خاص ايكو وطن: حالة الطيور في لبنان دورها في الطبيعة والتهديدات التي تواجهها

الرئيسية بيئة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة

Jun 21 24|11:40AM :نشر بتاريخ

كتب رئيس جمعية حماية الطيور في لبنان فؤاد عيتاني في ايكو وطن:

يقع لبنان على مسار الهجرة الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهو ثاني أهم مسار هجرة في العالم. يمر عبر لبنان سنويًا عدد كبير ومتنوع من الطيور، أو تقضي فصل الشتاء فيه. تجعل تنوع الموائل الواسع في لبنان المكان المثالي لتكاثر أنواع مختلفة من الطيور، حيث تم تسجيل اربعمئة وستة عشر نوعًا من الطيور حتى الآن في البلاد، ويمكن العثور عليها في الأراضي الرطبة، الأراضي الزراعية، الغابات، المناطق شبه الصحراوية وغيرها من الموائل المتنوعة. من بين هذه الأنواع، هناك ستة واربعون نوعًا يعتبر مهدداً او شبه مهدد بالانقراض، وجميعها تتعرض للقتل غير القانوني في لبنان.
تلعب الطيور دورًا حيويًا في النظم البيئية والطبيعة بشكل عام، حيث تساهم في مكافحة الآفات الزراعية وتقليل الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية، وتساعد في تلقيح الأزهار والنباتات مما يعزز التنوع البيولوجي والإنتاجية. كما تسهم في نشر بذور النباتات وتحسين جودة التربة من خلال تجريفها وحفرها بحثًا عن الغذاء، مما يساهم في تهوئة وتجديد التربة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل الطيور عامل جذب للسياحة البيئية، مما يدعم الاقتصاد المحلي، وتساهم في الحفاظ على التوازن البيئي عبر مشاركتها في الشبكات الغذائية. تعتبر الطيور أيضًا مؤشرات حيوية لصحة البيئة، حيث يمكن استخدامها للكشف عن التغيرات البيئية والتلوث. تضيف الطيور قيمة جمالية للطبيعة بألوانها الزاهية وأصواتها العذبة، وتسهم في التوعية البيئية من خلال البرامج التعليمية والمشاريع البيئية. يتضح من هذه الفوائد أن الطيور ليست مجرد كائنات جميلة، بل هي عناصر أساسية في الحفاظ على توازن وصحة البيئة.
للأسف تساهم عدة عوامل في انخفاض اعداد الكثير من الأنواع في لبنان، من بينها الصيد غير القانوني، وفقدان وتدهور الموائل، والممارسات الزراعية غير المستدامة، والتلوث، وقطع الأشجار، والمبيدات الحشرية. بدون قيادة وإجراءات حاسمة، ستختفي هذه الأنواع إلى الأبد. تؤدي الطيور خدمات حيوية وتضيف البهجة للناس في العديد من الدول الأخرى، ويجب أن يتم الاعتراف بقيمتها في لبنان أيضًا.
وقف الصيد الجائر يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن النظام البيئي من خلال منع الاختلالات الناجمة عن فقدان الطيور، كما يحافظ على التنوع البيولوجي في لبنان، وله تأثير عالمي حيث يؤثر تراجع أعداد الطيور المهاجرة في لبنان على النظم البيئية في جميع أنحاء العالم. يتوافق هذا مع المسؤوليات القانونية والأخلاقية للبنان لحماية الحياة البرية، ويدعم السياحة البيئية والاقتصاد المحلي من خلال جذب مراقبي الطيور ومحبي الطبيعة، ويعزز ثقافة الحفاظ على البيئة من خلال التعليم والتوعية العامة.
كشفت دراسة أجرتها بيرد لايف إنترناشيونال عام 2015 أنه يتم قتل حوالى اثنين فاصل ستة مليون طائر سنويًا في لبنان وقد يكون هذا الرقم اقل من الواقع الحالي. مع إغلاق موسم الصيد لعدة سنوات، يعتبر قتل اي طائر قتل غير قانوني، مما يبرز الحاجة الملحة لتشديد حماية الحياة البرية وتعزيز جهود الحفظ.
يقدم السيطرة على هذه التهديدات فرصة للمسؤولين اللبنانيين لإظهار القيادة، ويمكن للبنان أن يصبح مثالًا يحتذى به في المنطقة. يمكن أن يؤدي فرض قانون الصيد إلى زيادة الإيرادات الوطنية التي تشتد الحاجة إليها. يوفر الحفاظ على الطيور فرصة لتحسين مجتمعنا من الداخل ومنح بلادنا سمعة أفضل على المستوى الدولي. نرى مستقبلاً حيث يزور السياح لبنان لمشاهدة الطيور، وتخلق أنشطة الحفاظ على الطيور وظائف ونموًا اقتصاديًا في المناطق والمجتمعات النائية.
جمعية حماية الطيور في لبنان (ABCL)، المسجلة تحت الرقم 2019/590، مكرسة للحفاظ على الطيور وموائلها من خلال التعليم والتوعية، والدعوة، والأنشطة الخارجية والإشراف. يتطلع أعضاء ABCL إلى عالم يحافظ فيه الشعب اللبناني على الطبيعة بكل تنوعها، ويرغبون في رؤية الناس في لبنان يعيشون في وئام أكبر مع الطبيعة و الطيور وبطريقة أكثر استدامة.
نرى لبنان أخضر، حيث يتعاون الشركاء المتنوعون لضمان حماية الأنواع المقيمة والمهاجرة وموائلها، حيث يتم تقدير حمايتها من قبل المجتمع، وحيث يتم أخذ الحفاظ على التنوع البيولوجي في الاعتبار عند اتخاذ القرارات السياسية. نرغب في أن تكون غابات لبنان، وبحيراته، وجباله، وسماؤه آمنة للطيور. نريد أن يحترم الصيادون القانون وأن تتم معاقبة الأنشطة غير القانونية بشكل مناسب.
نحن ملتزمون تمامًا بحماية الطيور.
أهدافنا بالتحديد:
•    التعليم والتوعية لحماية الطيور، وتقدير الطبيعة ومنع فقدان التنوع البيولوجي.
•    القيام بأعمال الدعوة لضمان تنفيذ القوانين واللوائح المناسبة.
•    تعزيز المشاريع المبتكرة في مجال حماية الطيور.
•    المساهمة بشكل كبير في الحفاظ على البيئة من خلال زيادة المشاركة العامة.
مبادئنا:

•    استخدام الأدلة العلمية لتوجيه عملنا.
•    العمل وفقًا لأعلى المعايير الأخلاقية والمهنية.
•    أن نكون شفافين وخاضعين للمساءلة أمام داعمينا.
•    كسب الثقة من خلال الوفاء بالتزاماتنا.