افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 11 اكتوبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 11 24|08:04AM :نشر بتاريخ
"النهار":
لم يكن الصدام العلني الأول المباشر بين إسرائيل والقوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل”، منذ شرعت إسرائيل في عملياتها البريّة عبر الحدود الجنوبية تطوراً عادياً، بل شكل المؤشر الأخطر الى احتمالين: الأول مضي إسرائيل في محاولاتها المتقدمة للاندفاع نحو تكثيف توغلاتها في الجنوب، الأمر الذي ترجمته في الاعتداء المتعمد على اليونيفيل بقصد “تطفيشها” ربما. والثاني اختبار الإرادة الدولية أمام خطر اتساع الحرب علماً أن مؤشرات هذا الاتساع تمددت ميدانياً بشكل بالغ الخطورة أمس مع تبادل عمليات القصف الصاروخي البعيد المدى وكثافة الغارات الجوية.
وفي تصعيد إسرائيليّ جديد، أغارت الطائرات الإسرائيلية على أحياء مدنية في العاصمة بيروت للمرة الأولى بعد غارتين سابقتين استهدفت فيهما قيادات الجبهة الشعبية في الكولا ومقر الهيئة الصحية الإسلامية في الباشورة، واستهدفت الغارات الجديدة محيط منطقة رأس النبع، في طلعة النويري تحديداً ومنطقة البسطة. وأدت الغارات إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات استهدفت مسؤول الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا.
وجاءت هذه التطورات لتضفي مشهداً قاتماً على سيناريوهات التطورات الحربية المقبلة إذ استبقت جلسة لمجلس الأمن الدولي انعقدت ليل أمس (بتوقيت بيروت) للبحث في الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، ولكن من دون أي آمال لبنانية جدية في إمكان أن يُسفر تحريك فرنسا لمجلس الأمن عن أي نتيجة عملية من شأنها أن تلجم التصعيد المتدحرج في لبنان.
وفي ما يشبه الاستنفار الأوروبي المكثف استدعت إيطاليا سفير إسرائيل بعد إطلاق النار على “اليونيفيل” في لبنان، كما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أن فرنسا وإيطاليا ستطلبان اجتماعاً للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّض قوات اليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي. واعتبر وزير الدفاع الإيطالي أن إطلاق إسرائيل النار على قواعد اليونيفيل “أمر غير مقبول على الإطلاق ويخالف القانون الدولي بشكل واضح”، مؤكداً أن “الهجوم على هذه القواعد لم يكن حادثاً أو خطأ”.
كما أن المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اعتبر أن قصف إسرائيل لقوات حفظ السلام “تجاوز آخرَ خطير في لبنان”، ودان “الاستهداف غير المبرر لليونيفيل”، مؤكداً “أننا ندعم اليونيفيل ومهمتها بتفويض من مجلس الأمن”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كشف أن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، “بهدف السعي مجدداً إلى وقف اطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وقال إن “هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف احياء الاعلان الخاص بوقف اطلاق النار لفترة محددة لكي يصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية”. وأوضح “أننا عبرنا مجدداً خلال الاتصالات الدبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام إسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي الذي يتسبب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة، وهذا أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية”. ودعا ميقاتي مجلس الوزراء إلى جلسة اليوم لعرض التطورات الحاصلة علماً أن تطوراً أمنياً برز عبر المشكلات الأمنية التي تحصل في عدد من المناطق مع النازحين، وطلب ميقاتي من وزير الداخلية بسام مولوي دعوة مجلس الأمن المركزي إلى الانعقاد لبحث الملف برمته. وبالفعل وخلال ترؤسه الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن المركزي كشف مولوي أن خيماً نصبت وكان هناك محاولة لبناء غرف باطونية على كورنيش بيروت البحري “وهذا أمر لا يمكن القبول به”، مؤكداً أننا “بحاجة لمراكز إيواء أكبر في العاصمة”. ولفت إلى أن “الأملاك العامة هي صورة الدولة ولن نقبل بالتعدي عليها ولن نسمح أيضًا بالتعدي على الأملاك الخاصة والقوى الأمنية ستقوم بواجباتها بالطريقة اللازمة”.
الاعتداء على اليونيفيل
أما ميدانياً، فحصل تصعيد خطير تمثل في استهداف الجيش الإسرائيلي لبرج حراسة قوات اليونيفيل في المقر العام في رأس الناقورة. وصدر بيان عن “اليونيفيل” أشار إلى حصول “توغلات من إسرائيل إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى. واشتبك جنود الجيش الإسرائيلي مع عناصر “حزب الله” على الأرض في لبنان. كما تعرّض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بشكل متكرر. وهذا الصباح (أمس) أصيب جنديان من حفظة السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسبّبت في سقوط الجنديين. كما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات.
كما شوهدت طائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلّق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة. وبالأمس، أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار عمداً على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها. كما أطلقوا النار عمداً على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، ما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال”. وأضاف “أننا نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. إن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701. إننا نتابع هذه المسائل مع الجيش الإسرائيلي”. ولاحقاً أكد المتحدث باسم اليونيفيل أن عمليات الاستهداف كانت على الأرجح مقصودة.
في غضون ذلك، نفذّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدات الخيام وعيتا الشعب وبلدة المعشوق شرق صور وبلدة محرونة التي أدت إلى استشهاد 5 أشخاص. أما بقاعاً، فشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة حوش السيد الحدودية مع سوريا والتي يوجد بقربها حاجز للجيش اللبناني ما أدّى إلى إصابة عدد من العسكريين وصفت إصاباتهم بالطفيفة وتحدّث مصدر عسكري لبناني عن إصابة 6 جنود. وشن الطيران غارة على سحمر وأخرى على الكرك أدت إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 17 اخرين بجروح.
من جانبه، أعلن “حزب الله ” في سلسلة بيانات أنه استهدف كريات شمونة بصلية صاروخية كبيرة. كما قصف تجمعاً للجنود الإسرائيليين في معيان باروخ برشقة صاروخية، وتجمعاً للجنود في بيت هلل في الجولان. وأعلن أنه استهدف تجمعاً للجنود في كفرجلعادي بصلية صاروخية وإستهدف دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة ما أدىّ إلى إحتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح”. كما أعلن استهداف قوة أثناء محاولتها سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية والاصابة مباشرة ومن ثم أثناء محاولتها مجدداً سحب الإصابات من الآلية المستهدفة في منطقة رأس الناقورة.
وأفادت وحدة إدارة مخاطر الكوارث أنه تم في الساعات الأربع والعشرين الماضية تسجيل 61 غارة جوية وقصف على مناطق مختلفة تركز معظمها على الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 9531 اعتداء. وأصدرت وزارة الصحة حصيلة الشهداء والجرحى خلال الساعات الـ24 الماضية حيث تم تسجيل 28 شهيداً و113 جريحاً ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء العدوان الى 2169 شهيداً و10212 جريحاً.
"الجمهورية":
فيما كان لبنان ينتظر اجتماع مجلس الأمن الدولي آملاً في خروجه بقرار يوقف إطلاق النار ويلجم العدوان الاسرائيلي، تواصل القصف الجوي مستهدفاً مدناً وبلدات وقرى جنوباً وبقاعاً، وقد طاول ليلاً محلتي النويري والبسطة في عمق بيروت التي تعجّ بالنازحين من مختلف مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، موقعاً 18 شهيداً و92 جريحاً حسب معلومات اولية، وتبين انّ المستهدف بهاتين الغارتين كان مسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا ولكنه نجا، حسب ما اكّد مسؤولون في الحزب لعدد من الوسائل الإعلامية.
وقال مصدر أمني لـ«الجمهورية»، انّ «لبنان سيدخل في مرحلة أشدّ سوداوية ، خصوصاً انّ عدونا لا يزال الآن في مرحلة تسجيل النقاط من دون تحقيق الأهداف، وإنجازاته التي يتغّنى بها هي القتل والاغتيال والدمار، ولم يحقق شيئاً من أهدافه المعلنة، وبالتالي سيستشرس اكثر لأجل الادّعاء انّه حقق الأهداف، وبالنسبة إليه لم تعد حربه جنوباً وشمالاً إنما انتقلت إلى النصف في تل ابيب، وهذا سيعقّد الأمور اكثر، وطالما انّ الصواريخ تتساقط طالما انّ الحسم سيبتعد، والخوف الأكبر هو إذا دخلنا مرحلة الفوضى مثل ما حصل في سوريا عام 2015، فسيكون هذا الأمر خطيراً جداً».
ورأى المصدر، انّ «حزب الله أعاد شيئاً من التوازن من خلال تماسك الجبهة على الجنوب، ولكن ليس إلى مستوى اجبار الطرفين على وقف الحرب، لأنّ نتنياهو لم يقبل بهذا الأمر، بعدما اعتقد انّه قضى على قوة الحزب، ولذا فإنّ المسار معقّد وصعب، بحسب المصدر، اقله حتى نهاية السنة وسنكون أمام مفاجآت كثيرة».
وقد صارح مرجع رسمي أحد زواره امس، بأن ليست هناك بعد بشائر جدّية لوقف إطلاق النار قريباً، «من دون أن يمنع ذلك من مواصلة المساعي وبذل أقصى الجهود الممكنة على كل الخطوط الديبلوماسية لمحاولة إنهاء العدوان الاسرائيلي في أقرب وقت ممكن على قاعدة تطبيق القرار 1701 بنحو متوازن من الجانبين اللبناني والاسرائيلي معاً».
ولاحظ المرجع، وفق ما نُقل عنه، انّه يبدو وكأنّ الغرب واميركا أعطيا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لا تزال سارية المفعول للسعي الى تحقيق أهدافه من الحرب التي يشنها على لبنان.
وعلى خط موازٍ للمساعي الأميركية، يراهن الفرنسيون على تتويج مساعيهم الديبلوماسية بالمؤتمر المقّرر عقده من أجل لبنان في باريس، في 24 الجاري، ويضمّ ممثلين عن اللجنة الخماسية والدول والجهات المانحة.
وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية»، إنّ جوهر التفكير الفرنسي هو إقناع لبنان بالموافقة على التطبيق الكامل للقرار 1701، ما ينتزع الذريعة من يد إسرائيل لمواصلة الحرب. ولكن، واقعياً، لم يتحقق من هذا الطرح، حتى الآن، سوى خطوة أولية هي إعلان «حزب الله» موافقته على وقف النار، بمعزل عن مسار الحرب في غزة.
ويعتبر الفرنسيون أنّ هذه الخطوة متقدمة، لكنها ليست كافية لإقناع الإسرائيليين بوقف الحرب. ووفق المصادر، فإنّ باريس ترى أنّ وقف الحرب يمكن أن يخلق مناخاً مناسباً لانطلاق المسار السياسي للحل في لبنان، لكن هذا الموقف يصطدم بموقف واشنطن التي تميل إلى مراعاة الطرح الإسرائيلي، أي الضغط على «حزب الله» حتى انتزاع اعترافه بالقرارات الدولية، أي الـ1701 والقرارات الأخرى ذات الصلة، قبل أي وقف للحرب.
وتخشى المصادر أن يؤدي هذا التباين إلى تطيير المؤتمر الذي تدعو إليه فرنسا، والذي من أجله كانت زيارة وزير خارجيتها جان نويل بارو لبيروت، أو إلى إفشاله في حال الانعقاد.
بري وميقاتي
ومجمل هذه التطورات عرضها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لقائهما امس. وقال ميقاتي امام زواره «إنّ الاتصالات الديبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي، بهدف السعي مجدداً الى وقف اطلاق النار، وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان». واضاف: «هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الامن، بهدف إحياء الاعلان الخاص بوقف اطلاق النار لفترة محدّدة، لكي يصار الى استئناف البحث في الحلول السياسية». وقال: «لقد عبّرنا مجدداً خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام اسرائيل بكل مندرجاته. كذلك شدّدنا على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي الذي يتسبّب بسقوط اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة، وهذا امر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية».
شروط اسرائيلية
في غضون ذلك، نسبت صحيفة «وول ستريت جورنال» الى مسؤولين أميركيين وعرب قولهم، إنّ إدارة الرئيس جو بايدن «تدفع نحو استخدام هجوم إسرائيل على «حزب الله» كفرصة لإنهاء هيمنة الجماعة المسلحة التي استمرت لفترة طويلة من خلال انتخاب رئيس لبناني جديد». وأكّدت أنّ «إدارة بايدن تسعى الى تشكيل حكومة لبنانية خالية من نفوذ «حزب الله» عقب الضربات الإسرائيلية».
وذكرت الصحيفة، انّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصل بزعماء قطر ومصر والمملكة العربية السعودية في الأيام الأخيرة لطلب دعم انتخاب رئيس لبناني جديد.
وأشارت، انّ المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين قال للمسؤولين العرب «إنّ إضعاف «حزب الله» بسبب الهجمات الإسرائيلية يجب أن يُنظر إليه على أنّه فرصة لكسر الجمود السياسي».
وإلى ذلك، نقل موقع «والا» العبري عن مصادر إسرائيليّة، أنّ رئيس «الموساد» ديدي بارنيع، سلّم رسالةً مهمّةً إلى رئيس وكالة المخابرات المركزيّة بيل بيرنز، تضمّنت شروطًا لوقف الحرب على لبنان. وأوضحت أنّ إسرائيل اشترطت لأيّ اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النّار مع «حزب الله» في لبنان، اتفاق تبادل للأسرى مع حركة «حماس» في قطاع غزة.
الموقف الإيراني
وفي غضون ذلك، قالت أوساط ديبلوماسية إيرانية لـ«الجمهورية»، انّ طهران تبذل جهوداً ديبلوماسية وسياسية مكثفة لوقف العدوان على لبنان.
ورأت الأوساط أنّ «لا أفق لنهاية العدوان الاسرائيلي على لبنان في المدى المنظور، في ظل استمرار الضوء الأخضر الأميركي لحكومة الاحتلال في المضي بعدوانها على لبنان وغزة، لمحاولة فرض ما يسمّى مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي تحدث عنه نتنياهو، لكن المؤكّد هو أنّ المقاومة ستصمد وتواجه العدوان في كافة الميادين، ولن تسمح للعدو بتحقيق أهداف العدوان ولا بفرض الشروط الإسرائيلية الأميركية، ولن نكون أمام مشهد 1982 بل سنكون أمام مشهد انتصار جديد يفوق أهمية انتصار تموز 2006».
«اليونيفيل»
وفي ظل استمرار تصدّي رجال المقاومة لمحاولات الاسرائيلية لتخطّي الحدود الجنوبية، اعلنت قوات «اليونيفيل» في بيان عن تعرّض مقرّها العام في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بنحو متكّرر، وانّ جنديين ايطاليين منها أصيبا بجروح صباح امس، بعدما أطلقت دبابة ميركافا اسرائيلية النار في اتجاه برج مراقبة في المقر.
واعتبر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، أنّ «ما قامت به اسرائيل تجاه الكتيبة الإيطالية جريمة حرب»، وقال في مؤتمر صحافي: «نريد ايضاحاً حول الموضوع، فقد كان هناك اعتداء صريح تمثل بإطلاق النار على الكتيبة الإيطالية وعلى كاميرات الأمان». وأضاف: «ليس لديّ معلومات كافية عن الحادث وانتظر الردّ الاسرائيلي. نحن هناك لتطبيق قرارات الامم المتحدة وخصوصاً الـ 1701، مع 40 دولة اخرى».
وقال رداً على سؤال عن سلاح «حزب الله»: «لبنان يمرّ بأزمة تلو الأخرى، والجيش اللبناني الذي نعمل معه لتطبيق قرارات الامم المتحدة يعاني ايضاً من الازمة التي قلّصت قدراته». وكان روسيتو استدعى في وقت سابق السفير الإسرائيلي في روما لـ «الاحتجاج بشدّة» على إطلاق النار على القوات الدولية.
وأفاد الوزير الإيطالي، بحسب بيان، أنّه «في وقت باكر هذا الصباح، تواصلت مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للاحتجاج وتذكيره بشكل صارم بأنّ ما يحدث قرب القواعد الإيطالية لليونيفيل في جنوب لبنان هو أمر غير مقبول بالنسبة إليّ وبالنسبة للحكومة الإيطالية».
وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أنّ «فرنسا وإيطاليا ستطلبان اجتماعاً للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّض قوات اليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان»، من جانب الجيش الإسرائيلي. فيما قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «ننتظر إيضاحات من السلطات الإسرائيلية»، مشدّدة على أنّ «حماية جنود قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام هي واجب على كل الأطراف في نزاع». ودانت الخارجية «أيّ تعدٍّ على سلامة قوة اليونيفيل».
"الديار":
لا «ضوء في نهاية النفق» حتى الان بغياب اي حراك دبلوماسي جدي يمكن التعويل عليه لوقف العدوان الاميركي- الاسرائيلي على لبنان الذي يهدف بحسب «الاوهام» الاسرائيلية الى «سحق» حزب الله وتغيير موزاين القوى في لبنان والمنطقة حتى لو استلزم ذلك الدخول في مواجهة مفتوحة مع ايران. وفيما اعتبر البيت الابيض امس ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ووصفت العملية في لبنان بانها محددة، وذلك في سياق اجهاض الجهود الدبلوماسية الاوروبية وخصوصا الفرنسية لتحقيق خرق مفترض، توسع نطاق المجازر الاسرائيلية ووصلت الى وسط مدينة بيروت حيث اغار الطيران الحربي مساء على مبنيين سكنيين في البسطة والنويري حيث سوي احد المباني بالارض، واصيبت شقة في المبنى الاخر، وسقط عشرات الشهداء واكثر من مئة جريح، وفيما زعمت اسرائيل استهداف رئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، اعلن حزب الله ان العملية فشلت وصفا بخير. وقبل ساعات على مجزرة في بلدة الكرك البقاعية حيث استشهد 8 مدنيين وجرح 18 آخرين اثر استهداف احدى المباني السكنية.
وبات واضحا، ان لدى الحكومة اليمينية المتطرفة اجندة تعمل على تطبيقها دون اي كوابح ولديها ما يكفي من الوقت اميركيا لتنفيذها، وما يعرقلها حتى الان نجاح حزب الله باستعادة توازنه بسرعة قياسية غير متوقعة، تجسدت بريا في المواجهات القاسية والصعبة على محاور القتال جنوبا، حيث تستنزف قوات الاحتلال يوميا بفعل تكتيكات مبهرة للمقاومة، فيما تعكس الرشقات الصاروخية المكثفة على المستوطنات نجاح الحزب في تحييد قدراته الصاروخية عن الاستهداف ما يضع قوات الاحتلال امام الخيار المر في توسيع نطاق الغزو البري ما يمنح حزب الله الفرصة للتفوق في الميدان الذي يعول عليه لتغيير مسار المواجهة المفتوحة على الكثير من المفاجآت والمواجهات الصعبة.
وفي هذا السياق، ارتفعت بالامس التكلفة اللوجستية والبشرية في صفوف قوات الاحتلال اثر مواجهات ضارية في العديسة وكفركلا وبشكل خاص في راس الناقورة امس حيث فشلت اربع محاولات لانقاذ دبابة ميركافا احترقت بمن فيها اثر استهدافها بصاروخ موجه، حيث امطر المقاومون آليات وافراد القوات الاسرائيلية بالاسلحة المناسبة واوقعوا في صفوفها عشرات القتلى والجرحى وشوهدت الاليات تحترق بمن فيها. في المقابل وصل التصعيد الاسرائيلي الى درجة شديدة الخطورة قبل ساعات من اجتماع مجلس الامن لمناقشة الحرب على لبنان، من خلال استهداف مقصود لقوات «اليونيفيل» في 3 مواقع حدودية ادت الى اصابة عنصرين بجروح، وقد اعلن المتحدث باسم القوات الدولية ان الاستهداف كان مقصودا على الارجح، واستدعت ايطاليا السفير الاسرائيلي للاحتجاج بعد ان وصف وزير الدفاع الايطالي ما حصل بالامس بانه غير مقبول على الاطلاق ويخالف القانون الدولي بشكل واضح ويشكل جريمة حرب محتملة. وامام خطورة الاستهداف اعلنت وزارة الجيوش الفرنسية ان باريس وروما ستطلبان اجتماعا للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّضها لاطلاق النار.
الذعر الاوروبي
ووسط ضعف اوروربي واضح، واذعان «لقضاء وقدر» اسرائيل، اصاب الذعر الدول المشاركة في قوات «اليونيفيل» على خلفية عدم تقديم جيش الاحتلال اي تبرير لهذا الاستهداف الخطير، ووفقا لمصادر مطلعة، ثمنت الدول المشاركة بالقوات الدولية موقف حزب الله الذي اعلن عدم استهداف القوات الاسرائيلية التي احتمت بمواقع «اليونيفيل» كي لا تتعرض اوراح الجنود للخطر، وطالبت قوات الاحتلال بابتعاد الجنود عن مواقعها، لكن الرد جاء باستهداف مباشر، ودون سابق انذار، ودون اي مبرر عسكري حيث لا يوجد اي من عناصر حزب الله في محيط تلك المواقع.
لماذا استهداف «اليونيفيل»؟
وفيما طالب مندوب اسرائيل في الامم المتحدة «اليونيفيل» الانسحاب 5 كلم شمالا، تتخوف الدول المشاركة في هذه القوات من غياب الضمانات الجدية من قبل الحكومة الاسرائيلية لحماية جنودها ومواقعهم، وهذا ما سيتطلب اعادة النظر بخريطة انتشارهم كخطوة متقدمة لاحتمال سحبهم من مناطق القتال وربما من الحدود الجنوبية. وهو ما تعتقد مصادر لبنانية رسمية انه هدف تسعى اليه اسرائيل التي تحضر الى تصعيد خطير ولا تريد شهودا دوليين على الارض، ولهذا تسارعت الاتصالات بالامس مع الدول المعنية التي ابدت حرصها على الابقاء على مشاركتها في هذه القوات، اقله في ظل الظروف الراهنة، لكن لا توجد اي ضمانة بان يبقى الحال على ما هو عليه اذا ما تمادت القوات الاسرائيلية باعتداءاتها، وعندها قد تضطر تلك الدول الى تحييد عناصرها عن ساحة المعركة خصوصا انها لا تملك اي تفويض للتصرف تحت البند السابع، ووجودها القانوني يبقى وفقا للبند السادس الذي لا يخولها الدخول في اشتباك.
كيف استهدفت «اليونيفيل»؟
وكان جيش الاحتلال استهدف برج حراسة لقوات الطوارئ الدولية في المقر العام في منطقة رأس الناقورة، واكدت «اليونيفيل» تعرض مواقع مجاورة ايضا للقصف بشكل متكرر. وقد أصيب جنديان بعد أن أطلقت دبابة ميركافا النار باتجاه برج مراقبة في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين. كما أطلق جنود الاحتلال النار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات. كما شوهدت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة. كما أطلق جنود الاحتلال النار عمداً على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها. كما أطلقوا النار عمداً على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، مما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال. ودعت قوات «اليونيفيل» الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. ولفتت الى إن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701.
تشاؤم غربي
في غضون ذلك، عبرت مصادر دبلوماسية غربية امام شخصيات لبنانية رسمية عن تشاؤم استثنائي حيال المرحلة المقبلة في ظل انسداد الافق امام اي حوار مع حكومة اليمين المتطرفة في اسرائيل والتي ترى انها امام فرصة تاريخية للتخلص من «اعدائها» في المنطقة، ولهذا فهي ليست في وارد التراجع عن خططها الموضوعة في الادراج منذ مدة، ويجري تنفيذها تباعا،حيث لم يبلغ التصعيد ذروته بعد في ظل اعجاب اميركي بالادارة الاسرائيلية للحرب ومنح حكومة اليمين الوقت الذي تحتاجه لاتنفيذ المهمة..
ماذا تخطط اسرائيل؟
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «معاريف» عن ماهية المهمة وحقيقة ما يدور في ذهن القيادات السياسية والامنية الاسرائيلية ورجحت ان تكون المواجهة مع إيران خيارا حتميا لا ينبغي الامتناع عنه. ولفتت الى ان الامر يتعلق باحداث تغيير جوهري في الشرق الأوسط، يجعل إسرائيل حقيقة ناجزة في نظر جيرانها ويدفع قدماً بإنهاء النزاع في المنطقة وفق شروطها. اما لماذا الآن؟ لان المعادلة تغيرت بحسب اعتقاد اسرائيل بعد الهجمات على لبنان في الأسبوعين الأخيرين. ولان الوضع الجديد، المميز، لن يبقى هكذا أبداً، فيجب استغلاله حتى النهاية.
سحق حزب الله؟
وتعتقد القيادة الاسرائيلية الحالية انها نجحت في» سرقة الأوراق». وهي مقتنعة بان هجوم الجيش الإسرائيلي «المدهش» في لبنان ينطوي على بشرى ممكنة لتصفية هذا «المحور الخطير». وهذا لن يحصل إلا بالتصميم على الحرب. ولهذا فان اسرائيل تصر على مواصلة القتال في لبنان دون خوف، حتى الوصول إلى ترتيب يتضمن نوعاً من اتفاق سلام مع لبنان، لا يضعف حزب الله بل يسحقه على نحو كامل. وبرايها فان الفرصة متاحة، فإيران لا تملك الآن سلاحاً نووياً، وحزب الله تم اضعافه. وهاتان الحقيقتان تضعان إسرائيل في النقطة الزمنية الحالية في تفوق واضح على إيران التي ستصبح نووية بعد سنتين ومعززة بحزب الله «المرمم».
اليهود والشرق الاوسط!
ولا يتوقف «الطموح» الاسرائيلي عند اي حد، ووفق «معاريف»،فان اسرائيل تخوض هذه الحرب تحت عنوان «الازدهار والسلام» في المنطقة، وهي ستستقبل بأذرع مفتوحة في الشرق الأوسط، وسيكون هناك اعتراف بالارتباط التاريخي لليهود في البلاد، وسيتم الاعتراف بحق الشعب اليهودي في إقامة سيادة في الشرق الأوسط». ولهذا لا يجب الامتناع عن حرب إقليمية بأي ثمن. اما إذا ارتكب الإيرانيون الخطأ وقرروا الرد، فستكون لاسرائيل فرصة لمرة واحدة، براي الصحيفة، بان تهاجم المحور وتضعفه، وتعطي أملاً لما اسمته المحور المعتدل في الشرق الأوسط».
من جهتها، تقر مصادر مقربة من حزب الله بان اهداف الحرب الاسرائيلية هذه المرة ليست تكتيكية وانما استراتيجية وتهدف الى تغيير وجه المنطقة، وترتيب الشرق الاوسط الجديد وفقا لشروط اذعان واشنطن وتل ابيب، لكن هذه الاوهام لن تصبح حقيقة بسبب الحسابات الاميركية والاسرائيلية الخاطئة المبنية على الاستعجال في استنتاج التمكن من اضعاف حزب الله ومحاصرة ايران. وتدعو تلك المصادر الى مراقبة الميدان جنوبا، وفي الاقليم ايضا، وعندها سيكتشف كل من يراهن في الداخل اللبناني وفي الخارج على ضعف المقاومة انه يعيش «نشوة» انتصار كاذبة لن تدوم طويلا.
تكتيكات المقاومة
في هذا الوقت، وسعت قوات الاحتلال من دائرة استهدافاتها وشنت غارتين في بيروت على مبان سكنية في النويرة والبسطة، زاعمة استهداف رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا الذي اعلن حزب الله لاحقا انه بخير. فيما ارتكبت مجرزة بحق المدنيين في بلدة الكرك في زحلة حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى. من جهتها تعتمد المقاومة في المواجهة على 3 مسارات متوازية، ووفقا لمصدر ميداني، قسمت المهام على القوات المقاتلة حيث يعمل جزء منها على صد قوات الاحتلال المتقدمة، والقسم الآخر يقوم بتوجيه ضربات للقوات المحتشدة خارج الحدود، فيما تتولى وحدة الصواريخ دك المستوطنات القريبة والبعيدة. وقد جرى بالامس استهداف 5 آليات مع عناصرها. وجرى صد العديد من التوغلات على اكثر من محور. وفي بعض النقاط استعملت مواقع قوات «اليونيفيل» كدروع بشرية وخصوصا في ميس الجبل.
القلق الاسرائيلي من الفشل
في هذا الوقت، بدات الاصوات ترتفع داخل كيان العدو مطالبة بتفسيرات حول الفشل في منع سقوط صواريخ حزب الله في المستوطنات، ولفت عدد من المعلقين وفي مقدمتهم المحلل العسكري الون بن ديفيد الى ان حجم الرشقات الصاروخية اظهر قدرة حزب الله على ادراة المعركة، وتبين انه لا يمكن حماية كريات شمونة وغيرها من المدن لان الحزب قادر على اطلاق كمية كبيرة من الصواريخ التي لايمكن اعتراضها وهذا يفسر سقوط 40 صاروخا في امكان مختلفة في كريات شمونة، وقال بن ديفيد «عدنا الى ما قبل توسيع العملية العسكرية في لبنان واستعاد حزب الله كفاءته وهو ينجح في تحدي القبة الحديدية وصواريخه تصل الى كل مكان». ومن هنا دعا البعض الى الذهاب الى وقف النار والقبول بتسوية سياسية لان حزب الله ارسل «رسالة» واضحة انه ما يزال قادرا على القتال لفترة طويلة.
عمليات وغارات
واستهدف حزب الله مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية كبيرة. كما قصف تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في معيان باروخ برشقة صاروخية، واستهدفت المقاومة أيضاً تجمعاً لجنود إسرائيليين في بيت هلل في الجولان، وكذلك تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في كفرجلعادي بصلية صاروخية».وشن الطيران الاسرائيلي امس، سلسلة غارات على بلدة البازورية في قضاء صور واستهدف بصاروخ وسط بلدة دبين. وسجلت غارة على ميفدون تسببت بسقوط ضحايا واصابات...ايضا، استهدفت غارة بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي . ونفذ الطيران سلسلة غارات على بلدتي الخيام وعيتا الشعب. كما استهدفت غارة منزلا في بلدة المعشوق شرق صور واخرى بلدة محرونة ما ادى الى استشهاد 5 اشخاص. اما بقاعا، فشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة حوش السيد الحدودية مع سوريا والتي يوجد بقربها حاجز للجيش اللبناني ما أدّى إلى إصابة عدد من العسكريين وصفت إصاباتهم بالطفيفة. وتحدّث مصدر عسكري لبناني عن إصابة 6 جنود جراء الغارات قرب حاجز الجيش. كما تعرض محيط مدينة الهرمل الى عدد من الغارات. وشن الطيران غارة على سحمر.
الضمانات والنفاق الاميركي
في هذا الوقت، حذرت مصادر سياسية من النفاق الاميركي، ولفتت الى ان ما حكي عن «اتفاق شفهي»بين واشنطن وكيان الاحتلال للتقيّد بخطوط حمر تشمل تحييد المطار والطريق المؤدي اليه، والبنى التحتية ،والجيش ومواقعه،ومؤسسات الدولة، لا يمكن البناء عليه على المدى الطويل، لانه لا توجد اي ضمانات بهذا الشان خصوصا اذا ما تعثرت الخطط البرية الاسرائيلية، ولهذا فان الحكومة تتعامل مع هذا الملف على طريقة «المياومة» ولا خطط واضحة «لليوم التالي».
الوضع الامني ممسوك
داخليا، بدا تطبيق الخطط العملانية لمنع الفوضى الداخلية، ونجحت القوى الامنية في ضبط الوضع الامني باجراءات معلنة واخرى بعيدة عن الاضواء، وجرى نشر عناصر قوى الأمن في بيروت بمهمة حفظ الأمن والنظام ووضعت بجهوزية تامة للاستجابة لأي حالة طارئة على الأراضي اللبنانية ولاسيما أماكن تواجد النازحين. ووفقا لمصادر متابعة لا خوف حتى الان خروج الاحداث المتفرقة عن السيطرة وقد تمكنت الاجهزة الامنية من استعادة زمام المبادرة واستيعاب حركة النزوح غير المسبوقة، وثمة قرار امني – سياسي على اعلى المستويات بالضرب بيد من حديد لمنع اي محاولة للعبث بالامن الداخلي، وقد بدأ المواطنون يلمسون تل الاجراءات على الارض.
ضغوط اميركية ..وترحيل!
في هذا الوقت، وبعد ضغوط اميركية رحلت السلطات الأمنية- السياسية الصحافي الإسرائيلي يشوع تارتاكوفسكي الذي اعتقل أمس الاول في بيروت بتهمة التجسس، وقالت صحيفة «إسرائيل هيوم» الاسرائيلية إنه تم ترحيل تارتاكوفسكي من لبنان إلى الولايات المتحدة بعد «تدخل» أميركي،وكان تارتاكوفسكي دخل لبنان قبل نحو أسبوعين بجواز سفر بريطاني، لكنه أثار الشكوك وتم اعتقاله بعد العثور على هوية إسرائيلية بحوزته وتشير حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها بيروت!
"اللواء":
السؤال الخطير: لماذا تمعن اسرائيل بطائراتها الأميركية الصنع من طراز «اف35»، وطائرات الاستطلاع والمسيرات بقصف بيروت عاصمة لبنان، الدولة والمجتمع والنظام؟ وإلامَ يصمت النظام العالمي عن الجرائم المتمادية من الجنوب الى الضاحية والبقاع وبيروت، التي لقنت العدو الاسرائيلي عام 1982 درساً لم ينساه على ما يبدو، أمام ضربات رجال المقاوم آنذاك؟
وهل تدمير مقومات الحياة، وإثارة القلق والهلع لدى المواطنين الآمنين يمنع سقوط جنودها وضباطها على أرض المعارك البرية على طول الحدود مع الجنوب؟
اسئلة تلو الاسئلة، والكل ينتظر هذا الرهان أو ذاك، وسط تفلت اسرائيل من أي ضوابط أو قواعد أو قوانين، وكأنها مجموعة من العصابات وليس «دولة ما تزال عضواً في منظمة الأمم المتحدة».
ففي بيروت، التي لم يفارق سماءها طيران الاستطلاع المعادي، تعرضت بعيد السابعة منطقة النويري إلى غارة مركزة على مبنى مؤلف من طبقات عدة.
وعلى الأثر، شهدت شوارع العاصمة حالة من الهلع، خاصة، وأن الضربة هناك، هي الثالثة من نوعها، بعد قصف الكولا والباشورة، وامس منطقة النويري.
وسقط 22 شهيداً و117 جريحاً حسب بيان وزارة الصحة.
كما استهدفت غارة مبنى في رأس النبع، وأدت الى تدمير مبنى كامل، أما الضحايا فكانت كبيرة.
إذاً، تجاوز العدو الاسرائيلي مجدداً كل المحرمات وشن غارتين على قلب العاصمة بيروت مستهدفاً في الاولى الطابقين الثاني والثالث من مبنى مؤلف من 8 طبقات في منطقة طلعة النويري. واستهدف في الغارة الثانية مبنى من 4 طبقات في منطقة البسطة التحتا شارع فتح لله وانهار بالكامل. وتضررت الابنية المجاورة.
واعلن اعلام العدو ان المستهدف في احدى الغارتين هو مسؤول هيئة الارتباط والتنسيق في حزب لله وفيق صفا لكن لم يتأكد ذلك بشكل فوري.. ولم يعلن من المستهدف من الغارة الثانية.
وخلافاً لما تردد، لا صحة للأنباء التي تم تداولها عن وجود الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي في المبنى المستهدف في بيروت.
وقال حجازي «للميادين»: إن الاحتلال يحاول بالقدر المستطاع الضغط على المقاومة.
وليلاً، اكد مصدر قيادي في حزب لله نجاة صفا من محاولة الاغتيال.
الحركة الدبلوماسية اما الحركة السياسية داخلياً، فما زالت اللقاءات الدبلوماسية تقتصر على التمنيات وتسجيل المواقف من دون اي مباردة دولية جديدة، كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الاتصالات الديبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي المقررة اليوم، بهدف السعي مجددا الى وقف اطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.
وقال امام زواره امس: هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الامن (في 24 تشرين الحالي)، بهدف احياء الاعلان الخاص بوقف اطلاق النار لفترة محددة لكي يصار الى استئناف البحث في الحلول السياسية.
اضاف : لقد عبرنا مجددا خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام اسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي الذي يتسبب بسقوط اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة، وهذا امر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية.
وتابع ميقاتي: ان العنف والقتل والتدمير لن يوصل الى حل ويجب الزام اسرائيل بوقف عدوانها المدمّر، لأننا نخشى اذا ما تطورت الامور، ان تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة باسرها.
وزار ميقاتي الرئيس نبيه بري، حيث تناول البحث لكافة المستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وملف النازحين. كما استقبل رئيس المجلس سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، جرى عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة إضافة الى دعم ومؤازرة قطر للبنان في مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي خاصة تأمين المساعدات الانسانية للنازحين.
وقال الرئيس بري: نعمل ليل نهار مع الرئيس ميقاتي للتوصل الى وقف اطلاق النار، و«هلق الموج عالي وبيدين بينزل والمصيبة يتخلق كبيرة، وبترجع تصغر».
واضاف: القرار الوحيد هو 1701، اما القرار 1559 فصار وراءنا وبتنذكر ما بتنعاد.
واشار ان الاميركيين يتواصلون معنا، ويقولون انهم مع الحل الا ان «الكلام كتير والفعل قليل».
وقال: ان تصعيد عمليات المقاومة ضد اسرائيل يؤشر بشكل مباشر لدفع المجتمع الدولي نحو الحل..
وحول دعوة جعجع الى حوار وطني في معراب اجاب: ما قبل نعمل معراب بالمجلس».
والتقى وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بو حبيب، فور عودته من اميركا إلى بيروت، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو، وجرى عرض لمستجدات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وسبل التوصل الى وقف لاطلاق النار، في ضوء المساعي التي تقوم بها فرنسا ودول أخرى في هذا الشأن. كما تم التطرق الى مؤتمر باريس المخصص للبنان والمزمع عقده في 24 تشرين الأول 2024.
وأعاد الوزير بو حبيب التأكيد على تمسك لبنان بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وبالمبادرة الأميركية- الفرنسية الهادفة الى وقف إطلاق النار وإعادة إرساء الهدوء على حدوده الجنوبية بالسبل الدبلوماسية.
وإستقبل وزير الخارجية أيضا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هنيس-بلاسخارت، وجرى البحث في تصعيد اسرائيل الخطير والمتواصل ومحاولتها تنفيذ اجتياح برّي في انتهاك واضح وسافر لسيادة لبنان وحرمة أراضيه. وجدد الوزير بوحبيب دعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الى مضاعفة جهودهما وممارسة أقصى الضغوط على اسرائيل لتوقف عداونها وانتهاكها لسيادة لبنان، واستهدافها المتعمّد للمدنيين ولمراكز للجيش اللبناني ولقوات اليونيفيل، ولدفعها الى تنفيذ القرار1701 والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها.
غضب اوروبي على استهداف اليونيفيل
وفي الناقورة، تعرضت وحدة القوة الدولية (اليونيفيل) في مركزها في الناقورة الى قصف اسرائيل، مما ادى الى اصابة جنديين بجروح طفيفة واعترف الجيش الاسرائيلي لاحقا بالقصف بحجج واهية، كاحتماء عناصر من حزب لله لديها!
ولم تسكت بعض الحكومات الاوروبية عن هذا الاستهداف، فطلبت الحكومة الفرنسية توضيحات، مشيرة الى ان اي جندي لم يصب من الوحدة الفرنسية، وقال وزير الدفاع الايطالي ان بلاده استدعت السفير الاسرائيلي لديها.
مشيرا الى ان الاستهداف لم يكن حدثا ع رضيا او خطأ.
واعتبر رئيس الوزراء الايرلندي ان ما جرى لا يمكن التسامح معه او قبوله.
وقالت مصادر اميركية ان استهداف اليونيفيل يشير القلق.
الميدان
وعلى ارض المحاور الحامية بين رجال المقاومة وجنود الاحتلال الاسرائيلي، واصلت المقاومة الاسلامية تصديها لمحاولات تقدم قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي في بعض قرى الجنوب الامامية، برغم عنف الغارات الوحشية الصهيونية على مناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع والتي اوقعت مزيدا من المجازر، وآخرها غارة جوية بعد ظهر اليوم على بلدة الكرك قرب زحلة وسقط فيها حسب معلومات «اللواء» من اهالي المنطقة 11 شهيدا و29 جريحاً عدا المفقودين تحت الانقاض، استهدفت مبنيين قرب حسينية ومستوصف البلدة ودمرتهما وتضمان نازحين من الجنوب(عائلتان) والباقين من البقاع، كما إرتقى خمسة شهداء جراء غارة معادية على منزل في بلدة محرونة قرب جزين.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد 28 شخصاً وإصابة 113 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 2,169 شهيداً و10,212 جريحاً.
وتحدثت «يديعوت احرنوت» عن ان التصديق على عملية برية في الجنوب على طاولة المجلس الوزاري المصغر.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 22 جندياً إسرائيلياً خلال ال 24 ساعة الماضية، 20 منهم عند الحدود مع لبنان، و2 في قطاع غزة. واعلن «مركز زيف الطبي» في صفدعند الساعة الثانية بعد ظهر اليوم: انه استقبل خلال الساعة الماضية 7 جرحى نتيجة القتال عند الحدود الشمالية مع لبنان.
توقيف مشتبه به بعد الغارة
أوقف الجيش اللبناني مشتبهاً به بعد تصويره مكان الغارة في شارع فتح لله في البسطة، بعد الغارة ليل امس.
قمة روحية الأربعاء في بكركي
علمت «اللواء» أن قمة روحية مسيحية- إسلامية ستعقد الاربعاء المقبل في 17 الجاري في بكركي بدعوة من البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.
وفي هذا الإطار، تلقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى اتصالين: الاول من البطريرك الراعي، والثاني من شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابو منى.
وتناول الاتصالان المساعي الجارية لعقد قمة روحية تواكب ما يجري على صعيد حرب اسرائيل على لبنان.
وكان مفتي الجمهورية قد تشاور مع البطريرك الراعي والشيخ أبي المنى بتوقيت القمّة وأهميتها في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ فيها لبنان.
"الأنباء" الالكترونية:
فيما يواصل لبنان الرسمي تكثيف الاتصالات بهدف توفير ضغط دولي حقيقي يوقف العدوان الإسرائيلي عليه، فإنّ التطور العسكري الأبرز أمس كان استهداف اسرائيل لثلاثة مواقع للقوات الدولية في الجنوب، خاصة في رأس الناقورة حيث أصيب جنديان دوليان بجروح، الأمر الذي ما لاقى موجة استنكار وشجب لاسيما من الأمم المتحدة بطبيعة الحال، ومن الدول المشاركة في قوات حفظ السلام، وهو استهداف مباشر ومقصود بالدرجة الأولى محاولة من تل أبيب لترهيب القوات الدولية ومنعها من القيام بعملها، وربما لإفراغ المواقع المستهدفة.
ومع تكرار محاولات قوات الإحتلال الدخول الى الاراضي اللبنانية عبر الخط الأزرق سُجلت أمس مواجهات عنيفة بين المقاومة والقوات الإسرائيلية في رأس الناقورة، حيث تمكنت المقاومة من تدمير دبابة ميركافا وإيقاع العديد من عناصر القوة المتقدمة بين قتيل وجريح. فيما تصدت المقاومة لمحاولة أخرى بين بلدتي ميس الجبل ومحيبيب، وقرب جبانة يارون.
أما على صعيد الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين فقد واصلت طائرات الإحتلال قصفها لمبان سكنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وصولاً إلى العاصمة بيروت حيث استهدفت غارة اسرائيلية مبنى سكنياً في النويري نتج عنها استشهاد ٢٢ شخصا وإصابة ١١٧ آخرين وفق حصيلة لوزارة الصحة. ويعد هذا الاستهداف الثالث في العاصمة بيروت بعد غارتي الكولا والباشورة قبل أيام. وفي حين قالت وسائل إعلام عبرية أن الغارة على بيروت استهدفت مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، أكدت مصادر الحزب أن صفا نجا من الاستهداف.
سياسيا تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري حركته المكثفة، فالتقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في عين التينة وكذلك السفير القطري الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني، في وقت الرئيس ميقاتي أجرى بدوره الرئيس ميقاتي مروحة اتصالات شملت عدداً من المسؤولين في الدول الشقيقة والصديقة، كما أجرى اتصالاً مع الجانب الفرنسي من أجل الضغط لتحقيق وقف لإطلاق النار.
كما دعا ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم لمعالجة الأمور الطارئة الخاصة بموضوع النازحين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون ومئتي ألف نازح. وأشارت مصادر حكومية لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن مأساة النزوح من المناطق المستهدفة بالغارات الإسرائيلية تجاوزت قدرات الدولة الاستيعابية. وتحدثت المصادر نفسها عن تأمين أكثر من 1000 مركز إيواء، وان الاتصالات تركزت على توسيع هذه المراكز وتأمين المستلزمات من فرش وبطانيات إضافة إلى المستلزمات الصحية والغذائية.
من جهة ثانية تحدثت المصادر عن إشارات إيجابية بشأن اللقاء الثلاثي في عين التينة الأسبوع الماضي وما صدر عنه من توصيات، وأن هذه الإشارات بدأت تصدر من قبل بعض الكتل النيابية التي تعي مخاطر هذه الأزمة وما قد ينجم عنها من تداعيات على الواقع اللبناني، واعتبرت أنه "قد يكون لبعض الأفرقاء وجهات نظر مختلفة، فهذا أمر متوقع في بلد مثل لبنان. لكن المهم في مثل هذه الظروف المصيرية التي يمر بها وطننا أن نكون حاضرين على المستوى الوطني من أجل العمل على انتخاب رئيس جمهورية وانتظام عمل المؤسسات قبل فوات الآوان".
الى ذلك تلقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اتصالا هاتفيا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، للبحث في التطورات وتقييمها والتنسيق المشترك لآفاق المرحلة والتشاور حول فكرة انعقاد قمة روحية تجمع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، لمناقشة تداعيات الحرب العدوانية على لبنان واتخاذ المواقف المناسبة لإنقاذ البلاد وصون الوحدة الوطنية وقد أجرى الشيخ أبي المنى اتصالين للغاية عينها بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب.
وإذ ينتظر اللبنانيون من جميع الفعاليات والقيادات السياسية كما الروحية التلاقي على كلمة سواء لإنقاذ لبنان، فإن الرهان الحقيقي يبقى على تحويل كل هذه الإشارات إلى أفعال تضع الدولة على سكة الخلاص، قبل أن تأكلنا دوامة العنف على حد تعبير رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط.
"البناء":
في يوم واحد خسر جيش الاحتلال أمس، أكثر من خمس عشرة آلية بينها خمس دبابات في معارك مع المقاومة في غزة، بين جباليا وخان يونس، وخسر خمس آليات على جبهة لبنان الحدوديّة منها ثلاث دبابات، بين جبهة الناقورة وميس الجبل، وبينما يوزّع إعلام الكيان المعلومات حول قرب تنفيذ عدوان كبير ضد إيران، رداً على ضربتها التي اعترف وزير مالية الكيان بتسلئيل سموتريتش أنها قتلت وجرحت المئات، وكشف زعيم المعارضة في الكيان يائير لبيد أنها تسببت بإصابة القواعد الجوية الكبرى وأخرجتها من الخدمة، ونقلت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست صور الأقمار الصناعية التي تظهر الأضرار في قاعدة نيفاتيم أهم القواعد الجوية. ويضع العدوان وضع المنطقة كلها على بساط البحث، حيث أكملت إيران استعداداتها وتحضير الردود المناسبة مع كل السيناريوات المتداولة، وقد أبلغت مجموعة ثوابت ترتبط بهذا الرد على العدوان، منها أن أي دولة تفتح أجواءها للطيران الإسرائيلي عليها تحمّل العقبات، وأن أي شراكة أميركيّة ستجعل القواعد والمصالح الأميركية أهدافاً للرد الإيراني، والأهم هو ما يتم تداوله حول الرد إذا استهدفت المصالح النفطية الإيرانية، فتقول مصادر متابعة إن البنى التحتية الاقتصادية في الكيان سوف يُصيبها الدمار الشامل، من نفط وغاز وكهرباء وطائرات وقطارات. ولا تستبعد هذه المصادر أن يؤدي استهداف المنشآت النووية إلى انتقال إيران الى مرحلة مختلفة كلياً في الملف النووي الإيراني قد يكون منها الانسحاب من اتفاقية حظر الأسلحة النووية، ما يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة في الفتوى التي تحرّم إنتاج القنابل النووية، كما سبق وحذر الدكتور كمال خرازي مستشار المرشد الإمام علي خامنئي، إضافة الى ما سيلحق بالاقتصاد النفطي العالمي وسلاسل التجارة مع إغلاق البحار والمضائق.
الفشل العسكري الذي يصيب أداء جيش الاحتلال في مواجهة نجاح قوى المقاومة في غزة ولبنان باستهداف دباباته وقواته، والمراوحة التي تصيب الحرب البرية المعلنة على جبهة لبنان، والتي فشلت الأفلام الهوليودية للناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري في تعويضها، وجاءت المجازر بحق المدنيين في بيروت وجباليا رداً وحيداً، وفي بيروت كانت الغارة على منطقة النويري قد انتهت بعشرات الشهداء وأكثر من مئة جريح، وتبين أن الذريعة التي تمّ ترويجها من جانب جيش الاحتلال باستهداف مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا لا أساس لها، كما قالت مصادر قناة المنار، حيث إنه لم يكن في أي من الأمكنة المستهدفة وأنه بخير.
وفي تطوّرٍ خطير يعكس نيات وتوجّه حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) بتوسيع عدوانها على لبنان الى العاصمة بيروت، شنّت الطائرات الحربية الصهيونية مساء أمس، غارتين على العاصمة اللبنانية – بيروت، استهدفت في الغارة الأولى الطبقة الثالثة من مبنى مؤلف من ثماني طبقات في منطقة النويري، أما الغارة الثانية فاستهدفت مبنًى مؤلفاً من 4 طبقات في شارع فتح الله في البسطا الفوقا، وقد انهار بشكل كامل.
وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني لبناني قوله إنّ الضربة (الإسرائيلية) على بيروت استهدفت شخصية على الأقل من حزب الله»، شدّدت معلومات خاصة لقناة «المنار» على أنّ الحاج وفيق صفا لم يكن في أيّ من المكانين المستهدفين في رأس النبع والبسطة في العاصمة بيروت.
وهذا يؤكد أنّ العدو الصهيوني إنما يريد توسيع رقعة استهدافاته لترويع المدنيين وبشكل خاص النازحين، والقول لهم إن لا مكان آمناً يلجأون إليه في لبنان!
ولفتت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن «فشل العدو (الإسرائيلي) في الدخول البري إلى جنوب لبنان وخسائره الفادحة، دفعته للتعويض بتنفيذ المزيد من محاولات الاغتيال لقيادات في حزب الله لتسجيل انتصارات وهمية يبيعها لشعبه لرفع معنوياته المنهارة وليقنعه بأنه يعمل على القضاء على حزب الله».
وتوقعت المصادر أن تقوم المقاومة برد قاسٍ وفق حسابين الأول استهداف العاصمة بيروت، والثانية استهداف المدنيين، ما يعني أن صواريخ المقاومة ستنطلق في غضون ساعات الى عاصمة الكيان وفق معادلة التي سبق ووضعها الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله: «تل أبيب مقابل بيروت».
وقد صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن اعتداءات العدو (الإسرائيلي) على العاصمة بيروت أدّت في حصيلة جديدة إلى استشهاد اثنين وعشرين شخصًا وإصابة مئة وسبعة عشر آخرين بجروح.
من جهة ثانية، دعت وزارة الصحة العامة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلى «التوقف عن إطلاق نداءات التوجّه للمستشفيات للتبرع بالدم لأن من شأنها إرباك عمل الإنقاذ والطوارئ وإعاقة سرعة الحركة، في وقت لا حاجة حالياً لوحدات إضافية وثمة آلية واضحة منسّقة مع الصليب الأحمر لتأمين وحدات الدم بالسرعة اللازمة والى الأماكن الصحيحة».
الى ذلك، يواصل العدو (الإسرائيلي) عدوانه الهمجي على لبنان، حيث نفّذ غارة على بلدة يحمر الشقيف، كما شنّ غارتين على مدينة الخيام جنوب لبنان صباحًا، فيما استهدف بلدتي عيتا الشعب وعدلون الجنوبية. وفي البقاع، استهدفت غارة «إسرائيلية» بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل على الحدود مع سورية. وشنّ الاحتلال غارات على بلدتي ميدون وسحمر في البقاع الغربي، ما أدّى إلى استشهاد شخصين ووقوع أضرار جسيمة في المنازل. كما نفّذ طيران العدو غارة على بلدة بوداي غربي بعلبك، أسفرت عن استشهاد 4 شهداء على الأقل. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ الاحتلال شنّ غارة على بلدة المطرية الجنوبية، ما أدّى إلى وقوع 6 إصابات، معظمها طفيفة ومتوسطة، وإصابة واحدة خطيرة، وتم نقلها إلى مستشفى «الفقيه».
وشن طيران العدو الصهيوني غارة جوية على بلدة الكرك شمال مدينة زحلة في البقاع، حيث أفيد عن وقوع إصابات و4 غارات على محيط بلدة طير حرفا، وغارة على محيط بلدة محرونة في الجنوب.
أيضًا استهدف العدو (الإسرائيلي)، أحد الأبنية السكنية في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط تحليق مكثف لمسيّرات العدو فوق بيروت والضاحية الجنوبية.
وكان الاحتلال قد نفّذ، سلسلة غارات استهدفت بلدات ومناطق مختلفة في لبنان، وأسفرت عن استشهاد 22 شخصًا، وإصابة 80 بجروح، بحسب إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان حتّى يوم أمس إلى 2141، والجرحى إلى 10099.
وللمرة الأولى منذ بدء العدوان (الإسرائيلي) على لبنان قبل نحو 16 يومًا، استهدف العدو أحد مراكز الإيواء التي تشرف عليها وزارة الشؤون في بلدة الوردانية في إقليم الخروب في قضاء الشوف بجبل لبنان، ما أدّى إلى ارتقاء 6 شهداء وإصابة 25 شخصًا.
كما شنّ الطيران المعادي غارة عنيفة استهدفت بلدة الناقورة بالقرب من مقر اليونيفيل.
في المقابل واصلت المقاومة الإسلامية استهداف مواقع وتجمّعات ومستعمرات العدو (الإسرائيلي)، فاستهدفت مستعمرة «كريات شمونة» بصلية صاروخية كبيرة، وتجمعًا لجنود العدوّ (الإسرائيلي) في محيط موقع المرج بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدوّ (الإسرائيلي) في بيت هلل بصلية صاروخية وتجمعًا لجنود العدوّ (الإسرائيلي) في معيان باروخ بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدوّ (الإسرائيلي) في كفرجلعادي بصلية صاروخية. كما قصف المقاومون دبابة «إسرائيلية» أثناء تقدّمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجّهة مما أدىّ إلى احتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف مجاهدو المقاومة، قوة لجنود العدوّ (الإسرائيلي) أثناء محاولتها سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية وأصابوها إصابة مباشرة، وقوة لجنود العدو (الإسرائيلي) أثناء محاولتها مجددًا سحب الإصابات من الآلية المستهدفة في منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية. وقصفوا تجمعًا لجنود العدو (الإسرائيلي) في كفرجلعادي بصلية صاروخية، ومستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية وتحركًا لجنود العدو (الإسرائيلي) في تلة المجدل في ميس الجبل بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو (الإسرائيلي) في كفرجلعادي بصلية صاروخية، وتحركًا لجنود العدو (الإسرائيلي) في تلة المجدل في ميس الجبل بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو (الإسرائيلي) في خلة الشنديبة غربي بوابة المنارة بصلية صاروخية، وقوة لجنود العدو (الإسرائيلي) أثناء تقدمها تجاه منطقة الكنَيسة بين ميس الجبل ومحيبيب بصلية صاروخية.
وقصف مجاهدو المقاومة منطقة «زوفولون» شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة، وتجمعًا لجنود العدو (الإسرائيلي) في محيط جبانة يارون وجنوبي «يرؤون» بصلية صاروخية، وتصدوا لقوة لجنود العدو (الإسرائيلي) أثناء محاولتها للمرة الثالثة سحب الإصابات من الآلية المستهدفة في منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية، وتصدوا لقوة لجنود العدو (الإسرائيلي) أثناء محاولتها للمرة الرابعة سحب الإصابات من الآلية المستهدفة في منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية، واستهدف مجاهدو المقاومة تجمعًا لجنود العدو (الإسرائيلي) في «كفرجلعادي» بصلية صاروخية، وقصفوا ثكنة «يفتاح» بصلية صاروخية.
وفيما أكدت مصادر ميدانية لـ»البناء» أن حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش (الإسرائيلي) ودباباته يفوق بأضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال، وأن زمام المبادرة في الميدان هو للمقاومة، كشفت صحيفة «معاريف» (الإسرائيلية) ، أنه «سقط للفرقة 91 منذ بدء التوغل البري عند الحدود مع لبنان 5 قتلى و50 جريحًا».
الى ذلك وبعد سلسلة الاستهدافات (الإسرائيلية) لمراكز اليونفيل في الجنوب، أكّد المتحدث باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تينينتي أنّ «قواتنا العاملة في لبنان تعرّضت لقصف من قبل قوات «إسرائيلية» أدى لإصابة اثنين من جنودنا»، وأوضح أن «عمليات الاستهداف على الأرجح كانت مقصودة».
وفي تصريح له، قال «نحن ملتزمون بالقيام بكل ما في وسعنا رغم كل الصعوبات التي تواجهنا»، وأضاف «قررنا أن نبقى في مواقعنا إلى أن يقرّر مجلس الأمن غير ذلك». وبيّن أندريا تينينتي أنّ «الدخول إلى جنوب لبنان انتهاك للسيادة اللبنانية وللقرار الأممي»، لافتًا إلى أن «الوضع حاليًا يحتاج إلى مناقشة في الأمم المتحدة».
وفيما أفادت وكالة «أ ف ب»، أن «إيطاليا تستدعي سفير «إسرائيل» بعد إطلاق النار على «اليونيفيل» في لبنان»، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أن «فرنسا وإيطاليا ستطلبان اجتماعاً للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّض قوات اليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان، من قبل الجيش (الإسرائيلي)».
سياسياً، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، بهدف السعي مجدداً الى وقف إطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان (الإسرائيلي) على لبنان. وقال أمام زواره أمس: «هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف إحياء الإعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة لكي يصار الى استئناف البحث في الحلول السياسية». وقال: «لقد عبرنا مجدداً خلال الاتصالات الدبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام «إسرائيل» بكل مندرجاته. كما شدّدنا على أولوية وقف العدوان (الإسرائيلي) الذي يتسبّب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الإسعاف والإغاثة، وهذا أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية». أضاف: «أن العنف والقتل والتدمير لن يوصل إلى حل ويجب إلزام «إسرائيل» بوقف عدوانها المدمّر، لأننا نخشى اذا ما تطورت الأمور، ان تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة بأسرها».
من جهة ثانية، شدد رئيس الحكومة، الذي يرأس اليوم جلسة لمجلس الوزراء، على أن خطة الطوارئ الحكومية لإغاثة النازحين يجري تنفيذها بشكل مستمر، مع مراجعة دورية ومهنية لتصويب أي تقصير أو خلل، لأن حجم النزوح في آن واحد شكل عامل ضغط لا يُستهان به، ولذلك يجب تكثيف العمل لتلبية الحاجات كافة قدر المستطاع. وشدّد على ان وقوف الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية الى جانبنا يشكل بالطبع عاملاً أساسياً في التخفيف من وطأة أزمة النزوح، في الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان.
في السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ميقاتي، حيث تناول البحث كافة المستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان (الإسرائيلي) على لبنان وملف النازحين. كما استقبل رئيس المجلس سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة إضافة الى دعم ومؤازرة قطر للبنان في مواجهة تداعيات العدوان (الإسرائيلي) خاصة تأمين المساعدات الإنسانية للنازحين.
وكان الرئيس بري أدلى بتصريحات حول التطورات الأخيرة، وأشار حول تصاعد خطاب الداخل باتجاه تطبيق القرار 1559، إلى أن «القرار الوحيد هو 1701، أما القرار 1559 فصار ورانا و»ينذكر ما ينعاد»».
ولفت بري في حديث الى قناة «الجديد» الى «اننا نعمل ليلاً نهاراً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للتوصل إلى وقف إطلاق النار»، و»هلق الموج عالي وبعدين بينزل والمصيبة بتخلق كبيرة وبترجع تصغر». وأردف «الأميركيون يتواصلون معنا ويقولون إنهم مع الحل إلا أن «الكلام كثير والفعل قليل».
وحول تصعيد عمليات المقاومة ضد «إسرائيل»، اعتبر رئيس المجلس بأن المعارك تؤثر بشكل مباشر لدفع المجتمع الدولي نحو الحل.
وتعليقاً على دعوة رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى حوار وطني في معراب، قال: «ما قبل نعمل معراب بالمجلس».
"الشرق":
على مسافة 14 يوما من المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا لمساعدة لبنان وفيما لم تتضح بعد هوية المشاركين فيه ومن يلبي الدعوة وحجم الدعم المرتقب، مقابل حاجات لبنانية هائلة مع نزوح نحو مليون و400 الف مواطن وهدم بلدات وقرى باكملها، تتجه الانظار الى الجلسة التي يعقدها مجلس الامن اليوم حول الوضع في لبنان بطلب من فرنسا، علها تنتج حثا على وقف اسرائيل حربها على البلاد التي طالت امس قوات حفظ السلام جنوباً، مع ان الرهان على توجه من هذا القبيل يبدو ضئيلا في ظل غطاء اميركي للعمليات الاسرائيلية، ورسائل ايرانية لحزب الله لاستكمال المواجهة «حتى الرمق الاخير».
اتصالات
ووسط استمرار القصف الاسرائيلي والغارات على القرى والبلدات جنوبا وبقاعا، وعلى الضاحية الجنوبية، كشف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن الاتصالات الديبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي، بهدف السعي مجددا الى وقف اطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. وقال امام زواره اليوم: «هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الامن، بهدف احياء الاعلان الخاص بوقف اطلاق النار لفترة محددة لكي يصار الى استئناف البحث في الحلول السياسية». وقال: «لقد عبرنا مجددا خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام اسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي الذي يتسبب بسقوط اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة، وهذا امر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية». اضاف: «ان العنف والقتل والتدمير لن يوصل الى حل ويجب الزام اسرائيل بوقف عدوانها المدمّر، لاننا نخشى اذا ما تطورت الامور، ان تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة باسرها».
مجلس وزراء
من جهة ثانية، شدد رئيس الحكومة، الذي يرأس اليوم جلسة لمجلس الوزراء، على ان خطة الطوارئ الحكومية لاغاثة النازحين يجري تنفيذها بشكل مستمر، مع مراجعة دورية ومهنية لتصويب اي تقصير او خلل، لان حجم النزوح في آن واحد شكل عامل ضغط لا يستهان به، ولذلك يجب تكثيف العمل لتلبية الحاجات كافة قدر المستطاع. وشدد على ان وقوف الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية الى جانبنا يشكل بالطبع عاملا اساسيا في التخفيف من وطأة ازمة النزوح، في الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان.
في عين التينة
في السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ميقاتي حيث تناول البحث لكافة المستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وملف النازحين. كما استقبل رئيس المجلس سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة إضافة الى دعم ومؤازرة قطر للبنان في مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي خاصة تأمين المساعدات الانسانية للنازحين.
بيروت والنزوح
رئيس الحكومة بقي على تواصل مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لمعالجة المشكلات الامنية التي تحصل في عدد من المناطق، وطلب دعوة مجلس الامن المركزي الى الانعقاد لبحث الملف برمته ومعالجة الثغرات القائمة. بالفعل، شدد وزير الداخلية خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي على «وجوب أن يكون خطابنا خطاب وحدة وتماسك كي نساعد رجال الأمن». واكد ان «الأجهزة الأمنية جاهزة وموجودة وتقوم بكامل واجباتها». وقال: «من يقول إن قوى الأمن ليست موجودة في بيروت نؤكد له أن القوى الأمنية موجودة في بيروت، وتم تعزيزها ولكن ليس من السهل أن نتعامل مع هذا العدد الإضافي من أهلنا النازحين». واشار الى ان خيما نصبت وكأن هناك محاولة لبناء غرف باطونية على كورنيش بيروت البحري وهذا أمر لا يمكن القبول به»، مؤكد اننا «بحاجة لمراكز إيواء أكبر في العاصمة». ولفت الوزير مولوي الى ان « الأملاك العامة هي صورة الدولة ولن نقبل بالتعدي عليها ولن نسمح أيضًا بالتعدي على الأملاك الخاصة والقوى الأمنية ستقوم بواجباتها بالطريقة اللازمة».
استهداف اليونيفيل
على الارض تصعيد خطير تمثل في استهداف الجيش العبري لقوات اليونيفيل اذ تم قصف برج حراسة لها في المقر العام في منطقة رأس الناقورة. وصدر عن اليونيفيل بيان جاء فيه: يتسبب التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق بتدمير واسع النطاق للمدن والقرى في جنوب لبنان، في حين تستمر الصواريخ في الانطلاق نحو إسرائيل، بما في ذلك المناطق المدنية. في الأيام الماضية شهدنا توغلات من إسرائيل إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى. واشتبك جنود الجيش الإسرائيلي مع عناصر حزب الله على الأرض في لبنان. كما تعرض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بشكل متكرر. وهذا الصباح، أصيب جنديان من حفظة السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين. ولحسن الحظ، هذه المرة، الإصابات ليست خطيرة، لكنهما لا يزالان في المستشفى. كما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات. كما شوهدت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة.
غارات مدمّرة ومجازر إسرائيلية في الكرك وجنوباً وبقاعاً وفي الضاحية وبعلبك ـ الهرمل
العدو يستهدف «اليونيفيل».. وتصدٍّ بطولي من المقاومة لمحاولات التوغّل الحدودية
في موازاة غارات العدو التي لا تهدأ ليلا ونهارا والتي حوّلت بلدات عدة في الجنوب والبقاع واحياء في الضاحية الجنوبية الى اكوام من الدمار اشتعلت الجبهة الحدودية الجنوبية حيث تصدت المقاومة الاسلامية بقتال منقطع النظير للجيش الاسرائيلي مانعا اياه من التوغل الى لبنان.
فقد شن الطيران الاسرائيلي امس سلسلة غارات على بلدة البازورية في قضاء صور واستهدف بصاروخ وسط بلدة دبين. وسجلت غارة على ميفدون تسببت بسقوط ضحايا واصابات، واستهدف الجيش الاسـرائيلي برج حراسة لقوات الطوارئ الدولية في المقر العام في منطقة رأس الناقورة. وقالت «اليونيفيل»: الجيش الإسرائيلي أطلق النار عمداً على كاميرات الأمن الأمميّة وعطّلها. وصدر عن اليونيفيل البيان الآتي: «يتسبب التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق بتدمير واسع النطاق للمدن والقرى في جنوب لبنان، في حين تستمر الصواريخ في الانطلاق نحو إسرائيل، بما في ذلك المناطق المدنية. في الأيام الماضية شهدنا توغلات من إسرائيل إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى. واشتبك جنود الجيش الإسرائيلي مع عناصر حزب الله على الأرض في لبنان. كما تعرض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بشكل متكرر. وهذا الصباح، أصيب جنديان من حفظة السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين. ولحسن الحظ، كما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات. كما شوهدت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة، وأطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار عمداً على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها. كما أطلقوا النار عمداً على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة رقم1-32A في رأس الناقورة، حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، مما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال. إننا نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. إن قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل موجودة في جنوب لبنان لدعم العودة إلى الاستقرار بموجب ولاية مجلس الأمن. إن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701،إننا نتابع هذه المسائل مع الجيش الإسرائيلي». من جهة اخرى افيد عن ارتقاء خمس شهداء في الغارة التي استهدفت منزلاً في بلدة محرونة الجنوبية،واستهدفت غارة بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي، ونفذ الطيران سلسلة غارات على بلدتي الخيام وعيتا الشعب. واستهدفت غارة منزلا في بلدة المعشوق شرق صور. وتعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط لقصف مدفعي اسرائيلي. كما طالت غارات إسرائيلية بلدات كفركلا وبليدا تزامنا مع الاشتباكات البرية، وأدت الغارة على بلدة المطرية في الزهراني، الى وقوع 6 إصابات معظمها طفيفة ومتوسطة، وإصابة واحدة خطيرة، وتم نقلها إلى مستشفى «الفقيه» عبر مركز كشافة الرسالة الإسلامية التطوعي – الخرايب،وأعلنت المقاومة الاسلامية في سلسلة بيانات ان مجاهديها استهدفوا مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية كبيرة، كما قصفوا تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في معيان باروخ برشقة صاروخية، واستهدفوا أيضاً تجمعاً لجنود إسرائيليين في بيت هلل في الجولان. واعلنت انه تم استهداف تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في كفرجلعادي بصلية صاروخية»، وإستهدفنا دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة مما أدىّ إلى إحتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». واعلن استهداف «قوة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتها سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية والاصابة مباشرة». واستهدف الحزب «قوة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتها مجددا سحب الإصابات من الآلية المستهدفة في منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية». وقصف مستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية. واعلنت: «اننا استهدفنا تحركًا لجنود العدو الإسرائيلي في تلة المجدل في ميس الجبل بصلية صاروخية»، واستهدفنا تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في خلة الشنديبة غربي بوابة المنارة بصلية صاروخية». واعلن «استهدفنا قوات لجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمها تجاه منطقة الكنيسة بين ميس الجبل ومحيبيب بصلية صاروخية». واعلن استهداف برشقة صاروخية كبيرة منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، وفي الضاحية استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بغارة، صباحا، الضاحية الجنوبية لبيروت، وانهار مبنيان متلاصقان في داخلهما المكتبة العلمية في حارة حريك اثر حريق كبير جراء غارة ليل اول امس. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شن فجرا 3 غارات استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر فوق بيروت وعدد من المناطق، وبعد ساعة من الانذار الذي وجهه الجيش الاسرائيلي الى السكان بضرورة اخلاء المباني، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة حوش السيد الحدودية مع سوريا والتي يوجد بقربها حاجز للجيش اللبناني ما أدّى إلى إصابة عدد من العسكريين وصفت إصاباتهم بالطفيفة، وتحدّث مصدر عسكري لبناني لوسائل إعلام عن إصابة 6 جنود جراء الغارات قرب حاجز الجيش، كما تعرض محيط مدينة الهرمل الى عدد من الغارات، وشن غارة على سحمر واخرى على الكرك في زحلة استهدفت مبان، وافيد في حصيلة أولية عن استشهاد احد عشر شخصا وإصابة سبعة عشر آخرين بجروح، ولا تزال أعمال رفع الانقاض مستمرة، كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي عصر امس، غارة على بلدة رياق البقاعية.
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شنّ ليلاً غارة على مبنى في منطقة الحفير بوداي، غربي بعلبك، نجم عنها أربعة ضحايا من آل شمص وعلوه، وجريح نقل إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في حالة خطرة. كما نفذ الطيران الحربي غارات على بلدة سحمر فجرا، مما ادى الى سقوط شهيدين، وطالت الاعتداءات بلدة ميدون أسفرت عن اضرار جسيمة بالمنازل. وفي ظل هذا التصعيد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن 38 جنديًا إسرائيليًا أصيبوا خلال الـ24 ساعة الماضية في المواجهات على الحدود الشمالية مع لبنان. وبهذا، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 11 جنديًا وإصابة 168 آخرين منذ بدء التوغل البري المحدود في المنطقة.
غارة وضحايا في النويري
شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي مساء أمس غارة عنيفة استهدفت محيط منطقة رأس النبع – النويري في العاصمة بيروت، ما أدى الى انهيار مبنى سكني بشكل كامل وسقوط العديد من الضحايا بين شهيد وجريح، وهرعت على الفور سيارات الاسعاف الى المنطقة، فيما غطت سحب الدخان سماء المنطقة، فيما ساد جو من الرعب والتوتر سكان العاصمة بمجملها.
"الشرق الأوسط":
أفادت وسائل إعلام رسمية لبنانية، الخميس، بأنّ غارتين إسرائيليتين طالتا حيّين سكنيّين في بيروت، وتسببتا بدمار واسع، في ثالث استهداف من نوعه لقلب العاصمة اللبنانية منذ تصاعد وتيرة النزاع بين إسرائيل و«حزب الله» في 23 سبتمبر (أيلول).
وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان بأن «الغارة الاولى في بيروت استهدفت الطابق الثالث من مبنى مؤلف من 8 طوابق في طلعة النويري، أما الغارة الثانية فاستهدفت مبنى مؤلفاً من 4 طوابق في البسطا الفوقا وقد انهار بشكل كامل».
وأشارت الى أنّ فرق الإطفاء تعمل على «إخماد الحريق الناتج عن غارة... النويري»، وأنه تمّ "إخلاء السكان من الطوابق العليا عبر استعمال السلم الآلي».
وشاهد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع مبنيين قديمين وقد انهارا في البسطا. ورأى مراسل آخر عمال الإنقاذ وهم يعملون على إزالة الأنقاض فيما فرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشدداً.
وكان عدد من الجرحى ممددين على جانب الطريق، فيما جمع سكان ملابسهم في حقائب استعدادا لمغادرة المنطقة.
عشرات القتلى والجرحى
وقالت وزارة الصحة في بيان إنّ «اعتداءات العدو الإسرائيلي على العاصمة بيروت هذا المساء أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد اثنين وعشرين شخصاً وإصابة مئة وسبعة عشر آخرين بجروح».
ووقعت الغارتان في منطقتين مكتظّتين.
استهداف شخصية بارزة
قال مصدر أمني لبناني لوكالة «رويترز» إن الضربة الإسرائيلية على وسط بيروت استهدفت شخصية بارزة واحدة على الأقل في «حزب الله».
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هدف الغارات على العاصمة اللبنانية بيروت هو القيادي في «حزب الله» وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق بالحزب، لكن ثلاثة مصادر أمنية أكدوا لوكالة «رويترز» نجاة صفا من محاولة الاغتيال.
وتشنّ إسرائيل في شكل شبه يومي غارات تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لـ«حزب الله»، لكن نادراً ما تستهدف ضربات قلب العاصمة.
ومنذ 23 سبتمبر، طالت ضربات إسرائيلية أهدافاً في قلب بيروت مرتين.وكانت أولى تلك الضربات في 30 سبتمبر (أيلول) حين استهدفت إسرائيل عناصر في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في حي الكولا الواقع قرب الطريق الذي يربط العاصمة بمطار بيروت الدولي. وأدت الضربة إلى مقتل أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة من أعضاء الحركة.
أما الضربة الثانية فاستهدفت مقراً في حي الباشورة للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ«حزب الله» في 2 أكتوبر (تشرين الأول) قتل فيها سبعة أشخاص على الأقل.
وفتح حزب الله اللبناني جبهة «إسناد» لغزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، تحولت هذه المواجهة الى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر حين كثّفت الدولة العبرية غاراتها الجوية على «حزب الله» وبدأت بعد أسبوع من ذلك عمليات برية في جنوب لبنان.
ووجهت إسرائيل سلسلة ضربات إلى معاقل الحزب وبنيته العسكرية والقيادية، أبرزها اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في سبتمبر (أيلول).
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا