افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 12 اكتوبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 12 24|08:25AM :نشر بتاريخ
"النهار"
وسط استشراس التداعيات الفادحة للقصف الإسرائيلي العنيف والتدميري الذي تواصل واشتد أمس على مناطق الجنوب والبقاع متسبباً بمزيد من الجرائم الجماعية غداة الغارة التي شنتها الطيران الحربي الاسرائيلي على النويري ورأس النبع في بيروت مستهدفاً المسؤول الأمني الأرفع في “حزب الله” وفيق صفا ومتسبباً بمجزرة في صفوف المواطنين ، بدا لافتاً أنّ الإدارة الأميركية رفعت منسوب ووتيرة اتصالاتها ببيروت بما عكس خطورة تطوّر الأوضاع الميدانية المتفجرة ان عبر الحدود أو عبر تبادل الغارات والقصف الصاروخي بين إسرائيل و”حزب الله” ، كما عكس الأهمية العلنيّة والضمنية لبقاء قناة التواصل الديبلوماسي عاملة بنشاط بين بيروت وواشنطن سعياً إلى لجم الحرب ومنع اتساعها أكثر .
هذان البعدان برزا في الاتصالين اللذين أجراهما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي علماً أنّها المرة الأولى منذ اندلاع الحرب الهجومية التي تشنّها إسرائيل على “حزب الله” ومناطق لبنانية يبادر وزير الخارجية الأميركي إلى إجراء اتصالات مماثلة. واكتسب ذلك دلالات يتعّين ترقب الساعات المقبلة لمعرفة طبيعتها وسط ارتفاع المواقف اللبنانية المطالبة بوقف النار وتنفيذ القرار 1701 التزاماً بالبيان الفرنسي الأميركي المشترك الذي طالب بهدنة 21 يوماً للإفساح أمام الجهود الديبلوماسية في إيجاد تسوية تمنع اتساع الحرب. وقد أعلن مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّه تلقّى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استمر زهاء 40 دقيقة تم خلاله البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان.
أمّا ميقاتي فأعلن في ختام جلسة مجلس الوزراء أنّه تلقّى اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن،” يصب في إطار التنسيق الحاصل والسعي الجدي لوقف إطلاق النار، ووجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنهم يسعون بكل جهد لاتمام وقف إطلاق النار ، وهذا كان مطلبي، وعلى الأقل وقف قصف المدنيين وهذه الأضرار الحاصلة على المدنيين. رّكزت على هذا الأمر. وكمثال على ذلك ما حصل بالأمس حيث سقط اثنان وعشرون شهيداً وعشرات الجرحى من المدنيين. هذا الموضوع غير مقبول على الإطلاق”.
وفي وقت لاحق أصدر الرئيس بري بياناً تعليقاً على “إمعان إسرائيل إستهدافها للمدنيين وقوات اليونيفل والجيش اللبناني” فقال: “هو عدوان ومحاولة إغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701، نضعها برسم المجتمع الدولي الذي آن له أن يتحرك ويستيقظ لوضع حد لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على لبنان”.
كما أنّ ميقاتي أعلن أنّ مجلس الوزراء اتخذ القرار “بالطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التّام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمُندرجاته كافّة لا سيّما في شقّه المُتعلّق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار”.
ولكن التطورات الميدانية طغت مجدداً على التحرك السياسي إذ صعدت إسرائيل اعتداءاتها وطاولت الجيش الأمر ودان ميقاتي “العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مركزاً للجيش في بلدة كفرا الجنوبية ممّا أدّى إلى استشهاد عنصرين وجرح اثنين آخرين”. وقال: إنّ هذا الإجرام الإسرائيلي المتمادي في حق لبنان لم يوفّر اليوم جنوداً بواسل يقومون بواجبهم الوطني في حماية الأرض والدفاع عن الشعب، وهو برسم المجتمع الدولي الساكت على ارتكابات إسرائيل، فيما المطلوب وقفة ضمير عالمية تضع حدا لهذا العدوان”.
كما أنّ المتحدّث باسم اليونيفيل أندريا تينينتي أعلن أنّ القوّات الإسرائيلية استهدفت قاعدة اليونيفيل الأساسية في الناقورة 3 مرات، مشيراً إلى أنّ الاستهدافات الإسرائيلية لقوات الأمم المتحدة انتهاك جدي للقانون الدولي الإنساني. وقال: “قررنا البقاء في جنوب لبنان رغم إمكانياتنا المحدودة”، مضيفاً: “نحتاج إلى التزام الأطراف المعنية لتطبيق القرار الأممي 1701”.
وأعلنت “اليونيفيل” أنّ المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة تعرّض صباح أمس لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة، حيث أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة، وتم نقل أحد الجرحى إلى مستشفى في صور، بينما يتلقى الثاني العلاج في الناقورة. كما انهارت عدة جدران في موقعنا التابع للأمم المتحدة رقم 1-31، بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، عندما قصفت جرافة إسرائيلية محيط الموقع وتحركت دبابات إسرائيلية بالقرب من موقع الأمم المتحدة. ظل جنود حفظ السلام التابعون لنا في الموقع، وتم إرسال قوة رد سريع تابعة لليونيفيل لمساعدة الموقع وتعزيزه.
إنّ هذه الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تعمل في جنوب لبنان بناءً على طلب مجلس الأمن بموجب القرار 1701 في خطر شديد للغاية.
إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما أنّ أيّ هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأكيده أنّ “فرنسا لن تقبل أن يتعمّد الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجدداً”.
وليلاً نقل موقع “اكسيوس” عن المتحدث باسم اليونيفيل أنّ قراراً اتخذ ببقاء القوة الدولية في مكانها بالتشاور مع الدول المساهمة فيها.
واثر استهداف الطيران الإسرائيلي العاصمة بيروت للمرة الثالثة بهدف اغتيال مسؤول التنسيق والارتباط في “حزب الله ” وفيق صفا بغارات في حي النويري وراس النبع البسطة ، تضاربت المعلومات حول مصيره ، ولكن تقارير عدة نقلت أنّ صفا أُصيب بجروح خطرة وان وضعه حرج.
تزامن ذلك مع إعلان الحرس الثوري الايراني العثور على جثمان العميد عباس نيلفروشان. وجاء في بيان له: “بعد أيام من عمليات البحث تم العثور على جثمان كبير المستشارين الإيرانيين اللواء عباس نيلفروشان الذي كان استشهد إلى جانب سيد المقاومة السيد الشهيد حسن نصرالله إثر العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت. سيتم الإعلان لاحقاً عن توقيت نقل جثمان اللواء نيلفروشان من لبنان إلى ايران ومراسم التشييع والدفن”.
في غضون ذلك عقد مسؤول العلاقات الاعلامية في “حزب الله” محمد عفيف مؤتمراً صحافياً على طريق المطار قرب “الغولدن بلازا” انتقد فيه بشدة “أداء المؤسسات الإعلامية اللبنانية والإعلاميين اللبنانيين وبعض من يصطلح عليه في وسائل التواصل الاجتماعي بالناشطين وكيف أنّ الساحة الإعلامية مفتوحة على مصاريعها للهواء الإسرائيلي السام دون قيود ولا ضوابط في غياب القوانين أو في غياب تنفيذ القوانين”.
وانتقد الحكومة “التي مع الأسف لا تتحرك ولا وزارة الإعلام ولا المجلس الوطني للإعلام، والذريعة دائماً هي حرية الإعلام، فهل الحرية حتى في بلاد الحريات العامة بلا قوانين”.
وتناول الوضع الميداني وقال “قلت في الجولة الإعلامية في الضاحية الجنوبية قبل 10 أيام أنّ ضرب تل أبيب ليس سوى البداية وما حصل في الأيام الماضية في حيفا وفي جوارها يؤكد أننا لا زلنا في البداية، وإلى العدو أقول: لم ترى بعد إلا القليل من ضرباتنا. ان المقاومة بخير، وتدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعية، مخزونها الاستراتيجي بخير.
الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية وأعلى درجات الاستعداد دفاعًا عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأرًا لدم شهيدنا الأقدس. العدو عاجز حتى الآن برغم استقدامهم للمزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات النخبة عن التقدم برًا إلّا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم، وإذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صوراً قديمة أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن تخوض دفاعا موضعيا ثابتا بل دفاعًا مرنا متوافقًا مع متطلبات الجبهة”.
"الأخبار"
من يستعجل الحصاد السياسي للعدوان. الأمر يحتاج فعلاً إلى تدقيق. هل هي الأطراف الداخلية التي تعتقد بأنها اللحظة المناسبة لتغيير سياسي داخلي شامل، أم هي إسرائيل نفسها التي تحتاج إلى هذا الحراك لدعم حربها، أم الولايات المتحدة والعاملون معها من دول عربية تشعر بالحاجة إلى اندفاعة داخلية لمواكبة العدوان وتعزيز الضغط الداخلي لدفع المقاومة إلى الاستسلام؟
في أي حساب دقيق، يمكن الجزم بأنه لا يوجد في كيان الاحتلال من يتوهّم أن هناك قوة قادرة على تقديم العون المباشر في الحرب. والعمليات التي قام بها العدو حتى الآن تؤكد المعروف بأنه يتكل على نفسه في ما خصّ أمنه. صحيح أنه يستفيد من مناخ يعزّز قدرته على التجسس والإحاطة المعلوماتية، لكنه عدوّ بات متمرّساً بالساحة اللبنانية، وعلّمته التجارب أن كل من يتطوّع لخدمته، لم يكن في الحقيقة سوى جهة تسعى إلى مكاسب على ظهر الحرب. لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن العدو يتكل على آخرين موجودين في لبنان، كالأميركيين والأوروبيين وحلفائهم من العرب. واتكاله ليس على دور مباشر، بل على خلق بيئة حاضنة للعدوان، وهي البيئة التي يراد أن تكون في مواجهة البيئة الحاضنة للمقاومة.
والبيئة الحاضنة للعدوان لا قواعد ثابتة فيها، إذ كما يجري اكتشاف جواسيس لا يعرفون فعلياً أنهم يقدّمون العون للعدو من خلال أعمال يقومون بها، هناك قوى سياسية تعتقد بأنّ ما تقوم به يخدم مصالحها، حتى ولو صارت شريكاً للعدو. وبات واضحاً أن الانقسامات السياسية التي قامت وتستمر منذ عقود بين الجماعات اللبنانية، تحوّلت إلى حجة عند البعض لكي يعتبر أن العدو أقرب إليه من أي جماعة لبنانية أخرى. وإلا كيف تحوّل الفلسطيني والسوري والإيراني إلى أعداء يُشهّر بهم كل الوقت، وكيف لهؤلاء أن يقدّموا سردية تقول إن المقاومة هي السبب، ولا يجدون المشكلة في الاحتلال، خلافاً لكل قانون تاريخي يعرف أن الاحتلال هو سبب وجود أي مقاومة في العالم؟
مع ذلك، فالأمر لا يرتبط بالنوايا فقط، لأن القوى الداخلية المتحمّسة للاندفاعة، تحتاج إلى أن تثبت للأميركي أولاً أنها قادرة على القيام بالمهمة. وفي هذه الحالة، لا يمكن لهؤلاء الكذب على العدو نفسه. وإذا كان صحيحاً أن العدو مجبول بالجنون والجبروت، إلا أنه ليس غبياً إلى هذا الحد. وهو قال لنا من خلال ضرباته الأمنية القاسية ضد المقاومة إنه يعرف الكثير، ليس عن المقاومة فقط، إنما عن كل لبنان، وبالتالي، من يكون مجتهداً وناجحاً بدرجة جيد جداً في عملياته الأمنية، لن يرسب في تقديره لطبيعة القوى اللبنانية، حتى ولو كان غير معنيّ بما يحصل لها إن دخلت أتون المغامرة. ومع ذلك، فالتاريخ علّمنا أن هذه القاعدة تسقط في حالة واحدة، خصوصاً عندما يصبح العدو محتاجاً إلى هذا الحراك، لأنه أخطأ التقدير حيال توقّعاته لنتائج ضرباته الأمنية خلال الفترة الماضية. كما أن ما يجري سياسياً يفرض سؤالاً آخر متعلقاً بخطط العدو للمرحلة المقبلة. وإذا كان برنامجه يستند بصورة رئيسية إلى العمل الاستخباراتي – التقني، فهذا يعني، أن قدرته على تحمّل حرب استنزاف طويلة في المواجهة العسكرية الصاروخية والبرية ستكون محل اختبار جدّي، وهو اختبار قريب جداً، سيما أن المقاومة، أعادت تنظيم الكثير من أمورها بما يتناسب وطبيعة المعركة. وحيث توجد مؤشرات كثيرة إلى وجود قدرات على تحقيق الكثير في المواجهة التي دخلت مرحلة مختلفة عما شهدناه العام الماضي.
وعليه، فإن محاولة فهم التدخل الخارجي الحثيث من أجل فرض وقائع سياسية جديدة في لبنان سريعاً مرتبطة بأن رعاة العدو يستعجلون فعلياً الحصول على مكاسب. ولذلك، يمكن ملاحظة مستوى جديد من الضغط، لا يقتصر على الحملات السياسية والإعلامية الداعية إلى «مراضاة الوحش الذي لا يمكننا مقاومته»، بل هو ضغط يستهدف مواقع سياسية بارزة في لبنان من أجل تغيير مواقفها الحالية. وفي هذا الإطار، فإن الحديث لا يدور عن «صيصان السفارات” و”صبية الزمن الجميل”، بل عن ضغط يتركّز على من تعتقد أميركا بأنهم يوفرون اليوم مظلة حماية سياسية للمقاومة. والمقصود فعلياً هم أقطاب لقاء عين التينة، الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط. ويترافق ذلك مع ضغط وابتزاز مالي أكبر لمؤسسات عسكرية وأمنية تقتات هذه الفترة من الدعم الأميركي والخليجي.
أما هدف هذه الضغوط فليس جعل هذه الأطراف والمؤسسات تركض إلى معراب كما يفترض سمير جعجع وربعه، بل لأن من يريدون تغيير الوقائع في لبنان، أو من بيدهم الأمر، يأخذون الأمور من زاوية التركيبة الطائفية وتمركز القوى الفعليّ في البلاد. وبكلام أدق، سنجد أن دولة الإمارات العربية المتحدة (بوصفها الممثل الشرعي للمشروع الإبراهيمي) هي الاكثر صراحة في الدعوة إلى سحب الغطاء الإسلامي عن المقاومة، ودفع التركيبة السياسية صوب مرحلة تشبه ما كانت عليه الأمور صيف عام 2006. وقد أبلغ الإماراتيون الأميركيين والإسرائيليين وآخرين بأن الحل يكون بإعادة الاعتبار إلى التركيبة التي قامت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخروج سوريا من لبنان. والحل وفق تصوّر أبو ظبي يعتبر حضور القوى المسيحية بمثابة “متمّم غذائي” لتركيبة يكون المسلمون أساسها. وفي ظن أصحاب هذه الوجهة (المدعومة فرنسياً وبريطانياً) أنه يمكن إعادة صياغة الحكم وفق قاعدة تجعل الشريك الشيعي في الحكم غير مستند إلى قوة تمثيلية. ولذلك، بدأ هؤلاء يفكرون باستعادة الحريرية السياسية كخيار أمثل.
لكن، بمعزل عن واقعية هذه الطروحات، فإن هذه الوصفة تتطلب رأي العروس في النهاية. ويبدو أن الرئيس سعد الحريري ليس في وارد العودة إلى الحياة السياسية من هذه البوابة. صحيح أنه لا يريد البقاء بعيداً، لكنه يريد، بقوة، غطاء سعودياً وأميركياً، عدا أنه مرتاب من كل ما يحصل الآن، وهو أبلغ من يهمّه الأمر، في لبنان وخارجه، أنه لا يقبل أن يعاد الاعتبار إلى دوره على ظهر فتنة طائفية في لبنان. كما صارح قيادة فريقه في لبنان بأن عليها العمل إلى جانب النازحين من جهة، والابتعاد عن التيار التقسيمي، وعدم التورط في خيارات سياسية “تخالف وصايا الرئيس رفيق الحريري بعدم الدخول في أي فتنة من أي نوع، ومع أي فئة في لبنان».
طبعاً، لا يمكن اللجوء إلى ميشال حايك وليلى عبد اللطيف لمعرفة ما ستؤول إليه نتائج الضغوط الغربية والخليجية المستجدّة. لكن ما يجب اللجوء إليه لمعرفة آفاق المرحلة المقبلة، هو من يقف جهاراً نهاراً في وجه المشروع الأميركي – الإسرائيلي – الخليجي، الجارية إقامته على أنقاض اللبنانيين ودمائهم. ومرة جديدة، على المتذاكين مراجعة ما حصل في الأسبوعين الأوليْن من حرب تموز عام 2006، عندما كان التحالف المعادي للمقاومة واسع الطيف محلياً وإقليمياً ودولياً، وأوسع تمثيلاً وأكثر قوة وتأثيراً. لكنّ المقاومة التي صبرت يومها وانتصرت، تعرف اليوم أنها أمام حرب من نوع مختلف. وفي حسابات المقاومين وقيادتهم أنها حرب تستمر لعام وربما أكثر. وهو ما يلزم المقاومة ببرنامج عمل، لا يقوم بالطبع وفق ما يريد المشاهدون.
في الخلاصة، الحرب جارية من دون توقف، والعدو يستعد لعمليات إضافية في قلب لبنان، كما يستعد لتنفيذ غزو بري يتوسّع إلى حيث يمكنه الوصول. وهو عدو كـ»الجحش الفالت بلا رسن”، يريد ضرب سوريا وإيران والعراق واليمن، وهو مقتنع بأن العالم لن يتركه وحيداً. ومع ذلك، فإن قواعد الحرب ليست بيده وحده. وطالما ارتضينا بما أوصانا به شهيدنا الكبير، فليس ما نقول للعدو وحلفائه، وللحالمين بقلب الوقائع من حولنا، إلا أنّه بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان!
"الأنباء"
مع انسداد الأفق نحو الاتفاق على وقف الحرب على لبنان، يُواصل العدو الإسرائيلي قصفه للمناطق، إذ ارتكب مجزرة جديدة مستهدفاً منزلاً مأهولاً في منطقة البيسارية في صيدا، ما أدى إلى استشهاد مواطن وطفلين وسقوط عدد من الجرحى، كما طال إجرام العدو مركزاً للجيش اللبناني في كفرا واستشهد بنتيجته عنصريَن، إضافة إلى غارات أخرى في عدد من المناطق اللبنانية.
ووسط هذه الإجرام اللامحدود، أعاد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط التأكيد على النقاط التي تضمّنها بيان اللقاء الثلاثي في عين التينة لجهة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتطبيق القرار الدولي 1701 على جانبي الحدود، وانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يفتح الباب أمام إعادة إنتاج حكومة جديدة قادرة.
وفيما تُستكمل المساعي والإتصالات على خط التهدئة ووقف الحرب، شدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على وجوب تحرّك المجتمع الدولي لوضع حد لحرب الإبادة التي يشنها العدو على لبنان وعلى الإنسان، فيما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه طلب من مجلس الأمن اتخاذ قرار بوقف تام وفوري لاطلاق النار وبتطبيق القرار 1701، وذلك عقب جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بالأمس لمتابعة تطور الأوضاع الأمنية في البلاد.
بالتوازي، كان لافتاً ما صدر عن مسؤول العلاقات الاعلامية في "حزب الله" محمد عفيف، الذي اكد اكثر من مرة في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر الأمس أن المعركة لا تزال في بدايتها، وأن العدو لم يرَ حتى الآن إلاّ القليل.
في السياق، شددت مصادر أمنية على خطورة الوضع الميداني، في ظل استمرار العدو بحربه المدمرة على لبنان، متجاوزاً كل السقوف وكل الخطوط الحمراء، معتبرةً أن لبنان أمام منعطف خطير بسبب تأخّر الرد الاسرائيلي على إيران وتراجع المواجهات العسكرية في غزة في إشارة إلى أن الحرب على لبنان أصبحت أولوية لدى إسرائيل، إذ إن الإعتداءات المتكررة ضد قوات اليونيفل والجيش اللبناني في الفترة الأخيرة خير دليل على ذلك.
المصادر تخوفت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية من اجتياح بري واسع يستهدف لبنان بعد استقدام العدو عدداً من المدرعات والمظليين، كما دخول المنطقة في حرب إقليمية بعد أن تم رصد جرافتين بمواكبة دبابة ميركافا على جبهة الجولان.
هذا ويبدو ان المنطقة أمام حدث أمني قريب، حيث نقلت "إن بي سي" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن "الرد الإسرائيلي على إيران قد يكون خلال عطلة عيد الغفران". وأشارت نقلاً عن مسؤولين أميركيين إلى أن "إسرائيل ضيّقت خياراتها للرد على إيران بضرب أهداف عسكرية ومنشآت للطاقة ولا مؤشرات إلى أنها ستستهدف منشآت نووية أو تقوم بعمليات اغتيال".
ويشار إلى أن عيد الغفران اليهودي لعام 2024 يصادف، يوم السبت 12 تشرين الأول، ما يوحي بأن الردّ الإسرائيلي على إيران بات قريباً جداً.
من جهته، أشار النائب السابق علي درويش إلى أن ما يحصل من عدوان إسرائيلي همجي على لبنان أمر غير مسبوق وسط صمت دولي مريب، معتبراً أنه لولا المساعدات الانسانية التي وصلتنا من فرنسا ومن دول الخليج العربي والاردن ومصر لكان الوضع في لبنان خطير جداً.
وإذ لفت درويش في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن سبب انزعاج الرئيس ميقاتي والحديث بلهجة عالية النبرة مرده الى الصمت الدولي المريب لما يتعرض له لبنان كل يوم من دمار وخراب، والحصيلة المرتفعة للشهداء والجرحى، مشيراً إلى أنَّ ميقاتي يتلمس حجم المآسي التي يعيشها الشعب اللبناني من دون أن يتحرك أحد من الدول المعنية للضغط على اسرائيل لوقف هذه الحرب، خصوصاً وأن رئيس الحكومة لم يتلقَ أي وعد بوقف الحرب في الاتصال الذي تم بينه وبين وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن، لأن ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدعو للتهدئة وضبط الوضع من جهة ومن جهة ثانية تؤكد دعمها المطلق لاسرائيل ومدها بالمال والسلاح.
وعن الاعتداءات التي تتعرض لها قوات اليونيفل والجيش اللبناني، اعتبر درويش أنها تصب في إطار رسالة من قبل إسرائيل بأن ليس لديها خطوط حمراء لا بالنسبة لليونيفل ولا بالنسبة للجيش، بل لديها مخطط وتعمل على تنفيذه.
ميدانياً، لا تزال المعارك البرية على أوجها بين العدو و"الحزب"، إذ أعلن الأخير عن تصديه لمحاولات الدخول إلى القرى الجنوبية، كما استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بحيث استهدفت مسيّرتان أطلقتا من لبنان مبنى في هرتسليا وسط الأراضي المحتلة، وهي أكبر مسافة تقطعها مسيّرة من لبنان حتى الآن.
إذاً، العدوان المتفلت من أيّة قيود يلاحق المدنيين بمجازره المريعة وسط صمتٍ دولي قاتل، ما يشي حتماً بأنَّ لا نية للعدو بالتوقف عند هذا الحدّ، فيما يبقى الأساس مواصلة المساعي لبلوغ وقف الحرب قبل أن يتكبد لبنان خسائر بشرية ومادية أكثر.
"الجمهورية"
لا تبدو في الأفق نهاية واضحة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، العالم عاجز عن كبحه، وإسرائيل متفلّتة ولا رادع لحرب الدمار الشامل التي تشنّها، ولمجازرها التي ترتكبها بحق المدنيين اللبنانيين. في هذا الواقع الأشبه بحقل من المفاجآت، استسلم الخبراء والمحللون للفشل والعجز في تحديد وجهة المسار الحربي، وتقدير ما يبيته العقل الحربي الإسرائيلي للبنان، وأيّ واقع يحاول ان يفرضه، والأهداف الحقيقية الكامنة خلف تصميمه على الاستهداف المركّز لقوات «اليونيفيل»، ومن خلالها القرار 1701.
مساعدة .. بالنوايا
وبموازاة الداخل الموبوء بالسياسة والمنكوب بالحرب وعدوانية إسرائيل المتمادية عليه، خارج لا يسرّ القلب. فالمسار الديبلوماسي معطّل بشكل عام، وحركة الاتصالات والمشاورات التي يُقال إنّها تجري بوتيرة متسارعة على مستويات دولية متعدّدة، لا تعدو حتى الآن أكثر من إعلان نوايا بمساعدة لبنان ووقف العدوان، دون أن ترقى إلى مبادرة صلبة أو جهد حقيقي بهذا الخصوص، لوقف المسار الحربي المشتعل، وردع اسرائيل التي تدفع بهذه الحرب إلى منزلقات أكثر اشتعالاً وتدميراً.
احتمالات الخرق ضعيفة
على المقلب السياسي، علمت «الجمهورية» من مصادر سياسية موثوقة «أن لا حراكات جديدة على مستوى الملفات الداخلية، وخصوصاً انّ مواقف الاطراف التي تظهّرت بعد مبادرة اللقاء الثلاثي في عين التينة، اثبتت بما لا يرقى اليه الشك انّ احتمالات الخرق السياسي او الرئاسي أضعف مما كانت عليه قبل الحرب، وما يُحكى عن استعدادات للشراكة في تصويب المسار السياسي الداخلي والانقال الفوري إلى انتخاب رئيس توافقي لا يشكّل تحدّياً لأيّ طرف لا تعدو اكثر من غبار تضليلي يحجب حقيقة المواقف».
استعجال
وفي هذا السياق، كشف مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، عن أنّ «المحاولات الخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن التوافق المطلوب لإيصال مرشحين معينين إلى رئاسة الجمهورية، لم تتوقف، وتشدّ في هذا الاتجاه دول كبرى تسوّق بأنّ «حزب الله» بات ضعيفاً ولم يعد قادراً على فرض شروطه، وبعض الداخل متناغم مع تلك المحاولات حتى النخاع، ومثل هذا الكلام قيل لبعض الوزراء ولمسؤولين لبنانيين بشكل واضح وصريح».
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت هذه المحاولات قادرة على السريان وقلب الميزان الداخلي، قال: «لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية خارج التوافق، ثم لماذا هذا الاستعجال في حسم الامور وكأنّ الحرب انتهت وغيّرت الموازين فيما هي لم تنته بعد، والميزان في نهاية المطاف تحدّده تطورات الميدان، وآنئذ لكل حادث حديث»؟
بلينكن يستعجل الرئيس
وكان لافتاً في هذا السياق، ما كشف عنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من أنّه تلقّى اتصالاً من وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الذي أثار الملف الرئاسي، وقال ميقاتي: «قبل نهاية الاتصال قال الوزير بلينكن انّ هناك امراً واحداً بعد وهو ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، وأشار الى انّه سيتصل الآن بالرئيس برّي لحثه على المضي قدماً بخطوته لانتخاب رئيس، شرط الّا يكون رئيس تحدٍ لأحد، بل رئيس مقبول من جميع اللبنانيين، ويجمع ولا يفرّق».
ولفت ميقاتي إلى انّ اتصال وزير الخارجية الاميركية «يصبّ في اطار التنسيق الحاصل والسعي الجدّي لوقف اطلاق النار، ووجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنّهم يسعون بكل جهد لإتمام وقف اطلاق النار».
بلينكن يتصل ببري
وفي وقت لاحق أمس، أجرى بلينكن اتصالاً بالرئيس بري استمرّ لنحو 40 دقيقة، جرى خلاله استعراض شامل لتطوّرات الوضع الناجمة عن العدوان الإسرائيلي واستهدافه المدنيِّين. بالإضافة إلى حركة الاتصالات الدولية والسبل الرامية إلى وقف إطلاق النار.
وكان بلينكن قد قال في كلمة له على هامش قمة بلدان جنوب آسيا في لاوس: «إنّ على الدولة اللبنانية فرض نفسها وتولّي زمام المسؤولية بمواجهة «حزب الله». ومن الواضح انّ لدى الشعب اللبناني مصلحة ومصلحة قوية في ان تفرض الدولة نفسها وتتولّى زمام المسؤولية عن البلد ومستقبلها. ومن المهمّ ان يكون هناك رئيس دولة في لبنان، والقرار متروك للشعب اللبناني».
مطالبة بوقف النار
وأشار ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء امس، الى انّ مجلس الوزراء اتخذ قراراً حرفيته: «الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التّام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمُندرجاته كافّة، لا سيّما في شقّه المتعلّق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار».
وأكّد ميقاتي أنّ «الاعتداء الذي تعرّضت له قوى «اليونيفيل» من قبل إسرائيل، هو جرم مستنكر من قبلنا، وهو برسم المجتمع الدولي الذي تُنتَهكُ حرماته ويُهدَّد وجوده من خلال استهداف قوى الأمم المتحدة». وقال: «الحل الديبلوماسي مطروح على الطاولة من خلال القرار 1701 الذي لا يزال صالحاً. و«حزب الله» موافق ايضاً، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا اعتقد انّه يوجد أي تردّد».
ولفت إلى أنّه «نتيجة المساعي التي بدأت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، والمتعلقة بتخفيف التصعيد، خفّت حدّة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفّت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع». وعمّا إذا كان لبنان لا يزال مرتبطاً بغزة اجاب: «اولويتنا اليوم الّا نكون مع أحد او ضدّ احد، أولويتنا هي السلامة والأمن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه». وعن موقف «حزب الله» قال: «انا رئيس وزراء لبنان، ولا اتكلم باسم «حزب الله» مع احترامي له، انا اتكلم باسم لبنان، وما يهمّني هي سلامة بلدي، ووقف إراقة الدم والدمار».
١٣ تشرين
على صعيد محلي متصل، ستشكِّل ذكرى 13 تشرين التي يحييها التيار الوطني الحر غداً بقداس في مار الياس - أنطلياس، مناسبة ليطلق فيها رئيس «التيار» النائب جبران باسيل مواقف تضيء على مخاطر الحرب الإسرائيلية وتداعياتها لا سيما في الإحتلال والتهجير الديموغرافي، إضافةً إلى رؤية مستقبلية لحماية لبنان والمنظومة المطلوبة لذلك، بعد كل العبَر التي أظهرتها هذه الحرب.
وكذلك سيطرح باسيل سلسلةً من الخطوات المرتبطة بملف رئاسة الجمهورية وإعادة إنتاج السلطات الدستورية، وذلك من ضمن نتائج حراك التيار السياسي والديبلوماسي ضمن هذا الإطار.
المسلسل التدميري
وكان الجيش الاسرائيلي قد واصل أمس، المسلسل التدميري للمناطق اللبنانية عبر سلسلة من الغارات الكثيفة للطيران الحربي على القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، في وقت تشهد المحاور على عدد من النقاط المحاذية لخط الحدود الدولية مواجهات عنيفة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وافادت التقارير الأمنية عن هجوم صاروخي وُصف بالعنيف وشديد الغزارة، شنّه الحزب على مواقع الجيش الاسرائيلي ومختلف المستوطنات والمدن الاسرائيلية بدءاً من الجليل والجولان وصولاً إلى حيفا. وقال مراسل القناة 12 العبرية انّ سقوط الصواريخ كان «كالشلالات»، فيما تواصلت صفارات الإنذار واعلنت اسرائيل تفعيل دفاعاتها الجوية، الّا انّ المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اعلن انّ الدفاعات الجوية لم تتمكن من اعتراض كل الصواريخ، كما اعلنت «نجمة داود» وقوع اصابات، ورصدت مروحيات اسرائيلية تنقل إصابات في صفوف الجنود الاسرائيليين الى مستشفى رامبام في حيفا.
استهداف «اليونيفيل» والجيش
واللافت في هذا السياق، استمرار الجيش الاسرائيلي في استهداف قوات «اليونيفيل»، فيما استهدف جيش الاحتلال مركزاً للجيش اللبناني في كفر ما أدى الى استشهاد جنديين وجرح اثنين آخرين. واعلنت «اليونيفيل» امس عن تعرّض مقرّها العام في الناقورة صباح امس، لانفجارات للمرّة الثانية خلال 48 ساعة، حيث أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة، وتمّ نقل أحد الجرحى إلى مستشفى في صور، بينما يتلقّى الثاني العلاج في الناقورة.
بري: ليستيقظ العالم
وتعليقاً على إمعان إسرائيل في استهدافها للمدنيِّين وقوات حفظ السلام (اليونيفيل) والجيش اللبناني في بلدة كفرا، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: «أحَرّ التعازي إلى اللبنانيِّين كل اللبنانيِّين، لذوي الشهداء الذين سُفِكت دماؤهم على امتداد الجنوب وفي الضاحية والبقاع والعاصمة بيروت وجبل لبنان، والتعازي أيضاً موصولة للجيش اللبناني الذي قدّم اليوم المزيد من القرابين شهداء وجرحى في مسيرة التضحية والوفاء من أجل سيادة لبنان».
وأضاف بري: «إنّ ما حصل أمس واليوم من استهداف لقوات «اليونيفيل» ولجنود الجيش اللبناني من قِبل إسرائيل وآلتها العدوانية هو جريمة وليس مَحطّ إدانة واستنكار فحسب، بل هو أيضاً وقبل أي شيء آخر هو عدوان ومحاولة إغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701، نضعها برسم المجتمع الدولي الذي آنَ له أن يتحرّك ويستيقظ لوضع حَدٍّ لحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على لبنان وعلى الإنسان وعلى كل ما هو متصل بقواعد الإخلاق والإنسانية والشرعية الدولية». وختم: «الرحمة للشهداء مدنيِّين وعسكريِّين والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى وحمى الله لبنان».
حراك فرنسي
ولوحظ انّ الاعتداء الاسرائيلي على «اليونيفيل» أثار غضباً دولياً، ولاسيما من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، والمجلس الاوروبي، وايطاليا، وبريطانيا، وروسيا التي دعت اسرائيل الى الكف عن الاعتداء على «اليونيفيل». وفرنسا التي استدعت السفير الاسرائيلي على خلفية هذه الاعتداءات.
وفيما دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى اجراء تحقيق أممي في الهجمات الاسرائيلية على «اليونيفيل»، قالت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية لـ«الجمهورية»: «انّ هناك تبرماً كبيراً جداً لدى الايليزيه من اسرائيل، لاستهدافها غير المبرر للمدنيين في لبنان، وحجم التدمير الهائل الذي الحقته بالبنى المدنية، ما يجعلها في تحفّز دائم لبذل جهد مكثف لوقف اطلاق النار، وفي برنامج الرئيس ايمانويل ماكرون خطة للتحرّك العاجل والمكثف في هذا الاتجاه».
وعكست المصادر ما وصفته «تخوفاًً عاليا لدى باريس من الاستهداف المتعمّد لقوات حفظ السلام في لبنان الذي يهدّد سلامة افرادها، ويشلّ حركتها ويعطّل قدرتها على أداء مهمتها وفق القرار 1701.
«حزب الله»
إلى ذلك، عقد مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف مؤتمراً صحافياً في الضاحية الجنوبية اكّد فيه «أنّ القوة والمقاومة هما ما يردع العدو عن جرائمه وليس القرارات الدولية».
ولفت الى أنّ ضرب تل أبيب ليس إلّا البداية، وما جرى في الأيام الأخيرة يؤكّد أننا ما زلنا في البداية. وللعدو أقول إنك لم ترَ بعد إلّا القليل». واكّد «انّ المقاومة تدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع الميدان ومخزونها بخير، ومقاتلونا جاهزون للقتال الضروس ثأراً لدماء شهيدها الأغلى، والعدو عاجز».
واشار الى انّ «العدو عاجز عن التقدّم على الرغم من استقدامه قوات وألوية إضافية». وقال: «لا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم عندما ترون مشاهد للعدو داخل القرى، ولا تقلقوا من هذه المشاهد للعدو لأنّ المقاومة لديها قرار مسبق بالدفاع المرن المتوافق مع متطلبات الجبهة».
ولفت الى انّه «يدور حديث على بعض شاشات التلفزة المحلية وفي كواليس السياسة عن استعجال النتائج السياسية للمعركة. وتصريحات الأميركيين وما قاله نتنياهو لماكرون عن تغيير في لبنان والمنطقة، لاقاها بعض السياسيين في الداخل وطفت على السطح عبارات مقززة». وقال: «المعركة ما زالت في بدايتها الأولى و»بكير بكير بكير» الحديث عن الثمار السياسية. فلا تستعجلوا ولا تحرقوا اصابعكم».
واكّد «أنّ أي جهد سياسي داخلي أو خارجي مشكور ما دام متوافقاً مع رؤيتنا للمعركة». وقال: «أولويتنا المطلقة الآن هي إلحاق الهزيمة بالعدو وإجباره على وقف العدوان بالقوة».
"الديار"
الحرب الثالثة على لبنان طويلة، ولن تنتهي بسرعة او ضمن مهلة زمنية محددة، بل يواجه اليوم لبنان عدوانا ثنائيا «اسرائيليا»- اميركيا، وان كان الدور العسكري الاميركي لا تظهر تداعياته السلبية بصورة جلية على المناطق اللبنانية، التي تتعرض للمجازر والابادة والدمار. المؤسف ان الكيان الصهيوني يعتبر انه في مرحلة ذهبية، لم تتوافر له منذ خمسين سنة للقضاء على اعدائه، ولذلك يمضي قدما بوحشيته وبحقده وبغاراته وقنابله على لبنان، الا ان حزب الله لا يزال في المرصاد، ويكبد الجيش «الاسرائيلي» خسائر هائلة، رغم التكتم الصهيوني. فضلا عن ان المقاومة لا تزال قادرة على ايلام «اسرائيل»، فهي يومياً تضرب مستوطنات الشمال، وتنشر الرعب بين المستوطنين.
ما هي اهداف الكيان العبري في لبنان؟
والسؤال المطروح حاليا، مع استمرار وحشية العدو ضد الحجر والبشر: ما هي اهداف الكيان العبري في لبنان؟
– الهدف الاول والواضح هو ضرب حزب الله، الا ان «اسرائيل» تدرك جيدا انه لا يمكنها ضرب الطائفة الشيعية برمتها، والتي تشكل نواة المقاومة. ولذلك تقصف حزب الله، وفي الوقت ذاته، تقوم عن سابق تصور وتصميم بتهجير الشيعة اللبنانيين من مناطقهم، وهذا يؤدي الى بقاء النازحين الشيعة في مناطق لبنانية اخرى، وبالتالي يكون ابعد الكيان الصهيوني المكون الشيعي عن الحدود.
– الهدف الثاني هو المياه والغاز والنفط في المياه اللبنانية، اذ في حال تمكن جيش الاحتلال من الوصول الى حدود نهر الليطاني، اي استولى على الحاصباني وبانياس واليرموك، التي تأتي من جبل الشيخ، فعندئذ تكون قد حققت «اسرائيل» مخططها بالسيطرة على الثروة المائية اللبنانية. وتجدر الاشارة الى ان «اسرائيل» في اشد الحاجة الى «المياه».
وفي البحر، كان هناك خلاف لبناني-»اسرائيلي» على رسم الحدود، ولكن في حال حققت انجازا ميدانيا في جنوب لبنان، فستكون «اسرائيل» قادرة على فرض شروطها في هذا السياق.
وباختصار، هذه هي الاهداف الرئيسية التي يسعى اليها الكيان الصهيوني، في حين ان ارتكابه للمجازر والدمار، هو بنظرها ورقة ضغط على لبنان وعلى حزب الله، لاعادة رسم الخطوط البحرية في ما يتعلق بالنفط والغاز.
فهل يتوافق المخطط الصهيوني مع المشروع الاميركي؟ يجيب مصدر ديبلوماسي للديار بان اميركا تنفذ مشروع «اسرائيل» في المنطقة، فهل يملك اللبنانيون فرصة منع الكيان العبري من تحقيق اهدافه المذكورة؟
لماذا يستهدف جيش العدو قوات اليونيفيل في الجنوب؟
وانطلاقا من المعلومات التي ذكرناها اعلاه، يواصل جيش الاحتلال استهدافه لقوات اليونيفيل في رأس الناقورة وفي منطقة اللبونة جنوب لبنان، منتهكا القانون الدولي الذي لطالما داس عليه، حيث اصاب عنصرين من هذه القوات، في حين ان اليونيفيل اعتبرت ان استهداف الجيش «الاسرائيلي» لعناصرها مؤشر خطر، مؤكدة انها باقية في لبنان، على الرغم من الهجمات «الاسرائيلية».
واثار العدوان الاسرائيلي على قوات الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان استنكارا دوليا، من الامم المتحدة وفرنسا وايطاليا ودول اخرى، حيث وجهت باريس تحذيرا لـ «اسرائيل» بعدم تسامحها بالتعرض لليونيفيل مجددا، بينما اكتفت الولايات المتحدة الاميركية بحث وزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت، على عدم ضرب اليونيفل، لكن بشكل خجول.
علاوة على ذلك، لم تستثن البربرية «الاسرائيلية» عدوانها على الجيش اللبناني ايضا، مستهدفة مركزا للجيش في بلدة كفرا في الجنوب، ما اسفر عن سقوط شهيدين وثلاثة جرحى.
والحال انه بعدما ذاب الثلج، ظهرت نيات الكيان العبري، بانه لا يريد القرار 1701 وقد تخطاه، ويسعى اليوم الى احتلال جزء من الاراضي الجنوبية في لبنان، نظرا لوجود ثروات طبيعية تريد «اسرائيل» وضع يدها عليها. ذلك ان كل التصاريح للمسؤولين «الاسرائيليين» السابقة، اضافة الى تصريحات المسؤولين الاميركيين عن تطبيق لبنان القرار 1701 ، لم تكن سوى تصريحات منافقة، كان الهدف منها استخدامها لتبرير اليوم غزو جيش الاحتلال لجنوب لبنان، وتطبيق الشعار الكاذب المعهود «امن اسرائيل».
وفي هذا السياق، علقت مصادر عسكرية رفيعة المستوى للديار، بالقول ان الهدف من الهجمات «الاسرائيلية» على اليونيفيل اضحى واضحا، وهو اخراجها من جنوب لبنان كيلا يشهد احد على ما سيقدم عليه جيش الاحتلال المعروف ببربريته في جنوب لبنان او في البقاع. واضافت هذه المصادر العسكرية ان العملية البرية لجيش الاحتلال حتما ليست «محدودة»، بل المخطط الحقيقي هو قضم اراض لبنانية ضمن مشروع «اسرائيل الكبرى».
لبنان متروك لمصيره… و«اسرائيل» تعمل على احداث فتنة
في غضون ذلك، بدا لبنان وحيدا في خضم العدوان الاسرائيلي عليه، متروكا لمصيره ولنيران العدو الصهيوني الذي لا يشبع من الدماء، ويواصل مجازره ضد المدنيين، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت ام في البقاع، حيث بات الكيان الصهيوني يستهدف المدنيين بحجة ضرب مخازن السلاح لحزب الله. بيد ان الطيران الحربي للعدو الاسرائيلي لم يترك مكانا في الضاحية لم يقصفه ويدمره، كذلك الامر في الجنوب والبقاع، الامر الذي ادى الى حالة نزوح كبيرة عند اللبنانيين.
اما السؤال الاهم والذي يطرح نفسه: «هل ستؤدي هذه الحرب الثالثة على لبنان الى فتنة وانشقاق عمودي اهلي؟ وهل ستقوم بعض الاطراف اللبنانية بالمضي قدما باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية مستندة الى ان نفوذ حزب الله تراجع؟ هل ستنجرف بعض الاطراف اللبنانية وراء كلام السفير الاميركية، على ان لبنان سيدخل مرحلة جديدة لن يكون لحزب الله مكان فيه؟
هذه الاسئلة مطروحة على طاولة النقاش اللبناني، والخوف ان يتحقق بعضها وينغمس البعض برهانات خاطئة، تُدخل لبنان في مرحلة «حرب اهلية»!!!
اتصال بلينكن – بري
بموازاة ذلك، اجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالين منفصلين مع كل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأفادت مصادر مطلعة أن الاتصال ببري كان إيجابياً جداً، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول الحرب «الاسرائيلية» على غزة ولبنان، وتم التطرق بشكل خاص إلى الأوضاع الراهنة في لبنان وتأثيراتها بالاستقرار في المنطقة.
وخلال المحادثة، طالب بلينكن بري بتقديم تعهدات واضحة من قبل حزب الله في ما يتعلق بالتنفيذ العملاني للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يهدف إلى تعزيز وقف الأعمال العدائية بين لبنان و «إسرائيل»، وتنظيم الانتشار العسكري في جنوب لبنان. وقد شدد بلينكن على أن تطبيق هذا القرار بشكل كامل يشكل أساساً ضرورياً، لتحقيق الاستقرار المستدام في لبنان، مؤكداً على أهمية دور بري في هذا الإطار، نظراً الى مكانته السياسية وتأثيره.
ورأت المصادر أن الإشارة الأميركية إلى القرار 1559، الذي ينص على نزع «سلاح الميليشيات» في لبنان وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية، جاء فقط من باب الضغط السياسي، لتأكيد التزام الأطراف بتطبيق القرار 1701، وعدم الخروج عنه. ورغم حساسية هذه الإشارة، إلا أن بلينكن حرص على التركيز على تنفيذ القرار 1701 كأولوية قصوى، دون التطرق إلى ما قد يثير مزيداً من التوترات السياسية في الداخل اللبناني.
ميقاتي يدعو مجلس الامن لوقف فوري لاطلاق النار
من جهتها، طالبت الدولة اللبنانية من خلال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مجلس الامن بقرار فوري لوقف اطلاق النار في لبنان مشيرا في الوقت ذاته الى ان حزب الله ملتزم بالقرار 1701. واكد ميقاتي التزام الدولة اللبنانية بقرار 1701.
ولكن هل تلقى الدولة اللبنانية آذانا صاغية لدى المجتمع الدولي اذا كانت واشنطن اطلقت يد «اسرائيل» لتنفيذ كل اهدافها في لبنان؟
عفيف: «بكير» للاستثمار السياسي بان الحزب انتهى!
بدوره، قال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف ان المعركة مع العدو في بدايتها، مشيرا الى انه «بكير» للاستثمار السياسي من قبل البعض بان حزب الله انتهى. واكد ان المقاومة بخير، والعدو عاجز عن التقدم برغم استقدامه قوات وألوية اضافية، مشددا على ان حزب الله سيجبر العدو على وقف العدوان. ولفت الى ان مقاتلي الحزب ينصبون كمائن لجيش الاحتلال، ما يدفعه مرارا الى الانكفاء والتراجع.
وتحدث عفيف عن محطات تلفزيونية لبنانية تحرض العدو على ارتكاب المجازر ضد المدنيين، عبر بثها اخبارا كاذبة تنص على وجود عناصر مسلحة للمقاومة بين المدنيين، داعيا وزارة العدل والقضاء الى التحرك لوقف التحريض على استهداف المدنيين.( تفاصيل كلمة عفيف ص 4)
«اسرائيل» تسعى لتصفية حزب الله… ولكن؟!!!
الى ذلك، تقول اوساط سياسية للديار ان حزب الله عصي على الموت وعلى التصفية، لانه متجذر في قلب كل عائلة لبنانية مناهضة للطغيان والاحتلال الاسرائيلي، وهو في صلب الطائفة الشيعية التي هي نواة حزب الله. وعليه، قد يتمكن العدو الاسرائيلي من ارتكاب المجازر ضد المدنيين، وقد يستشهد عدد من مقاتلي حزب الله، الا ان هدف تصفية الحزب هو وهم وبعيد كل البعد عن الواقع، ويدل على غرور «اسرائيلي» ورهانات وحسابات خاطئة.
مؤتمر معراب بضوء اخضر اميركي: ضرورة تطبيق القرارات 1701 و 1559 و 1680
وفي اطار انعقاد مؤتمر معراب اليوم، قالت مصادر «القوات اللبنانية» للديار ان «القوات» دعت سابقا الى مؤتمر في شهر نيسان الماضي، حيث شددت على ضرورة التقيد بتنفيذ القرار 1701 ، مشيرة الى ان هذا القرار لو نفذ لما كنا وصلنا اليوم الى هذه الاوضاع الكارثية.
واشارت المصادر ان مؤتمر معراب اليوم ليس لقاء مسيحيا محض، بل مؤتمر وطني يجمع معاناة الناس المشتركة ايا كانت طوائفها، وعليه، الدعوات عامة وقوى نتشارك معها الخطاب والمبادئ السياسية والسيادية. ولفتت المصادر الى ان «القوات» لم توجه دعوة «للتيار الوطني الحر»، نتيجة خلاف سياسي عميق معه، كما يستثني مؤتمر معراب الثنائي الشيعي و «تيار المردة».
ولفتت المصادر «القواتية» الى ان المرحلة الحالية تدفع نحو مطالب اوسع من تطبيق قرار 1701، وهو تطبيق القرار 1559 المنبثق من الدستور الذي ينص على نزع السلاح من كل الاحزاب اللبنانية، غير انه تم استثناء حزب الله من هذه القاعدة، بحجة ان الحزب هو مقاومة ضد العدو الاسرائيلي، وحصل ذلك ضمن ثنائية النظام السوري والنظام الايراني بابقاء السلاح بيد حزب الله، وفقا للمصادر «القواتية».
وعليه، رأت المصادر انه لم يعد مسموحا ان يبقى لبنان في هذه المأساة التي يعيشها اللبنانيون يوميا، وقد اثبتت كل الظروف ان العودة الى الدولة تجنب لبنان الحروب والعدوان عليه. من هنا، شددت المصادر على ضرورة تطبيق القرار 1701 والقرار 1559 والقرار 1680 وطبعا تطبيق الدستور وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
واضافت المصادر انه آن الاوان لاعادة انتاج السلطة بانتخاب رئيس للجمهورية، وان يلتزم الرئيس المقبل بالدستور اللبناني والقرارات الدولية.
يذكر ان القرار 1680 اعتمد في 17 ايار- مايو 2006 بعد أن أشار إلى القرارات السابقة بشأن لبنان، بما في ذلك القرارات 425 (1978) و 426 (1978) و 520 (1982) و 1559 (2004) و 1655 (2005) وشجع سوريا على الاستجابة بشكل إيجابي لطلب لبنان بتعيين الحدود وإقامة علاقات ديبلوماسية، بهدف تأكيد سيادة لبنان وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي.
وتعليقا على خارطة الطريق الذي ستعلن في مؤتمر معراب اليوم، رأت اوساط سياسية ان الدعم الاميركي لمعراب كبير، ولذلك لا يهم من سيحضر ما دامت «القوات» تتمشى مع المشروع الاميركي للمنطقة وللبنان. وحذرت هذه الاوساط من ان تجر واشنطن «القوات» الى مرحلة جديدة في لبنان، قد لا تكون في مصلحة الشعب اللبناني والمسيحيين، وان كانت واشنطن تقول العكس.
كواليس تحرك باسيل لضمان دوره في التسوية المقبلة
على صعيد اخر، عند اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في عدوان «إسرائيلي» غادر، اشتعلت الساحة السياسية اللبنانية بحراك مكثف. وفي خطوة لافتة، قام رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، بزيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث دعاه إلى عقد لقاء تشاوري وطني كبير، بهدف لملمة الصفوف وتحصين الساحة الداخلية في مواجهة التحديات المتصاعدة، التي ازدادت حدتها بعد هذه الجريمة النكراء التي استهدفت رمزاً من رموز المقاومة.
فما كان من بري إلا أن دعا كلاً من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق الوزير وليد جنبلاط، إلى اجتماع في مقر إقامته في عين التينة. وفسرت مصادر مطلعة هذه الدعوة بأنها تهدف إلى قطع الطريق أمام محاولة باسيل لاختزال التمثيل المسيحي في الصورة، والتأكيد على أهمية مشاركة جميع الأطراف الوطنية في أي حوار أو تسوية مقبلة.
لم تتوقف تحركات باسيل عند هذا الحد، إذ عاد مجدداً إلى عين التينة لزيارة بري، متحدثاً معه حول ضرورة المسارعة في انتخاب رئيس جديد من فريق «8 آذار»، معللاً ذلك بأن هذه الخطوة قد تساهم في استقرار الساحة السياسية. لكن رد بري كان حاسماً، إذ قال له: «اذهب إلى سليمان فرنجية، وأنا ليس لدي مانع».
بناء على ذلك، قام باسيل بتكليف النائب السابق نقولا صحناوي، القيام بزيارة إلى الوزير السابق سليمان فرنجية في بنشعي. إلا أن الصحناوي التقى نجله النائب طوني فرنجية. وخلال اللقاء، بادر صحناوي إلى طرح مقترح باسيل الذي يدعو إلى انتخاب رئيس من فريق «8 آذار» لضمان استقرار البلاد ووحدة الصف، لكنه فوجئ برد مباشر من النائب طوني فرنجية الذي قال له: «هذا والدي موجود هنا، اذهبوا وانتخبوه»، في إشارة واضحة إلى أن سليمان فرنجية هو الخيار الطبيعي لهذا الفريق. وعند هذا الحد، انتهى النقاش.
وفي الاطار، رأت مصادر سياسية مطلعة على تحرك باسيل محاولة واضحة لحجز مقعد له في التسوية السياسية المقبلة، وذلك عبر سعيه الدؤوب لتثبيت حضوره في المعادلة السياسية، وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي أدت إلى اغتيال السيد الشهيد حسن نصر الله، ، حيث ان زلزال اغتياله وما تبعه من تداعيات على الساحة الداخلية، جعل المشهد أكثر تعقيداً وحساسية.
هذا، ومن الممكن القول ان محاولات جبران باسيل الرئاسية تعرضت لعدة نكسات، بدأت عندما لم يدعه رئيس مجلس النواب نبيه بري لحضور اللقاء الثلاثي، ما اعتُبر فشلاً أولا في مساعيه لحجز مقعد له في التسوية. الفشل الثاني جاء عندما تلقى مساعده نقولا صحناوي ردًا حاسمًا من نجل رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي قطع عليه الطريق وأغلق باب التوافق أمام أي مبادرة جديدة.
بعد هذه التطورات، توجه باسيل إلى بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، ملمحًا إلى إمكان طرح حل وسطي في ظل الأزمة السياسية الراهنة، فما كان من الراعي الا أن سأله: وماذا نفعل بسليمان فرنجية، فكان جواب باسيل: «يلي كان داعموا راح…»
"اللواء"
أسبوعان من بدء اسرائيل ضرباتها القوية ضد لبنان، من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية والبقاع وبعض قرى جبل لبنان، وسط خسائر ترتفع مع كل غارة أو استهداف، وتحصد الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، على نحو ما هو حاصل في قطاع غزة، حيث يرتفع عدد الضحايا الى ما يقرب من خمسين ألف شهيد و100 ألف مصاب وجريح.
ولئن كانت وقائع المواجهات الجارية في الميدان من محور الناقورة (غرباً الى مارون الراس والقرى المحيطة بها في الوسط الى ميس الجبل وبليدا والعديسة وكفركلا والخيام غرباً، تثبت قوة صمود المقاومة وعنف الضربات المعادية، بالطائرات والمدفعية والصواريخ والمسيرات، فإن الكابينت الحربي الاسرائيلي أعطى التفويض المتجدّد لبنيامين نتنياهو للمضي قدماً في حرب لبنان، بدءاً من المحاور الجنوبية الى خارطة الاستهدافات العسكرية التي تتوسع يوماً بعد يوم.
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما من تقدم في ملف الاتصالات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في لبنان، على أنه بالنسبة إلى التحرك الرسمي فإن الجهد يتواصل من أجل هذه الغاية. ورأت أن ما من آلية معينة جاهزة ولكن هذا لا يعني ان المسألة لن تتم متابعتها.
إلى ذلك، رأت هذه المصادر أن خارطة الطريق التي تصدر اليوم عن اللقاء الذي تستضيفه معراب تحت عنوان «دفاعا عن لبنان» من شأنها إبراز موقف المعارضة المنسجم مع مبادئها بشأن الحرب وتداعياتها والتحذيرات التي أطلقت مرارا وتكرارا بشأن عدم جر لبنان إليها، متوقعة صدور نقاط بشأن المقاربة المقبلة والسعي إلى انتخاب رئيس الجمهورية ووقف إطلاق النار والالتزام بالقرارات الدولية، معتبرة أن هذا اللقاء ليس موجها ضد أحد إنما غايته التأكيد على هذه المقاربة الانقاذية والعمل على تنفيذها من دون تأخير.
على ان البارز دبلوماسياً، دخول وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن على الخط عبر ما يمكن تسميته بـ «دبلوماسية الهاتف» فأجرى اتصالا م الرئيس نجيب ميقاتي، ثم اتصالا مع الرئيس نبيه بري استمر 40 دقيقة.
وحسب ما عمّم جرى خلال الاتصال البحث بالاوضاع الراهنة في لبنان.
وفي المعلومات ان الاتصال تناول احتمالات المرحلة المقبلة، وان الرئيس بري اكد التمسك بوقف اطلاق النار فوراً.
وتعليقاً على إمعان إسرائيل إستهدافها للمدنيين وقوات حفظ السلام (اليونيفيل) والجيش اللبناني في بلدة كفرا. قال الرئيس بري: أحر التعازي الى اللبنانيين كل اللبنانيين، لذوي الشهداء الذين سفكت دماؤهم على إمتداد الجنوب وفي الضاحية والبقاع والعاصمة بيروت وجبل لبنان، والتعازي أيضاً موصولة للجيش اللبناني الذي قدم اليوم المزيد من القرابين شهداء وجرحى في مسيرة التضحية والوفاء من اجل سيادة لبنان.
واضاف الرئيس بري: إن ما حصل أمس واليوم من استهداف لقوات اليونيفيل ولجنود الجيش اللبناني من قبل إسرائيل وآلتها العدوانية، هو جريمة وليس محط إدانة واستنكار فحسب، بل هو أيضاً وقبل أي شيء آخر هو عدوان ومحاولة اغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701.
وحسب المعلومات التي رشحت عن الاتصالات الهاتفية الأميركية تجزئة وقف النار، عبر احياء معادلة «بيروت- حيفا»، بمنى وقف استهداف اسرائيل لبيروت مقابل وقف قصف المقاومة لحيفا، وكانت قناة «سكاي نيوز» نقلت عن مصادر لم تحددها ان المحاولات الأميركية تسير بهذا الاتجاه.
وكشف الرئيس ميقاتي ان مجلس الوزراء اتخذ القرار الآتي: الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب الى مجلس الامن الدولي تدعوه فيه الى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لاطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار.
وما بقي منه قال الرئيس ميقاتي:»يبقى الحل الديبلوماسي مطروحا على الطاولة من خلال القرار1701 الذي لا يزال صالحا. حزب الله موافق ايضا، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا اعتقد انه يوجد أي تردد.
وتابع : نتيجة المساعي خفت حدة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع»، ان ضرب المدنيين بهذه الطريقة، والحاق الاذى بهم وسقوط المزيد من الشهداء امر لا يجوز بتاتا، فهذا حرام، فهل تخلينا عن انسانيتنا؟.
وعما اذا كان لبنان لا يزال مرتبطا بغزة، اجاب: «اولويتنا اليوم الا نكون مع أحد او ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والامن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه».
وفي اطلالات تلفزيونية أعلن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إننا:
- نعمل ليلاً نهاراً من أجل مسألة وقف إطلاق النار في لبنان والوصول إليه في أسرع وقت. وكشف عن ان التنسيق مستمرّ مع الحكومة اللبنانيّة ورئيسها وقائد الجيش والأمر يتعلّق بمستقبل لبنان من أجل الوصول إلى ما يريده الشعب اللبناني عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.
ووصف الهجوم أمس على وسط بيروت كان مدمّراً ونسعى لوقف العمليّات العسكرية والولايات المتحدة لم تعطِ أي ضوء أخضر لأي عملية برية في لبنان.
واعتبر ان الرئيس اللبناني يجب أن يختاره اللبنانيون بأنفسهم وليس علينا ان نختاره نحن لهم.
واشار الى ان القرار 1701 انهى حرب تموز، لكنه لم ينفذ بشكل جيد، والآن يجب تنفيذه.
واشار الى انني اتواصل مع الرئيس بري، ونحن نريد العمل مع مؤسسات الحكومة بما في ذلك الجيش للوصول الى نهاية لهذا الصراع، وهذا يعني التفكير في القرار 1701، والعمل على التوصل الى اتفاق شامل يجلب الاستقرار.
ونفى ان تكون الولايات المتحدة او هو اعطيا الضوء الاخظر لاي عمليات عسكرية في لبنان، خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، وكان الرئيس جو بايدن يعمل جاهدا على محاولة تحقيق وقف اطلاق النار.
الحدث الخطير استهداف اليونيفيل
وتفاعلت قضية استهداف القوة الدولية في الناقورة لليوم الثاني، وبعد رفضها طلبات الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وبقائها في مواقعها، تعرّضت قوات «اليونيفيل» في الجنوب لاستهداف جديد، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة مدفعية مستهدفة المدخل الأساسي لمركز قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية أحد أبراج «اليونيفيل» في الناقورة، الواقع على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة امام حاجز الجيش اللبناني، ممّا أدّى إلى إصابة جنديين من الكتيبة السريلانكية بجروح.
واعتبرت «اليونيفيل» في موقف لها ان ما حدث يشكل تطورا خطيرا. ودعت الى ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واكدت إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، «وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما ان أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)».
وكان استهداف اليونيفيل شكل موضع ادانة دولية، فندد الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بالاعتداء على قوات الطوارئ، وثله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، معتبرا إطلاق النار على اليونيفيل «غير مقبول».
وتفاعلت القضية دولياً، فأصدر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني ورئيسة وزراء اسبانيا بيدرو سانتشيت التنديد باستهداف الجيش الاسرائيلي لقوة الامم المتحدة في الجنوب، وقالوا في بيان مشترك: مثل هذه الهجمات غير مبررة، ويجب ان تنتهي على الفور.
وطلب وزير الدفاع لويد اوستن من نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت خلال اتصال هاتفي بينهما على ضمان سلامة قوات اليونيفيل.
ولم توفر آلة الحرب المعادية الجيش اللبناني فاستهدف موقع للجيش في بلدة كفرا الحدودية، مما ادى الى استشهاد جنديين وجرح 3 آخرين بجروح.
جولة «التشاوري المستقل»
اما في الحراك السياسي الداخلي، واصل نواب «اللقاء التشاوري المستقل» زيارات الكتل النيابية، للبحث في سبل وقف العدوان والاستحقاق الرئاسي مع اللقاء الديموقراطي والتغييريين، والتقى وفد من اللقاء ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا ونعمة افرام وميشال ضاهر وجميل نواب «اللقاء الديموقراطي»: وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن وراجي السعد وفيصل الصايغ.
وقال عون بعد اللقاء: كان البحث بداية بالملف الساخن المتمثل بالحرب الدائرة وبكيفية توسيع المساحة الوطنية التي تطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ وتتبناه. اضافة الى دعم موقف لبنان الرسمي بما يخص وقف اطلاق النار والموافقة على الاقتراح الدولي المرتبط بالهدنة.
لقاء معراب
وفي معراب يعقد اليوم اللقاء الوطني، بعنوان «دفاعا عن لبنان» بمشاركة نواب وشخصيات تمثل المعارضة.
وعشية اللقاء استقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب النائب نعمة افرام، الذي قال بعد اللقاء: «تبادلت وجعجع المعلومات والقراءات في ما يخصّ وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس والخروج من الأزمة الحاليّة وحول كيفيّة تقريب وجهات النظر بين النوّاب للخروج من الأزمة التي لا يجب أن تتكرر». وأكد افرام ان «الأولويّات الأساسيّة لرئيس الجمهوريّة القادم تطبيق القرارات الدوليّة وخصوصاً 1701 ووجود رئيس يسهّل وقف إطلاق النار ونؤكّد أنّ المساحة المشتركة في لبنان هي الضمانة».وأشار الى ان النازحين إخوتنا وبناء المستقبل مسؤوليّتنا وما نعيشه اليوم «شغل إيدينا» وعلينا تغيير هذا الواقع».
كما زار النائب المستقل الدكتور غسّان سكاف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرض معه لآخر التطوّرات السياسيّة اللبنانيّة، في حضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم.
ولا يشارك التيار الوطني الحر في اللقاء، بل سيحي الذكرى الرابعة والثلاثين للثالث عشر من ت1 بقداس في كنيسة مار الياس في انطلياس عند الخامسة من عصر اليوم، على ان يتحدث عند السادسة والنصف رئيس التيار جبران باسيل بكلمة عن التطورات الراهنة وتحرك التيار الوطني الحر من اجل ايجاد مساحة مشتركة للخروج من الوضع الخطير الذي يعيشه لبنان.
القمة الروحية
وعلى صعيد القمة الروحية، اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على عقد القمة الروحية الاربعاء المقبل (وفقا لما اشارت اليه اللواء امس).
وكان الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من بطريرك الارثوذكس يوحنا اليازجي، تطرق الى القمة الروحية.
انتقادات عفيف
وانتقد مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف الحكومة ووزارة الاعلام، وسأل اين هي وزارة العدل، ولم يوفر المجلس الوطني للاعلام من انتقاداته.
وقال عفيف خلال مؤتمر صحف قيل انه عقد في مكان الانفجار في النويري ان الاولوية لالحاق الهزيمة باسرائيل، وخاطب العدو بالقول: «لم تر بعد بعد الا القليل»، مؤكدا ان المقاومة بخير وتدير حقل رماتها بما يتناسب مع الميدان وظروفه.
الميدان
وبعد استهداف الاحتلال الاسرائيلي لبيروت ومناطق واسعة في الجنوب والبقاع امس الاول وامس، ردت المقاومة بعمليات قصف للكيان الاسرائيلي تجاه حيفا ومناطق اخرى.واعلنت المقاومة انها استهدفت صباحاً تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة «زوفولون» شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. كما شنت في الوقت ذاته، هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إليعازر في حيفا.
وقاعدة قيادة الدفاع الجوي بـ«كريات إيلعيزر» كانت من المواقع العسكرية التي صورت ضمن جولة «الهدهد» الاخيرة.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق 20 صاروخاً من لبنان باتجاه خليج حيفا ومطقة «الكريوت». واصابة مباشرة لمبنى بسقوط صاروخ في المنطقة الصناعية في «كريات بياليك».
وواصلت المقاومة في لبنان بعد ظهر امس، استهداف الكيان الاسرائيلي المحتل، واعلنت في بيانات، انه ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، عند الساعة 05:30 من بعد ظهر اليوم الجمعة، تجمعات لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان تجاه الجليل الغربي والجليل الأوسط.هبوط مروحية عسكرية إسرائيلية في مستشفى رمبام في حيفا. سقوط 4 إصابات جراء القصف الأخير من لبنان تجاه الشمال.
وسقطت طائرة تجسس اسرائيلية عند أطراف بلدة عبا عمد الجيش الاسرائيلي الى تفجيرها تلقائيا.
وكشف مراسل موقع قناة 12 العبرية شاي ليفانان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اصطحب الصحافيين الإسرائيليين الى المنطقة الحدودية حيث دخلوا بضعة أمتار إلى جنوب لبنان.والهدف من التصوير هو خدمة «البروبغندا» الإعلامية للجيش الإسرائيلي. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي استبعدني من الجولة لأنه لا يريد سماع الأسئلة الصعبة.
اضاف: الجيش الإسرائيلي لن يخبركم عن الحدث التي اضطرت فيه مروحية «آباتشي» الى إلقاء ذخيرتها من الجو داخل «الأراضي الإسرائيلية».
15 موقوفاً على ذمة شبكة تجسس
كشفت مصادر عسكرية لبنانية امس، عن توقيف 15 شخصا للتحقيق معهم في الاشتباه بتعاملهم مع إسرائيل. وبحسب المصادر تدور الشبهات بشأن إقدام الموقوفين على تصوير أماكن استهدفت بغارات إسرائيلية، أو تصوير ما بعد استهدافها من الجانب الإسرائيلي.
كما أشارت المصادر إلى أن اثنين من الموقوفين، وهما من الجالية السورية بلبنان، تبين تجنيدهما من قبل الموساد الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان بيان للجيش اللبناني قد أشار إلى أنه نتيجة عمليات رصد ومتابعة لشبكات التجسّس الإسرائيلية، أوقفت دورية من مديرية المخابرات السوريَّين (م.ا.) و(ب.ع.) لإقدامهما على تصوير أماكن ونقاط مختلفة، إضافة إلى توثيق آثار الغارات الجوية ومتابعة عمليات البحث والإنقاذ وانتشال الجثامين للتحقق من نتائجها.
"البناء"
في ظل ثبات أسطوريّ لمواقع المقاومة على طول الجبهة الحدودية الممتدة بطول 120 كلم، والفشل المتمادي لجيش الاحتلال في إحداث أي اختراق، وكان آخرها ما نشرته غرفة عمليات المقاومة عن جبهة الناقورة اللبّونة، ومع تساقط صواريخ المقاومة على مساحة تقارب خمسة آلاف كلم مربع من حدود لبنان شمالاً الى تل أبيب جنوباً، وبدء ظهور علامات التعب على جيش الاحتلال ومستوطني الكيان والتساؤل عن موعد توقف الصواريخ وعودة المهجّرين، وهو ما بدت أجوبة رئيس أركان جيش الاحتلال هتسي هاليفي عن تحقيقه قبل الأعياد اليهوديّة، خلال أسبوعين، غير مقنعة في ظل تصاعد استهدافات المقاومة عمق الكيان، التي توّجها وصول طائرتين مسيّرتين إلى منطقة غوش دان وهرتسليا تحديداً شمال تل أبيب، والتسبّب بقطع التيار الكهربائي، بصورة بدت رداً على استهداف بيروت أول أمس، لتكريس معادلة تل أبيب مقابل بيروت، رداً على تلميحات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بوضع بيروت مقابل حيفا واعتبار تحييد تل أبيب تحصيل حاصل بفرضية العجز عن استهدافها، بينما تؤكد بيانات المقاومة على أن حيفا مثل صفد ونهاريا وطبريا وسواها، تُستهدف رداً على استباحة همجية للمدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب.
بلينكن الذي تحدّث رسمياً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تحدّث إلى عدد من جماعة واشنطن من السياسيين اللبنانيين، لتسويق نظريته عن مقايضة وقف إطلاق النار بانتخاب رئيس ترضى به واشنطن وتُعطل جماعتُها التداول باسم من خارج نادي المقبولين أميركياً للرئاسة، وهو ما تولى الردّ عليه مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي عقده في الضاحية الجنوبية، قال فيه إن «العدو عاجز حتى الآن برغم استقدام المزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات النخبة عن التقدّم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم». وأضاف «إذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صوراً قديمة أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن تخوض دفاعاً موضعياً ثابتاً بل دفاع مرن متوافق مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر». وقال «لقد بدأ العدو بالاعتراف بفشله وخسائره تدريجياً ما دفعه مراراً وتكراراً إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته. ومع ذلك أحب أن أقول لكم إن المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها». وخلص للقول «في الوضع الميداني لا سيما على الجبهة الجنوبية فإن المقاومة بخير، وتدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعيّة. مخزونها الاستراتيجي بخير. الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية وأعلى درجات الاستعداد دفاعًا عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأرًا لدم شهيدنا الأقدس»..
تحدث عفيف عن الوضع الإعلامي منتقداً ما وصفه بالظواهر السّامة وتلكؤ المؤسسات الرسمية الإعلامية والقضائية عن التحرّك لملاحقة الذين يحرّضون على قتل المسعفين وقصف البنية ومراكز إيواء النازحين، وعن السياسة ومشاريع الرئاسة واستعجال المناوئين للمقاومة على الاستثمار في الحرب عليها، قال عفيف، «نحن لسنا في العام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيّرت المعادلات السياسية، ومزقت النسيج الاجتماعي اللبناني، بل نحن كأننا في الأيام الأولى من حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائيّة عن هزيمة حزب الله قبل أن يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجدداً إلى رشدهم مع نهاية الحرب، ويخرج منها حزب الله منتصرًا».
في حين استمرت عمليات رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين في منطقة النويري التي تعرّضت لعدوان إسرائيلي وحشي ما أدّى إلى مجزرة مروّعة حصدت عشرات الشهداء والجرحى، خيّم هدوء حذر على بيروت، إلا أن الطيران الحربي الاستطلاعي الاسرائيلي لم يغِب عن سماء العاصمة طيلة يوم أمس وحلق بشكل مكثّف وعلى علو منخفض.
وحذرت مصادر سياسية وقانونية من «استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المباني السكنية والمأهولة بالسكان والنازحين ومراكز إيواء المهجرين والمسعفين والصليب الأحمر والدفاع المدني والهيئة الصحية والطواق الطبية والمستشفيات تحت ذريعة وجود قيادات من حزب الله»، مشيرة لـ»البناء» الى أن «جيش الاحتلال يتذرّع بوجود مسؤولين في الحزب في شقق سكنية لتبرير الاستهداف المقصود للمدنيين لتحقيق عدة أهداف: إرهاب العاصمة بيروت وترويع وترهيب المواطنين وتأليب الأهالي على النازحين وخلق مناخ شعبيّ عام ضاغط على حزب الله والحكومة رافضاً لاستمرار الحرب لدفعهم للتنازل للشروط الإسرائيلية والمطالب الأميركية، إضافة إلى مطاردة النازحين والقول لهم إن لا مكان آمناً لكم ما يدفع الى موجات نزوح إضافية باتجاه القسم الشرقي من بيروت العاصمة».
ووصفت المصادر العدوان الإسرائيلي بالإرهاب الموصوف وجرائم الحرب والإبادة وانتهاك حقوق الإنسان، ما يناقض كل المواثيق والقوانين الدولية وقوانين الحرب والقانون الإنساني. ولفتت الى أن «إسرائيل» تهدّد السلم والأمن الإقليمي بتوسيع عدوانها من غزة والضفة الغربية إلى لبنان وسورية واليمن وصولاً الى إيران وبالتالي تزيد مخاطر اندلاع حرب إقليمية تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وفي سياق متصل، كشفت منظمة العفو الدولية، في أبحاثها الأخيرة، أنّ التحذيرات الموجّهة من «الجيش» الإسرائيلي إلى سكان الضاحية الجنوبية في بيروت والجنوب لإخلاء منازلهم، «غير مجدية، لا بل مضلّلة». وفي بحث نشرته عبر موقعها، قالت المنظمة إنّه «كي يُعدّ التحذير فعّالًا، يجب أن يُمنح المدنيون وقتًا كافيًا للإخلاء، ومعلومات دقيقة عن الطرقات والوجهات الآمنة».
وفي تطوّر لافت، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مساء أمس، عن «دوي انفجار في تل أبيب الكبرى». وأعلن الجيش الإسرائيلي «رصد إطلاق مسيرتين من لبنان والدفاعات الجوية نجحت في اعتراض إحداهما»، مشيراً الى أن «في هذه المرحلة لحقت أضرار بمبنى في هرتسيليا». وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية، «انقطاع التيار الكهربائي في هرتسيليا بعد تفعيل صفارات الإنذار والاشتباه بتسلل مسيرة».
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، «انفجار طائرة مسيّرة قادمة من سورية في مرتفعات الجولان الشّماليّة».
وأشارت غرفة عمليّات «حزب الله»، إلى أنّ «بعد الفشل المدوّي والتصدّي البطولي الذي واجهه ويواجهه جيش العدو الإسرائيلي في محاولات تقدّمه باتجاه القرى الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة في القطاع الشرقي، حاول في اليومين الماضيين استحداث محاور تقدم جديدة في القطاع الغربي، من اتجاه موقعي رأس الناقورة وجل العلام باتجاه المشيرفة واللبونة، محاولًا الاستفادة من التضاريس التي يعتقد أنها ستساعده». وأوضحت في بيان، أنّ «قبل محاولة تقدّمه على المحاور الجديدة، شن سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف من البر والبحر على بلدات الضهيرة وعلما الشعب والناقورة»، لافتةً إلى أنّ «فجر الثلثاء الماضي، حاولت قوة من جيش العدو الإسرائيلي التقدم من رأس الناقورة باتجاه منطقة اللبونة الحدودية، بهدف الوصول إلى مركز قوات «اليونيفيل» في اللبونة والتمركز فيه، فتصدّى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأجبروها على التراجع».
وذكرت الغرفة أنّ «جيش العدو الإسرائيلي عاود الأربعاء، من خلال ثلاث محاولات متكررة، التقدم باتجاه اللبونة، فتصدّى له المجاهدون في كل محاولة بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة، وأجبروه على التراجع متكبدًا خسائر فادحة في صفوف جنوده»، مبيّنةً أنّ «مجاهدي المقاومة رصدوا يوم الأربعاء، محاولة تسلل لقوة من جيش العدو الإسرائيلي من رأس الناقورة باتجاه منطقة المشيرفة، فاستهدفوها بمحلّقة انقضاضية انفجرت بين عناصر القوة المتسللة، ما أسفر عن مقتل وجرح معظم أفرادها».
وكشفت أنّ «مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي حاولت يوم الخميس، وبمواكبة وحماية دبابة «ميركافا»، التقدم باتجاه منطقة اللبونة من رأس الناقورة. وما أن أصبحت الدبابة في مرمى النار، استهدفها مجاهدو المقاومة بصاروخ موجه أصابها مباشرة، ما أسفر عن تدميرها واشتعالها ومقتل طاقمها وإصابة الجنود المحتمين خلفها. وفشل العدو في أربع محاولات، ولمدة ساعات، من التقدم لسحب الإصابات، حيث تصدّى له المجاهدون في كل مرة بالأسلحة المناسبة؛ وأجبروه على الانسحاب».
كما أكّدت أنّ «بالتزامن مع المواجهات البطولية التي يخوضها مجاهدو المقاومة الإسلامية مع ضباط وجنود العدو الإسرائيلي، تواصل مجموعات الإسناد الناري استهداف تحشدات وتموضعات وخطوط دعم جيش العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحافة الأمامية، وداخل المستوطنات الحدودية داخل الأراضي المحتلة، وتحقق إصابات مؤكدة».
وشدّدت الغرفة على أنّ «القوة الصاروخية والقوة الجوية في المقاومة الإسلامية، تواصلان استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بتدرّج يتصاعد يومًا بعد يوم»، موضحةً أنّ «كل ما سلف من عمليات عسكرية للمقاومة الإسلامية، تمّ بالتنسيق العالي والكامل واللحظوي بين قيادة المقاومة الإسلامية وغرفة العمليات، وصولًا للإخوة المرابطين على خطوط المواجهة الأمامية».
وذكرت أن «جيش العدو الإسرائيلي، وبعد أيام من إعلانه بدء ما أسماها المناورة البرية في جنوب لبنان، لا يستطيع أن يُظهِر دباباته وآلياته العسكرية للجانب اللبناني، خوفًا من استهدافها، ويموضعها في أماكن غير مكشوفة. ورغم ذلك، يتمّ استهدافها بالصواريخ وقذائف المدفعية ويتكبّد خسائر فادحة».
وأضافت: «فشِل العدو الإسرائيلي، حتى لحظة إعداد هذا البيان، في السيطرة على أي من التلال الحاكمة التي يحاول التقدم إليها، ويكتفي بالوصول إلى بعض المنازل على أطراف بعض القرى الحدودية، بهدف أخذ الصور وتنظيم زيارات إعلامية».
إلى ذلك، أشارت الغرفة إلى أنّ «جيش العدو الإسرائيلي يتخذ من منازل المستوطنين في بعض مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، مراكز تجمّع لضباطه وجنوده، وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء استيطانية في المدن المحتلة الكبرى كحيفا وطبريا وعكا وغيرها. هذه المنازل والقواعد العسكرية هي أهداف للقوة الصاروخية والجوية في المقاومة الإسلامية، وعليه نحذّر المستوطنين من التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظًا على حياتهم وحتى إشعار آخر».
وأعلنت أنّ «المقاومة الإسلامية على عهدها ووعدها لشهيدها الأسمى والأقدس الأمين العام السيد حسن نصر الله، بأن مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ستبقى خالية من المستوطنين، حتى وقف الحرب على غزة ولبنان».
إلى ذلك واصلت المقاومة الإسلامية استهداف مواقع وتجمّعات وتقدم قوات العدو الى الجنوب، الى جانب إطلاق مئات الصواريخ الثقيلة على مختلف مستعمرات العدو في شمال فلسطين المحتلة رداً على المجازر الإسرائيلية في لبنان، حيث استهدف مجاهدو المقاومة تجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في ثكنة «يفتاح» ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة، وتجهيزات فنية موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشرة، وتجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية.
وشنّ مجاهدو المقاومة هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا، واستهدفوا تجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في مستعمرة كفرسولد بصلية صاروخيّة كبيرة، وقصفوا تجمعات العدو الإسرائيلي في رأس الناقورة بصلية صاروخية، وتجمعًا لقوات العدو «الإسرائيلي» في مستعمرة شوميرا بصلية صاروخية».
وزعم جيش الاحتلال «إطلاق نحو 80 صاروخاً من لبنان باتجاه شمال «إسرائيل» اعترضنا عدداً منها وسقط بعضها في مناطق مفتوحة».
وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي على طريق المطار قرب «الغولدن بلازا»، أن «المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى «بكير بكير بكير كتير» الحديث عن الاستثمار السياسي، فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلّموا أبدًا دروس الماضي، وتذكروا دائمًا أن «الإسرائيلي» لا يعمل عندكم أبدًا بل يعمل لمصالحه وحدها».
وأضاف: «العدو عاجز حتى الآن برغم استقدامه للمزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات النخبة عن التقدم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم، وإذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صورًا قديمة أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن تخوض دفاعًا موضعيًا ثابتًا بل دفاع مرن متوافق مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر، وقد بدأ بالاعتراف بها تدريجيًا ودفعته مرارًا وتكرارًا إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته. ومع ذلك أحبّ أن أقول لكم إن المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها».
وكان حزب الله ردّ في بيان على التقرير الذي نشرته وكالة «رويترز» عما أسمته بالقيادة الجديدة للحرب البرية في حزب الله وعن تفاصيل متعلقة بطبيعة هذه الحرب وخططها وأسلحتها، مشيراً الى «أن هذا التقرير هو محض خيال كتّاب رويترز وصحافييها ومستشاريها الأمنيين ليس إلا، وبالتأكيد أن ما نسبته إلى قائد ميداني في حزب الله عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، وأن سياستنا كما بات معلوماً وقد يكون من الضروري التأكيد عليها مجدداً، أنه لا توجد مصادر في حزب الله، فضلاً عن مصدر قائد ميداني يقدم مثل هذه المعلومات الخطيرة المنسوبة إليه».
إلى ذلك، أكدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في بيان أن عدة جدران في أحد مواقعها «قرب الخط الأزرق في اللبونة انهارت عندما قصفت جرافة «إسرائيلية» محيط الموقع وتحركت دبابات «إسرائيلية» قرب موقع الأمم المتحدة».
واعتبرت أن «ما حدث يشكل تطوراً خطيراً»، مؤكدة «ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما أن أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)».
ونقلت أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، أن «اليونيفيل رفضت طلب «إسرائيل» سحب قواتها مسافة 5 كيلومترات على الأقل من حدود لبنان». وأشار المتحدث باسم اليونيفيل لأكسيوس، الى أنه «تم اتخاذ قرار بقاء قوات اليونيفيل في مكانها بالتشاور مع الدول المساهمة فيها».
وفي السياق استدعت وزارة الخارجية الفرنسية، سفير «إسرائيل» بعد الهجمات على مواقع اليونيفيل في لبنان. فيما أشار السّكرتير الصّحافي لوزارة الدّفاع الأميركيّة (البنتاغون)، الجنرال باتريك رايدر، إلى أنّ «وزير الدّفاع لويد أوستن تحدّث مع وزير الدّفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، لمناقشة العمليّات الإسرائيليّة في لبنان. وأكّد أوستن مجدّدًا دعمه القوي لحقّ «إسرائيل» في الدّفاع عن نفسها، والتزام الولايات المتّحدة بترتيب دبلوماسي يعيد المدنيّين اللّبنانيّين والإسرائيليّين بأمان إلى منازلهم، على جانبَي الحدود». ولفت في بيان، إلى أنّ «أوستن شدّد أيضًا على أهميّة ضمان سلامة قوّات «اليونيفيل» في المنطقة».
في المواقف الدولية، لفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ «وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن تحدّث مع رئيس مجلس النّواب اللّبناني نبيه بري، وشدّد على التزام الولايات المتّحدة بالتّوصّل إلى حلّ دبلوماسي دائم للصّراع عبر الخط الأزرق، ينفّذ قرار مجلس الأمن التّابع للأمم المتحدة رقم 1701».
وأشارت في بيان، إلى أنّ «الوزير شدّد على الدّور الرّئيسي الّذي ستلعبه مؤسّسات الدّولة في مرحلة ما بعد الصّراع، والحاجة لملء المنصب الرّئاسي الشّاغر من خلال وسائل ديمقراطيّة تعكس إرادة الشّعب اللّبناني، من أجل لبنان مستقر ومزدهر ومستقل».
بدورها، أشارت ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن باربرا وودوارد أكدت أن «الحل السياسي المتوافق مع القرار 1701 هو السبيل الوحيد لاستعادة سيادة لبنان وسلامة أراضيه واستقراره. وهذا يتطلّب وقف إطلاق نار فوري بين حزب الله و»إسرائيل» الآن، وإجراء مفاوضات فورية لإعادة إرساء الأمن والاستقرار للشعب الذي يعيش على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لقد دعا وزير خارجيتي مراراً وتكراراً إلى وقف إطلاق النار الفوري، وأنا أكرر هذه الدعوة اليوم».
في غضون ذلك، شنّ العدو الصهيوني غارات جديدة على القرى والمدن اللبنانية، فاستهدف الطيران الحربي صباح أمس بلدات: حلتا، وشبعا، والخيام، وبلاط، وشقرا، وحولا، وبرعشيت، والناقورة، وأطراف الزرارية، وكفرتبنيت، والجميجمة، وعيتا الشعب، والضهيرة. كما شنّ الطيران الصهيوني غارة استهدفت بلدة برج قلاويه. واستهدفت غارة صهيونية بلدة زبقين جنوب لبنان، وغارة استهدفت بلدة جبشيت.
كما شن العدو الصهيوني غارات على إقليم التفاح، وأطراف جباع، ومنطقة البريج، والمحمودية، وغارة استهدفت بلدة بوداي غربي قضاء بعلبك.
وكان الطيران المعادي خرق جدار الصوت على دفعتين في أجواء صور ومنطقتها، وصيدا، وفوق راشيا والبقاع الغربي، وقضاء مرجعيون. وخرق الطيران الحربي الصهيوني جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة جزين وإقليم الخروب، على علو منخفض. كذلك خرق الطيران الحربي الصهيوني جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت، على علو منخفض.
سياسياً، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في المستجدّات السياسية والتطورات خلال لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان، بحضور الوزير السابق صالح الغريب والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.
وشدد أرسلان على أننا «كلبنانيين، لا يجوز أن نضعف أو نستسلم أو نبيع ما تبقى من عزتنا وكرامتنا في هذا الوطن لأن الاستهداف «الإسرائيلي» ليس فقط للبنان، وكلنا يعرف أن المشروع «الإسرائيلي» وما يحصل الآن من محاولات للاجتياح البرّي وتفريغ الجنوب وضرب الأبنية السكنية وتدمير المئات منها، هذا إجرام، لذلك يجب ألا نصغّر الأمور ونعتبر أن المقصود فقط لبنان، بل البلد يُستعمل كأرض لتنفيذ مشروع أكبر منه ومن غزة». وتابع: «آن لنا أن نعي خطورة المشروع الذي لا يهدّد فقط الشيعة أو السنة أو المسيحيين أو الدروز، المقصود جميعنا بأن نفقد الهوية، المقصود الفتنة».
وكشف أن «دولة الرئيس بري يحاول العمل من أجل تطبيق القرار 1701»، وأضاف: «نحن مع تطبيقه بكل بنوده ومندرجاته، السؤال هل «إسرائيل» مع هذا الأمر؟ دعونا ننتظر ونحترم الهيئة السياسية التي تفاوض ونحترم دماء الناس، لا يجوز للبعض أن يصورنا كأننا المعتدون و»إسرائيل» «حمل وديع». فعلًا من يتعاطى بالسياسة لا يجوز له الوصول بالعمل السياسي إلى هذا المستوى».
"الشرق"
على أهمية حدث استهداف قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان الذي شكل موضع ادانات دولية واستدعاء سفراء اسرائيل في عدد من الدول ومنها فرنسا امس بعدما كرر الجيش الاسرائيلي قصفه على مقرهم في الناقورة، بقيت مأساة غارات العاصمة مساء اول امس تتصدر اهتمام اللبنانيين وقد ادت الى استشهاد اكثر من 22 شخصا واصابة المئات من المدنيين العزّل، فيما بقي مصير المُستهدف بالغارات مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا غير واضح في ضوء تضارب المعلومات بين من تحدث عن اصابته بجروح خطيرة وحراجة وضعه ومن اشار الىانه لم يكن في الأمكنة المستهدفة حتى.
اما الجهود الدبلوماسية لوقف النار فلم تلق اذانا صاغية من الجانب الاسرائيلي الماضي في ضرباته واغتيالاته. وقد طلب لبنان رسميا من مجلس الامن الدولي امس اتخاذ قرار بوقف تام وفوري لإطلاق النار مع تطبيق القرار 1701، وهو ما دعا اليه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في تصريح معتبرا إن للشعب اللبناني مصلحة كبيرة في وقف النار وانتخاب رئيس للجمهورية، معلنا «نعزز الجهود من أجل تفادي توسع الصراع في الشرق الأوسط ونعمل على إيجاد حل دبلوماسي في لبنان».
بري – بلينكن
تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا من بلينكن استمر زهاء 40 دقيقة تم خلاله البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان .
اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فأكد خلال جلسة مجلس الوزراء «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن»، مشيرًا إلى أن «ما يحصل غير مقبول بتاتاً»، مضيفاً: «نطلق للعالم هزّة ضمير لا صرخة أمل وخيبة ولبنان مصر على تطبيق الـ 1701 وعلى المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بتطبيقه. وطلبنا من «الخارجية» تقديم طلب الى مجلس الأمن ندعوه فيه الى اتخاذ قرار بوقف تام وفوري لإطلاق النار مع تطبيق القرار 1701»، مشيرا الى ان «لبنان ضحية للغطرسة الإسرائيلية التي لا ترتدع وتنتهك سيادتنا أمام عيون العالم مستقويةً بالصمت المريب عن مجازرها». واعتبر ميقاتي أن الاعتداء الذي تعرضّت له «اليونيفيل» من قبل الجيش الإسرائيلي جرم مستنكر من قبلنا وبرسم المجتمع الدولي الذي تنتهك حرمته»، مؤكدا ان «الحلّ الدبلوماسي مطروح على الطاولة و»حزب الله» شريك في الحكومة وموافق على تطبيق القرار 1701».
دعم هولندي: الى ذلك، وبعدما استقبل ميقاتي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» فيليب لازاريني على رأس وفد والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في لبنان بليرتا اليكو، تلقى رئيس الحكومة اتصالا من رئيس وزراء هولندا ديك شكوف الذي اعرب عن دعم بلاده للبنان وتشديده على ان الحل الديبلوماسي هو الحل الوحيد لحماية المدنيين ووقف الدمار في لبنان.
تأييد المبادرة: وفي وزارة الخارجية ، التقى الوزير عبدالله بو حبيب سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون وتم التباحث في مستجدات العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، وفي المساعي الدولية الجارية للتوصل الى وقف لاطلاق النار. وجدد الوزير بو حبيب التأكيد على تأييد لبنان للمبادرة الأميركية-الفرنسية الهادفة الى وقف إطلاق النار، وتمسكه بقرار مجلس الأمن رقم 1701.
"الشرق الأوسط"
ينذر الانسداد الدبلوماسي بأن الحرب الإسرائيلية على لبنان ستكون طويلة؛ إذ أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن جيشه لن يتوقف، في حين قال «حزب الله» إن المعركة لا تزال «في بدايتها»، وأطلق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية وصولاً إلى حيفا.
وغداة اجتماع مجلس الأمن الذي شدد فيه ممثلو دول العالم على ضرورة «وقف إطلاق النار فوراً»، عبر الخط الأزرق، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالين هاتفيين برئيسي البرلمان اللبناني نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وفيما استمر الاتصال مع بري 40 دقيقة، قال ميقاتي أن الاتصال به يصب في إطار التنسيق والسعي الجدي لوقف إطلاق النار. وجدد ميقاتي التأكيد على التزام لبنان بتنفيذ القرار «1701» وموافقة «حزب الله» عليه.
إلى ذلك، قال مصدر أمني لبناني رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله»، وفيق صفا، في حالة حرجة بعد إصابته إصابة بالغة جرّاء غارة إسرائيلية استهدفته مساء الخميس في بيروت وأوقعت 22 قتيلاً وعشرات الجرحى.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا