افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 26 يوليو 2024

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jul 26 24|08:31AM :نشر بتاريخ

 "النهار":

كما في غزة كذلك في الجنوب، مرّ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، بكل ملابساته، كأن شيئاً لم يكن، أقلّه ميدانياً في انتظار الفصول المتبقية من لقاءات نتنياهو في واشنطن حيث يمكن تلمس ما إذا كانت ستكون هناك وقائع تتصل بتهدئة أو تصعيد لا سيما على الجبهة الجنوبية للبنان مع إسرائيل. 

يشجع على توقع طرح واقع الجبهة الشمالية عاملان: الأول أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أوردت ما يميّز الملف اللبناني في محادثات نتنياهو في واشنطن إذ أفادت أن الرئيس الأميركي جو بايدن يفترض أن يكون بحث مع نتنياهو في لقائهما ليلاً في البيت الأبيض التطورات على الجبهة الشمالية (مع لبنان) وجهود التوصل الى تسوية. والثاني أن الوقائع الميدانية في الجنوب وعلى الجبهة الشمالية غداة خطاب نتنياهو حافظت على وتيرة عالية من التوتر والستاتيكو التصعيدي، الأمر الذي يُربط بترجمة الموقف الذي أعلنه نتنياهو في خطابه حيال الجبهة مع لبنان، إذ كرر أنه "يفضل حلاً ديبلوماسياً يعيد سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، لكن إسرائيل ستفعل كل ما يجب عليها فعله لاستعادة الأمن" في إشارة إلى التوقعات بأن إسرائيل قد تقوم بعملية عسكرية كبيرة في جنوب لبنان ضد "حزب الله". وهذا الموشر بدا كافياً لربط أي تطور محتمل بالجبهة الشمالية بالتسوية المطروحة في غزة أولاً وأخيراً، الأمر الذي يملي انتظار وقت قليل بعد عودة نتنياهو من واشنطن لتلمس "الاتجاهات السرية" التي قد تكون أسفرت عنها زيارته. 

الميدان والتهديدات 
وفي غضون ذلك، ظلت وتيرة التصعيد على حالها جنوباً بدليل أن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي أكد أن "التصعيد مستمر جنوباً، وتبادل إطلاق النار لم يتوقف، والناس يقتلون، والدمار ممتد على كلا الجانبين". وحذر من خطر حدوث خطأ في التقدير، وأضاف: "لا يزال هناك مجال للحل السياسي".

وغداة نشر "حزب الله" الفيديو الثالث لـ"الهدهد" الذي عرض لقطات جوية لقاعدة "رامات دافيد" في الشمال الإسرائيلي، التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال تومر بار أمس عدداً من القادة الإسرائيليين في هذه القاعدة العسكرية، حيث تم عرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، وتقديم لمحة عامة عن أنشطة القوات الجوية في الحرب، وزيارة سرب مقاتلات حربية. 

وشدّد قائد سلاح الجو الإسرائيلي على "حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال". وقال إنّ "الهجوم في اليمن كان موجّهاً لكل الشرق الأوسط"، معتبراً أنّ "المسؤولية الملقاة على عاتق سلاح الجو لتنفيذ جميع الخطط العملياتية كاملة، وستكون هنا قبضة قاضية وساحقة". وأضاف: "نحن مستعدون للحرب، وإذا اندلعت حرب في الشمال ومع إيران يمكننا التعامل معها، وقادرون على توجيه ضربة ساحقة للعدو ولدينا مفاجآت".

وفي السياق نفسه، افادت هيئة البث الإسرائيلية ان "الجيش أبلغ القيادة السياسية اكتمال الاستعدادات لمناورة برية كبيرة في لبنان". وقالت إن "الجيش يعدّ قبل المناورة البرية في لبنان لتنفيذ عمليات جوية قوية".

أما ميدانياً، فأبرز الوقائع تمثلت أمس في تنفيذ مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة أطراف بلدة كفرشوبا، كما استهدف الطيران الإسرائيلي المسيّر محيط جبانة بلدة رب ثلاثين، متسبباً بسقوط قتيل وعدد من الجرحى. وطاول القصف المدفعي والفوسفوري الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل وتحديداً على أحياء الدباكة، الجديدة، باب الشقاع وسجل اندلاع حرائق عدة، فيما كانت النيران مشتعلة في الأحراج والمنازل في مستوطنة المنارة قبالة البلدة. واستهدفت غارة اسرائيلية بلدة شيحين مساء الاربعاء كما قصفت المدفعية بلدتي رميش وبيت ليف، كذلك خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت في أجواء البلدات الجنوبية كافة ملقياً عدداً من البالونات الحرارية. وقرابة الرابعة والربع من عصر اليوم سجل تحليق لمقاتلتين حربيتين إسرائيليتين من نوع أف 16 على علوّ منخفض جداً في اجواء بلدة عيتا الشعب، حيث عمدتا إلى القاء البالونات الحرارية خلفهما. بعدها، سجل قصف مدفعي معاد طاول عدداً من احياء البلدة ومنزلاً.

في المقابل، اعلن "حزب الله" أنه شن هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مربض المدفعية التابع للكتيبة 411 في نافه زيف التابع للواء النار 288 مستهدفة نقاط تموضع واستقرار ضباطه وجنوده واصابت أهدافها بدقة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، كما استهدف مبنىً يستخدمه الجنود في مستوطنة المنارة ومبانٍ يستخدمها الجنود في شتولا والتجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا وموقع حانيتا. وأعلن أن مقاتليه في وحدات الدفاع الجوي اطلقوا صواريخ مضادة على الطائرات الإسرائيلية داخل الاجواء اللبنانية في منطقة الجنوب "ما أجبرها على التراجع والانسحاب الى خلف الحدود‏ اللبنانية مع فلسطين المحتلة". 

في الداخل 
في المشهد الداخلي يسود جمود متمادٍ وسط مراوحة وانعدام أي افق في الازمة الرئاسية التي لم يبق من معالمها سوى تبادل الحملات الإعلامية. وأمس انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إفصاح الرئيس نبيه بري عن مكنوناته كلها دفعة واحدة، بطرحه ثلاثية جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية: "تشاور فتوافق فانتخاب" وهذا يعني بوضوح تام تطيير الانتخابات الرئاسية بشكل عملي وفعلي وجعلها خطوة شكلية بعد التشاور والتوافق". 

وقال جعجع "إن هذا المنطق يشكل ضرباً كاملاً للدستور الذي ينص في مواده كلها التي تعنى بالانتخابات الرئاسية على الانتخابات فقط لا غير. كما أن معادلة الرئيس بري الجديدة تحوّل المجلس النيابي إلى "لويا جيرغا" بدلاً من أن يكون مجلساً ينبض بالحياة وتجري الأمور فيه كما ينص الدستور وكما تجري في سائر برلمانات الكرة الارضية. وفي الأحوال كافة، تذكرنا ثلاثية الرئيس بري الجديدة بالثلاثية القديمة "جيش وشعب ومقاومة"، والتي أدت إلى مصادرة دور الجيش الذي وحده يدافع عن لبنان، وأدت إلى تهجير الشعب الذي يعاني الأمرين من تغييب الدور الفعلي للدولة".

بدوره دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل "كل اللبنانيين الأحرار الذين يؤمنون بسيادة لبنان وقراره الحرّ أن يتوحدوا وأن نضع جانباً كل الاعتبارات الشخصية والحزبية والانتخابية والزعاماتية، فنحن بأمس الحاجة الى توحيد كل الجهود من كل الطوائف لخوض معركة انقاذ لبنان التي لا تحصل من منطلقات طائفية". وجاء ذلك بعد استقبال الجميّل للمرة الأولى منذ مدة طويلة النائب السابق فارس سعيد في بكفيا. وأكد الجميّل "التفاهم مع سعيد ومجموعة كبيرة من القوى السياسية والشخصيات على خطورة الواقع الحالي، معتبراً أن الأولوية هي لإنقاذ لبنان ومبدياً تخوفه من التطورات في المنطقة والاحتمالات بأن تتدهور الأمور خارج السيطرة، فيدفع لبنان واللبنانيون وأهل الجنوب وكل المناطق اللبنانية الثمن مرة جديدة لمغامرة لا تهدف سوى لخدمة مصالح إيران في المنطقة. 

وأوضح سعيد "أن حزب الله يريد أن يؤمن مصلحة إيران في المنطقة، ومن عليه تأمين مصلحة لبنان هم المؤتمنون عليه وهؤلاء عليهم تحديد المصلحة اللبنانية وأهمها انقاذ لبنان من عين العاصفة والمغامرات القادمة ووضع يد إيران وذلك بتأمين مصلحته ومصلحة اللبنانيين التي يجب أن نكون جميعاً مؤتمنين عليها، متمنياً أن يتم مع النائب الجميّل وكل الأطراف الأخرى من كل الطوائف تشكيل نصاب سياسي عريض يأخذ على عاتقه الحفاظ على مصلحة لبنان التي يجب أن تكون أمانة في أعناقنا كلبنانيين لا سيما في أعناق الأحزاب العريقة التي دفعت في العام 1982 ثمناً كبيراً لإنقاذ لبنان كما في العام 2006 وهذا الأمر مطلوب مجدداً منها اليوم".

 

 

 

 "الأخبار":

مع الانصراف إلى متابعة ملف الجنوب بوصفه أولوية عسكرية، لا يزال ملف الرئاسة أولوية أميركية مع الإصرار على إبلاغ المعنيين، في الداخل والخارج، بأن الرئاسة مفصولة كلياً عن الجنوب ولا أثمان تُقدم ربطاً بتسوية على الجبهة

بين الاستعداد لانتهاء مرحلة أميركية والانتقال إلى فترة رئاسية أخرى، تكثر الرهانات على احتمالات المساومات بين عهد يتحضّر للمغادرة وعهد جديد بدأ إعداد ملفات الأعوام الأربعة المقبلة. لكن ثمّة مراكز قرار ودوائر نقاش واستراتيجيات تبقى فاعلة في رسم مسار الملفات الأميركية الخارجية، ومنها ما يتعلق بلبنان.لا ينفك حزب الله يتحدّث عن فصل مسار الرئاسة عن وضع الجنوب الذي يربط وقف النار فيه بوقف الحرب في غزة، ويؤكد انعدام العلاقة بين الملفين. لكن هذه التأكيدات لا تؤخذ أميركياً إلا من باب الحيطة والحذر اللذين يمارسهما الحزب في مرحلة عسكرية، وانتظاراً لجلاء المسار الإقليمي، سواء في الاتصالات مع إيران، أو في ما تريده الأخيرة من مساومات حول ملفات المنطقة، والرهان على أنها ستنجح في ما تريده. وهذا يعني أن الحزب في تأكيده على الفصل، إنما يتوقع أثماناً على طريق ما تحصّله إيران من مكاسب وما يحققه هو بنفسه من جراء صراعه مع إسرائيل. ومن هذه المكاسب رئاسة الجمهورية في الدرجة الأولى، ولا سيما أنه يخوض منذ سنتين معركة تثبيت أحقية مرشحه وحده في مواجهة القوى السياسية الأخرى.

لواشنطن وجهة نظر أخرى، هي السائدة حتى الآن في الإدارة الحالية ولدى من يتحضّر لاحتمال دخول البيت الأبيض. وهذا ما تبلّغه في الفترة الأخيرة أكثر من طرف معني في لبنان والمنطقة وعواصم أوروبية: بقدر ما أن واشنطن تعمل على منع توسع الحرب إلى لبنان وبقدر ما هي معنية بأن تشمله تسوية تتفادى بموجبها التحذيرات الإسرائيلية، والتوصل إلى وقف النار فيه، فإنها غير معنية في المقابل بأي ثمن يتعلق برئاسة الجمهورية. وهذا ما تبلّغته إيران كذلك بوضوح عبر الاتصالات القائمة بوتيرة مدروسة. ما تقوله واشنطن هو أنه من الطبيعي أن تمارس إيران، ومعها حزب الله، سياسة الرهان على قبض الأثمان نتيجة تسويات يمكن أن تنتج عن مرحلة وقف النار في غزة ومعها لبنان. لكنّ هناك إصراراً أميركياً على عدم تحويل رئاسة الجمهورية إلى بند للتفاوض. هذا الكلام سبقت الإشارة إليه مع عملية التفاوض حول الترسيم البحري، ولم يقبض الحزب أو إيران ثمنه في الرئاسة. وهذا ما سيحصل مرة أخرى، وليس موضع جدل. لذا كان إصرار الأميركيين على توجيه الرسائل إلى القوى السياسية كافة بالذهاب إلى انتخابات محلية، والحرص على الإبلاغ بأن لا مرشح مفضّلاً لديها رغم كل التسريبات التي تتعلق بشخصيات مدنية أو عسكرية. ولأن قرار فصل ملفَّي الرئاسة عن الجنوب أو عن غيره قائم ولن يتبدل، جرى التبليغ كذلك بأن لا مجال للمساومة حول الرئاسة من ضمن سلة متكاملة تتعلق بالحكومة أو التعيينات، بمعنى فصل الرئاسة كلياً عن كل ما عداها من ترتيبات داخلية لبنانية تنضج ظروفها بحسب الأطر الداخلية وليس بفعل ترتيبات إقليمية.

وفق هذه الخلفية، يصبح من الطبيعي التعاطي مع أداء دول عربية منكفئة، ولا سيما السعودية التي تصر دوائر فيها أمام سائليها على ترداد الالتزام بسياسة الابتعاد عن مقاربة ملف الرئاسة وحتى خوض معركة من يحتسب على الأطراف المؤيدة لها. وهذا يقلل بالنسبة إليها مشاكل الصدام مع أي من القوى المؤثّرة إقليمياً أو دولياً، على اعتبار أن هذا الملف ممسوك أميركياً، وتالياً هي منصرفة عنه كلياً، مع الاعتراف بأن عدم تنازل واشنطن عنه يثير ارتياحاً لديها، من دون أن تخوض معركته. ومن هنا يفهم كذلك الاطمئنان الذي يبديه حلفاء لواشنطن والرياض في لبنان إزاء ما يمكن أن ينتج من تسويات تتعلق بالوضع الجنوبي وعدم استثمارها في الرئاسة. وهي تتصرف داخلياً ورئاسياً على أساس ما يصل إليها من مواقف أميركية، مهما كان الاتجاه الذي سيسلكه وضع غزة ومعه الجنوب، ولا تظهر تالياً أنها مستعدة لتقديم أي تنازلات في ما يتعلق بالاتجاهات الرئاسية. لا بل إنها تضاعف ضغطها الداخلي وكأن لا تبعات محتملة لتطورات الجنوب.

هذا كله لا يعني أن حزب الله الذي يتصرف على أنه يفصل ملف الجنوب عن الرئاسة يستكين أو يسلّم تحت وطأة الضغط الأميركي. ما يفهمه الأميركيون أن صمت الحزب المتمادي في ملف الرئاسة هو نتيجة عدم وجود سياسة نهائية تتعلق بخريطة طريق الرئاسة، في انتظار أن تتكشف كل أوراق التفاوض الإقليمي مع إيران وغيرها من الدول المعنية بأزمة لبنان، ما يعطيه مزيداً من الوقت قبل أن تتضح طبيعة الإدارة الأميركية الجديدة ورؤيتها. وما تريده واشنطن من لبنان، وبينهما مسار الحرب في الجنوب، علّه يتمكن أكثر من فرض أسلوبه في المساومة مجدداً على ورقة الرئاسة. وحتى الآن الموقف الأميركي يناقض ذلك كلياً، ويفترض أن الحزب يعرف ذلك.

 

 

 

 "الجمهورية":

إتجهت الانظار أمس الى واشنطن حيث التقى الرئيس الاميركي جو بايدن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، غَداة خطابه امام الكونغرس لترقّب ما سيكون عليه الموقف الاميركي من التهديد الاسرائيلي بتوسيع الحرب في اتجاه لبنان والاستمرار في تعطيل الاتفاق على وقف النار في غزة. وكذلك اتجهت الانظار الى باريس حيث ستفتتح دورة ألعاب الاولمبياد التي ستعقد لقاءات على هامشها ينتظر ان تتناول الاوضاع في الشرق الاوسط وخصوصاً في لبنان وقطاع غزة، إذ تشارك في المناسبة نحو 120 دولة على مستويات رئاسية وما دون.

وقد وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى باريس امس لتميثل لبنان في الاحتفال بافتتاح الاولمبياد في العاصمة الفرنسية، والتي سيشارك فيه رؤساء وممثلون لـ 120 دولة حول العالم.

وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وعدداً من رؤساء الدول ونظرائه العرب والاجانب، وسيكون الوضع في لبنان وسبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية عليه بإجبار اسرائيل على التزام القرار الدولي 1701 أبرز مواضع البحث في هذه اللقاءات، خصوصاً في ظل التهديد الاسرائيلي بشن حرب واسعة النطاق على لبنان.

مستقبل الوضع

وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انّ ما سيكون عليه مستقبل الوضع في غزة والجنوب سيتبلور بعد عودة نتنياهو من واشنطن، ومعرفة نتائج محادثاته مع المسؤولين الاميركيين.

وقد استقبل بايدن نتنياهو في البيت الأبيض لأكثر من ساعة. وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الأميركي على دعمه لإسرائيل على مدى 50 عاماً. وقال نتنياهو لبايدن في المكتب البيضاوي: «من يهودي صهيوني إلى إيرلندي أميركي صهيوني، شكراً على 50 عاماً من الخدمة والدعم لدولة إسرائيل». واضاف: «أود ان اشكرك على خمسين عاما في الخدمة العامة وخمسين عاما من دعم دولة اسرائيل، وإنني أتطلّع الى إجراء محادثات معك اليوم والعمل معك في الأشهر المقبلة».

وصرّح مستشار اتصالات الامن القومي جون كيربي أن من بين القضايا الرئيسية المُدرجة على جدول أعمال نتنياهو وبايدن، المناقشات حول صفقة الرهائن التي لا تزال قيد التفاوض. وأضاف: «نحن نعتقد أننا اقتربنا، ونعتقد أنه يمكن تضييق الفجوات... نعتقد أنه من المُلحّ للغاية إعادة هؤلاء الرهائن إلى ديارهم مع عائلاتهم التي ينتمون إليها، ووضع وقف إطلاق النار موضع التنفيذ حتى نتمكن من العمل على وقف الأعمال العدائية هناك في غزة».

وبعد الاجتماع، التقى بايدن ونتنياهو عائلات بعض هؤلاء الاسرى الاميركيين لدى حركة حماس، وأكد بايدن التزام ادارته «إعادة أحبائهم إلى الوطن والتوصّل إلى وقف لإطلاق النار».

وكان «البيت الابيض» قد اعلن قبل اللقاء أن بايدن سيبلغ الى نتنياهو الحاجة للتوصّل الى وقف لإطلاق النار «قريباً» في غزة. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي: «نعتقد أننا نستطيع التوصل الى اتفاق، لكن هذا الامر سيتطلب، كما دائماً، بعض القيادة وبعض التسوية وجهداً لتحقيق ذلك. سيكرر الرئيس لرئيس الوزراء نتنياهو حاجتنا الى بلوغ ذلك، وحاجتنا الى بلوغه قريباً».

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، امس، الى أن «الوزراء الاسرائيليين اطلعوا من مكتب رئيس الوزراء على وجود تقدم في المفاوضات بشأن الصفقة». وتابعت: «لا يزال يتعين وضع التفاصيل النهائية في صيغتها النهائية».

ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة على المفاوضات انه «من المتوقع حدوث تطور في المحادثات بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، والذي سيسمح بعد ذلك بمغادرة الوفد المفاوض». ولفتت المصادر الى «انّ استمرار المحادثات لا يزال يعتمد على الضوء الأخضر الذي قدّمه رئيس الوزراء نتنياهو». وأكدت أنّ «نتنياهو يريد الحصول على ضوء أخضر من بايدن للتحرك في لبنان إذا لم تنجح الاتصالات الدبلوماسية».

الى ذلك، قالت «واشنطن بوست» ان البيت الأبيض يحاول الضغط على نتنياهو لقبول شروط وقف إطلاق النار في غزة. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار، قولهم إن «الجيش الإسرائيلي أكمل كافة الاستعدادات لعملية برية كبيرة محتملة في لبنان». وأشارت إلى أن «الجيش سيقوم بتنفيذ عمليات جوية قبل المناورة، وذلك في وقت يتزايد فيه التوتر بين «حزب الله» وإسرائيل».

الى ذلك وغَداة نشر «حزب الله» الفيديو الثالث لـ»الهدهد»، والذي عرض لقطات جوية لقاعدة «رامات دافيد» في الشمال الإسرائيلي، التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، أمس عدداً من القادة الإسرائيليين في هذه القاعدة، وتم عرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، وتقديم لمحة عامة عن أنشطة القوات الجوية في الحرب، وزيارة سرب مقاتلات حربية.

وشدّد بار على «حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال». وقال إنّ «الهجوم في اليمن كان موجّهاً الى كل الشرق الأوسط»، معتبراً أنّ «المسؤولية المُلقاة على عاتق سلاح الجو لتنفيذ كل الخطط العملياتية كاملة، وستكون هنا قبضة قاضية وساحقة بمقدار المستطاع في مواجهة عدو نعرفه ونعلم به، وستكون هناك مفاجآت». وأضاف: «نحن مستعدون للحرب، وإذا اندلعت حرب في الشمال ومع إيران يمكننا التعامل معها، وقادرون على توجيه ضربة ساحقة للعدو ولدينا مفاجآت».

الجنوب

ميدانياً، عادت السخونة الى قرى الجنوب الحدودية بعد تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية ورَد المقاومة عليها، وأغار الطيران الاسرائيلي المسيّر على محيط جبانة بلدة رُب ثلاثين، متسبباً بسقوط جرحى وشهيد هو عبدالله محمد فقيه الذي نعته «المقاومة الاسلامية» لاحقاً «شهيداً على طريق القدس».

وردت المقاومة على هذا ‏الاعتداء والاغتيال بهجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مربض المدفعية ‏التابع للكتيبة 411 في «نافيه زيف» التابع «للواء النار 288»، مُستهدفة نقاط تموضع واستقرار ضباطه ‏وجنوده، «وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة».‏

وكانت اطراف بلدات: الضهيرة، علما الشعب، الناقورة، قبريخا، كفرشوبا، شيحين، عيترون قد تعرضت لقصف مدفعي أشعلَ بعض الحرائق التي أخمدها الدفاع المدني. وطالَ القصف المدفعي والفوسفوري المتقطع الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، وتحديداً أحياء (الدباكة، الجديدة، باب الشقاع)، وسجل اندلاع حرائق عدة ولم تقع اصابات. كذلك استهدف خلة وردة في عيتا الشعب. وخلال عمليات إخماد الحرائق عند الاطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، تعرض محيط مكان عمل فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة والهيئة الصحية للاستهداف بقذيفة مدفعية عيار ١٥٥، كما أطلقت القوات الاسرائيلية قذيفة فوسفورية باتجاههم لإعاقة عملهم، من دون وقوع اصابات.

وبعد الظهر، سجّل قصف مدفعي لأطراف بلدة الناقورة وكفرشوبا وكفرحمام وحانين. فيما أغار الطيرن الحربي عصراً على عيتا الشعب وعيترون، ومنطقة الجوار في مدينة بنت جبيل.

وردت «المقاومة الاسلامية» بقصف مَبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة «المنارة»، وكذلك عدة مبانٍ يستخدمونها في شتولا»، وموقعي «بركة ريشا» و»حانيتا». كذلك قصفت موقع المالكية عند دخول آليات عسكرية اليه.‏ فيما اطلقت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة صواريخ مضادة للطائرات على الطائرات الحربية داخل الاجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، ممّا أجبرها على التراجع والانسحاب الى خلف الحدود‏ مع فلسطين المحتلة».

ورداً على ‌‌‌‏‌‌‏محاولة العدو الإسرائيلي إحراق حرش الراهب باستخدام المَنجَنيق، استهدفت «المقاومة الإسلامية» انتشارا للجنود في حرش عداثر بالأسلحة الصاروخية، وقصفت موقعي الرمثا والسماقة في ‏تلال كفرشوبا.‏

وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تمدد النيران في مستوطنة المنارة عقب إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان حيث تضرر 12 منزلاً. فيما اشارت قناة 12 العبرية الى حصول أضرار في مستوطنة شتولا بعد إطلاق 4 صواريخ من لبنان. واعلنت لاحقاً عن سقوط صاروخين في منطقة سعسع في الجليل. فيما ذكرت وسائل اعلام اخرى انّ حرائق اندلعت في منطقة الجليل الغربي بعد تسلّل عدد من المسيّرات من جنوب لبنان وانفجارها، بعدما فشلت الصواريخ في اعتراضها.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس بلدية كريات شمونة «أفيخاي شتيرن» استياءه من خطاب نتنياهو في واشنطن. وقال: كما حدث في الأشهر العشرة الأخيرة، في هذا الخطاب أيضاً وجدنا أنفسنا على الهامش».

فيما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن مستوطن في كريات شمونة قوله: «لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقول انه أقوى جيش في الشرق الأوسط ولم يتمكن بعد 9 أشهر من هزيمة العدو»..

الحرب الثالثة ممنوعة

وفي سياق متصل حذّر نائب رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي سابقاً، عران عتسيون، أمس من توسيع الحرب مع «حزب الله»، قائلاً إنّه «ممنوع على إسرائيل الوصول إلى حرب لبنان الثالثة».

وقال عتسيون في مُقابلة مع «القناة 13» انّ «الاتفاق الذي سيحقق وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزّة، سيحقق وقفاً لإطلاق النار أيضاً في الشمال». ورأى أنّ «إسرائيل و»حزب الله» لا يريدان حرباً شاملة»، على رغم من أنّهما «كانا في مراحل معيّنة قريبين من تصعيد شامل سيبدو مختلفاً تماماً». وأوضح أنّ «الوضع فيه نوع من تناقض يصعب شرحه قليلاً، فالطرفين لا يريدان التصعيد، لكن طوال الوقت هناك تصعيد يتطوّر بنحوٍ غير مسيطر عليه تماماً، ويتجسّد، من بين جملة أمور، بتوسيع «حزب الله» المَديات وبإدخال التسليحات الدقيقة، وباستهداف أهداف جديدة، فيما يقول إنّه سيُدخل إلى سلّة أهدافه بنى تحتيّة استراتيجية في خليج حيفا، حيث يوجد بنى تحتية للطاقة ومواقع أخرى من هذا النوع كان يتجنّبها حتى اليوم».

وعقّبت «القناة 13» الإسرائيلية على هذا الأمر قائلةً إنّ «التوسيع واضح منذ بداية القتال»، وإنّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله كان «يقول بعد وبعد وبعد وبعد»، وفي كلّ مرّة يصل إلى «بعد» التالية، و»ينفّذ كلامه».

اليونيفيل

الى ذلك أكد الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي في تصريح له امس أنّ «التصعيد مستمر، وتبادل إطلاق النار لم يتوقف، والناس يقتلون، والدمار مُمتد على كلا الجانبين». وقال: «إننا نحذر من خطر حدوث خطأ في التقدير»، لافتا إلى أنه «لا يزال هناك مجال للحل السياسي».

 

 

 

"الديار":

في محاولة يائسة لرفع معنويات جنود وضباط سلاح الطيران ومستوطني الشمال، زار قائد سلاح الجو الاسرائيلي الجنرال تومر بار قاعدة «رامات دافيد» بعد يوم واحد على نشر حزب الله الفيديو الثالث لـ «الهدهد» والذي عرض لقطات جوية للقاعدة. بار التقى عدداً من القادة الإسرائيليين والقوات المنتشرة هناك وعرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، واعلن الجهوزية للحرب الشاملة وتوعد «بمفاجآت»! هذه الزيارة البائسة بمدلولاتها لن تعيد الثقة للاسرائيليين الذين باتوا على قناعة بان ثمة خللا كبيرا في منظومة الدفاع الجوي غير القادرة على حمايتهم وحماية المنشآت الحساسة والاستراتيجية، تصريحات خاوية تشبه الكلمات الفارغة التي نطق بها قبل ساعات نتانياهو امام الكونغرس، وسط تسريبات اسرائيلية تهويلية بانه حصل على «ضوء اخضر» للحرب على لبنان.

الاجواء «ضبابية»

في هذا الوقت، لا تزال الاجواء ضبابية على الجبهة الجنوبية وفي غزة، ولا شيء واضح حتى الان حيال احتمالات الوصول الى وقف للحرب على غزة، كمقدمة للتهدئة على جميع جبهات المساندة، او عدمه. من استمع الى رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو امام الكونغرس الاميركي يخلص الى انه لا امل في الوصول الى «الصفقة» الآن، وهو امر عبرت عنه «كتلة الوفاء للمقاومة» بالامس عندما دعت الى عدم الغرق كثيرا في التفاؤل، وقالت انه «ينبغي أن تبقى واقعية من دون مبالغات». وفي السياق نفسه، من تابع تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد من موسكو وتوقعه حصول تصعيد في المنطقة، يدرك ان الامور معقدة ولا تتجه الى الحل. وعلى وقع استكمال بعض الدول الغربية خططا لوجستية لاجلاء رعاياها من لبنان في حال اندلاع حرب واسعة، تبقى محسومة برأي الكثير من المراقبين، لكن توقيتها لم يحدد بعد!...

احتمالات التهدئة والتصعيد متساوية!

علمت «الديار» ان دبلوماسي غربي ابلغ مسؤولين لبنانيين بان الاحتمالات لا تزال متساوية بين التصعيد والتهدئة، وانه يجب عدم الاستعجال في الاستنتاج، والانتظار ريثما تنتهي زيارة نتانياهو الى واشنطن، حيث تحاول الادارة الاميركية فرض نوع من «الستاتيكو» المنخفض الوتيرة في المنطقة، ريثما تحصل الانتخابات الرئاسية، وبعدها يمكن الحسم النهائي للملفات، وتشمل «خارطة الطريق» لتنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق حول غزة وتمديد التفاوض على المرحلة الثانية حتى تشرين الثاني، وهذا يضمن وقفا للنار، يشمل الجبهة في جنوب لبنان، والحفاظ على الاسرى الاسرائيليين احياء، وبعدها يمكن التفرغ «لليوم التالي» في غزة وجميع الجبهات.

ترامب «والضوء الاخضر»

وقد كشفت مصادر اسرائيلية عبر صحيفة «يديعوت احرنوت» ان هذه الخطة ترضي نتانياهو الذي يراهن اصلا على عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الابيض، ويأمل بان يمنحه «الضوء الاخضر» حينئذ لشن حرب على حزب الله الذي بات يشكل خطرا «وجوديا» على اسرائيل، علما ان ثمة من طلب منه الحذر ازاء ترامب الذي يميل الى عقد الصفقات لا الحروب، وقد يجد على «الطاولة» صفقة مربحة مع طهران!

«الصفقة» في شهر آب؟

وفيما بحث نتنياهو مع بايدن امس التطورات على الجبهة الشمالية، اشارت صحيفة «معاريف» الى ان البيت الابيض يضغط بشدة على نتانياهو للمضي بالصفقة مع حركة حماس. في المقابل نقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن مصادر مطلعة تاكيدها ان تفاصيل الصفقة بين إسرائيل ودول الوساطة وحماس باتت جاهزة ومتفقا عليها، بما في ذلك حل العقبات الأمنية التي قد تظهر عند الانسحاب من محور فيلادلفيا وإعادة سكان القطاع إلى الشمال، اما إعلان نتانياهو عن الصفقة والبدء بتنفيذها فمرتبط بالتوقيت السياسي المناسب له. ولفتت الى ان المستوى السياسي، الائتلاف والمعارضة، على قناعة بأن وجهة نتنياهو تتجه الى عقد الصفقة، التي ستبدأ في آب وستمتد حتى بداية ولاية ترامب، وعندئذ بحسب احد نواب الكنيست من «الليكود»سيكون من الأسهل البدء في المهمة في الشمال ضد حزب الله وأمام إيران. ووفقا للمصدر نفسه، فان عطلة الكنيست الصيفية قد تساعد نتنياهو على البدء في الصفقة، وحينئذ سيتمكن من تجاوز تهديدات سموتريتش وبن غفير، بإسقاط الحكومة في حالة عقد الصفقة. فنتنياهو يتهيأ لدخول ترامب إلى البيت الأبيض ، ويمكن القول إن أحد أهداف زيارته للولايات المتحدة هو عقد مصالحة مع المرشح للرئاسة.

الحذر من ترامب

في المقابل، حذرت «اسرائيل اليوم» من المبالغة في الرهان على ترامب ونائبه، ولفتت الى انه وفانس سيدعمان «اسرائيل» بقلب كامل رغم الازمة في العلاقات. لكن إذا ما أضعف ترامب الصلة بالناتو وبتايوان ولم يسعَ إلى إقامة الحلف الإسرائيلي – السعودي – الأميركي لميله الى تقليص وجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فسيكون لهذا تأثير سيئ في قدرة الجيش الإسرائيلي على ردع دول «معادية» وشن الحروب.

الحرب قريبة ؟!

وفي سياق، التهويل الاسرائيلي المستمر، اشار ضابط مخابرات في احتياط حرس الحدود ان خطاب نتنياهو في الولايات المتحدة منح «اسرائيل» الضوء الأخضر لعمليّة أمنية في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، وفي مقابلة للقناة 12 قال: على حدّ علمي، نتنياهو اكتسب الشرعية الكاملة في الولايات المتحدة للحرب في لبنان. ويوم هبوطه في «إسرائيل» سيذهب إلى مقرّ قيادة عمليات الجيش ومن هناك سيبدأ الحرب على لبنان. من جهتها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو يريد الحصول على ضوء أخضر من بايدن للتحرك في لبنان إذا لم تنجح الاتصالات الدبلوماسية.

تحذيرات «اليونيفيل»

في هذا الوقت، يقبع لبنان في حال من الشلل مترقبا نتائج ما يحصل في العالم والمنطقة، حيث يتضائل الامل في حصول انفراجة رئاسية، وتستمر المقاومة في رفع مستوى الردع جنوبا حيث تستمر «المسيرات» في ضرب منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلي، وقد حذر الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي من ان التصعيد مستمر جنوبا وتبادل إطلاق النار لم يتوقف والناس يقتلون والدمار ممتد على كلا الجانبين وحذر من خطر حدوث خطأ في التقدير لكنه اكد انه لا يزال هناك مجال للحل السياسي.

«خارطة طريق» لبنانية؟

وفي هذا السياق، تتحضر الحكومة «لليوم التالي» للحرب من خلال اعداد مسودة متفق عليها مع حزب الله لتامين استقرار طويل الامد جنوبا، ويجري العمل حاليا للتوصل الى صياغات نهائية وتفصيلية لوجهة النظر اللبنانية التي ستكون على «الطاولة» للنقاش مع الاميركيين حين تتوقف الحرب في غزة. وتحضيرا لهذه المرحلة، بدات قيادة الجيش العمل على التحضير لوجستيا لتعزيز الانتشارجنوب الليطاني. ووفقا للمعلومات، تحصل نقاشات مع جنرالات فرنسيين وايطاليين حيال عملية تطويع 6 الاف عسكري يفترض ان ينتشروا في المنطقة، والبحث جار عن تمويل يبلغ نحو مليون دولار.

تهديدات ومحاولات يائسة

وفيما اعلن جيش العدو القيادة السياسية اكتمال الاستعدادات لمناورة برية كبيرة في لبنان تزامنا مع تنفيذ عمليات جوية قوية، وبعد يوم على نشر المقاومة الفيديو الثالث لـ «الهدهد» والذي عرض لقطات جوية لقاعدة «رامات دافيد» في شمال فلسطين المحتلة، حاول قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، امس رفع معنويات العاملين في القاعدة، حيث التقى عدداً من القادة الإسرائيليين ، وتم عرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، وتقديم لمحة عامة عن أنشطة القوات الجوية في الحرب، وزيارة سرب مقاتلات حربية. وشدّد قائد سلاح الجو الإسرائيلي على «حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال، وقال إنّ «الهجوم في اليمن كان موجّهاً لكل الشرق الأوسط»، معتبراً أنّ «المسؤولية الملقاة على عاتق سلاح الجو لتنفيذ جميع الخطط العملياتية كاملة، وستكون هنا قبضة قاضية وساحقة، وفي تهديد لرفع المعنويات قال «نحن مستعدون للحرب، وإذا اندلعت حرب في الشمال ومع إيران يمكننا التعامل معها، وقادرون على توجيه ضربة ساحقة للعدو ولدينا مفاجآت؟!.

تداعيات «الهدهد3»

في هذا الوقت، استمرت تداعيات «الهدهد 3» واثارت عاصفةً في «إسرائيل»، بعد ان وثق حزب الله للمرّة الثالثة اختراقه الدفاعات الجويّة لجيش الاحتلال التي بدت عاجزة عن رصد المُسيّرات التي يقوم الحزب بإرسالها إلى الداخل والعمق في الكيان. وقد اكد مصدر امني اسرائيلي لمجلة «تايمز اوف اسرائيل» ان مشاهد «رمات دايفد» تؤكد ان أنظمة الدفاع الجويّ لم تكتشفها، والامر الخطر لان القاعدة الجوية تضم ثلاثة أسراب من الطائرات المقاتلة من طراز (إف16) وسربًا من المسيّرات، وسربا من طائرات الهليكوبتر S565 Panther المستخدمة في المهام البحرية. ويبدو أنّ سلاح الجو الإسرائيلي لم ينجح في تغيير الواقع بعد ان نشر أنظمة دفاع جوي جديدة للدفاع عن نقاط محددة، وهي ليست فعالة في تغطية مناطق واسعة. وقال مسؤولون في سلاح الجوّ الإسرائيليّ إنّ الجزء الأكثر تحديًا في مواجهة مسيّرات حزب الله هو التعرف إليها في المقام الأول.

فشل المنظومة الاسرائيلية

بدوره اشار موقع»بلومبرغ» الاميركي، إلى أن أفضل الدفاعات الجوية في العالم التي تفخر «اسرائيل» بامتلاكها، والتي تتضمّن أنظمةً تبلغ قيمتها مليار دولار، فشلت في الاختبار امام حزب الله والقوات المسلحة اليمنية. وقد اثبتت المسيرات فعّاليتها في التهرّب من دفاعات جوية عالية التقنية، من الصواريخ والقذائف.

الاضرار كبيرة

وقد تمكن حزب الله بالفعل من إلحاق اضرار كبيرة في المستوطنات وإيقاع عشرات القتلى في الشمال باستخدام طائرات متفجرة من دون طيار. كما سلّط هجوم القوات المسلحة اليمنية على تل أبيب، بطائرة من دون طيار، والذي لم يطلق على أثره أي إنذارات تحذيرية، الضوء على ضعف «إسرائيل» في مواجهة هذه الطائرات. واكدت «بلومبرغ» ان الجيش الاسرائيلي اقر بان دفاعاته الجوية، بما في ذلك القبة الحديدية، يمكن التغلّب عليها إذا تمّ إطلاق عدد كبير من القذائف في وقت واحد، في ظل توقعات أن يتمكّن حزب الله من إطلاق نحو 3000 صاروخ وقذيفة يومياً خلال الحرب، وهو ما يتجاوز بكثير قدرة الأنظمة المصمّمة لاعتراضها.

هجمات المسيرات تتواصل

ميدانيا، شن حزب الله هجمات بمسيرات انقضاضية على مربض المدفعية التابع للكتيبة 411 في «نافيه زيف» التابع للواء النار 288مستهدفة نقاط تموضع واستقرار ضباطه ردا على استهداف بلدة رب ثلاثين. ورداً على ‏‏‌‌‌‏‌‌‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً الاعتداء الذي استهدف بلدة ‏كفرحمام، استهدفت المقاومة مبنًى يستخدمه جنود ‏العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة.‏ ايضا، استهدفت المقاومة «مباني يستخدمها جنود العدو في شتولا». كما جرى استهداف التجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وأصابتها إصابةً مباشرة ما أدى الى تدميرها، وموقع حانيتا بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة. وأطلق مجاهدو ‏‏‌‏المقاومة الإسلامية في وحدات الدفاع الجوي صواريخ مضادة للطائرات على طائرات العدو الحربية داخل الاجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، مما أجبرها على التراجع والانسحاب الى خلف الحدود‏ اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وأشارت المقاومة الى انه بعد ‏مراقبة ومتابعة لحركة العدو في موقع المالكية، وعند رصد دخول آليات عسكرية الى الموقع، ‏تم استهدافها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية واصيبت ‏إصابة مباشرة.

الاعتداءات الاسرائيلية

في هذا الوقت شن الطيران المعادي غارتين على بلدة عيترون. وقد دوت صفارات الإنذار خمس مرات متتالية خلال دقائق في مستوطنات واسعة في شمال «إسرائيل» خشية هجوم بمسيّرات. كما تعرضت بلدتا حانين وعيتا الشعب لقصف مدفعي، كما قصفت مدفعية العدو أطراف بلدة كفرشوبا مانعة عناصر الدفاع المدني من اهماد الحريق الذي أشعله القصف على المنطقة فجر امس. ونفذت مسيرة اسرائيلية قرابة العاشرة والنصف صباحا غارة بصاروخ موجه مستهدفة اطراف بلدة كفرشوبا. وتعرضت منطقة النقعة عند أطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي، مما أدى إلى اندلاع حرائق في المنطقة. واغار الطـيران الاسرائيلي المسير على محيط جبانة بلدة رب ثلاثين، متسببا بسقوط شهيد وعدد من الجرحى. واستهدف القصف المدفعي والفوسفوري المتقطع الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل وتحديداً احياء (الدباكة، الجديدة، باب الشقاع)، وسجل اندلاع حرائق عديدة بفعل الاستهدافات المعادية، فيما كانت االنيران مشتعلة في الاحراج والمنازل في مستعمرة المنارة قبالة البلدة. كذلك خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت في أجواء البلدات الجنوبية كافة ملقيا عددا من البالونات الحرارية.

‏تصنيفات اقتصادية سيئة!

اقتصاديا، تبين المؤشرات الاقتصادية انها لا تزال سيئة، بعدما ابقت وكالة التصنيف العالمية «فيتش» على تصنيف لبنان عند درجة» ار دي»، والذي أطلقته منذ إعلان حكومة الرئيس حسان دياب تعثّر لبنان عن تسديد ديونه لحَملة سندات الـ «يوروبوندز»، لكن الاكثر خطورة براي اوساط اقتصادية، قرارالوكالة وقف إصدار تصنيفات للاقتصاد اللبناني نتيجة غياب الأرقام والمعلومات المالية المطلوبة التي توقفت وزارة المال عن إصدارها في الفترة الأخيرة؟! هذا التطوّر يعكس فقدان لبنان الشفافية المالية المطلوبة في نظر المؤسسات المالية الدولية، بما يمنع عليه الاستدانة من الخارج أكان من الحكومات أو المؤسسات والصناديق المالية العالمية، الأمر الذي يطرح في الموازاة، مصير اتفاق لبنان المأمول مع صندوق النقد الدولي... والإصلاحات في قائمة الأسباب التي لا تزال تعرقل الاتفاق مع صندوق النقد، كونها الشرط الأول الذي طرحه الأخير للمضي في الإقراض. وحتى الآن لم تنطلق الحكومة اللبنانية في إجراء الإصلاحات المطلوبة في الإدارات والمؤسسات العامة. علماً أن السلطتين التشريعية والتنفيذية لم تتوصّلا ، إلى إقرار القوانين المطلوبة من الصندوق، كقانون الـ «كابيتال كونترول» والسريّة المصرفية، وإعادة هيكلة المصارف؟!

 

 

 

 "اللواء":

 قبل أن تتطاير ألاعيب وأكاذيب رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، واستعداداته للقاءات الرئاسية، لا سيما مع الرئيس جو بايدن لطلب السلاح، والتعهد باستمرار الحرب في غزة، ومع جبهات المساندة، كان جيش الاحتلال في الشمال، يستعد لما أسماه مناورة برية، تحاكي معركة جنوب لبنان لإبعاد حزب الله الى مسافة لا تقل عن 10 كلم عن الحدود، ليتمكن سكان المستعمرات من العودة الى منازلهم، واعلن قائد سلاح الجو الاسرائيلي «مستعدون للحرب مع لبنان».

ومن الحدود مع لبنان بعد تفقد قاعدة «رامات ديفيد» قال: «سنواجه العدو (حزب الله) وستكون هناك مفاجآت، مشيراً الى انه اذا اندلعت الحرب مع لبنان، فنحن قادرون لها».

وتحدثت المعلومات الآتية من واشنطن، نقلا عن هيئة البث الاسرائيلية مساء امس ان نتنياهو يريد الحصول على ضوء أخضر من بايدن للتحرك في لبنان، اذا لم تنجح الاتصالات الدبلوماسية.

وفي السياق، قال مستشار الأمن القومي الاميركي جون كيري مساء امس اننا «نعمل على وقف اطلاق الصواريخ، وخفض التصعيد على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية».

وتطرق الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه نتنياهو الى الوضع في جنوب لبنان، من زاوية الابتزاز الاسرائيلي للأميركيين سواء للتزود بالسلاح او للقيام بعملية عسكرية برية، كانت فرقة الشمال ولواء غولاني اجرت امس مناورة حربية للدخول الى لبنان.

وحسب ما هو معلن فإن البيت الأبيض ما يزال على موقفه الرافض لتوسعة الحرب الاقليمية في لبنان.

جبهة الرئاسة

على الجبهة الرئاسية، لم يتوقف السجال بين عين التينة ومعراب، في ضوء استمرار تعطل الاستحقاق الرئاسي وعدم نضوج الطبخة، بانتظار تفاهمات، لا يمكن توافرها من الداخل فقط، بل تحتاج الى تدخلات من قوى اقليمية ودولية صاحبة تأثير على الساحة المحلية.

ونُقل عن الرئيس نبيه بري ان اساس المشكلة الرئاسية داخلي، وحلها جاهز عبر ثلاثية: «تشاور فتوافق فانتخاب» ودون هذه الثلاثية لا مجال لانتخاب رئيس الجمهورية.

وسارع، كالعادة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرد على الرئيس بري، واعتبر ان رئيس المجلس افصح عن مكنوناته كلها دفعة واحدة، بطرحه ثلاثية جديدة لانتخاب رئيس: «نتشاور فنتوافق فانتخاب» وقال: ان معادلة الرئيس بري الجديدة تحوّل المجلس النيابي الى «لويا جيرغا» (اي مجلس تشاور رؤساء القبائل في افغانستان).

ودعا عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور الى «مقاربة الحوار بدل التراشق، والبحث عن المشترك بدل الاشتباكات السياسية المفتوحة في هذه المرحلة»، مؤكدا على اهمية الحوار ليس حول مسألة الرئاسة بل حول الشؤون الوطنية المطروحة.. فنحن في الداخل نتضور جوعاً ونتضور فراغاً ونتضور ازمة اقتصادية وشغور في كل المؤسسات.

الادارة العامة

وظيفياً، طالب تجمع موظفي الادارة العامة الحكومة بالمضي قدماً في مشروع تصحيح رواتب عادل ومنصف للعاملين في القطاع العام. واذا تذرعت الحكومة بعدم القدرة حاليا على تنفيذ المشروع، فلا بدّ من اعطاء مساعدة اضافية، بحيث «لا يقل الحد الادنى للمستحقات عن 100 دولار لموظفي الادارة العامة مع مراعاة الاقدمية والفئات والرتب ورفع التعويضات العائلية 46 ضعفا استناداً الى نسبة التضخم..

وحذر من اي خطوة ظالمة لموظفي الادارة، سواء بتمييز الاسلاك المتشابهة او بتأجيل تنفيذ المطالب.

الوضع الميداني

ميدانياً، وبعد هدوء صباحي، انفجر الوضع، بعد استهداف مسيَّرة اسرائيلية سيارة في رب الثلاثين، ادت الى سقوط شهيد وجرح شخصين، كما استهدف القصف الاسرائيلي اطراف ميس الجبل، واستهدفت مسيَّرة اطراف كفرشوبا في العرقوب.

واستهدف حزب الله، ردا على محاولة العدو احراق حرج الراهب باستخدام المنجنيق، انتشاراً لجنود العدو في حرج عداثر بالاسلحة الصاروخية.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

مشهد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على منبر الكونغرس الأميركي وهو يحاول خداع العالم أجمع بأكاذيبه المعهودة، أثار اشمئزاز الكثيرين بينهم أعضاء في الكونغرس الذين قاطعوا مسرحيته المعروفة الأهداف والتي حاول من خلالها تبييض ساحته السوداء من جهة، وجرّ أميركا وغيرها من الدول الى حلف يستكمل من خلاله حربه على شعوب المنطقة.

وبحسب مصادر متابعة فإن إطلالة نتنياهو من الكونغرس الأميركي شكلت وصمة عار إضافية على جبين الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي حرصها على حرية شعوب العالم.

في السياق ذاته لفت المحلل والباحث الفلسطيني حمزة بشواتي إلى تقديرات سبقت الزيارة كانت تشير إلى أن "الخطاب سوف يترافق مع حضور وأداء مسرحي، وهذا ما لاحظناه"، مشيراً إلى أنه "بدلاً من أن يقوم نتنياهو بمراجعة نقدية، رأينا أنه كان يشير الى "بطولات" جيشه، وشاهدنا من كان يصفق له من أعضاء الكونغرس".

بشواتي وفي حديث لجريدة الأنباء الالكترونية، قال: "كنا نعتقد أن نتنياهو سيعلن أمام الكونغرس أنه سيبدأ بتطبيق خطة الرئيس جو بايدن، بدل إلقاء التحيات له ولكاملا هاريس وترمب، لكن تبين أنه يراهن على الانتخابات الأميركية وانشغال الادارة الاميركية بها كي يعطي نفسه فرصة أكثر بالمماطلة وعدم الذهاب عملياً الى تنفيذ الخطة التي وضعها بايدن من أجل التوصل الى هدنة، وهو راح يتحدث عن استمراره بالحرب حتى النصر"، مستغرباً كيف أن "الإدارة الاميركية تتحدث عن اقتراب الإعلان عن صفقة الهدنة، فيما في الحقيقة لم نشهد ملامح لهذا الاقتراب نحو اتفاق لإنهاء الحرب، بل هناك اعطاء الدعم العسكري والمالي لنتنياهو لإكمال حربه على غزة ومحاولة القضاء على حماس"، لافتاً إلى أن "الخطاب كان محل جدل وانتقاد من جهات غير فلسطينية، فقد حاول نتنياهو أن يلعب لعبة ملك الملوك من خلال الاستمرار بالحرب للبقاء أطول فترة في السلطة، وقد أمضى حتى الآن 11 سنة، فيما بن غوريون استمر 12 سنة، وهو يعمل على إعادة صياغة للتحالف القائم كي يضمن بقاء هذا الإئتلاف أطول فترة ممكنة". 

وبرأي بشواتي "كان ينبغي على الإدارة الأميركية ألا تعطي نتنياهو هذه الفرصة. فكل الكلام عن جهود ووساطات لإنهاء الحرب مجرد دعاية لا أكثر ولا أقل".

وفي موازاة ذلك لا يزال الوضع في جنوب لبنان على سخونته، حيث سجلت غارات على محيط كفرشوبا ورب ثلاثين ما ادى الى استشهاد القيادي في حزب الله عبدالله محمد الفقيه. وقد ردت المقاومة بقصف عنيف استهدف مستعمرة المطلة ومناطق في الجليل الغربي.

ومع التبدل في مشهد الإنتخابات الأميركية، وخطاب نتنياهو في الكونغرس، فإنه من الواضح أن الوضع في المنطقة سيزداد خطورة. وانعكاسات هذا الوضع على الداخل اللبناني لن تكون قليلة حتما، إذ سيكون البلد أمام مشهد مختلف لن يكون بالمقدور التخفيف من تداعياته بدون إعادة ترسيخ تركيبته السياسية التي تضمن له مواجهة التحديات المقبلة إنطلاقا من انتخاب رئيس الجمهورية واستتباعا تشكيل حكومة قوية وقادرة على نقل البلد إلى مرحلة التعافي.  

 

 

 

"البناء":

دخل بنيامين نتنياهو إلى اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لم يعد مرشحاً رئاسياً معنياً بألاعيب نتنياهو الانتخابية، وبدا أن نتنياهو بخلاف خطابه أمام الكونغرس قد نزل عن شجرة الخطابة الحماسية حول النصر المطلق في غزة بعدما أسماه بالنصر الكامل تمهيداً لاعادة توصيف النصر الكامل بما يتناسب مع تعريف جيش الاحتلال، أي عدم وجود خطر قريب لعملية مشابهة لطوفان الأقصى، وهو ما يدعو إليه الأميركيون في تعريفهم للنصر بعدما تأكدت استحالة القضاء على المقاومة وفي طليعتها حركة حماس، كما قال جون كيربي الناطق بلسان مجلس الأمن القومي، وفعل مثله الناطق بلسان جيش الاحتلال الجنرال دانيال هاغاري عندما قال إن القضاء على حماس مستحيل وذر للرماد في العيون، لأن حماس فكرة والحروب لا يمكن أن تقضي على فكرة، مستعيراً كلاماً سابقاً لجون كيربي.
لم يصدر عن نتنياهو كلام يمكن البناء عليه لمعرفة ما جرى في الاجتماع الذي دام لساعة ونصف، ولم يصدر أي بيان او تعقيب لمكتب بايدن، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية التي جميعها يملك مراسلين مرافقين لنتنياهو يمكن أن تمثل في تسريباتها المرجع المثالي لمعرفة أجواء الاجتماع.
من جهتها، أشارت أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى ان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر أعضاء المجلس الوزاري المصغر بوجود تقدم في مفاوضات صفقة التبادل مع حركة حماس. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة بأن «هناك توقعات بحدوث تطور في مفاوضات الأسرى بعد لقاء بايدن ونتنياهو». وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قالت إنه «من المتوقع أن يؤدي لقاء بايدن ونتنياهو إلى تطور في محادثات صفقة تبادل الأسرى» المتعثرة بين «إسرائيل» وحركة حماس. ولفتت الهيئة إلى أن نتنياهو يريد «أخذ التزام من بايدن بشأن مواصلة القتال في غزة وتزويد «إسرائيل» بأسلحة خاصة لمنع احتمال حل حكومته»، عن طريق انسحاب وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش. أما صحيفة «معاريف» فقالت إن البيت الأبيض يمارس «ضغوطاً كبيرة» على نتنياهو، خلال زيارته الحالية، للموافقة على شروط وقف إطلاق النار في غزة.
في ملفات الحرب أيضاً تبدو المنطقة على موعد مع الرد اليمني النوعي على استهداف جيش الاحتلال لمدينة الحديدة اليمنية ومينائها ومحطة الكهرباء وخزانات النفط فيها. وقال زعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في كلمة دعا خلالها اليمنيين لخروج واسع اليوم الجمعة تنديداً بالعدوان على الحديدة، فيما وصفه المتابعون للوضع اليمني بمثابة التفويض الشعبي للرد النوعي المقرّر والحتميّ، كما قال السيد الحوثي، وكان لافتاً أنه استعاد تفاصيل الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، لدى قوله بأن نتنياهو تحدّث عن العرب بطريقة ساخرة وكلام سخيف، وكأنهم لا قضية لهم ولا لوجود لفلسطين والأقصى، ويطلب من العرب أن يتحالفوا مع العدو الإسرائيلي ضد إيران، ونحن نتساءل ما ذنب إيران ولماذا هذا العداء لها؟». وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن إيران دولة إسلامية متحررة من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، تدعم فلسطين وتساند العرب ضد عدو الأمة، ولا تحاول أن تتمترس بالعرب في مواجهة العدو الإسرائيلي لأنها في موقع القوة. وقال «عندما استهدف العدو قنصلية إيران في دمشق، أمطرت إيران هذا العدو بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيرة»، لافتاً إلى أن إيران تساند وتدعم العرب لأن العدو الإسرائيلي احتل فلسطين وبلاداً عربية إسلامية واستهدف لبنان وسورية والأردن ومصر، مشيراً إلى أن التعاون مع المقاومة العراقية سوف يشهد تقدماً نوعياً في المرحلة المقبلة.
وفي المنطقة، حيث تصاعدت ضربات المقاومة في لبنان وغزة، سجلت المقاومة العراقية عمليتها الثانية ضد القوات الأميركية بعد إطلاق طائرتين مسيرتين نحو قاعدة عين الأسد قبل أسبوع، فاستهدفت القاعدة نفسها أمس بأربعة صواريخ.

توزّع الاهتمام الداخلي على خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي وبين «الهدهد» 3 والرسائل التي حملها الى الكيان الإسرائيلي، فيما بقيت الجبهة الجنوبية على سخونتها في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الأمامية مقابل ردّ المقاومة في لبنان بضربات نوعيّة تطال أهدافاً عسكريّة واستخبارية وتكنولوجية في عمق شمال الكيان المحتل.
وأشار خبراء في الشؤون الإسرائيلية لـ»البناء» الى أن «نتنياهو مفصوم على الواقع وخطابه أشبه بخطاب «المهزوم»، لكنه يحاول تصوير نفسه على أنه الضحية وحركة حماس والفلسطينيين هم الجلاد لاستدراج عطف الأميركيين ومنحه المزيد من الدعم والسلاح والتغطية لعدم ملاحقته في المحاكم الجنائية الدولية، كما يحاول التغطية على فشله وإخفاقاته في الحرب على غزة ورفح وتآكل قوة ردعه في جنوب لبنان وعجزه عن تغيير الواقع الميداني في الجبهات الثلاث إضافة الى جبهة اليمن بعد مسيّرة يافا التي أحدثت زلزالاً أمنياً وسياسياً واجتماعياً في الكيان الإسرائيلي، ولكي يتهرّب من المسؤولية عن الهزيمة في هذه الحرب صبّ جام غضبه على إيران وألقى عليها اللوم بأنها تدعم هذه الجبهات ما أعاق «انتصار» «إسرائيل»، ويهدف لتعمية الرأي العام الأميركي عن عجز الكيان في غزة والتداعيات الكارثية عليه منذ طوفان الأقصى حتى الآن وتحريض الولايات المتحدة والغرب على إيران». ولاحظ الخبراء «تراجع نبرة خطابه وتهديداته ضد لبنان باتجاه أكثر واقعية ومعرفة بحجم الكارثة التي تنتظره بحال شنّه عدواناً واسعاً على لبنان، واكتفى بالإشارة الى الوسائل الدبلوماسية لاستعادة المستوطنين مع حق «إسرائيل» باستخدام كافة الوسائل الأخرى لكن لم يذكر كلمة الحرب».
ووفق ما يقول خبراء في الشؤون العسكرية لـ»البناء» فإن «الكيان الإسرائيلي اليوم أعجز وأضعف من أي وقت مضى من شنّ حرب كبيرة أو شاملة على لبنان نظراً لتداعياتها الاستراتيجية على «إسرائيل»، والعامل الأول والحاسم في قرار الحرب هو معادلة الردع التي تفرضها المقاومة في الميدان وتثبتها يومياً من خلال العمليات النوعية التي تنفذها ضد مواقع أساسية واستراتيجية في شمال فلسطين المحتلة، أو من خلال رسائل التحذير التي ترسلها المقاومة لقادة العدو لا سيما «الهدهد» 3 الذي انشغلت المستويات الأمنية والإستخبارية في كيان الاحتلال بفك رموزه وتحليل أبعاده وأهميّته في قرار الحرب على لبنان أولاً ومسارها ونتائجها الكارثيّة على «إسرائيل» بحال حصلت من جهة ثانية». ويستبعد الخبراء «اندلاع حرب واسعة بين حزب الله و»إسرائيل» في الوقت الراهن، مع احتمال حصول جولات أخرى من التصعيد على مختلف الجبهات بالتزامن مع حصول جولات من المفاوضات على أكثر من صعيد وملف، لكن من غير الواضح إذا كانت ستؤدي الى نتائج عملية لا سيما مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة».

ميدانياً، استهدفت المقاومة مواقع بركة ريشا، وحانيتا، والرمثا في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، محققة إصابات مباشرة. كما أطلقت صواريخ مضادّة للطائرات على طائرات العدوّ الحربية ‏داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود‏ ‏اللبنانيّة مع فلسطين المحتلة.
واستهدفت المقاومة مبانيَ يستخدمها جنود ‏العدو «الإسرائيلي» في مستعمرتي المنارة وشتولا، كما استهدفت انتشارًا لجنود ‏العدو «الإسرائيلي» في حرج «برعام» بالأسلحة الصاروخية محققة إصابة مباشرة.‏
ورداً على ‌‌‌‏‌‌‏محاولة العدو «الإسرائيلي» إحراق حرج الراهب باستخدام المَنجَنيق، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية انتشارًا لجنود العدو في حرج عداثر بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
ورداً على ‏الاعتداء والاغتيال الذي نفذّه العدو «الإسرائيلي» في بلدة رب ثلاثين، شنّت المقاومة الإسلامية ‏هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مربض المدفعية ‏التابع للكتيبة 411 في «نافيه زيف» التابع للواء النار 288 مستهدفة نقاط تموضع ضباطه ‏وجنوده واستقرارهم وأصابت أهدافها بدقة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة.
وكان العدو الإسرائيلي، واصل عدوانه على الجنوب، فقصفت المدفعية بلدتي رميش وبيت ليف. كذلك خرق الطيران الحربيّ الإسرائيلي جدار الصوت في أجواء البلدات الجنوبية كافة ملقياً عدداً من البالونات الحرارية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، عن سقوط شهيد، وجرح شخصين بالغارة الإسرائيلية على بلدة رب ثلاثين.
وزعمت «هيئة البث الإسرائيلية» بأن «الجيش أبلغ القيادة السياسية اكتمال الاستعدادات لمناورة برية كبيرة في لبنان». وتابعت: «الجيش يعدّ قبل المناورة البرية في لبنان لتنفيذ عمليات جوية قوية. من جانبه، ادعى قائد سلاح الجو الإسرائيلي من الحدود مع لبنان: «مستعدون للحرب، سنواجه «العدو» وستكون هناك مفاجآت».
ووضعت جهات مطلعة على موقف المقاومة هذه التصريحات في سياق التهديدات وإقامة نوع من «التوازن النفسي» في الحرب النفسية والمعنوية القاسية الدائرة بين المقاومة والعدو، لا سيما بعد فيلم «الهدهد» 3 الذي بثّ الرعب والإرباك في مختلف أركان القيادة الإسرائيلية وفي الجبهة الداخلية. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن «التهديدات لم تتوقف منذ تشرين الأول الماضي غداة فتح حزب الله جبهة إسناد غزة من الجنوب، ولم ولن تتأثر المقاومة بها ولذلك هي مستمرّة بعملياتها حتى توقف العدوان على غزة، ومستعدّة للحرب الشاملة والمفتوحة متى قرّر العدو ذلك وستكون بداية زوال الكيان الصهيوني»، مذكرة بكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه «لن تبقى لكم دبابات».
في المواقف، رأت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدولي، أن «لبنان بما يتهدّده من مخاطر وأضرار جراء استمرار العدوان على غزّة والضفّة وبقية الأراضي الفلسطينية معنيّ بمواصلة جهوزيته وتضامنه مع المعتدى عليهم من شعبنا في فلسطين، وذلك بهدف الضغط من أجل وقف العدوان، وحماية السيادة الوطنية التي هي في عين استهداف العدوّ الصهيوني».
وأدانت الكتلة استخدام منبر الكونغرس الأميركي كمنصة لرعاية ودعم الإرهاب الصهيوني والدعاية لسياساته الإجرامية والعدوانية ضدّ الشعب الفلسطيني من أجل ترحيله واحتلال أرضه في غزّة والعمل على استيطانها عنوة وبالقوّة من قبل الصهاينة المستوطنين. معتبرة أن «الأكاذيب الأميركية والصهيونية المتلبّسة لم تخدع ولن تخدع شعوبنا المناهضة للاحتلال والهيمنة، والطامحة للتحرّر والاستقرار، بل ستشكّل دومًا محفّز مواجهة ومقاومة لا تهدأ ضد المحتلين والطغاة»، مشيرة الى أن «الرهانات المعقودة على التوصل إلى صيغة مقبولة لوقف الحرب وإنهاء العدوان على غزّة، ينبغي أن تبقى واقعية من دون مبالغات.»

رسمياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، حيث جرى عرض لتطوّرات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية.
إلى ذلك، أقامت سفارة الصين حفل استقبال لمناسبة العيد الـ 97 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، في النادي العسكري المركزي – المنارة، بحضور سفير الصين شيان مينجيان وحشد سياسي ودبلوماسي وعسكري وأمني وإعلامي لافت.
وبعد النشيدين الوطني اللبناني والصيني، ألقى الملحق العسكري الصيني العقيد شينغ يو شونغكانت كلمة شدد خلالها على أن «الصين دولة بانية للسلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، ومحافظة على النظام الدولي. وينفذ الجيش الصيني باجتهاد مبادرة الأمن العالمي التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ من خلال الإجراءات العملية، ويفي بحزم بالمسؤوليات والالتزامات الدولية كجيش القوى الكبرى، ويقدم بنشاط خدمات حفظ السلام الدولي والمرافقة البحرية والإنقاذ الإنساني وغيرها من الأعمال التي تخدم السلامة العامة. كما يواصل الجيش الصينيّ تقديم مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام العالمي، من أجل العمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية».
وأضاف: «يولي الجيش الصيني أهمية كبيرة لتطوير علاقات الصداقة مع الجيش اللبناني، واستمر الجانبان بتعميق التبادلات الودية والتعاون العملي في مجال تدريب الأفراد والزيارات الجماعية والاستجابة للكوارث وعمليات الإنقاذ. كما عقدت وزارة الدفاع الوطني الصينية في الفترة الأخيرة في الصين ندوة لكبار الضباط العسكريين من الصين والدول العربية، شارك فيها كبار ضباط الجيوش من الدول العربية، من بينها لبنان، وناقشوا بعمق العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، ومبادرة الأمن العالمي، والمسارات المحددة لتعميق التعاون الأمني الصيني العربي. والآن، يشارك الجيش الصيني بنشاط في عمليات حفظ السلام في لبنان، فأكمل عناصر قوات حفظ السلام الصينية تنظيف ما يزيد على مليوني متر مربع من حقول الألغام المشبوهة والمناطق التي يشتبه بوجود قنابل غير متفجرة، وقاموا بدوريات أمنية على مساحة 84 ألف متر مربع من الطرقات، وأزالوا أكثر من 20 ألف لغم أرضي وأنواع مختلفة من الذخائر غير المنفجرة».

 

 

 

"الشرق":

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -مساء الأربعاء، في موسكو- الرئيس السوري بشار الأسد، في إطار زيارة غير معلنة أجراها الأخير إلى روسيا، وبحثت احتمال عقد قمة تركية سورية.

وبحسب بيان صادر عن الكرملين صباح امس، أرفقه بمقطع فيديو من اللقاء، بحث بوتين مع الأسد “التصعيد” في الشرق الأوسط على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وأضاف أنهما بحثا أيضا العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين.

وذكرت رويترز -نقلا عن الكرملين- أن الرئيس وضيفه ناقشا مجموعة كبيرة من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط منها احتمال عقد اجتماع بين الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ونُقل عن بوتين قوله للأسد خلال اللقاء “لدينا الفرصة للحديث عن منظومة علاقاتنا بأكملها”. وأضاف “أنا مهتم جدا بمعرفة رأيكم” حول كيفية تطور الوضع بالمنطقة ككل، والذي يميل لسوء الحظ إلى التفاقم، وهذا ينطبق أيضا على سوريا بشكل مباشر.

بدوره، قال الأسد لبوتين من خلال مترجم روسي “بالنظر إلى كل الأحداث التي تجري في العالم أجمع وفي المنطقة الأوراسية حاليا، يبدو اجتماعنا اليوم مهما للغاية لمناقشة كافة التفاصيل المتعلقة بتطورات هذه الأحداث ومناقشة الآفاق والسيناريوات المحتملة”.

في موازاة ذلك، اشار وزير خارجية تركيا هاكان فيدان الى ان هناك خطوات يجب ان تتخذها تركيا بالتعاون مع الحكومة السورية في ملفات مثل امن الحدود ومكافحة الارهاب وعودة اللاجئين.

وقال ان بلاده تريد تطبيع العلاقات مع دمشق اسوة بدول المنطقة، ونحن مستعدون للحوار معها على اعلى مستوى.

مستعدون للحرب وللحسم ضد حزب الله

نتانياهو لبايدن: وقف الحرب في غزة غير ملزم على الجبهة الشمالية

اشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اكد للرئيس الاميركي جو بايدن أن وقف إطلاق النار بغزة لا يلزم إسرائيل على الجبهة الشمالية.

ولفتت “يديعوت أحرونوت” الى ان نتانياهو بحث مع بايدن التطورات على الجبهة الشمالية وجهود التوصل إلى تسوية. وذكرت بان نتانياهو بحث مع بايدن مسألة اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، وقضية إمداد إسرائيل بالسلاح.

واوضحت الصحيفة الاسرائيلية بان نتانياهو طلب من بايدن وقف العمل بشكل دفاعي فقط مع الحوثيين، واتخاذ خطوات لردعهم.

وزعم قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومار بار، في كلام وجهه لمسؤولين محليين بالشمال، “الاستعداد للحرب”، مضيفًا “سنعمل بحسم ضد عدو نعرفه وستكون هناك مفاجآت”.

ومع استمرار الحرب على غزة والتصعيد العسكري عند الحدود الجنوبية اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنّه أنهت قوات لواء جنود الاحتياط في قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي – لواء “ألون” – تدريبا يحاكي حربا ضد حزب الله في الأراضي اللبنانية. وقاد التدريب “المركزي القومي للتدريبات البرية”.

وتدربت القوات على “سيناريو قتال ضد عدو من خلال التدرب على التنقل في منطقة شائكة، والتقدم في محور جبلي وإطلاق نار” في إشارة إلى اجتياح بري في الأراضي اللبنانية.

 

 

 

"الشرق الأوسط":

تستمر التهديدات الإسرائيلية باتجاه لبنان الذي يتعاطى بحذر مع الوقائع الميدانية والسياسية ويترقّب ما ستؤول إليه المفاوضات بشأن غزة ليبني على الشيء مقتضاه.

وأبلغ الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية اكتمال استعداداته لمناورة برية كبيرة في لبنان، حسبما أعلنت هيئة البث الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنه يُعدّ لتنفيذ عمليات جوية قوية، فيما تحدَّث قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، من قاعدة «رامات» التي عرض «حزب الله»، الأربعاء، مقاطع فيديو لها التقطتها طائرة مُسيّرة أطلق عليها اسم «الهدهد 3»، عن مفاجآت، قائلاً: «مستعدون للحرب... سنواجه العدو». وشدد تومر بار على «حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال».

أتت هذه التهديدات بعد ساعات على مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التصعيدية أمام الكونغرس، والإعلان عن إنهاء الجيش تدريبات تحاكي معارك مع «حزب الله» على الأراضي اللبنانية، وذلك بعدما كانت السلطات الإسرائيلية قد أصدرت قراراً بإلغاء التعليم في المستوطنات والبلدات الحدودية مع لبنان للعام الدراسي المقبل، وأبلغت الطلاب بضرورة الالتحاق بمدارس أخرى.

ولا تقلل مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري من أهمية التهديدات، لكنها تدعو إلى «عدم الإفراط في التفاؤل وعدم الاستسلام للتشاؤم»، مشيرةً إلى أن «هذا الكم من التهديدات قد يؤشر إلى تصعيد لكن من دون أن يصل إلى الحرب الكبرى». ورغم غياب الحراك الدبلوماسي الغربي باتجاه لبنان على غرار ما كان عليه الوضع قبل فترة، حيث سجّل زيارات عدة لمسؤولين للبحث في التهدئة، تقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الأبواب ليست موصدة وهناك اتصالات وحراك دائم بعيداً عن الأضواء، إضافة إلى أن لبنان ليس بحاجة إلى قرارات جديدة ويجب تطبيق القرار الدولي 1701، وممارسة الضغوط على إسرائيل لتطبيقه».

خلوة تربوية يوم الاثنين لبحث العام الدراسي المقبل

وأتى القرار الإسرائيلي حول العام الدراسي ليعكس مؤشرات سلبية لإمكانية توسّع الحرب، ويطرح السؤال حول مصير العام الدراسي المقبل في لبنان، وتحديداً في المناطق الحدودية التي كان قد انتقل عدد كبير من تلاميذها إلى المناطق الآمنة في «مراكز الاستجابة»، أي ضمن مدارس خُصصت لمساعدتهم على إكمال برامجهم التعليمية، فيما تابع آخرون دراستهم «أونلاين».

وهذه الأسئلة ستكون حاضرة إلى جانب كل الأمور المتعلقة بالتحضيرات للعام الدراسي المقبل، في «خلوة تربوية» ستُعقد يومي الاثنين والثلاثاء بين وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي والهيئة التربوية، حيث من المفترض أن تُبحث كل الأمور وتصدر القرارات والتوصيات اللازمة بشأن العام الدراسي المقبل، حسبما قالت مصادر في وزارة التربية لـ«الشرق الأوسط».

وأظهرت إحصاءات وزارة التربية أن هناك ما يقارب 11 ألف طالب تركوا مدارسهم قسراً، فيما أقفلت 44 مدرسة نهائياً أبوابها في القرى الحدودية، بينها 12 ثانوية.

«حزب الله» ينعى عنصراً... ويطلق صواريخ باتجاه طائرات إسرائيلية

ميدانياً، استمرت المواجهات بوتيرة متفاوتة بين إسرائيل و«حزب الله» الذي نعى عنصراً، وأعلن إطلاق «وحدات الدفاع الجوي صواريخ مضادة للطائرات على طائرات العدو الحربية داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود‏ اللبنانية».

وأعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدد من العمليات باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية. واستهدف صباحاً التجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا وموقع حانيتا، وبعد الظهر «مبنى يستخدمه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة»، ومباني يستخدمها الجنود الإسرائيليون في مستعمرة شتولا، وانتشاراً لجنود إسرائيليين في حرج عداثر.

ونعت «المقاومة الإسلامية» عبد الله محمد فقيه من رب الثلاثين في جنوب لبنان، بعدما استهدف القصف الإسرائيلي البلدة، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بمقتل شخص وجرح اثنين.

واستهدف القصف الإسرائيلي بلدات عدة في جنوب لبنان، حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة بصاروخ موجَّه مستهدفةً أطراف بلدة كفرشوبا، حيث حالت كثافة القصف دون قدرة الدفاع المدني على إخماد الحرائق التي نتجت عن الغارات.

واشتعلت الحرائق أيضاً، في بلدة عيترون، فيما تعرضت الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل لقصف مدفعي فوسفوري.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بتحليق مقاتلتين حربيتين إسرائيليتين من نوع «إف 16» على علوٍّ منخفض جداً في أجواء بلدة عيتا الشعب، عمدتا إلى إلقاء البالونات الحرارية خلفهما.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية