إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 30 24|09:01AM :نشر بتاريخ
"النهار":
في منحى مزدوجٍ من التصعيد العسكري العنيف الذي شهدت بعلبك وقراها نموذجاً مخيفاً عن وحشيته، وتعبئة اعلامية كثيفة تضخ “معلومات” تفصيلية عما سماه الإعلام الإسرائيلي “صفقة لبنان”، بدا واضحاً بما لا يقبل الشك في أن الحرب المتدحرجة على لبنان وُضعت على وقع العد العكسي للأسبوع الأخير للانتخابات الرئاسية الأميركية بما يخشى معه أن يكون أسبوعاً ملتهباً. ولم يكن أدلّ على الطابع التصعيدي المقترن بضخ معطيات دعائية تروج لصفقة لم يحن وقتها بعد، من مبادرة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بنفسه أمس إلى تبديد “الروايات” عن مهمته، فنفى كلّ ما تردّد إعلامياً عن لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكتب عبر منصة “إكس”: “أنّا في واشنطن” من دون إضافات.
ومع أن بعض التقارير لم يستبعد توجّه هوكشتاين في وقت لاحق من الأسبوع الحالي إلى إسرائيل، بدت الجهات اللبنانية المعتادة على التواصل مع الموفد الأميركي وفي مقدمها الرئيس نبيه بري في أجواء استبعاد أي تحرك جديد وشيك لهوكشتاين خلال الأسبوع الانتخابي الأخير في بلاده. والأبرز من ذلك أن مراجع رسمية معنية بالمفاوضات والاتصالات الدبلوماسية نفت كل ما صدر في الإعلام الإسرائيلي عن مشروع حل لوقف النار في مقابل شروط إسرائيلية وصفتها هذه المراجع بأنها اقرب إلى صك استسلام ليس وارداً أن يقبله لبنان. وأشارت إلى أن الأمر الجدي الذي اتفق مع الموفد الاميركي عليه يتصل حصراً بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره والبحث في آليات التنفيذ في ظل ما خلفته الحرب من تداعيات ميدانية وأن لبنان ينتظر أجوبة هوكشتاين بعد عرض نتائج محادثاته في بيروت على إسرائيل.
وإذ أفيد أن نتنياهو سيجتمع مع وزرائه في شأن مشاورات لحل سياسي في لبنان، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنّ “المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية في لبنان بلغت مرحلة متقدمة”. ولفتت إلى أنّ “هوكشتاين يقود هذه الجهود، ويعتزم زيارة كل من إسرائيل ولبنان”. كما نقلت عن مصادر غربيّة، قولها إنّ “حزب الله” وافق على فصل ملفّ لبنان عن غزة، لافتةً إلى أنّ الحزب حصل على الضوء الأخضر من إيران للتراجع إلى شمال الليطاني. وكشفت أنّ “المقترح الجديد يبدأ بوقف إسرائيل و”حزب الله” الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً، ويتضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب”. كما لفتت المصادر الغربيّة، إلى أنّه سيتم تعزيز قوات “اليونيفيل” واستبدالها بقوات أخرى من جنسيات ألمانية وبريطانية وفرنسية.
وافادت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنّ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال إنّ الحرب في الشمال ستنتهي قبل نهاية العام”. ونقلت عن مسؤول سياسي أن “الجدول الزمني لنهاية الحملة في لبنان قريب ويتضمن أسابيع قليلة”.
في المقابل، قال مصدر لبناني إن “المعلومات في شأن مقترح تسوية في لبنان غير صحيحة”. وأضاف أن هوكشتاين، لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية، كما أوضح، أن الرئيس بري و”حزب الله” يتحدثان حاليًا عن إمكان التوصل إلى هدنة قد تمهد لوقف نار.
نعيم قاسم
في غضون ذلك وفي ما بدا أنه إجراء إنتقالي موقت حتى نهاية الحرب عين “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً خلفاً لأمينه العام الراحل السيد حسن نصرالله. وسارعت إسرائيل إلى تهديد قاسم بالاغتيال، إذ نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صورة لقاسم، وكتب: “لقد بدأ العد التنازلي لموعده”. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن غالانت أنه لم يبق لـ”حزب الله” سوى عشرين في المئة من صواريخه.
وسجلت الاعتداءات على قوة اليونيفيل تطوراً جديداً، إذ بعد الاعتداءات الإسرائيلية عليها تعرضت أمس لاعتداء من “حزب الله”. وأعلنت وزارة الدفاع النمساوية، عن إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل، وكشفت أن “لا إصابات خطيرة، ومصدر الهجوم ليس واضحاً في الوقت الراهن”. ونددت بالهجوم، مشيرة إلى أنه “من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر”. وسارعت قيادة “اليونيفيل” إلى إصدار بيان أوضحت فيه أن “صاروخاً أصاب المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، ما أدى إلى اندلاع حريق في ورشة تصليح سيارات، وبينما أصيب بعض جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، فإنه ولحسن الحظ لم يصب أحد بجروح خطيرة. تم إطلاق الصاروخ من شمال المقر العام لليونيفيل، على الأرجح من قبل “حزب الله” أو مجموعة تابعة له، وقد فتحنا تحقيقاً في الحادث”.
أما ميدانياً، فإن البارز في الساعات الاخيرة تمثل في توغل عدد كبير من دبابات الجيش الإسرائيلي من محيط مستعمرة المطلة إلى الأراضي اللبنانية ووصل الرتل إلى تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة الخيام. وتواصلت موجات الغارات الإسرائيلية حتى ساعات الفجر على البقاع الشمالي حيث سجلت مجازر في مدينة بعلبك وعلى امتداد قرى القضاء، جنوباً وشرقاً وشمالاً وغرباً بلغت حصيلتها الدامية أكثر من 63 شهيداً.
كما تعرضت بلدة جباع لأعنف هجوم جوي إسرائيلي اعتباراً من منتصف الليل، أدى الى تدمير 12 مبنى ومنزلًا فيها، واستخدمت في الغارات الصواريخ الارتجاجية التي حولت أحياء ومنازل إلى ركام، وبدا حجم الدمار الهائل صباح أمس في البلدة التي اقفلت فيها معظم الطرق بفعل الردميات والركام. وتواصل تصعيد الغارات أمس على مختلف مناطق الجنوب منها غارة على حارة صيدا أدت إلى سقوط خمسة شهداء.
من جهته، أعلن “حزب الله” أنه استهدف مستوطنتي دلتون كفر فراد وتجمعاً لجنود إسرائيليين في مستعمرة معالوت، وأعلن أن وحدات الدفاع الجوي في الحزب أسقطت مسيّرة هرمز 900 فوق منطقة مرجعيون، وقصف تجمعاً للجنود الإسرائيليين في موقع رأس الناقورة البحري وتجمعاً للجنود في منطقة وطى الخيام ومستعمرة كريات شمونة وقاعدة بيت هلل والمطلة.
"الأخبار":
هناك كلام عن مفاوضات حول جبهة لبنان، لكنّ واقع الحال لا يقول بوجود أوراق عمل. فيما تتركّز الجهود على وقف إطلاق النار، والبحث في آليات تطبيق القرار 1701، ثم الانتقال إلى الصيغة السياسية لمرحلة ما بعد الحرب. وتنخرط في هذه العملية أكثر من دولة، يصبّ عملها جميعاً في الأجندة الأميركية ومشروعها في المنطقة. وبعد الحركة الأوروبية التي برزت في مؤتمر دعم لبنان الذي دعت إليه فرنسا الأسبوع الماضي والتحرك الإيطالي والألماني باتجاه بيروت، يتظهّر الدور القطري بالتنسيق مع الأميركيين في الدوحة.
لكن يبدو من الوقائع أن هذه المفاوضات لم تحقق أي تقدّم رغم التسريبات الإسرائيلية المستمرة عن قرب التوصل إلى صفقة، وأول هذه الوقائع عدم حصول الزيارة التي كانت متوقّعة للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى المنطقة، إذ بعد أيام على تداول معلومات عن جولة سيقوم بها في الشرق الأوسط ومعلومات نشرتها الصحافة الإسرائيلية عن وصوله إلى تل أبيب يوم الإثنين، نفى هوكشتين ذلك بتغريدة على منصة «أكس» قال فيها: «أنا في واشنطن»!
وعلى وقع الميدان المشتعل، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن «هناك خطوطاً متوازية للعمل على خفض التصعيد في لبنان وغزة»، مؤكداً أنّ «جولة المباحثات مستمرة، ولكن كل تصعيد على الأرض يؤدي إلى صعوبة في عمليات التفاوض».
عدم مجيء هوكشتين وتصريحات المسؤولين العرب والأوروبيين عن صعوبة التوصل إلى اتفاق، يؤكدان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد وقفاً لإطلاق النار في المدى المنظور، وهو ما دفعه وحكومته إلى استباق زيارة هوكشتين بوضع سقوف عالية للتفاوض وصلت إلى حد اشتراط حصار لبنان براً وبحراً وجواً مقابل القبول بالهدنة مع علمهم أن لبنان لا يُمكن أن يقبل بذلك، ما يعني أن إسرائيل قالت للموفد الأميركي بأن لا يأتي. ومع ذلك يكرر قادة العدو مناورات غزة في لبنان، إذ يتعمدون منذ يومين إشاعة أجواء عن قرب التوصل إلى اتفاق، آخرها ما نقلته «يديعوت أحرونوت» أمس عن مسؤولين إسرائيليين بأن «مفاوضات وقف الحرب في لبنان وصلت إلى مراحل متقدمة، وأن الجيش الإسرائيلي سيبدأ إعادة الانتشار تاركاً بعض النقاط التي انتهت فيها مهمته في جنوب لبنان»، مع تأكيد أن «القتال لن يتوقف من أجل المفاوضات، ولكن فقط بعد التوصل إلى اتفاق نهائي». وأردفت أن الجيش الإسرائيلي سيبقى على طول الحدود إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي.
وبينما أكّدت مصادر دبلوماسية أن عدم مجي هوكشتين دليل على أن نتنياهو مستمر في عدوانه، سئل رئيس مجلس النواب أمس عمّا أورده الموفد الأميركي عبر حسابه على «أكس» عن أنه «لن يعود إلى المنطقة قبل حصوله على أجوبة إيجابية من لبنان وإسرائيل»، فأكّد أن لبنان «قال ما عنده وجوابه إيجابي. ويبقى أن على إسرائيل أن تقدّم جواباً إيجابياً. ومن يقتضي أن يقدّم هو إسرائيل وليس لبنان. قلنا إننا مع تطبيق كامل للقرار ١٧٠١ ببنوده كلها كما وردت عام ٢٠٠٦ لكن الشرط هو وقف شامل وكامل لوقف النار. من دون وقف النار لا حلّ سياسياً».
كما سئل بري، ما إذا كان يعتقد نتنياهو بدعوته إلى اجتماع حكومته لمناقشة الحل السياسي مساء أمس جاداً في هذا الخيار، أجاب: «الحل السياسي متاح في أي وقت وفي أي لحظة من الآن حتى الخامس من تشرين الثاني المقبل موعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد. إلا أن اعتقادي أن نتنياهو سيستمر في التصعيد في الجنوب وهو لم يرتو من الدم والقتل والتدمير والتفجير. لكنّ المقاومة موجودة أيضاً وقادرة على منعه من احتلال الجنوب».
في هذه الأثناء، قالت مصادر سياسية مطّلعة إن حزب الله ليس بعيداً عن الاتصالات الجارية. وإن ثوابت حزب الله في المفاوضات واضحة، ولخّصتها بالآتي:
أولاً، يؤكد الحزب أن الرئيس بري هو من يمثّله في أي مفاوضات تجري بما خصّ ملف الحرب ووقف إطلاق النار، وأنه في حالة تنسيق مستمرة مع بري، كما لديه قنوات اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجهات أخرى في الدولة معنية بملف التفاوض.
ثانياً، لم ينقطع التواصل بين حزب الله وبعض الجهات الخارجية التي تعمل على خط المفاوضات، من مصر والجزائر وقطر وفرنسا. ويكرر الحزب أمام هذه الأطراف على ثوابته التي تستند أولاً وأخيراً إلى أن وقف العدوان بصورة تامة هو شرط إلزامي لأي بحث حول ما يفترض حصوله لاحقاً.
ثالثاً: لا يرى حزب الله أن ما قام به العدو يمنحه أي أفضلية لفرض أي تعديل على الوضع الذي قام بعد عدوان عام 2006، والحزب لن يقبل تحت أي ظرف بإدخال أي تعديل لا على بنود القرار ١٧٠١ ولا على آليات التنفيذ، وهو لم يعارض أصلاً زيادة عديد القوات الدولية أو الجيش اللبناني وفق ما كان مقرراً أصلاً في القرار 1701. لكنّ الحزب يرفض إضافة أي دولة جديدة على القوات الدولية، وهو يطالب بإبعاد ألمانيا بصورة نهائية عن عمل القوات الدولية، بعدما تحوّلت إلى شريك للعدو في الحرب.
رابعاً، لا يراهن الحزب على تغييرات دراماتيكية في الموقف الأميركي، ولذلك يتعامل بشكل هادئ مع كل ما يسرّبه الأميركيون، ويعتقد بأن العدو يريد مواصلة الحرب لفترة أطول، ما يعني أن على المقاومة التجهّز لمواجهة المزيد من الضربات الإسرائيلية، والإعداد الجيد لضرب قوات الاحتلال وإفشال أهداف العدوان.
خامساً، لا يزال حزب الله يضع في بياناته العسكرية العبارات التي تقول بأن ما تقوم به المقاومة هو إسناد للمقاومة في غزة مع إضافة عبارة «الدفاع عن لبنان». وهو لم يقدّم أي التزام، لأي طرف في لبنان أو خارجه، بالقبول بفك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة. ولا يرى الحزب بعد كل ما حصل، ووسط استمرار الوحشية الإسرائيلية في غزة، أنه من المنطقي ترك غزة، كما أن مثل هذا الموقف يتعارض مع كل بنيته العقائدية وتفكيره السياسي، ومعرفته الوثيقة بالترابط الحقيقي بين كل الجبهات المتعلقة بالمقاومة ضد العدو.
سادساً، إصرار العدو على التفاوض تحت النار، يعكس حقيقة أن إسرائيل تراهن على انكسار المقاومة او إضعاف حزب الله، والحزب يتصرف على أساس أنه قد يكون عرضة لعمليات اغتيال جديدة، لكن آليات العمل داخل الحزب، خصوصاً في الجسم الجهادي، أخذت طريقاً لا يتأثر بأي عملية اغتيال تصيب أي قائد في الحزب.
سابعاً، الحزب لا يتعامل بتوتر أو انفعال مع كل ردود الفعل الداخلية التي أظهرت حقداً على المقاومة، أو حتى تلك التي تظهر في موقع الشريك للعدو، ويرى أن حفظ السلم الأهلي مهمة مركزية، علماً أنه لن يتعامل بلامبالاة مع أي محاولة للنيل من حضوره السياسي أو قاعدته الاجتماعية.
ثامناً، يعتقد الحزب بأن على الحكومة القيام بواجباتها تجاه المواطنين لناحية تأمين مستلزمات صمودهم وتوفير بيئة حاضنة للنازحين، علماً أنه يتحضر لمواجهة أي تحديات تخص هذا الجانب، وهو عندما وعد الناس بإعادة الإعمار فلأن لديه كل الإمكانات المالية والمادية لإنجاز هذا الأمر في أسرع وقت بعد وقف العدوان.
أخيراً، يأمل حزب الله أن يفهم كل اللبنانيين بأن سلاح المقاومة لن يكون محل تفاوض مع أحد، وأنه بعد هذه الحرب فإن المقاومة تمثّل خياراً إلزامياً وسيعمل الحزب بكل ما يملك لحفظها.
"الديار":
على وقع العدوان المستمر من الجو والبحر والبر، مخلفًا مئات الشهداء والجرحى، يعيش اللبنانيون حرب اعصاب من نوع آخر ساحتها الميدان الاعلامي، وسط تضارب للمعلومات وصل حد التناقض، يمتد من تل ابيب الى واشنطن، التي اكدت مصادر اعلامية فيها ان اجواء محادثات الدوحة بين مدير وكالة الاستخبارات الاميركية، وليام بيرنز، ورئيس الموساد، حول التوصل الى وقف اطلاق نار على جبهتي لبنان وغزة، ايجابية وجدية جدا، في مقابل معلومات اخرى تنسف السيناريو المتفائل، معتبرة ان ما يحصل لعب في الوقت الضائع. وبين الاتجاهين يبقى السؤال الاهم: ماذا لو حصلت الهدنة وتوقف اطلاق النار؟ عندئذ قد يكون لزاما على الجميع التفكير بالثمن الباهظ الذي قبضه رئيس الوزراء الاسرائيلي من واشنطن مقابل هكذا خطوة.
هدنة ام وقف نار؟
ففيما الموقف اللبناني ثابت، عند ما «اتفق» عليه رئيس مجلس النواب والوسيط الاميركي، خلال زيارة الاخير الى بيروت، من خارطة طريق لوقف لاطلاق النار وتطبيق للقرار 1701، على ما تؤكد مصادر سياسية رسمية، رغم كل التسريبات وضخ المعلومات المغلوطة، حسم اموس هوكشتاين مسألة وقف اطلاق النار اقله في غضون الاسبوعين المقبلين مع دخول بلاده مدار الانتخابات الرئاسية، مغردا بانه في واشنطن، خلافا لما روجت له اوساط اعلامية لبنانية، رغم ان معطيات اشارت الى قيامه بزيارة سرية سريعة الى تل ابيب حيث عقد سلسلة من اللقاءات ذات «الطابع الانتخابي» قبل ان يعود، معرجا على قبرص، دون ان يتطرق الى الملف اللبناني في تل ابيب.
فـ «اسرائيل» ماضية في تصعيدها، ناسفة كل الخطوط الحمر، فلولا تدخل واشنطن بقوة لما تراجعت عن استهداف مستشفى الساحل، بعد ما زعمه الناطق باسم جيشها افيخاي ادرعي من ان المال والسلاح المشار اليهما في خريطة وزعت على الاعلام، ليسا تحت مستشفى الساحل بل تحت سنتر الساحل المجاور، في وقت يستمر فيه استهداف المدنيين والمناطق السكنية والتجارية، من السوق التجاري في النبطية ومحاله التجارية، الى كل من صور والضاحية الجنوبية لبيروت.
هذا ويستمر العدو الاسرائيلية في استهدافه العمق اللبناني بقاعا، في محاولة لعزل المحافظة عن بيروت والجنوب، وعزل لبنان عن سوريا، حيث باتت كل المعابر الشرعية بين البلدين خارج الخدمة، باستثناء العبودية» شمالا، رغم تأكيد التقارير الاستخباراتية ان الاجراءات الاسرائيلية لم تحل دون وصول التعزيزات، حيث لا تزال خطوط الامداد سالكة بين سوريا ولبنان.
في المقابل، يعيد حزب الله تنظيم صفوفه بعد الضربات القاسية التي تلقاها، بدليل انتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا عاما خلفا للسيد حسن نصرالله بعد شهر على استشهاده، في مؤشر قرأ فيه الكثيرون عزما على المضي في حرب طويلة. اما ميدانيا، فيبدو الحزب صامدا في وجه الضربات، مصعدا من وتيرة اطلاق صواريخه، ومدخلا انواعا جديدة الى ساحة القتال، موقعاً خسائر فادحة في قوات العدو البرية وبوتيرة يومية.
مؤشرات التصعيد
ليس بعيدا، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الوزير ورئيس حزب «أمل جديد» جدعون ساعر مرشح لخلافة غالانت، اذ بحسب الوسائل الإعلامية الإسرائيلية فإن محادثات تجري بين ساعر ونتنياهو بشأن انضمامه الى الحكومة، كوزير للدفاع أو الخارجية خلال ساعات، مشيرة إلى أن الخيار الأول أكثر ترجيحا، وهو امر في حال حصل، فإنه سيشكّل دليلا قاطعا على ان تل ابيب ليست ابدا في صدد التهدئة او تسهيل التسويات، وان تجاوب تل ابيب مع «رغبة» واشنطن اكان في ضربة ايران او في الجلوس الى الطاولة في قطر، ليس الا شكليا، بينما قرار «اسرائيل» الفعلي لا يزال على حاله: لا تهدئة في المدى المنظور.
معادلة رئاسية ذهبية
في الاثناء، لفتت زيارة المندوب الخاص لوزير الخارجية الايراني لشؤون الشرق الاوسط محمد رضا شيباني، والذي كلف مهام السفارة الايرانية في بيروت، الى كل من الرابية والبياضة، حيث التقى كلا من الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بعد المواقف الحادة التي اطلقتها ميرنا الشالوحي وتناولت طهران من ضمن ما تناولته، في وقت نجح فيه «صهر الرابية» في احداث خرق في جدار العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية، فقد اجتمع موفدون من قبله، بوساطة دولة عربية، بمسؤول اميركي رفيع في احدى الدول، حيث تمت مناقشة الملف الرئاسي من بوابة المبادرة التي يسعى «البرتقاليون» لطرحها.
وفي هذا الاطار، تكشف معلومات ديبلوماسية ان السباق الجدي بات محصورا بين شخصية عسكرية سابقة، ووزير سابق، رغم جزم المعنيين بان الملف الرئاسي معلق راهنا، وان اي حلحلة على هذا الصعيد لن تكون قبل بداية العام المقبل، رغم كل ما يتم تسويقه والحديث عنه، فالعواصم المعنية توصلت الى ارساء مجموعة من المعادلات في هذا الخصوص ابرزها، واحدة وصفت بالذهبية « لا رئيس «يكسر» ميرنا الشالوحي، ولا رئيس لا تقبله معراب.
امين عام جديد
وما ان اعلن عن انتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا عاما جديدا لحزب الله، خليفة للسيد حسن نصرالله، كما جاء في بيان الحزب، من باب التأكيد على ان المركز بقي شاغرا، خلافا لكل ما نشر وتم تداوله، حتى سارع وزير الدفاع يوآف غالانت الى نشر صورة للشيخ قاسم مصحوبة بعبارة «لقد بدأ العد التنازلي لموعده، تعيينك مؤقت»، في رسالة تهديد واضحة. فكما ان انتخابه لم يكن مفاجئا، فلن يكون مفاجئا ايضا ان تهدد «اسرائيل» باغتياله.
التحليلات الاولية اجمعت كلها، على ان شخصية قاسم تدل على الانتقال الى مرحلة جديدة، يطغى عليها الطابع السياسي، نظرا للمهام التي سبق ان قام بها، سواء من خلال تواصله مع الصحافيين الاجانب، او لقاءاته بالمسؤولين الاجانب، خصوصا الالمان والفرنسيين. وتشير المصادر الى ان الانتخاب يدل على حصول تواصل بين مختلف اعضاء شورى حزب الله، فالخطوة في ظل الوضع الراهن تحمل ابعادا عديدة، ابرزها ترميم مختلف المواقع الشاغرة بما فيها الامين العام، ما يعزز منظومة القيادة والسيطرة في بعديها السياسي والعسكري، داعية الى الانتظار لحين اكتمال عقد القيادة، في المجلس التنفيذي، وعلى صعيد القيادات الامنية.
الوضع الميداني
في الاثناء، وفيما المفاوضات الجدية للتهدئة لم تنطلق بعد، دخل عدد كبير من الدبابات الاسرائيلية من محيط مستعمرة المطلة الى الاراضي اللبنانية، حيث وصلت الى تلة الحمامص والاطراف الشرقية لبلدة الخيام خلال الساعات الماضية، على وقع عشرات الغارات الممتدة من الجنوب الى البقاع، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى ودمارا هائلا، في وقت اعلن فيه حزب الله ، من جهته، انه استهدف مستعمرتي دلتون ثم كفر فراديم بالصواريخ، وقال «استهدفنا برشقة صاروخية تجمعا لجنود إسرائيليين في مستعمرة معالوت ترشيحا» و اعلن ان عناصرنا في «وحدات الدفاع الجوي أسقطوا مسيرة هرمز 900 فوق منطقة مرجعيون بصاروخ أرض – جو، وشوهدت تحترق»، معلنا «اننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في موقع جل العلام بصلية صاروخية»، كما قصفنا «تجمعاً لجنود العدو في موقع رأس الناقورة البحري بصلية صاروخية»، واعلن «اننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في منطقة وطى الخيام (جنوب شرق البلدة) بصلية صاروخية وقذائف المدفعية». وقال «قصفنا مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية»، و «استهدفنا قاعدة بيت هلل بمسيرة انقضاضية وأصابت أهدافها بدقة».
الوضع الاقتصادي
ومع انتهاء اعمال مؤتمر باريس وما خلص اليه من دعم، بينت الساعات الماضية ان الرياح سارت بعكس ما اراده الرئيس الفرنسي، من خلال تأكيده على التعاون مع الدولة اللبنانية في مجال المساعدات، وفقا لما جاء في كلمته، اذ جاءت الوقائع لتبين ان المساعدات المالية لا تاتي بمعظمها للدولة ووزاراتها، بل تعطى للمنظمات الشريكة في خطة النازحين.
"اللواء":
لم تتوقف الهمجية الاسرائيلية، عبر الغارات الغادرة، والمسيرات التي لا تغادر سماء لبنان من جنوبه الى بقاعه، مروراً بضاحيته التي لم تنفك عن تحمل الغارات المدمرة بين الحين والآخر، في وقت خطا فيه حزب لله خطوة تنظيمية بإعلان التوافق في مجلس الشورى على انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً (هو الرابع منذ تأسيس الحزب عام 1982) لحزب الله، خلفاً للشهيد السيد حسن نصرالله..
وفي وقت، تتحدث فيه المصادر عن أن المفاوضات لوقف الحرب في لبنان مستمرة، في ضوء مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في تل ابيب، والتي ينتظر لبنان نتائجها ليبني على الشيء مقتضاه، دون تسرُّع او إهمال للحاجة اللبنانية لوقف الحرب، لكن مصادر دبلوماسية كشفت لـ«اللواء» ان العدوان على لبنان لن يتوقف في القريب العاجل.
وعليه، بقي الكلام عن مساعي وقف الحرب في جبهتي جنوب لبنان وغزة بلا مفاعيل عملية في ضؤ ارتفاع نسبة المجازر وعمليات التدمير المنهجي التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي في الجنوب والبقاع، وخلافا لما تردد فإن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم يزر إسرائيل، يوم الإثنين، وكلّ ما تردّد إعلاميًّا عن لقاء جمعه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو «مجرّد كلام لا أساس له من الصحة».
وكتب هوكشتاين عبر منصة «اكس»: أنّه في وشنطن، وذلك ردًّا على تحليلات قالت إنّه يقوم بجولة في الشرق الأوسط استهلّها من تل أبيب.
وعلى هذا لاحراك خارجياً لتهدئة جبهة الجنوب سوى ما تردد عن زيارة يوم غد الخميس للموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد الى بيروت، من ضمن الحراك العربي والدولي الجاري لوقف الحرب في غزة عبر هدنة مؤقتة.ولوضع المسؤولين في صورة الاتصالات والاجتماعات الجارية في الدوحة.
كما علمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية اوروبية، ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيزور لبنان خلال فترة قريبة لكن لم يتحدد موعد الزيارة بعد، بهدف اعادة البحث في انهاء الاستحقاق الرئاسي وفي امكانية تحضير الارضية لعودة النقاش النيابي في الموضوع تمهيداً لعقد جلسة انتخابية. وقالت المصادر: ان فرنسا ستسعى مجدداً الى حثّ الكتل النيابية على التوافق لإنتخاب الرئيس كضرورة قصوى في هذه المرحلة اكثرمن اي وقت سابق، وان المجتمع الدولي مصرّ على مطالبة النواب القيام بواجبهم الدستوري.
اضافت المصادر: ان لودريان سيطلع المسؤولين اللبنانيين على ما جرى في مؤتمر باريس لدعم لبنان الذي انعقد في 24 الشهر الحالي، ونتائج اللقاءات التي عقدت على هامشه.
وكشفت المصادر ان اجتماعاً للجنة الخماسية عقد على هامش المؤتمرحصره وزراء خارجية فرنسا ومصر وقطر الذين شاركوا في المؤتمر والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري وتمثلت اميركا بمديردائرة في الخارجية الاميركية شارك في المؤتمر.
وعلى صعيد المساعي الخارجية ايضاً، أفادت جريدة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، أنّ «المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية في لبنان بلغت مرحلة متقدمة. وأنّ «هوكشتاين يقود هذه الجهود، ويعتزم زيارة كل من اسرائيل ولبنان».
وكشف مصدر لبناني لقناة «سكاي نيوز عربية»، أن «المعلومات التي نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» بشأن مقترح تسوية في لبنان غير صحيحة». وأضاف المصدر، أن «هوكشتاين، لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية. أن الرئيس نبيه بري وحزب لله يتحدثان حالياً عن إمكانية التوصل إلى هدنة قد تمهد لوقف إطلاق نار». وأكد المصدر اللبناني، أن «أي هدنة يتم الاتفاق عليها، إذا تمت، لا تعني فصل جبهة لبنان عن غزة كما ذكرت الصحيفة الاسرائيلية.
كما كشف مصدر مقرب من الرئيس بري لـ «سكاي نيوز»: إن الموقف الرسمي اللبناني لم يتغير رغم كل التسريبات في وسائل الإعلام. واتفقنا خلال زيارة هوكستين على خريطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
وفي السياق، كشف موقع «أكسيوس» الأميركيّ، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو سيعقد مناقشات مع وزرائه بشأن الإتّصالات حول تسوية سياسية لإنهاء الحرب في لبنان».
وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» أنّ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال إنّ «الحرب في الشمال ستنتهي قبل نهاية العام». ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسؤول سياسي أن «الجدول الزمني لنهاية الحملة في لبنان قريب ويتضمن أسابيع قليلة».
ونشر موقع «n12» الإسرائيلي تقريراً قال فيه: إنه «حتى هذه اللحظة، تطالب حكومة إسرائيل بمنطقة آمنة في لبنان كأمرٍ واقع، تبدأ من الحدود مع إسرائيل حتى نهر الليطاني، وأمان سكان المستوطنات الإسرائيلية مشروط بعدم وجود حزب لله جنوبي النهر، ولا يوجد خطأ أكبر من هذا، ومن المفهوم، ضمناً، أن إبعاد قوة الرضوان عن الحدود الشمالية هو شرط لكل اتفاق مستقبلي».
نعيم قاسم أميناً عاماً
في غضون ذلك، اعلن حزب لله في بيان رسمي أمس، انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاما للحزب خلفا للسيد حسن نصرالله وذلك استكمالاً لإعادة بناء بنية الحزب الهرمية بعد ملء العديد من المراكز التي شغرت نتيجة الاغتيالاات والغارات، ولم يتم الاعلان عمن سيخلف رئيس المجلس التنفيذي للحزب خلفاً للشهيد السيد هاشم صفي الدين.
ونقلت قناة «العربية – الحدث» عن مصادر مقربة من حزب لله: أن دافع الإعلان عن انتخاب نعيم قاسم هو التفاوض لوقف النار. وان المرشح الآخر بوجه نعيم قاسم كان إبراهيم أمين السيد وإيران لم توافق عليه لأنها تعتبره متفردا برأيه.! لكن مصادرإعلام الحزب علقت على هذا الخبر بالقول لـ «اللواء»: انه مضحك، وبالتأكيد لم تتحدث اي مصادرمن الحزب للقناة!
وتعلقيا على انتخاب الشيخ قاسم، سارع وزير حرب الكيان يوآف غالانت الى الكتابة بالعربية على منصة «اكس»: لقد بدأ العدّ التنازلي لموعده. وبالإنجليزية: «تعيين مؤقت، ليس لفترة طويلة».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن غالانت زعمه انه «لم يتبق لحزب لله سوى 20% من صواريخه».
ولاحقاً نشر الإعلام الحربي لحزب لله مساء صورة كتب عليها باللغتين العبرية والعربية: «ليس لوقت طويل»، من دون إعطاء أي توضيحات أخرى. في ما بدا رداً على غالانت.
شكوى لبنانية
دبلوماسياً، تقدم لبنان بشكوى أمام مجلس الامن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدلله بوحبيب اتصالا هاتفيا من وزير خارجية اليابان تاكاشي إيوايا بحثا خلاله في الجهود والمساعي لوقف الحرب الاسرائيلية على لبنان. ثمّن بوحبيب دعم اليابان للبنان والسلام، ووقوفها الدائم الى جانب الحلول الدبلوماسية، ومساهمتها المالية في مؤتمر باريس الاخير، والدور الذي تضطلع به مع دول أخرى في سبيل التوصل لوقف لإطلاق النار في مجلس الامن.
الى ذلك، قالت اليونيفل أن «حفظة السلام لا يزالون في جميع مواقعهم في جنوب لبنان، ويواصلون أنشطتهم العملياتية مع تكييفها بما يتناسب مع الوضع الراهن». وأضافت «يستمر عمل قوافل الإمدادات وتناوب الوحدات داخل لبنان وخارجه بشكل طبيعي على الرغم من التحديات».
الا ان لم تمض ساعات قليلة بعد البيان الاممي، حتى اعلنت وزارة الدفاع النمساوية عن إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل في هجوم صاروخي على الناقورة موضحة ان لا إصابات خطرة وان مصدر الهجوم غير واضح بعد. ونددت الوزارة بالهجوم، مشيرة إلى أن «من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر».
المدارس الاثنين
تربوياً، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، حيث تم عرض لتطورات الاوضاع والمستجدات السياسية والشأن التربوي. وبعد اللقاء، تحدث الحلبي: «وضعت دولة الرئيس في أجواء التحضيرات لبدء العام الدراسي في التعليم الرسمي يوم الإثنين في 4 تشرين الثاني المقبل وأطلعته على كل الخطوات التحضيرية والإتصالات التي قمنا بها والمعطيات التي توافرت لدينا بصورة خاصة عن أعداد التلاميذ المسجلين وأعداد الأساتذة الذين تسجلوا ايضا على منصة الوزارة وكيفية توزيع التعليم بين التعليم الحضوري في المدارس الرسمية المتوافرة التي هي خارج إطار إستضافة النازحين يعني ليست مستعملة ابدا كمراكز إيواء هي مدارس شاغرة. هذه المدارس بالاضافة للإستعانة ببعض المدارس الخاصة في بعض المناطق حيث لا يوجد مدارس رسمية تستوعب التلامذة والدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد بما يوفر إمكانية لجميع التلامذة الذين لم يلتحقوا للآن بالعملية التعليمية ان يلتحقوا بهذه العملية». وأضاف: «أبدى دولة الرئيس دعمه لهذه الخطة التي عرضتها أمامه، ونلنا بركته لنباشر العام الدراسي باذن لله في 4 ت2.
الوضع الميداني
ميدانياً، ركز العدو الاسرائيلي منذ ليل امس الاول ونهار امس، محاولاته للتقدم على منطقة الخيام ساعياً لدخول البلدة، وجرت محاولات إسرائيلية جديدة للتقدم بالدبابات بإتجاه الحي الجنوبي الشرقي في الخيام من جهة الوطى واصوات رشقات رشاشة غزيرة وانفجارات تسمع في المنطقة نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي إستهدف حي المسلخ القديم بالمدفعية والدبابات. واستمر القصف والغارات حتى ما بعد الثانية بعد الظهر.
وافادت معلومات أن آليات ودبابات للعدو دخلت الى مشارف شرق الخيام بالقرب من قصر محمد الصفاوي، ووصلت الى تلة الحمامص والاطراف الشرقية لبلدة الخيام. حيث سجل وقوف دبابتين وجرافة في المكان.فتصدت لها المقاومة.
واستمرت المواجهات حتى المساء، على مشارف الحي الجنوبي الشرقي لمدينة الخيام خلال محاولات التقدم، وتم استهداف لآليات «هامفي» مصفحة واندلاع النيران فيها.
وافيد عن استهداف العدو منزل في وطى الخيام ليل امس فيه عائلتين مؤلفتين من 17 شخصا، من بينهم أطفال ونساء، وقد فقد الاتصال بهم ومصيرهم مجهول حتى الساعة، وتعمل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مكتب مرجعيون بالتعاون مع الصليب الاحمر اللبناني لمحاولة الوصول إلى المكان.
وصباح اليوم اطلقت المقاومة صلية صاروخية استهدفت تحركات العدو بين الخيام ومستعمرة المطلة المقابلة. وظهرا تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي جنوبي بلدة الخيام بصلية صاروخية.و استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ظهرا، دبابة ميركافا في منطقة الحمامص جنوبي بلدة الخيام بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وقصفت بعد الظهر بصليات صاروخية وقذائف المدفعية تجمعات لجنود العدو الاسرائيلي في منطقة وطى الخيام (جنوب شرق البلدة). وفي منطقة العمرا جنوبي البلدة. وعند الاطراف الشرقية للبلدة.وفي منطقة في منطقة خلة العصافير. كما استهدفت عصراً دبابة ميركافا في منطقة الحمامص جنوبي بلدة الخيام بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وشنت مساءً هجومًا جويًا بمسيّرتين إنقضاضيّتين ومحلّقتين انقضاضيّتين على تقاطع «غوما جنوب كريات شمونة».
وليل يوم الإثنين – الثلاثاء قصفت المقاومة مرتين تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة الحمامص جنوب بلدة الخيام بصلية صاروخية. وتجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة اليعقوصة عند أطراف بلدة الخيام بصلية صاروخية كبيرة. ودبابة ميركافا في منطقة الحمامص جنوب البلدة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مروحيات الإنقاذ من طراز «يسعور» هبطت على الحدود الفلسطينية اللبنانية لنقل جنود جرحى وقتلى إلى مستشفيات الداخل المحتل بعد مواجهات في الخيام.
استهداف حارة صيدا
ووسّع العدو الاسرائيلي غاراته للمرة الثانية نحو حارة صيدا مساء اليوم، وحسب المعلومات، فإن غارة بصاروخين استهدفت مبنيين في محيط مجمع الشهداء. ما ادى الى تدميرهما بالكامل وارتقاء تسعة شهـداء بالإضافة الى 35 جريحا.وهناك معلومات عن وجود شهيدين تحت الانقاض. وافيد ان من بين الشهداء والدة القيادي في حزب لله محمد فلاح.
وعملت فرق الانقاذ عبر 9 آليات و الاسعاف على رفع الانقاض لإنتشال جثامين الشهداء والجرحى من تحت الانقاض.
وقرابة الثامنة مساء شن العدو غارة عنيفة جديدة على حارة صيدا سمعت أصداؤها في مدينة صيدا. استهدفت حي الثائر في الحارة. وبحسب المعلومات، فإن عدداً كبيراً من النازحين يتواجدون في حارة صيدا والغارة الأخيرة استهدفت حياً سكنياً مكتظاً.
واعلن الدفاع المدني عن إصابات من جراء الغارة.
وليلاً استهدفت غارة بلدة الصرفند الساحلية الامر الذي ادى الى سقوط 10 شهداء.
عمليات
بالمقابل، شنّت المقاومة الإسلامية ليل الاثنين –الثلاثاء، هجومات جوية بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفرجلعادي ومستعمرة زرعيت. واستهدفت مجاهدو صباحاً قاعدة شراغا بمسيرة انقضاضية.
وقصفت المقاومة قبل ظهر امس، تجمعات لجنود العدو الاسرائيلي في مستعمرة معالوت ترشيحا ومستعمرة دلتون و مستعمرة كفر فراديم وموقع جل العلام وموقع رأس الناقورة البحري، وفي ثكنة دوفيف ومستعمرة حانيتا.و ثكنة زرعيت (مرتان).وثكنة يرؤون، وفي تل النحاس عند أطراف بلدة كفركلا. كما قصفت قاعدة بيت هيلل بمسيرة انقضاضية، وقصفت المقاومة الإسلامية غروب امس، مستعمرة كابري (وسط فلسطين المحتلة)بصلية صاروخيةكما تم إستهداف دبابة ميركافا مع عناصر مرافقة لها، أثناء توغلها عند رأس الناقورة، وإندلاع النيران بداخلها.
واعلنت المقاومة ان مجاهديها في وحدات الدفاع الجوي تمكنوا بعد ظهر الثلاثاء، من إسقاط مسيرة «هرمز 900» فوق منطقة مرجعيون بصاروخ أرض - جو وشوهدت تحترق.
واعلن الإسعاف الإسرائيلي: مقتل شخصين وإصابة 3 بينها إصابات خطيرة إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان في معالوت ترشيحا شمالاً.
وذكر المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، انه في أعقاب التنبيهات التي تم تفعيلها عند الساعة 07:09 في منطقة الجليل الغربي، عبرت طائرة بدون طيار إلى البلاد قادمة من لبنان، وتم التعرف على سقوط في منطقة نهاريا، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن «طائرة مسيرة سقطت في محطة للقطارات في «نهاريا» شمال فلسطين المحتلة، وذلك بعد دوي صافرات الإنذار». كما أفادت بـ»وقوع إصابة نتيجة انفجار طائرة بدون طيار في في نهاريا».
وإلى ذلك، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى «إنفجار مسيّرة في جسر للمشاة فوق شارع رقم 4 قرب نهاريا.. وإطلاق عشرات الصواريخ من لبنان على مناطق بالجليل وإصابة عدد من المباني في بلدة معالوت. وأفيد عن سقوط مسيرة لحزب لله قرب تجمع لجنود اسرائيليين في مستوطنة دان.
وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، انه في إحصائية مؤلمة، نقل نحو 900 جريح جديد إلى المستشفيات منذ بدء العملية البرية في لبنان.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس مجلس مستوطنة «المطلة» قوله: ان 12 رشقة من لبنان سقطت على «المطلة» أمس (الاول)، وهذه كمية جنونية من الصواريخ والقذائف.و حزب لله يطلق الكثير من النيران على منطقة صفد وحيفا.
الى ذلك، تحدثت المعلومات عن دخول عدد من الدبابات الاسرائيلية من محيط مستعمرة المطلة الى الاراضي اللبنانية في جنوب لبنان ووصل الى تلة الحمامص والاطراف الشرقية لبلدة الخيام بين الامس واليوم. وافيد عن استهداف منزل في وطى الخيام ليل امس فيه عائلتان مؤلفتان من 17 شخصا، من بينهم أطفال ونساء، وقد فقد الاتصال بهم ومصيرهم مجهول حتى الساعة، وتعمل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مكتب مرجعيون بالتعاون مع الصليب الاحمر اللبناني لمحاولة الوصول إلى المكان.
الى ذلك، قالت وسائل اعلام اسرائيلية ان 33 جندياً قتلوا خلال العملية البرية في جنوب لبنان منذ الاول من ت1 الجاري.
"الشرق":
تواصلت امس الغارات الاسرائيلية الهستيرية على لبنان، مخلفة مجازر وأضرارا جسيمة في الأرواح والممتلكات كان للبقاع النصيب الاكبر منها. فقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي امس غارة بين أعالي جرود تعلبايا وبلدة قمُّل -تويتي بعد الظهر. وكانت آلة القتل والدمار الإسرائيلية أفرغت ليل وفجر امس كل حقدها وتعطشها لدماء المدنيين الأبرياء، من الأطفال والنساء والمسنين، ومن كل الاعمار. فارتكب العدو مجازر في مدينة بعلبك وعلى امتداد قرى القضاء، جنوبا وشرقا وشمالا وغربا، وكانت الحصيلة 63 شهيدَا رووا بدمائهم تراب الوطن، بالاضافة إلى العشرات من الجرحى والمفقودين. توزع الشهداء كالآتي: شهيد في شمسطار، شهيدان في الحلانية، شهيدان في بريتال، خمسة شهداء في بلدة طاريا، ستة شهداء في بلدة بوداي وعلى مقربة منها في بلدة الحفير مجزرة أخرى استشهد فيها 12 شخصا جلهم من النساء والأطفال، وكان لبلدة العلاق المجاورة النصيب الأكبر من معمودية الدم، فقدم آل كنعان 16 شهيدا من الأهل والأبناء والأحفاد الصغار والرّضع، الذين هدمت بيوتهم بنيران الحقد.
وفي يونين شهيدتان وفي الرام تسعة من أبنائها جلّهم من النساء والأطفال أيضا، ومن بينهم ام قضت مع أولادها الأربعة. أما في مدينة بعلبك وتحديدا في الغارة الثانية التي استهدفت في جنح الظلام أطراف ثكنة غورو التاريخية، وعلى بعد عشرات الأمتار فقط من موقع قلعه بعلبك الأثري، قضى ستة شهداء، منهم أربعة أشقاء من آل النمر، وابن أحدهم، كما استشهد مواطنان في الغارة على حدث بعلبك. وقد ناهزت الغارات المعادية الثلاثين غارة، فقد استُهدفت مدينة بعلبك بغارتين، إلى جانب البلدات التالية: شمسطار، الحلانية، سرعين التحتا، قصرنبا، تمنين، بريتال، طاريا، يونين، الرام، بوداي، حدث بعلبك، الحفير، حزين، عين بورضاي، العلاق، النبي شيت، وحوش الرافقة.
الى ذلك، استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة على طريق بيوت السياد والعامرية جنوب صور،اوقعت اصابات. وسجلت غارات على بلدتي شقرا ومجدل سلم بالتزامن مع قصف مدفعي طال خراج البلدتين، وسجلت غارة وقصف مدفعي على يحمر الشقيف وغارات على الشهابية والخيام وشبعا وعلى تولين وبرعشيت وارشاف وحدّاثا والمنطقة الواقعة بين مجدل زون شيحين وكفرا وعلى دير الزهراني وعلى بلدة انصار، وسجلت غارتان على شارع أفريقيا بين عين بعال وحوش صور وبلدة الخيام، وطالت الغارات الطيري وكفردونين وقلاويه وكفرا وبرعشيت، وتعرضت شقرا وأطراف صفد البطيخ لقصف مدفعي مركز. واستهدف قصف مدفعي المنصوري وشمع والبياضة وبيوت السياد، وسجلت غارة من مسيرة على حبوش وحيث افيد عن اصابات وغارة على الحلوسية، وسجلت 11 غارة على يحمر الشقيف دمرت منازل عدة في البلدة، وطال قصف مدفعي عنيف وبشكل متواصل بلدة الخيام بالتزامن مع رشقات رشاشة كثيفة وتحليق للمسيّرات الإسرائيلية في أجوائها، وافيد عن سقوط ضحيتين في يحمر وثلاثة جرحى في قليا.
وتعرضت بلدة جبشيت لعدوان جوي إسرائيلي استهدف منزلا في حي المغريقة وادى الى استشهاد 3 شبان، وتدمير المنزل. كذلك، تعرضت بلدة جباع لأعنف عدوان جوي اسرائيلي اعتبارا من منتصف الليل، أدى الى تدمير 12 مبنى ومنزلًا فيها، بعدما صب العدو الاسرائيلي جام غاراته العنيفة التي بلغت 9 غارات جوية في اقل من ساعة، استخدم فيها الصواريخ الارتجاجية التي حولت احياء ومنازل الى ركام وتركزت في محيط دوائر الامن العام ومركز النفوس والدفاع المدني اللبناني والساحة العامة، وترددت اصداء انفجارات الصواريخ في ارجاء مناطق صيدا والشوف واقليم الخروب وبدا حجم الدمار الهائل في البلدة التي اقفلت فيها معظم الطرق بفعل الردميات والركام بفعل الدمار في المباني والمنازل، فضلا عن اضرار كبيرة في عشرات السيارات المركونة امام المنازل وفي الطرق. وكان الجيش الاسرائيلي استهدف أمس، اكثر من عشر شوارع في مدينة صور، بغارات متتالية ما ادى الى تدمير أحياء بأكملها وإلحاق الاضرار المادية الجسيمة بعشرات المباني والشقق السكنية المحيطة بالأمكنة المستهدفة، وكان الجيش الاسرائيلي أغار ليلا، على مدينة تبنين قرب مستشفى تبنين الحكومي وعلى بلدات: حداثا، حاريص، ياطر، مجدل زون، صريفا، باتولية، الرمادية، القليلة، زبقين، قلاوي، برج قلاوي وكفرا. في مدينة صور، وأثناء تشييع مسعفين من الهيئة الصحية الإسلامية، اغار الطيران المسيّر على الجنازة ما ادى الى جرح مسعف اخر. وقد استمر الجيش الاسرائيلي باستهداف سيارات ومراكز الاسعاف وآخرها حصل في صور والبرج الشمالي وعين بعال، وفي بلدة الرمادية حيث سقط اربعة مسعفين شهداء، وفي حصيلة الغارة على مبنى حي الرمل في صور فجرا، تم احصاء 7 شهداء و17 جريحا، في المقابل، اعلنت المقاومة الاسلامية في سلسلة بيانات انها استهدفت مستعمرة دلتون بالصواريخ. واستهدفت مستعمرة كفر فراديم بصلية صاروخية. واستهدفت برشقة صاروخية تجمعا لجنود إسرائيليين في مستعمرة معالوت ترشيحا»، واعلنت: ان عناصرنا في «وحدات الدفاع الجوي عند الساعة 01:00 من بعد ظهر اليوم أسقطوا مسيرة هرمز 900 فوق منطقة مرجعيون بصاروخ أرض – جو وشوهدت تحترق». واعلنت «اننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في موقع جل العلام بصلية صاروخية، وقصفت تجمعاً لجنود العدو في موقع رأس الناقورة البحري بصلية صاروخية واستهدفت تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في منطقة وطى الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية». وقصفت مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية»
"الشرق الأوسط":
انتقل الثقل العسكري الإسرائيلي في العملية البرّية جنوب لبنان باتجاه مدينة الخيام الاستراتيجية، حيث بدأت القوات الإسرائيلية، ليل الاثنين، عملية توغّل على أطرافها، في محاولة للتقدم باتجاه البلدة المحاذية بمستعمرة المطلة، والواقعة على مرتفع يطلّ على مناطق إسرائيلية شاسعة من الشرق والجنوب والغرب.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، ليل الاثنين، بعملية «جسّ نبض»، عبر الدفع ببعض الآليات على محورين؛ الأول من الجهة الجنوبية قرب مستعمرة المطلة، والثاني من الجهة الشرقية من سهل الغجر ومحيط بلدة الوزاني وتلة سردة، وهي مناطق ضعيفة من الناحية العسكرية، لا تتضمن وجوداً كبيراً للحزب، بحكم طبيعتها الجغرافية السهلية، لكنها تُتيح للقوات الإسرائيلية التقدم بالمدرعات بسرعة، حسبما يقول خبراء عسكريون.
خصوصية المعركة
وتُعدّ معركة الخيام من أبرز المعارك في الجنوب التي تستعد القوات الإسرائيلية لخوضها، فمن الناحية الرمزية هي أول مدينة تسعى للتوغل فيها، بعد آلاف الغارات الجوية وقذائف المدفعية التي استهدفتها على مدى أكثر من عام، وللبلدة خصوصية؛ كونها تضم معتقل الخيام، وهو سجن تولّت ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» - قوة محلية تابعة لإسرائيل - إدارته خلال احتلال الأخيرة لجنوب لبنان. وندّدت منظمات غير حكومية مراراً بحصول عمليات تعذيب وسوء معاملة في السجن.
أما من الناحية الاستراتيجية فهي تتمتّع بمساحة شاسعة مترامية الأطراف باتجاه الغجر والوزاني، وتقع جغرافياً على مرتفع مُطلّ على أصبع الجليل، كما أنها مفتوحة على 3 جوانب من الشرق والغرب والجنوب.
وعلى الرغم من أن القوات الإسرائيلية تقدّمت باتجاه كفركلا المُطلّة من الغرب على مستعمرة المطلة، فإن الالتفاف من الجهة الغربية سيكون مستحيلاً، حسبما يقول خبراء؛ كون الدبابات ستكون «تحت النيران في سهل الخيام»، وهو ما دفع القوات الإسرائيلية لمحاولة التوغل من الجنوب والشرق.
جسّ نبض
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بدخول «عدد كبير» من الدبابات الإسرائيلية إلى تلة الحمامص عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام، في أعمق نقطة يصلها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليات توغّله بجنوب لبنان نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأفادت الوكالة بـ«دخول عدد كبير من دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي» من جهة المطلة الإسرائيلية إلى «تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة الخيام» منذ الاثنين، لكن تلك العمليات تمت مواجهتها بمقاومة عنيفة، حيث تعرّضت طليعة الدبابات لاستهداف بالصواريخ المضادة للدروع، كما تعرّضت القوات التي تحاول التقدم باتجاه تلة الحمامص ووادي العصافير الواقعَتين جنوب بلدة الخيام، لقصف مدفعي وصاروخي، مما دفع القوات الإسرائيلية للانكفاء، وإطلاق حملة قصف مدفعي وجوي عنيفة على البلدة.
وكان «حزب الله» أعلن ليلاً استهدافه برشقة صاروخية تجمّعاً لجنود إسرائيليين عند أطراف البلدة الواقعة على بُعد قرابة 6 كلم عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
استئناف محاولات التوغل
واستأنفت القوات الإسرائيلية محاولات التوغل من الجهتين الشرقية والجنوبية، صباح الثلاثاء، حيث تحدثت وسائل إعلام محلية عن اشتباكات عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام جنوب البلاد، واشتباكات أخرى من الجهة الشرقية، وأعلن «حزب الله» في بيانات متلاحقة استهداف تجمّعات جنود إسرائيليين عند أطراف البلدة من جهة الجنوب والشرق برشقات صاروخية وقذائف مدفعية. وقال إن مقاتليه استهدفوا بـ«صاروخ موجّه» دبابة ميركافا جنوب البلدة، ما «أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح».
وبذلك يكون الحزب قد استخدم مختلف أسلحته لمواجهة التوغل، سواءً بالصواريخ الموجّهة أو الصواريخ المنحنية والقذائف المدفعية، فضلاً عن استخدام المسيرات والصواريخ لقصف التجمّعات الخلفية، وهي «خطوط الإسناد للتوغل البري»، إلى جانب استهداف مسيّرة من نوع «هيرمز 900»، أعلن عن استهدافها في منطقة مرجعيون، حيث تُخاض معركة الخيام.
حصيلة المعركة
ويعلن «حزب الله» منذ الأسبوع الماضي، التصدّي لمحاولات تسلّل إسرائيلية عند قرى حدودية، والاشتباك معها داخل بعض البلدات الحدودية «من مسافة صفر»، وواصل الجيش الإسرائيلي بث مقاطع فيديو لتدمير المنازل في القرى والبلدات التي توغل إليها، عبر تفخيخها، وظهرت مقاطع تُصور التفجيرات في بلدات ميس الجيل وعيترون ويارين والضهيرة.
وبرغم الضغط العسكري، واصل الحزب إطلاق الصواريخ، وقُتل شخص في ترشيحا إثر صاروخ من رشقة صاروخية مكثّفة أُطلقت من لبنان، بينما دوّت صفارات الإنذار في عشرات البلدات في الجليل الغربي والأعلى، بالتزامن مع إطلاق الصواريخ، في حين أكّد الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 50 صاروخاً من لبنان، خلال هذه الرشقة.
وأعلن «حزب الله» في حصيلة لتطورات الجبهة، أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصاعداً ملحوظاً في عدد عملياته اليومي، وقال إن مقاتليه تصدّوا لمحاولات توغّل على 4 جبهات رئيسية، وأكّدت «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أنه وحتى تاريخ نشر هذا المُلخص الميداني، لم يتمكّن جيش العدوّ من إحكام السيطرة أو احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافّة الأمامية في جنوب لبنان».
وقال في الملخص، إنه «بلغ عدد عمليّات الإطلاق التي نفّذتها القوة الصاروخية خلال الأيام الأربعة الماضية 103 عمليات، وبعمق وصل إلى 145 كلم حتى الضواحي الجنوبية لتل أبيب»، كما أطلق 150 مُسيّرة من مختلف الأنواع والأحجام، كانت 30 عملية منها خلال الأيام الأربعة الماضية.
وقال الحزب في البيان، إن حصيلة خسائر الجيش الإسرائيلي بلغت منذ انطلاق «المناورة البرّية في جنوب لبنان» ما يزيد عن 90 قتيلاً، وأكثر من 750 جريحاً من ضباط وجنود، بالإضافة إلى تدمير 38 دبابة ميركافا، و4 جرّافات عسكريّة وآلية هامر وآلية مُدرّعة وناقلة جند، وإسقاط 3 مسيّرات من طراز «هرمز 450»، وواحدة من طراز «هرمز 900».
ت قاعدة بيت هلل بمسيرة إنقضاضية وأصابت أهدافها بدقة، واستهدفت «دبابة ميركافا في منطقة الحمامص جنوبي بلدة الخيام بصاروخ موجه واحتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح»، واستهدفت «تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة خلة العصافير في بلدة الخيام بقذائف المدفعية، تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة العمرا جنوبي بلدة الخيام بصلية صاروخية وقاعدة شراغا بمسيرة انقضاضية وأصبنا الأهداف بدقة، واستهدفت تجمعاً لقوات «العدو الإسرائيلي» في مستعمرة حانيتا بصلية صاروخية، وكانت «المقاومة الإسلامية» تصدت لمحاولات تقدم الجيش الاسرائيلي على اكثر من محور واجبرته على التراجع وكبدته الخسائر بالارواح والاليات.
في المقابل، اعلن الجيش الاسرائيلي إصابة 12 عسكرياً خلال الساعات الـ24 الماضية 7 منهم في لبنان و5 في غزة، وأفيد بسقوط مسيرة لحزب الله قرب تجمع لجنود اسرائيليين في مستوطنة دان، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن «طائرة مسيرة سقطت في محطة للقطارات في «نهاريا» شمال فلسطين المحتلة، وذلك بعد دوي صافرات الإنذار». كما أفادت بـ «وقوع إصابة نتيجة انفجار طائرة بدون طيار في نهاريا». وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى «إنفجار مسيّرة في جسر للمشاة فوق شارع رقم 4 قرب نهاريا».
"الجمهورية":
لم تتضح بعد أي ملامح لما يُحكى عن حلّ يوقف إطلاق النار في غزة كما في جنوب لبنان، على رغم من كثافة الاتصالات الديبلوماسية الجارية في مختلف الاتجاهات، في ظل تصاعد المواجهات في غزة كما في الجنوب، حيث واصلت إسرائيل عدوانها، خصوصاً على لبنان، حيث حاولت قواتها أمس التقدّم إلى بلدة الخيام فصدّها رجال المقاومة مكبدينها مزيداً من الخسائر في الجنود والآليات، في الوقت الذي واصل طيرانها غاراته التدميرية في الجنوب والبقاع وطاول امس منطقة حارة صيدا والصرفند موقعاً 20 شهيداً وأكثر من 40 جريحاً.
اعتقد الجميع انّه في إسرائيل منذ الاثنين، وإذ بالموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين يعلن عبر منصة «إكس» انّه موجود في واشنطن، ليتبين أنّه لم يزر إسرائيل بعد، وأنّ كلّ ما تردّد إعلاميًّا عن لقاء جمعه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «مجرّد كلام لا أساس له من الصحة».
ولفتت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، إلى انّ أخبار هوكشتاين تفتقر إلى كثير من الجدّية. فهو ومنذ زيارته الاخيرة لبيروت لم تشر المعلومات الى اي حراك له سوى لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ومنها انتقل الى باريس، وقيل إنّه التقى بأعضاء من الخلية الفرنسية المكلّفة متابعة الوضع في لبنان ومن بعدها انقطعت أخباره. وجزمت هذه المصادر بأنّ الأخبار عن جهوده تفتقر إلى الدقة، ولربما كانت من نسج الخيال ويُستثنى منها ما تسرّب من لقائه مع بري، حيث قيل إنّه وعده بأنّه سيعود إليه بجواب اسرائيلي على اقتراحاته الجديدة في مهلة انتهت اول امس، ولم تتوافر أي معلومات في هذا الإتجاه.
«مرحلة متقدّمة»
وفي المقابل، أفادت «يديعوت أحرونوت»، أنّ «المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية في لبنان بلغت مرحلة متقدمة». ولفتت إلى أنّ «هوكشتاين يقود هذه الجهود، ويعتزم زيارة كل من اسرائيل ولبنان».
كذلك نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر غربيّة، قولها إنّ «حزب الله» وافق على فصل ملفّ لبنان عن غزة، لافتةً إلى أنّه «حصل على الضوء الأخضر من إيران للتراجع إلى شمال الليطاني». وكشفت أنّ «المقترح الجديد يبدأ بوقف إسرائيل و«حزب الله» الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً، ويتضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب». كما لفتت المصادر الغربيّة، إلى أنّه سيتمّ تعزيز قوات «اليونيفيل» واستبدالها بقوات أخرى من جنسيات ألمانية وفرنسية وبريطانية.
لكن قناة «سكاي نيوز عربية»، نقلت عن «مصدر لبناني»، أنّ «المعلومات التي نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» بشأن مقترح تسوية في لبنان غير صحيحة».
وأضاف المصدر، أنّ «هوكشتاين، لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية».
ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مصدر قريب من بري، رداً على الحديث عن التوصل إلى اتفاق لوضع خريطة طريق لوقف إطلاق النار وتفعيل القرار 1701 خلال زيارة هوكشتاين الأخيرة لبيروت «أنّ الموقف الرسمي اللبناني لا يزال ثابتًا، على رغم من التسريبات الإعلامية التي تمّ تداولها أخيرًا».
والى ذلك، نسبت صحيفة «يسرائيل هيوم» إلى مسؤول سياسي إسرائيلي قوله «إنّ الاتفاق المرتقب سيستند إلى القرار 1701، مع التركيز على تأمين دعم أميركي لعمليات إسرائيل الرامية إلى منع نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان». وأوضح المسؤول «أنّ الجدول الزمني لإنهاء الحملة العسكرية في لبنان قريب، حيث يُتوقع أن يستمر لأسابيع قليلة، مع تأكيد أنّ الاتفاق سيعزز قدرة إسرائيل على منع «حزب الله» من الاقتراب من الحدود». ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي، أنّ «الجدول الزمني لنهاية الحملة في لبنان قريب ويتضمن أسابيع قليلة».
وفي سياق متصل، أفاد موقع «أكسيوس» أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعات مع وزرائه للبحث في الاتصالات الهادفة إلى التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب في لبنان. فيما أشار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى أنّ «الحرب في الشمال ستنتهي قبل نهاية العام وربما قبل ذلك بالنسبة لي، وعام 2025 هو عام الخروج من الحرب بالنسبة الينا».
الجواب الإسرائيلي
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إن الجواب الإسرائيلي على الطرح اللبناني الذي حمله هوكشتاين لم يسمح بفتح ثغرة في جدار الأزمة، في الأيام القليلة السابقة للانتخابات الرئاسية، وفق تصور الوسيط الأميركي. فقد رفع نتنياهو وأركان حكومته من سقف الشروط إلى الحدّ الذي لا يمكن لبنان إطلاقاً قبوله. فهؤلاء يريدون أن يكون لإسرائيل نفسها حق الإشراف على تنفيذ التسوية التي اقترحها هوكشتاين، والتدخّل عسكرياً ساعة تشاء لفرض التنفيذ بالقوة. وهذا الأمر يشكّل استفزازاً يستحيل على لبنان أن يقبل به، مهما غلت الأثمان.
واضافت المصادر، إنّ اقتراح هوكشتاين وقف النار حتى نهاية السنة الجارية، واستغلال ذلك فرصةً لفرض ترتيبات أمنية في الجنوب، اصطدم بالتصعيد الإسرائيلي. وإذ يؤيّد الأميركيون وجود حدّ معين من الضمانات لطمأنة إسرائيل في أي تسوية مع لبنان، فإنّهم يطالبون «حزب الله» عبر أركان السلطة في لبنان باعتماد المرونة والقبول علانية بالتزام منطوق القرارين 1559 و1680، ما يؤدي إلى حل هذه الأزمة».
وتردّد في بعض الأوساط أنّ إعلان «الحزب» عن اختيار الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً له، في هذه اللحظة الدقيقة سياسياً، يمكن أن يزيد الانطباعات بلبنانية خياراته إلى حدّ بعيد، وهذا الأمر قد يرفع من حظوظ وقف النار والتسوية.
تطور مباغت
في هذه الاجواء، عيّنت قيادة «حزب الله» نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خلفاً للأمين العام الشهيد السيد حسن نصرالله.
وقالت القيادة في بيان اصدرته امس، الآتي: «إنطلاقًا من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ «حزب الله» وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى «حزب الله» على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عزّ وجلّ تسديده في هذه المهمّة الجليلة في قيادة «حزب الله» ومقاومته الإسلامية.
إننا نعاهد الله تعالى ونعاهد روح شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله (رض) والشهداء، ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وشعبنا الصامد والصابر والوفيّ، على العمل معًا لتحقيق مبادئ «حزب الله» وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار، والله غالب على أمره، إنَّ الله قويٌ عزيز».
وقد شكّل انتخاب قاسم اميناً عاماً لحزب الله تطوراً لافتاً «باغت» القيادة الإسرائيلية التي سارعت عبر وزير الدفاع يوآف غالانت الى التهديد باستهداف قاسم.
ومن الواضح أنّ توافق مجلس الشورى على اختيار قاسم اميناً عاماً قبل أن تضع الحرب اوزارها إنما يؤشر إلى حرص الحزب على استكمال رحلة التعافي من دون أي تأخير، في اعتبار أنّ ذلك يحسّن شروط المواجهة ويعزز دور وصلاحيات قاسم في إدارة الميدان وملف التفاوض السياسي على وقف إطلاق النار.
وأكّدت اوساط قريبة من الحزب لـ«الجمهورية»، انّ انتخاب قاسم أميناً عاماً على إيقاع تحدّيات العدوان الاسرائيلي، يعكس إرادة المواجهة والصمود لدى المستوى القيادي للحزب، والتي تتكامل مع إنجازات المقاومة وثباتها في الميدان العسكري.
واشارت الاوساط إلى انّ انتخاب قاسم في هذا التوقيت وفي هذه الظروف ينطوي على رسالة إلى كل من يهمّه الأمر في الداخل والخارج، بأنّ الحزب لا يزال أقوى مما يظنه أعداؤه وخصومه. واعتبرت «انّ مفاعيل ملء الفراغ في موقع الأمانة العامة ستسري تلقائياً على مجمل هيكل الحزب الذي سيستعيد الكثير من مناعته وانتظامه بوجود مرجعية قيادية خلفاً للسيد الشهيد حسن نصرالله، خصوصاً انّ قاسم هو ملمّ، انطلاقاً من موقعه السابق، بتفاصيل الملفات الاساسية التي يُعنى بها الحزب».
وأشار نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي في حديث متلفز، الى انّ «كل الشواغر في الهيكل القيادي لحزب الله مُلئت»، مؤكّداً انّ «إعلان شغل الشيخ نعيم قاسم منصب الأمين العام لا يرتبط بتطور سياسي». وقال: «انّ تهديد غالانت المبطن باغتيال الشيخ نعيم قاسم لا يرهبنا، وانّ الحديث الإسرائيلي عن خسارتنا جزءاً كبيراً من قوتنا الصاروخية محض كذب».
العدّ التنازلي
وكان غالانت علّق على تعيين قاسم قائلاً انّه «تعيين موقت، وليس لفترة طويلة»، وذلك في اشارة الى وضعه هدفاً على لائحة الاغتيالات الاسرائيلية. ثم نشر لاحقاً على منصة «إكس» صورة نعيم قاسم، وكتب: «لقد بدأ العدّ التنازلي لموعده». فيما قال وزير الطاقة الإسرائيلي «إنّ كل من يقف على رأس الحزب هو هدف محتمل للاغتيال». وشدّد كوهين على «ضرورة الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي في لبنان لحماية البلدات الشمالية القريبة من الحدود». موضحاً أنّه «قد يُسمح لسكان شمال إسرائيل بالعودة إلى منازلهم بعد أسابيع، بشرط أن تسمح الظروف الأمنية بذلك».
موفد قطري
على صعيد آخر، لم تؤكّد مصادر وزارة الخارجية ما نُشر حول زيارة الموفد القطري ابو فهد بن جاسم الى بيروت غداً، لكنها لفتت الى أن ليس ضرورياً ان نكون على علم بزيارته. فقد سبق له أن قام بزيارات عدة للبنان من دون ان يكون لها الطابع الديبلوماسي، وانّ في امكانه الحضور متى شاء. وإن صحّت المعلومات الخاصة بالزيارة، لفتت المصادر إلى أنّ من المحتمل ان يحمل صورة عن حصيلة لقاءات قطر في عطلة نهاية الاسبوع، بعدما استضاف رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأحد الماضي كلاً من مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع. وكان لافتاً أنّ رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد قد تغيّب عن اجتماع الدوحة الذي قيل انّه سيكون الضيف الثالث عليه.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري امس، أنّ قطر ستعمل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «حتى اللحظة الأخيرة» قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأعلن أنّ «هناك خطوطاً متوازية للعمل على خفض التصعيد في لبنان وغزة». وقال إنّ «قطر تحاول استثمار كل الفرص للوصول إلى حل دائم، وإنصاف الأشقاء الفلسطينيين»، مشيراً إلى أنّه «لا يمكن التعليق على محتوى المفاوضات (في الدوحة) لكن تمّ تحقيق الكثير». وأكّد أنّ «اللقاءات مستمرة في الدوحة والقاهرة وعواصم أوروبية بحثاً عن مقترح للمفاوضات»، مضيفاً: «نعمل في شكل وثيق مع شركائنا في مصر والولايات المتحدة للوساطة بشأن المفاوضات، وهدفنا احتواء الصراع في غزة وعدم توسع التصعيد في المنطقة».
قيادة «اليونيفيل»
من جهة ثانية، تعرّضت قوات «اليونيفيل» لاعتداء جديد، وأصدرت قيادتها بياناً قالت فيه انّ صاروخاً اصاب بعد ظهر امس مقرّها العام في الناقورة، «مما أدّى إلى اندلاع حريق في ورشة تصليح آليات». واضافت: «لم يكن جنود حفظ السلام في الملاجئ وقت وقوع الحادث. وبينما أصيب بعض جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، فأنّه ولحسن الحظ لم يُصب أحد بجروح خطيرة. تمّ إطلاق الصاروخ من شمال المقر العام لليونيفيل، على الأرجح من قبل «حزب الله» أو مجموعة تابعة له، وقد فتحنا تحقيقاً في الحادث».
وقالت: «إننا نذكّر «حزب الله» وجميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها. إنّ أي هجوم متعمّد عليهم هو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي والقرار 1701». وأعلنت وزارة الدفاع النمساوية عن «إصابة 8 جنود نمساويين من قوات «اليونيفيل» في هجوم صاروخي على بلدة الناقورة جنوب لبنان». وكشفت أنّ «لا إصابات خطيرة، ومصدر الهجوم ليس واضحاً في الوقت الراهن». وندّدت بالهجوم، مشيرة إلى أنّه «من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر».
"الأنباء" الالكترونية:
ينتظر اللبنانيون أي مؤشرات لوقف إطلاق النار والخروج من أتون الحرب المظلم وتبلور تسوية مستدامة عمادها القرار 1701، إلا أن فرص إنضاج هذه التسوية تصطدم حتى اللحظة بتعنت العدو الإسرائيلي الذي يتمسك ببنود تعرقل التوصّل إلى إتفاق نهائي، مستغلاً إقتراب إنتخابات الرئاسة الأميركية كورقة تصعيد ضاغطة.
أفق وملامح نهاية الحرب وما بعدها غير واضحة حتى الساعة، فغارات العدو التفاوضية والعسكرية تكشف زيف جديته ومحاولاته شراء الوقت للإستمرار بعمليته العسكرية الممنهجة والإستثمار بنتائجها ومجرياتها، لرفع سقف شروطه.
وفي هذا الصدد، يستبعد الصحافي والكاتب السياسي منير الربيع حصول أي تطور قبيل الانتخابات الأميركية، لافتاً في حديث إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن كل الأجواء والمؤشرات تدل على أن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يحاول أن يصعّد بالمعنى العسكري، ليصعّد بالمعنى السياسي".
يرى أن "كل المعطيات تقول إن الإسرائيلي غير مقتنع بالقرار 1701"، مشيراً الى أنه يتحدث عن تطبيق القرار مع إنشاء منطقة عازلة في المناطق التي يقوم بتفجيرها في الجنوب، ودخول قوات يثق بها تراقب تطبيقه. ويضيف الربيع أن حزب الله يرفض كل هذه الشروط الذي يمليها الإسرائيلي، إذ يعتبر أنه بالمعادلة الميدانية يمكن أن يلحق خسائر بصفوف الإسرائيليين لإجبارهم على التراجع.
ومن ناحية أخرى، يوضح الربيع أن "لبنان متمسك بالإتفاق الأساسي الذي عقده رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وهذا ما هو مرفوض من قبل الإسرائيلي".
وفي السياق، رئيس وزراء العدو عقد إجتماعاً مع قادة أجهزته الأمنية، لبحث إمكانية إنهاء الحرب في لبنان، والتوصل إلى تسوية سياسية. وقالت القناة 12 في كيان العدو إن الجلسة تأتي على خلفية تقديرات المؤسسة الأمنية بأن إسرائيل تقترب ميدانياً من تحقيق الأهداف على الجبهة الشمالية. كما نقلت القناة عن مسؤول في جيش العدو، القول: "نحن أمام إما تسوية بلبنان أو حرب إستنزاف وحزام أمني".
وبالمقابل، تحدثت تصريحات صادرة عن مسؤولين إسرائيليين عن جدول زمني لنهاية الحرب في لبنان، إذ نقلت أمس صحيفة "يسرائيل هيوم" في كيان العدو عن مسؤول سياسي، "أن الجدول الزمني لنهاية الحملة في لبنان قريب ويتضمن أسابيع قليلة".
وبإنتظار ما سيفرزه الميدان وما سيرشح عن الانتخابات الأميركية من نتائج ترجّح كفة سياسة فريق على آخر، التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر وليس بأبعاد أمنية فقط، إنما إقتصادية كذلك. فالعدو الإسرائيلي يسابق نفسه بمجازره المتنقلة، ممعناً بإجرامه بحق المدنيين، حيث إستفاق اللبنانيون اليوم على مجزرة في البقاع أدت إلى إستشهاد وإصابة العشرات.
أما الحدود الجنوبية، فتشهد ذروة المعارك على كل القطاعات وفي مدن جنوبية أخرى منذ عدة أيام. وفي قراءة عسكرية ميدانية لما يحصل جنوباً، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد خالد حمادة أن "الوضع الميداني على الحدود الجنوبية يؤشر إلى تصعيد دائم"، بحيث نشهد عمليات عسكرية متتالية سواء على مستوى توغل الوحدات البرية والقيام بتفجيرات داخل قرى القطاع الشرقي والقطاع الأوسط والقطاع الغربي، بالإضافة إلى إستمرار الطيران الإسرائيلي بقصف عمق الجنوب وكذلك عمق البقاع وأحياناً الضاحية الجنوبية.
ويشير حمادة إلى "تطور ميداني لجهة تقدم قوات العدو الإسرائيلي بإتجاه قرية الخيام، ولا ندري تماماً ما إذا كان تم الإستيلاء على تلة الحمامص أم لا، والتي تعد تلة إستراتيجية في المنطقة، ويبدو وكأن هناك تقدّم إسرائيلي في القطاع الشرقي وهذا ما من شأنه أن يفصل منطقة الجنوب عن منطقة البقاع، ويشكل خطراً لوصول القوات الإسرائيلية إلى نهر الليطاني من الجهة الشرقية، حيث يبعد مجرى النهر 5 كلم عن الحدود تقريباً".
أما على القطاع الغربي، فيلفت حمادة إلى أن "الأيام الثلاثة السابقة شهدت نشاطاً كبيراً وإعتداءات قوية على كل من منطقة صور والقليلة والعباسية وقرى منطقة صور بشكل عام، مما يؤشر أنه ربما يكون هذا المحور كذلك محوراً ناشطاً".
ويضيف: "لم يتم لغاية الآن التمكن من توقع أين سيكون الهجوم الرئيسي للعدو الإسرائيلي الذي يثابر على الإشتباك على كامل هذه الجبهة الممتدة من القطاع الشرقي حتى القطاع الغربي مروراً بالقطاع الأوسط".
ولكن اللافت للنظر، بحسب حمادة أن هذا التدمير الذي يطال بنية تحتية لحزب الله ويدمر القرى، بحيث يجعلها غير قابلة للسكن، متحدثاُ من ناحية أخرى عن بُعد إقتصادي لإستهدافات العدو، وتحديداً في كل من صور والنبطية.
فوفق حمادة إن تدمير جزء من الواجهة البحرية في مدينة صور يهدف إلى تجريدها من وظيفتها الاقتصادية، خصوصاً أنها مدينة خدماتية وسياحية وتتمتع بعلاقات حيوية مع كل محيطها. أما من الناحية الأمنية بالدرجة الأولى، بحسب حمادة، يعني أن سكانها سيغادرونها وهم غادروا فعلاً، وأن كل المنطقة المحيطة بها والتي تتفاعل معها إقتصادياً أصبحت كذلك بحكم الإخلاء.
والأمر نفسه بالنسبة للنبطية، فإلإعتداءات المتكررة على المدينة له بُعد إقتصادي أكثر منه بُعد عسكري، كما يوضح حمادة، حيث ستتفكك العلاقات الاقتصادية الحيوية واليومية بين مدينة النبطية والقرى المحيطة بها، علماً أنها المدينة الكبرى وتضم المركز التجاري الأكبر في منطقة الجنوب، على حد تعبيره.
ولا يرى حمادة "أي مسار دبلوماسي ميسّر للوصول إلى وقف لإطلاق النار"، مذكراً بالعنوان المرفوع من قبل العدو الإسرائيلي بأن التفاوض لا يتم إلا تحت النار، كما أن "هذا التعثر، له مسبباته اللبنانية كذلك".
الى ذلك، خرق المشهد الحربي، إعلان حزب الله إنتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً خلفاً للسيد حسن نصر الله، وذلك عملاً بالآلية المعتمدة لإنتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على إنتخابه أمينا عاماً، كما ورد في بيان صادر عن الحزب.
إن حرب الإبادة والتطهير لقرى جنوب لبنان التي يخوضها العدو الإسرائيلي، وعاصفة الغارات المتواصلة على مناطق لبنانية عدة، لا ينم إلا عن مخطط لواقع قاتم يستهدف مستقبل لبنان، في ظل إنسداد أفق الحل الدبلوماسي الذي يواجه حالياً مماطلة وعراقيل بأبعاد متعددة الأضلع والمسارات والخلفيات.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا