افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 14 سبتمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 14 24|08:09AM :نشر بتاريخ

"النهار" :

على رغم استبعاد أي خرق جدي وشيك في أزمة الفراغ الرئاسي وسط الظروف اللبنانية والإقليمية والدولية الحالية بدت التحركات الديبلوماسية ذات الصلة بالاستحقاق العالق منذ نحو سنتين كأنها أحيت امالاً ولو واهية وضعيفة على إحياء دور المجموعة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية. وبات في حكم المؤكد في هذا السياق أنّ السفراء الخمسة ممثلي هذه المجموعة سيعقدون اجتماعاً لهم الأسبوع المقبل على الأرجح إيذاناً بعودة تحريك الدور المحفز للقوى اللبنانية على تجاوز العقبات والخلافات والانقسامات وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. وتعتقد أوساط معنية بأنّ تحرك اللجنة الخماسية التي تضم سفراء المجموعة الخماسية لا يعني إطلاقاً أن ثمة توافقاً حصل على شيء ما جدي وجديد من بعيد أو قريب بل ان المعنى البارز للتحرك المرتقب يتعلق بتحفيز وتشجيع النواب والكتل النيابية كافة على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لان المضي في تعقيد الأزمة سيضع لبنان أمام محاذير احتمال مرجح لترحيل إضافي طويل المدى للازمة الى ما بعد نهاية السنة الحالية ربطا بتطورات الحرب في #غزة وجنوب لبنان والانتخابات الرئاسية الأميركية.
 

وفي سياق التطورات المتعلقة بالوضع المتفجر على جبهة جنوب لبنان يبدو أنّ الأوساط المعنية ترصد ما إذا كان الموفد الأميركي إلى لبنان و#إسرائيل #آموس هوكشتاين سيزور بيروت بعد إسرائيل في سياق مهمته الحالية التي ذكر انها تضمنت نقل رسالة أميركية إلى تل أبيب تحذرها من شن حرب على لبنان.

 

وأفاد موقع “أكسيوس” أمس أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور إسرائيل الإثنين لمناقشة التوتر مع لبنان. وأشار الموقع إلى أنّ المسؤولين الأميركيين قلقون من تصريحات إسرائيلية بشأن الحرب مع لبنان.

 

أمّا في التحركات الداخلية فواصل السفير المصري لدى لبنان علاء موسى تحركه وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري وأوضح أنّه “كان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة وتحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة أخرى بشكل متقدم أكثر في الأسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور أنّنا جميعاً ندرك، أنّ إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الاهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف”. أضاف أنّ بري “أكد له مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدثنا أيضاً عن جهود الخماسية وإجتماعاتنا في الفترة القادمة وما نرجو إليه، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخص تحركات الخماسية، وأن الحوار ما بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي إلى إنفراج في هذا الملف”.

 

عن الإجتماعات المقبلة للجنة الخماسية قال: “سنلتقي في الخماسية بعدما كان الإهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصب على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا إلى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن إتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية”.

 

وفي الملف الرئاسي كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر حسابه على منصة “اكس”: “إذا كان الرئيس نبيه بري يريد فعلاً أن يكون إيجابياً، فلماذا لا يدعو من دون إبطاء إلى جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية ومن دون الفولكلور الآخر كله؟”.

 

على الصعيد الميداني في الجنوب تعرّضت بلدة كفرشوبا والجبهة الجنوبية الغربية منها لقصف مدفعي اسرائيلي عنيف. كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مرتين على مدينة بنت جبيل، استهدفت الغارة الأولى منزلاً في حي العويني والثانية منطقة الوادي.وعلى الفور، توجهت فرق الإسعاف والدفاع المدني في الهيئة الصحية إلى المكان، وبعد المتابعة لم يفد عن وقوع إصابات. وشن الطيران الحربي غارة على بلدة الأحمدية في البقاع الغربي وأعلنت وزارة الصحة انها أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة سبعة بجروح بينهم أربعة أطفال عولجوا في الطوارئ. ولاحقاً أطلقت صواريخ من الجنوب في اتجاه الجليل الأعلى.

 

وأعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات أن “رداً على ‏الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة كفرجوز، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا حيث أصابوها إصابة مباشرة واندلعت النيران في أجزاء منها”. ‏ وأشار إلى أنّه استهدف موقع المرج كما استهدف بالصواريخ ثكنة زبدين في مزارع شبعا. وأعلن أنّه شنّ  هجوماً جوياً بِأسراب من ‏المسيرات الإنقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة ‏‏210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) ‏جنوب شرق مدينة صفد مُستهدفاً أماكن تموضع ‏واستقرار ضباطها وجنودها، كما اعلن استهداف قاعدة جوية إسرائيلية هي “ثكنة بيريا” في المنطقة الشمالية بصواريخ الكاتيوشا ردّاً على غارة كفرجوز جنوب لبنان.

 

الى ذلك أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا “تخصيص مبلغ 24 مليون دولار كرزمة مساعدات من الصندوق الإنساني للبنان من أجل دعم الفئات الأكثر حاجة في لبنان، وتلبية احتياجات الأشخاض المتضررين من الأعمال العدائية المتصاعدة في جنوب لبنان” وقال: “إننا نخصص هذا المبلغ من الصندوق الإنساني للبنان في ظروف استثنائية غير مسبوقة. يعاني لبنان من أزمات متعددة استهلكت قدرات الدولة على التكيف. بالرغم من أننا نبذل أقصى جهودنا لحشد التمويل، تم تمويل 25% من ندائنا السنوي فقط. نحن نناشد المجتمع الدولي بشكل عاجل لتقديم المزيد من الدعم”.

 

 "الاخبار" 

اخيراً أُعطي اللبنانيون والكتل قبلهم مادة جديدة للسجال كما للاشتباك، هو دقّ ناقوس الخطر ليس على انتخاب الرئيس فحسب، بل كذلك على الاستحقاق التالي الوشيك على مسافة سنة ونصف سنة من الانتخابات النيابية العامة ربيع 2026: قانون الانتخاب. علة العلل وأولها

دوران الاستحقاق الرئاسي في حلقة مفرغة هو في الواقع دورانه من حول الكثير الذي دار ولا يزال من امامه ومن ورائه: مشكلته الاولى المرشح المسموح والمرشح الممنوع. مشكلته الثانية الخلاف من حول حوار يسبق انتخاب الرئيس أم يليه. مشكلته الثالثة ان عليه انتظار انتهاء حرب غزة ومن ثم اقفال جبهة الجنوب قبل الخوض فيه. مشكلته الرابعة ان صار عليه انتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية كي تعاود واشنطن اهتمامها به. مشكلته الخامسة ان الداخل يعجز عن الاتفاق والخارج لا يريد راهناً ايجاد مخرج له. مشكلته السادسة الاحدث وليست الاخيرة ان الكلام بدأ خجولاً لكنه جدي عن ربطه بقانون الانتخاب توطئة للانتخابات النيابية العامة ربيع 2026. بذلك يصبح الاستحقاق الرئاسي او يكاد ملحقاً بالمحطات هذه اكثر منه واجباً دستورياً معطلاً.في احاديثه الاخيرة، ابدى رئيس البرلمان نبيه برّي خشيته من ان يفضي استمرار الشغور واطالة امده الى الوصول به الى موعد انتخابات 2026. ليست هذه فحسب المشكلة التي دلّ عليها، بل تلميحه الى ان ما ينتظر الانتخابات النيابية العامة المقبلة يتقدّم موعدها الداهم بما لا يقل عنه اهمية، وهو قانون الانتخاب. باكراً تزايد الحديث همساً وعلناً، في موازاة الشغور، عن انقسام الافرقاء من حول قانون الانتخاب النافذ المفترض ان انتخابات 2026 تختبر احكامه للمرة الثالثة بعد عامي 2018 و2022 وان معدّلاً في المرتين السابقتين.


يُعزى الخوض المبكر في قانون الانتخاب لا في انتخابات 2026 - والواضح انه هو لا هي المعضلة الفعلية - الى واقع البرلمان الحالي الناجم عن انتخابات 2022 بكتل كبرى واخرى صغرى ونواب مستقلين على نحو ادّت طبيعة الائتلافات والتحالفات فيه في السنتين الاخيرتين في عمره الى تشتت الاكثرية المطلقة. تعذّر على اي فريق كما على اي تحالفات كتل بلوغها، ثم اتت جلسات انتخاب رئيس الجمهورية كي تعكس التشتت هذا سواء في امتلاك نصاب النصف زائداً واحداً او في نصاب الثلثين. ادهى ما في أعراض البرلمان الحالي ذهبت ضحيته الى الآن على الاقل انتخابات رئاسة الجمهورية، امساك الثنائي الشيعي بالمقاعد الـ27 كلها في طائفته وتقاسم كتلتين مسيحيتين كبريين التمثيل المسيحي بينما النواب السنّة موزّعو الولاء يفتقرون الى مرجعية. اما ادهى الادهى فعبّرت عنه جلسات انتخاب الرئيس الى الان من خلال ادارة البلاد بفيتويْن مقلقين وخطرين هما الفيتو الشيعي والفيتو المسيحي الحائلان دون الوصول الى رئيس للجمهورية.


ذلك ما اتاح احاديث شتى اقرب الى اشاعات عن ربط ضمني بين انتخاب رئيس للجمهورية واجراء انتخابات نيابية عامة جديدة. بعض الكلام المُساق طرح تساؤلاً قديماً - جديداً: مَن يسبق الآخر؟ انتخاب الرئيس أم انتخاب البرلمان. الاستطراد المكمّل للتساؤل هذا طرْح افرقاء انتخابات نيابية مبكرة توطئة لانتخاب الرئيس في ظل اعتقاد ان تفكك البرلمان الحالي سيحول في كل المرات دون الوصول الى خاتمة الاستحقاق، وقد يفضي حكماً الى تمديد ولاية مجلس النواب ما ان توشك على الانتهاء تفادياً لفراغ في السلطة الاشتراعية. في اتفاق الدوحة عام 2008، في ظل شغور رئاسي آنذاك سنة قبل انتهاء ولاية مجلس النواب المنتخب عام 2005، كان قانون الانتخاب بنداً رئيسياً اقرب ما يكون الى شرط ملازم لانتخاب الرئيس التوافقي حينذاك. خلافاً للاصول المفترض اتباعها ومكانها الاصلي في مجلس النواب، صار الى تقسيم الدوائر الانتخابية في قطر، وكُرِّس التقسيم هذا في نص الاتفاق ملزماً البرلمان التصويت عليه في ما بعد. قانون الانتخاب ذاك برقم 25 الصادر في 8 تشرين الاول 2008 لم يعش سوى لدورة انتخابية واحدة.


المعضلة نفسها مرشحة لأن تتكرر في الاستحقاق الرئاسي الحالي المطابق للكثير مما رافق ما قبل الوصول الى اتفاق الدوحة: شغور رئاسي، انقسام من حول حكومة الشغور، انقطاع التواصل والحوار بين الافرقاء وخلافهم على سبل انتخاب الرئيس وتعذّر اكتمال نصاب البرلمان. الى هذه وتلك، ثمة ما هو مشابه ايضاً للمصادفة: قبل الوصول الى شغور 2007 اشتبك حزب الله مع اسرائيل في حرب ضارية لسنة خلت انقسم اللبنانيون والافرقاء من حولها هي حرب تموز. ذلك ما سيتكرر بعد شغور 2022 بانخراط حزب الله في اشتباك آخر مع اسرائيل لا يزال مستمراً انقسم اللبنانيون والكتل كذلك من حوله. جملة المعطيات هذه تدلّ من حيث شاءت او لم تشأ الى ان المخرج المفترض من جملة المآزق تلك هو استعادة سابقة اتفاق الدوحة. ما حدث في ما مضى هو نفسه او يكاد الآن. من ذلك قول برّي ان الحوار اولاً ثم انتخاب الرئيس وما قد يجر اليه.


قانون الانتخاب النافذ، القائم على التصويت النسبي والصوت التفضيلي الواحد، هو احد الاشكالات الجديدة المستجدة على الاستحقاق الرئاسي. افرقاء يريدونه وآخرون باتوا يرذلونه: يتحمّس له ولاستمراره - وقد يكون الوحيد - حزب القوات اللبنانية بعدما اعطاه مع حلفائه 20 نائباً. الثنائي الشيعي يرفضه حالياً رغم تمكنه بفضله من الاستئثار بالمقاعد الـ27 للطائفة، بيد انه حرمه ما امل فيه وهو حصوله على الاكثرية المطلقة. التيار الوطني الحر بدوره لا يستسيغه بعد اكتشافه ان نصف مقاعد الكتلة على الاقل التي تضمه مع الحلفاء حصل عليها بفضل حواصلهم لا اصوات المقترعين. السنّة وان لسبب لا صلة له بالقانون مقدار تجريدهم من مرجعية الرئيس سعد الحريري وتشتيتهم اضحوا اولى ضحايا القانون نفسه: ما ربحوه منه في انتخابات 2018 حرمتهم اياه انتخابات 2022.
ربما الاصح ان يقال ان قانون الانتخاب، المختلف عليه الآن، صنعه خصوم اليوم بعدما كانوا حلفاء الامس غداة انتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016، واقاموا أحكامه حجراً فوق حجر.

 

 

"الجمهورية"

 تعددت المبادرات والجهود والمساعي حول الملف الرئاسي والنتيجة واحدة؛ هي الفشل في تحفيز معطّلي الحياة في لبنان على تغليب مصلحة بلدهم على حزبياتهم وحساباتهم والتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية. عدّاد الفراغ الرئاسي، سجّل على مدى السنتين الماضيتين سلسلة طويلة من المبادرات والمحاولات الفاشلة، ومع ذلك تتكرّر من المصادر ذاتها، وبالمحتوى ذاته، الذي صار في نظر اللبنانيين تقليداً موسمياً تُشحن فيه الأجواء بعجقة سفراء واستطلاعات ومطوّلات ومرافعات عن الرئاسة وضرورتها، تفتقر جميعها إلى قوة الدفع الحقيقية التي تمكنها من التفوق على «القبّة التعطيلية» التي يستقوي بها القابضون على رئاسة الجمهورية، لاعتراض كلّ جهد يرمي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإسقاطه!

أما والحالة هذه، فسواء اجتمع سفراء اللجنة الخماسيّة اليوم السبت في قصر الصنوبر في ضيافة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، أو في دارة السفير السعودي وليد البخاري، أو لم يجتمعوا أصلاً، فذلك لا يغيّر في قناعة اللبنانيّين بأنّ «الخماسية» في حراكها المتجدّد «ما رح تشيل الزير من البير»، فلقد سبق لهم أن شاهدوا هذا الفيلم الحراكي الطويل أكثر من مرّة، وحفظوا فصوله عن ظهر قلب؛ بدايته حماسة أقصاها استطلاعٌ، وأمّا نهايته فكَسرٌ لخاطر الوسطاء وعودٌ إلى المربّع الأوّل لاستئناف الحراك في وقت لاحق.

 

الفصل بين الجبهات

وإذا كان توافق أطراف الإنقسام الرئاسي، هو الهدف الصعب الذي يرمي اليه حراك الخماسية بوصفه الخيار الإلزامي والوحيد بيد الأطراف السياسية الذي يسهل عليهم انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ الرأي الغالب في الاوساط السياسية، يرى استحالة في بلوغ هذا الهدف، مع اطراف لا تُظهر حتى الآن رغبة في الحوار والاتفاق على حلول وسط، فلقد فشلت مرّات عديدة في تحفيز الحوار بين رافضيه، فضلاً عن انّ المرونة التي تطلبها غير قابلة للصرف في بنك التصلّب السياسي الذي تراكم فيه رصيد هائل من الشروط العالية السقف، ومن المواصفات المتناقضة للرئيس الجديد.

الّا انّ مصادر «الخماسية» اكّدت لـ»الجمهورية»، أنّ اللجنة مدركة لحجم التعقيدات بين الأطراف في لبنان، لكنها تعتبر أنّ من الخطأ الحكم المسبق على مسعاها قبل أنّ ينطلق، فالطريق ليس مقفلاً في وجهها، بل هو مفتوح للتقدّم أكثر الى الأمام، وخصوصاً انّ حراكها الآني استثنائي في ظرف استثنائي، وحافزها إجماع دولي اكيد على التعجيل في انتخاب رئيس للبنان، مدفوع بقراءة مفصّلة للظروف المتقلّبة في المنطقة والتطورات المتسارعة فيها، وواقع لبنان ربطاً بها، توجب هذا التعجيل. واللجنة الخماسية تعمل لتهيئة الأجواء لذلك..

 

على أنّ الاولوية التي تتصدّر حراك «الخماسية»، كما تقول المصادر، ليس المرونة المطلوبة من مختلف الاطراف، فحسب، بل تأكيد الفصل بين الجبهات، وعدم ربط الملف الرئاسي بملف الحرب سواء في غزة، او في المواجهات الدائرة على جبهة الجنوب. وتوازياً تأكيد الضرورة والحاجة الملحّة إلى اتخاذ الواقع الحربي دافعاً قوياً للأطراف في لبنان للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية.، ولاسيما أنّ انتخاب الرئيس لا يشكّل ضرورة وأهمية آنية فحسب، بل يشكّل استباقاً مطلوباً بقوة لما ستشهده المنطقة من تحدّيات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه».

 

موسى عند بري

وفي سياق متصل، زار السفير المصري في لبنان علاء موسى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال إنّ البحث تركز على الملف الرئاسي، والمبادرة الاخيرة للرئيس بري وكيفيّة كسر الجمود في الملف الرّئاسي. واشار الى انّ «الرئيس بري أكّد لي إصراره وتمسّكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرّئاسي، وهذا أمر في غاية الأهميّة، لأنّه إذا ما استطعنا فعلًا فعل هذا فسنتمكّن من إحداث حلحلة في الملف الرّئاسي».

 

وقال: «تحدّثنا عن جهود «اللجنة الخماسية» واجتماعاتنا في الفترة المقبلة وما نرجو إليه، وأكّدت للرئيس برّي أنّنا سنبقى على تواصل بما يخصّ تحرّكات «الخماسيّة». مشدّداً على أنّ الحوار ما بين اللّجنة والأطراف اللّبنانيّين هو الأمر المهمّ، وهو الّذي سيؤدّي إلى انفراج في هذا الملف».

 

وعن الاجتماعات المقبلة للّجنة الخماسيّة، كشف موسى «أنّنا سنلتقي في «الخماسيّة» بعدما كان الاهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصبًّا على تهدئة الجبهة في الجنوب. الآن عدنا مرّة أخرى للتّركيز على الملف الرئاسي، وسنلتقي لأنّ السّفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، وهم عادوا إلى لبنان وسنجتمع من أجل التّداول في التقييمات للأوضاع، وما حدث في الفترة السّابقة وما يمكن اتخاذه في المستقبل».

 

حرب نفسية

على الخط الجنوبي، الواضح أنّ المواجهات تنحى في اتجاه تصاعدي ملحوظ على امتداد خط الحدود من الناقورة الى جبل الشيخ، حيث رفع الجيش الاسرائيلي من وتيرة اعتداءاته على المناطق اللبنانية، فيما كثف «حزب الله» عملياته ضدّ المواقع والقواعد العسكرية للجيش الاسرائيلي، واستهدافه للمستوطنات الاسرائيلية رداً على استهداف المدنيين اللبنانيين.

في هذه الاجواء، يتعرّض اللبنانيون لأبشع حرب نفسية، تقودها جحافل المنجمين والمحليين وبعض الغرف السوداء التي تروّج للتصعيد وضعف محاولات إطفائه، وتنسج سيناريوهات كارثية توحي وكأنّ الوضع معلّق على شعرة، والحرب واقعة لا محالة، وتخوّف من أثمان باهظة سيدفعها لبنان. وبعض أصوات الشؤم من هؤلاء ذهبوا إلى فجور اكبر في نعيقهم، وتحديد مواعيد لبدء الحرب أواخر ايلول، ويستندون بذلك إلى ما يكشفه الإعلام الاسرائيلي من خطط وسيناريوهات حربية أعدّها الجيش الاسرائيلي لعمل عسكري واسع في لبنان.

 

مخاوف … لكن لا حرب

المستوى الرسمي يقارب التهديدات والعدوانيّة الاسرائيليّة المتزايدة ضدّ القرى والبلدات اللبنانية بحذر شديد «حيث لا يأمن من نوايا إسرائيل وعدوانيتها المجنونة التي لا حدود لها» على حدّ تعبير مسؤول كبير.

 

وفي موازاة ذلك، ورداً على استفسارات «الجمهورية»، كشف مصدر ديبلوماسي مسؤول «أنّ القنوات الديبلوماسية مفتوحة مع أكثر من مصدر خارجي، وثمة مخاوف غربية كبرى على جبهة لبنان، وكذلك من أنّ ضعف احتمالات التوصل الى صفقة تبادل، قد يقود العمليات الحربية الاسرائيلية في غزة والضفة الغربية إلى منعطف خطير يوسّع دائرة الحرب».

 

إلّا أنّ المصدر عينه، وعلى الرغم هذه المخاوف الغربية، لا يرجح احتمالات توسيع الحرب، ويردّ ذلك الى عاملين اساسيين يقلّلان من فرص الحرب، يتجلّى الاول في أنّ مستوى التحذيرات لدى مستويات عسكرية وسياسية في اسرائيل من الحرب على لبنان أعلى من الدعوات المقابلة إلى شنّ الحرب، ناهيك عمّا يُعلن في اسرائيل عن وضع منهك للجيش الاسرائيلي جراء مأزق الحرب في غزة، الذي زاد تفاقماً مع تمدّده إلى الضفة الغربية، اضافة الى أنّ التهديدات الاسرائيلية ورغم وتيرتها المتصاعدة، ما زالت تحمل في طياتها نافذة نحو الحل السياسي».

 

واما العامل الثاني، فيتجلّى في الكابح الأميركي للحرب الواسعة وتمدّدها إلى جبهة جنوب لبنان. وكشف المصدر الديبلوماسي انّ خط التواصل لم ينقطع بين مستويات لبنانية مختلفة وبين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين. وذكّر بأنّ «الاميركيين مارسوا ضغوطاً كبرى لإبقاء الوضع محصوراً في نطاق «تصعيد مضبوط» حتى تبلوُر الحل السياسي بعد انتهاء حرب غزة». وكشف انّ الإشارات الأميركية تتوالى وتؤكّد عزم واشنطن على تخفيض سقف الاحتمالات الحربية الواسعة، ولعلّ أبلغ اشارة، ورداً على لسان المسؤول الاميركي الكبير، الذي حذّر من عواقب الحرب الاسرائيلية على لبنان، التي اذا ما اندلعت لن تبقى بيوت يعودون اليها، هي رسالة إلى كل الاطراف، وواشنطن أبلغت ذلك بوضوح الى المستويات السياسية والعسكرية في اسرائيل.

 

يُشار في هذا السياق إلى أنّ «القناة 12» الإسرائيلية قد أعلنت «أنّ هوكشتاين وصل إلى إسرائيل برسالة أميركية إلى تل ابيب بالامتناع عن عمل عسكري واسع بلبنان». وأضافت: «إنّ الجميع يدركون في الولايات المتحدة وإسرائيل أنّ حرباً مع «حزب الله» يمكن أن تؤدي إلى حرب متعددة الساحات». وأشارت إلى أنّ «هوكشتاين سيبذل جهداً إضافياً للوصول إلى تسوية في الشمال، والمشكلة هي أنّ تسوية كهذه مرتبطة أيضاً بوقف النار في غزة».

 

وفيما قاربت بعض التحليلات الاندفاعة الاميركية السريعة في اتجاه اسرائيل عبر هوكشتاين، بكونها تعبّر عن شعور اميركي بجدّية التوجّه الاسرائيلي إلى حرب على لبنان، بما يشكّل رسالة غير مباشرة في اتجاه لبنان لكبح جماح «حزب الله» لتخفيض وتيرة استهدافاته للجيش الاسرائيلي والمستوطنات، الّا انّ تحليلات موازية أرجعت هذه الاندفاعة إلى تقديرات اميركية بناءً على تقارير اعدّها البنتاغون، تفيد بأنّ الحرب على لبنان ليست بالسهولة التي تفترضها مستويات سياسية وعسكرية اسرائيلية، بل انّ نتائجها ستكون مدمّرة، وتلحق اضراراً كبرى بمصلحة اسرائيل، فضلاً عن انّها تشكّل تهديداً مباشراً لمصالح اميركا في المنطقة، حيث لا يستبعد ان تتمدّد هذه الحرب الى ساحات اخرى في المنطقة، ما يعني سقوط المنطقة في واقع خارج السيطرة.

 

لا ثقة

إلى ذلك، وفي موازاة التأكيدات الأميركية المتجددة على ضرورة التعجيل في بلوغ صفقة تبادل توقف الحرب في غزة، وعلى اولوية الحل السياسي على جبهة لبنان، فإنّ مرجعاً سياسياً يؤكّد لـ»الجمهورية»، أنّه لا يثق بوجود ضغوط اميركية آنية او لاحقة على اسرائيل لوقف حربها. «فلو شاءت واشنطن ان توقف الحرب من البداية لأوقفتها رغم أنف نتنياهو ووزرائه المتطرّفين. ومن هنا لا ارى أفقاً لانفراج قريب في غزة. كما لا أفق لحل سياسي لجبهة الجنوب ولا بحث في أي صيغ او افكار لهذا الحل، طالما أنّ العدوان مستمر على غزة»

 

 "الانباء"

 فيما العالم منشغل بهمومه، من الإستحقاقات الرئاسية إلى الحروب والأزمات، تستعرّ الحرب على غزة، حيث باتت خيم النازحين هدفاً جديداً للعدو، وذلك تأكيداً على نيته الإجرامية باستكمال نهج الإبادة بحقّ الشعب الفلسطيني، الذي عانى ولا يزال يُعاني مرارة الحرب وتداعياتها. وفي السياق، مجزرة جديدة ارتكبها العدو في مواقع للنازحين، أسفرت عن استشهاد وجرح المئات، فيما البعض الآخر لا يزال في عداد المفقودين. 

 

على صعيد الجبهة الجنوبية، فالوضع ليسَ بحالةٍ أفضل، بل إنَّ الجنون الإسرائيلي آخذٌ بالتصعيد، إذ أدّت غارة على منطقة الأحمدية في البقاع الغربي إلى استشهاد شخص وجرح سبعة من بينهم أربعة أطفال. من جهته، ردّ "الحزب" على استهداف كفرجوز بقصف المقر التابع لقيادة المنطقة الشمالية وموقع المرج، وثكنة زبدين، كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجر أمس مرتين على مدينة بنت جبيل وعلما الشعب والظهيرة. 

 

وسط هذا التوتير المتعمّد من اسرائيل، يصل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة، في مهمة جديدة لخفض التصعيد، كما أعلن البيت الأبيض، من دون كشف المزيد من التفاصيل. كما لا تزال الصورة الضبابية اذا ما كان سيزور لبنان.

 

مصادر أمنية وصفت التصعيد الاسرائيلي بالخطير سواء في غزة أو في جنوب لبنان، ما يُجدد التأكيد أنَّ حكومة الحرب الاسرائيلية ماضية في مشروعها الهادف لتدمير البنى التحتية في غزة وتدمير ممنهج لمنطقة الشريط الحدودي في جنوب لبنان. 

 

المصادر اعتبرت في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مصمم على الذهاب للنهاية في حربه ضد حماس وحزب الله، مستفيدأً من انشغال الدول الاوروبية والولايات المتحدة بمشاكلهم الداخلية.

 

بدوره، أشار النائب الياس جرادي إلى أن السيناريو يُعيد نفسه، إذ لا تزال الأمور معلّقة بانتظار تطورات الميدان، لانه الوحيد القادر على حسم مستقبل الحرب والوضع القائم في المنطقة، فالمكان برأيه مازال هو الحكم إلى أن تتغيّر قواعد اللعبة من أساسها، لان نتنياهو لن يرضخ بسهولة الى المسار السلمي إلاّ في حال من اثنين، إما أن يحصل انقلاباً في إسرائيل يقصي نتنياهو عن رئاسة الحكومة او أن يتم اغتياله كما حصل لرئيس وزراء اسرائيل السابق إسحق رابين.

 

وعن تقييمه لزيارة ممثل المجموعة الاوروبية جوزيب بوريل إلى لبنان، وصف جرادي في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونيك اللقاء مع بوريل بأنه أشبه بزيارة وداعية فهو لم يحمل شيئاً لطمأنة اللبنانيين وكان مستمعاً أكثر، فاللبنانيون كانوا ينتظرون منه إشارات إيجابية، لكنه لم يحمل في جعبته أي جديد.

 

وإذ رأى جرادي أنه آن الأوان لوقف المجازر التي ترتكب يومياً بحق الفلسطينيين في غزة، مستبعداً دخول المقاومة بمساومة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 في ظل الحرب القائمة في غزة والمجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي يومياً.

 

وسط هذه المشهدية الضبابية، لفت لقاء السفير المصري ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أكد أنَّ انتخاب رئيس يحظى بأهمية قصوى في هذه المرحلة الدقيقة، كاشفاً عن استئناف مبادرة الخماسية في المدى القريب. 

 

بالمحصلة، لا تزال الأمور معقدة حتّى الساعة، فيما العدو مستمر باعتداءاته في ظلّ صمت دولي ما يستدعي موقفاً جدياً للحدّ من تطوّر الوضع نحو الأسوأ.

 

"الديار"

 طبول الحرب تقرع والوقت ينفد امام محاولات المبعوث الاميركي اموس هوكشتين لتجنب التصعيد بين حزب الله و «اسرائيل»، في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية للمقاومة وتحديد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مهلة اخيرة للحزب، بانه سيتم تفريغ جنوب لبنان من سكانه اذا لم يعد مستوطنو الشمال الى بيوتهم. انما ما لم يتوقعه «الاسرائيلي»، ان حزب الله تأسس على مبدأ قتال الاحتلال الاسرائيلي، وعليه وسع حزب الله مدى نيرانه عبر شنه هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون في صفد، كما استخدم صواريخ الكاتيوشا لتدمير التجهيزات التجسسية ‏في موقع «راميا» العسكري، وايضا لاستهداف موقع المنارة وبركة ريشا والمالكية، محققا اصابات مباشرة وخسائر فادحة لدى العدو الاسرائيلي. ومن خلال هذه العمليات العسكرية ضد مواقع للجيش «الاسرائيلي»، اضافة الى توسيع دائرة استهدافه في مستوطنات الشمال، اراد حزب الله توجيه رسالة واضحة لـ «اسرائيل» بان تهديداتها لا تخيفه، بل على العكس انه جاهز لمواجهة شرسة ضد الجيش «الاسرائيلي» اذا قرر الاخير التصعيد.

 

وامام هذه المستجدات الميدانية المتسارعة على الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة، طغى الوضع الجنوبي على كل الملفات الداخلية، وابرزها الملف الرئاسي، وتبين ان الهم الاكبر اليوم على الساحة اللبنانية، هو كيفية تجنب تصعيد كبير لا يحمد عقباه بين المقاومة اللبنانية و «اسرائيل».

ورغم كل ما قيل عن الحراك الفرنسي والسعودي لاحداث خرق في جدار الرئاسة، ادى ارتفاع وتيرة الاشتباكات في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة الى تجميد كل الجهود التي تبذل لانتخاب رئيس للجمهورية، عدا ان المواقف لم تتغير، سواء من جانب المعارضة او من الثنائي الشيعي في مقاربة الاستحقاق الرئاسي.

 

حزب الله انتقل من حرب اسناد الى حرب وجود ضد «اسرائيل»

على هذا الصعيد، يقول مصدر عسكري للديار ان حزب الله انتقل من حرب الاسناد لغزة التي اطلقها في الثامن من تشرين الاول الى حرب وجود الان ضد العدو الاسرائيلي. ذلك ان المقاومة تدرك جيدا ان «اسرائيل» انتقلت الى مرحلة جديدة في حربها في الشمال، وان هدف الكيان العبري الدائم من اي حرب يشنها ضد حزب الله، هو استئصال الحزب وتصفيته. انما هذا الهدف غير قابل للنقاش، فهو غير واقعي ولن يحصل، لان اي توغل بري «اسرائيلي» في الاراضي اللبنانية، وتحديدا في الجنوب، سيكون له تداعيات كارثية على جيش الاحتلال، لما لحزب الله من خبرة في القتال الميداني، الى جانب قوته في ردع هذا الجيش وارجاعه من حيث اتى.

 

وتابع المصدر العسكري ان القيادة السياسية «الاسرائيلية» قد تظن انها قادرة على اقامة منطقة عازلة على الحدود، عبر عملية عسكرية تبعد فيها حزب الله الى مسافة بحيث لا يعود يشكل تهديدا لها ولمستوطناتها في الشمال، الا ان هذه التصورات يتداخل فيها الخيال والاوهام والحسابات الخاطئة والفاشلة.

وهنا، اشار المصدر العسكري الى ان محور المقاومة لم يهبّ لنصرة غزة بقرار عشوائي متسرع، بل تمتلك قياداته تصورات معينة للتعامل مع كل الاحتمالات. وتأكيدا على ذلك، ما كانت قيادة حزب الله لتضحي بالهدوء الذي خيم على الجنوب منذ العام 2006 لولا انها ادركت أن الاحزاب الصهيونية العنصرية وصلت الى الحكم على اساس برنامج عمل الغائي تهجيري سيستهدف اللبنانيين بقدر ما سيستهدف الفلسطينيين.

 

الحكومة «الاسرائيلية» تستعد

لدخول مرحلة جديدة من الحرب

الىى ذلك، يبدو ان عملية طوفان الاقصى في غزة، وما نجم عنها من تحركات عسكرية وسياسية واسعة النطاق اقليميا ودوليا، قد شارفت على مرحلة جديدة ستمهد لمراحل لاحقة خطرة، وذلك اعتمادا على التطورات الميدانية المتوقعة، وفقا لمصدر مطلع. فمع استمرار الدولة «الاسرائيلية» في حربها الوحشية لابادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تندرج ضمن المرحلة الاولى من مخططها، يرى المصدر ان الة القتل الصهيونية تحولت الى الضفة الغربية المحتلة، حيث يشارك المستوطنون العنصريون والمتطرفون وقوى الشرطة وجنود جيش الاحتلال في ارهاب الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم والتضييق عليهم في اراضيهم. وهذه هي المرحلة الثانية من مخطط الكيان العبري الذي يريد تهجير الفلسطينيين من الضفة، وبناء المستوطنات لتهويد الضفة بشكل كبير.

 

بعض المراقبين يعتقدون ان المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو يحرضون على توسيع القتال في شمال فلسطين المحتلة –جنوب لبنان، اي البدء بالمرحلة الثالثة التي ستكون في حال تجرأ «الاسرائيليون» على خوضها، الاكثر عنفا والاصعب مراسا. والحال ان «تل ابيب» ابلغت واشنطن انه يجب تنفيذ القرار 1701 وفقا لشروطها، والا ستذهب باتجاه توسيع الحرب ضد حزب الله في جنوب لبنان.

في الوقت ذاته، لفت المصدر المطلع الى ان هناك اصواتا وازنة في المؤسسة الامنية والعسكرية «الاسرائيلية»، تحذر من المغامرة بوجه معسكر المقاومة في لبنان. فاذا كانت العملية العسكرية «الاسرائيلية» على قطاع غزة، المحاصر والمعزول، لم تحقق ابرز اهدافها حتى بعد سنة تقريبا، فكيف سيكون الوضع مع حزب الله وحلفائه الذين كان لديهم حوالى عشرين سنة لتطوير قدراتهم القتالية على كل الاصعدة، بعد الاستفادة من تجارب انتصار حرب تموز عام 2006؟ ويضاف الى ذلك، ان لبنان مفتوح على مداه القومي برا وبحرا وجوا، ولا تستطيع أي قوة اغلاق خطوط الامدادات بالكامل.

 

وعليه، من الصعب في هذه الفترة بالذات التكهن بما ستؤول اليه اوضاع الاشتباكات في جنوب لبنان-شمال فلسطين المحتلة، اذ ليس في الافق السياسي والعسكري ما يؤشر الى وجود مبادرة تكسر الدائرة المغلقة التي وصلت اليها مفاوضات وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى. ومهما ارتكبت «اسرائيل» من المجازر في سياق الابادة ضد الفلسطينيين، فانها ستبقى عالقة في رمال غزة المتحركة. وسيزداد الطين بلة بالنسبة الى المستوطنين المحتلين اذا تطورت المواجهات في الضفة الغربية المحتلة، الامر الذي سيفضي الى انتفاضة شعبية عارمة. ولا يمكن ان نتجاهل دور الشعب الفلسطيني في الداخل (فلسطينيو 1948).

 

نتنياهو لن يقدم «هدية» بوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى في عهد بايدن

في سياق الاقتراح الاميركي من قبل ادارة بايدن لوقف اطلاق النار في غزة واتمام عملية تبادل الاسرى، وتحديدا تحرير الاسرى الاسرائيليين لدى حماس، اشارت اوساط ديبلوماسية رفيعة المستوى الى ان رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو، لن يفاوض لتحرير المحتجزين الاسرائيليين عند كتائب القسام، ولا يريد وقف الحرب في هذه المرحلة. وتابعت ان نتنياهو ينتظر موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، مراهنا على فوز دونالد ترامب. عندئذ سيبادر نتنياهو الى اجراء مفاوضات جدية عبر الوسطاء القطريين والمصريين مع حماس، والقبول بالتهدئة في غزة، فضلا عن تحقيق صفقة تبادل الرهائن.

 

مصرع ادمغة استخباراتية بارزة و… اسرار «اسرائيل» العسكرية مكشوفة

في غضون ذلك، ‘طرح مراقبون اسئلة بعد الرد الذي نفذه حزب الله على قاعدة غليلوت :»هل سقطت رؤوس استخباراتية هامة في غليلوت؟ وهل يعني ضرب القاعدة ان اسرارا عسكرية «اسرائيلية « باتت مكشوفة «للاعداء»؟

 

ضرب حزب الله لوحدة 8200

هو السبب وراء استقالة شارئيل

من جهته،اعلن قائد الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» العميد يوسي شارئيل، استقالته من منصبه، مقراً بفشله وتحمله المسؤولية إزاء هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وما ترتب عنه.

 

لكن مصدرا عسكريا مطلعا كشف للديار ان السبب الحقيقي وراء استقالة العميد شارئيل، هو تمكن حزب الله من استهداف وحدة 8200، الامر الذي اعتبره فشلا استخباراتيا «اسرائيليا» وعجزا في صد الهجوم.

هذا وذكرت مصادر أمنية أوروبية موثوق بها أمس الأول لـ»الديار»، أن الضربة التي نفذها حزب الله في إطار عملية «الأربعين» استهدفت مواقع استراتيجية حساسة، حيث تركز الهجوم على الوحدة 8200 الإسرائيلية في منطقة «غليلوت» وقاعدة «عين شيمر». وأكدت المصادر أن العملية حققت نجاحاً كبيراً، مما أدى إلى خسائر بشرية فادحة في صفوف القوات المستهدفة.

 

ووفقاً للتقارير، فإن عدد القتلى جراء الضربة بلغ 22 شخصاً، بينما وصل عدد الجرحى إلى 74، وهو ما يعكس حجم الأضرار التي لحقت بالوحدة 8200، التي تعتبر أحد أهم الوحدات الاستخباراتية والتكنولوجية في الجيش الإسرائيلي.

ويعد نجاح هذه العملية ضربة موجعة للقدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، بعدما اتبعت الحكومة الإسرائيلية سياسة التعمية الاعلامية لحجب خسائرها الفادحة.

 

مصادر مسيحية معارضة ترد على كلام السيد نواف الموسوي

على صعيد اخر، رأت مصادر مسيحية معارضة ان كلام السيد نواف الموسوي على ان البعض في لبنان يرى ان المرحلة الحالية تشبه مرحلة 1982 التي اوصلت بشير الجميل رئيسا للجمهورية وان هذا الامر قد يتكرر، أن الظروف الحالية لا تشبه بتاتا مرحلة الحرب الاهلية، وتحديدا عام 1982. ذلك انه في ايام الحرب الاهلية المشؤومة، الجميع قاتل حفاظا على مبادئه وتطلعاته الوطنية، وتمحورت الحرب بين المسيحيين الذين تمسكوا بلبنان وطنا نهائيا لهم وبين الفلسطينيين الذين خرج بعضهم عن قضية تحرير فلسطين، والسعي لاخذ لبنان وطنا بديلا لهم.

 

واضافت المصادر المسيحية المعارضة ان كلام الموسوي بعيد كل البعد عن الواقع السياسي الحالي، نافية نفيا قاطعا وجود اي زعيم مسيحي يطمح للوصول الى قصر بعبدا خارج الية الدستور واللعبة الديموقراطية التي تحصل في البرلمان اللبناني.

 

ولفتت الى ان القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر اذا عارضوا الحرب التي يشنها حزب الله من الجنوب ضد «اسرائيل»، فهذا لا يعني ان هذه الاحزاب باتت مؤيدة للكيان الصهيوني الذي صلب المسيح ونصب كمينا للبنانيين المسيحيين في حرب الجبل، ما اسفر عن حصول مجازر بهم.

 

 

"اللواء"

 يخترق الحراك الدبلوماسي العربي والدولي حواجز النار المتصاعدة من محاور القتال الجنوبية امتداداً الى سوريا، وسط خشية من «انفجار كبير» يهدد مصالح دول كبرى ودول المنطقة، التي لا ترغب بتوسع الحرب، مع اقتراب حرب الابادة الاسرائيلية من إكمال سنتها الأولى، من دون أية قوة ردع أو قهر لبنيامين نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل.

وفي هذا الاطار، يوفد البيت الابيض الموفد الرئاسي الاميركي آموس  هوكشتاين الى تل ابيب، في حين تعاود اللجنة الخماسية العربية- الدولية اجتماعاتها لتدوير الزوايا في ما خصَّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

فقد اعلن البيت الابيض ان الهدف من زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة، حيث سيحط الاثنين في تل ابيب في زيارة الهدف المعلن منها منع توسيع الصراع في المنطقة.

وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان هوكشتاين لن يزور لبنان، على الاقل في القريب المنظور، وقد تقتصر زيارته الى اسرائيل لمنع اي تهور.

وكشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة عن اجراء اتصالات بعيدة عن الاضواء مع هوكشتاين حول الوضع في الجنوب.

وكشفت مصادر اسرائيلية ان المجلس الوزاري سيصادق غدا على اعتبار ان اعادة سكان الشمال هو احد اهداف الحرب الدائرة في الجنوب.

 

الخماسية في قصر الصنوبر اليوم

وعشية استئناف اجتماعات اللجنة الخماسية العربية اليوم او في بداية الاسبوع المقبل، زار السفير المصري في بيروت علاء موسى عين التينة والتقى الرئيس بري، في إطار البحث التفصيلي حول البرنامج الرئاسي، وما يمكن ان تحمله مبادرة الرئيس بري باتجاه الحوار من آفاق لانتخاب الرئيس، في حين سجلت حركة سفير الفرنسي هرفيه ماغرو باتجاه وزارة الخارجية.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة السفير المصري علاء موسى إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري هي تمهيدية قبل استئناف اللجنة الخماسية حراكها، واعتبرت ان السفير المصري استفسر من الرئيس بري حول المناخ السائد وإمكانية وجود فرصة جدية للملف الرئاسي خصوصا بعد كلام رئيس المجلس حول  دورات متتالية في جلسة واحدة.

 

وأكدت أن هناك أسئلة طرحت حول قرب الدعوة وماذا عن التشاور وما هي احتمالات تلقّف القوى المسعى الجديد للجنة الخماسية، مشيرة إلى أنه في كل الأحوال اللجنة الخماسية ستنشط مجددا، كما ان زيارة موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان مرجحة في وقت قريب.

وحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء»، يجتمع قبل ظهر اليوم في قصر الصنوير مقر اقامة السفير الفرنسي، سفراء الخماسية بعد عودة المسافرين منهم الى بيروت. وقالت المصادر: ان البحث في الاجتماع سيتناول تقييم الاجتماع بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار السعودي الوزير نزار العلولا والسفير وليد بخاري وما توصل اليه من افكار، كما يتم تقييم نتائج حراك السفراء في بيروت مع القوى السياسية، ويقرروا بناء للتقييم الخطوات المقبلة، والتحضير لزيارة لودريان الى بيروت المؤكدة قبل نهاية هذا الشهر، ولكن لم يتحدد الموعد النهائي لها بعد.

 

وأكدت المصادر انه «برغم كل الجو السلبي الذي يُشيعه البعض في لبنان، فإن اللجنة الخماسية وسفراءها مستمرون في مساعيهم لمواكبة الجهد والحراك اللبناني الداخلي، والتفاؤل الحذر قائم باحتمال حصول تقدم ما، وإن لم يكن هناك من طرح جديد لدى الخماسية مغاير للطروحات والاقتراحات السابقة بضرورة تشاور وتوافق اللبنانيين على مرشح توافقي إن امكن او اكثر من مرشح تجري الانتخابات الرئاسية بينهم وليفُز من يفُز».

وقال السفير موسى بعد زيارة برّي: تطرقنا خلال اللقاء لأكثر من محور، وكان من الضروري إطلاع دولته على  التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة، وكما تعلمون جميعاً إن ما يحدث في قطاع غزة يؤثر علينا جميعاً وخصوصاً على الأوضاع في جنوب لبنان وهذا الموضوع أخذ حيِّزاً كبيراً من النقاش.

وأضاف موسى: تحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة اخرى بشكل متقدم أكثر في الاسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور اننا جميعا ندرك، أن إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الاهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف.

 

وتابع موسى: اكد لي الرئيس بري مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدثنا أيضاً عن جهود اللجنة الخماسية واجتماعاتنا في الفترة القادمة وما نرجو اليه ، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخص تحركات الخماسية، وإن الحوار ما بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي الى إنفراج في هذا الملف.

ورداً على سؤال عن الإجتماعات المقبلة للجنة الخماسية؟ أجاب السفير المصري: في الحقيقة سنلتقي في الخماسية بعدما كان الإهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصب على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا الى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن إتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية.

لكن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اكد موقفه بشأن تعديل الرئيس بري لمبادرته، وكتب عبر حسابه على منصة «اكس»: إذا كان الرئيس نبيه بري يريد فعلاً أن يكون إيجابياً، فلماذا لا يدعو من دون إبطاء إلى جلسة انتخابية مفتوحة (لرئاسة الجمهورية) بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية ومن دون الفولكلور الآخر كله؟

وكان الرئيس بري قد عدّل في مبادرته الرئاسية بحيث اعلن عن استعداده الى عقد جلسة انتخابية لكن غير مفتوحة وبدورات متتالية.

 

المطالب بين العسكريين والمدنيين

معيشياً، وفي الوقت الذي التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون وفدا من حراك «العسكريين المتقاعدين» للبحث في موضوع الحقوق التي يطالب بها هؤلاء، حذر تجمع الادارة العامة من محاولة الاستخفاف بحقوق موظفي هذه الدولة، التي عليها تقوم الدولة، واذا تعطلت فلن تتمكن الحكومة من صرف اي من رواتب او مستحقات اي سلك من الاسلاك.

وانتقد التجمع مشروع مرسوم يتوقع صدوره، ويقضي باعطاء راتبين اضافيين مطلع الشهر المقبل، وراتبين اضافيين مطلع ك2 عام 2025، لانه لا يلبي طموحات العاملين في القطاع العام، محذرا ايضا من استرضاء بعض الاسلاك على حساب حقوق الآخرين.

 

دعوة للتحقيق في حريق مكب برج حمود

بيئياً، عقدت لجنة البيئة النيابية برئاسة النائب غياث يزبك اجتماعا حضره وزير البيئ ناصر ياسين لبحث اسباب الحريق في مطمر برج حمود، والذي كشف ان العمل الذي قامت به الحكومة منع تمدد حريق الجديدة، مقدما اعتذارا عما حصل، ومطالبا بفتح تحقيق قضائي معتبرا ان المسؤولية تقع على عاتق مجلس الانماء والاعمار والمتعهد في المطمر..

ودعا النائب يزبك الى الشروع فورا باقفال كل المطامر وانشاء لجنة تقصي حقائق لكشف المسؤولين عن ملف النفايات والطلب الى محافظ جبل لبنان حماية المطمر في الجديدة فورا وبشكل آني.

وفي الاطار البيئي، اكدت الفحوص المخبرية وقوع اول اصابة بالكوليرا في المجرى الاعلى لنهر الليطاني.

 

الكهرباء مجدداً

كهربائياً، كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان بواخر «الغاز اويل» ستصل الى لبنان بين اليوم والغد.

وقال: هناك مناقصة لبناء محطة طاقة شمسية فوق نهر بيروت بقدرة 8 ميغا ونصف ستصب في معامل كهرباء لبنان وتوزّع على كل المواطنين.

وفي الاطار الجنوبي، أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان» تخصيص مبلغ 24 مليون دولار كرزمة مساعدات من الصندوق الإنساني للبنان من أجل دعم الفئات الأكثر حاجة في لبنان، وتلبية احتياجات الأشخاص المتضررين من الأعمال العدائية المتصاعدة في جنوب لبنان» وقال: «إننا نخصص هذا المبلغ من الصندوق الإنساني للبنان في ظروف استثنائية غير مسبوقة. يعاني لبنان من أزمات متعددة استهلكت قدرات الدولة على التكيف. بالرغم من أننا نبذل أقصى جهودنا لحشد التمويل، تم تمويل 25% من ندائنا السنوي فقط. نحن نناشد المجتمع الدولي بشكل عاجل لتقديم المزيد من الدعم».

 

الوضع الميداني

ميدانياً، لم يتوقف القصف المدفعي الاسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية منذ الصباح حتى ساعات متقدمة من ليل امس، فاستهدف اطراف طيرحرفا، والمجدل والجبين وزبقين ومجدل زون وبليدا ومرج مارون.. وكانت دمرت غارة فجرا بناء من طابقين لآل داغر في بنت جبيل.

وكان القصف الاسرائيلي استهدف الاحمدية في البقاع الغربي، وادى سقوط شهيد لحزب الله.

وردت المقاومة الاسلامية على مجزرة كفرجوز، التي ذهب ضحيتها صادق مبارك من حزب الله مع طفله مهدي بقصف صفد بوابل من المسيّرات.

وردا على استهداف الاحمدية استهدفت المقاومة الاسلامية موقع حدب يارين بصواريخ بركان ودمرت جزءا منه.

كما استهدفت المقاومة الاسلامية قوة من جنود العدو لدى وصولها الى بركة ريشا.

وشنت اسرائيل ليلا غارة على بلدة كفررمان.

 

 

"البناء"

نظمت موسكو حملة دبلوماسية إعلامية بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت عنوان التحذير من خطورة قيام دول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى تطال العمق الروسي والسماح باستخدامها نحو هذا العمق. وقال الرئيس بوتين سوف يكون هذا عملاً خطيراً يضع هذه الدول في حالة حرب مع روسيا، وتبعه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول إن حدوث هذا التحوّل في مسار الحرب لن يكون نهاية التصعيد لأن موسكو سوف ترد على هذا التهديد بما يتناسب مع حماية أمنها،. ومساء أمس تحدث المندوب الروسي في مجلس الأمن فقال: إن استهداف العمق الروسي بصواريخ الغرب الدقيقة يعني ان هناك طواقم بشرية من دول الناتو تقاتل الى جانب الجيش الأوكراني لأن لا قدرة تقنية لهذا الجيش على تشغيل هذه المنظومات الصاروخية، وهذا الشكل من المشاركة يتعدى مجرد تزويد أوكرانيا بالسلاح والمعلومات الاستخبارية كما هو حاصل اليوم.


في المنطقة استقطب الاهتمام ما صدر عن قادة كيان الاحتلال من تهديدات بتصعيد الوضع مع المقاومة في المواجهة الدائرة عبر الحدود اللبنانية، وهي مواجهة تزداد زخماً بصورة يومية، سواء على مستوى غارات جويّة يشنّها جيش الاحتلال وتستهدف المدنيين أغلب الأحيان، أو على مستوى العمليات النوعية والمكثفة التي تنفذها المقاومة والتي بلغت أمس مستوى متقدّماً عبر عدد العمليات ونوعيتها وطبيعة الأهداف. وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن حكومة الكيان تخصيص جلسة المجلس الوزاري الأحد لمناقشة الوضع في الشمال وضم إعادة مستوطني الشمال المهجّرين إلى مستوطناتهم إلى أهداف الحرب، ما يعني تكليف الجيش القيام بالمهمة، وما يعنيه ذلك من تصاعد التهديد بشنّ حرب.
على إيقاع هذا التصعيد يصل الإثنين الى المنطقة المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، ويبدأ جولته التي سوف تشمل بيروت من تل أبيب، تحت عنوان خفض التصعيد ومحاولة التوصل إلى تفاهمات دبلوماسيّة تبعد تهديد نشوب حرب وإفساح المجال لإنجاح المساعي الأميركية المشتركة مع مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق في غزة تعتقد واشنطن أنه يضمن وقف النار في جبهة لبنان، ويفتح الطريق للبحث بحلول وترتيبات تضمن عودة آمنة لمهجّري المستوطنات.

 

وفي وقت حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها، بقيت التسريبات الإعلامية عن حرب إسرائيلية واسعة وخاطفة على لبنان وسورية في محاولة لتغيير الواقع الميداني في الجنوب، في دائرة الاهتمام المحلي والإقليمي، على الرغم من أن مصادر مطلعة في فريق المقاومة تستبعد هذا الاحتمال لأسباب عسكرية وسياسية وتدرجه في إطار الحرب النفسية والمعنوية على المقاومة وبيئتها وللضغط على الحكومة اللبنانية للرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والتعاون مع الطروحات التي حملها المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة الى لبنان، وتجدد المصادر التأكيد بأن المقاومة لن تتراجع ولن توقف جبهة الإسناد قبل توقف العدوان على غزة، وما تصعيد عملياتها العسكرية في الأسبوع الماضي إلا دليل على إصرارها على موقفها، فضلاً عن الرد المؤلم على اغتيال القائد السيد فؤاد شكر، مضيفة أن العدو لن يتمكن من إبعاد حزب الله عن الحدود شبراً واحداً ولن يستعيد أمن المستوطنات في الشمال ولن يعيد المهجّرين لا قبل موسم المدارس ولا بعده حتى يوقف الحرب في غزة ويلبي مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني. وتربط المصادر بين رفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان والحملة الإعلامية المرافقة، بزيارة هوكشتاين الى المنطقة لكي تمنحه أوراق ضغط على لبنان.
وعلمت “البناء” أن ضغوطاً دبلوماسية أميركية غربية تمارس على لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية وعبرها على حزب الله لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة والسير باتفاق على الحدود يلبي المطالب اللبنانية بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط المتحفظ عليها ووقف الخروق الإسرائيلية للبنان، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته، وتلقى لبنان نصائح عدة بالموافقة على هذا الاتفاق لتجنيب لبنان الحرب. علماً أن الحكومة الإسرائيلية وفق المعلومات الدبلوماسية تلقت نصائح أميركية مقابلة بعدم توسيع الحرب على لبنان لتداعياتها الكبرى على المنطقة برمّتها، لأنها لن تبقى محصورة بلبنان و”إسرائيل”، بل ستستدرج جبهات أخرى في المنطقة.


وفي سياق ذلك، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين، قولهم إنّ “ كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين، يصل إلى “إسرائيل” الاثنين المقبل لمناقشة التوتر مع لبنان”. وأشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، وفق الموقع إلى أنّهم “قلقون من خطاب الجيش الإسرائيلي المتصاعد بشأن نشوب حرب مع لبنان”.
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب والبقاع الغربي، فاستهدفت مسيّرة إسرائيلية منزلًا في بلدة الأحمدية – البقاع الغربي ما أدى إلى استشهاد شخص وسبعة جرحى من بينهم أربعة أطفال عولجوا في الطوارئ، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة.
وشنّ جيش الإحتلال غارة جوية استهدفت منزلًا في بلدة كفررمان في قضاء النبطية جنوبي لبنان.
كما تعرّضت بلدة كفرشوبا والجبهة الجنوبية الغربية منها لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي مرتين على مدينة بنت جبيل، استهدفت الغارة الأولى منزلاً في حي العويني والثانية منطقة الوادي، ولم يفد عن وقوع إصابات.


وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، “أننا عملنا بشكلٍ مكثّف في الجبهة الشمالية خلال الأسبوع الأخير، وهاجمنا أكثر من 140 هدفًا في لبنان”، زاعماً أن “قواتنا قضت على عدد من عناصر حزب الله بينهم أحد قادة وحدة الرضوان، وأنّ مقاتلي الاحتياط في اللواء 9 من لواء غولاني استكملوا تمرينًا يحاكي مناورة بريّة في منطقة معادية”.
في المقابل، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات أنه “رداً على ‏الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة كفرجوز، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا حيث أصابوها إصابة مباشرة واندلعت النيران في أجزاء منها”. كما استهدفت المقاومة موقع المرج بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة. كما استهدف حزب الله بالصواريخ ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية وحقق إصابة مباشرة. وردًا على ‏‏المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في بلدة كفرجوز، شَنَّ مجاهدو ‏المقاومة، هجوماً جوياً بِأسراب من ‏المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة ‏‏210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) ‏جنوب شرق مدينة صفد المحتلة، مُستهدفةً أماكن تموضع ‏واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيها إصابات مؤكدة”.‏ وأعلن حزب الله عن استهداف قاعدة جوية إسرائيلية وهي “ثكنة بيريا” في المنطقة الشمالية بصواريخ الكاتيوشا رداً على غارة كفرجوز جنوب لبنان.


وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، بـ”انفجار طائرة بدون طيّار في منطقة عميعاد جنوب شرق صفد، واندلاع حريق في المنطقة”.
الى ذلك تلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومما جاء فيها: “تلقينا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتقدير واعتزاز كبيرين رسالتكم الكريمة، تهنئة وتعزية بشهيدنا ‏ورفيق دربكم في الجهاد والمقاومة، وفقيد الأمة القائد المجاهد أ. إسماعيل هنية “أبو العبد” رئيس المكتب ‏السياسي للحركة، ومرافقه الأخ المجاهد وسيم أبو شعبان “أبو أنس”، شاكرين لكم تضامنكم الممزوج ‏بالمشاعر الصادقة والنبيلة، الذي عبّرت عنه أفعالكم المباركة في جبهات محور المقاومة، إسناداً ودعماً ‏وانخراطاً في هذه المعركة، سائلين الله تعالى أن يبارك مسعاكم، ويحفظكم وبلادكم من كل سوء”. ‏


وقال: “إن الحركة ستبقى كما كانت دوماً ثابتة على درب الوفاء لدماء الشهداء، وإن المبادئ السامية التي ‏كان يدعو لها القائد الشهيد أبو العبد ستظل ثابتة وحاضرة وتمضي عليها حركتها ومجاهدونا، وفي مقدمتها ‏وحدة شعبنا الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأمة وفي القلب منها محور المقاومة في وجه ‏المشروع الصهيوني دفاعاً عن أمتنا ومقدساتنا، وفي مقدمتها القدس والأقصى، حتى دحر الاحتلال وكنسه ‏عن أرضنا، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”. ‏
رئاسياً، وفي انتظار ما ستقدّمه مجموعة الخماسية من جديد بدءاً من اليوم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الذي قال: “كان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة… وتحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة أخرى بشكل متقدم أكثر في الأسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور أننا جميعا ندرك، أن انتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الأهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخصّ هذا الملف”. وتابع موسى: دولة الرئيس أكد لي مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكّن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدّثنا أيضاً عن جهود الخماسية واجتماعاتنا في الفترة المقبلة وما نرجو إليه، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخصّ تحركات الخماسية، وأن الحوار بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي الى انفراج في هذا الملف”.


وعن الاجتماعات المقبلة للجنة الخماسية قال السفير المصري: “سنلتقي في الخماسية بعدما كان الاهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصباً على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا الى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن اتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية”.
وأفادت مصادر إعلامية محلية بأن “اللجنة الخماسية تتعامل بإيجابية مع المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري”، مشيرة إلى أنها “لا تفرض على الأطراف السياسية المشاركة أو عدمها في هذه المبادرة”.
واضافت أن “الخماسية لا تمتلك صيغة جديدة أو مشروع حل متكامل، لكنها تسعى بشكل رئيسي إلى تقليص الفجوات بين الأطراف اللبنانية وتسهيل عملية التفاهم بينهم”.


ولفتت الى أن “السفير الفرنسي في لبنان، هيرفيه ماغرو، سيعقد اجتماعاً مع الرئيس نبيه بري الاثنين المقبل”، مؤكدةً أن “لبنان الرسمي لم يتلقَ بعد أي إشعار بموعد وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت”.
الى ذلك شن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، هجوما لاذعاً على الحكومة من بوابة النازحين السوريين ولفت الى “أننا كنّا ننتظر من الحكومة اللاميثاقية أن تكفّر عن بعض أخطائها فتسرّع إجراءات عودة النازحين السوريين، وإذا بها تبدأ إجراءات تثبيت النازحين الموجودين بصورة غير شرعية عبر فتح أبواب مدارسنا أمامهم”.
وأشار إلى أنّ “على الحكومة أن تعود عن قرارها الذي يخدم مشروع التوطين وإلّا تكون شريكة فيه”، مضيفًا “على المدارس ولجان الأهل تقديم طعن بقرار الحكومة وبتعميم وزارة التربية”.


وأكّد باسيل أنّه “علينا جميعاً ان نمنع تنفيذ القرار والتعميم على أرض المدارس وألّا يصبح السوريون غير الشرعيين جوا جوا وأولادنا برّا برّا”، وقال: “اعلموا جميعاً أن السكوت عن هذا الأمر وإمراره يعني أن التوطين واقع”.
وفيما أفيد عن مساعٍ واتصالات على خط التيار الوطني الحر – حزب القوات لاحتواء التوتر بينهما لفت كلام رئيس “القوات” سمير جعجع، حول الاغتيالات حيث اشار إلى “أننا في مواجهة جهات من الممكن في أي وقت أن تقدم على الاغتيال لأهداف سياسية، لذلك المسألة بحاجة إلى احتياطات كبيرة”. ما يدعو للتساؤل حول ما إذا كان جعجع يملك معلومات عن عمليات اغتيال في لبنان أم أن إثارة هذا الامر للاستغلال السياسي والإعلامي فقط!

 

"الشرق" 

مع أن الحرائق في لبنان باتت منذ سنوات عنوانا دائما للتبدل المناخي وقصور قدرات الدولة وامكاناتها أمام المواسم المتكررة للحرائق في معظم فصول السنة، الا ان الحريق الذي اندلع في مطمر النفايات في الجديدة مساء كان له وقع الصدمة متسببا بحالة من الهلع، نسبة للمخاطر الهائلة التي هددت حياة سكان المناطق المحيطة به بفعل وجود خزانات غاز ووقود بالقرب منه، شاءت العناية الالهية وجهود رجال الاطفاء والدفاع المدني دون وقوع كارثة.

 

الا ان اطفاء الحريق لا يعني انتهاء الخطر، فعلى رغم استنفار الجهات المعنية كافة، تبقى انبعاثاته قائمة متسببة بتلوث الهواء والمياه والتربة وتاليا كارثة بيئية وصحية لا سيما على المواطنين المقيمين في المحيط، خصوصا ان بعض من يعانون امراضا صدرية تعرضوا للاختناق ونقلوا الى المستشفيات.

الدولة كلها تابعت واستنفرت وحضر المعنيون من اركان السلطة الى موقع الحريق. هذا اعتذر وذاك اتهم وآخر طالب بالتحقيق، الا ان الحقيقة الثابتة تكمن في علم الدولة ويقينها بخطر المطمر من دون ان تحرك ساكناً لتجنب كارثة قد تتجدد في اي لحظة وانفجار مرفأ بيروت خير دليل.

 

اجتماع استثنائي

وفيما عمل عناصر الدفاع المدني بعد اطفاء الحريق على تبريد المكان، عقدت لجنة البيئة النيابية اجتماعا استثنائيا وطارئا  لتحديد المسؤوليات ومعرفة الأسباب وكيفية معالجة كارثة النفايات على مساحة لبنان ووقف الحلول الترقيعية.

 

ياسين يعتذر

اما وزير البيئة ناصر ياسين فلفت الى ان أوّل ما قمنا به هو منع تمدّد حريق الجديدة والحدّ من الضّرر على أهلنا ويجب إجراء تحقيق قضائي خصوصاً بعد الحديث عن احتمال افتعال الحريق .وقال:»سنبلغ المدعي العام البيئي للكشف عمن افتعل حريق مكب برج حمود ويجب تنفيذ استراتيجية الادارة اللامركزية لقطاع النفايات».أضاف:»كوزارة بيئة لسنا مسؤولين بشكل يومي عن المطمر إنّما المسؤول هو مجلس الإنماء والإعمار والمتعهد في المطمر ولكن لا يمكن التهرب من مسؤوليتنا لمنع الضرر ونعتذر من اهالي ساحل المتن لان ما حصل بالأمس جريمة وفيه ضرر كبير وما كان يجب ان يحصل لو كانت الادارة سليمة».

 

موسى عند بري

رئاسياً، وفي انتظار ما ستقدمه مجموعة الخماسية من جديد في الايام المقبلة، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الذي قال: كان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة… وتحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة اخرى بشكل متقدم أكثر في الاسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور اننا جميعا ندرك، أن إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الاهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف.

 

وتابع موسى: دولة الرئيس أكد لي مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لانه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدثنا أيضاً عن جهود الخماسية وإجتماعاتنا في الفترة القادمة وما نرجو اليه، وأكدت للرئيس بري بإننا سنبقى على تواصل بما يخص تحركات الخماسية، وإن الحوار ما بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي الى إنفراج في هذا الملف».

 

عن الإجتماعات المقبلة للجنة الخماسية قال: «سنلتقي في الخماسية بعدما كان الإهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصب على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا الى لبنان سنتجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن إتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية».

 

من دون فولكلور

ليس بعيداً، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر حسابه على منصة «اكس»: «إذا كان الرئيس نبيه بري يريد فعلاً أن يكون إيجابياً، فلماذا لا يدعو من دون إبطاء إلى جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية ومن دون الفولكلور الآخر كله؟».

 

مساعدات للجنوبيين

وفيما استمر التراشق امس بين حزب الله اسرائيل جنوبا ، أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان» تخصيص مبلغ 24 مليون دولار كرزمة مساعدات من الصندوق الإنساني للبنان من أجل دعم الفئات الأكثر حاجة في لبنان، وتلبية احتياجات الأشخاض المتضررين من الأعمال العدائية المتصاعدة في جنوب لبنان» .

 

المودعون في السراي

على خط آخر، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزير المهجرين عصام شرف الدين يرافقه وفد يمثل جمعيات المودعين في السراي. وقال شرف الدين بعد اللقاء: «الاجتماع يأتي في سياق مطالب المودعين العاجلة والملحة والتي هي قابلة للتنفيذ، كما انه يأتي في سياق طرح الحلول الجذرية، وقد طالب الوفد بوضعها على جدول اعمال مجلس الوزراء، وهي تتمثل اولا برفع سقف السحوبات الشهرية حتى الف دولار وهي قابلة للتطبيق اذا اقتطعنا مبلغا متواضعا من الاحتياط الالزامي التي نريده للحالات الطارئة والصعبة، فهناك المودع المريض والمودع الجائع والمودع الذي يريد تعليم اولاده. كما طالبنا بما يمكن تسميته شيك الطالب وشيك الاستشفاء والطبابة وشيك الضرائب والرسوم. وقال: «الاجواء ايجابية وسيضعها دولة الرئيس على سلم الأولويات في جدول اعمال مجلس الوزراء».

 

واشنطن قلقة

هوكشتاين إلى إسرائيل

على وقع ارتفاع منسوب القلق من عمليّة إسرائيليّة، ذكر موقع «أكسيوس» أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور إسرائيل الإثنين لمناقشة التوتر مع لبنان. وأفاد الموقع بأنّ المسؤولين الأميركيين قلقون من تصريحات إسرائيلية بشأن الحرب مع لبنان.

 

 "الشرق الأوسط"

يتبدّل الاهتمام الدولي بلبنان بتبدّل التطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية، وخطر اندلاع حرب موسعة بين «حزب الله» وإسرائيل أو تراجعها.

فبعد أسابيع طويلة من انكفاء الموفدين الدوليين، حلّ منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ضيفاً في بيروت في زيارة خاطفة، حاملاً نصيحة للمسؤولين اللبنانيين تشدد على «ضرورة تنفيذ القرار 1701 لتجنّب التصعيد، وأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجدّ»، بينما قللت مصادر شاركت في جانب من لقاءات المسؤول الأوروبي من أهمية زيارته، ووصفتها بأنها «وداعية» عشية مغادرته منصبه.

 

وبخلاف ما يحكى عن رسالة أوروبية حملها بوريل ودعا إلى عدم تجاهلها، قالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إنه «لم يتلقَّ أي رسالة من بوريل، لكن خلال اللقاءات الوداعية التي أجراها الأخير مع القيادات اللبنانية، دعا إلى الالتزام بالقرار 1701 خياراً وحيداً لنزع فتيل الانفجار والتمهيد للحل السياسي».

 

لا زيارة قريبة لهوكستين

ونفت المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» تلقي لبنان معلومات رسمية عن «زيارة قريبة لمبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكستين إلى بيروت». ونقلت عن شخصية دبلوماسيّة مطلعة على أجواء واشنطن أن هوكستين «سيزور تل أبيب في مهمّة صعبة تتعلّق بوقف النار في غزّة، فإذا نجح بهذه المهمة فقد يعرّج على بيروت، لكن لا تفاؤل بإمكان الوصول إلى نتائج إيجابية».

 

ولم تُخفِ المصادر أن «الوفود الدولية باتت مقتنعة بأن ظروف الحلّ في لبنان غير ناضجة، أقله لجهة إقناع (حزب الله) بفصل جبهة غزّة عن لبنان».

غياب الموفدين الدوليين يملأه رئيس الحكومة باتصالات يجريها مع المسؤولين الدوليين. وأكدت المصادر المقربة من رئيس الحكومة، أن الأخير «كثّف في الأيام الأخيرة اتصالاته بدول القرار، ولقاءاته مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لحضّهم على ممارسة الضغط الكافي على إسرائيل لوقف اعتداءاتها واستباحتها للسيادة اللبنانية ووضع حدّ للتدمير الممنهج»، مشيرة إلى أنه «دائماً ما يحذّر من خطر انزلاق الأمور نحو حرب واسعة تريدها إسرائيل بأي ثمن».

وتتباين الآراء حيال تكثيف زيارات المسؤولين الدوليين إلى لبنان حيناً، وتراجعها إلى حدّ الغياب التام أحياناً.

 

السفير شديد: فرص الحرب تقلصت

وعدّ سفير لبنان السابق في واشنطن، أنطوان شديد، أن «انخفاض خطر توسّع الحرب ما بين إسرائيل ولبنان، والكلام الصادر عن المرشد الأعلى في إيران (علي خامنئي) عن التراجع التكتيكي، وأمين عام حزب الله (حسن نصر الله) عن التهدئة والعودة إلى العمليات الروتينية، كل ذلك عكس ارتياحاً لدى الجهات الدولية وأملاً بتقلّص فرص الحرب».

 

ورأى شديد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطر الحرب لم ينتهِ ويبقى قائماً، لكن كلام المرشد والاتصالات الجارية بمسؤولين دوليين للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان، يعطيان انطباعاً عن اتفاق خفيّ تعمل الدول الكبرى على إنجازه من أجل احتواء التصعيد»، لكنه دعا في الوقت نفسه، إلى «البقاء على يقظة تامة، وأن نأخذ تهديدات القادة الإسرائيليين على محمل الجدّ».

ولا ينفكّ القادة الإسرائيليون، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، عن إطلاق التهديدات بشّن هجوم على لبنان، وتحويل الاهتمام من غزّة إلى الجبهة الشمالية.

 

ورأى السفير شديد أن «تهديدات قادة العدو يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ، لكن حتى الآن نجح الأميركيون في الضغط على إسرائيل ومنعها من توسيع الحرب في الشمال، لما لذلك من تداعيات كبيرة على لبنان، وأيضاً على إسرائيل والمنطقة برمتها». وقال: «صحيح أن العمليات الإسرائيلية لا تزال على وتيرتها من الغارات والتدمير والاغتيالات، وآخرها اغتيال قيادي للحزب في البقاع الغربي، لكن يبدو أن (حزب الله) يعدّها ضمن قواعد الاشتباك ولا يغامر بالردّ عليها في العمق الإسرائيلي».

 

ومع أن الأمور لا تزال تحت السيطرة، لكن ثمة خشية من أن يستغلّ نتنياهو انصراف الاهتمام الأميركي إلى معركة الانتخابات الرئاسية، ويوسّع عملياته في لبنان، وربما أبعد من ذلك. وبرأي السفير شديد، فإن نتنياهو «قد يرفع وتيرة الضغط على (حزب الله)، لكن في الوقت نفسه يعرف أن الحرب مع لبنان لها حسابات مختلفة وأثمان كبيرة»، مؤكداً أن الأميركيين «لديهم رؤية لحلّ النزاع بين لبنان وإسرائيل، وهذا الحل بات بمتناول هوكستين، الذي ينتظر وقف الحرب لوضعه موضع التنفيذ، خصوصاً فيما يتعلّق بالترسيم البري بين البلدين».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية