افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 17 أغسطس 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 17 24|08:53AM :نشر بتاريخ

"النهار":

شكل ما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن عن نتائج مفاوضات الدوحة التي أجريت يومي الخميس والجمعة الماضيين اختصاراً دقيقاً لخلاصات هذه الجولة بما يضع حداً لسيل الاجتهادات التي أثيرت عقبها إذ قال بايدن "لم نتوصل بعد الى اتفاق لوقف إطلاق النار ولكننا أقرب الى تحقيق ذلك". إذ إن مسارعة كل من "حماس" وإسرائيل الى التشكيك والتفخيخ بالبيان الثلاثي المشترك الذي صدر عن الولايات المتحدة ومصر وقطر حول نتائج المفاوضات فاتحاً الطريق لاتفاق يوقف إطلاق النار ويضع حداً لحرب غزة لم يحجب حجم الضغوط الضخمة التي تمارسها الدول الثلاث ولا سيما منها الولايات المتحدة لإحداث اختراق حقيقي وواضح أن الجولة الأخيرة قد حققت شيئاً مهماً للغاية لكنه لا يزال قيد الاكتمال بدليل الإعلان عن جولة مفاوضات جديدة قبل نهاية الأسبوع المقبل في القاهرة. بنبرة حازمة، أورد البيان الأميركي المصري القطري أنه "لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيداً من التأخير، لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق. الآن أصبح الطريق ممهداً لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية". وإذ تسابقت إسرائيل و"حماس" على التشكيك في النتائج، بدا واضحاً أن مناخ المفاوضات وما واكبه وسيواكبه من ضغوط ديبلوماسية كبيرة قد أحدث تطوراً لا يمكن تجاهل اثاره لجهة تأخير وفرملة ما كان يخشاه الجميع من انفجار حربي واسع في ظل تهديد كل من ايران و"حزب الله" بردود على إسرائيل عقب اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر . بل أن ثمة من زاد رهانه على أن الرد إذا كان لا يزال وارداً فهو لن يكون فيما لا تزال بوابة المفاوضات مفتوحة لئلا يتحمل من يبدأ بالرد تبعات نسف كل شيء .

ولذا نظر كثير من المراقبين العسكريين والديبلوماسيين الى الفيديو الذي وزعه الإعلام العسكري في "حزب الله" امس عن "منشأة عماد 4 " في نفق تحت الأرض يظهر شاحنات تنقل صواريخ ضمن النفق وقاذفات صواريخ على انه رسالة تهديد بالقوة الكامنة في الأنفاق ولكن أيضا يمكن قراءتها بأنها تبرير إضافي لتاخير الرد على إسرائيل بأن الحزب لا يؤخره عن ضعف.
وفي غضون ذلك نقل أجواء مفاوضات الدوحة وحركة الاتصالات الجارية الى بيروت ثالث الموفدين الديبلوماسيين هذا الأسبوع بعد الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي الذي قال خلال جولته على المسؤولين "نقلت رسالة دعم وتضامن من القيادة المصرية ومن الحكومة والشعب المصريين الى الشعب اللبناني الشقيق والحكومة ولكافة مؤسسات الدولة اللبنانية مفادها بأن مصر متضامنة مع لبنان ونحن نؤكد أيضاً أن أمن وإستقرار لبنان هو مصلحة مصرية في المقام الأول، وهو أيضا مصلحة عربية نعمل على صيانتها ونحرص أيضاً للمحافظة عليها". وأضاف: "انا موجود هنا بتكليف وتوجيه من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكي ننقل هذه الرسالة الواضحة ولنؤكد وقوفنا الى جانب لبنان حكومة وقيادة وشعباً، و لنؤكد مرة أخرى على أهمية وقف التصعيد وعدم جر المنطقة الى أتون حرب إقليمية شاملة، وأيضاً مصر تبذل كل جهد ممكن كما تعلمون لوقف هذا التصعيد والعمل قدر الإمكان وبأسرع وقت ممكن للوصول الى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة" .

أما في المشهد الداخلي فبرز موقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مؤتمر صحافي عقده في معراب اذ شدد على تطبيق القرار الـ1701 "لنصبح في وضع أفضل بكثير من الوضع الحالي".وقال : بعض الاذكياء من محور الممانعة، يقولون إن إسرائيل لا تريد تطبيق الـ1701 لكننا جميعنا نعلم أنهم هم من لا يريدون تطبيقه". ورأى ان على "الحكومة أن تأخذ موقفا إنطلاقا من المصلحة اللبنانية العليا ولا يمكن أن تكون صدى لما يقوم به "حزب الله" لأنها بذلك ترتكب الخيانة العظمى" واعتبر ان "ما يقوم به "حزب الله" على الحدود ليس لمساندة غزة إنما لمساندة استراتيجية إيران في المنطقة. وفي كل الأحوال لا يمكن للحزب أن يأخذ القرار و"الحق على الحكومة". وتمنى على "اللبنانيين القلقين أن ينطلقوا من الوضع الراهن لكي يقرروا لمن يريدون أن يصوتوا في الإنتخابات المقبلة"، داعيا الى "إستخدام مصطلح "الوجود السوري غير الشرعي" بدلا من "اللجوء" أو "النزوح السوري" لأن لبنان ليس بلد لجوء".وقال:"المطلوب من الحكومة قرار سيادي بتوصيف السوريين في لبنان والمفوضية السامية لديها الحق في إعطاء "طلب لجوء" كحد أقصى، كماعلى الحكومة أن تطلب من المنظمات الدولية وقف المساعدات إلى كل من يتم تصنيف وجوده غير شرعي وإلا تغادر أرض لبنان".

ورد المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي على اطلاق جعجع "سلسلة مواقف وصلت الى حد اتهام الحكومة بارتكاب الخيانة العظمى في ما يحدث في الجنوب". وأضاف "اذا كان من حق الدكتور جعجع وسواه اطلاق الموقف الذي يريده والقيام بالدور المعارض، فهذا لا يعني على الاطلاق القبول باطلاقه احكاما باطلة واستخدام تعابير ربما سقط عن الحكيم معناها القانوني والدستوري الحقيقي، خصوصا انه على علم بالكثير من المعطيات ومنها ما هو ناتج عن تراكمات سابقة ليست الحكومة الحالية مسؤولة عنها. واذا كان ما يعتبره الدكتور جعجع حلا سهل التطبيق بعيدا عن المواقف الاعلامية، فليصارح الناس لماذا لم يتم تنفيذ ما قاله وحل القضايا العالقة منذ سنوات؟ ان التنظير عن بُعد ومن عُلو، رغم معرفة الظروف الدقيقة التي تعمل فيها الحكومة والمعطيات غير الخافية على احد هو قمة الافتراء والتجني. إن الحكومة تبذل كل ما هو مطلوب من عمل لتجاوز الصعوبات وهي لم تقصّر في اي امر يتعلق باي ملف لا سيما بالنسبة لايجاد حل للوضع في الجنوب ومعالجة تداعياته المباشرة وغير المباشرة. وعلى جميع القيادات السياسية، موالين ومعارضين، التعاون والتعاضد لتمرير المرحلة الصعبة، بدل تكرار المواقف والاتهامات التي لا فائدة منها سوى زيادة الشرخ بين اللبنانيين وتعميق الخلافات من دون الوصول الى حل".

 

 

 

"الأخبار":

أظهر حزب الله بعضاً من مقتضيات المرحلة الجديدة التي دخلتها المعركة بين المقاومة وجيش العدو إسناداً لغزة ودفاعاً عن لبنان، عبر الكشف عن بعض قدراته الاستراتيجية والصاروخية، من خلال فيديو «جبالنا خزائننا»، موجّهاً الرسائل ذات الأبعاد الاستراتيجية والعملياتية والردعية. وإذا كان ما تضمّنه الفيديو سيخضع لدراسة الخبراء والمختصّين في كيان العدو، على قاعدة أن الرؤية غير السمع، إلا أن توقيت الكشف لا يقلّ دلالة. لذلك، شكّل نشر الإعلام الحربي فيديو «عماد-4»، حدثاً بذاته، لتضمّنه مروحة من الرسائل في كل الاتجاهات.في المضمون، قدَّم حزب الله للعدو عينة بسيطة من قدراته الاستراتيجية، ضمن سياق ردع العدو، وهي عينة جاءت لتخلط أوراق العدو، الذي يتصرف على أساس أنه يملك فكرة إجمالية عن هذه القدرات مع بعض التفاصيل هنا أو هناك، إلا أن حزب الله أراد أن يوجّه أنظار العدو إلى بعض تفاصيل القدرة بهدف تعميق الردع، ودفعه إلى تقليص أي خطأ في التقدير يورّط نفسه والمنطقة في خيارات عسكرية واسعة. وبما أن التجارب السابقة والمعطيات المتوفّرة تؤكد وجود اختلافات عميقة بين مؤسسات العدو وداخلها، حول الخيارات الواجب اتّباعها في هذه المرحلة، فإن هذا الكشف سيتحول أيضاً إلى أداة إقناع إضافية لأحد الأطراف حول محدودية جدوى أيّ خيارات متهوّرة قبل أو بعد ردّ حزب الله القادم على اغتيال القائد العسكري الشهيد فؤاد شكر.
على المستوى العملياتي، هدف فيديو الإعلام الحربي، إلى إفهام العدو بأن قدرات المقاومة الصاروخية والعسكرية، مُحصَّنة إلى حد أنها تشكّل تحدياً جوهرياً أمام جيش العدو حول كيفية التعامل معها، وتفرض نفسها على مؤسسة القرار في ظل محدودية نتائج أيّ خيار عدواني. ضمن نفس الإطار، يقدّم هذا الفيديو أيضاً معطى ملموساً حول قدرة حزب الله على الجمع بين «البقاء والنيران»، بمعنى أن هذه التحصينات توفّر لحزب الله الحفاظ على قدراته، قبل أو بعد الاستخدام، وفي الوقت نفسه مواصلة النيران في مواجهة التطور الهائل لدى العدو على المستوى التكنولوجي والدقة والتدمير والغزارة من البحر والجو والبر. وبحسب تعبير أحد ضباط الاستخبارات العسكرية (أمان) السابقين، فإن حزب الله أراد إظهار قدرته على «الاستمرارية الوظيفية» في ما يتعلق بقدراته على إطلاق الصواريخ إلى العمق الإسرائيلي، وهو أهم شرط للتأسيس للردع.
من جانب آخر، يأتي هذا الكشف المدروس في مضمونه وتوقيته، ليُحفِّز قادة العدو على إطلاق خيالهم في توقّع ما يخفيه حزب الله من مفاجآت، ولتعزيز الشكوك لديهم بما يفترضون أنهم يعلمونه عن قدرات حزب الله. ولذلك عليهم أن يذهبوا بعيداً في فرضياتهم. وينبع هذا المفهوم من حقيقة أن حزب الله عندما يسمح بنشر هذا الفيديو وما تضمّنه، ينبغي الافتراض أن ما لم يتم كشفه أعظم بكثير، خاصة أنه حريص على التمسك بعقيدة المفاجآت التي تشكّل أحد أهم مداميك عقيدته العسكرية. لذلك يجمع حزب الله في أدائه بين الحفاظ على جوهر هذه المفاجآت، والكشف المدروس الذي يلبّي متطلبات صناعة المستقبل في هذه المعركة الممتدّة من غزة إلى مختلف ساحات محور المقاومة.

على مستوى التوقيت، يأتي هذا الكشف بعدما بلغت التطورات الميدانية والسياسية في فلسطين ولبنان والمنطقة مفترق طرق. وهو ما يفرض على قيادة العدو اتخاذ القرار بشأن خيارات حاسمة تؤسّس من خلالها لمسارات المستقبل. وبدا أن العدو اختار على حذر، الانتقال إلى ارتقاء مدروس ومغامِر في العدوان على لبنان، وظهر ذلك جلياً في العدوان على الضاحية الجنوبية، واغتيال القائد شكر، ثم عمد بعد ساعات إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. ويبدو أن العدو كان يهدف من خلال عملياته، إلى حشر حزب الله بين خيارات مفصلية، من ضمنها أن يضغط على الحزب من خلال تحذيره بأن ردّه سيؤدي إلى التدحرج نحو مواجهة كبرى، وهي المواجهة التي لا يريدها أيّ من أطراف المواجهة حتى الآن.
وقد راهن العدو على خياره، من خلال محاولة فرض قواعد جديدة في مواجهة حزب الله، ما قد يؤثّر على استمرار جبهة الإسناد، وأيضاً على مستقبل المعادلات الحاكمة للميدان في مواجهة حزب الله. ويمكن الانتباه، إلى أنه من منظور استراتيجي جامع، فإن كيان العدو يحاول أيضاً إعادة إنتاج صورة جديدة له، في وعي حزب الله ومحور المقاومة، خصوصاً أن الصورة تهشّمت في «طوفان الأقصى» والحرب التي تلتها. وهاجس العدو هنا، هو الإيحاء، من موقع الممارسة العملياتية، بأن إسرائيل أصبحت أكثر اندفاعاً ومغامرة واستعداداً للمخاطرة بالحرب، وأكثر استعداداً لتلقّي الردود ودفع الأثمان...
في المقابل، ينبغي قراءة رسائل فيديو «عماد -4»، كجزء من سلسلة خطوات وإجراءات أقدم عليها حزب الله، باعتباره مكمِّلاً لما سبقه، وتمهيداً لما سيليه أيضاً. وإذا ما كان حزب الله، أثبت للعدو وبالملموس عبر فيديوهات «الهدهد» دقة المعلومات المتوفرة لديه حول منشآت العدو الحيوية والاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية، فإن قائمة هذه الأهداف تحتاج إلى قدرات خاصة لاستهدافها، وإلى إرادة تفعيل هذه القدرات أياً كانت الأثمان والتداعيات.
لذلك ليس تفصيلاً أن يأتي هذا الكشف بعدما حسم الأمين لعام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قرار الرد على عدوان الضاحية، وبعدما بادرت الولايات المتحدة إلى خطوات متعددة، ردعية وتهويلية وسياسية، فحشدت المدمّرات وحاملات الطائرات من البحر المتوسط إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر وبحر العرب... وأطلق مسؤولوها مواقف حاسمة في الدفاع عن إسرائيل. كما عمدت إلى تزخيم مسار المفاوضات بهدف احتواء اندفاع حزب الله والجمهورية الإسلامية في إيران، للرد.
من هنا، تعدَّدت المواقف المضادة من قبل حزب الله، فقد أوضح نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم أن مسار الرد على اغتيال شكر منفصل عن مسار وقف الحرب على غزة أو استمرارها. ولذلك فإن الرد آت في التوقيت الذي تختاره المقاومة. وهو الأمر الذي أكّد عليه أمس الأول، زعيم «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي.
وأتى أيضاً عرض فيديو «عماد -4»، وما يعكسه من وجود قدرات نوعية يحسب لها العدو حساباً جدياً، بالتزامن مع زيارة مبعوث الرئيس الأميركي، عاموس هوكشتين، الذي دعا إلى تخفيف التصعيد (اقرأ: عدم الرد)، متجاهلاً الدماء التي سالت بفعل العدوان الإسرائيلي. وتنبع أهمية هذا الكشف من كون مفاعيل أي مواقف في مواجهة التهويل الأميركي والإسرائيلي، تنبع من استناد مطلقيها إلى عناصر القوة الميدانية. وبالتالي تكون المقاومة وفّرت أوراق قوة يمكن استخدامها في أي مباحثات لاحقاً، وذلك على أساس تسليم الآخرين، بأن لبنان ليس في موقع ضعيف، عليه تلبية مطالب الآخرين، وإنما يملك من القوة التي تسمح له بإحباط أهداف العدو وتجعله يندم على عدوانه.
مع ذلك، يأتي كشف هذا الجانب من القدرات ليؤكد أن حزب الله انتقل من مرحلة القرار بالرد، إلى التمهيد العملياتي لتنفيذه، عبر تعزيز قوة الردع التي تهدف إلى إحباط الرهان على أي خيار استباقي ولتجعل قادة العدو أكثر عقلانية في أعقاب الرد الآتي، وإذا ما أخطأ العدو التقدير، فإن حزب الله مستعدّ للمواجهة مهما بلغت التضحيات، وللتأكيد على أن خيارات حزب الله ليست بين الحرب الشاملة، والتسليم بالقواعد والمعادلة التي يحاول العدو التأسيس لها، وإنما لديه الإرادة والقدرة على الرد «القوي والفاعل والمؤثّر» وينقل كرة النار إلى طاولة القرار في تل أبيب وواشنطن.

 

 

 

"الجمهورية":

رفعت مفاوضات الدوحة في شأن وقف اطلاق النار في غزة الى الاسبوع المقبل في ظل اجواء راوحت بين التفاؤل والتشاؤم حيال مصيرها خصوصا وانه لم يسجل اي تقدم في المواقف يبعث على توقع وصولها الى النتائج المرجوة في ظل تصاعد الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد الاعتدءات الاسرائيلية على سكان الضفة الغربية ومخيماتها، فضلا عن استمرار المواجهات على الجبهة الجنوبية اللبنانية، في وقت خرق حزب الله اجواء التحضير الغامض للرد على الاغتيالات الاسرائيلية ولاستعدادات تل ابيب لـ"الحرب الشاملة" المزعومة وما جهزته لها من قنابل خارقة للتحصينات، بنشر فيدو امس عن "منشأة عماد ـ 4" في باطن الارض احتوت على شبكة انفاق ومنشأت عسكرية ومنصات صاروخية وغيرها،

فقد أعلن بيان ثلاثي مشترك اميركي ـ مصري ـ قطري امس أنه "على مدى الـ ٤٨ ساعة الماضية في الدوحة، انخرط المسؤولون الكبار من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. وكانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية".

وأشار البيان الى ان الولايات المتحدة الأميركية وبدعم قطر ومصر قدمت لحركة حماس واسرائيل امس "اقتراحا يقلص الفجوات بين الطرفين ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في ٣١ أيار ٢٠٢٤ وقرار مجلس الأمن الرقم ٢٧٣٥. يبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق".

 

وذكر البيان أن "الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين". وأشار الى أن "المسؤولين الكبار من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم (أمس)".

وبعد ساعات على صدور البيان أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، "أننا لم نصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد لكننا أقرب مما كنا عليه قبل 3 أيام". فيما افادت هيئة البث الإسرائيلية أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيصل إسرائيل غدا. واشار مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إلى أنّ "مفاوضات الدوحة خطوة إيجابية لكن هناك كثير من العمل يجب القيام به، في شأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل".

وقال أنّ "الرئيس الأميركي جو بايدن منخرط شخصيًا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفًا "نعتقد أننا قادرون على تحقيق اتفاق لكن ذلك سيتطلب بعض التنازلات الإضافية". وأشار إلى أنّ "التوصل إلى اتفاق سيتطلب من الجانبين الاستعداد للعمل معًا وتوضيح التفاصيل النهائية المهمة للغاية".

 

الموقف الاسرائيلي

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أمني إسرائيلي، أن "إسرائيل تسلمت المقترح الأميركي وهو غير مقبول تماما بالنسبة الى نتنياهو". وقال أن "الجميع لديه مصلحة في بث شعور بأن الأمور تسير على ما يرام"، لكنها لفتت الى أنه "من المؤسف خداع مواطنينا بالأوهام ولا نؤيد المبالغة بالتفاؤل بالمفاوضات".

وسبق ذلك أعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "أننا نقدّر جهود الولايات المتحدة والوسطاء في إقناع حماس بالتخلي عن رفضها لصفقة إطلاق سراح الأسرى". ولفت إلى أنّ "مبادئنا الأساسية معروفة للوسطاء والولايات المتحدة.. نأمل أن تؤدي الضغوط إلى قبول حماس مبادئ مقترح 27 أيّار ليصبح من الممكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق".

 

حماس

في المقابل نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين اثنين في حركة حماس انها رفضت "شروط جديدة" قالا إن "إسرائيل وضعتها في الاتفاق المقترح في الدوحة المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة".

وقال مصدر قيادي: "إن الوفد الإسرائيلي وضع شروطا جديدة في سياق نهجه للتعطيل مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر - محور فيلادلفيا، وطلب أن يكون له الحق في وضع فيتو على أسماء أسرى وإبعاد أسرى آخرين خارج 

فلسطين"، مشددا على أن حماس "لن تقبل بأقل من وقف كامل للنار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل بدون قيود وشروط الاحتلال".

ونقلت قناة "الجزيرة" عن قيادي آخر في "حماس" قوله : "ما أبلغنا به عن نتائج اجتماعات الدوحة لا يتضمن الالتزام بما اتفق عليه في 2 تموز"، وذلك حول مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى".

 

سيجورنيه ولامي وكاتس

في غضون ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، امس أثناء لقائه نظيريه الفرنسي ستيفان سيجورنيه والبريطاني ديفيد لامي في تل ابيب امس "أن اسرائيل تتوقع من حلفائها مساندتها في "مهاجمة أهداف مهمة" في إيران في حال تعرضها لهجوم من طهران." وقال :"تتوقع إسرائيل من فرنسا والمملكة المتحدة أن تقولا لإيران بنحو واضح وعلني إنه ممنوع مهاجمة إسرائيل، وإذا هاجمت إيران، فإن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سينضم إلى إسرائيل، ليس فقط للدفاع عنها ولكن أيضًا لمهاجمة أهداف مهمة" في إيران...

وأشار سيجورنيه، خلال مؤتمر مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، الى "أننا "أبلغنا الى كل الأطراف في المنطقة رسائل لخفض التصعيد، وخلال زيارتي للبنان أرسلت الرسائل نفسها لإيران وحزب الله لتجنب حرب كبرى".ولفت الى "أننا أخبرنا الإسرائيليين أن أي أعمال عنف قد تقوض محادثات وقف إطلاق النار وهو أمر غير مقبول"، مضيفاً "نحن هنا لإجراء محادثات ديبلوماسية ولا مجال لحديث في شأن الرد الانتقامي الإيراني". وأضاف "نحن في مرحلة حساسة ونأمل تغليب لغة الديبلوماسية لنصل إلى السلام بدلا من الحرب".

ومن جهته لامي، قال: "يجب وقف القتال فورا وهذه هي الرسالة التي أوصلتها هنا في إسرائيل برفقة نظيري الفرنسي" واضاف: "أجرينا محادثات إيجابية بهدف الوصول إلى صفقة ونهاية للحرب التي أزهقت آلاف الأرواح". وأكد أن "وقت التوصل لوقف إطلاق النار وعودة الرهائن وإدخال المساعدات بكميات كافية لغزة هو الآن" .

 

الموقف الايراني

وفي هذه الاثناء قال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، إنه ناقش هاتفيا مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، آخر التطورات حول مفاوضات الدوحة في شأن وقف إطلاق النار في غزة. وقال ان الاخير ابلغ اليه ان نتائج الجولة الجارية من المفاوضات بأنها "حساسة. وشدد كني على "الحاجة إلى الجهود الجماعية والتدابير العملية، بما في ذلك العمل الديبلوماسي، لوضع حد لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الإسرائيلي في قطاع غزة".

 

الموقف الايراني

وفي هذه الاثناء قال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، إنه ناقش هاتفيا مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، آخر التطورات حول مفاوضات الدوحة في شأن وقف إطلاق النار في غزة. وقال ان الاخير ابلغ اليه ان نتائج الجولة الجارية من المفاوضات بأنها "حساسة. وشدد كني على "الحاجة إلى الجهود الجماعية والتدابير العملية، بما في ذلك العمل الديبلوماسي، لوضع حد لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الإسرائيلي في قطاع غزة".

 

البنتاغون

في غضون ذلك اعلن وزارة الدفاع الأميركية ("البنتاغون") أمس أن "وزير الدفاع لويد أوستن ناقش مع وزير الدافاع الاسرائيلي يوآف غالانت التقدم نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن"، وقالت أن "أوستن أبلغ الى غالانت أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة التخطيط للهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل". واشارت الى أن "أوستن بحث هاتفيا مع غالانت في عدم الاستقرار الإقليمي والخطر المتزايد للتصعيد من إيران وحزب الله".

والى ذلك نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدر على علاقة وثيقة بـ" حزب الله" قوله "ان "الحزب" لن يشن عمليته الانتقامية خلال محادثات قطر لأنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية عرقلة المحادثات أو الاتفاق المحتمل"۔

فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن 5 مسؤولين إسرائيليين:

قولهم "ان الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن حزب الله وإيران خفّضا مستوى التأهب في وحداتهما الصاروخية".

 

السفارة الايرانية

وعلقت السفارة الايرانية في بيروت على الفيديو الذي نشره الاعلام الحربي في حزب الله، تحت عنوان "منشأة عماد 4" معتبرة انه "في اللغة الفارسية، نطلق على المنشآت الصاروخية الموجودة تحت الأرض وداخل الصخور والجبال "مدن الصواريخ". واضافت :"هذه المدن الصاروخية موجودة في جميع أنحاء جغرافية إيران العزيزة، وهي تزرع الرعب في قلوب أعداء إيران. يمكننا، إذا لزم الأمر، مهاجمة العدو من أي نقطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ".

 

الهجمة الديبلوماسية

وفي سياق الهجمة الديبلوماسية التي يشهدها لبنان زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بيروت والتقاه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

واكد بري "التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصرفي إعتبار أن الجذر الحقيقي للنزاع في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة" . وإعتبر أن نجاح الجهود التي تبذل في العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار هي المدخل الأساس لعودة الإستقرار والحلول في المنطقة".

وبدوره ميقاتي شدد على" ان لبنان يقدر الجهود الدولية والعربية التي تبذل من اجل وقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان". وقال:" ان لبنان يجدد التزام تطبيق القرار الدولي الرقم1701 بالكامل، والمطلوب الصغط على اسرائيل لتطبيق القرار ووقف عدوانها على لبنان.

وأكد عبدالعاطي، انه نقل الى بري وميقاتي "رسالة دعم من مصر إلى لبنان حيث أن الأمن والاستقرار في البلد يمثلان مصلحة مصرية وعربية". وشدد على "اننا نريد التوصل فوراً إلى وقف إطلاق النار في غزة لأن جوهر الصراع في المنطقة هو استمرار القضية الفلسطينية بدون حل، كما اننا ندين سياسة الاغتيالات ونؤكد دعمنا لوحدة وسلامة لبنان". واضاف:"نؤكد على أهمية وقف التصعيد وعدم انجرار المنطقة إلى آتون حرب شاملة".

 

التجني والافتراء

ورد امس المكتب الإعلامي لميقاتي على مواقف أطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أمس وصلت إلى حد اتهام الحكومة بإرتكاب "الخيانة العظمى في ما يحدث في الجنوب". وقال "ان التنظير عن بعد ومن علو، رغم معرفة الظروف الدقيقة التي تعمل فيها الحكومة والمعطيات غير الخافية على احد، هو قمة الافتراء والتجني". واكد ان "على جميع القيادات السياسية، موالين ومعارضين، التعاون والتعاضد لتمرير المرحلة الصعبة، بدل تكرار المواقف والاتهامات التي لا فائدة منها سوى زيادة الشرخ بين اللبنانيين وتعميق الخلافات من دون الوصول الى حل".

وقد اتصل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بميقاتي مؤكدا له "التضامن معه في مواجهة تهجمات سياسية في غير محلها ولا زمانها، فيما نحن بأمس الحاجة على المستوى الوطني إلى التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الكبيرة والتحسب للأسوأ إذا حصل ضمن الإمكانيات المتاحة وبالحد المعقول".

 

"عم يغمقلنا"

وكان جعجع أكد في مؤتمر صحافي امس، انه "إذا طبقنا القرار الـ1701 نصبح في وضع أفضل بكثير من الوضع الحالي". وقال : بعض الاذكياء من محور الممانعة، يقولون إن إسرائيل لا تريد تطبيق الـ1701 لكننا جميعنا نعلم أنهم هم من لا يريدون تطبيقه". واعتبر "أن الحكومة هي المسؤولة عن أعداد الشهداء في الجنوب وعن الشعب اللبناني لأن الشعب انتخب نوابا يمثلون الأكثرية ولم ينتخب حزب الله". وقال :"الجنرال ميشال عون وضعنا في الجحيم الأول ومحور الممانعة يضعنا في جحيم آخر و"عم يغمقلنا".

 

..والتيار يرد ايضا

وردّت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في "التيار الوطني الحر"، في بيان، على جعجع "المصرّ على إطلاق سهام حقده نحو (الرئيس السابق) العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر"، موضحة أنّ "لا جحيمَ صنعته إلا أنتَ بالتنطح لضرب موقع رئاسة الجمهورية وطعنها في الظهر، وبالسكوت عن النزوح السوري منذ ثلاثة عشر عامًا، والتطبيل للمنظمات الإرهابية، وبلبوس الخطاب المنعزل والمتطرّف والرهان على الخارج، وبالحنين للمغامرات الخطِرة الموهومة ولأحلام العودة الى زمن الميليشيات المسلحة لتسيطر مجدداً".

وقالت "هذا إن لم نذكر مسيرتك الحافلة بضرب أي مسعى للتفاهم والممارسات الجهنمية التي أدخلت لبنان والمسيحيين إلى نفق ناضلنا طويلاً كي نخرج من مفاعيله، فاصمُت وعُد إلى ما تبقى من رُشدٍ لا رأفة بك شخصياً، بل بمن تمثل وبالبيئة المسيحية ولبنان".

 

 

 

"الديار":

وسط حركة ديبلوماسية ناشطة تشهدها بيروت من اجل تجنب لبنان الحرب الكبرى والتي بدأت بزيارة الموفد الخاص الاميركي اموس هوكشتاين الذي يأتي تارة بأخبار مضللة وتارة بشروط تصب لمصلحة «اسرائيل» تحت شعار « التهدئة»، مرورا بزيارة وزيري الخارجية الفرنسي البريطاني للحث على عدم التصعيد وصولا الى زيارة وزير الخارجية المصري ليؤكد حرص مصر على استقرار لبنان وأمنه، تبقى المنطقة على قاب قوسين من حرب شاملة وسط مفاوضات تجري في الدوحة يعتريها الكثير من الغموض والمصداقية، اضافة الى نيات وافعال «اسرائيل» الواضحة بافشال اي اتفاق يوقف العدوان على غزة.

وعلى رغم من الاجواء الايجابية التي اعلنها البيان الاميركي المصري القطري بان الطريق اصبح ممهدا لاتفاق وانقاذ الارواح وتقديم الاغاثة لغزة وتهدئة التوترات الاقليمية، فان الجانب الفلسطيني لم ير اي نتيجة بناءة من المفاوضات حتى اللحظة في حين ان رئيس حكومة «اسرائيل» بينامين نتنياهو يناور وينافق بتقديم مقترحات سرعان ما يتخلى عنها ليأتي بشروط جديدة تعجيزية بهدف وضع الكرة في ملعب حماس واظهارها بانها الجهة التي احبطت الوصول الى اتفاق.

وتعقيبا على المفاوضات، تساءلت اوساط ديبلوماسية في حديثها للديار عن الاهداف الحقيقية لواشنطن بشان وقف اطلاق النار في غزة، اذا كانت فعلا تريد وقف القتال بين حماس والجيش «الاسرائيلي» ام انها على غرار المرات السابقة لا تتطابق اقوالها مع افعالها الميدانية ولذلك يستمر العدوان الاسرائيلي على غزة؟

 

ماذا وراء توقيت الفيديو «عماد 4» الذي نشره حزب الله؟
بموازاة ذلك، قالت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان اختيار حزب الله نشر فيديو «عماد 4 « تحت عنوان «جبالنا خزائننا» في هذا التوقيت بالذات لان المقاومة ترى ان المنطقة غير ذاهبة الى التهدئة لان «اسرائيل» تريد مواصلة الحرب في غزة وتفجير الشرق الاوسط بحرب شاملة. وعليه، اراد حزب الله توجيه رسالة واضحة «لاسرائيل» بانه في اعلى جهوزية لخوض الحرب ضدها اذا بادرت الى شن هجوم على لبنان، وعليه، استعرض قوته العسكرية ليقول لها انها ستدفع اثمانا باهظة في مواجهة مقاتليه. وخلاصة القول، حذرت المقاومة الكيان الصهيوني من الدخول في رهانات وحسابات خاطئة بشن حرب كبرى على لبنان لان المقاومة ستكون لها بالمرصاد وستكبد جيش الكيان العبري خسائر لا تحصى، بخاصة ان حزب الله هو الاقوى بين جميع فصائل المقاومة التي تقاتل «اسرائيل».

 
مصر تؤكد دعم امن لبنان واستقراره
بداية، اكدت مصر عبر ارسال وزير خارجيتها الى بيروت، دعمها للبنان وادانتها لاي اعتداء «اسرائيلي» على الاراضي اللبنانية. وقد عقد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب مؤتمرا مشتركا مع نظيره المصري حيث قال :»ان بيروت تعول على دور القاهرة لوضع حد للعدوان الاسرائيلي ووقف اطلاق النار في غزة». ودعا بو حبيب الدول العربية لدعم لبنان من اجل كبح جماح «اسرائيل» واعادة الهدوء لجنوب لبنان، كما اعرب عن امله في ان تجدد الامم المتحدة لقوات اليونيفيل في لبنان ضمن الصيغة المتفق عليها.

من جهته، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حرص بلاده على امن لبنان واستقراره وسيادته، كما اعتبر ان الاغتيالات ستؤدي الى التصعيد في انحاء المنطقة. ولفت الى ان مصر وقطر وواشنطن تبذل كل الجهود بهدف سرعة التوصل الى صفقة توقف اطلاق النار ووقف قتل المدنيين الابرياء الذي هو المفتاح للحل ولتخفيف التصعيد ومنع انزلاق المنطقة الى حرب مدمرة.

أكد وزير الخارجية المصري على موقف بلاده الثابت بضرورة معالجة القضية الاساسية، وهي القضية الفلسطينية عبر حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه ودولته، وتكون عاصمته القدس الشرقية. ولفت الى ان هذا هو الحل الجذري لانهاء الصراع الدموي وللتوصل الى امن وسلام دائم في المنطقة.

 
البيان الاميركي القطري المصري: المفاوضات جرت بأجواء ايجابية وبناءة وتم تقليص عدة فجوات
الى ذلك، وبعد انتهاء جولة المفاوضات التي حصلت امس في الدوحة وعودة الوفد «الاسرائيلي» الى «تل ابيب»، اعلن البيان الاميركي القطري المصري ان انخرط كبار المسؤولين من حكومات تلك الأطراف في محادثات مكثفة كوسطاء، هو بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. وكانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية، وفق البيان المشترك.

واضاف البيان عن الاطراف الثلاثة: في وقت سابق اليوم في الدوحة، قدمت الولايات المتحدة الأميركية، بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية لكلا الطرفين، اقتراحًا يقلص الفجوات بين الطرفين ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن فى 31 ايار 2024 وقرار مجلس الأمن رقم 2735.

وتابع البيان: «يبنى هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التى تحققت خلال الأسبوع الماضى، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق»؛ مضيفًا: «ستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين.»

وتعليقا على مسار المفاوضات، رأى الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن ان اليوم اصبحنا اقرب للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة مما كنا عليه قبل 3 ايام.

 

قيادي في حماس في لبنان لـ«الديار»: واشنطن ترواغ بالمفاوضات لاحتواء الرد الحتمي للمحور على «اسرائيل»
من جهته، كشف قيادي في حماس لـ «الديار» ان اميركا تخادع وتراوغ في المفاوضات في الدوحة في ظل رد حتمي من المحور على «اسرائيل» حيث تسعى واشنطن الى تطويقه واحتوائه من خلال اشاعة اجواء ان هناك فرصة لوقف اطلاق النار في غزة. انما الحقيقة اضحت واضحة للجميع، فالولايات المتحدة الاميركية بمناوراتها ونفاقها واهدافها غير المعلنة باتت مكشوفة، سيما ان واشنطن مستمرة في تزويد حليفتها «اسرائيل» باسلحة وذخائر ليبقى الكيان العبري قويا وقادرا على مواصلة عدوانه، سواء على حماس او على المدنيين الابرياء في غزة.

واضاف القيادي: ان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لا يصدق باي كلمة تصدر عنه، بل يكذب دائما، وخير دليل على ذلك انه الان يطالب حماس بقبول مقترح مبادئ 27 ايار الذي تراجع عنه في هذه المفاوضات الاخيرة واضعا شروطا جديدة ابرزها مواصلة سيطرة «اسرائيل» على محور فيلادلفيا ونتساريم كما لا يزال نتنياهو يضع فيتو على اطلاق سراح بعض الاسرى الفلسطينيين من السجون «الاسرائيلية».

ولفت : في لبنان ان ما يقوم به نتنياهو يدل بشكل واضح انه لا يريد التوصل الى وقف اطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن.

وفي النطاق ذاته، اعلنت مصادر فلسطينية اخرى في لبنان للديار ان فلسطينيي الداخل والخارج هم جزء من عملية طوفان الاقصى وسيقومون بما يلزم لمنع الاحتلال الاسرائيلي من تحقيق اهدافه، معتبرة ان حكومة نتنياهو هي حكومة ارهابية لا تريد القبول بصفقة وقف اطلاق النار في غزة الذي يشكل الحد الادنى لتطلبات الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان هذه الحكومة تريد مواصلة الحرب وتوريط المنطقة في حرب شاملة.

 

الجانب «الاسرائيلي»: لن ترفع «اسرائيل» قبضتها على محوري نتساريم وفيلاديلفيا
من جهة اخرى، قال مسؤول «اسرائيلي» لقناة 13 «الاسرائيلية» انه لا يزال هناك فجوات في المباحثات وان المقترح الاميركي لم يتطرق الى محور نتساريم وفيلاديلفيا، وقد بات معلوما ان «اسرائيل» لن تقبل رفع سيطرتها عن هذين المحورين. الى جانب ذلك، جاء في صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية عن مسؤول امني «اسرائيلي» ان المقترح الاميركي غير مقبول تماما بالنسبة لنتنياهو، مضيفا «من المؤسف خداع «مواطنينا» بالاوهام ولن نذهب باتجاه المبالغة بالتفاؤل بالمفاوضات.»

في الوقت ذاته، اراد نتنياهو اظهار نفسه بانه غير معرقل لمجرى المفاوضات، فاصدر مكتبه بيانا اثنى فيه على الجهود التي تقوم بها واشنطن والوسطاء في اقناع حماس بالتخلي عن رفضها لصفقة اطلاق سراح الرهائن، ومعربا عن امله في ان تؤدي الضغوط على حماس الى قبول مبادئ مقترح 27 ايار ليصبح من الممكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق. وتجدر الاشارة الى ان نتنياهو انقلب على مقترح 27 ايار ووضع شروطا جديدة للمفاوضات الجارية في الدوحة مؤخرا.

وتعليقا عن ما صدر من مكتب نتنياهو الى جانب انتقاد مسؤولين امنيين «اسرائيليين» المقترح الاميركي، اعتبرت اوساط سياسية مطلعة ان لا ازدواجية في موقف «اسرائيل»، بل معظم المسؤولين الاسرائيليين يجاهرون علنا بضرورة احترام الشروط الجديدة التي وضعتها الحكومة حول المحاور، في حين ان رئيس الحكومة يتلاعب باطالة امد المفاوضات في الدوحة حيث يضع مقترحات معينة، انما بعد وقت قصير يغير شروطه، ويضع الكرة في ملعب حماس لتظهر انها الجهة التي لم تتعاون للوصول الى اتفاق.

 

غانتس لنتنياهو: انت جبان
من جهته، دعا وزير الحرب السابق بيني غانتس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التحلي بالشجاعة لمرة واحدة وقبول اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة، بما يسهم في إعادة أسرى بلاده من القطاع. وخاطب غانتس نتنياهو ببيان قائلا:» في البداية كنت خائفا من المناورة (بدء العملية البرية في غزة)، ثم كنت خائفا من تحريك الجهد العسكري شمالا (المواجهة مع حزب الله في لبنان)، وعلى مدى أشهر كنت خائفا من متابعة خطة الرهائن (إبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار)؛ بسبب الخوف على مصير الائتلاف (الحكومي)».

وأضاف أن الوقت حان كي يتوقف نتنياهو «عن القلق على مصير الحكومة»، وأن «يهتم فقط بمصير الوطن».

 

 

 

"اللواء":

على وقع مفاوضات الدوحة بين الوسطاء وكُلٍّ من اسرائيل وحماس (ولو عبر الوسطاء) انضم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الى زميله الفرنسي ستيفان سيجورنيه، وكلاهما جاء إلى بيروت بعد الزيارة الموصوفة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بالتزامن مع انطلاق المفاوضات الخميس الماضي، التي ضربت موعداً جديداً لفرقها الفنية، قبل نهاية الاسبوع الطالع.

ولئن كانت الانظار مشدودة بالكامل الى ما يجري في الغرف المغلقة في الدوحة، في مفاوضات على مستويات عالية من كبار الأمنيين والدبلوماسيين الأميركيين والمصريين والقطريين والاسرائيليين، لإزاحة الأرق الدائم من حرب اقليمية لا تُبقي ولا تذر، اذا ما تم التوصل الى اتفاق، فإن ما كشف عنه حزب الله من منشأة بمسمى (عماد- 4) تظهر قدرات المقاومة الصاروخية الموجودة في عمق الأرض، بعنوان عماد 4، جبالنا خزائننا، وهو فيديو وزعه الاعلام الحربي في حزب الله، ويُظهر جهوزية تامة للمواجهة، مع تصوير الانفاق الضخمة والامكانات العسكرية الكبرى، والتقنيات الجديدة التي يمكن استخدامها اذا حدثت حرب كبرى، في محاولة لردع الاحتلال الاسرائيلي عن أية مغامرة، وفقا لاوساط حزب الله.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان الحراك الديبلوماسي الحاصل في لبنان لم يخرج عن الهدف المنشود له إلا وهو العمل على إرساء التهدئة وابقاء لبنان بمنأى عن أي تصعيد وسحب فتيل التفجير،  وأشارت إن هذا الحراك قد يتكثف في هذا السياق دون حسم نتائجه خصوصا أن التصعيد متواصل، معلنة ان ما يحمله الموفدون العرب والأجانب في لقاءاتهم ليس إلا تأكيدا على أهمية تجنيب البلد الحرب  وأهمية الالتزام بالقرار ١٧٠١.

وتوقعت هذه المصادر أن هذا الحراك يختلف عن غيره لأنه ينطوي على تصميم أكبر لدرء الخطر عن لبنان لأكثر من سبب ولاسيما ما يتصل باعتبارات الدول الكبرى.

واكدت المصادر ان دول الخماسية تتحرك كخلية نحل لمنع التصعيد على الجبهة الجنوبية.

 

عبد العاطي

وشملت جولة الوزير المصري الرئيسين بري وميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب.

واعتبر عبد العاطي ان التوصل لوقف اطلاق النار في غزة هو الاساس لوقف التصعيد وتخفيف حدة التوتر.

واكد بعد لقاء الرئيس بري ان امن واستقرار لبنان هو مصلحة مصرية بالمقام الاول وعربية ايضاً.

وقال بعد لقاء ساعة مع الرئيس بري: نقلت دعم وتضامن القيادة المصرية ووقوفها الى جانب لبنان حكومة وقيادة وشعباً. ولتأكيد وقف التصعيد وعدم جرّ المنطقة الى اتون حرب اقليمية شاملة.

وشارك وزير الخارجية بوحبيب في لقاء السراي مع الرئيس ميقاتي، الذي شدد على ان «لبنان يقدِّر الجهود الدولية والعربية التي تبذل من اجل وقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان».

ومن الخارجية اكد عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير بوحيب على ان مصر تدعم تنفيذ القرار 1701، وتجري اتصالات لوقف التصعيد والاعمال العدائية مرفوضة.

واثار بوحبيب ازمة النزوح السوري التي يعاني لبنان من أعبائها.

 

رسالة دعم

وسبق عبد العاطي، وكلاهما عضو في اللجنة حول الاستحقاق الرئاسي وزير خارجية فرنسا سيجورنيه، الذي انتقل الى اسرائيل مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، والذي نقل رسالة وصفها بالبسيطة هي «التأكيد على دعم فرنسا للبنان في هذه الاوقات المقلقة» معلناً  بعد لقاء الرئيس بري، الذي شكره على دعم فرنسا للبنان، ان بلاده تدعم عمل قوات اليونيفيل، وتسعى لتجديد ولايتها لسنة كاملة.

وهو الامر الذي شدد عليه الرئيس ميقاتي، وعلى اهمية التمديد لقوات الامم المتحدة في جنوب لبنان. معتصماً بثلاثية: الصبر والصمت والصلاة.

ووصف سيجورنيه، من الخارجية استمرار تبادل اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل خلال محادثات الدوحة لا يبعث برسائل جديدة، متمنيا عدم اللجوء الى التصعيد.

 

جعجع يُشعل الجبهة الداخلية

وفي تطور سياسي، اشعل سلسلة من المواقف والردود اتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الحكومة بأنها ترتكب خيانة عظمى في ما يحدث في الجنوب، لانها مسؤولة عن الشعب اللبناني.

وهاجم جعجع الجنرال ميشال عون، الذي «وضعنا في الجحيم الأدنى ومحور الممانعة يضعنا في جحيم آخر وعم يغمقلنا».

وسارع المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة الى الرد على مؤتمر جعجع، والذي اطلق سلسلة مواقف، اتهم فيها الحكومة بارتكاب الخيانة العظمى في ما يحدث في الجنوب، معتبرا ان «التنظير عن بُعد ومن علو قمة الإفتراء والتجني على الحكومة التي تقوم بواجباتها».

واجرى النائب السابق وليد جنبلاط اتصالاً بالرئيس ميقاتي، معرباً عن تضامنه معه في مواجهة تهجمات سياسية في غير محلها ولا زمانها، مؤكدا اننا على المستوى الوطني بأمسّ الحاجة الى التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الكبرى.

وردت جمعية اللجان الاهلية على جعجع فقالت: «ان جعجع تناسى انه اول من تحالف مع اسرائيل، وأول من اشعل الحرب الاهلية، وأول من ارتكب الارهاب، قتل رئيس وزراء لبنان الشهيد رشيد كرامي».

من جهته، دعا التيار الوطني الحر جعجع إلى أن يصمت و«عد الى ما تبقى من رشد لا رأفة بك شخصياً، بل بمن تمثل وبالبيئة المسيحية ولبنان، وذلك ردا على ما وصفه التيار باطلاق «سهام حقده نحو الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر».

 

محنة الكهرباء اليوم

كهربائياً، تواجه البلاد ازمة حادة اليوم اذا لم يتم تأمين الفيول، فتتوقف التغذية عن المرافق العامة كالمطار والمرفأ ومؤسات المياه والادارات الرسمية وسواها، على خلفية عدم اجتماع مجلس ادارة الكهرباء، بسبب وجود رئيس مجلس الإدارة كمال حايك في عطلة اجازة.. وضغوطات تجري لعدم اجتماع المجلس بالاعضاء الموجودين وفقا لترتيبات معينة».

وكان من المفترض ان يجتمع مجلس الادارة، ويقرر تخصيص ما يلزم من اموال موجودة لدى المؤسسة لشراء الفيول من السوق المحلي، بانتظار وصول الفيول العراقي، لكن هذا الامر لم يحصل، مما ضاعف من المخاوف».

 

الوضع الميداني

ميدانياً، هاجمت قوات الاحتلال الاسرائيلي مساء امس منزلا في بنت جبيل، كما قصفت مدفعيته بلدة كفرشوبا، وكذلك عيتا الشعب كما تعرضت بلدتا حانين ومارون الراس للقصف المعادي.

بدوره، اعلن حزب الله، امس عن تنفيذ 4 عمليات جديدة استهدفت الاولى موقع العاصي بالقذائف المدفعية، وطالت الثانية مباني يستخدمها  جنود العدو في مستعمرة تطوعة، والثالثة، استهدفت مستعمرة المطلة، اما الرابعة، فاستهدفت بمسيَّرات انقضاضية تموضعات ضباط وجنود العدو في ثكنة راوية».

 

 

 

"الأنباء":

مرّة جديدة تثبت إسرائيل عدوانيتها وحقدها على الشعب الفلسطيني الأعزل، بعد الهجوم الذي شنّه مستوطنون الليل الفائت على سكان إحدى القرى في الضفة الغربية واجبارهم على إخلاء منازلهم بالقوة قبل  إحراقها وقتل كلّ من فيها. هذه المجزرة أتت في أعقاب زيارة وزيري خارجية بريطانيا دايفيد لاهي وفرنسا ستيفان سيجورنيه للأراضي المحتلة، لحثّها على المشاركة في مفاوضات الدوحة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.

 

في المقابل، عكس الوسطاء في الدوحة تفاؤلاً، على خلاف مع عكسته المواقف الإسرائيلية، ما لا يبشّر بخرق عملي قد تحدثه المفاوضات. وستكون الأنظار متجهة الى جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة، بدءا من مساء يوم الأحد وستشمل الأراضي المحتلة ومصر وقطر.

 

داخلياً، وفي ظلّ التشجنات السياسية، عادت السجالات السياسية في وقت أمسّ ما يكون البلد بحاجة اليه هو الهدوء والوحدة فيما بين مختلف الفرقاء. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال عرضة لهجوم سياسي، الى حد اتهام الحكومة بالخيانة العظمى.

 

وعلى الأثر، أجرى الرئيس وليد جنبلاط اتصالاً بميقاتي، معرباً عن التضامن معه في مواجهة تهجّمات سياسية في غير محلها ولا زمانها، فيما نحن بأمسّ الحاجة على المستوى الوطني إلى التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الكبيرة والتحسب للأسوأ إذا حصل ضمن الإمكانيات المتاحة وبالحدّ المعقول، آملاً بموازاة ذلك أن تُترجم المفاوضات الجارية في الدوحة إلى وقف فعلي ودائم لإطلاق النار.

 

في الأثناء، وصلت رسالة دعم مصرية مهمة الى بيروت. وأكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال زيارته لبنان، ولقائه كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، دعم وتضامن بلاده مع لبنان في هذه المحنة وهذا الظرف العصيب، لافتاً إلى أنَّ بلاده لن تألوا جهداً في سبيل التوصل لوقف فوري لاطلاق النار في غزة باعتباره الأساس لوقف التصعيد والتوتر. من جانبه اعتبر الرئيس بري أن نجاح الجهود التي تُبذل في العاصمة القطرية لوقف إطلاق النار هو المدخل الأساس لعودة الاستقرار والحلول في المنطقة، وقدّر بري عالياً الجهد الذي تبذله مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف الحرب  الاسرائيلية على قطاع غزة منوهاً بالدور التاريخي الذي تلعبه مصر وتعاملها الدائم مع لبنان.

 

مصادر سياسية قرأت بالزيارات الخارجية الى لبنان دعماً وتأكيداً أن الاهتمام الدولي بلبنان موجود، وانه ليس متروكاً، مشددة عبر "الأنباء" الالكترونية على أهمية رسالة الدعم المصرية، لا سيما وأن القاهرة حاضرة في مفاوضات الدوحة ودورها مهم في مسار إرساء تفاهم وقف اطلاق النار، اليوم او في المستقبل، والذي سيكون له الانعكاس الأساسي على لبنان ووضع الجبهة الجنوبية.

 

وتوقفت المصادر عند نقطة مهمة جداً في المحطات الديبلوماسية الثلاثة هذا الأسبوع، والتي حضر فيها التمديد لقوات الطوارئ الدولية في لبنان، وسط تأكيد على انجاز هذا الأمر ما يعكس تمسكاً وتجديداً للقرار ١٧٠١ وانه لا يزال الإطار القانوني الذي يرعى الوضع جنوباً.

 

وبانتظار ما ستفضي إليه مفاوضات الهدنة في الدوحة بعد استكمالها الأسبوع المُقبل من خلال لقاءات بين مسؤولين رفيعي المستوى، يستمر العدو بممارساته الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني وفي جنوب لبنان، ممّا يدلّ بلا شكّ على أنَّ لا نية إسرائيلية بوقف الحرب على غزة والذهاب نحو اتفاق إطلاق نار وتهدئة تنعكس إيجاياً على الجنوب اللبناني في المدى القريب.

 

 

 

 "البناء":

تكشفت مفاوضات الدوحة التي جرت بين واشنطن وتل أبيب بحضور شهود عرب، كلفوا بمهمة الضغط على حماس وإرسال الوفود وإجراء الاتصالات بطهران وبيروت لطلب تأجيل الرد على كيان الاحتلال، عن مناورة أميركية إسرائيلية محورها تعديل مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لصالح طلبات وشروط بنيامين نتنياهو، تحت شعار ردم الفجوة وإحداث اختراق، ليس طرفاه كيان الاحتلال وحركة حماس، بل واشنطن وتل أبيب، وتكليف الوسيطين المصري والقطري، بمهمة الضغط على حماس لقبول شروط نتنياهو التي قبلتها واشنطن وصار اسمها مقترحات الدوحة، والأسبوع المقبل تصير ورقة الدوحة والقاهرة، وفور انتهاء الاجتماعات تحرّك وزير الخارجية المصري إلى بيروت لطلب تأجيل رد المقاومة إفساحاً في المجال أمام إنجاز اتفاق في غزة، وأجرى رئيس حكومة قطر ووزير خارجيتها اتصالاً بوزير الخارجية الإيراني للغرض ذاته، لكن حماس لم تتأخر عن إعلان موقفها، بصورة أحبطت اللعبة الأميركية رغم نجاحها بتجنيد الوسطاء العرب لمصلحتها.
ليل أمس، قال مصدر قيادي في حماس “بعد أن أبلغنا الوسطاء بنتائج مباحثات الدوحة تأكدنا مجدداً أن الاحتلال لا يريد اتفاقاً، وأن الاحتلال يواصل المراوغة والتعطيل ويتمسك بإضافة شروط جديدة لعرقلة الاتفاق، وتأكدنا أن المقترح الأميركي الجديد يستجيب لشروط الاحتلال ويتماهى معها، ولذلك نحن نؤكد التزامنا بما وافقنا عليه في 2 تموز (يوليو) والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن وندعو الوسطاء للضغط على الاحتلال وإلزامه بالذهاب إلى تنفيذ ما اتفق عليه. والتأكيد أن أيّ اتفاق يجب أن يضمن وقف العدوان على شعبنا والانسحاب من قطاع غزة. وأن أي اتفاق يجب أن يشمل أيضاً توفير الإغاثة العاجلة والتوصل لصفقة حقيقيّة لتبادل الأسرى.
في جبهة المواجهة بين المقاومة والاحتلال التي يمثل لبنان محورها، حيث يتحدّث بعض قادة الاحتلال عن نيات توجيه ضربات استباقية، بادرت المقاومة إلى الكشف عن إحدى منشآتها الصاروخيّة المسماة “عماد 4”، حيث تظهر الأنفاق العملاقة والشاحنات العملاقة والصواريخ العملاقة والصخور العملاقة، ويهدر صوت السيد حسن نصرالله بالحديث عن المقاومة العملاقة، ومحور الصورة والصوت يقول كيانكم في مرمانا، ويختم بـ “الدخان المبين”. وجاءت تعليقات كثيرة على مفاجأة المقاومة ترى التسجيل كجزء من عملية الردع والحرب النفسيّة، وكان أبلغ التعليقات أورده موقع سروجيم وقال: “إنه سلاح القيامة”.
في دمشق جولة لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان تضمنت لقاء بالقيادات الحزبية، تحدّث خلاله حردان عن المرحلة الراهنة وتحدياتها، وقال إن من يقف مع سورية يشعر بالفخر ولن يعرف إلا النصر.

وفيما استمرّت مفاوضات الدوحة لليوم الثاني على التوالي وسط تضارب في المعلومات حول تحقيق اختراقات في جدار الشروط المتقابلة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، كشف حزب الله عن مفاجأة جديدة تُضاف إلى مفاجأة مسيّرة «الهدهد» بأجزائه الثلاثة حملت رسائل ردع إضافيّة للعدو الإسرائيليّ من مغبة شنّ حرب واسعة على لبنان.
وتحت عنوان “عماد 4 جبالنا خزائننا”، نشر الإعلام الحربي في المقاومة فيديو يظهر مدينة تحت الأرض حيث تعبر شاحنات محمّلة بالصواريخ.
ووفق ما نشر موقع “العهد” فإن المقطع المُعلن استثنائيّ من حيث المضمون والتوقيت ويتبيّن أنه عبارة عن عرضٍ لمنشأة عماد 4 العسكرية الواقعة بحسب ما كُشف في الجبال، حيث الآليات العسكرية والصواريخ الدقيقة تظهر بشكل واضح.
– مدى السريّة العالية التي تحيط بمكان تموضع هذه القدرات، فمن الجليّ أن المنشأة الموجودة في عمق الأرض ليست فقط بعيدة عن القدرات الاستعلاميّة المعادية، بل أيضًا توفّر الحماية اللازمة والكافية حيال الاستهدافات المُعادية.
– خصوصيّة المكان وحصانته تُتيحان تحييد هذه القدرات عن أيّ ضربات استباقية من العدو ويضمنان توفر استخدامها المؤكد في أيّ استحقاق عملياتيّ للمقاومة، كما يؤكد أن أيّ ضربة استباقيّة للمقاومة ستكون فاشلة، وسيكون لدى المجاهدين دائمًا كامل القدرة للردّ القاسي والمدمّر، وهي قدرة “الضربة الثانية”، كما تُسمّى في العلوم الاستراتيجية.
– تقول المقاومة في المقطع، إن المنشأة تحمل الرقم “4”، ممّا يشي بأنها واحدة من سلسلة منشآت، قد تكشف لاحقًا عن حلقات أخرى منها.
– يُظهر الفيلم مدى الراحة العملياتيّة التي يعمل فيها المجاهدون تحت الأرض في المنشأة، والتي هي بحجم مدينة، وليس معلومًا أين تبدأ وأين تنتهي وبماذا تتصل.
وبلغةٍ مباشرة، تعلن المقاومة من خلال فيلم عماد 4 أن:
– قدراتها ولا سيّما الصاروخية في أتمّ الجهوزية للدفاع عن لبنان.
– لا تخشى الذهاب إلى الحرب، بل هي مستعدّة لها إذا ما قرّر العدو الذهاب ‏بعيدًا في التصعيد والعدوان.
– ما كُشف هو جزء بسيط من قدراتها وإمكاناتها وخصوصًا ‏على صعيد الصواريخ الدقيقة.
على صعيد التوقيت، يتزامن عرض هذا الشريط مع المفاوضات الجارية حاليًا في الدوحة، ويعقب زيارة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت.‏
وبحسب خبراء عسكريين فإن الفيديو يكشف عن رسالة ردع جديدة ويرتبط توقيت نشره بأمرين: الأول احتمال ذهاب “إسرائيل” للردّ الموسع على لبنان بحال رد حزب الله على اغتيال القياديّ فؤاد شكر، والأمر الثاني يرتبط باحتمال شن “إسرائيل” ضربة استباقية ومفاجئة على لبنان لاستدراج الحزب والمنطقة للحرب الشاملة. وهذا ما كشف عنه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت منذ أيام بأن الحكومة الإسرائيلية كانت تنوي شن عدوان على لبنان، لكن ألغي في اللحظات الأخيرة.
ويشير الخبراء لـ”البناء” الى أن ما كشفه الفيديو هو جزء من قدرات حزب الله الصاروخية والتسليحية التي سيستخدمها في أي حرب مقبلة وأيضاً جزء من استعدادات حزب الله للحرب المفتوحة أو الشاملة، حيث حملت رسائل للحكومة الإسرائيليّة بأن حزب الله يملك ترسانة صاروخية قادرة على ضرب أي هدف في “إسرائيل” وإمكانية كبيرة لتفادي منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية ما يمنح مصداقية إضافية لتهديدات السيد حسن نصرالله الأخيرة. كما أن محتوى الفيديو يُعدّ حرباً نفسية ومعنوية إضافية على القيادة الإسرائيلية والجبهة الداخلية، وسيجعل “إسرائيل” تحسب ألف حساب قبل اتخاذ قرار الحرب الشاملة على لبنان.
وتفاعل جمهور المقاومة مع فيديو منشأة “عماد 4” الذي نشره الإعلام الحربيّ في المقاومة، حيث عبّر الناشطون عبر منصة “إكس” عن ثقتهم في قدرات المقاومة وما تحمله من مفاجآت للعدو الصهيونيّ.
وكان لافتاً تعليق السفارة الإيرانيّة في بيروت على الفيديو، معتبرة أنه “في اللغة الفارسية، نطلق على المنشآت الصاروخيّة الموجودة تحت الأرض وداخل الصخور والجبال “مدن الصواريخ”.
وأضافت: “هذه المدن الصاروخيّة موجودة في جميع أنحاء جغرافية إيران العزيزة، وهي تزرع الرعب في قلوب أعداء إيران. يمكننا، إذا لزم الأمر، مهاجمة العدو من أي نقطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وقد فسر الخبراء هذا التصريح على أنه إشارة الى أن أي حرب إسرائيلية شاملة على لبنان ستؤدّي إلى دخول إيران على خط إطلاق الصواريخ على “إسرائيل”.
وأحدث الفيديو ضجة وصدمة واسعة في كيان الاحتلال، حيث انشغل المحللون والخبراء بقراءة أبعاده العسكرية والأمنية والسياسية، حيث علّقت صحيفة “إسرائيل هيوم” بالقول: “حزب الله عرض في الفيديو توثيقات من داخل أنفاقه. ويظهر في الفيديو مقاتلون على دراجات ناريّة إضافة إلى قافلة شاحنات مع تجهيز تمرّ بسهولة في النفق”.
بدورها، رأت القناة 14”الإسرائيلية” أن البنية التحتيّة تحت الأرض تظهر على أنها خطيرة وواسعة في الفيديو الذي نشره حزب الله، حيث يوجد عدد كبير من الشاحنات المحمّلة بالصواريخ والتي يمكن إطلاقها دون أن يتمّ كشفها. وقالت صحيفة معاريف إن “حزب الله يكشف للمرة الأولى عن مدينته تحت الأرض، شاحنات جاهزة لإطلاق الصواريخ”. فيما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن حزب الله نشر فيديو تهديدياً جديداً كشف فيه عن منشأة تحت الأرض تسمّى “عماد 4” تنطلق منها الصواريخ، مشيرة إلى أن “الأنفاق العملاقة مجهّزة بأجهزة كمبيوتر وإضاءة وحجم وعمق يسمح بسهولة بمرور الشاحنات وبالطبع الدراجات النارية”.
وفيما كان لافتاً تركيز الإعلام الأميركي والغربي على إشاعة مناخ إيجابيّ عن نتائج المفاوضات للاستمرار بتعطيل رد محور المقاومة، أفادت شبكة “سي بي أس نيوز” الأميركية بأنّ “التقييمات الأميركية تُشير إلى أنّ إيران لن تسعى إلى تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب بين حماس و”إسرائيل””. ولفتت الشبكة نقلاً عمّا أسمته “مصادر متعددة في المنطقة” أنّ “الحكومة الإيرانية تواصل المناقشة الداخليّة حول ما إذا كانت ستستخدم القوة العسكريّة كما فعلت في هجوم 13 نيسان الماضي، عندما أطلقت مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه “إسرائيل”، أو ما إذا كانت ستجري عمليّة استخباراتيّة سريّة، فيما تُقدّر الولايات المتحدة أنّ حزب الله قد يشنّ هجوماً من دون سابق إنذار أو تحذير”.
إلا أن أوساطاً مطلعة في فريق المقاومة تشير لـ”البناء” الى أن قرار الردّ متخذٌ وبات بيد الميدان ولا يمكن تحديد توقيت ولا وضع مهلة لمحور المقاومة لذلك، وليس ضرورياً أن يرتبط بنتائج المفاوضات القائمة في الدوحة، لكن يرتبط بالدرجة الأولى بمعادلات الردع في المنطقة وموازين القوى بين محور المقاومة من جهة والمحور الأميركي الإسرائيلي من جهة ثانية، لا سيما أن محور المقاومة لن يسمح المساس بهذه التوازنات الإقليمية مهما كلّف الثمن وحتى لو ذهبت الأمور الى تصعيد لحد الحرب الإقليمية.
وفي سياق ذلك، أكّد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “المقاومة عند التزامها الردّ على العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية وعلى ما ارتكبه العدو من جريمة فيها، فإن هذا التزام ثابت، ورد المقاومة آتٍ، ولكن وفق التوقيت الذي تختاره المقاومة، لأن ساعتها لا تعمل وفق حسابات محللين أو ناشطين، فتوقيتها هو على ساعتها، وليس على ساعة الموقّتين أياً كان هؤلاء. وبالتالي، فإن كيفية الرد وتوقيته، وبأي أسلوب، هو عند صاحب القرار، أي عند قيادة هذه المقاومة التي تحدّد كيفية تطبيق التزامها، وكيفيّة الردّ بمعزل عن كل ما يُكتب ويُقال، ومهما طال الوقت أو قصُر، فهو التزام قائم”.
على الصعيد الدبلوماسيّ، وبعد زيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه إلى لبنان لمحاولة وقف ردّ حزب الله، حطّ وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي في بيروت آتياً من القاهرة.
والتقى الوزير المصريّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة. وثمّن الرئيس برّي عالياً الجهد الكبير الذي تبذله جمهورية مصر العربية والرئيس عبد الفتاح السيسيّ لوقف الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة. وأكد التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصر، باعتبار أن الجذر الحقيقيّ للصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
بدوره قال عبد العاطي، بعد اللقاء الذي استمرّ زهاء ساعة: “أكدت للرئيس بري إدانة مصر لكافة السياسات الاستفزازيّة بما في ذلك انتهاك سيادة لبنان، ونؤكد مرة أخرى على دعم مصر لوحدة لبنان وسلامة أراضيه وسيادته، وأن اي انتهاك لهذه السيادة هو أمر مدان والعدوان على الضاحية الجنوبية للعاصمة الحبيبة بيروت أمر مرفوض وأدناه سابقاً بشدة”.
كما زار الوزير المصريّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتمّ البحث في العلاقات بين لبنان ومصر والجهود المبذولة لوقف التوترات في المنطقة، وشدّد ميقاتي على أن لبنان يجدد التزام تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 بالكامل، والمطلوب الضغط على “إسرائيل” لتطبيق القرار ووقف عدوانها على لبنان”.
إلى ذلك، وبعدما زار لبنان منذ أيام، أشار وزير الخارجيّة الفرنسي ستيفان سيجورنيه، خلال مؤتمر مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، إلى أننا “أبلغنا رسائل لكل الأطراف في المنطقة لخفض التصعيد، وخلال زيارتي للبنان أرسلت الرسائل نفسها لإيران وحزب الله لتجنب حرب كبرى”. ولفت وزير الخارجية الفرنسي، إلى أننا “أخبرنا الإسرائيليين أن أي أعمال عنف قد تقوّض محادثات وقف إطلاق النار وهو أمر غير مقبول”، مضيفاً “نحن هنا لإجراء محادثات دبلوماسية ولا مجال لحديث بشأن الرد الانتقامي الإيراني”.
ميدانياً، أغار طيران جيش الاحتلال الاسرائيلي، على عيترون مطلقًا صاروخي جو – أرض، وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة الإسرائيلية التي طالت بلدة عيترون أدّت إلى استشهاد شخص وإصابة شخص آخر بجروح. واستهدف قصف مدفعي فوسفوري إسرائيلي الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة ميس الجبل (محيط طريق الجدار ودرب الحورات) ما أدى الى اندلاع حريق في المكان.
في المقابل، استهدفت المقاومة دشمة يتموضع فيها ‏جنود العدو في موقع بركة ريشا ‏بالأسلحة الموجّهة وأصابتها إصابةً مباشرة وأوقعت فيها إصابات ‏مؤكدة. كما استهدفت انتشارًا لجنود ‏العدوّ في محيط ثكنة ميتات ‏بالأسلحة الصاروخيّة وأصابته إصابةً مباشرة، وانتشارًا آخر لجنود ‏العدوّ في محيط ثكنة ميتات ‏وموقع العاصي بالقذائف المدفعية.
وردّ مجاهدو المقاومة على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة باستهداف مبان يستخدمها جنود العدو في مستعمرة “نطوعة”. وشنّوا هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتائب ‏المدرعات التابع للواء 188 في ثكنة “راوية”، وقصفوا مباني يستخدمها جنود العدو ‏”الإسرائيلي” في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة.
سياسياً، وفي موقف يتماهى مع الضغوط الأميركية الغربية على لبنان، اعتبر رئيس حزب القوات سمير جعجع أن “الحكومة اللبنانية ترتكب خيانة عظمى في ما يحدث في الجنوب، لأنها مسؤولة عن الشعب اللبناني، حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال”، مشيراً الى ان “المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين وصل حاملاً معه مقترحات، وجال على عدد من المسؤولين، لكنه يأخذ الجواب من حزب الله عبر وسطاء”.
ورد المكتب الإعلامي لميقاتي على جعجع بالقول: “إذا كان من حق جعجع وسواه إطلاق الموقف الذي يريده والقيام بالدور المعارض، فهذا لا يعني على الإطلاق القبول بإطلاقه أحكامًا باطلة واستخدام تعابير ربما سقط عن “الحكيم” معناها القانوني والدستوري الحقيقي، خصوصاً أنه على علم بالكثير من المعطيات ومنها ما هو ناتج عن تراكمات سابقة ليست الحكومة الحالية مسؤولة عنها”.
وقال: “إذا كان ما يعتبره جعجع حلاً سهل التطبيق بعيداً عن المواقف الإعلامية، فليصارح الناس لماذا لم يتم تنفيذ ما قاله وحلّ القضايا العالقة منذ سنوات؟”، مضيفًا “أن التنظير عن بُعد ومن عُلو، رغم معرفة الظروف الدقيقة التي تعمل فيها الحكومة والمعطيات غير الخافية على أحد، هو قمة الافتراء والتجنّي”.
ودخل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خط السجال، حيث أجرى اتصالًا بالرئيس بميقاتي، معربًا عن “التضامن معه في مواجهة تهجّمات سياسية في غير محلها ولا زمانها، فيما نحن بأمسّ الحاجة على المستوى الوطني إلى التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الكبيرة والتحسب للأسوأ إذا حصل ضمن الإمكانيات المتاحة وبالحد المعقول”، بحسب بيان وزّعته مفوضية الإعلام في “التقدمي".

 

 

 

"الشرق":

يشهد لبنان هذا الاسبوع زحمة موفدين، فبعد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، والموفد الاميركي آموس هوكشتاين، حط اليوم في بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي. وكان قد سبقهم الأسبوع الماضي وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي برفقة وزير الدفاع جون هيلي. مجمل الزيارات تركز على وجوب خفض التصعيد وتجنّب الحرب الشاملة، فهل يتجاوب لبنان وتقوم سلطته السياسية بواجباتها الوطنية لحماية البلد وشعبه ام تبقى منصاعة لإرادة حزب الله؟

عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم يؤكد لـ»المركزية» ان «هذه الزيارات تدل على ان لحظة الخطر اقتربت جداً، كما تدلّ على اصرار دولي على ألا تتوسع الحرب، لأن من الواضح ان التسويات لم تتبلور بعد، في ظل إصرار اسرائيل على نيلها تسويات تريحها أمنياً على كل الجبهات، في وقت نجد طرف محور الممانعة مُحرَجا جداً أمام الضربات التي تلقاها، ومحرجا أمام قواعده، يريد اي إخراج ولو مسرحي لحفظ ماء الوجه. إلا ان هذه المسألة غير مؤمَّنة. فقد تكون مسرحيته مدروسة ومحددة، لكنّ اسرائيل قد تستغلها للقيام بضربة كبيرة وتندلع الحرب بشكل اوسع، وهذا ما لا تريده القوى الدولية».

ماذا عن تفاؤل هوكشتاين، يجيب: «هذا ليس تفاؤلاً، بل نية للتفاؤل. ليس من شيء مؤمَّن حتى الساعة، لكن من الواضح ان الإدارة الأميركية الحالية تعمل كل ما في وسعها كي لا تندلع حرب شاملة، لأنها تضرها في انتخاباتها الرئاسية. لذلك، ما تمكَّن من القيام به الاميركيون حتى اليوم، هو عدم توسّع الحرب، لكن لم يقضوا على إمكانية توسّعها».

هل يمكن ان يقدّم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة هدية للرئيس الاميركي جو بايدن: «الإدارة الأميركية الحالية أصبحت ضعيفة جداً، ودول المنطقة إقليمياً قد تفضّل انتظار إدارة أميركية جديدة كي تتفاهم معها. إذاً ما زلنا مستمرين في عملية استنزاف. ما يعنينا في لبنان، هو اننا نعيش في حرب استنزاف، أكانت محدودة كما نرى منذ عشرة أشهر حتى اليوم او ان توسعت. لأن في كل الاحوال، كلبنانيين، نتلقى الاضرار والمأسي والكوارث، وندفع ثمن حروب ايران في المنطقة. لذلك، أهم ما ينقذ لبنان ويبعده عن هذا الشر هو رضوخ حزب الله للشراكة اللبنانية وتراجعه عن التضحية في لبنان من أجل المفاوض الايراني».

وعن الملف الرئاسي، يعتبر كرم ان «حزب الله لن يفتح هذا الملف إلا عندما نوافق على انتخاب مرشحه، وهذا لن يحدث».

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

اتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «حزب الله» بأنه يرفض تطبيق القرار الدولي 1701، قائلاً إن الحكومة «تلعب دور كشافة رسائل وجمعية خيرية، وتردد ما يقوم به الحزب»، داعياً إلى «تطبيق القرار 1701 كاملاً بمراحل متعددة، بدءاً من انسحاب (حزب الله) لمسافة 8 أو 10 كيلومترات، وتسلّم الجيش اللبناني هذه النقطة».

وجاء تصريح جعجع في ظل حراك دبلوماسي متواصل لتطويق فرص توسع الحرب القائمة في الجنوب. ووصل إلى بيروت خلال 3 أيام، 3 موفدين، هم المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، فضلاً عن اتصال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، هاتفياً.

 

عبد العاطي في بيروت
واستهل عبد العاطي زيارته إلى بيروت، الجمعة، بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري، الذي أكد «التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصر، باعتبار أن الجذر الحقيقي للصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة»، وفق ما أفادت رئاسة البرلمان.

ورأى بري أن «نجاح الجهود التي تبذل في العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار هي المدخل الأساسي لعودة الاستقرار والحلول في المنطقة».

من جهته، أكد عبد العاطي أن «أمن لبنان واستقراره هما مصلحة مصرية في المقام الأول، وهو أيضاً مصلحة عربية نعمل على صيانتها، ونحرص أيضاً على المحافظة عليها». وأكد «أهمية وقف التصعيد وعدم جرّ المنطقة إلى أتون حرب إقليمية شاملة»، لافتاً إلى أن «مصر تبذل كل جهد ممكن لوقف هذا التصعيد والعمل قدر الإمكان وبأسرع وقت ممكن للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

وأكد «إدانة مصر لكل السياسات الاستفزازية، بما في ذلك انتهاك سيادة لبنان»، مجدداً تأكيده «دعم مصر لوحدة لبنان وسلامة أراضيه وسيادته، وأن أي انتهاك لهذه السيادة هو أمر مدان»، مضيفاً أن «العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت أمر مرفوض وأدانه سابقاً بشدة، وكذلك سياسة الاغتيالات مرفوضة تماماً». وتعهد بأن القاهرة «لن تألو جهداً في سبيل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، باعتباره هو الأساس لوقف التصعيد وتخفيف حدة التوتر».

 

جعجع
وتعرضت الحكومة اللبنانية لانتقاد المعارضة، على خلفية دورها في هذه الحرب، ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «على الحكومة أن تأخذ موقفاً انطلاقاً من المصلحة اللبنانية العليا، ولا يمكن أن تكون صدى لما يقوم به (حزب الله)».

وأكد جعجع في مؤتمر صحفي الجمعة، أنه «إذا طبقنا القرار الـ1701 نصبح في وضع أفضل بكثير من الوضع الحالي». وقال: «بعض الأذكياء من محور الممانعة، يقولون إن إسرائيل لا تريد تطبيق الـ1701، لكننا جميعنا نعلم أنهم هم من لا يريدون تطبيقه».

وأضاف: «في الوقت الحاضر، وصل آموس هوكستين حاملاً معه مقترحات، وجال على عدد من المسؤولين، لكنه يأخذ الجواب من (حزب الله) عبر وسطاء». ورأى أن «الحكومة اللبنانية ترتكب خيانة عظمى فيما يحدث في الجنوب؛ لأنها مسؤولة عن الشعب اللبناني، حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال».

ورأى جعجع أن «الحكومة تردد ما يقوم به الحزب، فهي تلعب دور كشافة رسائل من جهة وجمعية خيرية من جهة أخرى، على الرغم من أنها مسؤولة عن الشعب اللبناني، ولديها تفويض من الشعب»، مضيفاً: «حتى الآن، هناك 550 قتيلاً وشهيداً في الجنوب، وهذه كارثة». وتابع: «أنا لست في خصومة مع الحكومة اللبنانية الحالية، لكن من خلال رؤيتي للأمور، أرى أن الحكومة لا تتصرف كما يجب. وفي الوضع الحالي، الشعب اللبناني في حالة ترقب».

 
تطبيق القرار 1701
ودعا جعجع الحكومة اللبنانية لأن «تتسلم زمام الأمور كما يجب»، مضيفاً: «علينا البدء بتحديد المسؤوليات، لذلك على الحكومة أن تتابع الأمور مع هوكستين لتسأله عن اقتراحه، وهو تطبيق القرار 1701 كاملاً بمراحل متعددة، بدءاً من انسحاب (حزب الله) لمسافة 8 أو 10 كيلومترات واستلام الجيش اللبناني لهذه النقطة. بعدها، على الحكومة أن تتخذ قراراً وطنياً، فهذه الحكومة يجب ألا تكون مجرد تابع، وتردد صدى ما يفعله ويقوله (حزب الله)».

وأكد أن «مصالح الشعب اللبناني لا تتحقق من خلال ربط قضية لبنان بقضية غزة عسكرياً، لأن ذلك خطأ كبير».

وقال جعجع إن «(حزب الله) يساند استراتيجية إيران في المنطقة، وبكل الأحوال، لا يستطيع الحزب أن يتصرف بإرادة الشعب اللبناني رغماً عنه». وحمّل الحكومة اللبنانية «المسؤولية، لأنها يجب أن تتخذ موقفاً من هذا الموضوع، وأن تتحمل مسؤوليتها كاملة».

 

رد ميقاتي
ورد ميقاتي على جعجع، عادّاً أنه أطلق «أحكاماً باطلة واستخدام تعابير ربما سقط (عنه) معناها القانوني والدستوري الحقيقي، خصوصاً أنه على علم بكثير من المعطيات، ومنها ما هو ناتج من تراكمات سابقة ليست الحكومة الحالية مسؤولة عنها. ورأى في بيان لمكتبه الإعلامي أن «التنظير عن بعد ومن علو، رغم معرفة الظروف الدقيقة التي تعمل فيها الحكومة والمعطيات غير الخافية على أحد، هو قمة الافتراء والتجني».

وقال: «إن الحكومة تبذل كل ما هو مطلوب من عمل لتجاوز الصعوبات، وهي لم تقصر في أي أمر يتعلق بأي ملف، لا سيما بالنسبة إلى إيجاد حل للوضع في الجنوب ومعالجة تداعياته المباشرة وغير المباشرة. وعلى جميع القيادات السياسية، موالين ومعارضين، التعاون والتعاضد لتمرير المرحلة الصعبة، بدل تكرار المواقف والاتهامات التي لا فائدة منها سوى زيادة الشرخ بين اللبنانيين وتعميق الخلافات من دون الوصول إلى حل».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية