إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 17 24|07:52AM :نشر بتاريخ

"الأخبار":

لم يترك العدو أي أثر لكل ما نقله الأميركيون إلى الحكومة حول وقف القصف في بيروت والضاحية. فبعد ساعات على تصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عن «ضمانات أميركية بتخفيف التصعيد في بيروت والضاحية» قصف العدو مبانيَ سكنية في الضاحية الجنوبية، ما دفع بميقاتي إلى الإعلان أنه لا يبدو أن هناك جدوى من التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب وقف إطلاق النار. واستغرب ميقاتي ما حصل، بعدما قام لبنان بما هو مطلوب منه، إذ أعلن ميقاتي نفسه عن «الاستعداد لتعزيز الجيش في الجنوب وسحب كل الذرائع من إسرائيل لمنعها من استهداف المطار».

وواصل العدو هجومه الجوي ضد المدنيين، وتدمير البنى التحتية في الجنوب والبقاع، مستعجلاً تحقيق إنجاز ميداني، من أجل تمهيد الأرضية للولايات المتحدة وحلفاء آخرين له لإطلاق ما يسمّونه «ورشة اليوم التالي للبنان من دون حزب الله».

ويتصرف الأميركيون، بمشاركة أوروبية وعربية، وكأنّ حزب الله انتهى فعلاً، وأن وضعهم اليد على البلد من خلال عملائهم السياسيين وغير السياسيين مسألة وقت. ويعتقد الأميركيون بأنه على عكس غزة حيث لا يوجد بديل لـ«حماس» يُمكن الاتكال عليه، لا إدارة مدنية ولا عشائر ولا غيرها، فإن في لبنان مجموعات كبيرة جُندت وجُهزت ومُوّلت لخدمة المشروع الأميركي في كل القطاعات الأمنية والعسكرية والقضائية والمالية والاقتصادية والسياسية، وهؤلاء جاهزون للمهمة الموكلة إليهم بإدارة البلد بالنيابة عن الأميركيين.

ويردد أنصار الولايات المتحدة أنها تريد تحييد بيروت ومناطق أخرى إلا من استهدافات محددة لشخصيات من المقاومة، وأنها طلبت من إسرائيل عدم تحويل لبنان إلى غزة، وأنها هي من يمنع العدو من استهداف البنى التحتية والطرقات الأساسية والمرافق الحيوية.

ويبرّر مروّجو هذه الأخبار ذلك بأن واشنطن لا تريد أن يكون الأمر صعباً أمام من تظن أنه سيتسلم زمام الأمور في المرحلة اللاحقة، مع تركيز على دور الجيش بقيادة العماد جوزيف عون.

وفي الوقت نفسه بدأت بعض الدول تعرب عن استعدادها لتولي دور مستقبلي في «لبنان ما بعد حزب الله»، مثل دولة الإمارات التي عرضت تسليح الجيش اللبناني، بينما لا تزال عين الفرنسيين على المرفأ وقطاعات اقتصادية أخرى، وسطَ تقديرات بأن هذا الأمر ستنتج عنه الكثير من الخلافات بين الطامحين.

وفيما ينحصراهتمام الأميركيين وأنصارهم بهذه السيناريوهات الوهمية، فإن بيروت لم تسجل أي مبادرة بشأن وقف إطلاق النار. بل هناك قناعة أكثر من أي وقت مضى، بأن الأميركيين لا يريدون أي هدنة قريبة بل يطمحون إلى إنجاز عسكري إسرائيلي يُترجم استسلاماً في الداخل.

وكان لافتاً ما أعلنه النائب السابق وليد جنبلاط أمس بأن لا علم له بالضمانات التي يجري التداول بها. وقال جنبلاط بعد لقائه الرئيس نبيه بري: «موقفنا مع بري وميقاتي واضح وهو وقف إطلاق النار على قاعدة القرار 1701 وانتخاب رئيس وفاقي، ومهما صدرت من مواقف غير مؤيدة للقاء الثلاثي فنحن نقبل بالحوار». وأشار إلى أن «هناك مؤتمراً في باريس لمساعدة لبنان ونتمنى على الدول الكبرى وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة المساعدة العملية والفعالة للجيش اللبناني كي يتمكن من القيام بالمهمة الموكلة إليه». وبعد لقائه ميقاتي، صرّح جنبلاط بأن «وثيقة الطائف واضحة جداً لناحية بسط سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة وأتمنى العودة إليها والتمسك بها، وهي تشتمل على تأكيد تطبيق اتفاق الهدنة الذي وُقّع بين لبنان وإسرائيل سنة 1949».

العواصم الأوروبية تبدو بدورها مستعجلة للحصول على مكاسب سياسية على وقع ما تعتبره إنجازات للعدو، خصوصاً انتخاب رئيس للجمهورية تحت النار. وقد تناولت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت الملف الرئاسي خلال لقائها الرئيس بري قبل أيام، مشيرة إلى «ضرورة الدعوة إلى جلسة انتخابية في مجلس النواب في أسرع وقت».

ومع أن بري كان واضحاً في رده على الدبلوماسية الأوروبية بأن «الوقت غير مناسب لانتخاب رئيس الآن، لأن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي والأولوية الآن لوقف إطلاق النار»، إلا أن بلاسخارت بدت مصرّة على مطلبها، لافتة إلى أن «انتخاب الرئيس يمكن أن يكون مفتاح الحل وقد يؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار»، ما دفع بري إلى الرد عليها بالقول: «إنه بصرف النظر عن وجهة النظر هذه، هناك كتلة كبيرة في مجلس النواب هي كتلة الوفاء للمقاومة التي يتعيّن على أعضائها المجيء إلى الجلسة فيما هم معرّضون للاغتيال وهناك تهديد إسرائيلي واضح باستهدافهم»، سائلاً: «هل هناك ضمانات بعدم استهدافهم وهم في طريقهم إلى الجلسة أو حتى خلال تواجدهم في مجلس النواب وتحديداً رئيس الكتلة النائب محمد رعد؟ وهل هناك ضمانات بعدم حصول ذلك؟»، فأجابت بلاسخارت بأن «أحداً لا يمكن أن يضمن عدم حصول ذلك».

 

 

"النهار":

على وقع ازدياد منسوب وحشية المجازر التي ترتكبها إسرائيل في المناطق اللبنانية، والتي كان آخرها أمس في النبطية التي تتعرض لضربات ساحقة ومتلاحقة تكاد تمحو كل معالمها وذهب شهيداً لها رئيس بلديتها وأعضاء في المجلس البلدي، ووسط تضاؤل الآمال إلى حدود بعيدة في تحرك دولي ضاغط وفعّال ومؤثر يلجم تفلت الحرب في لبنان، جاء الموقف – النداء للقمة الروحية المسيحية- الإسلامية التي انعقدت في بكركي ليشكل حدثاً داخلياً صار “نادرا” أقلّه لجهة تعويض الفراغ السياسي والوطني في اللحظة الحربية المخيفة الراهنة.

وقد اتخذت التطورات الحربية منحى شديد الخطورة لجهة ما بدا أنه تصعيد كبير في الغارات الإسرائيلية المدمرة، فيما تبدو النداءات والمواقف الداعية إلى تحرك يفرض وقف النار ولجم المجازر أشبه بصراخ في البرية الدولية. وهو الأمر الذي فاقم مخاوف أوساط معنية من أن تكون إسرائيل، وسط الصعوبات الميدانية التي تواجهها راهناً في عملية التوغل البري عبر الحدود الجنوبية للبنان، انبرت إلى تصعيد مخيف في الأعماق اللبنانية وسط توظيفها لاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية بحيث لا تزال الإدارة الأميركية تمانع إصدار قرار بوقف النار عن مجلس الأمن الدولي وتحاول الضغط، بلا جدوى، على الحكومة الإسرائيلية لوقف استهداف المدنيين والمناطق المأهولة في لبنان. وحذرت هذه الأوساط من أن الأسبوعين المقبلين قد يشكلان مزيداً من احتمالات التفلت الحربي الواسع ولو أن صدى الحرب المتصاعدة بدأ يتسع عبر الكثير من الدول. وتزامن ذلك مع فرض الولايات المتحدة أمس عقوبات على ما وصفتها بأنها شبكة في لبنان لتفادي العقوبات، تموّل “حزب الله” بملايين الدولارات.

قصف النبطية

أما النبطية التي سبق أن تعرّض سوقها الأثري كما الكثير من أحيائها لموجات قصف تدميرية، فكانت الضربة الجديدة التي استهدفتها أمس الأعنف إذ أدّت إلى تدمير مبنى البلدية ووفاة رئيسها أحمد كحيل والأعضاء صادق إسماعيل وبعض الاعضاء، بالإضافة إلى مسؤول الإعلام محمد بيطار والموظف محمد زهري لدى وجودهم داخل المبنى. وهو اعتداء خطير على مقر إداري رسمي كما الضربة الأخرى لسرايا النبطية الحكومية التي دمرت معظم المكاتب الشرقية فيها. وأفادت وزارة الصحة عن سقوط 16 شهيداً و52 جريحاً في مجزرة النبطية فيما أعمال البحث عن مفقودين مستمرة.

وسارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى إدانة “العدوان الإسرائيلي الجديد على المدنيين في مدينة النبطية والذي استهدف قصداً اجتماعاً للمجلس البلدي”. وقال: “إن هذا العدوان الجديد، معطوفاً على كل الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في حق المدنيين، هو برسم العالم الساكت عمداً على جرائم الاحتلال، ما يشجعه على التمادي في غيّه وجرائمه”. أضاف: “إذا كانت كل دول العالم عاجزة عن ردع عدوان موصوف على الشعب اللبناني، فهل ينفع بعد اللجوء إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف اطلاق النار؟”.

بدورها، أعلنت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت أنه “يتعين حماية المدنيين في كل الأوقات”. وأفادت في بيان تعليقاً على الهجوم على النبطية أن “انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق”. وأضافت: “يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة”، معتبرة أنه “حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كلها إطلاق النار فوراً وتفتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية”.

ومضى الجيش الإسرائيلي في توسيع غاراته، فأغار على مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت صباحاً، الأمر الذي اسقط الكلام عن ضمانات أميركية بوقف الغارات على بيروت. وخلال غارة على بلدة اليمونة دمرت مبنى مؤلفاً من طبقتين، أفيد بأن جريحين من المصابين في الغارة فارقا الحياة، بالإضافة إلى 15 جريحاً.

القمة الروحية

وعكس البيان الختامي الصادر عن القمة الروحية في بكركي الجهد الكبير الذي بذل للتوفيق بين المواقف المتباعدة بين بعض الرؤساء الروحيين، فجاءت صياغته متمايزة عن بيانات سابقة. وقد أكدت القمة “أنّ العدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان يطال كل لبنان وينال من كرامة وعزة كل اللبنانيين، وأن اللبنانيين بوحدتهم وتضامنهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم قادرون على الصمود وردّ العدو على أعقابه”، مشدّدةً على “أنّ الحلول للبنان لن تكون، ويجب ألاّ تكون، إلاّ عبر الحلول الوطنية الجامعة التي ترتكز على التمسّك بالدستور اللبناني واتفاق الطائف وبالدولة اللبنانية وسلطتها الواحدة وبقرارها الحر وبدورها المسؤول في حماية الوطن والسيادة الوطنية ومسؤولياتها تجاه شعبها وضمانة أمنه واستقراره وازدهاره”.

وطالبت بدعوة مجلس الأمن الدولي إلى “الانعقاد فوراً لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار، ولإيقاف هذه المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق لبنان”، كما دعت إلى “إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، لا سيما قيام مجلس النواب، وفوراً، بالشروع في انتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بثقة جميع اللبنانيين وذلك تقيّداً بأحكام الدستور، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، بإرادة لبنانية جامعة وعملًا بروح الميثاق الوطني”. وطالبت بـ”الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً بما يتضمن من دعم الجيش اللبناني وتعزيز إمكانياته وقدراته للدفاع عن لبنان، وتأكيد انتشاره الواسع في منطقة جنوب الليطاني”.

وفي السياق، أعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي زار كلاً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي “أن علينا أن ننتظر اعتداءات إسرائيلية في كلّ مكان ولا أعتقد أنّ هناك مناطق آمنة، ووقف إطلاق النار بمساعدة الدول هو الحل والاتكال ع الله والقدر”.

 

 

"الديار":

الكلام للميدان، واللغة الدبلوماسية معطلة وسط «كارت بلانش» اميركي مفتوح لنتنياهو لفعل ما يريد في لبنان منذ ١٧ ايلول وتفجير البيجر والاغتيالات والمجازر، المهلة مفتوحة لرئيس الحكومة الاسرائيلية للاستمرار بحربه المجنونة حسب المتابعين لمجرى الأحداث بغطاء اوروبي وعربي لازالة كل المعارضين لمشروع الشرق الاوسط الجديد الخالي من حماس وحزب الله وانصار الله والفصائل العراقية والفلسطينية وصولا الى أضعاف ايران وهز امنها كونها الحاضن لمحور المقاومة المسؤول عن اسقاط صفقة القرن و الربيع العربي وكل المحاولات الاميركية لانهاء القضية الفلسطينية.

الحرب مفتوحة، ويخوضها نتنياهو بمعادلة «يا قاتل يا مقتول» حسب المتابعين لمجرى الاحداث، والطريق الوحيد لإنزاله عن الشجرة واجباره على القبول بوقف النار ليس الاتصالات الدبلوماسية والمحادثات والتمنيات بل الصمود الاسطوري لمقاتلي حزب الله في الخطوط الامامية الذين يكتبون البدايات للشرق العربي الجديد على انقاض الشرق الاوسط الجديد، ولا طريق اخر لوقف النار سوى معادلة الصمود في الجنوب ومنعه من تحقيق ما يريد، وحزب الله نجح في ذلك حتى الان، نتيجة التحكم بادارة المعارك والاتصالات وطرق الإمداد وزرع الكمائن والعبوات وتفجيرها من كل المسافات وجر العدو الى المناطق التي يريدها المقاومون لخوض المواجهات، وسقط لاسرائيل ٣٠ قتيلا و١٥٠ جريحا في المعارك باعتراف العدو رغم الرقابة العسكرية، وكل الأمتار التي تقدم فيها جيش الاحتلال على مشارف عيتا الشعب وبليدا وراميا ومحيبيب وميس الجبل وقرى المواجهة تراجع عنها تحت وابل من صواريخ المقاومة وتدمير عدد من دباباته التي حاولت التقدم والتمركز على أطراف هذه القرى، واكتفى بعمليات التصوير فقط وتوزيعها على وسائل الاعلام وخوض حرب تهويلية ونفسية على جمهور المقاومة.

جيش الاحتلال في المصيدة عند مثلث القوزح - راميا - عيتا الشعب

مساء امس، جرت مواجهات ضارية بين المقاومين و القوات الاسرائيلية في مثلث القوزح - راميا - عيتا الشعب ومن مسافة صفر بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، وأدت المواجهات الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنود العدو كما أعلنت المقاومة الإسلامية، وقد وقعت القوة المتوغلة الاسرائيلية عند مثلث القوزح وعيتا الشعب وراميا بكمائن المقاومين، وحاولت مروحيات اسرائيلية سحب جثث الجنود الإسرائيليين فتعرضت لنيران كثيفة، وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية عن حدث استثنائي في الشمال وعن هبوط ٩ مروحيات عسكرية في مختلف المستشفيات، كما كشفت عن هجوم كبير بالمسيرات الانقضاضية استهدف الجليل الاعلى، فيما طالت صواريخ المقاومة معظم المستعمرات الاسرائيلية وصولا إلى صفد.

وحسب المصادر المتابعة لما يجري، صمود مقاتلي حزب الله، ادى حسب وسائل الإعلام الاسرائيلية الى خلافات بين جنود العدو وقياداتهم حول طريقة ادارة الاقتحامات، كما اعترف الإعلام الاسرائيلي ان «حزب الله استعاد عافيته القتالية وتوازنه واستوعب الضربات المختلفة، ودخلنا مجددا في الرمال اللبنانية».

وفي المعلومات، ان القيادات العسكرية في حزب الله طلبت من العديد من المقاتلين إخلاء بعض المواقع التي باتت «ميتة» عسكريا ورفضوا الاوامر واصروا على القتال والاستبسال وعدم الانسحاب والالتحام مع جنود الاحتلال من مسافة «صفر» لتعطيل عمل الطيران، هذا الصمود والقتال النوعي قد يدفع نتنياهو الى الاكتفاء بالمطالبة باقامة منطقة عازلة بعمق ٣ كيلومترات فقط بدلا من ١٠ كيلومترات، اما انسحاب مقاتلي حزب الله الى ما قبل الليطاني وتجريدهم من سلاحهم غير قابل للتحقيق ويحتاج لسنوات وسنوات وتدمير المنطقة برمتها.

وتخشى المصادر ذاتها، ان يهرب نتنياهو الى الامام اذا استمر المازق العسكري في الجنوب، مستغلا فترة الـ ٢٠ يوما الفاصلة عن اجراء الانتخابات الاميركية، و اللاقرار والفراغ في ادارة بايدن لتصعيد حربه على لبنان واستخدام اسلحة محرمة دوليا تسمح له بخروقات في الجنوب بالتوازي مع تنفيذ ضربة كبرى على ايران تطال منشاتها النووية وقواعدها العسكرية ودفع المنطقة الى المواجهة الشاملة الطويلة واغراق اميركا فيها اعتقادا منه ان الحرب الكبرى ستكون نتائجها لمصلحة اسرائيل والشرق الاوسط الجديد، فالاسابيع القادمة حاسمة جدا، والضمانات الاميركية الخبيثة التي أعلنها ميقاتي بتجنب قصف الضاحية وبيروت تبخرت امس عبر تنفيذ سلسلة غارات صباحية على حارة حريك ،رغم ان المقاومة تعاملت مع هذه الضمانات كأنها لم تكن، وواصلت قصفها على وادي حيفا ووسعته نحو هرتسيليا وتل ابيب ومناطق جديدة، كما رفعت وتيرة اطلاق الصواريخ من جميع العيارات، وجددت شرطها بان عودة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة مدخله الوحيد وقف اطلاق النار اولا، وهذا هو موقف الرئيس بري، علما ان جهات دولية حذرت لبنان الرسمي من الركون الى ضمانات نتنياهو وحتى الى الوعود الاميركية وقالت بالحرف الواحد «عندما يظهر اي هدف لنتنياهو في الضاحية وبيروت واي منطقة في لبنان سيقوم باستهدافه فورا».

وتؤكد المصادر المتابعة بدقة الى التطورات، العالم على كف عفريت، ونتائج المواجهة سترسم خارطة طريق المرحلة القادمة، واي شرق أوسط ؟ واي لبنان ؟ ولون وشكل رئيس الجمهورية والسلطات التنفيذية والتشريعية، واذا نجح مشروع الشرق الاوسط الجديد ستكون هناك سلطة مغايرة لكل العهود التي قامت منذ الطائف، واذا فشل ستكون هناك سلطة برئيس جمهورية ممانع من الدرجة الأولى مع سلطات تنفيذية وتشريعية، لان الوصول الى التوافق الرئاسي وحكومات الوحدة الوطنية كما كان سائدا منذ التسعينات ولى ولن يعود، وكل القوى اللبنانية تنتظر نتائج المواجهة الكبرى وشكل السلطة الجديدة، وربما تصل المطالبات الى طائف جديد واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وتحديد العلاقات العربية والدولية ودور لبنان المستقبلي «هانوي ام هونكونغ»؟

القمة الروحية

في ظل العتمة السوداء التي تلف البلاد، ظهرت بقعة ضوء تمثلت بالقمة الروحية في بكركي بحضور قادة الطوائف الروحية، واكدت في بيانها الختامي على ان العدوان الاسرائيلي يطال كل لبنان واللبنانيون بوحدتهم قادرون على رد العدوان، ودعا البيان مجلس الامن الدولي إلى الانعقاد واتخاذ قرار بوقف اطلاق النارفورا، ودعا البيان اللبنانيين الى التلاقي والتفاهم لان الوطن معرض للضياع جراء المخاطر الاسرائيلية كما دعت القمة الروحية الى الشروع فورا بتطبيق القرار ١٧٠١ وعلى الحكومة الاطلاع بمسؤولياتها وطالب البيان الدولة بان تكون السلطة الوحيدة على الاراضي اللبنانية، كما طالب باعادة تكوين المؤسسات الدستورية وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة كل اللبنانيين، وعلمت «الديار»، ان اتصالات واسعة ادت الى تذليل بعض التباينات والتوافق على البيان الختامي بالشكل الذي صدر فيه بعد اعتراضات على مسودة البيان الاولى من قبل ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

جنبلاط : وقف إطلاق النار اولا وبعده الرئيس

قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد زيارته إلرئيس نبيه بري في عين التينة : نقبل بالحوار لوقف النار على قاعدة القرار ١٧٠١ وانتشار الجيش في الجنوب، وبعد وقف النار بمساعدة الدول الكبرى يمكن البدء في الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية مشيرا إلى عدم وجود مكان أمن في لبنان بفعل الاعتداءات الاسرائيلية.

المجازر الاسرائيلية وسياسة الأرض المحروقة في النبطية

واصل الطيران الحربي الاسرائيلي مجازره وسياسة الارض المحروقة ووسع من نطاق اعتداءاته مع استمرار مازقه العسكري في قرى المواجهة، واعلن الجيش الاسرائيلي عن مشاركة البوارج الحربية في قصف جنوب لبنان وصب حقده على مدينة النبطية الذي سقط فيها ١٦ شهيدا و٥٢ جريحا ، كما تعرض مبنى المجلس البلدي الى غارة ادت الى استشهاد رئيس البلدية احمد كحيل والأعضاء صادق اسماعيل، قاسم حجازي والزميل محمد بيطار والموظف محمد زهدي وشخص من ال فحص، واستهدفت الغارات أيضا، القليلة، شقرا، برعشيت، مجدل سلم، ،كفرا، دير الزهراني، خربة سلم، المجادل، عيتا الشعب، حانين، حبوش، كفردونين، دير كيفا، قلاوية، الخيام راميا ومعظم قرى الجنوب عبر زنار ناري ،كما سقط ۳شهداء في الغارة على رياق في بعلبك وطالت الغارات عصر امس، مروحين، سرعين، السفري، السلطانية، ياطر، زوطر، قبريخا، الطيري، فرون، الغندورية، ميفدون، سهل يونين، عبا، زبدين، الدوير، حاروف، العديسة، كفركلا، تمنين، الحلانية.

واعلنت وزارة الصحة عن سقوط ١٧ شهيدا امس و١٥٠ جريحا، كما بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان ٢٣٦٧ شهيدا و١١٠٨٨جريحا.

دعم اوروبي لليونيفيل

أكدت باريس ان الدول الأوروبية المساهمة في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان ستبقى ملتزمة باليونيفيل، هذا التاكيد أعلنته وزارة الجيوش الفرنسية التي ذكرت، ان دول الاتحاد الأوروبي الـ۱٦ التي تنشر عناصر في قوة الأمم المتحدة في لبنان ستبقى ملتزمة باليونيفيل، واشارت الوزارة في بيان عبر الفيديو، ان مؤتمرا عقد بين الدول «۱٦» اكد الالتزام باليونيفيل التي تلعب دورا أساسيا في إطار التفويض الممنوح لها من قبل مجلس الأمن الدولي كقوة مراقبة محايدة.

الى ذلك، تصل الى بيروت غدا الجمعة رئيسة الحكومة الإيطالية للقاء المسؤولين وادانة الاعتداءات الإسرائيلية على اليونيفيل ورفض مطالبة نتنياهو بانسحابها والتمسك بدورها ومهامها في لبنان، كما ستؤكد على تمسك الاتحاد الأوروبي بدور اليونيفيل ومطالبة اسرائيل بوقف اطلاق النار والاعتداءات على المدنيين، بدوره، شدد رئيس الوزراء الايرلندي، ان حماية اليونيفيل مكفول بالقانون الدولي ويجب وقوف أوروبة ودول الخليج معا بشأن لبنان.

 

 

 "الشرق":

أكدت القمة الروحية المسيحيّة الإسلاميّة التي انعقدت في بكركي على ضرورة «الشروع فورًا بتطبيق القرار 1701 كاملًا وعلى الحكومة الاطلاع بمسؤولياتها كاملة مع مجلس النواب والسعي إلى حشد الدعم العربي». وأشارت الى ان «البحث جرى في العدوان الهمجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي غير مكترث بالأمم المتحدة والقرارات الدولية إذ إنّه يُمعن بالإبادة الجماعية». ودعا مجلس الأمن الدولي «للاجتماع فوراً ومن دون أي تلكؤ لوقف إطلاق النار ووقف المجزرة الإنسانية بحق لبنان»، وشددت على وجوب «اعادة تكوين المؤسسات الدستورية وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين».

وفي ختام القمة صدر بيان، تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عكر، وفيه: «انطلاقاً من واجب تحمُّلِ المسؤولية الروحية والأخلاقية والوطنية، وسعياً لبعث الأثر الإيجابي في المجتمع اللبناني والحثّ على إنقاذ الوطن، وبدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبحضور ممثل البابا فرنسيس، السفير البابوي المطران باولو بورجا، التأمت القمة الروحية المسيحية – الإسلامية، في بكركي، بمشاركة الرؤساء الروحيين المسلمين والمسيحيين: البطريرك الراعي، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلاّمة الشيخ علي الخطيب، بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر اليازجي، شيخ العقل لطائفة الموحِّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك جوزيف العبسي ممثلًا بالمطران جورج بقعوني، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس البطريرك آرام الأول كيشيشيان ممثلاً بسيادة المطران، صاحب الغبطة بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان، قداسة بطريرك السريان الأرثوذكس مار أغناطيوس أفرام الثاني ممثلًا بسيادة المطران بولس سفر، صاحب الغبطة بطريرك الأرمن الكاثوليك رفائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدّور، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس جوزيف قصَّاب، رئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصرجي، النائب الرسولي للطائفة اللاتينية في لبنان المطران سيزار آسيان، رئيس الطائفة الأشورية الأرثوذكسية في لبنان المتروبوليت مار ميليس زيَّا، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في لبنان الأب اندراوس الانطوني، وبحضور عدد من المطارنة والمشايخ.

وتمّ البحث والتداول مطولاً وعميقاً في العدوان الهمجي والوحشي الذي قامت وتقوم به إسرائيل ضد لبنان غير عابئةٍ بالمعاهدات والشرائع الدولية، ولا سيما شرعة حقوق الإنسان، ولا مكترثة بالأمم المتحدة، ولا بمجلس الأمن الدولي وقراراتهما، ممعنةً في استعمال العنف والدمار والقتل والإبادة الجماعية، وهدم المنشآت والمؤسسات والبيوت على رؤوس ساكنيها، ويأتي ذلك كلّه بعد أن دمّرت إسرائيل غزة تدميراً كاملاً، وقتلت الأطفال والنساء والعجز، وهدّمت المستشفيات والمساجد والكنائس. وتُجاه هذا الواقع الكارثي والمأساوي والإنساني المروع الذي لم ترَ له البشرية مثيلاً في التاريخ الحديث، لا في هول الأفعال والمجازر، ولا في الصمت على ما يُرتكب من أهوال وجرائم، ولا في درجة الاستكانة والانكفاء والتلكؤ عن اتخاذ ما يجب اتخاذه من مواقف ومقررات وتدابير رادعة بحق إسرائيل، للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

فقد تداعى أصحاب الغبطة والسماحة والفضيلة والسيادة في لبنان، فكان هذا اللقاء الوطني الجامع، حيث توجه المجتمعون إلى أهلنا وإخواننا في الجنوب اللبناني والبقاع وبيروت وضاحيتها، وفي كل المناطق اللبنانية التي استهدفها العدوان الصهيوني الغاشم بالتعزية القلبية الحارّة لسقوط الشهداء، شهداء الوطن، الذين ضحّوا بحياتهم دفاعاً عن لبنان، والضحايا الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال والعجز وكبار السن، سائلين الله تعالى أن يضمد جراح المصابين، وأن يمن عليهم بالشفاء العاجل. وأكّدت القمة على أنّ العدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان يطال كل لبنان وينال من كرامة وعزة كل اللبنانيين، وأن اللبنانيين بوحدتهم وتضامنهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم قادرون على الصمود وردّ العدو على أعقابه، مشدّدةً على أنّ الحلول للبنان لن تكون، ويجب ألاّ تكون، إلاّ عبر الحلول الوطنية الجامعة التي ترتكز على التمسّك بالدستور اللبناني واتفاق الطائف وبالدولة اللبنانية وسلطتها الواحدة وبقرارها الحر وبدورها المسؤول في حماية الوطن والسيادة الوطنية ومسؤولياتها تُجاه شعبها وضمانة أمنه واستقراره وازدهاره.وبناءً على ذلك، خلصت القمة إلى ما يلي:

أولاً: دعوة مجلس الأمن الدولي الى الانعقاد فورًا، ودون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار، ولإيقاف هذه المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق لبنان الذي يشكّل نموذجاً رائعاً في هذا الشرق، لإعلاء قيم الحق والمساواة والعدالة والتسامح والانفتاح والعيش المشترك السلمي البنّاء بين أتباع الشرائع الدينية والثقافات، وهو الذي وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بأنه رسالة سلام ومحبة.

ثانياً: دعوة اللبنانيين جميعاً إلى إنقاذ وطنهم، فالوقت ليس وقتاً للجدل العقيم، والزمن ليس زمن المطالب والمكاسب. الوقت والزمن هما لإثبات جدارتنا بأن نكون لبنانيين موحدين، وأن نستحق انتماءنا لهذا الوطن الذي يغبطنا عليه العالم. الوقت هو وقت التفاهم والتعاون والتلاقي لأنّ الكيان اللبناني بات معرَّضاً للمخاطر والضياع، فأطماع العدو الإسرائيلي ليس لها حدود، لا في الزمان ولا في المكان. الوقت الآن هو وقت التضحية من أجل إنقاذ لبنان، وهو وقت التضامن والتكافل والوحدة. والمطلوب تعزيز ثقتنا بعضنا ببعض، والتعاون لبناء الدولة القادرة والعادلة وتحصين مؤسساتها، ولكي تبقى وحدة الشعب اللبناني هي السلاح الأمضى في الدفاع عن لبنان، وفي تأكيد حقِّه بالحرية والاستقلال والسيادة.

ثالثاً: حثّ اللبنانيين جميعاً على القيام بواجباتهم تُجاه وطنهم، واولها إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، ولا سيما قيام مجلس النواب، وفوراً، بالشروع في انتخاب رئيس للجمهوريـة، يحظى بثقة جميع اللبنانيين وذلك تقيّداً بأحكام الدستور، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، بإرادة لبنانية جامعة وعملًا بروح الميثاق الوطني وتغليبًا للمصلحة الوطنية وتجاوزًا للمصالح الخارجية.

رابعاً: الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً، بما يتضمن من دعمٍ جيش اللبناني وتعزيز إمكانياته وقدراته للدفاع عن لبنان، وتأكيد انتشاره الواسع في منطقة جنوب الليطاني، وفي مختلف المناطق اللبنانية. وعلى الحكومة اللبنانية، بوصفها المؤتمنة على السلطة التنفيذية الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة والتعاون مع المجلس النيابي وفق الدستور من أجل تعبئة جهود وطاقات الأشقاء العرب والأصدقاء الكثر في العالم للإسهام مع اللبنانيين في إنقاذ لبنان.

خامساً: التأكيد على وحدة اللبنانيين، وعلى ضرورة احتضان بعضهم لبعضهم الآخر، ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة التي يسود فيها القلق عندهم جميعاً. ولذلك ينبغي التأكيد على عودتهم، وكفريق واحد متضامن، إلى ما تقتضيه مصلحتهم الواحدة ومصلحة لبنان، وذلك بشروط الدولة اللبنانية وتحت رعايتها، وهذا يعني أن تمسك الدولة بالقرار الوطني، وتُدافع عن سيادتها الوطنية وعن كرامة شعبها، وأن تكون صاحبة السلطة الوحيدة على كامل التراب اللبناني.

سادساً: التوجه بالشكر والتقدير لجميع اللبنانيين على المبادرات الطيبة التي عبّروا عنها في جميع المناطق اللبنانية، التي تدل على أصالتهم ووطنيتهم في احتضان بعضهم بعضاً، وفي ما يقومون به من أجل إغاثة إخوانهم النازحين اللبنانيين، الذين اضطرهم العدوان الإسرائيلي إلى ترك قراهم وأماكن سكنهم، مع التأكيد على ضرورة استضافة هؤلاء النازحين الضيوف، إلى أن يعودوا إلى بلداتهم وقراهم ومساكنهم، والعمل على تقديم العناية اللازمة والرعاية لهم، مع التأكيد والحرص على احترام الملكية الفردية، وبالتالي رفض أي نوع من أنواع التعديات على الأشخاص وأملاكهم.

سابعاً: التوجّه بالشكر للدول العربية الشقيقة والدول الصديقة على مبادراتها الطيبة تُجاه لبنان، وتقديمها الدعم السياسي والعون المادي والطبي والغذائي، متمنين على هذه الدول مضاعفة جهودها في نصرة لبنان من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم وتعزيز صمود شعبه بعد أن أصبح لبنان بلداً منكوباً يستحق مساندته من كل الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية والإنسانية، وتقديم كل المساعدات اللازمة والعاجلة لصيانة كرامة الأهالي المُنْتَزَعين من بلداتهم وقراهم، والحفاظ على كرامة اللبنانيين، ولإعادة بناء وإعمار ما تهدّم.

ثامناً: توجيه الشكر لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان للجهود والتضحيات التي تقوم بها حفاظًا على حدود لبنان الجنوبية وسكان تلك المنطقة. ونثمّن تمسكها بالبقاء في مواقعها بالرغم من المضايقات والإنذارات الإسرائيلية غير المبررة، الهادفة الى إلغاء كل شاهد على المجازر الوحشية التي ترتكبها بحق وطننا. اننا ندعو المجتمع الدولي الى الوقوف بجانب هذه القوات وحمايتها.

تاسعًا: التأكيد على أنّ القضية المركزية التي تتمحور حولها معظم القضايا في المنطقة العربية، هي القضية الفلسطينية المحقّة التي ما تزال تنتظر الحلّ العادل والشامل ليكون للفلسطينيين وطنهم وتكون لهم دولتهم السيدة المستقلة حسب ما جاء في المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت في العام 2002، وذلك من خلال فرض حلٍّ عادلٍ ودائمٍ ترعاه الأمم المتحدة وعواصم القرار والأشقاء العرب، فيتكرَّس من خلاله السلام وتنتهي بتنفيذه المأساة.

الغارات تتجدّد على الضاحية وتعنف جنوباً.. مجزرة في النبطية وشهداء وجرحى بقاعاً

اشتباكات حدودية عنيفة من نقطة صفر مع العدو وقصف تجمّعات جنوده ومستعمراته الشمالية

من جهة اخرى، لم تلق كل التحركات ولا الجهود الديبلوماسية لوقف اطلاق النار اذانا صاغية من الجانب الاسرائيلي الماضي في ضرباته وتدميره لمنازل المدنيين والاملاك العامة والخاصة واغتيالاته وارتكاب المجازر، وكان ابرزها امس مجزرة النبطية التي اودت بحياة رئيس بلدية النبطية وعدد من اعضاء البلدية وموظفين واعلامي، وتجدد الغارات على الضاحية الجنوبية، وأسقطت الغارة الإسرائيلية على حارة حريك كل الكلام عن ضمانات أميركية بعدم قصف بيروت، اما بقاعا وجنوبا فالغارات الاسرائيلية ما زالت مستمرة.

فقد خرق العدو الاسرائيلي امس اليوم الخامس من الهدوء الحذر الذي كان سيطر على الضاحية، باستهداف مبنى في حارة حريك صباحاً وذلك بعد إنذار بإخلائه أصدره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وتصاعدت أعمدة الدخان في المنطقة المستهدفة.

كما خرق الطيران الاسرائيلي جدار الصوت على دفعتين بشكل عنيف في اجواء الضاحية الجنوبية، عرمون، بشامون، الشويفات وخلدة وأقليم الخروب.

كما شن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا قرى وبلدات إقليم التفاح وعيتا الشعب وبلدات القطاع الشرقي ومركبا والطيبة والعديسة وتلة العويضة وكفركلا والخيام وكفرشوبا وشبعا وعلى الاحياء السكنية في القليلة والحنية وزبدين وكفرتبنيت وكفرجوز وشقرا وبرعشيت ومجدل سلم وكفرا والشهابية وكفركلا وشنت مسيرات ثلاث غارات بين مخيم الرشيدية وباتوليه. وشن الطيران ايضا سلسلة غارات اثناء قيام فرق الاسعاف بتشييع شهداء في بلدة جويا. أما النبطية فتعرضت لاعنف الغارات، وفي التفاصيل، ارتكب الجيش الإسرائيلي امس مجزرة مروعة في مدينة النبطية ارتقى خلالها 14 شهيدا بينهم رئيس بلدية مدينة النبطية الدكتور احمد كحيل عندمانفذت الطائرات الحربية سلسلة غارات دمرت احداها مبنى بلدية النبطية.

فقد تعرضت مدينة النبطية لعدوان وحشي واسع بعد بضعة ايام على غارات دمرت سوقها التجاري، وسجل تنفيذ الطيران الحربي نحو 10 غارات جوية استهدفت معظم الاحياء فيها ودمرت العديد من المجمعات التجارية والسكنية، ومنها مبنى بلدية النبطية حيث كان رئيس البلدية الدكتور احمد كحيل وعدد من الاعضاء والموظفين والمواطنين يتابعون عملية توزيع مواد غذائية كعادتهم يوميا لتوزيعها على الصامدين في المدينة.

وادى العدوان على البلدية الى ارتقاء الدكتور كحيل شهيدا، وكل من عضو المجلس البلدي صادق اسماعيل، وقاسم حجازي، مسؤول اعلام البلدية محمد سليم بيطار، الموظف محمد زهري، هيثم مشلب، راغب جابر، فضل عواضة، احمد علي بيطار، علي بيطار، وفضل عباس غريبة، وجرح عضو المجلس البلدي خضر قديح، كما ادت الغارات على النبطية الى استشهاد العنصر في الدفاع المدني ناجي فحص ، وحيدر حريري ، وحسن يوسف جواد، كذلك تعرضت سراي النبطية الحكومية لغارة استهدفت مدخلها الشرقي ودمرت معظم المكاتب الشرقية فيها ومدخلها والحاق اضرار بعشرات السيارات المركونة قربها، وادت الغارات الى اضرار فادحة بمساحات كبيرة من المباني والمحال التجارية، وخاصة «سنتر فران» وسط السوق التجاري الذي دمر بالكامل ، و»مكتبة النور» على طريق الجامعات ، وصيدلية السلام على جادة نبيه بري، وسجل سقوط 3 شهداء و 54 جريحا في حصيلة محدثة لغارات العدو الإسرائيلي على بلدة قانا.

واغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفا بلدة صفد البطيخ في قضاء بنت جبيل، كما اغار على بلدة مجدل سلم، دير انطار. وشنت غارة أخرى استهدفت مبنى بجانب تعاونية الـcoop على اوتوستراد حبوش – النبطية، ودمرته، وشن طيران العدو سلسلة غارات استهدفت بلدات حانين، عيتا الشعب والقليلة. وعملت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية على البحث بين الانقاض والردم عن مفقودين في بلدتي قانا والمجادل اللتين تعرضتا لغارات متتالية كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي عدوانا واسعا حيث شن سلسلة غارات على بلدات زبدين ، كفرتبنيت، كفرجوز، عبا، جبشيت، شقرا، برعشيت، كفرا، كفردونين، ومجدل سلم، وشوكين وعربصاليم وكفررمان، ورومين، فيما يتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على بلدات قضاء مرجعيون، ويستهدف الطيبة، مركبا، حولا، رب ثلاثين، العديسة، كفركلا، الخيام وسهل مرجعيون والناقورة وأطراف عيتا الشعب ورامية.

ودارت اشتباكات عنيفة بين عناصر حزب الله وقوات إسرائيلية متسللة في مركبا ورب ثلاثين راميا وعيتا الشعب والقوزح، في وقت كانت تتعرض شبعا لقصف مدفعي عنيف.

كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية مستهدفا سنتر جواد قانصو عند مدخل الدوير الشرقي والمؤلف من محال تجارية وشققا سكنية ودمره بشكل كامل، واستهدفت سلسلة غارات جوية بلدتي جبشيت وعبا. وافيد عصرا بأن غارتين استهدفتا بلدة العديسة،كما سجل سلسلة غارات على حي الفيضة بين بلدتي شعت ويونين وبلدة عيتا الشعب وعلى أطراف بلدة القوزح. واستهدفت بلدة مروحين شرق صور بغارة عنيفة.

بقاعا اصيب عدد من العسكريين أثناء مرور آليتهم على اوتوستراد رياق – بعلبك الذي استهدف بغارة. وقد استهدفت الغارة مبنى لآل المصري قبالة المدينة الكشفية، وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة الإسرائيلية المعادية على طريق عام بعلبك – رياق أدت إلى استشهاد شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح.

وأفادت معلومات أنّ الغارة أسفرت عن سقوط 3 شهداء و4 جرحى من الجيش اللبناني صودف مرورهم في محيط المكان.

ايضا، خلال غارة على بلدة اليمونة دمرت مبنى مؤلفا من طبقتين، افيد بأن جريحين من المصابين في الغارة فارقا الحياة، وباتت الحصيلة الجديدة شهيدان هما سيدة من أبناء البلدة ومواطن من النازحين إلى البلدة، بالإضافة إلى 15 جريحا، توزعوا ما بين 10 جرحى.

وأعلنت المقاومة الاسلامية في سلسلة بيانات استهداف صفد ومستوطنة يفتاح ومرابض مدفعية ‏الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصلية صاروخية. كما استهدف «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي على تل القبع في مركبا بقذائف المدفعية ومستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية كبيرة»، واستهدف دبابة ميركافا في محيط بلدة راميا بصاروخ موجه وأوقع طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف» تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في مسكفعام بقذائف المدفعية»، وجاء في بيان مسائي يخوض مجاهدو المقاومة الإسلامية اشتباكات عنيفة مع قوات العدو الإسرائيلي في محيط بلدة القوزح من مسافة صفر بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة وأدت المواجهة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو وما زالت الاشتباكات مستمرة›.

 

 

"اللواء":

من قمة بكركي الروحية المسيحية - الاسلامية التي اعتبرت ان «العدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان يطال كل لبنان، وينال من كرامة وعزة كل اللبنانيين»، وان الوحدة والتمسك بالارض تجعل اللبنانيين قادرين على «رد العدو على اعقابه»، الى ملحمة المواجهة عند مثلث القوزح - عيتا الشعب - راميا التي ادت الى ما يمكن وصفه «بمقتلة كاملة» لوحدة تضم العشرات من جنود ايغوز، اذ اعترف الاعلام الاسرائيلي بمقتل 7 جنود وتسجيل اكثر من 30 اصابة، في وقت كانت فيه مستعمرة شلومي تحترق وغيرها من مستوطنات الشمال امتداداً الى صفد وشمال حيفا بفعل «صواريخ المقاومة» الدقيقة.

الى الجهود المستمرة لملء الفراغ الرئاسي، والتنسيق من اجل نجاح مؤتمر باريس حول لبنان، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 24 الجاري، يمكن التأكيد ان لبنان الذي يرغب بوقف النار الآن، وليس غداً، ليس بوارد رفع «الراية البيضاء» امام هول المجازر المتنقلة من قانا الى النبطية، فرياق، فبلدات بعلبك والهرمل، ناهيك عن احياء الضاحية الجنوبية.

ورسخت القمة الروحية اسس الصمود والتضامن «لرد العدو الى اعقابه» وان الحلول ترتكز على التمسك بالدستور واتفاق الطائف.

وطالبت القمة بالبيان الجامع الذي تلاه المطران انطوان عكر «مجلس الامن الدولي الى الانعقاد فوراً لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار وايقاف المجزرة الانسانية بحق لبنان».

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحراك المحلي الذي يقوم به عدد من الأفرقاء يحمل عنوانا واحدا وهو كيفية الوصول إلى التهدئة ومنع الفتنة وتحدثت عن أولوية وقف إطلاق النار مشيرة إلى التحرك الجدي الذي يقوم به النائب السابق وليد جنبلاط في هذا السياق وكلامه عن العودة إلى اتفاق الطائف.

ورأت هذه المصادر أن هذا الموقف الذي يكرره جنبلاط المقصود منه التسلح ببنود هذا الأتفاق من أجل التقدم بالدولة.

اما رئاسيا، فأعتبرت ان ما من بوادر جديدة، لأن ما من مؤشرات جديدة في ظل غياب التفاهم وانقسام الرأي بشأن أولوية الأنتخاب أو أولوية وقف إطلاق النار.

ودعا بيان القمة الروحية الى الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 كاملاً، بما يتضمن من دعم للجيش اللبناني وتعزيز امكانياته وقدراته للدفاع عن لبنان، وتأكيد انتشاره الواسع في منطقة جنوب الليطاني وفي مختلف المناطق اللبنانية.

كما دعت القمة مجلس الامن الى «الانعقاد فوراً ودون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار، ولايقاف المجزرة الانسانية التي ترتكب بحق لبنان الذي يشكل نموذجاً رائعاً في هذا الشرق لاعلاء قيم الحق والمساواة والعدالة والتسامح والانفتاح والعيش المشترك السلمي البناء بين اتباع الشرائع الدينية والثقافات، وهو الذي وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه رسالة سلام ومحبة».

ودعا اللبنانيين الى التضحية من اجل انقاذ لبنان بتعزيز الثقة والتعاون لتبقى وحدة الشعب اللبناني السلاح الأمضى في الدفاع عن لبنان، واعادة تكوين المؤسسات والشروع فوراً بانتخاب رئيس للجمهورية، وشكر اللبنانيين على المبادرات الطيبة التي عبروا عنها في جميع المناطق اللبنانية، والتوجه الى شكر الدول العربية والصديقة لجهة المبادرات الطيبة وتقديمها الدعم السياسي والعون المادي والطبي والغذائي، وشكر الامم المتحدة على دورها..

وكانت القمة الروحية انعقدت في بكركي، بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطف دريان ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وبطريرك الروم الارذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سايم ابو المنى، وبطريرك الكاثوليك جوزيف العبسي ممثلاً بالمطران جورج بعقوني، وبطريرك الارمن آرام الاول كيشيشيان ممثلاً بالمطران شاهيه بانوسيان، وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يونان ممثلاً بالمطران شارل مراد، وبطريرك السريان الاثوذكس مار اغناطوس افرام الثاني ممثلاً بالمطران بولس سفر، ورئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، ورئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية القس جوزيف قصار، ورئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصرجي، ورئيس الطائفة الاشورية المتروبوليت مار ييلس زيا ممثلاً بالارشمندريت كوركيس توما، ورئيس الطائفة القبطية الارثوذكسية القمَّص اندراوس الانطوني.

الحراك السياسي

اما سياسيا فلم يُسجل اي تقدم يُذكر في المساعي، لكن علمت «اللواء» من مصادر معنية عن قرب باللقاءات التي تحصل ان هناك عملاً مشتركاً بين الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد نبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتكتل الاعتدال الوطني على خطي وقف الحرب في الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية. وقالت المصادر: بالنسبة لوقف الحرب، هناك تفاهم على مسعى يقوم على ان الحل يكون بنطبيق القرار 1701 من جانبي الحدود بالتوازي.

وبالنسبة للرئاسة، قالت المصادر: يهدف المسعى الى الوصول الى سلة اسماء توافقية لمرشحين للرئاسة وتوفير نصاب الثلثين (86 نائباً) في جلسة الانتخاب بشكل دائمن وإشراك كل القوى السياسية إن امكن بالحل من دون استثناء احد.وتعقد جلسات انتخابية وفق منطوق الدستور فإما ينتخب رئيس بالأغلبية واما تذهب الامور الى الجلسات التالية الانتخاب بـ 68 صوتاً اذا لم تتوافر اغلبية، ولكنهذا الخيار غير مستحب ومستبعد.

وحول المسعى الدول لتطبيق القرار 1701، قالت المصادر: الجميع ينتظر مؤتمر باريس الخاص بلبنان في 24 الشهر الحالي، والذي يليه مؤتمر في 28 منه في روما للدول الصناعية الكبرى ويتم التطرق فيه للوضع اللبناني.

واستمرت مواقف المسؤولين تؤكد التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 بالتوازي من جانبي الحدود كماقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.الذي استقبل مساء امس، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو الذي قال: جئت للقاء الرئيس ميقاتي من أجل توجيه دعوة رسمية له للمشاركة في مؤتمر باريس من اجل لبنان الذي سيعقد في 24 تشرين الحالي، والذي سنبحث فيه الاوضاع التي يعيشها لبنان حاليا، وضرورة أن تساند المجموعة الدولية الجهود الإنسانية لدعم لبنان، والمراحل المقبلة، وكيف يمكننا المساعدة في تقوية الدولة اللبنانية من خلال القوات المسلحة اللبنانية. وسيكون المؤتمر مهما وسيرأسه رئيس الجمهورية الفرنسية ويشارك فيه العديد من الدول لدعم لبنان في هذه الاوضاع الصعبة جدا.

وردا على سؤال عن رأيه في مسار الأوضاع الحالية في لبنان قال: ما يحصل غير مقبول، ونحن نستمر بطلب وقف لاطلاق النار، وبعد جهودنا في نيويورك نود التذكير بأن فكرة وقف إطلاق النار لم تمت وسنستمر بالعمل عليها.

فيما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، ان الاميركي ما زال يتبنّى الموقف الاسرائيلي حتى النهاية على الرغم من لهجة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الدبلوماسية، واليوم لا تطور في الموقف الاميركي سواء عبر بلينكن او المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين. واكد بان الرهان اليوم على الدور الفرنسي والقطري والميدان، حيث تسعى باريس والدوحة لصياغة قرار لوقف اطلاق النار.

وقال بري: ان جنوداً اسرائيليين دخلوا اليوم (امس) الى ثلاث قرى حدودية والتَقطوا الصورة التَذكارية وانسحبوا.

جولة جنبلاط

ومساء قام الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بزيارة الرئيسين بري وميقاتي.وقال من عين التينة: إجتمعنا في 2 تشرين الأول في هذا الصرح وكان لنا والرئيس بري والرئيس ميقاتي وكنت معهما بصفة صديق وحليف، وكان لنا الموقف الواضح وقف إطلاق النار، إنتخاب رئيس وفاقي قلنا وفاقي حتى لو لم يقف إطلاق النار لكن الهدف الأساسي وقف اطلاق النار وإنتخاب رئيس وفاقي، ثم الدعوة والشكر على الوحدة الوطنية التي جرت وهي ستبقى ولا زلنا على هذا الموقف.

وأضاف : ومهما صدرت مواقف متباينة وغير مؤيدة لكن نحن نقبل بالحوار وطبعاً وقف اطلاق النار على قاعدة القرار 1701 وتسليم الجيش الأمن في الجنوب اللبناني.

ورداً على سؤال حول ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي عن التفاوض تحت النار وهل هناك من قنوات إتصال دولية ؟

اجاب جنبلاط : هذا المنطق خاطئ فكيف نتفاوض ومن سيتفاوض الدولة اللبنانية والاعتداء على كل الشعب اللبناني ؟ هذا إختراع جديد في السياسه الدولية

وبعد زيارة ميقاتي قال جنبلاط: اركز على نقطة واحدة واساسية، وقد لفت دولة الرئيس ميقاتي النظر اليها وهي تخرجنا من كل هذا السجال العقيم احيانا بشأن

القرارين 1559 او 1680. إن وثيقة الطائف واضحة جدا وتقول ببسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، واتمنى ان نعود اليها ونتمسك بها طبعا، وهي أيضا تشتمل في ما تشتمل على تأكيد «اتفاق الهدنة» الذي وضع بين دولة لبنان ودولة إسرائيل عام1949 والهدنة هي حرب معلنة، مع وقف التنفيذ. انه جد مهم أن نعود إلى اتفاق الطائف ونخرج من بعض التفاصيل التي تشكل خلافا داخليا نحن بغنى عنه.

شكوى

دبلوماسياً، اعلنت الخارجية الفرنسية ان الدول الأوروبية ستبقى ملتزمة باليونيفيل في لبنان، تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 ولغاية 14 تشرين الأول 2024. أدان لبنان استمرار اسرائيل في خرقها للسيادته بحراً وبراً وجواً، واستهدافها مراكز الجيش اللبناني، وهيئات الإسعاف والاغاثة، والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية بقصف عشوائي للمدن والقرى، على غرار ما حصل في بلدة أيطو ومنطقتي النويري ورأس النبع وغيرها من المناطق، حيث سقط مئات القتلى والجرحى من المدنيين. إضافة الى استهدافها محطات نقل المياه، ومعبر المصنع الحدودي، وشنّها غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وعلى سوق النبطية التاريخي. كما ادان لبنان إنتهاج إسرائيل سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة في المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان، دون أي اكتراث بحياة المدنيين.

الموقف من اسرائيل

ومن اسرائيل، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اسرائيل لن تتوقف عن قتال حزب لله قبل ان تعيد بشكل آمن مواطنيها الى منازلهم قرب الحدود اللبنانية، وقال: اي مفاوضات لوقف اطلاق النارس تجري «تحت النار».

معاريف: هل ستنهار اسرائيل؟

وقالت «معاريف» الاسرائيلية ان الولايات المتحدة بعد مرور ثلاثة اسابيع من بدء العملية البرية وضعت قيوداً لاسرائيل، فجيشها ممنوع من مواصلة هجماته على بيروت، كما انه ممنوع من ضرب البنية التحتية للطاقة وشبكات المياه والطرق والمطار والموانئ البحرية في لبنان.

وتحدثت عن قيوداً داخلية تتعلق بالتسلح الصاروخي، على ان يكون الجيش الاسرائيلي مطالباً بالتعامل مع الهجمات بكمية محدودة من الصواريخ التي سيتم اطلاقها على اسرائيل من 6 مناطق قتالية من بينها لبنان والعراق واليمن وغزة.

وتساءل التقرير: هل ستنهار اسرائيل في صراع لا ينتهي على كل الجهات.

الموقف الاميركي

واعلن البيت الابيض على لسان الناطقة باسمه كارين جان بيير ان الولايات المتحدة ابلغت اسرائيل بمعارضتها للضربات شبه اليومية في المناطق المكتظة بالسكان في بيروت، وبضرورة ان تنفذ عملياتها بطريقة لا تهدد ارواح المدنيين.

ورداً على سؤال عن ضربة اسرائيلية على قرية لبنانية، قالت واشنطن: لا نريد تدمير قرى بأكملها ومنازل المدنيين.

واشارت الى ان واشنطن تريد «ان ينتخب اللبنانيون رئيساً لبلدهم».

الوضع الميداني

ميدانياً، اسقطت اسرائيل بغاراتها الصباحية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية ما يسمى بـ«هدنة بيروت» غير المعلنة، وبقيت طائرات الاستطلاع المعادية (M.K) والمسيرات «ترن» في سماء العاصمة والضواحي، طوال النهار والليل، وكأن ضواحي العاصمة عادت هدفاً لاستهدافات العدو.

وفي محصلة اخيرة للمجزرة على مدينة النبطية، التي وقعت صباحاً، وادت الى استشهاد رئيس البلدية د. احمد كحيل وبعض اعضاء المجلس البلدي ان عدد الشهداء وصل الى 16 شهيداً و52 جريحاً، وادان الرئيس يمقاتي العدوان على مدنية النبطية، وتساءل ماذا ينفع بعد اللجوء الى مجلس الامن؟

وقالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت إنه يتعين «حماية المدنيين في جميع الأوقات». وأفادت في بيان تعليقا على الهجوم على النبطية بأن «انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق». وأضافت «يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة»، معتبرة أنه «حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كافة إطلاق النار فورا وتفتح الباب أمام الحلول الديبلوماسية».

وفي التطورات الميدانية، قالت القناة 13 العبرية: تم إخلاء 44 جندياً الى رمبام في حيفا، و5 الى بينلسون، والحديث عن وقوع قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي في كمين اثناء وقوع اشتباكات ضارية مع حزب لله. كما افيد ان قوات العدو اطلقت ستارا كثيفا من القنابل الدخانية لسحب القتلى والجرحى

وافيد مساء عن ارتفاع كبير في وتيرة المواجهات بين رب ثلاثين ومركبا، وقصف مدفعي عنيف وغارات جوية تغطي بلدات عديسة والطيبة ورب ثلاثين ومركبا وحولا، وفي القطاع الغربي اصوات الانفجارات والغارات الجوية لم تهدأ وغطت عيتا الشعب ورامية والقوزح. وتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدات الدفاع الجوي، لمسيرتين إسرائيليتين في أجواء الجنوب بصواريخ أرضجو فأجبرتا على التراجع ومغادرة الأجواء اللبنانية.كما قصفت المقاومة مساءً تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في وادي هونين بصلية صاروخية. وقد استهدف هجوم كبير بالمسيرات الجليل الغربي وصفارات الإنذار لم تتوقف.

 

 

"البناء":

أكملت القمة الروحية التي عقدت في بكركي وحضرها رؤساء الطوائف في لبنان العقد الوطني حول أولوية وقف إطلاق النار على أي بحث بكيفية تطبيق القرار 1701 أو انتخاب رئيس للجمهورية، بعدما كان نداء عين التينة الذي صدر عن لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأيّده كل من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وظهرت الدعوة الأميركية لانتخاب رئيس للجمهورية تحت نيران العدوان بلا صدًى محلي، حيث كان لقاء معراب صدمة سياسية تكشف عزلة الذين تنطّحوا للاستثمار السياسي في العدوان بمحاولة وضع الشروط الأميركية الإسرائيلية على الطاولة أمام المقاومة فبقوا وحدهم.

على ضفة موازية خرج وزير حرب الكيان يوآف غالانت بحديث يكشف خطة الحرب قائلاً إن لا تفاوض بعد وقف إطلاق النار كما يقترح نداء عين التينة الذي لقي دعماً عربياً ودولياً بقيت أميركا وحدها خارجه، رغم ادعاء تأييد وقف إطلاق النار، وقال غالانت إن التفاوض سيجري مع لبنان تحت النار، وبذلك صارت الكلمة الوحيدة التي يمكن التعويل عليها هي ما سيقوله الميدان.

في الميدان كان قادة الكيان على أهبة تبادل التهاني بالإنجاز الذي حققته قوات الاحتلال في إحداث اختراق بري على جبهة عيتا الشعب راميا القوزح، حتى جاءتهم الأنباء السيئة عن مقتلة تعرّض لها جنود الاحتلال في مثلث التقدم أدت إلى مقتل وجرح قرابة المئة من الجنود والضباط، عندما وقعت سرية كاملة في كمين نوعيّ مركب ومعقد نصبته المقاومة، واستهدفت خلاله المشاة والآليات، وبقيت طوافات جيش الاحتلال تنقل القتلى والجرحى لساعات من مكان الاستهداف، حيث تحدثت وسائل الإعلام في الكيان عن عشر طوافات نقلت قتلى وجرحى، وتحدثت أخرى عن عشرة قتلى وأكثر من سبعين جريحاً، وقال بعض ثالث إن عدداً من الإصابات لا يزال في أرض المعركة، بينما كانت صواريخ المقاومة تتوزّع في عمق الكيان وخصوصاً مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ومرابض المدفعية وثكنات تجميع قوات الاحتلال، ووسائل التواصل الاجتماعي العبرية تتداول بكثافة تسجيلاً للإعلام الحربي عنوانه سنجعل حيفا مثل كريات شمونة.

وفيما الغارات لم ترحم قرى الجنوب والبقاع، تعرّضت مدينة النبطية لأعنف الغارات التي أدّت إلى تدمير مبنى البلدية واستشهاد رئيسها أحمد كحيل وبعض الأعضاء بالإضافة إلى مسؤول الإعلام محمد بيطار والموظف محمد زهري لكونهم داخل المبنى. كما تعرّضت سرايا النبطية الحكومية لعدوان إسرائيلي، حيث استهدف طيران العدو مدخلها الشرقي بغارة دمّرت معظم المكاتب الشرقية فيها وألحقت أضراراً بعشرات السيارات المركونة بجوارها. وأفادت وزارة الصحة عن سقوط 6 شهداء و43 جريحاً في مجزرة النبطية فيما أعمال البحث عن مفقودين مستمرة.

وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العدوان الإسرائيلي الجديد على المدنيين في مدينة النبطية والذي استهدف قصداً اجتماعاً للمجلس البلدي للبحث في وضع المدينة الخدميّ والإغاثي. وقال: «إن هذا العدوان الجديد، معطوفاً على كل الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في حق المدنيين، هو برسم العالم الساكت عمداً على جرائم الاحتلال، مما يشجعه على التمادي في غيّه وجرائمه». أضاف: «إذا كانت كل دول العالم عاجزة عن ردع عدوان موصوف على الشعب اللبناني، فهل ينفع بعد اللجوء إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار؟ وما الذي يمكن أن يردع العدو عن جرائمه التي وصلت إلى حدّ استهداف قوات حفظ السلام في الجنوب؟ وأي حلّ يرتجى في ظل هذا الواقع؟».

وقالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس – بلاسخارت إنه يتعيّن «حماية المدنيين في جميع الأوقات». وأفادت في بيان تعليقاً على الهجوم على النبطية بأن «انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق». وأضافت «تتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة»، معتبرة أنه «حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كافة إطلاق النار فوراً وتفتح الباب أمام الحلول الديبلوماسية».

وكان جيش العدو الإسرائيلي خرق اليوم الخامس من الهدوء الحذر الذي سيطر على الضاحية، باستهداف مبنى في حارة حريك صباحاً. وفي هذا السياق، زعمت إذاعة جيش العدو أن هدف الهجوم على الضاحية كان بنية عسكرية لـ حزب الله.

وأمس، هدّد العدو الإسرائيلي نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن «يومه سيأتي». وقال رئيس الكيان الإسرائيليّ إسحاق هرتسوغ في معرض تعليقه على خطاب الشيخ قاسم الأخير «لقد سمعتُ خطابه، إنّه مخطئ تمامًا مثل أسلافه، وأولئك الذين سبقوه». اعتبر هرتسوغ، بحسب ما أوردت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن نائب الأمين العام «ليس مخطئًا فحسب، بل أعتقد أن يومه سيأتي أيضًا».

في المقابل، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات استهداف صفد ومستوطنة يفتاح ومرابض مدفعيّة ‌‏الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصلية صاروخية. كما استهدف «تجمّعاً لجنود العدو الإسرائيلي على تل القبع في مركبا بقذائف المدفعية ومستعمرة كرمئيل بصلية صاروخيّة كبيرة»، واستهدف دبابة ميركافا في محيط بلدة راميا بصاروخ موجّه وأوقع طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف‌ «‌تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في مسكفعام بقذائف المدفعية». وأعلن حزب الله في بيانٍ أن مقاتليه يخوضون اشتباكاتٍ في بلدة القوزح في جنوب لبنان من النقطة الصفر بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة. وأكدّ البيان أن الاشتباكات «أدّت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو».

وأكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، أن «لبنان يحترم القرارات الدولية، ومن المنطق أن يتحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بهذه الدبلوماسية». وقال بيرم «ما من ضمانات تؤكد أن الإسرائيلي سيلتزم بوقف إطلاق النار»، مشدداً على «ألا جهة تمنع انتشار الجيش اللبناني على أي نقطة في الأراضي اللبنانية».

وسأل: «هل أصبحت القوى الرسمية العسكرية جاهزة لردع العدوان الاسرائيلي؟ هل القرار 1701 يدافع عن الشعب اللبناني؟»، مشيراً إلى أن «القوات الدولية لا تستطيع الدفاع عن نفسها».

وأعلنت «اليونيفيل»، في بيان، أنه «رصد جنود حفظ السلام المتمركزون في موقع بالقرب من كفركلا، دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي تطلق النار على برج المراقبة الخاص بهم، وقد تمّ تدمير كاميرتين، وتضرر البرج. ومرة أخرى، نرى إطلاق نار مباشراً ومتعمّداً على ما يبدو على موقع تابع لليونيفيل».

وبينما أعلنت الخارجية الفرنسية ان الدول الأوروبية ستبقى ملتزمة باليونيفيل في لبنان، تمّ تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 ولغاية 14 تشرين الأول 2024. وأدان لبنان استمرار «إسرائيل» في خرقها لسيادته بحراً وبراً وجواً، واستهدافها مراكز الجيش اللبناني، وهيئات الإسعاف والإغاثة، والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية بقصف عشوائي للمدن والقرى، على غرار ما حصل في بلدة أيطو ومنطقتي النويري ورأس النبع وغيرها من المناطق، حيث سقط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين. إضافة الى استهدافها محطات نقل المياه، ومعبر المصنع الحدودي، وشنّها غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وعلى سوق النبطية التاريخي. كما أدان لبنان انتهاج «إسرائيل» سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة في المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان، دون أي اكتراث بحياة المدنيين.

وبينما أكدت السعودية ومصر، في بيان مشترك، «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والعمل على وقف فوري لإطلاق النار في لبنان مع التأكيد على ضرورة احترام سيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه. أشار وزير الحرب الإسرائيليّ يوآف غالانت خلال تقييم الوضع على الجبهة الشماليّة إلى أنّ «أي مفاوضات لإنهاء القتال في لبنان يجب أنّ تتمّ تحت عنوان وقف إطلاق النار».

ادعت وزارة الخارجية الأميركية، أن «لا علم لنا بأسباب تفجير القوات الإسرائيلية قرية بأكملها في جنوب لبنان».

وزعمت أن «من حق «إسرائيل» استهداف حزب الله وبنيته التحتية، لكن عليها تجنب الإضرار بالممتلكات المدنية»، مضيفة «واشنطن على تواصل مع «إسرائيل» بشأن ضربتها على قرية في لبنان». وأشار البيت الأبيض، إلى أننا «أبلغنا «إسرائيل» مباشرة معارضتنا أي حملة من الضربات شبه اليومية على المناطق المكتظة بالسكان في بيروت»، لافتاً إلى أننا «كنا واضحين بأننا سنستمر في إجراء المحادثات الدبلوماسية مع الإسرائيليين لإنهاء التوتر مع حزب الله».

وعلى مستوى الاتصالات السياسية المحلية تنقل أمس، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بين عين التينة والسراي، وأعلن من عين التينة قبوله «حواراً داخلياً، ووقفاً لإطلاق النار على قاعدة القرار 1701 وتسليم الجيش الأمن في الجنوب اللبناني». وتمنّى على «الدول وبالتحديد فرنسا والدول الكبرى والولايات المتحدة الأميركية المساعدة العملية والفعالة للجيش اللبناني، كي يستطيع القيام بالمهمة الموكلة إليه بشكل معزّز ومكرّم».

ورداً على سؤال قال جنبلاط: «علينا أن ننتظر اعتداءات إسرائيلية في كل مكان، ولا أعتقد أن هناك مناطق آمنة في لبنان، وحتى في قسم من العاصمة بيروت، وحده وقف إطلاق النار بمساعدة الدول الكبرى يوصلنا إلى انتخاب رئيس وإلى الابتداء بالكلام بعيداً عن الخراب والدماء والدمار». واصفاً كلام وزير الحرب الإسرائيلي عن إجبار لبنان على التفاوض تحت النار بأنه «منطق خاطئ» متسائلاً «كيف نتفاوض ومَن سيتفاوض مع الدولة اللبنانية والاعتداء مستمرّ على كل الشعب اللبناني؟ هذا اختراع جديد في السياسة الدولية».

ودّون جنبلاط ملاحظاته، وأودعها رئيس المجلس، وختم بـ «الاتكال على الله».

خلال لقائه مع ميقاتي ركّز جنبلاط «على نقطة واحدة وأساسية، وهي العودة إلى اتفاق الطائف»، التي «تخرجنا من كل هذا السجال العقيم أحياناً بشأن القرارين 1559 أو 1680». وأشار إلى أن «وثيقة الطائف واضحة جداً، وتقول ببسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وأتمنى أن نعود إليها ونتمسك بها، وهي أيضاً تشتمل في ما تشتمل على تأكيد اتفاق الهدنة الذي وضع بين دولة لبنان ودولة «إسرائيل» عام 1949 والهدنة هي حرب معلنة، مع وقف التنفيذ».

ومن السراي أيضاً برز موقف لافت للسفير الفرنسي في لبنان، هيرفيه ماغرو، الذي قال رداً على سؤال حول الأوضاع الراهنة في لبنان «ما يحصل غير مقبول، ونحن نستمر بطلب وقف لإطلاق النار، وبعد جهودنا في نيويورك نودّ التذكير بأن فكرة وقف إطلاق النار لم تمت وسنستمر بالعمل عليها». ووجّه ماغرو دعوة رسمية لرئيس الحكومة للمشاركة في مؤتمر باريس من أجل لبنان، الذي سيعقد في 24 تشرين الحالي، و»الذي سنبحث فيه الأوضاع التي يعيشها لبنان حالياً، وضرورة أن تساند المجموعة الدولية الجهود الإنسانيّة لدعم لبنان، والمراحل المقبلة وكيف يمكننا المساعدة في تقوية الدولة اللبنانية من خلال القوات المسلحة اللبنانية»، ورأى أن «المؤتمر سيكون مهماً وسيرأسه رئيس الجمهورية الفرنسيّة، ويشارك فيه العديد من الدول لدعم لبنان في هذه الأوضاع الصعبة جداً».

وأمس، استضافت بكركي قمة روحية شارك فيها ممثلون عن كل الطوائف. ففي بيانها الختامي، أكدت القمة الروحية المسيحيّة الإسلاميّة على ضرورة «الشروع فورًا بتطبيق القرار 1701 كاملًا وعلى الحكومة الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة مع مجلس النواب والسعي إلى حشد الدعم العربي». وأشارت إلى أن «البحث جرى في العدوان الهمجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي غير مكترث بالأمم المتحدة والقرارات الدولية إذ إنّه يُمعن بالإبادة الجماعية». ودعت مجلس الأمن الدولي «للاجتماع فوراً ومن دون أي تلكؤ لوقف إطلاق النار ووقف المجزرة الإنسانيّة بحق لبنان»، وشدّدت على وجوب «إعادة تكوين المؤسسات الدستورية وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين».

وكانت قمة بكركي شهدت سجالاً بين نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب والمطرن الياس عودة الذي دعا إلى اعتبار موقف قبلان رأياً خاصاً، وقال «نحن يهمنا الوطن ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس بدلاً من التلهي بمصطلحات من هنا وهناك»، في حين أن الشيخ قبلان أكد ضرورة الإشارة في البيان الى الرئيس التوافقي بعدما طلب أن يأتي البيان على ذكر الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله وإثر ذلك تدخل شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى الذي حاول الالتفاف على ما طرحه عودة وطرح عبارة رئيس بأكبر قدر من التفاهم والتوافق والتي كانت وردت في كلمته، علماً أن اللقاء وصف الذين سقطوا من جراء الاعتداءات الإسرائيلية بـ «شهداء الوطن الذين ضحّوا بحياتهم دفاعاً عن لبنان».

واستقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وشؤون تشريعية.

 

 

"الأنباء" الالكترونية: 

للأسبوع الرابع على التوالي، استكمل العدو الإسرائيلي حربه الإجرامية على لبنان، مرتكباً العديد من المجازر في مختلف المناطق اللبنانية. ولم يوفّر البيوت والأحياء السكنية مدمّراً بعضها بالكامل، كما حصل في قرية محيبيب الجنوبية، فضلاً عن الإدارات الرسمية، حيث طال الإجرام مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها، بالتزامن مع حزام ناري على المدينة ومحيطها، ما أدى إلى استشهاد رئيس البلدية محمد كحيل وعدد من الأعضاء كانوا يتداولون في تنسيق المساعدات الإغاثية للنازحين. 

مسلسل العدوان عاد ليطاول، أمس، الضاحية الجنوبية لبيروت، رغم الإشارات الأميركية المستمرة وآخرها ما صدر عن البيت الأبيض بأن واشنطن طلبت من إسرائيل وقف الهجمات اليومية على العاصمة بيروت. ولكن من غير المستَغرب أن تضرب تل أبيب بعرض الحائط كل الطلبات الدولية كما فعلت دائماً، لا سيما وأن عدوانها يطال كل البلد وليس هناك من منطقة آمنة من آلة قتلها.

في هذه الاثناء، يخوض مقاتلو حزب الله حرب مواجهة عنيفة مع جيش العدو الاسرائلي، على طول الحدود من الناقورة غرباً الى مرجعيون وتلال كفرشوبا في القطاع الشرقي، موقعاً في صفوفه إصابات مباشرة. وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ليل الأربعاء الخميس، عن حدث أمني صعب عند الحدود، وسط معلومات عن مقتل 7 جنود إسرائيليين وإصابة 17 على الأقل في معارك مباشرة مع حزب الله. 

بالتزامن، واصل الرئيس وليد جنبلاط حراكه، حيث زار الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، يرافقه عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور. حيث أعاد التأكيد على المواقف التي صدرت عن اللقاء الثلاثي في 2 تشرين الأول الجاري، مشدداً عل ضرورة وقف إطلاق النار على قاعدة الـ1701، وتسليم الجيش الأمن في الجنوب، متمنياً على الدول الكبرى، وتحديداً فرنسا، المُساعدة العملية والفعّالة للجيش اللبناني كي يقوم بالمهمة الموكلة إليه بشكل معزز ومُكّرم.

ورأى جنبلاط أن "وحده وقف إطلاق النار بمساعدة الدول الكبرى يوصلنا الى إنتخاب رئيس والى الإبتداء بالكلام بعيداً عن الخراب والدماء والدمار".

وتعليقاً على "السجال العقيم أحياناً بشأن القرارين 1559 او 1680"، على حدّ تعبيره، اعتبر أن "وثيقة الطائف واضحة جداً وتقول ببسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وأتمنى ان نعود اليها ونتمسك بها طبعاً، وهي أيضاً تشتمل في ما تشتمل على تأكيد "اتفاق الهدنة" الذي وضع بين دولة لبنان ودولة إسرائيل عام 1949 والهدنة هي حرب معلنة، مع وقف التنفيذ. إنه جد مهم أن نعود إلى اتفاق الطائف ونخرج من بعض التفاصيل التي تشكل خلافا داخليا نحن بغنى عنه".

وكان "اللقاء الديمقراطي" واصل لقاءاته السياسية، حيث اجتمع بلقاء مشترك مع حزب الكتائب اللبنانية وكتلة الاعتدال الوطني في بكفيا.

وتوازياً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومن أجل بلورة موقف وطني موحّد في وجه الحرب القائمة ضد كل البلد، شهد الصرح البطريركي في بكركي قمة روحية مسيحية إسلامية، أكدت على التضامن اللبناني بين كل الطوائف اللبنانية مسلمين ومسيحيين وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بوقف فوري لاطلاق النار، وحث النواب اللبنانيين لانتخاب رئيس توافقي للجمهورية.

وعلى هامش القمة، اعتبرَ شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في حديث خاص لجريدة الأنباء الالكترونية أنَّ أهمية لقاء بكركي أنه يأتي في ظل هذه الظروف الصعبة والإستثنائية جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وما يحصل من نزوح وتهجير وتغيير.

وأشار أبي المنى إلى أن هذا اللقاء يدل على أن هناك إرادة لبنانية واحدة تؤكد على وحدة لبنان وتضامن اللبنانيين في ما بينهم، كما رفض العدوان، وتناشد دول القرار والمجتمع الدولي والمسؤولين في لبنان أيضاً على الضغط باتجاه وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس ليكتمل عقد المؤسسات ويُصار بعدها إلى تشكيل الحكومة.

أبي المنى أكّد أنه يجب تحصين وطننا من الداخل والخارج بالضغط على دول القرار لوقف العدوان.

وختم أبي المنى بالقول: "خرجنا ببيان واضح ومعبّر ويغطي جميع النقاط الأساسية في ظلّ توافق تام بين جميع الحاضرين".

من جهته، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن انعقاد القمة الروحية في بكركي أمر ضروري جداً في هذه الظروف المصيرية.

ولفت موسى ألى أن القمة أكدت أن هناك قواسم مشتركة عند جميع الفرقاء بغض النظر عن الخلافات بوجهات النظر فيما بينهم. وقال: "يبقى هناك مواضيع وطنية مشتركة جامعة ركزت عليها القمة أهمها وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس جمهورية"، واصفاً المطالبة بوقف إطلاق النار بأنه نداء وجداني يعبّر عن رأي كل الفرقاء اللبنانيين للقول تبقى الأولويات السياسية هي الأهم في مثل هذه الظروف. 

من جهة ثانية، لفت موسى إلى "وجود حراك سياسي كبير بين السياسيين لكن ما يهمنا هو النتيجة فالوقت ضاغط وثمنه غال جداً"، داعياً إلى تزخيم القواسم المشتركة للوصول إلى انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت. 

واستطرد موسى إلى الوضع الميداني، معلّقاً بالقول: "دماء كثيرة تُهدر على أرض الوطن. ومن المهم جداً تقصير المسافات بين اللبنانين من أجل حماية لبنان واستعادة بناء الدولة".

صحيح، فإن البلد بأسره بات رهينة العدوان الإسرائيلي والدم كثير، والمطلوب وقف الإطلاق النار فوراً، لكن هذا الأمر سيحتاج إلى ضغط دولي كبير، يبدو أنه لن يتوفر في الأسابيع القليلة التي باتت تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

 

 

"الشرق الأوسط":

اشترطت إسرائيل لإجراء أي مفاوضات حول الحرب في لبنان، أن تكون «تحت النار» الآخذة بالتوسع إلى مختلف المناطق اللبنانية، وأسفرت عن مجازر في الجنوب والبقاع (شرق لبنان) وشماله، كما قالت السلطات اللبنانية، ومَسَحَت قرية كاملة عن الخريطة، على إيقاع مواجهات عنيفة على الشريط الحدودي مع لبنان، وإعلان إسرائيلي عن ارتفاع عدد أسرى «حزب الله» لديه إلى 4، فيما يواصل الحزب إطلاق الصواريخ، وأعلن عن إدخال صاروخين دقيقين إلى المعركة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال تقييم للوضع بشأن لبنان، إن «أي مفاوضات سنجريها ستتمّ تحت النار فقط»، لافتاً إلى أن «الدمج بين إضعاف الحزب وإبعاده سيتيح عودة سكان الشمال»، مشدداً على أن «عودة سكان الشمال يعني دفع حزب الله للتراجع عن خط الحدود».

ورأى غالانت أن «حزب الله»، «يمر بظروف صعبة للغاية»، مضيفاً أنه «تم القضاء على عدد كبير من مقاتلي الحزب». وقال: «نجاح إسرائيل كان هائلاً؛ من اغتيال نصر الله إلى تدمير شبكات الاتصال والاستخبارات، كما أن وحدة الرضوان بالحزب لم تعد قادرة على إدارة المعارك»، مضيفاً: «نجحنا في إحباط المنظومة الصاروخية التابعة للحزب». وعدّ «أسر عناصر حزب الله يدل على نجاح الجيش وأزمة حزب الله».

وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد الأسرى من مقاتلي «حزب الله» لديه ارتفع إلى 4، بعد إعلانه مساء الثلاثاء، أسر ثلاثة مقاتلين في جنوب لبنان، لم يذكر هوياتهم وموقع القبض عليهم تحديداً، بعد ساعات على نشر مقطع فيديو يظهر تحقيقاً قال إنه مع مقاتل في الحزب يُدعى وضاح يونس، كان قد أعلن قبل أيام القبض عليه.

مسح قرية عن الخريطة

ويمضي الجيش الإسرائيلي في خطة التوغل داخل الأراضي اللبنانية. وفيما أفادت وسائل إعلام محلية عن اشتباكات عنيفة على أكثر من محور، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر تدميراً كاملاً لقرية محيبيب اللبنانية المحاذية لبلدة ميس الجبل، فيما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية فيديو مشابهاً لتدمير حي في بلدة قالت إنه في ميس الجبل. وقالت إن «الكتيبة 5280 أعلنت تفخيخ وتدمير في ميس الجبل».

ومحيبيب، هي قرية صغيرة، كانت في السابق مزرعة، يسكنها نحو 400 شخص من عائلة واحدة، ويوجد فيها مَعلم ديني، وتقع على تلة مرتفعة. وقالت مصادر في الجنوب على اطلاع بمجريات المعركة، إن السيطرة على مرتفع محيبيب، هي جزء من معركة أوسع للسيطرة على المرتفعات في المنطقة الحدودية ومنع مقاتلي «حزب الله» من الإطلالة على المنخفضات في المستعمرات المواجهة. وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية «تقاتل للسيطرة على تلة العويضة في العديسة، كونها أعلى المرتفعات في المنطقة، لكنها فشلت حتى الآن».

مواجهات وصواريخ

وأفادت وسائل إعلام محلية بتصاعد وتيرة المواجهات على محاور «الطيبة - رب ثلاثين - مركبا - حولا»، حيث تدوّي أصوات الانفجارات العنيفة، حيث تصاعدت سحب الدخان من المنطقة. أما «حزب الله» فأعلن عن اشتباكات عنيفة في بلدة القوزح، «حيث تصدت مجموعات المقاومة لقوة متسللة للعدو الإسرائيلي وأوقعتها في مكمن، مما أدى لسقوط عدد مؤكد من القتلى في صفوف العدو». وأُفيد بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية على محور عيتا الشعب بالتزامن مع اشتباكات القوزح.

وأعلن «حزب الله» قصف مرابض مدفعية في ديشون ودلتون، واستهداف دبابة «ميركافا» في محيط بلدة راميا، إضافة إلى استهداف تجمعات عسكرية إسرائيلية على تل القبع في مركبا ومسكاف عام بقذائف المدفعية. كما أعلن إطلاق رشقات صاروخية باتجاه صفد، ومستعمرة «كرمئيل».

جاءت تلك الإعلانات بعد ساعات على إعلانه عن إدخال نوعين من الصواريخ الدقيقة إلى المعركة، هما صاروخ «نصر 1» الذي يبلغ مداه نحو 100 كيلومتر، ويحمل رأساً متفجراً زنة 100 كيلوغرام، وصاروخ «قادر 2»، الذي يبلغ مداه 250 كيلومتراً، ويحمل رأساً متفجراً زنة 405 كيلوغرامات. وقال إن الصاروخين من تصنيع «حزب الله» ودخلا المعركة يوم الاثنين الماضي.

مجزرة في النبطية

وتمضي إسرائيل، في المقابل، في دفع السكان إلى إخلاء جنوب لبنان بالكامل، عبر استهدافات تطول المدنيين، وقصف جوي متواصل أدى إلى مقتل 2367 شخصاً وإصابة 11088 منذ بدء الحرب في العام الماضي، حسبما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.

وقالت السلطات اللبنانية إن إسرائيل ارتكبت مجازر على الأراضي اللبنانية، إحداها في النبطية حيث نفّذت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على المدينة استهدفت إحداها مبنيين تابعين لبلدية النبطية واتحاد بلديات محافظة النبطية، مما تسبّب بمقتل ستة أشخاص، بينهم رئيس البلدية أحمد كحيل. وقالت محافظة النبطية هويدا الترك: «طالت 11 غارة إسرائيلية بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكّلةً ما يشبه حزاماً نارياً»، مشيرةً إلى مقتل رئيس بلدية المدينة مع عدد من فريق عمله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ «سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف الإرهابية لحزب الله في منطقة النبطية» تشمل «بنى تحتية ومراكز قيادة لحزب الله ومخازن أسلحة واقعة بالقرب من بنى تحتية مدنية». وأضاف أن قواته البحرية ضربت عشرات الأهداف الأخرى «بالتنسيق مع القوات البرية».

وندّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالغارات الإسرائيلية التي قال إنها استهدفت عن «قصد» اجتماعاً للمجلس البلدي في المدينة. من جهتها، دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت إلى «حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة».

استهداف مشيعين في قانا

وغداة مجزرة في بلدة قانا الواقعة شرق مدينة صور، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأُصيب 54 بجروح في غارات إسرائيلية، الثلاثاء، استهدفت مشيعين لضحايا في البلدة. وبعد ساعات طويلة على الغارات المتتالية على البلدة، كانت سيارات الإسعاف لا تزال تنقل القتلى والجرحى، الأربعاء، من بين أكوام من ركام مبانٍ سُوِّيت بالأرض في البلدة الواقعة في قضاء صور. وبينما تصاعدت سحب دخان طفيفة، انكبّ رجال الإنقاذ على رفع أكوام الأنقاض الكبيرة التي ظهرت من بينها صور عائلات وأحذية أطفال. وعلى مقربة، جرافة وحيدة ترفع الحطام. ومن موقع الغارات، قال محمد إبراهيم، من جمعية الرسالة للإسعاف، إن «أكثر من 15 مبنى دُمّر بالكامل، لقد لحق دمار شامل بحي بأكمله في بلدة قانا»، مضيفاً أن المسعفين رفعوا جثمانين وأشلاء من المكان.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية