افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 20 24|08:32AM :نشر بتاريخ

 "النهار":

إذا كان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “خالف” كل التوقعات الاستباقية حيال ردّه على أقسى وأشرس ضربة تعرض لها حزبه في الهجوم الإسرائيلي السيبراني على شبكات الاتصالات وحامليها لدى الحزب بالتزام عدم الإفصاح او الإعلان عن الرد وطبيعته، ولو أنه اعترف بقوة الضربة التي تعرّض لها، فإن ذلك عكَسَ مجموعة دلالات فورية تتجمع عند ازدياد الغموض واستمرار الوضع مفتوحاً على مزيد من الأخطار في حرب الاستنزاف الناشبة منذ 11 شهراً في الجنوب.

أبرز هذه الدلالات أن نصرالله لم يزوّد إسرائيل “اعلان حرب” علنياً من شأنه أن يوفر لها ذريعة لاطلاق ما تتوعد به من عملية كبيرة في “الشمال” بل ردّ بإعلان ثبات حرب المشاغلة حتى وقف الحرب على غزة كما بتحدي إسرائيل الدخول لإقامة حزام امني في الجنوب. أما الدلالة الثانية البارزة، فكانت في امتناعه عن تحديد الردّ المحتمل على هجمات يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين مكتفياً بتوعد ضمني بالحساب العسير، الأمر الذي فسّره مراقبون بأن الحزب الذي تعرّض لضربة غير مسبوقة يحتاج إلى وقت قد يكون غير قصير لتسديد ردّ يكون في حجم الضربة من جهة، كما أن ثمة احتمالاً بأن تكون هناك مشاورات كثيفة جارية بين الحزب وإيران وحلفاؤهما حول ردّ جماعي منسّق. وتبقى دلالة ثالثة بارزة تمثلت في الوقع الثقيل لفداحة الإصابات وحجمها في جسم الحزب التي تركتها الضربة على نبرة الخطاب الأول لنصرالله بعد هذه الهجمات الأمر الذي عكسه في توجيه الشكر الى جهات كثيرة، مشدداً مرات عدة على أن “الضربة لم تسقطنا”.

وقد توجّه بالشكر إلى “الحكومة اللبنانية ووزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني والمستشفيات، الذين أبلوا بلاءً حسناً وعدد الإصابات بالعيون كبير”، وقال: “نعرف أن للعدو تفوقاً على المستوى التكنولوجي وقد تعرضنا لضربة كبيرة وقوية وغير مسبوقة لكنها لم ولن تسقطنا. وسنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينة بشأن التفجيرات وحينها سيُبنى على الشيء مقتضاه”. وأشار إلى أنه “تم تعطيل جزء كبير من أهداف الهجوم. وفي مجزرتَي الثلاثاء والأربعاء كان العدو يريد أن يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف إنسان في دقيقتين، وهو تجاوز بعملياته كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمر ولم يكترث لأي شيء لا أخلاقيًا ولا قانونيًا”.

وقال: “تعرضنا لضربة كبيرة أمنيًا وإنسانيًا وغير مسبوقة في تاريخ لبنان بالحد الأدنى وقد لا تكون مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو، وقد لا تكون غير مسبوقة على مستوى العالم بهذا النوع”. وأكد أن “بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز. وليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمس لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات”. وفي تهديد رئيس الأركان الإسرائيلي بإقامة حزام أمني في الجنوب “رحّب” نصرالله بأي محاولة اجتياح وتحدى إسرائيل القيام بها، وقال: “ما يعتبره العدوّ تهديداً نحن نعتبره فرصة تاريخية ونحن نتمناها.

وما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم”. وأعلن أن الردّ الأولي على هذا العدوان هو استمرار جبهة لبنان حتى وقف العدوان على غزة . وأضاف: “لا شك في أنّ العدوان الذي حصل هو عدوان كبير وغير مسبوق سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، وبالنسبة للحساب العسير، فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة. وقيادة العدوّ الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى وادٍ سحيق، وما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم”.

التحرك الدولي

في غضون ذلك برزت معالم تحرك دولي واسع لمنع ما يخشى أن يكون استعدادات ميدانية إسرائيلية لعملية عسكرية كبيرة ضد لبنان. ففي باريس عُقد أمس اجتماع أميركي- فرنسي- ألماني- إيطالي- بريطاني لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، كما أن لقاءً ثنائياً جمع وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الظهر في قصر الإليزيه، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة جلسة لمناقشة التطورات في لبنان، وقد انتقل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لهذا الغرض الى هناك.

وعشية جلسة مجلس الأمن وقبيل لقائه بوزير الخارجية الأميركي اتصل الرئيس ماكرون برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “وجدد موقف فرنسا المؤازر والداعم لتجاوز الأوضاع الراهنه التي يمر بها لبنان، كما عبّر عن ادانته للتفجيرات التي حصلت في اليومين الاخيرين والتي اوقعت مئات الضحايا، معرباً عن تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الأليمة. ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي إلى أي حل”.

وأوضحت مصادر ديبلوماسية لـ”النهار” أن ماكرون طلب إلى ميقاتي إبلاغ “حزب الله” ضرورة التزام التهدئة وعدم التصعيد لسحب ورقة الاستغلال من يد إسرائيل العازمة على المضي في حربها على الحزب.

وكشفت المعلومات أن لبنان سيطلب اليوم خلال جلسة مجلس الأمن اصدار موقف يدين إسرائيل في هجماتها السيبرانية الأخيرة. وأفيد أن لبنان لمس تعاطفاً دولياً مع طلبه وأن الجو إيجابي، وثمة احتمالات لصدور موقف الإدانة من دون فيتو أميركي، وإنما مع تسجيل تحفظ.

التصعيد بعد الهجمات

وبينما نعى “حزب الله” 25 من عناصره في الساعات الأخيرة، كشف وزير الصحة العامة فراس أبيض أمس أن “حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر الأربعاء كان أكبر من اليوم الذي سبق، لذلك كان هناك عدداً أكبر من الإصابات البليغة”. وأعلن أن عدد الشهداء يوم الأربعاء بلغ 25 شهيداً، أما عدد الجرحى، فسجل 608 ولفت إلى أن “عدد شهداء تفجيرات “البيجر” بلغ 12، أمّا عدد الجرحى فـ2323″. وأشار إلى أن “226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال”.

وخلال القاء السيد حسن نصر الله كلمته خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت مرتين فوق الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى، فيما كان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي يعلن أنه هاجم أهدافاً للحزب “لإلحاق الضرر وتدمير القدرات الإرهابية للمنظمة وبنيتها التحتية العسكرية”. وأضاف: “لقد حوّل تنظيم “حزب الله” جنوب لبنان إلى ساحة حرب، وقام على مدى عقود بتسليح منازل المواطنين بالسلاح، وحفر تحتها الأنفاق واستخدمها كدروع بشرية. يعمل الجيش الإسرائيلي على خلق الأمن في الشمال، ما يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم، وتحقيق جميع أهداف الحرب الأخرى”. كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي وافق على خطط عملياتية في الجبهة الشمالية.

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن “حزب الله يشعر انه ملاحق وعملياتنا ستتواصل وفي المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ومخاطر كبيرة أيضا”.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدات فرون، القصير، بني حيان، وديرقانون النهر في قضاء صور، بالإضافة إلى استهداف مدفعي لأطراف بلدات شمع، ياطر، وعيتا الشعب. كما تصاعد الدخان من محيط ثكنة ميتات الإسرائيلية بعد استهدافها بصواريخ من جنوب لبنان.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عن اطلاق نحو 40 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ على شمال الجولان. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل 3 عناصر من “حزب الله” بعد محاولتهم زرع عبوات ناسفة بالقرب من السياج الحدودي. وكانت معلومات أفادت أن جندياً إسرائيليا قتل وأصيب 14 في قصف صاروخي صباحاً لموقع عسكري في الجليل.

 

 

 

"الأخبار":

عقب عملية التفجير الأولى لأجهزة «البايجر»، الثلاثاء، توقّفت عمليات المقاومة عند الحدود الجنوبية في ما بدا «هدنة» غير معلنة استمرّت نحو 24 ساعة، قبل أن تعاود المقاومة تفعيل عملياتها، وبوتيرة مكثّفة، أول من أمس. وليست هذه المرة الأولى التي تعمد فيها المقاومة إلى هذا التكتيك، إذ قامت بذلك عقب اغتيال القائد في المقاومة فؤاد شكر وفي مناسبات أخرى. والهدف من هذه الساعات، وهذه المرة أكثر بكثير من يوم الاغتيال، تقييم الوضع والخسائر وتأثيراتها، والبحث في الخطوات التالية، واتخاذ القرارات المناسبة بحسب نتائج التقييمات. كل ذلك جرى خلال اليومين الماضيين، إلى أن خرج الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله في خطابه أمس، وقدّم رواية واضحة لما حدث، ووضع الأحداث ضمن سياقها العسكري والسياسي، وفتح الباب لما هو آتٍ، مؤكداً استمرار جبهة الإسناد بفاعلية وقوة، ومعلناً أن التحدّي الآن بين المقاومة والعدو هو منع الأخير من إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم الشمالية.وافتتحت المقاومة يوم أمس بهجومين جوّيين بسربين من المُسيّرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت ‏هلل، وعلى ‏المقرّ المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا، إضافة إلى استهداف ‏نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المرج بالصواريخ. وقُتل جندي من الكتيبة 51 في لواء «غولاني»، بصاروخين مضادّين للدروع أُطلقا على سلسلة «جبال راميم» الحدودية، أصابا قوة عسكرية إسرائيلية كانت تعمل في المنطقة، كما أُصيب 8 جنود آخرين بإصابات مختلفة، بعضها خطير. في حين قُتل ضابط في الكتيبة 299 في اللواء الإقليمي «برعام»، عندما كان يركض للاحتماء من طائرة مُسيّرة، «لكن الوقت لم يسعفه وأُصيب جندي آخر معه»، بحسب بيان جيش العدو. وأثار مقتل الضابط والجندي، وإصابة نحو 10 جنود خلال ساعات قليلة، إضافة إلى دخول المُسيّرات أجواء المستوطنات وانفجارها بأهدافها من دون انطلاق صفارات الإنذار، تساؤلات في إسرائيل حول قرار لحزب الله بتكثيف قتل الجنود الإسرائيليين، وعدم الاكتفاء باستهداف المواقع والثكنات العسكرية، كاستجابة سريعة للمرحلة الجديدة من الحرب، وإثباتاً لقدرته على تجاوز الضربة التي تلقّاها، والخروج منها بشكل أقوى وأداء أكثر فاعلية. ويضاف إلى ذلك ما كشفه جيش العدو عن تسلّل مقاتلين من لبنان إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، حاولوا زراعة عبوات متفجّرة، قبل أن يتمّ اكتشافهم وإطلاق النار تجاههم، من دون أن يعلن هويّتهم أو مصيرهم.

واستهدفت المقاومة ثكنات شوميرا ومعاليه غولاني وزرعيت وأدميت وثكنة يعرا، ومقر ‏قيادة الكتيبة في ثكنة ليمان، برشقات من صواريخ «الكاتيوشا»، ومواقع السماقة والمالكية وحانيتا وراميا بقذائف المدفعية. ومساء أمس، قصفت المقاومة موقع المطلّة بصلية من صواريخ «فلق».‏ وتحدّث رئيس بلدية المطلة، ديفيد أزولاي، عن «حادثة عنيفة في المطلة»، فقد «سقطت عدة صواريخ، وألحقت أضراراً بعدة منازل وأشعلت حرائق كبيرة، وأدّت إلى إصابة جندي». كما تحدّث عن «دمار هائل وحرائق وأضرار مباشرة في المباني»، مضيفاً: «لم أرَ شيئاً كهذا منذ بداية الحرب». ووصّف مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» في الشمال، المشهد، بأن «مستوطنة المطلّة تدخل في سيناريو «ألتا»، حيث لا كهرباء ولا اتصالات».

في المقابل، شنّ العدو الإسرائيلي حملة قصف جوّي مكثّفة وموسّعة، على دفعتين، طاولت مناطق مختلفة جنوب نهر الليطاني، إضافة إلى منطقة المحمودية ومرتفعات الريحان. وقارب عدد الغارات التي نفّذتها طائرات العدو نحو 100. وزعم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائرات جيشه «هاجمت حوالي 100 منصة إطلاق وبنى تحتية عسكرية إضافية، تضم حوالي 1,000 فوهة إطلاق كانت جاهزة للإطلاق الفوري». لكن، في الإعلان نفسه، طلب المتحدّث «من سكان صفد ومحيطها وكل شمال ووسط الجولان وكل الجليل الأعلى وإصبع الجليل والجليل الغربي، وصولاً إلى عمق 20 كيلومتراً البقاء قرب الملاجئ، حتى إشعار آخر». وهو ما يؤشّر إلى تحسّب العدو من ردّ واسع للمقاومة يطاول المناطق المذكورة. وإلى ساعات مساء أمس، لم تكن غارات العدو المكثّفة أدّت إلى استشهاد أيّ مقاومين أو مدنيين، حيث تركّزت على مناطق حرجية وأودية وجبال.

وفي موازاة ذلك، كثّف الإعلام الإسرائيلي بثّ الرسائل حول التصعيد في الشمال، و«حرب لبنان الثالثة» التي باتت وشيكة. ونشر تقارير عن توجّه جيش العدو إلى «مضاعفة عدد الهجمات في لبنان كل يوم عن السابق». كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن اختتام الفرقة 98 (تشكيل النار)، الآتية من قطاع غزة، اجتماعاً عملياتياً مع قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، إضافة إلى الإعلان عن إجراء مناورات في معسكرات التدريبات في الشمال نهاية الأسبوع الجاري. ونقلت قناة «كان» عن مسؤول إسرائيلي قوله: «نعمل لاستغلال التطورات لدفع حزب الله إلى إعطاء ضوء أخضر لحل دبلوماسي». كما كشفت أن مسؤولين إسرائيليين كباراً خاطبوا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنهم «يفضّلون حلاً دبلوماسياً في الشمال»، وعبّر هؤلاء عن «اهتمامهم باستغلال أحداث الأيام الماضية لدفع حزب الله لحلّ دبلوماسي»، مشيرين إلى أن «الوقت ينفد».

 

 

 

 "الجمهورية":

بين مواقف الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله التي تمسكت بمعادلة وقف العدوان الاسرائيلي على غزة مقابل وقف النار على الجبهة الجنوبية اللبنانية، والتوعد بالردّ على مجزرتي «البايجر واللاسلكي»، وبين استمرار التهديد الإسرائيلي بالحرب الشاملة، بدت الجبهة الجنوبية مفتوحة على احتمالات شتى، على وقع استمرار حرب الاستنزاف بين المقاومة وإسرائيل، في الوقت الذي سيجتمع مجلس الامن الدولي اليوم للنظر في الشكوى اللبنانية ضدّ العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان.

فصلٌ جديد من المعركة الديبلوماسية يخوضها لبنان اليوم في مجلس الأمن، عبر انتزاعه إدانة لإ‏سرائيل من الدول الأعضاء، حيث سيتمكن من اكتساب ارضية لهذه الإدانة ضدّ اسرائيل، بحسب ما اكّد مصدر حكومي بارز لـ«الجمهورية»، موضحا انّ لبنان الرسمي طلب انعقاد مجلس الأمن بعد مجزرة الـpagers واستجاب على الفور مجلس الأمن لهذا الطلب، وارسل الموافقة بعد ساعة، وسيستمع المجلس لخطاب وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي سيلقي كلمة لبنان وحكومته. وقال المصدر: «لا ننتظر صدور قرار، لكن إدانة عامة لاسرائيل ومطالبتها بوقف عدوانها على المدنيين هو خطوة إيجابية لنا».

وأضاف المصدر: «صحيح هذه الإدانة ليست قراراً لكنها ستحقق للبنان مكاسب ديبلوماسية في معركته ضدّ اسرائيل، إذ لا يستطيع العدو ان ينتهك القانون الدولي وسيادة بلد إلى هذا الحدود، وتسير فيه من دون اي تحّرك، والمهمّ أننا سنضع علامة سوداء لها في مجلس الأمن، وهذا في حدّ ذاته خرق كبير، فنسبة تمثيلها بالتأكيد سيتأثر عبر المؤسسات الدولية وعبر برامج الأمم المتحدة وسيتراجع. نحن نقوم بجهدنا لإيصال الصوت -يقول المصدر- والهدف هو اكتساب أصوات مؤيدة ديبلوماسياً من الدول الأعضاء ما يؤسس في المستقبل لضغط داخل مجلس الأمن لانتزاع قرار لوقف إطلاق نار فوري عند أوانه».

سيناريو الانتقام

اعتبرت اوساط متابِعة انّ محتوى خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شكّل الردّ الأولي على الهجوم السيبراني الإسرائيلي الغادر، في انتظار الردّ الميداني الذي ستراه العين قبل أن تسمع به الأذن، وفق ما ما اورده نصرالله.

ولفتت الاوساط الى انّ الامين العام للحزب تعمّد ان يُبقي سيناريو الانتقام محاطاً بستار كامل من الغموض والكتمان، وهو خصّص له فقط بضعة اسطر في ختام الخطاب، ما يؤشر بوضوح الى انّ الحزب يحضّر رداً استثنائياً، تاركاً للعدو ان يتخبّط في ظلام الاحتمالات المجهولة من دون إعطائه اي إشارة تفسيرية، وذلك ترجمة للتكتيك المختلف الذي بدأ الحزب اعتماده بعد دخول المواجهة مع العدو الأسرائيلي مرحلة جديدة.

وبمعزل عن الردّ، أشارت الاوساط إلى انّ الخطاب نجح في تفنيد مكامن الإخفاق الاستراتيجي للهجوم الإرهابي الإلكتروني وتشريح العجز عن تحقيق الأهداف المتوخاة منه، مع الإقرار في الوقت نفسه بقسوة الضربة التي وجّهها العدو إلى المقاومة من الناحية التكتيكية. واعتبرت انّ نصرالله أفقد الهجوم الاسرائيلي المتفلت من الضوابط كل جدواه ومفاعيله، بمجرد ان جزم من ناحية باستحالة فصل المسارين المتلازمين بين غزة والجنوب قبل وقف العدوان على القطاع، وتحدّى من ناحية أخرى نتنياهو وغالانت بأنّهما لن يستطيعا إعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال ما لم تتوقف الحرب على غزة، علماً انّ فصل الجبهتين وإعادة النازحين هما الغاية الأساس من توسعة العدوان على الجبهة الشمالية.

وكان السيد نصرالله قال في كلمة متلفزة امس: «بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز». وأضاف: «ليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمسّ لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات». واكّد «اننا قبلنا التحدّي منذ 8 تشرين الأول واليوم نقبله، وأقول لنتنياهو وكيان العدوّ لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم». وقال: «إذا أردتم إعادة المستوطنين فالسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزّة». وتوجّه إلى الاسرائيليين قائلاً: «ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم». وقال: «لا شك أنّ العدوان الذي حصل عدوان كبير وغير مسبوق سُيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون».(...) وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة». وختم: «قيادة العدوّ الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى وادٍ سحيق».

الموقف الإسرائيلي

وبعد قليل من مواقف نصرالله، اشار وزير دفاع إسرائيل يوآف غالانت، مساء امس الخميس، إلى أنّه «في المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ومخاطر كبيرة أيضا». واعتبر أنّ «حزب الله يشعر بأنّه ملاحق»، مؤكّداً أنّ «عملياتنا ستتواصل».

وقال: «أجرينا سلسلة من المناقشات المهمّة في الأيام الأخيرة، هذه مرحلة جديدة في الحرب، فيها فرص كبيرة ولكنها تنطوي أيضاً على مخاطر كبيرة». وأضاف: «يشعر «حزب الله» بالهزيمة وسيستمر تسلسل عملياتنا العسكرية.. هدفنا هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. ومع مرور الوقت، سيدفع «حزب الله» ثمناً متزايداً». واضاف: «في الوقت نفسه سنواصل وننفّذ الجهود لإعادة المختطفين إلى منازلهم وإسقاط حماس».

وكان غالانت، اعلن في وقت سابق امس أنّ «مركز الثقل ينتقل إلى الشمال». فيما أفاد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين «أنّ إسرائيل تنوي تغيير الوضع الأمني الراهن في شمال البلاد».

وتزامنت هذه التصريحات الاسرائيلية مع تحريك الفرقة الـ98 إلى المنطقة الشمالية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها «جيروزاليم بوست»، التي أشارت إلى أنّ هذه الخطوة تأتي «تحسباً لاحتمال اتساع نطاق النزاع بين إسرائيل وحزب الله».

في واشنطن

وعلى صعيد الموقف الاميركي، علمت «الجمهورية» من مصدر ديبلوماسي رفيع، انّ قرار تأجيل زيارة وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن لإسرائيل هذا الأسبوع هو «نتيجة لتوترات المنطقة وبعض مشكلات الجدولة لدى بعض القادة في المنطقة».

وذكرت النائبة الديموقراطية في الكونغرس الأميركي أوكازيو كورتيز، أنّ «تفجير إسرائيل أجهزة اتصال في لبنان أدى لإصابة وقتل أبرياء». وشدّدت على أنّ «الهجوم الإسرائيلي في لبنان ينتهك القانون الإنساني الدولي»، مضيفة: «الكونغرس يحتاج الى تقرير كامل عن الهجوم الإسرائيلي في لبنان».

وإلى ذلك، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ «واشنطن وضعت خططًا لإجلاء أميركيين وغيرهم من غير المقاتلين من لبنان». وأشاروا إلى أنّ «إحدى الخطط تتضمن إجلاء نحو 50 ألف مواطن أميركي ومقيم وعائلاتهم إلى قبرص».

الموقف الفرنسي

في غضون ذلك، قدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التعازي بالشهداء الذين سقطوا جرّاء العدوان الإسرائيلي الاخير، خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، مجددًا «موقف فرنسا المؤازر والداعم لتجاوز الأوضاع الراهنه التي يمرّ فيها لبنان».

بدوره، شرح برّي لماكرون تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق لبنان، متمنيًا «دعم فرنسا لموقف لبنان في الأمم المتحدة». ومكرّراً تأكيد «ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وعلى لبنان قبل فوات الآوان».

في هذه الأثناء، سيزور الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بيروت الثلاثاء المقبل، ويعقد لقاءات تتجاوز رئيسي مجلس النواب والحكومة الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعدد من القيادات الحزبية والسياسية.

 

 

 

"الديار":

لم يعد السؤال عما اذا كانت جبهة الجنوب تتجه الى التصعيد، فالامر بات محسوما، لكن يبقى السؤال عن حجم ومدى هذا التصعيد بعدما افرغ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجزرتي «البايجر» والاجهزة «اللاسلكية» من اهدافها الاستراتيجية اسرائيليا، على وقع تصعيد ميداني خطر وتهويل اسرائيلي بمرحلة صعبة من تبادل الضربات لم تشهدها الجبهة منذ بداية الحرب. فعلى الرغم من اقراره بحجم الضربة المؤلمة وغير المسبوقة، فان السيد نصرالله لم ينجر الى رد فعل متوتر وانفعالي امام هول المجزرتين، توعد برد قاس وحساب عسير ابقاه غامضا، قائلا «الخبر ما سترون لا ما تسمعون»، طمأن جمهوره بان المقاومة بخير، واستعادت عافيتها بسرعة قياسية، ترك «اسرائيل» امام معضلة الفشل في تحقيق اهداف عدوانها، واكد ان جبهة المساندة لن تتوقف الا بوقف العدوان على غزة، والمستوطنون لن يعودوا، ولن تتوقف جبهة الشمال، رافعا سقف التحدي على وقع عمليات نوعية غير مسبوقة للمقاومة اسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال ، فيما شن الطيران الاسرائيلي غارات عنيفة على بعض القرى الجنوبية في اطار مرحلة التصعيد الجديدة وقد تم شن نحو 70 غارة خلال 20 دقيقة.

تهديدات اسرائيلية

وقد حظيت كلمة السيد نصرالله بتغطية واسعة في وسائل الاعلام الاسرائيلية، ولفت عدد من المحللين الاسرائيليين الى ان حكومة الاحتلال تبدو امام «معضلة» صعبة ستنتهي بجر المنطقة الى حرب واسعة. واعلن جيش العدو ان رئيس الاركان هرتسي هاليفي وافق على عمليات برية محدودة في لبنان بعد اجتماع تراسه نتانياهو وحضره وزير الحرب يوآف غالات ورئيس الموساد، وقد اقرغالانت بان المرحلة الجديدة ستؤدي الى نتائج مؤلمة، فيما حذر ضباط في الاحتياط من قدرات حزب الله ونصحوا رئاسة الاركان بالا تستهين بقدرات الحزب ودعوا الى عدم التهور في الخطوات المقبلة.

الرد حدد وسيكون قريبا؟

وفيما كان لافتا نشر رسالة القائد العام لحرس اللواء حسين سلامي الى السيد نصرالله اكد فيها أن «إسرائيل» ستواجه «رداً ساحقاً من محور المقاومة»، اشارت اوساط مطلعة «للديار» الى ان الاهم في كلام السيد نصرالله هو تاكيده ان طبيعة الرد وتحديد الهدف قد حسم ضمن دائرة ضيقة جدا في قيادة المقاومة، وهذا الامر له دلالات مهمة جدا لناحية اهمية الضربة المفترضة التي لا تحتمل اي مغامرة في توسيع العارفين بها، وهو تدبير احترازي غير مسبوق داخل الجسم الامني والعسكري في المقاومة، وقد حاول الايحاء على نحو غير مباشر بان الرد سيكون قريبا ومفاجئا لانه لن يخضع لاي حسابات بعد ان وصف المجرزة الاخيرة باعلان الحرب من قبل اسرائيل، وهذا يوسع هامش الخيارات امام صانعي القرار في الحزب، وقد كان لافتا جدا توقفه عن تقصد الاسرائيليين قتل 5 الآف شخص في دقيقتين بينهم مدنيون، وهو امر ستتوقف عنده كثيرا قيادات العدو التي تحاول تفكيك معنى معادلة «الرد من حيث يحتسب ولا يحتسب».

توقعات برد كبير

ووفق الاعلام الاسرائيلي، فان تقديرات الاجهزة الامنية والعسكرية تفيد بان حزب الله سيرد وبشكل مختلف هذه المرة. ويبقى السؤال: هل سيكتفي برد ذكي؟ الامر ليس واضحاً لدى الاجهزة الامنية، لكن ثمة قلق بأن يؤدي الامر إلى تبادل ضربات تقود لحرب واسعة، ولهذا تستعد إسرائيل في هذه المرحلة بجدية لإمكان رد كبير من جانب حزب الله.

واشنطن: لا ندعم عملية برية

في هذا الوقت، وفي اطار الشركة الاسرائيلية-الاميركية في الحرب، أكد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن الذي ارجا زيارته الى «اسرائيل» بسبب التصعيد الامني، أن «احتمالات الحل على الحدود مع لبنان تتلاشى»، وقد اعلن البنتاغون انه لا يدعم اي عملية برية في لبنان، وليس لديه القوات على الارض لدعم هكذا هجوم.

مضمون «الرسائل» الاسرائيلية؟

وما كشف عنه السيد نصرالله من رسائل مباشرة وغير مباشرة بعد «المجزرة»، تطرقت اليه صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية التي نقلت عن مصادر رفيعة المستوى في «إسرائيل» تاكيدها ان الرسالة الاسرائيلية تضمنت ايضا طلبا بإبعاد قوات «الرضوان» عن الحدود بحيث لا يجري تهديد سكان الشمال. وقالت هذه المصادر ان «اسرائيل» ابلغت «الوسطاء» بانها مصممة على خلق الظروف الأمنية التي تعيد السكان إلى بيوتهم في مستوى أمني عالٍ، ومستعدة لعمل كل ما يلزم لتحقيقها.

وتوعدت بان لديها الكثير من القدرات التي لم تستخدم بعد وفق قاعدة مفادها انه « في كل مرة نعمل فيها في مرحلة معينة تكون المرحلتان التاليتان جاهزتين للانطلاق بقوة إلى الأمام».

وفي كل منها سيكون الثمن عالياً. وقد رفض السيد نصرالله التهديدات وتقصد بالامس قول ذلك علنا بعدما ابلغ من يعنيهم الامر ان كل رسائل التهديد لن تفيد وما قبل «المجزرة» ليس كما بعدها.

نصرالله: الحساب عسير

وكان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله اكد أنّ للعدو تفوقا على المستوى التكنولوجي وقال « تعرضنا لضربة كبيرة وقوية وغير مسبوقة لكنها لم ولن تسقطنا. وسنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينة بشأن التفجيرات وحينها سيُبنى على الشيء مقتضاه..واشار الى انه في مجزرتَي الثلاثاء والأربعاء كان العدو يريد أن يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف إنسان في دقيقتين، وهو تجاوز بعملياته كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمر ولم يكترث لأي شيء لا أخلاقيًا ولا قانونيًا. واكد السيد نصرالله ان «بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز. وليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمس لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات. وما يعتبره العدوّ تهديد نحن نعتبره فرصة تاريخية ونحن نتمناها. وما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم. وقال: «لا شك أنّ العدوان الذي حصل عدوان كبير وغير مسبوق سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة. وقيادة العدوّ الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى وادٍ سحيق، وما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم.

تصعيد ميداني خطر

وقد استبقت «إسرائيل» إطلالة السيد نصرالله وتبعتها، بشن غارات عنيفة على عدد من القرى الجنوبية، وبعد غارات عنيفة بعد الظهر، شنت مساء 30 غارة بدقائق قليلة، وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي يعمل لخلق حالة أمنية في الشمال تسمح بعودة السكان إلى منازلهم وتحقيق أهداف الحرب الأخرى. واعلن أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أنها جلسة اقرار الخطط للجبهة الشمالية. وقد استهدفت الغارات بلدات فرون، والقصير، وبني حيان، ودير قانون النهر في قضاء صور، إضافة إلى استهداف مدفعي لأطراف بلدات شمع، وياطر، وعيتا الشعب. وبلغت طلعات الطيران الحربي بيروت وضواحيها على مستوى منخفض أثناء كلمة السيد نصرالله حيث خرق جدار الصوت مرتين وأطلق بالونات حرارية. في المقابل، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ والطيران المسير على الجليل كما قصف الجولان، واقر جيش الاحتلال بمقتل جنديين واصابة 16 اخرين بجروح 4 حالاتهم حرجة.

توقيت التفجيرات؟

في هذا الوقت، وفي انتظار النتائج النهائية للتحقيقات التي يجريها حزب الله، فان التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، المتحررة من قيود الرقابة العسكرية في «إسرائيل»، تصر على التاكيد ان حزب الله كان على وشك اكتشاف الخطة العملياتية التي تمت بلورتها في «إسرائيل «، والتي تم في إطارها تفخيخ آلاف أجهزة البايجر مسبقاً، وقبل لحظة من اكتشاف العملية، قررت «إسرائيل» تفعيلها.

شركة «البايجر» وهمية

وفي السياق نفسه، تواصلت التسريبات الغربية حول شحنة «البايجر» وكشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، ما هي إلا جزء من «واجهة إسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة «البايجر»، مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة «الاستخبارات الإسرائيلية. وقالت إن شركة «بي إيه سي» تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة «البايجر»، لكن العميل الأهم كان حزب الله.

ما هي المادة المتفجرة؟

وأوضحت أن أجهزة «البايجر» التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصًا كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة «بينت» المتفجرة. ووفق «نيويورك تايمز»، بدأ شحن أجهزة «البايجر» إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، وخلال الصيف، زادت شحنات أجهزة «البايجر» إلى لبنان، حيث وصلت الآلاف منها ووزعت على عناصر «حزب الله» وحلفائهم، وفقًا لمسؤولي استخبارات أميركيين. وقالت الصحيفة انه بالنسبة لحزب الله كانت هذه الأجهزة كإجراء دفاعي، لكنها في «إسرائيل» كانت كأزرار يمكن الضغط عليها عندما يبدو الوقت مناسبًا؟!

التحقيقات في بلغاريا

من جهتها، أعلنت وكالة أمن الدولة البلغارية، امس أنّها تعمل مع وزارة الداخلية للتحقيق في دور شركة مسجّلة في بلغاريا، ومرتبطة ببيع أجهزة النداء الآلي «بايجر» إلى حزب الله في لبنان. وأضافت وكالة أمن الدولة البلغارية أنّه «لم يتمّ الكشف عن شحنات أجهزة النداء المشتبه فيها على الأراضي البلغارية. وتزعم تقارير إعلامية بلغارية، أنّ شركة مقرّها صوفيا «نوترا غلوبل» سهّلت بيع أجهزة الاتصالات اللاسلكية. من جهتها، كشفت شركة «آيكوم» اليابانية، أنه لا يمكن تأكيد شحن الشركة منتجاً لاسلكياً مرتبطاً بانفجارات أجهزة اتصال لاسلكي في لبنان. وأكّدت أنّ الجهاز، الذي ارتبط بتقارير إعلامية تفيد بأن أجهزة اتصال لاسلكية تحمل شعارها انفجرت، «متوقّف إنتاجه منذ 10 سنوات.

وقالت الشركة، في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، إن «الجهاز من طراز (آي سي في 82) هو جهاز راديو محمول قمنا بتصنيعه وشحنه من عام 2004 إلى تشرين الأول 2014 للأســواق الخارجية، بما في ذلك الشــرق الأوسط. وأوضحت الشركة أنّ «الكمية قد نفدت منذ نحو 10 سنوات، ولم نشحنه من المكتب الرئيسي منذ ذلك الحــين.

... وايضا في تايوان

في هذا الوقت، قال وزير الدفاع التايواني إن فريق الأمن الوطني في البلاد يولي اهتماما كبيرا لتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بايجر) الذي استهدف جماعة حزب الله في لبنان، بعملية التفجير وذلك بعد ربط اسم شركة تايوانية بإنتاج تلك الأجهزة، وقال وزير الدفاع التايواني إن الحكومة تراقب التطورات عن كثب.

حصيلة الشهداء والجرحى

وفيما نعى حزب الله 25 شهيدا، وشيع بعضهم بالامس، كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن «حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر أمس الاول كان أكبر من اليوم الذي سبق، لذلك كان هناك عدد أكبر من الإصابات البليغة». وقال في مؤتمر صحافي انه في ما يخص عدد الشهداء 25 شهيداً، أما عدد الجرحى فسجل 608 . ولفت إلى أن عدد شهداء تفجيرات «البايجر» بلغ 12، أمّا عدد الجرحى فـ2323». وأشار إلى أن 226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال.

تشكيك بجدوى التفجيرات

وفيما اكد اللواء الاحتياط اسرائيل زيف ان التفجيرات لم تنجز اي شيء دراماتيكي ولم تغير الواقع وعدنا الى المكان نفسه قبل العملية، واي دخول بري لن يمنع صواريخ حزب الله، دعا جدعون ليفي في صحيفة «هارتس» الاسرائيلية قادة العدو الى عدم النشوة وقال « بالضبط مثل الحرب في غزة، أجهزة البايجر المتفجرة في لبنان عديمة الجدوى هي الأخرى. تحية للمخططين والمنفذين. احتــللنا رفح وفجــرنا أجهزة البايجر. كل الاحترام للجيش الإسرائيلي والموساد.

الآن، ماذا بعد؟ هل تحسن وضع سكان الشمال ؟ هل باتت إسرائيل الآن في مكان أكثر أمناً؟ هل تحسن مصير المخطوفين؟ هل تحسنت مكانة إسرائيل؟ هل تلاشى خطر إيران؟ هل هناك أي شيء، شيء واحد، تغير إلى الأفضل نتيجة هذا الاستعراض ، باستثناء الأنا المتضخمة أصلاً لدى الأمنيين لدينا»؟

ماذا عن اليوم التالي؟

وخلص الكاتب الى القول «وضع إسرائيل في اليوم التالي سيكون أسوأ من اليوم الذي سبق العملية البطولية، حتى لو وزعت إسرائيل الحلوى».واذا اندلعت الحرب في الشمال سيخلق وضع نشتاق فيه إلى المعارك في «الشجاعية». أهذا ما نريد جلبه على أنفسنا، بأيدينا؟

فيروس المستوى السياسي

اما صحيفة «معاريف» فقالت «يبدو أن لدينا إبداعية هي الأعلى في عالم العمليات الخاصة، بالمقابل، ثمة فيروس في المستوى السياسي. مستوى لا يعرف كيف يترجم خطوات إبداعية إلى منفعة سياسية لجعلها «عملة صعبة» قد يشترى بها هدوءاً وأمناً وانتصاراً حقيقياً».

التحقيق مع سلامة

قضائيا، مثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة امام قاضي التحقيق في بيروت بلال حلاوي وتمت مواجهته بالمحاميين مروان عيسى الخوري وميشال تويني كشاهدين وليس كمدعى عليهما لان النقابة لم ترفع الصحانة عنهما بعد. في هذا الوقت تقدم وكيل سلامة بطلب لاطلاق سراحه، فاستمهله القاضي لاستمزاج راي النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم.

 

 

 

"اللواء":

التقطت الضاحية الجنوبية لبيروت ومحافظات الجنوب والنبطية والبقاع أنفاسها، بعد هجمات الثلثاء والأربعاء الماضيين، حيث استهدفت البيئة في هذه المناطق، بتفجيرات «البايجرز» وأجهزة اللاسلكية، والتي رفعت عدد الشهداء الى 25 شهيداً والجرحى 608، حسب مصادر وزارة الصحة.

وخارج قرار مجلس الامن المتوقع اليوم حول التفجيرات السيبرانية، غير المسبوقة بتاريخ الحروب، فإن التطور الميداني المتمثل بالتفجيرات سيشكل عنوان مرحلة بالغة التعقيد، لجهة الرد «والحساب العسير، والقصاص العادل» الذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، او لجهة تفلُّت الحرب من كل الضوابط والاعتبارات ذات الصلة بأنظمة الحروب وتاريخها.

والنقطة الأهم في ردّ السيد نصر الله على ما نقل عن مقربين من رئيس حكومة بنيامين نتنياهو من ان «التفجيرات في لبنان ونشر قوات شمالاً تهدف الى اجبار حزب الله على التنازل» اعلانه بأننا «قبلنا التحدي في 8 ت1، واليوم نقبله، أقول لنتنياهو وكيان العدوان لن تستطيعوا ان تعيدوا سكان الشمال الى الشمال وأفعلوا ما شئتم.. وهذا هو التحدي بيننا».

وعليه، برزت معادلة جديدة، وفقا لقيادي بارز في حزب الله «نحن من يقرّر مصير المستوطنين الشمال».

وقال السيد نصر الله رداً على التهديد بالدخول الى الجنوب لبنان «إذا أحببتم ان تأتوا الى أرضنا، فسنحول الحزام الأمني الى وحل وفخ وكمين وهاوية وجهنم لجيشكم، ما تعتبرونه تهديداً، نحن نعتبره فرصة تاريخية بل نتمناه».

وقال السيد نصر الله في كلمة له تناول فيها هدف المتفجرات، وظروف انفجار الأجهزة، «ما حصل سيواجه بحساب عسير، لكن دعوتي اليوم أغيّر الاسلوب، والخبر هو ما سترون لا ما تسمعون، لاننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقاً في المواجهة».ووصف السيد نصر الله ما حصل «بالمجزرة» و«ان المقاومة تعرضت لضربة كبيرة وقاسية وغير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي، وقد تكون غير مسبوقة في العالم».

واشار الى ان العدو وعلى مدى يومين وبدقيقتين كان يريد ان يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف شخص، كاشفا عن لجان تحقيق داخلية فنية وأمنية تدرس كل الفرضيات من المنتج الى المستهلك.

لبنان طلب ردع إسرائيل

دبلوماسياً، طلب الرئيس نجيب ميقاتي من سفير بريطانيا في لبنان هايمش كاول، الذي التقاه في السراي الكبير، ان يكون للندن دورٌ رادعٌ وحازمٌ في اجتماع مجلس الامن اليوم.

وفي السياق نفسه، غادر امس وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى نيويورك لحضور الجلسات. وتكرس ذلك خلال اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس بكل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي لتقديم التعازي بشهداء الاعتداءات وتاكيد وقوف فرنسا الى جانب لبنان، وابلغ بري ماكرون «ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وعلى لبنان قبل فوات الأوان»، فيما طلب ميقاتي منه «ان يصار الى اتخاذ موقف حازم من العدوان الاسرائيلي خلال جلسة مجلس الامن المقررة غدا بطلب من الحكومة اللبنانية».

وعشية جلسة مجلس الامن استضافت باريس امس، اجتماعا أميركياً- فرنسياً- ألمانياً- إيطالياً- بريطانياً، لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، كماعقد لقاء ثنائي جمع وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن مع الرئيس ايمانويل ماكرون بعد الظهر في قصر الإليزيه.

وأعرب ميقاتي عن أمله في ان يكون قرار مجلس الامن رادعاً لعدوان اسرائيل، من جراء العدوان على لبنان والحرب التكنولوجية التي أدت الى سقوط عشرات الشهداء، وآلاف الجرحى.

وقالت بعثة لبنان لدى الامم المتحدة ان تفجير اجهزة الاتصالات تمت بوسائل الكترونية.

واعلن وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن التوافق مع فرنسا على الدعوة الى ضبط النفس، في ما يتعلق بلبنان والشرق والاوسط.

وأرجأ وزير الدفاع الاميركي اوستن زيارته الى اسرائيل التي كان ينوي القيام بها نهاية الاسبوع، بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.

واعرب البيت الابيض عن اعتقاده ان الحل الدبلوماسي هو السبيل الامثل للمضي قدما «ولازلنا نعتقد انه ممكن» حسب البيان الأميركي.

وفي تل ابيب، قال وزير الدفاع يؤآف غالانت: «أنه يجري مداولات بشأن مختلف احتمالات تطور الحملة ضد حزب الله على الحدود الشمالية. وأن حزب الله يشعر بأنه ملاحق، وعملياتنا ستتواصل، وفي المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ومخاطر كبيرة أيضاً».مضيفاً: «إن هدفنا إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين وحزب الله سيدفع ثمناً متزايداً».

الجلسة ترجئ الى اليوم

حكومياً، لم يكتمل نصاب جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر امس، بسبب اعتذار عدد من هؤلاء عن الحضور، وتقرر ان تعقد الجلسة في الموعد نفسه بعد ظهر اليوم لمتابعة دراسة مشروع قانون الموازنة للعام 2025.

على الأرض، وفيما خفت الحركة في شوارع الضاحية الجنوبية، مرّ يوم امس على خير من دون تفجيرات اسرائيلية عن بُعد في المناطق اللبنانية، لكن بقيت السخونة القصوى مسيطرة على المستويات السياسية والعسكرية، وكشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، ما هي إلا جزء من «واجهة إسرائيلية». وقالت «نيويورك تايمز» نقلاً عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة «البايجر»، مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة «الاستخبارات الإسرائيلية».

وقالت إن شركة «بي إيه سي» تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة «البايجر»، لكن «العميل الأهم كان حزب الله».

وأوضحت أن الأجهزة التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصًا كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة «بينت» المتفجرة، وفقاً للمصادر الثلاثة.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلنت هيئة البث الاسرائيلية ان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي وافق على خطط عملياتية في الشمال.

ونقلت «هآرتس» ان «المؤسسة الامنية عرضت على الحكومة تداعيات الحرب في لبنان على الجبهة الداخلية وتنتظر القرار.

والابرز بعد يوم من القصف للقرى والبلدات الجنوبية من عيتا الشعب الى ميس الجبل، وأطراف بليدا وزوطر الشرقية وعدشيت والقصير وكفرصير ومجرى الليطاني. توقيت خرق جدار الصوت في بيروت والضاحية الجنوبية واطلاق بالونات حرارية، اثناء القاء الامين العام لحزب الله كلمة عند الخامسة من بعد ظهر امس.

وخلال الاشتباكات الحدودية، تمكن حزب الله من استهداف قوة اسرائيلية مما ادى الى مقتل قائد سرية اسرائيلية وجندي آخر مع اصابة اكثر من 13 جنديا بجروح، بعضها بالغ الخطورة.

واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقع راميا وثكنة زرعيت وموقع حانيتا بالقذائف الصاروخية.

وتعرضت مستوطنة المطلة الى ضربات صاروخية ثقيلة ادت الى انقطاع الكهرباء والماء.

وبثت درون اسرائيلية مواقف تحريضية فوق عدد من قضاء النبطية.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

انتقلت جبهة جنوب لبنان إلى مرحلة جديدة، ووتيرة الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على دفعتين أمس، دليل على أن مستوى التصعيد يرتفع من دون إمكانية الجزم بعد بالاتجاه المستقبلي لمسار الميدان. 

يأتي هذا التصعيد الميداني على وقع مجزرتي "البجير" و"اللاسلكي"، اللتين اعتبرهما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً، وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة ولبنان وربما العالم. وعليه فإن ما بعدهما من أحداث قد تحملها الأيام القادمة ربما ترسم ملامح جديدة للصراع استنادا الى ما ألمح إليه نصرالله، في كلمته أمس، والتي رد فيها على التهويل الإسرائيلي بحرب تعيد سكان الشمال، مؤكداً أن السبيل الوحيد لإعادتهم هو وقف العدوان على غزة والضفة الغربية. 

وإذ أكد نصرالله الوصول إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات بانتظار التأكد من نتائج حاسمة، أعلن نصرالله أن العدو الإسرائيلي سيُواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، متجنباً تحديد المكان أو توقيت الرد، قائلاً: "الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون".

وتعليقاً على كلام نصرالله، اعتبر العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن خطابه يمكن أن يحمل عنوان "العضّ على الجرح" في سبيل المتابعة والتأكيد على عدم التخلّي عن استراتيجية دعم الفلسطينيين في غزة. وأن هذا الكلام لا يعبّر فقط عن حزب الله بل عن كامل المحور. 

ورأى ملاعب ان المقاومة معنية بتخطي مسألة الاتصال لأن الاتصال هو عصب العمليات العسكرية. وعندما يُضرب هذا الجهاز سواء بمنع استعمال الهواتف الذكية أو الدخول على أجهزة "توكي ووكي" يصعب استبداله في زمن قريب.

ولاحظ ملاعب أنه على المستوى العسكري لم يتمكن العدو الاسرائيلي من استغلال ما جرى بدليل حسن المرابطة على الحدود والحضور بالأنفاق والكمائن والصواريخ على الجبهة.

بالتوازي، تتجه الأنظار اليوم الى جلسة مجلس الأمن الدولي حول خرق أجهزة الاتصالات يومي الثلاثاء والأربعاء، بطلب من لبنان. وقد اتجه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى نيويورك للمشاركة فيها، ونقل صوت لبنان والمطالبة بقرار إدانة واضح للاعتداءات الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، وتحضيراً لهذه الجلسة، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، حيث جدّد موقف فرنسا الداعم لتجاوز الأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان، ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي إلى أي حل.

كما تلقى ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الذي عبّر عن تضامنه مع لبنان في المرحلة الصعبة التي يمر بها، معزياً بضحايا التفجيرات التي حصلت في اليومين الأخيرين.

وأعرب عن قلقه العميق إزاء تصاعد التوترات وسقوط الضحايا المدنيين في لبنان، مشدداً على الحاجة الى السعي لإيجاد حل يفضي الى استعادة الاستقرار والأمن عبر الخط الأزرق.

وقد شدد ميقاتي على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان وشعبه.

على الأرض، استمرت المستشفيات في مواكبتها للمصابين، بعدما نجحت على مدى يومين بامتصاص هول الكارثة التي وقعت. وأشار وزير الصحة العامة فراس الأبيض في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى ان "القطاع الطبي استطاع استيعاب عدد الإصابات الكبير وتقديم الخدمات اللازمة ولا يزال. فنحن لدينا أهم الاختصاصيين في العالم العربي، وأنا واثق بقدرتهم على تقديم الخدمات اللازمة".

وأكد الأبيض أن "القطاع الصحي سوق يقوم بواجباته وخاص  أننا وضعنا خطة طوارئ ونعمل على أساسها ونرفع جهوزيتنا. فنحن أمام حرب جديدة وطريقة الاعتداء التي حصلت غير مسبوقة، وللمرة الأولى يشهد العالم استعمال أجهزة لا سلكية كسلاح"، مؤكداً رفع الجهوزية إلى أقصى درجة ممكنة.

ودعا الأبيض الضمير العالمي والمجتمع الدولي أن يضع حداً للتوحش والغلو الإسرائيلي، مشدداً على أن ما حصل هو جريمة حرب بكل ما للكلمة من معنى.

يبقى الترقّب سيد الموقف لما يمكن أن تقوم به إسرائيل في ضوء التهديدات والحشود على الحدود مع لبنان، وهو بكل الأحوال يتطلب داخلياً تضامناً ووحدة موقف ليتمكن البلد من مواجهة وحشية إسرائيلية جديدة متوقعة في أي لحظة.

 

 

 

"الشرق":

قبيل القاء كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله امس، هاجم العدو الاسرائيلي أهدافا للمقاومة الاسلامية لإضعاف قدراته العسكرية، واستهدف الجيش الاسرائيلي بالمقاتلات الحربية وبالقذائف الفوسفورية بشكل عنيف جدا، أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية، ما أدى الى تصاعد الدخان الكثيف على الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة في القطاع الاوسط، وسجلت غارة على أطراف بلدة العديسة.

وأعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيان ان مجاهديها استهدفت، نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المرج بالأسلحة المناسبة واصابوها بشكل مباشر وأوقعوا فيها عدد من القتلى والجرحى.

ايضا، اعلن انه «‌ورداً ‏على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدة كفركلا، شن مجاهدو المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا واصابت أهدافها بدقة». ايضا، و»رداً ‏على ‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الأمنة وخصوصاً في بلدة كفركلا، شن مجاهدو ‏المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت هلل مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها واصابت أهدافها بدقة».

واستهدف موقع حانيتا بقذائف المدفعية، واعلنت المقاومة انها استهدفت موقع راميا بقذائف المدفعية»، كما أعلنت «المقاومة الإسلامية»، في بيان ثان: ان «مجاهديها استهدفوا ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية وأصابوها إصابة مباشرة»، ولاحقا، أعلنت «المقاومة» في بيان ان «مجاهديها عاودوا استهداف ثكنة زرعيت بصلية صاروخية».‏

كما استهدفت المقاومة مقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني بصلية من صواريخ الكاتيوشا»، وكذلك استهدفت، موقع المالكية بقذائف المدفعية واصابوه إصابة مباشرة».

وكانت الطائرات الحربية الاسرائيلية شنّت عدوانًا جويًا على دفعتين مستهدفة بلدة كفركلا بأربعة صواريخ بمعدل صاروخين في كل غارة وغارة على المنطقة الواقعة بين بلدتي الجبين وشيحين بصاروخين تزامن ذلك مع قصف مدفعي طاول اطراف بلدتي ياطر وحداثا.

وتعرضت مدينة الخيام لغارة جوية نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي، في وقت تعرضت بلدات بيت ليف، عيتا الجبل ورامية وجبل بلاط لقصف مدفعي مركز، تبعتها غارة على منطقة الصالحاني، وغارة أخرى استهدفت بلدة ميس الجبل. وشن الطيران الاسرائيلي غارة على بلدة بليدا، واتبعها بعد خمس دقائق بغارة على اطراف بلدتي ميس الجبل وبليدا.

كما تعرضت بلدة ميس الجبل لغارتين متتاليتين في الوقت نفسه. سجل بعد ذلك تحليق كثيف للطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء مناطق النبطية واقليم التفاح والزهراني وصور على علو متوسط.

كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة عيترون، واتبعها بغارة استهدفت بلدة ميس الجبل ايضا حيث ألقى في كل غارة صاروخين.

كما أطلق الجيش الاسرائيلي طوال الليلة الماضية وحتى صباح امس، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق. وأطلق عددا من القذائف الحارقة لاشعال النار في الاحراج المتاخمة لبلدة علما الشعب والناقورة، واستمر تحليق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي والمسّير فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.

في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، امس بوقوع اشتباكات مسلحة في عدة نقاط على الحدود الشمالية مع لبنان.

ونقلت «روسيا اليوم» عن وسائل إعلام إسرائيلية امس، مقتل جندي وإصابة آخرين قرب منطقة تل حاي في الجليل الأعلى، إثر قصف صاروخي من جنوب لبنان.

ولفتت التقارير إلى أن «المقاومة» استهدفت مركبة لجيش العدو حيث سقط قائد سرية وجندي واصابة تسعة جنود اخرين عند الحدود مع لبنان وصفت جروح بعضهم بالحرجة.

وأشار موقع «واينت» إلى أن عددا من الأشخاص نقلوا صباحًا جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان باتجاه الجليل الأعلى، لتلقي العلاج في مستشفيات المنطقة الشمالية، فيما رد الجيش الإسرائيلي بنيران المدفعية على مصادر النار، ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية لقطات للحظة سقوط صواريخ أطلقت من لبنان على مستوطنة «مرجليوت» شمال إسرائيل.

وحلق الطيران الحربي المعادي على علو منخفض فوق أجواء بيروت والضاحية الجنوبية وجبل لبنان وكسروان والمتن ومعظم المناطق منفذا غارات وهمية، تزامنا مع إلقاء الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله كلمته،وخرق الطيران الحربي المعادي جدار الصوت فوق بيروت والمناطق على 3 دفعات.

تشييع عدد من شهداء المقاومة

شيّع «حزب الله» وأهالي بلدة عدلون الجنوبية، الشهيد على طريق القدس، المجاهد محمد علي علامة بموكبٍ حاشد في بلدته عدلون. كما شيع «حزب الله» وأهالي بلدة عبا «الشهيد على طريق القدس» علي محمد ترحيني بموكب مهيب.

شيع «حزب الله» والضاحية الجنوبية «الشهيدين السعيدين على طريق القدس» فضل عباس بزي (أبو عباس) وأحمد علي حسن (ملاك حي ماضي)، بمسيرة انطلقت من باحة روضة الحوراء زينب وجابت الشوارع المحيطة بها. وشيع «حزب الله» وجمهور المقاومة الشهيد محمد حسين العرب في بلدة فلاوى، في موكب مهيب انطلق من حسينية البلدة، مرورا بالطريق الرئيسية وسط نثر الورود والأرز.

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

قالت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية لوكالة «رويترز» للأنباء إن إسرائيل نفذت عشرات الضربات، اليوم (الخميس)، في أنحاء جنوب لبنان ووصفتها بأنها كانت من أعنف الضربات منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو استهدف أكثر من 100 منصة صواريخ في جنوب لبنان خلال غارات جوية.

بدوره، أعلن «حزب الله» في ثلاثة بيانات منفصلة، مساء (الخميس)، أن عناصره استهدفوا ثكنة «يعرا» الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية، وثكنتي «أدميت وليمان» الإسرائيليتين بصواريخ الكاتيوشا، رداً على اعتداءات إسرائيل على القرى الجنوبية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

كما أعلن الحزب أن عناصره استهدفوا موقع «المطلة» الإسرائيلي بصواريخ «فلق».

وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، وإعلان «حزب الله» مساندة سكان القطاع.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية