افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 25 أكتوبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 25 24|07:55AM :نشر بتاريخ

 "النهار":

فاقت المساعدات التي قدمها مؤتمر باريس لدعم لبنان الـ 500 مليون يورو التي كانت تتوقعها الخارجية الفرنسية، وأدت الاستجابة الدولية الى حصول لبنان على أكثر من مليار دولار منها 800 مليون دولار مساعدات إنسانية و200 مليون دولار للقوى المسلحة اللبنانية. وبرزت أهمية المؤتمر في أنه أعاد العطف الذي افتقده لبنان منذ أن بدأت الحرب عليه وانعكس ذلك في تشديد المجتمعين في كلماتهم على أولوية وقف النار وتطبيق القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته من خلال ضمانات قدمها لبنان بنشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز مهمات القوات الدولية وتأمين عودة النازحين إلى جانبي الخط الأزرق ولو أن الخلاف لم يغب حول الآليات لتطبيق القرار 1701.

غير أن هذا التوافق الدولي المهم ما زال يتطلب قراراً إسرائيلياً ومن “حزب الله” وإيران لوقف الاعمال العسكرية. أما الجانب السياسي، فيتطلب وقفاً للنار لاطلاق عملية سد الفراغ الرئاسي واعادة بناء السلطة السياسية.

وافتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صباح أمس “المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني والسيادة اللبنانية” بمشاركة أكثر من 70 دولة و15 منظمة دولية وإقليمية، منوهاً بأن “هدف المؤتمر جمع المجتمع الدولي لمساعدة اللبنانيين أمام المصاعب التي تواجهها المؤسسات اللبنانية”. واستشهد بالراحل الكبيرغسان تويني داعياً إلى “منع تصدير حروب الآخرين إلى لبنان”.

وأطلق مسار المساعدات، معلناً أن فرنسا ستقدم 100 مليون يورو “منعاً لأن يخلق النزوح، الانقسام بين اللبنانيين وعدم الاستقرار العميق”. كما أعلن أن بلاده مستعدة للالتزام بتقديم المساعدات التربوية. وقال: “يجب أن تتوقف الحرب ويجب التوصل إلى وقف النار واتخاذ الاجراءات لحفظ السلام على طول الخط الأزرق لتوفير الظروف لعودة النازحين”. وأضاف: “نأسف لأن إيران أقحمت “حزب الله” في الحرب ضد إسرائيل وعلى الحزب أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق ونشجب ذلك”. ودعا إسرائيل في المقابل الى وقف النار وتحديد الآليات لعودة السكان الى ديارهم”.

وأشار إلى أنه “لا يمكن العودة إلى الوضع كما كان قبل السابع من تشرين الاول (اكتوبر) 2023 ويجب احترام القرار الدولي 1701 وتنفيذه، ويجب أن تقوم “اليونيفيل” بدورها، وعلى الدولة أن تمارس سيادتها في الجنوب وعلى مجمل الأراضي اللبنانية”. ونوّه بالدور الذي يجب أن تلعبه القوات المسلحة اللبنانية “التي يمكننا أن نثق بها”، داعياً إلى “تعزيز قدرات هذه القوى للتأكد من أن الدولة ستمارس سيادتها على مجمل أراضيها”. وأكد دعمه تجنيد 6000 عنصر اضافي للجيش اللبناني، كما دعا المشاركين إلى تأمين المساعدات الإنسانية اللازمة”.

ولكن ماكرون لم يأتِ في كلمته على الدفع لتفعيل دور الدولة اللبنانية وملء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة فاعلة تقوم بالاصلاحات الأساسية، وهي أحد بنود المؤتمر.

أما الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، فدعا الأطراف إلى وقف القتال وتطبيق القرارين الدوليين 1701 و1559 واحترامهما لحماية المدنيين والبنية التحتية وضمان حسن سير عمل الدولة، معتبراً أن دعم الجيش حيوي، وانتقد بشدة التعرض للقوات الدولية. ونوه بأن ما يحدث في لبنان ليس عملاً معزولاً، داعياً إلى تضامن دولي والعمل من أجل السلام.

وشكر الرئيس ميقاتي في كلمته، الرئيس الفرنسي على مبادرته وتنظيمه المؤتمر، معتبراً أن “العاصفة التي نشهدها حالياً ليست كغيرها لأنها تحمل بذور الدمار الشامل ليس لوطننا بل للإنسانية”. وألقى الضوء على العدوان الإسرائيلي المستمر وتأثير الحرب المدمرة على لبنان وعلى بنيته التحتية ونسيجه الاجتماعي. ودعا المجتمع الدولي “إلى حماية المدنيين والتخفيف من حدة هذه التحديات لكي يشمل الدعم الدولي أكثر من المساعدات الإنسانية الفورية بل إعادة بناء البنى التحتية، واستعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وضمان قدرة لبنان على الصمود”.

ولخص توقعاته من المجتمع الدولي: “اولاً: وقف النار وإنهاء الاعتداءات المستمرة. ثانياً: تقديم المساعدات الإنسانية والمالية لتوفير الخدمات الاساسية. ثالثاً: تقديم الدعم للسلطات المحلية لادارة تدفق النازحين وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية”. وجدّد دعم الحكومة “للمبادرة الأميركية – الفرنسية لوقف فوري لاطلاق النار، الذي سيفتح الباب أمام مسار دبلوماسي تدعمه الحكومة لمعالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية من خلال التنفيذ الكامل للقرار1701 بصيغته الحالية، والتزام الحكومة بتجنيد المزيد من الجنود”. وختم “إن حجر الزاوية للأمن والاستقرار يبقى القرار 1701… وانتخاب رئيس يحافظ على الدستور ويطبق الميثاق الوطني واتفاق الطائف ويدعم حكومة جديدة لتنفيذ الاصلاحات الأساسية، وعودة النازحين إلى منازلهم”.

واشار ممثل الجيش العميد الركن يوسف حداد إلى وجوب وضع حد للنزاعات والعمل على تطبيق القرار 1701: وقال “لدينا تحدٍ مزدوج، فعيننا على الجنوب وكذلك على داخل البلد واللحمة الاجتماعية وهذا الهدف الأساسي، لذلك نحتاج إلى دعمكم”.

وفي نهاية المؤتمر أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن 4 نقاط توافق عليها المجتمعون: “أولاً: حشد قوي لتقديم المساعدات الإنسانية التي ارتفعت قيمتها إلى 800 مليون دولار. ثانياً: ضرورة التعبئة لدعم القوى المسلحة اللبنانية، مشيراً إلى الخطر من مشاكل طائفية يمكنها أن تقيّد الوضع في لبنان، لذلك المطلوب دعم الجيش لتوفير الأمن وانتشاره في الجنوب، وقد خصص مبلغ 200 مليون دولار اضافي لدعم الجيش من قبل الولايات المتحدة وايطاليا وبريطانيا وقطر، وستقدم باريس مساعدات في المعدات والتدريب. ثالثاً: عدم التوقف عند المساعدات الإنسانية بل البحث بالخطوط العريضة لتطبيق القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته وانتشار الجيش في الجنوب وانسحاب المسلحين من المنطقة والبحث بالنقاط الخلافية حول الحدود. رابعاً: اقناع إسرائيل بأن الحرب ليست ضمانة للسلام بل الحل السياسي هو الحل ووضع حد لزعزعة الوضع من قبل إيران و”حزب الله”. وأخيراً دعا إلى انتخاب رئيس، قائلاً: “حان الوقت ليتخذ السياسيون مسؤولياتهم”.

وأعلن الرئيس ميقاتي خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو “أن المؤتمر عبّر عن أهمية كبيرة من التضامن مع لبنان إنسانياً وسياسياً، وأكد المطالبة بوقف اطلاق النار وبالتقيد بالقرار الدولي 1701 ووضعه موضع تنفيذ فوري من خلال انتشار الجيش الذي يجب تعزيز وجوده ليقوم بواجبه”. وختم: “لبنان ليس متروكاً، لديه اصدقاء يمكن الاتكال عليهم”.

وأكد الوزير جان نويل بارو “أن لبنان بحاجة الى المجتمع الدولي الذي استجاب للمطالب اللبنانية. ويعاني لبنان من حرب لم يخترها وهذه الحرب تهدّد تماسكه الاجتماعي”. وأضاف: “بعد شهر من التصعيد العسكري هناك حاجة ملحة لحل سياسي من خلال وقف الحرب ونشر الجيش وتعزيز مهمة اليونيفيل وحل النقاط الخلافية على الحدود”. ودعا “حزب الله إلى التقيد بهذه القرارات”. وأشار إلى “أن لبنان تعددي وسيبقى تحت سلطة الدولة اللبنانية”. وقال إنه طلب من الموفد الرئاسي جان إيف لودريان جمع اعضاء الخماسية لتسهيل عملية انتخاب الرئيس “وسنضغط على اللبنانيين لسد الفراغ الرئاسي وستتم متابعة أعمال هذا المؤتمر لوضع حد للحرب”.

وأشار إلى “أن هناك بالطبع بعض الشوائب في تطبيق القرار الدولي 1701، والبحث جار خلال الأيام المقبلة في الآليات للتطبيق والمباحثات مستمرة من أجل ذلك لوضع حد للحرب”. واشارت مصادر إلى أن تحديد هذه الآليات ينتظر انتخاب الرئيس الجديد للولايات المتحدة في الشهر المقبل.

 

 

 

"الأخبار":

مع مرور شهر، تابع العدو حربه على لبنان ضمن مساريْن: الغارات الجوية العنيفة على كل المناطق، والعملية البرية. وكان لافتاً رفع العدو أخيراً وتيرة قصف الضاحية الجنوبية، ما بدا رداً على تعرّض قواته لضربات توقع عدداً غير قليل من القتلى والجرحى. وقد تبيّن أن لا أساس لما حُكيَ عن «مبادرة» أميركية لتخفيف الغارات الجوية في بيروت. فيما بدا العدو أمام مفاجآت على صعيد العملية البرّية بعدما واجه مقاومة قاسية من مقاتلي حزب الله، حيث لا يزال القتال قائماً في قرى الحافة الحدودية. وحيث لم ينجح العدو بعد باحتلال قرية بكاملها، أو حتى تثبيت قواته في مواقع حاكمة، علماً أنه حاول التسويق إعلامياً لما يعتبره إنجازات من خلال عرض مشاهد جوية تظهر الدمار الكبير الذي لحق بهذه القرى.

ونجحت المقاومة خلال الساعات الـ48 الماضية في تنفيذ مجموعة من الضربات التي أخرجت كتائب بأكملها من جيش العدو من الخدمة بعدما اعترف العدو بمقتل 27 جندياً وإصابة أكثر من 400، منذ بداية العملية البرية. وكانت المقاومة أوقعت قوة في كمين محكم في المنطقة الحرجية في محيط بلدة رامية، حيث قُتل 5 ضباط وجنود إسرائيليين، بينهم قائد سرية، وأُصيب 6 آخرون بجروح خطيرة، وفق المتحدث باسم جيش العدو. وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن «الجنود قُتلوا في كمين بالغابات مقابل مستوطنة زرعيت حيث باغت عناصر حزب الله الجنود، وكانت عملية الإخلاء صعبة جداً تحت النيران حيث أصيب الجنود الستة بجراح خطيرة أثناء عمليات الإخلاء». فيما قالت إذاعة جيش العدو إن «المنطقة التي خرج منها عناصر حزب الله في القطاع الغربي، تعرّضت لقصف جوي قبل دخول قوات الجيش الإسرائيلي، ورغم ذلك تمكّن عناصر حزب الله من التحصّن بشكل جيد، وعندما لاحظوا تقدّم الجنود ألقوا تجاههم عدداً من القنابل اليدوية»، ما دفع بصحيفة «معاريف» إلى التعليق بأن «هذا هو الحال الذي كان عندما كان الجيش الإسرائيلي في لبنان في الثمانينيات والتسعينيات، وكان الأمر نفسه في حرب لبنان الثانية، وهو الأمر نفسه اليوم».

وليل أمس، نقلت وسائل إعلامية إسرائيلية أن عمليات نقل الجنود المصابين استمرت حتى قرابة منتصف الليل، علماً أن قناة «الجزيرة» كانت نقلت عن مصادر ميدانية أن قوة إسرائيلية تعرّضت لهجوم كبير في عيتا الشعب. فيما شهدت المستوطنات الحدودية نشاطاً مكثّفاً ومتواصلاً لمروحيات العدو لنقل الإصابات إلى مستشفيات زيف في صفد ورامبام في حيفا، وحتى إيخيلوف في تل أبيب. وحتى عصر أمس، كان قد نُقل 36 ضابطاً وجندياً مصاباً من الميدان.

ودمّر المقاومون فجر أمس، في عيتا الشعب دبابة ميركافا بصاروخ موجّه، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. ثم تجدّدت هذه الاشتباكات، من مسافة صفر، عند الظهيرة، بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية، وعند تدخّل دبابة ميركافا للإسناد، استهدفها المقاومون بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. كما استهدف المقاومون قوات ‌‏العدو أثناء تقدّمها عند مثلث عديسة – رب ثلاثين – الطيبة ‏وأجبروها على التراجع.‏ فيما استهدف المقاومون دبّابة ‏ميركافا شمال غرب بلدة عديسة، ودبابة أخرى جنوبي البلدة، بصواريخ موجّهة، ما أدى إلى احتراق الدبابتين ووقوع طاقميهما بين قتيل وجريح.‏ كما تابعت المقاومة استهداف تجمّعات العدو في المستعمرات الحدودية وعند أطراف البلدات الحدودية.

واستهدفت المقاومة قاعدة سنط جين (قاعدة لوجستية تابعة ‏لقيادة المنطقة الشمالية) بين مستعمرة نهاريا ومدينة عكا المحتلة بصلية صاروخية كبيرة، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع 3 إصابات جراء سقوط الصواريخ. كما استهدف المقاومون قاعدة نشريم جنوب شرق مدينة حيفا، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية ‏شمال المدينة، بالصواريخ، فيما أفادت ‏»القناة 12» العبرية عن رصد سقوط صواريخ في محيط مدينة حيفا. وشنّت المقاومة هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على ثكنة راموت نفتالي وأصابت أهدافها بدقة.

وفي إطار الردّ على اعتداءات العدو على القرى والبلدات واستهداف المدنيين، قصفت المقاومة مدينة صفد المحتلة، ومستعمرتي كريات شمونة وكرمئيل بصليات صاروخية مكثّفة. وأفادت وسائل إعلام عبرية بإصابة مبنى بصاروخ بشكل مباشر في الكرمئيل، حيث وقعت إصابات في صفوف المستوطنين. وفي إطار ‏سلسلة «عمليات خيبر»، قصف المقاومون مدينة نهاريا بصلية صاروخية كبيرة جداً.

وفي غضون ذلك، برز تصريح لافت لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ربط فيه إمكانية وقف الحرب مع لبنان بما أنجزه جيشه لجهة «القضاء على القيادة العليا للحزب»، بحسب تعبيره، في إشارة هي الأولى لقائد جيش الاحتلال، ما يشي بوجود تقديرات مستجدّة لدى الجهات العسكرية، بناءً على الوضع الميداني المتغيّر لمصلحة المقاومة، سواء في ما يتعلّق بمواجهة العملية البرية أو باستهداف العمق الإسرائيلي، الذي يتطوّر تصاعدياً مع مرور بالوقت، وهو يتمدّد باتجاه الوسط، ويُحدث إرباكاً كبيراً هناك، بعدما عطّل الحياة بشكل شبه كامل في كامل الشمال. يترافق ذلك مع حقيقة أن جيش العدو قام بأقصى ما يمكنه من ضربات من الجو، وبعد مضي أكثر من شهر على الحرب على لبنان، إلا أن الجيش لم ينجح في منع الضربات الصاروخية للمقاومة أو حدّها عمقاً وكثافةً، وهذا يشكّل مؤشراً عسكرياً بأن هذا أقصى ما تستطيع إسرائيل القيام به في الميدان، وهذا يعني استمرار قصف العمق الإسرائيلي، في حال استمرار الحرب. إضافة الى مسألة الخسائر المتراكمة في القتال البرّي، ما يدل على حضور هذه العوامل لدى قيادة المستوى الأمني، فكان خروج هاليفي بهذا الموقف، ما قد يُفسر بأنه محاولة للضغط على المستوى السياسي، أمام الجمهور، علماً أن الجميع جرّب محاولات الجيش هذه في الحرب المستمرة على غزة.

انتحار طيار إسرائيلي

نقلت وسائل التواصل الاجتماعي في كيان العدو منشوراً لمستوطنة تُدعى نيتال ليفنسون، تقول فيه إن طياراً قريباً منها، انتحر ليلة أمس بسبب ما يعانيه من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب الحرب. وأضافت أن عائلته تطالب بتشييعه في جنازة عسكرية ولكن الجيش يرفض ذلك، مطالبة الجمهور الإسرائيلي بمساعدة العائلة لكي يحظى نجلها بجنازة عسكرية. وقد انهالت التعليقات التي تطالبها بالرد على الرسائل الخاصة لتقديم المساعدة للعائلة. وكان لافتاً أن كثراً من الإسرائيليين المؤثّرين انضموا إلى هذه الحملة، بينهم عضوة الكنيست نعمة لازيمي من حزب العمل.

يُشار إلى أن الجيش يتكتم على حالات الانتحار في صفوف مقاتليه، ولا ينشر الأرقام الحقيقية حول الظاهرة، لأسباب عدة أبرزها حساسية المسألة، ومشاعر العائلات، والخشية من تأثير ذلك أيضاً على الحصانة النفسية للجنود الذين انضم عشرات الآلاف منهم إلى مؤسسة معاقي الجيش، من ضمنهم أولئك المُعترف بإصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة جراء مشاركتهم في الحرب.

والطيار المنتحر هو جدعون حن، جد الجندي الأسير في غزة إيتاي حن، انتحر بعد عام كامل من اعتقال حفيده إيتاي يوم السابع من أكتوبر. ‏وبحسب قوانين جيش العدو، فإن الجندي الذي ينتحر لا يتم دفنه من قبل الجيش ولا تُقام له جنازة عسكرية.

 

 

 

"الجمهورية":

لم يُعرف بعد ما إذا كان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيعود إلى لبنان أم لا، ولكن التطورات العسكرية الميدانية المتلاحقة تشي بأنّ وقف إطلاق النار الذي يُعمل على التوصل اليه ليس قريباً، على رغم من بعض المواقف الأميركية التي تتحدث عن “حل ديبلوماسي” تعمل واشنطن للتوصل اليه، إلى جانب سعي مماثل لوقف اطلاق نار في غزة، ربما يفتح الباب امام وقف نار مماثل في لبنان، الذي حصل أمس على مساعدات بقيمة مليار دولار أقرّها “المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته” المنعقد في باريس أمس بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، “إنني أتوقع اجتماع المفاوضين لبحث وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة”. ولفت خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن في الدوحة، إلى أنّ “علينا الاستمرار في تطوير خطة لما بعد انتهاء الحرب حتى تنسحب إسرائيل من غزة”، مضيفاً “هذه لحظة مهمّة لأنّ إسرائيل حققت الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها لنفسها. هذه لحظة العمل لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى إلى بيوتهم وبناء مستقبل أفضل لشعب غزة”.

وأشار بلينكن إلى “أننا نريد أن نتأكّد من أننا لن نرى مزيداً من التصعيد الكبير في المنطقة. ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة إيران ولا نريد رؤية حلقة تصعيد مفرغة”.
وحول لبنان، قال بلينكن إنّ “علينا التأكّد من عدم قيام إسرائيل بحملة مستدامة في لبنان”، واضاف: “نكثف الجهود للتوصل إلى حل ديبلوماسي في لبنان يسمح بتطبيق القرار 1701”. ولفت إلى أنّ “قطر قدّمت مساعدات مهمّة للجيش اللبناني مثل المعاشات والوقود”، وأضاف: “نريد ملء الفراغ الرئاسي في لبنان”.
ومن جهته، أعلن بن جاسم انّ “فريق مفاوضات أميركي سيزور الدوحة لبحث في سبل عمل اختراق في المفاوضات بشأن غزة”، مشيراً إلى اننا “عقدنا اجتماعات في اليومين الأخيرين مع المكتب السياسي لحماس في الدوحة”.
ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إنّ “وفداً إسرائيلياً سيتوجّه إلى الدوحة قريباً لاستكمال المفاوضات في شأن صفقة تبادل الأسرى”.
فيما ذكرت منصّة إعلامية إسرائيلية، أنّ وفدًا روسيًا يحمل رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تطلب منه إنهاء الحرب في غزة ولبنان.
والى ذلك أبلغ مرجع رسمي لبناني إلى “الجمهورية” انّ كلام وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن من الدوحة “إيجابي ويمكن ان يُبنى عليه، ولكن الدم يسيل والوقت داهم والمطلوب الاستعجال في الحل على قاعدة القرار 1701”.

مليار دولار مساعدات
وفي غضون ذلك، نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه شكره للدول التي شاركت في مؤتمر باريس الدولي لدعم لبنان، معتبراً “انّ من شأن هذا المؤتمر أن يساهم في تضميد جروحنا وأن يساعدنا في الوقوف قليلاً على أقدامنا”.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”، أنّ العقدة الأساسية التي حالت دون وصول مؤتمر باريس إلى النتائج المتوخاة في دعم لبنان سياسياً، هي تمسّك واشنطن بشرطها المتمثل بضرورة استجابة الحكومة اللبنانية بالتسوية السياسية التي تطرحها لوقف الحرب، والتي تستند إلى إعلانها الموافقة على تطبيق القرارات الدولية، وتحديداً الـ 1701 والـ1559 والـ1680. وفي هذا الشأن، يتباين الأميركيون في الموقف مع باريس التي تشاركهم التمّسك بالقرارات الدولية، لكنها تبدي تفهماً أكبر للتصور اللبناني للتسوية، وتستعجل وقف الحرب خوفاً من تداعياتها الخطرة على لبنان واستقراره المجتمعي في مراحل مقبلة.

وتقول المصادر، إنّ موقف واشنطن يوحي عملياً بأنّها مستمرة في سياسة الحصار والعقوبات على “حزب الله”، وانّها تراهن على أنّ الحرب الدائرة حالياً ستدفعه إلى أن يبدّل مواقفه ويلتزم الشروط المطلوبة. وحينذاك، تصبح ممكنة إعادة النظر في هذه السياسة.
وكان “المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته” الذي انعقد امس في قصر المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية في الدائرة 15 بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، جمع أكثر من 800 مليون دولار من المساعدة الإنسانية و200 مليون دولار لمساعدة الجيش.
ووجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ختام المؤتمر،”نداء لجميع أصدقاء لبنان لبذل جهود ديبلوماسية متزايدة وحازمة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وموجة الدمار، والعمل معاً من أجل تحقيق الاستقرار الدائم على أساس مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وخصوصاً القرار 1701″.
وكان ماكرون اكّد في افتتاح المؤتمر أنّ “لا بدّ أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان”، ولفت الى “انّه يتعرّض لجملة من التحدّيات تتمثل بهجمات إسرائيل والنزوح”. واعلن تقديم “100 مليون يورو كمساعدات للبنان”، داعياً “إسرائيل الى وقف الحرب فيه”، وشدّد على “وقف الهجمات على إسرائيل أيضاً”. ولفت إلى انّ “إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل”، ودعا الى “احترام القرار 1701 وتطبيقه من كافة الأطراف”، معتبراً أنّ “لدى الجيش اللبناني الآن مهمّات أكثر من قبل، وعلى “حزب الله” أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق”.

بدوره، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال انّ “منظمة الامم المتحدة قلقة على سلامة المدنيين على طرفي الخط الأزرق والهجمات ضدّ “اليونيفيل” أمر مرفوض تمامًا ويشكّل جريمة حرب”. وأشار الى انّ “إسرائيل تواصل قصفها العنيف لمناطق مأهولة في لبنان”. مؤكّداً انّ “وقف إطلاق النار مهمّ جداً”.
اما ميقاتي فقال: “كان من الممكن تجنّب خسارة أرواح المدنيين اللبنانيين والدمار، لو وافقت إسرائيل على تأييد البيان المشترك الصادر في 25 أيلول، والذي قادته الولايات المتحدة وفرنسا. وفي هذا السياق، دعمت الحكومة اللبنانية ولا تزال تدعم هذه المبادرة، ونحن ندعو اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار. إنّ الحكومة اللبنانية على ثقة بأنّ وقف إطلاق النار سيكون له تأثير فوري في تهدئة التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية، ويمكن أن يمهّد الطريق لاستقرار مستدام طويل الأمد، وسيفتح الباب أمام مسار ديبلوماسي ستدعمه الحكومة بالكامل. ويهدف هذا المسار إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية، وكذلك النزاعات على طول الخط الأزرق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701. يبقى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بصيغته الحالية، حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان، وإنّ التنفيذ الكامل والفوري لهذا القرار من جانب لبنان وإسرائيل من شأنه أن يحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ويوفّر الأمن على حدودنا الجنوبية التي يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها”.

وكان ميقاتي التقى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي قال: “الاتحاد سيقدّم للجيش اللبناني 20 مليون يورو في 2024 و40 مليونًا في 2025 ودعمًا إنسانيًا بقيمة 80 مليونًا”. من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ، أنَّ “ألمانيا ستقدّم 96 مليون يورو (حوالى 103 ملايين دولار) كمساعدات إنسانية وتنموية لشعب لبنان”..

في الميدان
ميدانياً، شهدت جبهة الجنوب مواجهات عنيفة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي تركّزت خصوصاً على محور عيتا الشعب، حيث أحبط المقاومون محاولات اجتياح للمنطقة، فيما أفادت القناة 14 الإسرائيلية عن “نقل عشرات الجنود إلى المستشفيات بعد إصابتهم في معارك جنوب لبنان خلال الساعات الأخيرة”.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن ضابط إسرائيلي كبير، قوله إنّ “القتال في جنوب لبنان معقّد للغاية وهدفنا شلّ “حزب الله” وتغيير ميزان القوى”.
في السياق، نقلت الصحيفة ايضاً عن ديبلوماسيين، إشارتهم إلى أنّ “حزب الله لا يزال قادراً على استيراد الأسلحة واستبدال القادة الذين يتمّ قتلهم”.

“حزب الله”
ووجّهت قيادة “حزب الله” أمس “رسالة مجاهدي المقاومة الإسلامية في الميدان إلى أشرف وأكرم وأطهر الناس”، قالت فيها: “يا أحبّة السيد الشهيد، قسماً بدم كلّ شهيد وبعذابات كل جريح، قسماً بصبركم وعذاباتكم، هذه الرّاية بيدنا لن تسقط، وبيننا وبين العدوّ الأيام والميدان، وبيننا وبينكم النصر الموعود إن شاء الله”.

وأعلنت قيادة الجيش عبر منصة “إكس”، أنّ “العدو الإسرائيلي استهدف عناصر للجيش اللبناني في خراج بلدة ياطر- بنت جبيل في الجنوب أثناء تنفيذ عملية إخلاء جرحى ما أدّى إلى سقوط 3 شهداء بينهم ضابط”، وهم الرائد محمد فرحات، والجنديان محمد نزّال وموسى مهنا.

 

 

 

 

"الديار":

لن يوقف رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو حرب الابادة في غزة ولبنان طالما ان العالم يحتشد في مؤتمرات، ويشكل وفودا، ويتحرك دبلوماسيا، ويتمنى عليه بخجل وقف المجزرة المفتوحة، اذا اراد ذلك؟. فلماذا يتوقف اذا كان يخفي عن الجمهور الاسرائيلي حقيقة خسائر جيشه في قرى لبنان الحدودية وآخرها الكمائن القاتلة في عيتا الشعب؟ ولماذا يتوقف اذا لم يشعر حتى الان بان لارتكابات كيانه عواقب وخيمة في ظل خنوع غربي، وتواطؤ عربي، ودعم اميركي مفتوح في الزمان والمكان لتغيير الوقائع في الشرق الاوسط والذي لا يمر الا عبر ضرب ايران، حيث افادت قناة «كان» العبرية ان وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس الاركان هرتسي هاليفي، وقعا على خطة العداون بانتظار توقيع نتانياهو؟

ولهذا فان النفاق الاميركي الذي يقوده وزير الخارجية اليهودي انتوني بلينكن لم يعد ينطلي على احد ومن شاهد لغة الجسد المحبطة لوزير الخارجية القطري في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الاميركي امس يدرك حقيقة الواقع المأساوي الذي تنزلق اليه المنطقة التي قررت بعض قواها الحرة والمقاومة ان لا تستسلم او ترفع «الراية البيضاء» من خلال رفع تكلفة هذه المغامرة على كيان الاحتلال لايصاله الى مرحلة اليأس من امكانية تحقيق اهدافه بانتظار تبريد «الرؤوس الحامية» في واشنطن وتل ابيب وفرض عليهما الاقرار بفشل المخطط القديم –الجديد قبل ان تدخل المنطقة بحرب شاملة حذر من مخاطر حصولها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحرك دبلوماسيا فارسل وفدا الى «اسرائيل»، واستضافة موسكو وفدا من حركة حماس، في محاولة روسية لتبريد الاجواء والتوصل الى وقف للنار في لبنان وغزة، وسط تشكيك دبلوماسي في امكانية نجاح وساطته.

النهاية الصعبة؟

في هذا الوقت، اقر مؤتمر باريس بالامس مليار دولار كمساعدات للبنان وللجيش،وفيما يبقى التنفيذ رهنا بكيفية تسييلها، وبوقف الحرب، فقد كان لافتا المستوى الدبلوماسي المنخفض لواشنطن والرياض، وكذلك التوصيف الخاطىء للعدوان الاسرائيلي من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي اعتبر ان ما يجري حرب الاخرين على الاراضي اللبنانية، متجاهلا رعونة نتانياهو وعدوانية جيشه، وذلك بعد ايام قليلة على توبيخه علنا من قبل رئيس حكومة العدو الذي اعتبر رئيس اركانه هارتسي هليفي امس انه بالامكان وقف الحرب على لبنان بعد اغتيال قادة حزب الله، دون ان يشرح متى؟ وكيف؟ ووفق اي شروط، لكنه اقر ان الصراع مع حزب الله قد يصل إلى «نهاية صعبة». وفيما اعتبرت مصادر مطلعة ان كلامه لا يعتد به، وهو مجرد بيع اوهام لضباطه وجنوده لطمانتهم بان هذه الحرب لن تكون طويلة، لفتت اوساط أخرى الى انه تصريح موجه الى القيادة السياسية بضرورة ايجاد مخرج دبلوماسي لهذه المواجهة المكلفة التي تتحول يوما بعد يوم الى غرق في الوحول اللبنانية.

ملحمة «عيتا الشعب»

ميدانيا، كبد مقاتلو النخبة في حزب الله جنود الاحتلال خسائر فادحة خلال الساعات القليلة الماضية،وكان الابرز امس سقوط عشرات الجرى من المستوطنين بعد قصف عنيف بالصواريخ النوعية تعرضت له عدة مستوطنات وخصوصا نهاريا، وصفد، وتسببت باحداث دمار كبير، وقد تحدثت وسائل اعلام العدو عن مقتل 8 جنود وسقوط عشرات الجرحى في مواجهات من مسافة «الصفر» خصوصا في بلدة عيتا الشعب التي تحولت الى مصيدة قاتلة لعشرات الضباط والجنود الذين وقعوا في كمين معقد في منطقة كانت تصنف «بالامنة» فسقط منهم نحو 30 جريحا وقتل 5 آخرين فيما دمرت بالامس 4 دبابات ميركافا شوهدت تحترق بمن فيها، وقد شهدت سماء فلسطين المحتلة تحليقا مكثفا للمروحيات التي تولت نقل القتلى والجرحى الى المستشفيات.

كيف حصل الكمين؟

ووفق تسريبات الاعلام العبري، خرج مقاتلو حزب الله من نفق محصن في تلك المنطقة بعد قصفها بغارات جوية عنيفة، وهاجموا الجنود والضباط على نحو مباشر باطلاق صليات من الرصاص، وعدة قنابل يدوية ادت الى اصابات قاتلة وخطيرة، وبعد تبادل اطلاق النار لم يتاكد الجنود من اصابة اي من القوة المهاجمة. وقد اقر جيش الاحتلال رسميا مقتل 57 من جنوده منذ بدء القتل البري فيما قدرت المقاومة عدد هؤلاء بـ 70.

مجازر متنقلة

وفي مقابل هذه المراوحة الحدودية القاتلة لقوات الاحتلال، تواصلت عملية الانتقام من المدنيين والبئية الحاضنة للمقاومة في كافة المناطق، لعل اكثرها دموية مجازر ارتكبت في بلدتي الحلانية، والخضر، في البقاع، والبيسرية في الجنوب، فيما استهدفت مسيرة معادية سيارة مدنية على طريق الكحالة عالية ما ادى الى استشهاد شابين واصابة اثنين آخرين بجروح ووصلت الغارات بالامس مجددا الى جرود جبيل.

انتقام دموي من الجيش

وفي «رسالة» دموية وانتقامية تعكس الروح الشيطانية لدى قوات الاحتلال تعرض عناصر للجيش اللبناني لاعتداء مخطط له مسبقا في خراج بلدة ياطر- بنت جبيل أثناء تنفيذ عملية إخلاء جرحى ما أدى إلى سقوط ٣ شهداء هم الشهيد الرائد محمد فرحات، الشهيد الجندي محمد بزال والشهيد الجندي موسى مهنا.وتجدر الاشارة الى ان الرائد فرحات كان سطّر إنجازاً العام الماضي بوجه إسرائيل، حين منع جيش العدو من تثبيت وتَد عند الخط الأزرق مقابل بلدة عيتا الشعب، ورفع سلاحه بوجه ضباط وجنود الاحتلال.

«رسالة» المجاهدين لاشرف الناس

وفي «رسالة» لافتة من ساحة المواجهات، طمأن مجاهدو المقاومة، عبر رسالةٍ مصوّرةٍ من الميدان توجهوا بها إلى «أشرف وأكرم وأطهر الناس»، أنهم «بألف ألف خير»، مضيفين «نحن كالجبال التي تعرفونها، والتي على ترابها نحرق ونهدم دبابات الاحتلال وجنوده. وأقسم المجاهدون بدم كل شهيد وبعذابات كل جريح، وبصبر الناس وعذاباتهم أنّ هذه الرّاية التي يحملونها بأيديهم لن تسقط، متعهدين بأنّ «بيننا وبين العدو الأيام والميدان، وبيننا وبينكم النصر الموعود. وقال المجاهدون للناس «ما النصر إلا صبر ساعة»، داعينهم إلى التحمّل قليلاً قبل أن «نعود لنجتمع في الساحات»، ووصفوهم بأنّهم المقاومة ووديعة وأمانة الشهيد الأقدس، الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله. وأكد المجاهدون، في رسالتهم إلى «أحبة السيد الشهيد»، أنّهم يسمعون أصوات الناس ورسائلهم، مشيرين إلى أنهم تعوّدوا على معنوياتهم العالية منذ بداية المقاومة. وأكدوا أنهم سمع المجاهدون أيضاً سلام أشرف الناس وكلماتهم الطيبة والصادقة، معربين «من تحت كل شجرة ومن جنب كل صخرة» عن شكرهم لهم.

استعادة المبادرة

من جهتها، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية، ان استعادة حزب الله لعافيته بعد تعرضه لسلسلة من الضربات الإسرائيلية المؤلمة، ملفت للغاية، وهو استعاد المبادرة ويقاوم ويعد كمائن للقوات الإسرائيلية ويكثف الضربات بالمسيرات والصواريخ في عمق إسرائيل. واشارت الى أن الهجمات تظهر أن حزب الله، على الرغم من إضعافه بعد مقتل جيل من قادته الكبار وتدمير بعض أسلحته، لا يزال قادرا على تحويل أعنف صراع يشهده لبنان منذ عقود إلى صراع طويل الأمد سيكون مكلفا لإسرائيل ليس بشريا فقط، وانما اقتصاديا، حيث تبلغ تكلفة اعتراض الطائرة المسيرة 100 ألف دولار، وتدفع عدة ملايين من الدولارات لكل صاروخ يتم اسقاطه.

استيراد الاسلحة

ويظهر حزب الله قدرته على إعادة التجمع بسرعة تحت الضغط. ويقول المحللون العسكريون إن وحداته المسلحة تدربت على العمل بدرجة ما من الاستقلالية، مما يجعل من الأسهل عليها الاستمرار في القتال حتى عندما يقتل كبار القادة ويتم تعطيل الاتصالات الداخلية. وهذه القدرة على البقاء والاستمرار في القتال تزيد من خطر قيام إسرائيل بإرسال جيشها إلى صراع دموي وطويل الأمد، حيث لا يزال حزب الله قادرا على استيراد المزيد من الأسلحة لتحل محل بعض ما تم تدميره، وخاصة عبر سوريا، وهو نجح في استبدال كبار القادة الذين قتلوا.

الاختبار الجدي؟

وفي هذا السياق، قال دانيال بايمان، وهو مستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ومسؤول سابق في الحكومة الأمريكية» حزب الله مجموعة قادرة على التكيف. إنها ذكية للغاية. إنها مصممة للغاية. إنهم على استعداد لتحمل الخسائر». ووفق الصحيفة من المرجح أن يأتي الاختبار الحقيقي لكل من الجيش الإسرائيلي وحزب الله، إذا ما اختار قادة إسرائيل إرسال قواتهم إلى عمق أكبر داخل الأراضي اللبنانية، حيث يتمتع مقاتلو حزب الله بميزة القتال على أرضهم.

السيناريو الاسوأ

وفيما حذرت مجلة «ذي نيويوركر» الاميركية من احتمال اندلاع حرب إقليمية، قد تجتذب في أسوأ السيناريوهات الولايات المتحدة وروسيا والصين، مع تأثير متواصل على الاقتصاد العالمي، اكدت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان ايران تتحضر لهجوم محتمل. واستنادًا إلى عدد من التقارير، أخلت عددًا من مصافيها النفطية، ورفعت درجة التأهب في المواقع الإستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، توظف إيران موارد من أجل تعزيز محور المقاومة، وقبل كل شيء، تعزيز قوة حزب الله.

حزب الله لا يشعر بالهزيمة

من جهته، راى السفير الأمريكي السابق في لبنان أنه «لا يوجد شيء في الصراع الحالي يشير إلى أن حماس أو حزب الله، أو ايران يشعرون بالهزيمة.»ولفت كروكرالذي يشغل الآن منصب رئيس الدبلوماسية والأمن في مؤسسة راند، الى ان «حزب الله الذي تم تاسيسه في ظل احتلال إسرائيلي لجنوب لبنان. من غير المرجح أن يُهزم في ظل احتلال مماثل».

اين يكمن الخطر؟

وبراي «ذي نيويوركر» فان الخطر يكمن في اعتقاد إدارة بايدن ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قادر على التعامل بحسم مع عدوهم المشترك، إيران وحلفاؤها. وقارنت بين هدف نتنياهو المتمثل في خلق نظام إقليمي جديد بالوسائل العسكرية، بتعهد إدارة بوش باستخدام الحرب ضد صدام حسين في العراق قبل أكثر من عقدين من الزمان لخلق شرق أوسط جديد. وقالت»انظروا إلى أين وصلنا اليوم»؟.

دعم بمليار دولار

في غضون ذلك خرج «المؤتمر الدولي لدعم سكان لبنان وسيادته»، بحصيلة مليار دولار موزعة بين 800 مليون للمساعدات الإنسانية و200 مليون للجيش اللبناني، ولم تخرج المواقف عن السياق المألوف فرنسيا ولبنانياً. فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي افتتح المؤتمر اكد وجوب أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان، دون ادانة العدوان الاسرائيلي، فيما شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على التزام لبنان بالـقرار 1701 كما هو، وقيام الجيش بالمهام المنوطة به. وقد اكد رئيس الحكومة انه «كان من الممكن تجنب خسارة أرواح المدنيين اللبنانيين والدمار لو وافقت إسرائيل على تأييد البيان المشترك الصادر في 25 أيلول، والذي قادته الولايات المتحدة وفرنسا. وفي هذا السياق، اكد ان الحكومة اللبنانية ولا تزال تدعم هذه المبادرة، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار الذي سيكون له تأثير فوري في تهدئة التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية ويمكن أن يمهد الطريق لاستقرار مستدام طويل الأمد، وسيفتح الباب أمام مسار دبلوماسي ستدعمه الحكومة بالكامل».

لا تعويل على باريس

ووفقا لمصادر وزارية، فان قول ميقاتي بان لبنان ليس متروكاً، لا يعكس الواقع، لأنه لم يلمس خلال لقاءاته الباريسية بوجود قدرة لدى الفرنسيين على وقف آلة التدمير الاسرائيلية بغياب الموقف الاميركي الحاسم في ظل «الضوء الاخضر» الممنوح لنتانياهو لمحاولة تحقيق «النصر المطلق». ولهذا تستبعد أوساط دبلوماسية ان تؤدي التحركات الحالية الى اي نتائج ملموسة قبل موعد الانتخابات الاميركية في الخامس من الشهر المقبل في ظل تعنت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتمسكه بشروطه واصراره على مواصلة الحرب في ظل ضعف الإدارة الأميركية الحالية عشية هذا الاستحقاق، وتاييدها المطلق لاهدافه المعلنة، والمدعومة من بعض دول الاقليم»بسحق» حزب الله، عبر محاولة تدمير بنيته القيادية والشعبية والاجتماعية وتجفيف مؤسساته المالية وخطوط امداده بالسلاح وتقليص نفوذه ودوره الداخلي والإقليمي واجباره على الانسحاب الى حدود الليطاني، وما بعد الليطاني، اذا امكن ذلك؟!

ماذا اتفق بري وهوكشتاين؟

في هذا الوقت، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن ما يتم بحثه الآن هو التفاهم على وقف إطلاق نار نهائي، وأضاف بري في حديث لـ «سكاي نيوز عربية»، ان «الجيش اللبناني سيتولى الآليات التنفيذية للقرار 1701 للحفاظ على الاستقرار، وقال «نتمسك بدور قوات اليونيفيل كضامنة لتطبيق القرار 1701، وأكد رئيس مجلس النواب أنه «سنبدأ العمل لانتخاب رئيس توافقي ل‍لبنان بعد وقف إطلاق النار»، مشدداً على أنه «تفاهمت مع المبعوث الأميركي على تطبيق القرار 1701 من دون أي تعديلات». لكن مصادر دبلوماسية معنية، اشارت الى ان المشكلة في آليات التنفيذ التي تبقى غامضة وكل طرف يفسرها وفق مصالحه، وهي العقدة التي يستغلها الاسرائيليون لتعقيد الحلول المطروحة.

 

 

 

"اللواء":

بانتظار التوصل الى موعد لوقف اطلاق النار، في لبنان، أو في غزة ولبنان معاً، فإن الحرب المدمرة الدائرة بين اسرائيل ولبنان، بعدما أضيف الجيش اللبناني عند الخط الأزرق الى هدف لاستهداف العدو، الأمر الذي أدى الى استشهاد ضابط وجنديين كانوا يحاولون إسعاف المصابين عند خط النار في بلدة ياطر الحدودية، بالتنسيق مع الصليب الأحمر، وقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) حيث يتطلع المجتمع الدولي، سواء مؤتمر باريس أو قمة البريكس الى دور الجيش واليونيفيل في اعادة الاستقرار الى الجنوب، بعد وقف النار، وتطبيق القرار 1701 من قِبل الجانب اللبناني.

ومع تمكن المقاومة من تمريغ أنوف جيش الاحتلال الاسرائيلي في غبار الدمار الذي تخلفه غاراتهم ودباباتهم وجرافاتهم على أرض المواجهات المستمرة منذ 24 يوماً على محاور القرى والبلدات الحدودية، التي يواجه فيها المقاومون من النقطة صفر الضربات القاتلة للجيش الاسرائيلي بوحداته المنتقاة ونخب (مفخرة جيش الدمار الاسرائيلي) من لواء غولاني وغيره... استطاع لبنان أن يحصل على دعم قوى من مؤتمر باريس، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وطالب بأن «تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان»، في حين أكد الرئيس نجيب ميقاتي على أن القرار 1701 يجب أن يطبق كما هو. موضحاً «ان المؤتمر يعبر عن ان لبنان ليس متروكاً، إلَّا أنه يجب حمايته من العدوان الغاشم»، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريتش أن «وقف اطلاق النار مهم جداً».

ويلف حصيلة المساعدات للبنان، التي خرج «المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته» 800 مليون دولار للمساعدات الانسانية و200 مليون للجيش اللبناني، لمساعدة لبنان وإعادة نهوضه، والتي تحتاج الى مليارات الدولار بعد وقف النار.

وانتقل الرئيس ميقاتي الى لندن، حيث سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في اطار المساعي الجاري لوقف النار.

بري: الجيش سيتولى تنفيذ آليات القرار 1701

وكشف الرئيس نبيه بري أن ما يتم بحثه الآن هو التفاهم على وقف اطلاق نار (نهائي).

وقال في تصريح لـ «سكاي نيوز عربية» أن الجيش اللبناني سيتولى الآليات التنفيذية للقرار 1701 للحفاظ على الاستقرار، مؤكدا أن تفاهم مع المبعوث الأميركي على تطبيق القرار 1701 دون أية تعديلات، مشدداً على التمسك بدور اليونيفيل كضامنة لتطبيق القرار الدولي 1701.

وتطرق رئيس المجلس الى الاستحقاق الرئاسي، فقال: «بعد وقف اطلاق النار، سنبدأ العمل لانتخاب رئيس توافقي للبنان».

مؤتمر باريس- 2

وكانت اعمال مؤتمر باريس لدعم لبنان انطلقت صباح امس، بكلمة للرئيس ماكرون، اكد فيها «إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية اللبنانية على حساب الانقسامات، ولا بدّ أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان»، ولفت الى ان «لبنان يتعرض لجملة من التحديات تتمثل بهجمات إسرائيل والنزوح».

وقال: «نؤكد على إرادتنا في أن يخرج لبنان من محنته اليوم وأدرك صعوبة المهمة في مرحلة تتفاقم فيها الأزمات على لبنان».

واعلن تقديم «100 مليون يورو كمساعدات للبنان فهو مهم بالنسبة للعالم، وقال: «انه يجب وقف الحرب فورا في لبنان»، داعيا إسرائيل الى وقف الحرب على لبنان، وشدد على «وقف الهجمات على إسرائيل أيضا».

ورأى ماكرون ان «إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل»، ودعا الى «احترام القرار 1701 وتطبيقه من كافة الأطراف»، معتبرا ان « لدى الجيش اللبناني الآن مهمات أكثر من قبل وعلى حزب الله أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق».

واعلن أن مؤتمر باريس سيدعم تجنيد 6 آلاف عنصر إضافي للجيش اللبناني.

بدوره، القى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة في المؤتمر قال فيها: «ان منظمة الامم المتحدة قلقة على سلامة المدنيين على طرفي الخط الأزرق، والهجمات ضد اليونيفيل أمر مرفوض تماماً وتُشكّل جريمة حرب». واشار الى ان «إسرائيل تواصل قصفها العنيف لمناطق مأهولة في لبنان». مؤكدا ان «وقف إطلاق النار مهم جدا».

كما القى القى العميد الركن يوسف حداد ممثلاً الجيش في مؤتمر باريس، كلمة شدد فيها على وجوب «وضع حدّ للنزاعات والأعمال العدائية»، وقال: نعمل على تطبيق القرار 1701 مع اليونيفيل، والحكومة اللبنانية ورئيسها طالبا بتجنيد 1500 جندي في مرحلة أولى لتعزيز جهاز القوات المسلحة في جنوب لبنان للمساهمة في تنفيذ القرار 1701.

واضاف: لدينا تحدٍّ مزدوج فعيننا على الجنوب وكذلك على داخل البلد واللحمة الاجتماعية، وهذا الهدف الأساسي، ولذلك نحتاج إلى الدعم.

قيمة مساعدات المؤتمر

في ختام مؤتمر باريس الدولي لدعم لبنان، اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: جمعنا 800 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في لبنان و200 مليون دولار للجيش، وتعهدت أميركا بتقديم 300 مليون دولار دعماً للبنان.

وقال: لا يمكن الاكتفاء بهذه الاستجابة الإنسانية للأزمة، والحل يمر بالتنفيذ الكامل للـ 1701 وقف الاعتداءات على الحدود وتعزيز قوات اليونيفيل. على إيران و«حزب الله» وضع حدّ للإعتداءات ونقول لإسرائيل إنّ النار لا يوصلها إلى السلام.

ورأى بارو «ان الحرب على لبنان تسبّبت بمحو 15 عامًا من النمو، وندعم التنفيذ الكامل للقرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب».

واضاف: «ليس معقولاً أن يستمر لبنان من دون رئيس وسنواصل مساعينا لحل الأزمة ودفع اللبنانيين إلى الاتفاق. ولا تستطيع أي دولة فرض هيمنة فريق على آخر في لبنان».

واعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: الاتحاد سيقدم للجيش اللبناني 20 مليون يورو في 2024 و40 مليونًا في 2025 ودعمًا إنسانيًا بقيمة 80 مليوناً. اما ألمانيا أعلنت في المؤتمر تقديم 96 مليون يورو ( نحو103 مليون دولار) لدعم لبنان.

وخلال المؤتمر استحوذ موضوع دعم الجيش والمؤسسات الامنية على حيز من المناقشات، وسيعقد لاحقا مؤتمر خاص بالجيش والقوى الامنية كافة.

ووجه الرئيس نجيب ميقاتي، في الختام، «نداء لجميع اصدقاء لبنان لبذل جهود ديبلوماسية متزايدة وحازمة للوصول الى وقف فوري لاطلاق النار وموجة الدمار والعمل معا من اجل تحقيق الاستقرار الدائم على اساس مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الامن وخاصة القرار1701».

سياسة الضغط والتدمير

في الجانب السياسي، يتم منذ فترة التداول في معلومات عن ضغوط اميركية وغربية كثيرة تمارس على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بهدف القبول بما تطرحه الادارة الاميركية عبر موفدها آموس هوكشتاين ومِنْ خلفها حكومة كيان الاحتلال الاسرائيلي، حول ترتيبات وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 والآليات والتفاصيل المتعلقة بهذا الامر، ليُصار بعدها الى معالجة وضع الحدود بصورة نهائية.

وربط بعض المتابعين مؤشرات هذه الضغوط عبر: اولاً تسريب معلومات قبل اشهر عن احتمال فرض عقوبات اميركية على برّي، ثم لاحقاً ومؤخراً عبر استهداف العدو الاسرائيلي بالتهديد والتدمير مناطق جنوبية وفي الضاحية الجنوبية لبيروت محسوبة على حركة «امل» مثل مدينتي صور والنبطية وقرى ومناطق اخرى، ومثل الغارة الاخيرة على منطقة الجناح قرب مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وقبلها وبعدها منطقة الشياح معقل الحركة في الضاحية، واستهداف فرق اسعاف ومقرات كشافة الرسالة الاسلامية، وبعض كوادر «امل» الذين ارتقوا شهداء، واخيراً الترويج لوجود اموال وذهب في أنفاق تحت مبنى مستشفى الساحل بمنطقة الغبيري، الذي يعود بملكيته وادارته الى عضو كتلة بري النيابية النائب الدكتور فادي علامة وعائلة والده المرحوم الدكتور فخري علامة.

ويقول النائب علامة لـ«اللواء»: ان استهداف مستشفى الساحل بمثل هذه الشائعات عن وجود انفاق واموال لحزب الله تحتها، ليست فقط من باب الضغط على الرئيس بري، انما هي أيضاً من ضمن حملة اسرائيلية شرسة لتدمير القطاع الصحي في لبنان اسوة بما قام به الاحتلال في قطاع غزة من تدمير المستشفيات والمرافق الصحية والخدماتية، والدليل استهداف مستشفى بهنم اكثر من مرة ومستشفى الحريري الحكومي ومحيط مستشفى الزهراء ايضا في منطقة الجناح، ومراكز طبية واسعافية كثيرة في الجنوب والبقاع.

واوضح علامة ان هذه الشائعات اضطرت إدارة المستشفى الى إخلائها بالكامل واقفالها امام استقبال الحالات الطارئة من مصابين نتيجة العدوان ومرضى، وهي المرة الاولى في تاريخها التي تقفل فيها المستشفى، لكننا نعمل ما يتوجب علينا لإعادة العمل بها بعد ثبوت بطلان ادعاءات العدو الاسرائيلي وبشهادة وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن قبل يومين. وقال: نحن نعمل لكن لا نعلم ماذا يُبيّت نتنياهو بعد، فهو ماضٍ في برنامجه التدميري ولا يرد على احد ولا يردعه احد.

ويشير النائب علامة في الجانب السياسي، الى ان ما طرحه الموفد الاميركي هوكشتاين في زيارته الاخيرة لبيروت لاقى جواباً واضحا من لبنان عبر الرئيس بري بالنسبة لآليات تطبيق القرار 1701، ومطالب لبنان واضحة جداً وتتلخص بوقف العدوان اولاً والبدء بتنفيذ آليات القرار 1701، لكن مطالب الاحتلال الاسرائيلي تعجيزية، (وتردد ان الرئيس نجيب ميقاتي ابلغه خلال لقائه به انها غير قابلة للتحقيق)، وهو يطرحها مع علمه انها غير قابلة للتطبيق من جانب لبنان، لكن نتنياهو يريد استكمال الحرب ويرى في الانتخابات الاميركية الرئاسية قريباً فرصة له يحاول استغلالها لتحقيق شيء ما، لكنه لا يعرف كيف إذ لم تؤدِ الى نتيجة ايجابية له حتى الآن، ومع ذلك فهو ماضٍ في التدمير وفي المواجهة البرّية.

الوضع الميداني

ميدانياً، تغيرت معادلات المواجهة المفتوحة، وطاولت وصواريخ حزب الله ومسيراته نهاريا وصفد في الاماكن السكنية، ردا على قصف صور والضاحية والمدن والقرى اللبنانية.

خاضت المقاومة الإسلامية فجر امس، مواجهات ضارية مع قوات العدو الإسرائيلي في عيتا الشعب، وتم تدمير دبابة ميركافا بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

واعلنت المقاومة عن اشتباكات عنيفة ظهراً في بلدة عيتا الشعب من مسافة صفر بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية، وعند تدخل دبابة ميركافا للإسناد استهدفها المجاهدون بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وما زالت الاشتباكات مستمرة حتى تاريخ صدور هذا البيان.

كما دارت اشتباكات عنيفة على محور العديسة- الطيبة- رب ثلاثين مترافقة مع قصف صاروخي للمقاومة يستهدف خطوط امداد قوات الاحتلال في المنطقة.

واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية قوات جنود ‌‏العدو الإسرائيلي أثناء تقدمها عند مثلث عديسة- رب ثلاثين- الطيبة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية ‏وأجبروها على التراجع.‏

واعلنت المقاومة انها قصفت بعد الظهر مستعمرة كرمئيل بصلية ‏صاروخية. واكدت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن رئيس بلدية كرمئيل إصابة مبنى بصاروخ بشكل مباشر في المستعمرة وتضرر 12 منزلاً آخر جراء سقوط صاروخ أُطلق من لبنان.

وقالت المقاومة الاسلامية اننا «قصفنا قاعدة نشريم جنوب شرق مدينة حيفا بصواريخ نوعية».

واعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي عن مقتل ضابط ورقيب و3 جنود، وجرح 6 جنود اصاباتهم خطيرة في المعارك الدائرة عند محاور الحافة في الجنوب.

وفي بيان لاحق، اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل 57 ضابطاً وجنديا على جبهة لبنان منذ اندلاع المواجهة.

وذكرت القناة الاسرائيلية انه تم نقل عشرات الجنود الى المستشفيات بعد اصابتهم في معارك الجنوب خلال الساعات الاخيرة.

لكن رئيس الاركان الاسرائيلي هارتسي هاليفي يرى ان هناك احتمالاً لبلوغ «نهاية حاسمة» للصراع مع حزب الله. وزعم: «قمنا بتفكيك سلسلة القيادة العليا لحزب الله بشكل كامل».

وولا تزال مدينة صور تلملم جراحها بعد سلسلة الغارات التي شنها الجيش الاسرائيلي يوم امس الاول والتي دمرت مبانٍ تدميرا كاملا فيما قامت فرق الدفاع المدني والاسعاف الصحي ووحدة ادارة الكوارث الطبيعة في اتحاد بلديات قضاء صور بإزالة الانقاض والردم وإعادة فتح الطرق المقفلة امام المارة وسيارات الاسعاف.

وفي الخامسة والربع، سلسلة غارات جوية استهفت بلدة زوطر الشرقية. وضربت غارة أطراف بلدة العباسية. وثانية عنيفة بلدة معركة منزل لآل سعد. وتوجهت على الفور سيارات اسعاف «كشافة الرسالة الإسلامية» إلى المكان المستهدف.وتجددت الغارات على حانين وطيرحرفا وقصف الطيران الحربي بلدة الخيام وكفر شوبا وسهل مرجعيون وتلّة الحمامص مما تسبَّب بحرائق عدة.

وفي البقاع، إستهدفت غارة بلدة الخضر في بعلبك حيث افيد ان الحصيلة 7 شهداء و14 جريحا. واستهدفت غارات إسرائيلية جرود بلدة بوداي غرب بعلبك وبلدة الحلانية شرق بعلبك.وشن عصراً غارة على النبي شيث.كما اغرا على منزل في بلدة الحلانية ادت الى ارتقاء خمسة ضحايا وعدد من الجرحى نقلوا إلى مستشفى رياق العام. ومساء اغار العدو على أطراف مدينة بعلبك لجهة نحلة.

وليلاً، جدد الجيش الاسرائيلي انذاراته الى سكان بعض احياء الضاحية الجنوبية لا سيما في الشويفات، العمروسية، حارة حريك.

ولاحقا، شن سلسلة من الغارات في المناطق المشار اليها.

 

 

 

 "الأنباء" الالكترونية:

وسط استمرار المجازر الإسرائيلية والتدمير الممنهج للقرى الجنوبية والغارات المعادية على امتداد الأراضي اللبنانية، واستمرار الإنذارات والاعتداءات على الضاحية الجنوبية، جاء مؤتمر دعم لبنان الذي انعقد في باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون محطة أساسية تعطي أملاً بأن لبنان ليس متروكاً، ولو أنه ينتظر من أصدقائه دعماً سياسياً أكبر للضغط على إسرائيل لوقف حربها عليه. 

وإلى الدعم السياسي الذي عبّر عنه المشاركون، جمع المؤتمر مليار دولار موزعة على 800 مليون مساعدات إنسانية و200 مليون إضافية للجيش اللبناني، على أن ذلك يبقى بحاجة لتحقيق وقف إطلاق النار. 

وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن فرنسا تدعم التنفيذ الكامل للقرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، حيث أنّ القرار 1701 يُشكّل إطاراً لأمن إسرائيل واستقرار لبنان وسيادته، مشيراً إلى أنّه يجب البحث في آلية تنفيذ القرار 1701 لا تغييره. وأكد الوزير الفرنسي السعي لوقف النار في لبنان، لافتاً إلى أن هناك خطر اشتعال الإقليم، مشددًا  على أنّ المقترح الفرنسي الأميركي لا يزال يشكل الأساس لوقف إطلاق النار في لبنان. 

وفيما دعا ماكرون الى ضرورة وقف حرب الآخرين على أرض لبنان وتطبيق القرار ١٧٠١، وجّه ميقاتي نداءً لجميع أصدقاء لبنان لبذل جهود ديبلوماسية متزايدة وحازمة للوصول الى وقف فوري لإطلاق النار وموجة الدمار، والعمل معاً من أجل تحقيق الاستقرار الدائم على أساس مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 1701، مشددا على أن مطلبنا الأساسي اليوم وقف إطلاق النار من دون شروط، ولن نتحدث مع أحد في أي أمر آخر قبل وقف إطلاق النار.

 واذا كان موضوع دعم الجيش والمؤسسات الأمنية قد أخذ حيّزاً أساسياً من المناقشات، على أن يعقد لاحقاً مؤتمر خاص بالجيش والقوى الامنية كافة، كان الجيش اللبناني يقدم المزيد من الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي، حيث سقط له أمس ٣ شهداء في بلدة ياطر الجنوبية.

وفي النتائج المالية لمؤتمر باريس، رأى الخبير المالي والاقتصادي الدكتور أنطوان فرح في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن المبلغ الذي جُمع لبنان بحاجة له بإلحاح لمساعدة النازحين والإنفاق على تداعيات الحرب بكل وجوهها. واعتبر فرح أن الأمر الإيجابي الذي جنته الحكومة من هذا المؤتمر هو موافقة المجتمع الدولي على إنفاق الأموال عبر القنوات الرسمية، وهذا أمر جيد كي تثبت الحكومة بأنها لم تعد تقع بفخ الفساد. 

واعتبر فرح أن الرهان الأساسي هو هل سيتم دفع هذه الأموال فعلاً أم على غرار ما جرى في السابق من رصد أموال للبنان ولم يصل منها الا القليل، وبالتالي علينا مراقبة ما سيجري في المستقبل ضمن  آلية واضحة لتسلم هذه الأموال وإنفاقها.

وفي المحصلة، فإن مختلف المساهمات المالية والمساعدات على أهميتها وضرورتها تبقى غير كافية دون أن تقترن بوقف للعدوان على لبنان، اذ لا يمكن البدء بأي مسار إنقاذي طالما أن العدوان بوحشيته مستمر بلا هوادة.

 

 

 

"الشرق":

بحصيلة مليار دولار موزعة بين 800 مليون للمساعدات الإنسانية و200 مليون للجيش اللبناني، خرج مؤتمر باريس لدعم لبنان امس. حشد دولي لإغاثة البلد المُدمر كان على قدر الرهان مالياً ولو ان اعادة نهوضه تستوجب مليارات الدولارات اذا ما تم وقف اطلاق النار. فيما المواقف لم تخرج عن السياق المألوف فرنسيا ولبنانياً. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي افتتح المؤتمر اكد وجوب أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان.. فيما اعاد لبنان الرسمي تأكيد ثوابته المستجدة على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، «الـقرار 1701 يجب أن يطبق كما هو، ولبنان ليس متروكاً إلا أنه يجب حمايته من العدوان الغاشم».

إيران تدفع الحزب

ماكرون اكد في افتتاح المؤتمر أن «لا بد أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان»، ولفت الى «انه يتعرض لجملة من التحديات تتمثل بهجمات إسرائيل والنزوح». واعلن تقديم «100 مليون يورو كمساعدات للبنان»، داعيا «إسرائيل الى وقف الحرب فيه»، وشدد على «وقف الهجمات على إسرائيل أيضا». ولفت الى ان «إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل»، ودعا الى «احترام القرار 1701 وتطبيقه من كافة الأطراف»، معتبرا ان «لدى الجيش اللبناني الآن مهمات أكثر من قبل وعلى حزب الله أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق».

غوتيريش

بدوره، القى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة في مؤتمر باريس لدعم لبنان قال فيها ان «منظمة الامم المتحدة قلقة على سلامة المدنيين على طرفي الخط الأزرق والهجمات ضد اليونيفيل أمر مرفوض تمامًا ويشكّل جريمة حرب». واشار الى ان «إسرائيل تواصل قصفها العنيف لمناطق مأهولة في لبنان». مؤكدا ان «وقف إطلاق النار مهم جدا».

ميقاتي

من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي « كان من الممكن تجنب خسارة أرواح المدنيين اللبنانيين والدمار لو وافقت إسرائيل على تأييد البيان المشترك الصادر في 25 أيلول، والذي قادته الولايات المتحدة وفرنسا. وفي هذا السياق، دعمت الحكومة اللبنانية ولا تزال تدعم هذه المبادرة، ونحن ندعو اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار! إن الحكومة اللبنانية على ثقة بأن وقف إطلاق النار سيكون له تأثير فوري في تهدئة التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية ويمكن أن يمهد الطريق لاستقرار مستدام طويل الأمد، وسيفتح الباب أمام مسار دبلوماسي ستدعمه الحكومة بالكامل. ويهدف هذا المسار إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية وكذلك النزاعات على طول الخط الأزرق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701. يبقى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بصيغته الحالية،حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان، وإن التنفيذ الكامل والفوري لهذا القرار من جانب لبنان وإسرائيل من شأنه أن يحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ويوفر الأمن على حدودنا الجنوبية التي يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها. إن التزام الحكومة اللبنانية ببدء عملية تطويع جنود لبنانيين إضافيين وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701 يُظهِر التزاماً واضحاً بتنفيذ هذا القرار. ويشكل قرار تجنيد المزيد من الجنود خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، فإن التنفيذ الناجح لهذا الالتزام سيتطلب دعم المجتمع الدولي ومساندته. ويمكن أن تأتي هذه المساعدة في أشكال مختلفة، بما في ذلك الدعم المالي والتدريب والمساعدة الفنية لضمان تنفيذ عملية التجنيد بفعالية وكفاءة.» وقال: «لقد أظهرت الحكومة اللبنانية باستمرار دعمها القوي لقوات اليونيفيل ومهامها ، مقدّرة دورها الحاسم في الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود الجنوبية. وتدين حكومة لبنان الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل وتؤكد أهمية الدعم الدولي لولاية اليونيفيل وتدعو المجتمع الدولي إلى المساهمة في هذا الجهد الحيوي. كما تؤكد الحكومة اللبنانية التزامها بالعمل بشكل وثيق مع اليونيفيل لضمان أمن واستقرار المنطقة. إن معادلة الاستقرار تتحقق بالوقف الفوري لاطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ونشر 8000 عنصر من الجيش جنوب نهر الليطاني.»

شكر فرنسا

بعد الظهر، جدد ميقاتي التأكيد «أن الحل يبدأ بتطبيق القرار 1701»، شاكرا فرنسا والرئيس ايمانويل ماكرون على «كل ما فعله لاجل لبنان». وأعلن «ان الاولوية هي لوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب وبشكل خاص جنوب الليطاني وتعزير دور «اليونيفيل» والتعاون معها».

ملايين

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: الاتحاد سيقدم للجيش اللبناني 20 مليون يورو في 2024 و40 مليونًا في 2025 ودعمًا إنسانيًا بقيمة 80 مليونًا. من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ، أنَّ «ألمانيا ستقدم 96 مليون يورو (حوالي 103 مليون دولار) كمساعدات إنسانية وتنموية لشعب لبنان»… وكان ميقاتي اجتمع مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل في باريس قبيل انعقاد «المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته». شارك في اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وتم البحث في الاوضاع الداخلية في لبنان وتكثيف التعاون بين لبنان والاتحاد الاوروبي ودعم الاتحاد للبنان على الصعد كافة.

مليار دولار

وبعيد الرابعة اعلن وزير الخارجية الفرنسي «اننا جمعنا 800 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في لبنان و200 مليون دولار للجيش، وقال: لا يمكن الاكتفاء بهذه الاستجابة الإنسانية للأزمة والحل يمر بالتنفيذ الكامل للـ 1701 وقف الاعتداءات على الحدود وتعزيز قوات اليونيفيل. وتابع: على إيران و»حزب الله» وضع حدّ للإعتداءات ونقول لإسرائيل إنّ النار لا يوصلها إلى السلام. وشدد على ان « الحرب على لبنان تسبّبت بمحو 15 عامًا من النمو وندعم التنفيذ الكامل للقرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب.» واكد ان «لا تستطيع أي دولة فرض هيمنة فريق على آخر في لبنان».

سلاحكم للجيش اللبناني ليكون وحده الآمر الناهي في الدفاع عن لبنان وسيادته وحدوده. سلّموا سلاحكم الذي دمّر وهجّر ونشر الخراب والويلات. ولنقف جميعاً خلف الجيش البطل حارساً مدافعاً عن الأرض والسيادة. سلاحكم جلب الحرب والقتل والدمار والتهجير خدمة للمشروع الإيراني الذي لا شأن لنا فيه. والسلاح في يد الجيش اللبنانيي عنوان للبسالة والعنفوان وأمل حقيقي بالسيادة المطلقة والشرعية والإستقرار».

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

مجموعة رسائل وجّهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمته الافتتاحية لمؤتمر دعم اللبنانيين والسيادة اللبنانية: أولاها توجيه اللوم لإيران لتوريط «حزب الله» في الحرب ضد إسرائيل. وقال ماكرون: «أعبّر عن أسفي لأن إيران دفعت (حزب الله) لبدء حربه ضد إسرائيل، بينما المصلحة الوطنية العليا كانت تقضي بالبقاء بعيداً عن حرب غزة».

وجاءت رسالة ماكرون الثانية لإسرائيل، ورئيس وزرائها تحديداً الذي قدّم حربه على لبنان، وقبْلها على غزة، على أنها «حرب حضارات». وقال: «نتحدث كثيراً، هذه الأيام، عن حرب الحضارات، وحضارات يتعيّن الدفاع عنها، لكنني لستُ واثقاً من أننا ندافع عن أي حضارة بالهمجية».

وعبَّر ماكرون عن أسفه من أن إسرائيل «تُواصل عملياتها العسكرية في بيروت والجنوب وأماكن أخرى، في حين أن أعداد الضحايا المدنيين تتراكم»، مُلقياً الملامة عليها في إجهاض مبادرته المشتركة مع الرئيس الأميركي التي أطلقاها في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، ويقول الفرنسيون إن واشنطن تخلّت عنها.

والرسالة الثالثة وُجهت للبنانيين، الذين قرعهم ماكرون لـ«استجلاب حروب الآخرين إلى لبنان»، ودعاهم إلى «الاتحاد»، مُثنياً على رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، وخطة تطويع آلاف العناصر في الجيش اللبناني. وأكد الرئيس الفرنسي أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان، وأنها تريد مواكبته «لبناء لبنان حر، سيد وقادر على تغليب المصلحة الوطنية على الانقسامات»، مشدداً ومكرراً ضرورة وقف إطلاق النار ووقف النزوح.

ميقاتي: السلاح في يد الدولة

في دعوته لوقف إطلاق النار، دعا ماكرون «حزب الله» لوقف هجماته الصاروخية على إسرائيل، كما ندَّد باستهدافه منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا بمُسيّرة. وفي سياق توفير السيادة، شدد ماكرون على «الدور الحاسم» المفترَض أن يلعبه الجيش اللبناني، بعد وقف إطلاق النار، وعلى إعادة سيطرة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وخاصة جنوب الليطاني، مع التركيز على أهمية الالتزام بقرار مجلس الأمن. بَيْد أنه أضاف، في نهاية كلمته، جملة حمّالة معان، إذ قال: «نحن نعرف أنه لن تكون هناك عودة للوضع السابق» على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وإزاء الحاجات الكبرى لمواجهة أزمة النازحين والدمار وتمكين الجيش، أعلن ماكرون أن باريس ستقدم للمؤتمر 100 مليون يورو، وأنها جاهزة لمساعدة قطاعه التربوي، والاستجابة لتسليح الجيش.

وكان ميقاتي «رجل المرحلة» في مؤتمر باريس.

فقد تحدَّث ثلاث مرات: في افتتاح المؤتمر بعد ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ثم في لقاء سريع مع الصحافيين بعد انتهاء الاجتماع الموسع، وأخيراً في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية جان نويل بارو.

ورسالة لبنان، التي شدد عليها، تقوم على أولوية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وتأكيد أن الحل هو التنفيذ الكامل للقرار 1701، وأن لبنان ملتزم تماماً بذلك، داعياً إلى تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، وتعزيز دور «اليونيفيل».

وقال: «كفى دماراً وحروباً لنصل في النهاية إلى تطبيق القرار 1701، فلنطبقه منذ اليوم، ونوفر مزيداً من هدر الدماء والدمار».

وإذ حضّ ميقاتي المجتمع الدولي على «التكاتف ودعم الجهود التي من شأنها إنهاء الاعتداءات المستمرة، وفرض وقف فوري لإطلاق النار»، لم يبدُ متفائلاً جداً إزاء ما قد تفضي إليه الضغوط الدولية على إسرائيل، التي تملك قرار السلم والحرب، وعلى ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة التي لم ترسل وزير خارجيتها للمشاركة في المؤتمر.

في سياق متصل، شدد ميقاتي على ضرورة انتخاب رئيس للبلاد «يلتزم بتطبيق الدستور كاملاً، واتفاق الطائف، وما نتج عنه من وثيقة وفاق وطني تنص صراحةً على أنه يجب على السلطات اللبنانية أن تنتشر على الأراضي اللبنانية، وعلى أن يكون السلاح بيد الجيش اللبناني والدولة اللبنانية فقط». وبهذه الطريقة، يكون رئيس الحكومة قد تجنّب الإشارة إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي رقم 1559 الذي يدعو إلى حل الميليشيات وجمع السلاح، وهو ما تدعو إليه أطراف كثيرة فاعلة.

أربع خلاصات رئيسية

لعب جان نويل بارو، وزير الخارجية الجديد، دوراً محورياً في المؤتمر الذي أدار أعماله واستخلص نتائجه ولخّصها في أربع؛ أولاها التنويه بالاستجابة المكثفة للأسرة الدولية لدعوة مد يد العون للبنان، والتي تمثلت في الحضور الدولي الكثيف، إنْ على مستوى الدول أو المنظمات الدولية، رغم أن باريس كانت تتمنى حضوراً من مستويات أعلى.

وقالت مصادر فرنسية إن «ضيق الوقت للتحضير، ووجود مجموعة من الاجتماعات رفيعة المستوى في الوقت نفسه، أثّرا على التعبئة».

وعلى أية حال، فإن الاستجابة الدولية كانت واضحة، إذ قال بارو إن المشاركين من دول ومنظمات تعهدت بتقديم 800 مليون دولار مساعدات إنسانية، و200 مليون دولار مخصصة للجيش اللبناني، بحيث يكون المؤتمر قد جمع أكثر من ضِعفيْ ما طلبته الأمم المتحدة. يضاف إلى ذلك المساعدات العينية المختلفة. وأشار بارو إلى أن واشنطن وعدت بـ300 مليون دولار، وبرلين بـ96 مليون يورو. والمحصّلة أن أكثر من مليار دولار جرى جمعها.

وتتمثل الخلاصة الثانية في تأكيده أن المعالجة الإنسانية غير كافية، والحاجة مُلحة لحل سياسي أساسه القرار 1701، وبدايته وقف إطلاق النار، وانسحاب الأطراف غير الحكومية من الجنوب، وتسوية الخلافات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، ووقف التدخلات الإيرانية التي من شأنها الدفع باتجاه حرب إقليمية.

وسألت «الشرق الأوسط» الوزير الفرنسي عن شروط تطبيق القرار المذكور، فأكد أنه «يشكل الإطار اللازم الذي يوفر الأمن لإسرائيل، والسيادة والوحدة للبنان». إلا أنه أقر بأن «تطبيقه يستلزم الدخول في التفاصيل وفي العثور على آلية تسمح بذلك وبشكل دائم». وأردف أن «الحديث عنه أسهل من التوصل عملياً لتطبيقه».

والحقيقة أن هذه المسألة تشكل جوهر الاتصالات القائمة والمقترحات المتضاربة بين إسرائيل التي تريد فرض شروطها، ولبنان الرافض سلفاً والمتمسك بحرفية الاتفاق.

كذلك شدد بارو، في خلاصته الثالثة، على أن الخروج من الأزمة يفترض إعادة قيام دولة لبنانية قوية، والخطوة إلى ذلك انتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أن (اللجنة) «الخماسية» التي تُتابع ملف الانتخابات اجتمعت، برئاسة المبعوث الفرنسي جان إيف لو دريان.

وأخيراً، رأى بارو - الخلاصة الرابعة - أنه يتعين تعبئة الأسرة الدولية لصالح الجيش اللبناني «الضامن الوحيد لوحدة لبنان». وأهم ما قاله في هذا السياق إن «الطائفة الشيعية لها دورها ويجب أن تعيش في حضن الدولة القوية».

تبقى الإشارة إلى أن وزيريْ خارجية عربيين حضرا المؤتمر، في حين تمثلت الدول الأخرى بمستويات مختلفة، بينما حضر ممثل قائد الجيش اللبناني، العميد الركن يوسف حداد.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية