افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 31 أكتوبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 31 24|08:53AM :نشر بتاريخ
"النهار":
كان استمرار التصعيد الواسع منتظراً في الأسبوع الأخير من استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية، طبقاً لما أوردته "النهار" أمس، لكن الطبيعة الوحشية للتصعيد الإسرائيلي كما حصلت أمس لم تكن في حسبان أحد. ذلك أن تهجير مدينة بعلبك عن بكرتها تقريباً، عقب مجازر استهدفت البقاع الشمالي في الأيام الأخيرة، شكّل أخطر سوابق التهجير الجماعية التي أدرجت عبرها اسرائيل البقاع الشمالي كخط بلدات وقرى الشريط الحدودي في الجنوب تماماً بما يرسم وقائع وتداعيات شديدة الخطورة لم يسبق لأي تجربة عرفها لبنان أن شهدت مثيلاً لها.
حصلت واقعة تهجير بعلبك واشتداد وتائر هذه الحرب عشية الذكرى الثانية لأزمة الشغور الرئاسي وكادت تطغى عليها، ولكن الكثير من جوانب الواقع الحربي والسياسي الكارثي الذي يرتسم اليوم مع إحياء هذه الذكرى يجسّد الخطورة التي أفضت الى تسيّب لبنان واستباحته بفعل تفريغ قصر بعبدا ومنع ملء الرئاسة الأولى منذ سنتين بما افضى إلى استدراج الحرب إليه على النحو الكارثي الحاصل. وليس أقل من أخطار الهمجية التي تضرب الكثير من مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ضرب الفراغ الرئاسي عمق المناعة الشرعية والدستورية ومناعة المؤسسات والنظام فكانت الاستباحة الداخلية وما زالت المسبّب الأساسي لتفرّد فريق في توريط لبنان في الحرب متّبعاً سياسة الانكار والمكابرة ومخوّناً كل مخالف ومعارض لسياساته الأحادية وارتباطاته الإقليمية.
البقاع الشمالي وعاريا
على أن التصعيد الجنوني أمس لم يكن بعيداً على ما يبدو من الاستعدادات لمحاولة أميركية متقدمة لإحلال تسوية لوقف النار يفترض أن تبدأ اليوم، إذ استُبقت بتطور غير مسبوق تمثل في توجيه الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس. وأثار الإنذار ذعراً واسعاً ترجم في موجة تهجير مخيفة تدفق معها عشرات الآلاف للنزوح وسط حالة هلع في اتجاهي زحلة ودير الأحمر. وبعد الظهر شرع الطيران الإسرائيلي في شن غارات متلاحقة على بعلبك ومنطقتها. وأفادت المعلومات عن سقوط 7 شهداء في غارة على مزرعة بيت صليبي و9 شهداء في غارة على بدنايل. كما سقط سبعة شهداء في غارات على سحمر في البقاع الغربي.
ونفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة رابيد في بلدة بشامون ونجا صاحبها. كما تم استهداف فان على طريق ضهر الوحش في عاريا، ما أدى إلى مقتل سائقه. وبحسب الصور ظهرت صواريخ منتشرة بالقرب من الفان المستهدف. وأصدرت بلديتا عاريا والكحالة بياناً استنكرتا فيه "استخدام الطرق الدولية والآليات المدنية لانتقال المسلحين ونقل الاسلحة والذخائر ما يعرّض العابرين وأبناء البلدتين للمخاطر التي تطال حياتهم وأملاكهم".
قاسم
وسط هذه التطورات أطلّ الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم للمرة الأولى بعد تعيينه، ليعلن أن "برنامج عملي هو استمرارية لبرنامج عمل قائدنا حسن نصرالله". وقال: "الحمدلله أنّنا دخلنا في جبهة المساندة وكسرنا مجموعة من الأفكار والمباغتات التي كانت تعدّها إسرائيل وبالمقاومة نعطّل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك". وأكد "أننا لا نقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد إنّما نحن نقاتل من أجل مشروعنا وهو حماية لبنان وتحريره، وإيران تدعمنا في مشروعنا ولا تريد شيئًا منّا".
ولفت قاسم إلى "أننا توّجعنا وتألّمنا بعد أزمة "البيجر" واغتيال السيّد نصرالله وعدد من القيادات وكانت الضربة كبيرة، لكنّنا نهضنا من جديد والميدان أثبت ذلك". وتوجه إلى العدو قائلاً: "ستهزمون حتماً لأن الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا. فاخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلا ستدفعنون ثمناً غير مسبوق، وكما انتصرنا في تموز سننتصر الآن".
تحرك هوكشتاين
وأما في التحرك الدبلوماسي الجديد للموفد الأميركي آموس هوكشتاين، فإن أجواء رئاسة الحكومة اللبنانية التي استقتها "النهار"، أفادت أنّه لم يحصل تقديم عرض إسرائيلي رسميّ للدولة اللبنانية من خلال وساطة أميركية حتى الآن، ولا بدّ من معرفة إن كان ثمة من اقتراح إسرائيلي سيقدّم ودراسة مضمونه أولاً، فيما لا زيارة مقرّرة لهوكشتاين حتى اللحظة إلى بيروت مع ترجيحات منخفضة في إمكان تحقيق خرق قبل الانتخابات الأميركية. وإذا لم يأتِ هوكشتاين أو أن قام بجولة من دون نتيجة، فإنّ المعارك التي تخاض على الأراضي اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" ستقرّر مسار الأوضاع.
ومعلوم أن موقع "أكسيوس" أفاد أمس أن مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيرين، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، سيصلان إلى إسرائيل اليوم الخميس لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب في لبنان. وذكر "أكسيوس" أن الزيارة تدل على أن نتنياهو يؤيد المضي قدماً في إبرام الصفقة، وأن هوكشتاين كان ينتظر أن يحسم الإسرائيليون موقفهم بشأن الصفقة قبل التوجه إلى إسرائيل. وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن اتفاقاً من شأنه إنهاء القتال بين إسرائيل و"حزب الله" يمكن التوصل إليه في غضون أسابيع قليلة.
وينص الاتفاق محل البحث وفقاً لموقع "أكسيوس" على إعلان وقف نار تتبعه فترة انتقالية لمدة 60 يوماً. وهو مبني على إعادة تطبيق القرار 1701، كما ينقل "حزب الله" أسلحته الثقيلة شمال الليطاني خلال الفترة الانتقالية. وينشر الجيش اللبناني خلال الفترة الانتقالية نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل، في حين يسحب الجيش الإسرائيلي قواته تدريجياً إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود خلال الفترة الانتقالية.
ويترافق ما ذكره الموقع مع ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية عدة من أن الجيش الإسرائيلي اقترب من إنهاء عمليته البرية في قرى لبنان الحدودية مع "إسرائيل"، وأن الجيش أبلغ نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت بأن الوقت مناسب لإنهاء القتال مع "حزب الله".
"الأخبار":
وسط تقديرات دبلوماسية باستبعاد حصول خرق جدي في ملف التفاوض على وقف قريب للحرب على لبنان، جاء موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليل أمس ليفرض متابعة من نوع مختلف للحراك الدبلوماسي الأميركي، إذ أعلن ميقاتي أنه تواصل مع الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي أبلغه بأنه في طريقه إلى كيان العدو. وقال ميقاتي: «لقد أوحى لي هوكشتين بأن هناك فرصة جدية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في وقت قريب جداً». وأعرب عن أمله في أن تثمر زيارة هوكشتين إلى إسرائيل اتفاقاً سريعاً وخلال أيام، واعتبر أنه «في حال لم يتم الاتفاق قبل الثلاثاء الأميركي، فإن الأمر سيتحقق خلال أسابيع وليس بعد وقت طويل». وأضاف أن «الاتفاق يقضي بفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وأن حزب الله قد يكون تأخّر بالموافقة على هذا الفصل، ولذلك فإن أي حل سيستند إلى القرار 1701 لأن لا مجال لإصدار أي قرار جديد أو لتعديل القرار زيادة أو نقصاناً». وأوضح ميقاتي أن «الحكومة اللبنانية مستعدة للمباشرة بتنفيذ الاتفاق شرط وقف العدوان وبدء الانسحاب الإسرائيلي مباشرة من جميع الأراضي المحتلة، وسيباشر الجيش اللبناني انتشاره في المناطق الجنوبية بالتعاون مع القوات الدولية»، معتبراً أنه «قد تكون هناك حاجة إلى بعض التفاهم حول تنفيذ بعض النقاط، ولكن ذلك يتم من خلال لجنة تقنية وعسكرية وفنية، ولن يكون هناك أي تعديل أو تفسير سياسي يتعلق بالقرار نفسه».
وعن وجود مبادرة أردنية تجاه لبنان، قال ميقاتي إن ملك الأردن عبدالله الثاني «أبدى الاستعداد لدعم الجيش اللبناني لجهة التدريب والتجهيز وتزويده بالعتاد»، وأن الملك الأردني «بحث الأمر تفصيلياً مع قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال زيارته الأخيرة إلى عمان».
من جهته، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في معرض نفيه كل ما يشاع من خارج ما اتُّفق عليه مع هوكشتين، أن «ما كُتب قد كُتب ولسنا في وارد تغيير ولو حرف واحد في القرار 1701». وقال لصحيفة «الشرق الأوسط» إن «الوسيط الأميركي لم يأتِ على ذكر القرار 1559 أو إحلال قوات متعددة الجنسيات مكان قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل) الموجودة أصلاً بموجب هذا القرار في جنوب الليطاني لمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيقه». ولفت إلى أنه من جانبه أنجز كل النقاط المتعلقة بوقف النار ونشر الجيش وتطبيق الـ1701، وتفاهم عليها مع هوكشتين، «وننتظر منه أن يتفاهم مع نتنياهو على ما أنجزناه معاً»، نافياً أن يكون طرح مع المبعوث الأميركي مباشرة أو مواربة إدخال تعديلات عليه، كما يروّج البعض. وأضاف: «لا بد من توفير الضمانات لتطبيق القرار بعد الاتفاق على آلية تنفيذه خلال الفترة الزمنية التي نتفاهم عليها لسريان مفعول وقف النار»، وأكّد أن «لبنان مستعد للالتزام به في أي لحظة، ومنذ الآن، في حال تفاهم هوكشتين مع نتنياهو على ما أنجزناه».
وشدّد بري على أن «الكُرة الآن في مرمى نتنياهو، فهل يبدي كل استعداد للسير في التفاهم الذي توصّلنا إليه مع هوكشتين أم أنه كالعادة سينقلب عليه كما فعل عندما وافق على النداء الأميركي - الفرنسي المدعوم دولياً وعربياً لوقف النار، ليتراجع عنه فور وصوله إلى نيويورك، مع أننا كنا بُلّغنا بموافقته من الوسيط الأميركي، ونحن من جانبنا لم نتردد بالترحيب به والالتزام بتطبيقه فوراً».
وأعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في أول إطلالة له بعد اختياره لخلافة الشهيد السيد حسن نصرالله، أن «المقاومة لا تستجدي وقف إطلاق النار، وفي حال قرر العدو وقف العدوان، فإن أي بحث يمكن أن يكون متاحاً بعد وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال». وأكّد أن المقاومة لن تقبل بأي اتفاق يتعارض مع ثوابتها، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً قائماً بين الحزب والرئيسين نبيه بري وميقاتي.
وبمعزل عن كل التسريبات الإسرائيلية في اليومين الماضيين، يترقب الجميع نتائج محادثات هوكشتين وزميله المستشار بريت ماكغورك مع رئيس حكومة العدو، حيث يتوقع أن يخرج اللقاء بما يمكن اعتباره «تصور إسرائيل للتسوية»، سيما أن اللقاء هو الفرصة الأخيرة التي تسبق موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل.
ومع أن الجميع تعوّد على مناورات العدو، فإن في لبنان من يأمل في تحقيق اختراق، ربطاً بوقائع ميدانية تتعلق برغبة جيش الاحتلال في ذهاب الحكومة الإسرائيلية إلى صفقة، انطلاقاً من قناعته بأنه «أنجز المطلوب منه في لبنان».
وسبقَت كلام ميقاتي تسريبات لموقع «إكسيوس» الأميركي نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن «هوكشتين وماكغورك سيصلان إلى إسرائيل اليوم الخميس لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب، والوصول إلى اتفاق يمكن إبرامه في غضون أسابيع قليلة». وتوالت بعدها التسريبات المتناقضة عن قرب التوصل إلى هدنة من قبل حكومة العدو، بما يذكّر بالمناورات الإسرائيلية في المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة على مدى عام، إذ ذكرت القناة الـ «12» الإسرائيلية، أن «نتنياهو عقد الثلاثاء الماضي اجتماعاً محدوداً تناول محادثات وقف إطلاق النار عند الجبهة مع لبنان». وأضافت أنّه «خلال الاجتماع، كان هناك إجماع على أنّ الوقت حان لإنهاء العمليات العسكرية والتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان». وأوضحت أنّ «نتنياهو وافق على المبدأ القائل بأن من الصواب الذهاب إلى وقف إطلاق نار مع حزب الله شرط أن يتيح الاتفاق تحقيق أحد أهداف الحرب وهو العودة الآمنة للسكان في شمال». بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن «الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أسبوع وسيستأنف عملياته في حال حصل خرق للاتفاق».
وكانت هيئة البث قد توقّعت إنجاز الاتفاق خلال أيام على أن تعلِن الولايات المتحدة عن ذلك قبل الانتخابات الأميركية. وأضافت أن «هوكشتين يحضّر مسوّدة اتفاق بين لبنان وإسرائيل»، ونقلت القناة ١٣ عن مسؤولين قولهم إنه «تمّ إحراز تقدم كبير على طريق التسوية».
وأطلق العدو النقاش من خلال تسريبات إلى موقع «إكسيوس» حول المطالب الإسرائيلية (سبقَ أن نشرت «الأخبار» المطالب الإسرائيلية كاملة في اليوم التالي على زيارة هوكشتين إلى بيروت). وأعلن الموقع أن المطالب الإسرائيلية لا تتعلق حصراً بمنع وجود عناصر حزب الله جنوب الليطاني، بل بتجريده من السلاح ومنعه من الحصول على أي دعم عسكري جديد من خلال نشر قوات أجنبية (غير القوات الدولية) على كل المعابر البرية والبحرية والجوية للبنان، وتنفيذ ترتيبات أمنية خاصة في الجنوب من خلال آلية تتيح نشر عدد مضاعف من القوات الدولية المعزّزة بأدوات تسمح لها بتفكيك أي منشأة عسكرية، إضافة الى نشر عشرة آلاف عسكري من الجيش اللبناني في مناطق الحدود جنوب نهر الليطاني، على أن تكون هذه القوات مخوّلة بالقيام بكل ما يحول دون قيام حزب الله بترميم قدراته العسكرية، وأن تحتفظ إسرائيل لنفسها بحرية عمل سلاح الجو في الأجواء اللبنانية، وفي حال طلبت من القوات الدولية والجيش القيام بعمل ما ضد أي مظهر عسكري ولم تحصل استجابة، فإنها ستنفذ ذلك بنفسها. كما شملت التسريبات أن الاتفاق يبدأ بهدنة لمدة شهرين، يجري خلالها تنفيذ كل هذه الشروط، ولا يسمح للسكان أيضاً بالعودة إلى قراهم في الجنوب.
وفي موازاة هذه التسريبات، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن «الولايات المتحدة تريد أن ترى في نهاية المطاف وقفاً لإطلاق النار وحلاً دبلوماسياً في لبنان». لكنّ التسريبات الأميركية أشارت إلى أن الأوراق التي وُزعت من قبل إعلام العدو ليست هي ما يجري بحثه الآن. وذكرت وزارة الخارجية أن «واشنطن تجري محادثات مستمرة مع إسرائيل حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه الحل الدبلوماسي في لبنان».
وفي واشنطن، قال مراسلون صحافيون إن الحركة لا توحي بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب. واعتبر هؤلاء أن «الجانب الانتخابي مهم في هذه المهمة، كون المستشارين هوكشتين وماكغورك يهتمان بالتواصل مع الجاليات العربية في ولاية ميشغان التي تضم كتلة ناخبة كبيرة من اللبنانيين». وقالت مراسلة تعمل في البيت الأبيض إن «الصورة معقّدة للغاية، وليس هناك من يعتقد بأن حكومة نتنياهو في وارد تقديم أي تنازل، وأنها قد تفتح النقاش لكن يبقى في الإطار العام من دون أي التزام». ولفتت إلى أن «المسؤوليْن الأميركيين أخّرا زيارتهما إلى تل أبيب بانتظار تلقي إشارات مشجعة كي لا يأتيا إلى المنطقة ويسمعا مطالب إسرائيلية غير قابلة للتحقق».
وأشارت المراسلة نفسها إلى أن هناك «اتصالات متواصلة بين نتنياهو والمرشح دونالد ترامب، وأن الأخير لديه ما يطلبه من رئيس حكومة إسرائيل في المدة الباقية قبل الانتخابات الرئاسية». بينما يعرف نتنياهو أن إدارة الرئيس جو بايدن «لن تمارس ضغطاً كبيراً، لكنها تريد منه إطاراً زمنياً للعملية العسكرية في لبنان».
باريس منزعجة من استبعاد واشنطن لها
عُقدت في العاصمة الفرنسية لقاءات دبلوماسية لم يخرج عنها ما يوحي بوجود مبادرة جدية. وقال مصدر في باريس إن «التوترات متزايدة ليس بين الرئاسة الفرنسية وتل أبيب، بل أيضاً مع الجانب الأميركي، وسط خشية فرنسية من مساعي واشنطن لإبعاد باريس عن المفاوضات بشأن لبنان، وميلها إلى إعطاء دور أكبر لكل من بريطانيا وألمانيا»، علماً أن باريس سمعت من جهات لبنانية أنه سيكون من الصعب على القوى اللبنانية الفاعلة، خصوصاً حزب الله، القبول بأدوار للندن وبرلين، ما عزّز قناعة باريس بأن على الأطراف الدولية، خصوصاً الولايات المتحدة، معرفة أن باريس شريك حقيقي وقادر على القيام بأمور لا يمكن غيرها القيام بها، تحديداً لجهة الاتصال بحزب الله. لكنّ المصادر أعربت عن خشيتها من أن مشروع إبعاد فرنسا ليس هدفه استحواذ واشنطن على الملف، بل منع أي تواصل مع حزب الله ومحاولة عزله عن المحادثات تمهيداً لعزله سياسياً.
وقالت المصادر إن «باريس تعرف أن هناك توافقاً عاماً على ضرورة نزع سلاح حزب الله جنوب نهر اللبطاني وإقناعه بأن يكون السلاح في كل لبنان مع السلطات الشرعية فقط. لكنها، تبدي خشيتها من برنامج التهجير الواسع الذي تنفذه إسرائيل في لبنان اليوم، والذي يتجاوز هدف الوصول إلى اتفاق يضمن أمن المستوطنات الشمالية».
وفيما قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس إنه «متفائل إزاء احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين»، إلا أن الكلام الكثير عن قرب التوصل إلى تسوية لم يبدد الخوف خصوصاً أن التجربة مع الإسرائيلي غير مشجّعة.
إسرائيل تقترح ملحقاً مع أميركا فقط
وأوردت قناة «كان» الإسرائيلية في تسريبات وثائق قالت إنها حصيلة تواصل بين إسرائيل والجانب الأميركي، وتتضمن «عناصر لملحق جانبي» لاتفاق بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي. وتتيح الورقة التي تجري مناقشتها لإسرائيل اتخاذ إجراءات ضدّ «المخاطر الوشيكة». وتلتزم فيه الولايات المتحدة بالمشاركة في الآلية المستقلة لمراقبة وتنفيذ القرار 1701، عبر ضابط رفيع في «القيادة المركزية» ومسؤول أمن قومي رفيع، وقيادة الآلية بهدف دعم قوات الأمن اللبنانية في معالجة الخروقات. كما تلتزم الولايات المتحدة بتبادل المعلومات الاستخباراتية الحساسة مع إسرائيل، بشأن الخروقات والأعمال المشبوهة، ولا سيما أي تسرب لحزب الله أو أي مجموعة عسكرية غير رسمية إلى الجيش اللبناني. ويتيح الملحق للولايات المتحدة، شرط الموافقة الإسرائيلية، مشاركة المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية مع طرف ثالث (الحكومة اللبنانية و/ أو آلية المراقبة والتنفيذ)، لتمكينه من معالجة الخروقات.
وفي المادة السابعة من الملحق، وبعد الإشارة إلى أنه من مصلحة إسرائيل تطبيق كامل القرار 1701 وتمكين آلية المراقبة والتنفيذ من معالجة الخروقات بفعالية، تقر الولايات المتحدة بحق إسرائيل في اتخاذ إجراءات ضدّ الخروقات في حال فشل الجيش والآلية في منعها.
وينص الملحق أيضاً على السماح لإسرائيل بالتحليق فوق الأراضي اللبنانية لأغراض الاستطلاع والمراقبة والجمع الاستخباراتي، على أن لا يكون التحليق ظاهراً للعين المجردة، مع الامتناع عن خرق جدار الصوت.
"الجمهورية":
مساحة الدمار باتت أوسع من أن تحتويها العيون في كلّ المناطق اللبنانية التي شملها العدوان الإسرائيلي. دمار هائل في البنى المدنية والسكنية، وأعداد الشهداء تتزايد في مجازر مجنونة بحقّ المدنيين. وتواكب ذلك في الميدان الحربي، محاولات متتالية من قبل الجيش الإسرائيلي للتوغل في القرى المتاخمة للخط الحدودي، ولاسيما على محور بلدة الخيام، ومواجهات عنيفة لها من قبل «حزب الله» على تخومها، واستهدافات صاروخيّة مركّزة على قواعد ومواقع جيش الاحتلال والمستوطنات في الشمال والعمق الإسرائيلي.
هذا الاشتعال يبدو أنّه يسابق مناخات تفيد بأنّ عجلة الحراكات السياسية انطلقت بسرعة، وتتطاير في أجوائها طروحات وروايات وسيناريوهات حول قرب التوصل إلى تسوية سياسية ووقف لإطلاق النار على جبهة لبنان. ولكن من دون أن يكون لأي منها أساس متين او رصيد جدّي يمكن صرفه على أرض الواقع. وكلّ ذلك يبدو مرهوناً بنجاح الوساطة الأميركية بالضغط على إسرائيل لبلوغ هدنة تمهّد لحل سياسي.
كل الاحتمالات واردة
واللافت للانتباه في هذا السياق، أنّ الأخبار عن تسوية سياسية عاجلة على جبهة لبنان، تتوالى بوتيرة متسارعة من الجانب الإسرائيلي، مستبقة وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وكبير مستشاري الرئيس الاميركي بريت ماكغورك إلى إسرائيل اليوم، حيث ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أنّهما سيلتقيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، حاملين معهما اقتراحاً رسميًا لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية».
وفيما، تقاطعت التقديرات على انّ زيارة هوكشتاين تشكّل فرصة مهّمة لوقف الحرب، روّج الإعلام الإسرائيلي عن انّ تقدّماً كبيراً أُحرز في مفاوضات التسوية مع لبنان في مختلف القضايا المتعلقة بالاتفاق، مقدّراً أنّه سيتمّ التوصل إلى هذه التسوية في غضون اسبوعين، لافتاً إلى أنّ حقيقة قدوم هوكشتاين وماكغورك إلى اسرائيل تشير إلى أنّ نتنياهو قرّر المضي قدماً لصالح التوصل الى تسوية سياسية مع لبنان. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر، بأنّ الوسطاء الأميركيين يعملون على اتفاق غير مباشر بين إسرائيل و»حزب الله «يبدأ بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً. كما نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار، أنّه «بعد الضربات التي تلقّاها «حزب الله» على مدار الشهرين الماضيين، ولا سيما اغتيال زعيمه (السيد القائد الشهيد درة لبنان الساطعة) حسن نصرالله، فإنّه أصبح أخيراً مستعداً للانفصال عن «حماس» في غزة والتوصّل لوقف نار منفصل».
ووفق موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي «إنّ زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تدلّ إلى أنذ نتنياهو يؤيّد المضي قدماً في إبرام الصفقة، وقد بحث مع وزراء وقادة الجيش وأجهزة المخابرات الصفقة المحتملة». ولفت الموقع إلى أنّ «هوكشتاين كان ينتظر أن يحسم الإسرائيليون موقفهم بشأن الصفقة قبل التوجّه لإسرائيل».
وأما صيغة الصفقة محل البحث، وفق «إكسيوس» فتنص على «إعلان وقف إطلاق نار تتبعه فترة انتقالية لمدة 60 يوماً. وهو مبني على إعادة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كما سينقل «حزب الله» أسلحته الثقيلة شمال الليطاني بعيداً من حدود «إسرائيل» خلال الفترة الانتقالية. وخلال تلك الفترة الانتقالية سينشر الجيش اللبناني نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل، في حين سيسحب الجيش الإسرائيلي قواته تدريجياً إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود خلال الفترة الانتقالية».
يترافق ما ذكره الموقع مع ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية عدة، من أنّ الجيش الإسرائيلي اقترب من إنهاء عمليته البرية في قرى لبنان الحدودية مع إسرائيل، وأنّ الجيش أبلغ نتنياهو وغالانت بأنّ الوقت مناسب لإنهاء القتال مع «حزب الله».
وظهرت «يديعوت احرونوت» صباح امس، بعنوان عريض «الهدف هو إنهاء الحرب بسرعة في الشمال»، ونقلت عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم «إنّ المناقشة الحاسمة التي أجراها نتنياهو الليلة الماضية بشأن التسوية لإنهاء الحرب في الشمال، كانت تهدف إلى تحديد خيارات للخروج من الحرب على الجبهة الشمالية، على أساس أنّ الجيش يقترب من نهاية عمليات التطهير في قرى التجمع التابعة لـ»حزب الله»، والتي تقع على مرمى حجر من مستوطنات الجليل».
واللافت للانتباه في هذا السياق، ما قاله الجنرال احتياط في جيش الاحتلال ران كوخاف: «كان من الخطأ الادعاء بأننا دمّرنا نصف قوة «حزب الله» الصاروخية». فيما أشارت وسائل إعلام اسرائيلية إلى أنّ 5 فرق ولواء احتياط عجزت خلال 4 اسابيع عن احتلال قرية واحدة في جنوب لبنان، وهو 3 أضعاف العدد الذي شارك في حرب تموز 2006».
ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصادر مطلعة قولها: «الأجهزة الأمنية الاسرائيلية تعتقد أنّ الحرب في لبنان وغزة اقتربت من استنفاد كافة أهدافها، ومن الأفضل التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب يضمن صفقة تبادل جديدة».
أضافت مصادر الصحيفة: «كل المستويات الأمنية والعسكرية في إسرائيل بمن فيهم وزير الجيش ورئيس الأركان باتوا يفهمون أنّ الجيش أصبح منهكاً، خصوصاً أنّه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة حقّق إنجازات عسكرية واستخباراتية مذهلة. ولذلك هم يرون أنّ الفرصة باتت حقيقية حالياً للتوصل لصفقة يتمّ من خلالها إعادة الأسرى من أسر حماس وإنهاء الحرب في غزة والشمال».
واشارت إلى انّ «المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ترى انّه إذا استمرت الحرب لفترة طويلة فسيكون من الصعب تحقيق أكثر بكثير ممّا تمّ تحقيقه بالفعل، في حين أنّ البقاء لفترة مطولة داخل غزة ولبنان يزيد من خطر التشابك وزيادة الخسائر المختلفة .. شدّة الضربات التي تلقّاها «حزب الله» وكذلك «حماس» وحتى إيران هي فرصة معقولة للتوصل إلى تسوية، لكن مثل هذا الترتيب سيكون أيضاً مشروطاً بتنازلات ليست سهلة من وجهة النظر الإسرائيلية. وكل ذلك يعتمد بشكل أساسي على إرادة شخص رئيسي واحد هو نتنياهو. في قمة الجيش يقولون إنّه من الصعب قراءة نوايا نتنياهو الذي ينثر تلميحات متناقضة في التصريحات العلنية والمناقشات المغلقة».
التسوية مستبعدة
وعلى الرغم من الترويج الإسرائيلي لاقتراب التوصل إلى تسوية، فإنّ تقديرات ديبلوماسية تفيد بأنّ الجهد الأميركي منصبّ على بلوغ هذه التسوية قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية المقرّرة يومي الثلاثاء في الخامس من تشرين الثاني المقبل، أي بعد 5 ايام. وانّ الأساس في التسوية ارتكازها على القرار 1701 وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وتوسيع التفويض لقوات «اليونيفيل» بما يمنحها حرّية التحرّك والمداهمة والتفتيش في منطقة عملها». الّا أنّ مصادر مواكبة لحركة الاتصالات أبلغت إلى «الجمهورية» قولها «إنّها تستبعد ذلك، أولاً لضيق الوقت. وثانياً للهوّة العميقة التي حفرتها الشروط الاسرائيلية التي روّج لها في الايام الاخيرة في طريق اي تسوية، ما قد يستلزم مساحة زمنية واسعة وطويلة من النقاش والأخذ والردّ حولها. وثالثاً للمماطلة التي اعتاد عليها نتنياهو، ورابعاً للميدان الحربي الذي تتصاعد مجرياته بوتيرة كبيرة».
ورغم تلك الأسباب المؤخّرة للتسوية، فإنّ المصادر عينها ترى انّه في مطلق الأحوال تبقى كل الاحتمالات واردة، إنْ صحَّ ما قيل عن عزم الإدارة الاميركية على ممارسة ضغوط جدّية هذه المرّة على نتنياهو للتعجيل بالتسوية ووقف اطلاق النار».
يُشار في هذا السياق إلى معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» تفيد بأنّ مرجعاً سياسياً تلقّى من مسؤولين اميركيين ما يفيد بأنّ «واشنطن راغبة بشكل شديد الجدّية في إنهاء الحرب في غزة وكذلك في لبنان على وجه الخصوص، ليقين الإدارة الاميركية بأنّ الحرب باتت عبثية وبلا افق، وخصوصاً انّ اسرائيل لم تتمكن من تحقيق أي من الاهداف التي حدّدتها».
الموقف اللبناني
على أنّ قدوم هوكشتاين إلى اسرائيل يؤكّد أنّ مهّمته ستشمل لبنان تلقائياً في وقت لاحق هذا الاسبوع، ربما غداً الجمعة او السبت. وأكّدت مصادر سياسية على صلة وثيقة بحركة الاتصالات لـ«الجمهورية»، أنّ امر انتقاله من إسرائيل إلى لبنان يتحدّد بناءً على ما قد يحققه من إيجابيات في اسرائيل، خارج إطار الشروط المرفوضة التي روّجت لها إسرائيل في الايام الاخيرة حول مهلة الشهرين وتسوية تُخضع لبنان لإسرائيل وتمنح جيش الاحتلال حرّية المسّ بسيادة لبنان والاعتداء عليه ساعة يشاء».
في رأي المصادر عينها «أنّ الشروط الاسرائيلية التي رُوّجت ليست مرفوضة من قبل لبنان فحسب، بل لا يقبل بها الاميركيون والفرنسيون والمجتمع الدولي بأسره. واضحٌ أنّ اسرائيل تحاول ان تستثمر على الدمار الشامل الذي ألحقته بالمدن والقرى وتظهّره للداخل الاسرائيلي على أنّه إنجاز كبير تستغله لإملاء شروط إخضاعية للبنان. إسرائيل تفوقت في الجو على البنى المدنية وقتل المدنيين، إلاّ انّها تراوح مكانها في الميدان العسكري، حيث أنّ مجرياته، وكما يرى الجميع، مناقضة ومعاكسة حتى الآن لما تريده إسرائيل، فالعملية البرية لم تحقق لها عودة سريعة لسكان مستوطنات الشمال، وخسائرها باعترافها كبيرة جداً، وبالتالي فإنّ كلّ ذلك لم يعطها القدرة على فرض مثل هذه الشروط وإلزام لبنان بالسير بها».
وفي تقدير المصادر عينها «أنّ هوكشتاين، إن حضر إلى لبنان بتلك الشروط الاسرائيلية فهو يحكم مسبقاً على مهمّته بالفشل، مع أننا نستبعد ان يسوّق لتلك الشروط المرفوضة، ومن هنا فإنّ نجاح مهمّته مرتبط بإعطاء الأولوية لمشروع تسوية على أساس القرار 1701 ومندرجاته بلا زيادة او نقصان، وفق آلية تطبيق لهذا القرار يقبل بها لبنان، ولا تمسّ سيادته».
يُشار إلى انّ الموقف اللبناني ثابت لناحية التمسّك بالقرار 1701، وكرّره رئيس المجلس النيابي نبيه بري امام زواره، «بأنّ لبنان قال ما عنده، بأننا مع تطبيق كامل للقرار 1701 ببنوده كلها، والشرط الأساس لذلك هو وقف شامل وكامل لوقف اطلاق النار، ودون وقف النار لا حل سياسياً». وأما في ما خصّ بلوغ حل سياسي قبل الانتخابات الاميركية، فهو في رأي بري «متاح في أي وقت، إلّا أنّه مستبعد لأنّ نتنياهو لم يرتوِ من الدم والدمار والقتل، وسيستمر في التصعيد، فيما المقاومة موجودة وقادرة على منعه من تحقيق اهدافه واحتلال الجنوب».
وفي سياق متصل، عُقد في عين التينة امس لقاء بين الرئيسين بري وميقاتي، حيث تناول البحث تطورات الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وملف النازحين، إضافة إلى نتائج وأجواء اللقاءات والاتصالات الخارجية التي أجراها ميقاتي.
قاسم
إلى ذلك، وفي أوّل إطلالة له كأمين عام لـ«حزب الله»، أكّد الشيخ نعيم قاسم «أننا نخوض مع أعدائنا الإسرائيليين، معركة «اولي البأس»، ومستعدون لحرب طويلة».
وقال: «الإمكانات متوفرة وموضوعة مع ما يتلاءم مع ميدان الحرب الطويلة»، لافتاً إلى أن «كل الإستعدادات على أساس أنّ الحرب من الممكن أن تكون طويلة، ولدى المجاهدين كل الإمكانات المطلوبة والعزيمة موجودة لديهم، وصابرين وصامدين والأمر سينتهي بالنصر الأكيد».
وشدّد على أنّ «الحزب يوجع أيضاً إسرائيل»، لافتاً إلى أنّ «المقاومة نجحت في إرسال مسيّرة إلى غرفة نوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وهو مرعوب»، مشيراً إلى أنّه «زمط» لكن «من الممكن أن يُقتل على يد أحد الإسرائيليين». وقال: «إذا كان نتنياهو يتحدث عن نصر مطلق، فإنّه لن يكون هناك نصر مطلق بل هزيمة مطلقة، ولن يعود سكان الشمال في هذه الحرب بل سيُهجّر المزيد ومئات الآلاف»، مؤكّداً أنّه «كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع نمو تصاعدي لقوتنا».
وتوجّه إلى «السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون التي تجول على بعض القوى السياسية المعارضة لـ«حزب الله» وقال: «لن ترى لا هي ولا من معها هزيمة في المقاومة حتى في الأحلام بل سترى هزيمة إسرائيل».
وأضاف: «إذا كان هناك من يراهن على ضعف الحزب بعد الحرب، فهو سيبقى قوياً في المقاومة وفي السياسة سيكون أقوى، وسيضطر المراهنون على لعن إسرائيل واميركا لأنّهما كذبا عليكم».
وأكّد أنّه «مع المقاومة لا أحد سيربح من جهة إسرائيل وجماعة إسرائيل، أما بالنسبة لوقف العدوان فالحزب مستمر في التصدّي، أما إذا قرّر الإسرائيلي أنّه يريد أن يوقف العدوان فالحزب يوافق لكن بالشروط التي يراها مناسبة وملائمة»، قائلاً: «لن نستجدي وقف إطلاق النار، بل مستمرون مهما طال الزمن، وأي حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباشر ودعامته الأولى وقف إطلاق النار».
وأشار إلى أننا «متضامنون مع حركة «أمل» في مواجهة العدوان، ومع الرئيس بري الذي هو محور التفاوض لإيقاف العدوان، «حزب الله» والحكومة وبري لهم طرقهم بالتفاهم على الحلول الأفضل»، ورأى أنّ «كل الحراك السياسي الحالي «طحن» و»كركعة»، أي لا نتيجة، لأنّه لم يُطرح حتى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويكون قابلاً للنقاش من جهة الحزب».
"الديار":
تطرق امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في اول اطلالة له الى كل الملفات، وقال: قررنا تسمية هذه الحرب «معركة اولي الباس» كما ثبت استمرار نهج السيد حسن نصرالله في كل الميادين والبقاء في مسار الحرب ضمن التوجهات المرسومة والتعامل مع تطورات المرحلة بحسبها، داحضا كل ما ساد الحياة السياسية في لبنان مؤخرا من كلام عن تبدلات في مواقف حزب الله وخطاباته، وان السرعة في التعيين الهدف منه ادارة المفاوضات القادمة، لكن الشيخ نعيم حدد الامور بوضوح وقال: اذا قرر الاسرائيلي وقف اطلاق النار فنحن نقبل لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومؤاتية، لا نستجدي وقف اطلاق النار من احد، وكل الحراك السياسي الان هو «قرقعة بلا طحين»، ووجه الشيخ قاسم، رسائل للاسرائيلي والاميركي بعدم الرهان على هزيمة المقاومة، «والميدان هو الحكم بيننا وبينكم» مخاطبا الجميع بالقول «المقاومة بالف خير، لقد استعادت عافيتها سريعا، متحكمة في الميدان ولن تتراجع وستنتصر حتما والمطلوب فقط الصبر» وتحدث الشيخ قاسم عن صمود المقاومة الاسطوري في غزة ولبنان «ملحمة العزة» التي ستصنع مستقبل اجيالنا، واكد على الاستمرار بالقتال لايام واسابيع واشهر ولن اقول اكثر من ذلك، والمقاتلون على الجبهات ينتظرون الالتحامات، والمواجهات تحصل على الخطوط الامامية والعدو خائف، مؤكدا ان حزب الله لايقاتل نيابة عن احد بل من اجل لبنان وحمايته، وكما قلنا مرارا، لا نريد حربا لكن اذا فرضث علينا سنواجهها وننتصر، وطرح الشيخ نعيم قاسم كل المواضيع بثقة وجراة وصلابة «وراديكالية» واعطى اجوبة على كل الأسئلة، وخص النازحين وصمودهم بقسم كبير من كلمته، وجدد التاكيد بان الرئيس نبيه بري مفوض من قبل الحزب بالتفاوض السياسي، وان الحزب لديه الامكانيات لحرب طويلة، وجزم بان العدو لن يتمكن من تحقيق أهدافه بفضل لمقاومة، وليس بإمكانه المراهنة على الوقت لهزيمتنا ولا على ضغف قدراتنا وفصل الناس عنا، وتوجه الى نتنياهو متهكما «ربما أجلك لم يحن بعد» وراى، ان هذه المواجهة ستكشف زيف القيم الغربية «هؤلاء جماعة كذابين» وختم خطابه مستشهدا بكلام السيد حسن نصرالله «ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات» ونحن منتصرون، فاصبروا وصابروا.
وتحدثت معلومات عن هجوم سيبراني عطل البث التلفزيوني المباشر لقناتي الميادين والمنار أثناء إلقاء الشيخ نعيم قاسم كلمته لبعض الوقت فقط، وتم العودة بعد دقائق.
زوار موسكو
ينقل زوار موسكو ومن تواصل مع المسؤولين فيها وتحديدا بعد زيارة الوفد الروسي الرسمي الى تل ابيب عشية الضربة العسكرية على ايران، اجواء قاتمة وسوادوية جراء ما سمعه الوفد الروسي من رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو عن قراره بمسح حماس عن خارطة غزة واخراج مقاتليها الى اي دولة في العالم، وانهاء وتصفية حزب الله وابعاده الى ما قبل نهر الاولي، اي مسافة 45 كيلومترا وتسليم سلاحه وترحيل ما تبقى من قياداته العسكرية الى اي دولة وخلق منطقة عازلة في الجنوب بمسافة 5 كيلومترات، وحمل نتنياهو حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وخلفهم ايران مسؤولية كل التوترات في المنطقة، رافضا كل ما حمله الوفد الروسي من مقترحات للوصول الى وقف للنار قبل انجاز القضاء على حماس وحزب الله مؤكدا استعداده لخوض حرب استنزاف طويلة لتصفية المقاومات واجتثاث القضية الفلسطينية وبناء الشرق الاوسط الجديد.
وحسب الزوار، فقد لاحظ المسؤولون الروس مدى القلق الذي يتحكم بنتنياهو عندما سالوه عن العملية العسكرية في الجنوب وطرحوا عليه سؤالا، ماذا لو صمد حزب الله على الأرض ؟ ماذا لو ارتفع قتلى الجيش الاسرائيلي وعمليات النزوح من المستوطنات الشمالية نتيجة القصف المتواصل لحزب الله ؟ وهنا ظهر القلق الواضح على نتنياهو ورد بان اسرائيل قادرة على تحمل الخسائر.
وحسب ما سمع الزوار، فان الطريق الوحيد لدفع نتنياهو للنزول عن الشجرة والقبول بالمفاوضات ووقف النار هو الصمود في الجنوب فقط وليس الاتصالات السياسية كونه يخشى فعليا الغرق بالرمال اللبنانية وتكرار التجارب المرة كما حصل بعد اجتياح 1982 وحروب 93 ـ 96 ـ 2000 ـ 2006.
هذه الاجواء عن جنون نتنياهو واصراره على الحسم بالميدان مهما كانت النتائج ورفضه الاتصالات الدبلوماسية ينقلها ايضا سفراء عرب وأجانب في بيروت مؤكدين استفادته من انشغال الإدارة الأميركية المطلق بالانتخابات وضعف الموقف الأوروبي والصمت العربي «المشبوه» وبالتالي فان الظروف مثالية لنتنياهو لفعل ما يريد.
في ظل هذه الاجواء، تؤكد مصادر عليمة ومتابعة للتطورات في بيروت، ان كل التسريبات والتصاريح عن اتصالات واجتماعات في الدوحة ومجيء هوكشتاين وماكغورك الى اسرائيل اليوم لإعلان وقف النار ليست الا ملهاة وغير صحيحة، واقصى ما يمكن التوصل اليه هدنة تريدها ادارة بايدن لاهداف انتخابية في الولايات المتارجحة التي تخشى فيها اصوات الناخبين اللبنانيين والعرب والمسلمين والنخب في الحزب الديموقراطي الرافضين لما تقوم به اسرائيل في غزة، والسؤال، هل يعطي رئيس الحكومة الاسرائيلية هذه الورقة لهاريس قبل الثلاثاء؟ الأمور مرهونة بالساعات والايام القادمة، رغم استبعاد هذا الاحتمال من قبل العديد من الدول الاوروبية والعربية كونهم تبلغوا اصرار نتنياهو على استسلام حزب الله وحماس وعدم اعطائهما اي فرصة لالتقاط انفاسهما، فرئيس الحكومة الاسرائيلية يطرح شروطا قاسية لوقف النار تضع لبنان تحت الوصاية الاسرائيلية سياسيا وامنيا مع حصار بري وبحري وجوي ونشر القوات الدولية لتنفيذ الحصار تحت الفصل السابع بعد زيادة عديدها بقوات المانية و بريطانية واميركية، ونشر 8 الاف جندي لبناني على الحدود واختيار عناصرهم بدقة والامرة تكون للقوات الدولية.
الحسم للميدان
الحسم للميدان والكلام للميدان حتى اشعار اخر والحرب طويلة واسرائيل بدات تدفع «الفاتورة»، والمقربون من محور المقاومة لديهم كل المعلومات عما يريده نتنياهو ويخطط له، واعدوا كل العدة لحرب طويلة وقاسية ولن يتراجعوا، وكل متر يتوغل فيه الجيش الاسرائيلي في الاراضي اللبنانية سيكلفه قتلى ودماء كثيرة، فاسرائيل غرقت في الرمال اللبنانية والوحل اللبناني ولن تخرج منها سليمة مطلقا وما انجزته سيتبخر على الارض، لان ما كانت تخشاه وتتجنبه قد وقع عبر التدخل البري الذي يواجه بمقاومة أسطورية ادت الى تعثر التقدم الاسرائيلي والوقوع بالكمائن اليومية واصطياد الجنود الاسرائيليين «كالعصافير»، وهنا يطرح السؤال على نتنياهو، ماذا بعد ؟ وماذا سيفعل لتغيير المعادلات على الأرض ودفع مقاتلي حزب الله الى الانسحاب من الجنوب ؟ هل يلجأ الى الفتنة الداخلية، ام الضغط على لبنان للتوقيع على الاستسلام، او الاستمرار بالحرب الى النهاية ومن دون افق، أو استخدام الاسلحة المحرمة دوليا وربما اللجوء إلى السلاح النووي ؟ كلها احتمالات صعبة امام نتنياهو، لكن مصادر دبلوماسية متعددة في بيروت تؤكد، انه اختار الاستمرار بالحرب والقصف والمجازر حتى لو كانت من دون اي معنى، هذا الخيار يشكل البداية للمازق الاسرائيلي والبدء بالنزول عن الشجرة بعد العجز عن اقامة المنطقة الامنة بالقوة وهزيمة مقاتلي حزب الله. ّ
الأرض المحروقة
في ظل هذه الاجواء، واصلت اسرائيل جنونها وسياسة الأرض المحروقة في بعلبك وصور والنبطية ومعظم قرى الجنوب، كما استهدفت
المسيرات المعادية سيارات عدة على طرقات عاريا وبشامون والقماطية مما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، فيما واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية تصديهم للقوات الإسرائيلية على مشارف مدينة الخيام واعلن الجيش الاسرائيلي عن سقوط 10 قتلى في المواجهات، كما قصفت المقاومة المستوطنات الاسرائيلية ووصلت صواريخها الى حيفا والخضيرة وعكا وصفد واصابت قواعد عسكرية اسرائيلية ذات استراتيجية هامة كما اعترف الإعلام الاسرائيلي.
محور المقاومة
وفي المقابل، فان محور المقاومة وبعد الاجتماعات العلنية والبعيدة عن الاضواء استعد لكل الاحتمالات والسيناريوات وانجز المطلوب لجهة:
1 ـ ترميم الاوضاع، ومعالجة ما اصاب المقاومة بين منتصف أيلول واواخر تشرين، وظهر ذلك على الأرض واضحا من خلال السيطرة والقرار والقتال الاسطوري، وترجم ذلك بانتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا عاما لحزب الله.
2 ـ المقاومة لن ترفع الإعلام البيضاء وقرارها القتال والحرب الطويلة ومرتاحة للتطوات العسكرية على الارض، والتواصل بين القيادة واخر مقاتل في الجنوب والبقاع مؤمن لحظة بلحظة.
3 ـ الإمدادات للمقاتلين يومية، والقيادة تؤمن كل الاحتياجات البشرية واللوجيستية
4 ـ قرار محور المقاومة واحد من لبنان الى اليمن بالقتال والصمود
5 ـ ايران تخلت عن الصبر الاستراتيجي وتؤمن كل ما تحتاجه جبهات القتال، ورفعت من مستويات الدعم الى اقصى الحدود ولن تترك الساحات من اليمن الى بيروت.
6 ـ سوريا في قلب المواجهة وستقاتل في حال تقدم الجيش الاسرائيلي من الجولان باتجاه المصنع مع الاف المقاتلين من العراق واليمن وفصائل المقاومة وصولا الى باكستان، وهناك الاف الاسئلة عن الدور التركي، ولماذا لايتدخل للجم المسلحين في ادلب الذين ينفذون العمليات اليومية على الجيش السوري ويستغلون الاوضاع في الجولان للهجوم على حلب مجددا.
7 ـ هناك غرفة عمليات موحدة لقوى المقاومة تقود المواجهات وتعرف ماذا تريد وتحدد التوقيت.
8 ـ كل ما يسرب عن محور المقاومة وتراجعه وعقده الصفقات والتسويات لاعلاقة له بالواقع لامع اميركا ولا مع غيرها، والكلام للميدان فقط مهما طال امد المعارك .
لبنان لن يستسلم
في ظل هذه الاجواء، يتصاعد الضغط الاسرائيلي على لبنان للقبول بالشروط الاسرائيلية الاميركية التي توازي الاستسلام،
وفي المعلومات، ان الرئيس نبيه بري الذي يقود المفاوضات مع الرئيس نجيب ميقاتي ابلع موقفه للموفدين وهو ينتظر الاجوبة، لكنه لن يتنازل عن حق واحد من حقوق لبنان لو ضغط عليه العالم كله، ولن يبدا المفاوضات قبل وقف النار،. وسيدافع عن المقاومة حتى الرمق الاخير مهما بلغت التهديدات، وهو يعرف كيف يقود ويجري الاتصالات «ومدوخ» بحنكته السياسية الجميع، ويعرف حجم المهام الملقاة عليه جنوبا وبقاعا وما اصاب الضاحية الجنوبية «ربع الوطن» وصولا الى كل لبنان بعد استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ويعرف ما اصاب اهله وبيئته من ويلات لا يتحملها العقل البشري منذ قيام دولة الاحتلال، وتؤكد المعلومات، ان بري لا ينحني امام الضغوط والتهويلات الداخلية والخارجية مهما بلغ حجمها، وهو امين على المقاومة وتضحياتها وحريص على دورها. ولايتراجع امام مندوب ورسائله، ويتعامل بصبر وحكمة ونفس طويل وسعة صدر، ويعرف التركيبة اللبنانية ومع تطبيق الـ 1701 كما طبق عام 2006 بما يحفظ كرامة لبنان، وقادر على حماية السلم الداخلي بالتعاون مع الجميع، ويبقى السؤال، لماذا الإضاءة في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فقط على الحوادث الفردية في بعض القرى بين المقيمين والنازحين واستغلالها والتبشير بالفتنة والحرب الاهلية ؟ لماذا التحريض على النازحين من الباب الطائفي والمتغيرات الديموغرافية ؟ لماذا الدعوات الى عدم بيع الاراضي حاليا والخوف من تملك الشيعة في المناطق التي نزحوا اليها؟ والسؤال، لماذا يتم تجاهل الحالات الايجابية وكيف تم استقبال النازحين في كل المناطق اللبنانية وكيف فتحت المنازل لابناء الجنوب وكيف استضاف الاف اللبنانيين النازحين في منازلهم دون اي مقابل مادي ؟ لماذا يتم تجاهل اجواء الوحدة والتلاقي، وكيف تم تأسيس الجمعيات واللجان وتنظيم التبرعات لدعم النازحين؟ لماذا يتم تجاهل التقديمات الإنسانية للقوات اللبنانية والكتائب والاحرار في مناطق كسروان وجبيل والمتن وبشري ودير الاحمر التي فتحت كنائسها؟ لماذا تجاهل ما يقدمه التيار الوطني الحر من مساعدات وهذا الامر يسري على كل الشخصيات والفاعليات المسيحية ومن كل المناطق ؟ لماذا لاتتم الإضاءة على ما يقوم به جنبلاط وارسلان في مناطق الجبل ومتابعتهما لادق التفاصيل بشان النازحين وتامين حاجياتهم بدلا من التركيز على حوادث فردية وتعميمها من اجل خلق الفتن، هذه الاجواء الايجابية في كل المناطق، تؤكد ان الوحدة الوطنية بالف خير وأبواب الفتنة أقفلت وانتهت، والحرب الداخلية لن تعود مهما فعل زوار السفارات والاجهزة الخارجية، وهذا الامر موضع توافق داخلي بين جميع القوى السياسية رغم الخلافات على رئاسة الجمهورية وغيرها من القضايا.
"اللواء":
لجوء دولة الاحتلال الى ممارسة سياسة التهجير وملاحقة السيارات المدنية بالمسيرات الجوية، التي لا تغادر سماء لبنان من جنوبه الى بقاعه يندرج ضمن سياق الضغط الشديد لفرض أمر واقع، عشية تجدُّد المفاوضات لوقف النار على الجبهة اللبنانية، مع وصول الوفد المفاوض الاميركي الى تل ابيب اليوم، لعقد محادثات مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، من زاوية ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين انه هناك إمكانية للتوصل الى اتفاق لوقف النار قبل 5 ت2..
ونقلت قناة «العربية - الحدث» عن مصادر، ان الرئيس ميقاتي أخذ ضمانات بألا تستهدف إسرائيل المرافق اللبنانية العامة. وان الموفد الاميركي هوكشتاين قد يعود لبيروت قبل السبت في حال تجاوب إسرائيل مع طروحاته.
وبلورة موقف لبنان من مسودة الاتفاق المطروحة، والتي صاغها هوكشتاين وسيناقشها مع الجهات الاسرائيلية، حضرت خلال الاجتماع الذي عقد امس في عين التينة بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، الى جانب تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان، وملف النازحين في ضوء اللقاءات التي اجراها رئيس الحكومة في الخارج قبل عودة الى بيروت.
ومن المفترض ان يكون الوسيط الاميركي هوكشتاين ومنسق البيت الابيض لشؤون الشرق الاوسط بريت ماكفورغ في تل ابيب اليوم، في محاولة لاقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول التوصل الى اتفاق لوقف النار يخدم المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية.
ونقل عن نتنياهو انه ابدى موافقته على تسوية في لبنان، تضمن عودة المستوطنين الى بلداتهم في أمان.
وحسب القناة 12: هناك اجماع خلال المشاورات التي اجراها نتنياهو مع مسؤولين عن ان العملية البرية بلبنان حققت اهدافها.
وعلم ان اسرائيل اضافت بندين على صفقة الحل الاول: بقاء قوات اسرائيلية في جنوب لبنان، والثاني: ضمان وقف التهريب من سوريا.
وعلم ان وفداً روسياً زار اسرائيل الاسبوع الماضي وتعهد بمنع التهريب.
واعرب الرئيس نجيب ميقاتي عن امله في التوصل الى اتفاق لوقف النار خلال الايام القليلة المقبلة.
وأكد الرئيس نجيب ميقاتي ان لبنان يضمن تنفيذ القرار 1701 بواسطة الجيش اللبناني، مؤكداً ان الجيش اللبناني سيدخل فوراً الى اي منطقة دخلها الجيش الاسرائيلي على ان ينسحب فوراً من كامل الاراضي اللبنانية، مشيراً الى ان حزب الله تأخر بفصل لبنان عن جبهة غزة.
واستبق الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وصول الوفد الاميركي بالاعلان انه اذا قرر الاسرائيليون انهم يرغبون في وقف الحرب، فنقول اننا سنقبل ذلك، لكن بالشروط التي نراها مناسبة، وحتى الآن لا يوجد مقترح تقبله اسرائيل لعرضه علينا لبحثه، ولن نستجدي وقف اطلاق النار.
افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المناخ السائد في البلاد في الوقت الراهن لا يعبر عن مغالاة في التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار على الرغم من حراك الموفد الأميركي آموس هوكشتين، ورأت ان الأمر مرهون بمحادثات هوكشتين مع الجانب الإسرائيلي، مع العلم أن نتنياهو سبق أن نقل عنه أنه ليس في وارد تسليف الإدارة الأميركية الراحلة، وبالتالي فإن مسألة وقف إطلاق النار تحكمها عدة حسابات في الميدأن، ودائما في مفاوضات الحرب، ما من نتائج حاسمة.
ولفتت المصادر الى أن التصعيد يتضاعف وإن مواقف الأمين العام الجديد لحزب الله شكلت امتدادا لمواقف سابقة بشأن مواصلة العمليات العسكرية.
في المقابل، عكس كلام الرئيس ميقاتي في مقابلته مع شاشة الجديد تفاؤلا بقرب الوصول إلى وقف إطلاق النار، على أن المسألة تنتظر بعض الوقت.
مسودة لوقف اطلاق النار
وسربت امس من اسرائيل وثيقة قيل ان هوكشتاين اعدها، لمناقشتها واقرارها خلال جولة المفاوضات الحالية، التي تبدأ اليوم.
وجاء فيها: بعد مناقشات مع حكومات جمهورية لبنان يشار إليها هنا بـ «لبنان» ودولة إسرائيل ) يُشار إليها هنا بـ «إسرائيل»)، تفهم الولايات المتحدة الأمريكية و X أن لبنان وإسرائيل يسعيان بشكل عاجل إلى إنهاء مستدام للتصعيد الحالي للأعمال العدائية عبر الخط الأزرق، وأن كلاهما مستعد لاتخاذ خطوات التعزيز الظروف اللازمة لتحقيق حل دائم وشامل تعكس هذه التفاهمات الخطوات التي التزم بها كل من إسرائيل ولبنان لتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، مع الاعتراف بأن القرار 1701 يدعو أيضا إلى التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من القرار 1559، بما في ذلك نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان. ولتحقيق هذه الغاية، تفهم الولايات المتحدة و X ما يلي:
1- ستنفذ إسرائيل ولبنان وقفاً كاملاً للأعمال العدائية ابتداء من الساعة [TIME) بتاريخ وفقا للالتزامات المفصلة أدناه.
2- من الساعة (TIME) بتاريخ (DATE) فصاعدًا، لن تنفذ حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في أراضي لبنان عمليات ضد إسرائيل، ولن تنفذ إسرائيل أي عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف لبنانية، بما في ذلك حزب الله أو الكيانات الأخرى، في أراضي لبنان برا أو بحرا أو جوا.
3- تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية القرار 1701 لتحقيق سلام وأمن دائمين، وتلتزمان باتخاذ خطوات لتنفيذه الكامل.
4- لا تمنع هذه الالتزامات إسرائيل أو لبنان من ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.
5- دون الإخلال بمهام قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ومسؤولياتها، ستكون القوات العسكرية الرسمية اللبنانية، والبنية التحتية، والأسلحة هي الأصول والقوات الوحيدة المنتشرة جنوب الخط المحدد في الملحق.
6- بما يتوافق مع القرار 1701، ولمنع إعادة تأسيس وإعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الحكومية في لبنان، سيتم تنظيم ومراقبة أي مبيعات أو إمدادات للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان من قبل حكومة لبنان بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم ومراقبة جميع إنتاج الأسلحة والمعدات ذات الصلة داخل لبنان من قبل حكومة لبنان.
7- لتنفيذ القرار 1701 ستوفر حكومة لبنان جميع السلطات اللازمة وتوجه قوات الأمن اللبنانية، بما في ذلك القوات المسلحة اللبنانية (AF)، للقيام بـ:
أ. مراقبة وإنفاذ أي دخول غير منظم للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان، بما في ذلك عبر جميع المعابر الحدودية، وإلى المناطق الواقعة جنوب الخط في الملحق أ.
ب. مراقبة وإنفاذ أي مرافق غير منظمة متورطة في إنتاج الأسلحة والمعدات ذات الصلة وتفكيك جميع هذه المرافق القائمة.
ج. تفكيك جميع البنية التحتية التي تتعارض مع هذه الالتزامات ومصادرة جميع الأسلحة غير المنظمة وفقا لهذه التفاهمات جنوب الخط في الملحق أ.
التنفيذ
8- بمجرد أن يبدأ وقف كامل للأعمال العدائية في الساعة [TIME] بتاريخ DATE، ستبدأ فترة أولية مدتها 60 يوما لتنفيذ الالتزامات المحددة في الفقرات 5 و 6 و 7 و 10 و 13 من هذا الإعلان.
9- في غضون سبعة أيام كحد أقصى بعد بدء وقف الأعمال العدائية في الساعة (TIME) بتاريخ (DATE)، ستسحب إسرائيل أي قوات إسرائيلية متبقية من لبنان بطريقة مرحلية وستنتشر القوات المسلحة اللبنانية في المواقع المحددة في الملحق أ. سيتم تسهيل الانسحاب المرحلي لقوات الجيش الإسرائيلي وانتشار القوات المسلحة اللبنانية في هذه المناطق من خلال آلية ثلاثية للأمم المتحدة (اليونيفيل) بالتنسيق مع الولايات المتحدة و . [X]
10- في غضون [X] أيام كحد أقصى بعد بدء وقف الأعمال العدائية في الساعة [TIME] بتاريخ (DATE]، ستنشر القوات المسلحة اللبنانية أيضا قواتها على جميع الحدود وجميع المعابر الحدودية المنظمة وغير المنظمة برا وبحرا وجوا.
11- خلال فترة التنفيذ الأولية لمدة 60 يوما، سيزيد لبنان بشكل ثابت من عدد القوات المسلحة اللبنانية المنتشرة في جنوب لبنان.
12- تعتزم الولايات المتحدة أو العمل مع لجنة فنية عسكرية للبنان (MTC4L) والدول الأعضاء والشركاء الإقليميين لتمكين وتحقيق انتشار كامل للقوات المسلحة اللبنانية بما يصل إلى 10,000 جندي في جنوب لبنان على مدار الوقت. علاوة على ذلك، تعتزم الولايات المتحدة و X العمل مع المجتمع الدولي لدعم القوات المسلحة اللبنانية حسب الحاجة لتحقيق مثل هذا الزيادة في مستويات انتشارها في جنوب لبنان، وتحسين قدراتها.
13- خلال فترة التنفيذ الأولية لمدة 60 يوما، ستلتزم إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة و [X] بتطوير وإنشاء آلية المراقبة والتنفيذ الدولية المستقلة (IMEM) كما هو موضح في الملحق ب لغرض مراقبة تنفيذ وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة. ستقوم إسرائيل ولبنان بالإبلاغ عن أي انتهاكات مزعومة للالتزامات المنصوص عليها في الفقرات 11، 2، 5، 6، 7، 9، 10، و 11] إلى آلية المراقبة والتنفيذ (IMEM) وقوات اليونيفيل ستقوم آلية المراقبة والتنفيذ بتطوير إجراءات مناسبة، بما في ذلك التشاور، والتفتيش، وجمع المعلومات، وتوصي ] [ تتخذ إجراءات لمعالجة الانتهاكات كما هو موضح في الملحق ب.
14- خلال فترة التنفيذ الأولية لمدة 60 يوما، ستقوم لبنان بتفكيك ومصادرة جميع الأصول5، 6، 7، 9، 10 و 11) إلى آلية المراقبة والتنفيذ (IMEM) وقوات اليونيفيل ستقوم آلية المراقبة والتنفيذ بتطوير إجراءات مناسبة، بما في ذلك التشاور والتفتيش، وجمع المعلومات، وتوصي | تتخذ إجراءات المعالجة الانتهاكات كما هو موضح في الملحق ب.
15- فور انتهاء فترة التنفيذ الأولية لمدة 60 يوما، ستقوم آلية المراقبة والتنفيذ (IMEM) بمساعدة من إسرائيل ولبنان، بتقييم التقدم المحرز حتى تاريخه في تنفيذ الالتزامات المذكورة أعلاه، وسيصبح وقف الأعمال العدائية دائما.
16- تطلب إسرائيل ولبنان أنه فور انتهاء فترة التنفيذ الأولية لمدة 60 يوما، تقوم الولايات المتحدة، بالشراكة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بتسهيل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان بهدف تحقيق التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وحل النقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق.
تفهم الولايات المتحدة و X أن الالتزامات والتفاهمات المذكورة أعلاه سيتم الإعلان عنها من قبل إسرائيل ولبنان بالتزامن مع هذا الإعلان.
تهدف هذه التفاهمات والالتزامات إلى تحسين حياة المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ومع هذا الهدف في الاعتبار، تعتزم الولايات المتحدة و X قيادة الجهود الدولية لدعم بناء القدرات والتنمية قتصادية في جميع أنحاء لبنان لتعزيز الاستقرار والازدهار في هذه المنطقة.
وفي تعليق سريع على المقترح المسرَّب، قال البيت الابيض: توجد تقارير عديدة، ومسودات يجري تداولها، لكنها لا تعكس وضع المفاوضات.
وليل امس، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبارانه تم إحراز تقدم كبير على طريق التسوية في لبنان.
واشارت هيئة البث أن الجيش الاسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أسبوع وسيستأنف عملياته في حال جرى خرق الاتفاق.
ونقلت كان العبرية عن مصادر ان الإدارة الأميركية معجبة بجديّة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق مع حزب الله.
واشارت المصادر ان إسرائيل تطالب بحرية عمل كاملة في حال اكتشاف أي اختراق من قبل الحزب وهذا ما يمثّل بالخلاف الكبير في المفاوضات.
وفي المواقف كان البارز كلمة متلفزة هي الاولى للشيخ نعيم قاسم بعد انتخابه اميناً عاماً لحزب الله، ومما قال فيها: وقال : أمامنا تضحيات كثيرة لكننا واثقون أن النصر سيكون حليفنا وبرنامج عملي هو استمرارية لبرنامج عمل قائدنا حسن نصرالله في كل المجالات وسنتستمر في تنفيذ خطة الحرب وسنبقى في مسارها. سنحافظ على التوجهات السياسية المرسومة ونتعامل مع تطورات المرحلة حسب ظروفها.
وأكد قاسم، أن الحزب قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل «لأيام وأسابيع أشهر». واعلن «إذا قرر الإسرائيليون أنهم يرغبون في وقف الحرب فنقول إننا سنقبل ذلك لكن بالشروط التي نراها مناسبة».
اضاف: أما مساندة غزة فكانت واجبة ولحق أهل غزة علينا وعلى الجميع أن ينصروهم وهذا حق انساني وعربي واسلامي وديني».وأشار قاسم إلى أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة للاعتداء على لبنان. وتابع: اعتبرنا أنفسنا في إطار الدفاع الاستباقي واليوم نواجه مشروعًا كبيرا فهي حرب اسرائيلية أميركية اوروبية عالمية فيها كل الامكانات للقضاء على المقاومة وشعوبنا في المنطقة.
اضاف: «قررنا تسمية هذه الحرب «معركة أولي البأس». وتوجه الى العدو:ستهزمون حتما لأن الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا.. فاخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلا ستدفعنون ثمنا غير مسبوق».وأكد: «كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع صعود متزايد لقوتنا».وتوجه الشيخ قاسم للسفيرة الأميركية في لبنان: «لن تري لا أنت ولا من معك هزيمة المقاومة ولو حتى في الأحلام».
العدوان
وعلى وقع انذارات اسرائيلية باخلاء قرى في الجنوب وبعلبك، استمرت الغارات كثيفة على النبطية وعدد من البلدات وعلى محيط مدينة بعلبك قرب القلعلة الرومانية،. أيضا، استشهد مواطن وجرح عدد اخر، في غارة نفذتها مسيّرة صباحا، حين استهدفت عائلة تقطف الزيتون في بلدة سيناي، وعلم أن العائلة تتكوّن من 15 شخصاً. والمعلومات الأولية تفيد عن ارتقاء 11 شهيداً و6 جرحى في حصيلة أولية لمجزرتين إسرائيليتين في بلدتي بدنايل وبيت صليبي، غربي بعلبك. و11شهيدا و15 وجريحاً حصيلة اولية للغارات على بلدة سحمر في البقاع الغربي حسب مركزطواريء وزارة الصحة.
ايضا، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة على سيارة رابيد في بلدة بشامون ونجا صاحبها. كما تم استهداف فان على طريق ضهر الوحش في عاريا، ما أدى الى استشهاد سائقه. وبحسب الصور المنشورة ظهرت صواريخ منتشرة بالقرب من الفان المستهدف كان الفان ينقلها على ما يبدو.
وشن غارة من مسيرة على سيارة على الطريق من آخر مدينة عاليه – الحي الغربي نحو مفرق بلدة القماطية والمؤدية ايضا الى بلدة سوق الغرب، قرب مطعم على الطريق، ما ادى الى احتراق السيارة واستشهاد سائقها وجرح شيخ درزي كان في سيارة خلفها.
وقد قطعت القوى الامنية السير على طريق عاليه الحي الغربي باتجاه القماطية وتم تحويله الى الطرقات الفرعية. وعصرا افادت غرفة «التحكم المروري» عن إعادة فتح السير على طريق عاليه القماطية. واعلنت ايضا «إعادة فتح طريق الكحالة بالاتجاهين والسير إلى تحسّن تدريجي.
بعد غارات الجبل التقدمي ينفي
وبعد استهداف سيارة على طريق الكحالة – عاريا. صدر عن بلديتي عاريا والكحالة بيان جاء فيه: بعد تكرار عمليات استهداف السيارات على الطريق الدولي الذي يعبر البلدتين، تستنكر بلديتا عاريا والكحالة استخدام الطرق الدولية والآليات المدنية لانتقال المسلحين ونقل الاسلحة والذخائر، ممّا يعرض العابرين وابناء البلدتين للمخاطر التي تطال حياتهم واملاكهم. أضاف البيان: تتمنى بلديتا عاريا والكحالة على الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الشرعية التدخل فورا لاتخاذ التدابير التي تمنع استخدام الطرق الدولية والمناطق الآمنة لاغراض عسكرية ورفغ الخطر الذي يهدد المدنيين.
وبعد ان تحدثت بعض المصادر عن ان الحزب الاشتراكي قرر النزول الى الارض لمنع عبور الشاحنات التي قيل انها تحمل ذخائر وصواريخ، قالت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي قالت لـ«اللواء»: هناك تضخيماً للموضوع، وبعد قصف سيارة الفان في عاريا، الجيش اللبناني هوالذي كان على الارض، ولا يوجد طبعا تفتيش ولا درويات حزبية اومدنية، شرطة البلدية والقوى الامنية تتولى الارض.
وفي الميدان، وعلى وقع انذارات باخلاء قرى ايضا، استمرت الغارات كثيفة على النبطية وعدد من البلدات. أيضا، استشهد مواطن وجرح عدد اخر، في غارة نفذتها مسيّرة صباحا، حين استهدفت عائلة تقطف الزيتون في بلدة سيناي، وعلم أن العائلة تتكوّن من 15 شخصاً. واستأنفت القوات الإسرائيلية محاولات التوغل في مدينة الخيام من الجهتين الشرقية والجنوبية، حيث دارت اشتباكات طوال الليل حتى ساعات الصباح الأولى بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وبقذائف المدفعية ورمايات من دبابات الميركافا عند الأطراف الجنوبية لمدينة الخيام، واشتباكات أخرى من الجهة الشرقية، في حين يواصل الطيران الاستطلاعي تحليقه فوق الخيام ومختلف قرى قضاء مرجعيون.
في المقابل، أعلن حزب الله استهداف تجمع لجنود اسرائيليين في منطقة العمرا جنوب الخيام بصلية صاروخية، وتجمع لجنود الجيش الإسرائيلي في منطقة اليعقوصة عند أطراف بلدة الخيام. كما شن هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا وأصابت أهدافها بدقة. كما استهدف «الحزب» تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في منطقة وطى الخيام، وفي شرقي نبع الوزاني، وفي خلة العصافير في بلدة الخيام بصلية صاروخية. حزب الله: واستهدف مرتين تجمعا لجنود إسرائيليين عند بوابة شبعا.
"الأنباء" الالكترونية:
في لحظة معقودة على توقيت الإنتخابات الرئاسية الأميركية، يوم الثلاثاء المقبل، وبفائض من الآمال غير المضمونة، تصاعد الحديث في الساعات الماضية عن اتفاق قريب لوقف إطلاق النار في لبنان. حيث نقل الرئيس نجيب ميقاتي بعض التفاؤل بعض اتصال تلقاه من الموفد الأميركي آموس هوكستين، وهو في طريقه إلى تل أبيب لمزيد من المباحثات حول الوضع في جنوب لبنان.
وكان لافتاً ما جرى تسريبه من قِبل وسائل إعلام إسرائيلية، وقيل أنه مقترح لوقف إطلاق النار. ليسارع البيت الأبيض ويعلن أن "المسودات المتداولة حول اتفاق وقف النار لا تعكس الوضع الحالي للمفاوضات".
وتعليقاً على هذا المقترح، أشارت مصادر مراقبة عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أنه اقتراح غلبة لإسرائيلي ولا يصلح ليكون نص اتفاق بين فريقين. لا سيما ما يتعلّق بأن تحتفظ إسرائيل بحق التحرّك عسكرياً ضد التهديدات بالتنسيق مع أميركا، وان للطيران الإسرائيلي ان يحلّق متخفياً للضرورة ودون خرق جدار الصوت.
المصادر استبعدت أن يكون المتداوَل به هو فعلاً المقترح الجدّي للحلّ، متوقفة عند تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس والذي شدد على موقف لبنان المتمسّك بالقرار ١٧٠١، جازماً بأن "ما كُتب قد كُتب".
هذا وتلفت المصادر الى أن العدو الإسرائيلي يفخخ أي مساعي للتهدئة تماماً كما فعل في غزة، بهدف إفشال كل المفاوضات ليستمر في عدوانه وفرض شروطه. واعتبرت المصادر أن مَن يريد التهدئة لا يمارس سياسة الأرض المحروقة كما يفعل الإسرائيلي في الجنوب، ولا يستمر في مجازره التي تُعتبَر جرائم حرب، على امتداد المناطق اللبنانية وآخرها في البقاع.
فمنذ ساعات الفجر الأولى، أمس، لم يتوقف جحيم الغارات الإسرائيلية مستهدفة معظم المناطق من الجنوب وصولاً الى مدينة بعلبك، مروراً بعاليه وعاريا. وقد ترافق ذلك مع مجموعة من الإنذارات للأهالي بضرورة إخلاء اماكن إقامتهم في الجنوب وفي بعلبك، التي استهدفت بعشرات الغارات ما دفع بسكانها الى النزوح.
في هذا الوقت، برزت الإطلالة الأولى للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بعد تعيينه، ليؤكد البقاء في طريق الحرب ضمن التطورات المرسومة، وأن المقاومة وُجدت لتحرير الأرض ومواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية، متهماً اسرائيل بعدم الالتزام بالقرار 1701 متحدثاً عن 39 الف خرق جوي وبري للقرار. لكن اللافت كان تمرير قاسم استعداد "الحزب" لوقف إطلاق النار، ولكن ليس بشروط الإسرائيلي، مجدداً تفويض بري بالمفاوضات.
في هذه الأثناء، استمر الحراك السياسي في البلد، حيث التقت كتلة اللقاء الديمقراطي بكتلة الوفاء للمقاومة في مجلس النواب، وجرى البحث في الأوضاع العامة والميدانية، كما في موضوع النازحين والجهود الإغاثية المطلوبة.
هذه الملفات حضرت أيضاً في عين التينة التي زارها الرئيس ميقاتي. وأشارت مصادر مطلعة في اتصال مع "الانباء" الالكترونية الى أن ميقاتي أطلع بري على نتائج جولته الأوروبية وحصيلة اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين هناك من أجل الضغط على إسرائيل لتحقيق وقف إطلاق نار.
وأشارت المصادر الى أن ملف النازحين استحوذ على النصيب الأكبر من محادثات رئيسي الحكومة والمجلس النيابي، بالنظر الى ضخامته وخطورته في ظل الإنذارات الاسرائيلية المتكررة للسكان الجنوبيين واهالي البقاع. واتفقا على مناشدة المجتمع الدولي التدخل والتخفيف من وطأة هذه الكارثة التي حلّت بلبنان.
توازياً، وتعليقاً على مسار الأحداث، لا يستغرب السفير السابق خليل الخليل الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على لبنان، لأن دولة إسرائيل منذ نشأتها لم يكن لديها أي احترام للقوانين الدولية والإنسانية. ولم تسأل لا عن المحكمة الدولية ولا عن الأمم المتحدة ولا عن منظمة اليونيسكو، واصفاً هذا الفجور الإسرائيلي وطريقة القصف والقتل المتعمد بأنه مسعى لتهجير السكان أكان في غزة او في لبنان، مذكّراً بخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة حين ادّعى بأنه يحارب عن العالم وأنه يريد تغيير المنطقة.
الخليل وفي حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أعرب عن تخوّفه من سعي نتنياهو لخلق ديمغرافيا جديدة في المنطقة من خلال التهجير. ورأى أن هذا التغيير الديمغرافي يمكن أن يؤدي لتغيير الحدود بين الدول من دون أن يسأل عن أحد. وقال الخليل: "علينا في لبنان مسؤوليات كثيرة ولا يجوز التعاطي معها بسطحية، فالوضع في لبنان يتجه الى منعطفات خطيرة جداً، ومشكلة الديمغرافيا هي أخطر من القذائف والدبابات والمدفعية. والشرط الإسرائيلي بإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني ومراقبة ذلك يعني إنهاء الدولة اللبنانية".
الخليل أعرب عن استغرابه لمواقف الدول التي تدّعي الديمقراطية والحرية والإنسانية مثل أميركا وبريطانيا والمانيا بمساندة إسرائيل. وسأل: "الم يقرأوا التاريخ وأن هذه الدولة كان اسمها فلسطين قبل 75 سنة؟ وبالتالي هذه الهجمة الشرسة من دول تدعي الديمقراطية والحرية والانسانية يعني أنها لا تفقه شيئاً مما تدعيه"، معتبراً أن لبنان يمرّ بمرحلة خطر وجودي.
تبدو الصورة لا تزال قاتمة، وما كادت بعض الآمال تطفو حتى عادت السلبية لتتقدّم على الإيجابيات. فالتجارب مع الإسرائيلي تدعو للقلق، ومناوراته ومراوغته في غزة طوال عام حتى اليوم خير دليل.
"البناء":
فجأة سرت في وسائل الإعلام موجة تفاؤل بقرب التوصل لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان، كان مصدرها بداية ما تداولته وسائل إعلام الكيان تحت هذا العنوان. ثم جاء حديث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد تلقيه اتصالاً من المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين عن احتمال إعلان وقف النار خلال ساعات مقبلة ليمنح المصداقية لهذا الكلام، قبل أن يبدأ البيت الأبيض بإصدار مواقف تخفف من حجم التفاؤل، فيما بدأت تفاصيل التقارير الاعلامية الواردة من الكيان تكشف حقيقة كلام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن موافقته على الذهاب الى صيغة توقف الحرب في لبنان وغزة، وليس في لبنان فقط، ولكن ضمن مجموعة شروط تحت عنوان أولوية الأمن الإسرائيلي، بحيث صار مطلوباً تجويف القرار 1701 من مطالبة جيش الاحتلال بوقف الانتهاكات للأجواء والمياه اللبنانية، وشرعنة بقائه في الأراضي اللبنانية المحتلة، ومنح جيش الاحتلال صلاحية التحقق من قيام الجيش اللبناني بنزع سلاح المقاومة جنوب الليطاني، وتفويض جيش الاحتلال القيام بذلك، إذا وجد تقصيراً في تنفيذ المهمة.
على مسار غزة لم تتضح بعد المسودات المتداولة، لكن لا يتوقع أن تتضمن إشارات إيجابية على إمكانية التوصل إلى اتفاق مقارنة بالمسودة اللبنانية، ولذلك يتريث مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز بالكشف عن مقترحاته ويفضل عدم الإفصاح عن شيء قبل الحصول على موافقات مسبقة عليها، بينما بدأ المبعوث اموس هوكشتاين والمستشار الرئاسي الأميركي بيرت ماكغورك بصياغة مسودة حول وقف إطلاق النار في لبنان قبيل وصولهما الى تل أبيب تمهيداً للتوجه لاحقاً الى بيروت.
على مستوى المقاومة التي واصلت تصديها لقوات الاحتلال على محاور جبهة الخيام، حيث تدور معارك ضارية وتكبد الاحتلال خسائر جسيمة في الأرواح والدبابات، أطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم شارحاً العديد من مواقف الحزب والمقاومة، مؤكداً السير على نهج السيد حسن نصرالله وخطته، داعياً الى الثقة بقدرات المقاومة وصناعتها الأكيدة للنصر، وتعهدها بإفشال مخططات الاحتلال وحربه، قائلاً أسمينا هذه المعركة بمعركة “أولي البأس” وسوف ننتصر فيها.
وقال الشيخ نعيم قاسم في كلمة هي الأولى له بعد انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله: «نواجه مشروعًا كبيرًا في المنطقة، وهي حرب لا تقتصر على لبنان وغزة بل هي حرب عالمية ضد المقاومة.. يتم استخدام كل الوحشية والإبادة في هذا العدوان من أجل تمرير المشروع ويجب علينا المواجهة وعدم الاكتفاء بالتفرّج.. هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية هي شعارات كاذبة وقد سقطت أمام الانحياز للمتوحش».
وأوضح أن “حجم الاستهداف لحزب الله ولا سيما استهداف قائده بعد تفجيرات “البيجر” كان مؤلمًا لنا، لكنّ الحزب استعاد وضعه، والميدان يثبت ويؤكد تعافي الحزب من الهجمات التي تعرّض لها، لأنّه مؤسسة كبيرة ومتماسكة وذو إمكانات كبيرة.. حزب الله ذو تاريخ جهادي حقيقي، وكان يقوى عامًا بعد عام ويكسب المزيد من الخبرات، والإمكانات لدى حزب الله متوفرة وتتلاءم مع حرب الميدان الطويلة”.
وأشار قاسم إلى أن “الاحتلال اعترف بعجزه أمام صواريخ الحزب والطائرات المُسيّرة وهي تضرب ضمن برنامج ميداني مدروس.. قدرة المقاومة على نصب المنصات على الرغم من الغارات الجوية المتواصلة هي استثنائيّة ونحن نقاتل بشرف، ونحن نستهدف القواعد والعسكر، أمّا هم فيستهدفون الإنسان والبشر والحجر ويريدون إيلامنا”.
وتابع: “على العدو أن يعلم أنّ قصفه لقرانا ومدننا لن يجعلنا نتراجع، والمقاومة قوية وهي تمكّنت من إيصال مُسيّرة إلى غرفة نتنياهو.. نجا هذه المرّة وربما أجَله لم يحِن بعد.. نحن نؤلم العدو، واستهدافنا لقاعدة “بنيامينا” دليل على ذلك، وكذلك استهدافات حيفا وعكا وغيرهما”.
وإذ لفت إلى أن حزب الله قرّر تسمية الحرب الحالية مع العدو الصهيوني “معركة أولي البأس”، شدّد على حتمية انتصار المقاومة وهزيمة العدو، وقال مخاطبًا العدو: “ستُهزمون حتماً لأنّ الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا.. فاخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلاّ ستدفعون ثمنًا غير مسبوق”، مضيفًا: “كما انتصرنا في تموز 2006، سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع صعود متزايد لقوتنا”.
وتوجّه إلى السفيرة الأميركية في لبنان بالقول: “لن تري لا أنتِ ولا من معكِ هزيمة المقاومة ولا حتى في الأحلام.. وسيخرج حزب الله من هذه المواجهة أقوى ومنتصرًا”.
كما توجّه الشيخ قاسم إلى النازحين بالقول: “هذه المعركة تتطلّب هذا المستوى من التضحيات، ونحن في مرحلة إيلام العدو، تُضاف إليها مرحلة الصمود والصبر، لا يمكن للمقاومة أن تنتصر من دون تضحياتكم، والآخرون مندهشون من صبركم وسنبني معًا.. حزب الله قويّ في المقاومة ببركة المجاهدين وقويّ في الداخل السياسيّ بفضلكم”. وأضاف: “نقول لمن يراهن على مرحلة ما بعد الحرب، إنّكم ستُضطرون إلى لعن أميركا وحلفائها لأنّهم كذبوا عليكم.. العدو لن يتمكن من الرهان على الوقت لأنّ خسائره كبيرة وهو سيضطر إلى وقف عدوانه”.
وأعلن قاسم أن المقاومة مستمرة في التصدي للعدوان “وإذا أراد العدو وقفه نقبل بالشروط التي نراها مناسبة وأي حل يبقى بالتفاوض غير المباشر”، مشددًا على أن “دعامة أي تفاوض هي وقف إطلاق النار أولًا”.
وفي سياق متصل، ذكّر رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريحات صحافية بالخطوط العريضة التي تم التوصل إليها مع المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين، والتي تتعلق بوقف النار ونشر الجيش اللبناني في الجنوب تمهيدًا لتطبيق القرار الدولي 1701.
وأكد بري أن هذه الخطوات تهدف إلى قطع الطريق على أي أفكار غير متعلقة بالمفاوضات. وشدّد على أنه ليس هناك أي نية لتغيير نص القرار 1701، قائلاً: “ما كُتب قد كُتب ولسنا بوارد تغيير ولو حرفًا واحدًا”. كما نفى أن يكون هوكشتاين قد أشار إلى القرار 1559 أو إحلال قوات متعددة الجنسية محل قوات الطوارئ الدولية الموجودة في جنوب الليطاني.
وأضاف بري أنه أنجز كل النقاط المتعلقة بوقف النار ونشر الجيش وتطبيق القرار 1701، وهو في انتظار أن يتفاهم هوكشتاين مع نتنياهو حول ما تم إنجازه. وأكد أن لبنان مستعدّ للالتزام بالاتفاقات بمجرد تفاهم هوكشتاين مع نتنياهو، مشددًا على ضرورة توفير الضمانات اللازمة لتنفيذ الاتفاق.
وأشار بري إلى أن “الكُرة الآن في مرمى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو”، متسائلاً عما إذا كان سيظهر استعدادًا للسير في التفاهم الذي توصلوا إليه مع هوكشتاين، أم أنه سيتراجع كما حدث في السابق بعد النداء الأميركي – الفرنسي لوقف النار. وأوضح أن لبنان قد رحّب بالتفاهم وكان مستعدًا لتطبيقه فورًا.
الى ذلك، أشارت مصادر إعلامية عربية الى أن هوكشتاين قد يعود لبيروت قبل السبت في حال تجاوب “إسرائيل” مع طروحاته. ولفتت الى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أخذ ضمانات بألا تستهدف “إسرائيل” المرافق اللبنانية العامة.
وفي تصريح لافت أوحى أنه يقدم مخرجاً أميركياً لحكومة نتنياهو للموافقة على وقف الحرب، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أننا “ندعم حق “إسرائيل” في ضرب أهداف مشروعة لحزب الله لكن بطريقة لا تهدد حياة المدنيين”.
وذكرت الخارجية، أننا “رأينا مؤشرات على أن حزب الله لم يعد يربط إنهاء الحرب مع “إسرائيل” بالصراع في غزة، ونحن نجري محادثات مستمرة مع “إسرائيل” حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه الحل الدبلوماسي في لبنان”. وأضافت “الجيش الإسرائيلي حقق تقدماً كبيراً في ضرب مواقع حزب الله والقضاء على بنيته التحتية، وواشنطن تريد حل الصراع في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية وألا يكون حملة مطولة مثل غزة”.
وفي سياق ذلك، عبر الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليديس عن تفاؤله إزاء التوصل لهدنة في لبنان خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين.
وفي محاولة لاستمالة الناخبين اللبنانيين من أصل أميركي في الانتخابات الأميركية في الخامس من الشهر الحالي، أعلن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في رسالة وجّهها إلى الأميركيين اللبنانيي الأصل، الى أنه سيعمل على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويحافظ على الشراكة بين جميع الطوائف. وحضّ الناخبين من أصل لبناني للتصويت له من أجل السلام.
وتابع ترامب: “سأصلح المشاكل التي تسبب بها الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس وأُوقف المعاناة والدمار في لبنان، وسننجز ذلك بشكل صحيح وأتطلع إلى العمل مع المجتمع اللبناني الذي يعيش في الولايات المتحدة لضمان سلامة وأمن شعب لبنان العظيم”.
ومساء أمس، بث الإعلام الإسرائيلي أجواء إيجابية ومسودات يجري التفاوض عليها تتحدّث عن قرب التوصل الى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، إذ أفادت القناة ١٢ الإسرائيلية، بأن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى موافقته على تسوية في لبنان تضمن عودة الإسرائيليين إلى بلداتهم بأمان”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أسبوع وسيستأنف عملياته في حال جرى خرق الاتفاق”. كما نشرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية مسودة مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان، وسط توقعات بأن يتمّ إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية خلال الأيام المقبلة وقد تعلن الإدارة الأميركية عنه قبل الانتخابات. إلا أن صحيفة “يسرائيل هيوم”، نقلاً عن مصدر سياسيّ، أن “مسودة التسوية بلبنان التي تسرّبت اليوم قديمة وغير ذات صلة وهي ضمن ما تجري مناقشته”.
وإذ نفت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ”البناء” علمها بالأجواء الإيجابية وبالمسودات التي يجري التفاوض عليها، أبدت مصادر معنية لـ”البناء” تشكيكها بما يشيعه الاعلام الإسرائيلي عن قرب التوصل إلى إطلاق النار، بهدف رمي الكرة الى الملعب اللبناني بعدما كانت في ملعبه، وبالتالي تحميل مسؤولية فشل المفاوضات ووقف الحرب لحزب الله وتبرير ما يخطّط له العدو الإسرائيلي من مجازر جديدة بحق المدنيين واستكمال عملية تدمير المدن وتهجير السكان كما حصل في صور وحارة صيدا وبعلبك.
وبعد دقائق من إشاعة الأجواء الإيجابية، أصدر المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي، تهديداً إلى جميع سكان القرى اللبنانية الذين أخلوا منازلهم”، لافتاً الى أن “غارات الجيش الإسرائيلي مستمرّة، فلا تعودوا الى المنازل حتى إشعار آخر”.
بدوه، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى اننا لا نصدق الوعود، ولكن نأمل أن نشهد خلال الايام المقبلة وقفاً لاًطلاق النار في لبنان.
واشار ميقاتي إلى أنه “لدينا تفاؤل حذر واتصالاتي الدولية كانت تصبّ لدعم وقف إطلاق النار وتأكيد استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701، وهوكشتاين لم يؤكد زيارته إلى لبنان بعدما سيأتي إلى “إسرائيل” مباشرة من أميركا ونأمل أن تحمل الأيام المقبلة أموراً إيجابية”. وأوضح بان هوكشتاين حمل اقتراحاً إلى لبنان خلال زيارته الأخيرة لبيروت وبقيَ “سرياً” بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكد بأن شروطنا واضحة وهي تطبيق القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز وجوده هناك ونحن على استعداد لذلك، والجيش اللبناني بحاجة إلى العتاد ليقوم بدوره ويجب ألا يكون هناك سلاح في منطقة جنوب الليطاني إلا بيد الشرعية اللبنانية وفك كافة البنى التحتية الموجودة في ذاك القطاع، ونحن ملتزمون بكل الأمور المرتبطة بالقرار 1701 والهدف هو إرساء الاستقرار في لبنان.
ميدانياً، واصلت المقاومة تصدّيها لمحاولات قوات جيش العدو الإسرائيلي التقدم باتجاه القرى والبلدات الحدودية، بالتوازي مع الاستمرار بدكّ تجمّعات ومواقع ومعسكرات جيش الاحتلال ومستوطناته شمال فلسطين المحتلة بمختلف أنواع الصواريخ، ملحقة المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
وأعلنت المقاومة في سلسلة بيانات أنّها قصفت معسكر أدام لتدريب مجموعات الوحدات الخاصة جنوب شرق تل أبيب بصواريخ نوعيّة. وشنّت “هجوماً مركباً من الصواريخ النوعيّة وسرباً من المسيّرات استهدفت قاعدة عين شيمر (قاعدة للدفاع الجوي الصاروخي وقاعدة اللواء الإقليمي) شرق الخضيرة وأيضاً تجمعات العدو في معسكر إلياكيم (التابع لقيادة المنطقة الشمالية) جنوب حيفا وقاعدة شراغا شمال مدينة عكا المحتلة وأصابت أهدافها بدقة بعد أن عجز العدو عن التصدّي لهذه الصواريخ والمسيّرات التي حلقت لمدة من الزمن فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
واستهدفت تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي ضمّ أكثر من إثني عشر جندياً صهيونياً بصاروخ موجّه بين بلدتي كفركلا ودير ميماس وأوقع عدداً من القتلى والجرحى.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “الجيش الإسرائيلي فعّل التشويش على نظام الملاحة العالمي وسط “إسرائيل”، ودوي انفجار ضخم في الخضيرة جنوب حيفا”. في حين ذكرت إذاعة جيش العدو نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن “المسيّرات التي يجري البحث عنها تحلق بسرعة غير مسبوقة”.
وكانت قد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “سلاح الجو الإسرائيلي يحاول التصدي لـ5 مسيرات أطلقت من لبنان”. وقصفت المقاومة “تجمعاً لجنود العدو في مستعمرة جعتون بمسيرة انقضاضية وأصابت أهدافها بدقة”.
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية لـ”البناء” الى أن “حزب الله رفع وتيرة العمليات النوعية خلال الأسبوعين الماضيين على صعيد المواجهات البرية وعلى صعيد إطلاق مكثف للصواريخ المختلفة على كامل مستوطنات شمال فلسطين المحتلة وصولاً الى تل أبيب، وبالتالي تمكن من استعادة زمام المبادرة والتحكم بمفاصل الميدان، ما أجبر القادة العسكريين في “إسرائيل” على تسريع العملية البرية وإنهائها لوقف نزيف الخسائر والاستنزاف في الجيش الإسرائيلي ما دفع ايضاً الحكومة الإسرائيلية الى خفض سقف شروطها تدريجياً على وقع تطورات الميدان التي تصبّ في مصلحة حزب الله”. ووفق الخبراء فإن “الجيش الإسرائيلي لن يستطع الاستمرار بالحرب لوقت طويل في ظل الخسائر الفادحة في المعركة البرية، علماً أن وحدات الجيش الإسرائيلي لم تدخل الى عمق الليطاني حتى الآن، فكيف إذا توغلت الى وادي الحجير وبنت جبيل فسترتفع الكلفة بشكل كبير، كما لن تستطيع الحكومة الإسرائيلية تحمل استمرار تساقط صواريخ حزب الله بالوتيرة نفسها على كامل مستوطنات شمال “إسرائيل””.
وفي سياق ذلك، كشف قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب “الإسرائيلية”، عن معطيات هامة لفت فيها الى “استقبال حوالي 12 ألف جريح من الرجال والنساء من الجيش “الإسرائيلي” وقوات “الأمن” اعتبارًا من 7 تشرين الأول 2023».
وقد ارتفع عدد المتعالجين في القسم خلال عام بنسبة 20% ليصل إلى حوالي 74 ألف شخص، وفق ما نشر موقع “إسرائيل نيوز ٢٤” “الإسرائيلي”، فيما أصيب نحو 1500 جريح مرتين خلال القتال، بالإضافة إلى ذلك، تم نقل حوالي 900 جريح جديد إلى المستشفيات منذ بداية “العملية البرية” (العدوان البري) في لبنان، أي بزيادة قدرها 1.5 مرة مقارنة بشهر أيلول”.
ووفق ما تشير أوساط سياسية لـ”البناء” فإن ثلاثة أمور تعجل في توجه الحكومة الإسرائيلية للتفاوض الجدي للبحث عن مخرج يحد من الخسائر العسكرية والسياسية ويمنح نتنياهو الحد المقبول من المكاسب، مع العلم أنه لم يحقق الأهداف العسكرية للحرب حتى الآن رغم كل التدمير والتهجير والاغتيالات التي قام بها خلال الشهر الماضي.. الأول تطورات الميدان، حجم الخسائر الإسرائيلية والرأي العام الإسرائيلي، توجهات الإدارة الأميركية الجديدة.
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، وبعد عدوانه المركز على مدينة صور، صب جام عدوانه أمس على مدينة بعلبك والقرى المجاورة، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن “غارة العدو الإسرائيلي على مزرعة صليبي في بعلبك أدّت إلى استشهاد أحد عشر شخصاً من بينهم ثلاث نساء، وإصابة ثلاثة بجروح استدعت إدخالهم العناية المركزة”. ولفت المركز، الى أنه “في بدنايل أدت غارة العدو الإسرائيلي على البلدة إلى استشهاد ثمانية أشخاص من بينهم خمس نساء”.
وأغار الطيران الحربي المعادي على بلدة تول قرب مستشفى الشيخ راغب حرب، وعلى مبنى اتحاد بلديات إقليم التفاح في بلدة جباع وأفيد أن الصاروخ لم ينفجر. كما استهدفت سلسلة غارات مدينة صور عند مفرق بلدة معركة.
"الشرق":
على وقع غارات ومجازر هيستيرية غير مسبوقة جنوباً وبقاعا ،نال بعلبك المدينة وقراها النصيب الاكبر من التدمير الوحشي الذى سوى عشرات المنازل العائدة للمدنيين بالارض، واوقع عشرات الشهداء والجرحى، وكان سبق ذلك تهديدات لأهالي بعلبك وقرى الجوار بإخلائها فورا، اعقبهاموجة نزوح لمئات الاف البقاعيين في اتجاه بيروت والشمال. فقد نفذت مسيرة إسرائيلية امس غارة مستهدفة سيارة رابيد في بلدة بشامون ونجا صاحبها،كما تم استهداف فان على طريق ضهر الوحش في عاريا، ما أدى الى مقتل شخصين. وبحسب الصور ظهرت صواريخ منتشرة بالقرب من الفان المستهدف كان ينقلها الفان، وتسبب استهداف سيارة الفان باندلاع حريق في الحرج المجاور عمل الدفاع المدني على اخماده.
وبعد الظهر، تم استهداف سيارة عند مفترق عاليه- القماطية.
وقرابة الثالثة من بعد الظهر بدأ الجيش الاسرائيلي غارات هجومية موسعة على قرى بعلبك،واستهدفت الغارات طاريا وشمسطار وبريتال، الانصار بعلبك، مجدلون وخزانات وقود في سهل دورس ومجدلون وطريق الكيال وطريق راس العين وحي الواد،ووصل القصف الى بلدات لم يشملها الإنذار التحذيري للجيش الاسرائيلي. وشملت الأحياء السكنية في مدينة بعلبك التالية: تلال رأس العين، عمشكي، العسيرة، طريق الكيال، ولجهة مدخلي بعلبك الشمالي والجنوبي،واستهدفت محلة عين بورضاي، دورس وخزانات مازوت في محيطها، وعلى أطراف بلدة شمسطار. وعلى أثر الانذار الاسرائيلي، غادر مئات الآلاف المنطقة، وسط حالة هلع، وشهدت منطقة دير الاحمر حركة نزوح كبيرة باتجاهها وشهدت طريق اللبوة- عرسال حركة ازدحام لسيارات النازحين من بعلبك وجوارها نحو بلدة عرسال التي فيها عدة مراكز إيواء، بالإضافة إلى استضافة أهاليها في بيوتهم مئات العائلات التي نزحت إلى البلدة. وتوجه محافظ بعلبك الهرمل إلى أهالي مدينة بعلبك ومحيطها، بعد الإنذارات الإسرائيلية، بالقول: «أرجو منكم التوجه الى احدى الوجهتين: عرسال، أو الى محافظة الشمال عن طريق عيناتا-الأرز، الرجاء عدم التوجه الى القلعة لأنها ليست آمنة». من جهة ثانية وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرا لسكان الجنوب في القرى التالية: سجد، كفرجوز، النبطية التحتا، النبطية الفوقا، زفتا، جرجوع، حومين التحتا، كفر رمان مطالبا اياهم باخلائها.
وعلى الاثر،شن الطيران الاسرائيلي غارة على منطقة المساكن الشعبية لجهة المدينة الصناعية في ضاحية صور، كما اغار على منزل في منطقة الزراعة قرب صور، واغار على بلدتي الشعيتية والمالكية. كما شن غارة على بلدة الرماديةً واخرى على المنطقة الواقعة بين بلدتي الرماديةً والشعيتية في قضاء صور. كما اغار على خراج بلدة السريرة في منطقة جزين،وسجلت غارتان على كفركلا والخيام وغارة على جيشيت، وفجر الجيش الإسرائيلي منازل في منطقتي وادي العصافير ومحيط المعتقل حي الشرقي في الخيام، وشن غارة مستهدفا بلدة زفتا.
وقصفت المدفعية الاسرائيلية بلدة يحمر الشقيف بالمدفعية الثقيلة التي استهدفت حي الشرابيك،وترافق ذلك مع خرق جدار الصوت فوق النبطية وإقليم التفاح اربع مرات، وتعرض مجرى نهر الليطاني في منطقة الخردلي لقصف مدفعي عنيف في الوادي لجهة قلعة الشقيف مما تسبب باندلاع حريق في المكان، واستهدفت غارة ساحة بلدة كفرملكي في اقليم التفاح، واخرى بساتين منطقة العيتانية، وسجل غارتان إسرائيليتان على بلدتي أرنون وجبشيت، كما استهدفت غارة بلدة البازورية، وشنت غارة عنيفة على بلدة المنصوري، ونفذت مسيرة اسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة محيط المبنى المدمر لبلدية مدينة النبطية،كذلك اغار الطيران المعادي مستهدفا ارنون،كما اغار الطيران الحربي عصرا مستهدفا بلدة شقرا وبلدة صفد البطيخ في قضاء بنت جبيل،واستهدفت غارة اطراف بلدتي بافلية ودبعال، وقصفت بارجة حربية اطراف اللبونة والناقورة،واستهدفت 10 غارات الخيام وسط محاولة قوات اسرائيلية التوغل الى داخلها، واستشهد مواطن وجرح عدد اخر، في غارة نفذتها مسيّرة صباحا، حيث استهدفت عائلة تقطف الزيتون في بلدة سيناي، وعلم أن العائلة تتكوّن من 15 شخصاً، كما تواصلت أعمال الانقاذ ورفع الانقاض في بلدة الصرفند حيث استهدف الطيران المعادي مبنى في البلدة، مخلّفاً مجزرة في حق مواطنين مدنيين أبرياء، وفي الحصيلة النهائية لمجزرة الصرفند، أفيد عن إستشهاد 15 شخصاً وانتشال طفل حياً من تحت الركام.
من جهة أخرى، كشف المشهد امس في حارة صيدا، عن دمار كبير جراء الغارة الإسرائيلية المعادية على البلدة، لتبلغ الحصيلة النهائية لهذا الاعتداء: عشر شهداء و36 جريحا.
واستأنفت القوات الإسرائيلية محاولات التوغل في مدينة الخيام من الجهتين الشرقية والجنوبية، حيث دارت اشتباكات طوال الليل حتى ساعات الصباح الأولى بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وبقذائف المدفعية ورمايات من دبابات الميركافا عند الأطراف الجنوبية لمدينة الخيام ، واشتباكات أخرى من الجهة الشرقية، وفجرا، شن الطيران الحربي غارات عنيفة على منطقتي «إقليم التفاح» قضاء النبطية و»جبل الريحان» قضاء جزين ما أدى إلى مقتل شاب، وكان الجيش الاسرائيلي نفذ موجة هستيرية ليلًا استمرت حتى الصباح على قرى قضاءي صور وبنت جبيل
وفي الانتهاكات الانسانية العديدة منها تفخيخ وتفجير مسجد بلدة ام التوت الحدودية بعد تدميره لعدد من المنازل، وخاض رجال المقاومة معارك طاحنة مع الجيش الاسرائيلي الذي حاول التسلل تحت جنح الظلام للدخول الى عدد من القرى الحدودية وتفخيخ المساجد والمنازل لكن عناصر المقاومة تصدت لجنوده وأجبرتهم على التراجع وتكبيده خسائر في الارواح والاليات.
في المقابل، أعلنت المقاومة عن استهداف تجمع لجنود اسرائيليين في منطقة العمرا جنوب الخيام بصلية صاروخية، وتجمع لجنود الجيش الإسرائيلي في منطقة اليعقوصة عند أطراف بلدة الخيام. كما شنت هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا وأصابت أهدافها بدقة. كما استهدفت تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في منطقة وطى الخيام، واستهدفت مرتين تجمعا لجنود إسرائيليين عند بوابة شبعا. وقالت: قصفنا الكريوت شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. واستهدفت تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة بصلية صاروخية»، واستهدفت تجمعا لجنود العدو في وادي العصافير في بلدة الخيام بصلية صاروخية».
من جانبه، اعلن الجيش الاسرائيلي عن إصابة 10 ضباط وجنود في معارك لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
"الشرق الأوسط":
وسّعت إسرائيل، أمس، مروحة التدمير إلى شرق لبنان، حيث نفذت عشرات الغارات في منطقة بعلبك وسط نزوح واسع منها بعد إنذارات بالإخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي، وذلك استكمالاً لخطة الضغط الناري على «حزب الله» للقبول بمفاوضات بشروط تل أبيب.
وشن الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة على بعلبك ومحيطها، طالت أحياء سكنية في المدينة ومداخلها، بالتزامن مع كلمة الأمين العام الجديد لـ«حزب الله» نعيم قاسم الذي قال إن حزبه يقبل بوقف لإطلاق النار ولكن «بشروطه» هو.
واستبقت هذه الجولة من القصف، وصول آموس هوكستين موفد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب، لبحث وقف للنار في لبنان. وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في معرض نفيه كل ما يشاع من خارج ما اتفق عليه مع هوكستين، بأن «ما كُتب قد كُتب وليس بوارد تغيير ولو حرفاً واحداً في القرار 1701». وقال إن الوسيط الأميركي لم يأتِ على ذكر القرار 1559 أو إحلال قوات متعددة الجنسية مكان قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) الموجودة أصلاً بموجب هذا القرار في جنوب الليطاني لمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيقه.
ومساء أمس قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن هوكستين أبلغه أنه في طريقه إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي حمل معه في زيارته الأخيرة لبيروت مقترحاً سرياً يعرفه هو والرئيس بري فقط.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا