افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
May 28 24|08:41AM :نشر بتاريخ

"الأخبار"

 حسمت وقائع اليوم الأول من مؤتمر بروكسيل 8 أمس، خيار الاتحاد الأوروبي باستمرار سياساته الهجومية ضد الحكومة السورية لسنة جديدة على الأقل، وفي التعبير عن تغيّر الأولويات الأوروبية نحو الاهتمام والتركيز على الحرب في أوكرانيا بشكل رئيسي، ما يعني مراوحة ملف النزوح السوري في لبنان من دون حلول جذرية. وهذا ما عبّر عنه بوضوح نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزف بوريل، الذي حمّل الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد مسؤولية أزمة النزوح من دون تقديم أي تحوّل ملموس في الموقف من دمشق، رغم الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حيال الأزمة.وفيما كان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب يرأس الوفد اللبناني إلى المؤتمر، حاملاً في كلمته انعكاساً لشبه إجماع لبناني حكومي ونيابي حيال ملف النزوح السوري، كان مناصرون للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة يتظاهرون على مقربة من مكان الاجتماع في العاصمة البلجيكية، في استمرار للسياسة الشعبوية التي زادت أخيراً بعد زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين لبيروت.
وبعيداً عن «الهمروجة» في ملف النازحين كما سماها رئيس المردة سليمان فرنجية قبل يومين، فإن الكتل السياسية والحكومة تدرك الحاجة إلى أي مبالغ تأتي من الاتحاد الأوروبي لدعم العمليات الإنسانية لمفوضية اللاجئين ولباقي منظمات الأمم المتحدة، طالما أن موضوع تقديم المساعدات في سوريا لا يزال مرفوضاً من قبل فرنسا وألمانيا على الأقل. وعلى هذا الأساس، جرى التفاهم بين الحكومة ووزارة الخارجية اللبنانية والوزارات المعنية، ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية، بغطاء من المجلس النيابي، على عدم رفض المساعدات الدولية، كي لا يتحمّل لبنان عبء النزوح وحده. وبحسب الأرقام، فإن حاجة لبنان عام 2024 من المساعدات لتغطية السوريين واللبنانيين تصل الى ما يقارب 2.72 مليار دولار، تأمّن منها العام الماضي حوالي 1.38 بليون، بينما تقول مصادر أمميّة إن هناك جهداً للوصول إلى 1.4 بليون دولار في المؤتمر.
ورغم الموقف السلبي للاتحاد الأوروبي، لم يعد ممكناً إخفاء التباين الكبير بين موقفَي ألمانيا وفرنسا المتمسّكتين باستمرار سياسة العداء تجاه سوريا، ودول أخرى تدعو إلى التواصل مع دمشق لتخفيف حدة الأزمات الأوروبية المتأتية من الأزمة السورية، وعلى رأس هذه الدول إيطاليا واليونان والنمسا وإسبانيا والبرتغال وتشيكيا وقبرص. وتطرح هذه الدول ضرورة القيام بخطوات جديدة عنوانها «التعافي المبكر» كنهج للانتقال من الاعتماد على الإغاثات الإنسانية إلى الاعتماد على الذات من خلال إعادة تشغيل الاقتصادات المحلية للحد من الأزمة التي يعيشها السوريون ولتسهيل العودة، وهو مشروع نوقش عام 2022 وجرت عرقلته بسبب التعنت الألماني والفرنسي برفض أي مبادرة تجاه سوريا. وقد عبّر عن هذا الانقسام وزير الداخلية الاتحادي في النمسا غيرهارد كارنر الذي أشار إلى أنه «يجري حالياً تشكيل تحالف لتوضيح كيفية التعامل مع هذه القضية (اللاجئين)، كما يبحث وزير الخارجية الاتحادي ألكسندر شالينبيرغ من (حزب الشعب النمسَوي) في هذه المسألة، لكن في نهاية المطاف يجب أن تكون هناك محادثات (مع الدولة السورية)، وإلا لا يمكن لأي طائرة أن تهبط في سوريا».
من جهته، قال بوحبيب إنه يحمل إلى المؤتمر «موقفاً لبنانياً جامعاً عبّر عنه المجلس النيابي اللبناني بتوصيته الأخيرة للحكومة اللبنانية في جلسة انعقدت منذ حوالي الأسبوعين في بيروت، عكست إجماعاً لبنانياً قلّ نظيره بأنّ لبنان، حكومةً وشعباً من كل الفئات، والمناطق، والطوائف، والأحزاب، وصل إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمل بقاء الأمور على حالها، والاستمرار في السياسات المتّبعة منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً في ملف النزوح السوري». وقال: «جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية وخارج نمط التفكير الذي ساد منذ بدء الأزمة. حلول مستدامة، تؤمّن العودة على نطاق واسع للنازحين السوريين إلى بلدهم بكرامة وأمان. ومن تتعذّر عودته لأسباب سياسية، ندعو لإعادة توطينه في دولة ثالثة، احتراماً لمبدأ القانون الدولي الإنساني بتقاسم الأعباء».
وتناول بوحبيب العلاقة مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية سعت إلى تشجيع تعاون المفوضية مع الوزارات والأجهزة الأمنية والعسكرية لتوفير الظروف الملائمة والفورية للعودة الآمنة للنازحين السوريين، ووقّعت مع المفوضية مذكّرة تفاهم لتسليم داتا النازحين لكنها لم تلتزم بذلك. وفيما تدّعي المفوضية توقيعها تفاهمات تمنعها من تسليم كامل الداتا «حماية للسوريين خصوصاً المعارضين» أكد بوحبيب أن الداتا التي يطلبها لبنان «هي حق وطني سيادي، وذو أهمية كبيرة لتصنيف السوريين في لبنان، وللحكومة اللبنانية كامل الحق في طلب هذه البيانات واستخدامها لتنظيم الوجود السوري في لبنان».

 

"النهار":

لم يكن مفاجئاً للبنان الرسمي ولا السياسي ولا الشعبي أن يتصادم مجدداً الموقف اللبناني شبه الاجماعي الوحيد حول مواجهة الخطر الوجودي للنازحين السوريين مع الموقف الأوروبي المتمثل في مؤتمر بروكسيل حول ازمة النازحين، إذ على رغم ارتفاع نبرة التعبير اللبناني بوجهيه الرسمي والسياسي – الشعبي لم يتبدل شيء في الاستراتيجية الأوروبية حيال الملف. ومع ذلك، فإن التظاهرة الرسمية والسياسية اللبنانية التي شهدتها امس بروكسيل تركت دلالات يصعب تجاهلها ومن شأنها ان تشكل مؤشراً الى تصعيد مطرّد ومتواصل واشد حدة في الصراع اللبناني – الأوروبي – الدولي اذا صح التعبير حول الاخطار الكارثية للنازحين السوريين قد تدفع بلبنان قدماً الى تصليب وتحصين الخطة الذاتية التي تعني التشدد غير المسبوق في الإجراءات والتدابير والخطوات الآيلة الى مواجهة واقع النازحين غير الشرعيين والعمل على إعادتهم بقوة القانون اللبناني أولاً وأخيراً.

وقد شهدت بروكسيل أمس تعبيراً لافتاً لجهة ملاقاة الخطاب الرسمي للنبض الاحتجاجي الذي واكب المؤتمر عبر تجمعات المعتصمين والمحتجين من الأحزاب المسيحية الأساسية “القوات اللبنانية ” و”التيار الوطني الحر” مع مجموعات اغترابية، فيما تميزت كلمة الحكومة اللبنانية المتبنية للتوصية النيابية أيضاً برفع نبرة التحذيرات من خطورة انهيار الهيكل اللبناني وتمدّد الانفجار الى الجوار والى أوروبا تحديداً.

مع ذلك تعهد الاتحاد الأوروبي بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم “لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة”. وقال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، “لكن التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها”، وأضاف “على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد من أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديموقراطي”.

وتظاهرت مجموعات من الانتشار اللبناني بمشاركة عضوي “كتلة الجمهورية القوية” النائبين بيار بو عاصي والياس اسطفان أمام قصر العدل في بروكسيل قبيل انعقاد مؤتمر النازحين السوريين، للمطالبة بعدم إبقاء السوريين في لبنان. وحمل المتظاهرون لافتات “ندّدت بتداعيات هذا الوجود غير الشرعي في لبنان على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية فضلاً عن سيادة البلد وهويته”. كما نظم “التيار الوطني الحر” في بلجيكا بالتعاون مع المجلس الوطني في اوروبا تحركاً بمشاركة نائب رئيس التيار للعلاقات مع الاحزاب الخارجية ناجي حايك. ورفع المشاركون على تنوعهم الاعلام اللبنانية مشددين على “دعم الانتشار اللبناني لوطنهم لبنان في مواجهة ازمة النزوح التي رتبت على لبنان اعباء ضخمة لا سيما اقتصادياً منذ العام 2011″، وطالبوا المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي بـ”الضغط في سبيل حل هذه الازمة ودعم النازحين في بلادهم وليس في لبنان”.

الموقف الرسمي… والتشريعي

وفي كلمته المسهبة ممثلاً لبنان الرسمي خاطب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مؤتمر بروكسيل قائلاً: “نحمل إليكم هذا العام موقفاً لبنانياً جامعاً عبّر عنه مجلس النواب اللبناني بتوصيته الأخيرة للحكومة اللبنانية، عكست إجماعاً لبنانياً قل نظيره بأنّ لبنان، حكومةً وشعباً من كل الفئات، والمناطق، والطوائف، والأحزاب، قد وصل إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمّل بقاء الأمور على حالها، والاستمرار بالسياسات المتبعة نفسها منذ أكثر من 13 عاما في ملف النزوح السوري”. أضاف: “جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية وخارج نمط التفكير الذي ساد منذ بدء الأزمة في عام 2011. حلول مستدامة، تؤمن العودة على نطاق واسع للنازحين السوريين إلى بلدهم بكرامة وأمان. ومن تتعذر عودته لأسباب سياسية، ندعو لإعادة توطينه في دولة ثالثة، احتراماً لمبدأ القانون الدولي الإنساني بتقاسم الأعباء”.

ولفت بو حبيب الى أن “التحديات الأربعة، أي النزوح، والشغور الرئاسي، وعدم الاستقرار في الجنوب، وغياب الإصلاحات الاقتصادية، كلّ واحدة منها تغذي الأخرى، وتهدد بانفجار كبير يهدد أمننا، واستقرارنا الاجتماعي. إنّ الانفجار اللبناني، إن حصل، ستكون له ارتدادات سلبية على دول الجوار، ومنها دول أوروبية”.

وتابع: “لقد شهدت الأشهر الـ12 الأخيرة تبدلات جذرية على المستويين الداخلي اللبناني، والدولي. فداخلياً، وصلنا إلى نقطة اللاعودة بسبب تزايد الحوادث، والاضطرابات، والاحتكاكات، والسرقات، والجرائم، وعصابات الجريمة المنظمة، ومعظم أدواتها من النازحين السوريين، ما وحّد اللبنانيين. لقد وصلنا إلى إجماع لبناني بأنّ إبقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجوديّاً على لبنان”. واعلن أننا “ندق ناقوس الخطر من باب حرصنا على التعاون معكم، فلبنان يخطو خطوات متسارعة نحو الانفجار الكبير، في حال استمرار سياسة شراء الوقت في موضوع النزوح. لقد تغيرت الأحوال بصورة جذرية في الداخل اللبناني، وتكاثرت التحديات والمشاكل، وشحّت الموارد، إقليمياً ودولياً. جئنا إليكم اليوم لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، قبل فوات الأوان، لوضع أسس لمقاربة مختلفة جذرياً ومستدامة لإعادة النازحين إلى ديارهم، وفصل السياسة عن النزوح قبل فوات الأوان، وانهيار الهيكل علينا وعليكم”.

وواكب هذه التطورات انعقاد جلسة للجنة المال والموازنة في بيروت برئاسة النائب ابراهيم كنعان اقرت اقتراح قانون تنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين في لبنان. واعلن كنعان “انجاز قانون تنظيم النازحين الداخلين بشكل غير شرعي خلال 3 أشهر، وطرحنا فرض عقوبات، ولا يحق للمخالفين تقديم طلب لجوء”. ولفت إلى أنه “يفترض طرح سلة تشريعات على طاولة جلسة تشريعية في اقرب فرصة لمعالجة الوجود السوري غير الشرعي الذي يؤثر على لبنان بكل المجالات”. وأوضح ان “كل نازح مخالف سيرحّل بعد ثلاثة اشهر من اعطائه فرصة تسوية اوضاعه فلبنان ليس أرضاً سائبة”.

التصعيد جنوباً

في غضون ذلك ظلت وتيرة التصعيد الميداني جنوباً على حالها اذ استهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية قُرب مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل وأدت الغارة الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى. كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي عصراً مستهدفاً وعلى دفعتين، منزلاً في محلة خلة مشتى في مدينة بنت جبيل. كما أغار مستهدفاً مبنى عند مفرق بلدة الطيري باتجاه صف الهوا – بنت جبيل ما ادى إلى تدميره.

وصعّد “حزب الله” ردوده معلناً استهداف مبنى يستخدمه الجنود في مستوطنة مرغليوت ‏وشنّ هجوماً نارياً مركزاً على موقع المالكية بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية استهدفت ‏حاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده، كما ألقت المسيّرات الهجومية بقذائفها على أهداف داخل ‏الموقع، واستهدف التجهيزات التجسسيّة المستحدثة في موقع مسكاف عام، كما شن هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضية على قاعدة بيت هلل (مقر كتيبة السهل ‏التابعة للواء 769) وتموضع منصات القبة الحديدية، فيما اعلن عصراً قصف مستوطنات ميرون وسفسوفة وتسفعون وكريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

وافاد الإعلام الإسرائيلي عن إستهداف قاعدة ميرون بأكثر من 50 صاروخا كما تم إطلاق صواريخ تجاه مستوطنة المطلة مستهدفاً أحد المباني.

 

 "نداء الوطن"

 يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة تستمر يومين، مسبوقة بتوقعات مثيرة للاهتمام. وأفادت مصادر ديبلوماسية فرنسية «نداء الوطن»، أنّ زيارة لودريان «مهمة ويجب عدم تهميشها». ودعت الى مواكبة المحادثات التي سيجريها الموفد الفرنسي، لأنها ستنعكس على جهود اللجنة الخماسية التي انطلقت من أجل الدفع لإجراء الانتخابات الرئاسية.

وتأتي هذه المعلومات لتناقض التقديرات المتشائمة التي لم تتوقف، منذ الإعلان الأسبوع الماضي عن زيارة لودريان. ووفق هذه الأوساط، فإنّ انطلاقة المبعوث الفرنسي تستند الى معايير مستخلصة من الردود المكتوبة التي تسلّمها من الأطراف كافة سابقاً. وبناءً عليها احتل الموضوع الاقتصادي الصدارة في مقاربات الأطراف المعنية بالاستحقاق، ما انعكس تالياً على المواصفات التي ترتجى في الرئيس المقبل للجمهورية.

وبحسب المعلومات، هناك إجماع داخلي على الخيار الثالث رئاسياً وهو ما سيعمل عليه لودريان في زيارته وبصورة لصيقة مع «الخماسية»، التي نأت بنفسها عن الأسماء التي تنطبق عليها المعايير المطلوبة، على الرغم من الهوامش الديبلوماسية المتاحة لأعضائها، لكن ذلك لا يعني أنّ ما يرتئيه هذا السفير أو ذلك، سيكون موقف اللجنة.

وقالت الأوساط إنّ «أهم المعطيات التي ينطلق منها لودريان اليوم، هو أنّ الخيار الثالث يشمل «حزب الله» الذي يتردّد أنه ما زال عند خياره الاول الذي يتصل بزعيم «تيار المرده» سليمان فرنجية. لكن «الحزب» لن يقف ضد خيار آخر غير فرنجية، شرط ان يحظى هذا الخيار بموافقته». وأضافت: «ما هو مهم أيضاً، أنّ الرئيس المقبل، يجب ان يمتلك الكفاءة في التعامل مع الملف الاقتصادي عندما ينخرط في معالجته داخلياً وخارجياً».

كيف يمكن تظهير هذه المعطيات عملياً؟

أجابت الأوساط الديبلوماسية إنّ الفكرة التي تردّدت حول اقتراح يحمله لودريان وسيعرضه لجهة استضافة باريس حواراً لبنانياً رئاسياً قد نُحّي جانباً، وحلّ محله أن ينعقد ما يسمى تشاوراً في لبنان على أن تكون انطلاقته برعاية لودريان، ومن ثم يمضي قدماً كي ينتهي الى جلسة نيابية مفتوحة على مدى أربع دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. ثم ستتكرر لاحقاً في جلسة أخرى اذا لم تنتهِ الى نتائج في المرة الأولى، وهكذا دواليك.

وأبدت هذه الأوساط تفاؤلاً بمستقبل الأوضاع في لبنان، وتوقعت أن يمضي الاقتصاد في لبنان «بسرعة هائلة نحو التعافي»، ما أن تنتهي التوترات في الجنوب.

ومن بيروت الى بروكسل، التي شهدت أمس تظاهرة مميّزة للانتشار اللبناني بمشاركة النائبين بيار بو عاصي والياس اسطفان، أمام قصر العدل في العاصمة البلجيكية لمناسبة انطلاق أعمال مؤتمر بروكسل الثامن على المستوى الوزاري، تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة». وطالب المتظاهرون المؤتمر بدعم مطلب عدم إبقاء مئات الألوف من النازحين السوريين المقيمين في لبنان بصورة غير مشروعة. وحمل المتظاهرون لافتات بينها لافتة كتب عليها: «نريد وطننا وليس أموالكم».

وأبلغت أوساط واكبت هذا التحرك الى «نداء الوطن» أنّ مؤتمر بروكسل يأتي «بعد نضج الملف في لبنان عبر خطوات عملية بدأتها الأجهزة الأمنية والبلديات باخراج النازحين السوريين الذين يقيمون في صورة غير شرعية، وكذلك عبر موقف رسمي واضح المعالم». وأضافت: «تبلغت اليوم الدول المعنية، أن لبنان بدأ خطوات جدية، وهو غير معني بأي مواقف لا تنسجم مع هذه الخطوات. فلبنان بلد يحتضر ويئن جوعاً وفي حالة عدم استقرار وغارق في أزمة مالية، ومن غير المسموح نقل أزمة النازحين السوريين عن كاهل المجتمَعين الأوروبي والدولي ورميها على كاهله. فعلى المؤتمر اليوم توفير الأموال لهؤلاء النازحين في بلد غير لبنان بدءاً بسوريا نفسها. أما تحويل هذه الأموال الى لبنان فمرفوض رفضاً باتاً. وستمضي الإجراءات قدماً لإبعاد كل نازح مقيم في صورة غير مشروعة».

وفي السياق نفسه، القى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب كلمة أمام المؤتمر، جاء فيها: «جئنا إليكم اليوم لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، لوضع أسس لمقاربة مختلفة جذرياً ومستدامة لإعادة النازحين إلى ديارهم، وفصل السياسة عن النزوح قبل فوات الأوان، وانهيار الهيكل علينا وعليكم».

وفي المقابل، تعهد الاتحاد الاوروبي بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة. ورفض الاتحاد «أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم، لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة». وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد: «التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها. وعلى الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد من أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي».

 

 "الأنباء"

 على وقع المجازر شبه اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة ورفح وجنوب لبنان، تستمر المواجهات مع هذا العدو من قبل المقاومة على مختلف الجبهات لمنعه من تنفيذ مخططه الهادف لطرد الفلسطينيين من غزة ورفح وتحويل منطقة جنوب الليطاني الى أرض محروقة. 

كل ذلك يجري نتيجة قرار المجتمع الدولي بعدم وضع حد للغطرسة الإسرائيلية ولضربها عرض الحائط بكل القرارات الدولية وبالمساعي الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق نار يسمح للشعب الفلسطيني المنكوب بالتقاط أنفاسه.

مصادر مراقبة لفتت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن "العين تبقى على جنوب لبنان، الذي يدفع كل يوم فاتورة باهظة الثمن من الشهداء ومن الخراب والدمار التي لحقت بالقرى الحدودية في حروب الإسناد ومستلزماتها، من دون أن تلوح في الأفق أي إشارة توحي بإنهاء هذه الحرب التي حوّلت هذه المنطقة العزيزة من لبنان إلى ساحة مواجهات لا أحد يعلم كيف ستكون نهايتها، والأمور تتدحرج نحو الأسوأ كل يوم".

في هذه الأثناء، يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، حيث لا تزال زيارته ضبابية لجهة ما يحمله من اقتراحات قد تعيد الحياة الى الملف الرئاسي، الذي يخضع لتنويم سريري منذ سنة وسبعة أشهر بسبب غياب التفاهم والحوار حوله، والشروط والشروط المضادة. 

النائب السابق أنيس نصار لا يرى أي خرق للجمود الرئاسي في الوقت الحاضر لا من قبل لودريان ولا من قبل اللجنة الخماسية، التي سبق لها أن قدمت بياناً مسهباً قبل أيام، ودعت فيه الكتل النيابية إلى حسم خياراتها وانتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية هذا الشهر.

لكن بيان الخماسية، برأي نصار، كان  أشبه بالصراخ في صحراء لا ماء فيها ولا حياة لأن مَن يعنيهم الأمر لم يحركوا ساكناً حياله مع بقاء المواقف على حالها".

نصار وفي حديث مع جريدة الأنباء الالكترونية أشار إلى أن "زيارة لودريان إلى لبنان تأتي لتأكيد دعم فرنسا المستمر للبنان، لكن بقاء المواقف على حالها قد لا يكسبها الأهمية المطلوبة، ما يصح بها القول زيارة راوح مكانك، لأن لا أحد يعلم ماذا قد يحمل من أفكار جديدة".

نصار أشار الى أن "الثنائي الشيعي ما زال على موقفه الداعم للوزير السابق سليمان فرنجية. وكذلك فإن مواقف القوى الاخرى ما زالت على حالها ولا يوجد اي تبدل"، وبالتالي فإن إمكانية التسويق لمرشح ثالث "لم تتضح، خاصة وأن اللجنة الخماسية غير متفقة على الإسم بعد".

المراوحة إذا لا تزال تتحكّم بالمشهد اللبناني، وإن كان يبقى للمفاجآت من مكان دائماً في السياسة اللبنانية، ومن الصعب التكهّن بما في جعبة لودريان قبل البدء بجولته واكتشاف كواليس لقاءاته.

 

 

"الجمهورية"

 على الرغم من احتدام العمليات الحربية على جبهة غزة، فإنّ الأنظار مشدودة إلى التطورات المتسارعة في موازاتها، ولا سيما ما يتصل بالحراك الاميركي الجاري على اكثر من خط، لعقد صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، يتيحها وقف للعمليات الحربية في غزة، يمهّد لهدوء على جبهة لبنان.

وإذا كانت هذه الهدنة تسابق ما بدا انّه تعطيل إسرائيلي لها، وهو ما اشار اليه الإعلام الاسرائيلي صراحةً، باتهامه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بعرقلة بلوغ صفقة تبادل الاسرى قبل اتمامها، الّا انّ أجواء العواصم المعنية بالحراك الأميركي، ولا سيما فرنسا ومصر وقطر، تشي بأنّ عمليّة إنضاج هذه الصفقة تتقدّم، ويعوّل على جولة المفاوضات التي تقرّر عقدها اليوم الثلثاء في القاهرة. الّا إذا تأثر هذا المسعى بارتدادات الحادث الذي حصل بالأمس على معبر رفع، وتبادل اطلاق النار بين الجيشين الاسرائيلي والمصري.

الترقّب سيّد الموقف

وفي انتظار ما ستؤول اليه الجهود المتجددة، يبقى الترقب سيّد الموقف على جبهة غزة، وكذلك على جبهة جنوب لبنان التي تتقاطع كل التقديرات على أنّ الهدنة او ما يردفها التي يمكن أن تفضي اليها المفاوضات ستنسحب تلقائياً عليها، سواءً لناحية فشلها، وهذا يعني استمرار المواجهات القائمة، او لناحية نجاحها الذي من شأنه أن يفتح الباب على محادثات حل سياسي يوقف العمليات الحربية ويمكّن النازحين من العودة الى بيوتهم في جو آمن.

الهمّ الموازي

وإذا كان الملف الجنوبي يشكّل جرحاً لبنانياً نازفاً على كل المستويات منذ الثامن من تشرين الاول الماضي، الّا أنّ الهمّ الأكبر في موازاته، هو الجرح الرئاسي الذي يعاني التهابات سياسية مزمنة، أحبطت سلسلة طويلة من المساعي والمبادرات لشفائه، وها هو يخضع خلال الاسبوع الجاري لمحاولة فرنسية للدفع به إلى الأمام عبر زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة.

على انّ هذه الزيارة، وكما تؤكّد الأجواء السابقة لها، لعلّها من اكثر الزيارات إثارة للتساؤلات حولها، حتى أنّ مسؤولين كباراً يعبّرون عن مفاجأتهم بالمبادرة الفرنسية بإيفاد لودريان في مهمّة رئاسية، ويؤكّدون بكل صراحة ووضوح انّهم لا يملكون أدنى فكرة عن اسبابها ودوافعها في هذا التوقيت بالذات، وكذلك عمّا يحمله معه الوسيط الفرنسي في زيارته الجديدة، وما يمكن ان يطرحه في جولة اللقاءات التي سيجريها.

وفيما استبقت باريس زيارة موفدها الى بيروت بإشارات تؤكّد على اهمية هذه الزيارة لكونها تشكّل إحياءً لفرصة حل رئاسي سريع، فإنّ مقاربة هذه الزيارة داخلياً مشوبة بحذر واضح تعبّر عنه مستويات رسمية حيال المبادرة الفرنسية الجديدة، وضمن ذلك، تبرز مقاربة أحد كبار المسؤولين لزيارة لودريان، حيث لا يخرجها من دائرة التشكيك بأن تشكّل فرصة للدفع بالملف الرئاسي إلى برّ الانتخاب، حيث ما يخشى منه أن تشكّل الزيارة تكراراً لزيارات لودريان السابقة، باستطلاعاتها، وطروحاتها التي انتهت جميعها إلى مغادرته بيروت خالي الوفاض. الّا اذا كان هذه المرّة يحمل في جعبته اقتراحات وطروحات نوعية تؤسس لايجابيات حقيقية.

مبالغة

وخلافاً للجو الذي أُشيع في الأيام الاخيرة حول توجّه لحسم رئاسي وشيك، أكّدت معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» من مصادر رفيعة معنية مباشرة بالملف الرئاسي «أنّ كل ما يُقال مجرّد إثارة اعلامية لا أكثر. هناك مبالغة، وإفراط غير مفهوم في تفاؤل لا أساس له، في اعتقادي انّ الامر ليس بريئاً، وخصوصاً انّ هناك من حدّد موعداً لإنجاز الملف الرئاسي قبل نهاية الشهر الجاري، والبعض الآخر حدّد الشهر المقبل. من دون ان يوضح هؤلاء علامَ بنوا تحديد هذه المواعيد، وعلى اي أساس».

ويؤكّد ذلك ايضاً، مرجع سياسي بقوله: «لا توجد اي معلومات من هذا القبيل، بل ليس في يدنا سوى البيان الاخير للجنة الخماسية الذي كان جيداً وحدّد مسار انتخاب الرئيس عبر حوار بين الاطراف، ولكن الملاحظة التي جعلتنا نتوقف عندها، هي انّ اللجنة الخماسية لم تقم بأي مبادرة لاستكمال بيانها الذي يشّدد على الحوار، وخصوصاً تجاه الجهات المعنية بتوجيه الدعوة الى الحوار. وحتى الآن لم تتوجّه اللجنة لطلب اي موعد».

ورداً على سؤال قال: «مما لا شك فيه انّ الجهود التي بُذلت لإيجاد مخارج للأزمة الرئاسية هي جهود مشكورة ومحل تقدير بالنسبة الينا، ولكن هذه الحراكات على اهميتها، يبدو انّ ادارتها لم تحصل بالشكل الذي يفضى الى جدوى، والنتيجة التي لمسناها جميعنا لم تكن سوى مراوحة حتى لا اقول تضييع وقت من دون اي فائدة تُرجى».

هل من قوة دفع؟

إلى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ الحضور الفرنسي المتجدد حول الملف الرئاسي عبر إيفاد لودريان، كان مدار بحث معمّق في لقاء سياسي – نيابي، كانت لافتة فيه تساؤلات طرحها مسؤول كبير حول زيارة لودريان واسبابها، حيث قال ما حرفيته: «معلوماتي أنّ برنامج الرئيس ايمانويل ماكرون يتضمن لقاءات مع شخصيات لبنانية، بعدما كان قد التقى الرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط، فرنسا بحسب ما اكّد الرئيس ماكرون لجنبلاط وميقاتي، وكذلك في الاتصال الهاتفي الذي اجراه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مندفعة لبلورة حل رئاسي وكذلك حل سياسي، ولكن القول شيء، والفعل شيء آخر، حيث انّ الحل يحتاج إلى قدرة تنفيذية له، فهل هذه القدرة متوفرة لدى فرنسا؟ ومن هنا ننتظر ما سيطرحه لودريان علينا».

اضاف المسؤول عينه قائلاً: «نحن بالتأكيد نتمنى ان ينجح المسعى الفرنسي، ولكن هل تستطيع فرنسا ان تلعب وحدها في الملعب اللبناني بمعزل عن الاميركيين؟ أنا شخصياً اشك بذلك. وفي الوقت ذاته أميل إلى الاتفاق مع القائلين بأنّ الحركة الفرنسية تجاه الملف اللبناني بشقيه الرئاسي والجنوبي، لا تعدو اكثر من محاولة متجددة لتأكيد فرنسا شراكتها في الملف اللبناني، وحجز موقع مسبق لها على طاولة التسويات عندما يحين أوانها. الّا اذا كان لودريان آت هذه المرّة بقوة دفع رئاسية جدّية، تلغي هذا الاعتقاد، وتعجّل بانتخاب رئيس الجمهورية».

«الحوار هنا .. وليس هناك»

على أنّ البارز في السياق الحواري، هو ضيق مساحة المعترضين على مبدأ الحوار، حيث اكّدت معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» انّ «التيار الوطني الحر» انضمّ الى مؤيدي الحوار، دون ان يرهن مشاركته في الحوار بشروط مسبقة، بحيث لم يبق في دائرة رافضي الحوار سوى حزب «القوات اللبنانية» وبعض المكونات النيابية والسياسية المتناغمة مع موقفه.

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول إمكان عقد حوار في غياب رافضيه، اكّد مصدر سياسي مسؤول: «المطلوب هو حوار شامل الجميع، فليس المهمّ فقط الجلوس على الطاولة للتفاهم على مرشح او مرشحين ومن بعدها نذهب الى مجلس النواب للانتخاب في جلسات بدورات متتالية، بل الأساس هو الاتفاق على توفير نصاب الانعقاد والانتخاب اي 86 نائباً فما فوق. وهذا الأمر لم ينضج حتى الآن، ويؤكّد الحاجة الملحّة للانطلاق في هذا الحوار».

وفي موازاة الحديث عن توجّه فرنسي للدعوة الى حوار رئاسي في باريس، لا تُسقط مصادر سياسية من حسبانها احتمال أن يعقّد رافضو الحوار مهمّة لودريان ، فيما يبرز في هذا السياق موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يبدو متحمساً لهذا الأمر، بل الأفضل أن ينعقد هذا الحوار هنا في بيروت. وقد سبق وذهبنا مرّة الى «سان كلو»، ولم نصل الى اي نتيجة. فيما لنا تجربة حوارية لبنانية منتجة في الدوحة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2008».

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، اكّد بري انّه «لا يفهم حتى الآن موجبات رفض الحوار الذي دعا اليه، والبعض يتصرّف حيال هذا الامر وكأنّه جريمة، فيما هو السبيل الوحيد الذي من دونه لن نتمكن من إنهاء الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس. قلنا هذا مراراً ونكرّر انّ الحوار هو مفتاح الرئاسة، وهذا الحوار سيحصل في نهاية المطاف، ولو انّهم وافقوا على المبادرات والدعوات الى الحوار من البداية، لكنا انتخبنا رئيساً للجمهورية قبل سنة على الاقل من الآن، ولوفرنا على بلدنا كل هذه التعقيدات وكل هذا التعطيل والشلل».

ورداً على سؤال آخر عمّن سيرأس الحوار إن تمّ التوافق عليه في بيروت، قال: «أنا بالتأكيد».

وعن الطروحات التي تحدثت عن رئاسة الحوار وإدارته من قبل شخصية غير الرئيس بري قال: «هذا الامر ليس وارداً على الاطلاق».

مؤتمر بروكسل

وفي سياق متصل بالسياسة الداخلية، شارك لبنان في مؤتمر بروكسل حول النازحين السوريين بوفد برئاسة وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، فيما ترافقت اعمال المؤتمر مع تظاهرة لبنانية امام مقر الاجتماع، للمطالبة برفع عبء النازحين السوريين عن لبنان.

وفي كلمته خلال المؤتمر اعتبر بوحبيب «أنّ استمرار معالجة أزمة النزوح السوري بالمنطق والتفكير نفسه، أي فقط بتمويل النازحين حيث هم، بدل البحث عن حلول بديلة يشكّل خطراً على جيران سوريا وأوروبا معاً».

ودعا المجتمع الدولي والهيئات المانحة إلى مساعدة الحكومة في تخصيص الإمكانيات اللازمة للأجهزة العسكرية والامنية، من اجل ضبط الحدود اللبنانية، والتنسيق مع الجانب السوري للمساعدة من الجهة المقابلة، وحصر حركة الدخول والخروج عبر المعابر الشرعية بين البلدين. واكّد التزام الحكومة اللبنانية الموقف الذي اعلنه رئيسها، في ملف النزوح، بأنّ لبنان لم يعد يحتمل عبء بقاء النازحين. وفي كل الاحوال، لا يستطيع ان يكون شرطياً حدودياً لأي دولة، وانّ المطلوب تعاون كل الدول لحل هذه المعضلة، وتحويل الدعم نحو تعزيز إنتقال النازحين، وتأمين استقرارهم في بلدهم مع ما يتطلّب ذلك من تأمين مقومات حياتهم».

وقال: «ندقّ ناقوس الخطر من باب حرصنا على التعاون معكم، فلبنان يخطو خطوات متسارعة نحو الانفجار الكبير، في حال استمرار سياسة شراء الوقت في موضوع النزوح، بعد مضي أكثر من 13 عاماً على بدء هذه الأزمة. فلقد تغيّرت الأحوال بصورة جذرية في الداخل اللبناني، وتكاثرت التحدّيات والمشاكل، وشحّت الموارد، إقليمياً ودولياً. جئنا إليكم اليوم لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، قبل فوات الأوان، لوضع أسس لمقاربة مختلفة جذرياً ومستدامة لإعادة النازحين إلى ديارهم، وفصل السياسة عن النزوح قبل فوات الأوان، وانهيار الهيكل علينا وعليكم. فعندما يصاب لبنان بالرشح، ويسقط رغماً عن إرادتنا، بأهله، وشعبه، ونازحيه، ستصاب أوروبا بالعدوى، وسنتحول جميعاً إلى ضحايا حيث لا ينفع الندم».

الوضع الجنوبي

ميدانياً، جبهة الجنوب على حماوتها المتزايدة جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على المناطق والبلدات اللبنانية، حيث سُجّلت امس غارات جوية مكثفة نفّذها الطيران الحربي والمسيّر الاسرائيلي، كانت ابرزها استهداف دراجة نارية على مدخل مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل ما ادّى الى سقوط شهداء وجرحى. والطيري ويارون وعيترون، ووادي حامول.

وتزامن ذلك مع قصف مدفعي طال الحي الجنوبي لبلدة الخيام، كفر كلا، اطراف حولا، اطراف الطيبة، العديسة، واطراف الناقورة، والمرج بين العديسة ورب ثلاثين، اطراف كفر شوبا، اطراف شبعا، والضهيرة واحراج اللبونة حيث ادّى القصف الى حريق كبير.

في المقابل اعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية ردّت على الاعتداءات الاسرائيلية بسلسلة عمليات، استهدفت خلالها قاعدة بيت هلل – مقر كتيبة السهل التابعة للواء 769، وتموضعات القبة الحديدية فيها، بهجوم جوي بمسيّرات انقضاضية، والتجهيزات التجسسية في موقع مسكافعام، ودبابة ميركافا في موقع زبدين بصاروخ موجّه، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة «مرغليوت»، وموقع المالكية بهجوم ناري بالصواريخ الموجّهة وقذائف المدفعية والمسيّرات الهجومية، ومستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وكذلك استهدفت مستعمرات ميرون وتسفعون وسفسوفة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

وفي موازاة تقارير اسرائيلية نشرها الإعلام الاسرائيلي تفيد بأنّ أسرائيل خسرت الشمال، وضاع الامل لدى المستوطنين حيث يفكّرون بهجرة جماعية، اعلن الجيش الاسرائيلي انّه قرّر تقليص وحدات الاستنفار في البلدات على الحدود الشمالية، فيما اعلنت السلطة المحلية في مرغليوت بالجليل الأعلى وقف التواصل مع الحكومة الإسرائيلية، مشيرة الى انّ «السلطة المحلية طلبت من الجيش الاسرائيلي سحب قواته احتجاجاً على إهمال الحكومة سكان الشمال». ونُقل عن رؤساء التجمعات والبلديات في الشمال تهديدهم بالتصعيد غير المسبوق، المتمثل بالإعلان عن الانفصال عن دولة إسرائيل وتشكّل ما أسموه «دولة الجليل».

وبحسب الإعلام الاسرائيلي، فقد تقرّر اغلاق بوابة مستوطنة مرغليوت، ومنع الدخول والخروج حتى للجنود الإسرائيليين. ونُقل عن رئيس موشاف مرغليوت قوله: «قرّرنا قطع الاتصالات مع الحكومة الإسرائيلية، موشاف مرغليوت يحتاج إلى حماية من قرارات الحكومة الإسرائيلية».

وذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية انّه «لا ينبغي لنا أن نقوم بتطبيع واحتواء الوضع الذي يشتعل فيه الجليل، حيث يتمّ تدمير المنازل بالكامل كل يوم، ويتمّ مسح مستوطنات بأكملها ومعها الأمل في المستقبل».

ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة تقريراً جديداً سلّط الضوء على واقع المُستوطنات الإسرائيلية المهجورة والمحاذية للحدود مع لبنان، وذلك بفعل الحرب المستمرة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيليّ منذ 8 تشرين الأوّل الماضي. واشار الى أنّ المطلة أصيبت بأكثر من 150 صاروخاً مُضاداً للدروع من لبنان، وهناك الكثير من المنازل والوحدات السكنية المُتضرّرة جراء القصف. والمُطلة باتت مهجورة من سكانها وشوارعها أضحت فارغة تماماً من رُوّادها. كانت تحوي 2000 نسمة وتمّ إجلاؤهم جميعاً تقريباً، فيما لا يتواجد فيها سوى بعض المزارعين».

وبحسب التقرير فإنّه «في الأسبوعين الماضيين، زاد إطلاق النار بشكل كبير عبر الصواريخ المضادة للدروع، والطائرات بدون طيار، والآن الصواريخ أيضاً هي التي تسبب الحرائق. نحن نستوعب ونستوعب ونستوعب، والحكومة الإسرائيلية لا تفعل شيئاً. لقد اتخذت حكومة نتنياهو قراراً غير رسمي بالتخلّي عن الجليل الأعلى، لا زراعة، لا سياحة، لا يوجد شعب، لا يوجد شيء هنا».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أنّ «صواريخ «حزب الله» الموجّهة وطائراته بدون طيّار كانت فعّالة في اختراق الدفاعات الجوية «الإسرائيلية. ونقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أملهم بالاتفاق مع «حزب الله» للابتعاد عن حدود إسرائيل مع توقف القتال في قطاع غزة. وبحسب الصحيفة، فإنّ «الاتفاق قد يعني ابتعاد «حزب الله» لمسافة 10 أميال شمال الحدود مع ملء الجيش اللبناني الفراغ».

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن مسؤول في «حزب الله»، تأكيده أنّ «إسرائيل تنتهك باستمرار قرار الأمم المتحدة رقم 1701 بتوغلاتها الجوية والبحرية والبرية»، معتبراً انّ «لبنان هو الذي يجب ألّا يثق في احترام إسرائيل للقوانين الدولية».

 

 "الديار"

 «النار بالنار» عنوان المشهد جنوبا بالامس، فبرشقات صاروخية «مجنونة»، بحسب وصف وسائل اعلام العدو، اشعلت الحرائق في المستوطنات وقطعت عنها الكهرباء،رد حزب الله على ملامسة جيش الاحتلال «الخط الاحمر» باستهدافه مدخل الطوارىء في مستشفى الشهيد صلاح غندور حيث سقط شهيدان و10 جرحى. هذا التصعيد النوعي والكمي دفع مستعمرة «مرغليوت» الى التمرد وطرد الجيش الاسرائيلي والاعلان عن الانفصال عن الدولة!.. وما حصل بالامس كان»رسالة» واضحة من المقاومة لقيادة العدو السياسية والعسكرية بان استنساخ ما يحصل في غزة في لبنان غير وارد على الاطلاق، والعقاب على اي اعتداء على المدنيين سيكون مكلفا للغاية ودون «سقوف».

سياسيا، يصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت اليوم دون الكثير من الامال باحراز تقدم يذكر في الملف الرئاسي، ليس فقط لتعقيدات الوضع الداخلي، وعدم نضوج الملف خارجيا، وانما ايضا لضعف الدبلوماسية الفرنسية غير القادرة على «المونة» على اي من الاطراف اللبنانية لتعديل مواقفها من الاستحقاق بغياب الدعم الجدي السعودي-الاميركي. اما الرهان على امكانية «مونة» باريس على «الثنائي» للتخلي عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فمجرد «ثرثرة» غير واقعية، بحسب مصادر مطلعة، فباريس التي تكتفي بالتعبير عن الاسف امام المجازر الاسرائيلية المرتكبة في غزة، وتغطي الابادة هناك، فقدت مصداقيتها لبنانيا، ولن تجد آذانا صاغية لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك حزب الله، خصوصا اذا كان ما يحمله لودريان طرح مكرر حول المرشح الثالث.

اما في بروكسل، وبغياب سوريا، يمكن القول ان «المكتوب يقرأ من عنوانه»، فلا الاحتجاج اللبناني الشعبي، ولا الاجماع السياسي الداخلي، ولا الموقف «التهويلي» الذي حمله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، زحزح موقف الدول الفاعلة في الاتحاد الاوروبي، وكان موقف مسؤول السياسة الخارجية الاوروربية جوزيب بوريل حاسما لجهة رفض عودة النازحين الى سوريا «غير الامنة» برايه، مجددا التعهد بدفع الاموال لمساعدتهم في اماكن اللجوء، في تجديد للمعادلة الاوروبية التي تختصر بعبارة واضحة «خذوا فتات الاموال وابقوا النازحين عندكم». علما ان نصف الاموال المخصصة تذهب الى تركيا التي تحمل في يدها «عصا» ارسالهم الى اوروبا. وهو عامل ضغط تفتقد اليه الدبلوماسية اللبنانية.

رشقة جنونية 

وقد وصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية رشقات حزب الله الصاروخية بالامس بانها كانت «رشقة مجنونة» ادت الى اضرار جسيمة وسقوط قتيل وعدد من الجرحى في المستوطنات التي اشتعلت فيها الحرائق وانقطعت عن بعضها الكهرباء، وفيما احتاجت الحرائق في «كريات شمونة» الى 15 من طواقم الاطفاء لاخماد الحرائق في المنطقة الصناعية الشمالية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه تم الطلب إلى مستوطني منطقة «ميرون البقاء في «الأماكن المحصَّنة، حتى إشعار آخر. وجاء هذا الإعلان، بعد «الرشقة الصاروخية الأخيرة من لبنان»، بحسب الإعلام الإسرائيلي، والتي «تضمنت إطلاق أكثر من 50 صاروخاً على الشمال»، وهو ما أدّى إلى «انقطاع التيار الكهربائي في منطقة ميرون. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر اندلاع حريق ضخم بالإضافة إلى إصابة منزل في «المطلة» بصاروخ مضادّ للدروع، أُطلق من لبنان.

«مرغليوت» تتمرد

وكانت السلطات في مستوطنة «مرغليوت»، الواقعة شمالي فلسطين المحتلة عند الحدود الفلسطينية مع لبنان، أعلنت أنّ على «الجيش» سحب قواته منها، مؤكدةً أنّها «في حاجة إلى الحماية من الحكومة الإسرائيلية التي تحطم المستوطنة عبر قراراتها. ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ رئيس مستوطنة «مرغليوت»، إيتان دافيدي، أعلن أنّ المستوطنة قرّرت قطع العلاقة بحكومة الاحتلال، وإخراج كل الجنود منها. وتابع دافيدي أنّ غرفة العمليات العسكرية في المستوطنة «ستُغلق ولا يمكن لأحد، بمن فيهم جنود الجيش وضُباطه، دخول المستوطنة».

عمليات المقاومة

رد حزب الله جاء في اعقاب سلسلة غارات اسرائيلية اخطرها كان استهداف مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية قُرب مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، ادت الى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى والحقت أضرارا ماديّة بالمستشفى جرّاء الاستهداف المباشر للدراجة عند مدخلها، وقد أدّى عصف الصاروخ إلى تحطّم الزجاج وتضرّر المرافق الخارجية للمستشفى. واعلن الحزب استهداف مستعمرات ميرون وسفسوفة وتسفعون بالكاتيوشا‌‌‌‌ رداً على اعتداء العدو على مستشفى الشهيد صلاح غندور. وكذلك موقعي السماقة وزبدين.

استهداف «القبة الحديدية»

كما اعلن حزب الله استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة مرغليوت ‏بالأسلحة المناسبة؛ وحقّقوا فيه إصابات مؤكّدة». كما شنّ هجوماً نارياً مركزاً على موقع المالكية بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية استهدفت ‏حاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده، كما ألقت المسيّرات الهجومية بقذائفها على أهداف داخل ‏الموقع وأصابتها بدقة». ‏وقال في بيان انه «قنص التجهيزات التجسسيّة المستحدثة في موقع مسكاف عام وأصابها إصابة مباشرة ودمرها». واشار الى ان «ردا على ‏الاعتداء الإسرائيلي على ساحة بلدة حولا والمواطنين المتواجدين فيها، شن هجوما جويا بمسيرات انقضاضية على قاعدة بيت هلل (مقر كتيبة السهل ‏التابعة للواء 769) وتموضع منصات القبة الحديدية مستهدفا أطقمها وضباطها وجنودها في أماكن ‏تواجدهم وتموضعهم وأصاب أهدافها بدقة».‏

وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة من نوع «سكاي رايدر» سقطت داخل الأراضي اللبنانية ويجري التحقيق في الحادث. الى ذلك، وأغار الطيران الحربي على وسط بلدة عيترون. وتعرضت وادي حامول لقصف مدفعي في القطاع الغربي. ايضا استهدفت المدفعية الاسرائيلية اطراف كفرشوبا.

«تهويل» اسرائيلي

في هذا الوقت، تحاول قوات الاحتلال رفع معنويات المستوطنين من خلال الايحاء بوجود جهوزية لدى الجيش للتحرك، وفي هذا السياق، اعلن الناطق باسم جيش الاحتلال ان القوات الإسرائيلية رفعت جاهزيتها للحرب على لبنان. وقال انه على مدار الأسابيع الأخيرة أجرت الفرقة 146 ولواء المدرعات الاحتياطي 205 تمرينًا على مستوى الفرقة واللواء يحاكي المناورة البرية في لبنان، حيث حاكى التمرين السيناريوهات القتالية على الجبهة الشمالية، والنشر السريع للقوات في الميدان، ووظيفة مقرات قيادة الفرقة واللواء وجاهزية القوات للهجوم.

تعنت اميركي - فرنسي - الماني

وفي ملف النازحين، لم يكن احد من اللبنانيين يترقب نتائج مؤتمر بروكسيل حول مستقبل سوريا على الرغم من ورقة توصيات حملها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وسلسلة تظاهرات في عاصمة الاتحاد الاوروبي رفضا لابقاء النازحين السوريين في لبنان. ووفقا لمصادر مطلعة، فان المشكلة الرئيسية تبقى في الموقفين الفرنسي والالماني، حيث التعنت لا يزال عنوان موقفهما من رفض عودة النازحين الى سوريا، في ربط واضح بين الملفين السياسي والاجتماعي، وهما تنسجمان بشكل مطلق مع السياسة الاميركية الرافضة لاي حل للملف وتصر على عرقلة اي تسوية باعتبار النازحين ورقة ضغط على دول «محور المقاومة» ويجري العمل على استغلالها سياسيا.

  لا عودة للنازحين

وفي ترجمة للموقف الاوروبي تعهدت دوله في بروكسل بالامس بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيئة. وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد «التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها» وأضاف «على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي».

«نقطة اللاعودة»

وقد اعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب امام المؤتمر ان لبنان، حكومةً وشعباً من كل الفئات، والمناطق، والطوائف، والأحزاب، قد وصل إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمل بقاء الأمور على حالها، والاستمرار بنفس السياسات المتبعة منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً في ملف النزوح السوري. واضاف «إنّ استمرار معالجة أزمة النزوح السوري بالمنطق والتفكير نفسه، أي فقط بتمويل النازحين حيث هم، بدل البحث عن حلول بديلة يشكل خطراً على جيران سوريا وأوروبا معاً.

الانفجار والارتدادات

وحذر «إنّ الانفجار اللبناني، إن حصل، سيكون له ارتدادات سلبية على دول الجوار، ومنها دول أوروبية». واضاف «لقد وصلنا إلى إجماع لبناني بأنّ إبقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجوديّاً على لبنان». وبما يتعلق بالعلاقة مع المفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قال بو حبيب «لم تلتزم المفوضية بتعهداتها و بعد تأخير دام لمدة 4 أشهر ، قامت بتسليم الامن العام اللبناني داتا نازحين منقوصة، وغير قابلة للاستثمار». وتابع «إن رغبتنا الصادقة بالتعاون مع المفوضية لإيجاد حلول مستدامة لم تقابل للأسف من جانب المفوضية سوى بسياسة المماطلة، وشراء الوقت، ونقولها بأسف شديد، لقد تحولت المفوضية  الى جزء من المشكلة بنظر أغلبية ساحقة من الشعب اللبناني، بدل أن تكون، كما نرغب نحن كحكومة لبنانية، جزءا من الحل».

«ناقوس الخطر»

وقال «جئنا اليوم ندق ناقوس الخطر متسلحين بتوصية صادرة عن مجلس النواب اللبناني، مرفقة أدناه، وبإجماع لبناني، ورغبة صادقة بالحوار البناء، والتعاون مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لوضع برنامج زمني وتفصيلي لإعادة النازحين، باستثناء الحالات الخاصة المحمية بالقوانين اللبنانية». وطالب أجهزة الامم المتحدة كافة، لاسيما مفوضية اللاجئين، إعتماد دفع الحوافز، والمساعدات المالية، والانسانية، للتشجيع على إعادة النازحين الى بلدهم، ومن خلال الدولة اللبنانية، ومؤسساتها أو بموافقتها.

انهيار الهيكل

كما اكد التزام الحكومة اللبنانية بالموقف الذي اعلنه رئيسها، بملف النزوح بأن لبنان لم يعد يحتمل عبء بقاء النازحين، وبكل الاحوال لا يستطيع ان يكون شرطيا حدوديا لأي دولة. ولفت الى  إن الحكومة اللبنانية تؤكد أيضا  على فصل السياسة عن النزوح. إنّ عودة النازحين يجب أن لا ترتبط بالحلّ السياسي. واضاف: نطالب أيضاً بالتعويض العادل للدولة اللبنانية، كوسيلة مؤقتة وليس كحلّ بديل، عبر دعم مؤسساتها مباشرة نتيجة الأعباء الجسيمة التي يتحملها لبنان والمقدرة بحوالي 100 مليار دولار أميركي، حسب التقديرات الأولية للبنك الدولي. وذكر بو حبيب أيضاً «ضرورة تطبيق مبدأ تقاسم الأعباء من خلال إعادة توزيع النازحين على دول أخرى لمن يتعذر إعادته إلى سوريا».

جئنا إليكم اليوم لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، قبل فوات الأوان، لوضع أسس لمقاربة مختلفة جذرياً ومستدامة لإعادة النازحين إلى ديارهم، وفصل السياسة عن النزوح قبل فوات الأوان، وانهيار الهيكل علينا وعليكم.

  ماذا يحمل لودريان؟

رئاسيا، لا يزال «تقطيع الوقت» هو السمة الرئيسية للمرحلة على الرغم من الزيارة المرتقبة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان اليوم، وقد حسمت مصادر السفارة الفرنسية عدم وجود اي اقتراح للدعوة الى حوار في باريس، ولفتت الى انه لا يحمل معه اي جدول اعمال محدد، ووصفت زيارته بالاستطلاعية. علما ان سفراء «الخماسية» قد انهوا حراكهم في هذه المرحلة بقناعة واضحة بعدم نضوج الظروف الداخلية والخارجية لتمرير الاستحقاق الرئاسي،ولفتت مصادر مطلعة الى ان السفيرة الاميركية ليزا جونسون التي زارت الرئيس بري بالامس مودعة قبل مغادرتها الى بلادها لحضور مؤتمر السفراء الاميركيين، لم تقارب المف الرئاسي بل شددت على ضرورة خفض منسوب التوتر جنوبا، خوفا من تصعيدد خطير.

«رسائل» بري

 وكان بري قد استبق زيارة لودريان بالتاكيد على مفهومه للحوار، وقال ان سفراء «الخماسية» تعرف جيدا مفهومي للحوار او التشاور وسمعوه مني اكثر من مرة. وسيحاول بري الحصول على اجابة واضحة من لودريان حول المشكلة في دعوته للحواراذا كنا سنذهب الى الانتخابات في أقل من أسبوع؟.وهذا يعني بحسب مصادر بازرة انه غير مستعد لنقاش اي محاولة لالتفاف على طرحه، وهو واضح بان موقفه وموقف حزب الله لا يزال على ما عليه ولم يتبدل، لا بل أضيف اليه بعض «العتب» على الخماسية. وهذا يعني حكما انه اذا كان لودريان آتيا ليقترح الذهاب إلى الاسم الثالث، فان «الثنائي سيرفض». واذا كان آتيا ليجس النبض حول حوار في الخارج، في باريس فلن يجد تاييدا لطرح مماثل، وفي المقابل فان لا تخلي عن فكرة جلسات انتخابية بدورات متتالية، اي ان محضرها سيقفل في كل مرة.وهكذا سيواجه الموفد الرئاسي الفرنسي في زيارته السادسة لبيروت نفس الطروحات المعقدة والمتضاربة وبغياب اي صيغة توافقية فتنتهي الزيارة الى لا شيء، وهذا سيؤدي حكما إلى تمديد الفترة الزمنية لتقطيع الوقت، في انتظار عودة الهدوء الى المنطقة المتفجرة والتي يعاد ترتيب اوراقها وقف معادلات جديدة.

 

"اللواء"

 على وقع مواجهات ضارية وغير مسبوقة في الجنوب، وعلى وقع لهجة عالية الصوت، وجازمة باسم كل اللبنانيين في مؤتمر بروكسيل حول النازحين، خاطب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الاوروبيين، معلناً ان الوضع وصل الى ما خص النازحين الى نقطة اللاعودة، ومن زاوية الاجماع اللبناني بأن «ابقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجودياً على لبنان، ودق ناقوس الخطر من اجل تطبيق حلول مستدامة»، يصل اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لمعاودة استطلاع ما يمكن فعله لدرء الخطر، والذهاب الى انهاء الشغور في الرئاسة الاولى، مع الاشارة الى موقف استباقي لرئيس تيار المردة، والمرشح الرئاسي المدعوم من «الثنائي الشيعي» وفريق ما كان يعرف بـ«8 آذار» بأنه لن ينسحب من الماراتون الرئاسي، داعياً الاقطاب الموارنة الآخرين، وهم كما سماهم: د. سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية) والنائب سامي الجميل (رئيس الكتائب) والنائب جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) الى الذهاب الى جلسة انتخاب في المجلس النيابي، وليفز من ينتخبه النواب.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما يميز الموقف الرسمي في مؤتمر بروكسل حول ملف النازحين السوريين هو تماسكه والإجماع الذي تحقق بشأن مقاربة هذا الملف من أجل معالجته عبر سلسلة نقاط تحط في بروكسل. ولفتت إلى أن اعادة التأكيد على أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء هي لسان حال الموقف اللبناني، فيما حمل الوفد الرسمي معه آلية بالنسبة إلى النازحين وترحيلهم، معربة عن اعتقادها أنه لم تكن هناك حماسة أوروبية لذلك وقد لا تكون، إنما لبنان قال ما يريد وسيعمل على الضغط لتنفيذ هذه الآلية، ويبقى الشق المتصل بالتواصل مع السلطات السورية وتفعيل ذلك كي تتم العودة سريعا فمناط بسلسلة معطيات وضمانات أبرزها ما يتصل برفع العقوبات عن سوريا.

‎إلى ذلك رأت المصادر نفسها ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان محاطة بالألغام ولا يبدو أنها قادرة على ان تنجح في اقناع القوى السياسية على وضع مهلة زمنية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، معلنة أن مواقف بعض القوى غير مشجعة على الإطلاق كما المناخ ليس مناخ فتح قنوات الحوار.

في الداخل، وبانتظار وصول لودريان، اطّلع الرئيس نبيه بري من النائب السابق وليد جنبلاط على اجواء وحصيلة محادثاته مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفهم في هذا الاطار ان وفداً من حزب «القوات اللبنانية» سيزور الاحد المقبل (2 حزيران) الدوحة في اطار دعوات الكتل والاحزاب اللبنانية للتشاور.

وعشية سفرها الى الولايات المتحدة طلبت السفيرة الاميركية ليزا جونسون من الرئيس بري السعي لضبط الوضع الجنوبي، وذلك منعاً لتدهور الوضع اكثر بين اسرائيل وحزب الله.

وحضرت الملفات من الوضع في الجنوب الى شؤون وزارة الدفاع، وسائر الوزارات عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم في اجتماعات الرئيس نجيب ميقاتي، الذي التقى وزير الدفاع موريس سليم، والمفوض العام لوكالة الامم المتحدة لتشغيل واغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) فيليب لازاريني، الذي اشار الى الوضع المأساوي للوكالة مع مقتل 492 موظفاً منها في غزة، وتجميد 16 دولة تقديماتها اليها.

وكان ميقاتي قدم التعازي بوفاة والدة السيد حسن نصر الله في مجمع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية.

موقف لبنان في بروكسيل

وخاطب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب المؤتمر في بروكسيل باسم لبنان وكل اللبنانيين، قائلاً: لبنان حكومة وشعباً وفئات ومناطق وطوائف واحزاباً يبلغكم بأن وصلنا الى نقطة اللاعودة لجهة تحمل عبء النزوح والاستمرار بسياسات متعبة منذ اكثر من ثلاثة عشر عاماً.

واضاف: جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية، مخيراً اوروبا بين: الحل او الفوضى، التي بعكس ما يعتقد البعض لن تكون اوروبا بمنأى عن تبعاتها، رغماً عن ارادتنا، فلقد ازدادت احوالنا سوءاً وتحول بلدنا الى سجن كبير وضخم تصدعت جدرانه، ولم يعد قادراً على تحمُّل هذا الكمِّ من النزوح وهذه المدة الطويلة.

واشار الى ان الانفجار اذا وقع سيكون له ارتدادات سلبية على دول الجوار، ومنها دول اوروبية، مفوضيتكم لا تقول الحقيقة تخفي عنا الداتا، تحابي الجمعيات واصبحت جزءاً من المشكلة بدل ان تكون الحل.

ودق بو حبيب ناقوس الخطر على اوروبا، وقال ان انهيار الهيكل سيكون علينا وعليكم، وعندما يصاب لبنان بالرشح، ويسقط رغماً عن ارادتنا، ستصاب اوروباب العدوى، وسنتحول جميعاً الى ضحايا، حيث لا ينفع الندم.

وحدد بو حبيب آلية الحل المستدامة:

‎١- التزام الحكومة التواصل والمتابعة المباشرة والحثيثة، مع الجهات الدولية والاقليمية والاطراف المعنية، ووضع برنامج زمني وتفصيلي لإعادة النازحين.

‎٢- تأكيد التزام لبنان مضمون مذكرة التفاهم الموقعة، بين الحكومة اللبنانية والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تاريخ 9/9/2003.

‎٣- التزام واضح بتطبيق القوانين النافذة التي تنظم عمليات الدخول الى لبنان، والاقامة والخروج منه.

‎٤ – القيام بالاجراءات القانونية اللازمة لتسليم السجناء من النازحين الى السلطات السورية، وفق القوانين والاصول المرعية محليا» ودوليا».

‎٥ – دعوة المجتمع الدولي، والهيئات المانحة، لمساعدة الحكومة في تخصيص الامكانيات اللازمة للاجهزة العسكرية، والامنية، من اجل ضبط الحدود اللبنانية، والتنسيق مع الجانب السوري للمساعدة من الجهة المقابلة.

‎٦- الطلب من أجهزة الامم المتحدة كافة، لاسيما مفوضية اللاجئين، والجهات الدولية المعنية، إعتماد دفع الحوافز، والمساعدات المالية، والانسانية، للتشجيع على إعادة النازحين الى بلدهم، ومن خلال الدولة اللبنانية، ومؤسساتها أو بموافقتها.

‎٧- الاستفادة من القرارات الصادرة عن الامم المتحدة، ومنها قرارها حول خطة التعافي المبكر الصادر العام 2021، حيث يمكن ان يشكل المدخل لتسريع العودة الى الداخل السوري عن طريق المساعدات لتأهيل البنى التحتية.

‎٨- التزام الحكومة اللبنانية بالموقف الذي اعلنه رئيسها، بملف النزوح بأن لبنان لم يعد يحتمل عبء بقاء النازحين، وبكل الاحوال لا يستطيع ان يكون شرطيا حدوديا لأي دولة.

تظاهرة لبنانية

وخارج قاعات قصر العدل في بروكسيل، حصلت تظاهرة لبنانية بدعوة من «حزب القوات» شارك فيها النائبان بيار بو عاصي والياس اسطفان، طالبت بعدم إبقاء السوريين في لبنان، ونددت اليافطات بـ«تداعيات هذا الوجود غير الشرعي في لبنان على المستوى الامني والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن سيادة البلد وهويته».

لجنة المال: تنظيم النزوح

واقرت لجنة المال اقتراح قانون تنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين، والاقامة المؤقتة، والترحيل بعد ذلك.

واعتبر رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان ان على مفوضية اللاجئين العمل مع الحكومة والامن العام من ضمن الاتفاقية الدولية للتنفيذ.

الجميِّل: لبنان مخطوف

في المواقف، رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان لبنان مخطوف من حزب الله يتحكم بمصيره، فهو من يفرض الحرب والسلم وترسيم الحدود، ويريد فرض رئيس جمهورية على اللبنانيين.

وفي اشارة الى عدم حماسه للحوار، رأى الجميل في لقاء مع نقابة المحررين، انه اذا صفت النيات نكون امام خيارين: اما ان يذهب حزب الله الى الحوار بمنطق البحث عن اسم جديد، او نذهب الى جلسة بدورات متتالية وهناك حالتان تدفعان الامور الى الامام دون الحاجة الى لجان واجتماعات وتشاورات.

معامل الطاقة

وكشف وزير الاقتصاد امين سلامة ان سعر ربطة الخبز سيطرأ عليها زيادة طفيفة.

وحول الكهرباء، سئل خلال زيارته لقطر عن الاسباب التي حالت او تحول دون اعطاء جواب للقطريين حول اقتراحهم ببناء 3 معامل لانتاج الكهرباء، مقابل صفر اموال متسائلين عن حرمان لبنان من هذه الهبة، وتنييمها في الادراج.

الوضع الميداني

ميدانياً، لم يتوقف شلال الدم جنوباً، فبعد استهداف المدنيين صباحاً في جوار مستشفى صلاح غندور في منطقة بنت جبيل، الامر الذي ادى الى سقوط شهيد مدني وجرحى، اعلن حزب الله امس انه دمر المنظومات الفنية في موقع العباد. كما استهدف حزب الله ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة. كما قصف موقع السماقة الاسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة.

وانهالت عشرات الصواريخ على مستعمرة كريات شمونة، مما ادى الى الاعلان عن مقتل شخصين في بناء قيد الانجاز.

وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية بأن 15 صاروخاً اطلقت من لبنان باتجاه الجليل الغربي.

 

"البناء":

أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً إجرائياً استجابة لطلب جنوب أفريقيا ضمن مسار الدعوى المرفوعة ضد كيان الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيّين في غزة، ونص القرار على وجوب وقف كيان الاحتلال كل الأعمال الحربية في منطقة رفح، منعاً لتعريض حياة المدنيين للخطر، بحيث تقع هذه الأعمال الحربية ضمن دائرة جرائم الإبادة، وجاء رد حكومة بنيامين نتنياهو سريعاً ومباشراً بإرسال الطائرات الحربية لقصف مخيمات النازحين، وقتل العشرات عبر حرقهم وهم أحياء بالقنابل التي أرسلتها واشنطن حديثاً، واكتفت بالقول إن الحادث مأساويّ وإنها تحقق فيه. وجاء التعليق الأميركي ليصف الغارات الإسرائيلية بالأعمال المشروعة لمطاردة الإرهابيين، داعياً لمزيد من الاحتياطات لحماية المدنيين، والإشادة بالتحقيق الذي أعلن عنه نتنياهو.
مشهد ثنائيّة القرار القضائيّ والمجزرة والمواقف الأميركية والإسرائيلية، أظهر هشاشة التعويل على المسار التفاوضي، الذي يتوقف نجاحه على تمايز أميركيّ عن الموقف الإسرائيلي، وهو ما يبدو سراباً حتى الآن، وعلى نضج موقف حكومة نتنياهو لقبول صيغة اتفاق تتضمن وقفاً نهائياً للحرب، وهو ما لا يبدو ناضجاً بعد، ما يعني أن التعويل هو على ما يقوله الميدان في جعل جيش الاحتلال ينزف أكثر حتى يفقد القدرة على مواصلة الحرب فيصل صراخه إلى واشنطن ونتنياهو والكنيست، علّ أحد هؤلاء يبادر.
في هذا الاتجاه كانت عمليات المقاومة من غزة إلى لبنان إلى اليمن إلى العراق، حيث تكفل اليمن والعراق بمواصلة استهداف السفن والموانئ والبحار، بينما تولّت غزة ولبنان مهام حروب البر، فقصفت المقاومة في غزة تل أبيب للمرة الأولى منذ شهور، ونجحت بتنفيذ عدد من العمليات النوعية كان أبرزها أسر جنود في جباليا، بينما أطلقت المقاومة من جنوب لبنان عشرات الصواريخ على موقع ميرون الحيوي، ومثلها على كريات شمونة التي احترقت مساكنها وغاباتها للمرة الثانية.
على معبر رفح سجل اشتباك بين الجيش المصري وجيش الاحتلال أسفر عن استشهاد جندي مصري، دون أن يصدر بيان مصريّ يرسم الإطار السياسي لما جرى ويحدّد الموقف والخطوات اللاحقة، بحيث بدا أن الاتجاه لا يزال لتفادي التصادم، رغم الكلام عن جمر تحت الرماد في ضوء التحدّي الإسرائيلي للمهابة المصرية ومفهوم الأمن القومي المصري، والاتفاقيات القائمة بين الحكومتين.
في لبنان والمنطقة ترقب لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ختام تقبّل التعازي بوفاة والدته، لما يمكن أن تتضمّنه من مواقف تتصل بالأوضاع في المنطقة، بينما يسجل اليوم في لبنان وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، دون جدول أعمال ومهمة محددة، وهو ما وضعته مصادر متابعة في إطار تأكيد الدور الفرنسي.
وحافظت جبهة الجنوب على سخونتها في ظل تصعيد لافت خلال اليومين الماضيين مع تجاوز العدو الإسرائيلي الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك باستهداف المؤسسات الصحية والمدنيين في الجنوب، ما دفع حزب الله إلى رفع درجة الرد وتصعيد عملياته ضد قواعد ومستوطنات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة.
وفيما تعزو جهات ميدانية لـ»البناء» سبب الجنون الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية الى ضربات المقاومة القاسية ضد مواقعه وتجمعاته وتكبيده خسائر كبيرة لم تستطع حكومة الاحتلال استيعابها وتحمل تبعاتها على المجتمع الاستيطاني الإسرائيلي، كما عجز جيش الاحتلال عن احتواء المفاجآت التي تكشفها المقاومة في الميدان لا سيما المسيرات الاستطلاعية والانقضاضية والقدرة الاستخبارية على جمع المعلومات عن مواقع وقواعد وتجمّعات وانتشار واختباء وتنقلات جنود وضباط العدو وآلياته ومسيّراته، أشار خبراء في الشؤون الاستراتيجية لـ»البناء» الى أن «جيش الاحتلال يصعّد عملياته الجوية ضد الجنوب لأسباب عدة أهمها الانتقام من أهل الجنوب وبيئة المقاومة وإلحاق الخسائر البشرية والمادية بها للضغط على حزب الله كي يوقف عملياته ضد شمال الكيان الإسرائيلي، ومحاولة لفرض قواعد اشتباك جديدة بقوة النار لتغطية العجز الإسرائيلي ووعود الحكومة المتكررة لرؤساء المستوطنات باستعادة الأمن الى الشمال، علاوة على محاولة ترميم صورة الجيش الإسرائيلي المتكسّرة ومعنويات ضباطه وجنوده المنهارة وإخفاء إخفاقاته وهزائمه الاستراتيجية في غزة ورفح».
وبرأي الخبراء فإن حزب الله استطاع من خلال المزج بين استراتيجية استخدام فائض القوة والحنكة والحكمة، إسناد غزة وفق ما هو محدّد من قيادة محور المقاومة، وردع العدو من توسيع الحرب الى كل الجنوب ولبنان، وفرض معادلات صعبة على «إسرائيل» والاستمرار بالقتال وإطلاق الصواريخ والمسيرات بعد ثمانية أشهر على الحرب، رغم كل الضغوط والتهديدات والإغراءات التي تعرّض لها لبنان، ولا يتوقع الخبراء توسيع المواجهات العسكرية على الحدود الى حرب شاملة، مع احتمالات الخروج عن السيطرة أو قواعد الاشتباك في بعض المناطق أو الأهداف، لكن المرجّح بقاء الجبهة تحت السيطرة في المدى المنظور.
وفي سياق ذلك، استبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري احتمال شنّ الإسرائيليين حرباً واسعة أو اجتياحاً برياً للبنان، معتبراً في تصريح صحافي أن الجيش الإسرائيلي أُنهك، وغير قادر على الانتهاء من حرب غزة، لذلك لن يكون جاهزاً أو قادراً على شن حرب في لبنان، و«الإسرائيليون يعلمون أنهم في حال أرادوا تكرار تجارب الماضي فسيتلقون هزيمة كبرى، وعندما يفكرون في الدخول الى لبنان فإن حزب الله وحركة أمل سيعملان على التصدّي لهم عسكرياً».
وكان حزب الله رد بسلسلة عمليات نوعية رداً على ‏اعتداء العدو الصهيوني الذي طال مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل وإصابة مدنيين، وقصفت المقاومة مستعمرات «ميرون» و»سفسوفة» ‏و»تسفعون» بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما قصفت مستعمرة «كريات شمونة» بعشرات صواريخ الكاتيوشا وراجمة فلق.
وأفادت وسائل إعلام العدو بأنه طُلب إلى مستوطني «ميرون» البقاء في «الأماكن المحصَّنة حتى إشعار آخر». وجاء هذا الإعلان، بعد «الرشقة الصاروخية الأخيرة من لبنان والتي «تضمّنت إطلاق أكثر من 50 صاروخًا على الشمال»، وهو ما أدّى إلى «انقطاع التيار الكهربائي في منطقة ميرون»، وفق إعلام العدو.
ونقلت وسائل الإعلام الصهيونيّة خبر اندلاع حريق ضخم في مستوطنة «كريات شمونة»، بعد سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان. وأصدر الاحتلال تعليمات للمستوطنين في «كريات شمونة» بالبقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر، في حين تناولت وسائل إعلام العدو ورود معلومات عن وقوع إصابات جراء صواريخ المقاومة الإسلامية.
الى ذلك، تقدّم المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي من أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله بالعزاء. وقال خامنئي: «أقدّم خالص التعازي بوفاة والدتكم المكرّمة، وتكفي كرامة لتلك المرحومة أن سيد المقاومة المناضل قد خرج من حجرها الطاهر، ورضوان الله ورحمته على والدتكم المكرّمة، وسلام الله وبركاته عليكم وعلى رفاقكم المجاهدين في جبهة المقاومة العظيمة».
وتقبَّلت قيادتا حزب الله وحركة أمل التعازي بوفاة والدة السيد نصر الله الحاجة «أم حسن» في مجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبيّة لبيروت. وحضر مراسم العزاء حشد كبير من الشخصيات الرسمية الحكومية والبرلمانية وقيادات حزبية وسياسية وعسكرية وأمنية وعلماء دين من مختلف المذاهب الإسلامية والمسيحية ووفود شعبية كبيرة.
على الصعيد السياسي، يصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان اليوم الى بيروت في زيارة رسمية يجول خلالها على المرجعيات والقيادات اللبنانية في محاولة جديدة لإحداث خرق في الجدار الرئاسي.
وأفادت مصادر إعلامية بأن «لا نية فرنسية للدعوة الى حوار لبناني في باريس وزيارة لودريان لا جدول أعمال لها مسبقاً ولا محاور محددة للحديث عنها إنما تسعى فرنسا لإبقاء وساطتها ودورها في الملف اللبناني». وذكرت المصادر أن «الخماسيّة أنهت لقاءاتها ولا نيّة لعقد لقاءات جديدة في المرحلة الراهنة»، لافتةً الى أن «الدوحة مستمرّة في استضافة الكتل النيابية إذ ستستقبل وفداً قواتياً في 2 حزيران ضمن إطار حثّ اللبنانيين على التشاور من أجل تسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وحتى الساعة لا نضوج لأيّ حوار أو تشاور».
ولفتت أوساط مطلعة على الحراك الفرنسي لـ»البناء» الى أن زيارة لودريان لن تغيّر بواقع الحال شيئاً في ظل خريطة التحالفات النيابية في المجلس النيابي والتطورات الساخنة في المنطقة لا سيما الجنوب وغزة، وأشارت المصادر لـ»البناء» الى أن زيارة لودريان تهدف للإطلاع عن كثب على الواقع السياسي لجهة الملف الرئاسي في لبنان بعد الحراك المكثف لسفراء اللجنة الخماسية على القوى السياسية والبيان الختامي الذي صدر، ولذلك يأتي لودريان لتسويق توصيات الخماسيّة لدى القوى السياسية واستطلاع آرائها حيالها، ومدى الاستجابة للخيار الرئاسي الثالث، كما أن المبعوث الفرنسي يأتي إلى لبنان متحصّناً بالاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي شدّد فيه الطرفان على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
لكن مصدراً سياسياً استبعد نجاح الجهود الفرنسية بتذليل العقد الداخلية والخارجية أمام طريق بعبدا، لا سيما أن هناك أكثر من موانع داخليّة وليست فقط خارجية، لكون الملف الرئاسي في مأزق قبل بداية الحرب في غزة والجنوب، لكن الحرب وفق ما تشير المصادر لــ»البناء» «زادت الطين بلة» وربطت الملف الرئاسي بتطوّرات الجبهة الجنوبية المرتبطة حكماً بمآل الوضع في غزة، موضحة أن الفرنسيين لن ينجحوا بإنجاز التسوية الرئاسية في لبنان من دون الأميركيّين والتفاوض مع أطراف داخلية فاعلة كحزب الله وتسويق التسوية لدى قوى إقليمية لها تأثير في لبنان.
وشدّدت مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» على أن الموقف من الأزمة الرئاسية لم يتغيّر وما زلنا متمسكين بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية حتى إشعار آخر.
بدوره، قال فرنجية في حوار تلفزيوني: «لن أنسحب وفريقنا لن يطلب ذلك، وعندما نصل الى تسوية معينة يبنى على الشيء مقتضاه». وتابع: الفرنسي اليوم على مسافة من الجميع وإذا وصلت الى سدة الرئاسة يفرح إذ أن العلاقة بيننا إيجابية وقائمة على الاحترام والمبادرة الفرنسية كانت طرحاً منطقياً. ولفت فرنجية الى أن موقف أميركا لم يتغيّر منذ اليوم الأول وهو ينصّ على أنّ لا «فيتو» على سليمان فرنجية وإذا وصل نتعامل معه. مشدداً على أن حزب الله يريد انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد لكنه لن يتنازل عن المواصفات التي يحددها، وهناك مَن هو مستعجل استباقاً للانتخابات الأميركية وما ينتج عنها من تبدلات وهناك مَن هو غير مستعجل تبعاً لنتائج الانتخابات. ورأى فرنجية ان التوازنات لم تتبدل ولا أحد يستطيع أن يأتي برئيس للجمهورية اليوم بانتظار التسوية في المنطقة التي ستنعكس إيجابياً على لبنان والأمور على السكة الصحيحة.
على صعيد آخر، أشار وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب في كلمة له في مؤتمر بروكسل حول النازحين السوريين، الى «أننا جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية وخارج نمط التفكير الذي ساد منذ بدء الأزمة في عام 2011. حلول مستدامة، تؤمن العودة على نطاق واسع للنازحين السوريين إلى بلدهم بكرامة وأمان. ومن تتعذّر عودته لأسباب سياسية، ندعو لإعادة توطينه في دولة ثالثة، احتراماً لمبدأ القانون الدولي الإنساني بتقاسم الأعباء. إنّ دعواتنا المتكررة لتوحيد جهودنا، وطاقاتنا، في اتجاه الحلول المستدامة لم تلقَ آذاناً صاغية. وبالرغم من ذلك، فإننا مؤمنون بأننا وإياكم محكومون بالتعاون، كبديل عن الفوضى التي، بعكس ما يعتقد البعض، لن تكون أوروبا بمنأى عن تبعاتها، رغماً عن إرادتنا».
وقال بوحبيب: «ندعو مجدداً لمشاركة جميع الأطراف المعنية في مؤتمرات كهذه، لأنّ لا حلّ مستداماً للنزوح دون وجود كل الأطراف المعنية بالأزمة على الطاولة معنا. فلقد ازدادت الأحوال سوءاً في لبنان منذ اجتماعنا الأخير، العام الماضي في بروكسل، حيث تحوّل بلدنا إلى سجن كبير وضخم تصدعت جدرانه لم يعد قادراً على تحمل هذا الكمّ من النزوح ولهذه المدة الطويلة».
وأكد بوحبيب على الأمور التالية: «التزام لبنان مضمون مذكرة التفاهم الموقعة، بين الحكومة اللبنانية والمكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تاريخ 9/9/2003. تؤكد الاتفاقية إعادة النازحين إلى موطنهم الأصلي، أو إعادة توطينهم في بلد ثالث، كأساس للمعالجة، وإلزام مفوضية اللاجئين بتطبيق بنودها كاملة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ، وتقديم الإحصاءات، والملفات الخاصة بالنازحين الموجودة لديها، والطلب منها التنسيق مع مكتبها في سورية لتسهيل عملية إعادتهم الى بلدهم. والتزام واضح بتطبيق القوانين النافذة التي تنظم عمليات الدخول الى لبنان، والإقامة فيه، والخروج منه».
بدوره، تعهد مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ»تأمين أكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة».
وأردف بوريل خلال مؤتمر بشأن سورية في بروكسل، «لكن التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها»، وأضاف «على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي».
وعلمت أن الأحوال الشخصية تعمد الى تسجيل الولادات السورية في لائحة مكتومي القيد وقيد الدرس وليس في السفارة السورية، كما أن النازحين المسجلين أسماءهم بشكل رسمي في مفوضية الشؤون ويبلغ عددهم حوالي المليون وربع المليون نازح، لن تتخذ الحكومة اللبنانية أي إجراء بحقهم بعد وضع المفوضية خطاً أحمر حولهم بل إن جهد الحكومة بالتنسيق مع السلطات السورية سيتركز على معالجة غير المسجلين والذي دخلوا خلسة والمحكومين والمطلوبين، كما أن مئتي نازح يملكون بطاقات أمم وقدموا طلبات لجوء الى اوروبا يمنع المساس بهم للحاجة الأوروبية إليهم.
ورحّب مرجع معني بالعلاقات اللبنانية – السورية بكلمة وزير الخارجية اللبناني ومواقفه، عاكساً ارتياحاً من الدولة السورية للمقاربة اللبنانية الرسمية والسياسية الجديدة لأزمة النازحين السوريين رغم بعض العتب على الإجراءات القانونية والأمنية العشوائية ضد بعض السوريين في لبنان. ولفت المرجع لـ»البناء» الى أن «أزمة النزوح تتطلب رؤية لبنانيّة موحّدة ونقاشاً هادئاً بعيداً عن المزايدات والانفعالات والإجراءات العشوائية بحق النازحين».
ويتطلب من لبنان وفق المرجع «استخدام كافة أوراق الضغط التي يملكها لإجبار المجتمع الدولي على التوقف عن عرقلة عودة النازحين ووقف استثماره على الأزمة واستخدامها في الاستهداف الخارجي لسورية ولبنان في آن معاً، لذلك يمكن للبنان مطالبة المجتمع الدولي رفع العقوبات والحصار عن سورية والسماح بإعادة الإعمار، ما يسهل الى حد كبير عودة النازحين إليها»، على أن سورية وفق المرجع لا تمانع عودة أي نازح سوري يريد العودة الى أرضه في الوقت الحاضر والظروف الراهنة ومستعدة لأقصى مستويات التعاون مع السلطات والحكومة اللبنانية ومع أي مسؤول حكومي أو أمني يزور سورية.

 

"الشرق":

قال المتحدث العسكري المصري إن القوات المسلحة المصرية تجري تحقيقا بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران في منطقة الشريط الحدودي في رفح، ما أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين.

البيان المقتضب للمتحدث العسكري المصري جاء بعد أكثر من ساعتين، على حديث وسائل إعلام عبرية عن اشتباكات بين جنود مصريين وإسرائيليين في معبر رفح، أسفرت عن استشهاد جندي مصري.

وقالت وسائل إعلام عبرية  إن حادثا غير عادي سجل في الجانب الفلسطيني في معبر رفح، وإن اشتباكا وقع بين الجنود المصريين والإسرائيليين “أسفر عن مقتل جندي مصري” بحسب هيئة البث الإسرائيلية، فيما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن “مقتل جنديين مصريين وإصابة آخر”.

وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير عن تبادل لإطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومصريين قرب معبر رفح الحدودي مع غزة.

50 شهيداً و249 مصاباً بقصف مخيم النازحين غربي رفح

والاحتلال يستهدف شرطة غزة وحصيلة الشهداء تتجاوز 36 ألفاً

وفي غزة، استشهد 50 غزاويا وأصيب 249 من المواطنين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، مساء الأحد، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد قصفها خيام النازحين شمال غرب رفح، جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال أطلقت نحو 8 صواريخ صوب خيام النازحين، في منطقة مكتظة بآلاف النازحين، وأن من كانوا داخل الخيام احترقوا، ومعظمهم من الأطفال والنساء، مشيرة إلى أن الاحتلال كان قد أعلن أن هذه المنطقة “آمنة”.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إن 15 استشهدوا نُقلوا إلى منشأة تدعمها.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية يستقبل “تدفقا من المصابين الذين يبحثون عن رعاية للإصابات والحروق”، وذكرت أن مستشفيات أخرى تستقبل أيضا عددا كبيرا من المصابين.

وذكر مستشفى الكويت التخصصي أنه استقبل جثث ثلاثة أشخاص، بينهم حامل.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه اغتال في الهجوم الذي طاول مخيّما للنازحين في تل السلطان برفح، القياديين في حماس ياسين ربيع وخالد نجار، اللذين قال إنهما مسؤولان عن الضفة الغربية.

واستُشهد 3 عناصر من الشرطة الفلسطينية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفاقت حصيلة شهداء العدوان المستمر على القطاع الـ 36 ألفا، فيما أقر جيش الاحتلال بإصابة 23 عسكريا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

أتى ذلك وسط تكثيف الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى استهداف مخيم باليا شمال قطاع غزة، كما قامت قوات الاحتلال  بتجريف مقبرة الفالوجا في مخيم جباليا.

من جانبها، أفادت وسائل إعلام محلية أن الاحتلال شن عمليات نسف بالتزامن مع قصف مدفعي على المناطق الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأضافت أن طيران الاحتلال نسف منازل وسط مدينة رفح، واستهدف بالأحزمة النارية حيّ التنور وخربة العدس شرق المدينة. وفيما يستمر القصف العنيف، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان منذ 7 تشرين الأول الماضي إلى 36 ألفا و50 شهيدا و81 ألفا و26 جريحا، فيما يُقدر عدد المفقودين بـ10 آلاف.

وقالت الوزارة إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل منها للمستشفيات 66 شهيدا و383 مصابا.

 

"الشرق الأوسط"

 أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراءات أمنية جديدة في البلدات على الحدود الشمالية تزامنت مع إعلانه عن إنهاء مناورات تحاكي هجوماً على لبنان، غداة قصف عنيف نفذه «حزب الله» وبلغ 15 عملية، رداً على التصعيد الإسرائيلي الذي وصل ذروته الاثنين بقصف مدخل مستشفى في بنت جبيل، في إطار استهدافه للدراجات النارية في المنطقة الحدودية.

ويأتي هذا التصعيد بموازاة إعلان الجيش الإسرائيلي عن إجراء مناورة برية على مدار الأسابيع الأخيرة تحاكي هجوماً على لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن المناورة التي شاركت فيها «الفرقة 146» ولواء «المدرعات الاحتياطي 205»، تحاكي «السيناريوهات القتالية على الجبهة الشمالية، والنشر السريع للقوات في الميدان، ووظيفة مقرات قيادة الفرقة واللواء وجاهزية القوات للهجوم».

وأوضح أن المناورة شملت «إجراءات القتال، والتحقق من صلاحية الخطط الهجومية على الجبهة الشمالية، والتجنيد والتزود، ودراسة التحديات في لبنان والنماذج العملياتية نهاراً وليلاً ووسط منطقة وعرة تحاكي قدر الإمكان القتال في عمق لبنان».

كما تمرنت القوات الإسرائيلية على «غلاف اللوجستيات والاتصالات والحوسبة في العمق، والتنقل في المناطق الوعرة، والتقدم في محور جبلي، وإطلاق النيران المتعددة الدرجات والقتال في منطقة حضرية كجزء من رفع الجاهزية على الحدود الشمالية»، حسبما قال المتحدث باسم الجيش.

إجراءات جديدة

ويتزامن هذا الإعلان الإسرائيلي مع إجراءات أمنية مستحدثة في المستوطنات والبلدات الشمالية. وأظهرت صور نشرتها وكالات الأنباء عوائق إسمنتية في الطرق، بالتوازي مع إعلان صحيفة «يسرائيل هيوم» أن الجيش «قرر تقليص وحدات الاستنفار في البلدات على الحدود الشمالية»، في حين انتقد ضباط الأمن فيها، القرار بشدة. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن قرار بإغلاق مستوطنة مرجليوت بالشمال ومنع الدخول والخروج حتى للجنود الإسرائيليين.

وبدا أن هذه الإجراءات، ستزيد المخاوف في صفوف السكان، وسط دمار موجود في البلدات الشمالية، قدرته «هيئة البث الإسرائيلية» بأنه يتخطى الـ930 مبنى جراء ضربات «حزب الله»، وينتشر الدمار في البلدات التي تبعد 9 كيلومترات من حدود لبنان.

أما في كريات شمونة التي تعرضت ليل الأحد لقصف عنيف من «حزب الله»، فنقلت وسائل إعلام عن رئيس بلديتها قوله إن «40 في المائة من السكان لا ينوون العودة»، مضيفاً: «نتوقع ارتفاع النسبة مع كل يوم يمر دون تغيير».

وكان «حزب الله» نفذ الأحد، 15 عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، في واحدة من أكبر العمليات التي تُنفذ بيوم واحد منذ بدء الحرب، وذلك رداً على تصعيد إسرائيلي تمثل في ملاحقة الدراجات النارية في المنطقة الحدودية، مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص، بينهم 3 مدنيين.

ولم تتوقف الملاحقة الإسرائيلية للدراجات النارية الاثنين؛ إذ أسفرت غارة إسرائيلية استهدفت محيط مستشفى «صلاح غندور» في بنت جبيل بجنوب لبنان، عن مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية.

وقالت الوكالة إن مسيّرة إسرائيلية «أغارت بصاروخ موجّه مستهدفة دراجة نارية في محيط مستشفى (صلاح غندور) في مدينة بنت جبيل». وأدى القصف إلى «سقوط شهيد وعدد من الجرحى»، وفق الوكالة.

وأكد مدير المستشفى الذي تديره «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة لـ«حزب الله»، أن القتيل هو مدني، في حين تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن أن حارس المستشفى أصيب بجروح خطيرة، وخضع لعمليات جراحية.

ويعد القصف الإسرائيلي الاثنين الرابع من نوعه في غضون 24 ساعة والذي يستهدف دراجة نارية، بعد ضربات مماثلة الأحد في بلدات أخرى. لكنها المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائرات الإسرائيلية مستشفى بشكل مباشر، علماً أنها قصفت في السابق مراكز إسعاف ودفاع مدني في أكثر من موقع مما أدى إلى تدميرها، كما سقطت قذائف قرب مستشفيات في الجنوب.

وقصف «حزب الله»، في المقابل، أهدافاً في إسرائيل، وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية بـ«انفجار طائرة من دون طيار مفخخة بين بيت هيلل وكريات شمونة»، لافتة إلى «اندلاع حريق في المكان».

وتبنى «حزب الله» القصف، وقال في بيان: «رداً على ‏الاعتداء الإسرائيلي على ساحة بلدة حولا والمواطنين الموجودين فيها، شنت المقاومة الإسلامية ‏ هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضية على قاعدة بيت هيلل (مقر كتيبة السهل ‏التابعة للواء 769) وتموضع منصات القبة الحديدية مستهدفة أطقمها وضباطها وجنودها في أماكن ‏وجودهم وتموضعهم، وأصابت أهدافها بدقة».

وبينما تحدثت «القناة 14» العبرية عن إطلاق 3 صواريخ مضادة للدروع تجاه مبنى في موشاف مرجليوت، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه «هاجم وقتل إرهابياً تم رصده في منطقة تم إطلاق صواريخ منها باتجاه منطقة المالكية». وأشار إلى أن الضربة استهدفت «منطقة عيتا الشعب بجنوب لبنان»، مضيفاً أن طائراته «قصفت مباني عسكرية لتنظيم (حزب الله) في منطقة عيترون بجنوب لبنان».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباحاً عن أنه قصف مبنى يؤوي عناصر لـ«حزب الله» في منطقة يارون جنوب لبنان الأحد. وأضاف في بيان على «تلغرام» أن سلاح الجو استهدف أيضاً عناصر تابعة لـ«حزب الله» في بلدة حولا، وأشار البيان إلى أن الأهداف التي ضربها الجيش شملت منشأة لتخزين الأسلحة في ميس الجبل وبنية تحتية عسكرية بالخيام.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية