افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 18 أغسطس 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 18 24|08:45AM :نشر بتاريخ
النهار
طغى خبر غرق لبنان في العتمة الشاملة على كل التطورات وحتى الميدانية منها المتصلة بالمواجهات الجارية في جنوب لبنان رغم تسجيلها تطورات دامية في الساعات الأخيرة. فقد حصل ما كان متوقعاً منذ مطلع الأسبوع بما عكس عجز كل الجهات المعنية من الحكومة ووزارتي الطاقة والمال ومصرف لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان عن استدراك هذا المحظور وانقطع التيار الكهربائي انقطاعاً تاماً شاملاً عن كل المناطق اللبنانية بعدما أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان ظهر أمس "خروج آخر مجموعة إنتاجية لمعمل الزهراني متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل قسرياً جراء نفاذ خزين المعمل من مادة الغاز أويل بالكامل، ما أدى بنتيجته إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليًا على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)". وهي إحدى "المآثر" التي تسجل للإدارة الرسمية الحكومية والوزارية والكهربائية إذ تساوت جميعها أمام حقيقة العجز وتبادل رمي كرة التبعات والمسؤوليات عن عدم تامين الفيول والتسبب دوريا في جولات التعتيم في زمن الفراغ وتصريف الأعمال.
أما في ما يتصل بالوضع في الجنوب، فإن تفاقم التدهور الميداني بدا متوقعاً بعد الغموض الواسع الذي ساد عقب جولة المفاوضات في الدوحة وانتظار ما سيحدث في الجولة التالية المقررة في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل. وفيما ترددت بقوة أصداء المجزرة الدامية لغارة إسرائيلية على وادي الكفور في النبطية مودية بعشرة ضحايا من التابعية السورية، أفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن ميقاتي أجرى اتصالاً بوزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي كان في تل أبيب أول من أمس، "تم خلاله البحث في التطورات الامنية المستجدة في الجنوب وضرورة تكثيف الجهود لوقف دورة العنف. وشدد رئيس الحكومة على ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي لوقف استهدافه المباشر للبلدات والقرى الجنوبية ما يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى ودمار شديد. وأبدى خشيته من أن دورة العنف الحالية قد تتسبب بتصعيد لا تحمد عقباه. بدوره، أكد وزير خارجية بريطانيا أنه سيكثف اتصالاته الديبلوماسية لوقف التصعيد ومنع تفلت الأمور على نطاق أوسع".
ورد "حزب الله" أمس على غارة الكفور مستهدفاً مستوطنة جديدة فيما استمرت العمليات الاسرائيلية التي تستهدف عناصر الحزب. وقد استهدفت مسيرة بعد الظهر دراجة نارية في منطقة قدموس شرق صور واعلنت وزارة الصحّة سقوط قتيل في الغارة على صور. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل علي كساب القيادي في وحدة الرضوان التابعة لـ"حزب الله" في غارة صور". ونعى "حزب الله" لاحقاً حسين ابراهيم كساب "ملاك" من بلدة طيردبا وسكان بلدة برج الشمالي في جنوب لبنان.
وجاء ذلك عقب غارة إسرائيلية استهدفت فجر السبت مبنى في وادي الكفور بالنبطية، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص من عائلة سورية من بينهم امرأة وطفلاها وإصابة خمسة بجروح من بينهم إثنان إصاباتهما حرجة. وزعم المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي أن الجيش "أغار على مبان عسكرية ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان".
في المقابل، اعلن "حزب الله" أنه "ورداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا في بلدة الكفور، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى مدنيين من الجنسية السورية أدخلت المقاومة الإسلامية على جدول نيرانها مستعمرة اييليت هشاحر وقصفتها". أيضاً، استهدف تموضعاً للجنود الاسرائيليين في موقع المرج بمحلقتين انقضاضيتين وأصابه بشكل مباشر. واعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين جروح أحدهما خطيرة في مسكاف عام نتيجة سقوط قذيفة أطلقت من لبنان. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصابين إثر انفجار مسيّرة أطلقها "حزب الله" نحو راميم ريدج الحدودية.
إلى ذلك، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أرقام مقلقة، إن أكثر من 110 آلاف شخص نزحوا من جنوب لبنان منذ تشرين الأول مع استمرار تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله". وأوضح المكتب في آخر تحديث له أن 35 في المئة من النازحين أطفال. وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن نحو 150 ألف شخص ما زالوا في المناطق الحدودية. وتابع المكتب: منذ تشرين الأول 2023، تم الإبلاغ عن 16 هجوماً إسرائيلياً على مراكز الرعاية الصحية، ومقتل 21 مسعفاً بقصف إسرائيلي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وتم تسجيل أضرار جسيمة في البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والطرق في جنوب لبنان. وأكد المكتب أن 23 في المئة من السكان يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي، بعد أن كانت نسبتهم 19 في المئة في آذار 2024. وشدد على أنه وشركاء الأمم المتحدة يواصلون تكثيف جهود الإغاثة، دعماً للاستجابة التي تقودها الحكومة، لكن هناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي. وأوضح أن الشركاء الإنسانيين يحتاجون إلى 110 ملايين دولار للاستجابة المستمرة لاحتياجات الأشخاص المتضررين من النزاع حتى نهاية العام.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن عدد مقاتلي "حزب الله" الذين قضوا منذ بدء التصعيد في الثامن من تشرين الأول 2023، غداة اندلاع الحرب في غزة، فاق العدد في حربه الأخيرة مع إسرائيل في تموز 2006. وأدى التصعيد عبر الحدود إلى سقوط 570 شخصاً على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 118 مدنياً وأكثر من 370 مقاتلاً من "حزب الله". وفي عداد الضحايا أيضاً العشرات من عناصر تنظيمات حليفة لـ"حزب الله" من ضمنها حركة "حماس"، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استناداً إلى السلطات اللبنانية وبيانات نعي "حزب الله" والمجموعات الأخرى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن السلطات الإسرائيلية مقتل 22 عسكرياً و26 مدنياً على الأقل في اسرائيل منذ بدء التصعيد.
وقد نعى "حزب الله" أيضاً 25 مقاتلاً قضوا في سوريا منذ بدء التصعيد مع إسرائيل على وقع الحرب في غزة. وبحسب بيانات نعي "حزب الله"، يتحدر نحو 320 من مقاتليه الذين قضوا من قرى وبلدات في جنوب لبنان، بينهم العشرات من قرى تقع على خط المواجهة الأمامية مع إسرائيل. ويتحدر قرابة ستين مقاتلاً من منطقة البقاع (شرق) الحدودية مع سوريا. وفي عام 2006، لم يتجاوز عدد مقاتلي "حزب الله" الذين قضوا خلال حرب تموز ، الـ300، وفق مصدر مقرب من "حزب الله" فضل عدم الكشف عن هويته.
الديار:
هزّت المقاومة اللبنانية البارحة مضاجع العدو الإسرائيلي عبر هجوم صاروخي مكثف قامت به وحدات من حزب الله طال مناطق الجليل الأعلى والجولان وصولا الى صفد، كما والمُستوطنات الإسرائيلية التي لم يتم إخلاؤها. وأفادت «القناة 12 الإسرائيلية» عن إنفجار طائرة مسيرة في «مرغليوت» بالجليل الأعلى مما إستدعى سيارات إسعاف سارعت إلى محيط مفترق «محانيم» لنقل الإصابات جراء الهجوم الصاروخي. هذا الهجوم دفع السلطات إلى توجيه نداء إلى المستوطنين بإخلاء الجليل الأعلى.
وكان حزب الله قد نشر فيديو مُصوّر عنونه «جبالنا خزائننا « يُظهر فيه قدراته الإستراتيجية الصاروخية موجّهًا رسالة واضحة وقوية للعدو. وبحسب خبير عسكري، ما أظهره حزب الله من فيديو عماد-4، ما هو إلا جزء بسيط مما حضّر له الحزب والمقاومة على مر عقدين من الزمن. هذا الأمر دفع العدو إلى إعادة حساباته بعد هذا التعميق الكبير في عملية الردع التي يقوم بها حزب الله ضدّ جيش كان يُعتبر «الجيش الذي لا يُقهر» ولكن قدرات المقاومة أثبتت أنه أوهن من «بيت العنكبوت».
ويُضيف الخبير العسكري أن إعادة الحسابات لدى العدو تظهر من خلال الإنقسام الكبير بين مكونات العدو نفسه حيث يرى بعض المسؤولين في الكيان الإسرائيلي أن هذا الفيديو يُشكّل «أداة إقناع» إضافية عن محدودية قدرة إسرائيل على الغوص في المُستنقع اللبناني وأن لبنان ليس غزّة كما يتصوّر البعض، أي الثنائي المُجرم سموتريتش وبن غفير المتعطشين للدماء بالإضافة إلى نتنياهو المُنتهية صلاحيته السياسية والمدنية. وعلى هذا الأساس، تزداد الضغوطات الداخلية والدولية على الكيان العبري لإتمام صفقة تشمل وقف إطلاق النار وتبادل السجناء بين حركة حماس وإسرائيل.
ويُضيف الخبير أن الصراع بين مؤسسات العدوّ كبرت لدرجة أنها خرجت إلى العلن بدليل رغبة نتنياهو إقالة وزير دفاعه. ويستند مُعارضو الحرب إلى أن التجارب السابقة خصوصًا في الصراع مع حزب الله بائت كلها بالفشل وبالتالي لا داعي لتوريط إسرائيل في مُغامرة عسكرية خاسرة كما وتوريط المنطقة ككلّ.
على هذا الصعيد، يقول سياسي مُخضّرم في تصريح لجريدة الديار، أن الديموقراطيين المُنخرطين في أشرس المعارك الانتخابية، لا يُريدون إفساد التقدّم الذي أحرزته كاميلا هاريس على منافسها دونالد ترامب خصوصًا بعد إنسحاب جو بايدن الذي كان يُشكّل ورقة خاسرة لهم إستطاعوا التخلّص منها بسرعة وهم قادرون على التخلّص من نتنياهو بسهولة إذا ما عارض رغبتهم بعدم إقحام الولايات المُتحدة الأميركية في مُغامرة في وقت تستعرّ فيه المنافسة على الرئاسة الأميركية.
وبحسب السياسي الُمخضّرم، ما قدّمه حزب الله البارحة في الفيديو الذي أطلقه دعم توجّه الديموقراطيين والإدارة الأميركية أن أي خطأ في التقدير سيورّط الولايات المُتحدة الأميركية في خيارات عسكرية هي بالغنى عنها في هذه اللحظة. وعن وجود الترسانة الأميركية الضخمة في البحر والتي من المفروض أنها موجودة للدفاع عن إسرائيل، يقول السياسي أن هذا الوجود هو وجود ردّعي ولا نية على الإطلاق لدى الأميركيين في الدخول في الحرب. وبما أنهم لا يثقون بإدارة نتنياهو للملف ونظرًا إلى الإنقسامات الإسرائيلية الداخلية، هناك مخاوف من أن تتسارع الأمور بشكل كبير قد يؤدّي إلى خسائر فادحة على إسرائيل وهو ما جعل الأميركيين يستبقون الأمور عسكريًا من خلال وجود وازن وكبير بهدف ردع محور المُقاومة، وديبلوماسيًا من خلال لجم نتنياهو واليمين المُتطرّف من خوض أي مُغامرة عسكرية.
ويُضيف السياسي أن توقيت إطلاق فيديو «عماد-4» يأتي في ظل إحتدام المُحادثات في الدوحة وهو عنصر يُمكن إستخدامه في هذه المفاوضات خصوصًا أن الفيديو يأتي ضمن عدّة خطوات قام بها حزب الله (هدهد1 وهدهد2) وخطوات سيقوم بها لاحقًا مُظهرًا أن إستهداف العدو لعناصر من حزب الله لا يُغيّر شيئًا في معادلة إستطاع الحزب منذ العام 2006 تغييرها بحكم الواقع خصوصًا من باب قدرته العسكرية الحالية على إستهداف مُنشآت إستراتيجية لدى العدو كان من الصعب سابقًا الوصول إليها بسبب القبة الحديدية والتفوق الجوي.
إلى هذا وضمن قواعد الإشتباك (التي توسعت مؤخّرًا) تعرضت أمس أطراف بلدة مارون الراس وحرج كونين والمنطقة الواقعة بين بلدتي حداثا والطيري لقصف مدفعي من العدو الإسرائيلي. وطاول القصف منطقة خلة وردة عند أطراف بلدة عيتا الشعب. وحلّق طيران العدو المسير في أجواء قرى وبلدات قضاء صور وصولاً حتى مجرى نهر الليطاني في منطقة القاسمية.
محادثات الدوحة
وإنتهت المحادثات التي إستمرّت على مدى يومين في العاصمة القطرية الدوحة بهدف الوصول إلى إتفاق على وقف إطلاق النار في غزّة والذي يُعتبر شرطًا أساسيًا لوقف التصعيد في الجنوب اللبناني، من دون التوصّل إلى إتفاق بحكم أن هناك تباعدًا لا يزال قائمًا بين الشروط الجديدة التي يفرضها نتنياهو وبين ما يقبل به محور المُقاومة وحماس بالتحديد التي ترفض رفضًا قاطعًا (كذلك مصر) إبقاء السيطرة الإسرائيلية على محور فيلاديلفيا وهو مطلب إسرائيلي مُستجدّ لم يكن موجودًا في مُقترح الرئيس الأميركي بايدن الذي تقدّم به الشهر الماضي ووافقت عليه حركة حماس. وتُشير المعلومات إلى أن هناك عدّة جلسات ستتم في الأسبوع القادم على أن يتمّ جمع ما تمّ التوصّل إليه وتقديمه لحركة حماس لمعرفة ردّها وأخذ ملاحظاتها.
وبحسب مواكبين لهذه المحادثات، هناك ضغوطات هائلة تمارسها واشنطن على نتنياهو للتوصّل إلى إتفاق وهو ما يجعل هذه المفاوضات أكثر جدّية من سابقاتها. وهذا ما يُمكن إستخلاصه من البيان الذي صدر في ختام إجتماعات الخميس والجمعة الماضيين، حيث يحوي على تفاؤل كبير يفتح باب الأمل للتوصّل إلى صيغة في منتصف الأسبوع القادم.
النقاط العالقة تتمحور حول الوجود العسكري الإسرائيلي في قطاع غزّة خصوصًا في ثلاث نقاط هي معبر رفح، محور فيلاديلفيا، ومعبر نتساريم. وهذه النقاط تُشكّل نقطة تباعد كبيرة بين حماس والإسرائيليين، إلا أنه وبحسب المصادر المواكبة من المتوقّع أن يُعطي الضغط الأميركي مفعوله ويتراجع نتنياهو عن هذه المطالب. ومن بين النقاط التي سيتم بحثها أيضًا آلية إدخال المساعدات الغذائية والصحية إلى الفلسطينيين خصوصًا أن هناك آلاف الأطفال الفلسطينيين الذي يحتاجون إلى لقاحات ومواد غذائية. أمّا فيما يخص الأسرى، فقد تراجعت إسرائيل عن موقفها الرافض لإطلاق أسرى مُحدّدين وخفّضت المعارضة من فيتو على 100 أسير إلى فيتو على 65 أسيرًا مع التنويه بإصرار حركة حماس على إطلاق الأسير مروان البرغوتي.
تأجيل الردّ الإيراني؟
إلى هذا نقلت صحيفة الـ «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وإيرانيين وإسرائيليين أن إيران وافقت على تأجيل ردّها على إغتيال إسماعيل هنية على أراضيها والذي كان مُقرّرًا ضد إسرائيل وذلك بهدف «منح الوسطاء الوقت الكافي للقيام بدفعة حاسمة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة».
خطّة الطوارئ الحكومية
حكوميًا، إلتئم مجلس الوزراء هذا الأسبوع في جلسة تمّ فيها عرض التحديثات الطارئة على خطّة الطوارئ الحكومية. هذه الأخيرة تحوي على عدّة سيناريوهات أسوأها السيناريو الشبيه بعدوان تموز 2006 وكلفته 100 مليون دولار أميركي بحسب تصريح وزير البيئة ورئيس هيئة الطوارئ ناصر ياسين الذي أكّد في حديث إذاعي أن 30% من المبلغ تمّ تأمينه. وفي قراءة لهذه الخطّة، قال أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية البروفسور جاسم عجاقة أن الخطّة تواجه عائقين أساسيين: الأول يتمثلّ بنقص التمويل خصوصًا إذا ما قام العدو بعدوان شبيه بما تعرّضت له غزّة، والثاني هو القدرة اللوجستية المحدودة في حال قطع العدوان الطرقات وأقفل المرافئ وإعتدى على المطار. وتحدّث عجاقة عن ثلاثة قطاعات ستكون عرضة لنقص حاد في حال حدوث سيناريو عدوان على مثال ما حصل في غزّة، إذ قال إنه سيكون هناك نقص في المواد الغذائية والمواد الطبية والأدوية والمحروقات. وأضاف: لا نعلم من أين ستأتي الحكومة بالأموال؟ هل هي من مصرف لبنان أم تبرعات دولية؟ إلى هذا وضع عجاقة النقص في التمويل الدولي في خانة الضغط السياسي على لبنان للجم الردّ العسكري اللبناني على إسرائيل بعد عمليات الإغتيال التي قامت بها.
الأنباء الإلكترونية
رغم الضغوط القوية التي يحاول الوسطاء ممارستها لتمرير المقترح الجديد للهدنة في غزة على اعتباره "الأفضل لإطلاق الرهائن وتخفيف معاناة سكان غزة ومنع حرب إقليمية"، وفق ما قال مسؤولون أميركيون لموقع أكسيوس، فإن مفاوضات الدوحة لم تقترب بعد من اتفاق، بدليل استمرار المراوغة الإسرائيلية.
وكشفت القناة ١٢ الإسرائيلية أن أحد الخلافات يتمثل في محور فيلادلفيا، مشيرة إلى أن "نتنياهو يصر على وجود الجيش الإسرائيلي في المحور على الرغم من أن المؤسسة الأمنية اقترحت حلولا مختلفة، ووزير الدفاع يوآف غالانت نفسه قال إن ذلك ممكن بالإنسحاب من المحور لفترة محدودة مدتها 6 أسابيع". وتحدثت القناة عن طلب إسرائيلي آخر يتمثل في وجود آلية تفتيش على محور نتساريم، وأكدت أن الأميركيين وجهوا رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أنهم لن يقبلوا بهذا الشرط، وأن هذا الخيار غير مطروح بالنسبة لهم.
القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري قال إن حديث بايدن عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "وهم"، وشدد أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية على أن "الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق، لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية".
وإذا كان البيان الأميركي - المصري - القطري يوم الجمعة الماضي قد أشار إلى جولة جديدة ستعقد في القاهرة قبل نهاية الأسبوع، غير أن الأمر لا يبدو محسوما بعد في ظل الفجوات الكبيرة القائمة.
في الأثناء واصلت إسرائيل إرتكاب المجازر في غزة وجنوب لبنان حيث كان المبنى السكني الذي يقطنه عمال سوريين في وادي الكفور قرب النبطية شاهد آخر على ذلك. فقد أسفرت المجزرة عن استشهاد عشرة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، ثلاثة منهم بحال الخطر.
الشرق الأوسط
يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، اليوم، للبناء على ما تحقق في «جولة الدوحة» لمفاوضات «هدنة غزة»، والدفع بالتالي للخروج من «جولة القاهرة»، الأسبوع المقبل، بـ«صفقة متكاملة» تكفي الإدارة الأميركية الديمقراطية شر حريق شرق أوسطي في ظرف انتخابي حساس.
ويمكن أن يسهل المسعى الأميركي أن قيادة الجيش الإسرائيلي أبلغت المستوى السياسي بأن العمليات العسكرية القتالية داخل مدن قطاع غزة قد انتهت فعلياً، وأنه لا حاجة في الوقت الحالي لمزيد من العمليات الموسعة، بالتالي فإن الوقت حان للاتفاق مع «حماس».
وتوجد نقطتا خلاف رئيسيتان، هما: محور فيلادلفيا، حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على وجود الجيش الإسرائيلي، والنقطة الثانية هي آلية التفتيش على محور نتساريم إذ يصر على تفتيش كل شخص يعود إلى بيته في شمال غزة، بحجة منع مسلحين من ذلك.
وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الأميركيين نقلوا رسالة مفادها أن هذا عرض لمرة واحدة: «إما صفقة ووقف لإطلاق النار، أو خطر التدهور والحرب الإقليمية». وأشارت القناة إلى أن معظم البنود التقنية للصفقة هي في طور التسوية والإغلاق الآن.
وأمس أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا بوزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في التطورات الأمنية المستجدة في الجنوب وضرورة تكثيف الجهود لوقف دورة العنف. وشدد رئيس الحكومة على "ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي لوقف استهدافه المباشر للبلدات والقرى الجنوبية ما يؤدي الى سقوط شهداء وجرحى ودمار شديد".
وقد أكد وزير خارجية بريطانيا أنه سيكثف اتصالاته الدبلوماسية "لوقف التصعيد ومنع تفلت الأمور على نطاق أوسع".
وتعقيبًا على حركة الموفدين التي شهدها لبنان في الأيام الماضية لفتت مصادر متابعة عبر "الأنباء" الإلكترونية الى استحالة التوافق على وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل ما لم يسبقه اتفاق شامل لوقف اطلاق النار في غزة.
المصادر اعتبرت ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره المصري بدر عبد العاطي عن موافقة فرنسا ومصر على التمديد لقوات اليونيفل لمدة سنة بحسب المقترح اللبناني يعد من المسائل التي يجب التوقف عندها ويضع لبنان أمام فرصة إبعاد الحرب الشاملة عنه وخفض منسوب التهديدات الاسرائيلية ضده التي تصاعدت في الآونة الأخيرة.
ورأت المصادر في زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى المنطقة اليوم بأنها قد تساعد على حلحلة العقد العالقة وإقناع إسرائيل باستئناف المفاوضات التي قد تعقد جولة جديدة بعد أيام في القاهرة بدلاً من الدوحة.
في غضون ذلك أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط أن "دقة المرحلة تقتضي الارتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية والترفع عن السجالات السياسية العقيمة، التي تزيد من حدّة الانقسامات وتعميق الخلافات ولا تخفف من بؤس اللبنانيين، فيما الاجدى تقديم الايجابيات والحلول الممكنة، بموازاة المفاوضات الجارية، التي يجب أن تنطوي على تصميم أكبر لدرء الخطر على المنطقة وقفا فوريا لإطلاق النار".
في ظل هذا المشهد الإقليمي المتصاعد في التعقيد، فإن لبنان الغارق في أزماته بحاجة ماسّة إلى مقاربات وطنية تنطلق من أولوية التضامن بدل خطاب التخوين الذي يسهم أكثر فأكثر في تعميق الهوّة بين اللبنانيين.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا