إحتفال في مرجعيون ومنطقتها بعيد إرتفاع الصليب
الرئيسية مجتمع / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 14 24|12:01PM :نشر بتاريخ
ايكووطن - الجنوب - ادوار العشي
إحتفلت القرى والبلدات المسيحية في قضاءي مرجعيون ومنطقتها جنوباً، بعيد ارتفاع الصليب، فرُفعت الصلوات واقيمت القداديس في الكنائس وبارك الآباء المياه، واضاءت المفرقعات النارية سماء المنطقة، وأشعل المواطنون "القبّولة"، وهي تقليد متوارث يرمز الى اكتشاف عود الصليب من قبل القديسة هيلانة في القدس، ونقل الخبر بواسطة النارمن المدينة المقدسة إلى ولدها الملك قسطنطين في القسطنطينية، وتجري العادة ان يقفز المؤمنون فوقها، كما أُضيئت شرفات المنازل بالشموع وهي عادة ترافق عيد الصليب أيضاً.. عادات وتقاليد يتوارثها المسيحيون من جيلٍ الى جيل، فتبقى في ذاكرة الأجيال الناشئة لتصبح جزءاً من ممارساتهم الدينية والإجتماعية.
وللمناسبة ترأس الأب حنا الخوري قداس العيد في كنيسة سيدة الخلاص في جديدة مرجعيون، بحضور حشدٍ من أبناء البلدة والجوار، وأقام صلاة تكريس وتبريك المياه، وقناني المياه التي أحضرها معهم المحتفلون بالعيد، ورش بركة المياه على الحضور في الكنيسة.
بعد الأنجيل المقدس، ألقى الأب خوري عظةً، تناول فيها معاني عيد إرتفاع الصليب، داعيا المؤمنين الى التمثّل بحياة السيد المسيح، الذي دفع حياته على الصليب لأجل البشر، وافتدانا بدمه الطاهر...
الصليب يمثل راية الغفران والحب اللامحدود؛ هو علامة المسيح المنتصر على الموت، وعلى الخطيئة التي ورثناها عن أبينا آدم، هو درب خلاصٍ ونورٍ وحياة للمؤمنين.. نحن مثبّتون على ذلك الصليب.. نجد أنفسنا، كبشر، في قطعة الخشب هذه. لا عذر ولا مفر من هذه الحقيقة: ففي الصليب، يجعلني المسيح إنسانًا مثله، إنسان ألمٍ وتقدمة".
في النهاية، نجد في ذلك الصليب البشريةَ المتألّمة: الظلم والحروب والإهانات وصراخ الألم لكل إنسان.
ونظراً للوضع الأمني، إستُعيض عن المسيرة الحاشدة التي كانت تقام في المناسبة على بولفار مرجعيون، بإقامة مسيرة في محيط كنيسة سيدة الخلاص، رافعين الصليب المزدان بالورود، وسار خلفه الأب حنا الخوري والمؤمنون وهم يرتلون أناشيد الفرج والإنتصار بعيد ارتفاع الصليب المقدس.
ويروي التقليد الكنسي، أن القديسة هيلانة ذهبت إلى القدس عام 326 م تبحث عن صليب السيد المسيح. وعندما سألت عن الأمر، أخبروها بأن الصليب مدفون بالقرب من معبد فينوس الذي أقامه الأمبراطور أدريانوس على مرتفع جبل الجلجلة، فأمرت بحفر المكان وعثرت على ثلاثة صلبان، ولما لم تعرف ايها صليب السيد المسيح، إقترح البطريرك مكاريوس، أن تضع واحداً تلو الآخر، على جثة أحد الموتى التي كانت تمر جمازته بالمكان في ذلك الوقت، فعندما وُضع على الصليب الأول والثاني لم يحدث شيء، وعندما وُضع الصليب الثالث، عادت للميت الحياة بأعجوبة باهرة.
بعد ذلك وضعوا الصليب على إمراة مريضة فشفيت في الحال، عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين وهم يرنمون ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، فرفعت القديسة هيلانه والدة الأمبراطور قسطنطين الصليب المقدس على جبل الجلجلة، وبنت فوقه المرتفع الكنيسة المعروفة إلى يومنا هذا بكنيسة القيامة.
وكان على الملكة إعلام الإمبراطور قسطنطين بأنها وجدت عود الصليب، عندها صعدوا على جبل الجلجلة وأشعلوا ناراً ضخمة، رآها كل سكان المدينة، الذين راحوا بدورهم يشعلون النار على رؤوس الجبال، من القدس إلى حرمون، فالقلمون والقسطنطينية، وهكذا وصل الخبر إلى الإمبراطور قسطنطين في أسرع وقت، وطفقوا يحتفلون بالمناسبة وكان ذلك اليوم هو الرابع عشر من أيلول، وهو ما ترمز إليه "قبولة النار" في التقليد المسيحي بعيد إرتفاع الصليب.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا