افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 27 يوليو 2024

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jul 27 24|08:41AM :نشر بتاريخ

"النهار"

وسط خواء سياسي داخلي يتعاظم يوماً بعد يوم ويترك لبنان نهباً لتداعيات أزماته الداخلية من جهة والمخاوف الكبيرة من حرب شاملة تكثر التحذيرات الخارجية منها، تسمرت أنظار اللبنانيين أمس، كما معظم العالم، على افتتاح وصف بأنه أسطوري وغير مسبوق لأولمبياد باريس في عرض خلاب عبر نهر السين الأيقوني خاطفاً الباب العالم على رغم التحدي الإرهابي الذي شهدته فرنسا قبيل حفل افتتاح الألعاب الأولمبية بتخريب سكك حديدية أثر بقوة على حركة مئات الألوف من السياح والمواطنين. ومع ذلك، فإن الاهتمام بتداعيات زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ومحادثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن لجهة تناولها الوضع على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية لم يغب عن واجهة المشهد اللبناني في ظل ما تردد على نطاق واسع من أن نتنياهو كان يسعى الى الحصول على ضوء أخضر من بايدن لشن عملية عسكرية ضد “حزب الله” في لبنان. وبدا واضحاً أن هذه المعطيات اتسمت بتبسيط للتعقيدات التي لا تزال تحول دون انزلاق الوضع في جنوب لبنان وشمال إسرائيل نحو مواجهة شاملة علماً أن الإدارة الأميركية لا تزال تحذّر وتمانع أي توسيع للحرب في لبنان ولم يظهر من محادثات بايدن مع نتنياهو أي تبديل في هذا الموقف الثابت. وعلى رغم الحذر الشديد الذي توجبه ظروف انتظار ومراقبة تطورات الوضع في غزة وتالياً في الجنوب في الأيام المقبلة تشير معظم المؤشرات الى استبعاد حرب شاملة أقله قريباً وقبل بلورة المسارات المتصلة بحرب غزة والجدية الإسرائيلية في التهديدات التي توجهها الى لبنان.

 

وفي خطوة دعم رمزية للبنان، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس تأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة لمدة ١٨ شهراً بسبب التوترات بين إسرائيل و”حزب الله”. وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أن بايدن سيعلن عن قرار تنفيذي يتعلق بهجرة اللبنانيين إلى الولايات المتحدة الأميركية، والقرار سيكون لمصلحتهم.

وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين “أننا نتطلع لإنهاء الحرب في غزة وفي جنوب لبنان ونتمنى إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان”. وقال هوكشتاين: “نتمنى أن لا نحتاج لأكثر من 18 شهراً من التمديد للبنانيين في أميركا ونعمل على إنعاش الإقتصاد اللبناني بطرق مختلفة، معتبراً أن “حزب الله” هو من بدأ الحرب على إسرائيل من لبنان وربط الوضع بما يجري في غزة وأكد أن القتال في لبنان لن يتوقف ما لم يتوقف في القطاع”.

وأكد هوكشتاين أن الوقت حان لإنهاء المرحلة الأولى من وقف النار وإطلاق سراح بعض الرهائن قبل أن نصل إلى المرحلة الثانية وهي وقف الحرب بالكامل، لافتاً إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة وناقشنا عملية وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وقمنا بالضغط على حماس للتفاوض وإنهاء الصراع.

 

وأمس، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي معلومات تُفيد بأنّ “إسرائيل لن تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة للقيام بأيّ نشاط عسكري من أجل دفع الحزب بعيداً من الحدود” كما أنّ “الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل لن تسمح باستمرار الوضع على الحدود الشمالية على ما هو عليه” وفق الصحيفة. وأضافت “تايمز أوف إسرائيل” أنّ “إسرائيل تأمل في التوصل إلى حلّ من خلال التدابير الديبلوماسية، لكنّها لن تتردّد في اتخاذ إجراء عسكري إذا ثبت أنّ ذلك مستحيلاً”. وأفاد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن قائد القيادة الشمالية توجه إلى مقاتلي لواء غولاني بالقول: “عندما يحين الوقت ونبدأ الهجوم، سيكون هجوماً حاسماً وقاطعاً. دعمنا يأتي من السكان، دعمنا يأتي ممن يقف في ظهرنا وهم السكان أما وجوهنا وبنادقنا فهي موجهة نحو العدو”. كما قال قائد القيادة الشمالية: “نحن ملتزمون بتغيير الواقع الأمني هنا في الشمال. سيتمكن جميع سكان المطلة وكل سكان الشمال من العودة إلى منازلهم”. وتابع، “لقد قضينا بالفعل على أكثر من 500 عنصر في لبنان، معظمهم من حزب الله، ودمرنا آلاف البنية التحتية”.

 

وفي المقابل أعرب المتحدث باسم قوات اليونيفيل اندريا تننتي عن القلق إزاء تزايد كثافة تبادل إطلاق النار عبر خط الحدود، والمخاطر المحتملة لصراع مفاجئ وأوسع نطاقاً يصعب السيطرة عليه. ودعا جميع الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار، والعودة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، كونه الطريق نحو الاستقرار والسلام في النهاية. وقال تننتي : “سيقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتخاذ قرار بشأن تجديد ولاية اليونيفيل، التي توجد هنا لتنفيذ تفويضها بناءً على طلب مجلس الامن”. وشدد على أن القرار 1701 منح أكثر من 17 عاماً من الاستقرار النسبي بفضل التزام الأطراف به وهو يواجه تحديات تتمثل في نقص التزام عملي من إسرائيل ولبنان بتنفيذه بالكامل، ولكن لا يزال الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الحالي والعمل نحو تسوية طويلة الأمد للصراع. وأضاف: “نعتقد أن البنود الرئيسية للقرار 1701، بما في ذلك الأمن والاستقرار ودعم الجيش اللبناني والحل الطويل الأمد، لا تزال سارية ونجاح القرار 1701 يعتمد على التزام الأطراف”.

 

 

الاخبار: 

من المُنتظر أن يجتمع رئيس «الموساد»، ديفيد بارنياع، غداً في روما، مع رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، وذلك في إطار المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية. ولا يُتوقع أن تتخلل الاجتماع مفاوضات مفصّلة حول نقاط الخلاف المتبقية بين الطرفين، لكنه «سيركّز بشكل أساسي على استراتيجية المضيّ قدماً»، بحسب ما نقل موقع «واللا» العبري، عن مصدر مطّلع. كما قال مسؤول إسرائيلي كبير، للموقع، إنه «لا توجد دلائل على أن ضغط الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتخفيف مطالبه الصارمة الجديدة، والتي تظلّ جزءاً من الاقتراح الإسرائيلي المحدّث الذي سيتم إرساله إلى حماس». لكن الاقتراح الإسرائيلي هذا، لم يتسلّمه الوسطاء بعد. وبحسب «كان»، فإن «الوسطاء ينتظرون ورقة الموقف الإسرائيلي لمناقشتها خلال اجتماع الوفد المرتقب الأسبوع المقبل (…) لكن نتنياهو لم يمنح الضوء الأخضر لإرسال الورقة». وبحسب مصدر سياسي، فإن نتنياهو «يريد الضغط أكثر من أجل انتزاع تنازلات أكبر من حماس، مثل زيادة عدد المختطفين الأحياء الذين سيتمّ إنقاذهم من أسر حماس»، وهو «يدّعي أنه لم يضف شروطاً إضافية، رغم وجود خلاف حول هذا الأمر». وعليه، يقول مسؤول إسرائيلي رفيع، إن «نتنياهو لا يزال متشدداً في موقفه، ولا يريد إنجاز الصفقة، لذا لا يُتوقع حدوث انفراجة، وعليه نحن فى الطريق إلى أزمة في المفاوضات وليس صفقة». ولإدراكهما توجّهات نتنياهو الفعلية، رفض رئيس «الشاباك»، رونين بار، ومسؤول ملف الأسرى في الجيش، نيتسان ألوني، المشاركة في اجتماع الغد في روما، فيما تقرّر سفر رئيس «الموساد» وحيداً، و«السبب هو عدم اكتمال ردّ إسرائيل على مقترح الصفقة»، بحسب «القناة 12».

 

في المقابل، يعوّل الوسطاء على أن تعقب اجتماع روما، لقاءات في الدوحة والقاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن «الاجتماع سيكون على غرار اجتماعات باريس السابقة، وسيكون التركيز فيه على التعديلات الإسرائيلية المقترحة، بالإضافة إلى تصوّرات تفصيلية بشأن اليوم التالي». وبحسب هذه المصادر، «يحضّر الوسطاء مقترحات للتعامل مع الثغرات التي لم يجرِ التوصّل إلى حلول بشأنها بعد». وبحسب مسؤولين مصريين، «سيحمل رئيس المخابرات المصرية معه، نتائج لقاءات واتصالات جرت مع مسؤولين خليجيين في الأيام الماضية، ولا سيما من الإمارات والسعودية، بشأن ما يمكن تقديمه لدعم السلطة التي ستكون في غزة في اليوم التالي».

يعوّل الوسطاء على أن تعقب اجتماع روما، لقاءات في الدوحة والقاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل

 

وفي الوقت عينه، لا يزال المستوى الأمني يمارس ضغوطه للدفع نحو الصفقة، حيث قال رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، أمس، إن «الاتفاق على إطلاق سراح المختطفين، هو أمر نضغط من أجل التوصّل إليه وتحقيقه في ظروف جيدة، وهذه مهمة عُليا»، بينما يتسبب هذا التوجّه لدى المستوى الأمني بمزيد من المشاكل والضغوط لنتنياهو، الذي كشفت «القناة 12»، أمس، أنه «سيحسم أمره بخصوص عزل وزير الأمن يوآف غالانت، وإسناد الوزارة الى غدعون ساعر بعد عودته، من واشنطن يوم (غد) الأحد».

 

والتقى نتنياهو، أمس، المرشّح الرئاسي الأميركي، دونالد ترامب، بعدما كان قد التقى، أول من أمس، الرئيس جو بايدن، ونائبته – المرشّحة الديمقراطية الأوفر حظاً – كاملا هاريس. وكان واضحاً احتفاء نتنياهو بترامب، بعدما كان لقاؤه بهاريس باهتاً وخرجت عنه انطباعات سلبية. وفي بداية اللقاء، قال “بيبي”: «والآن إلى الجزء الأفضل». وبحسب وسائل إعلام أميركية، أعرب ترامب لنتنياهو في لقائهما المنفرد عن «التضامن مع إسرائيل بعد السابع من أكتوبر». وأضاف: «عندما أصل إلى البيت الأبيض، سأبذل قصارى جهدي لإحلال السلام في الشرق الأوسط»، في حين قال نتنياهو عقب اللقاء، إن «الوقت سيُظهر ما إذا كنّا قريبين من التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار»، معلناً أنه سيرسل «وفداً إلى محادثات روما الأحد»، معبّراً عن اعتقاده بوجود «بعض التقدم في المحادثات بسبب الضغط العسكري».

 

وبدت لافتة إشارة كل من بايدن وهاريس وترامب، إلى ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى في أسرع وقت، مع علمهم الأكيد بأن هذا غير ممكن من دون صفقة تبادل، تنهي أو تمهّد لإنهاء الحرب. وبينما قال بايدن لعائلات بعض الأسرى الإسرائيليين إنه يسعى لصفقة، و«إن تبيّن أن إسرائيل تماطل فسيعلن ذلك على الملأ»، بدت هاريس أكثر وضوحاً عندما أشارت بشكل مباشر إلى ضرورة «إنهاء الحرب فوراً». كذلك، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن «نتنياهو تلقّى رسالة واضحة من الزعماء الديمقراطيين والجمهوريين، بأنه يتعيّن عليه إنهاء الحرب».

 

 

"الجمهورية" :

بديهي القول مع انسداد سبل التوافق الداخلي، وهجرة العقل السياسي المسؤول الذي يفترض أن يتدبّر أمر البلد، إنّ جمود الملف الرئاسي في دائرة الشلل والتعطيل سيطول إلى آجال بعيدة. ما يعني أنّ على اللبنانيين أن يجهزوا أنفسهم لتمديد إضافي لإقامتهم تحت رحمة ذهنيات دلّت التجربة معها منذ بداية الفراغ في رئاسة الجمهورية، قبل نحو 22 شهراً، الى أنها لا تفرز سوى مناطحات وعداوات مصحوبة بعراضات على القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وظيفتها محددة ببَث السموم ومراكمة عوامل التوتير والانقسام والتفريق.

المريب في الامر، أنّ هذه السياسة المتّبعة منذ أول تشرين الثاني من العام 2022، قد ثبت عقمها، وشكّلت ما يبدو انّها أطول عملية عض أصابع شهدها لبنان بين اطراف تقدم كل يوم شهادة ودليلا اضافيا على استحالة توافقها طوعاً على تسوية داخلية تعززها تنازلات متبادلة، أو شراكتها في بناء قاعدة تفاهم سواء على الاساسيات والبديهيات، او حتى على الثانويات. بل انّها بمنحاها التعطيلي القائم، تعكس تموضعها خلف متاريس الرهان على ظروف محلية او خارجية توفّر لها مصالح ومكتسبات ذاتية، على حساب البلد كله.

 

كل شيء معطّل

في هذه الأجواء، كل شيء معطّل، فلغة التواصل مقطوعة تماماً حول أي من الملفات الداخلي، لا سيما حول الملف الرئاسي، ومبادرة رئيس مجلس النواب مركونة على رف انتظار الاستجابة لثلاثية «تشاور فتوافق فانتخاب» القائمة عليها. وما نبتَ الى جانبها من مبادرات وافكار وطروحات وآخرها ما سمّيت «خريطة المعارضة»، نُحيت كلها جانباً، لافتقادها عناصر القوة والجدية التي تجعلها قابلة لأن تصرف في البنك الرئاسي. أمّا اولويات الخارج واهتماماته فباتت محصورة كلها في أمكنة أخرى على مسافة مئات الاميال من لبنان.

وربطاً بكل ما تقدم، فإنّ الرهان على انفراج داخلي، أشبَه برهان غبي على حصان خاسر. وعلى ما هو سائد في الاوساط السياسية، خصوصا تلك المعنية بالملف الرئاسي، هو أنّ تجميد الحل الداخلي الرئاسي والسياسي هو عنوان المرحلة، من الآن، وحتى بلورة التسوية الاقليمية التي تتحدّد في ضوئها معالم التسوية الداخلية. أمّا الثّابت الاساس لدى هذه الأوساط فهو أنّ الفترة الفاصلة من الآن وحتى موعد التسوية المفترضة، لا سقف زمنياً لنهايتها. وتحت هذا السقف سيُراوح الاشتباك السياسي خلف متاريس التناقضات على ما هو حاصل في هذه الايام.

 

تحذير من المحظور

الا انّ مرجعا سياسيا يُعبّر، عبر «الجمهورية»، عن «قلق بالغ مما هو غير منظور من تطورات قد تبرز على مستوى الداخل والمنطقة في آنٍ معاً. فلا أحد يدرك موعد التسوية سواء اكانت قريبة او بعيدة المدى، ولا احد يملك صورة تقريبية عن تداعياتها والأساس الذي سترتكز عليه، وأكثر من ذلك، لا احد من أطراف الداخل يملك اجابة عن اليوم التالي لبنانيّاً لهذه التسوية، او عن القواعد التي ستُبنى عليها او عن الاثمان التي يمكن ان تدفع في ذلك الوقت».

هذا الوضع، يضيف المرجع عينه، يؤكد أنّ المستقبل مجهول، ما يوجِب وَقف سياسة دفن الرؤوس في الرمال، وجعل هذه الفترة فرصة لتحصين البلد بحلّ رئاسي توافقي عاجل، يُجنّب لبنان الوقوع في أي محظور لاحقاً.

ورداً على سؤال عما هو المحظور الذي يحذّر منه، وما اذا كان ينعى احتمالات التسوية، قال المرجع: التسوية ستحصل في نهاية الأمر، بدءاً من قطاع غزة، وامتداداتها ستصل الى لبنان. لكن ما يخشى منه هو أن نكون امام فترة انتظار طويلة، جرّاء ما نشهده من مماطلة وتعقيدات يفتعلها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في طريق التسوية. وهو أمر يعزز احتمالات القلق من أن تَترتّب على ذلك تداعيات سلبية على كلّ الساحات يمكن أن تخرج عن السيطرة».

 

الحل السياسي: جمود

وعلى الرغم من هذه الاجواء الملبّدة في أجواء التسوية الرامية الى انهاء الحرب في غزة، الا انّ التقديرات السياسية والديبلوماسية ترجّح بلوغها في مدى قريب، فيما تذهب قراءات سياسية الى مستوى عال من التفاؤل بانسحابها تلقائياً على لبنان في غضون بضعة اسابيع، ليس على شكل حلّ سياسي للمنطقة الحدودية فحسب، بل على شكل سلة متكاملة تبدأ من الجنوب الى الملف الرئاسي، تؤسّس بدورها لمسارٍ حكومي جديد يدفع نحو انفراج سياسي ومالي واقتصادي واجتماعي.

 

هذه القراءة المتفائلة، تقابلها قراءة واقعية يُبديها مصدر مسؤول معني مباشرة بمفاوضات الحل السياسي، بقوله لـ«الجمهورية»: التسوية ستحصل والحرب ستنتهي، لكنّ عقبات نتنياهو تؤخّرها. وليس في الامكان هنا تقدير فترة المماطلة التي يلعبها نتنياهو. ولكن في نهاية الامر سيرضخ الى التسوية.

اضاف: امّا في ما خَص الشق اللبناني من التسوية، فلا رابط على الاطلاق بين الحل السياسي لمنطقة الحدود الجنوبية، وبين ملف انتخابات رئاسية الجمهورية، الذي يبدو اكثر تعقيداً من الملف الحدودي. ومن هنا فإنّ تكبير الحجر والحديث عن سلة متكاملة تحشر فيها الحل السياسي الحدودي مع الملف الرئاسي والملف الحكومي وسائر الملفات الاقتصادية والمالية، لا يعبّر عن الواقع، بل لا معنى له على الاطلاق.

ويضيف المصدر: انه كما ليس في الامكان تحديد موعد دقيق لبلوغ تسوية او صفقة تبادل بين اسرائيل وحركة حماس ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ليس في الامكان تحديد موعد بلوغ الحل السياسي. فما هو مؤكد أنّ التسوية في غزة تمهّد الطريق للبحث في حل سياسي على جبهة لبنان، ولكن متى سيتم بلوغه، وكم من الوقت سيستلزم ذلك، فذلك مرتبط بمسار المفاوضات التي ستحصل، وليس معلوماً مداها او ما يبرز خلالها من اشتراطات وغير ذلك.

وكشف المصدر ان ملف الحل السياسي جامد كلياً، وخلافاً لكل ما يقال، فلا حديث مباشراً او بصورة رسمية او غير رسمية حوله. حيث ان كل الاطراف، لا سيما الاميركيين، باتوا مقتنعين بأنّ لا بحث جدياً في مفاوضات الحلّ السياسي الا بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. وبالتالي ما يحكى عن اجراءات او ترتيبات او انسحابات او اخلاء مواقع او مناطق، لا اساس له على الاطلاق».

ورداً على سؤال، قال المصدر: نسمع كلاما كثيرا وتحليلات عن معوقات ومطبّات من شأنها أن تُعيق الوصول الى صفقة تبادل، ولكن مستويات مختلفة في الادارة الاميركية تؤكد انّ هذه الصفقة باتت أقرب من أي وقت مضى. امّا بالنسبة الى ما خص لبنان فما زال الاميركيون يؤكدون ان احتمالات الحرب ضعيفة، ويصرّون أنهم مصممون على رعاية تسوية وحل سياسي عبر الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.

ولكن ماذا لو تغيّر هوكشتاين؟ يجيب المصدر عينه: اولاً، احتمال أن يتغيّر هوكشتاين ممكن في حال تغّيرت الادارة الاميركية الحالية. وثانياً، يجب ان ننتبه الى انّ امامنا ستة أشهر لنعرف إن كان سيحصل تغيير ام لا. وهي فترة طويلة، فيما الاميركيون وفق ما نعرف باتوا أكثر استعجالاً من ذي قبل على إنهاء الحرب وإنجاز حل سياسي للمنطقة الجنوبية.

 

هوكشتاين: بعد غزة

الى ذلك، أعلن هوكشتاين: «نحن نتطلّع لإنهاء الحرب في غزة وفي جنوب لبنان، ونتمنى إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان».

وقال: «نتمنى ألّا نحتاج لأكثر من 18 شهراً من تمديد إقامات البنانيين في أميركا، ونعمل على إنعاش الإقتصاد اللبناني بطرق مختلفة».

ورأى «أنّ «حزب الله» هو مَن بدأ الحرب على إسرائيل من لبنان وربط الوضع بما يجري في غزة. واكد أنّ القتال في لبنان لن يتوقف ما لم يتوقف في القطاع». وتابع: «إنّ الوقت حان لإنهاء المرحلة الاولى من وقف النار وإطلاق سراح بعض الرهائن، قبل أن نصل إلى المرحلة الثانية وهي وقف الحرب بالكامل».

وأشار إلى أنّ «زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة، وناقشنا عملية وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وقمنا بالضغط على حماس للتفاوض وإنهاء الصراع».

 

لا ترحيل

على صعيد أميركي آخر، اعلن البيت الابيض أمس، انّ الرئيس الاميركي جو بايدن قرر تأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة الاميركية بسبب التوترات بين اسرائيل و»حزب الله».

 

تشكيك

وفي سياق متصل، ذكر موقع اكسيوس الاميركي انّ الرئيس الاميركي ومستشاريه غير متأكدين مما اذا كان نتنياهو يرغب حقاً بصفقة او يريد منع حكومته من الانهيار». ونقل الموقع عن مسؤول اسرائيلي انّ نتنياهو بحث مع بايدن مطالب جديدة، وتعهّد بإرسال اقتراح محدث خلال يومين الى الوسطاء. ولفت الى انّ مدير الاستخبارات المركزية الاميركية يعتزم لقاء مسؤولين من اسرائيل وقطر ومصر في روما بشأن اتفاق في غزة.

ونقل موقع «واللا» الاسرائيلي عن مسؤول اسرائيلي مُطّلِع انّ نتنياهو يريد صفقة لا يمكن تحقيقها، وهو غير مستعد للتقدم حالياً. وانه لا يتوقع تقدما كبيرا خلال اجتماع روما الاحد، ولا يبدو انّ بايدن أقنعَ نتنياهو بتخفيف شروطه».

 

الوضع الميداني

ميدانياً، حافظت المنطقة الحدودية على وتيرة عالية من التوتر، جرّاء استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، حيث أُفيد عن سلسلة من الغارات الجوية الاسرائيلية التي استهدفت عيتا الشعب، ومركبا حيث أُفيد عن سقوط شهيدين. وترافقَ ذلك مع قصف مدفعي على معظم البلدات المتاخمة للخط الحدودي.

في المقابل، أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية نفذت سلسلة عمليات وفق الشريط الآتي:

هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على موقع الراهب، مُستهدفاً تجهيزاته وتموضعات جنود العدو فيه.

إستهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم، رداً على اعتداءات العدو على بلدة عيترون.

إستهداف عدة مَبان يستخدمها جنود العدو في مستعمرة شتولا، رداً على اعتداءات العدو على بلدة عيتا الشعب.

إستهداف موقع الرمثا في تلال كفر شوبا.

إستهداف موقع زبدين في مزارع شبعا.

إستهداف المنظومة الفنية في ‏موقع رامية.

إستهداف تحرّك لجنود العدو ‏الإسرائيلي داخل موقع حدب يارون.

إستهداف عدة مبانٍ يستخدمها جنود العدو في ‏مستعمرة مسكفعام رداً على الاعتاداءات الاسرائيلية على بلدة شيحين،

ونعى «حزب الله» الشهيدين فضل سميح نور الدين «مجاهد» من بلدة مركبا، وعباس حسين حمود «امير» من بلدة مركبا.

 

تهديد

الى ذلك، قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي اوري غوردين: «اننا ملتزمون بتغيير الواقع الأمني. وعندما يحين وقت الهجمة ستكون حاسمة». ويأتي ذلك، غداة كلام وَجّهه قائد سلاح الجو الاسرائيلي تومار بار لمسؤوليين محليين في الشمال، دعاهم فيه الى الاستعداد للحرب، مضيفاً: «سنعمل بحسم ضد عدو نعرفه وستكون هناك مفاجآت».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول إسرائيلي معلومات تُفيد بأنّ «إسرائيل لن تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة للقيام بأيّ نشاط عسكري من أجل دفع الحزب بعيداً من الحدود. كما أنّ الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل لن تسمح باستمرار الوضع على الحدود الشمالية على ما هو عليه»، وفق الصحيفة.

أضافت الصحيفة: إنّ إسرائيل تأمل في التوصّل إلى حلّ من خلال التدابير الديبلوماسية، لكنّها لن تتردّد في اتخاذ إجراء عسكري إذا ثبت أنّ ذلك مستحيلاً.

الّا ان صحيفة هآرتس الاسرائيلية نشرت أمس تقريرا اشارت فيه الى انّ «أضرار حرب شاملة على لبنان أكبر من إنجازاتها».

وقال التقرير: «ألحقت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي على جنوب لبنان أضراراً كبيرة، مثلما ألحق قصف «حزب الله» بالصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيرة أضراراً في شمال إسرائيل، وهذا الوضع إلى جانب خلو البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية من السكان، «يزيد الإحباط في الحكومة والجيش الإسرائيلي».

وأشار التقرير إلى أن «الأضرار المتزايدة في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية لا تُترجم إلى إنجاز استراتيجي». لافتاً الى أنّ «عدم شهية الحكومة وهيئة الأركان العامة لحرب في الشمال بارز، بالرغم من التصريحات العلنية المتشددة» التي تدعو لشن حرب على لبنان، «واعتراف وزير التربية والتعليم، يوآف كيش، هذا الأسبوع، بأنّ السنة الدراسية لن تفتتح في البلدات الحدودية مطلع أيلول، يعكس خطورة الوضع. والنتيجة قد تكون مغادرة جماعية لعائلات مع أطفال وفِتية، بحثاً عن مستقبلهم في مكان آخر، آمِن أكثر».

واشار التقرير الى إطلاق «حزب الله» للنار «لا يزال محسوباً وحتى أنه محدود، بالرغم من الضرر الشديد الذي يلحقه بمعنويات الجمهور الإسرائيلي»، وفقاً للتقرير. ذاكراً أنّ «وحزب الله لم يجنّد كافة قواته في الاحتياط ولم يستخدم أسلحة استراتيجية، مثل الصواريخ الدقيقة للمدى الطويل. وهو يستخدم موارده بحذر».

ولفت التقرير أيضا إلى أنه بالرغم من تحسين إسرائيل لقدرتها في جمع المعلومات الاستخباراتية في لبنان، إلا أنه «يصعب نفي الاشتباه بأنه نَشَأت فجوة مُقلقة بين ما تعلم به إسرائيل وبين الواقع الموجود تحت سطح الأرض. فقد استعد «حزب الله» طوال 18 عاماً، بشكل يسمح لقوات الرضوان بالقفز لهجوم على الحدود، عند الضرورة».

ونقل التقريرعن معارضي الحرب في التوقيت الحالي، أنه «توجد ضرورة لدى الجيش الإسرائيلي لإدارة اقتصاد ذخائر (عدم إطلاق ذخيرة بشكل مكثّف وعشوائي)، ويَتعيّن على الجيش النظامي وجيش الاحتياط أن ينتعشا من التآكل والعبء المتعلقين بالحرب في الأشهر التسعة الأخيرة. وهناك الخطر الواضح على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي لم تختبر أبداً مواجهة ترسانة صواريخ وقذائف صاروخية مكثفة، كتلك الموجودة بحوزة «حزب الله».

 

 

الأنباء" 

فيما زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الهزيلة إلى واشنطن، لم تعطه أي نتيجة على مستوى ما كان يريده، بل بالعكس شكلت ادانة اضافية له ولمن يدعمه، فإن مشهدية الحرب القائمة في غزة كما جنوب لبنان لم تتغير، إذ تستمرّ آلة القتل الإسرائيليّة على المنوال عينه من الإجرام مع تصاعد التهديدات التي باتت معهودة من قبل العدو بشنّ "هجوم حاسم" على حزب الله، بالرغم من مطالبات الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس بوضع حدّ للحرب والعمل على الحل السلمي.

 

وفي السياق، أشار النائب السابق وهبي قاطيشا إلى أن نتنياهو الذي حاول إقناع غالبية أعضاء الكونغرس بأنه "يحارب إيران نيابةً عن أميركا وعن الغرب كله"، إنما يريد من ذلك "إطلاق يده، ومده بالسلاح النوعي والثقيل، ورفع القيود من أمامه في محاولة منه لإقناعهم بأنه يقاتل من أجل تحقيق السلام".

 

وإذ اعتبر قاطيشا في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ رئيس وزراء العدو "قد يكون نجح في تأليب بعض الرأي العام الغربي ضدّ محور الممانعة، لكنّه لم يعد مضطراً لتوسيع الحرب، فالحروب الأرضية لم تعد ذات فائدة"، وبالتالي توقع قاطيشا "التصعيد في العمليات النوعية".

 

بدوره، أشار الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن "نتنياهو أراد من خلال زيارته إلى واشنطن حشد أكبر تأييد لاستراتيجيته العسكرية بعد فشله بفتح ثغرة بموضوع إخلاء الرهائن والقضاء على حماس، لذلك نجده يرفض الالتزام بوقف إطلاق النار، ساعياً لتزويده بالأسلحة".

 

وإذ اعتبرَ نادر في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنَّ الزيارة كانت "محاولة لشحذ التأييد بمواجهة إيران وتسليط الضوء على عملية نقل الصراع نحو إيران، في محاولة لإعادة استراتيجيته القديمة، واستكمال خطته التي بدأها في التسعينيات"، إلا أنَّ "الأمور عادت إلى نقطة الصفر، خصوصاً بعد المواقف التي سمعها نتنياهو خلال زيارته بحلّ الدولتين ووقف إطلاق النار"، مستبعداً بالتالي أن يلجأ الأخير إلى التصعيد الميداني،  لكنه "قد يضطر للتصعيد مع حزب الله لجره إلى طاولة المفاوضات"، حسب تعبيره.

 

 

قاطيشا لفت من جهته إلى أنَّ "احتمال الحرب لا يزال قائماً، في ظلَّ فشل مفاوضات التسوية، بانتظار تبيان نتائج الانتخابات الأميركية وقيام الإدارة الجديدة، ولهذا يمكن أن يستخدم نتنياهو وسائل عسكرية للتوصل إلى تسوية مقبولة منه أولاً قبل حلفائه".

 

أما في الشأن السياسي اللبناني، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يزور باريس لتمثيل لبنان في الاحتفال بافتتاح الأولمبياد في العاصمة الفرنسية، سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وعدداً من رؤساء الدول ونظرائه العرب والأجانب، للبحث في الوضع المحلي ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب عبر تطبيق القرار 1701.

 

وفي هذه الأثناء، أكد الرئيس وليد جنبلاط أن "هذا الوطن سيبقى، وكي يبقى لا مفرّ مما قاله كمال جنبلاط عن جمال التسوية"، مضيفاً: "التسوية برأيي تكون باتفاق الفرقاء الكبار وانتخاب رئيس للجمهورية، لأن غياب الرئيس يضعف الوطن ووجود رئيس يقوّي الوطن"، مشدداً على أن "علينا أن نحاور بهدوء، ونحن أهل العقل".

 

دعوة جنبلاط الى التسوية وتحكيم العقل تزداد أهميتها أمام المشهد الذي يرسمه نتنياهو ط، بعدما فشل كل المجتمع الدولي مرّة جديدة في كفّ يد الإجرام الإسرائيلية ووقف العدوان على الجنوب اللبناني والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني منذ أشهر، ما يُنذر بأنَّ المنطقة ذاهبة نحو وضع أخطر ممّا كانت عليه، وهذا سينعكس حتماً على الداخل اللّبناني ما لم يتمّ تدراك الأمور وانتخاب رئيس في أسرع وقت تفادياً للأسوأ.

 

 

 

 "الديار" :

بحث رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي موضوع الجبهة اللبنانية في فرنسا مع الرئيس ايمانويل ماكرون التي تاتي في خانة الاستطلاع على اخر المعلومات التي بحوزة باريس حول الوساطات الدولية لتجنيب لبنان الحرب. وكشفت مصادر مطلعة للديار ان الهدف من هذه الزيارة الوقوف على رأي فرنسا ومحاولة حث الاوروبيين وبشكل خاص الفرنسيين على ممارسة دور اكبر مع الاميركيين لمنع رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو من توسيع الحرب العسكرية في لبنان. وتزامنت زيارة ميقاتي لباريس مع افتتاح الاولمبياد التي ينتشر فيها عشرات الاف من قوات الشرطة والجيش الى جانب اغلاق المجال الجوي لمسافة حوالي 150 كلم حول باريس التي تعيش تحت ضغط حصول حدث امني خطير.

 

في غضون ذلك، قالت اوساط ديبلوماسية لـ»الديار» ان هناك 100 يوم من الغموض والضياع قبل الانتخابات الاميركية حيث سيبلغ التجاذب بين ادارة بايدن و»اسرائيل» ذروته في مسائل اساسية ابرزها غزة ولبنان اضافة الى الضغط «الاسرائيلي» على واشنطن لعدم عودة المفاوضات الاميركية-الايرانية او لافشالها.

 

في التفاصيل، الخلافات كبيرة وصعبة حول غزة ذلك ان نتنياهو كان واضحا من خلال خطابه في الكونغرس انه مصمم على مواصلة القتال بعد تنفيذ اتفاق تبادل الرهائن وعازم على اخراج حماس من قطاع غزة بينما ادارة بايدن دعت الى وقف الحرب كما طالبت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس الى ضرورة انهاء الحرب في غزة ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين. هذا التجاذب الاميركي-الاسرائيلي حول غزة سينعكس حتما على المنطقة ومن ضمنها لبنان.

ولفتت الاوساط الديبلوماسية الى ان لبنان يقترب من الخطر اكثر فاكثر اذ ان كل المؤشرات تدل الى ان الحرب الدائرة بين الجيش «الاسرائيلي» وبين حزب الله ستكون طويلة بدليل ان قرارا «اسرائيليا» صدر بشان المستوطنين بالطلب منهم بتجديد اقاماتهم وتعليم ابنائهم في المناطق المقيمين فيها بعد هروبهم من مستوطناتهم نتيجة الاضرار التي الحقها حزب الله بصواريخه ومسيراته وقذائفه في مستوطنات الشمال. وتشير هذه الاوساط ان الخطر يكمن في هذين الشهرين نظرا لانشغال الولايات المتحدة الاميركية بانتخاباتها الرئاسية وهي التي كانت تكبح اي حرب «اسرائيلية» شاملة ضد لبنان. وهنا لفتت الاوساط الى ان الصحف الاميركية عبرت عن خوفها من ان يستغل نتنياهو الوصع الحالي الاميركي بما ان ولاية بايدن شارفت على الانتهاء ويقدم على توسيع الحرب. وبمعنى اخر، هناك خوف من ان يعطي نتنياهو اوامر لجيشه بتوجيه ضربات تزعج حزب الله في مكانته ودوره ويقوم الاخير برد قاس فتنفجر الامور. ذلك ان نتنياهو يريد توريط اميركا في حروب هي لا تريدها خاصة انه بعد حصول عملية طوفان الاقصى اعلن رئيس الوزراء «الاسرائيلي» انه سيغير الشرق الاوسط. وعليه، حذر مسؤولون اميركيون ان تغيير الشرق الاوسط لا يمكن ان يحصل دون قيادة اميركا منبهين من «جنون» نتنياهو ومخططه للمنطقة.

 

حزب الله لـ«الديار»: نتنياهو اختار الحل الديبلوماسي للشمال بعد ان اثبتت المقاومة قوتها

في المقابل، قال مسؤول في حزب الله ان خطاب نتنياهو في الكونغرس حول امن مستوطنات الشمال كان واضحا بانه يفضل الحل الديبلوماسي اي انه سينتظر ما ستصل اليه المفاوضات التي قام بها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين. ولفت في الوقت نفسه الى ان زيارة هوكشتاين الى بيروت لن تؤدي الى اي حل طالما لم يحصل اي وقف اطلاق نار في غزة.

وحول المصالحة الفلسطينية في بكين، اشاد المسؤول في حزب الله بالدور الصيني وبتوحيد صفوف الفلسطينيين بوجه «اسرائيل». واضاف ان حماس لا تزال صامدة في غزة تقاتل العدو الاسرائيلي من كل حدب وصوب سواء من بيت حنون وخان يونس وجباليا ومناطق اخرى في غزة في حين رغم كل الحرب الشرسة التي خاضها جيش الاحتلال على رفح الا انه فشل بالسيطرة على كامل رفح ولا على الانفاق وبالتالي «الاسرائيلي» لا يزال يتخبط بهزيمته العسكرية في غزة.

اما عن الانتخابات الاميركية ومن سيكون الرئيس المقبل، اكد المسؤول في حزب الله ان الولايات المتحدة الاميركية هي دولة حليفة ومنحازة لـ «اسرائيل» وموقفها مخادع حول انهاء الحرب على غزة حيث تصاريح الرئيس بايدن وكبارالمسؤولين الاميركيين العلنية والداعية الى وقف الحرب تتناقض مع مواقفهم الميدانية في غزة. والحال ان اذا كانت واشنطن تريد فعلا انهاء العدوان الاسرائيلي على غزة لكانت حققت ذلك ولكن طالما ان نتنياهو يواصل حربه على المقاومة الفلسطينية واهل غزة فهذا يشير الى انه حاصل على ضوء اخضر اميركي بالاستمرار في الجرائم والابادة التي تحصل بحق الشعب الفلسطيني.

 

نتنياهو قلق من تداعيات كلام هاريس على مفاوضات تبادل الرهائن

الى ذلك، افاد موقع اكسيوس وفقا لمسؤول «اسرائيلي» ان رئيس الوزراء»الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو ابدى انزعاجه من التصريح الذي أدلت به المرشحة الرئاسية كامالا هاريس أمام الكاميرا بعد اجتماعهم الذي دام لثلاث ساعات والذي دعت الى انهاء الحرب في حين ان نتنياهو قد يقبل بهدنة قصيرة تتضمن تبادل الرهائن ومن بعدها سيستأنف الجيش «الاسرائيلي القتال بعد تنفيذ الاتفاق. علاوة على ذلك، اعرب رئيس الوزراء «الاسرائيلي عن امتعاضه من كلام المرشحة عن الحزب الديمقراطي هاريس لناحية انتقادها لـ»إسرائيل» علنا بسبب الأزمة الإنسانية في غزة وقتل المدنيين، واحتمال تأثير كلامها بطريقة سلبية على مجرى مفاوضات صفقة الرهائن في هذا التوقيت الدقيق.

 

وكانت هاريس قد صرحت «لقد حان الوقت لهذه الحرب أن تنتهي بطريقة تكون فيها «إسرائيل» آمنة، ويتم إطلاق سراح جميع الرهائن، وتنتهي معاناة الفلسطينيين في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير».واضافت:» أخبرت رئيس الوزراء نتنياهو للتو أن الوقت قد حان لإنجاز هذه الصفقة. دعونا ننجز الصفقة. حتى نتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب».

 

القوات اللبنانية ترد على المفتي الشيخ قبلان

في الداخل اللبناني، وبعد كلام الشيخ قبلان الذي شدد بان اي تسوية رئاسية لن تمر اذا كانت تتعارض مع المصلحة الوطنية السيادية داعية الى تطهير لبنان من النفوذ الاميركي، رد مسؤول رفيع في القوات اللبنانية بان الشيخ قبلان يرى الدولة من خلال «الشيعية السياسية» ولذلك يشدد ان يكون رئيس الجمهورية من فريقه بما ان رئاسة الحكومة لها عمق لبناني وخليجي ايضا وبالتالي لا يمكن ان يتواصل رئيس الوزراء مع الدول العربية الخليجية اذا كان منتميا للثنائي الشيعي بالكامل. اما بالنسبة لرئاسة الجمهورية، فالثنائي الشيعي بحاجة لان يكون الرئيس المسيحي داعما له وان يعتبر ان حزب الله والدولة في حالة تكاملية بهدف الحصول على تغطية من موقع رسمي مسيحي.

ورفض المسؤول القواتي ان رئيس الجمهورية لا يجب ان ينتمي لفريق سياسي معين مشددا ان الرئيس المرتقب يجب ان يسهر على تطبيق الدستور على الجميع دون التمييز بين فريق واخر.

 

رئاسيا: لا مخرج للبنان الا بالخيار الثالث

الى ذلك، اكدت مصادر مطلعة للديار ان اللجنة الخماسية لا ترى مخرجا للازمة الرئاسية الا باعتماد الخيار الثالث حيث ان الخماسية غير مستعدة ان تشكل مظلة لمشروع غلبة بل مظلة لمشروع توافقي.

 

من هم رياضيو لبنان المشاركون في اولمبياد باريس 2024؟

على صعيد اخر، رغم تعطيل الدعم المالي للرياضيين في لبنان فضلا عن حسابات اللجنة الاولمبية اللبنانية التي تفوح منها رائحة الفساد، يشارك عدد من الرياضيين اللبنانيين في الاولمبياد التي تحصل في العاصمة الفرنسية باريس وهم:

 

– بنجامين حسن وهادي حبيب اللذان سيلعبان «التنس» – كرة المضرب الارضية

 

– مارينا ساهاكيان ستلعب كرة الطاولة

 

– فيليب واكيم سيشارك في لعبة «الشيش» او مبارزة السلاح وهي من الرياضات القتالية

 

– مارك انطوني ابراهيم سيشارك في فئة العاب القوى

 

– ليتيسيا عون ستشارك عن فئة التايكواندو

 

– راي باسيل ستتنافس في رياضة الرماية

 

– لين الحاج ستشارك في سباحة الصدر عن فئة 100 متر

 

– سيمون الدويهي سيتنافس مع سباحي العالم عن فئة 100 متر للسباحة الحرة

 

– كرم نوب سيشارك في لعبة «الجودو» لفئة 90 كلغ

 

وعليه، كل انظار اللبنانيين شاخصة نحو اولمبياد باريس 2024 لتشجيع الرياضيين اللبنانيين.

 

التهديدات الامنية التي  تعترض اولمبياد باريس 2024

قبل انطلاق الاولمبياد، افادت وكالة فرانس برس عن وقوع هجوم كبير على السكك الحديدة في باريس ما ادى الى تعطيل الشبكة والتأثير على قرابة 800 الف راكب يستخدمون قطارات باريس كما تم اخلاء مطار بازل – مولوز عند الحدود الفرنسية – السويسرية بسبب تهديد بوجود قنبلة. وفي هذا الاطار، تم تأجيل اقلاع رحلة من مطار بازل – مولوز الى باريس بعد التهديد الامني.

وتواصل القوى الامنية الفرنسية تادية واجبها باحباط اي عمل ارهابي يهدد العاصمة باريس والاولمبياد.

 

 

"اللواء" :

ما خلصت إليه المحادثات المفصلة بين الرئيس الأميركي جو بايدن وفريق عمله، الذي شارك فيه الوسيط آموس هوكشتاين، ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، بدءاً من هدنة غزة الى توقف النار في جبهة لبنان، والعمليات الجارية هناك، وتأثيراتها على السكان عند جانب الحدود، بقيت في دائرة المتابعة والترقب، وسط تحليلات، وتفسيرات يعوزها الدليل المفيد، في مرحلة مصيرية، بالغة الخطورة يعيشها لبنان، ومنطقة الشرق الاوسط برمتها.

والوضع في لبنان، كما أشارت «اللواء» في عددها امس ناقشه الرئيس الأميركي بايدن مع نتنياهو بصورة مفصلة.

وتطرق هوكشتين الى الملف الرئاسي، معرباً عن تمنيه بإنهاء الشغور الرئاسي.

وكشف الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، انه توسط لدى الرئيس جو بايدن، الذي قرر السماح للبنانيين الذين انتهت تأشيرات اقامتهم في الولايات المتحدة الى تجديدها لمدة 18 شهراً، بعدما استجاب بايدن للطلب، الذي راعى معاناة اللبنانيين وظروفهم الحياتية الصعبة..

واعتبر هوكشتاين ان حزب الله هو الذي بدأ القتال ضد اسرائيل، مشيرا الى انه حان الوقت لإنهاء المرحلة الاولى عن الحرب في غزة وجنوب لبنان، مؤكدا ان القتال في لبنان لن يتوقف الا بعد وقف اطلاق النار في غزة.

 

تجديد.. وتهديد

وفي الوقت الذي يترقب فيه لبنان الى تجديد مجلس الامن الدولي ولاية اليونيفيل (قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب) واعتبار القرار 1701 الاساس للأمن والاستقرار ودعم الجيش، والبحث عن تسوية مستدامة للوضع عند جانبي الحدود، كان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي يتوعد بأن تل ابيب ملتزمة بتغيير الوضع الامني مع لبنان، وأن الهجوم سيكون حاسماً عندما يحين وقته.

وفي التقارير الاسرائيلية (معاريف) فإن جهات في دولة الاحتلال تنصح بعدم تدمير البنية التحتية للدولة اللبنانية، في غياب الحرب الشاملة وجمع الملفات والأدلة لمراجعة محكمة العدل الدولية في لاهاي، ودفع دعاوى قضائية ضد لبنان بسبب اطلاق النار من أراضيه في 7 ت1 (2023).

 

ماكرون وميقاتي

وفي باريس، استقبل الرئيس ايمانويل ماكرون وعقيلته السيدة برجيت ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي برفقة عقيلته مي ميقاتي، في قصر الاليزيه بباريس في اطار المشاركة بحضور حفل افتتاح اولمبياد باريس 2024.

 

الملف الرئاسي

رئاسياً، شكا النائب ميشال الدويهي، بعد لقاء الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي من ان كتلتي «امل» وحزب الله، لم تحدد موعدا بعد لوفد المعارضة من شرح المبادر الرئاسية التي استمع اليها حوالى الـ100 نائب.

 

جنبلاط يتغزل بـ «جمال التسوية»

وتغزل النائب السابق وليد جنبلاط بما اسماه «جمال التسوية» بعد زيارة الشيخ زياد الفطايري مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابو المنى.

وقال: صحيح همنا هو الطائفة لكن الطائفة ليست جزيرة، انما نحن جزء من هذا الوطن.. والمهم التمسك الأرض والتعايش والحوار مع الجميع.

واكد: التسوية برأيي تكون باتفاق الافرقاء الكبار، وانتخاب رئيس الجمهورية، فغياب الرئيس يضعف الوطن ووجود رئيس يقوي الوطن.

 

معالجة مطالب أوجيرو

حياتياً، اعلن وزير الاتصالات جوني قرم، انه سيلتقي مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ونقابة العاملين في اوجيرو للحؤول دون تنفيذ الاضراب الاثنين، والتجاوب مع المطالب المالية للوزارة، بعد تحويلات وزارة المال ما يلزم لزوم وزارة الاتصالات.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، بدءاً من مساء امس، اعلن حزب الله انه شن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على موقع الراهب، حيث استهدف نقاط تمركز الجنود والتجهيزات.

كما استهدف الحزب مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة مسكاف عام، ردا على قصف القرى الجنوبية، لا سيما الغارة على مركبا وسقوط شهيدين وعدد من الجرحى.

وليلاً، حلقت مسيرة اسرائيلية من نوع «هرمز 900» على علو متوسط في اجواء القطاعين الغربي والاوسط، لا سيما فوق قرى صريفا، فرون، مجدل سلم، وصولا الى اجواء الخيام ومرجعيون وبنت جبيل وعيتا الشعب ومارون الراس وعيترون.

 

 

 

البناء" :

المنطقة في أجواء تصعيد، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد، وسورية جزء منها، ما استدعى عقد لقاء قمّة بين الرئيسين، لم يتطرّق إلى البحث بترتيبات لقاء مصالحة مرتقب بين الرئيسين السوري والتركي، كما قالت مصادر خاصة لقناة “روسيا اليوم”، لأن الرئيس الروسي وفق مصادر “روسيا اليوم” يتفهّم مواقف الرئيس الأسد وخلفيّاته لضمان نجاح المصالحة وثبات الأسس التي يفترض أن تقوم على أساسها، وفي مقدّمتها السيادة السورية، ولأن الرئيس الروسي يثق بترتيبات مبعوثه الكسندر لافرينتيف ويريد أن تنجح مهمته دون التأثير عليها بطلبات تسريع على حساب استيفاء الشروط اللازمة للنجاح. وكما أكد بوتين على التنسيق العسكري والأمني في مواجهة مخاطر التصعيد في المنطقة واحتمال أن ينال سورية بعضٌ منها، بما فهم أنه إشارة الى مخاطر توسيع نطاق الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، وما قد يقابله من طلبات سورية على تعزيز القدرات الدفاعية والحصول على المزيد من الأسلحة النوعيّة، ولم يغب الملف الاقتصادي عن القمة التي دعا فيها الرئيس الروسي إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي ليلاقي مستوى التقدّم المحقق في المستوى العسكري والسياسي والأمني.

في المنطقة، متابعة لتفاصيل لقاءات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وتأثيرها على ترجيح كفة التوصل إلى اتفاق حول إنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، أم كفة المزيد من التصعيد في جبهات الحرب، بناء على الانطباع الذي تركته كلمة نتنياهو أمام الكونغرس. وقالت مصادر متابعة للزيارة إن نتنياهو يبدو مدركاً خطورة المأزق العسكري للمضي في التصعيد، في ضوء تقدير الموقف الذي أجرته القيادتان العسكريتان الأميركية والإسرائيلية، خصوصاً للفشل في غزة، ولاحتمالات انفجار الموقف على جبهة لبنان والتصعيد مع اليمن، ولذلك تقول المصادر إن نتنياهو أراد من الخطاب التصعيديّ أن يرفع السقف لتحسين شروط التفاوض فيطلب من الإدارة الأميركية تحصيل أثمان في التفاوض تتيح التراجع عن قرار المضي في الحرب. وفي هذا السياق تشير المصادر إلى ثلاث نقاط يحاول نتنياهو الحصول عليها بمعونة أميركيّة، الأولى استبدال الانسحاب الشامل من قطاع غزة بانسحاب مشروط يقبل بموجبه تسليم معبر نتساريم ومعبر رفح ومنطقة فيلادلفيا إلى جهة ثالثة دوليّة أو عربيّة يُتفق عليها، لتعقيد حركة المقاومة ومنع إعادة تسليحها، والثاني استبدال الإدارة العسكرية إو عودة حماس الى حكم غزة، بإيجاد إدارات مدنية فلسطينية متعدّدة الأنواع في كل منطقة من مناطق غزة وفقاً لتقسيمها إلى 24 منطقة في خطة جيش الاحتلال التي نقلها وزير الحرب يوآف غالانت الى الأميركيين، والثالثة هي السعي لربط التبادل والإفراج عن الأسرى القادة بإبعادهم عن الضفة الغربية خشية أن يحدث وجودهم أحراراً في بيئاتهم الشعبية تحولاً لصالح المقاومة يخشاه الاحتلال في الضفة. وقد شهدت طولكرم أمس، ما يؤكد أن المقاومة في الضفة إلى تصاعد وأن البيئة الشعبية الحاضنة انتقلت الى مرحلة التمرد على أجهزة السلطة الفلسطينية وانخراطها في التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، وذلك عندما حرّر حشد من الأهالي القيادي المقاوم أبو شجاع من حصار فرضته عليه أجهزة الأمن في مستشفى شهاب في طولكرم وضمنوا إعادته إلى مخيم نور شمس، حيث استقبل محمولاً على الأكتاف.
في المنطقة مزيد من عمليات المقاومة النوعية على جبهة لبنان وترقّب للرد اليمنيّ رداً على قصف الاحتلال لمدينة الحديدة ومنشآتها الكهربائيّة والنفطيّة.

تترقب المنطقة نتائج زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية وانعكاسها على مسار الحرب في غزة، والمفاوضات بين حركة حماس وحكومة الاحتلال للتوصل الى اتفاق لإطلاق النار في القطاع الذي سينسحب بطبيعة الحال على الجبهة الجنوبية، وفق ما تقول أجواء سياسية عليمة لـ»البناء»، لكن «الظروف الداخلية الإسرائيلية وكذلك الدولية لم تنضج بعد لدفع حكومة الاحتلال للرضوخ والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل التصريحات التصعيدية لنتنياهو والغموض الذي يكتنف نتائج اللقاءات التي عقدها مع الرئيس الأميركي والإدارة الأميركية ومع المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وكاملا هاريس. ويجب انتظار انتهاء محادثات نتنياهو في واشنطن وما سيتم الاتفاق عليه لمعرفة اتجاهات الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لا سيما أن نتنياهو وعلى الرغم من الفشل في الحرب وصراخ الجيش الإسرائيلي والضغوط الأميركية والدولية عليه، إلا أنه لا يزال يملك عوامل تمكّنه من المماطلة والمراوغة في المفاوضات والاستمرار بالحرب على غزة تحت عنوان المرحلة الثالثة، لا سيما اللعب على التناقض والخلاف الانتخابي والسياسي بين المرشحين ترامب وهاريس، وبالتالي الرهان على فوز ترامب لمنحه مزيداً من الوقت والدعم بحربه على غزة وتوسيع الحرب على جبهات أخرى، بالتالي المنطقة أمام جولة جديدة من التصعيد».
وبعد تحذير الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو من تصعيد في المنطقة، أشار المندوب الروسيّ في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، الى أن «هناك تهديداً باتساع رقعة الصراع إلى لبنان وسورية».

غير أن اللافت وبالتزامن مع لقاءات نتنياهو في الولايات المتحدة، هو تكرار «نغمة» التهديدات الإسرائيلية للبنان بحرب واسعة ومفاجئة لإبعاد حزب الله عن الحدود واستعادة الأمن الى منطقة الشمال. وفي سياق ذلك نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول إسرائيلي معلومات تُفيد بأنّ «»إسرائيل» لن تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة للقيام بأيّ نشاط عسكريّ من أجل دفع «الحزب» بعيداً من الحدود. كما أنّ الولايات المتحدة تدرك أن «إسرائيل» لن تسمح باستمرار الوضع على الحدود الشمالية على ما هو عليه»، وفق الصحيفة. فيما زعم قائد القيادة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه «عندما يحين الوقت سنبدأ الهجوم وسيكون حاسماً وقاطعاً».

ووضعت مصادر مطلعة على موقف المقاومة هذه التصريحات في سياق الحرب النفسية والمعنوية على لبنان وشعبه ورفع معنويات المستوطنين الإسرائيليين لا سيما في الشمال الذي دخل في حالة الشلل شبه التام منذ 8 تشرين الأول الماضي، وما زيارة قائد المنطقة الشماليّة في الجيش الإسرائيلي إلا لهذه الغاية، إضافة الى التغطية على الإخفاقات وعجز منظومة الدفاعات الإسرائيلية وقوة الردع عن تأمين الحماية للقواعد العسكرية والجوية والاستخبارية للجيش الإسرائيلي ولثكناته وضباطه وجنوده فكيف بالمستوطنات؟ ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن جيش الاحتلال أخفق بعد عشرة أشهر من إجبار المقاومة على وقف عملياتها العسكرية الإسنادية لغزة، وبالتالي استعادة الأمن الى الشمال وتقديم الضمانات للمستوطنين للعودة الى مستعمراتهم رغم كل الاعتداءات على قرى الجنوب والتهديدات اليومية وإرسال الموفدين لنقل رسائل التهديد بالحرب، لكن المقاومة لم تُعِر هذه التهديدات أي اهتمام واستمرّت بعملياتها النوعيّة في حرب استنزاف جيش العدو ومستعمراته وجبهته الداخلية واقتصاده، والعدو يعرف أن الجبهة الجنوبيّة لن تهدأ وكذلك باقي جبهات الإسناد إلا بوقف العدوان على غزة، لكن العدو يحاول التغطية على إخفاقاته وهزيمته الميدانية وتآكل قوة ردعه وهيبة جيشه بتهديدات فارغة وللضغط على لبنان لتسريع عملية التفاوض والتوصل الى اتفاق برّي مع لبنان ليكون جاهزاً فور وقف إطلاق النار في غزة».

ويهدف التهديد والتصعيد الإسرائيلي، وفق المصادر، الى «الضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله لوقف جبهة الجنوب بحال بدأت «إسرائيل» بتنفيذ المرحلة الثالثة، غير أن المقاومة لن توقف الجبهة حتى يتوقف العدوان على غزة وستلتزم بأي هدنة إذا وافقت عليها حركة حماس، لكن إذا استمرّ العدو الحرب بأشكاله المتعددة على غزة فإن المقاومة ستستأنف عملياتها كالمعتاد وفق الوتيرة التي تحدّدها ظروف الميدان في غزة». وإن تُبقِي المصادر توسيع الحرب على لبنان فرضية قائمة في ظل جنون نتنياهو ومأزقه الكبير، فإن المقاومة أخذت كل الفرضيات في الحسبان واستعدت لكل الاحتمالات، وما «الهدهد» حلقة 3 إلا رسالة في إطار الردع بأن أي عدوان جوي على لبنان فإن الطائرات التي تعود الى «إسرائيل» لن تجد مدرجاً للهبوط، لا سيما وأن قاعدة «دافيد» ستصبح خارج الخدمة عندما تمطرها المقاومة بعشرات الصواريخ الدقيقة، أما في حالة الاجتياح البري للجنوب فإن ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده الذين سينجون لن يعودوا بدباباتهم التي دخلوا فيها، لأنها ستحترق».

ووفق ما تشير أوساط دبلوماسية غربية لـ»البناء» فإن «الأميركيين يعملون على إنضاج اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ويبذلون الجهود الدؤوبة لتذليل العقد وتضييق الهوّة بين حركة حماس و»إسرائيل»، وهناك قناعة لدى الإدارة الأميركية بأن الجيش الإسرائيلي أخفق بتحقيق أهداف الحرب العسكرية والسياسية ولن يستطيع تحقيقها، وبالتالي أصبحت الحرب عبثية وتؤدي نتائج عكسيّة على الجيش الإسرائيلي وعلى الجبهة الداخليّة والاقتصاد».
ميدانياً، استمرّ العدوان الإسرائيلي على الجنوب، فاستهدفت مدفعية الاحتلال القرى والبلدات الحدودية. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدة مركبا بصاروخين منطقة المرحات وبلدة شبعا، وعلى أطراف بلدة عيتا الشعب، مستهدفاً منزلاً خالياً من السكان.

في المقابل استهدف مجاهدو ‏المقاومة المنظومة الفنية في ‏موقع راميا بصاروخ موجّه، وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها، كما استهدفوا تحركًا لجنود العدو «‏الإسرائيلي» داخل موقع حدب يارون بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، وموقع الرمثا في تلال ‏كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، وموقع زبدين في ‏مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.
وشنّ مجاهدو ‏المقاومة هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على ‏موقع الراهب مستهدفين تجهيزاته وتموضعات الجنود فيه، وأصابوها بشكل مباشر وتمّ تدمير إحدى ‏منظوماته الفنيّة.‏
وردًّا على ‌‌‏‌‌‌‏‌‌‏اعتداءات العدو على بلدة عيتا الشعب، ‏استهدفت المقاومة مباني يستخدمها جنود ‏العدو ‏»الإسرائيلي» في مستعمرة شتولا بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة.‏

وردًا على ‌‌‏‌‌‌‏‌‌‏اعتداءات العدوّ على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا في بلدة عيترون، استهدفت المقاومة مبنى يستخدمه جنود ‏العدوّ «الإسرائيلي» في ‏مستعمرة «أفيفيم» بالأسلحة المناسبة وأصابته إصابة مباشرة.
إلى ذلك، أعرب المتحدّث باسم قوات اليونيفيل أندريا تننتي عن القلق إزاء تزايد كثافة تبادل إطلاق النار عبر خط الحدود، والمخاطر المحتملة لصراع مفاجئ وأوسع نطاقاً تصعب السيطرة عليه. ودعا جميع الأطراف المعنيّة لوقف إطلاق النار، والعودة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، لكونه الطريق نحو الاستقرار والسلام في النهاية. وقال تننتي في تصريح: «سيقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتخاذ قرار بشأن تجديد ولاية اليونيفيل، التي توجد هنا لتنفيذ تفويضها بناءً على طلب مجلس الأمن». وشدّد على أن «القرار 1701 منح أكثر من 17 عاماً من الاستقرار النسبيّ بفضل التزام الأطراف به، وهو يواجه تحديات تتمثل في نقص التزام عملي من «إسرائيل» ولبنان بتنفيذه بالكامل، ولكن لا يزال الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الحالي والعمل نحو تسوية طويلة الأمد للصراع».
على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض، أن «الرئيس الاميركي جو بايدن قرّر تأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة بسبب التوترات بين «إسرائيل» وحزب الله».

 

 

 "الشرق" :

اشار المندوب الروسي في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، الى أن “هناك تهديد باتساع رقعة الصراع إلى لبنان وسوريا”، لافتا الى أن “الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيا، لا يوجد أي مكان آمن في غزة، وأكثر من 50 ألف قنبلة ألقيت على قطاع غزة ودمرت المساكن والبنية الأساسية المدنية”.

ولفت الى أن “قرارات مجلس الأمن بشأن الصراع لا تزال حبرا على ورق”، مشيرا الى أن “السلطات الإسرائيلية تواصل عرقلة الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة”. وأكد أننا “قلقون للغاية من استمرار حملة التضليل ضد الأونروا التي لا بديل لها”، داعيا “اسرائيل إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وتحمل المسؤولية”.

وأكد المندوب الجزائري في مجلس الأمن، عمار بن جامع، انه “لا يجب أن يمر يوم آخر يستخدم فيه التجويع سلاحا ضد المدنيين في غزة”، لافتا الى أن “الكارثة التي تحدث في غزة تتحدى جوهر إنسانيتنا، ونواجه تحديات إيصال وتوزيع الغذاء في غزة نتيجة سياسة إسرائيل”.

ولفت الى ان “أحلام الأطفال في غزة دمرت بسبب قوة الاحتلال الإسرائيلية الهمجية”، مضيفا أن “غياب خدمات المياه في أماكن الإيواء يشكل بيئة خصبة لانتشار الأوبئة في القطاع”. ودعا لـ”فتح المعابر بما فيها معبر رفح وتنفيذ القرار 2720 بما يكفل دخول المساعدات”.

 

قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلي: عندما يحين وقت الهجمة ستكون حاسمة

من جانبه، اكد قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، اننا “ملتزمون بتغيير الواقع الأمني وعندما يحين وقت الهجمة ستكون حاسمة”.

وفي وقت سابق، زعم قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومار بار، في كلام وجهه لمسؤولين محليين بالشمال، “الاستعداد للحرب”، مضيفًا “سنعمل بحسم ضد عدو نعرفه وستكون هناك مفاجآت”.

ومع استمرار الحرب على غزة والتصعيد العسكري عند الحدود الجنوبية اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنّه أنهت قوات لواء جنود الاحتياط في قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي – لواء “ألون” – تدريبا يحاكي حربا ضد حزب الله في الأراضي اللبنانية. وقاد التدريب “المركزي القومي للتدريبات البرية”.

وتدربت القوات على “سيناريو قتال ضد عدو من خلال التدرب على التنقل في منطقة شائكة، والتقدم في محور جبلي وإطلاق نار” في إشارة إلى اجتياح بري في الأراضي اللبنانية.

 

 

 "الشرق الأوسط" :

يواصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم، متوعدين «بتغيير الواقع الأمني على الجبهة الشمالية»، وفق ما قال قائد القيادة الشمالية، الجنرال أوري غوردين (الجمعة)، مؤكداً أن «الهجوم سيكون حاسماً وقاطعاً». وهو ما يردّ عليه «حزب الله» بتأكيد قدرته على المواجهة، بحسب ما أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش الجمعة، قائلاً: «إذا قام العدو بارتكاب حماقة توسيع الحرب على لبنان، فإن المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان».

 

التهديدات الإسرائيلية لتهدئة الداخل أم للتصعيد؟

وفي حين لا تعكس المواجهات على الجبهة هذا التصعيد والتهديد، حيث لا تزال العمليات المتبادلة تحت سقف «قواعد الاشتباك» وبوتيرة ثابتة إلى حد كبير، يسود الترقب لما ستؤول إليه المفاوضات المرتبطة بغزة، التي يفترض أن تنعكس على لبنان، لا سيما أن «حزب الله» لا يزال متمسكاً بموقفه لجهة ربط وقف إطلاق النار في الجنوب بالتهدئة في غزة.

 

من هنا، يرى البعض أن رفع سقف التهديدات الإسرائيلية موجّه إلى الداخل الإسرائيلي، حيث يعيش رئيس الحكومة ضغطاً؛ نتيجة استمرار الحرب، لا سيما من قبل سكان الشمال الذين نزحوا من منازلهم. وهو ما يعبّر عنه اللواء الركن المتقاعد الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الخطابات موجهة إلى الداخل الإسرائيلي وليس للبنان، مع الانتقادات الدائمة للحكومة ومطالبتها بتأمين حدودها الشمالية»، ويرى أنه لو كانت هناك حرب موسعة ستحصل لوقعت قبل ذلك وليس الآن، حيث تُبذل الجهود بجدية لإنهائها. ويضيف: «الكل ينتظر التهدئة في غزة حتى يبدأ العمل على جبهة جنوب لبنان».

 

إسرائيل تهدد… و«حزب الله»: مستعدون

والجمعة، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صوراً ومقاطع فيديو لزيارة قام بها قائد القيادة الشمالية إلى مقر اللواء «جولاني»، حيث تحدث عن دعم السكان لهم، وتوجّه إلى العناصر والقادة «الذين يخوضون معركة دفاعية في القطاع الأوسط على الحدود اللبنانية، تحت قيادة فرقة الجليل على مدار 5 أشهر»، قائلاً: «عندما يحين الوقت ونبدأ الهجوم، سيكون هجوماً حاسماً وقاطعاً. دعمنا يأتي من السكان، دعمنا يأتي ممَّن يقف في ظهرنا وهم السكان، أما وجوهنا وبنادقنا فهي موجهة نحو العدو».

وقال قائد القيادة الشمالية: «نحن ملتزمون بتغيير الواقع الأمني هنا في الشمال. سيتمكّن جميع سكان المطلة جميعاً، وسكان الشمال كلهم من العودة إلى منازلهم»، مشيراً إلى أنهم قضوا «على أكثر من 500 إرهابي في لبنان، معظمهم من حزب الله، ودمرنا آلاف البنى التحتية الإرهابية».

 

في المقابل، عدّ دعموش أن «أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني هو الدخول في مواجهة واسعة مع (حزب الله) في لبنان؛ لأنه يدرك قوة المقاومة، ويعرف جيداً أن صواريخها ومسيّراتها قادرة على الوصول إلى كل المدن والمرافق الاستراتيجية الإسرائيلية، وإلى أي نقطة داخل الكيان الصهيوني».

وشدد: «إذا كان العدو يتصور أنه بالتهديد والتصعيد وتدمير البيوت واغتيال المجاهدين وقتل المدنيين يمكنه أن يدفعنا إلى التراجع والخضوع لشروطه فهو مخطئ… يجب أن يفهم العدو أنه مهما تمادى في عدوانه فلن يستطيع أن يغير المعادلات التي أرستها المقاومة، وقرار المقاومة لا يزال مواصلة العمليات في الجنوب، والرد بقوة على أي استهداف للمدنيين ومواجهة التصعيد بالتصعيد».

وختم قائلاً: «إذا قام العدو بارتكاب حماقة توسيع الحرب على لبنان فإن المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان ومواجهته».

 

«يونيفيل»: قلقون من مخاطر توسيع نطاق الصراع

في غضون ذلك، أعرب المتحدث باسم قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، أندريا تننتي، عن القلق إزاء ازدياد كثافة تبادل إطلاق النار عبر خط الحدود، والمخاطر المحتملة لصراع مفاجئ وأوسع نطاقاً تصعب السيطرة عليه. ودعا الأطراف المعنية جميعها لوقف إطلاق النار، والعودة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، كونه الطريق نحو الاستقرار والسلام في النهاية.

وأكد في حديث إذاعي أن «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيقوم باتخاذ قرار بشأن تجديد ولاية (اليونيفيل)، التي تقوم بعملها بناءً على طلب مجلس الأمن».

 

ولفت إلى أن «القرار 1701 منح أكثر من 17 عاماً من الاستقرار النسبي بفضل التزام الأطراف به، وهو يواجه تحديات تتمثل في نقص التزام عملي من إسرائيل ولبنان بتنفيذه بالكامل، ولكنه لا يزال الإطار الأكثر فاعلية لمعالجة الوضع الحالي، والعمل نحو تسوية طويلة الأمد للصراع»، مشيراً إلى أن «الأطراف جميعها تشعر بالقلق بشأن الأعمال العدائية المستمرة».

 

«حزب الله» ينعى مقاتلَين… وينفّذ عمليات ضد مواقع وتجمعات عسكرية

استمرت العمليات المتبادلة والقصف باتجاه بلدات جنوبية، وأعلن «حزب الله» تنفيذه عدداً من العمليات، ونعى اثنين من مقاتليه، وذلك بعد استهداف بلدة مركبا الحدودية بغارة جوية، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على أطراف بلدة مركبا، مستهدفاً منطقة المرحات بصاروخين، وقد أشارت المعلومات إلى مقتل عنصرَين من «حزب الله».

 

وقال «حزب الله»، في بيانات متفرقة، إنه استهدف «المنظومة الفنية في موقع راميا بصاروخ موجه، وتحركاً لجنود إسرائيليين داخل موقع حدب يارون وموقع الرمثا في تلال ‏كفرشوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا، إضافة إلى مبانٍ يستخدمها جنود ‏العدو الإسرائيلي في مستعمرة شتولا».

 

وفي الجنوب، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط 4 قذائف مدفعية على مطل بركة النقار عند أطراف بلدة شبعا، وبتعرض محيط حمى راشيا الفخار لقصف بالقذائف الفوسفورية، مصدره مرابض إسرائيلية منصوبة داخل منطقة الجولان السورية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية