إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 11 نوفمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 11 24|09:02AM :نشر بتاريخ

"الأخبار": عاد الترويج الإسرائيلي للحديث عن تقدّم نحو تسوية بخصوص الحرب على لبنان، وسطَ مخاوف من خدعة جديدة يمارسها الأميركيون والإسرائيليون في مسار الحرب. وما يعزّز هذه المخاوف المعلومات التي أشيعت عن جولة جديدة في المنطقة سيقوم بها المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين للدفع في اتجاه اتفاق هدنة مؤقّت تليه مفاوضات، خصوصاً أنه، استناداً إلى التجربة معه، لم يعُد ممكناً أخذ كلامه بجدية أو إيجابية، إذ إن كل جولاته كانت تنتهي بتصعيد إسرائيلي على المستويين الأمني والعسكري. وفيما أُعلن أمس عن اتصالات بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن التسوية مع لبنان، أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن «الأمل في حصول اتفاق يوقف الحرب»، مؤكداً أن «لبنان ملتزم بتطبيق القرار 1701».

وتولّت وسائل الإعلام الإسرائيلية إشاعة أجواء إيجابية ووجود مؤشرات إلى إمكانية قبول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو باتفاق مؤقّت، إذ أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، بأن «إسرائيل تدرس إمكانية فرض وقف إطلاق نار محدد المدة على الحدود الشمالية مع لبنان، في خطوة تهدف إلى تجنب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها»، لافتة إلى أن «هذه التطورات تأتي في وقت حساس، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصاً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تدعو إلى إنهاء التصعيد العسكري في لبنان وقطاع غزة».

ونقلت القناة 12 عن مصادر قريبة من نتنياهو أن «المفاوضات حول لبنان تحصل بمشاركة إسرائيل ولبنان وروسيا وأميركا وإيران، والجدول الزمني يتناسب مع استبدال الحكم في البيت الأبيض، وهو ينص على وقف النار 60 يوماً، يتواجد خلالها الجيش الإسرائيلي بأعداد قليلة في مناطق قريبة من الحدود في لبنان إلى أن ينتشر الجيش اللبناني».

من جانبها، تحدّثت «يديعوت أحرونوت» ليل أمس عن «تبادل لمسوّدات اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بين إسرائيل والولايات المتحدة، وسط تقدّم في مفاوضات التسوية»، مضيفة أن هوكشتين تبادل المسوّدات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. ونقلت عن «مصادر مطّلعة» أن «هناك تقدّماً كبيراً في المحادثات، وهناك فرصة جيدة للاقتراب من الاتفاق». وخلصت إلى أن «ترامب يريد إنهاء الحرب في لبنان قبل تنصيبه في 20 كانون الثاني المقبل». غير أن مصادر لبنانية مطّلعة أكّدت لـ «الأخبار» أن أي مسوّدة اتفاق لم تصل إلى أيّ من المسؤولين في لبنان.

في ضوء ذلك، تصاعدت المزايدات الداخلية في كيان الاحتلال، فأشار عضو مجلس الحرب السابق بني غانتس إلى «أن الهدف الرئيسي في الشمال هو إعادة المستوطنين بأمان. ولكي يحدث هذا بسرعة، يجب ألا نوافق على وقف إطلاق النار من جانب واحد، حتى لو كان الضغط الدولي يتزايد. لا بد من زيادة شدة الهجمات في لبنان. وعلينا أن نتوصل إلى اتفاق يحيّد حزب الله، ويضمن لنا حرية العمل في مواجهة أي انتهاك».

ويأتي هذا الترويج عشية زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، والذي سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه زار روسيا سراً قبل أيام لبحث ملف لبنان، مشيرة إلى أن زيارته إلى واشنطن «هدفها وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الاتفاق مع لبنان».

كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين أميركيين أن «فرص التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في الشمال تزداد بقيادة هوكشتين، وبتشجيع من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب». وكتبت الصحيفة أن «الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بعث برسالة إلى إدارة بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال إسرائيل»، مشيرة إلى أن «فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن وبتشجيع من ترامب، تتزايد».

كذلك تحدّثت هيئة البث الإسرائيلية، عن «تقدّم حقيقي في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية». ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسؤول سياسي أن «حديثاً يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل في الجبهة الشمالية يلبّي مصالحها بشكل أمثل».

وأضاف المسؤولون الأميركيون بحسب الصحيفة أن «هناك تقدّماً في المحادثات بين الأطراف المعنية وأن التسوية في الشمال ممكنة». فيما نقل موقع «واي نت» عن مصادر أميركية إشارتها إلى «تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل ولا سيما من قبل إدارة بايدن التي تطالب بوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان». كما نقل الموقع عن مصادر إسرائيلية أن «تل أبيب تأمل في التوصل إلى تسوية تتيح لها وقف القتال في الشمال لتخفيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية».

 

 

"النهار": عشية اسبوع تسود حياله توقعات شديدة التضارب في شأن التحركات الدبلوماسية المتصلة بالحرب المتدحرجة على لبنان، حجب الواقع الميداني كل الرهانات على إمكان لجم سريع لجولات التدمير والقتل الآخذة في الاتساع والكثافة على نحو غير مسبوق، من دون أن تظهر أي معالم ضاغطة جدية على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين والمناطق المأهولة في إعصارات الدمار التي يشنّها طيرانها الحربي على المناطق اللبنانية.

وإذ أوحت إسرائيل في الساعات الأخيرة بأنها إنما تصعّد فظاعاتها الى الذروة للضغط نحو فرض تسوية سياسية بشروطها، ترجمت ذلك بتسريب ما سمي مشروع اتفاق لوقف النار في لبنان، ولكن بدا الأمر بمثابة استعادة لتجربة سابقة واكبت تحرك الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وانتهت باجهاض محاولته تلك.

ولم تختلف “المناورة” الحالية عن السابقة إذ استبقت ما يتردد عن عودة هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان، علماً أن التوقعات المتصلة بمهمته هذه، إذا حصلت، تتسم بشكوك كبيرة لاعتبارات واقعية تستبعد نجاحه الآن حيث أخفق سابقا. ثم إن المعلومات المتوافرة لـ”النهار” تؤكد أن لبنان الرسمي لم يتبلغ حتى البارحة أي اشعار بعودة هوكشتاين إلى بيروت وتالياً كل ما تناوله الاعلام الإسرائيلي عما يسمى مشروع اتفاق لوقف النار كان من جانب واحد ولا صلة للبنان به لأنه لم يتبلغ أي شيء عنه من أي جهة دولية وسيطة.

وفي هذا السياق، سرّب موقع “يسرائيل هيوم” ما وصفه بـ”اتفاق لوقف النار في لبنان ويتضمّن انسحاب “حزب الله” إلى شمال الليطاني، وعدم عودة الحزب إلى الحدود”. وقال الموقع إنّ “الجيش الإسرائيلي سينسحب من الجنوب اللبناني إلى خطّ الحدود الدولية ضمن الاتفاق كما سيكون لإسرائيل حق العمل ضد أي انتهاك من لبنان والردّ عليه مستقبلاً وهو ما رفضه الجانب اللبناني في وقت سابق”. وبحسب هذه المسودة “ستكون سوريا مسؤولة عن منع نقل السلاح من أراضيها إلى لبنان” وأنّ “إسرائيل ستتلقّى ضمانات أميركية وروسية بمنع إعادة تسليح “حزب الله” فيما سيعمل الجيش اللبناني على تدمير البنية التحتية المتبقية للحزب على الحدود”.

ويتطلع لبنان الرسمي والسياسي إلى القمة العربية والإسلامية الاستثنائية التي تنعقد اليوم في الرياض للبحث في موقف حازم مشترك يضغط نحو وقف الحربين في غزة ولبنان. ووصل أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الرياض لترؤس وفد لبنان فيما أكد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، أن “لبنان في حاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى دعم ومساندة الدول العربية والإسلامية”.

وشدّد في كلمته خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة في الرياض، على أن “هذا الدعم ضروري لإيقاف حرب إلغاء لبنان التي تهدّد التنوع والتعايش بين الأديان والحضارات في البلاد”. وقال: “نتأمل أن تقفوا إلى جانبنا بكل ما لديكم من قدرات، وعلاقات، وطاقات لوقف الحرب، والعيش بسلام، والنهوض مجددًا”. والتقى ميقاتي مساء عدداً من ابناء الجالية اللبنانية في الرياض والقى كلمة أمل فيها في “التوصل إلى وقف النار وتنفيذ القرارات الدولية لا سيما القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب ولا يكون هناك سلاح إلا سلاح الشرعية”.

مقتل عياش… ومجازر

أما على الصعيد الميداني والعسكري، فإن عطلة نهاية الاسبوع شهدت جولات من الفظائع الإسرائيلية توزعت معها بل عمّمت المجازر على مناطق تستهدف يومياً كما على مناطق جديدة. وفي السياق بثت قناتا “العربية ” والحدث” أن إسرائيل قتلت القيادي في “حزب الله” سليم عياش الذي دانته المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ورجحت هذه المعلومات أن يكون عياش قتل في غارة إسرائيلية على القصير في سوريا. كما أفادت وسائل اعلام إسرائيلية عن استهداف المسؤول عن ملف الجولان في “حزب الله” علي موسى دقدوق في الغارة على مكان قريب من موقع السيدة زينب في دمشق.

وتراكمت أعداد البورصة الدامية مع سقوط عشرات ضحايا والجرحى يومي السبت والأحد وارتكبت إسرائيل مجزرة مروّعة في بلدة علمات في قضاء جبيل، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 25 شهيداً من بينهم سبعة أطفال إضافة إلى إصابة 8 أشخاص آخرين بجروح. وأفادت معلومات عن وفاة الجريح أحمد امهز المسؤول في “حزب الله” الذي أصيب في غارة علمات، كما أفيد بأن شهـداء المجزرة هم نازحون من آل القرصيفي وعبد الحسين وزريق، وهم من بلدة حوش الرافقة – بعلبك.

إلى ذلك، استهدفت غارة على سيارة لـ”الهيئة الصحية الإسلامية” في عدلون ما أدّى إلى سقوط ثلاثة شهداء.

كما أفادت وزارة الصحة بأنّ الغارة على سحمر في البقاع الغربي ليل السبت أدّت إلى استشهاد شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح. كما أسفرت غارات على بلدة مشغرة إلى استشهاد ثلاثة أشخاص.

واستهدفت غارة اخرى امس منزلاً مأهولاً في بلدة رسم الحدث شمال بعلبك أدت إلى سقوط اربعة شهداء. كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أيضاً غارة على بلدة بدنايل حيث سقط أربعة شهداء.

في المقابل، صعّد “حزب الله” عملياته اليومية ضدّ المستوطنات الإسرائيلية والتجمّعات العسكرية في جنوب لبنان. ومساء أمس أعلن الحزب أنه استهدف للمرة الأولى برشقة صواريخ موقع “افيتال” للاستطلاع الفني والالكتروني في الجولان المحتل، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي أن 15 صاروخاً أُطلقت من لبنان في اتجاه الجولان تم اعتراض بعضها فيما سقط الباقي منها في مناطق مفتوحة.

 

 

"الديار": في الوقت الذي تُعقد فيه اليوم قمة عربية - إسلامية مشتركة في المملكة العربية السعودية، سيحاول خلالها قادة هذه الدول اتخاذ موقف موحد، يدعو لوقف العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة ولبنان، ويضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جدية في هذا المجال، تواصلت المجازر «الاسرائيلية» على وقع ضح اميركي عن تسوية تسبق عودة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض في العشرين من الشهر المقبل.

الا ان ما تروج له بعض وسائل الاعلام الاميركية و «الاسرائيلية» بدا في مكان، والوقائع على الارض في مكان آخر.

فخروج مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بقوله إن حركة حماس لا «إسرائيل» «تعرقل الآن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة»، كما اعلان رئيس الوزراء العدو بنيامين نتانياهو، عن أنه تحدث مع ترامب 3 مرات في الأيام الأخيرة، مؤكدا أنه متفق معه إزاء «التهديد الإيراني».

والاهم مواصلة العدو نهجه الاجرامي والتدميري سواء في لبنان او في غزة، كلها مؤشرات تؤكد ان ما يروج له في مكان والحقيقة في مكان آخر.

ودخل الإعلام «الاسرائيلي» بقوة على خط الترويج لقرب التوصل الى تسوية. وقالت القناة 12 أن «إسرائيل» تدرس وقف إطلاق النار بلبنان، لتجنب صدور قرار من مجلس الأمن ضدها، مشيرة إلى أن «إسرائيل» تدرس إمكان تطبيق وقف نار محدد المدة على الحدود الشمالية.

من جهتها، ادعت صحيفة «يسرائيل هيوم»، بأن «اتفاق وقف النار في لبنان، يتضمن انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، موضحة أن «الاتفاق ينص أيضاً على عدم عودة حزب الله إلى الحدود».

وبينما زعمت أن الجيش اللبناني سيدمر البنية التحتية المتبقية لحزب الله على الحدود، أشارت إلى أن «إسرائيل ستتلقى ضمانات أميركية وروسية بمنع إعادة تسليح الحزب»، لافتة إلى أن «سوريا ستكون المسؤولة عن منع نقل السلاح من أراضيها إلى لبنان».

ضخ غير واقعي

وبما يؤكد التشدد «الاسرائيلي» ازاء اي تسوية مقبلة، اشار وزير الدفاع «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، الى أنه «علينا أن نواصل العمل معا، ونستثمر النتائج في تغيير الوضع في جبهة لبنان»، لافتا الى أن «كل من جاء ليدعم وقف إطلاق النار في غزة، بلّغته بأنه لن يحدث دون إطلاق سراح الأسرى».

وقالت مصادر مواكبة عن كثب للحراك السياسي الحاصل ان «ترامب قد يكون معنيا بتنفيذ وعوده، بتحقيق وقف نار قبل عودته الى البيت الابيض، لذلك افيد انه بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يؤكد فيها دعمه جهود المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق نار في لبنان وغزة، لكن ما يتمناه ترامب شيء، وما يفعله وسيفعله لتحقيق ذلك شيء آخر، بخاصة انه يدعم خطط نتنياهو حتى النهاية، ولن يكون حجر عثرة امامها».

وقالت المصادر لـ «الديار»: «اذا استطاع الثنائي ترامب- نتنياهو فرض تسوية في المنطقة تكسر ايران وحلفاءها، وتحقق مطالب «اسرائيل» وشروطها، فوقف النار سيحصل اليوم وليس غدا، اما وما دام محور المقاومة متماسكا ويرفض الخضوع والاستسلام، فآلة القتل «الاسرائيلية» مستمرة بلا هوادة، وبالتالي كل الضح الحاصل عن تسوية قريبة قبل منتصف الشهر المقبل غير واقعي».

نتنياهو يتباهى بتفجير «البايجرز»

وفي توقيت مريب، أقر نتانياهو لأول مرة بمسؤولية «إسرائيل» عن تفجير أجهزة «البايجرز» في لبنان، والتي تسببت بإصابة الآلاف من عناصر حزب الله. وأفادت هيئة البث «الإسرائيلية»، بأن نتانياهو تحمل خلال اجتماع الحكومة مسؤولية الهجمات بتفجير أجهزة «البايجرز» في لبنان، ونقلت عنه قوله «لم أصغ إلى التحذير بأن واشنطن ستعارض العملية». وأوضح أن «عملية تفجير أجهزة الاستدعاء واغتيال الأمين العام الراحل لحزب الله السيد حسن نصرالله تمت رغم معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية».

من جهته، وفي تصريح صحافي، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن «العدو «الإسرائيلي» يركز في حربه على اعتماد نهج التدمير الواسع، الذي يشمل مناطق مختلفة في الجنوب والبقاع والضاحية».

وتوقف بري عند «الرسائل التي وُجهت إليه من خلال استهداف بلدته تبنين بمجملها، ومن ضمنها حي آل بري»، معددا منازل أقربائه التي تم تدميرها ومن بينها منزل شقيقته، إلا أنه أكد أن «الضغط عليه لن ينفع في دفعه إلى التنازل عن ثوابت الموقف اللبناني». واذ شدد على التمسك بوجوب وقف إطلاق النار فورا وتنفيذ القرار 1701 بلا زيادة او نقصان، اشار بري إلى أن «العدو يريد أن تصبح المنطقة الحدودية التي تجاور فلسطين المحتلة غير صالحة للسكن، لكنني أؤكد أنه فور انتهاء الحرب سيعود الأهالي إلى بلداتهم المدمرة، وسيقيمون فوق ترابها وأنقاضها بانتظار أن يعاد بناؤها».

تجميد شحنة عسكرية

ويوم أمس، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية»، نقلا عن مصدرين أمنيين، بأن الولايات المتحدة جمدت تنفيذ صفقة شحنة عسكرية إلى «إسرائيل». ووفقاً للصحيفة، فهذه الشحنة عبارة عن 130 بلدوزر أو جرافات عسكرية من نوع «كاتربيلر»، من طراز «دي 9» وقد دفعت «إسرائيل ثمنها».

وفي حين لفتت إلى أن الحظر الجزئي، الذي تفرضه الولايات المتحدة على توريد الأسلحة إلى «إسرائيل»، يؤثر في ساحة المعركة في غزة ولبنان، وقد يشكل خطراً على جنود الجيش «الإسرائيلي»، أشارت إلى أن استخدام هذه الجرافات لهدم المباني في قطاع غزة، أدى إلى انتقادات داخلية كبيرة في الولايات المتحدة، واحتجاجات وضغوط شديدة على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي استسلمت وجمدت عمليات التسليم لعدة أشهر.

مجزرة في علمات

ميدانيا، كان يوم الاحد داميا في لبنان وغزة، كما استهدفت التفجيرات سوريا، اذ أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) باستشهاد سبعة مدنيين بينهم أطفال ونساء، واصابة عشرين آخرين جراء عدوان «إسرائيلي» استهدف أحد الأبنية السكنية في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.

وفي لبنان، شن الطيران المعادي غارة استهدفت منزلاً يأوي نازحين في بلدة علمات (قضاء جبيل)، ادّت إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها 24 شهيدا بينهم 7 أطفال وعدد من الجرحى.

وفي الجنوب، أدّت غارة على بلدة عدلون استهدفت سيارة للهيئة الصحية، إلى استشهاد ثلاثة اشخاص. هذا وأغار الطيران المعادي على بلدة الصرفند في قضاء صيدا، وعلى سيارتين في قضاء مرجعيون.

وأغار الطيران المعادي على بلدة الوزاني والخيام وبلدتي بيت ليف وعين ابل في قضاء بنت جبيل. واستهدف القصف المنطقة الواقعة بين بلدتي كفرصير وصير الغربية والمنطقة الواقعة بين بلدتي كفرتبنيت وارنون في قضاء النبطية.

وفي البقاع، شن العدو سلسلة غارات استهدفت بلدات سرعين وبعلبك ورسم الحدث وبدنايل وشعت وبلدة زغرين في قضاء الهرمل ، ما ادى الى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى .

عمليات حزب الله

بالمقابل، استهدف مجاهدو المُقاومة تجمعات لقوات جيش العدو «الإسرائيلي» قرب بوابة حسن في محيط بلدة شبعا وفي مستوطنة هغوشريم وتجمعا آخر بين بلدتي حولا ومركبا شرقاً بصليات صاروخية. كما اشتبك مجاهدو المقاومة الإسلامية فجر امس مع القوة المتسللة عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، ‏وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.‏

وفي إطار ‏التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدف مجاهدو المُقاومة مستوطنات «شتولا» و»شوميرا» و»زرعيت»، إضافة إلى مستوطنة «إيفن مناحم» ومستوطنة «كريات شمونة» بصليةٍ صاروخية.‏ كما استهدفوا تجمعا لِقوات جيش العدو في ‏مرتفع «القبع» عند الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لبلدة مركبا 3 مرات، وتجمعا آخر في مرتفع «كحيل» عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، اضافة الى قاعدة «شراغا» شمالي مدينة عكا المحتلة ومستوطنة «شوميرا».

وأفادت الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» بتفعيل صفارات الإنذار في «كريات شمونة» وبلدات في إصبع الجليل عقب إطلاق صواريخ.

49 شهيدا في غزة

اما في غزة، فأفيد عن استشهاد أكثر من 49 شخصا، نصفهم أطفال في قصف للاحتلال «الإسرائيلي» على منزلين بمدينة غزة وجباليا البلد، في وقت واصل جيش الاحتلال منع طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المناطق المستهدفة، مما يتسبب بإعاقة عمليات الإنقاذ.

بالمقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام أن مقاتليها تمكنوا «من استهداف قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جنديا، والإجهاز عليهم من المسافة صفر، غرب منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا شمال القطاع».

كما أعلنت الاشتباك مع قوة للاحتلال، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح في منطقة البركة غرب بيت لاهيا.

 

 

"نداء الوطن": يتصدر المشهد الداخلي التمديد لقائد الجيش العماد جويف عون الذي يبدو أنه لن يقتصر عليه وحده.

وتبيَّن لزوار العماد عون، رداً على الحملات التي تستهدفه أن المقصود ليس شخص القائد بل المؤسسة العسكرية، الضامنة للوحدة الوطنية ولمنع الفتن. وخرج الزوار بانطباع مفاده أن من يراهن على أي تردد أو تلكؤ داخل المؤسسة واهم. فواجب الوحدة الوطنية في الجيش يعلو على أي اعتبار. فالضباط الشيعة هم شيعة الدولة، والضباط المسيحيون هم مسيحيو الدولة. ونقل الزوار أيضاً أن التمديد حاصل، وأن الأميركيين والسعوديين والألمان وصلت منهم رسائل مفادها أن عدم التمديد يعني أن المساعدات ستتأثر بشكل كبير، وقد يتوقف العمل بالاتفاقيات مع المؤسسة العسكرية. وتكشف مصادر معنية بهذا الملف أنه في الأسبوع الحالي هناك حراك نيابي جديد ليس بعيداً منه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويرتكز على مشروع قانون جديد للتمديد، من غير الواضح ما إذا كان سيشمل رؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى، لكن من المؤكد أنه يختلف عما طرحه النائب جهاد الصمد لجهة شموله مدراء عامين.

كما ينقل الزوار عن العماد عون أنه يعي تماماً صعوبة المرحلة، ولكن ثمة آمالاً جديدة لمصلحة كل اللبنانيين، فلا داعي للخوف أو التردد، والرد على صعوبة المرحلة يكون برفع الصوت الوطني الجامع عالياً.

على خط التحركات الدولية الداعمة لوقف إطلاق النار في لبنان تتجه الأنظار إلى القمة العربية الإسلامية التي تعقد اليوم في الرياض والتي تكتسب أهمية من حيث التوقيت وخريطة الطريق أو المخرجات التي ستصدر عنها. وفي هذا السياق أشار مصدر خليجي لـ «نداء الوطن» إلى أن «القادة في القمة سيناقشون وقف الحرب على لبنان، والضغط للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضي جميع اللبنانيين». ويجزم المصدر بأن «لبنان لن يحصل على مساعدات عربية ودولية إذا أصرّ اللبنانيون على اختيار رئيس توافقي بطريقة غير دستورية أو أن يكون الرئيس جزءاً من مكتسبات لإيران و «حزب الله».

وفي السياق لفت موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في المملكة العربية السعودية أكد فيه أن «الفرصة متاحة اليوم لإعادة الكيان والجميع إلى كنف الدولة وأن تكون الدولة هي صاحبة القرار الأول والأخير بكل الأمور»، واعتبر ميقاتي أن «الأساس هو القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب».

وفي انتظار ما سيرشح عن القمة تواصل الدبلوماسيتان الأميركية والفرنسية مساعيهما للدفع في اتجاه الوصول إلى تسوية. وفي هذا السياق سيكون لبنان على موعد مع ثلاث زيارات مرتقبة، للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين ومنسق العلاقات العربية لترامب الدكتور مسعد بولس والموفد الفرنسي جان إيف لودريان.

من جهته يتعهد الرئيس بري وبحسب المصادر بتطبيق ما تم الإتفاق عليه مع هوكستين من دون أي زيادة. علماً أنه وحتى كتابة هذه السطور لم يتلق برّي أي اتصال عن زيارة جديدة لهوكستين إلى بيروت.

تزامن ذلك مع ما أورده الإعلام الاسرائيلي عن تبادل بري وميقاتي مع هوكستين مسوّدة اتفاق وقف إطلاق النار والإشارة إلى تقدم كبير في المفاوضات بشأن التسوية في لبنان. وهو ما نفته أوساط مطلعة على المفاوضات.

أما في تطورات الحرب، فأحدٌ دامٍ شهدته أكثر من منطقة لبنانية في مقدمها بلدة علمات في قضاء جبيل، حيث أدت الغارة الإسرائيلية على منزل القاضية زينة حيدر والذي تقيم فيه عائلات نزحت من البقاع إلى مقتل 23 شخصاً فيما أشارت مصادر إلى أن العدد تجاوز الـ 30 وأفيد لاحقاً عن وفاة الجريح أحمد أمهز المسؤول في «حزب الله» في مستشفى «سيدة مارتين».

كما لم تسلم دمشق من الغارات الإسرائيلية حيث أغار الطيران على منطقة السيدة زينب مستهدفاً شقة يسكنها عناصر من «حزب الله» ما أدى إلى مقتل 3 منهم بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي وقت لاحق تحدثت مصادر عن مقتل القيادي في «حزب الله» سليم عياش، المدان باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. ورجّحت معلومات بأن يكون عياش قد قُتِل في غارة على بلدة القصير الحدودية لينضم إلى كل من مصطفى بدر الدين وعماد مغنية المتهمين باغتيال الحريري. 

 

 

"اللواء": مع وصول الرئيس نجيب ميقاتي الى المملكة العربية السعودية لترؤس وفد لبنان إلى القمة العربية- الإسلامية غير العادية التي تعقد اليوم في الرياض، ارتفعت الرهانات على ما يمكن أن تسفر عنه القمة، لجهة الضغط المطلوب من أجل وقف النار، في غزة وجنوب لبنان، وإنهاء المحن الإنسانية ووقف المجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين..

وفي لقاء مع الجالية اللبنانية في الرياض أكد ميقاتي أن «الفرصة متاحة اليوم لنعيد الكيان والجميع الى كنف الدولة وأن تكون الدولة هي صاحبة القرار الأول والأخير بكل الأمور».

وأن «نجتاز هذه المرحلة الصعبة في أسرع وقت ممكن ونتوصل الى وقف لإطلاق النار وننفذ القرارات الدولية، والأساس هو القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، ولا يكون هناك سلاح إلّا سلاح الشرعية».

وكان الرئيس ميقاتي وصل الى الرياض بعد ظهر أمس، وكان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي نائب أمير الرياض الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، أمين الرياض الأمير فيصل بن عبد العزيز بن محمد بن عياد، سفير السعودية الدكتور وليد بخاري وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة.

ويضم الوفد اللبناني الى القمة وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بو حبيب ووزيري الزراعة عباس الحاج حسن والسياحة وليد نصار.

ويترقب الرئيس نبيه بري ما يمكن أن يصدر عن القمة العربية- الاسلامية المشتركة غير العادية التي تعقد اليوم في الرياض بدعوة من المملكة العربية السعودية، مشددا على ان المطلوب منها في هذا الظرف الاستثنائي والدقيق ان يخرج بنتائج عملية تدفع نحو تحقيق وقف اطلاق النار، وإنهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان انعقاد القمة الإسلامية العربية في المملكة العربية السعودية يشكل رسالة دعم للبنان والتأكيد على الالتزام بالقرارات الدولية ودور المؤسسات فيما الأولوية تبقى وقف إطلاق النار .

ورأت أن هذا الحراك له انعكاساته على الساحة العربية لجهة توحيد الجهود في دعم لبنان والعمل على تنشيط الاتصالات في هذا المجال .

محليا ، تحدثت المصادر عن انطلاقة الاتصالات في ما خص التمديد لقائد الجيش ، ولفتت إلى أن هناك مجموعة مقترحات من بينها التمديد كسلة لقادة الأجهزة الأمنية.

نتنياهو يتباهى!

في الجهة الاسرائيلية، تباهى رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في جلسة مجلس الوزراء انه هو من اعطى الأوامر لاغتيال الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصر لله وكذلك بالنسبة لتفجيرات البيجر، على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.. مؤكداً: لم أصغ الى التحذير بأن واشنطن ستعارض العملية.

وليلاً، خلافاً للأجواد الخادعة التي تحدثت عن قرب انتهاء العملية البرية، ذكرت هيئة البث العبرية ان رئيس الاركان الاسرائيلي هاليفي هارسي صادق على توسيع العملية البرية في لبنان.

وبهذا يكون هاليفي، رضخ لإرادة نتنياهو، مخالفاً رغبة المستويين الأمني والعسكري في وقف العمليات البرية.

والثابت ان هاليفي رضخ لرغبة نتنياهو بمواصلة الحرب البرية، لكسر مقاومة حزب لله، وإنزال مزيد من الخسائر في مدن صور والنبطية والضاحية الجنوبية وبعلبك، والاستمرار بالمجازر والقتل وملاحقة الاشخاص عبر سياراتهم ومنازلهم.

بنود الاتفاق؟

وقبل وصول الوسيط آموس هوكشتاين الى بيروت بعد الارباء، وحسب ما رشح عن الاتفاق فإن خلال الستين يوماً بعد توقيعه يقوم الجيش اللبناني بتدميره الانافق في المنطق الواقع بين الحدود والليطاني على ان ينسحب الجيش الاسرائيلي الى خط الحدود الدولية.

كما يتضمن الاتفاق ضمانات دولية من الولايات المتحدة وروسيا لمنع إعادة تسليح حزب لله على أن تكون سوريا مسؤولة عن منع نقل الاسلحة من أراضيها الى لبنان.

وفي حال حصول انتهاك للاتفاقية يحق للجيش الاسرائيلي العمل ضد الانتهاك أو الرد عليه.

لكن ما سرّبه الاعلام الاسرائيلي امس يفيد حسب قوله: «إن اتفاق وقف النار في لبنان يتضمن انسحاب حزب لله لشمال الليطاني وعدم عودته للحدود»، وهو شرط قديم- جديد للعدو الاسرائيلي رفضه لبنان ومقاومته.

وفعلاً ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية بعض عناوين اتفاق وقف النار في لبنان مشيرة الى ان الاتفاق يتضمن انسحاب حزب لله إلى شمال الليطاني. وينص أيضاً على عدم عودة حزب لله إلى الحدود. وأشارت إلى أن الجيش اللبناني سيدمّر البنية التحتية المتبقية لحزب لله على الحدود.

وكشفت أن «سوريا ستكون المسؤولة عن منع نقل السلاح من أراضيها إلى لبنان». وتابعت الصحيفة: «إسرائيل سيكون لديها حق العمل ضد أي انتهاك من لبنان والرد عليه مستقبلا».

وأكدت أن «الجيش الإسرائيلي سينسحب من الجنوب اللبناني لخط الحدود الدولية ضمن الاتفاق، وان إسرائيل ستتلقى ضمانات أميركية وروسية بمنع إعادة تسليح حزب لله» .

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، «بأن تل أبيب أبلغت الرئيس السوري بشار الأسد أنَّ مصيره سيكون مشابهاً لمصير الأمين العام السابق لحزب لله حسن نصرلله، إذا لم يتعاون معها في منع نقل الأسلحة من أراضيه إلى لبنان لصالح الحزب».

وحسب ما ذكرت «يديعوت احرنوت» فإن الكابينت الاسرائيلي الذي اجتمع الليلة الماضية يفترض ان يكون ناقش مستجدات مفاوضات التسوية مع لبنان.

وحسب ما هو سائد، ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يستعجل انهاء الحرب الاسرائيلية في لبنان وغزة قبل تسلم ولايته، على ما اكد مستشاره الخاص ووالد صهره زوج ابنته اللبناني مسعد بولس، الذي قال مؤخراً: «أن الرئيس ترامب سيفي بالوعود الذي وضعها في الرسالة الخطية التي ارسلها للجالية اللبنانية في اميركا خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب قريباً وانهاء الدمار والعذاب ضمن اتفاق السلام الشامل في المنطقة».

وحسب معلومات «اللواء» من اعضاء في الجالية اللبنانية بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان حيث توجد اكبرجالية لبنانية اغلبها من الجنوب وعربية واسلامية، فإن بولس هو الذي كان وراء فكرة التعهد الخطي وسلّمه لأركان الجالية ثم رتّب لقاءً بينهم وبين ترامب في احد المطاعم اللبنانية، اكد خلاله ترامب انه ماضٍ في تنفيذ تعهده قبل تسلم ولايته رسمياً في 20 كانون الثاني من العام المقبل.

وافاد اعضاء في الجالية الذين تواصلت معهم «اللواء» ان بعضهم صوّت لترامب وبعضهم القليل صوّت لمنافسته كامالا هاريس، وهناك نسبة لا بأس بها لم تصوّت للمرشيحن «لانهما أضرب من بعض بحق لبنان والعرب»، وهو التعبير الذي استخدمه ايضا بعض اللبنانيين في مدينة شيكاغو وفي ولاية كاليفورنيا تواصلت معهم «اللواء». عداعن الذين ابدوا ندمهم لإنتخاب جو بايدن في الانتخابات الماضية بسبب موقفه من الحرب الاسرائيلية على لبنان ودعمه الكيان الاسرائيلي بالسلاح التدميري وبالمال والسياسة.

على ان الجديد الذي جرى تسريبه خلال اليومين الماضيين عن المسعى الاميركي، سواء من قبل بايدن او حتى ترامب، اللذين تحررا من عبء ضغط اللوبي الصهيوني الانتخابي، هو المعلومات الاميركية والاسرائيلية عن توافق بايدن وترامب على تكليف الموفد آموس هوكشتاين بترتيب صفقة جديدة بين لبنان والكيان الاسرائيلي لوقف الحرب، والكلام عن ان مسعد بولس هوالذي سيتولى الملف اللبناني في عهد ترامب، وثمة معلومات وردت من بعض افراد الجالية اللبنانية في الولايات الشمالية لأميركا تفيد ان ترامب قد يُعيّن بولس وزيراً للخارجية أوموفداً رئاسياً له بدل هوكشتاين.

وبغض النظرعن المهمة الجديدة المرتقبة لهوكشتاين إذا صدقت المعلومات عن قرب زيارته بيروت، فإنّ الثابت ان اتصالات جرت بين ترامب ونتنياهو بعد فوز الرئيس الاميركي الجديد بهدف تسهيل مهمة هوكشتاين وتسريع التوصل الى صفقة تنهي الحرب قبل تسلمه ولايته. واعلن نتنياهو انه تحدث ترامب 3 مرات خلال الأيام القليلة الماضية «بهدف تعزيز التحالف القوي بين اسرائيل واميركا». لكن ما تسرّب ايضاً من الاعلام الاسرائيلي يشي بأن «الحديث يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل أمثل». وهذا ما يعني في حال صحتّه ودقّته بأن لافارق بين بايدن وترامب في تلبية مصالح اسرائيل وامنها ولوعلى حساب لبنان.

يُضاف الى ما يُقال عن الاهتمام الاميركي ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية من أن «وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي» رون ديرمر وصل إلى واشنطن ليل امس الاول، للبحث مع المسؤولين الأميركيين في المساعي لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان خصوصاً، بالإضافة إلى غزة. ويتولى ديرمر مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان وإسرائيل، بصفته ممثلاً لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.

والى ذلك، ووفق ما ذكرته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي فإن ديرمر زار روسيا سراً الأسبوع الماضي، في إطار المساعي للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب الإسرائيلية على لبنان. وذكرت «أنه من المتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، لـضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح حزب لله».

الراعي يطالب بالتمديد لعون

وطالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون كضرورة قصوى، بسبب الظروف الاستثنائية الراهنة، وهي الفراغ الرئاسي في سنته الثالثة، والحرب المتسعة رقعتها في الجنوب وضاحية بيروت وبعلبك والهرمل وسواها، ووحدة الجيش وتشجيعه واستقراره وتماسكه.

ويبدي «الثنائي الشيعي» ارتياحا لجهة التمديد للعماد عون، على الرغم ان التمديد حاصل لقائد الجيش، وسيشمل قادة الاجهزة الامنية والعسكرية ايضاً، وذلك لتفادي الشغور المؤسسة العسكرية في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر..

وحسب مصادر الثنائي: سواء جرى التصويت للتمديد ام «سنكتفي بتأمين النصا، ففي الحالتين سنؤمن النصاب».

وربطت المصادر حصول التمديد كجزء من تسوية كبرى لوقف الحرب، بما فيها رئاسة الجمهورية والالية السياسية لانتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني في اطار تطبيق القرار 1701.

انتظام المدارس واحتياطات الفيول

وفيما تنتظم الدراسة في المدارس الرسمية الابتدائية مع تعليق الروابط التعليمية تحركها، كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان احتياطات المشتقات النفطية تكفي لحوالي اسبوعين، مراهنا على تزويد العراق للمرة الثالثة بالفيول الثقيل العراقي، فضلا عن التطلع الى الدعم الجزائي، مؤكدا على عودة التوازن المالي للمؤسسة كهرباء لبنان.

مجزرة علمات: 27 شهيداً

ولعلّ الأبرز يوم امس كان المجزرة التي استهدفت بلدة علمات قضاء- جبل الى 27 شهيداً بينهم اطفال.

وعملت فرق الاسعاف والاهالي الى رفع الانقاض وانتشال جثامين الشهداء، ورفعت أشلاء من المكان يتم التدقيق في هوية أصحابها ما يرجح ارتفاع عدد الشهداء بحيث لن يخرج احد حياً من المبنى.

وافادت المعلومات عن استشهاد احمد امهز المسؤول في حزب لله في غارة علمات متأثرا بجروح اصيب بها.

كما اغار العدو على بلدة حناويه مستهدفا منزلا ما ادى الى استشهاد خمسة واصابة عدد من المواطنيين بجروح. واغار الطيران المعادي ايضا على منزل في بلدة عين بعال ما ادى الى اصابة خمسة مدنيين بجروح تم نقلهم الى مستشفيات مدينة صور للمعالجة. وسقط شهيد وعدد من الجرحى بغارة على منزل في المروانية. وفي غارة على منزل في الجميجمة سقط 3 شهداء.

كما ارتكب العدو مجزرة ليل امس الاول حين اغار الطيران المعادي على مركز للدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية في بلدة ديرقانون راس العين ما ادى الى ارتقاء 15 شهيدا من بينهم نجل المسؤول التنظيمي لحركة «امل» في جبل عامل المهندس علي اسماعيل وشقيقه (محمد )، ومن بينهم ايضاً اربعة شهداء للهيئة الصحية الاسلامية ولا تزال فرق الدفاع المدني تفتش بين الانقاض عن مفقودين حتى صباح امس.

وقرابة السابعة مساء شن العدو الصهيوني غارة إستهدفت منزلا في بلدة الجميجمة، وافادت المعلومات عن سقوط 3 شهداء.

وقام العدو بتفجير عدد من المنازل في بلدة الوزاني قرب الخيام.

وفي البقاع الغربي شن العدو غارات على مشغرة وسحمر ولباليا ما ادى إلى ارتقاء 6 شهداء.

كما إستهدفت غارة إسرائيلية، امس، مفرق بلدتي سرعين– الحلانية في البقاع الشرقي، وتحدثت المصادر أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة سبعة آخرين بجروح.

وأغار الطيران على منزل مأهول بالسكان لآل الحاج حسن في بلدة رسم الحدث على الطريق الدولية في بعلبك، وافيد بأن الحصيلة النهائية للغارة هي أربعة شهداء بينهم سيدة. كما سقط 4 شهداء في غارة إسرائيلية على بلدة زغرين في قضاء الهرمل. وشن الطيران الحربي بعد الظهر غارة على بلدة بدنايل ادت الى سقوط 3 شهداء و6 من المدنيين.ومساءً، استهدفت مسيرة بصاروخ لم ينفجر احد المباني بحي بديتا في الهرمل ودمرته بالكامل.

عمليات المقاومة

بالمقابل نفذت المقاومة الاسلامية عدة عمليات تجاه مواقع الاحتلال كالاتي:

استهداف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة بصليةٍ صاروخية.

قصف موقع أفيتال (مركز استطلاع فني وإلكتروني) في الجولان السوريّ المُحتل، للمرة الأولى، بصليةٍ صاروخية.

في إطار ‏سلسلة عمليات خيبر، وردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، وبنداء «لبيك ‏يا نصر لله»، شنّت المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 04:00 من عصر الأحد، هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) في خليج حيفا، وأصابت أهدافها بدقّة».

كما شنت هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة الناعورة (مقر قيادة الفرقة 36، وتضم مخازن الطوارئ للألوية الاحتياطية) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 50 كلم، جنوب غرب بحيرة طبريا، وأصابت أهدافها بدقّة.

وفي إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدفت مستوطنة إيفن مناحم. كما قصفت المُقاومة مستوطنات كريات شمونة وشوميرا و زرعيت وشتولا.

وقصفت المقاومة بعد الظهر تجمعات لِقوات جيش العدو: بين بلدتي حولا ومركبا شرقاً. وفي مستوطنة أفيفيم، وفي موقع العباد بسرب من المسيرات، وفي ‏مرتفع القبع عند الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لبلدة ثلاث مرات متتالية. وفي ‏مرتفع كحيل عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، وجرافة عسكرية ‏قرب الجدار الحدودي في بلدة كفركلا، كانت تقوم بهدم المنازل في البلدة، ما أدى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها، وتحقيق ‏إصابات مؤكدة في صفوف الجنود المتواجدين بقربها.‏ وعند ‏الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، و‏منزلاً يتحصّن فيه جنود العدو ‏الإسرائيلي قرب الجدار الحدودي في بلدة كفركلا، بصاروخ موجّه، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.‏ ثم اعادوا قصف قوة من جيش العدو الإسرائيلي كانت تعاود التجمّع في محيط المنزل الذي تم استهدافه قرب الجدار الحدودي في بلدة كفركلا.

وعند الساعة 03:30 من فجر امس الاحد، اشتبك مجاهدو المقاومة الإسلامية مع القوة المُتسللة عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، ‏وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.‏

 

 

"الجمهورية": تتّجه الأنظار اليوم إلى الرياض انتظاراً لما ستقرّره القمة العربية ـ الإسلامية برعاية القيادة السعودية في شأن غزة ولبنان، في وقت يستمر العدوان الإسرائيلي عليهما بلا انقطاع، مخلّفاً مزيداً من المجازر التي طاولت امس الكنيسة في البقاع وعلمات في جبيل، حيث سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى، فضلاً عن إلحاق مزيد من الدمار في المساكن والممتلكات، وذلك على مرأى عالم لا يحرّك ساكناً. فيما يدور حديث عن زيارة جديدة مرتقبة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين، سعياً للوصول إلى هدنة تتيح البحث في حلول انطلاقاً من تنفيذ القرار الدولي 1701 الذي يتمسّك لبنان به بلا أي تعديل، فيما تحاول إسرائيل الضغط لفرض تعديله بما يقوّض السيادة اللبنانية.

كشفت مصادر رسمية واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ الوقت الفاصل عن تسلّم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مقاليد الحكم رسمياً في 20 كانون الثاني المقبل، لن يكون في الضرورة وقتاً ضائعاً لا يمكن فعل شيء خلاله لإنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، كما قد يفترض البعض. وأشارت إلى انّ إدارة جو بايدن تظل ناشطة حتى 18 كانون الثاني المقبل، وفي مقدورها، إذا امتلكت الإرادة السياسية اللازمة، ان تتحرّك ديبلوماسياً خلال هذه الفترة بتنسيقٍ معين مع ترامب، لترتيب اتفاق على وقف إطلاق النار.

وكشفت المصادر، أنّ هناك احتمالاً بأن يرسل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت قريباً ورقة مقترحات محدّدة لوقف إطلاق النار. ولكنها شدّدت على أنّ المطلوب هو الشغل على الإسرائيليين والضغط عليهم لخفض سقفهم، لأنّ العِقَد موجودة لديهم، لا في بيروت التي تتمسك بتطبيق القرار 1701 بلا تعديل.

الإنفراج المحتمل

وتردّدت معلومات عن زيارة لهوكشتاين لإسرائيل، في غضون أسبوع، حاملاً نسخة منقّحة عن مشروعه لوقف الحرب مع لبنان. وتحظى هذه الزيارة بدعم إدارة بايدن الراغبة في تحقيق إنجازات سياسية في الإقليم، قبل انتهاء الولاية. كذلك تحظى بدعم ترامب الذي يريد من أي اتفاق محتمل لوقف الحرب أن يسمح بدخول لبنان في مناخات التطبيع التي عمل لها في ولايته الرئاسية السابقة، والتي يحضّر لاستئنافها بعد تولّيه مقاليد الرئاسة مطلع السنة المقبلة.

ووفق مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، ربما يحظى الانفراج المحتمل على الجبهة بين إسرائيل ولبنان بتغطية إيرانية، بعدما تواردت معلومات عن إشارات إلى حوار غير مباشر على وشك الانطلاق بين طهران ومقرّبين من الرئيس الأميركي المنتخب، ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على ملفات إقليمية عدة، ومنها لبنان.

لكن المصادر تتخوف من السلوك الإسرائيلي في ما يخصّ التسوية مع لبنان، وتعتقد أنّ بنيامين نتنياهو سيعرقل على الأرجح كل محاولات التسوية، لأنّ ما حققه عسكرياً حتى اليوم ليس كافياً لخدمة طموحاته، ولذلك هو يفضّل مواصلة الضغط العسكري. وفي أي حال، هو يفضّل أن «يبيع» أي اتفاق في لبنان أو في غزة لإدارة ترامب الآتية لا لإدارة بايدن الراحلة.

لا موعد لهوكشتاين

على انّه وتزامناً مع مجموعة التسريبات التي تحدثت عن مبادرة اميركية جديدة يقودها هوكشتاين، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ لبنان لم يتبلّغ بعد اي موعد لزيارته بيروت وليس لديها اي معطيات عن زيارة الى المنطقة.

ولفتت المصادر إلى «انّ الحديث عن استئناف المفاوضات هو أمل وتمنٍ لبناني، ولم نرصد انّ أحداً يشاركنا هذه الأمنية والآمال حتى اليوم». وأشارت إلى «انّ إغراق السوق الإعلامية بالخطوات الجديدة الإيجابية منذ يوم السبت الماضي لم يثبت بعد أنّه جدّي، على رغم من الوعود التي قُطعت في واشنطن وتل أبيب وغيرهما، عدا عن الشروط التي سرّبتها وسائل إعلام اسرائيلية تعرف انّها مرفوضة لبنانياً».

حرارة المفاوضات

وقالت المصادر، انّ عنف الغارات الإسرائيلية وشمولها مناطق لم تخطر على بال أحد قد يكون مؤشراً إلى دقة المفاوضات الدولية والإقليمية، وانّ اسرائيل تسعى إلى تكريس واقع لا يمكن تجاوزه متى تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار والآلية المحكي عنها، إن صحت الترتيبات التي يدور الحديث عنها في أكثر من عاصمة.

قمة الرياض

وتعليقاً على أعمال القمة العربية – الإسلامية غير العادية التي ستنعقد اليوم على مستوى الملوك والأمراء والرؤساء في الرياض، كشف مرجع ديبلوماسي لـ«الجمهورية»، انّ القمة جاءت في أساسها «بناءً على طلب لبناني تفاعل معه الجانب السعودي ايجاباً، وانّ الرهان عليها معقود من أجل ان يكون للعرب موقف واحد وموحّد من العدوان على فلسطين ولبنان».

ولفت إلى انّ «الاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب تهدف إلى توحيد الموقف العربي مما يجري، وانّ لبنان يراهن على هذا الموقف من اجل ان يكون إلى جانبه لمواجهة تداعيات هذا العدوان غير المسبوق على لبنان أياً كانت الذرائع التي تسببت به، وأنّ مساندة لبنان لها وجوه عدة من تقديم العون للنازحين اللبنانيين في بلدهم الى السوريين الذين أرهقوا البيئة المضيفة بوجودهم».

الفرصة متاحة

وفي غضون ذلك، قال ميقاتي في الرياض التي وصل اليها امس مترئساً وفد لبنان إلى القمة العربية ـ الاسلامية، انّ «الفرصة متاحة اليوم لنعيد الكيان والجميع إلى كنف الدولة، وان تكون الدولة هي صاحبة القرار الاول والاخير بكل الامور. وإن شاء الله لا نضيّع هذه الفرصة، فنعمل بوحدتنا على انقاذ لبنان، لأنّ هذه الوحدة هي قوة لبنان».

وأمل ميقاتي خلال لقائه مع الجالية اللبنانية في مقر سفارة لبنان في الرياض في «ان نجتاز هذه المرحلة الصعبة في اسرع وقت ممكن ونتوصل الى وقف لإطلاق النار وننفّذ القرارات الدولية، والأساس هو القرار 1701، وتعزيز وجود الجيش في الجنوب ولا يكون هناك سلاح الّا سلاح الشرعية. هذا ما نريده ونسعى اليه بالتعاون مع الدول العربية اولاً». وتوقّع ان تكون نتائج المؤتمر العربي ـ الاسلامي اليوم «جيدة ويكون هناك وقف لاطلاق النار قريباً، لنحقق ما نصبو اليه، ولا سيما انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اسرع وقت، ليكتمل عقد المؤسسات الدستورية وتنتظم الحياة السياسية، فيكون انتخابه بداية التنفيذ الكامل لوثيقة الوفاق الوطني والدستور».

وقال: «هذه الوثيقة التي انبثقت عن مؤتمر الطائف الدي رعته المملكة العربية السعودية، باتت جزءاً من حياتنا السياسية. حان الوقت بعد التشويه الذي حصل، أن نعود إلى تطبيق الدستور بحرفيته، وقد اختبرته نائباً ووزيراً ورئيساً للحكومة، وهو لا يزال الصيغة الأنسب. وهذه الوثيقة التي وضعت قبل 35 عاماً، استشرفت المستقبل ولا تزال صالحة الى اليوم، وخلاصتها البند الثاني الذي ينص على بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وهذا ما نريده. وثيقة الوفاق الوطني صدرت في مدينة الطائف وتبقى المملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى للبنان وتمدّ يد المساندة له».

بلا زيادة او نقصان

إلى ذلك قال الرئيس نبيه بري في حديث صحافي أمس، إنّه يترقّب ما يمكن أن يصدر عن القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية اليوم، مشدّداً على أنّ «المطلوب منها في هذا الظرف الاستثنائي والدقيق أن تخرج بنتائج عملية تدفع نحو تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان». وأكّد على «التمسك بوجوب وقف إطلاق النار فوراً وتنفيذ القرار 1701 بلا زيادة او نقصان». واشار إلى أنّ «العدو الإسرائيلي يركّز في حربه على اعتماد نهج التدمير الواسع الذي يشمل مناطق مختلفة في الجنوب والبقاع والضاحية».

تسريبات استباقية

في غضون ذلك، واصل الإعلام الاسرائيلي التسريب عن مشاريع اتفاقات لوقف النار، استباقاً لزيارة مرتقبة لهوكشتاين، يتبين انّها من صناعة إسرائيلية، خصوصاً انّ المُسرّب لا يمكن لبنان ان يقبل به، لتعارضه مع ما ينص عليه القرار الدولي 1701 والسيادة اللبنانية.

وذكرت القناة 12 العبرية، أنّ الحكومة الإسرائيليّة «تدرس بجدّيّة خيار التّوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار موقّت مع «حزب الله»، في ظلّ المخاوف الجدّيّة في أوساط صنّاع القرار في تل أبيب، من احتمال صدور قرار من مجلس الأمن الدّولي قد يقيّد بمقدار كبير حرّيّة إسرائيل العسكريّة».

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلًا عن مسؤولين أميركيّين، أنّ ترامب «بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال إسرائيل». وأكّدوا أنّ «فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن آموس هوكشتاين -وبتشجيع من ترامب- تتزايد»، مشيرين إلى أنّ «هناك جهودًا كبيرةً تُبذل لترتيب صفقة أسرى صغيرة».

وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ «وزير الشّؤون الاستراتيجيّة رون ديرمر أجرى زيارةً سرّيّةً إلى روسيا الأسبوع الماضي، سعيًا للتّوصّل إلى تسوية مع لبنان»، مشيرةً إلى أنّ «من المتوقّع أن تلعب روسيا دورًا مهمًّا في اتفاق محتمَل لوقف إطلاق النّار، إذا تمّ التّوصل إليه بين إسرائيل و«حزب الله»، لضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح الحزب». ولفتت إلى أنّ «الزّيارة جاءت بعد أيّام قليلة من الهجوم الإسرائيلي على إيران»، فجر 26 تشرين الأوّل الماضي.

وفي السّياق، أفادت القناة 12 الإسرائيليّة نقلًا عن مصادر، أنّ «الوزير ديرمر يغادر إلى واشنطن، لمناقشة التّفاصيل بشأن التّسوية مع لبنان».

وأفاد موقع «أكسيوس»، نقلاً عن مسؤولين، انّ ديرمر سيلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن للبحث الوضع في لبنان وغزة. كذلك سيناقش أيضاً الإنذار الأميركي بتحسين وضع غزة الإنساني.

لكن هذه القناة 12 نفسها نقلت لاحقاً عن مسؤولين أمنيين، أن «ليس صائباً إدخال روسيا في مساعي التسوية مع لبنان وتوسيع تأثيرها بالمنطقة»، مشيرةً نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى «تقدّم كبير في المفاوضات في شأن التسوية في لبنان». واشارت إلى أنّ «لإسرائيل حليفاً استراتيجياً واحداً هو الولايات المتحدة»، لافتةً الى أنّ «مسؤولين في الجيش يعتقدون أنّه ما زال مبكراً إعادة سكان البلدات الحدودية إلى منازلهم». وكشفت عن «إجماع إسرائيلي- أميركي على أنّ الإنجاز في جبهة لبنان وصل حدّه الأقصى ويجب استغلاله سياسياً».

نتنياهو يعترف

في غضون ذلك، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرّة الاولى بمسؤولية إسرائيل عن تفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، والتي تسببت بإصابة الآلاف.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن نتنياهو تحمّل خلال اجتماع الحكومة مسؤولية الهجمات بتفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، ونقلت عنه قوله: «لم أصغ إلى التحذير بأنّ واشنطن ستعارض العملية». وأوضح أنّ «عملية تفجير أجهزة الاستدعاء واغتيال (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، تمت رغم معارضة المسؤولين الكبار في المؤسسة الأمنية». وأضاف: «هناك وزراء عارضوا قرارات كنت أؤيدها مثل قتل حسن نصرالله والدخول إلى رفح».

وإلى ذلك، كشف نتنياهو، أنّه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب 3 مرات في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أنّه متفق معه إزاء «التهديد الإيراني».

وفي هذه الاثناء، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الى أنّ «علينا أن نواصل العمل معاً ونستثمر النتائج في تغيير الوضع في جبهة لبنان»، لافتاً الى أنّ «كل من جاء ليدعم وقف إطلاق النار في غزة ابلغت اليه أنّه لن يحدث من دون إطلاق الأسرى».

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي صدّق على توسيع العملية البرية في جنوب لبنان».

 

 

"الشرق": واصلت المقاومة الاسلامية تصدياتها الحدودية للعدو امس وعملياتها على وقع غارات عنيفة ومكثّفة شنّها الطيران الإسرائيلي على البقاع الشمالي أدت إلى مجازر دامية في بلدتي الحدث والكنيسة في بعلبك، كما على مدينة صور التي تعرضت لغارات عدة ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بالاضافة الى مجزرة اوقعت 23 شهيدا في علمات جبيل.

فقدأغار الطيران الحربي الإسرائيلي امس على بلدة علمات في قضاء جبيل، سبقه تحليق كثيف للمقاتلات في أجواء كسروان. حيث تم استهداف منزل تقيم فيه عائلات نزحت من البقاع وأفادت المعلومات أن عدد الضحايا تخطى الثلاثين، كما افيد بأن شهـداء مجزرة علمات جبيل هم نازحون مدنيون معظمهم نساء واطفال من آل القرصيفي وعبد الحسين وزريق، وهم من بلدة حوش الرافقة – بعلبك.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن «غارة العدو الإسرائيلي على علمات في قضاء جبيل أدت في حصيلة أولية إلى مقتل 23 شخصاً وأشلاء وجرح 6 من بينهم ثلاثة أطفال».

كذلك، شنّ العدو الإسرائيلي غارة جوية استهدفت بلدة بافليه في جنوب لبنان، ما أسفر عن سقوط عددٍ من الإصابات، وقصف الجيش الإسرائيلي بواسطة سلاح المدفعيّة، مناطق طيرحرفا، الضهيرة وعلما الشعب.

وأغار الطيران على منزل في بلدة زوطر الغربية، وعلى بلدة دبعال، كما اغار على منزل في بلدة القليلة، وعلى اطراف بلدة سلعا، وتم انتشال جثة من ضحايا ديرقانون راس العين، فيما اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة حصيلة غير نهائية لغارات على دير قانون رأس العين قضاء صور، والتي استهدفت نقاط تجمع مسعفين، وأدت إلى سقوط أربعة عشر شهيدا من بينهم سبعة مسعفين في تماد إسرائيلي واضح لجريمة الحرب المتمثلة باستهداف فرق الإنقاذ والاسعاف بما يخالف كل القوانين الانسانية الدولية.

واستهدفت 3 غارات النبطية، غارتان على حي المسلخ وغارة على حي المشاع -البياض، كما تعرضت منطقة رأس العين لقصف مدفعي ثقيل من عيار 155 ملم، ونفذت غارة على حي العيون في جديدة مرجعيون، ونفذت مسيرة وغارة بصاروخ موجه مستهدفة المنطقة الواقعة بين بلدتي كفرتبنيت وارنون، وشن الطيران غارة على بلدة خربة سلم في صور وعلى يانوح الجنوبية، وسجل غارة على المنطقة بين جبشيت كفردجال في النبطية،وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة بلاط.. كما استهدف بالقصف المدفعي بلدة الخيام، وافيد عن غارة بين البيسارية وقعقعية الصنوبر.

وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اطراف العدوسية محلة الخرب.

وشن غارة استهدفت خراج بلدة برج رحال منطقة عين التوتي.

واستهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة دير ميماس مقابل قلعة الشقيف.

وحلقت المقاتلات الإسرائيلية امس في اجواء الهرمل وقرى القضاء،

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على شعث في بعلبك الهرمل أدت إلى سقوط أربعة شهداء.

وشن الجيش الإسرائيلي 3 غارات على البقاع الغربي، اثنتان في سحمر وثالثة في مشغرة، ادت إلى تدمير منازل دون الإبلاغ عن وقوع اصابات.

كما اغار مجددا على سحمر ومشغرة. وأعلنت وزارة الصحة: أن الغارة على سحمر أدت إلى استشهاد شخص وإصابة 4 جرحى في الحصيلة النهائية للغارة، وأفادت المعلومات بأنّ الغارات أدّت إلى سقوط عدد من الشهداء في لبايا، كما سقط شهيد واحد وجريحين في سحمر، وثلاثة شهداء وجريح واحد في مشغرة. ونفذت غارة إسرائيلية على محيط بلدة سرعين في البقاع الشرقي، وأفادت المعلومات أن الغارة على بلدة سرعين استهدفت معملاً للمفروشات وأنباء عن سقوط ضحية، واستهدفت غارة إسرائيلية، مفرق بلدتي سرعين – الحلانية في البقاع – شرق لبنان وتحدثت المصادر عن أن القصف أسفر عن استشهاد شخصٍ من المدنيين وسقوط جرحى.

وافاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بان الغارة على مفرق سرعين ادت إلى استشهاد شخص وإصابة سبعة آخرين بجروح، وأدت الغارة على حي بيت اللقيس إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.

أيضاً، طال القصف الإسرائيلي محيط محطة السلام في بعلبك، ما أسفر عن حصول أضرار كبيرة، وأغار الطيران على منزل مأهول بالسكان لآل الحاج حسن في بلدة رسم الحدث على الطريق الدولية في بعلبك، وافيد بأن الحصيلة النهائية للغارة هي أربعة شهداء، وشن الطيران الحربي بعد ظهر اليوم غارة على بلدة بدنايل.

في المقابل، أعلنت المقاومة الاسلامية أنها استهدفت قاعدة شراغا شمال مدينة عكا وكريات شمونة بصلية صاروخية، ومستوطنة زرعيت وأفيفيم،واستهدفت مرّتَين تجمعًا لِلقوات الإسرائيلية في ‏مرتفع القبع عند أطراف بلدة مركبا بالصواريخ، كما اعلنت عن استهدافها «برشقة صاروخية للمرة الثالثة تجمعا لقوات العدو عند الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة مركبا».

و‏استهداف موقع أفيتال (مركز استطلاع فني وإلكتروني) في الجولان السوريّ المُحتل، للمرة الأولى، بصليةٍ صاروخية».

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد 10 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الجولان، حيث تم اعتراض بعضها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، بإصابة عدة أشخاص جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع على بلدة المطلة في الجليل الأعلى.

أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض عدة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان والباقي سقط بمناطق مفتوحة.

من جهة اخرى، ابدت مصادر خشيتها من تزايد حركة النزوح في الأيام المقبلة من بعض قرى وبلدات الجنوب ومنطقة الإمام الأوزاعي وما تبقى من سكان الضاحية والشويفات بعد توسع التهديدات الإسرائيلية عليها.

الغارات تدمر المنازل وتقطّع أجساد الأطفال.. والاحتلال يعدم أسرى

المقاومة الفلسطينية تستهدف آليات وتجهز على 15 جندياً إسرائيلياً

وفي غزة استفاق القطاع على مجزرة إسرائيلية مروعة، اقترفتها قوات الاحتلال، وشابهت عدة مجازر ارتكبت خلال الأيام الماضية، بعد استهداف منزل متعدد الطبقات يؤوي عددا من العوائل النازحة في شمال قطاع غزة، الذي يتعرض لعمليات “إبادة جماعية”، فيما سقط عدد من الشهداء في عدة مناطق في القطاع، جراء غارات جوية عنيفة، مزقت أجساد الشهداء خاصة الأطفال.

وأعلنت وزارة الصحة أن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 51 شهيدا و164 مصابا خلال 24 ساعة، وذكرت أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى 43,603 شهداء و102,929 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.

وفي مشهد مؤلم في جباليا، وضعت جثامين الضحايا قبل نقلها إلى المشفى وتسجيل أسماء الشهداء، في شارع قريب، وقد لفت ببعض الأغطية، في ظل عدم توفر الأكفان شمالي القطاع، وكان الأهالي الذين هبوا لاستخراج الضحايا من تحت الركام يضعون الجثث التي يجري العثور عليها واحدا تلو الآخر، وقد شوهت أجسادهم وتهشمت رؤوسهم وسالت الدماء منها، من شدة الانفجار الصاروخي الذي أدى لانهيار المبنى، فيما جرى جمع جثامين ممزقة لعدد من الضحايا.

إلى ذلك فقد تواصلت هجمات جيش الاحتلال على مناطق شمال قطاع غزة، مع استمرار الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الاحتلال هناك، والذي يحول دون وصول الطعام أو الدواء للسكان، وذكرت مصادر محلية أن عددا من الشهداء والمصابين سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف منطقة التوبة بمخيم جباليا، فيما سقط عدد من الضحايا أيضا جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا للمواطنين عند الدوار الغربي في بيت لاهيا.

وفي السياق، أعلنت هيئة شؤون الأسرى أن جيش الاحتلال أعدم بالرصاص ثلاثة أسرى من غزة، وهم كبار في السن، بعد لحظات من الإفراج عنهم، من بوابة موقع “زيكيم” شمال غزة، حيث قام باستهدافهم قرب مسجد الخالدي على طريق البحر شمال غرب مدينة غزة، لافتا إلى أن شهود عيان أكدوا قيام جيش الاحتلال بإطلاق نار مباشر صوبهم.

وقالت حركة حماس معلقة على مجازر الشمال، إن ما يحدث من مجازر وحرب إبادة وحرب تجويع وانتهاكات واسعة لكل القيم والقوانين والأعراف، “يستدعي موقفاً عاجلاً من قادة الدول العربية والإسلامية الذين يجتمعون في الرياض غدا وتحمل مسؤولياتهم بوقف هذه الجرائم”.

أما في وسط القطاع، فقد استمرت الهجمات العنيفة على مناطق شمال مخيم النصيرات، وتعرضت أحياء المفتي والدعوة لقصف مدفعي عنيف، كما تخلل الهجمات قيام قوات الاحتلال المتوغلة على أطراف “محور نتساريم” بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة، وسط تحليق مكثف من الطيران الاستطلاعي “كواد كابتر” الذي أطلق النار بشكل متقطع، فيما هاجمت الزوارق الحربية ساحل المخيم، كما شهدت أطراف مخيمي البريج والمغازي الشرقية والقريبة من الحدود هجمات مماثلة.

وفي جنوبي القطاع، استهدفت قوات الاحتلال من جديد المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، وقصفت المدفعية بلدات القرارة وبني سهيلا وعبسان، بالتزامن مع إطلاق آليات الاحتلال المنتشرة قرب الحدود رشقات نارية على تلك المناطق.

وتبنت عدة تنظيمات فلسطينية مسلحة شن هجمات على قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، والإجهاز على عدد من الجنود من المسافة صفر.

وقالت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، إن ناشطيها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن استهداف ناقلتي جند إسرائيليتين بقذيفتي «الياسين 105» و”تاندوم” واستهداف جرافة عسكرية بعبوة “رعدية” قرب مسجد الشهيد عماد عقل وسط مخيم جباليا شمال القطاع.

وأعلنت كذلك عن تمكن ناشطيها من استهداف قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جندياً بقذيفة “آر بي جي” مضادة للأفراد، والإجهاز عليهم من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وذلك في منطقة تقع غرب منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا شمال القطاع.

 

 

"البناء": أحيت إيران بحضور عربي ودولي ومشاركة قيادات إيرانية بارزة تمثل اتجاهات المجتمع ومؤسسات الدولة، حيث تمثل التيار المحافظ برئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف والتيار الإصلاحي بمعاون رئيس الجمهورية محمد جواد ظريف، حيث مثل كل منهما واحدة من السلطات الرئيسية، التشريعية والتنفيذية، وتلاقت كلمتا قاليباف وظريف عند إظهار التوافق على الوقوف وراء المقاومة ومحورها واعتبار قضية فلسطين في مقدمة اهتمامات إيران والتزاماتها. كما أكدت على ذلك أيضاً كلمة وزير الخارجية عباس عراقجي الذي حذّر من مخاطر الانزلاق الى حرب إقليمية بسبب السياسات العدوانية لكيان الاحتلال وعدم تحمل المجتمع الدولي، خصوصاً دول الغرب، مسؤولياتهم، وكان لافتاً حضور قائد قوة القدس في الحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاآني. وشارك في المؤتمر رئيس تحرير “البناء” ناصر قنديل وألقى مداخلة اعتبر فيها أن أعظم منجزات نصرالله كان محور المقاومة وترجمته بجبهة الإسناد التي أسقطت عملياً اتفاقية سايكس بيكو.

في كيان الاحتلال موجتان تسيطران على وسائل الإعلام من صحافة ومواقع وقنوات تلفزيونية. الموجة الأولى عبارة عن ضجيج وتدفق تقارير ومعلومات وتسريبات متضاربة محورها سيناريوهات افتراضية لوقف إطلاق النار، كان أبرزها ما نشرته صحيفة “اسرائيل هيوم”، التي نشرت سيناريو لوقف النار يتضمّن انسحاب الاحتلال الى خلف الحدود الدولية للبنان ومغادرة كل النقاط التي يطالب بها لبنان مقابل انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني. وقالت إن جيش الاحتلال سيكون لديه ضمانة أميركية بحق العودة إذا تم الإخلال من الجانب اللبناني، بينما تحدثت تقارير أخرى عن مشروع أميركي روسي قيد الإعداد يتضمن إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف النار، تضمن عبره واشنطن انسحاب الاحتلال الى خط الحدود الدولية وتضمن فيه موسكو عدم عبور السلاح لحزب الله عبر الحدود اللبنانية السورية.

الموجة الثانية التي طغت على الإعلام في الكيان كانت حول الملاحقات القضائية، حيث تتسع دائرة الملاحقات مع دخول الملاحقة بحق ايتمار بن غفير على الخط بتهمة انتهاك توصيات المستشارة القانونية بشأن التريث بإجراءات الشرطة بحق منازل منفذي إطلاق النار، وقال لرئيس الشرطة افعل ما يحلو لك، ووفقاً لما تتداوله وسائل الإعلام فإن المستشارة القانونية خاطبت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإجبار بن غفير على التراجع أو إقالته كي لا تضطر إلى إصدار توصية بإقالته ويصبح وضع الحكومة غير شرعيّ، ووسط الملاحقات المستمرة حول التسريبات الأمنية التي أصلح نتنياهو جزءاً مباشراً منها، بدأ نتنياهو حملة تلميحات بحق اتهام الوزير المقال يوآف غالانت بتسريب معلومات أضرت بأمن الكيان ووصلت إلى حركة حماس وحزب الله.

في ظل الفوضى السياسية والقضائية في الكيان توسّعت عمليات المقاومة في استهداف الكيان وكان لحيفا نصيب كبير منه إضافة للمستوطنات القريبة من الحدود حيث تجمّعات جيش الاحتلال. وكان الأبرز استهداف مقر قيادة الفرقة 36 التي تضمّ لواء جولاني في منطقة الناعورة جنوب غرب طبريا، وبينما بقي الوضع على الجبهة البرية تحت سيطرة المقاومة ونيرانها، وقّع رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي قرار خطة استئناف توسيع العملية البرية، وكانت الترجمة الفعلية مزيداً من القصف التدميري في الجنوب والبقاع ومجازر موزعة على الأراضي اللبنانية كانت أكبرها مجزرة علمات جبيل التي بلغ عدد الشهداء فيها 23 شهيداً بينهم عدد من الأطفال.

فيما تتجه الأنظار إلى ما يمكن ان تحمله القمة الإسلامية العربية التي تعقد اليوم في الرياض، للبنان مِن دعم ومساعدات، تسارعت أمس، التسريبات لا سيما الإسرائيلية عن احتمال وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث تعمّد العدو الإسرائيلي الترويج لذلك، حيث أوردت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، بأنّ «إسرائيل» تدرس خيار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت مع حزب الله في لبنان، في ظل مخاوف تل أبيب من إمكانية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يقيّد بشكل كبير حرية «إسرائيل» العسكرية. في حين أن إذاعة جيش العدو الإسرائيلي تحدّثت عن أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الذي يتولى مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان و»إسرائيل» بصفته ممثلاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. زار واشنطن أمس، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بعدما كان أجرى زيارة سرية إلى روسيا قبل أيام لبحث تهدئة لبنان.

وتشير مصادر سياسية إلى أن “الأميركيين والروس جادون في ترتيب قرار أممي يلزم الأطراف بوقف الحرب، كما تتولى موسكو ملف الحدود اللبنانية – السورية لمنع تهريب السلاح، وقد حققت روسيا والولايات المتحدة خطوات متقدّمة، ستتظهّر في مشروع القرار الأممي المرتقب”.

الى ذلك أشارت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مسؤولين أميركيّين، إلى أنّ “الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال “إسرائيل””. وأكّدوا أنّ “فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن أموس هوكشتاين، وبتشجيع من ترامب، تتزايد».

ومع ذلك لم يقرر المبعوث الأميركي أموس هوكشتين بعد زيارة لبنان، ولم يطلب موعداً مع أي مسؤول لبناني لغاية مساء أمس. وتشير المعلومات إلى أن المبعوث الأميركي ينتظر ردودًا من “إسرائيل” بشأن وقف النار، وفي حال أتت إيجابية سوف يتم العمل على بلورة صيغة جديدة مع لبنان هذا الأسبوع، كما أنه ينتظر نتائج المشاورات الأميركية – الروسية، قبل تحديد موعد لقاءاته في بيروت وتل أبيب.

وتشير أوساط سياسية إلى أن الرئيس بري لم يتلقَّ أي اتصال عن زيارة جديدة لهوكشتاين لبيروت، في حين أن الرئيس نجيب ميقاتي تلقى اتصالاً من هوكشتاين الذي لم يؤكد حضوره للبنان.

الى ذلك شدد مصدر سياسي على أن لبنان الرسمي لم يتسلم مسودة اتفاق وقف النار، كما روّج الإعلام الإسرائيلي.

وكانت كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية بعض نقاط اتفاق وقف النار في لبنان وهي:

– إقرار “إسرائيل” ولبنان بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701.

– الالتزامات لن تحرم “إسرائيل” ولبنان من حق الدفاع عن نفسيهما، إذا لزم الأمر.

– بالإضافة إلى قوات “يونيفيل”، سيكون الجيش اللبناني الرسمي، هو القوة المسلحة الوحيدة في جنوب لبنان عند الخط “أ”.

– بموجب القرار 1701، ومن أجل منع إعادة بناء وإعادة تسليح الجماعات المسلّحة غير الرسمية في لبنان، فإن أي بيع للأسلحة إلى لبنان، أو إنتاجها داخله؛ سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية.

– ستمنح الحكومة اللبنانية الصلاحيات اللازمة لقوى الأمن اللبنانية، لتنفيذ القرار.

– مراقبة إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية.

– مراقبة المنشآت غير المعترف بها من قِبل الحكومة، والتي تنتج الأسلحة، وتفكيكها.

– تفكيك أي بُنية تحتية مسلّحة، لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق، وتقع تحت الخط “أ”.

– يتعين على “إسرائيل” سحب قواتها من جنوب لبنان خلال سبعة أيام، وسيحلّ محلها الجيش اللبناني، وستشرف على الانسحاب الولايات المتحدة، ودولة أخرى.

– وسيتم تحديد موعد، يكون هو الموعد الأقصى الذي سينشر خلاله الجيش اللبناني قواته على طول الحدود والمعابر.

– في غضون 60 يوماً من توقيع الاتفاق، سيتعين على لبنان، نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان.

الى ذلك أفادت وزارة الخارجية الأميركية، بأن “الوزير انتوني بلينكن ونظيره الفرنسي بحثا الحاجة لإنهاء الحرب بغزة وإعادة الرهائن وزيادة المساعدات للقطاع، كما ناقشا أهمية التوصل لحل دبلوماسي للصراع في لبنان”.

ويبحث قادة الدول العربية والإسلامية اليوم خلال القمة التي تعقد في الرياض اتخاذ موقف موحّد لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وسبل حماية المدنيين، ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، إضافة إلى توحيد المواقف، والضغط على المجتمع الدولي للتحرّك بجدية، لإيقاف الاعتداءات المستمرة.

وعشية القمة بحث اجتماع وزاري عربي إسلامي تحضيري، الاستعدادات للقمة العربية وأبرز القضايا المطروحة للنقاش.

وبحث وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ مع وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، في التطورات التي تشهدها المنطقة، والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان والاعتداءات المتكرّرة على الأراضي السورية.

وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن “الفرصة متاحة اليوم لنعيد الكيان والجميع الى كنف الدولة وأن تكون الدولة هي صاحبة القرار الأول والأخير بكل الامور”. وأمل أن “نجتاز هذه المرحلة الصعبة في أسرع وقت ممكن ونتوصل الى وقف لإطلاق النار وننفذ القرارات الدولية، والاساس هو القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، ولا يكون هناك سلاح الا سلاح الشرعية”. وأبدى تفاؤلاً إذ قال: “باذن الله ستكون نتائج المؤتمر غداً (اليوم) جيدة ويكون هناك وقف لإطلاق النار قريباً، لنحقق ما نصبو اليه ولا سيما انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، ليكتمل عقد المؤسسات الدستورية وتنتظم الحياة السياسية”.

والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، وزير السعودية الأمير فيصل بن فرحان كما التقى وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، العراق فؤاد حسين، سورية بسام الصباغ وتركيا هاكان فيدان ومصر بدر عبدالعاطي.

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيترقب ما يمكن أن “يصدر عن القمة العربية – الإسلامية”، مشدداً على أن “المطلوب منها في هذا الظرف الاستثنائي والدقيق أن تخرج بنتائج عملية تدفع نحو تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان”.

وأشار إلى أن “الضغط عليه لن ينفع في دفعه إلى التنازل عن ثوابت الموقف اللبناني”. وشدّد على “التمسك بوجوب وقف إطلاق النار فوراً وتنفيذ القرار 1701 بلا زيادة أو نقصان”. ولفت بري إلى تعمد الاحتلال الإسرائيلي “مسح” عدد من البلدات الجنوبية الواقعة عند الحافة الأمامية، مشيراً إلى أن “العدو يريد أن تصبح المنطقة الحدودية التي تجاور فلسطين المحتلة غير صالحة للسكن، “لكنني أؤكد أنه فور انتهاء الحرب سيعود الأهالي إلى بلداتهم المدمّرة وسيقيمون فوق ترابها وأنقاضها بانتظار أن يُعاد بناؤها”.

على وقع استمرار الغارات الإسرائيلية العنيفة التي أدّت لاستشهاد عدد كبير من المواطنين، بلغت حصيلتها بحسب وزارة الصحة 3189 شهيداً و14078 جريحاً، قصف حزب الله و”للمرة الأولى” موقع “أفيتال” للاستطلاع الفني والإلكتروني في الجولان، كما استهدف بسرب من المسيرات الانقضاضيّة قاعدة حيفا البحريّة، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات. وكان قد أعلن في بيان أنّ مقاتليه تصدوا لمحاولة تسلل من قبل قوة إسرائيلية كانت تحاول الدخول باتجاه بلدة عيناثا في جنوب لبنان. وفي التفاصيل، اشتبك عناصر حزب الله مع القوة الإسرائيلية على الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة. كما استهدف حزب الله تجمعاً آخر لقوات إسرائيلية في ‏مرتفع القبع عند الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لبلدة مركبا بصلية صاروخيّة. وفي بيانين اخرين، قال حزب الله إنّه نفذ هجومين ضد تجمعات تابعة لقوات الجيش الإسرائيلي. الأول في موقع العباد بصواريخ نوعية، والثاني تم “تنفيذه باستخدام سرب من المسيّرات الانقضاضية، واستهدف تجمعًا لجيش الاحتلال في الموقع ذاته، مؤكدًا نجاح العملية في إصابة الأهداف المنشودة بدقة”. وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات عن استهداف تجمّعات إسرائيلية، وقال الحزب إنّه “استهدف بصليةٍ صاروخية، قوة من جيش العدو الإسرائيلي كانت تعاود التجمّع في محيط المنزل الذي تم استهدافه قرب الجدار الحدودي في بلدة كفركلا”. وكذلك استهدف تجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي عند ‏الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، بصليةٍ صاروخيّة.

وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة الإسرائيلية على بدنايل في بعلبك الهرمل أدت إلى سقوط ثلاثة شهداء وإصابة ستة أشخاص بجروح. وسقط 4 شهداء في غارة إسرائيلية على بلدة زغرين في مزرعة سجد في بعلبك الهرمل. وفي شعث البقاعية، سقط 4 شهداء إثر غارة للطيران الإسرائيلي على البلدة. وأغار الطيران الإسرائيلي على منزل في بلدة علمات قضاء جبيل مما أدى إلى سقوط 20 شهيداً و6 جرحى بالإضافة إلى عدد من المفقودين وجميعهم من سكان بعلبك كانوا نزحوا إلى المنطقة هرباً من الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المنطقة.

وجنوباً، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات إسرائيلية، استهدفت بلدات برج رحال، العباسية، البيسارية والمروانية والخرايب وقاقعية الصنوبر. وسقط 3 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة الجميجمة.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت بلدات زوطر الغربيّة والخيام وعين بعال، بالتّزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي على الخيام، حمى راشيا الفخار، الحنية، صديقين والقليلة.

 

 

"الشرق الأوسط": استأنف الجيش الإسرائيلي سياسة الضغوط القصوى على لبنان، باتباع استراتيجية ارتكاب المجازر التي أسفرت عن عشرات الضحايا في جبل لبنان وجنوبه وشرقه، بموازاة المراوحة الميدانية، ومحاولات نقل المعركة إلى الأحياء الخلفية لقرى الحافة الحدودية التي سبق أن فجّر أحياءها المتاخمة للشريط الحدودي.

وقضى 52 شخصاً، بينهم 10 مسعفين، خلال 24 ساعة، في غارات إسرائيلية استهدفت 5 محافظات لبنانية، في واحدة من أعنف الهجمات وأكثرها دموية في يوم واحد، وهو ما يَنظر إليه لبنان على أنه «محاولة للضغط» على مُفاوضِه، في ظل انغلاق المبادرات التي لا تزال عالقة عند شرط واحد، وهو حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار. ويشمل ذلك حرية القصف في العمق، أو التوغل برياً، وهو ما يرفضه لبنان، وفق ما أكدته مصادر لـ«الشرق الأوسط».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: «هزمنا (حزب الله)، ومهمتنا الآن تغيير الوضع الأمني في لبنان». ونقلت عنه «القناة 12» قوله: «علينا أن نواصل العمل معاً، ونستثمر النتائج في تغيير الوضع بجبهة لبنان». وأضاف: «إن دورنا الآن يكمن في مواصلة الضغط على (حزب الله)».

مجزرة في جبل لبنان

وبدا أن توسعة رقعة القصف واستهداف المسعفين، من أساليب الضغط، إذ أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة في بلدة علمات في جبل لبنان، ذهب ضحيتها 24 قتيلاً، بينهم 7 أطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

وقالت إن طواقم الإنقاذ «رفعت أشلاء من المكان، ويجري التدقيق في هوية أصحابها، ما يرجح ارتفاع عدد الشهداء»، وأوضحت أن الهجوم أسفر كذلك عن إصابة 8 آخرين.

وعلمات هي بلدة تقطنها غالبية شيعية في قضاء جبيل ذي الغالبية المسيحية، وتقع على بُعد 30 كيلومتراً من العاصمة بيروت. وفي موقع الغارة، أظهرت صور عناصر إسعاف وهم يبحثون بين أنقاض المنزل المستهدف الذي سُويّ بالأرض، في حين عملت جرافة كبيرة على رفع الركام.

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن المنزل كان يستضيف 35 شخصاً نازحاً من بعلبك، تربطهم صلة قرابة بأصحاب المنزل، وغالبيتهم من «الأطفال والنساء». وبيّنت اللقطات المسعفين وهم ينتشلون جثثاً من تحت أنقاض المنزل الواقع في منطقة جبلية نائية ووعرة، وقد لفّت ببطانيات، وحولهم سيارة إسعاف وآلية للدفاع المدني اللبناني، ولم يبقَ من المنزل سوى هيكل حديد لسقفه.

ومن مكان الغارة في علمات، قال النائب رائد برو، ممثل «حزب الله» عن منطقة جبيل: «إن الشخصيات المهمة العسكرية والأمنية عادة تكون بالجبهة، وأهميتها أن تكون بالجبهة وليس أن تكون في الخطوط الخلفية». وأضاف: «لا يوجد تحت الأنقاض إلا الأطفال والشيوخ والنساء».

غارات الجنوب والشرق

وفي الجنوب، أعلن «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة»، التابع لوزارة الصحة اللبنانية، حصيلة غير نهائية لغارات إسرائيلية استهدفت نقاط تجمع مسعفين، ليل السبت، في دير قانون رأس العين بقضاء صور.

وأدت الغارات إلى سقوط 14 قتيلاً، بينهم 7 مسعفين، وذلك «في تمادٍ إسرائيلي واضح لجريمة الحرب المتمثلة في استهداف فرق الإنقاذ والإسعاف بما يخالف كل القوانين الإنسانية الدولية»، وفق ما قالت وزارة الصحة.

وأفادت أيضاً بمقتل 4 أشخاص، وإصابة 6 مصابين، في غارات ليل السبت على بلدتي مشغرة وسحمر في البقاع.

كما أفيد، الأحد، بمقتل شخص في بعلبك، و3 مسعفين من الدفاع المدني لـ«الهيئة الصحية الإسلامية» جراء غارة استهدفت بلدة عدلون قضاء صيدا بالجنوب، فضلاً عن مقتل شخص في غارة استهدفت بلدة المروانية مساء، و4 آخرين في الهرمل بشرق لبنان.

ويتزامن هذا القصف الجوي الموسع، مع مراوحة في العملية البرية، تحاول القوات الإسرائيلية الانتقال فيها من الأحياء الشرقية المواجهة للشريط الحدودي، إلى الأحياء الخلفية ضمن القرى نفسها التي تعرّضت لتدمير واسع في منازلها القريبة من الشريط الحدودي عبر تفخيخها وتفجيرها.

وأعلن «حزب الله» عن استهداف لتجمعات إسرائيلية في بلدة مركبا (الحدودية) وبين مركبا وحولا، كذلك تحدّث عن استهداف تجمع لقوات إسرائيلية في ‏مرتفع كحيل عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، وأخرى قرب بوابة حسن، في محيط بلدة شعبا، وتدمير جرافة عسكرية إسرائيلية قرب الجدار الحدودي في بلدة كفركلا، و«قتل وجرح طاقمها».

كما أعلن الحزب عن مواجهات مع قوة إسرائيلية حاولت التسلّل باتّجاه بلدة عيناثا، عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، فضلاً عن استهداف تجمعات أخرى في مواقع عسكرية قرب الحدود اللبنانية، وقصف مستوطنات وبلدات إسرائيلية بالشمال.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 3 أشخاص جراء سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة شرق نهاريا. كما تحدّثت عن إصابة بقذيفة مضادة للمدرعات في المطلة، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد 10 قذائف صاروخية أُطلقت من لبنان صوب الجولان، وجرى اعتراض بعضها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة. وقال الحزب إنه استهدف موقع «أفيتال» (مركز استطلاع فني وإلكتروني) في الجولان السوريّ المُحتل، للمرة الأولى، بصلية صاروخية.

 

 

"الأنباء" الالكترونية: فيما يمرّ لبنان بأسوأ الكوابيس تحت وطأة الحرب الاسرائيلية المدمرة، وغياب أي بارقة أمل حتى اليوم لوقف العدوان الهمجيّ، يحضر الملف اللبناني في القمة العربية الاسلامية التي تنعقد غداً في الرياض، كما في اللقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، بعد غد الأربعاء، في البيت الأبيض للضغط على رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بإتمام إتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.

تزامناً، وعلى خط مساعي التهدئة، تحدثت معلومات حول هدنة قريبة، تنص على أن تتوقف إسرائيل عن استهداف لبنان مقابل وقف صواريخ حزب الله، بشرط عدم إعادة تسليحه، على أن يتم العمل خلال فترة الهدنة على النقاط الخلافية بين الطرفين. 

في السياق، زعمت وسائل إعلام معادية بأن رئيس الأركان الإسرائيلي صادق على توسيع العملية العسكرية في لبنان، بينما تستمرّ الإعتداءات بحقّ المدنيين، إذ ارتكب العدو جريمة جديدة تضاف إلى سجله الأسود في بلدة علمات في قضاء جبيل، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 20 شهيداً بعد قصف مبنى كان يقطن فيه مدنيون، في وقت لا زالت تتعرض المناطق اللبنانية إلى تدمير ممنهج بفعل الغارات المعادية.

وإذ تستبعد أوساط حكومية إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار الذي يبدو أنه بعيد المنال في ظل السياسية الاسرائيلية، وعدم وجود أجندة تغييرية قادرة أن تضغط على نتنياهو من أجل وقف الحرب، لافتةً إلى أن الحرب على لبنان قد تستمر بوتيرتها التصاعدية حتى تاريخ تسلّم الرئيس ترامب مهامه في العشرين من كانون الثاني 2025.

الأوساط الحكومية أشارت عبر "الأنباء" الإلكترونية إلى أن انعقاد القمة العربية الاسلامية أمر جيّد كمشهدية سيكون لها تأثير كبير إن لجهة رفع العناوين والمطالبة بوقف إطلاق النار في لبنان وفي غزة أو حتّى على المستوى الدولي بشكل خاص، متوقعة أن تحمل الكلمة التي سيلقيها الرئيس نجيب ميقاتي إشارة واضحة الى حجم الدمار الكبير والمخيف الذي لحق بالمدن والقرى اللبنانية التي كانت وما تزال عرضة للقصف والدمار والمطالبة بمساعدة لبنان لمعالجة ازمة النازحين. 

توازياً، لفتت مصادر مواكبة للحراك العربي والدولي في حديث لجريدة "الانباء" الإلكترونية إلى أن موضوع الضغط  الدولي على اسرائيل وانعكاسه على المشهدية المؤثرة لوقف إطلاق النار صعب المنال في هذه المرحلة التي تشهد تغييراً على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأسرها، إذ قد يكون لها أجندة معينة لم يحن تنفيذها بعد. 

المصادر تحدثت عن وجود تناقضات على صعيد إعلام العدو، والممارسة الدموية على الارض، خصوصاً في ما يتعلّق بأن العملية البرية شارفت على النهاية، مؤكدة أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة.

إلى ذلك، جزمت المصادر بأن الجهة التي سربت هذه التفاؤلات ليست لبنانية، معتبرة أن استخدام اسرائيل الأسلحة المحرّمة دولياً لتدمير لبنان وغزة لا يشير أبداً لوقف إطلاق النار وهذا الامر قد يحصل بعد تسلّم الرئيس ترامب وليس في ما تبقى من ولاية بايدن، مستبعدة التوافق على وقف اطلاق النار في اللقاء المرتقب للرئيسين بايدن وترامب، باعتبار أن الأخير قد تكون لديه رغبة بذلك لكنه لا يستطيع أن يضغط على نتنياهو قبل تسلم مهامه أما بايدن فقد اثبت بأنه ضعيف ولم يعد له أي تأثير على مسار المفاوضات. 

بالخلاصة، ليس هناك مؤشر قريب لخروج لبنان من أتون الحرب المدمرة التي فُرضت عليه، بانتظار ما سيُعلن في القمة العربية الاسلامية من توصيات علّها تخرج بصيغة ضغط تغيّر من الواقع المشؤوم، وتؤدي إلى التوصل لوقف إطلاق النار في الأسابيع المُقبلة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية