افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 7 سبتمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 07 24|08:16AM :نشر بتاريخ
"النهار":
تختلط الملفات السياسية والقضائية والحكومية مع مطلع الأسبوع المقبل ولو أنّ قضية توقيف الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة تبقى طاغية ومتوهجة في صدارة المشهد الداخلي نظراً لتردداتها المتواصلة منذ منتصف الأسبوع الماضي. ومع ذلك فإن “فسحة” ملموسة أتيحت لملف الفراغ الرئاسي في ظل المعلومات المتسربة من اللقاء الذي انعقد في الرياض بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري إذ ذكرت معلومات إعلامية أن اتفاقا حصل على انعقاد اللجنة الخماسية في بيروت على مستوى سفراء دول المجموعة الخماسية ، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ، في 14 آب الجاري على أن يتقرر في ظل هذا نتائج الاجتماع ما إذا كان لودريان سيزور بيروت ام لا. ومع ان الشكوك الكبيرة لا تزال تظلل أي فرصة راهنة لتحريك الانسداد في مسار الازمة الرئاسية ، فان الأوساط المحلية تترقب بكثير من التحفظ وعدم استباق الأمور ما يمكن ان يحمله أي اجتماع جديد يمكن ان يعقده السفراء الخمسة في بيروت . ولكن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن اللقاء الفرنسي السعودي أظهرت نفحة إيجابية اذ نقل تقرير عن مصادر مشاركة في لقاء الرياض ان لودريان لمس تبدلاً وحماسةً سعوديين تجاه الملف الرئاسي لم يكونا موجودين في السابق علما ان لودريان كان لا يزال امس في الرياض .كما ان تقريرا اخر أشار الى ان اللقاء اظهر أن الامور مبشِّرة بالنسبة للبنان رئاسيا، نظرا إلى أن الحلول موجودة والأطرافَ اللبنانية تُظهر مرونة .
وفي غضون ذلك بقيت الأنظار شاخصة الى التطورات القضائية المتصلة بمسألة توقيف الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة علما ان جلسة استجوابه الاولى ستعقد في العاشرة قبل ظهر الاثنين المقبل أمام قاضي التحقيق الأول بلال حلاوي، الذي سيقرر عقد جلسات إضافية للتحقيق او سيصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه، أم سيتركه رهن التحقيق بسند إقامة أو بكفالة مالية مرتفعة، علما ان رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، القاضية هيلانا اسكندر التي ادعت على سلامة ستحضر جميع جلسات الاستجواب . وبدأ في هذا السياق تسليط الأضواء على تعدد الجهات القضائية في الادعاء على سلامة كظاهرة لافتة خصوصا في ظل اقدام القاضية غادة عون على طلب التحقيق مع سلامة منتصف الأسبوع المقبل رغم كف يدها عن ملفه والملفات المترابطة . ويرجح لن يكون المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار رفض طلبها .
وفي أوّل موقف يصدر عن فريق سلامة بعد توقيفه، أعلن أمس مكتبه الاعلامي بيانا تضمن تحذيرا ضمنيا بملاحقة نشر المعلومات عن التحقيق وركز على الاتي :
1″ -تفرض المادة 53 من قانون أصول المحاكمات الجزائية موجب سرية التحقيق وتعاقب كل من يفشي أية معلومة عن التحقيق بعقوبة الحبس لمدة سنة إضافة الى الغرامة.
ان الدفاع عن الحاكم السابق لمصرف لبنان ملتزم بهذه المادة ويتمنى التزام الجميع بها حفاظاً على موضوعية التحقيق.
2-ان الحاكم السابق لمصرف لبنان قبل وبعد انتهائه من مهامه الرسمية تعاون بكل موضوعية في أكثر من 20 ملاحقة جزائية في بيروت وجبل لبنان طالما ان تلك الملاحقات التزمت بقانون أصول المحاكمات الجزائية وبموضوعية وحيادية الجهات المسؤولة عنها. وهو مستمر بهذا التعاون بعد احتجازه من قبل النائب العام التمييزي كما كانت الحال قبل هذا الاحتجاز.
3-هذا مع التذكير بأن قانون أصول المحاكمات الجزائية يقرّ بحقّين: الاول هو الحق بالصمت دون أن يكون الصمت قرينة ضد المحقّق معه (المادة 77 من قانون أصول المحاكمات الجزائية)، كما يقرّ بقرينة البراءة طالما لم يصدر حكم مبرم بالإدانة (الفقرة 2 من المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للعام 1966).”
وبدا لافتا ما اعلنه وزير العدل هنري خوري من “ان ملف سلامة وصل إلى #محكمة التمييز الفرنسية وهو في طور التحقيق الأوّلي”،مشيرا الى “ان الأوضاع الراهنة أثّرت على أداء القضاء اللبناني. وان إدراة الملفات تختلف من قاضٍ إلى آخر وملف رياض سلامة سلك طريقه القانوني الصحيح والاثنين يُصبح بين يديي القاضي بلال حلاوي”. وأكد ان “دور الدولة الحفاظ على المال العام ومن واجب قاضي التحقيق الأول مُتابعة أي ملف والاستماع إلى المتورّطين والقضاء أخذ قراره”.
وسط هذه الأجواء يعقد مجلس الوزراء جلسة في التاسعة من يوم الثلاثاء المقبل في السرايا الحكومية للبحث في عدد من المواضيع المدرجة في جدول الأعمال الموزع على الوزراء إضافة الى عرض وزير المال للتقرير حول مشروع الموازنة العامة لعام 2025 ،على ان تُستكمل الجلسة في الثالثة والنصف بعد الظهر للبحث في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2025.
"الأخبار":
بعد نحو شهرين ونصف شهر على تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لقبرص في حال سماح سلطات الجزيرة الصغيرة لقوات العدوّ باستخدام قواعدها ومطاراتها في أيّ عدوان، فتحت السلطات القبرصية خطاً مباشراً مع حزب الله. وعلمت «الأخبار» أن مستشار الأمن القومي مدير جهاز المخابرات القبرصية تاسوس تزيونيس، الذي زار بيروت في الأيام الماضية برفقة مدير التحليل بانايوتيس كومناس ومعاونيهما للبحث في ملفات مشتركة بين البلدين؛ من بينها الحرب على غزة وتداعياتها على المنطقة، التقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية. وقالت مصادر مطلعة إن «تزيونيس أكّد أمام رعد متانة العلاقة اللبنانية – القبرصية والتاريخ الذي يربط بين الشعبين اللبناني والقبرصي»، مؤكداً «رغبة بلاده في الحفاظ على هذه العلاقة». وشدد الزائر القبرصي على أن بلاده «ليس لديها أيّ نيّات عدائية، ولا يُمكن أن تكون جزءاً من أيّ عدوان يستهدف لبنان في حال وقوع حرب كبيرة».وكان نصر الله قد أشار في خطاب له في حزيران الماضي إلى أن «العدوّ يجري مناورات في قبرص في مناطق ومطارات قبرصية»، وحذّر الحكومة القبرصية من أن «فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدوّ الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أنها أصبحت طرفاً في الحرب، وسنتعامل معها على هذا الأساس».
وعقب التهديد، فعّلت الحكومة القبرصية التواصل عبر القوات الديبلوماسية، وأوصلت رسائل تؤكد أن الجزيرة ليست جزءاً من الحرب. وشدد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس على أن بلاده «لم تتورط في أيّ صراعات عسكرية، وهي تقدّم نفسها كجزء من الحل وليس المشكلة»، مؤكداً دور بلاده «ميسّر إنساني معترف به عالمياً وخصوصا في العالم العربي». كذلك أكد الناطق باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس أن نيقوسيا «لن تسمح لأيّ دولة باستخدام أراضيها لتنفيذ عمليات عسكرية، وأنها ليست متورطة في أيّ صراعات».مدير جهاز المخابرات القبرصية في الضاحية: حريصون على العلاقة مع لبنان هذا مع العلم أن هذه التصريحات لا تتطابق مع واقع التأثير المحدود للدولة القبرصية على القاعدتين البريطانيتين الموجودتين على أراضيها وفقَ اتفاقيات موقّعة بينها وبين بريطانيا (إحداهما قاعدة أكروتيري، أو قاعدة السيادة الغربية، وتتبع لسلاح الجو الملكي البريطاني، وتقع في جنوب غرب قبرص، والثانية ديكيليا، أو قاعدة السيادة الشرقية، وتقع شرق قبرص)، فضلاً عن مناورات عسكرية إسرائيلية استضافتها قبرص في السنوات الأخيرة، وأعلن العدو بوضوح أنها تهدف الى التدرب على أي حرب مقبلة على لبنان بسبب تشابه طبيعة التضاريس القبرصية مع التضاريس اللبنانية.
وتأتي زيارة مدير جهاز المخابرات القبرصية للضاحية بعد لقاء مماثل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، جرى خلاله النقاش في الحرب على غزة وتأثيراتها على المنطقة والعالم، وأظهر الجانب الألماني حرص الألمان على محاولة تهدئة الجبهة الجنوبية وتفادي الحرب الشاملة بالتواصل المباشر مع المقاومة. وعلى ما يبدو أن قبرص كما ألمانيا أصبحت حريصة على مدّ جسور مباشرة مع حزب الله على قاعدة أن التواصل المباشر بمعزل عن الوسطاء أكثر فعالية لتوضيح المواقف وتبديد الهواجس عند الطرفين.
الوفد القبرصي، الذي التقى في بيروت أيضاً النائب السابق وليد جنبلاط ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وسياسيين آخرين؛ من بينهم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، توجه إلى دمشق للقاء رئيس إدارة المخابرات العامة اللواء حسام لوقا لمتابعة ملفات مشتركة بين دمشق ونيقوسيا؛ من بينها ملفا اللجوء وترسيم الحدود البحرية.
"الجمهورية":
أيّ حراك آني او لاحق، للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وحتى ولو كان يحظى بتغطية دولية شاملة له، محكوم بالفشل الحتمي، إن كان تكرارا للحراكات السابقة، ومفتقرا لقوة دفع جدية وحقيقية، تلزم المعطلين بالاستجابة له ولو مكرهين.
لم تمحَ من ذاكرة اللبنانيين، التجربة، او التجارب مع مسلسل طويل من حراكات توالت في السنتين الاخيرتين، الجامع بينها أنها تبدأ بزخم، ولكن سرعان ما كان يخفت هذا الزخم ويتدرج الى استطلاعات ولقاءات وحوارات ودوران في حلقة مفرغة، أقصى ما انتهت اليه بيانات إنشائية تخاطب المعطلين بوجدانيات وتمنّيات عن بعد، تكسّرت جميعها على صخرة التعطيل.
ما بعد الرياض
العين حالياً على الرياض، رصداً للخطوة التالية للمشاورات السعودية الفرنسية، التي يفترض أنها أسست للقاء سفراء اللجنة الخماسية في بيروت منتصف الشهر الجاري لتحديد آلية التحرّك الجديد لانتشال رئيس الجمهورية من مياه السياسة العكرة ونكد الهاربين من بت الملف الرئاسي على ارضية توافقية.
في انتظار اطلاق اشارة البدء بهذا التحرك، فإن اخبار السعودية، وكما بات معلوما تشي بايجابية بعد لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ومستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا. إلا أنّ اللافت للانتباه ما ابلغته مصادر مواكبة لمشاورات ما قبل الحراك الى «الجمهورية» بأن «الاجواء مشجعة لبدء التحرّك، انما التفاؤل في امكان نجاحه سابق لأوانه».
وكشفت المصادر عما سمّتها «اشارات متتالية» من اجواء الخماسية تحيط حراكها المنتظر بنفحة تفاؤلية، اولا بتأكيد جديته وانطلاقه بزخم كبير، وثانيا عبر الجزم بأنّ السعوديّين في صميم الملف الرئاسي وباتوا جادين في شراكتهم في توفير الحد الاقصى من المساعدة لتمكين اللبنانيين من اختيار رئيسهم ووضع بلدهم على مسار الرخاء والازدهار، وان الفرنسيين متحمّسون ومتأهبون لالتقاط زمام الملف الرئاسي من جديد، وتوجيهات الايليزيه تركز على حضّور مكثف في لبنان على خط الاستحقاق الرئاسي، وكذلك على خط الحل السياسي وتبريد الجبهة الجنوبية. واما الاميركيون فيدفعون بقوة من الخلف للتعجيل بحسم الملف الرئاسي عبر توسيع دائرة الخيارات لاختيار رئيس لا يشكل تحديا او استفزازا لأي طرف».
ولفتت المصادر الى «ان الجهد المتجدد يرمي الى انضاج الملف الرئاسي في لبنان ضمن مهلة لا تتعدّى اسابيع قليلة، ومن هنا فإنّ الخماسيّة، تعوّل على ليونة الاطراف وتسهيل مهمتها».
تشكيك
واما في موازاة ذلك، فيبرز تشكيك بامكان حسم الملف الرئاسي قبل الانتخابات الاميركية فحسب او قبل انتهاء الحرب خصوصا على جبهة لبنان. وفق ما صرح مسؤول كبير بقوله لـ«الجمهورية»: اولا، لا يوجد لدينا ما يؤكد وجود اولوية لدى الدول تسبق اولوية مواكبة الحرب القائمة في غزة ونتائجها في الساحات الساخنة المرتبطة بها. وثانيا، ما يحكى عن حراك للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية يعبّر من حيث الشكل، عن رغبة في ترييح لبنان. ولكن وفق ما هو مؤكّد لدينا فإن قرار ترييح لبنان لم يتخذ بعد».
من هنا، يضيف المسؤول عينه، فإن اعتراضات بعض الداخل على التوافق على رئيس، تستمد تصلبها من حليفها الخارجي الذي يؤجّل فك رموز الشيفرة الرئاسية، ففي يده، بما له من مونة سياسية ومعنوية وتمويلية على حلفائه تحريكهم باشارة من اصبعه، في الاتجاه الذي يريده، ويسوقهم الى التوافق دون ابطاء او تردد.
وردا على سؤال قال: غالبية القوى السياسية متحمسة لانتخاب رئيس بالتوافق. وفي مقابلها قلة تقطع الطريق على توفير نصاب الثلثين لجلسة الإنتخاب، انعقادا وانتخابا (86 نائبا). يمكن ان نرجح احتمال الخرق إن لمسنا ان الخارج يضغط بجدية صادقة على المعطلين، ويمكن ان نرجحه ايضا إن لمسنا ان أعضاء الخماسية على قلب واحد ورأي واحد من الملف الرئاسي.
لماذا تحرّك الملف؟
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال: لماذا تقرر تحريك الملف الرئاسي في هذا التوقيت بالذات؟
بمعزل عن الموقف العلني لدول الخماسية المكرر منذ بداية الشغور الرئاسي بأنّ على لبنان ان ينجز انتخاباته الرئاسية سريعا، فإنّ مصادر سياسية وسطية بارزة أبلغت الى «الجمهورية» انها لا تعتقد ان اطلاق التحرّك في هذه الفترة مجرد لعبة في الوقت الضائع على غرار الحراكات السابقة، بل ربما يكون جديا جدا هذه المرة، ومردّه الى شعور لدى تلك الدول بأنّ الحرب في غزة وامتداداتها الى جنوب لبنان، اقتربت من أن تضع اوزارها. اي انهم يحاكون اليوم التالي لانتهاء الحرب في الجنوب عبر تمهيد مسبق للاستحقاقات المرتبطة بهذه الجبهة، التي تستوجب ان يكون على رأس الدولة في لبنان رئيس يشرف او يدير او يشارك في مفاوضات الحل السياسي لجبهة الجنوب.
ولفتت المصادر الى تحذيرات فرنسية ابلغت في وقت سابق الى مرجعيات وقيادات سياسية من أن مصلحة لبنان تكمن في التعجيل في انتخاب رئيس يمثل لبنان في مؤتمر دولي او اقليمي حول المنطقة ما بعد الحرب، حيث انه إن لم يكن لبنان على طاولة المفاوضات ممثلا برئيس للجمهورية فقد تأتي الحلول على حسابه، وتطرح حلول بمعزل عنه ومنافية لمصلحته ويجد نفسه مضطرا للقبول بها.
منصوري يستبق الرمادية
في مجال داخلي آخر، علمت «الجمهورية» ان حاكم مصرف لبنان المركزي بالانابة وسيم منصوري اجرى سلسلة اجتماعات في لندن مع مسؤولي المراكز الدولية المراسلة التي يتعامل معها لبنان، والتي يبلغ عددها ستة مصارف. وثبّت منصوري العلاقات التي وصفتها تلك البنوك مع لبنان بالإستراتيجية، لإبقاء التعاون قائماً مع مصرف لبنان المركزي، مهما تكن نتائج اجتماعات «فاتف» بشأن وضعية لبنان.
وبحسب المعلومات فإن منصوري قام بخطوات استباقية، لمنع تأثير احتمالية وضع لبنان على اللائحة الرمادية، على العلاقات والمراسلات المالية بين لبنان وعواصم العالم. وهو نجح في مسعاه، لإبقاء لبنان بمعزل عن التداعيات السلبية لأي قرار تصدره مجموعة «فاتف».
الجدير ذكره ان المصارف المراسلة التي يتعامل معها لبنان حالياً وصل عددها إلى ستة، بعد ان كانت مصرفا واحداً قبل تسلّم منصوري مهام الحاكمية بالإنابة.
من الجنوب الى الداخل
على الخط الجنوبي، سخونة متزايدة على امتداد خط الحدود جراء تواصل الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، وتكثيف عمليات «حزب الله» ضد المواقع والمستوطنات الاسرائيلية، ترافقت مع تهديدات اسرائيلية متجددة جاءت على لسان رئيس الاركان الاسرائيلي هيرتسي هاليفي الذي قال «إننا نركز على قتال «حزب الله» ونستعد لتحركات هجومية».
وعلى الخط الحكومي، جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء المقبل في السراي الكبير للبحث في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2025. وعلى الخط الأمني جولة تفقدية لقائد الجيش العماد جوزف عون لعناصر فوج المغاوير في منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء، حيث أكد «أن المساس بالسلم الأهلي ممنوع، وأن الظروف الصعبة تستدعي المزيد من الصبر والتضحية بهدف الحفاظ على المؤسسة والوطن».
واما على الخط القضائي، فترقب لما ستؤول اليه جلسة الاستجواب الاولى الاثنين المقبل للحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، أمام قاضي التحقيق الأول، بلال حلاوي، الذي سيقرر إن كان سيصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه، أم سيتركه رهن التحقيق بسند إقامة أو بكفالة مالية مرتفعة. فيما افيد بأن رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، القاضية هيلانا اسكندر التي ادعت على سلامة ستحضر جميع جلسات الاستجواب.
"الديار":
عاد الملف الرئاسي الى الواجهة بعد اللقاء الذي حصل بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان والمستشار نزار العلولا في الرياض وكانت نتائجه ايجابية لناحية قرار السعودية بالتحرك سياسيا على الساحة اللبنانية وعودة الحراك الفرنسي لاحداث خرق في جدار الشغور الرئاسي تمهيدا لمزيد من حلحلة في هذا الملف.
وتوازيا، وفي ظل الاجتماع الذي عقد بين مستشار الامن القومي الاميركي جاك سوليفان والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ووزير الشؤون الاستراتيجية «الاسرائيلية»، تواصل «اسرائيل» مدعومة من الولايات المتحدة الاميركية التمسك بشروطها التي هي «تفكيك البنية العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني».
في المقابل، اكد مسؤول رفيع المستوى في حزب الله ان التهديدات الاسرائيلية ليست جديدة لافتا الى ان المقاومة في كل الاحوال باعلى جهوزية للدفاع عن الجنوب وعن لبنان.
لقاء لودريان-العلولا ينعكس ايجابا على الملف الرئاسي
بداية، وفي الملف الرئاسي ،كشفت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان العلولا سيتحدث مع المعارضة اللبنانية لايجاد مساحة مشتركة بين آلية الحوار الذي يدعو اليها الرئيس نبيه بري وبين ما ستقبله المعارضة من جانبها. وبدوره، سيجتمع لودريان مع الرئيس بري لحثه على تسهيل التعاطي مع المعارضة فلا يتمسك بري بالحوار كممر الزامي لحصول جلسات انتخابية متتالية بل على العكس ان يدعو لانعقاد البرلمان لجلسات انتخابية رئاسية ومن بعد كل جلسة انتخاب يقوم بري باجراء الحوار مع جميع الكتل النيابية. والحال ان اجتماع لودريان-العلولا كان ايجابيا اضف على ذلك، لفتت هذه الاوساط السياسية الى ان اللقاء بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان والمستشار نزار العلولا في السعودية له شقان. الشق الاول هو خارجي مرتبط بالرسائل الايجابية التي بعثت فيها ايران بخصوص الملف النووي الايراني والاستعداد للعودة الى طاولة المفاوضات كما عودة جواد ظريف اي الاصلاحيين والمنفتحين على الغرب الى مناصب القرار في ايران فضلا عن تاخير ايران ردها على «اسرائيل».وهنا فرنسا رأت ان الاستراتيجية الايرانية ايجابية في المنطقة وهذا الامر قد يساعد على احداث تقدم في موضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
والشق الثاني هو داخلي حيث اعتبرت السعودية ان كلام بري اتسم بالايجابية والمرونة في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر حين قال ان الحرب في غزة وجنوب لبنان لا علاقة لهما بالانتخابات الرئاسية اي ان نتيجة الحرب مهما كانت لن تنعكس على مسار وهوية رئيس الجمهورية المقبل.
وفي غضون ذلك، يحصل حراك نيابي معين يؤدي الى بروز كتلة نيابية جديدة تتألف من النواب ابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا والياس بو صعب والان عون لتكون كتلة وازنة في البرلمان.
وعليه، دخلنا مرحلة جديدة في ملف الرئاسة الاولى وباسماء مرشحين جدد حيث ان فرنسا اوقفت التفاوض على المرشحين الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون وتستعد الان للدخول في اسماء جديدة.
وفي هذا السياق، تلقف النائب السابق وليد جنبلاط التطورات الجديدة في الملف الرئاسي حيث رشح الوزير السابق ناصيف حتي لرئاسة الجمهورية وهذا خير دليل الى ان مسار الانتخابات الرئاسية اخذ منحى مختلفا عن السابق، وفقا لمصادر مطلعة.
احتمال استدعاء محاميين للمثول امام قاضي التحقيق الاول
الى ذلك، سيحضر حاكم مصرف لبنان السابق الاستاذ رياض سلامة الاثنين المقبل جلسة التحقيق التي حددها قاضي التحقيق الاول في بيروت بلال حلاوة، وقالت معلومات عن احتمال استدعاء محاميين للمثول امام القاضي حلاوة.
وأصدر المكتب الاعلامي للحاكم السابق رياض سلامة امس بياناً أوضح فيه أنه تفرض المادة 53 من قانون أصول المحاكمات الجزائية موجب سرية التحقيق وتعاقب كل من يفشي أي معلومة عن التحقيق بعقوبة الحبس لمدة سنة إضافة الى الغرامة. ضاف: «ان الدفاع عن الحاكم السابق لمصرف لبنان ملتزم بهذه المادة ويتمنى التزام الجميع بها حفاظاً على موضوعية التحقيق».
قال: «ان الحاكم السابق لمصرف لبنان قبل وبعد انتهائه من مهامه الرسمية تعاون بكل موضوعية في أكثر من 20 ملاحقة جزائية في بيروت وجبل لبنان طالما ان تلك الملاحقات التزمت بقانون أصول المحاكمات الجزائية وبموضوعية وحيادية الجهات المسؤولة عنها. وهو مستمر بهذا التعاون بعد احتجازه من قبل النائب العام التمييزي كما كانت الحال قبل هذا الاحتجاز».
كما ذكر البيان بأن قانون أصول المحاكمات الجزائية يقرّ بحقّين: الاول هو الحق بالصمت دون أن يكون الصمت قرينة ضد المحقّق معه (المادة 77 من قانون أصول المحاكمات الجزائية)، كما يقرّ بقرينة البراءة طالما لم يصدر حكم مبرم بالإدانة (الفقرة 2 من المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للعام 1966).
ختم البيان: «نتمسك بمواد ومبادئ قانون أصول المحاكمات الجزائية كافة، آملين من الجميع احترامها».
واشنطن تؤيد المطلب «الاسرائيلي» بتفكيك البنية العسكرية لحزب الله جنوب لبنان
وفي سياق قرار 1701، اكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار بان الاميركيين متفقون مع «الاسرائيليين» على ما تطرحه «اسرائيل» بـ» تفكيك البنية العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني» حيث ان المباحثات الاميركية – «الاسرائيلية» يتمحور حول تحديد الية تسمح بالتأكد من خلو منطقة جنوب الليطاني من اي وجود عسكري لحزب الله لان «الاسرائيلي» راى ان الاتفاق الذي حصل حول تطبيق القرار 1701 لم يؤد الى النتيجة المطلوبة اذ منذ الثامن من تشرين الاول تحصل اشتباكات بين جيش الاحتلال والمقاومة في جنوب لبنان. وهنا ، اعلنت الولايات المتحدة الاميركية انه في حال عدم نجاح الحل الديبلوماسي مع لبنان فان واشنطن ستدعم «اسرائيل» بعملية عسكرية ضد لبنان.
في المقابل، اكد مسؤول في حزب الله ان موقف الحزب كان واضحا منذ الثامن من تشرين الاول بانه لن يفاوض او يتكلم مع اي جهة قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
وردا على المزاعم والاكاذيب الاسرائيلية بادخال ايران اسلحة الى الضفة الغربية، اكد المسؤول في المقاومة ان مشكلة المنطقة هي الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وتشريد شعبها واضطهاده وليست ايران او اي دولة اخرى مشددا على عدم تضييع البوصلة في مقاربة ازمات الشرق الاوسط.
امال نجاح المفاوضات
بين حماس و»اسرائيل» ضعيفة
الى ذلك، قال المفاوض الفلسطيني خليل الحية ان حماس قدمت قدر المستطاع تنازلات لانجاح المبادرة الاميركية الا ان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو هو من افشل سبع جولات من المفاوضات لان لديه عقيدة يمينية توسعية. ورأت مصادر مطلعة للديار ان امال نجاح المفاوضات بين حماس و»اسرائيل» ضئيلة جدا وهذا امر غير مفاجئ طالما ان نتنياهو يريد استمرار الحرب في غزة والهجوم على الضفة الغربية والتمسك بنشر الجنود «الاسرائيليين» في ممر فيلادلفيا رغم التوتر الذي ساد مع مصر.
وقال مسؤول فلسطيني في لبنان ان حماس لا تزال قوية حيث انه طالما هناك عمليات تنفذها حماس بحق جيش الاحتلال وطالما تفاوض اميركا و»اسرائيل» حماس على فيلادلفيا ومناطق اخرى فهذا يعني ان «اسرائيل» عجزت عن تصفية حماس.
لماذا قد يدرج لبنان على اللائحة الرمادية؟
على صعيد اخر، تُعد فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (FATF) منظمة حكومية دولية، تأسست بهدف مواجهة الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك من خلال تطوير المعايير الدولية واعتماد تدابير وقائية فعّالة.
ومع تردد معلومات باحتمال ادراج لبنان على القائمة الرمادية، قال مصدر اقتصادي مطلع للديار بان هناك عدة عوامل تجعل هذا الاحتمال يتحول الى واقع وهي: تحول اقتصاد لبنان الى اقتصاد «الكاش» الامر الذي اسفر عن نقص في الشفافية في تتبع هذه الاموال، وضعف الرقابة المالية من السلطات اللبنانية للحد من عمليات غسل الاموال وتمويل الارهاب خاصة في القطاع المصرفي، والتدخل السياسي في النظام المالي اضافة الى الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية والمالية.
كما لفت المصدر الاقتصادي المطلع الى ان هناك عوامل اخرى مهمة ايضا تسارع في عزل لبنان ماليا وهي الحالة السياسية المجمدة ابرزها الشغور الرئاسي حيث يعتبر ان انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام المؤسساتي وانتاج السلطة فلا تبقى البلاد تعمل بحكومة تصريف اعمال بل ضمن حكومة كاملة الصلاحيات.
علاوة على ذلك، رأى المصدر ذاته انه رغم تعهد الحكومة اللبنانية بادخال اصلاحات وتطبيقها من اجل كسب الثقة الدولية في الدولة اللبنانية الا ان ما من شيء حصل على هذا الصعيد حتى اللحظة بل بقيت وعود الحكومة حبرا على ورق.
اضف على ذلك، لم يقر المجلس النيابي ما يلزم من القوانين والتشريعات التي تحصن النظام المالي اللبناني، وتحميه من الاختراقات التي تهدد شفافيته. وفي المجال ذاته، يعتبر المصدر ان القضاء لم يقم بواجباته في هذا الصدد حيث هناك نقص في محاسبة المتورطين في اموال غير مشروعة فضلا انه في عهد رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون انشأت وزارة لمحاربة الفساد غير انه لم يحاسب احدا بقضايا فساد.
وعليه، فان السلطات اللبنانية يتوجب عليها تطبيق الاصلاحات لتجنيب لبنان العزلة المالية وتدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية اكثر.
"اللواء":
عادت الأجواء التصعيدية في الجنوب الى الواجهة، مع الغارات التي لم تتوقف طوال امس، وامتدت من القرى الامامية الحدودية الى القرى المحاذية لمجرى نهر الليطاني في أبعد نقطة حيث استهدفت الأودية بين بلدتي صريفا وفرون بأكثر من 12 غارة ليل امس.
ويأتي هذا التصعيد، بالتزامن مع تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال جولة عند الحدود مع لبنان ان دولة الاحتلال تركز على قتال حزب الله، وأنها تستعد لتحركات هجومية.
والأخطر ان الوضع الميداني، الذي شهد تصعيداً خطيراً ليل امس، يأتي في وقت تتجه فيه الانظار الى جهود اللجنة الخماسية العربية – الدولية، التي اطلقت دينامية جديدة لمعالجة الشغور الرئاسي المتمادي في لبنان، والذي يقف حجر عثرة امام اي تطور باتجاه التعافي واستعادة فعالية الدولة على مستوى المؤسسات.
حراك الخماسية
رئاسياً، تعقد اللجنة الخماسية على مستوى السفراء الممثلة للمملكة العربية السعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية، اجتماعها الاول بعد اجازة الصيف السبت المقبل في 14 ايلول الجاري.
بدأت تظهر بعض توجهات اللجنة الخماسية العربية– الدولية بالنسبة للإستحقاق الرئاسي بعد اجتماع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بالوزير نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري، حيث افادت مصادر دبلوماسية متابعة لحراك الخماسية لـ«اللواء»، ان الاجتماع كان ايجابياً جداً اولاً لجهة اعادة الاستحقاق الرئاسي الى اولويات الدول الخمس اعتبارا من منتصف ايلول حيث يعقد سفراء الخماسية في بيروت اجتماعاً يعيد إطلاق حركتهم تجاه القوى السياسية اللبنانية بهدف التوافق على انتخاب رئيس ومواكبة الحراك الداخلي الذي بدأ منذ فترة، وكان آخره ما اعلنه النائب الدكتور غسان سكاف وتمثل الاعتدال الوطني من عودة حراكهما الرئاسي.
اضافت المصادر: وثانيا لجهة اعادة طرح فكرة الخيار الثالث عبر التوافق على اسم مقبول من خلال الحوار او التشاور، وهو ما سيسعى الى اعادة طرحه لو دريان في حال عودته المرجحة بعد منتصف ايلول.
واوضحت ان مسعى الخماسية ولودريان يركز على فكرة خلق اطار يتفق عليه اللبنانيون كحل وسطي. وأن ما طرحه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في خطاب يوم «شهداء المقاومة اللبنانية» لم يكن سلبياً بالمطلق بل هو ايد فكرة الحوار وعلى امور مصيرية كبرى كالبحث في تعديل الدستور، لكن المشكلة تكمن في الخلاف على تفاصيل آلية عقد الحوار او التشاور، وهو امر يجب ان يحله اللبنانيون وبمواكبة واتصالات جانبية من اللجنة الخماسية ولودريان شخصيا.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن معطيات الملف الرئاسي لا تزال كما هي بانتظار حراك اللجنة الخماسية ومساعي قوى محلية، لكن لا يمكن الحديث عن إيجابية في الملف أو القرب من الوصول إلى الحسم، ولذلك فإن الحراك يندرج في إطار المحاولة الجديدة لكسر المراوحة والبدء في التحضير لنقاش في هذا الملف .
وينعقد الاجتماع، ضمن آلية وضعها اجتماع الرياض بين لودريان والعلولا بحضور سفير المملكة في لبنان وليد بخاري، الذي سيعود الى بيروت في الايام المقبلة، في اطار الدور الموكول اليه في تحضير الاجواء، والتواصل مع الكتل النيابية.
وتحدثت بعض مصادر المعلومات ان الحلول بالنسبة للملف الرئاسي موجودة، وثمة تبدل في مواقف الاطراف، لجهة المرونة التي تسمح بالتوصل الى تفاهمات، تُخرج الملف من دائرة المراوحة او الجمود.
وذكرت المعلومات ان لودريان الذي ما يزال في الرياض لديه نية لزيارة بيروت بعد اجتماع الخماسية السبت.
جلسات الموازنة
حكومياً، أعلن الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمد مكية بأن الرئيس نجيب ميقاتي دعا لعقد جلستين لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل، الاولى الساعة التاسعة صباحاً للبحث في البنود المتعلقة بالمواضيع الضرورية المبيّنة في جدول الاعمال المرفق والمتضمن 52 بنداً، والثانية لبدء البحث بمشروع قانون الموازنة العامة لعام 2025.
وستُستكمل الجلسة عند الساعة 3.30 بعد الظهر للبحث في مشروع قانون الموازنة العام للعام 2025.
وفي جدول الاعمال طلب وزارة العمل الموافقة على مشروع مرسوم لزيادة نسبة غلاء المعيشة والحد الادنى الرسمي لأجور العمال والمستخدمين الخاضعين لقانون العمل، وطلبات لوزارة المال لصرف اعتمادات لعدد من الامور، ودفع مستحقات اوجيرو، وموافقة على قبول هبات واتفاقيات لمشاريع تنموية، وشؤون وظيفية وعقارية وادارية متفرقة.
استجواب سلامة الاثنين
قضائياً، كشف وزير العدل هنري خوري ان ملف رياض سلامة اصبح في عهدة محكمة التمييز الفرنسية.
وقال: ان ادارة الملفات تختلف من قاض الى آخر، وملف رياض سلامة سلك طريقه القانوني الصحيح والاثنين يصبح الملف بين يدي القاضي بلال حلاوي.
ويستجوب القاضي حلاوي الحاكم سلامة الاثنين المقبل، بعد احالة الملف اليه، لاتخاذ القرار، المناسب، في ضوء الاستجواب لجهة اصدار مذكرة توقيف وجاهية ام اي اجراء آخر كإطلاق سراحه بكفالة.
واعتبر مصدر قضائي ان المهم في جلسات الاستجواب كشف «الداتا» المالية التي توجد في ملف سلامة ومعلوماته.
وخرج سلامة عن صمته امس، ببيان قال فيه انه تعاون مع القضاء في اكثر من 20 ملاحقة جزائية في بيروت وجبل لبنان، ما دامت الملاحقات راعت قانون اصول المحاكمات الجزائية.
لقاء الشويفات
الى ذلك، علمت «اللواء» من مصادر درزية رفيعة المستوى أن تحضيرات تتم على قدم وساق للقاء يشارك فيه النائبان السابقان وليد جنبلاط وطلال ارسلان في منطقة الشويفات بعيد منتصف الشهر الجاري، كما يشارك فيه ممثلو الاحزاب والقوى ويركز اللقاء على أهمية المصالحة وإحباط أية محاولة لزرع الفتنة، وتردد أن سلسلة اجتماعات تحضيرية تعقد بهدف انجاح هدف اللقاء، وقد بادر ممثلو جميع الأحزاب إلى وضع أفكار لعرضها في اللقاء.
الوضع الميداني
ميدانياً، تعرضت بلدات عيترون، الضهيرة، بيت ليف وكفركلا وسهل مرجعيون لقصف مدفعي، وغارات بالطيران، فضلا عن استخدام القنابل الفوسفورية.
وليلاً، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية ما يقرب من تسع غارات جوية بالصواريخ استهدفت اطراف بلدتي فرون صريفا وشملت ايضا بلدتي قعقعية الجسر وكفر صير.
من جهته، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا موقع معيان باروخ بمسيّرة انقضاضية وأصابوه بدقة. كما استهدفوا مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة. بالإضافة الى استهداف ثكنة زبدين بالأسلحة الصاروخية وحققوا إصابة مباشرة.
في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ مضادة للدروع من لبنان تجاه المطلة المقابلة للحدود وأصابت عددًا من المباني من دون وقوع إصابات.
"الأنباء":
كل الحديث عن تقدم في المفاوضات لتحقيق وقف للنار في غزة لا يعدو بعد كونه سراباً في صحراء الإجرام الإسرائيلي، حيث العراقيل لا تزال حاجزاً منيعاً أمام الوصول إلى اتفاق، حسب ما أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بينما تستمرّ إسرائيل بحربها المدمّرة على غزة، كما الضفة الغربية، مخلّفة وراءها دماراً هائلاً في خان يونس وأكثر من 25 شهيدا وعشرات الجرحى والمصابين والمفقودين.
في هذه الأثناء، تكثفت الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان ليل أمس الجمعة، حيث شنّ سلاح الجو المعادي هجمات واسعة على منصات إطلاق صواريخ، وانتشرت صور وفيديوهات للمنازل الجنوبية التي دُمِّرت بالكامل. وكان حزب الله قد رد على هذه الاعتداءات بالأسلحة الصاروخية والمسيّرات الانقضاضية مستهدفاً ثكنة زبدين ومباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة وموقع رويسة القرن، وتموضوعات للجنود الاسرائيليين في مستعمرتي المنارة وأبيرم.
وسط هذه الأجواء، لا جديد يخرق المشهد السياسي اللبناني، بانتظار اجتماع اللجنة الخماسية في بيروت أواخر الأسبوع المقبل أو بداية الأسبوع الذي يليه، لإعادة بلورة الأفكار المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وترتيب الأولويات بشأن إعادة التواصل مع القوى السياسية.
توازياً، يعقد مجلس الوزراء جلستين يوم الثلاثاء المقبل، الأولى مخصصة لدراسة الموازنة العامة والثانية طابعها مالي واقتصادي.
في السياق، لفت النائب علي درويش إلى أن إعداد موازنة العام 2025 قد أنجز، وبدأ العمل لإقرار قطع الحساب، وهي كسابقتها موازنة تقشفية بعجز لا يتجاوز 4 في المئة، وهو إلى حدٍ ما مقبول، لأن هناك أموراً وجب الصرف على أساسها، عدا عن الرواتب والأجور المفروضين، مشيراً إلى أنَّ هذه الأمور تتطلب سلسلة جلسات لمناقشتها وتحويلها الى مجلس النواب.
أمّا الجلسة الثانية، فاعتبر درويش في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ هناك العديد من القرارات ذات الطابع المالي والاقتصادي تتطلب اجتماعاً خاصاً للبت بها كتحويل موازنة وقبول هبات.
تزامناً، لا يزال ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة يأخذ حيّزاً واسعاً من الاهتمام، وذلك بعد إحالته من النيابة العامة المالية الى قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي للتحقيق معه بعد غد الاثنين.
في السياق، اعتبر المحامي ورئيس مؤسسة جوستسيا الحقوقية في بيروت بول مرقص أن قرار النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار "ملفت دون شك، لكنه لا يؤدي بذاته إلى تحرير الودائع المصرفية العالقة"، لافتاً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى اعتبارات أخرى وراء التوقيف "لا نراها بوضوح راهناً، إذ قد يكون لهذا التوقيف تأثير على عدم إدراج لبنان على اللائحة الرمادية، باعتبار أنه قام باتخاذ إجراءات محاسبة ومساءلة مالية".
وفي المحصلة، فإنه لا شكّ بأنَّ الأمور معقّدة على الساحة اللّبنانية، إلّا أنَّ الأساس يبقى بترك الأمر ييد القضاء ليصدر حكمه في القضية ويُبنى على الشيء مقتضاه بعيداً عن أيّ تدخلات.
"البناء":
قتل جيش الاحتلال أمس، الناشطة الأميركية عائشة نور إزكي إيغي خلال مشاركتها في تظاهرة تضامنية مع الفلسطينيين في نابلس في الضفة الغربية، ورغم وضوح مسؤولية الاحتلال عن قتلها اكتفى البيت الأبيض بالإعراب عن انزعاج، بخلاف تعليقه مع إعلان مقتل أحد الأسرى من ذوي الجنسيات المزدوجة الأميركية الإسرائيلية، عندما توعّد حماس بما يجعلها تدفع ثمن ذلك وحمّلها المسؤولية رغم عدم وضوح الجهة المسؤولة عن مقتل الأسير.
وفيما يستمر البيت الأبيض بالحديث عن مسعى لتقديم مقترحات تردم ما أسماه بالفجوات التفاوضية في عدد من نقاط مسودة الاتفاق المفترض حول غزة، قالت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين إن لا فرص راهنة للتوصل إلى اتفاق، فيما تتزايد مؤشرات الغضب في الرأي العام من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث أفاد 60% من الذين استطلعت القناة الثانية عشرة آراءهم أن الأولوية هي لاسترداد الأسرى وليست للبقاء في محور فيلادلفيا، وقال 43% إنهم يحمّلون نتنياهو مسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر، ومنح 40% من المستطلعين تصويته لترؤس نفتالي بينيت الحكومة مقابل 20% لنتنياهو.
تراجع تأييد نتنياهو يبلغ مستوًى متقدّماً كل يوم مع تجدد التظاهرات الاحتجاجيّة التي تحوّلت الى مشهد يومي في الكيان، وسط حالة إنكار يعيشها نتنياهو وحلفاؤه، وتدخل الحرب التي شنها نتنياهو على غزة تحت شعار استعادة الأسرى بالقوة والقضاء على حركة حماس وحركات المقاومة شهرها الثاني عشر اليوم، وسط إجماع داخل الكيان على أن تحقيق هذين الهدفين فوق طاقة جيش الاحتلال، كما يؤكد قادته علناً، أما على الجبهات المساندة فيعجز جيش الاحتلال عن تحقيق أي صورة نصر عسكري، أو إنجاز يمكن التحدث عنه، وفى قضية المستوطنين المهجّرين من شمال فلسطين المحتلة منذ أن قام حزب الله بالإعلان عن تحويل الجبهة اللبنانية الى جبهة إسناد لغزة، تجاهل قادة الكيان وعودهم بإعادة المستوطنين إلى منازلهم ومستوطناتهم قبل أول أيلول موعد بدء العام الدراسي، بينما يتم أيضاً تجاهل البحث بكيفية التصدي لما حققه اليمن بإغلاق البحر الأحمر أمام السفن المتوجهة الى موانئ الكيان منذ عشرة شهور.
لم يسجل ملف المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وحكومة العدو أيّ جديد في ظل استمرار جيش الاحتلال بعدوانه على غزة والضفة الغربيّة، ما ينعكس بطبيعة الحال استمرار التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة مع تسجيل ارتفاع بحدّة العمليات العسكرية المتبادلة مساء أمس، بعد تنفيذ جيش الاحتلال غارات مكثفة على قرى الجنوب مقابل ردّ المقاومة بإطلاق صواريخ على الطائرات الحربية الإسرائيلية. فيما زعم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي من الحدود الفلسطينية الشمالية مع لبنان، أننا «نركز على قتال حزب الله ونستعدّ لتحركات هجوميّة».
ووضعت مصادر مطلعة على موقف حزب الله التهديدات الإسرائيلية في إطار الحرب النفسية والضغط على المقاومة، مشيرة لـ»البناء» الى أن «التهديدات بعملية عسكرية لتغيير الواقع في الجنوب ليست بجديدة، بل بدأت في الساعات الأولى لفتح المقاومة جبهة الإسناد لغزة، ولم تتأثر المقاومة بهذه التهديدات ولا يوم من الأيام، لكنها كانت تدير هذه الحرب بحكمة وقوة وشجاعة لتعميق مأزق العدو لا سيما في شمال فلسطين المحتلة واستنزاف جيشه وجبهته الداخلية التي تحوّلت الى عامل ضغط وثقل كبير على الحكومة التي وجدت نفسها بعد أحد عشر شهراً من الحرب عاجزة عن تغيير الوضع القائم وأدركت بأن الحل الوحيد لأزمة الشمال هو وقف العدوان على غزة، لكن أركان هذه الحكومة اليمينية المتطرفة تنكر الحقائق وتعمّق مأزقها وصولاً الى الانتحار العسكري والسياسي». ولفتت المصادر الى أن حكومة الاحتلال تهدّد بالخيار العسكري ثم تقول لاحقاً بتأجيل العمل العسكري إلى وقت طويل، وتفضل التوصل إلى حل على الحدود مع لبنان يضمن أمن الشمال.
وشدّدت المصادر على أن الوضع القائم على صعيد جبهة الإسناد سيبقى مستمراً حتى توقف العدوان على غزة وستبقى معادلات الردع التي فرضتها المقاومة قائمة، ولن ينجح العدو باستعادة الأمن الى المستوطنات ولا إعادة المستوطنين إليها ولا احتواء التداعيات الكارثيّة على مناطق الشمال مع إدخال المقاومة مستعمرات جديدة الى جدول الاستهداف رداً على استهداف المدنيين اللبنانيين، إلا بوقف العدوان على غزة.
وفي سياق ذلك، أفادت القناة 12 «الاسرائيلية»، في نشرتها المسائية أمس الأول، عن موجة سرقات تشهدها مستوطنات الشمال على الحدود الجنوبيّة مع لبنان والمهجورة بفعل الحرب.
وقالت القناة في نشرتها: «بدلًا من أن يكون مستوطنو «كريات شمونة» يسبحون في المسابح البلدية، الوحيد الذي وصل إلى هناك مؤخرًا هو سارق، من «سكان» حيفا، والذي قام بمساعدة شخص آخر بقطع أسلاك الكهرباء في المكان، واقتلعها مع منظومة التحكّم بالمياه بهدف بيعها بعد ذلك. وهذه ثروة تُقدّر بعشرات آلاف الشواكل». وأضافت: «هذه السرقة تنضمّ إلى عمليات سرقة أخرى؛ نجح فيها مجرمون من استغلال إخلاء عدد من «السكان» في الجليل».
في غضون ذلك، تواصل العدوان الإسرائيلي مستهدفاً القرى والبلدات الجنوبية. فشن الطيران الحربي غارة استهدفت منزلاً في بلدة الضهيرة في القطاع الغربي. كما أغار على بلدة عيترون. وشنّ غارة مستهدفاً أحد المنازل في بلدة عيترون، وأتبعها بغارة ثانية، دمّرت خلاله المنزل بالكامل. كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي بغارة استهدفت أطراف بلدة بيت ليف لجهة بلدة القوزح مستهدفة منزلاً.
واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي بلدة كفركلا. كذلك، تعرّضت المنطقة الواقعة بين تل نحاس والحمامص باتجاه سهل مرجعيون، لقصف مدفعي بالقذائف الفوسفوريّة، مما تسبب باندلاع النيران.
وأطلق جيش الاحتلال القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، كما أطلق نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي.
في المقابل، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أن مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا موقع معيان باروخ بمسيرة انقضاضيّة وأصابوه بدقة. كما استهدفوا مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة. بالإضافة الى استهداف ثكنة زبدين بالأسلحة الصاروخية وحققوا إصابة مباشرة.
في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ مضادة للدروع من لبنان تجاه المطلة المقابلة للحدود وأصابت عددًا من المباني من دون وقوع إصابات.
رئاسياً، لم تتّضح نتائج الاجتماع بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار السعودي نزار العلولا في السعودية أمس الأول، لجهة التوافق على انعقاد اللجنة الخماسية في بيروت على مستوى السفراء في 14 الحالي على أن يتقرر بعدها ما إذا كان لودريان سيزور بيروت.
وشكّكت أوساط سياسية بجولة الحراك الخارجي الجديد باتجاه لبنان، لكون أكثر من تحرك ومبادرة لم يكتب لها النجاح، بسبب الخلافات السياسية الحادة والتي لم تتغير حتى الساعة، ما يعني أن نجاح المساعي القائمة مرهونة بقدرة الأطراف على تجاوز حساباتها ومصالحها السياسية وتغادر مربع التعطيل والاصطفافات القائمة. وكشفت الأوساط لـ»البناء» «تأكيد المشاركين في لقاءات الرياض بأن أيّ مسعى خارجي يعتمد على قدرة القوى السياسية اللبنانية على تلقّف الجهود الخارجيّة وترجمتها في صندوق الاقتراع عبر تفعيل المسار الدستوري والديمقراطي، وبالتالي فإن مساعي الخماسية لن تؤدي الى أي نتيجة من دون التعاون الداخلي». ولفتت الأوساط الى أن أي مبادرة خارجية يجب أن يشكل الحوار الداخلي واحترام الدستور والعملية الديمقراطية بوابة العبور الأساسية لانتخاب رئيس للجمهورية. لكن الأوساط تستبعد أن تصل مساعي الخماسية الى حل في ظل انشغال الولايات المتحدة الأميركية بالانتخابات الرئاسية إضافة الى تعقيدات الحرب في غزة التي تمدّدت الى الجنوب والضفة الغربية والمنطقة برمتها وأضيفت الى المشهد الرئاسي المعقد أصلاً قبل 7 تشرين الأول الماضي.
وذكرت مصادر إعلاميّة محسوبة على السعودية أن «لقاء لودريان – العلَولا بحث في الملف الرئاسيّ وكانت الخلاصة بأن الأمور في غزة لا تزال معقدة وتحتاج إلى المزيد من الجهود الدبلوماسيّة».
وكشفت مصادر مشاركة في لقاء الرياض وفق المصادر أن «لودريان لمس تبدلاً وحماسةً سعوديين تجاه الملف الرئاسي لم يكونا موجودين في السابق ولودريان لا يزال حتى الساعة في الرياض». كذلك ذكر مصدر رسمي لبناني وفق المصادر نفسها أن «الحل مرتبط بغزة ومتى انحلّت بغزة بتنحلّ عنا بالجنوب وبالرئاسة ضمن Package متكامل».
وأعلن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «البعض يعتبر الحوار جريمة شنعاء، ويغفل عن أن القطيعة السياسية هي أم الجرائم، وفي لبنان لم تكن القطيعة والخصومة حلاً لأزماتنا، بل أثبت الحوار والتسوية بين كل مكونات العائلة اللبنانية الواحدة أنه أنجع الحلول، خاصة أن جوهر لبنان يقوم على ميثاقيّة التسويات، والخماسية العربية الدولية وغيرها لا يمكنهم القفز فوق حقيقة لبنان الميثاقية». وأضاف: «للأخوة المسيحيين، أحب أن أقول كلمة، أن العيش المشترك جوهر ديننا، ولا تصلح صيغة من دون شراكة مسيحيّة فيها، ولا حاجة لأي موقع دستوري أو سياسي من دون شراكة مسيحيّة فيه، وما نريده تسوية بحجم الإنقاذ الرئاسي والحكومي معاً، للنهوض بالبلد من جديد وبشكل مشترك». وشدّد قبلان على أن «المطلوب اليوم هو ملاقاة المقاومة وجبهة سيادتها وتضحياتها الوطنية بتسوية تليق بأغلى وأهم شراكة إسلامية ومسيحية في هذا البلد».
في موازاة ذلك، ترقب لما ستؤول اليه جلسة استجواب الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة قبل ظهر الاثنين المقبل أمام قاضي التحقيق الأول، بلال حلاوي، الذي سيقرّر إن كان سيصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه، أم سيتركه رهن التحقيق بسند إقامة أو بكفالة مالية مرتفعة، علماً أن رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، القاضية هيلانا اسكندر التي ادعت على سلامة ستحضر جميع جلسات الاستجواب.
وفي أول موقف يصدر من جانب فريق سلامة القانوني بعد احتجازه، طالب عبر بيان لمكتبه الإعلامي باحترام مبدأ السرية على مجريات التحقيقات معه. وأشار الى أن «المادة 53 من قانون أصول المحاكمات الجزائية تفرض موجب سرية التحقيق وتعاقب كل مَن يفشي أي معلومة عن التحقيق بعقوبة الحبس لمدة سنة إضافة الى الغرامة»، مضيفاً «ان الدفاع عن الحاكم السابق لمصرف لبنان ملتزم بهذه المادة ويتمنّى التزام الجميع بها حفاظاً على موضوعية التحقيق».
وأوضح المكتب «أن الحاكم السابق لمصرف لبنان قبل وبعد انتهائه من مهامه الرسمية تعاون بكل موضوعية في أكثر من 20 ملاحقة جزائية في بيروت وجبل لبنان طالما ان تلك الملاحقات التزمت بقانون أصول المحاكمات الجزائية وبموضوعية وحيادية الجهات المسؤولة عنها. وهو مستمر بهذا التعاون بعد احتجازه من قبل النائب العام التمييزي كما كانت الحال قبل هذا الاحتجاز، مع التذكير بأن قانون أصول المحاكمات الجزائية يقرّ بحقّين: الاول هو الحق بالصمت دون أن يكون الصمت قرينة ضد المحقّق معه (المادة 77 من قانون أصول المحاكمات الجزائية)، كما يقرّ بقرينة البراءة طالما لم يصدر حكم مبرم بالإدانة (الفقرة 2 من المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للعام 1966)».
في السياق، قال وزير العدل هنري خوري إن ملف سلامة وصل إلى محكمة التمييز الفرنسية وهو في طور التحقيق الأوّلي، مشيراً الى أن الأوضاع الراهنة أثّرت على أداء القضاء اللبناني. وأوضح في تصريح ان إدارة الملفات تختلف من قاضٍ إلى آخر وملف رياض سلامة سلك طريقه القانوني الصحيح والاثنين يُصبح بين يدي القاضي بلال حلاوي. وأكد ان «دور الدولة الحفاظ على المال العام ومن واجب قاضي التحقيق الأول مُتابعة أي ملف والاستماع إلى المتورّطين والقضاء أخذ قراره».
الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة في التاسعة من يوم الثلاثاء المقبل في السراي الكبير للبحث في عدد من المواضيع المدرجة في جدول الأعمال الموزع بتاريخ 06/09/2024، إضافة الى عرض وزير المالية للتقرير حول مشروع الموازنة العامة لعام 2025، على أن تُستكمل الجلسة في الثالثة والنصف بعد الظهر للبحث في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2025.
"الشرق":
شهدت الساعات الـ 24 الماضية، تصعيدا ميدانيا خطيرا، حيث قامت قوات الاحتلال بارتكاب عدة مجازر، أدت إلى سقوط الكثير من الضحايا، بينهم آباء وأمهات وأبنائهم، وذلك على وقع العمليات البرية التي تنفذها تلك القوات في عدة مناطق.وانتشلت طواقم الإنقاذ عددا من الأطفال الرضع من تحت ركام المنازل.
وجاء ذلك في وقت صعدت فيه قوات الاحتلال من هجماتها على حي الزيتون، الذي يتعرض منذ أكثر من أسبوع لهجوم بري شديد، طال المناطق الجنوبية والشرقية للحي.
وسجل قيام قوات جيش الاحتلال المتوغلة بتنفيذ عدة عمليات نسف مبان جديدة في عدة مناطق في الحي، وتحديدا قرب منطقة المصلبة، كما استهدفت قوات الاحتلال محيط مسجد بدر بعدد من القذائف المدفعية.
كما قامت قوات الاحتلال بعمليات قصف مدفعي عنيف طال الكثير من المناطق وسقطت منها على منطقة دوار دولة وشارع رقم 8، وعلى المناطق الشرقية أيضا. وتخلل الهجوم قيام طائرات حربية بإطلاق زخات من الرصاص الثقيل على مناطق سكن المواطنين، بالتزامن مع قيام طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” بعمليات مماثلة.
وطالت عمليات القصف المدفعي العنيف وإطلاق النار كذلك حي الصبرة المجاور، حيث استهدفت آليات الاحتلال المتمركزة في محيط الكلية الجامعية العديد من مناطق الحي.
وفي بلدات شمال قطاع غزة، قامت قوات الاحتلال بإطلاق عدة قذائف على حدود بلدة جباليا الشرقية، كما هاجمت أكثر من مرة الحدود الشرقية والشمالية لبلدة بيت حانون، وطالت هجمات أخرى بلدة بيت لاهيا.
في الموازاة، تعرضت مناطق وسط القطاع للعديد من الهجمات الحربية والمجازر الدامية.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بعنف المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، وهي مناطق نزح منها سكانها قسرا بسبب تلك الغارات الدامية.
وترافق ذلك مع قيام الزوارق الحربية الإسرائيلية بإطلاق النار والعديد من القذائف على شاطئ بحر المخيم من الجهة الغربية.
كما قامت المدفعية الإسرائيلية بعدة استهدافات طالت الحدود الشرقية والشمالية لمخيم البريج، كما قامت بقصف مماثل للمناطق الشرقية في مدينة دير البلح.
هجوم عنيف على الجنوب
وفي السياق، هاجمت قوات الاحتلال العديد من الاحياء الواقعة في بلدات شرق مدينة خان يونس، وسقطت القذائف المدفعية على بلدات القرارة وبني سهيلا وعبسان، وترافقت الهجمات مع عمليات إطلاق نار من أسلحة رشاشة ثقيلة طالت العديد من المناطق الحدودية، والتي عاد سكانها إليها مؤخرا بعد نزوح قسري عندما قام جيش الاحتلال بشن هجوم بري جديد على تلك المناطق، أحدث في نهايته خرابا ودمارا كبيرين، علاوة عن سقوط عشرات الشهداء.
وشهدت مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، والتي تتعرض لهجوم بري واسع منذ أربعة أشهر، العديد من الهجمات الدامية.
وتواصلت الهجمات البرية ضد المدينة، واستهدفت الطائرات الحربية وسلاح المدفعية العديد من المناطق الواقعة وسط وشرق المدينة، وسجل قيام الطيران الحربي بتنفيذ غارة جوية استهدفت بلدة النصر شمال شرقي المدينة.وذكرت مصادر محلية أن الطائرات المروحية نفذت أكثر من مرة عمليات إطلاق نار كثيف على عدة مناطق في المدينة. وفي غرب المدينة قامت المدفعية بإطلاق الكثير من القذائف على حيي السعودي وتل السلطان، كما شهدت تلك المناطق عمليات نسف مبان جديدة نفذتها قوات الاحتلال المتوغلة.
وفي السياق، واصلت قوات الاحتلال تشديد الحصار على قطاع غزة، وأبقت على إغلاق معبر رفح البري الفاصل عن مصر، لليوم الـ 123 على التوالي، وذلك منذ أن بدأت الهجوم البري على مدنية رفح.
وحسب وزارة الصحة فإن هناك أكثر من 20 ألف مريض ومصاب بحاجة للإجلاء من قطاع غزة.
كما توقفت عملية إدخال المساعدات الغذائية والطبية من معبر رفح منذ إغلاقه، وهو ما زاد من حجم المأساة ومن تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة.
الاحتلال يقتل ناشطة أميركية في الضفة الغربية
“قتلت ناشطة أجنبية تحمل الجنسية الأمريكية، الجمعة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وقال مدير مستشفى رفيديا في نابلس فؤاد نافعة إن “ناشطة أميركية تبلغ 26 عاما وصلت إلى المستشفى بعد إصابتها برصاص حي في الرأس، مع خروج لأنسجة الدماغ”، مشيرا إلى أن “الطواقم الطبية قدّمت لها إنعاشا للقلب والرئتين لدقائق، إلا أنها استشهدت متأثرة بإصابتها الحرجة”.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الناشطة عائشة نور أيغي وهي من أصول تركية، كانت تشارك في مسيرة بيتا الأسبوعية المناهضة لتوسيع مستوطنة إسرائيلية في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية نيرانها على المسيرة. وأوضحت الوكالة أن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المشاركين في المسيرة.
بدوره، أعلن سفير واشنطن في إسرائيل جاك لو، الجمعة، أن بلاده على علم بحادثة القتل المأساوية، وأنها تجمع بصورة عاجلة مزيدا من المعلومات عن ملابسات الحادث.
"الشرق الأوسط":
دخلت المواجهات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل منذ فترة في مرحلة من الاستقرار النسبي، بعدما بات واضحاً أن لا اتجاهاً لدى الطرفين، أقله في المرحلة الراهنة، بتوسعة القتال. لكن تراجع لهجة وعمليات «حزب الله» يقابله مواصلة إسرائيل قصفها المكثف للقرى والبلدات اللبنانية الواقعة بشكل أساسي جنوب نهر الليطاني.
الصبر والصمود
ورغم تراجع حدة خطاب مسؤولي «حزب الله» بعد الرد على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي وُصف بـ«المحدود»، كون أن التهديد والوعيد الذي سبق الرد كان يوحي باستعداد الحزب لضربة كبيرة تؤدي تلقائياً لتوسعة الحرب، فإن ذلك لم يمنع هؤلاء من تأكيد مواصلة القتال طالما أن الحرب مستمرة في غزة.
وفي تصريح له، الجمعة، عدَّ نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، الشيخ علي دعموش، أنه طالما «من المستبعد أن يرضخ نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لأي ضغوط داخلية أو خارجية، فإنه سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، ليس أمامنا في فلسطين ولبنان ومحور المقاومة سوى مواصلة المعركة والصبر والصمود والتمسك بالأرض والحقوق ومواصلة جبهات الإسناد لاستنزاف العدو والضغط عليه في الميدان»، مشدداً على أنه «الطريق الوحيد لإيقاف عدوانه وإفشال مشاريعه».
تراجع لهجة الحزب
ويعزو رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما»، رياض قهوجي، عودة إسرائيل و«حزب الله» إلى قواعد الاشتباك التي كانت سائدة قبل اغتيال شكر، لـ«قرار واضح من (حزب الله) بعدم التصعيد. فحتى لو شهدنا عمليات اغتيال أخرى، فهي لن تتجاوز ما شهدناه بعيد اغتيال شكر»، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن «قناعة لدى الحزب بأن نتنياهو بات متمرداً على القرار الأميركي وسيواصل محاولاته لجر واشنطن إلى مواجهة كبيرة مع إيران ومحور الممانعة». وأضاف أن: «الحزب يعي تماماً أن القواعد التي كانت سائدة على حدود لبنان قبل الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) لن تبقى كما كانت، وهناك تغيير قادم حتماً، لذلك نلحظ تراجعاً كبيراً في لهجته وخطاباته كما في ردوده العسكرية المحدودة جداً، إذ نراه تقريباً يقصف المواقع نفسها يومياً».
خطر نتنياهو
ويشير قهوجي إلى أنه في مقابل كل ذلك «لا نلحظ تراجعاً من إسرائيل، فقد استمرت بوتيرة غاراتها، كما أنها تتحين الفرص لاستهدافات واغتيالات لعناصر وقياديي الحزب، وإن لم تكن بمستوى الفترة الماضية نفسه؛ لأن تحركات الحزب على الأرض تراجعت، وبالتالي عدد الأهداف المتاحة لإسرائيل بات أقل».
وقال قهوجي: «عندما تكون هناك فرصة للطرف الإسرائيلي كي يصعّد فهو لن يتوانى عن التصعيد حتى التوصل لاتفاق دبلوماسي يستطيع أن يسوقه على شكل إنجاز بالنسبة إليه. أما الحرب الموسعة التي كان كثيرون يخشونها فقد تراجعت احتماليتها نتيجة قرار الحزب بعدم الانجرار إليها، ونتيجة الضغوط الأميركية على إسرائيل»، لافتاً إلى أن الخطر الوحيد يبقى في أن استمرار وجود نتنياهو يعني استمرار محاولاته توسعة الحرب».
قصف إسرائيلي مكثف
ميدانياً، واصلت إسرائيل، الجمعة، قصفها المكثف للقرى والبلدات اللبنانية الجنوبية، فاستهدفت بلدة عيترون وحرج بلدة كونين، وأطراف بلدة بيت ليف لجهة بلدة القوزح، وبلدة ميس الجبل. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن شن غارة استهدفت أحد المنازل في بلدة عيترون، أعقبتها بعد أقل من عشر دقائق غارة ثانية دمرت خلالها المنزل بالكامل. كذلك أُفيد عن تعرض المنطقة الواقعة بين تل نحاس والحمامص باتجاه سهل مرجعيون، لقصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية، ما تسبب باندلاع النيران. وطال القصف أيضاً بلدات كفركلا والضهيرة وجبل اللبونة والعلام في القطاع الغربي.
في المقابل، أعلن «حزب الله» عن قصف مبانٍ وتجهيزات تجسسية في موقع المطلة وثكنة زبدين وموقع رويسة القرن وموقع معيان باروخ. وفي فترة بعد الظهر، أعلن الحزب عن شن هجوم بـ«مسيرات انقضاضية على تموضعات لقوات العدو في محيط مستوطنة أبيريم، واستهداف مبنى يستخدمه الجنود الإسرائيليون في مستعمرة المنارة».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا