خاص ايكو وطن: الذكاء الاصطناعي نقمة العصر

الرئيسية تكنولوجيا / Ecco Watan

الكاتب : كريستين سري الدين
Jun 26 24|10:59AM :نشر بتاريخ

كتبت كريستين سري الدين في ايكو وطن:

إن ما نشهده اليوم من تحولات هائلة ومريبة في مجال الذكاء الاصطناعي يخلق لدينا مخاوف لا حدود لها.     
 
حقا، إنها تحولات ثورية في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا.
عندما نقول الذكاء الاصطناعي نقصد به هذا الفرع من فروع علوم الحاسوب والهندسة الكهربائية والرياضيات، إنه فرع يهتم بإنشاء آلات يمكنها أداء مهام تتطلب ذكاء بشريا. بمعنى آخر، هذا الفرع يهتم بدراسة وتصميم وتطوير أنظمة تمتلك القدرة على القيام بمهام تتطلب مهارات بشرية لتستجيب كما لو أنها إنسان.  
وما تزال أهمية الأبحاث في هذا المجال قائمة على كيفية إنشاء أجهزة حاسوب وتطويرآلات قادرة على التفكير والتعلم واتباع سلوك ذكي مثل البشر بل وأكثر. 
وهنا تكمن المشكلة الأساسية التي تشكل السيناريو الأكثر تخوّفاً والذي أصبح يهدد الجنس البشري وسيكون سببا لانقراضه.
نعم، نحن نتجه نحو واقع مريرحيث التقنيات القوية والمتطورة قادرة على التحكم بالبشر. نحن نتجه نحو عالم الضلال الذي ستلتبس فيه الأمور والمفاهيم والمعطيات وسوف تتشابك فيه الآراء ووجهات النظر وحينها سيصعب التمييز بين ماهو واقع وزائف، بين ما هو صحيح وخطأ. ستنعدم الحرية بل الديمقراطية وستغيب الحماية الشخصية واحترام حقوقها عند انتهاك البيانات دون علم وخبر.

نعم وألف نعم سنتواجد في عالم تطغى عليه مخاطر قادرة على ما يعرف بالإبادة  الجماعية من خلال قتل الإنسانية والروح والإبداع والحس والأخلاق التي هي جميعها ملكات خص الله عز وجل بها الإنسان دون سواه.

ها نحن نقف دائما وباستمرار أمام التلاعب المتفاقم بالتسجيلات الصوتية والمرئية بدقة واحترافية عالية.
وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن كيفية استطاعتنا بدراية ومعرفة هذه المخاطر الحتمية ومخاطر تكنولوجيا المعلومات من أجل تجنبها؟
نحن لا نتغاضى عن أهمية هذه التقنية الناشئة التي لعبت ومازالت تلعب دورا حيويا في شتى جوانب حياتنا. نحن لا نتناسى الأبواب التي فتحتها أمام إمكانيات لم تكن في تصور العقل البشري ولا حتى في أحلامه. صحيح إنها ساهمت في تحسين مستوى حياتنا وزيادة الإنتاجية، لكنها أصبحت تشكل العامل الأخطر على جوهرمجتمعنا من خلال قفزاتها السريعة نحو تغيير البشرية.
وهذا ما يولد الذعر والقلق عند العلماء والمفكرين والخبراء والعاملين في تطويرها.
وكان قد حذر رائد الذكاء الاصطناعي (جيفري هينتون) من أن تتجاوز الآلة صانعها وتصبح هذه التكنولوجيا وروبوتات الدردشة الذكية أكثر ذكاء من الإنسان.
إن عملية تطوير أنظمة عصبية قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات  ستجعلها أكثر كفاءة من الدماغ البشري.
ويضيف المتخصصون التكنولوجييون بأن المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي من المحتمل جداً أن تكون خاطئة ومضللة لأغراض هادفة مصبوغة بمفهوم التحيز الجنسي أو العنصري.
فعلا إنه تحول كبير، سيطال جميع القطاعات: الاتصال والعمل والتنقل و الطب والرعاية الصحية والتسوق والتعليم والتربية...
وأكبر مثال على ذلك تأثر سوق عمل المترجمين والمساعدين الشخصيين على وجه الخصوص.
فمن يعتقد إننا في مأمن من ذلك فهوعلى خطأ. فإن جميع الإصدارات المستقبلية هي تهديدات حتمية للبشرية.

يا له من تحول فظيع وخاضع للمراقبة الكاملة والشاملة حيث سيكون صنع القرار نتاج تحيز  وخارج عن سيطرتنا ، حيث ستكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تطوير سلوكيات غيرمتوقعة وستولد كودات خاصة بها.

أين نحن من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل جهات خطرة؟ أين نحن من كيفية منع سوء استخدامها؟ أين نحن بما يعرف بمولد تفاهات وانتاج عبارات مقنعة تبدو معقولة وهي جميعها غير صحيحة ؟ أين نحن من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في البيئات التعليمية التي أدت إلى ضعف الذاكرة عند الطلاب والتراجع في التحصيل الدراسي والجهود الإدراكية بسبب إستجاباتها السريعة السيئة أوالجيدة.

ألم يحن الوقت ليجتمع رواد هذا العلم من أجل التعاون وإيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ البشرية؟!
 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan