتنا ومنها انطلق هذا الكبير الكبير، هذا الرمز الكبير في هذا الشرق الكبير ومنها إلى رحاب الإنسانية، المعلم الذي أطلق المسيرة منذ خمسة وسبعين عاماً، ومن هذه الدار انطلق سيد كبير، زعيم، قائد، معلم في السياسة وفي لعبة السياسة التي أتقنها إتقاناً مميزاً فكان لهذه الدار عزتها وموقعها وكرامتها وهيبتها ودورها وكلمتها، ولا أبالغ إذا قلت بعد خمسة وسبعين عاماً الكلمة الفصل ليست كلمة العدد، الكلمة الفصل هي كلمة المدد الفكري والسياسي، هي كلمة العقل والحكمة، بهذا المعنى كلمة هذه الدار، كلمة الحزب، كلمة كمال جنبلاط وكلمة وليد جنبلاط، كانت كلمة الفصل في كل إستحقاقات السياسة في لبنان".

وأضاف: "منذ خمسة وسبعين عاماً أُطلقت المسيرة، أُطلق النداء، وذهب المبشّر بمبادئها وثوابتها يصول ويجول في كل لبنان، كان عنوانها وهدفها وغايتها الإنسان، العدالة، المساواة، الدولة المدنية، دولة المؤسسات، دولة الرعاية، دولة الحريات والديمقراطية والتنوع، الدولة التي تحفظ ميزة ونكهة هذا البلد؛ التنوع في إطار الوحدة. منذ ذلك الوقت ونحن في مدرسته، بممارساته ومع زعيمنا "وليد" مارسنا القول بالفعل. رغم كل الخلاف السياسي الذي كان قائماً، عندما إغتال النظام السياسي اللبناني، وقتل وأعدم الزعيم أنطون سعادة لسبب سياسي، لم يكن ثمة صوت إلا صوت كمال جنبلاط، إنطلاقاً من رفض سياسة الإعدام والإغتيال والقتل بسبب الإنتماء السياسي، لأنه كان يثق بنفسه وبعقله وبفكره وبإيمانه وبعقيدته، وكان قوياً في نفسه وقادراً على الدفاع عن رأيه، فلا يجوز الإحتكام إلى هذه السياسة، والتصفية الجسدية لا يمكن أن تضع حداً لفكر أو أن تقتل كلمة، فقد يُقتل شخص أو قد ينتقمون من شخص لكن المسيرة تبقى مستمرة وهذا ما حصل مع المعلم كمال جنبلاط لاحقاً".

وقال: "خلال سنوات قليلة كانت الثورة البيضاء على نظام الفساد  والإفساد من أجل التغيير والإصلاح الحقيقي في البلاد. وبعد سنوات كانت ثورة ضد الأحلاف الأجنبية حفاظاً على إنتماء لبنان، ووحدة لبنان، وهوية لبنان، ومن أجل العناوين والأهداف التي تمسك بها الحزب. ثم بعدها كانت شراكة حقيقية فعلية في دولة المؤسسات. في العام 1958 عندما جاء الرئيس فؤاد شهاب بدأت مسيرة إطلاق دولة المؤسسات، والشراكة الفعلية الحقيقية كانت بينه وبين كمال جنبلاط الذي كان يؤمن بالمؤسسات ويتطلع إلى تحقيق العدالة الإجتماعية في مؤسسات الدولة وعلى مستوى كل إداراتها، بهذا المعنى جسد مبادئه وكان لنا في تلك المسيرة أول شهيد للحركة الطلابية المطلبية في لبنان هو الشهيد حسان ابو اسماعيل".

وتابع العريضي: "استمرت المسيرة وخضنا معارك كثيرة، أسميها دائماً وأسمي الحزب، حزب المعموديات، وحزب التضحيات وحزب النضالات، وحزب المعارك في كل الساحات، حسبما يقتضي الواجب أن نكون. على هذا الأساس إستمرت المعركة في لبنان، بموقع أساسي، مفصلي محوري للحزب على مستوى النقابات، العمال، الفلاحين، المزارعين، من مزارعي التبغ إلى مزارعي التفاح، إلى المؤتمرات التي عُقدت في مناطق كثيرة، المعلمين، المثقفين، المدرسة الرسمية، الثانويات الرسمية التي إفتتحت أول فروع لها في المناطق البعيدة، وفي الأرياف أيام ما كان المعلم الشهيد وزيرأ للتربية الوطنية، الجامعة اللبنانية الحلم التاريخي للحزب وللقوى الشعبية حيث لم يكن المجال مفتوحاً أمام فئاتنا الإجتماعية الشعبية الفقيرة المتوسطة الحال أن تلتحق بالجامعات الكبرى، وكانت أيضاً محدودة، فُتحت آفاق العلم والتربية والتحصيل العلمي، وبناء الكادرات والطاقات. ثم لاحقاً المنح التي حصل عليها الحزب من خلال الإتحاد السوفياتي والدول الأخرى، وكان لها تأثير كبير في تطور مجتمعنا وتنمية حضورنا من خلال إختصاصات مختلفة باتت متوفرة لدينا وفي كل مناطقنا". 

لافتاً "بهذا المعنى كانت لنا وقفات ونضالات كثيرة في الدفاع عن المزارعين والمؤسسات والدولة، وتشهد الساحات في بيروت، بيروت العربية التي إحتضنت كل النضالات الوطنية والتي ميّزها حضور كمال جنبلاط والقوى والأحزاب الوطنية، في تلك المظاهرات الكبرى من أجل العناوين الأساسية التي أشرنا إليها والإصلاح الحقيقي في لبنان، وفي هذا المسار سُجل لكمال جنبلاط جهد كبير من خلال إنشاء تجمعات وجبهات سياسية حزبية إستثنائية توجت بالحركة الوطنية اللبنانية والتي كانت مميزة لأنها قامت على أساس برامج سياسية تجمع القوى المشاركة فيها على مختلف إنتماءاتها الطائفية أو الحزبية أو السياسية أو المناطقية. بهذا المعنى إستطاع الحزب بقيادة كمال جنبلاط وبشراكة مع تلك الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية أن يكون له إنتشار في كل المناطق اللبنانية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من أكروم ووادي خالد، إلى مارون الراس وبنت جبيل، وصولاً إلى بعلبك والبقاع الأوسط والشمالي والغربي وراشيا وحاصبيا وقلب الجبل، هكذا كانت المسيرة، هكذا كان النضال، لا تمييز بين مواطن وآخر، بين منطقة وأخرى، بين طائفة وأخرى، إذ كان الصراع قائماً على أساس المشاريع والرؤى السياسية والتي تميز كمال جنبلاط بإبتداعها  وإبتكارها ووضعها أمام الناس ولمَّ هذا التجمع الكبير حولها".

وأردف: "نحن في هذا الإطار، إذا تحدثنا عن التاريخ في هذه المسيرة من حقنا أن نفخر بأننا كنا دائماً في الجانب الصح من التاريخ، ولذلك أقول لرفاقنا: من حقكم أن تفخروا وأن تعتزوا بمسيرتكم بعيداً عن أي إنفعال أو تعصب أو لغة شعبوية بل بالإستناد إلى الحقائق والوقائع. ما من محطة وطنية عربية للحفاظ على وحدة لبنان وهويته ومن أجل إصلاحه إلا وكنتم في الطليعة، تتقدمون المسيرات والمظاهرات والتحركات، وعندما كان يدق النفير كنتم في ساحات الوغى رجالاً مميزين بهاماتكم وقاماتكم وتضحياتكم، فقدمتم أغلى ما عندكم وهذا مسجل لكم في سجلات ذهبية في هذا اليوبيل الماسي الذي هو عمر الحزب".

وأوضح "في هذه المسيرة أيضاً من جبهة النضال الوطني، إلى اللقاء الديمقراطي، إلى التمثيل في الوزارات، كان الحضور مميزاً، نعم بإستطاعتكم أن تقفوا عند هذه المحطات بفخر وإعتزاز أيضاً، لأننا منذ عهد المعلم الشهيد ودوره وحركته ومن كان معه في مجلس النواب وفي الوزارات ومن كان يمثله وحتى يومنا هذا، كنا ولا نزال في طليعة القوى التي لم تترك موضوعاً أو قضية وطنية إلا وكانت مدار إهتمام؛ واقدام بمشاريع قوانين، او بمبادرات، او بتحركات على المستوى الرسمي وقد حققنا الكثير من الإنجازات بشراكة مع قوى سياسية أخرى مؤمنة بالتوجه ذاته وبالسعي إلى بناء دولة الإنسان في لبنان".

وقال: "اليوم عندما نتذكر تلك المرحلة لا نستطيع إلا أن نقف عند ما أقدم عليه ذلك العقل الجهنمي الذي أطلق النار على مقربة من هنا، على رأس كمال جنبلاط. هؤلاء القتلة توهموا في لحظة معينة أنهم قتلوا كمال جنبلاط ، تخلصوا منه، أسقطوا مشروعه، أنهوا مسيرته، لكنهم كانوا واهمين، والدليل على ذلك أمران، الأمر الأول هو أنه من الدار التي بدأت الحديث عنها إنطلق سيد كانت ثمة تساؤلات كثيرة حول قدراته وإمكاناته وما يمكن أن يفعل خصوصاً أمام الصدمة الكبرى والفاجعة الكبرى، لكنه ومنذ اللحظة الأولى وعندما وقف وقفة وطنية مسؤولة حكيمة عاقلة مشرّفة رافضة ما جرى بحق مدنيين أبرياء، أخوة وجيران وأهل تشاركنا الحياة معهم لفترة طويلة، كان يدرك تماماً معنى تلك الجريمة وأهدافها وهي إيقاع الفتنة وتعميم الخراب والدمار، منذ ذلك الوقت وحتى اليوم وعنوانه منع الفتنة وعنوانه الحفاظ على التنوع رغم كل ما جرى، وعنوانه العودة إلى الأصول والأصالة. يومها بدأت الأنظار والأفكار تأخذ منحىً آخر، إختار خياراً صعباً لكنه لم يفعل كما فعل غيره في حالات مماثلة. وليد جنبلاط ذهب إلى نظام قتل كمال جنبلاط، ليس من أجل سلطة وليس من أجل موقع، الموقع محفوظ وهيبة الموقع  وكرامة الموقف محفوظة، بل ذهب من أجل حماية هذا الجبل وهذه المنطقة، وما هو مؤتمن عليه، هذا الحزب، هذه المسيرة وحماية لبنان ووحدته وإنتمائه، وأثبت على مدى السنوات الطويلة التي قاد فيها مسيرتنا أنه كان خير أمين وخير قائد وخير حكيم وخير عاقل، فاتخذ القرارات الصعبة، غير المستحبة أحياناً ، لكنه كان يدرك تماماً ماذا يفعل من أجل الأهداف الأساسية التي أشرنا إليها. الأمر الثاني على سقوط وهمهم، أنه ذات يوم وفي لقاء مع حافظ الأسد طَلب إلي "وليد بك" أن ألاقيه إلى المختارة بعد نهاية اللقاء، ذهبت في الوقت المحدد، وقبل أن يجلس رمى سترته وقال "سجل يا غازي في يومياتك، لقد وصلني اليوم شيء من حقي، فقد قال لي حافظ الأسد: يبدو يا أخ وليد، والدك كان على حق".

وأضاف: "منذ إغتيال كمال جنبلاط والمسيرة تكبر، تنمو وتتطور،  تحقق إنجازات، مسيرة متعددة الإتجاهات والأعمال في بناء مؤسسات الحزب، في تنميتها وتطوير قدراتها، في بناء مؤسسات في المناطق التي نتواجد فيها، في حماية القضية التي آمنا بها على المستوى الداخلي اللبناني، أو حتى على المستوى الفلسطيني وكمال جنبلاط كان شهيد هذه القضية"، مؤكداً "نعم وقفوا جميعاً أمام حالة إستثنائية، وليد جنبلاط يلعب في ملاعب الكبار، ومع الكبار يناور ويحاور ويقف في وجه كل محاولات التشاطر والتذاكي والإخضاع والإسكات. بالتجربة التي شهد عليها الجميع استطاع أن يحفظ الأمانة وأن يميز قيادته وأن يميز عصرنا جميعاً بما أنجزه  بما حققه حتى وصل الحزب إلى ما هو عليه اليوم. فقد كان دائماً في قراءة صائبة ودقيقة على المستوى الإستراتيجي، وإذا حصل خطأ كان دائماً السباق في القيام بمراجعة نقدية وبالإعتراف بالخطأ وأحياناً بطريقة قاسية كما فعل كمال جنبلاط خلال مسيرته حين كتب تحت عنوان "أخطاء وعبر"، ما هي الأخطاء التي ارتكبها في مرحلة معينة لنتعلم من أخطائنا ومن تجاربنا نعزز مسيرتنا وهذا أمر نفخر به ونعتز وهذا أمر يعزز الثقة بالنفس ويعزز قوة نفوسنا في مواجهاتنا مع الآخرين. هذه المسألة إذا وقفنا أمامها وعدنا بقراءة منذ العام 1949 حتى الآن، وعلى كل المستويات ليس ثمة محطة الا وكان الحزب فيها في الطليعة وفي كل مرة كان يقوم بمراجعة نقدية لمسيرته، نستفيد مما هو إيجابي ونعالج ما هو سلبي".

تابع: "وليد جنبلاط بهذا المعنى استطاع بإرادة قوية وبرؤية واضحة رغم كل ما يقال على مدى كل السنوات والصعاب التي مررنا بها، وتغير البلد بعد اغتيال كمال جنبلاط، وبعد اطلاق الرصاصة على راسه أي على المشروع الوطني وبعد كل المؤامرات التي حيكت وما جرى لاحقاً من حروب واستهدافات للجبل وللمشروع الوطني ولوجودنا في محطات عديدة ولضغوطات تعرضنا لها من قبل سوريا وغير سوريا في الداخل وتهديدات واستهدافات لكثيرين على رأسهم وليد بك لكن كانت الرؤية واضحة وثابتة. اليوم الظروف تغيرت والعالم تغير ما كان قائماً سابقاً تغير على كل المستويات، لكن اذا راجعنا مسيرتنا نحن لا يجوز أن نسمح لأحد بالمنطق بالفكر بالنقاش بالوقائع بالقرائن أن يهز إيماننا أو تجربتنا، الحزب ببساطة، جبهة التحرر دور أساسي إستثنائي في العمل النقابي وحضور أساسي ومميز في كل المراحل، لم تقصر الجبهة وكل العمال في كل القطاعات، بل تطورت إلى مؤسسات في قطاعات مختلفة، في مجالات العمل النقابي في لبنان، على مستوى كل المؤسسات.

منظمة الشباب التقدمي المرحلة المشرقة في تاريخ لبنان، في عمر الحركة الطلابية اللبنانية كانت في طليعتها منظمة الشباب التقدمي بقيادة أنور الفطايري آنذاك ومجموعة كبيرة من رفاقنا في الحزب أسست إلى ما هي عليه المنظمة اليوم من حضور واستطاعت في مرحلة معينة ان تهز بدون مبالغة أركان النظام السياسي اللبناني عندما كانت المظاهرات الطلابية بالآلاف في الشوارع دفاعاً عن ديمقراطية التعليم والجامعة اللبنانية وحرية التعليم وبناء المؤسسات التعليمية والمدرسة الرسمية، كان كثيرون يخشون هذه الحركة وكان وراءها كمال جنبلاط. هذه المنظمة اليوم كان لها دور أساسي في كل التحركات الطلابية الشبابية المطلبية التي للأسف لا تزال قائمة حتى الآن لأن ليس ثمة شيئ قد تغير بالمعنى الجوهري للكلمة،

جمعية الكشاف التقدمي فاعلة وحاضرة في تربية نشىء جديد في اتجاهات مختلفة على عقيدة واضحة ومبدأ واضح، والمبدأ الكشفي له ميزات كثيرة. الإتحاد النسائي التقدمي حضور فاعل ومميز للمرأة في الحزب وفي المنتديات داخل لبنان وخارجه، تتابعونه وتحضرون وتشاركون في الكثير من اللقاءات. مؤسسة فرح الإجتماعية وتفرعت عنها مؤسسات كثيرة  والدور الكبير الذي قامت به خلال جائحة الكورونا بتوجيه من وليد جنبلاط على مستوى كل المناطق وعلى مستوى المساعدات التي تقدم للناس في كل القرى.

محمية أرز الشوف الحالة التي شكلها وليد جنبلاط استثنائية في كل لبنان ونُحسد عليها، أجمل وأنظف المناطق في لبنان، ما أنجز في هذه المناطق استئنائي، الأبنية التراثية انطلاقاً من الشوف وصولاً الى كل لبنان هاجس أساسي عند وليد جنبلاط ومشاركة أساسية على مستوى المجلس النيابي بقوانين ومتابعة وفي كل المنتديات واللقاءات.  

الثقافة، صرح المكتبة الوطنية في بعقلين والذي كان سجناً في وقت عمت فيه السجون بمختلف أشكالها وفي منطقة محكومة وتتشرف قياداتها بنسبة أعداد المحكومين الموقوفين في السجون، أقفل وليد جنبلاط هذا السجن وحوله إلى مكتبة، واحة ثقافية فكرية، ملتقى لجميع المفكرين الفنانين والشعراء والأدباء والمثقفين والموسيقيين وأصحاب الفكر والرأي والاختصاصات والباحثين، مفتوحة لكل الناس مكتبة غنية، هذا من أجل أن تبقى الثقافة حية والذاكرة حية والعلم يبقى أساساً في توجهاتنا وبناء أجيالنا.

مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية قدمت لنا منح من الخارج ومشكورة الدول التي ساعدتنا، لكن هذه المؤسسة قامت وتقوم بجهد كبير وأفسحت المجال أيضاً أمام الآلاف من الطلاب لإستكمال تحصيلهم العلمي في جامعات ومؤسسات محترمة في لبنان والخارج. المركز الوطني للتنمية والتأهيل، حماية ورعاية ذوي الإحتياجات الخاصة، الذهنية، النفسية، الجسدية، المعاملة، الرعاية، الاحترام لمن ضحى وأصيب وتعرض لإعاقة معينة هذا واجب وكل ما أقوله هو واجب لكن من الظلم التوجه باستهداف بعض المسائل وإلقاء الضوء على شيئ سلبي أمام مسيرة طويلة من هذه العطاءات والنضالات.

صناديق دعم المريض في المناطق بهدف مساعدة وتمكين الناس، النضال من أجل الإنسان وحقوق الإنسان، المستشفيات، مؤسسة العرفان التوحيدية، شكراً لكل من جاهد وشارك في إطلاق هذه المؤسسة منذ ايام المعلم الشهيد ومستمرة اليوم مع وليد بك.

جمعية الخريجين التقدميين، لقاء الأساتذة الجامعيين، دور الهيئات التربوية والتعليمية، الأندية، سبلين. سبلين ليست شركة حزبية ولكن كثيرون يتحدثون عن شركات وفرص عمل هذه المؤسسات والمستشفيات وهذه الشركة الوطنية التي كانت حلماً في مرحلة معينة من أحلام كمال جنبلاط اليوم لدينا مئات وأحياناً أكثر من 3000 شخص من يعمل في هذه المؤسسات في كل المناطق إضافة الى الحضور في كل قرانا تقريباً بالقيام بالواجب تجاه الناس في مختلف المناطق أو في بناء القاعات وما شابه. هذا واجب علينا ولكن أيضاً ينبغي التذكير به فقط من أجل الأمانة ومن أجل تعزيز موقع ودور هذه المسيرة. ربما كان تقصير في أمور معينة وربما كانت أخطاء ولكن هذا أمر جائز ووارد ولكن كما قلت نبني على الإيجابي ونذهب الى معالجة السلبي في مقابل من يسعى بفكر تدميري في محاولة لتدمير إنجازات كثيرة قمنا بها".

أضاف: "تبقى مؤسسة إستثنائية، فالوفاء والأمانة تقضيان بأن نقف عندها بإحترام وإجلال وتقدير، لأن ليس ثمة شيئ أغلى من تقديم الروح، من ثوار 58 إلى جيش التحرير الشعبي قوات الشهيد كمال جنبلاط، هي مناسبة في هذه المسيرة وفي هذه المحطة وفي هذا اليوبيل الماسي، نحن نفخر ونكبر ونعتز بكل من جاهد ولبى النداء وقاتل وصمد وساعد وساهم وساند وأيد بأي  طريقة إلى جانب رفاقنا وإخواننا في جيش التحرير الشعبي لصد عدوان ولحماية أرض وعرض وكرامة وللدفاع عن لبنان التنوع والوحدة وللدفاع عن هويته العربية وتثبيت هذه الهوية. لم تكن الحرب قراراً أو خياراً ومنذ أيام الشهيد المعلم حاول كثيراً تجنب هذه المسألة وأحياناً كان يتخذ قرارات ليست مريحة لبعض الناس لكن كان دائماً يتطلع الى أمرين أساسيين: تجنب الانقسام، منع التقسيم ومحاولة تجنب الانفجار، عندما كان لا بد من الوقوف لبى الناس نداء كمال جنبلاط  ثم نداء وليد جنبلاط وكانت البطولات والأمجاد والإنجازات الكبرى، هذه مناسبة لا نستطيع إلا أن نحيي كل من شارك فيها ومن كان له دور فيها، الشهداء الكرام الكبار القادة الذين قادوا هذه المسيرة والذين أصيبوا بإعاقات أو شاركوا فيها هم في الضمير والوجدان والقلب كلما التقينا بهم ونظرنا الى وجوههم شعرنا بعزة وكرامة وفخر كبير".

وقال: "هنا قمنا بواجب ولكن في قلب الحرب كانت الأنظار متجهة الى الجبل في عقل وذاكرة وفهم وليد جنبلاط  لما كان يجري. والجبل هو الأساس. ليس سراً القول في ظل الحوار بالمدافع والدبابات وأحياناً بالقلم من "الأنباء" هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة التي كتب فيها المعلم الشهيد كمال جنبلاط، والزعيم وليد جنبلاط وكثيرون، وكان لها دور أساسي، أو في صوت الجبل، في مرحلة معينة كان التخاطب بالقذائف، ليسر سراً القول أن وليد جنبلاط لم يفوت فرصة لإرسال رسالة الى من كنا على خصام معه، في محاولة لوقف الحرب وإعادة بناء ما تهدم في الجبل على مستوى العلاقات بين الناس أو على مستوى الحجر والانطلاق الى مرحلة جديدة. ولذلك كانت مبادرة عودة المهجرين ومؤتمر عودة المهجرين  في العام 1989 وقبل أن تتوقف الحرب، وقد سبقها إتصالات كثيرة مع مرجعيات روحية وسياسية، وصولاً إلى المصالحة الكبرى في المختارة مع غبطة البطريرك صفير التي أعادت الروح الحقيقية إلى الجبل، بتنوعه وبشراكته، الشوف والإقليم وعاليه والمتن وكل هذه المناطق التي تعرضت، اليوم نشهد حالة رغم كل هذا التنوع السياسي وحدة السجال السياسي والخلاف السياسي القائم،  ثمة أمن واستقرار وتعاون وهدوء وحرص على أن يبقى الجبل هو الجبل الذي عرفناه على مدى عقود من الزمن وأن يبقى الاستقرار قائماً وأن نطور هذه العلاقة الى مزيد من الشراكة انطلاقاً من خلافاتنا لم نصبح حزباً واحداً أو فريقاً واحداً أو قوة واحدة ولكن هموم الناس واحدة هموم الناس واحدة مشاكل وحاجات القرى واحدة عادات الناس التاريخية هي التي شكلت هذه الالفة وهذه العلاقة وعززت هذه الوحدة، هذا ما ينبغي أن يستمر وأن نقوم بجهد كبير في سبيله".

وفي الموضوع السياسي، قال العريضي: "اليوم للأسف نعيش أزمة سياسية خطيرة جداً في البلاد، شغور رئاسي، لا حكومة كاملة الأوصاف وقادرة على القيام بمهامها كما يجب، مجلس نيابي بفعل ذلك القانون الانتخابي الغريب العجيب الذي أنجز وأيضاً كان أحد أهدافه استهداف الحزب الاشتراكي ووليد جنبلاط، للأسف سامح الله من شارك في هذا القانون ولم يستمع الى نصائحنا ومواقفنا وتجاربنا ومعرفتنا تماماً بقوانين الانتخاب وما جرى في البلد لكن في النهاية هذه الانتخابات قال الناس كلمتهم وكما قلت في البداية نحن لسنا عدداً نحن قوة سياسية متحركة دينامية على مستوى كل القوى السياسية في البلد . قبل الشغور استدرك وليد جنبلاط وقال لكل الناس منذ تاريخ 11 آب 2022 ومستمر في السياسة ذاتها لكن آنذاك كانت شجاعة بالإقدام كالعادة سنذهب الى مشكلة كبيرة تعالوا لنتفاهم، انطلاقاً من أنه ليس ثمة فريق في البلد قادر على حسم المسألة في المجلس النيابي، بدون عناد وتعصب ومشاكل وكان الموقف واضحاً: نحن لا نذهب إلى رئيس تحدي، ولنذهب الى تفاهم بين بعضنا البعض. بين التمنيات والتحديات والواقع وما يجري حولنا ونحن لسنا جزيرة منفصلة ومنغلقة عن العالم بل لبنان تاريخياً يتاثر بكل ما يجري حوله، لكن للأسف لم يلق آذاناً صاغية لطرحه. حاول عدة مرات ولا يزال يحاول. والحزب اليوم على مستوى كل القطاعات والقضايا المطروحة  المطروحة، النواب، رئيس اللقاء الديمقراطي  تيمور جنبلاط ذهب إلى الجامعات الى قوى سياسية مختلفة وعلى صراع وصدام معها وعلى خلاف عميق معها، والرفاق في الحزب ذهبوا في كل الاتجاهات تحت هذه العنوان وتحت هذا السقف، تعالوا لتفاهم بين بعضنا البعض ننقذ ما تبقى من هذا البلد، وحتى الآن المشكلة مستعصية".

أولاً أود أن ألفت النظر الى أمرين: اولا من الخطورة بمكان مهما بلغ الخلاف السياسي حدة أن نذهب الى لغة القطيعة والانفصال والطلاق والتقسيم والفدرالية وان نراهن في أفكارنا في كل ما يجري في المنطقة على أن الأمور قد تساعد في تحقيق هذه المسألة انطلاقاً من قناعة البعض اننا لا نستطيع أن نعيش مع بعضنا البعض. وهنا يستخدم بعض هؤلاء كلاماً عنصرياً في الحديث عن شركاء في البلد، هذا لا يمهد لتسويات واتفاقات وعمل مشترك واعادة جمع العقل الجماعي في لبنان لنحمي ما تبقى في هذا البلد أمام ما يجري. بهذا المعنى للحزب حركة مميزة ايضاً بهدوء بعقل بمنطق بحكمة بحوار علني أو غير علني مع كثير من القوى السياسية لكي نصل الى تفاهمات بين بعضنا البعض ولا بد أن نصل. خمسة عشر سنة استخدمنا فيها كل شيئ وحروب متنوعة ذهبنا الى الطاولة لا بد من تفاهمات  بين بعضنا البعض ولا يستطيع أحد أن يلغي أحداً مهما امتلك من قوة إذا عدنا بالتجارب الى الوراء ندرك هذه الحقيقة في لبنان . لا يستطيع أحد أن يفرض شيئاً على أحد آخر أو أن يخضع آخر أو أن يكسر آخر أو أن يسقط آخر أو أن يلغي آخر من المعادلة السياسية في بلد التنوع. تحت هذا االعنوان نذهب في هذا الاتجاه. النقطة الثانية إذا استعرضنا هذه التجربة وهذه الانجازات ونظرنا الى الواقع نشعر بخيبة كبيرة خصوصاً على مستوى القطاعات التي ذكرت الشباب، الحزب، الطاقات الجديدة الى ما هنالك لكن المرحلة والمعادلات والوقائع تغيرت السؤال: ماذا نفعل؟ هل نتغير؟ هل نغير قناعاتنا او مبادئنا؟ هل نسقط إراداتنا؟ لا، لكن نتعاطى بالممكن والمعقول، نحفظ ما أنجزناه نبني عليه ونذهب في مسيرتنا. لا تستقيم حركة سياسية في لبنان دون حركة نقابية فاعلة أو حركة مطلبية فاعلة أو حركة شعبية شبابية فاعلة والعكس صحيح لا نستطيع أن نكون فاعلين في ظل انعدام حركة سياسية فاعلة قوية قائمة على اساس البرامج وفي ظل هذه المناخات الطائفية والمذهبية.

نحن نتعامل مع المسائل بكل واقعية دون أن نسقط أهدافنا أو إرادتنا بل ننظر الى الممكن الآن متمسكين بثوابتنا كما كان يقول المعلم الشهيد عندما ذكر مرة: علمني حب الحقيقة جمال التسوية. الآن بعض الناس عندما يسمعون كلمة تسوية يشعرون بنوع من الاستفزاز. غريب. التسوية حالة نعيشها مع ذاتنا يومياً وفي بيته ومع عائلته ومع أهله ومع معشره. التسوية مسألة طبيعية في الحياة لكن بدقة قال كمال جنبلاط: علمني حب الحقيقة جمال التسوية، يعني التسوية القائمة على الحقيقة. 

وأضاف: "التسوية تكون حاجة ضرورية في محطات كثيرة عندما نذهب الى تقدير طاقة الناس تعطي الناس فترة من الراحة من الهدنة تأخذ فيها مكاسب معينة تضاف الى مسيرتك وتشكل زخماً جديداً في هذه المسيرة، هذه النقطة الثالثة. إذاً التسوية ليست عبثاً أو هواية أو تنازلاً أو تسليماً للأمر الواقع هي في سياق تغيير الواقع المؤلم القائم نحقق فيها ما يمكن أن يتم تحقيقه. النقطة الثانية في الداخل كلام كثير حول النزوح السوري ، في الأساس كان موقفنا مميزاً، وقد تعاطينا مع هذا الملف بواقعية انطلاقاً من أن ثمة نظاماً هجر الناس ولا يريد إعادتهم لأسباب سياسية مذهبية، تم التعاطي خطأ من قبل البعض، كنا في الحكومات وكنا نقول هذا الكلام وحاولنا من خلال الحكومات أن نطرح أفكاراً ولم يكن أحد يقبل بها، اليوم أصبحت مشكلة، ماذا نفعل أمام هذا المجتمع الدولي، هذا الموقف الأوروبي،  هذه الحالات المستعصية هذا النظام وأيضاً هذا التفلت في البلد ؟؟ هذا لا يعالج لا بالتحدي ولا بالعنصرية ولا بالإعتداء ولا بالتعميم على كل من هو سوري ونذهب اليه وتاريخياً الأخوان السوريون موجودون في لبنان كعمال، تحت هذا العنوان، ذهب الحزب اليوم بمبادرة جديدة مدروسة ستكون حركة سياسية تحت لوائها باتجاه كل المسؤولين في البلد وكل الأحزاب السياسية دون إستثناء. هذه مشكلة وطنية يحب أن تعالج بحرص وطني جماعي، ويجب أن ننظر اليها بعقل جماعي، بواقعية سياسية لإيجاد المخارج التي يمكن أن تطرح لمشكلة النزوح السوري وكيف يمكن أن نصل اليها بتفاهمات بين بعضنا البعض فنجنب لبنان الكثير من المشاكل التي يمكن ان تحصل".

 المسألة الثالثة، الحديث عن تطبيق ال 1701 ومبادرات ووفود وأفكار وخطابات وتحديات داخلية وأصوات مرتفعة والى ما هنالك وكلام كل الناس تقول ما لديها في سياق ما سبق وذكرت. عندما بدأت الحرب على غزة ومنذ اللحظة الأولى لبدء عملية طوفان الأقصى، كان وليد جنبلاط الزعيم السياسي السباق على مستوى كل المنطقة في إعلان موقفه الثابت في تأييد الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الإحتلال الإسرائيلي، وعدم جر لبنان إلى الحرب. واستمر الحزب على هذا الموقف ولا يزال، ولذلك أتمنى على كل من يتناول ال 1701 إحتراماً للسيادة ولحق لبنان بعيداً عن الخصومات الداخلية، لا يجوز أن يتجاهل البعض أيضاً مسؤولية اسرائيل في عدم تطبيق ال 1701، بل أن يذهب البعض الى القول اسرائيل لا تعتدي علينا هذا ايضاً غير مقبول. لا يستطيع أحد أن يزايد علينا في هذا الموضوع ومررنا بأيام صعبة في تلك المحطة، لكن نحن لم نتخلى يوماً عن الجنوب وعن أهل الجنوب، وعن قناعتنا بأن إسرائيل هي العدو الأساس، وأكرر دائماً لكي تبقى الذاكرة حية، يوم لم يكن أحد يتحسس آلام الجنوبيين، كان المعلم الشهيد كمال جنبلاط يزور الجنوب وصولاً إلى شبعا وكفرشوبا ويطالب الحكومات المتعاقبة ببناء الملاجىء والمستوصفات ومقومات الصمود لأبناء الجنوب في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي. اسرائيل تعتدي على الجنوب منذ عام 1948 وامتداداً على لبنان، حتى اليوم الطائرات فوق رؤوسنا جميعاً هل هذا احترام للقرار 1701؟؟ 35000 خرق مسجلة لدى الأمم المتحدة، هذا احترام للقرار 1701؟؟ ليطرح اي فريق اي فكرة لا مشكلة في هذا الموضوع، ولكن لا يمكن أن نتجاهل مسؤولية اسرائيل عن هذا الأمر لنقول الوضع يزداد خطورة وموقف الحزب وموقف وليد جنبلاط واللقاء الديموقراطي موقفنا جميعاً كلمة واحدة في هذا الأمر ، نعم نحن نحرص على عدم جر لبنان الى حرب وثمة الكثير من الاتصالات التي يقوم بها وليد بك المباشرة العلنية غير المباشرة غير العلنية على مستوى داخلي وعلى مستوى خارجي في هذا الاتجاه والسياق لنجنب لبنان كارثة كبرى لكن أيضاً لم يوفر أي مناسبة أو أي فرصة ولم يخلو أي طرح إلا من خلال الحديث عن مسؤولية اسرائيل في هذا الأمر وتفضلوا مارسوا ضغوطاتكم، ما يسمى مجتمع دولي أيضاً على اسرائيل، ويا سعاة خير أو مساعي ومحاولي إيجاد الحلول لهذا الأمر .

النقطة الرابعة وهي أساس كل هذا الأمر ولكن قبلها ما جرى منذ أيام من اطلاق صواريخ من قبل أخوة فلسطينيين هو أمر غير مرحب به في الجنوب، نحن لا نريد فوضى في الجنوب، نقول ذلك بكل صراحة ونحن الذين كنا منذ البداية السباقين في الوقوف الى جانبهم ولا نزال وسنبقى. ولكن المقاومة في فلسطين تقوم بدورها والمقاومة في لبنان تقوم بدورها، هدفنا واضح بما نقوم به. ثم مظاهر قوى مسلحة كما جرى في الأيام الأخيرة في الشوارع،  ونحن نحيي أي شهيد يسقط في إطار المواجهة مع اسرائيل لكن هذا ليس أمراً مطمئناً في الأيام المقبلة خاصة في تلك المنطقة وهو مرفوض في كل المناطق لكن في هذه المنطقة بالذات قد يبنى عليه الكثير الكثير وثمة تاريخ في التعاطي مع هذه المنطقة المنكوبة المحرومة. لذلك إذا أردنا أن نتصرف بعقل بوعي بدراية بحكمة بحرص على المواجهة مع اسرائيل يجب أن ننتبه الى كل تصرف في الداخل. كفانا هذا الحجم الكبير من الانقسامات التي تميز وضعنا الداخلي. 

أما فلسطين، أيضاً في هذا السياق يتصرف البعض مع الموضوع في لبنان وفي العالم العربي وكأنه بدأ مع عملية طوفان الأقصى، منذ العام 1948 وحتى الآن  إسرائيل تعتدي على الشعب الفلسطيني، اسرائيل تتوسع تستوطن تصادر تقتل تدمر تهجر تغتال القيادات الفلسطينية على مختلف إنتماءاتهم ولا تريد ولا تعترف بحق الشعب الفلسطيني على أرضه. المسألة لم تبدأ في 7 أكتوبر هذه نتيجة، ما هي الخيارات التي طرحت أمام الفلسطيني؟؟ اتفاق؟ لا أعتقد أن ثمة في تاريخ الشعب الفلسطيني شخصية نالت شرعية شعبية وحضوراً دولياً استثنائياً مميزاً أكثر من أبو عمار. ذهب ابو عمار الى اتفاق مع الاسرائيلي. وقامت القيامة في بعض أوساط الشعب الفلسطيني، ماذا فعلت اسرائيل؟؟ قتلت الاسرائيلي رابين أولاً لأنه وقع هذا الاتفاق ثم قتلت الفلسطيني الذي نظر اليه كثيرون أنه تنازل. إذاً ماذا تريدون؟ المشكلة إذاً ليست حماس وليست جبهة شعبية وديمقراطية. المشكلة هي مشكلة الشعب الفلسطيني على أرضه يجب إقتلاعه وتهجيره. نذهب الى مقلب آخر، سلطة وحماس، أمس سمعنا الرئيس الفلسطيني في الرياض، ماذا يقول؟ اشعر بخطر كبير على الوجود الفلسطيني في الضفة ونية اسرائيل تهجير فلسطينيي الضفة. ماذا يعني ذلك؟؟ يعني ان اسرائيل لا تعترف بحماس ولا تعترف بسلطة ولا تعترف بمنظمات. تريد تنفيذ مشروعها بتهجير الفلسطينيين من غزة ومن الضفة أيضاً وهذا هو جو حكومة الإرهاب والتطرف والعقل الديني الذي يسيّر الأمور سيؤدي الى كارثة كبرى. أخطر ما في الأمر أننا في البداية جاءنا الرئيس الأميركي وقال أنا صهيوني وأنه ليس من الضروري أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً. جاء وزير الخارجية ليقول أنا يهودي، وفي كل اللقاءات مع كل اللجان العربية كانوا يخرجون بانطباع انه تحدث الينا كيهودي وكاسرائيلي ولم يتحدث الينا كوزير خارجية أميركا. أمس خرج علينا رئيس مجلس النواب الأميركي جونسون ليقول حماية اسرائيل والدفاع عن اسرائيل واجب إنجيلي. تتحدثون عن مسلمين أو عن اسلاميين أو عن متطرفين، ماذا تفعلون أنتم؟؟ الى أين تأخذون العالم وليس فقط المنطقة خصوصاً بعد ما شاهدنا ونشاهد ما يجري في الجامعات الأميركية؟؟ وامتدت هذه الحالة الى دول أخرى، هذا العالم الحر ؟ هذه الحرية؟؟ هذه الديمقراطية؟؟ هذه حرية الصحافة؟؟ هذه حرية الإعلام؟؟ هذه حرية التعليم؟؟ هذه حرية التربية؟؟ هذه حرية التفكير؟؟ هذه حرية التعبير؟؟ كيف في دولة تعتبر نفسها قائدة العالم الحر؟؟ آخذين بعين الاعتبار ما جرى على مستوى الشهور السابقة لذلك أنا من القائلين دائماً وأكرر القول لدى الفلسطيني شعور في معادلة ثابتة، الفلسطيني المقبول هو الفلسطيني المقتول. ليس ثمة خيار آخر أمام الفلسطيني وبالتالي هذا الفلسطيني يذهب الى الدفاع عن نفسه بكل الوسائل والإمكانات. هنا، رغم كل المآسي التي حصلت يكفي أن نتابع في وسائل إعلام عالمية وعلى مواقع التواصل أطفال غزة، نساء غزة، أمهات غزة، رجال غزة، شيوخ غزة، والشعب الفلسطيني أينما كان، حالة إستثنائية، هذا شعب لا يقهر ولا يموت، وهذه القضية لا تموت، هي قضية حق وعدالة مهما طال الزمن هذا الشعب الفلسطيني سينال حقه،  لكن هنا تقع مسؤولية أيضاً على الأخوة الفلسطينين، وقبل غزة كنا نقول إنطلاقاً من إيماننا التاريخي بهذه القضية، ومن إنحيازنا إلى الجانب الصح من التاريخ في تأييدها كقضية عادلة وقضية حق، ومع وقوفنا التاريخي الى جانب القضية الفلسطينية كنا دائماً نقول لا بد من حد أدنى من التوافق الفلسطيني خصوصاً في الداخل بعد إنطلاق الإنتفاضات المتتالية وأصبحت الحالة على الأرض جيدة، ومقلقة للجانب الإسرائيلي. سمعنا كلاماً من السلطة في الساعات الأخيرة وسمعنا كلاماً من حماس نحن من هنا، من هذا الجبل، من هذا المكان من هذه المنطقة في العيد الخامس والسبعين للحزب، وفاءً لكمال جنبلاط، وللمسيرة التي قادها وليد جنبلاط، نوجه تحية الى اخواننا الفلسطينيين اينما وجدوا، الى كل شهدائهم وأطفالهم ونسائهم وكبارهم الى كل من ضحى ومن صبر ومن صمد، الى من هم تحت الركام والأنقاض حتى الآن، الى هذه الحالة الاستثنائية المميزة، ايها الأخوة بكل أمانة ومن موقع فلسطيني استثنائي مميز، ومعلمنا شهيد قضيتكم، ورسالتكم، ودعوتكم، إذهبوا الى توافق ولو بالحد الأدنى لتكون المسيرة واحدة في وجه هذا الاحتلال الذي لن يوفر أحداً من الفلسطينيين وشبراً من أرض فلسطين". 

أخيراً، الى المعلم الشهيد، بعد خمسة وسبعين عاماً، هذا زرعك هذه مسيرتك هذا طريقك هذا جهادك هذه أجيالك هذه مؤسساتك هذه منظماتك هؤلاء هم رفاقك كما ذكرنا عنهم قتلوك لكنهم استمدوا قوة من إرادتك ومن وصيتك ومن فكرك ومن عصيتك ومن عقلك ومن جهادك وأثبتوا أنهم أقوياء أشداء أوفياء ملتزمين بمسيرتك وعقيدتك وإيمانك وما تخلو يوماً عن القضية. الى الزعيم الكبير وليد جنبلاط، الى من فعل ما لم يفعل وحقق ما لم يحقق وفاجأ كثيرين، إليك أيها الحبيب، أيها الرئيس، أيها الزعيم، يا قائد مسيرتنا في أصعب الظروف لك التحية والحب والوفاء والإكرام والتقدير لقد زرعت فينا قوة وعناداً واصراراً وبادرت في كل الاتجاهات كنا معك ولا ننسى  مسيرتك وسنبقى معك ننتصر بإرادة كمال جنبلاط وبرؤيتك. والى الرئيس الحبيب الشاب المقدام تيمور نقول له أقدم أيها الرئيس أقدم يا تيمور هذه الناس حولك بأمانتها ببيارقها بأعلامها بحناجرها بمواقفها بإيمانها بإرادتها بقوتها بصلابتها كتبت لنا الحياة لننتصر انتصرنا مع كمال، انتصرنا بكمال، انتصرنا مع وليد أنت أمل لنكمل الانتصار معك.

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan