شيخ العقل والوزير المرتضى في جولة ثقافية شوفية برفقة المجلس المذهبي في محترف عساف ومحمية ارز الشوف وقصر ال حمادة
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 24 22|22:13PM :نشر بتاريخ
قام شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ووزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى بجولة ثقافية على عدد من المواقع التراثية والتاريخية في منطقة الشوف، تأكيدا على الدور الثقافي والتراثي للمنطقة وتشجيعا لتطويره.
وشملت الجولة محترف عساف التراثي في الورهانية، ومحمية ارز الشوف الطبيعية حيث تم غرس ارزة باسم شيخ العقل، وقصر آل حمادة في بعقلين، ومكتبة بعقلين الوطنية بمناسبة تكريم الاستاذ شوقي حمادة.
محترف عساف
واستهل ابي المنى والمرتضى الجولة من محترف عساف حيث اقيم لهما استقبال من تنظيم الاخوة عساف ومنصور وعارف اصحاب المشروع، بمشاركة رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج واعضاء من اللجنة والمجلس المذهبي والمستشارين والمشايخ رافق سماحته، الى جانب مدير مكتبة بعقلين الوطنية غازي صعب والمجلسين البلدي والاختياري في البلدة وشخصيات وفاعليات وممثلين عن جمعيات واندية ثقافية واجتماعية من المنطقة. كما شارك مع المرتضى في الجولة وفد من الكونسرفتوار الوطني برئاسة السيدة هبة قواص.
انطلقت الجولة في ارجاء المحترف من امام تمثال ضخم من النحت للمعلم الشهيد كمال جنبلاط، وقد تولى الفنان منصور عساف شرح مراحل انجاز العمل به لمدة 4 سنوات واستخدام صخور تزن نحو 120 طنا بالتعاون مع شقيقيه الفنانين عساف وعارف، الى كلمة رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ فرج قال فيها: "ويحك يا تلال، ما دهاك، ما حل بك، أراك تتراقصين فرحا وابتهاجا وتنحدرين الى الودايا، تعزفين لحن الجمال والابداع وتترنمين طربا بأنغام الحقول والبساتين. ترى ماذا حل بهذا الجبل بتاريخ اليوم، فأجابت التلال مستهزئة، كيف لا أقيم الدنيا وأقعدها وسماحة الشيخ السامي حل في ديارنا وغمرتنا بركته ولفنا حنانه، ومعالي الوزير المرتضى، اغدق علينا رعايته، وهو حبيب الرضا، وجموع الفنانين والمثقفين والاحباب تجمعت في أول المسيرة هذا اليوم في متحف عساف".
اضاف: "الأخوة عساف ومنصور وعارف مبدعون، مصممون، خالدون في ذاكرة الفن والجمال والابداع. اعطاهم الموهبة، فصقلوها بحسهم المرهف، وتعاملوا مع الصخر بحنان وليونة تارة وبقسوة وعنف تارة أخرى. بحسب حسن اخلاق الصخر وتجاوبه والتزامه موهبة الفنانين. إن العمل الدؤوب الذي تحيز به الأخوة الفنانون، أثمر ثمارا كثيرة غلالا وفيرة. وها هو متحفهم أخاله قطعة من جنان الخلد نحلم أن نسكنها وإياكم في رضا الخالق. إن الثقافة في لبنان بحاجة الى دعم مادي ومعنوي، وخاصة النحاتين والرسامين، فنأمل ونطالب معالي الوزير بتخصيص مكافأة مادية لكل صاحب مشغل على هذا المستوى. ونسأل سماحة الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ان يتابع تشجيعه للفن الملتزم وللثقافة لأننا نعتبره الأب الروحي للمثقفين كما هو الأب الروحي لأبناء الجبل وبني معروف".
وختم: "سلام من اللجنة الثقافية إلى الفنان عساف عساف والى إخوته نتمنى لكم التوفيق، كما نتمنى نشر الثقافة بكل جوانبها في ارجاء الوطن".
ثم قصد شيخ العقل ووزير الثقافة والحضور احد اقسام النحت الاساسية التي جرت لشخصيات لبنانية وعالمية فكرية وثقافية وفنية مع شرح من الاشقاء الثلاثة حول بعض التفاصيل والادوات المستخدمة، مرورا بأجنحة العرض لأجزاء منها عبر اقبية وممرات داخلية تحت الارض والمنحوتات الصخرية التي تتمازج مع الطبيعية على شكل المجاري والبرك المائية والغرف والردهات والمجسمات المختلفة التي قام بنحتها الاشقاء الثلاثة لتطبع ابداعهم الفني والحرفي على كثير من محاور المحترف، انتهاء بلقاء تحت سنديانة تاريخية حيث كانت كلمات مقتضبة من اصحاب المحترف والاصدقاء والمشجعين شكرت مبادرة شيخ العقل ووزير الثقافة وتقديرها تشجيعهما المراكز التراثية والثقافية في المنطقة.
شيخ العقل
ورد ابي المنى بكمة حيا فيها "اصحاب المحترف على عملهم الفني والنحتي الذي يعكس حفاظهم على تراث الاجداد الذين اتوا الى هذه الارض لحماية الثغور فلينوا الصخور والوعر وعاشوا على هذه الارض وثبتوا فيها دفاعا عن مشرقهم العربي والاسلامي". وقال: "انتم بعملكم هذا وكأنكم تثبتون رسالة الآباء والاجداد. بارك الله بكم وبجهودكم وقد تعرفنا عليها سابقا من موقعنا في مؤسسة العرفان التوحيدية وتعرفنا ايضا اليوم من موقعنا في مشيخة العقل وبصحبة معالي وزير الثقافة ولكي نؤكد بأن للثقافة دورا يجب ان لا نهمله كما للسياسة وغيرها، ولكن الثقافة وجه لبنان ورسالته الحضارية، تستحقون كل الشكر والدعم، وان شاء الله يرى المسؤولون ماذا تفعلون".
وزير الثقافة
بدوره، توجه المرتضى الى ابي المنى بالقول: "سماحة شيخ الوعي، الثقافة هي الهوية ولكنها بنفس الوقت الوسيلة والاداة للتعامل مع كل الازمات التي يواجه بلدنا والسبيل الى الوعي والوظيفة الملتزمة".
اضاف: "زيارة الجبل الاشم اليوم لكي نستحضر اجدادنا في أي ظروف وصلوا الى هنا وثبتوا واستلهام ما هو المطلوب منا كلبنانيين على تنوعنا، وموجب لبنان ككيان سياسي مستقل ان يكون ملاذا لهذه المجموعات التي لا مكان آخر لها على وجه الارض، السبب الموجب للبنان التنوع مما يفرض علينا جميعا رغم السعي الحثيث لبث حال الاحباط والقنوط في نفوسنا لكي نعي، وبلدنا رغم كل المرارات لا شيء يرقى الى جماله وروعته وتنوعه، سنكمل رغم كل الظروف والوسيلة للاستمرار ان يعي الجميع بأن وظيفته ان يحفظ الكل ويطمئنهم ويفرح بهم".
وختم: "الشيخ ابي المنى نحن على هديك بكل ما للكلمة من معنى ونعي بان دوركم على قدر من الاهمية فنحن الى جانبكم، ولآل عساف منصور وعساف وعارف كل التقدير للاعمال والثبات والاصرار".
غابة الباروك
بعد ذلك، توجه شيخ العقل ووزير الثقافة والوفد المرافق الى محمية ارز الشوف حيث اقيم استقبال ترحيبي على مدخلها، بمشاركة الشيخ ابو نعيم محمد حلاوي والنائب العام لابرشية صيدا المارونية الخورأسقف مارون كيوان والاب ايلي كيوان ونائب رئيس بلدية الباروك سهيل حلاوي واعضاء من المجلس البلدي ومخاتير البلدة وفاعليات وشخصيات. وقصدا بعدئذ مكان شجرة الارز الاولى في غابة الباروك ضمن محمية ارز الشوف ليغرس ابي المنى شجرة ارز في مكان مميز حملت اسمه بالقرب من الشجرة التاريخية التي طبعت صورتها على العملة اللبنانية وتسلمه شهادة تقديرية بالمناسبة، بمشاركة وزير الثقافة والوفد المرافق ومدير المحمية نزار هاني وفريق العمل.
والقى هاني كلمة ترحيبية أكد فيها على "فخر الارز الخالد بشيخ العقل وما يستحقه من تقدير للدور الروحي والوطني الكبير الذي يقوم به وفي تكريمه بوضع ارزة لبنانية ضمن هذه الغابة التاريخية التي تعزز تاريخ وتراث ابناء الجبل ومنها الى العالم"، مشيرا الى "اهمية شجرة الارز الموجودين بقربها التي يفوق عمرها 500 سنة، ضمن تنوع بيولوجي يتضمن نحو 1400 نبتة مكتشفة وانواع الحيوانات والطيور حيث الممر الالزامي لها من المكان، بمساحة 5 في المئة من مساحة لبنان، والامتداد الحيوي والآخر جنوب الكرة الارضية، نحافظ على كل هذه القيمة البيئية والسياحية والتراثية بالتعاون مع المجتمع المحلي المحيط ".
شيخ العقل
ورد ابي المنى بكلمة شكر فيها ادارة المحمية على المبادرة بغرس ارزة باسمه، قائلا: "الارزة هي رمز لبنان، رمز الصمود والثبات والشموخ والعنفوان وتعني بأغصانها الانفتاح والامتداد كما هو لبنان الرسالة كما قال عنه قداسة البابا، هذا الوطن الذي ينمو ويصمد رغم كل التحديات والاعاصير تماما كما هي الارزة في جبل الباروك وكل مكان، وكل من تزرع ارزة باسمه يجب ان يحمل رسالة لبنان، وتأكيدا على ما نحمله من رسالة لبنان والثقافة والثبات والصمود مهما كانت التحديات والحفاظ على الانفتاح".
وختم شعرا:
"الارز ينمو قويـا أينما نصبا، والمؤمن الصلب يرقى كلما نكبا.
والناس صنفان: عبد عاش محتقــرا،
وسيد عاش مثل الأرز منتصبا.
إن تزرعوا أرزة الباروك لي، فهنا محمية الشوف تحمي من لها انتسبا.
أدعـــو إلى الله أن تمتـد أضلعها بالحب دوما، وتعلو عـــزة وإبــا
"عباءتي الأرز"، لما قلتها وصلت إلى القلوب، وقلبي نبضه كتبا:
"من لا يخلد بفعل الخير سيرته، لا يستحق خلود الأرز لو رغبا".
بعقلين
المحطة التالية كانت في قصر آل حمادة ببعقلين، حيث كان في الضيوف عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة ورئيس البلدية عبد الله الغصيني ومسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي في البلدة المهندس وائل الفراجي وفاعليات وشخصيات من العائلة والبلدة، وجرى الاطلاع على القصر الاثري ومحتوياته المهمة لا سيما مخطوطاته التاريخية بعد شرح قدمه في هذا الاطار المسؤول طلعت حمادة بما يتضمن من صور ورسومات ووثائق وباقي المحتويات.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا