افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 17 24|08:34AM :نشر بتاريخ

"النهار":

رصد المسؤولون اللبنانيون امس المعلومات المسربة عن لقاءات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل لمعرفة ما اذا كانت بيروت ستكون محطته التالية تبعا للنتائج والمناخات التي وجدها لدى المسؤولين الإسرائيليين حيال “الجبهة الشمالية”، علماً ان توجساً لبنانياً واسعاً برز حيال المعطيات التي تحدثت عن خلافات وتخبط داخل الحكومة الإسرائيلية في شأن لبنان فيما كانت تبرز تهديدات جديدة بعملية غزو لشريط بري محدود لجنوب لبنان كما لو ان الامر يعكس توزيع أدوار. ومع ان المعطيات التي طبعت مناخات المراجع اللبنانية الرسمية، السياسية والعسكرية، بدت متقاطعة مع معطيات “حزب الله” في استبعاد جدية التهويل الإسرائيلي بعملية برية انطلاقاً من اقتناع هؤلاء بان معرفة إسرائيل لضخامة الكلفة التي ترتبها عليها أي مغامرة كهذه ترجح طابع الحرب الدعائية النفسية على هذا التهديد، فان ذلك لم يقلل في المقابل من قتامة الانطباعات لدى المعنيين في لبنان الذين ازداد توجسهم من المعالم التصعيدية الاخذة في الاتساع على الجبهة الجنوبية ويخشون، حتى في حال استبعادهم حرباً واسعة، من استشراس حرب الاستنزاف وتماديها لوقت طويل لتحويل المناطق الحدودية الامامية الى ارض محروقة.

وتعززت هذه المعطيات في ظل ما تردد عن ان هوكشتاين اُبلغ في إسرائيل موقفاً جامعاً على الاتجاه الى توسيع العمليات العسكرية في لبنان. وتكشف مصادر معنية بان الحركة الديبلوماسية الغربية او الدولية الأخيرة حيال لبنان، سواء في ما يتصل بالوضع الخطير على الجبهة الجنوبية او في ما يتعلق بملف الازمة الرئاسية اظهر تعاظم القلق الدولي بقوة على لبنان في الفترة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بما أوحى ان الأسابيع المقبلة ستشكل مرحلة محفوفة بخطورة عالية خصوصا اذا تبين ان “التمرد” الإسرائيلي على الإدارة الأميركية الضاغطة من اجل منع حرب واسعة في لبنان سيترجم بأشكال تصعيدية مختلفة في لبنان. وبرزت هذه المخاوف من طغيان الوضع الميداني في الجنوب على الاجتماع الأخير للجنة سفراء المجموعة الخماسية كما في لقاءات السفراء منفردين مع مراجع وشخصيات لبنانية، وكان اخرها لقاء السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولقاء السفير السعودي وليد البخاري امس مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. حتى ان المصادر نفسها اشارت الى ان الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت قبل نهاية الشهر الحالي، قد تصبح رهن الأجواء والمعطيات التي ستتكشف بعد زيارة هوكشتاين لإسرائيل ولبنان، بما يعني الربط القسري بين الوضع الميداني في الجنوب وملف الازمة الرئاسية.

هوكشتاين في إسرائيل

ووسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد “حزب الله” ولبنان وصل امس كبير مستشاري الرئيس جو بايدن أموس هوكشتاين إلى إسرائيل لمناقشة الوضع في لبنان، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. وقالت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية إن هوكشتاين سيقترح خلال زيارته خططاً لإعادة رسم الحدود بين إسرائيل ولبنان. وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال لقناة “الحدث” إن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الشمال.

واجتمع هوكشتاين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فيما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تضج بمعلومات عن اتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى اقالة غالانت بسبب معارضته توسيع العمل العسكري في الشمال . ولكن وسائل الإعلام نفسها نقلت عن غالانت قوله لدى اجتماعه بالموفد الأميركي ان “السبيل الوحيد المتبقي لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم هو العمل العسكري” وان “احتمال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط جبهة لبنان بغزة”.

وفي المقابل بثت القناة 12 الإسرائيلية ان هوكشتاين قال لغالانت إن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرض إسرائيل للخطر مشيرا الى ان واشنطن ملتزمة بحل ديبلوماسي في الشمال .

والتقى هوكشتاين لاحقا نتنياهو الذي صرح على الأثر “سنقوم بما يلزم لحماية امننا وإعادة سكان الشمال” . وأوضح مكتب نتنياهو ان الأخير ابلغ هوكشتاين انه لا يمكن إعادة السكان الى الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني .

تحرك السفراء

اما في المقلب السياسي والديبلوماسي من المشهد الداخلي فالتقى امس البطريرك الماروني السفير السعودي وليد البخاري على مدى ساعة في الديمان وتناول الحديث تحرك اللجنة الخماسية والتطورات في الجنوب علما ان اللجنة الخماسية ستعقد اجتماعها المقبل في مقر السفارة السعودية . وافيد ان “البخاري اكد للراعي وقوف المملكة العربية السعودية دائما الى جانب لبنان واهتمامها بمساعدته على تخطي ازماته على الصعد كافة”. ويسبق حراك سفراء “الخماسية” في بيروت عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي تفيد معلومات ان الرياض استعجلت إعادة تحريك مهمته . وفي الاجتماع الاخير للسفراء الخمسة في مقر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في قصر الصنوبر تبين ان الدوائر السياسية في عواصمهم لم تنفك عن متابعة مساعيها الرئاسية رغم صعوبة التعاطي مع الافرقاء اللبنانيين. وحضر الملف الامني في الجنوب من الباب الواسع مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية وانعكاسها على المسار العام في البلد. ولم يخرج مضمون اللقاء في الملف الرئاسي عن اطار التشاور وتبادل الافكار التي تساعد في التقريب بين الكتل النيابية والتوجه الى جلسة انتخاب مضمونة النتائج بغض النظر عن الاسم الذي سينتخب.

وفي هذا السياق اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري امس ان “ما طرحناه في ٣١ آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان”. وأضاف ان :”كل أطراف الخماسية أيدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق فما الذي يمنع اعلان تأييدها بالجملة؟”

ورداً على سؤال حول إمكان قيام إسرائيل بعملية عسكرية لإحتلال أراض في الجنوب قال بري :”فشروا”.

الوضع الميداني

وفي غضون ذلك لم يتراجع التصعيد الميداني جنوبا حيث قصفت المدفعية الاسرائيلية ٲطراف بلدة عيتا الشعب، وسقطت 3 قذائف مدفعية على حرج بلدة حانين في قضاء بنت جبيل. كما تعرضت أطراف وادي حسن وشيحين لقصف مماثل وشن الطيـران الحربي الاسرائيلي غارات مستهدفا بلدات عديسة وكفرشوبا وطيرحرفا وبليدا. وشنّ الطيران الإسرائيلي غارة عنيفة على بلدة حولا ما أدى إلى تدمير 6 منازل، وأسفرت عن سقوط قتيل من “حزب الله” وإصابة أربعة أشخاص بجروح، ثلاثة دخلوا المستشفى للعلاج والرابع عولج في الطوارئ. ونعى “حزب الله” محمد إبراهيم ياسين “مجاهد” من بلدة حولا.كما تم استهداف فريق الاسعاف في كشافة الرسالة في طيرحرفا بقذيفة هاون أثناء توجههم لتفقد الغارة، وسجلت ٣ اصابات طفيفة.

وأعلن “حزب الله” انه استهدف تموضعات للِجنود الإسرائيليين في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية. كما استهدف موقع بركة ريشا بقذائف المدفعية، واستهدف ايضاً مرابض مدفعية ‏الجيش الإسرائيلي في الزاعورة بالأسلحة الصاروخية.

 

 

 

"الأخبار":

ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «استراتيجية» تغليف التحديات السياسية بالتحدّيات الأمنية الكبرى و«التهديد الوجودي» وغيرهما. فعل ذلك مرات عدّة خلال الحرب المستمرة على غزة. إلا أن وقائع الميدان في الجبهة الشمالية للكيان، على الحدود مع لبنان، بعد مرور نحو عام على الحرب، فرضت نفسها تحدّياً رئيسياً على طاولة القرار في تل أبيب، بما لا يسمح بتجاوزها، وإن كانت قابلة للاستغلال والاستثمار السياسي بالنسبة إلى نتنياهو. ولعل أبرز دليل على أولوية هذا الاستثمار السياسي هو تأجيله عقد اجتماع «الكابينت» للتصديق على قرارات تخصّ جبهة الشمال، 3 مرات على التوالي، أمس، بسبب انشغاله باتصالات سياسية مكثّفة لتنفيذ خطته في ما يتعلّق بالائتلاف الحكومي. ويبدو أن دخول رئيس حزب «اليمين الوطني» جدعون ساعر إلى الحكومة، وخروج وزير الحرب يوآف غالانت منها، باتا قاب قوسين أو أدنى من التحقّق، وربما خلال وقت قريب لا يتجاوز أياماً قليلة. وعلى هذا الأساس، يجدر تثبيت مرتكزات أساسية لفهم «الحفلة» الحالية في إسرائيل.أولاً، الوضع القائم في الشمال، والتصعيد العسكري المحتمل، هما مادة دسمة للاستثمار السياسي والجماهيري في الكيان، وتختلف خلفية الاستغلال بحسب اختلاف الجهة صاحبة العلاقة، إذ يتفق الجيش الإسرائيلي وغالانت ونتنياهو، على ضرورة إيجاد حل للشمال، وبما أن «حزب الله» متمسّك بموقفه الرافض لوقف جبهة الإسناد، فإن المستويين الأمني والسياسي يميلان الآن للاقتناع بحتمية العمل العسكري، بغضّ النظر عن شكله ومداه.

ثانياً، بعد اتفاقهما على ضرورة الحلّ، وإن كان عسكرياً، يبرز الخلاف بين المستويين الأمني والسياسي في الكيان. الأول يرى ضرورة التوجّه إلى تصعيد كبير على الجبهة اللبنانية، وعدم الاكتفاء بعملية محدودة، إذ ترى قيادة جيش العدو، أن عليها تحقيق إنجازات عسكرية ثقيلة تغيّر الواقع الأمني جذرياً في شمال فلسطين المحتلة، بما يتطلّب عملية عسكرية واسعة، وربما طويلة. وعلى هذه الخلفية، تطالب المؤسسة الأمنية بقيادة غالانت ورئيس هيئة الأركان بالتوصّل إلى صفقة في قطاع غزة وإنهاء الحرب، أو خفض حدّتها إلى الحد الأدنى، بما يمنح الجيش وقتاً وقدرات كافية للاستعداد لحرب الشمال الكبيرة، وفي ظلّ دعم أميركي واضح، والأفضل بلا شكّ أن يكون ذلك بعد انتهاء الانتخابات الأميركية. وهذا يخدم الإدارة الأميركية الحالية، ويعزّز حملة المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس. أما المستوى السياسي، وتحديداً نتنياهو، فيريد خلق ظروف متوترة إلى الحدّ الأعلى، تبقى على شفير الحرب، أو تنتقل بما هو جارٍ حالياً إلى مرحلة أعلى وأكثر تزخيماً – دون الحرب الشاملة – لخلق ضغط على المقاومة في لبنان، ودفعها إلى التفاوض والتراجع، ما يأتي بالأميركيين لاجتراح الحلول، وفي حال فشلوا (وهذا المُرجّح) ستكون «شرعية» لإسرائيل، ودعمٌ أميركي لتوسيع العمليات العسكرية أكثر فأكثر، وسيدفع ذلك الإدارة الأميركية إلى تسديد أثمان مباشرة، سواء لفشلها في خفض التصعيد وتحقيق تسوية، أو لاضطرارها إلى الانخراط في الحرب ولو بشكل غير مباشر وتدريجي. وهذا السيناريو يخدم بشكل مباشر المرشّح الجمهوري في الانتخابات الأميركية، دونالد ترامب.

ثالثاً، يستغلّ نتنياهو الحاجة إلى تحرّك عسكري في الشمال لتحقيق أهداف سياسية كبرى، أهمّها إقالة غالانت من الحكومة، ثم توسيعها. وهذا هدف قديم – جديد لنتنياهو الذي سبق أن أقال غالانت قبل الحرب على خلفية ما عُرف بـ«الإصلاح القضائي»، لكنه أعاده إلى الحكومة بعد تفجّر تظاهرات عارمة في وجهه حينها. وخلال الحرب، انفجرت خلافات عدة بين الرجلين، خصوصاً في ما يتعلّق بالمفاوضات حول صفقة الأسرى، وقانون تجنيد الحريديين، وأهمّها على الإطلاق، موقف غالانت من مسألة احتلال «محور فيلادلفيا»، حيث عارض ذلك، وروّج لعدم الحاجة إليه، وأضعف موقف نتنياهو أمام الجمهور إلى حد بعيد. وتراكمت الأسباب التي يراها نتنياهو موجبة لـ«طرد» غالانت من الحكومة، لكنّ الخشية من ردود الفعل في الشارع الإسرائيلي، وكذلك في واشنطن، بعدما أصبح غالانت الوزير «الملك» لدى إدارة بايدن، حال دون اتخاذ القرار. اليوم، يحاول نتنياهو تغليف خلافه مع غالانت بتحدي جبهة الشمال، وهو يعتقد بأنه من خلال ذلك سيمتلك «شرعية» إقالة غالانت أمام الجمهور بشكل خاص، عبر اتهام الأخير بالضعف والجبن عن الذهاب إلى عملية عسكرية في الشمال، وتفضيله صفقة في قطاع غزة وتسوية في الشمال. وهذا ما دفع غالانت إلى تشديد مواقفه تجاه جبهة لبنان، خلال الأيام الماضية، إذ حاول الظهور في موقع الوزير المبادر والمهاجم الذي لا يخشى مزيداً من الحرب.

رابعاً، يروّج نتنياهو بأن استبدال غالانت برئيس حزب «اليمين الوطني» جدعون ساعر، وتوسيع التشكيلة الحكومية، يمكن أن يعزّزا صفقة التبادل مع «حماس»، ويُضعفا موقف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير داخل الحكومة، حيث سيكون للحكومة تأييد في «الكنيست» يسحب من بن غفير القدرة على إسقاطها متى ما أراد، ويضيّق عليه هامش تحرّكه داخل الائتلاف. وفي المقابل، يعتقد نتنياهو بأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أكثر واقعية، ومن الممكن إقناعه بدعم الصفقة، أو على الأقل عدم رفضها. وهكذا يكون نتنياهو قد تخلّص من غالانت، وتخفّف من عبء بن غفير، ويضمن بقاء حكومته إلى آخر ولاية «الكنيست» الحالي، أي بعد عامين تقريباً.

 

 

 

"الجمهورية":

الزخم الذي رافق عودة اللجنة الخماسية الى استئناف حراكها على الخط الرئاسي، لم يكن بحجم الآمال التي علّقت على هذا الحراك، حيث انّ اجتماع سفرائها السبت في قصر الصنوبر، لم يرقَ إلى ما تاق إليه اللبنانيون بأنّ يشكّل قوّة دفع جديدة ونوعيّة في اتّجاه التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، فيما تتدحرج في موازاته كرة الاحتمالات الحربية على جبهة الجنوب، تزامناً مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري ضدّ لبنان، وفرض واقع جديد .
مرّ اجتماع سفراء الخماسية مرور الكرام، فلا بيان توضيحياً لما بحثه السفراء، ولا تحدّد ما تقرّر فيه؛ ما تسرّب عنه لبعض المعنيين لا يشي بأنّ اللجنة بصدد انتهاج مسار جديد في تحركها، يعوّل عليه لكسر جدار التعطيل.
وعلى ما هو واضح، فإنّ الجولة الجديدة قد انطلقت؛ السفير السعودي وليد البخاري حطّ في الديمان ووضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في أجواء الحراك الجديد، وجهود اللجنة التي تعول على أن تقابلها ليونة من مختلف الاطراف، بما يسهّل فتح نافذة أمل في الجدار الرئاسي.
وأفادت المعلومات الرسمية بأنّ "أبرز النقاط التي تناولها هي اجتماعات اللجنة الخماسية، وما ستساهم فيه زيارة لودريان إلى لبنان في سبيل الدفع بملف الاستحقاق الرئاسي. واكّد البخاري للبطريرك الراعي وقوف السعودية إلى جانب لبنان، واهتمامها بمساعدته في تخطّي أزماته على الصعد كافة". وللغاية نفسها يأتي تحرّك السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في اتجاه عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
أجندة المواعيد
وبحسب مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ أجندة اللجنة تلحظ مواعيد جديدة، والسفير المصري وفّر على اللبنانيين أن يتكبّدوا عناء الرهان على طرح نوعي للخماسية، بتأكيده انّ مهمتها محصورة في البحث عن مشتركات للبناء عليها لفتح الباب الرئاسي. بل إنّ "الخماسية"، على ما قال أحد سفرائها لـ"الجمهورية"، عاقدة العزم بتوافق كل أعضائها، على أن تمدّ للبنانيين يد المساعدة لإنزالهم عن الشجرة".
واللافت في كلام سفير الخماسية عينه، تأكيده "انّ الانطباع الذي تكوّن لدينا من اللقاءات التي نجريها، يؤكّد بما لا يقبل أدنى شك، انّ كل الاطراف في لبنان مأزومة وتريد أن ترى نهاية قريبة لأزمة الرئاسة، لكنّها في الوقت نفسه حذرة من بعضها البعض، وتزرع الألغام في وجه بعضها البعض، ربطاً بالتجارب الخلافية التقليدية في ما بينها.
خياران: مصاعب او إيجابيات؟
من هنا، أكّد مصدر ديبلوماسي عربي، انّ حراك الخماسيّة يتّسم بأهميّة كبيرة هذه المرّة، حيث أنّ المناخ السائد بين أعضاء اللجنة، معطوفاً على ما جرى بحثه بين العلولا ولودريان، يشي بأنّ احتمالات الخرق الإيجابي اقوى مما كانت عليه في ما مضى. كل أعضاء اللجنة متفقون على هذا الأمر، وكذلك على عدم التقرير عن اللبنانيين في أمر هو من شأنهم. فاللجنة تساعد وتنصح بتضييق مساحات الاختلاف، واما كرة الحسم في نهاية الأمر، تبقى في ملعب الأطراف في لبنان، التي عليها أن تختار بين الاستمرار في وضع تعطيلي لانتخاب رئيس للجمهورية مفتوح على احتمالات وتعقيدات أكبر ومصاعب فوق قدرة لبنان على تحمّلها، وبين الانتقال إلى وضع مفتوح على إيجابيات، مفتاحه استباق تلك الاحتمالات والتحدّيات بالتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، كخطوة اولى على طريق إعادة انتظام الحياة السياسية والدستورية في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة تضع لبنان على سكة الخروج من أزمته بالخطوات العلاجية والإصلاحية المطلوبة لذلك.
قبل الانتخابات!
وفي سياق متصل، كشف مرجع سياسي لـ"الجمهورية"، عن أنّ معطيات يملكها تؤكّد حضوراً سعودياً فاعلًا هذه المرّة على الخط الرئاسي، وأنّ زيارة لودريان إلى بيروت في حكم المقرّرة خلال الاسبوعين المقبلين.
ولفت المرجع إلى معلومات تبلّغها من مسؤول اوروبي زار لبنان في الآونة الاخيرة، تفيد عن جوّ دولي مدعوم اميركياً، يؤكّد انّ فرصة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ممكنة جداً قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل. وهذه الفرصة متاحة أمامهم حتى ذلك الوقت، وخصوصاً انّ تفويتها قد يطيل أمد الفراغ اكثر، ليس إلى كانون الثاني موعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد لمهامه، بل ربما إلى ما أبعد من ذلك بكثير، ربطاً اولاً ببناء الادارة الاميركية الجديدة، وثانياً بما قد يبرز من تطورات أو مستجدات في المنطقة.
بري: "فشروا"
الى ذلك، قال الرئيس بري ردا على سؤال حول الملف الرئاسي: ما طرحناه في ?? آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان.
واشار الى ان كل أطراف اللجنة الخماسية أيدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق فما الذي يمنع اعلان تأييدها بالجملة؟ ورداً على سؤال حول إمكانية قيام العدو الإسرائيلي بعملية عسكرية لإحتلال أراض في الجنوب قال بري: "فشروا".
إعتداءات وتهديدات
على المقلب الجنوبي، غليان حربي متفاقم على امتداد خط الحدود من الناقورة الى جبل الشيخ، تكثفت خلاله الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، فيما لوحظ في الايام الاخيرة رفع "حزب الله" لوتيرة عملياته واستهدافاته لموقع جيش الاحتلال والمستوطنات الاسرائيلية.
وتزامناً مع هذا الغليان، ارتفعت وتيرة التهديدات الاسرائيلية بتوسيع الجبهة مع لبنان وشن عملية عسكرية ضدّ "حزب الله" لبنان، لخّصها الإعلام الاسرائيلي بتوجيه ضربات جوية واسعة النطاق تطال العمق اللبناني، بهدف تغيير التوازن ضدّ "حزب الله".
واكّدت مصادر قريبة من الحزب لـ"الجمهورية"، انّ الحزب لا يسعى إلى الحرب، ولكنه جاهز للتعامل مع ايّ عدوان بالحزم والقوة اللتين يتطلّبهما، والاسرائيلي خبر المجاهدين في الميدان، وسماحة الأمين العام قال إنّهم إذا ما ارتكبوا الحماقة عليهم أن يستقبلوا إلى جانب مستوطني الشمال، عشرات لا بل مئات الآلاف من المستوطنين الهاربين من المستوطنات الاخرى. وانّ اي اعتداء برّي على لبنان، ستقابله جهوزية المقاومة لتحرير الجليل.
مسلسل تهويل
إلى ذلك، قال مسؤول رسمي كبير رداً على سؤال لـ"الجمهورية": "البعثات الديبلوماسية الغربية والأممية تنقل الينا مخاوف من التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري ضدّ لبنان، وتنصح بضبط النفس، ليقينها أنّ فرص الحل السياسي على الجبهة اللبنانية تبدو متضائلة في الوقت الحاضر". وإذ لفت المسؤول عينه الى أنّ "موقفنا واضح بأنّنا في موازاة أيّ عدوان سنكون جميعاً في موقعنا الطبيعي لمقاومته، ولكن في ما خصّ التهديدات الإسرائيلية فهي فعلٌ ماضٍ اعتدنا عليه، وضمن مسلسل تهويل مستمر، ليس منذ بداية حرب الإبادة الاسرائيلية لقطاع غزة، بل منذ ما قبل ذلك بسنوات، حيث أجرى جيش العدو سلسلة طويلة من المناورات العسكرية التي تحاكي عدواناً على لبنان وحرباً على "حزب الله". ولنفرض انّ هذه التهديدات جدّية، فإنّ ردّ "حزب الله" واستهدافه غليلوت قرب تل ابيب اولاً، وصولاً إلى الصاروخ الفرط صوتي الذي سافر 2040 كليومتراً في 11 دقيقة من اليمن الى تل ابيب دون ان تلحظه القبب الحديدية، تدفع نتنياهو وحكومته الى التفكير ألف مرّة قبل العدوان على لبنان".
تخبّط
وسط هذه الأجواء، وصل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى اسرائيل في زيارة تبدو محصورة في منع توسيع المواجهات على الجبهة الشمالية.
وتتزامن زيارة هوكشتاين مع ما يبدو انّه تخبّط يسود المستويين السياسي والعسكري الاسرائيلي، وتفاقم الخلاف بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، الامر الذي دفع نتنياهو إلى التلويح بإخراجه من الحكومة واستبداله بوزير آخر، حيث رجح الإعلام الاسرائيلي أن يحلّ جدعون ساعر مكانه.
وليلاً، أجمعت معلومات من جهات متعددة انّ مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من شن حرب أوسع ضدّ لبنان.
وشدّد هوكشتاين على نتنياهو أنّ الولايات المتحدة لا تعتقد أنّ النزاع الأوسع في لبنان سيحقق هدف عودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال. واعتبر أنّ الحرب الشاملة مع "حزب الله" تشكّل خطرًا باندلاع نزاع إقليمي أوسع وأطول.
وأكد هوكشتاين لنتنياهو ووزير دفاعه، أنّ الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحل ديبلوماسي في لبنان "سواء بالتزامن مع صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة أو بشكل منفصل". وجاءت تحذيرات هوكشتاين في وقت صعّدت فيه القيادة العسكرية الإسرائيلية التحضيرات لحرب ضدّ "حزب الله"، تهدف الى إعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم.
ومن المتوقع أن يصوّت مجلس الأمن الإسرائيلي اليوم الثلاثاء على تعريف رسمي لعودة النازحين الإسرائيليين كهدف للحرب المستمرة منذ 8 أكتوبر الماضي.
غير انّ نتنياهو ردّ على طرح هوكشتاين بأنّه لن يكون من الممكن إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم من دون تغيير جذري في الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، وفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال نتنياهو لهوكشتاين: "إسرائيل تقدّر وتثمّن دعم إدارة بايدن، لكن في النهاية ستقوم بما هو ضروري للحفاظ على أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
بدوره، أبلغ غالانت هوكشتاين أنّ إمكانية الحل الديبلوماسي للوضع على الحدود الشمالية "قد انتهت لأنّ "حزب الله" يواصل ربط نفسه بحماس ويرفض إنهاء النزاع"، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وقال غالانت للموفد الأميركي: "لذلك، الطريقة الوحيدة المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم ستكون من خلال العمل العسكري".

 

 

 

"الديار":

حفلت الساعات القليلة الماضية بتبادل الرسائل الميدانية والسياسية بين محور المقاومة وحكومة العدو الاسرائيلي، على خلفية رفع «اسرائيل» منسوب التهديد بحرب شاملة ضد حزب الله ولبنان، فيما دخلت واشنطن على خط تبريد «الرؤوس الحامية الاسرائيلية» لسحب فتيل المواجهة المفتوحة، الذي ستكون نتائجه مدمرة ولا يحقق اي هدف استراتيجي.

والى ان تتكشف طبيعة الاهداف الحقيقية للتصعيد «الاسرائيلي»، اختصر جنرال الاحتياط في جيش الاحتلال اسحق بريك «اوهام» الثلاثي نتانياهو، غالانت وهاليفي، بشأن توسعة الحرب ضد لبنان بالقول «ستكون نهايتنا على يد حزب الله».

في السياق نفسه، ابلغ المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين المسؤولين «الاسرائيليين» رسالة مشابهة بالامس تحذر من خطر حرب فاشلة ومدمرة على «اسرائيل» ولبنان، لن تؤدي الى القضاء على حزب الله، ولن تعيد المستوطنين الشمال الى منازلهم، وستنتهي باتفاق موجود على «الطاولة» الآن، وتنفيذه متعثر ربطا بالحرب في غزة فقط.

وفيما لم يتلق لبنان الرسمي اي تحذير ديبلوماسي جدي بحرب «اسرائيلية» وشيكة، رفعت غرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة الجهوزية الى الدرجة الاولى. ووفقا لمعلومات «الديار» اتخذت كل الاجراءات العملانية لمواجهة اي تصعيد محتمل، وتمت خلال الساعات القليلة الماضية مراجعة وتحديث الخطط الرئيسية والثانوية على كافة الجبهات، لمواكبة التطورات تحسبا لاي مفاجآت يمكن ان يقدم عليها العدو نتيجة حسابات وتقديرات خاطئة، وذلك بعد ساعات من الصاروخ «الفرط صوتي» «فلسطين 2» من اليمن، الذي اثبت عمليا وجود تنسيق ميداني رفيع المستوى، ترجم عمليا برسالة مهمة للغاية في توقيتها لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار لقائد انصار الله، ابلغه فيها قدرة المقاومة على خوض حرب استزاف طويلة، مشيدا بضرب «تل ابيب» بصاروخ «فرط صوتي»، في تجسيد عملي لترابط الساحات.

الرسالة الردعية

ووفقا لمصادر مطلعة، فان توقيت اطلاق الصاروخ، وعدم ربطه بالرد على القصف الذي استهدف مدينة الحديدة اليمينة، كان «رسالة» ردعية واضحة من المحور، بان فتح الجبهة مع لبنان على حرب شاملة سيضع «تل ابيب» تحت وابل من الصواريخ المتطورة والدقيقة من الشرق والشمال، ودون اي حاجة لتدخل ايراني مباشر في الحرب، ما يستتبع تدخلا اميركيا، وهو الهدف الرئيسي لبنيامين نتانياهو، اي ان «اسرائيل» ستدفع اثمانا باهظة جدا دون ان تتمكن من تأمين مشروعية البدء بحرب مع طهران، تستدرج من خلالها واشنطن الى الحرب، وهو ما يجعل المواجهة مغامرة محفوفة بالكثير من المخاطر الاستراتيجية، بحيث ستلحق بـ «اسرائيل» دمارا هائلا، فيما تبقى ايران بمنأى عن الخسائر المباشرة.

تجدر الاشارة الى ان احد السفراء الغربيين حصل بالامس على اجابة واضحة للمرة الاولى من مسؤول امني لبناني سابق، حول احتمال امتلاك حزب الله لصواريخ «فرط صوتية»، فكان الجواب واضحا ولا يقبل اي التباس»، ما يوجد في مخازن طهران وصنعاء موجود حتما في بيروت».

ماذا يحمل هوكشتاين؟

في هذا الوقت، اجرى المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين محادثات مع الرئيس «الاسرائيلي» إسحاق هرتسوغ ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ووزير الحرب. ووفقا لمصادر ديبلوماسية ، كان هوكشتاين واضحا في رسالته الى «اسرائيل»:

• اولا: لن تقبل الادارة الاميركية بتوسيع الحرب على حزب الله الآن، ولا بد من تأجيل اي خطط حول هذا الامر الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل.

• ثانيا: لا جدوى من تلك الحرب لان نتائجها غير مضمونة، بل ربما تكون كارثية وتحمل تداعيات غير متوقعة.

ووفقا للرؤية الاميركية، يمكن منع حرب كبيرة بين «إسرائيل» وحزب الله، وهي ليست قدرا محتوما لا يمكن تجنبها. فهي اذا اندلعت فسيكون الثمن باهظاً على الطرفين، قد يقتل الآلاف أو عشرات الآلاف، وسيحدث ضرر كبير للبنى التحتية لدى الجانبين.

لن تدمروا حزب الله

وبحسب تلك الاوساط، فان هوكشتاين كان صريحا بكلامه مع القيادات «الاسرائيلية»، بالقول «لن تدمروا حزب الله بسهولة، ولن تحققوا كما يبدو معظم الأهداف. وقد ستستمر الحرب لفترة طويلة، وكثير من الناس سيموتون على طرفي الحدود، ولن يعود سكان الشمال إلى بيوتهم بسرعة، وفي نهاية المطاف ستنتهي هذه الحرب باتفاق سبق ووضعت خطوطه الرئيسية مسبقاً. والعمل جار للوصول الى هذا الاتفاق الآن، فلماذا الدخول في مغامرة غير محسوبة؟! والمقترح الاميركي يركز على ترسيم الحدود مع لبنان، بما فيها في الغجر ومزارع شبعا، ونقطة انطلاق هذا الترسيم سيكون موقع الخيمة التي سبق حزب الله ونصبها في المنطقة.

ماذا يريد نتانياهو؟

من جهتها، اشارت صحيفة «هارتس الاسرائيلية» الى انه من غير المعروف حتى الآن، اذا كان طلب نتنياهو من الجيش العمل بصورة أكثر شدة وأوسع، يعني توجهه نحو المواجهة الشاملة أم زيادة الهجمات ضد حزب الله وتحقيق نتائج دون الوصول إلى حرب؟ ولفتت الى ان هناك موعدين يجب أخذهما في الحسبان عند محاولة توقع اندلاع حرب. في نهاية الشهر، سيلقي نتنياهو خطاباً في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، إضافة إلى ذلك، سيحل الشتاء في نهاية السنة، حيث شروط الأحوال الجوية القاسية تعمل دائماً في صالح العصابات التي تدخل الصواريخ من مناطق محمية وتصعب العمل على سلاح الجو، مهما كان متطوراً وتكنولوجياً. ولهذا فان نافذة الفرص لحرب شاملة محدودة «لإسرائيل»، إلا إذا أملى حزب الله موعد البدء في الحرب؟!

متى موعد الحرب؟

من جهتها، نقلت القناة 13 «الإسرائيلية» عن مسؤولين أمنيين تأكيدهم لنتنياهو إن توسيع الحرب في الشمال، سيتطلّب في المُقابل تقليص الوجود العسكري في غزة، وأي تحرّك لتغيير الواقع الحالي على الأرض في الشمال، قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق. اما التوقيت في توسيع معركة «إسرائيل» في الشمال مع حزب الله غير واضح.

ونقلت القناة عن أحد مُساعدي نتنياهو قوله إن تلك الخطوة قد تستغرق أسابيع أو بضعة أشهر، قد تكون المدة الزمنية الفاصلة بين انتهاء المدة الرئاسية للرئيس الأميركي جو بايدن، وبداية ولاية الرئيس دونالد ترامب في حال فوزه، حيث يُعوّل نتنياهو على فوز ترامب، ودعمه في حربه الواسعة ضد لبنان.

حرب نفسية..وتدمير؟

ووفقا لمصادر مطلعة، ربما تكون «إسرائيل» قادرة وراغبة بحملة واسعة ضد حزب الله الآن، وربما تكون هذه قناعة نتنياهو ، بصرف النظر عن الدوافع، لكن من المرجّح أن هذا التصعيد في التهديد وفي الميدان يندرج ضمن الحرب النفسية، والحرب على المناعة والوعي لدى «الإسرائيليين» واللبنانيين على حد سواء.

وبنصيحة عدد من الخبراء وجنرالات الاحتياط، قد تنتقل «إسرائيل» الى تكتيك الضغط على لبنان باعتماد القصف الشديد، ضمن النطاق الجغرافي المحدود على الحدود، وتدمير بنى تحتية وبلدات كاملة، على أمل ممارسة ضغط فاعل أكثر على حزب الله.

منطقة أمنية عازلة ؟!

في المقابل، كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» امس، أن قائد لواء الشمال فيه الجنرال أوري غوردين اكد في مباحثات داخلية، إنه يوصي بالسيطرة على منطقة حدودية في جنوب لبنان، بغية بناء منطقة أمنية عازلة، زاعما «إن الكثير من عناصر الرضوان قتلوا أو هربوا من المنطقة، وإن 80% من اللبنانيين في الجنوب غادروا هم أيضاً، وهكذا نضجت الظروف التي تمكّن الجيش من القيام بعملية كهذه بسرعة».

الظروف غير ناضجة للحرب

في المقابل، حذر القائد الأسبق لغرفة العمليات في الجيش «الإسرائيلي» الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف في حديث للإذاعة العبرية الرسمية امس، من التسرّع في قرار الحرب، وعقّبَ على قول قائد لواء الشمال غوردين بأن الظروف نضجت لحملة برية، بالقول إن الحملة المحدودة تعني لحد بعيد الدخول في حرب واسعة، والشروط الأربعة لخوضها غير متوفرة الآن.

الحرب الخطيرة

وأشار زيف لعدم وجود أهداف محددة للجيش في مثل هذه الحملة العسكرية على حزب الله، القدرة على تركيز قوة عسكرية تأخذ بالحسبان حرباً طويلة، ربما تصل بيروت، ولا تبقى في جنوب لبنان ، مثلما أن الشرعية الدولية غير موجودة، لافتاً أيضاً إلى أن الحزام الأمني لا يحمي من التصعيد ومن صواريخ على «إسرائيل»، وكذلك خطة الخروج من الحرب غير موجودة.

وخلص زيف للتحذير بان حديث غوردين عن ظروف ناضجة هو حديث تكتيكي، وهو لا يرى الصورة الإستراتيجية الواسعة. شروط الحرب غير متوافرة الآن، ونحن نغامر بحرب شاملة خطيرة.

لا قدرة لهزيمة حزب الله

من جهته، وصف الجنرال المتقاعد اسحق بريك المعروف «بنبي الغضب» في «اسرائيل» وزير الحرب يواف غالانت، وكلام نتانياهو وهاليفي، حول نقل مركز ثقل الجيش إلى الشمال، واحتمالية عملية برية قريبة ضد حزب الله، بالتصريح المقلق، لان الجيش «الاسرائيلي» غير قادر على هزيمة حزب الله.

نهاية «اسرائيل»؟

ولفت بريك الى ان عملية برية ضد حزب الله، ربما تتسبب بضربة شديدة ونهائية لـ «إسرائيل». وقال «الجيش الذي لم ينجح في القضاء على حماس لن يقضي على حزب الله، الذي يضاعف بمئات المرات قوة حماس. اما المأساة الكبيرة التي لم يدركها كثيرون حتى الآن، بحسب بريك، فهي ان تدهور الجيش «الإسرائيلي» في العشرين سنة الأخيرة، الأمر الذي لا يمكنه من الانتصار في الحرب. ولهذا فان تصريحات نتنياهو وغالنت وهليفي تستند إلى قدرات غير موجودة. وهي تصريحات لذر الرماد في عيون الجمهور، وتعرض وجود «اسرائيل» للخطر، وتؤدي إلى تحطم صفقة التبادل ووقف القتال وهي الطريقة الوحيدة للخروج من النفق إلى النور.

يجب التخلي عن الاوهام

اما صحيفة «يديعوت احرنوت» فقالت ان حرب لبنان الثالثة ستكون مكلفة جداً، ومدمرة للشمال، وتمسّ بالعلاقات مع الإدارة الأميركية، وتسوّد صفحة «إسرائيل» أكثر في العالم، وتتسبّب بتآكل قوة الجيش، ومن شأنها استعادة الحزام الأمني»اللعين في جنوب لبنان». لذا المطلوب التخلي عن أحلام الهذيان الخطيرة حول تشكيل «الإمبراطورية الإسرائيلية» من الليطاني إلى فيلادلفيا، «وعلينا التركّز باستعادة المخطوفين قبل فوات الأوان».

الصواريخ الفتاكة

بدورها، حذرت صحيفة «معاريف» من ما اسمته تغيير وجه الساحة في الشمال، ولفتت الى ان حزب الله يدرك الوضع «الإسرائيلي» الداخلي، ونار الصاروخ الذي أطلق من اليمن، جزء من خطوة شاملة لطهران من أجل ممارسة ضغط على «إسرائيل». وهذه الصواريخ الفرط صوتية، هي نوعٌ من أنواع الأسلحة الفتاكة بسرعةٍ تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت (5 ماخ). وتتميز هذه الصواريخ بأنّها لا تتبع مساراً مقوساً، وأنّ بمقدورها المناورة أثناء الطيران، ما يُسهل اختراقها للدفاعات الجوية، وكذلك تتجاوز مناطق تغطية الرادار الخاص بالخصوم، وتلتف حول أشكال العوائق المختلفة أيًّا كانت، جبالاً أو مباني أو أيّ حاجزٍ آخر. في رحلة الصاروخ اليمني الفرط صوتي الذي انطلق من اليمن وقطع في 11 دقيقة ونصف الدقيقة، 2040 كلم، نستنتج أنّ سرعة الصاروخ وصلت إلى 10640 كلم/الساعة، أي أنّه سار بسرعةٍ تفوق 8 أضعاف سرعة الصوت حتى وصوله إلى هدفه في «تل أبيب»، علماً أنّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي أقرّ بفشله في اعتراض الصاروخ وتدميره، فماذا لو اطلق الصاروخ من لبنان؟

الخطوة المجنونة

في هذا الوقت، علقت مصادر اميركية لموقع «اكسيوس» الاميركي على احتمال اقالة غالانت المرتقبة خلال هذا الاسبوع بالقول» ان اقالته في خضم حرب غزة وربما قبل حرب في لبنان، ستكون خطوة مجنونة.

وكشفت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» عن الاسباب الحقيقية لسعي نتنياهو لإقالة وزير الحرب، بذريعة «عرقلته توسيع الهجوم على لبنان، وقالت انها اسباب واهية، والامر يتعلق «بالحريديم».

الاسباب الحقيقة لاقالة غالانت؟!

وأصدرت هيئة عائلات الأسرى بياناً أكّدت فيه أنّ «تعيين جدعون ساعر وزيراً للأمن سيمثل اعترافاً واضحاً لا لبس فيه من جانب نتنياهو، بأنّه قرر التخلي عن الأسرى بنحو نهائي. بدوره، قال رئيس حزب «معسكر الدولة» بيني غانتس، إنّ نتنياهو «ينشغل في تراكيب سياسية تافهة وبتغيير وزير الأمن، بدلاً من أن ينشغل بالانتصار على حماس وبإعادة الأسرى وبالحرب مع حزب الله، والعودة الآمنة لسكان الشمال»، مؤكّداً أنّ هذا الأمر «يدل على سوء تقدير وسلم أولويات مشوّه.

أمّا المحلل السياسي عميت سيغل فرأى أنّ «تسريب الخلاف على الشمال أُعدّ لبناء قضية استبدال غالانت، وكأنّه لا أسباب للطلاق بين الاثنين»، مضيفاً أنّه لهذا السبب، «عمل غالانت على نشر بيان امس ذكّر فيها أنّ المواجهة مع حزب الله تقترب»، بحيث أراد القول: «لا تستخدموا الادعاء بأنّني مردوع من الحرب لإقالتي.

لودريان.. والمراوحة الرئاسية

داخليا،فيما يرتقب وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الأسبوع المقبل بين 24 و25 أيلول في مهمة استطلاعية، ودون خارطة طريق واضحة للتوسية الرئاسية، اشارت المعلومات الى ان «لا اجتماع للجنة الخماسية في دارة السفير السعودي يوم الثلثاء، خصوصاً أن السفير المصري في عطلة خارج البلاد..

في هذا الوقت، عقد السفير السعودي الوليد البخاري جلسة مصارحة مع البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، واكتفى السفير بابلاغ وقوف المملكة العربية السعودية دائما الى جانب لبنان، واهتمامها بمساعدته على تخطي ازماته على الصعد كافة.

تنسيق فرنسي- سعودي

ووفقا لمصادر مطلعة، فان كلام البخاري كان واقعيا، واظهرعدم حصول تبدل وشيك في المعطيات تدفع بالملفات نحو الحل، ويبدو الامر مستبعدا في الظرف الراهن، نتيجة الاوضاع المتفجرة في المنطقة ومن ضمنها في غزة والجنوب، وهذا لا يشجع على الرهان على الحراك المستأنف «للخماسية، التي تنتظر خفض التوترات الاقليمية كي «يبنى على الشيء مقتضاه».

والجديد راهنا يبقى ارتفاع منسوب الاتصالات والتنسيق بين الفرنسيين والسعوديين بالملف الرئاسي، دون ان يكون للامر اي ترجمة عملية راهنا.

 

 

 

"اللواء":

تكاد مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التي ينظر اليها كفرصة لإقناع الرؤوس الحامية في اسرائيل من مخاطر اية مغامرة عسكرية، باتجاه توسيع الحرب مع لبنان، على خلفية اعادة سكان المستعمرات الشمالية، قبل انطلاق موسم المدارس، وكهدف من اهداف الحرب.

على ان السؤال، وسط توسع المواجهة من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، باستخدام اسلحة جديدة وبغزارة نيران صاروخية غير مسبوقة، هل تُبقي مهمة هوكشتاين محصورة بالمهمة الاساس: اي تحريض اسرائيل على عدم الحرب، ام فك الاشتباك بين مكونات «كابينت الحرب» الاسرائيلي، لا سيما بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، الذي يطالب باجراء حسابات للحرب الموسعة والمتفلتة وسط كلام خرج الى العلن عن نية نتنياهو اقالة غالانت واستبداله بوزير الداخلية ساعور الاشد تطرفاً، والمدعوم من سارة زوجة نتنياهو.

وحسب ما رشح عن اجتماع هوكشتاين مع غالانت، فإن الاخير اعتبر ان ربط حزب الله وضعه «بحماس» فهذا يعني تضاؤل فرص التوصل الى حلّ دبلوماسي، ويُبقي العمل العسكري هو الحل المتاح لاعادة سكان الشمال، وفقاً لاعتقاده.

وفي خلفية تحرك هوكشتاين ان لا امكانية لحدوث تقدم في مهمته في اسرائيل، وصولاً الى لبنان خارج تحقيق هدنة في غزة، توقف اطلاق النار وتؤدي الى صفقة تبادل للأسرى والمتحجزين من اسرائيليين وجنسيات متعددة، وفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.

وابلغ هوكشتاين نتنياهو وغالانت ان معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الاسرى وستعرض اسرائيل للخطر.

ويتضح مما يحمله هوكشتاين، ان ذلك مرتبط باليوم التالي لجهة التفاهم على اعادة ترسيم الحدود البرية مع لبنان، بما يشمل قرية الغجر ومزارع شبعا.

ويتضمن المقترح تمرير الحدود عند موقع خيمة وضعها حزب الله داخل الاراضي المحتلة، وقد رفضت حكومة نتنياهو هذا المقترح معتبرة اياه استفزازاً.

وحسب مسؤولين اسرائيليين فإن فرص التوصل الى اتفاق منخفضة، متوقعين تصعيداً في الشمال.

ويتماهى قائد لواء الشمال في الجيش الاسرائيلي مع نتنياهو، وهو يعلن بأن جيشه جاهز لاحتلال شريط امني عند الحدود مع لبنان.

يشار الى ان قائد المنطقة الشمالية ناقش عملية رفع الجهوزية للقتال في لبنان مع قائد سلاح الجو.

وحذر اوستن غالانت من العواقب المدمرة على اسرائيل في حال شنت حرباً على لبنان.

وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الاميركية بات رايدر ان اوستن اشار الى العواقب المدمرة التي قد يخلفها التصعيد الواسع على شعب اسرائيل ولبنان والمنطقة.

وكان هوكشتاين وصل إلى الأراضي المحتلة، امس، لإجراء محادثات في اسرائيل حول خفض التصعيد على الجبهة اللبنانية، ومنع توسّع الحرب،بعد تأكيد النوايا الإسرائيلية بشنّ عملية واسعة وقويّة في لبنان، حيث في ضوء نتائج مسعاه مع سلطات الاحتلال قد يزور بيروت او يعود خالي الوفاض.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال إن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الشمال.

وبعد وصول هوكشتاين إلى تل أبيب، أبلغ غالانت نظيره وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي، «أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي المواجهات مع لبنان تتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحركة حماس». كما ناقشا واجب إسرائيل في إعادة سكانها إلى منازلهم في الشمال، وتطرقا إلى الجهود المبذولة لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.

ودعا الى ضرورة وقف النار واتفاق الرهائن، وان اسرائيل يجب ان تمنح المفاوضات الدبلوماسية الوقت لنجاحها. جاء ذلك بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنه الحوثيون على تل ابيب.

واجتمع هوكشتاين ايضاً مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيسه إسحاق هرتسوغ.

وابلغ نتنياهو هوكشتاين «أن إسرائيل تقدر موقف واشنطن لكنها ستفعل المطلوب لحماية امننا وإعادة السكان إلى الشمال». حسبما نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية.

واعلن مكتب نتنياهو: «ان رئيس الحكومة أبلغ هوكشتاين أنه لا يمكن إعادة السكان إلى الشمال من دون تغيير جذري في الوضع الأمني».

وحسب موقع «واللا» الاسرائيلي فإن هوكشتاين ابلغ نتنياهو وغالانت ان واشنطن تعتقد ان لا مصلحة لاسرائيل من حرب مع لبنان، واذا وقعت ستنتهي وفقاً للحل الدبلوماسي المطروح.

وبالتزامن مع انعقاد جلسة الحكومة الاسرائيلية حول لبنان اطلقت صفارات الانذار في الجليل الاعلى.

الخماسية تنتظر مجيء لودريان

رئاسياً، يتوقع ان يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان الاسبوع المقبل، بعد استئناف اللجنة الخماسية اجتماعاتها في بيروت السبت الماضي. في قصر الصنوبر، وهم لن يجتمعوا هذا الاسبوع لوجود السفير المصري علاء موسى خارج لبنان.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أية أفكار تتصل بالملف الرئاسي لم يتم تبادلها وإن كل ما ينقل في هذا المجال هو الجهوزية لتحريكه، على أن اللجنة الخماسية لا ترغب في حرق أية أوراق ولذلك قد تترك المهمة الرئاسية لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت قريبا.

إلى ذلك أوضحت المصادر نفسها أن ما سجل من تطورات على الجبهة الجنوبية والمواقف من ملف غزة قد يؤثر على الملف الرئاسي وبالتالي الحركة الجديدة تقوم على النجاح بفصل الإستحقاق الرئاسي عن ملف غزة.

وقد باشر السفير السعودي في بيروت وليد البخاري هذا الحراك بزيارة امس، الى المقر البطريركي الصيفي في الديمان للقاء البطريرك بشارة الراعي. وجرى خلال اللقاء مناقشة ابرز النقاط التي تناولتها اجتماعات اللجنة الخماسية. وما سوف تساهم به زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان في سبيل الدفع بملف الاستحقاق الرئاسي. كما كان بحث في الاوضاع الراهنة في الجنوب والحرب في غزة.

وقد اكد السفير بخاري للراعي وقوف المملكة العربية السعودية دائما الى جانب لبنان واهتمامها بمساعدته على تخطي ازماته على الصعد كافة.وغادر الصرح من دون الادلاء بأي تصريح.

وكان سفراء اللجنة الخماسية في بيروت قد عقدوا اجتماعا يوم السبت الماضي لمدة ساعة في قصر الصنوبر مقر اقامة السفير الفرنسي، لمناقشة مستجدات الملف الرئاسي اللبناني.وحضره السفراء الفرنسي هيرفيه ماغرو والاميركية ليزاجونسون والسعودي وليد بخاري والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني.

وحسب المعلومات، استمع السفراء الى تقييم لحركة السفراء الاخيرة على القوى السياسية والتي اظهرت استمرار المواقف على حالها حول آلية جلسات التشاور وانتخاب رئيس الجمهورية، والتي ظهرت خلال جولة السفير المصري على الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد وسميرجعجع وما تلاها من مواقف للاطراف. كما جرى تقييم للاجتماع بين الموفد جان إيف لودريان والمستشار السعودي نزار العلولا في الرياض مؤخراً.

وبناءً على سلبية مواقف بعض الاطراف اللبنانية، عاد السفراء الى طرح التوافق بين الكتل النيابية على آلية الجلسات وتبني خيار ثالث للرئاسة يكون مقبولاً من جميع الاطراف. واعتبرت مصادر السفراء «ان الخيار الثالث لم يعد خياراً بل ضرورة اكثر من اي وقت مضى. لذلك تُعوّل اللجنة الخماسية على زيارة الموفد الفرنسي لودريان الى بيروت قبل نهاية هذا الشهر للضغط على الاطراف بإتجاه قبول التوافق على الخيار الثالث كرغبة دولية». لكن المصادر اكدت استمرار مسعى اللجنة حتى لا ينقطع الامل نهائياً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتساءل الرئيس نبيه بري: لماذا لا تعلن الخماسية عن تأييده مبادرته المعدلة للحوار، وصولاً الى الملف الرئاسي، وما دامت اطرافها قد ايدت منفردة المبادرة؟

استئناف مناقشة الموازنة

حكومياً، تستأنف الحكومة جلساتها حول الموازنة للعام 2025 وسط نقاشات واتصالات لإيجاد حل وسط لمطالب القطاعات المدنية والعسكرية على اختلافها، من العاملين في الخدمة او المتقاعدين، وإمكانيات الخزينة، مع اعلان الاساتذة المتعاقدين مع الجامعة اللبنانية عدم دخولهم الى الصفوف، قبل اقرار تفرغهم في مجلس الوزراء.

وفي مجال آخر، لا يزال ملف حقوق العسكريين المتقاعدين محور سلسلة اتصالات وقد ابلغ العميد الركن الطيار المتقاعد اندره بو معشر «اللواء» أن حقوق العسكريين المتقاعدين ترتكز على الاعتراف بحق الموظف والعسكري والمتقاعد بالعدالة والمساواة والعيش الكريم، من ثم تحديد تكلفة هذا الحق، يلي ذلك تحديد مصادر التمويل ورصد الاعتمادات، ولم يعد مقبولا التعاطي مع الحقوق على قاعدة تصريف الأعمال وتوزيع المتيسّر من الفتات.

الوضع الميداني

ميدانياً، هاجمت طائرات الاحتلال الاسرائيلي القرى الامامية في الجنوب من عيتا الشعب الى بليدا مروراً بميس الجبل وحولا، وصولاً الى كفرشوبا في القطاع الشرقي، مع الاشارة الى غارات سجلت ليل امس الاول على الاحمدية والعيشية قضاء النبطية.كما شنت الطائرات المعادية غارة على بلدة الطيبة، وتعرضت اطراف عيترون لقصف مدفعي.

وامتد القصف المعادي الى البقاع، حيث استهدفت طائرة حربية معادية مزرعة في محلة الكواخ بمنطقة الهرمل، مما اسفر عن اصابة 4 اشخاص بجروح بينهم 3 اطفال.

كما استهدف الطيران الحربي منطقة سهل سرعين قرب ضهور العيرون.

وردّت المقاومة الاسلامية بقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ الكوتيوشا، كما استهدفت المقاومة ثكنة رميم وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وكذلك موقع السماقة، وانشاراً لجنود الاحتلال في محيطة ثكنة ميتات بالاسلحة الصاروخية.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

لم تخرق زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب المشهد الميداني، فالمسعى إلى احتواء التصعيد وتبريد الجبهة الجنوبية انطلاقاً من الالتزام بتطبيق القرار 1701، لا يزال يُقابَل بتعنت إسرائيلي غير مسبوق وبإصرار واضح من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على رفض المقترح الأميركي إذ إن أي كلام عن هدنة في غزة أو تسوية على الجبهة الشمالية مع لبنان ستقابَل برفض شديد من نتنياهو الذي يراهن على استمرار الحرب بما يخدم مستقبله السياسي غير آبه بتحرير الأسرى لدى حماس. 

ومع استمرار التهديدات الإسرائيلية للبنان، وآخرها مزاعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن بأن الفرص تتضاءل أمام حل دبلوماسي للمواجهة مع حزب الله، كان لافتاً موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حول إمكانية قيام إسرائيل بعملية عسكرية لإحتلال أراض في الجنوب، بالقول: "فشروا". 

ولا يبدو أن تحذيرات هوكستين لاقت آذاناً صاغية في تل أبيب، بعدما نبّه من أن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرّض إسرائيل للخطر. لكن أجوبة كل من نتنياهو وغالانت كانت تصعيدية بأن إسرائيل ستقوم بما يلزم لإعادة مستوطني الشمال.

في السياق، اعتبر أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية خليل حسين في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن التهويل بحرب وشيكة تشنّها إسرائيل ضدّ لبنان يندرج في نطاق الحرب النفسية، مشيراً إلى أنَّ الأمور أصبحت مكشوفة بأن إسرائيل لا يمكنها القيام بحرب لا نفسياً ولا عسكرياً دون موافقة ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية، إلاّ في حال تمكنّت حكومة الحرب الاسرائيلية من إغراق أميركا بها. 

حسين رأى أنَّ زيارة هوكشتاين الى تل أبيب عادية ولا تحمل الكثير من المفاجآت فهو جاء ليؤكد أن الولايات المتحدة هي ضد توسيع الحرب، إنما في المقابل ليس لها القدرة على اقتراح الحلول في الوقت الحاضر، لافتاً الى أنَّ الوضع الميداني سيشهد تصعيداً دون أن يلامس الحرب الشاملة، إذ ممكن القيام بعملية موضوعية بهدف محدد ومدروس.

داخلياً، تواصل اللجنة الخماسية حراكها على صعيد الملف الرئاسي، وفي هذا الاطار صبّت زيارة السفير السعودي وليد البخاري الى الديمان، وسط الحديث عن رسالة سعودية فرنسية في البريد الرئاسي، قابلها بري بالقول إن ما طرحه في 31 آب الماضي من تعديلات في المبادرة حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان.

وأشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن اللجنة الخماسية تنتظر الزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، والمتوقعة الأسبوع المقبل بين 24 و25 أيلول، والتي ستوضح العديد من النقاط لا سيما على مستوى ما يحمله من أفكار، وما قد يكون قد توصّل إليه في مباحثاته مع المسؤولين السعوديين مؤخراً في الرياض.

بالمحصلة، كل المؤشرات تنذر بخطر داهم على الحدود الجنوبية في ظلّ غياب أيّ أفق لحلّ قريب لوقف الحرب، أو تسوية تؤدي لانتخاب رئيس ينقل اللبنانيين إلى برّ الأمان تحت وطأة التوتر الحاصل.

 

 

 

"البناء":

رغم طغيان التهديد الإسرائيلي بالتصعيد على جبهة لبنان على المشهد الإعلامي والدبلوماسي، بقيت الضربة اليمنية لتل أبيب قضية الرأي العام الأولى في العالم العربي، بعدما نجح صاروخ يمني واحد من طراز حديث من الصواريخ الفرط صوتية بتصميم وصناعة يمنية من اختراق كل الدفاعات الجوية الأميركية والغربية والإسرائيلية، وفشل أكثر من عشرين صاروخ دفاع جويّ في إسقاطه بعدما عجزت الرادارات عن اكتشافه والتحذير المبكر من دخوله أجواء فلسطين المحتلة، وتسبّب انفجاره في الجو بإثارة الذعر في دائرة زاد قطرها عن عشرات الكيلومترات حيث أفاد شهود عيان في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية أنهم سمعوا صوت الانفجار كأنه قرب مدينتهم، بينما تناثرت شظاياه على دائرة قطرها عشرة كيلومترات وتسبّبت بإشعال حرائق في محطة قطار والغابات المجاورة لمطار بن غوريون، وكشفت العملية قدرات التقنيات اليمنية الحربية، بعدما كشفت عملية الأربعين التي استهدف عبرها حزب الله مقرّ الوحدة 8200 شمال تل أبيب عن قدرات مماثلة، ما يجعل عاصمة الكيان مكشوفة أمام الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يملكها محور المقاومة، كما قال المحللون والخبراء داخل الكيان وتحدّثوا على القنوات العبرية. وعلّق قائد حركة حماس يحيى السنوار في رسالة وجّهها لقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن العملية «عمليتكم في عمق الكيان تعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب تل أبيب من جديد».
وأضاف: «عمليتكم النوعية أرسلت رسالة للعدو عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد يأخذ منحى أكثر فعالية وتأثيرا». وتابع السنوار: «أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية». وأكمل: «تظافر جهودنا معكم ومع إخواننا في لبنان، وفي العراق سيكسر هذا العدو وسيلحق به الهزيمة». وأضاف: «أطمئنكم بأن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسيّة».

في تطورات الوضع داخل الكيان والحديث عن الحرب على لبنان، بقيت دعوات توسيع العملية العسكرية كما يسمّيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو موضع تجاذب داخل الحكومة والمؤسسة العسكرية، حيث تناقلت وسائل الإعلام العبرية عن مكتب نتنياهو معلومات متضاربة حول نيته إقالة وزير الحرب يوآف غالانت على خلفية تقدير الموقف حول قدرة الجيش على خوض الحرب في جبهتي غزة ولبنان معاً، وتركت التسريبات عن نية نتنياهو تعيين جدعون ساعر وزيراً للحرب تداعيات على المؤسسة العسكرية تمثلت بالتلويح باستقالات لعدد كبير من القادة، واعتبار تعيين ساعر إهانة للمؤسسة العسكرية، مما فسّر بنظر البعض تراجع نتنياهو عن الفكرة وتبنيه تعيين وزير الخارجية في وزارة الدفاع وتعيين ساعر مكانه. ومع بقاء الخيار العسكري مع لبنان على الطاولة وتداعياته السياسية والعسكرية، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين تل أبيب والتقى نتنياهو وغالانت، ونقلت عنه وسائل الإعلام العبرية قوله إن توسيع العمل العسكري ضد حزب الله يهدد بإشعال حرب إقليمية، وهذه مخاطرة كبرى على «إسرائيل» يجب تفاديها، والحرب لن تعيد الأسرى ولا المهجرين، وفي نهاية الحرب سيكون حل دبلوماسي ولن يكون نصر حاسم، والحل الدبلوماسي سوف يشبه الحل المتداول حالياً، فلماذا المخاطرة بالحرب؟

فيما تصاعدت اللهجة الإسرائيلية ضد لبنان، دخل جبهة الجنوب الإسنادية لغزة في سباق بين التصعيد العسكري وبين المساعي الدبلوماسية التي يتصدرها الأميركيون لاحتواء التصعيد وتوجيه النصائح للمسؤولين اللبنانيين وحزب الله ولـ «إسرائيل» لعدم الدخول بحرب شاملة، غير أن التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية لم تتوقف، إذ نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» نقلًا عن مصادر مطلعة، زعمها بأنّ «»إسرائيل» في أقرب لحظة للحرب الشاملة مع حزب الله منذ 7 تشرين الأول»، وادعت بأنّ «قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين اقترح تفويض الجيش إنشاء منطقة عازلة في جنوبي لبنان». وفي وقت سابق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي اتفقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية عسكرية تعيد سكان الشمال إلى منازلهم». لكن الصحيفة ذكرت أنّ المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين حذر من أن «العملية العسكرية وحدها لن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم». وقالت: «هوكشتاين حذر الإسرائيليين من أن تصعيدًا واسعًا في لبنان قد يؤدي إلى حرب بمشاركة إيران».

وفيما لم تعرف نتائج المباحثات التي أجراها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في تل أبيب، ولا إذا كان سيزور بيروت أم لا، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ «الحل الدبلوماسي هو الأمثل لجلب الهدوء إلى شمال «إسرائيل»»، في الوقت الذي يتواجد فيه المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في تل أبيب. ولفتت وزارة الخارجية إلى «أننا نعمل مع قطر ومصر على تقديم مقترح جديد بشأن غزة ونأمل أن نصل به إلى خط النهاية».

وفيما يرى خبراء ومحللون سياسيون أن الحرب في غزة والجنوب مفتوحة على كافة الاحتمالات بما فيها توسيع العدوان الإسرائيلي على الجنوب، شددت مصادر مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» على أن حزب الله بالتنسيق مع بقية الأحزاب وفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية يضعون كل الفرضيات على الطاولة ويستعدون للأسوأ ولا يستبعدون أي قرار تتخذه قيادة هذا العدو الغادر والمجرم، ولذلك المقاومة بكل فصائلها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي بالطرق المناسبة مع التأكيد على كل معادلات الردع التي وضعها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله خلال خطاباته طيلة شهور الحرب الأحد عشر، خصوصاً استهداف المدنيين اللبنانيين يعني استهداف المقاومة لمستوطنات جديدة.. توسيع النطاق الجغرافي للعدوان يعني توسيع المقاومة للإطار الجغرافي في «إسرائيل» بالقدر نفسه أي أن مدن صيدا وصور والنبطية يعني الجليل وحيفا وما يماثلهما، الجولان مقابل البقاع.. استهداف الضاحية الجنوبية والعاصمة يعني استهداف تل أبيب وضواحيها والبنى التحتية في لبنان تقابله البنى التحتية في كيان الاحتلال….». ورجحت المصادر أن يتفادى العدو الحرب الشاملة ويذهب الى توسيع الحرب وقواعد الاشتباك باتجاه استهداف المزيد من القرى الحدودية لاستكمال مخططه بإنشاء حزام أمني بطول 10 كلم وتهجير السكان لتقديم ذلك للمستوطنين كإنجاز عسكري وأمني يساهم في إعادتهم الى مستوطناتهم. وحذرت المصادر من أن «المقاومة في أي حرب واسعة لن تقاتل وفق قواعد الاشتباك القائمة والتي يعرفها العدو بل لن تكون هناك قواعد ولا حسابات ولا اعتبارات، وستؤدي الحرب الى تدمير كبير في لبنان وكذلك الأمر في «إسرائيل» ولن ينجح العدو بتحقيق أهداف الحرب لا سيما فرض الأمن في الشمال بمزيد من القوة العسكرية ولا استعادة المستوطنين بل قد يزيد عددهم الى مليون وربما لن يبقَ مستوطناً واحداً في كل شمال فلسطين المحتلة». وشددت المصادر على أن «إسرائيل» لم تعد قادرة على شن حروب بعد الإخفاقات التي منيت بها في غزة ورفح والضفة الغربية وجنوب لبنان والانهاك الاقتصادي من جبهتي اليمن والعراق، لا سيما وأن الحرب مع حزب الله مكلفة جداً لكون الحزب لم يستخدم سوى نسبة ضئيلة من قدراته وإمكاناته وخططه، إذ أعلن المكتب الإسرائيلي المركزي للإحصاء، أنّ «الاقتصاد الإسرائيلي يعاني أكثر مما كان متوقعًا وسط حرب شاقة»، وسط استمرار الحرب على قطاع غزة، إضافة إلى المواجهات مع «حزب الله» والقوات المسلحة اليمنية التابعة لحركة «أنصار الله» و»المقاومة الإسلامية في العراق».

وفيما كثرت التهديدات بعملية عسكرية في لبنان، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري ردًا على سؤال حول إمكانية قيام العدو الإسرائيلي بعملية عسكرية لاحتلال أراضٍ في الجنوب، بالقول: «فشروا». في وقت أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «ما يجري على حدودنا الجنوبية هي حرب لا سابق لها على الإطلاق، وقيمتها السيادية تساوي أصل وجود لبنان وتزيد»، مؤكدًا أن «المقاومة قيادةً وإدارةً وتنسيقًا وعدةً وعددًا ومراحل تجيد أكبر أدوار هذه الحرب بكلّ دقة». كما توجه «لمن يهمه الأمر»، بالقول: «المقاومة حتّى اللحظة لم تستخدم ترسانتها التي أعدّتها للحرب المفتوحة»، وتوجّه للبنانيين بالقول: «لا حربّ مفتوحة في الأفق، لكنّنا (بعون الله تعالى) جاهزون لها وقادرون على مواجهتها، وذلك لأن «إسرائيل» مهزومة ولا تملك قدرةَ هذه الحرب، فيما المقاومة تملك قدرةَ تغيير الموازين، بل هي قادرة على تغيير التاريخ إذا أخطأت «إسرائيل» الحسابات».

وشدَّد الشيخ أحمد قبلان على أنَّ «أي حرب كبيرة لن تبقى «تل أبيب» ولا حيفا ولا منصات غاز ولا محطات كهرباء ولا شبكات اتّصالات ولا مطارات ولا موانئ ولا خزانات الأمونيوم ولا منشآت عامة ولا قواعد عسكرية، كلّ ذلك لن يبقى خارج تسونامي الدمار غير المعهود، و»إسرائيل» تعرف هذه الحقيقة وتخشاها».

بدوره، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب حسن عز الدين، أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعجز من أن يوسّع الحرب في أيّ جبهة جديدة، لأنّ الجيش المتعب والمنهك الموجود في غزة لم يحسم أمرها إلى هذه اللحظة، ولا يستطيع الادعاء بأنه انتصر في غزة، فكيف سيدخل في توسيع جبهة جديدة مع لبنان أو غيره؟».

ميدانياً، أعلن «حزب الله»، في بيانات متلاحقة «استهداف مجاهديه عدد من مواقع وثكنات العدو، أبرزها مبانٍ يستخدمها ‏جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابةً مباشرة».

وفي بيان آخر، ذكر الحزب أنّه «وبعد متابعة ‏ومراقبة لِقوات العدو الإسرائيلي في موقع بياض بليدا وبعد رصد حركة لِجنوده، استهدفها مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية بِقذائف المدفعية وأصابوها إصابةً مباشرة».

وشَنَّ مجاهدو ‌‏المقاومة هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على تجمّع ‏لِجنود العدو ‏الإسرائيلي في محيط موقع المطلة»، واستهدف موقع المطلة ‏بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة».

في المقابل واصل العدو عدوانه على لبنان، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أنّ «مسعفين اثنين من الدفاع المدني- كشافة الرسالة أصيبا بجروح طفيفة لدى استهداف العدو الإسرائيلي لفريقهم بقذيفة هاون فيما كان الفريق يقوم بواجبه الإنساني لتفقد آثار الغارة التي كان قد شنها العدو على بلدة طيرحرفا. وقد نقل المسعفان إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم».

سياسياً، أشار الرئيس بري إلى أن «ما طرحناه في 31 آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الإنسان». وقال: «كل أطراف الخماسية أيَّدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق، فما الذي يمنع إعلان تأييدها بالجملة».

ونفت مصادر إعلامية محلية حصول اجتماع للجنة الخماسية في دارة السفير السعودي وليد بخاري اليوم، وخصوصًا أن السفير المصري في عطلة خارج لبنان. وأفادت بأنّ «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل بين 24 و25 أيلول واللجنة الخماسية تنتظر نتائج زيارته لتبني على الشيء مقتضاه». وأشارت مصادر «الخماسية» وفق المصادر عن احتمال الدعوة لحوار برئاسة لودريان، إلى أنّ «ما من أمر مستبعَد. دعونا ننتظر زيارة لودريان وبعدها لكل حادث حديث».

 

 

 

"الشرق":

أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى أنّ «ما طرحناه في 31 آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان».
ولفت، وفق ما نقلت عنه قناة «NBN»، إلى أنّ «كل جهات الخماسية أيّدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق فما الذي يمنع إعلان تأييدها بالجملة».
وردًا على سؤال حول إمكانية قيام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية لاحتلال أراض في الجنوب، أجاب برّي: «فشروا».
وكان بري هنأ اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بالمولد النبوي قائلاً: «في ذكرى مولد النبي الأكرم محمد، ذكرى مولد من أخرج الأمة والإنسانية من ظلمات الجهل الى نور الهداية والخير والعدل ورحمة للعالمين.نتطلع في هذه المناسبة المباركة إلى فلسطين أرض الاسراء والمعراج إلى التراب الذي يرتوي بدماء الشهداء، إلى لبنان إلى جنوب البذل والتضحية والصمود والفداء والشهادة والشهداء، هناك القياس والمقياس للحق في مواجهة الباطل، فليكن المولد هذا العام عملاً وجهاداً لإستيلاد قيم الوحدة والتراحم والتلاقي، فتلك القيم هي سبيل الخلاص للوطن وللإنسان».

 

 

 

"الشرق الأوسط":

جدّد مسؤولو «حزب الله» التأكيد أن «المقاومة جاهزة للمواجهة في حال توسيع الحرب» مقابل التهديدات المستمرة التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون، في الوقت الذي يستمر فيه التصعيد العسكري بين الطرفين، والذي أدى، الاثنين، إلى مقتل عنصر في «حزب الله» وإصابة ستة أشخاص.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة إسرائيلية استهدفت بلدة حولا «وأدت إلى استشهاد شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح»، ليعود بعدها «حزب الله» وينعى محمد إبراهيم ياسين من بلدة حولا.

ومساء، أعلنت «(الصحة) أن مسعفين اثنين من الدفاع المدني - كشافة الرسالة، أصيبا بجروح طفيفة عند استهداف العدو الإسرائيلي لفريقهما بقذيفة هاون فيما كان الفريق يقوم بواجبه الإنساني لتفقد آثار الغارة التي كان قد شنها العدو على بلدة طير حرفا»، وشجبت الوزارة في بيان لها «إصرار العدو الإسرائيلي على استهداف فرق الدفاع المدني أثناء قيامها بواجبها الإنساني، رغم أن القانون الدولي والأعراف المتبعة في الحروب تحرم هكذا اعتداءات وتجرمها»، مجددة مطالبتها المجتمع الدولي والهيئات الصحية الدولية بـ«اتخاذ موقف واضح يندد بهذه العدوانية التي لا تترك مكاناً لإنجاز مهام إنسانية صحية ضرورية وطارئة».

وبعد ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مستودعات أسلحة ومباني عسكرية لـ«حزب الله» في طير حرفا والعديسة وبليدا وكفر شوبا في جنوب لبنان.

وكانت قد أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن «دروناً» إسرائيلية رمت قنبلة على اثنين من المزارعين السوريين في الوزاني من دون أن يصاب أحدهما بأذى.

كما استهدف القصف بلدة كفركلا وبلدة حانين في قضاء بنت جبيل وأطراف بلدة عيتا الشعب.

من جهته، أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدة عمليات، وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «تموضعات لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية، وموقع بركة ريشا بقذائف المدفعية»، إضافة إلى «مرابض مدفعية العدو الإسرائيلي في الزاعورة بالأسلحة الصاروخية».

ومساء أعلنت «المقاومة» عن تنفيذها «هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على تجمع لجنود العدو ‏الإسرائيلي في محيط موقع المطلة».

ويرمي مسؤولو «حزب الله» مسؤولية توسّع الحرب في مرمى الإسرائيلي، وهو ما أشار إليه عضو كتلة «حزب الله» النائب رائد برو قائلاً: «المقاومة في لبنان جاهزة للمواجهة، وفي جعبتها الكثير لردع العدو وحماية لبنان في حال فكر نتنياهو في توسيع الحرب».

وقال خلال كلمة في احتفال تأبيني: «واحد من أبرز إنجازات الدخول في معركة الإسناد لغزة هو تثبيت المعادلات على الحدود اللبنانية الفلسطينية وحماية لبنان، وما وصول مسيرات المقاومة إلى القواعد الحساسة داخل الكيان إلا دليل على إصرار المقاومة على فرض معادلاتها في وجه العدو».

واعتبر أن «العدو الصهيوني بدأ يفقد نقاط قوته الاقتصادية والأمنية والعسكرية، معتبراً أن الثقة انعدمت بجيشه نتيجة الإخفاقات المتكررة التي تعرض لها».

وقال: «نقاط القوة التي كان يعتمد عليها الكيان الصهيوني بدأت تتلاشى نتيجة ضربات المقاومة وصمود المجتمع المقاوم، وسردية مظلومية الصهاينة في العالم انهارت نتيجة حرب الإبادة والمجازر التي يرتكبها في غزة».

كذلك اعتبر عضو كتلة «حزب الله» النائب حسن عز الدين في احتفال تأبيني أن «نتنياهو أعجز من أن يوسع الحرب في أي جبهة جديدة، لأن الجيش المتعب والمنهك الموجود في غزة لم يحسم أمرها إلى هذه اللحظة، ولا يستطيع الادعاء بأنه انتصر في غزة، فكيف سيدخل في توسيع جبهة جديدة مع لبنان أو غيره؟».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية