إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 16 24|08:01AM :نشر بتاريخ

 "الجمهورية":

لم يعد السؤال هل سيقصف سلاح الجو اليوم، بل أين سيقصف؟ وماذا يخبئ من مفاجآت في بنك الاغتيالات والاستهدافات العسكرية والمربعات الجغرافية. فلا صوت يعلو فوق صوت الغارات والمدافع والصواريخ، ولا مشهد يتقدّم على صور الدمار الهائل الذي يلحق بالبلدات والقرى الجنوبية والبقاعية ومختلف الأماكن التي يغير عليها العدو بحجج مختلفة...

وإزاء هذا الواقع المأسوي «اصبح الانتظار قدراً وليس خياراً»، بحسب ما قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، مؤكّداً في المقابل «انّ الاتصالات لا تألو جهداً في طلب تدخّل الأطراف الدولية الفاعلة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان مع ارتفاع وتيرة الخوف من أن يمارس نتنياهو حفلة جنون أخرى، ويُدخل الدولة ومؤسساتها وبناها التحتية في أجندة هذا العدوان».

واشار المصدر إلى «انّ الهمّ الأول اليوم هو وقف إطلاق النار. أما الحل السياسي الداخلي وانتخاب الرئيس، ورغم المساعي الحثيثة والمواقف، لا تزال دونه عقبات كثيرة، تبدأ بتعذّر التوافق حول اسم من لائحة الأسماء المتداولة، إضافة إلى العرقلة التي تمارسها المعارضة، والتي تتحدث في العلن عن أنّها تنتظر تعيين الجلسة من دون شرط التوافق المسبق على اسم الرئيس، بينما في الحقيقة هي تستمهل لتستثمر على الميدان نتيجة وعود، إمّا وعدت نفسها بها وامّا التقطت إشارات خارجية حولها». وكشف المصدر، انّ هناك لائحة تتضمن أسماء لا تتعدّى اصابع اليد يجري الحديث عنها في الكواليس، لكنها تشترط تأمين 86 نائباً حضور من دون غياب اي مكون.

لا نتائج

في غضون ذلك، لم تثمر غزارة التحركات والاتصالات الجارية في مختلف الاتجاهات عن اي تقدّم ملموس في اتجاه وقف النار ونسج تسوية تنهي العدوان الإسرائيلي المتواصل فصولاً على لبنان، فكل ما يرشح ما زال يصبّ في خط التشاؤم.

وأبلغت اوساط واسعة الاطلاع الى «الجمهورية»، انّ بعض المسؤولين اللبنانيين تلقّوا من جهات خارجية إشارات سلبية حول المسار المحتمل للوضع في الأيام المقبلة، معتبرة انّ ذلك يعني «انّ اي تفاؤل بالانفراج هو سابق لأوانه».

واشارت هذه الاوساط الى «انّ هناك تعقيدات لا تزال تحول دون إمكان التوصل إلى وقف إطلاق النار قريباً»، لافتةً إلى «انّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عازم في هذه المرحلة على التصعيد ضدّ إيران ومواصلة العدوان على لبنان، في محاولة لفرض شروطه وتغيير الواقع اللبناني والإقليمي، وبالتالي فإنّ المخاض الميداني مستمر حتى إشعار آخر، ويبدو انّه هو الذي سيُقرّب احتمالات التهدئة أو يؤخّرها، تبعاً للوقت الذي سيستغرقه نتنياهو حتى يقتنع بالحقائق الموضوعية».

وفي السياق، وعلى رغم من الدعم الأميركي لمطالب لبنان بخفض مستوى العنف ضدّ السكان في بيروت وضاحيتها الجنوبية، فإنّ مصادر مواكبة تحدثت لـ«الجمهورية» عن تجاذب يدور اليوم بين الحكومة اللبنانية من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة أخرى، على خلفية التسوية التي ستتوقف الحرب على أساسها. فالاتجاه الأميركي والغربي يميل إلى مراعاة الشروط الإسرائيلية لجهة تجاوز القرار 1701، والتشديد على تطبيق القرار 1559 الداعي إلى حل التنظيمات المسلحة غير الشرعية. لكن لبنان الرسمي أطلق مساراً مقابلاً لهذا الاتجاه، قوامه التركيز على الـ1701 بمعزل عن القرارات الأخرى، وإحياء النص المتعلق ببسط سيادة الدولة، الوارد في وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ«اتفاق الطائف».

لكن أوساطاً ديبلوماسية غربية في بيروت وصفت لـ«الجمهورية» طروحات الجانب الرسمي اللبناني بأنّها لم تعد كافية وتجاوزتها الأحداث، وأنّ الإشارات الواردة من إسرائيل تؤكّد رفضها وقف الحرب إلّا بضمانات يقرّها مجلس الأمن الدولي، تحت الفصل السابع. وتخشى المصادر المواكبة أن ترفع إسرائيل وتيرة الحرب في شكل جنوني، كما يهدّد مسؤولوها، من قبيل التحاور مع لبنان بالنار ومحاولة فرض الخيارات بالقوة.

ضمان أميركي

وفي الوقت الذي ظل رئيس مجلس النواب نبيه بري في متابعة دؤوبة لتطورات الاوضاع وفصول العدوان الاسرائيلي، مجرياً ومتلقياً اتصالات داخلية وخارجية تركّز على وقف هذا العدوان، اكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أنّ الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدّد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصاً وأنّ معظم الدول متعاطفة مع لبنان». واشار الى «انّ في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعاً من الضمان لتخفيف التصعيد ضدّ الضاحية الجنوبية وبيروت، والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار». ولفت في حديث لقناة «الجزيرة» الى «انّ الاجراءات المشدّدة المتخذة في المطار هي لتفادي أي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي». وقال: «انّ الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود 10 آلاف جندي اضافي، ولكنه يحتاج الى كثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم لها او للحديث عنها، لانّها ستتسبب بخلافات اضافية».

قمة روحية

وفي هذه الأجواء، تتجّه الأنظار اليوم إلى بكركي التي ستستضيف عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم قمة روحية إسلامية ـ مسيحية وصفت بالاستثنائية في ضيافة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة جميع رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية.

وعلمت «الجمهورية»، أنّ هناك مشروع بيان أعدّ بالصيغة الأولى يتناول مختلف التطورات على الساحة اللبنانية، ولا سيما ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، حيث سيؤيّد المجتمعون الدعوة الى انتخاب رئيس جمهورية توافقي. كذلك سيتناول البيان مواقف تتصل بالعدوان الاسرائيلي على لبنان والقضايا الناجمة عن تردداتها الخطيرة على لبنان واللبنانيين، خصوصاً على مستوى الشهداء نتيجة المجازر المرتكبة على مساحة لبنان، وازمة النازحين التي فاقمت الوضع في ظل النزوح السوري.

الحراك الخارجي

وعلى صعيد الحراك العربي، قال امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال افتتاحه الدورة الـ53 لمجلس الشورى، انّ «ما تشهده منطقتنا من أحداث وتطورات بالغة الدقة والخطورة، تهدّد أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره».

واكّد انّ «إسرائيل تستغل فرصة تقاعس المجتمع الدولي وتعطيل مؤسساته وإحباط قراراتها لتنفيذ مخططات استيطانية خطيرة في الضفة الغربية، وراحت توسع عدوانها على لبنان»، وتابع: «حذّرنا من التصعيد الخطير للعدوان الإسرائيلي الذي تتسع رقعته يومياً ومن عواقبه على دول الجوار والمنطقة». ودان «العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان وتهجير أكثر من مليون لبناني»، متهماً إسرائيل بتوسيع النزاع «لتنفيذ مخططات معدة سلفاً» في الضفة الغربية ولبنان.

«اليونيفيل»

وفي ظل استمرار اسرائيل في الاعتداء على قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) تزور رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني لبنان بعد غد الجمعة، وتلتقي المسؤولين اللبنانيين الكبار ثم تتوجّه الى الجنوب للقاء قائد قوات «اليونيفيل» وقائد الوحدة الايطالية العاملة ضمنها، وتتفقّد بعض مراكزها على رغم من أجواء التوتر في الجنوب واستهداف مقر قيادة «اليونيفيل» وعدداً من مراكزها في المنطقة.

واعتبرت ميلوني «انّ انسحاب اليونيفيل بناءً على طلب أحادي من إسرائيل سيكون خطأ فادحاً، وسيقوّض صدقية الأمم المتحدة».

ماكرون ونتنياهو

وكان نتنياهو ابلغ الى ماكرون خلال اتصال هاتفي بينهما امس معارضته «وقف إطلاق النار من جانب واحد» مع «حزب الله» في لبنان. وأفاد بيان لمكتبه أنّه قال للرئيس الفرنسي خلال المحادثة الهاتفية «إنّه يعارض وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد، لا يؤدي الى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويعيده فقط الى ما كان عليه».

وفي وقت لاحق، اشار مكتب نتنياهو الى «اننا نذكّر رئيس فرنسا أنّ قرار الأمم المتحدة لم يكن هو الذي أسس دولة إسرائيل».

رداً على ايران

والى ذلك، أعلن نتنياهو أنّ إسرائيل ستأخذ في الاعتبار رأي الولايات المتحدة لكنها ستقرّر ردّها على الهجوم الصاروخي الإيراني بناءً على «مصلحتها الوطنية»، وفق ما أفاد مكتبه في بيان امس. وقال: «إننا نستمع إلى آراء الولايات المتحدة لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناءً على مصلحتنا الوطنية».

فيما نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله: «سنردّ على إيران قريباً وردّنا سيكون مميتاً ودقيقاً». وأوضح أنّه «قبل عام كنا في مرحلة منخفضة جدّاً، اليوم قضينا كلياً على قدرة «حماس» على العمل كمنظمة، والوضع في «حزب الله» سيصبح مشابهاً في نواحٍ عدة»، معتبراً أنّ «تحرّك إيران ضدّنا يعود إلى قطع هذين الذراعين بمقدار كبير جدّاً». وأعلن أنّ إسرائيل تتقدّم في خلق الظروف لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم. وهدّد بأنّه «سيكون ردّنا دقيقاً ومؤلماً ومفاجئاً حيال إيران»، مؤكّداً أنّه «ليس لدينا نية للقبول بالإضرار بالسيادة، أو أي محاولة للإضرار بالمواطنين والبنية التحتية الإسرائيلية». وأشار إلى أن «ليس لدينا مصلحة في فتح جبهات إضافية».

في هذه الاثناء اكّد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر «أنّ الولايات المتحدة تُحول أقوالها بدعم إسرائيل إلى أفعال، من خلال إرسال منظومة الدفاع الجوي «ثاد» إلى تل ابيب.

بدوره، أعلن البنتاغون في بيان، امس عن إرسال منظومة «ثاد» للدفاع الصاروخي إلى إسرائيل. وذكر أنّ مكونات نظام «ثاد» بدأت بالوصول إلى إسرائيل امس، وأنّ النظام سيكون جاهزًا للعمل بكل طاقته في المستقبل القريب. كذلك أكّد وصول فريق متقدّم من أفراد الجيش الأميركي والمكونات الأولية اللازمة لتشغيل بطارية النظام، مع استمرار وصول أفراد عسكريين ومكونات إضافية على مدار الأيام المقبلة.

الموقف الايراني

في الموقف الايراني أشارت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، الى انّ ايران «ترحّب بأي مقترحات للسلام ومستعدون للعب دور فيها لتحسين الأوضاع في غزة ولبنان»، معتبرة انّ «البشرية شهدت كارثة إنسانية العام الماضي ونعمل للحدّ من المعاناة بفلسطين ولبنان». وقالت: «لم نبدأ يوماً الحرب ضدّ أي دولة، ولدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا بعزيمة عالية»، مؤكّدة «اننا لن نتردّد ولن نتسرّع في الردّ بل سنردّ على أي اعتداء في الوقت والمكان المناسبين».

«حزب الله»

وعلى صعيد موقف «حزب الله»، أشار نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، إلى أنّ «إسرائيل ومن وراءها يقاتلون ويرتكبون المجازر ونحن في وضع يتطلّب أن نتخذ موقفاً»، موضحاً أنّ «أملنا بالنصر لا حدود له». واضاف أنّ «لبنان يقع ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي». واشار الى أنّ نتنياهو «يريد شرق أوسط جديداً»، وقال: «نحن أمام خطر شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية الأميركية».

وأعاد قاسم التذكير «بأننا طالبنا بوقف إطلاق النار في غزة لوقف إطلاق النار على إسرائيل»، وأوضح أنّ «المشروع الآن في المنطقة مشروع توسعي والمطلوب تحرير فلسطين». وشدّد على أنّ «من يسبّب الضرر للبنان ليس من يدافع عن البشر بل الذي يقتلهم»، مضيفاً «إذا لم نواجه إسرائيل فستصل إلى أهدافها». وقال: «إسرائيل تصنع ما تريد ولا تلتزم بأي قرار دولي»، وأضاف: «نحن أمام وحش هائج، وأبشركم أننا من سنمسك رسنه ونعيده إلى الحظيرة». وكشف «أننا انتقلنا من الإسناد إلى مواجهة حرب إسرائيل على لبنان منذ 17 أيلول مع هجوم البايجر». وأعلن أن «منذ اسبوع قرّرنا تنفيذ معادلة إيلام العدو والصورايخ أصبحت تصل لحيفا وما بعدها كما أرادنا سيدنا حسن نصرالله». وأكّد «أننا نستطيع استهداف أي نقطة في الكيان الإسرائيلي وسنختار النقطة المناسبة»، مشيرا إلى أنّ «الحل بوقف إطلاق النار ولا نتحدث من موقف ضعف. وإذا كان الإسرائيلي لا يريد ذلك فنحن مستمرون. وبعد وقف إطلاق النار بحسب اتفاق غير مباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى».

تحقيق في ايطو

من جهة ثانية، طالبت الأمم المتحدة بتحقيق «مستقل ومعمق» حول الغارة الإسرائيلية التي سقط خلالها 22 شهيداً في بلدة أيطو- قضاء زغرتا، على ما قال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيرمي بورنس. واعلن مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة العامة في بيان أنّ «غارات العدو الإسرائيلي يوم أمس على لبنان أسفرت عن 41 شهيداً وإصابة 124 بجروح. وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان حتى أمس إلى 2350 شهيداً و10906 جرحى.

 

 "النهار":

تتجه مجريات الحرب التي أطبقت بكل شراستها على لبنان نحو مزيد من فصول تصعيدية إرتسمت معالمها بوضوح أمس، أولاً من خلال اقدام إسرائيل على مزيد من المجازر بين المناطق المأهولة في ما ينذر ليس فقط بتراكم الحصيلة المخيفة للشهداء والمصابين بل أيضاً بإشعال حساسيات وإشكالات ومخاوف وحتى فتنة بين النازحين وأهالي المناطق التي نزحوا اليها، وثانياً من خلال المواقف “القديمة المتجددة” التي أعلنها “حزب الله” معيداً عبرها ربط لبنان بغزة ومنذراً بتعميم الحرب وتعميقها في ما يُعدّ ذروة سياسات الإنكار التي سترتب مزيداً من الانفصام والازدواجية بين مواقف “الدولة” ومواقف الحزب.

ومع أن لبنان الرسمي ينخرط في حملة دبلوماسية، بل في تعبئة واسعة لاجتذاب التأييد الدولي لمشروع وقف سريع للنار، فإنه وجد نفسه محاصراً بين نيران الاستشراس الإسرائيلي لحسم حرب التصفية ضد “حزب الله” غير آبه في التمييز بين جبهة قتالية ومناطق مأهولة ومدنية، فارتكب ويرتكب مجازر يومية في سائر انحاء لبنان، كما تعمدت إسرائيل أمس الإعلان عن زج فرقة عسكرية خامسة على الحدود مع لبنان في وقت تتعاقب مؤشرات تسارع “القضم البري” المتدرج ولو ببطء وسط استمرار المقاومة الشرسة لـ”حزب الله” على امتداد الخط الحدودي.

ووجد لبنان نفسه أيضاً في موقع الحرج الكبير مجدداً بإزاء الخطاب المنفصل عن الانسجام المزعوم بين الحكومة و”حزب الله”، إذ أن الأخير بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الثالثة أمس بعد اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وإن يكن “عرض” على الإسرائيليين وقف النار، لم يجد حرجاً في تجاهل سائر اللبنانيين مجدداً في مضيه قدما نحو تصعيد الحرب وربطها بحرب غزة. ومع أن قاسم وضع إلى جانب علم الحزب للمرة الأولى العلم اللبناني وصورة السيد حسن نصرالله، صوّر المعركة بأنها معركة “الدفاع عن لبنان كله”، وواصل تبرير استمرار الحزب في المواجهات العسكرية ووعد جمهوره بـ”النصر”.

وأكد “أنه مقابل استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، فإن “حزب الله” سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي”. وخاطب مباشرة “الجبهة الداخلية الإسرائيلية” قائلاً إن “الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب، فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة”. وأكد أن “الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل”.

ووسط تصعيد مجريات الحرب تُعقد اليوم في بكركي قمة روحية استثنائية برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وأفادت معلومات أن مشروع بيان يحظى مبدئياً بموافقة جميع رؤساء الطوائف قد أُعد بعد مشاورات كثيفة تحضيرية أجريت لعقد القمة بعد إزالة العقبات التي اعترضت انعقادها سابقاً وأن مشروع البيان سيتضمن المناداة بوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وتولّي الجيش واليونيفيل الأمن الكامل وفق القرار وإدانة الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية في لبنان، وسيكون البيان متوافقاً مع الموقف الرسمي للدولة.

وفي المواقف العربية البارزة من الوضع في لبنان طالب الرئيس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ختام محادثاتهما أمس في القاهرة ببدء خطوات للتهدئة تشمل وقف النار في قطاع غزة ولبنان ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة. وأكدا ضرورة احترام سيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه.

إلى ذلك اعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان الجمعة المقبل، وشدّدت على أن “انسحاب اليونيفيل بناء على طلب أحادي من إسرائيل سيكون خطأ فادحاً وسيقوّض صدقية الأمم المتحدة”.

غير ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “رفض إسرائيل لوقف نار آحادي الجانب في لبنان لأنه لا يغيّر الوضع الأمني”.

التصعيد والحصيلة

على الصعيد الميداني أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أمس أن الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان ارتفعت حتى أول من أمس الاثنين إلى2350 والجرحى إلى 10906 من ضمنهم 11 شهيداً و48 جريحا يوم الاثنين الماضي.

وتعرّضت منطقة مدافن رياق أمس لقصف جوي عنيف أدى الى تدميرها وتدمير مبنى سكني في حي الجامع وسقوط ستة شهداء من عائلة همدر. وأصدر النائب جورج عقيص بياناً لافتاً قال فيه “إننا عراة أمام غدر القدر الذي يضعنا بين مكر من يحتمي بالأموات وبين همجية من يقصفهم من دون اعتبار لحرمة الموت”.

وفي معالم اتساع التصعيد في العمليات الميدانية أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن فرقة عسكرية خامسة بدأت تشارك في العمليات البرية في جنوب لبنان.

كما نقلت “رويترز” أن إسرائيل بدأت بإزالة الألغام قرب الجولان ما يشير إلى جبهة إسرائيلية أوسع ضد “حزب الله”. وأفادت صحيفة” معاريف” أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالقضاء على عناصر الوحدة 127 في “حزب الله” بعد الهجوم على قاعدة غولاني.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس عن خسائر في البنى التحتية ومنازل واندلاع حرائق واسعة في المطلة عقب سقوط 10 صواريخ أطلقت من لبنان.

 

 "الأخبار":

قلّلت مصادر مطّلعة من أهمية التسريبات عن جهود تبذلها الولايات المتحدة وفرنسا بصورة غير معلنة من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لوقف الحرب على لبنان. وأوضحت أن كل ما يجري تداوله لا يتجاوز اتصالات يهدف الغربيون من خلالها إلى تقصّي الموقف الفعلي لحزب الله ومدى تأثره بالحرب المفتوحة ضده منذ منتصف أيلول الماضي. ودعت المصادر إلى التوقف عند البيانات والخطوات التي يقوم بها العدو، والذي يبدو أنه في سياق موجة جديدة من التصعيد على أكثر من صعيد.

وقالت المصادر إن الاتصالات التي جرت قبل أيام بعيداً عن الإعلام، شاركت فيها عاصمتان عربيتان تربطهما علاقات بالجانبين الأميركي والإسرائيلي، وإن الحديث تركّز على «خلق ظروف مؤاتية لخفض التصعيد». وأضافت أن الحديث تركّز على «محاولة غير مكتملة» لإقناع إسرائيل بوقف أي هجمات على بيروت والضاحية الجنوبية، مقابل الحصول على تعهد من حزب الله بعدم قصف مدينة حيفا أو تل أبيب. وقالت إن الهدوء الحذر الذي يسود العاصمة والضاحية له أسبابه غير المرتبطة حصراً بالمفاوضات السياسية، وإن مسؤولاً في دولة خليجية معنية بالاتصالات أكّد أنه لم يسمع لا من الولايات المتحدة ولا من إسرائيل أي ضمانات حول عدم عودة إسرائيل إلى قصف العاصمة أو الضاحية.

وأوضحت المصادر أن الجهات الدولية تضغط في عدة اتجاهات، أهمها فرض لائحة شروط إجرائية تريد الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية تنفيذها في مطار بيروت الدولي وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور وإغلاق الموانئ غير الكبيرة، إضافة إلى المعابر الحدودية مع سوريا، والتي قال الأميركيون إن اسرائيل زوّدتهم بخرائط تبيّن نقاط عبور غير شرعية بين لبنان وسوريا يستخدمها حزب الله لتهريب السلاح إلى لبنان.

وبحسب المصادر، فإن العدو يرفع وتيرة القصف في أكثر من منطقة في لبنان، ضمن سياق الضغط على البيئة الشعبية لحزب الله وعلى بقية القوى السياسية، وإن الهدف الآخر هو نقل الصورة بعيداً عن المواجهات القائمة عند الحدود، حيث اضطر العدو إلى زيادة عدد قواته بشكل كبير على طول الحدود مع لبنان من رأس الناقورة في الغرب إلى مزارع شبعا شرقاً.

وتوقّعت المصادر أن يقوم العدو بجولة جديدة من العنف ضد أكثر من منطقة لبنانية، بذريعة أنه يهاجم أهدافاً لحزب الله أو شخصيات قيادية فيه. وقالت إن العدو لا يزال يضغط ميدانياً لترهيب جنود قوات اليونيفل من أجل الضغط على حكومات بلادهم لسحبهم من الجنوب، بقرار تتخذه كل دولة على حدة، بعدما تبيّن أنه لن يكون هناك قرار صادر لا عن الأمين العام للأمم المتحدة ولا عن مجلس الأمن بسحب القوات الدولية مسافة 5 كيلومترات إلى الشمال من الحدود مع فلسطين.

وبحسب المصادر، فإن الجهات اللبنانية باتت على اطّلاع على مشروع إسرائيلي يهدف إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات وتمتد على طول الحدود، على أن تكون خالية ليس فقط من القوات الدولية والجيش اللبناني، بل من كل المدنيين اللبنانيين، وكذلك من المؤسسات الرسمية المدنية والمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة.

وقالت المصادر إن إسرائيل تفترض أن قواتها ستتمكن خلال أسابيع من احتلال كل هذه المنطقة، وأنها تريدها منطقة خالية بصورة تامة، وهي تسعى لأن تكون تحت سيطرتها وحدها، وستبقيها تحت سيطرتها إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد حول الترتيبات الأمنية التي يطلبها العدو في جنوب لبنان، والتي تشتمل على تغييرات جوهرية في القرار 1701.

ولفتت المصادر إلى أن التنسيق المصري – القطري ارتفع مستواه في الفترة الأخيرة حيث يبدي الجانبان خشية من أن تكون الولايات المتحدة قررت ترك إسرائيل تفعل في لبنان كما تفعل في غزة. وأوضحت أن المصريين حذّروا خصوصاً من خطورة التصورات الإسرائيلية، وأن ما يطرحه العدو غير قابل للتحقق إلا في حال قامت إسرائيل بحرب إبادة جديدة في لبنان كما تفعل في غزة. وقالت المصادر إن المصريين نصحوا الجانب الأميركي بالتدخل سريعاً لأن ما يجري في لبنان قابل للتوسع إلى أبعد بكثير من الدائرة الحالية، مع إشارة لافتة إلى معلومات منسوبة إلى المخابرات العامة المصرية، تفيد بأن القاهرة أطلعت الجانب الأميركي على معطيات لديها حول «عدم تعرض البنية العسكرية لحزب الله لضرر كبير» بعد الضربات الإسرائيلية، وأنه يفترض بالولايات المتحدة «عدم الاستماع إلى معلومات وتقديرات الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد ما كشفته المعارك في غزة طوال عام، وحيث لا تزال حماس قادرة على تشغيل كتائب كبيرة في كل مناطق القطاع». بينما “قدرات حزب الله ومناطق انتشاره وعديده اكبر بكثير من الفصائل الفلسطينية مجتمعة».

حشود إسرائيلية عند حدود الجولان مع سوريا

قال مراسلون أجانب يعملون في شمال فلسطين المحتلة إن التعزيزات الجديدة التي أرسلتها قوات الاحتلال إلى الجبهة الشمالية، لم توجّه كلها إلى الحدود مع لبنان. ونُقل عن هؤلاء أن قوات الاحتلال دفعت بقوات برية ومدرّعات صوب الحدود بين الجولان المحتل والأراضي السورية. وأن هناك أشغالاً كثيرة يقوم بها جيش الاحتلال في الشريط الحدودي القريب من منطقة القنيطرة.

وذكر المراسلون أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تمنع على أحد نشر أي معلومات حول ما يجري في منطقة الجولان، وأن تدابير أمنية خاصة اتُّخذت داخل قرى الجولان المحتل، وأن عدداً غير قليل من سكان مستعمرات الجولان غادروا فعلاً المنطقة، بينما رفضت قوات الاحتلال نشر بطاريات للقبة الحديدية في القرى التي يسكنها سوريون، بما في ذلك بلدة مجدل شمس التي سبق أن سقط فيها صاروخ اعتراضي أدّى إلى مجزرة بحق الأطفال، ورفضت إسرائيل طلبات أبناء البلدة التحقيق في الحادثة، وأصرت على اتهام حزب الله بالوقوف خلف القصف الذي اتخذته حجة لرفع مستوى التصعيد ضد حزب الله باغتيال القائد العسكري الشهيد فؤاد شكر.

ومن الجانب اللبناني القريب من مزارع شبعا المحتلة، لوحظ أن التحركات الإسرائيلية توسّعت في تلك المنطقة، مع تسريبات مصدرها وسائل إعلام إسرائيلية حول «انتشار عسكري يمهّد لعملية برية محدودة» في منطقة مزارع شبعا، علماً أن قوات الاحتلال أقدمت خلال الأشهر القليلة الماضية على إعادة نشر قواتها في قواعدها العسكرية في الجولان بعد تعرضها لضربات بالمُسيّرات من جانب حزب الله أو المقاومة الإسلامية في العراق. وقد أخليت بعض المواقع، لكن العدو يضع في تلك المنطقة المرتفعة مرابض مدفعية بعيدة المدى تتولى القصف الدائم على مناطق كثيرة في القطاعين الأوسط والشرقي في لبنان.

 

 "الديار":

على فالقٍ تفجيري كبير، يقبع لبنان من جنوبه الى اقصى شرقه، وحتى شماله حيث توسعت دائرة العدوان الاسرائيلي، في فترة «الوقت الميت» حتى الخامس من تشرين الاول، حيث اللاتوازن الإقليمي والدولي عشية الانتخابات الاميركية الرئاسية وترقب لطبيعة الرد الاسرائيلي على الصواريخ الايرانية، وسط تقاطع مواقف الاطراف على ان الحرب طويلة، على وقع تصعيد يمتد من طهران الى تل ابيب، مرورا بعواصم عربية.

رئاسيا

رئاسيا وفيما قرأت مراجع نيابية في كلام رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع خلال اطلالته التلفزيونية، عملية خلط للاوراق وتصعيدا في ما خص الملف الرئاسي، يفهم منه ان الاستحقاق مرحل الى مرحلة لاحقة، انشغلت الاوساط المتابعة بزيارات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى قطر، للمرة الثانية في غضون عشرة ايام، حيث بحث مجموعة من الملفات مع رئيس الوزراء القطري، الذي اجرى بدوره اتصالا هاتفيا برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى باسيل فور عودته من الدوحة.

مصادر متابعة للحركة السياسية تحدثت عن «طبخة ما» يعمل عليها، من ضمن مبادرة تنوي ميرنا الشالوحي اطلاقها، تتضمن لائحة «اسماء تعتبرها توافقية» لعرضها على الاطراف المعنية، مستدركة في هذا الاطار، ان اي اتفاق لا يمكنه ان يتخطى القوات اللبنانية، وموافقتها، رغم كل ما قيل عن لقاء «معراب»٢ ونتائجه، بعدما باتت الجمهورية القوية ناخبا اساسيا ووازنا في اي اتفاق رئاسي، مبدية خشيتها من ان تلقى المبادرة الجديدة نصيب سابقاتها، في ظل الخلافات القائمة والانقسامات حول الاولويات، خصوصا مع تصاعد الاصوات في الداخل ضد الخيارات السياسية لبعض الاطراف.

يشار على هذا الصعيد، الى ان المجموعة العربية، وبتزكية اميركية، فوضت الملف اللبناني وترتيباته لملك الاردن، لاجراء الاتصالات اللازمة مع الاطراف الاقليمية والدولية، للوصول الى حل للوضع القائم.

الصورة الاقليمية

صورة غير مطمئنة، عززها المشهد الاقليمي، الذي قرأت فيه مصادر ديبلوماسية اتجاها نحو مزيد من التصعيد، من اعلان طهران وقف التفاوض مع واشنطن، بعد اللقاء الاخير الذي حصل في الدوحة بين الطرفين، وانتهى الى خلاف عميق، في ظل «النقزة» الايرانية بعد التراجع الدراماتيكي لحظوظ المرشحة الديموقراطية، والتقدم السريع لغريمها الجمهوري، دونالد ترامب، والحملة الشعبية الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية، وسط تأييد استطلاعات الرأي لتوجيه ضربة للمواقع النووية الايرانية، وتصفية ما يعتبره الاميركيون الحساب العالق مع طهران منذ اكثر من 40 سنة، وثانيا، الرسالة التي تعمدت ايران ايصالها من بيروت، تزامنا، مع ايفادها رئيس مجلس شورتها محمد باقر قاليباف، هو الذي كان مرشحا لرئاسة الجمهورية عن تيار المحافظين في مواجهة الرئيس مسعود بزشكيان، الساعي للتقارب مع الاميركيين، والتي تدل الى ان زيارته جاءت تحضيرا لمرحلة ستشهد الكثير من الضغط والتصعيد والمواجهات، وهو ما ترجم عمليا، وفقا للمصادر، واستنادا الى التقارير الاستخباراتية، في العملية النوعية التي استهدفت قاعدة لواء غولاني.

على الجهة المقابلة، ليس الحال بافضل، فواشنطن، ردت بارسالها منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ الفرط صوتية، في رسالة واضحة لطهران، مع انغماس الاميركيين بشكل اكبر في المواجهات، خصوصا ان اي استهداف لتلك المنظومة سيكون عملا عدائيا موجها ضد الجيش الاميركي، في وقت تستمر فيه الاستعدادات لتوجيه تل ابيب ضربتها الى ايران، والتي تم الاتفاق حول اهدافها مع الاميركيين، الذين سيقدمون الدعم اللوجستي اللازم، اذ تكشف المصادر ان الضربة ستستكمل تدمير منظومات الدفاع الجوي في محيط المواقع النووية، وبنى تحتية صناعية عسكرية تابعة للحرس الثوري، فضلا عن موقع يرتبط بالمنشآت النووية الايرانية.

مجلس الوزراء

في الغضون، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، وخصوصا أن معظم الدول متعاطفة مع لبنان». واشار الى «ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخذنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار». ولفت في حديث تلفزيوني الى «ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي». وردا على سؤال قال «ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي، ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا، وهو يفي بالغرض.

الشيخ نعيم قاسم

هذا واكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم استمرار الحزب في المواجهات العسكرية، فوعد بالنصر في اطلالة هي الثالثة بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، مؤكدا عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة. وأكد قاسم أنه اذا استهدف الإسرائيلي كل لبنان، فإن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بد من الالتفات إلى نقطة: «العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب، فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا، وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه، وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة. وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض، ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ، وجيشكم مهزوم وسيهزم أكثر.

وأكد: «الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يؤجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قوي بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام».

وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، و «إسرائيل» هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنّ أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي «لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.

قمة روحية

وبعيدا من خطاب الشيخ قاسم وما سيليه، تتجه الانظار اليوم الى بكركي مع انعقاد قمة روحية طال انتظارها، الا ان الحرب التي تشنها «اسرائيل» واغتيال قادة حزب الله والمصير المجهول الذي ينحو لبنان في اتجاهه يبدو كلها فعلت فعلها في مجال ازالة العراقيل، والتئام القمة بحضور كامل.

وتقول مصادر معنية ان العقبات التي اعترضت انعقاد القمة سابقا، تمثلت بالغموض في مواقف البعض، والانقسام السياسي الحاد حول مفاهيم وعناوين اساسية حالت دون الاتفاق على بيان يعتبر وثيقة وطنية ويشكل خريطة طريق لاخراج لبنان من ازمته ووضعه على طريق الانقاذ، الا ان البيان الذي اصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم الثلاثي مع انضمام رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط اليهما، شكل ارضية صالحة لالتئام القمة استنادا الى مشروع سياسي رسمه البيانان سيناقشه رؤساء الطوائف الروحية ويخرجون ببيان يشكل استكمالا لخريطة الطريق التي تبنتها الدولة اللبنانية رسمياً.

الوضع الميداني

وعلى وقع التهديد والوعيد باستهداف بيروت، بعدما اعتبرت القيادات الاسرائيلية ان «لبنان كله بات هدفا مشروعا»، ورغم ان الانذارات شملت حوالى 25% من مساحة لبنان وفقا للامم المتحدة، تبين وجود نية لدى «اسرائيل» بإقامة «منطقة محروقة» بعمق 3 كيلومترات، يستحيل معها عودة النازحين اللبنانيين اليها في اي اتفاق مستقبلي، وذلك ضمن خططها للسيطرة على الأرض. هذا وانتقل حزب الله من مرحلة الدفاع الى الهجوم، في رحلة اعادة التوازن الى معادلة الردع، عبر هجمات مباغتة باستخدام الألغام والأنفاق، دون أن يتمترس في مواقع ثابتة. وتتزايد ضرباته بشكل تصاعدي، حيث يسعى لتنفيذ هجمات دقيقة في العمق الإسرائيلي، مثل الضربة التي استهدفت مدينة بنيامينا.

ففيما اعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل «خضر العبد» المسؤول عن منطقة شمال الليطاني في وحدة سلاح الجو التابعة لحزب الله، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا صباحا مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية وتجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي في موقع المرج بِصلية صاروخية. واعلن انه اطلق صلية صاروخية على ضواحي تل أبيب». كما قام مجاهدو الحزب في وحدات الدفاع الجوي بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 450». وقصف «مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية». وقصف مدينة حيفا المحتلة واستهدف تجمعا لأفراد وآليات جيش العدو الإسرائيلي في خلة وردة بصليتين صاروخيتين. وأعلن أن «أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للجيش الإسرائيلي إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، اشتبكت عناصرنا معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وما زالت الإشتباكات مستمرة”. كما أعلن «الحزب» أنه قصف بالصواريخ تجمعا لقوات إسرائيلية في موقع البغدادي، وخلة وردة والمرج.

الملف الاقتصادي

على صعيد آخر، وفيما قدرت الهيئات الاقتصادية الخسائر اللاحقة بالاقتصاد اللبناني، منذ 8 تشرين الاول، وحتى اليوم، بحوالى 30% من الناتج الوطني الاجمالي، وعلى وقع ارتفاع قيمة سندات اليوروبوندز المتواصل نتيجة التقييمات الايجابية لما بعد الحرب، طمأن حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، خلال اجتماعه مع وفد من الهيئات الاقتصادية الى ان الوضع النقدي اللبناني، وسعر صرف الدولار ثابتان، في ظل الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي، والتي سمحت بتوفير سيولة تقدر بحوالى 420 مليون دولار شهريا في السوق، ما فوت الفرصة على اي امكان للمضاربة، رغم الهزة التي شهدها السوق منذ اسبوعين، مطمئنا الى انه سيصار خلال الاسابيع المقبلة الى اتخاذ المزيد من الاجراءات التي هي قيد البحث والنقاش.

علما ان خطوات الحاكم جاءت بالتزامن مع تاكيدات وزير المالية، ان الحكومة اللبنانية رصدت الاموال اللازمة لرواتب القطاع العام، وان لا ازمة على هذا الصعيد، رغم تراجع قيمة الايرادات المحصلة نتيجة الاوضاع الصعبة وظروف الحرب.

 

 "اللواء":

يجنح الموقف العام، على المستوى السياسي والدبلوماسي الى الرغبة بالتهدئة من دون ان ينعكس واقع الميدان الحربي على هذا الجنوح.

ولئن كان الغموض ما يزال يكتنف موقف رئيس الكابينت الحربي بنيامين نتنياهو من قضية وقف اطلاق النار، فإن الرئيس نجيب ميقاتي كشف ان لبنان: حصل على ضمانات اميركية لخفض التصعيد الاسرائيلي في بيروت وضاحيتها الجنوبية..

واذ طالب بالسعي لإزالة كل الذرائع كي لا تستهدف اسرائيل مطار بيروت والموانئ والمعابر البرية، اكد اننا «اخذنا قراراً حكومياً بتقديم طلب الى مجلس الامن لوقف اطلاق النار.

واعلن الرئيس ميقاتي: نريد وقفاً لاطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي سياق مترابط، اعتبر نائب الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم ان الحل يبدأ بوقف اطلاق النار، وبعد وقف النار، وبحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون الى الشمال وترسيم الخطوات الاخرى.

ماكرون - نتنياهو

وجرى اتصال بين الرئيس ايمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو، خفّف من التأزم بينهما، لكن حسب المعلومات لم يتمكن ماكرون من اقناع نتنياهو باحترام انتداب القومة الاممية، والتجاوب مع الدعوات لوقف النار.

ونقل عن نتنياهو قوله: أعارض اي وقف احادي الجانب لاطلاق النار في لبنان.

واعتبر ان الانتصار في حرب 1948، هو الذي ادى الى انشاء دولة اسرائيل، وليس صدور قرار من الامم المتحدة.

وقال: الحرب طويلة وهي مستمرة حتى النصر، فيما اعلن وزير الحرب يوآف غالانت ان اسرائيل ملتزمة تحقيق اهداف الحرب على الجبهة اللبنانية، بابعاد الحزب عن الحدود.

وقالت الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة اثارت قضية حملة القصف في بيروت مع اسرائيل، ورصدنا تراجعاً في الضربات في الايام الماضية، وسنواصل مراقبتها بعناية.

الحراك الدبلوماسي

وعلى هذا الصعيد، اكد الرئيس ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصا وأن معطم الدول متعاطفة مع لبنان». واشار الى «ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار».

ولفت في حديث تلفزيوني لـ «الجزيرة»: الى «ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي».

وردا على سؤال قال «ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا وهو يفي بالغرض.

واستقبل وزير الخارجية والمغتربين د.عبدلله بوحبيب سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال وجرى بحث في مستجدات العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والمساعي الجارية على الصعيدين الأوروبي والدولي لوقف اطلاق النار.

جدد الوزير بو حبيب «تأييد لبنان الثابت للمبادرة الاميركية-الفرنسية التي تدعو الى وقف فوري لاطلاق النار لمدة 21 يوما، وتمسكه بالتنفيذ الكامل والشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن رقم 1701».

وشكر وزير الخارجية الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل على مواقفه الداعمة للبنان ولسيادته واستقراره. كما شكر الاتحاد الأوروبي على وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وتقديمه مساعدات انسانية واغاثية لتلبية احتياجات الشعب اللبناني.

من جهتها، شددت السفيرة دو وال على أهمية وقف إطلاق النار منعاً لتفاقم الوضع الذي قالت إنه لا يمكن التنبؤ به. كما أكدت استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للبنان ولبرنامج شبكة الحماية الاجتماعية فيه، ومواصلة تقديم المساعدات الطبية والاغاثية

اعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان التي تعرضت لنيران إسرائيلية في الأيام الماضية. وقالت أمام مجلس الشيوخ «من المقرر أن أزور لبنان» من دون تحديد موعد هذه الزيارة».

الخط الرئاسي

على الخط الرئاسي، تتحرك مساعي الخماسية مجدداً، وقد التقى السفير المصري علاء موسى رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، وتطرق البحث الى تكامل الجهود من اجل انضاج الترتيبات لعقد جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

كما استقبل باسيل السفير القطري في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، في اطار متابعة الاتصالات والجهود على مستوى الرئاسة وتقديم المساعدات للنازحين.

وحسبما اشارت «اللواء» وفي اطار تحصين الموقف الداخلي، تعقد قمة روحية استثنائية عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية.

وأعربت مصادر مطلعة لـ«اللواء» عن اعتقادها أن القمة الروحية في بكركي ترتدي طابع النداء من اجل وقف الحرب والعمل على تأكيد الألتزام بمجموعة ثوابت ابرزها قيام الدولة وانتخاب رئيس للبلاد وتطبيق القرارات الدولية.

وأوضحت هذه المصادر أن هذه القمة تتوقف عند الوضع المأساوي جراء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وتدعو إلى تكثيف العمل الديبلوماسي من أجل إرساء التهدئة، وليس مستبعدا أن تتناول واقع النزوح من القرى والبلدات التي تتعرض للقصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه القمة لن تخرج عن التأكيد على أهمية الوحدة والتضامن وقيام المؤسسات على اختلافها بدورها.

معادلة: إيلام العدو

واطلق الشيخ قاسم سلسلة مواقف جديدة، فقال: لا يمكن ان نفصل لبنان عن فلسطين، ولا المنطقة عن فلسطين، ولبنان يقع ضمن المشروع التوسعي الاسرائيلي. واشار الى ان مساندة الفلسطينيين لنرفع الخطر عنهم، ومنعاً لتوسع اسرائيل.

وقال: اذا لم نواجه اسرائيل فستصل الى اهدافها.

وقال: اسرائيل تضع ما تريد ولا تلتزم بأي قرار دولي، مضيفاً: «نحن امام وحش هائج، وابشركم اننا نحن من سنمسك رسنه ونعيده الى الحظيرة».

وكشف: «انتقلنا من الاسناد الى مواجهة حرب اسرائيل على لبنان منذ 17 ايلول مع هجوم البيجر».

وكشف عن معادلة «إيلام العدو»، وقال: صواريخنا طالت تل ابيب، ودفعنا مليوني اسرائيلي الى الملاجئ وعطلنا مطار بن غوريون، مؤكداً «اننا نستهدف اي نقطة في الكيان الاسرائيلي، وسنختار النقطة المناسبة»، مؤكداً ان معادلة «إيلام العدو» ستستمر، مؤكداً ان «المقاومة لن تهزم لانها صاحبة الارض».

الميدان

ميدانيا، نفذت المقاومة بعد ظهر اليوم قرارها بمواصلة قصف وسط الكيان الاسرائيلي المحتل، فأعلنت في بيان، انه ورداً على الاستباحة الهمجيّة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 02:20 من بعد ظهر أمس، مدينة حيفا المحتلة بصلية صاروخية كبيرة.

وافادت وسائل اعلام عبرية صليات صاروخية متتالية بإتجاه الأراضي المحتلة الجليل الغربي وصافرات الانذار دوت في حيفا ومحيطها و المطلة في اصبع الجليل، واعلام العدو يتحدث عن سقوط صواريخ في مستعمرة «كريات بياليك» شمال حيفا. وإطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه منطقة الكريوت في حيفا.

كما افادت وسائل إعلام إسرائيلية: انه بعد دوي صفارات الإنذار، تم رصد إطلاق ٢٠ صاروخاً من لبنان سقط بعضها عند «مفترق غولاني» غرب طبريا.

واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ثلاث جرافات ودبابة ميركافا على أطراف راميا بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح من فيها. وتجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي قرب موقع راميا بقذائف المدفعية. ودبابة ميركافا أثناء محاولة تقدمها إلى أطراف بلدة راميا بصاروخ موجهما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وقصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية. استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة نفتالي قرب صفد بصلية صاروخية كبيرة. كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مربض الزاعورة مرتين بصلية صاروخية.

وليلاً تعرضت بلدة الطيبة ومحيط دير سريان ورب الثلاثين الى قصف مدفعي متواصل، وسط مواجهات ضارية بين المقاومة وجنود الاحتلال في «خلة الفراشات» شرقي القرية.

وفي مارون الراس اشتبكت وحدات المقاومة مع قوة اسرائيلية من المسافة صفر، وحاصرتها داخل احد المباني في طرف البلدة.

وعند محور عيتا الشعب دارت معارك ضارية بين قوات حزب لله والقوات الاسرائيلية عند التاسعة مساءً، وسط ضربات جوية ومدفعية اسرائيلية لنقاط المواجهة والتحصينات القوية التي يواجه منها عناصر الحزب القوات الغازية.

كما قصفت المقاومة مربض مدافع العدو في ديشونا.

واعلن الجيش الاسرائيلي عن الفرقة 210 بدأت عملية برية محدودة في مزارع شبعا.

وقالت يسرائيل هيوم: خسائر في البنى التحتية ومنازل واندلاع حرائق واسعة في المطلة عقب سقوط 10صواريخ اطلقت من لبنان.

وادت الغارة على رياق الى سقوط 5 شهداد بينهم 3 اطفال و16 جريحاً.

 

 "البناء":

فيما تتلاقى التصريحات الأميركية و»الإسرائيلية» على دخول مرحلة التحضير لعدوان على إيران، تحت شعار الردّ على الردّ الإيراني الذي تكشّفت التقارير الأميركية والإسرائيلية عن معلومات خطيرة حول حجم الأذى البشري والاقتصادي والعسكري والأمني الذي تسبب به لكيان الاحتلال، تصدّر المشهد الإعلان عن إرسال واشنطن لبطارية من صواريخ الدفاع الجوي من نوع ثاد التي تعتبر الأعلى مرتبة في الأسلحة الأميركية لمواجهة خطر الصواريخ. ورغم الهالة الخرافية التي يصنعها الإعلام الأميركي والعربي المشغّل أميركياً لهذه المنظومة يؤكد الخبراء أن فعاليتها نقطويّة، أي محصورة بالمساحة التي تغطيها وهي لا تتجاوز 200 كلم مربع لكل بطارية، وعندما نتحدث عن 100 ضعف هذه المساحة وعن تكوينها من تضاريس معقدة مكوّنة من جبال وهضاب، يصبح تأمين الحماية النظريّة بحاجة لأكثر من 100 بطارية تبلغ كلفتها مع كمية صواريخ كافية للمناورة بوجه وجبات صاروخية، ما يعادل 10 عبوات متلاحقة لكل بطارية، وعبوة البطارية 50 صاروخاً، ما يعني 50 ألف صاروخ كعدد إجمالي. والمطلوب لتأمين كل هذه الحاجات، هو ثلاث سنوات لأنها غير متوفرة في أميركا، والتكلفة هي تقريباً 600 مليار دولار، ولذلك قرّرت واشنطن إرسال بطارية واحدة تتمكن من إطلاق 50 صاروخاً دفعة واحدة وعبوات تذخير تعادل 500 صاروخ لعشر دفعات اشتباك، وذلك لضمان حماية المؤسسات الحكومية الاستراتيجية في تل أبيب، بينما كشفت صحيفة الفاينانشيل تايمز عن تأكيدات بقرب نفاد الذخائر الصاروخية اللازمة للقبة الحديدية ومن ضمنها صواريخ الباتريوت لدى جيش الاحتلال، بعدما استنزف ما لديه في مواجهة صواريخ وطائرات حزب الله المسيّرة، وعزت سبب تمكّن الكثير من هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة من إحداث الاختراق الى هذا الضعف في قدرة القبة الحديدية، مؤكدة أن ليس لدى واشنطن فائض يكفي لتحقيق ما يطلبه جيش الاحتلال وواشنطن تمتنع للسبب ذاته عن تلبية طلبات أوكرانيا المماثلة أمام السيطرة التي يفرضها الروس بصواريخهم وطائراتهم المسيّرة، وأن إرسال بطارية ثاد هو أحد أشكال التعويض الأميركية لهذا النقص، كما كان إرسال الدبابات وقذائفها إلى أوكرانيا بديلاً للعجز عن تأمين قذائف الـ 155 ملم.

ووفقاً للصحيفة الأميركية، قالت المسؤولة السابقة عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية، دانا سترول، إن «مشكلة الذخيرة في «إسرائيل» جدية، وإذا ردّت إيران على هجوم «إسرائيل» وانضمّ حزب الله إليها، فستواجه الدفاعات الجوية الإسرائيلية مشكلة كبيرة». وأضافت سترول أن كمية الصواريخ الاعتراضية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى «إسرائيل» «ليست غير محدودة». وأوضحت أن «الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تزويد أوكرانيا و»إسرائيل» بالوتيرة نفسها. لقد وصلنا إلى نقطة تحول». وقال مدير عام الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعاز ليفي، إن العاملين يعملون بورديات على مدار الساعة من أجل الحفاظ على وتيرة الإنتاج. وأضاف أن «قسماً من خطوط الإنتاج لدينا تعمل 24 ساعة يومياً وعلى مدار سبعة أيام أسبوعياً. وهدفنا هو الإيفاء بكافة تعهداتنا». وأفادت صحيفة «هآرتس»، أول من أمس، بأن الجيش الإسرائيلي رفع من مستوى الضباط المخوّلين بالموافقة على استخدام ذخائر ثقيلة في الحرب على غزة والعدوان المتصاعد على لبنان، وذلك في ظل تراجع مخزون الذخيرة وفرض عدد من الدول حظرًا على تصدير الأسلحة إلى «إسرائيل».

في لبنان، بينما تواصل المقاومة قتالها الضاري ومواجهتها الملحمية مع الاحتلال في الجبهة الأمامية، موقعة الخسائر في جنوده وآلياته، كانت صواريخ المقاومة تسقط بالعشرات فوق كل شمال فلسطين المحتلة وصولاً إلى حيفا وما بعد حيفا، وكانت تعلن بلسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنها بدأت حرب دفاع وطنية عن لبنان بعدما كانت جبهة إسناد لغزة، وأنّها جاهزة لوقف إطلاق النار، على أن تناقش بعد وقف النار سائر القضايا بما فيها كيفية تطبيق القرار 1701. وبعدما أكد قاسم رؤية الحزب لخطر الكيان على المنطقة وأحقية مقاومة الشعب الفلسطيني ووقوف الحزب معها، قال إن مقاومة الحزب اليوم معنيّة برد الحرب العدوانيّة على لبنان وهي تفعل ذلك وواثقة من قدرتها على ذلك حتى يسلّم الكيان بفشل حربه، مشيراً إلى ما أظهرته القدرة الصاروخية للمقاومة وما أظهره مجاهدوها على الجبهات الأمامية للقتال، معلناً جوهر قتال المقاومة تحت شعار إيلام العدو.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيليّ عدوانه الواسع على مختلف القرى والبلدات في لبنان، مخلفًا وراءه المزيد من الشهداء والضحايا، في حين أن الحراك الدولي لا يزال دون المستوى المطلوب لوقف إطلاق النار، رغم تأكيد البيت الأبيض، مساء أمس، أن «واشنطن تواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء الصراع في لبنان ومنع المزيد من التصعيد في المنطقة». هذا وتتواصل الدعوات الدولية لحماية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بعد التهديدات الإسرائيليّة لها، والتي بلغت حد اقتحام دبابتين إسرائيليتين بوابات قاعدة لـ»يونيفيل» في الجنوب. وأشار رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل ماكرون رداً على مهاجمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأمم المتحدة، الى أن على نتنياهو أن يتذكر أن بلده نشأ بناء على قرار أمميّ. ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى وقف العدوان على لبنان ووقف حرب الإبادة على غزة، وقال إن المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان هو وقف حرب الإبادة على غزة. واعتبر أمير قطر أن «»إسرائيل» اختارت عن قصد أن توسّع العدوان بتنفيذ مخططات معدّة سلفاً في مواقع أخرى، مثل الضفة الغربية، ولبنان». وأوضح أن الدوحة حذّرت من التصعيد في لبنان والعدوان الإسرائيلي عليه ومن عواقبه على المنطقة، ودعا إلى وقف العدوان على لبنان وتنفيذ القرارات الدولية بما في ذلك القرار 1701.

وأمس، وعد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جمهوره بالنصر في إطلالة هي الثالثة بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤكداً عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة، وأكد قاسم أن استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، يعني أن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بدّ من الالتفات إلى نقطة: «العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرّك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة». وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ وجيشكم مهزوم وسيُهزم أكثر. وأكد أيضاً: «الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يوجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قويّ بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام». وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، و»إسرائيل» هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمرّ، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنن أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي «لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.

في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول إلى وقف إطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدّد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الأمن الدولي، خصوصاً أن معظم الدول متعاطفة مع لبنان». وأشار الى «أن خلال اتصالاتنا مع الجهات الأميركية الأسبوع الفائت أخذنا نوعاً من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والأميركيون جادّون في الضغط على «إسرائيل» للتوصل الى وقف إطلاق النار». ولفت في حديث تلفزيوني الى «ان الإجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي أي ذريعة يستغلّها العدو الاسرائيلي». ورداً على سؤال قال «إن الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة آلاف جندي إضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات أخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لأنها ستتسبب بخلافات إضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، أي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسطها على كل أراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملاً وهو يفي بالغرض».

وجدّد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تأييد لبنان الثابت للمبادرة الأميركية – الفرنسية التي تدعو الى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً، وتمسكه بالتنفيذ الكامل والشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن رقم 1701. وشكر وزير الخارجية الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل على مواقفه الداعمة للبنان ولسيادته واستقراره. كما شكر الاتحاد الأوروبي على وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وتقديمه مساعدات إنسانية وإغاثية لتلبية احتياجات الشعب اللبناني.

وشدّدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال على أهمية وقف إطلاق النار منعاً لتفاقم الوضع الذي قالت إنه لا يمكن التنبؤ به. كما أكدت استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للبنان ولبرنامج شبكة الحماية الاجتماعية فيه، ومواصلة تقديم المساعدات الطبية والإغاثية، مشددة على أهمية أن تتسم عملية تلقي المساعدات وتوزيعها بالشفافية وحسن الإدارة. وفي الشأن الرئاسي، رأت السفيرة دو وال أنه لا يجب انتظار وقف إطلاق النار لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر نيكولاس فون أركس، بحضور رئيسة بعثة لجنة الصليب الأحمر الدولي في لبنان سيمون كاسابيانكا اشلمان. ووضع الوفد رئيس المجلس بأجواء عمل اللّجنة في لبنان في ظل الظروف الراهنة على ضوء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان. كما تابع الرئيس بري تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي.

وسط هذه الأجواء، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان، حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان التي تعرضت لنيران إسرائيلية في الأيام الماضية. وقالت أمام مجلس الشيوخ «من المقرّر أن أزور لبنان» من دون تحديد موعد هذه الزيارة.

الى ذلك تعقد قمة روحية استثنائية عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وتأتي القمة عشية زيارة البطريرك الراعي إلى الفاتيكان للمشاركة في إعلان تطويب «الإخوة المسابكيين» في 20 تشرين الأول، وبحسب معلومات «البناء» فإن بكركي سوف تؤكد ثوابتها المتصلة بهوية لبنان الجامعة، والتمسك بالشراكة والوحدة الوطنية، كما أن البيان الذي سيصدر عن المجتمعين سيدعو إلى وقف إطلاق النار، ودعوة المجتمع الدولي الضغط على «إسرائيل» لوقف الاعتداءات على لبنان، فضلاً عن انتخاب رئيس للجمهورية، وانتظام عمل المؤسسات.

وليس بعيداً، استقبل رئيس الحكومة النائب فريد الخازن الذي بعد اللقاء «لا بد من التأكيد بعد لقاء رئيس الحكومة على وقف إطلاق النار والسعي لذلك، وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية والبابان يشكلان الحل أو المدخل إلى الحل لهذه الكارثة والحرب العدوانية التي يتعرّض لها لبنان. أما مسألة أي ملف له الأفضلية على الآخر وهل وقف إطلاق النار هو أولوية أو انتخابات رئاسة الجمهورية هي الأولوية، وأنا أؤكد ورئيس الحكومة أيضاً يوافق الرأي بأن وقف إطلاق النار والسعي لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، هما أولوية، لأن الأول يؤثر على الثاني والأول يحرّك الثاني، اما النقطة الأهم المطلوبة اليوم فهي مسألة التأكيد والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية والتضامن بين اللبنانيين الذي لا يجب أن يكون كلاماً بلا فعل. التضامن بين القوى السياسية اللبنانية وبين الشعب اللبناني يجب أن يكون وهو كذلك مع بعض الاستثناءات، ولكن بالمجمل هو كذلك، هذا التضامن يجب أن يستمر وان يترسخ ويعمل عليه». أضاف «من هنا تأتي القمة الروحية التي ستعقد في بكركي في البطريركية المارونية بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية وترسيخ التضامن الوطني».

وسياسياً أيضاً، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفدا من كتلة «اللقاء الديموقراطي». وتحدث النائب بلال عبد الله باسم الوفد قائلا «نأتي إلى هذه الدار لكي نحاول أن نجد مخارج للأزمة التي يعيشها لبنان، هذه الأزمة الوجودية في ظل عدوان إسرائيلي مستمرّ على شعبنا وأرضنا وأهلنا في كل لبنان، ووجدنا لدى مفتي الجمهورية كل التفهم والحرص على دعم الجهود التي يقوم بها وليد جنبلاط، وجهود الرئيس ميقاتي، والرئيس بري، والحوار مع كل القوى السياسية، لتأمين تسوية داخلية، تحمي ما تبقَّى من لبنان، إذا صح التعبير، وتحاول خرق الجدار الديبلوماسي، لوقف إطلاق النار».

ميدانياً، الغارات العنيفة تتنقل من البقاع الى الجنوب فالشمال. وإذ أعلن جيش العدو الاسرائيلي انه قتل «خضر العبد» المسؤول عن منطقة شمال الليطاني في وحدة سلاح الجو التابعة لحزب الله، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أنه استهدف مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية وتجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي في موقع المرج بِصلية صاروخية. واعلن انه اطلق مساء الإثنين صلية صاروخية على ضواحي تل أبيب». كما قام عند الساعة 12:30 من منتصف ليل يوم الثلاثاء بإسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450». وقصف «مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية». وقصف مدينة حيفا المحتلة واستهدف تجمعا لأفراد وآليات جيش العدو الإسرائيلي في خلة وردة بصليتين صاروخيتين. وأعلن أن «أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للجيش الإسرائيلي إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، اشتبكت عناصره معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وما زالت الإشتباكات مستمرة». كما أعلن «الحزب» أنه قصف بالصواريخ تجمعاً لقوات إسرائيلية في موقع البغدادي، وخلة وردة والمرج.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على لبناني في بلدة عربصاليم، بتهمة العمالة لـ»إسرائيل». وبعد خضوعه للتحقيق اعترف بالتهم المنسوبة إليه. فأفاد بأنه قام بتصوير مواقع أمنية في الجنوب وقام بتصوير بعض المباني والمواقع في الجنوب، وقدّم معلومات أمنية للموساد الإسرائيلي، تتعلق بأسماء أشخاص. وخُتم التحقيق وحوّل للمحكمة العسكرية لمتابعة قضيته. وكان قد أفيد أن الأجهزة الامنية تتحرك بقوة لتوقيف العملاء حيث جرى توقيف عدد من الاشخاص في الأيام الماضية كانوا يلتقطون صوراً لأماكن تعرّضت لغارات إسرائيليّة، وتمت مصادرة هواتفهم المحمولة.

 

  "الأنباء" الالكترونية:

لبنان قادم على خطر وجودي إذا لم تتدارك كافة الأطراف الداخلية خطورة المرحلة، وسط المخاوف من تفلّت الحرب وتمددها.. أما هامش المراوحة لوقف إطلاق النار فقد يتوسّع ويطول على الرغم من بعض الخروقات لتجنيب لبنان والمنطقة مزيداً من التصعيد العسكري، خصوصاً أن المشهد الدولي ما زال ضبابياً وبإنتظار الرد الإسرائيلي على إيران.

إلى ذلك، قررت الحكومة اللبنانية تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، علماً أن التوصّل إلى نتائج إيجابية يحتاج إلى ضغط دولي ودبلوماسي أو أن يشهد الواقع الميداني العسكري ما يقلب ميزان القوى أو المعادلة.

وبإنتظار التطورات السياسية، عدّاد شهداء وجرحى العدوان يزداد يومياً، وآلة القتل السوداء للعدو الإسرائيلي تزداد عنفاً، ومستمرة في مجازرها على إمتداد جهات لبنان الأربع، بحيث تفتك بأرواح اللبنانيين وأرزاقهم وأرضهم، ومدافن موتاهم لم تسلم كذلك.

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أوضح أن المسعى الدولي القائم حالياً يتمحور حول إصدار قرار بوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش اللبناني في جنوب الليطاني. وأشار ميقاتي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إستعداد لبنان تعزيز عديد الجيش في جنوب لبنان، إذا تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق نار، مضيفاً: "نحن مستعدون كدولة لبنانية أن نفرض سيادتنا على كامل الأراضي اللبنانية".

في هذا الوقت تتجه الأنظار إلى بكركي، حيث ستلتئم القمة الروحية الإسلامية - المسيحية عند الحادية عشرة قبل الظهر بشكل استثنائي، لمواكبة التطورات الحاصلة في ضوء الظروف والتحديات الراهنة التي يمر بها الوطن. ومن المتوقع صدور بيان، يتضمن بنوداً أساسية، تلحظ المسائل المطروحة وخصوصاً أهمية التضامن الداخلي والوطني العام، وحث المسؤولين على معالجة الأزمات التي تشكل إنقساماً بين اللبنانيين وخاصة على صعيد انهاء الشغور الرئاسي.

وعلمت جريدة "الأنباء" الالكترونية أن التوجه العام هو في التعويل على جهود الدبلوماسية الدولية، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، من خلال تطبيق القرار الأممي 1701، وكذلك بالنسبة للدول العربية في القيام بدورها ومسؤولياتها، إلى جانب تركيز القمة على معالجة موضوع النازحين.

ومن ناحية أخرى، حذّر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة مسجلة "من شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن جبهة إسناد غزة تحوّلت إلى مواجهة مع إسرائيل، كاشفاً أنه "منذ أسبوع وإلى الآن قررنا معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدو".

وتطرق قاسم إلى مسألة وحدة الساحات، بالقول "لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين ولا المنطقة عن فلسطين"، مضيفاً: "الحل بوقف إطلاق النار وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال".

وفي قراءة ميدانية عسكرية وإستراتيجية، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أننا أمام خلق معادلة الأمن المفقود أي "الأمن المفقود مقابل الأمن المفقود"، بصرف النظر عن التأثير والفارق في التأثير. 

ويشرح جوني أن ضربات العدو الإسرائيلي مدمرة، وبالمقابل تأثير الإستهدافات الصاروخية والمسيّرات لحزب الله أضعف بكثير، لكنها أفقدت الأمن في المدن التي تطالها، لافتاً إلى أن "مسألة الاستقرار الأمني مهزوزة ومهددة وإذا تصاعد الإستهداف بوتيرة أكبر يصبح الأمن مفقوداً في تل أبيب مثلما هو مفقود في حيفا ومناطق أخرى".

هذه هي معادلة الردع القائمة بين حزب الله وإسرائيل، بحسب جوني وتفرض تساوياً في الأمن المفقود، ما يدعو إلى التسويات، بحيث قد تكون منطلقاً للجلوس على طاولة التفاوض، على حد تعبيره.

وحول معادلة إيلام العدو التي تحدث عنها قاسم، يشرح جوني أنها بدأت مع عملية إستهداف حيفا بشكل جدي ومكثّف. ويعدد جوني الخيارات العسكرية التي إعتمدت ومنها الأهداف الجريئة داخل حيفا كمصنع للمتفجرات، إطلاق مسيّرة نوعية مختلفة عن السابقات، والإستخدام الجديد الذي دخل على مسار العمليات لناحية دقة الإصابة وقوة المتفجرات والتأثير وقدرتها على خرق أنظمة الدفاع وعمق الهدف، بالإضافة إلى تضاعف أعداد الصواريخ ومداها، بحيث تم إطلاق صواريخ باليستية تصل إلى تل أبيب الكبرى. 

وبإنتظار ما سيرشح اليوم عن القمة الروحية الإستثنائية، لا شك أن الموقف التفاوضي اللبناني وسقف التفاوض بحاجة ماسّة إلى الإبتعاد عن الرهانات الجيوسياسية من قبل جميع الأطراف، خصوصاً أن العدّ العكسي للإنتخابات الأميركية إنطلق، والتوصل إلى حل سياسي أولى الأولويات لنجاة لبنان بمواجهة عدو لا تنتهي أطماعه ولا يتوقف إجرامه.

 

 "الشرق":

في الشكل، اكثر من ملاحظة تسجل على اطلالة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.. بداية انها الاولى المنظمة المُعدة بإتقان بعدما لم تكن الاطلالتان السابقتان موفقتين، وهي مسجلة ما دام تحدث عن استهداف قافلة المساعدات، مشيرا اليها باليوم في حين استهدفت القافلة امس. ثالثا والاهم ان قاسم وضع الى جانب علم الحزب، وللمرة الاولى، العلم اللبناني، ومقابلهما صورة الامين العام حسن نصرالله. وبدا واثقا يوجه رسائله بحزم ايحاء باستعادة المقاومة قوتها وجبروتها.

اطلالة قاسم هدفت ايضا الى تأكيد العودة الى حلبة الميدان بقوة الحزب المعهودة رغم الخسارة الموجعة واستكمال المسيرة نفسها، متوجها الى بيئته لشدّ ازرها بعدما تشردت في الطرق وباتت من دون مأوى، ساعيا الى اضفاء مشروعية وشرعية على الحرب علّها تخفف وهج النقمة عليه.

وبعيدا من خطاب قاسم وما سيليه، تتجه الانظار اليوم الى بكركي مع انعقاد قمة روحية طال انتظارها بعدما نُسِفت مرارا بفعل رفض مكون اساسي المشاركة فيها، الا ان الحرب التي تشنها اسرائيل واغتيال قادة حزب الله والمصير المجهول الذي ينحو لبنان في اتجاهه يبدو كلها فعلت فعلها في مجال ازالة العراقيل، والتئام القمة بحضور كامل.

وتقول مصادر معنية لـ «المركزية» ان العقبات التي اعترضت انعقاد القمة سابقا تمثلت بالغموض في مواقف البعض والانقسام السياسي الحاد حول مفاهيم وعناوين اساسية حالت دون الاتفاق على بيان يعتبر وثيقة وطنية ويشكل خريطة طريق لاخراج لبنان من ازمته ووضعه على طريق الانقاذ، الا ان البيان الذي اصدره رئيسا مجلس النواب نبيه بري ثم الثلاثي مع انضمام رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط اليهما شكل ارضية صالحة لالتئام القمة استنادا الى مشروع سياسي رسمه البيانان سيناقشه رؤساء الطوائف الروحية ويخرجون ببيان يشكل استكمالا لخريطة الطريق التي تبنتها الدولة اللبنانية رسمياً.

نعيم قاسم

فيما لبنان كله تحت القصف، وبينما لبنان الرسمي يعمل من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار، واصل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم سياسة تبرير استمرار الحزب في المواجهات العسكرية فوعد جمهوره بالنصر في اطلالة هي الثالثة بعد اغتيال نصرالله مؤكدا عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة، وأكد قاسم أن استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، فإن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بد من الالتفات إلى نقطة: «العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة. وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ وجيشكم مهزوم وسيهزم أكثر. وأكد أيضاً: «الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يؤجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قوي بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام». وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، وإسرائيل هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنن أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي «لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.

اتصالات الحكومة

في الغضون، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصا وأن معطم الدول متعاطفة مع لبنان». واشار الى «ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار». ولفت في حديث تلفزيوني الى «ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي». وردا على سؤال قال «ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا وهو يفي بالغرض».

 

 "الشرق الأوسط":

فتحت إسرائيل جبهة برية جديدة في جنوب لبنان؛ تبدأ من مزارع شبعا بجنوب شرقي لبنان، المحاذية لهضبة الجولان السورية المحتلة، بالتزامن مع جبهتين واسعتين؛ أولاهما في القطاع الشرقي حيث يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل في القرى الحدودية، مثل مركبا ورب ثلاثين، والأخرى بالقطاع الغربي حيث تشتد معارك الجبهة على أطراف بلدة عيتا الشعب.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن «فرقة عسكرية خامسة بدأت تشارك في العمليات البرية بجنوب لبنان»، مشيرة إلى أن «(الفرقة 210) بدأت تنفذ عمليات برية محدودة في مزارع شبعا بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان».

وتقع مزارع شبعا على السفح الغربي لجبل الشيخ، وتمتد إلى هضبة الجولان السورية المحتلة. وتؤكد الحكومة اللبنانية أن هذه المنطقة المرتفعة تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، كما تحتل تلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر.

واستهل «حزب الله» انخراطه في جبهة المساندة لقطاع غزة في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، باستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا.

ويقول خبراء عسكريون إن هذه المنطقة المرتفعة محمية من الاستهدافات النوعية بالنظر إلى ارتفاعها عن البلدات اللبنانية، خصوصاً تلك الواقعة بمنطقة العرقوب التي تسكنها أغلبية سنية ودرزية، لكنها تتعرض بشكل يومي منذ بدء الحرب لصواريخ «حزب الله»، كما تتعرض المواقع الإسرائيلية خلفها بالجولان لقصف صاروخي من لبنان.

ويساهم ارتفاعها، وفق ما يقول خبراء عسكريون، في «تسهيل مهمة القوات المهاجمة»، خصوصاً أن المنطقة التي تنوي إسرائيل التوغل منها منطقة جرداء وغير مسكونة، ويقل فيها الغطاء النباتي، مما يمنع «الحزب» من التموضع فيها، لكنها في الوقت نفسه «يمكن أن تكون نقطة ضعف كبيرة للقوات الإسرائيلية؛ إذ ستجعل المدرعات والآليات معرضة للاستهداف بالصواريخ الموجهة من الداخل اللبناني».

وبهذه العملية، ستكون القوات الإسرائيلية أطلقت عملياتها العسكرية البرية على كامل المنطقة الحدودية مع لبنان، لمسافة تمتد على نحو 100 كيلومتر. ويتوقع الخبراء أن يكون هذا التوغل «تعويضاً عن الفشل في اقتحام منطقة كركلا والعديسة من أصبع الجليل»، وأن «تسعى من خلاله إلى الوصول لبلدة الخيام» التي تعرضت لوابل من الغارات الجوية خلال الأيام الماضية، وذلك «للاستفادة من المنخفضات في منطقتي الوزاني والغجر، للالتفاف باتجاه الخيام والسهل الواقع أسفل أصبع الجليل».

ومهدت القوات الإسرائيلية لهذه العملية بقصف مدفعي عنيف استهدف المناطق المحيطة بمزارع شبعا، كما القرى والبلدات المواجهة لها في العمق اللبناني. وفي المقابل، أعلن «حزب الله» عن استهداف تجمع لقوات إسرائيلية بمنطقة السدانة وبركة النقار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بصلية ‏صاروخية.

توغل صعب

ويأتي فتح الجبهة، بموازاة محاولات اختراق خط الدفاع الأول على المحور الشرقي من جهة مركبا ورب ثلاثين، بعد التوغل على أطراف بليدا وميس الجبل، بهدف استكمال التقدم على الحافة الحدودية بالمنطقة. وأعلن «حزب الله» عن استهداف تجمع لأفراد وآليات الجيش الإسرائيلي في خلة الفراشات ببلدة رب ثلاثين بصلية صاروخية وقذائف مدفعية. وأفاد باشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على محورَي مركبا ورب ثلاثين. كما يجري التوغل، في «عملية صعبة»، بالقطاع الغربي، على أطراف عيتا الشعب وعلما الشعب ورامية، حيث أعلن «حزب الله» عن تدمير 3 جرافات ودبابة «ميركافا» على أطراف راميا بالصواريخ الموجهة؛ «ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح من فيها». كما أعلن عن استهدف تجمعات لأفراد وآليات الجيش الإسرائيلي في خلة وردة بصليات صاروخية.

إخلاء ربع مساحة لبنان

وتمهيداً للتوغل أكثر في الأراضي اللبنانية، قالت «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، الثلاثاء، إن إسرائيل أصدرت أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع البلاد. وقالت ريما جاموس امصيص، مديرة «المفوضية» في الشرق الأوسط، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة لعشرين قرية في جنوب لبنان تعني أن أكثر من ربع البلاد يخضع لأوامر إخلاء الآن. وأضافت: «الناس يستجيبون لهذه الأوامر، ويفرون دون شيء معهم تقريباً».

وقال مسؤولون صحيون إن إسرائيل وسّعت حملة القصف في لبنان أمس الاثنين؛ ما أسفر عن مقتل 22 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء، بغارة جوية في الشمال على منزل كان نازحون يلتمسون فيه ملاذاً آمناً من الضربات الإسرائيلية في الجنوب.

وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم «مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان»، في المؤتمر الصحافي نفسه رداً على سؤال عن الغارة التي وقعت الاثنين على قرية أيطو ذات الأغلبية المسيحية: «ما نسمعه هو أن من بين الأشخاص الاثنين والعشرين الذين قُتلوا، 12 امرأة وطفلين». وأضاف: «نعلم أن الضربة كانت على مبنى سكني من 4 طوابق. ومع وضع هذه العوامل في الحسبان، فإن لدينا مخاوف حقيقية فيما يتعلق بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وقوانين الحرب، ومبادئ تمييز النسبة والتناسب»، داعياً إلى إجراء تحقيق في الواقعة.

إطلاق الصواريخ

ووسط هذه المعارك، لم يتوقف إطلاق الصواريخ، وأعلن «الحزب» عن إطلاق مقاتليه صلية صاروخية على ضواحي تل أبيب، واستهداف «مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة»، فضلاً عن صليات صاروخية باتجاه كريات شمونة. كما أعلن عن أن وحدات الدفاع الجوي في «الحزب»، أسقطت منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع «هيرميس450».

وقضت عائلة كاملة، بين أفرادها طفلان، في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جرجوع في جنوب لبنان، كما استهدفت غارات أخرى عشرات القرى في الجنوب والبقاع بشرق لبنان.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية