مونديال 2022 وحلم  قطر الاقتصادي 

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 19 22|17:25PM :نشر بتاريخ

 

أنفقت دولة قطر 230 مليار دولار تقريبا من عائدات الغاز على مشروعات البنية التحتية خلال  11 عاما وذلك بعد فوزها باستضافة كأس العالم 2022 
والهدف من  هذا الإنفاق الضخم تحقيق حلم قطرالاقتصادي بعد إ نتهاءالحدث الذي يدوم نحو شهر
وفي هذا الإطار يقول  مسؤول حكومي قطري إن التخطيط لغالبية  الأعمال تم بشكل منفصل  وقد سعت الدوحة إلى تنويع   أنشطتها الاقتصادية غير المعتمدة على الطاقة، طامحة في أن تصبح مركزا إقليميا للأعمال وإلى زيادة عدد السياح  حتى يبلغ  ستة ملايين سائح سنويا بحلول 2030.
لكن المحللين والأكاديميين غير مقتنعين بأن إنفاق قطر الضخم من عائدات الغاز سيضمن لها تحقيق حلمها الاقتصادي فور انتهاء البطولة التي تستمر 28 يوما. إذ تواجه قطر منافسة ضارية من دول في المنطقة مثل السعودية والإمارات، اللتين توفران أسواقا أكثر رسوخا وتنويعا  وأكبر جذبا للسياح.
وتسعى قطرمن خلال استضافتها مونديال 2022  إلى تحقيق مكانة على الساحة الدولية، وقد أنفقت 18 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على البنية الأساسية وهو مبلغ ضخم بالنسبة لما تم إنفاقه  على التحضير لبطولات كأس العالم السابقة في دول أخرى من العالم وتجدر الإشارة إلى أن قطر تضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية  وتوجد فيها  أكثر القنوات التلفزيونية العربية تأثيرا وهي لم تنفق بسخاء على ملاعب كرة القدم وحسب، بل أيضا على القطارات السريعة وشبكة مترو الأنفاق وعلى ميناء على مياه عميقة ومطار ضخم.
لكن يخشى البعض أن تصبح هذه المباني الجديدة خاوية بعد انتهاء البطولة مع رحيل الزوار المتوقع وانخفاض الطلب المحتمل وتباطؤ النشاط الاقتصادي غير المعتمد على الطاقة.
وقال روبرت موجيلنيكي وهو باحث  في معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن تشغيل البنية الأساسية التي انجزت بهدف استقبال مونديال 2022 في خدمة أغراض أخرى بعد انتهاء بطولة كأس العالم يتطلب الكثير من الجهد والتفكير  
وأوضح مسؤول في الحكومة القطرية أن الدوحة  تعتبر استضافتها لأول بطولة لكأس العالم تقام في منطقة الشرق الأوسط بمثابة  "قاعدة انطلاق تسويقية" للزوار في المستقبل.
وقد أنفقت الشركات الحكومية القطرية ومستثمرون من القطاع الخاص مليارات على مشروعات تجارية مثل مراكز التسوق والفنادق والعقارات والساحات الترفيهية. ويقول خبراء  في معهد الشرق الأوسط بواشنطن  أن ما تنتهجه قطر هو ما يسمى   بفلسفة " شيّد وسيأتون  للتنمية في الخليج".
فعلى صعيد البنية التحتية  حلّت الأنفاق والطرق العلوية محل شوارع قطر المكدسة ذات الاتجاهين والميادين البريطانية الطابع، وزُرعت على جوانب الشوارع أشجار النخيل وأشجار المورينجا المزهرة والحشائش والجهنمية يقول الخبراء أن كل هذه الإيرادات هي  بحوزة الدولة، لذلك لا يغضب الشعب إذا رأى إسرافا في بعض الأحيان أو لو لم تنجح بعض الأمور.
وحتى الآن، يقود ازدهار قطاع الإنشاءات الذي تشرف عليه الدولة النشاط الاقتصادي غير المعتمد على الطاقة. ويمثل القطاع 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وفقا للتوقعات الاقتصادية لجهاز التخطيط والإحصاء القطري لعام 2022-2023.
ويعمل بقطاع الإنشاءات نحو نصف القوى العاملة في قطر مما أسهم في زيادة عدد السكان بنسبة 67 بالمئة منذ 2011.
لكن  بعد المونديال ومع انتهاء هيمنة قطاع الإنشاءات سيتباطأ النشاط الاقتصادي غير المعتمد على الطاقة على الرغم من السعي لتنويع الاقتصاد الذي يهدف إلى تحقيق اكتفاء ذاتي. وتقول شركات عقارية ومحللون عقاريون أن الطلب على الوحدات السكنية من المتوقع أن يزداد قوة مع بدء البطولة لأن العديد من الشقق والفيلات الجديدة تم تخصيصها لاستضافة المشجعين في 64 ألف غرفة على الأقل على مستوى البلاد.
لكن هناك مخاوف من أن تتكدس الوحدات الخالية في السوق لدى طرحها بعد البطولة.
وتشير  توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن عدد سكان قطر سينخفض في السنوات التالية على البطولة بنحو 1.2 بالمئة سنويا إلى 2.5 مليون نسمة في 2027.
 ومن المتوقع كذلك مع انحسار ازدهار قطاع الإنشاءات  بعد أن يغادر الكثير من عمال البناء القادمين من جنوب آسيا والذين كان أسلوب معاملتهم وأجورهم محط الأنظار في إطار التحضير لبطولة كأس العالم
تجدر الإشارة إلى أن قطر هي  إحدى أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم وأصبحت واحدة من أغني دول العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج ويبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، 85 بالمئة منهم من المغتربين.
ويقول أليكسيس أنطونيادس أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون في قطر إن البلاد ستفقد  بعد انتهاء المونديال عددا كبيرا من  المهندسين والمصممين والمشرفين وغيرهم من المهنيين من أصحاب الأجور العالية الذين يعملون على مشروعات تخص المونديال .
وفي حين يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد القطري بمعدل 3.4 بالمئة هذا العام بفضل النشاط المرتبط بكأس العالم، تشير التوقعات إلى تباطؤه إلى 1.7 بالمئة في 2024.
وحتى إذا لم يحقق  الاستثمار في الاقتصاد غير المعتمد على الطاقة الهدف المنشود ، فإن الغاز كفيل مرة أخرى بدعم الاقتصاد القطري لاسيما  بعد غزو روسيا لأوكرانيا وتفاقم  أزمة الطاقة عالميا  مما عزز الطلب على الغاز الطبيعي المسال.
وقد توقع بعض الخبراء  أن يتباطأ الاقتصاد القطري  لكن  الواقع أثبت أن انفتاح قطر على العالم من خلال استضافتها للمونديال جذب  المواهب والشركات و الاستثمارات الأجنبية المباشرة والسياح".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : وكالة رويترز