افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 29 سبتمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 29 24|07:57AM :نشر بتاريخ
النهار
كانت آخر الحروب والمعارك التي قادها الأمين العام الثالث لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله معركة "إسناد غزة" التي لو قُيّض له الحياة لأسبوعين فقط بعد لكان أحيا ذكراها السنوية الأولى باطلالة من إطلالاته التي اشتهر بها خطيباً يُتقن عبرها اجتذاب مناصريه واهتمام خصومه وأعدائه. في كل بيانات الحزب لإعلان استشهاد مقاتليه كانت عبارة "ارتقى على طريق القدس" بمثابة العنوان "الجهادي" الأساسي لهذه المعركة الطويلة. في نهاية المطاف "ارتقى" السيد نصرالله نفسه على الدرب الذي قاد حزبه ومقاتليه وقادته عليه وصار مع أكثر قادته في مقدم الشهداء.
لعله الحدث الأضخم والأخطر في تحولات لبنان والمنطقة أن تنقض إسرائيل على "حزب الله" وقيادته وصولاً الى زعيمه "الأسطوري" في نظر محازبيه وأنصاره بالطريقة غير المسبوقة التي نفذت بها عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية واستلزم الأمر نحو 24 ساعة لإعلان "حزب الله" رسمياً نعي أمينه العام علماً أن إسرائيل راحت "تحتفل" بأقوى اغتيالاتها منذ سددت الضربة الزلزالية المدمرة لمجمع المباني الذي استهدفت فيه السيد نصرالله ومن كانوا معه للمرة الأخيرة.
مع اغتيال السيد نصرالله دخل الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" مرحلة انقلابية في خلل غير مسبوق في ميزان القوى سيرتب بطبيعة الحال تداعيات قد لا يكون يشبهها أي حدث سابق في تاريخ الصراع والحروب مع إسرائيل. ذلك أن نصرالله تحوّل بعد 32 عاماً من زعامته على رأس "حزب الله" الركن والرمز الأقوى اطلاقاً في محور الممانعة وصار يشكل عنوان المعادلة الإقليمية التي دأب وحرص على إظهار أبوته لها وهي معادلة "وحدة الساحات" التي رفع لواءها بقوة في معركة "إسناد غزة". تبعاً لذلك اتخذت عملية اغتياله تتويجاً لنجاحات خارقة لإسرائيل في اغتيالات طاولت السلسلة القيادية الأساسية للحزب بعداً غير مسبوق في تحويل وجهة الصراع إلى محفّز لإسرائيل لمزيد من الانقضاض على مناطق نفوذ الحزب والإمعان في عدوان تدميري إجرامي لم يوفّر المدنيين في أي وجه بل ذهبت إسرائيل الى تصعيد ما وصفته الحصار على لبنان فيما المجتمع الدولي يقف عاجزاً عن ردعها عن احراق وتدمير مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وسواها. كما أنها مضت في الاغتيالات وكان القيادي حسن خليل ياسين الشهيد الأخير الذي اغتالته مساء أمس.
"حزب الله" نعى بعد ظهر أمس أمينه العام "شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا"، ملتحقًا بـ"رفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم". وعاهده "أن يواصل جهاده في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن قبل الظهر أن الجيش الإسرائيلي قضى اول من أمس على الأمين العام لـ"حزب الله". وقال إنه قضى أيضاً على علي كركي قائد جبهة الجنوب في "حزب الله" وعدد آخر من القادة، ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين وتقارير إيرانية أن العميد عباس نيلفروشان قائد فيلق القدس في لبنان قتل في هجوم بيروت.
المرشد... وبايدن
وفي أول تعليق للمرشد الإيراني علي خامنئي على هذه التطورات، وقبل إعلان استشهاد نصرالله رسمياً أشار إلى أن "عصابة الإرهاب الحاكمة على الكيان الصهيوني لم تتعلم من حربهم الإجرامية التي استمرت لمدة عام في غزة، ولم يدركوا أن القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لا يمكن أن يؤثر على البنية القوية للمقاومة أو يطيح بها"، موضحاً أنهم الآن يختبرون السياسة الحمقاء نفسها في لبنان. وأكد أنه "يجب أن يعلم المجرمون الصهاينة أنهم أصغر بكثير من أن يلحقوا أذىً مهمًا بالبنية القوية لحزب الله اللبناني"، مشدداً على أن "جميع قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب "حزب الله" وتدعمه". وشدّد على أن "مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة، وعلى رأسها "حزب الله" المنتصر"... ودقائق عقب هذه المواقف، نقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي قوله: "إذا صعّدت إيران و"حزب الله" فلدينا المزيد من الأهداف لنهاجمها في لبنان".
في المقابل، لفت تعليق الرئيس الأميركي جو بايدن على اغتيال نصرالله، إذ اعتبر أن مقتله هو "معيار للعدالة للكثير من ضحاياه ومنهم آلاف المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين". وفي بيان للبيت الأبيض، قال بايدن: "أميركا تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه "حزب الله" و"حماس" والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران". وأضاف: "وجهت وزير الدفاع بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان وتقليل مخاطر التحول إلى حرب شاملة بالمنطقة". وتابع: "هدفنا هو خفض التصعيد في الصراعات الحالية سواء في غزة أو لبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية".
الحكومة
وفي وقت قطع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي زيارته إلى نيويورك أمس وعاد إلى بيروت، عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية مساء أمس في السرايا للبحث في التطورات الراهنة فيما أفادت معلومات أن قطر ومصر ستقدمان مبادرة للمسؤولين اللبنانيين لمنع تدهور الوضع ووقف الحرب. وذكر أن المبادرة منسقة مع دول عدة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا ودول عربية وتتضمن اجراء تواصل مع إيران لضمان الذهاب إلى حل شامل. وأشارت إلى أن رئيس الحكومة القطرية سيتحدث مع ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول خارطة طريق سياسية وميدانية قد تساهم في وقف التوتر وتسحب فتيل نشوب حرب شاملة.
وأعلنت رئاسة الحكومة الحداد الرسمي على نصرالله أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ودعا ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء أمس "الى مواجهةِ ما يجري بمسؤولية وطنية تصون وحدَتَنا ونؤكد تضامننا لأنَّ من أهدافِ العدوِّ الاسرائيليّ ضربَ هذهِ الوحدةِ التي طالما شكّلتْ السلاحَ الاقوى في مواجهةِ مخططاتهِ الاجراميّة" .
وقال: "إنَّ الشهداءَ الذينَ سقطوا، مِنْ كلِّ المناطق ورَووا بدمائهم الأرضَ، والجرحى الذين تعجُّ بهم المستشفيات والمراكز الصحية، وأهلَنا الذين هُجِّروا قسراً من بيوتِهم وأرضِهم، يستصرخونَ ضمائرَ الجميع بأنْ يتناسوا كلَّ ما يفّرق ويركّزوا على كلِّ ما يجمع. تضامنَنا اليومَ في هذه اللحظاتِ المصيريّة مِنْ عمرِ الوطن هو أقوى ردّ على العدوانِ الاسرائيليِّ".
الاجتياح الناري
واعتُبرت لحظة هجوم إسرائيل على مركز قيادة "حزب الله" في حارة حريك، أنها بمثابة بداية المرحلة الحربية الأشد خطورة منذ اندلاع المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل انهارت فيها كل قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء، فلفّت الغارات والدخان والنار والدماء، أراضيه من الضاحية الجنوبية إلى الجنوب وصولاً الى البقاع وشتورا وزحلة ومروراً ببحمدون وبعذران في الشوف.
وبعد "طوفان" الغارات المدمرة ليل الجمعة وأمس أعلن الجيش الإسرائيلي أمس "بدء حصار عسكري على جميع الأراضي اللبنانية"، فيما تكشّف حجم الدمار الذي أحدثته الغارات وبدت شوارع الضاحية فارغة إلّا من الحرائق وركام المنازل والمحال التجارية. ثم تعرضت الضاحية الجنوبية لغارات جديدة، وكان أعنفها بعد الظهر حيث استهدفت غارة مبنى على طريق صيدا القديمة مار مخايل، أدت الى سقوط قتلى وجرحى.
وبعد ليلة جنونية من القصف الهستيري والغارات التي لم تهدأ طوال الليل وحتى ساعات الصباح، واصلت آلة القتل الإسرائيلية استهداف المناطق الجنوبية والبقاعية، كما استهدفت للمرة الأولى المنطقة الواقعة بين بحمدون وصوفر. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "سلاح الجو قصف أكثر من 140 هدفًا لـ"حزب الله" في لبنان منذ الليلة الماضية". في المقابل، أعلن "حزب الله " أنه قصف مستعمرة كابري بصلية من صواريخ فادي 1 كما استهدف قاعدة ومطار #رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 3. واستهدف تحركًا للجنود في موقع الصدح بقذائف المدفعية ومستعمرة ساعر بصلية صاروخية ومستعمرة روش بينا بدفعة صاروخية وقصف مستعمرة متسوفا بصلية صاروخية ومستعمرة معالوت بـ50 صاروخاً.
الأنباء الإلكترونية
أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شهيداً ينضم إلى القافلة الطويلة من الشهداء الذين قضوا على طريق فلسطين. وباستشهاد نصرالله يُقبل لبنان في ظروفه ووقائعه المضافة الى المعطيات الإقليمية والدولية على مرحلة أشد خطورة مفتوحة على تداعيات كبرى محتملة.
فما يقوم به العدو الإسرائيلي من جرائم حرب يضع لبنان والمنطقة بأسرها أمام إحتمالات أكثر قتامة وخطورة، وجريمة الاغتيال ليست إلا مؤشراً إضافياً على تفلت إسرائيل من كل القيود نحو جنون ما بعده جنون، وستكون له أسوأ العواقب إن لم يتحسس المجتمع الدولي خطورة العقلية الإجرامية لحكومة العدو ورئيسها بنيامين نتنياهو على الأمن الإقليمي إن لم يكن الدولي. وقد أجمعت معظم المواقف مما حدث ويحدث على مدى القلق من العواقب التي قد تترتب على هذا الإغتيال الذي يشكل مفصلا في مسار الصراع مع العدو.
في هذا السياق تقدم الرئيس وليد جنبلاط بالتعزية من حزب الله وجمهوره، وشدد جنبلاط على أن "اغتيال السيد نصرالله يمثل محطة كبيرة ومفصلية"، وتحدث عن المخاطر المتزايدة في المنطقة، مؤكدًا أن "ما تبقى من الشرق العربي في خطر، وأن المشاريع والأفكار السابقة لإقامة دولة فلسطينية قد انتهت منذ زمن".
رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي قطع زيارته الى نيويورك وعاد إلى لبنان، ترأس جلسة طارئة لمجلس الوزراء لمناقشة الأوضاع الأمنية في لبنان وتداعيات جريمة الاغتيال. وقال بعد الاجتماع: "مسؤوليتنا الوطنية في هذه اللحظة التاريخية والاستثنائية تتطلب وضع الخلافات السياسية والمواقف المتباعدة والخياراتِ المتباينة جانبًا، لكي نلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه ويقوي منعته"، وأضاف: "نحن مدعوونَ في هذه اللحظة المصيرية الى انْ نجدِّدَ وحدتنا ونجسِّدُها بالعمل سريعا على انتخاب رئيس للجمهورية، فنُنقذُ وطنَنا ونحمي شعبَنا وهذهِ مسؤوليةٌ جامعة لا تستثني أحداً".
هذا وعلمت جريدة الأنباء الالكترونية أن السراي سيشهد اليوم لقاء مهماً على مستوى العمل الميداني والإغاثي، من أجل تفعيل العمل على الأرض أكثر، لا سيما بعد الانتقادات التي وُجِّهت إلى الأداء الرسمي والتقصير الذي حصل مع بداية موجات النزوح من الجنوب. وسيكون هناك إجراءات عملية ستتخذها هيئة الطورئ اليوم، على ان تُستكمل بجلسة وزارية ستُعقَد مطلع الأسبوع.
ميدانياً، استمر الطيران الحربي الاسرائيلي بالغارات طوال يوم أمس في كل المناطق اللبنانية وخاصة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. كما عمد إلى شن حرب نفسية ضد اللبنانيين عن طريق الاتصالات الهاتفية التي يجريها عشوائياً على بعض الأرقام الهاتفية والطلب إلى أصحابها إخلاء هذا المكان أو ذاك لأنه قد يتعرض للقصف.
النائب عبد الرحمن البزري، وفي حديث مع جريدة الأنباء الالكترونية رأى أن "العدوان الاسرائيلي الذي استهدف عدداً من قيادات المقاومة الاسلامية قد وصل الى ذروته في الإجرام بعملية الاغتيال الكبيرة لرمز المقاومة وقائدها وملهمها السيد حسن نصرالله"، واصفاً هذا الاغتيال "بتصعيد كبير وخطير يجعلنا نؤكد ان العدو الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي الهادفة لإحلال السلام العادل والدائم في المنطقة. لكن هذا العدو في المقابل أخطأ في حساباته لأن اغتيال عميد المقاومة سيؤدي حتماً الى خلق جيل كبير مقاوم لا يمكن لاسرائيل مواجهته في المستقبل"، متوقعاً مزيداً من العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وضد الفلسطينيين، ومعتبرا أن كل حديث عن تسويات "هو شراء للوقت، وبالتالي هناك أيام صعبة وساخنة ومواجهات قد تشتد كثيراً"، مشيرا إلى أن العدو يريد مزيداً من الأهداف من اجل محاولته ان يقلب توازنات اللعبة.
أما العدو الإسرائيلي فلا يبدو أنه اكتفى بجرائمه ووحشيته بحق الشعب اللبناني وعمليات الاغتيال التي قام بتنفيذها، وبدأ يلوّح بشكل مقلق بشنّ عملية برية في لبنان، وسط تحذيرات دولية من مغبة هذه الخطوة، في حين أشار البيت الأبيض إلى أن إسرائيل أبلغت مسؤولين أميركيين بنيتها تلك. وتستمر إسرائيل بعدوانها من خلال وضع "لبنان تحت الحصار العسكري" بحسب ما نقلت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية عن جيش العدو الإسرائيلي، "إذ يمنع هبوط طائرات شحن من سوريا وإيران او حتى اصلاح المعابر التي قصفت".
ويوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب عبر جريدة الانباء الالكترونية أن العدو الإسرائيلي منع هبوط الطائرات الإيرانية عبر إختراقه لموجة الاتصال الخاصة ببرج مراقبة مطار بيروت، وتوجيهه تحذيراً لطائرة إيرانية مدنية كانت تقترب من الهبوط في المطار، وهدد باستخدام القوة إذا لم تغير مسارها، بحسب ما كشف وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية. وذلك يعني "قوله أنه تمكن من محاصرة عسكرياً وألا يستطيع لبنان أن يحصل على أسلحة عبر طيرانه، حتى لو كانت الطائرة مدنية"، وفق ما يشير ملاعب.
وتجدر الإشارة الى أن المتحدث بإسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قال في منشور أن "إسرائيل لن تسمح بنقل أي وسائل قتالية إلى حزب الله"، مشيراً إلى أن جيش العدو الإسرائيلي على علم بعمليات نقل أسلحة إيرانية إلى الحزب ويقوم بإحباطها بشكل مستمر، وأن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تنفذ طلعات جوية في منطقة مطار بيروت الدولي".
وهذا التعدي بالدخول على الموجات الخاصة ببرج المراقبة في المطار إنتهاك لسيادة هذا المرفق وتهديد لسلامة الطيران، ووجه من أوجه التصعيد.
ويشار الى أن الحصار العسكري المفروض يمنع وصول أي سفينة شحن للبنان من إيران او دول تعتبر معادية لإسرائيل، ولا يمنع وصول الفيول والسلع وسواها إنما قطع خطوط الإمداد لحزب الله برّاً وبحراً وجواً.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي ليل أمس عن تفعيل صفارات الإنذار في منطقة القدس إثر إطلاق صاروخ من لبنان باتجاهها. وتأتي هذه الخطوة، التي تحصل للمرة الأولى، بتوقيف لافت بعد ساعات على إعلان اغتيال نصرالله، فالصاروخ الذي أُطلق وصل إلى عمق 150 كلم في الأراضي المحتلة وهو المدى الأبعد الذي تصله صواريخ تُطلَق من لبنان. ما يشرّع الباب على احتمالات جديدة وخطيرة على الجبهة الجنوبية.
في غضون ذلك، سجل منذ فجر أمس حركة نزوح كثيفة لا سيما من أحياء الضاحية الجنوبية. فيما اكتظت مراكز الإيواء بما يفوق طاقتها الاستيعابية. وقد فاق عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة من قبل غرفة العمليات الوطنية المئة ألف نازح تقريبا. وقد عملت خلايا الأزمة والهيئات المعنية على تقديم الإعانات لهم وتأمين احتياجاتهم.
الديار
سماحة السيد حسن نصرالله قائد التحرير وبطل الانتصارات وسيد المقاومين في مواجهة العدو الاسرائيلي المجرم المتغطرس والقوى الظالمة، ارتقى شهيدا مؤمنا بان مسيرة المقاومة لن تضعف ولن تتوقف مهما اشتدت العواصف، وهي لن تحيد عن البوصلة التي رسمها وثبتها القائد الشهيد.
هذا هو عنوان نعي حزب الله سماحته شهيدا جراء العدوان الهمجي الذي نفذه العدو الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية اول امس بالآلة والقنابل الاميركية.
وقبل وبعد اعلان استشهاد سماحة السيد يبقى السؤال الكبير حول مسار المرحلة المقبلة في الحرب التي توسعت ابوابها في المنطقة على كل الاحتمالات.
اما السؤال الثاني بعد هذه الخسارة الكبرى التي تلقاها حزب الله ولبنان ومحور المقاومة هو كيفية التعاطي مع حجم هذه الضربة الموجعة لتنفيذ وصية سماحة السيد الدائمة بمتابعة مسيرة المقاومة بكل زخم حتى النصر.
وفي البيت الداخلي للحزب، رغم حجم الخسارة الكبير وخصوصية شخصية الشهيد وحضوره وقوته، تؤكد المعطيات وفق مصدر مطلع وكما عكس بيان حزب الله امس ان الحزب كما حصل في محطات سابقة سيخرج من هذه المحنة محصنا بقيادة جديدة مسلحة بنهج سماحة السيد الشهيد.
ووفقا للمعطيات القائمة فان الحزب سيتعامل مع هذه الصدمة الكبيرة بكل اقتدار ومسؤولية لاختيار امينه العام الجديد وتعيين باقي اعضاء القيادة.
وحسب المعلومات فان الاعلان عن هذه العملية لن يتأخر، مع التأكيد ان حزب الله تنظيم مؤسساتي قوي ومتين ويملك من المنعة والطاقات ما يجعله اقوى من كل العواصف في اصعب وادق الظروف.
ورغم حجم ما جرى والضربات الموجعة التي تلقاها الحزب في الايام والاسابيع الماضية استمر امس يخوض الحرب المفتوحة ويمطر مدن ومستوطنات ومواقع العدو الاسرائيلي بحوالي مئة صاروخ من العيارات المتوسطة والثقيلة حتى تل ابيب مرورا بعكا وصفد وحيفا وسائر مناطق الشمال والوسط من فلسطين المحتلة.
وواصل طيران العدو بتنفيذ غاراته الهمجية مستهدفا الاماكن المدنية والسكنية في الضاحية والجنوب والبقاع، مخلفة المزيد من المجازر بحق شعبنا.
الحزب يعلن استشهاد سيد المقاومة
واكد حزب الله في بيان رسمي استشهاد السيد نصرالله وجاء فيه : «ان سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل الى جوار ربه ورضوانه شهيدا عظيما قائدا بطلا مقداما شجاعا حكيما مستبصرا مؤمنا، ملتحقا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الالهية الايمانية على خطى الانبياء والأئمة الشهداء».
واضاف «ان سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله التحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذي قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر الى نصر مستخلفا سيد شهداء المقاومة الاسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان عام 2000 والى النصر الالهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء وصولا الى معركة الاسناد والبطولة دعما لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم».
وبارك الحزب لسماحة السيد «نيله ارفع الاوسمة الالهية وسام الامام الحسين عليه السلام، محققا اغلى امانيه واسمى مراتب الايمان والعقيدة الخالصة شهيدا على طريق القدس وفلسطين».
وعاهدت قيادة حزب الله «الشهيد الاسمى والاقوى والاغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء ان تواصل جهادها في مواجهة العدو واسنادا لغزة ولفلسطين دفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف».
ووفقا لمصادر مطلعة فان المرحلة المقبلة ستحمل الكثير من التطورات بعد سقوط كل الخطوط الحمر، ما يعزز الاعتقاد باننا اما منعطف جديد في الحرب المفتوحة مع العدو.
جيش العدو: ايام صعبة تنتظرنا
ورغم نشوة العدو الاسرائيلي بما قام به لم تخف قيادتة السياسية والعسكرية خشيتها مما ستحمله الايام المقبلة وقال الجيش الاسرائيلي «نحن في حالة تأهب قصوى على مدار الساعة، وهناك ايام صعبة تنتظرنا وهذا سيستغرق بعض الوقت».
ونقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مصادر عسكرية ان الجبهة الداخلية اجرت تغييرات في توجيهاتها بما يشمل مدنا في وسط الكيان الاسرائيلي.
واذاعت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن اجراءات عديدة منه فتح الملاجىء في تل ابيب ومناطق عديدة على بعد اكثر من مئة كيلومتر من الحدود اللبنانية الجنوبية.
التورط الاميركي في اغتيال نصرالله
ووفقا للتقارير التي اوردتها الوكالات فان ما احدثه العدوان الاسرائيلي الهمجي واستشهاد السيد نصرالله وما يمثله فان ارتدادات هذا الزلزال ستكون كبيرة على مستوى المنطقة، لا سيما ان الحديث الذي كثر قبل العدوان الاخير عن حل دبلوماسي ووقف نار مؤقت انكشف زيفه بعد هذا الاستهداف الخطير بغطاء اميركي كامل.
ورغم محاولة الادارة الاميركية من الرئيس بايدن ووزيري الدفاع والخارجية التنصل من مسؤولية ما جرى ويجري، فان الوقائع والشواهد تؤكد التورط الاميركي الكبير في هذا العدوان من خلال تزويد العدو بمزيد من القنابل الفتاكة والسلاح والمعلومات الاستخبارية.
وفي هذا السياق ذكر موقع اكسيوس الاميركي نقلا عن مسؤول اميركي قوله «نحن لم نوقف تبادل المعلومات الاستخبارية مع اسرائيل».
ونقل الاعلام الرسمي الايراني عن الرئيس الايراني مسعود بزشكيان «ان اميركا لا يمكنها انكار التواطؤ في مقتل السيد نصرالله».
حزب الله يقصف المدن
الكبرى حتى تل ابيب
وعلى الصعيد الميداني ورغم شراسة العدوان والضربات الموجهة واصل حزب الله امس قصف المدن والمستوطنات والموقع العسكرية والحيوية الاسرائيلية بعشرات الصواريخ المتوسطة وعدد من الصواريخ الثقيلة، وطاولت ضرباته تل ابيب التي استهدفت بصاروخ باليستي وبصاروخين مماثلين استهدفت مستوطنات اسرائيلية عل بعد حوالي مئة كيلومتر من الحدود اللبنانية.
وتساقطت الصواريخ في عكا وحيفا وصفد وعلى مطارات ومواقع عسكرية في محيطها، كما تجاوزت صواريخ اخرى الدفاعات الجوية الاسرائيلية وسقطت في العديد من المستوطنات الشمالية. واشتعلت النيران في كثير من المناطق واصيبت مبان عديدة في مناطق مختلفة وافيد عن وقوع اصابات عديدة.
وبلغ عدد الصواريخ التي اطلقها حزب الله امس حتى المساء حوالي مئة صاروخ، وبقيت صفارات الانذار تدوي بشكل متواصل في اكثر من مئة مدينة ومستوطنة.
وعكس رد حزب الله الاولي قدرته على التحكم والسيطرة رغم الضربات المؤلمة التي تعرض لها.
ومساء دوت صفارات الانذار في تل ابيب الكبرى وفوق مطار بن غوريون، واعلن جيش العدو التصدي لصاروخ باليستي مصدره اليمن، وهرع الاسرائيليون في المطار والمدينة الى الملاجىء.
وذكرت وسائل الاعلام ان الصاروخ وصل الى سماء تل ابيب بعد وصول رئيس حكومة العدو نتنياهو من نيويورك الى المطار.
غارات عنيفة على الضاحية
والجنوب والبقاع
وواصل طيران العدو غاراته العنيفة مستهدفا عشرات المدن والبلدات في الجنوب والبقاع، ونفذ ايضا عددا من الغارات امس على الضاحية الجنوبية بعد ليلة مجنونة من الغارات الهمجية عليها اول امس والتي تجاوز عددها الثلاثين غارة.
وادت هذه الغارات الى مجازر في بلدات عديدة في الجنوب والبقاع منها في البيسارية وشمسطار والخضر وسقط شهيدان وعدد من الجرحى في استهداف بناية سكنية في الشياح.
وذكرت اذاعة جيش العدو انه جرى استهداف قياديين في حزب الله في الضاحية، وثالث من الصف الثاني لم يعرف مصيره.
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان جيش العدو عزز قواته على الحدود الشمالية بلوائي احتياط، وصرح ضباط كبار بان العملية البرية غير مستبعدة وممكنة.
مجلس الوزراء لمعالجة حاجات النازحين
وحداد رسمي على الشهيد نصرالله
عقد مجلس الوزراء جلسة طارئة مساء امس واتخذ سلسلة من التدابير لتوفير المعالجات الصحية والاجتماعية والانسانية للنازحين جراء العدوان الاسرائيلي.
وفي مستهل الجلسة دعا الوزراء الى الوقوف وقفة صمت حدادا على روح الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله، وشدد على التضامن بين اللبنانيين «لان اهداف العدو الاسرائيلي ضرب هذه الوحدة التي طالما شكلت السلاح الاقوى في مواجهة مخططاته الاجرامية». ودعا الى وضع الخلافات السياسية جانبا لكي نلتقي جميعا على ما يحمي لبنان».
وقال «ذهبنا الى الامم المتحدة للتوصل الى حل، لكن العدو ذهب بنية الغدر والتخطيط لمزيد من المجازر».
من جهة اخرى اصدر ميقاتي مذكرة باعلان الحداد الرسمي على الشهيد نصرالله ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء.
ردود محلية ودولية
وتوالت ردود الفعل على اغتيال سماحة السيد نصرالله.ونعت هيئة الرئاسة في حركة امل الشهيد واعتبرت «ان خسارة قامة فذة وشجاعة بحجم ساحة السيد خسارة لن تفت من عضد المقاومين في مواصلة الدرب انتصارا للحق ودفاعا عن لبنان».
وقال الرئيس سعد الحريري ان اغتيال نصرالله «ادخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة، انه عمل جبان مدان من قبلنا جملة وتفصيلا، وتبقى في هذه المرحلة البالغة الصعوبة وحدتنا وتضامننا الاساس».
وقال الاستاذ وليد جنبلاط «ان السيد نصرالله ورفاقه انضموا الى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين».
وقال الرئيس ميشال عون انه باستشهاد سماحة السيد نصرالله يفقد لبنان قائدا مميزا وصادقا قاد المقاومة الوطنية على دروب النصر والتحرير.
وقال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية «رحل الرمز وولدت الاسطورة وتستمر المقاومة».
كما نعت حركة حماس وفصائل فلسطينية السيد الشهيد.
ودانت وزارة الخارجية الروسية بشدة اغتيال نصرالله، محملة اسرائيل المسؤولية الكاملة عن العواقب المأساوية التي يمكن ان يؤدي اليها اغتيال زعيم حزب الله في المنطقة.
واكدت الخارجية الايرانية في نعيها نصرالله «ان المسار المجيد للقائد سيستمر وسيتحقق هدفه بتحرير القدس».
خامنئي: حزب الله والمقاومة
ستحدد مصير المنطقة
وبرزت امس الرسالة الشديدة التي وجهها المرشد الايراني اية الله علي خامنئي حول العدوان الاسرائيلي اكد فيها «ان على المجرمين الصهاينة ان يعلموا انهم اصغر بكثير من ان يلحقوا اذى مهما بالبنية القوية لحزب الله اللبناني».
وقال «كل قوى المقاومة في المنطقة مع حزب الله وتدعمه. ان مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله المنتصر». وختم «سيجعل لبنان العدو المعتدي الشرير والجبان نادما ومن الواجب على جميع المسلمين ان يقفوا بامكاناتهم الى جانب شعب لبنان وحزب الله المنتصر».
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع «ان ايران على اتصال دائم بحزب الله وحلفائها الاقليميين الاخرين لتحديد الخطوة التالية».
الامم المتحدة: التصعيد الاخير كارثي
وقال منسق الامم المتحدة في لبنان عمران رضا ان التصعيد الاخير في لبنان اقل ما يمكن وصفه هو انه كارثي.
واضاف «نشهد فترة هي الاكثر دموية في لبنان منذ جيل».
وأعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه ان الوضع في لبنان «في غاية الخطورة «، مبديا قلقه حيال سلامة الفرنسيين في هذا البلد.
الشرق الأوسط
قال الرئيس جو بايدن أمس إن مقتل زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في ضربة جوية إسرائيلية هو «قسط من العدالة لكثير من ضحاياه» ومنهم آلاف المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين، بحسب ما قال.
وشدد بايدن على أن أميركا تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه «حزب الله» و«حماس» والحوثيين وأي «جماعات إرهابية أخرى» مدعومة من إيران. وقال إنه وجّه وزير الدفاع لويد أوستن بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان وتقليل مخاطر التحول إلى حرب شاملة بالمنطقة، مشدداً على «أن هدفنا هو خفض التصعيد في الصراعات الحالية سواء في غزة أو لبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية». وقبل ذلك،
وقبل ذلك، عبّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، (السبت)، عن دعمه الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس في مواجهة «الجماعات الإرهابية» المدعومة من إيران.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن تحدّث مرتين، الجمعة، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن الأحداث في لبنان، موضحة أن الوزير الأميركي قال إن واشنطن مستعدة لحماية قواتها ومنشآتها في المنطقة وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل.
وصدر الموقف الأميركي بعد ساعات من تأكيد «حزب الله» مقتل أمينه العام حسن نصر الله، في الضربة الجوية التي نفّذتها إسرائيل، يوم الجمعة، على مقر القيادة المركزية للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.
مخاوف من توسّع الصراع
ونقلت محطة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قولهم إن مقتل نصر الله أدى إلى تأجيج المخاوف بشكل كبير من نشوب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، وهو الاحتمال الذي سعت إدارة الرئيس جو بايدن بشدة منذ أشهر لمنعه.
لكن مسؤولاً غربياً كبيراً، لم تفصح عن هويته، قال للمحطة: «لا أرى كيف لا يتسع نطاق هذا الأمر قريباً».
وحسب المسؤول الكبير السابق في الشرق الأوسط في وزارة الدفاع، ميك مولروي، كانت الضربة أيضاً إشارة واضحة إلى استعداد إسرائيل للمخاطرة بصراع أوسع نطاقاً، وأنها لم تكن قريبة من قبول اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، ومن غير المرجح الآن أن يكون «حزب الله» مهتماً بالمفاوضات.
إيران تشعر بالقلق
وقال مسؤول عسكري أميركي: «هناك بعض الدلائل على أن إيران قد شعرت بالقلق بالفعل بشأن درجة الضرر الذي ألحقته إسرائيل بـ(حزب الله)، أقوى الميليشيات التابعة لها وأكثرها قدرة في المنطقة». وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستتدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك «خسارة (حزب الله)»، بعدما أدت التأثيرات المجمعة للعمليات الإسرائيلية ضده إلى إخراج مئات المقاتلين من ساحة المعركة. وأضافت «سي إن إن» أن المسؤولين الأميركيين قدّروا منذ فترة طويلة أن القيادة العليا لـ«حزب الله» أرادت تجنّب حرب شاملة مع إسرائيل، حتى مع اشتداد القتال في الأشهر الأخيرة، لكن مقتل نصر الله مختلف تماماً.
«حزب الله» سيرد
ووفقاً للمسؤول الاستخباراتي الكبير السابق، جوناثان بانيكوف، فإنه من المؤكد تقريباً أن «حزب الله» سيرد، ومن المرجح أن تلعب إيران دوراً. وقال بانيكوف: «من المرجح أن يكون الرد كبيراً بما يكفي لارتفاع احتمالات أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق». وأضاف أن قيادة «حزب الله» دأبت منذ مدة طويلة على التحريض على لعب دور أكبر في القتال ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهي الآن تخاطر بفقدان شرعيتها في أعين مقاتليها ومؤيديها إذا لم تقدم رداً قاسياً على مقتل زعيمها.
شنكر: لحظة أمل نادرة
وتعليقاً على مقتل زعيم «حزب الله»، قال ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، إن «نصر الله ورعاته الإيرانيين هم من طلبوا هذه الحرب ضد إسرائيل». وأضاف في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن نصرالله «كان بإمكانه أن ينهيها في أي وقت، لكنه اختار ألا يفعل ذلك. ومع موته فقد جر لبنان مرة أخرى إلى مواجهة مدمرة أخرى مع إسرائيل».
وحول لبنان، قال شنكر «إنها لحظة أمل نادرة، الأمل في أن تتمكن النخبة السياسية من اغتنام الفرصة لإعادة تنشيط الدولة وإعادة التوازن إلى السياسة بعيداً عن هيمنة حزب الله المستمرة منذ عقود. لكن بالنسبة لإيران، فهذه ضربة هائلة. خلال العام الماضي، شهدت وكيلها الفلسطيني، «حماس» في غزة، يشن حرباً ويخسرها أمام إسرائيل، مما تسبب في معاناة إنسانية هائلة للفلسطينيين. والآن، شهدت الجمهورية الإسلامية تدهور جوهرة التاج لوكلائها. لقد فقدت إيران مستشارها الجهادي الرئيسي. وكان نصر الله، فعلياً، بديلاً لقاسم سليماني».
آرون ديفيد ميللر
إلى ذلك، قال آرون ديفيد ميللر، الباحث البارز ونائب رئيس معهد كارنيغي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية «توضح لي من حيث المبدأ أن جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء نتنياهو استنتجا أن التهديد الاستراتيجي الحقيقي لا يتمثل في حماس في الجنوب، لكنه يكمن في الشمال (مع لبنان). وأعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي توصل إلى هذا الاستنتاج واستغل أن الكنيست في عطلة، وأن الانتخابات الأميركية أمامها أسابيع، ولذلك فإن قدرة الولايات المتحدة على فرض عقوبات أو تقييد قدرات إسرائيل أو وضع شروط على المساعدات العسكرية الأميركية قد تثير انزعاجاً كبيراً، وهذا ما يعطي نتنياهو فرصة للمناورة من الآن وحتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)»، موعد الانتخابات الأميركية.
ويضيف الباحث البارز الذي عمل مفاوضاً في إدارات أميركية عدة، أن الانتخابات الأميركية تحتل مكانة بارزة في حسابات نتنياهو وهي أيضاً تحتل مساحة بارزة ومفهومة في حسابات إدارة بايدن، و«أسوأ شيء بالنسبة لهذه الإدارة وللمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس هو اندلاع حرب شاملة الآن وحصول تصعيد إسرائيلي ضد (حزب الله). من السهل تخيّل أن الولايات المتحدة يمكن أن تنجر إلى هذه الحرب، ولذا فإن الأمر محفوف بالمخاطر بالنسبة إلى الإدارة الأميركية». ويرى ميللر أن اغتيال حسن نصر الله لن يكون نهاية فصل أو بداية قصة جديدة، لأن إسرائيل تواجه حالياً ثلاث جبهات وحرب استنزاف، واحدة مع حماس وهي الأقل في الأهمية الاستراتيجية، والثانية مع «حزب الله» التي ستستمر بشكل ما، أما الثالثة فهي مع إيران و«من ثمّ لن تنتهي هذه الحروب في وقت قريب ولا توجد نهايات دبلوماسية لها». ويقول: «لقد أصدر حزب الله تهديدات كثيرة باستهداف إسرائيل. والسؤال الآن هل سيتراجعون عن القيام برد فعل انتقامي هائل؟ ويجب أيضاً أخذ الرأي العام اللبناني في الاعتبار لأنه المتأثر بالضربات الإسرائيلية، وفي اعتقادي أن حزب الله سيلجأ بمرور الوقت إلى استخدام القوة الناعمة».
وحول رد الفعل الإيراني، يضيف ميللر: «الإيرانيون في مأزق، فهم لا يريدون أن يروا وكيلهم الرئيسي في الصراع العربي الإسرائيلي يُغتال بهذه الطريقة، وفي الوقت نفسه لا يريدون أن ينجروا إلى مواجهة مستمرة مع إسرائيل - وهذا يتضمن أيضاً الولايات المتحدة - بما يؤدي إلى ضربات على الجيش الإيراني وربما على منشآتهم النووية».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا