إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 12 24|08:52AM :نشر بتاريخ
"الجمهورية": العدوان الاسرائيلي في ذروة تدميره بالغارات الجوية والقصف المدفعي والتفخيخ للقرى والبلدات اللبنانية في الجنوب والبقاع وصولاً إلى عكار، وفي موازاته تصاعد كثيف لعمليات «حزب الله» واستهدافاته الصاروخية لمواقع وقواعد الجيش الإسرائيلي وتجمّعات جنوده، ولاسيما على ما تسمّى محاور الحافة الأمامية في الجنوب، ومستوطنات ومدن العمق الإسرائيلي، حيث تركّزت بشكل مكثف أمس، على مدينة صفد وعكا وحيفا وخليجها. فيما الميدان السياسي تسوده ضبابية تعتري ما يُحكى عن اتصالات وحراكات متسارعة لإنضاج تسوية واتفاق على وقف لإطلاق النار على جبهة لبنان.
لا علم للبنان
هذه الضبابية، يعزّزها السلوك الإسرائيلي الذي دأب في الفترة الأخيرة على إغراق الأجواء بمواقف متناقضة تثير التساؤلات حول المرامي الحقيقية لإسرائيل من خلفها في هذا التوقيت، حيث أنّ المستوى السياسي في إسرائيل دأب منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، على إشاعة مناخات إيجابية حول اقتراب بلوغ تسوية مع لبنان، مزامنة ذلك بإعلان عزم الجيش الإسرائيلي على توسيع ما يسمّيها المناورة العسكرية في لبنان.
وبمعزل عن هذا التناقض الإسرائيلي، والمواقف المتقلّبة بين الاستعداد للتصعيد والحديث عن تقدّم في مسار التسوية وتبادل مسودات لهذه التسوية بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة الاميركية، فإنّ لبنان بكلّ مستوياته الرسمية والسياسية يقارب المشهد الإسرائيلي بحذر بالغ، وخصوصاً أنّ الظاهر بالنسبة إليه، كما يقول مرجع سياسي لـ«الجمهورية» هو المنحى العدواني المتواصل في القتل وارتكاب المجازر وتدمير البنى المدنية، فيما ما يُحكى عن اتصالات وحراكات وعن مسودات للتسوية وإيجابيات، ما هو الّا حديث وإيجابيات من طرف واحد، أي من قِبل إسرائيل، وخصوصاً انّ لا شيء في اليد على الإطلاق، ولم يطرأ أيّ تطور او معطى جديد منذ الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت أواخر الشهر الماضي».
واكّد المرجع عينه «أننا ما زلنا عند النقطة التي تمّ التوافق عليها خلال زيارة هوكشتاين لجهة وقف اطلاق النار والتطبيق الكلي والشامل لكل مندرجات القرار 1701 من دون زيادة او نقصان، وبالتالي فإن ترويج إسرائيل لتقدّم في المباحثات مع الاميركيين في مسار التسوية، لا علم لنا به، بل لا يعنينا من قريب او بعيد، ولم نتبلّغ من أي طرف، وخصوصاً من قبل الأميركيين بأي توضيح لماهية هذا التقدّم، أكان في ما يتعلق بما تمّ الاتفاق عليه مع هوكشتاين، ونحن نشكّ بذلك، أو في ما يتعلق بما تروّج له اسرائيل لتسوية بشروطها وحل لمصلحتها.. وكلاهما مرفوضان بشكل قطعي من قبل لبنان. وبمعنى أدق، إسرائيل تريد تسوية إسرائيلية وحلاً إسرائيلياً، ولبنان لن يسقط في الفخ الإسرائيلي، ولا يمكن له أن يقبل بشكل من الأشكال بمثل هذا الحل».
سيأتي .. لن يأتي!
وفيما رجحت بعض الوسائل الإعلامية والمستويات السياسية زيارة قريبة لهوكشتاين إلى بيروت من دون المرور بإسرائيل، فإنّ معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة تفيد بأنّ بعض المستويات السياسية على تواصل دائم مع هوكشتاين منذ مغادرته بيروت، وقد سافر آنذاك على وعد أن يعود إذا ما لمس إيجابيات اسرائيلية حيال ما تمّ الإتفاق عليه معه، ولاسيما في ما خصّ التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701. وحتى الآن لم يطرأ ما قد يجعله يحزم حقائبه ويسافر إلى لبنان، وبالتالي أجندة المواعيد السياسية ما زالت خالية من أي موعد لهوكشتاين مع أي مسؤول لبناني».
وبحسب المصادر عينها، فإنّ الاسبوع الجاري حاسم لناحية تحديد حركة هوكشتاين، وما إذا كان سيزور بيروت أم لا، وذلك ربطاً بالاجتماع المقرّر بين الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب. حيث من الطبيعي أن يتناول لقاء بايدن وترامب جملةً من الملفات التي تعني الولايات المتحدة ومن ضمنها ملف التسوية في لبنان. حيث قد يتوافقان على أن يتابع بايدن مسعاه لبلوغ هذه التسوية قبل بدء ولاية ترامب، وعلى هذا الأساس تصبح زيارة هوكشتاين إلى بيروت مؤكّدة وفق خريطة طريق يرسمها لقاء الرئيسين».
ليونة خادعة
وفيما أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» وجود إشارات اميركية جدّية بتزخيم الجهود لبلوغ تسوية سياسية في المدى القريب المنظور، عبر حراك مكثف للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل، قال مسؤول رسمي كبير لـ«الجمهورية»: «الليونة التي تبديها اسرائيل حالياً حيال التسوية السياسية، هي ليونة وهمية وخادعة، خبرنا مثلها في بدايات حربها على غزة، حيث كانت توهم الجميع بسلوكها مسار التسوية وتسريع صفقة التبادل، الّا انّها سرعان ما كانت تنقلب على كل الجهود، وتواصل حربها التدميرية. والآن اعتقد انّ اسرائيل تمارس السياسة نفسها، لذلك لا يمكن الوثوق بأي إيجابيات خادعة تروّجها إسرائيل. ومن هنا فإنّ الأفق ما زال مسدوداً، والوضع لا يبعث على التفاؤل، الّا إذا كان هوكشتاين سيأتي لنا -إن كان سيحضر إلى بيروت - بشيء جدّي خارج سياق المماطلة والتسويف الاسرائيلي».
بري: القرار 1701
إلى ذلك، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري رداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول ما تطرحه اسرائيل، حل بشروطها وتسوية لمصلحتها: «موقفنا واضح؛ وقف إطلاق نار وتطبيق القرار 1701. ثمّ هل من عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية او حل يحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته؟».
ولفت بري إلى أنّه «في ايلول الماضي طرح الفرنسيون مبادرة مشى فيها الاميركيون ووقّعت عليها مجموعة كبيرة من الدول، وتمّ إطلاقها على شكل نداء لإنهاء الحرب، والجميع استجابوا لهذا النداء باستثناء اسرائيل التي وحدها لم تستجب لذلك ونسفت هذا المسعى. والآن هذا النداء أصبح وراءنا ولا عودة له، حيث أنّ المطلوب هو وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد او حرف ناقص. وهذا ما اتفقنا عليه مع هوكشتاين».
ورداً على سؤال عن إعلان وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس بأنّ إسرائيل انتصرت على «حزب الله» قال بري: «عن أي انتصار يتحدثون، هل انتصروا في غزة، 13 شهراً من الحرب على القطاع، ولم يتمكنوا من إعادة الأسرى، ولم يتمكنوا من «حماس»، بالعكس فإنّ «حماس» ما زالت تقاتل وتقاوم بشراسة، والأسرى الاسرائيليون ما يزالون لديها. وفي لبنان قاموا باغتيالات لقيادات «حزب الله» ودمّروا البيوت وهدّموا الأبنية المدنية وقتلوا المدنيين، فهل هذا انتصار، وهل انتصروا على أرض الواقع، وهل مكّنتهم هذه الاغتيالات وكل هذا التدمير والقتل من الانتصار؟ لقد مضى ما يزيد عن 45 يوماً من الحرب على لبنان، ولم يتمكنوا بكل القوة التي استخدموها من ان يتقدّموا ويثبتوا في أي مكان في القرى اللبنانية المستهدفة، بالعكس يتسللون ومن ثم يهربون، والنتيجة انّهم لم يغيّروا في الميدان شيئاً، وهذا الميدان كما هو مؤكّد هو الذي يقول كلمته في نهاية المطاف».
ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن قلق إسرائيل من صدور قرار ضدّها في مجلس الأمن الدولي، قال: «ومتى احترمت إسرائيل قرارات مجلس الامن، ومتى أقامت وزناً لها، ولو انّها تحترمها وتقلق منها لكانت طبّقت سلسلة القرارات التي صدرت، ولاسيما القرار 242 و338، ولكانت احترمت القرار 1701 الذي خرقته لما يزيد عن 30 الف مرة».
دعم إيراني لـ1701
وكان الرئيس بري قد تلقّى اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، تداولا خلاله بتطورات الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة جراء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان. وأكّد قاليباف للرئيس بري وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب لبنان ومؤازرته بتنفيذ القرار الأممي رقم 1701.
المر يزور بري
وكانت المستجدات المتسارعة في المنطقة بالإضافة إلى التطوّرات الداخلية السياسية، وشؤون مجلسية، مدار بحث في مقر رئاسة المجلس في عين التينة، بين الرئيس بري والنائب ميشال المر.
«حزب الله»
الى ذلك، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف، في كلمة له في مجمع سيد الشهداء لمناسبة يوم شهيد «حزب الله»: «انّ وقائع الميدان في أيدي مجاهدينا، وستكون لها الكلمة الفصل»، لافتاً الى انّه «بعد اكثر من 40 يوماً من القتال الدامي لا يزال العدو عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة».
واعتبر انّ «الحديث عن تراجع كبير في مخزوننا من الصواريخ مجرد أكاذيب، ولدى قواتنا في الخطوط الأمامية ما يكفي من العتاد لحرب طويلة»، معتبراً انّ «علاقتنا بالجيش الوطني كانت وستبقى قوية ومتينة، ونحن المؤمنين بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. ونقول لمن قاتلوا الجيش وقتلوا ضباطه إنكم لن تستطيعوا فك الارتباط بين الجيش والمقاومة».
وأشار الى انّ «هناك من يستعيد الآن النغمة نفسها ضدّ المقاومة ويستحضر شعارات من قبيل «قوة لبنان في ضعفه»، وقال: «نحن لسنا صنّاع هزيمة. ومفهومنا عن الانتصار هو منع العدو عن تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية وعدم المقاومة هو الهزيمة». وتوجّه إلى خصوم «حزب الله» في الداخل بالقول: «اكسروا عيوننا ببيان واستنكروا قصف المدنيين والبلدات والآثار في وطن تتمثل فيه الطوائف اللبنانية».
واشار الى أنّ الحديث الحالي عن حراك سياسي سببه صمود أبطال المقاومة في الميدان». وقال: «هناك حراك سياسي كبير بين طهران وواشنطن وموسكو، لكن لم يصلنا أي شيء، ولم تصل إلى لبنان أي مقترحات محدّدة بشأن وقف العدوان».
قمة الرياض
وسط هذه الاجواء، انعقدت في الرياض قمة عربية اسلامية، اجمع خلالها القادة على الحاجة الى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة لبنان.
واكدت القمة في بيانها الختامي على ضرورة اتخاذ قرار في مجلس الامن يلزم إسرائيل بوقف سياساتها غير القانونية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة».
وأكد البيان مركزية القضية الفلسطينية والدعم الراسخ للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967. وشدد على حق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب قرارات الشرعية الدولية، والتصدي لأي محاولات لإنكار أو تقويض هذه الحقوق، وعلى أن القضية الفلسطينية، «شأنها شأن كل القضايا العادلة للشعوب التي تناضل من أجل الخلاص من الاحتلال ونيل حقوقها».
وحمل البيان إسرائيل مسؤولية فشل جهود وقف إطلاق النار في غزة نتيجة تراجعها عن الاتفاقات، وأكد دعم جهود مصر وقطر وأميركا لإنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.
وحثّ البيان المحكمة الجنائية الدولية على سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين لارتكابهم «جرائم» ضد الشعب الفلسطيني، داعياً إلى تصنيف المستوطنين الإسرائيليين والحركات اليهودية الاستيطانية كمجموعات وتنظيمات «إرهابية».
وأكد البيان كذلك، «الدعم المطلق للجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها»، وأدان «بشدة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان»، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وشدد على أهمية الإسراع في انتخاب رئيس للبنان ودعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامن لوحدته واستقراره.
بن سلمان وميقاتي
وكان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قد استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مساء امس، في مقر انعقاد القمة. وتم خلال اللقاء البحث في الوضع الراهن في لبنان والعدوان الاسرائيلي عليه والعلاقات الثنائية بين البلدين.
"النهار": تسابقت إسرائيل وإيران في المناورات الحربية من جهة والدبلوماسية من جهة مقابلة لتوظيف حساباتهما في حرب لبنان بما يلائم كل منهما في الفترة الانتقالية للرئاسة الأميركية الشديدة الحساسية والحرج قبل شهرين ونيف من انتقال السلطة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وقبل أن يتبلّغ لبنان الرسمي أي إشعار بعودة محتملة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، مع ترجيح عدم حصول أي تحرك وشيك هذا الأسبوع على الأقل، إنبرت إسرائيل الى استكمال مناورتها في تسريب مشاريع ومعطيات تجريبية لما يسمى مشروعاً لوقف النار على الجبهة اللبنانية بينما صعّدت عملياتها الحربية واتسمت الساعات الاخيرة بضراوة تبادل الغارات الإسرائيلية وجولات القصف الصاروخي لـ”حزب الله”. وأما ايران، فانبرت من جانبها لتوظيف مشاركتها في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي انعقدت أمس في الرياض لتظهير دور مخالف واقعياً لدورها في إذكاء الحربين على غزة ولبنان من خلال ذراعيها “حماس” و”حزب الله”، علماً أن مقررات القمة التي شددت على إنهاء الحربين لا تحجب ضمناً تبعة طهران في الجحيم الذي يعيشه قطاع غزة ولبنان.
وعلى رغم الضبابية الكبيرة التي اكتنفت حقيقة ما تداولته وسائل اعلام إسرائيلية من مزاعم عن تبادل وثائق بين لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل في شأن مشروع اتفاق لوقف النار في لبنان، قالت مصادر معنية لـ”النهار” إن أي تطور جدي لم يتبلغه بعد لبنان، ولكن هذا لا يعني اغفال وجود تحركات مهمة للوصول إلى طرح مشروع مماثل وهو أمر مرتقب بعد اللقاء الأول والبارز الذي سيجمع غداً الاربعاء في البيت الابيض الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، والذي، وفق ما بلغ بعض الأوساط اللبنانية المتابعة في واشنطن، سيكون من بين العناوين العريضة للاولويات التي سيطرحها الرئيسان ملف تبريد الحربين وخفض العنف والتصعيد في غزة ولبنان خلال الفترة الانتقالية.
ولعل هذه المناخات دفعت إيران إلى ابراز “رعايتها” المحتملة المسبقة لموافقة “حزب الله” على التزام موجبات القرار 1701، فبادر رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف إلى الاتصال برئيس مجلس النواب نبيه بري والتأكيد له “وقوف الجمهورية الإسلامية الايرانية الى جانب لبنان ومؤازرته بتنفيذ القرار الأممي رقم 1701”.
لبنان في الرياض
في أي حال، فإن لبنان الذي نال حيّزاً بارزاً من قمة الرياض حرص رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمته أمام المؤتمر على تظهير “هول الكارثة التي يعيشها إذ يمرّ بأزمة تاريخيَّة مصيرية غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبلَهُ”، وأورد الارقام التفصيلية لما تسبَّبَ العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان من خسائر إنسانية فادحة ونازحين وآثار اقتصاديَّةُ بلغت وفقًا لتقديراتِ البنكِ الدوليِّ ثمانية مليارات و500 مليون دولار. وقال: “يبقى الأساس هو وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان فوراً وإعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا”.
وقد استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس ميقاتي مساءً في مقر انعقاد القمة. وأفادت المعلومات الرسمية أن البحث تناول الوضع الراهن في لبنان والعدوان الإسرائيلي عليه والعلاقات الثنائية بين البلدين.
التصعيد
وإذ تواصلت وتيرة ارتكاب المجازر بين المدنيين والنازحين على تصعيدها، كشفت اليونيسف أمس مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان منذ بدء تصاعد الصراع.
ومع ذلك زعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “هناك تقدماً في محادثات وقف إطلاق النار على جبهة لبنان ونعمل مع الأميركيين في هذا الصدد”. وتابع، “سنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح “حزب الله” بعيداً عن حدودنا الشمالية وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني”.
وفي المقابل، أشار مسؤول العلاقات الاعلامية في “حزب الله” محمد عفيف إلى أنه “بعد اكثر من 40 يوماً من القتال الدامي لا يزال العدو عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة”. ووصف “الحديث عن تراجع كبير في مخزوننا من الصواريخ بأنه مجرد أكاذيب، ولدى قواتنا في الخطوط الأمامية ما يكفي من العتاد لحرب طويلة”. وفي ما بدا “تصويبا” للانتقاد الذي سبق للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن وجّهه إلى الجيش اللبناني، قال عفيف في مؤتمره الصحافي أمس إن “علاقتنا بالجيش الوطني كانت وستبقى قوية ومتينة، ونحن المؤمنين بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ونقول لمن قاتلوا الجيش وقتلوا ضباطه إنكم لن تستطيعوا فك الارتباط بين الجيش والمقاومة”.
وارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة جديدة أمس في غارة على السكسكية قضاء صيدا أدت الى سقوط سبعة شهداء وسبعة جرحى، كما سقط 3 شهداء في صريفا. وبرزت مأساة مواكبة للمجزرة إذ تبين أن الضحايا من آل شومر هم أهل ضحايا قضوا قبل أيام بغارة على سيارتهم عند حاجز الأولي. كما أغار الطيران الحربي ليلاً على منزل في بلدة عين يعقوب في عكار تقطنه عائلات نازحة من عربصاليم في الجنوب، وأفادت المعلومات عن سقوط عدد كبير من الضحايا.
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه استهدف تجمعين للقوات الإسرائيلية عند أطراف بلدة مارون الراس وموقع العباد ومدينة صفد. كما استهدف مستوطنة معالوت ترشيحا. وأعلن أنه هاجم بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة تجمّعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة أفيفيم واستهدف مستوطنة غورن بصلية صاروخية. كما أعلن استهدافه قاعدتي شراغا وزوفولون للصناعات العسكرية ومنطقة الكريوت شمالي مدينتي عكا وحيفا المحتلتين بصليات صاروخية. وتحدثت وسائل اعلام إسرائيلية عن اطلاق أكثر من 100 صاروخ خلال ساعة بعد ظهر أمس على مناطق في شمال إسرائيل.
"نداء الوطن": ليست المرة الأولى التي يخرج فيها مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف بهذه الحالة من الإنكار التي تجافي وقائع الميدان الذي يحتكم إليه مع قيادات حزبه. وليست المرة الأولى التي يخرج فيها بمواقف تناقض أقوال الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ما يعكس حالة التخبط التي يعيشها الحزب.
خرج عفيف في خطاب أعادنا بالذاكرة إلى حقبة نظام البعث العراقي وتحديداً إلى خطابات وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف والتي تحولت عبر السنين مثار سخرية واستخفاف. فكما كان الصحاف يجافي الواقع يومها ويبيع الشعب العراقي البطولات الوهمية فيما كانت الدبابات الأميركية على مشارف اقتحام الفندق الذي كان يقيم فيه، هكذا يطل عفيف في استعراض ممجوج من قلب الدمار يخاطب فيه البيئة الحاضنة بالأوهام بعدما اكتشف مسؤولو "الحزب" أن أضاليلهم لم تعد تنطلي على أكثرية الشعب. يقول عفيف إن العدو عجز عن احتلال قرية لبنانية واحدة مستشهداً بقلعة الخيام التي وصفها بالشاهدة الحية على بطولة المجاهدين. هذا في الخيال أما في الواقع وتحديداً في الاحتكام إلى الميدان فيظهر وبالفيديوات توغل الجيش الإسرائيلي في العديد من القرى والبلدات الحدودية حتى عمق يقارب 40 كلم وتدميرها بشكل كامل لخلق منطقة عازلة تسمح بعودة مستوطني المنطقة الشمالية، وكأن تدمير قرى بأكملها ليس بفداحة التوغل والإحتلال.
أما التناقض الفاقع الذي وقع فيه عفيف فهو تعويم العلاقة مع الجيش، وخانته الذاكرة أن أكثر من صوّب واستهدف الجيش اللبناني هي المقاومة، وقتل الطيار سامر حنا وتحديداً في الجنوب خير دليل على دعمهم للجيش وقتلهم العديد من الضباط خصوصاً في البقاع في ثمانينات القرن المنصرم، أيضاً يشكل مضبطة تكذيب للتقية التي يمارسها "الحزب". ولعل الهجوم الذي يتعرض له الجيش وقائده من محور المقاومة وفجّره الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير بمسألة تقديم استفسار عما حصل بخصوص الإنزال البحري في البترون، خير دليل على أن المقاومة تحولت رأس حربة في التصويب على الجيش لقطع طريقَي التمديد والرئاسة على جوزيف عون.
إقليمياً، خرجت القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض حول لبنان وغزة برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمسوّدة مشروع قرار حمّلت إسرائيل مسؤولية فشل مفاوضات وقف النار في لبنان وغزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان والإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة استناداً للدستور وتنفيذ اتفاق الطائف. كما أكدت دعم الجيش اللبناني باعتباره الضامن لوحدة البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية للحكومة اللبنانية.
من الواضح أن القمة تسعى إلى حشد موقف عربي موحد يدعم وقف إطلاق النار ويغلب الدبلوماسية، قد يشكل خريطة طريق يحملها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على محمل الجد. لكن الأهم والأبرز أن القمة شددت على أمرين ملحّين هما الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ودعم الجيش اللبناني باعتباره الضامن لوحدة البلاد. وفيما القاصي والداني يدرك الجهة المعطلة لانتخاب رئيس على مدار سنتين من الفراغ والجهة التي تعيق تسلح الجيش وانتشاره، تبدو هذه المقررات غاية في الأهمية لاعتبارت عدة ان انتخاب رئيس سيادي يعتبر الضامن الوحيد لتنفيذ القرار الدولي 1701 ونشر الجيش على كامل التراب اللبناني ليس الهدف بحد ذاته، إنما وسيلة لتحقيق الهدف بمنع المظاهر المسلحة.
من جهته أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمته التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب بالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دولياً.
ميقاتي الذي التقى ولي العهد السعودي وعدداً من الحكام العرب توجه في كلمة أشبه إلى التسوّل يستعطف فيها الدول العربية للتكرّم بمساندة الدولة اللبنانية، من دون الإشارة إلى أن سبب الأزمة سياسي بامتياز بسبب هيمنة محور الممانعة على قرارات الدولة المصيرية وتماهي مواقف الحكومة مع مواقف المحور. وهل من أحد ينسى عبارة ميقاتي الشهيرة أن قرار الحرب ليس بيد الحكومة.
ولأن القرار بات بشكل مباشر بعهدة إيران، التي قررت منذ فترة أن تفاوض على القرار 1701 مع الفرنسي عادت اليوم لتؤكد على لسان رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف لرئيس مجلس النواب دعمها لتنفيذ القرار الدولي فيما المضحك المبكي أن المعني الأول بهذا القرار إيران لكف يدها عن الحزب ولبنان والتوقف عن مده بالسلاح الذي استباح الشرعية.
أما واقع الميدان فعلى حماوته ولعل الغارة الأعنف كانت على عين يعقوب في عكار وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. في المقابل يواصل الإعلام الإسرائيلي الترويج لاقتراب الوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار وهذا ما نفاه اليوم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي قال "سنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح "حزب الله" بعيداً من حدودنا الشمالية وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني".
"الأخبار": رفعت المقاومة، أمس، بشكل ملحوظ، وتيرة إطلاق الصواريخ على الكيان الإسرائيلي، نوعاً وكمّاً وعمقاً، حيث ركّزت عدة صليات صاروخية كبيرة باتجاه منطقة خليج حيفا، إضافة الى منطقة الكريوت شمال حيفا، ومدينتَي صفد وعكا. وتُعدّ هذه المدن والمستوطنات مناطق الثقل السكّاني والاقتصادي في شمال فلسطين المحتلة. وبعد تراجع وتيرة العمليات البرية، تُثبت المقاومة، يوماً بعد آخر، أنها قادرة على إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، وفق خططها وبرامجها.
وليس هذا ببعيد عما يعرفه العدو وتيقّن منه خلال الأسابيع الأخيرة. لكن ما بدا «صادماً» أمس، هو انطلاق عدّة صليات صاروخية من مناطق حدودية في جنوب لبنان، حيث صوّرها جنود العدو داخل المستوطنات القريبة من الحدود، وسط ذهول واضح، لم يقتصر على الجنود، بل انتقل الى عموم المستوطنين ووسائل الإعلام. وبانطلاق الصواريخ نحو حيفا من القرى والبلدات اللبنانية الحدودية، تظهر ثغرة كبرى في سردية «الانتصار» التي يحاول العدوّ، بمستويَيه الأمني والسياسي، الترويج لها. وجوهرها القول إن عمليات «التنظيف» وتدمير البنى التحتية العسكرية التابعة للمقاومة، عبر العملية البرية التي تنفّذها القوات الإسرائيلية في القرى الحدودية، والتي امتازت بالكثير من الاستعراض والتصوير (غير العفوي، بل بتوجيه ورقابة من وحدة المتحدث باسم الجيش)، كافية لمنع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع باتجاه المستوطنات الحدودية، فضلاً عن الصواريخ الأكبر كالتي أُطلقت أمس، بما يمنح المستوطنين شعوراً بالأمان خلال عودتهم الى المستوطنات المهجورة. في المقابل، تقول المقاومة عبر هذه الإطلاقات إنها لا تزال حاضرة عند الحدود، بمقاتليها وصواريخها وقدراتها وقيادتها وسيطرتها، وإن العملية لم تحقّق أهدافها، وإن ما يمضي إليه العدوّ، إذا ما قرّر توسيع القتال، ليس سوى حرب استنزاف طويلة لن تأتي له بنتائج تذكر، فضلاً عن أنها لن تمنح المستوطنين شعوراً بالأمان.
ويوم أمس، تابعت المقاومة استهداف المدن والمستوطنات الشمالية، فقصفت مدينة صفد المحتلة، ومستوطنات معالوت وترشيحا وغورن وحتسور هاجليليت وكتسرين وروش بينا وميرون ويسود هامعلاه، ومنطقة الكريوت شمال مدينة حيفا المُحتلّة، بصليات صاروخيّة مكثّفة. كما استهدفت عدداً من القواعد العسكرية في المنطقة الشمالية، كقاعدة تدريب للواء المظلّيين في مستوطنة كرمئيل وقاعدة شراغا شمال مدينة عكا، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال حيفا، وقاعدة عميعاد (مقرّ قيادة الفيلق الشمالي) جنوب صفد، بِصليات صاروخية كبيرة. وشنّت هجومين جوّيّين بسربين من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة «رغفيم» التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 65 كلم، جنوبيّ مدينة حيفا، وعلى قاعدة لوجستية للفرقة 146 شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق أكثر من 250 صاروخاً من لبنان باتجاه إسرائيل منذ صباح أمس، معظمها كانت موجّهة الى منطقة حيفا. كما أعلن الإسعاف الإسرائيلي عن وقوع عدة إصابات بين المستوطنين. وأظهرت مقاطع الفيديو وقوع أضرار في المنازل والسيارات في كرمئيل والكريوت وصفد وخليج حيفا.
وفي المنطقة الحدودية، تابعت المقاومة استهداف قوات العدوّ ومواقع تجمّعها على طول القرى والمستوطنات، حيث قصفت بالصواريخ تجمّعات جيش العدوّ عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، وفي موقع العبّاد. كما استهدفت بقذائف المدفعية تجمّعاً لقوات جيش العدوّ الإسرائيلي في مستوطنة أفيفيم، وتجمّعاً آخر عند الأطراف الشرقية في بلدة مارون الراس. وشنّت هجومين بالمُسيّرات الانقضاضيّة على تجمّعين لقوات العدوّ عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، وفي مستوطنة أفيفيم. وفي الأطراف الشمالية الغربية لبلدة كفركلا، استهدفت المقاومة بصاروخ موجّه منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدوّ في مرتفع ساري، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
"اللواء": من المؤكد ان لبنان، سواء في ما خص الحرب التي تشنها عليه اسرائيل، او ما خص إنهاء الوضع غير الصحي على مستوى اعادة بناء المؤسسات، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية (مع التأكيد ان الشق الداخلي شأن لبناني) حظي باهتمام القمة العربية - الاسلامية غير العادية، التي انهت اعمالها في الرياض امس، وسجلت خطوة مهمة في إطار دعم مطالب لبنان والوقوف الى جانبه، تمثلت باللقاء بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس ميقاتي، حيث جرى البحث في الوضع الراهن بكل عناصره، لا سيما لجهة الحرب الاسرائيلية ضده، وما يترتب لوقف النار ومساعدة النازحين واستعادة سلطة الدولة في الجنوب عبر القرار 1701.
وفي بيروت، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من رهان على وقف إطلاق النار اقله في الفترة الراهنة، وهناك اخبار بتم تداولها انما لا تمت إلى الواقعية بصلة. وبالنسبة إلى الموقف الرسمي فعبر عنه سابق لجهة وقف إطلاق النار .
وقالت إن بيان القمة الإسلامية العربية كان متوقعا، واشارت إلى أن ألية التنفيذ مرتبطة بأمكانيات محددة.
إلى ذلك، لم تتضح الصورة بشأن انعقاد جلسة نيبابية قريية لأقرار بعض المواضيع، وليست هناك من دليل بأنتظار مواقف الكتل والأهم موقف الرئيس نبيه بري.
ميقاتي: التزام لبنان بالقرار 1701
واعلن الرئيس ميقاتي في القمة العربية والاسلامية: التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دولياً.
وقال رئيس الحكومة: أخاطبكم اليوم من هذا المنبر باسم لبنان، للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الايام. أضاف «يمرُّ لبنان بأزمةٍ تاريخيَّةٍ مصيرية غيرِ مسبوقةٍ تُهَدِّدُ حاضره ومستقبلَهُ، فهو يُعاني من اعتداءٍ إسرائيليٍّ صارخٍ ينتهكُ أبسطَ قواعدِ القانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ واتفاقياتِ جنيفَ، التي وُضِعَتْ لحمايةِ المدنيِّينَ في النزاعاتِ المسلَّحة. وهذا الاعتداء يأتي ليضاف الى كمّ من التحديات البنيوية والازمات المتراكمة والملفات الشائكة. وبطبيعة الحال، لا يجوز ولا يمكن أن تستمر اسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب. هذا الوطن- الرسالة الذي يعتبره الاشقاء والاصدقاء بمثابة حاجة للامن والسلم والامان والاستقرار والازدهار في المنطقة. وتابع: «لقد تسبَّبَ العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان بخسائر انسانية فادحة، فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من ثلاثة الآف شهيد، والجرحى أكثر من ثلاثة عشر الف شخص. وقد تسبب هذا التصعيد باجبار حوالى مليون ومئتي الف لبنانيٍّ، على النُّزوحِ في غضونِ ساعاتٍ معدودةٍ ممَّا أضافَ عبئًا جديدا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المثقل بالازمات المتتالية. وتأتي الآثارُ الاقتصاديَّةُ لهذا التصعيدِ العسكريِّ لتزيدَ من حجمِ المأساةِ، إذ، وفقًا لتقديراتِ البنكِ الدوليِّ الأخيرةِ، قدِّرَت الأضرارُ والخسائرُ المادية لغاية اليوم بثمانية مليار و500 مليون دولار، منها ثلاثة مليارات واربعمئة مليون دولار تشمل تدميرا كليا او جزئيا لمئة ألف مسكن، فيما الخسائر الاقتصادية بلغت خمسة مليارات ومئة مليون دولار وتشمل التربية والصحة والزراعة والبيئة وقطاعات أخرى. باسم جميع اللبنانيين انتهز هذه المناسبة لاوجه كلمة شكر وامتنان لكل الدول التي دعمت لبنان وتدعمه باستمرار، مثنيا على الروابط التي تشُدُّكم دوما إلى لبنان وتشدنا دوما اليكم. ونحن في صدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من اسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق.
بن فرحان: تنسيق مرتفع حول لبنان
وقال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان: هناك تنسيق عالي المستوى بين الدول العربية والاسلامية حول تطورات الوضع في لبنان، وهناك تواصل على أعلى المستويات لبحث كيفية دعم صمود لبنان ودعم خروج لبنان من الفراغ السياسي، ولكن في النهاية هذا قرار لبناني.
دعم مطلق
وأكد البيان الختامي للقمة على «الدعم المطق للجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها»، وأدان بشدة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان»، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وشدد على أهمية الإسراع في انتخاب رئيس للبنان ودعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامن لوحدته واستقراره.
ودعا البيان الختامي الى توسيع جهود اللجنة الوزارية لتشمل مشاركة اسرائيل بأنشطة الامم المتحدة.. والتي تضم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الافريقي.
المفاوضات: غموض
على صعيد المفاوضات التي يكتنفها الغموض على رغم استمرار لضخ الايجابي الاسرائيلي حول «تقدم الاتصالات بين واشنطن وتل ابيب وعواصم اخرى بشأن وقف اطلاق النار» وتحضير مسودات بمقترحات من هنا وهناك، فإن الثابت حسب ما قالت مصادر متابعة لـ «اللواء» ان شيئاً لم يصل الى لبنان لابشكل رسمي ولا بشكل اتصالات مع الجانب اللبناني حول ماهو الجديد في مسودة المقترحات، وكلما يتم تداوله تسريبات للإعلام العبري حول تضمن المسودة طلبات وشروط اسرائيل السابقة بإبعاد قوات المقاومة عن الحدود الى ما وراء نهر الليطاني وضمان عدم دخول السلاح اليه عبر سوريا وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من نقاط تواجدها مقابل الحدود اللنانية مع حقها بالقيام بعمليات في لبنان في حال خرق الاتفاق. وكل هذه شروط وصلت سابقا الى الرئيس نبيه بري وميقاتي وعبرهما الى حزب لله وتم رفض كل هذه الشروط.
ومع ذلك لا بد من انتظارما تردد عن زيارة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى تل بيب وبيروت، والتي لم يتم تحديد موعدها بعد لمعرفة ما هي المقترحات الجديدة، لاسيما بعدمادخل الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب على خط الاتصالات مع نتنياهو وهوكشتاين وشجع الاخير على المضي في مسعاه لعقد صفقة تنهي الحرب.
واعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان لبنان يرفض ما وصله من شروط اسرائيلية لوقف النار.
شنكر يستبعد وقف النار
وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق ديفيد شنكر ان الآلية وراء القرار 1701 نشر 7 الى 10 آلاف جندي في الجنوب والتفكيك الفعال لبنية حزب الله التحتية ومصادرة الاسلحة، مستبعداً التوصل الى وقف النار، لأن اسرائيل لن تسمح لحزب الله بإعادة تجميع نفسه وجزء من العمل على الحدود للتأكد من ان الاسلحة المهربة لن تجد طريقها مرة اخرى الى البلد، وسيطلب من لبنان ان يطبق سيادته على حدوده واراضيه.
وقال: لا اعلم من سيخلف هوكشتاين، ربما مسعد بولس، وقد لا يكون هناك مبعوث للبنان بل مساعد وزير ويقوم بالعمل نفسه.
حزب الله ينفي
ونفى المسؤول الاعلامي في حزب الله محمد عفيف ان يكون هناك شيء محدد في ما خص المفاوضات، ولم يصل للمقاومة اية اقتراحات، معتبراً ان «الحديث الحالي عن حراك سياسي سببه صمود ابطال المقاومة في الميدان»، مؤكداً على العلاقة بين الجيش والمقاومة.
توسيع العملية البرية
ونقل عن مصدر اسرائيلي قوله: اذا لم يقبل حزب لله وقف اطلاق النار، فستوسع اسرائىل عملياتها البرية.
ودعا تقرير نشرته «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية الى توسيع ما اسمته «المناورة الى نهر الليطاني»، مشيراً الى انه يجب على اسرائيل تأمين المنطقة حتى الليطني، وتعيينها كمنطقة عازلة منزوعة السلاح خالية من السكان المدنيين ومحصنة بحاجز امني اضافي.
الوضع الميداني
ميدانياً، وسع الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على لبنان بعدظهر امس ليشمل غارة من مسيّرة استهدافت منزل المواطن حسين هاشم في بلدة عين يعقوب في عكار تقطنه عائلة سورية نازحة، وذلك بعد تجدد الغارات على قرى وبلدات الجنوب..
وافيد عن ارتقاء نحو 30 شهيداً من المدنيين في الغارة على عين يعقوب، وتناثرت اشلاء الشهداء في المكان.كما أستهدفت مسيرة سيارة في عكار تزامناً مع استهداف المنزل في بلدة عين يعقوب.
والبيت المستهدف في عين يعقوب العكارية هو لمسؤول في الحزب القومي السوري سابقا المرحوم احمد الهاشم ويأوي عائلة نازحة من عربصاليم
وافيد عن غارة عنيفة شنها الطيران الحربي المعادي في المنطقة الواقعة بين الصرفند والسكسكية.وافيد بان الحصيلة الاولية للغارة التي استهدفت منزلا في السكسكية، بلغت 11 شهيداً معظمهم من الاطفال والنساء. وعملت فرق الانقاذ بظروف صعبة بحثا عن المزيد من المفقودين تحت الركام.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة وعلى دفعتين مستهدفا وسط بلدة انصار في قضاء النبطية.كما أغار على منزل في بلدة ياطر ودمره بالكامل.والقى الجيش الاسرائيلي قنابل عنقودية عند أطراف بلدة فرون.
وسجلت غارات على صريفا حيث سقط 3 شهداء، وعلى السماعية والخيام وبرج قلالويه وشقرا والمنصوري وعلى محيط باتولية قرب مخيم الرشيدية في صور وعلى بلدة دبين في قضاء مرجعيون، وعلى النبطية حيث دمر مسجد حي البياض الاثري وعلى حي الراهبات في النبطية، وعلى يحمر الشقيف وارنون وعلى زوطر الغربية. وسجلت غارة عنيفة بين الرمادية وصديقين واطراف شبعا.
ومساء شن العدو غارات على بلدات عيتا الجبل، و صديقين، وشقرا وبرج قلاويه وياطر ادت الى ارتقاء 5 شهداء. وقصف معاد استهدف وادي الحجير وكفرشوبا.كما شن قبيل الثامنة غارة على مدينة صور.ثم على حداثا وصديقين. وغارة بثلاث صواريخ على المنصوري وغارة بصاروخين على أطراف الحنية.
الميدان: كثافة عمليات
وفي هذا المجال اعلنت المقاومة في بيانتها تباعاً: انه دفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدوها قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة بصليةٍ صاروخية.و قصفت المقاومة منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة.كما قصفت قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المحتلة بصليةٍ صاروخية. وقصفت قاعدة عميعاد (مقر قيادة الفيلق الشمالي) جنوب مدينة صفد المحتلة، بِصليةٍ صاروخية كبيرة.
وفي إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال،إستهدف مجاهدوها مستوطنة حتسور هاجليليت. ومستوطنة كتسرين في الجولان، ومستوطنة روش بينا، ومستعمرة ميرون، ومستعمرة يسود هامعلاه ، بصليات صاروخية.
وفي إطار سلسلة عمليات خيبر، وردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، وبنداء «لبيك يا نصر لله»، شنّت المُقاومة الإسلاميّة هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة رغفيم (قاعدة التدريب الأساسية للواء غولاني) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 65 كلم، جنوب مدينة حيفا المحتلة، وأصابت أهدافها بدقّة.
ثم شنت هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة لوجستية للفرقة 146 (شمال بلدة الشيخ دنون) شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة.
وفي تطور ميداني جديد ومهم في المواجهات الحدودية المباشرة، استهدفت المقاومة الساعة 04:35 من بعد الظهر، منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو الإسرائيلي في مرتفع ساري عند الأطراف الشمالية الغربية لبلدة كفركلا، بصاروخ موجّه، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وبعد هذه الضربة تحدثت وسائل إعلام إسرائيليةعن «حدث أمني صعب ضد قوات الجيش الإسرائيلي جنوبي لبنان، والتفاصيل ستُنشر لاحقًا».ولاحقا اعلنت عن وقوع قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
والى ذلك، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء عن إصابة 26 جنديًا إسرائيليًا خلال الـ24 ساعة الماضية(بين الاحد والاثنين)، بينهم 15 جندياً عند الجبهة الشمالية و11 جندياً في قطاع غزة.
وليلاً شنت المقاومة الاسلامية هجوماً بالمسيرات على قاعدة لوجستية للفرقة 146 في نهاريا، كما استهدفت مستوطنتي ميرون ويسود هامعلاه بالصواريخ.
وقالت وسائل اعلام العدو ان اكثر من 230 صاروخ اطلقت على مراكز ومؤسسات الجيش الاسرائيلي والصناعات العسكرية والحربية في يافا وصفد ونهاريا وعكار ومستعمرات الجليل.
"الديار": على وقع مواقف «اسرائيلية» متناقضة تنسف الاجواء الايجابية حول وقف العدوان، وتزامنا مع قمة عربية – اسلامية «لا تغني ولا تثمن عن جوع»، تجاوزت رسائل المقاومة الصاروخية امس البعد العسكري، الى ما هو ابعد من ذلك بكثير. فبعد ساعات على تأكيد مسؤول العلاقات الاعلامية الحاج محمد عفيف في «يوم شهيد» حزب الله، بان شروط وقف النار تحدده الوقائع الميدانية، بعيدا عن اي اوهام بالموافقة على شروط الاستسلام، ترجمت الوحدة الصاروخية مساء هذه المعادلة، برشقة نوعية تجاوزت المئة صاروخ في 5 دقائق باتجاه حيفا وصفد، وانطلقت من مسافة كلم واحد عن الحدود، ما اثار»جنون» جيش الاحتلال، واثار هلع المستوطنين، الذين ادركوا ان تسويق الجيش والحكومة لفكرة النجاح في تدمير البنية التحتية للمقاومة في القرى الامامية، كان مجرد كذبة، تزامنا مع الانباء المتواترة عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في مواجهة قاسية على اطراف بلدة كفركلا. اما الرد «الاسرائيلي» فكان المزيد من ارتكاب المجازر بحق المدنيين، حيث استهدف للمرة الاولى عكار، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى.
عودة «لنقطة الصفر»؟
واذا كانت الساعات القليلة الماضية، قد حملت معها مزاعم «اسرائيلية» بوجود اجواء ايجابية بخصوص الحرب على لبنان، تزامنا مع وجود وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في واشنطن، حيث يناقش مع وزير الخارجية انتوني بلينكن والمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين سبل وقف الحرب، فان وزير الحرب يسرائيل كاتس اعاد الامور الى «نقطة الصفر»، من خلال الاعلان امس رفض أي ترتيب لا يضمن نزع سلاح حزب الله وانسحابه الى وراء الليطاني، معلنا ان «اسرائيل» لن توافق على أي ترتيب في لبنان لا يضمن تحقيق أهداف الحرب، واضاف «لن يكون وقف للنار حتى تتحقق اهداف الحرب».
تشاؤم اوروربي
في هذا الوقت، لا تزال المصادر الرسمية اللبنانية على نفيها لتسلم اي مقترحات اتفاق، نافية التسريبات «الاسرائيلية» عن حصول تبادل بين»إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان لمسودة اتفاق لوقف النار»، واشارت الى كل من الرئيسين بري وميقاتي لم يتواصلا مع المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، الذي لم يطلب اي موعد في بيروت.
ووفقا لمصادر ديبلوماسية اوروبية فانها لم تلمس بعد جدية من قبل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لوقف اطلاق النار مع لبنان، ولفتت الى انه يكرر سيناريو عشرات المحاولات لبلوغ هدف مماثل في غزة خلال عام.
تناقضات «اسرائيلية»
في المقابل قال وزير الخارجية «الإسرائيلي» جدعون ساعر أن «هناك تقدما في محادثات وقف إطلاق النار على جبهة لبنان، ونعمل مع الأميركيين في هذا الصدد». وتابع «سنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح حزب الله بعيدا عن حدودنا الشمالية، وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني»، زاعماً أن الجيش «الاسرائيلي» يواصل العمل على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان».
تعديل 1701!
تزامنا نقلت صحيفة « يسرائيل هيوم» عن مسؤولين «اسرائيلين» تأكيدهم ان هدف «إسرائيل» هو التوصل إلى اتفاق مع لبنان أفضل من القرار 1701؟! واشارت الصحيفة الى ان نتنياهو قرر إنهاء الحرب في لبنان، وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، إلى جانب استمرار القتال في غزة، على الرغم من اعتراض وزراء في الحكومة، واشارت الصحيفة الى انه يعمل على إقناعهم بأن إنجازات الحرب في الجبهة الشمالية تكفي لتحقيق هدف إعادة السكان. وطلب في جلسة الحكومة يوم الاحد، السرية التامة وعرض عليهم تفاصيل التسوية المتبلورة برعاية إدارة بايدن، والكفيلة بتشكيل مدخل لإدارة ترامب الوافدة.
اقناع وزراء اليمين
ولفتت الصحيفة الى ان نتانياهو أرسل رون ديرمر إلى الولايات المتحدة لضمان حرية عمل في لبنان إذا لم يحترم الاتفاق، وهو يعمل في هذا السياق لمنع الاعتراض من الجناح اليميني في الحكومة، ويبدو أن الاعتراضات بقيت بالفعل في مستوى منخفض. ومع ذلك، طالب وزراء الحكومة بشروحات حول كيفية إنهاء «إسرائيل» للحرب، في وقت يمتلك حزب الله قدرات عسكرية معتبرة. وطالب بعضهم الاستيلاء على نقاط أساسية في لبنان في إطار الاتفاق.
عفيف: الكلمة للميدان
في المقابل، جاء الرد من مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، الذي اكد في مؤتمر صحافي عقده في مجمع سيد الشهداء بمناسبة يوم شهيد حزب الله، ان وقائع الميدان لها الكلمة الفصل في اي اتفاق لوقف النار، مشيرا ان لا وجود لاي مسودة اتفاق عرضت على لبنان لوقف العدوان الاسرائيلي. ولفت الى انه بعد اكثر من 40 يوما من القتال الدامي لا يزال العدو عاجزا عن احتلال قرية لبنانية واحدة». ورأى عفيف ان «الحديث عن تراجع كبير في مخزون الصواريخ مجرد أكاذيب، ولدى حزب الله في الخطوط الأمامية ما يكفي من العتاد لخوض حرب طويلة. وتوجه الى من يحاول «دق اسفين» بين الجيش والمقاومة، معتبرا ان العلاقة بالجيش الوطني كانت وستبقى قوية ومتينة، واضاف «نحن المؤمنين بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ونقول لمن قاتلوا الجيش وقتلوا ضباطه إنكم لن تستطيعوا فك الارتباط بين الجيش والمقاومة».
صليات نوعية لحزب الله
ميدانيا، كان «يوم شهيد» حزب الله استثنائيا باعتراف اعلام العدو الذي تحدث عن تجاوز عدد الصواريخ التي اطلقت نحو الشمال الـ250 صاروخا ادت الى سقوط 70 جريحا «اسرائيليا» بينهم اصابات صعبة، واندلاع حرائق على مساحات واسعة. كما اصيب مبنى من 9 طوابق في خليج حيفا ادى الى تضرره بشكل كبير. يوم استثنائي في يوم شهيد حزب الله، وتصعيد مرتقب.
الانتقام من المدنيين
في المقابل، انتقم جيش الاحتلال من المدنيين اللبنانيين استهدفت غارة جوية عكار للمرة الاولى، حيث اغار الطيران الحربي على مبنى يتواجد فيه مهجرون من بلدة عرب صاليم الجنوبية، تهجروا الى بلدة عين يعقوب، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى الثلاثين بينهم سوريون. كما حصلت مجزرة ذهب ضحيتها 12 شهيدا من آل شومر في بلدة السكسكية، حيث تم استهداف عائلة الشاب والشقيقتين الذين استشهدوا قبل ايام في الغارة على جسر الاولي، وعرف من الشهداء مراسل المنار في صيدا الزميل امين شومر وحفيدته وصهره.
«جنون» في حيفا
ووصف اعلام العدو ما جرى في خليج حيفا بانه «جنون»، واشار الى أنّ حزب الله نفذ «أثقل صلية صواريخ، وأعنف قصف على الكريوت منذ بداية جولة القتال» . ولفتت الى ان المواقع التي اطلقت منها نحو 110 صاروخ، مناطق حدودية وسبق للجيش «الاسرائيلي» الاعلان انه دخلها.
وقد أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بدوره بأنّ إطلاق الصواريخ نُفذ من قرى كان فيها. وفي السياق، فان الصليات الصاروخية التي أُطلقت في اتجاه شمال فلسطين المحتلة كانت نوعية، وعلى الاقل هناك صاروخان باليستيان أُطلقا عقب الصليات المكثفة.
وفي أعقاب ذلك، قال رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، لـ»القناة الـ12»، إنّ «عدد الصواريخ التي أُطلقت على حيفا كان من بين الأكبر منذ أن بدأ حزب الله مهاجمة البلدات الشمالية . واعلن الجيش «الاسرائيلي» سقوط صواريخ في الجليل الأعلى والجليل الغربي والخليج، وكذلك على صفد و»روش بينا» ومحيطهما بالجليل الأعلى.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان صاورخا انفجر قرب محطة للحافلات في «كريات آتا» (بالكريوت)، وسجلت أضرار جسيمة في المحطة نفسها وفي السيارات المجاورة. وتم الإبلاغ عن العديد من سقوط شظايا صواريخ في الكريوت.
استهدافات نوعية
كذلك، أصاب صاروخ بشكل مباشر شقة في «كريات بياليك»، دون وقوع إصابات، حيث كان السكان في أحد الملاجئ وقتها، وقالت إدارة الإطفاء والإنقاذ «الإسرائيلية» إن مبنى تضرر في «كريات يام»، كما رصدت أضرار بمبان مختلفة في «كريات موتسكين» ، ولحقت أضرار بمنزل في كيبوتس «أفيك»، وفي «الكريوت» بخليج حيفا أيضا جراء سقوط شظايا صاروخ اعتراضي.
وذكرت الشرطة «الاسرائيلية» أنه تم تحديد 5 إصابات مباشرة لمبان، وأضرار في مركبات بمناطق متفرقة بخليج حيفا، بالإضافة إلى أضرار بيئية وحرائق، نتيجة سقوط الصواريخ في منطقة خليج حيفا.
وقد اعلن حزب الله استهداف قاعدتي «شراغا» شمالي عكا و»زوفولون» شمال حيفا برشقات صاروخية، كما استهدف مقاتلو الحزب منطقة «الكريوت» بصليةٍ صاروخيّة، إلى جانب استهداف الحزب لقاعدة «عميعاد» (مقر قيادة الفيلق الشمالي) جنوب مدينة صفد بِصليةٍ صاروخية كبيرة .
كما شنت المقاومة هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة «رغفيم» التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة - الفلسطينيّة 65 كلم جنوب مدينة حيفا وأصبنا أهدافها بدقّة.
«اسرائيل» تنسف القمة؟
في السعودية، حضر لبنان الى جانب غزة في القمة العربية الاسلامية برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ، واذا كان الوفد اللبناني قد ارتاح لوجود تقارب ايراني –سعودي، فان مصادر مطلعة لفتت الى ان الموقف السياسي كان اقل من المتوقع، حيث انتهت القمة ببيان انشائي معتاد لا يقترن باي فعل، يمكن ان يجبر «اسرائيل» على وقف حمام الدم في لبنان وغزة، وحتى مسألة اعادة الاعمار لم تتبلور على نحو تنفيذي وبقيت مجرد وعود. واللافت ان الرد «الاسرائيلي» الوقح على القمة لم يتأخر كثيرا، حيث اعلن وزير المال «الاسرائيلي» بتسلئيل سموترتيش انه اعطى تعليماته ليكون العام 2025 عام السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.
ما جدوى القمة؟
وللمفارقة، تشير اوساط ديبلوماسية الى ان قمة الرياض الثانية جرت في اليوم نفسه لقمة العام الماضي، أي بعد قرابة شهر من التطوّر الخطير الذي جرى في قطاع غزة. حينها أدانت العدوان «الإسرائيلي» وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية، وطالبت بوقف الحرب فورا، ورفض توصيفها دفاعا عن النفس..
لكن لم يحصل اي شيء من ذلك، واليوم بدل توقّف الحرب تحوّل الانتقام «الإسرائيلي» إلى عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي للفلسطينيين، وواجهت «إسرائيل» مطالب العرب والمسلمين دعم الأونروا بإعلانها منظمة إرهابية، وفي أثناء ذلك وسعت الحرب لتشمل لبنان، وقصفت اليمن بشكل مباشر، وصعّدت المواجهة المباشرة مع إيران مرتين، مما قرّب مخاطر حرب إقليمية.
ووفق ما تقدم فان ما تواجهه القمة العربية ـ الإسلامية هو أخطر بكثير مما واجهته القمة الأولى، فهذه الدول امام تحديات وجودية خطيرة، تتطلب تغيّرات استراتيجية عميقة، وتحضرا لاحتمالات كبرى، لكن ما حصل كان مجرد «ثرثرة» لا تغني ولا تثمن عن جوع.
اين الايجابية؟
وكان بن سلمان اكد «رفض بلاده انتهاك سيادة لبنان ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية». وطالب ولي العهد السعوديّ « بإنهاء الاحتلال «الإسرائيليّ» غير المشروع في فلسطين كما طالب بتنفيذ حلّ الدولتين.
وفي هذا السياق، اكدت مصادر ديبلوماسية ان الوجه الايجابي في القمة، كان تقصد ولي العهد السعودي تظهير التقارب الايجابي مع طهران وكذلك مع دمشق، حيث التقى الرئيس السوري على هامش القمة.
ولفتت تلك المصادر الى ان الجميع في المنطقة متهيب من عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض، في ظل تجربة مريرة لسنواته الاربع العجاف في ولايته الاولى، وثمة توجه لخلق تكتلات اقليمية في اطار حماية استباقية ذاتية، في ظل توجه واضح لدى الادارة الاميركية للانكفاء مرة جديدة نحو فكرة «اميركا اولا» ، وفرض شروط فظة مقابل الدعم والحماية الاميركية.
كلام لا افعال
وكانت القمة القمة العربية - الإسلامية، حملت «إسرائيل» مسؤولية فشل مفاوضات وقف النار في لبنان وغزة، ودعت للاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وتشكيل حكومة استنادا للدستور وتنفيذ اتفاق الطائف، كما أكدت دعم الجيش اللبناني باعتباره الضامن لوحدة البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية للحكومة اللبنانية. ودعت لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، كما دعت الى «تنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن غزة.وجددت القمة التاكيد على عدم تنعم «إسرائيل» وكل دول المنطقة بالأمن والسلام ما لم ينعم به الشعب الفلسطيني، في عودة الى التمسك العربي بحب الدولتين كشرط اساسي لأي حل.
ميقاتي والتمسك بالـ1701
من جهته اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان لبنان بصدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من اسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية، على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق. ويبقى الاساس هو وقف العدوان المستمر على لبنان فورا واعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا.
"الشرق": شدد القادة العرب والمسلمون على ضرورة وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، ونددوا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال كلماتهم في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة التي انطلقت امس بالرياض.
وفيما يلي أبرز ما جاء في كلمات الزعماء:
قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن “إمعان إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني يعوق جهود السلام”.
وأكد في كلمة خلال افتتاح القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض اليوم الاثنين على ضرورة “مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية”، مشددا على رفض انتقاص دور السلطة الفلسطينية.
وجدد ولي العهد السعودي رفض الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وندد بمنع الأونروا وإعاقة المنظمات الإغاثية في تقديم المساعدات، ودان العمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنان وتنتهك سيادته، ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية.
• الرئيس الفلسطيني محمود عباس:
يجب تولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية وإعادة النازحين إلى بيوتهم قبل إعادة الإعمار.
يجب رفض المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى فصل غزة عن القدس ووقف الاستيطان.
يجب الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس.
يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي وإيصال المساعدات لغزة وانسحاب الاحتلال.
الواجب العربي والإسلامي يفرض علينا التحلي بأعلى درجات التضامن.
• الملك الأردني عبد الله الثاني:
المنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها مع مرور أكثر من عام من حرب إسرائيل على غزة.
يجب كسر الحصار على قطاع غزة ووقف التصعيد بالضفة ودعم سيادة لبنان لتحقيق السلام في المنطقة.
يجب أن تتوقف الحروب الإسرائيلية فورا لإنهاء الدمار ولمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة.
نريد جهودا ملموسة لتقديم المساعدات إلى قطاع غزة وأدعو لإطلاق جسر إنساني لإيصالها.
• الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي:
العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان مستمر منذ أكثر من عام وسط صمت دولي.
ندين بشكل قاطع حملة القتل الممنهج في حق المدنيين بقطاع غزة.
مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق والعدوان على قطاع غزة ولبنان لم يعد مقبولا.
الشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار هو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس.
سنقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
نؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701.
• الرئيس التركي رجب طيب اردوغان:
نأمل أن تكون نتائج اجتماعات اليوم بادرة أمل للشعبين الفلسطيني واللبناني.
الكنيست الإسرائيلي يهدف من خلال حظر الأونروا إلى إلغاء حل الدولتين.
حكومة نتنياهو تعمل على تصعيد التوتر العسكري مع إيران من جهة وتواصل الهجمات على لبنان.
من المهم أن نواصل جهودنا لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الإبادة الجماعية في فلسطين.
من المهم للغاية فرض حظر أسلحة على إسرائيل ومنع التجارة معها.
يجب عزل إسرائيل دوليا ما لم تنهِ عدوانها على قطاع غزة ولبنان.
وضعنا قيودا تجارية جديدة على إسرائيل موضع التنفيذ وسنضع المزيد إذا لم توقف عدوانها.
علينا تشجيع مزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين.
• رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي:
العدوان الإسرائيلي على لبنان تسبب بخسائر إنسانية فادحة وأدى لنزوح نحو 1.2 مليون إنسان عن منازلهم.
يجب وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان فورا وإعلان وقف إطلاق النار.
أدعو إلى وقف العدوان على لبنان فورا ووقف إطلاق النار والعودة إلى تفعيل القرار 1701.
أدعو إلى مساندة الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومواصلة إرسال المساعدات الإنسانية.
لبنان يمر بأزمة مصيرية غير مسبوقة ويعاني من عدوان صارخ يخالف كل الأعراف الدولية.
لا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها على لبنان وسيادته دون حسيب أو رقيب.
• رئيس الوزراء العراقي محمد شياع:
لا بد من التأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
نجدد مبادرتنا لإنشاء صندوق عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة ولبنان.
ولي العهد الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح:
ما نشهده في غزة من إبادة جماعية من قِبل إسرائيل يتطلب تكاتف الجهود لمنع هذه الانتهاكات. يجب على المجتمع الدولي التضامن مع لبنان وتمكينه من السيطرة على أراضيه.
ندعم التحالف الدولي في جهوده لتنفيذ حل الدولتين.
• محمد رضا عارف النائب الأول للرئيس الإيراني:
الولايات المتحدة تدعم بقوة الجرائم المتواصلة للكيان المحتل.
يجب وقف إطلاق النار في غزة ولبنان والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته
قمة الرياض تطالب بوقف العدوان على غزة ولبنان
وتجميد عضوية اسرائيل الاممية ووقف تزويدها بالسلاح
تضمنت مسودة مشروع قرار القمة العربية والإسلامية، ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وتشكيل حكومة استناداً للدستور وتنفيذ اتفاق الطائف.
وتؤكد تفاصيل المشروع الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، بجانب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بكامل مندرجاته، والتأكيد على التضامن مع الجمهورية اللبنانية في مواجهة هذا العدوان.
فضلاً عن الإدانة الشديدة لقتل المدنيين والتدمير الممنهج للمناطق السكنية والتهجير القسري للأشخاص واستهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان “اليونيفيل”، بجانب التأكيد على دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية في ممارسة سلطتها وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والتأكيد في هذا الصدد على دعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامنة لوحدة لبنان واستقراره، والتشديد على أهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
كما تضمنت مسودة أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، بمشاركة 50 دولة عربية وإسلامية، ضرورة مطالبة مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بوقف سياساتها العدوانيةفي غزة، مدينة جرائم الابادة والتطهير العرقي وسياسات التهجير وطالبت بوقف الحصار وادخال المساعدات فور وقف اطلاق النار المترافق مع جدول لانسحاب قوات الاحتلال من القطاع واعادة الاعمار .
وطالبت المسودة بضرورة العمل على تجميد مشاركة إسرائيل بالأمم المتحدة، والعمل على حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل.
"البناء": عندما يقول وزير خارجية الكيان جدعون ساعر المعين حديثاً خلفاً ليسرائيل كاتس المعين حديثاً وزيراً للحرب مكان الوزير المعزول يوآف غالانت، إن وقف النار مع لبنان بات قريباً والمفاوضات تتقدم نحو التوصل إلى صيغة نهائية، بينما يقول وزير الحرب الجديد كاتس إن لا وقف إطلاق للنار مع لبنان بل مواصلة للعمل العسكري حتى استسلام المقاومة، فإن الاستنتاج الوحيد هو أن الكيان في حال ارتباك وغياب الرؤية، وإن الوزيرين يتحدثان بما لا يعرفان، فلو كان هناك قرار بتصعيد الحرب، كما يقول كاتس، لامتنع ساعر عن الحديث عن قرب وقف الحرب، ولو كانت هناك معطيات حقيقية لتقدّم مسار التفاوض لما تحدّث كاتس عن تصعيد الحرب، وكل من الوزيرين يخاطب الداخل، بعضه الراغب بوقف الحرب يستمع إلى ساعر فيزداد عنده الأمل، وبعضه الراغب مواصلتها يجد ضالته في كلام كاتس فيصفق له.
في مواجهة هذا الارتباك والضياع في الكيان، وضوح الرؤية لدى المقاومة عبّرت عنه كلمات مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، الذي نوّه بالحراك السياسي والدبلوماسي الحالي على مثلث واشنطن ترامب، وموسكو وطهران، دون أن يكون لهذا الحراك بعد ثمرات على مسار التفاوض ووقف الحرب، حيث الكلمة للميدان وحدَه، وتتمة الجواب، كما قال عفيف، هي في الميدان، حيث أجابت الصواريخ بكثافتها التي تجاوزت الـ 300 صاروخ أن مخزون المقاومة الذي يقول قادة الكيان إنه دخل مرحلة الجفاف والشح، لا يزال بألف خير، بدليل كثافة الإطلاقات اليومية الذاهبة إلى الأعلى لا إلى الأدنى، كما يُفترض لو صدقت أقوال قادة الاحتلال، أما إطلاق الصواريخ من الحافة الأمامية الحدودية فخير إثبات على كذب المزاعم الإسرائيلية التي يردّها بعض اللبنانيين عن سيطرة الاحتلال على مساحات من الأراضي اللبنانيّة وتدمير قدرة المقاومة في القرى الأماميّة.
في الرياض عقدت القمة العربية الإسلامية، حيث توزّعت الكلمات التي ألقاها القادة العرب والمسلمون، على تأكيد أن ما يجري حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، خصوصاً في غزة، وعدوان مدمر بحق لبنان، وأن استمرار الجريمة يعود إلى عجز المجتمع الدولي عن حمل مسؤولياته، ودعت القمة مجدداً إلى أولوية وقف الحرب بموجب قرار أممي وفق الفصل السابع لإلزام الكيان بالانسحاب. وجاءت كلمة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة جواباً على كل التساؤلات حول المقاومة ومستقبل الحرب، حيث قال إن القضية أولاً وأخيراً هي نصرة فلسطين، وإن فشل العرب في فرض إرادتهم لا يكفي لتبريره الحديث عن تواطؤ دولي، وإن المقاومة بصمودها وشهدائها غيّرت الموازين، متسائلاً عن وسائل الفرص الكثيرة التي يمتلكها العرب والمسلمون والأفارقة لتعديل الميزان الدولي؟
وأشار مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله الحاج محمد عفيف في كلمة في مجمّع سيد الشهداء (ع) بمناسبة «يوم الشهيد» إلى أن «السيد حسن نصر الله استشهد لكنّه ترك خلفه مئة ألف مقاتل يتحرقون شوقًا للقاء العدوّ انتقامًا لسيّدهم وثأرًا لأزكى ما سفك من دم، ولو حملوا على الجبال لأزالوها، ويحقّ فيكم القول أتعلمون مَن تقاتلون؟ تقاتلون فرسان الهيجاء وصناديد العرب وأبطال الرضوان وبدر ونصر وعزيز. إنّ وقائع الميدان الفعلية في يدكم وستكون لها الكلمة الفصل في السياسة والقرار، وفي ضوء قتالكم وصمودكم يتحدّد مصير مقاومتكم ووطنكم؛ بل ربما مصير الشرق الأوسط بأكمله».
وقال عفيف: “بعد 45 يومًا من القتال الدامي وخمس فرق عسكرية ولواءين، وخمسة وستين ألف جندي، ما يزال العدوّ عاجزًا عن احتلال قرية لبنانية واحدة، وما الملحمة التي سطرها المجاهدون في قلعة الخيام إلا شاهد حيّ على البطولة وإرادة القتال العصية على الانكسار”، مشددًا على أنّ “لدينا ثلاثة عناصر حاسمة في الميدان: إرادة الحسينيين الكربلائيين الاستشهاديين العازمين على الموت دفاعًا عن وطنهم وشعبهم، ولدينا الوقت الكافي قبل أن تغرق دباباتهم مع قدوم الشتاء في وحل لبنان، ولدينا الأرض التي نعرفها وتعرفنا، والتي تمنحنا حرية المناورة والحركة فإما أن نحيا فوقها أعزاء أو نموت دونها شهداء”.
كما توجّه عفيف الى الصهاينة بالقول: “لن تكسبوا حربكم بالتفوّق الجوّي أبدًا ولا بالتدمير وقتل المدنيين من النساء والأطفال، وطالما أنكم عاجزون عن التقدم البري والسيطرة الفعلية فلن تحققوا أهدافكم السياسية أبدًا، ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال أبدًا. ومع المزيد من التصدّع في جبهتكم الداخلية سيبدأ العدّ العكسي، وستكون هناك نقطة تحوّل كبرى، وعندها ستتأكد يا هذا مجددًا صدق ما قاله سيدنا الأسمى أنّ “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت”.
وتابع: “هنا نؤكد مجددًا ردًا على تخرّصات عدد من مسؤولي العدوّ أن مخزوننا الصاروخي قد تراجع إلى نحو 20 % من قدراتنا الفعلية، هذا الكلام هو نفسه تقريبًا منذ ستة أسابيع. إنّ جوابنا الفعلي هو في الميدان عندما طالت صواريخنا الأسبوع الماضي ضواحي تل أبيب وحيفا، ومراكز ومعسكرات نقصفها لأول مرة في الجولان وحيفا، واستخدام صاروخ الفاتح 110 ولدينا المزيد، وذلك بالإدارة المناسبة التي قررتها قيادة المقاومة، ونؤكد مجددًا أن لدى المقاومين، لا سيما في الخطوط الأماميّة، ما يكفي من السلاح والعتاد والمؤن ما يكفي حربًا طويلة نستعدّ لها على الأصعدة كافة”.
وتوجّه عفيف “الى الذين وقفوا خلف شعار الدفاع عن الجيش لإطلاق النار على المقاومة بذريعة تساؤل طبيعي وطلب التوضيح من دون إدانة أو اتهام عن حادثة البترون فنقول لهم خسئتم، لن تستطيعوا أن تفكوا الارتباط بين الجيش والمقاومة، وكلاهما كلّ بطريقته وإمكاناته في قلب معركة الدفاع عن لبنان واللبنانيين”.
وكان الإعلام الحربي في المقاومة نشر فاصلًا بمناسبة يوم الشهيد (11 – 11) تحت عنوان “قوافلُ تصنعُ بدمائها النّصر”.
وفي غضون ذلك، صعّدت المقاومة من عملياتها في إطلاق الصواريخ على شمال كيان العدو وفي صدّ قوات الاحتلال من التقدم باتجاه الأراضي اللبنانية، واستهدفت منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو الإسرائيلي في مرتفع ساري عند الأطراف الشمالية الغربية لبلدة كفركلا، بصاروخ موجّه، وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.
وأعلن الإعلام الحربي في المقاومة استهداف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة بصليةٍ صاروخية، وقصف منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المحتلة بصليةٍ صاروخية”.
وشنّ المقاومون هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة لوجستية للفرقة 146 (شمال بلدة الشيخ دنون) شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة”.
وفي إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدفت “مستوطنة ميرون بصليةٍ صاروخية، ومستوطنة يسود هامعلاه بصليةٍ صاروخية”.
وأفاد جيش العدو، عن “إصابة 26 جندياً خلال الساعات الـ 24 الماضية 11 على جبهة غزة و15 على جبهة لبنان”.
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” إلى أن المقاومة تعمل وفق أربعة أنساق في عملياتها ضد “إسرائيل”: استهداف القوات الإسرائيلية المهاجمة في القرى الأمامية وتكبيدها الخسائر البشرية، ضرب تجمّعات الجيش الإسرائيلي في الخطوط الخلفية للحدود، قصف القواعد والمصانع العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، وقصف مركز للمستوطنات الإسرائيلية وصولاً إلى حيفا وتل أبيب وفق ما تتطلّبه إدارة المعركة ومدى وحجم القصف الإسرائيلي للبنان. وأوضح الخبراء أن “إدارة الحرب من قبل قيادة حزب الله العسكرية ذكية ومحترفة وتعمل وفق أنظمة ومعادلات معينة وتتحكم بالميدان وتغيّر موازين القوى تدريجياً رغم الضربات الكبيرة التي تعرّضت لها والتي أعاقت تفعيل المعادلات السابقة لفترة معينة قبل أن تعود وتفعل ما تتطلبه طبيعة هذه المعركة وأهدافها وأبعادها”.
الى ذلك، ذكر مركز “علما” للدراسات الجيوسياسية والأمنية، في كيان العدو، أن حزب الله شنّ في شهر تشرين الأول الفائت أربع هجمات هي الأقوى على “إسرائيل” مقارنةً بأشهر الحرب السابقة.
ورأى الباحثان الصهيونيان، في مركز “علما” تال باري ودانا فولك، أن: “منظومة المُسيّرات هي الورقة الرابحة لحزب الله”، ولفتا إلى أن “الطائرات المُسيّرة تخدم استراتيجية الاستنزاف التي يتبعها حزب الله، حيث يدخل الآلاف إلى الملاجئ عند تحليق طائرة مُسيّرة واحدة، ما يخلق له رواية نصر واستنزاف”. ووفقًا لتقدير الباحثين في المركز، سيواصل حزب الله استنزاف “إسرائيل” وسعيه لتحقيق صورة نصر ميدانية وإعلامية، مع تزايد التقارير عن احتمالية التوصل إلى تسوية سياسية قريبة.
وذكّر المركز بحادثة شهدت استهدافًا ناجحًا لمعسكر “غولاني” بواسطة طائرة مُسيّرة، ما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة العشرات، كما لحقت أضرار مادية بمنزل رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو في قيساريا.
في المقابل، وفي ظل فشله المتكرّر في المواجهات البرية مع رجال المقاومة، وعجزه عن تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية للحرب، يواصل العدو الإسرائيلي ارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين الآمنين في قراهم والنازحين في أماكن النزوح في الشمال والجبل، وذلك للانتقام من بيئة المقاومة والضغط على حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري لدفعهما للتنازل في المفاوضات قبيل أيام من زيارة مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين الى المنطقة لإعادة استئناف المفاوضات للتوصل الى اتفاق هدنة على جبهتي لبنان وغزة.
إلى ذلك ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة مروّعة حيث استهدف مبنى في بلدة عين يعقوب العكارية، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة العدو الإسرائيلي على عين يعقوب – عكار أدت في حصيلة أولية إلى سقوط ثمانية شهداء وإصابة أربعة عشر آخرين بجروح. وذكرت المعلومات أن نازحين لبنانيين وسوريين كانوا يقطنون هذا المبنى.
ويعمد العدو وفق مصادر معنية الى ملاحقة عائلات الشهداء والمقاومين في حزب الله إلى منازلهم في القرى والبلدات والمدن وضواحيها وإلى أماكن النزوح أيضاً، ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن العدو يشن حرب إبادة علنيّة على بنية حزب الله الشعبية خصوصاً، وبيئة المقاومة عموماً، ما يشكل دليلاً اضافياً على وحشية وعدوانية هذا العدو في ظل صمت المؤسسات الدولية وكل العالم. ونفت مصادر “البناء” وجود عناصر حزبية في المبنى الذي يقطنه مواطنون نازحون واوضحت أن إعلام العدو يبث إشاعات حول وجود عناصر حزبية في مبانٍ سكنية لتبرير عدوانه على المدنيين.
واستمرّ القصف الإسرائيلي جنوباً وبقاعاً حاصداً عشرات الشهداء والجرحى ومخلفاً دماراً كبيراً في الحجر والآثار في وقت كشفت اليونيسف عن مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان منذ بدء تصاعد الصراع.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في التقرير اليومي لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان، وفيه أن غارات العدو الإسرائيلي ليوم الاحد الماضي أسفرت عن 54 شهيداً و56 جريحاً.
وبلغت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس 3243 شهيداً و14134 جريحاً.
وفيما أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله بأن الحزب لم يتسلم أي مقترح أو صيغة تفاوضية حول اتفاق هدنة أو وقف إطلاق النار، شككت أوساط سياسية بجدية ما تبثه وسائل اعلام إسرائيلية حول تقدم في مفاوضات الهدنة مع لبنان وغزة، مشيرة لـ”البناء” الى أنها في اطار المناورات الأميركية – الإسرائيلية التي تعوّدنا عليها في غزة طيلة العام والماضي وسبق أن قامت “إسرائيل” بمناورات تفاوضية مع لبنان أيضاً. وحذرت الأوساط من هذا البث الكثيف والمتعمّد للمعلومات عن أجواء إيجابية، وقد تكون مناورة لتحميل حزب الله ولبنان مسؤولية عرقلة وقف إطلاق النار، متسائلة كيف أن الحكومة الإسرائيلية ستذهب الى وقف إطلاق النار وترتكب سلسلة مجازر في لبنان وغزة وتحصد مئات الشهداء يومياً؟ وتستبدل وزير الحرب بآخر يدين بالولاء الكامل لنتنياهو ومعروف بتشدده وإجرامه الدموي؟ ولفتت مصادر مواكبة للتواصل مع الأميركيين أن لا ضغط أميركياً جدياً على “إسرائيل” باتجاه وقف إطلاق النار في لبنان ولا في غزة، كما أن لا تأكيدات أميركية للبنان بزيارة مرتقبة لهوكشتاين، ما يعني وفق المصادر بأن الحديث عن صيغ وأجواء إيجابية وتقدم في مباحثات وقف إطلاق النار، مجرد وقت ضائع يعطى للإسرائيلي لاستكمال جرائمه في سياق العمل على تحقيق أهدافه العسكرية أو فرض شروطه من خلال التفاوض تحت النار.
وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريح أنه “لن تكون في لبنان أي هدنة أو توقف، سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا حتى تحقيق أهداف الحرب التي تتضمن نزع سلاح حزب الله ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال”. وقال: “إسرائيل لن توافق على أي تسوية لا تضمن حقها في فرض وقاية ومنع الإرهاب”.
غير أن جهات دبلوماسية غربية أبدت عبر “البناء” تفاؤلها بقرب التوصل الى اتفاق هدنة قبل نهاية الشهر الحالي لأسباب داخلية تتعلق بفشل الجيش الإسرائيلي بتحقيق إنجازات ميدانية تؤدي الى تحقيق الأهداف والخلاف الداخلي بين الجيش والمستوى السياسي إضافة الى تغير الإدارة الأميركية مع إعلان الرئيس الجديد دونالد ترامب عزمه إنهاء الحرب لأسباب تتعلق برؤية ومقاربة جديدة على المستويين الإقليمي والدولي، ما يستوجب إنهاء حربي غزة ولبنان.
في غضون ذلك، حمّلت مسودة مشروع قرار القمة العربية – الإسلامية، التي انعقدت أمس، في الرياض بحضور الرؤساء والملوك العرب والدول الإسلامية “إسرائيل مسؤولية فشل مفاوضات وقف النار في لبنان وغزة”، ودعت “للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وتشكيل حكومة استناداً للدستور وتنفيذ اتفاق الطائف”. وأكدت “دعم الجيش اللبناني باعتباره الضامن لوحدة البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية للحكومة اللبنانية”. كما دعت الى “تنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن غزة”.
وكان ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات في الرياض، قبيل عقد القمة، شدّد خلالها “على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف إطلاق النار”. وطلب “دعم موقف لبنان بوجوب وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة”.
كما استقبل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الرئيس ميقاتي في مقر انعقاد القمة غير العادية في الرياض.
بدوره، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف تداولا خلاله بتطورات الاأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة جراء مواصلة “إسرائيل” عدوانها على لبنان. وأكد قاليباف لبري، على “وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى جانب لبنان ومؤازرته بتنفيذ القرار الأممي رقم 1701”.
"الأنباء" الالكترونية: لبنان كان حاضراً بقوة في كلمات المشاركين في القمة العربية الإسلامية التي دعت إليها المملكة العربية السعودية واستضافتها الرياض أمس. فقد أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في افتتاح أعمال القمة إدانته للعمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنانية وانتهاك لسيادته، فيما أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن أمله في التوصل إلى وقف لاطلاق النار، مبدياً استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، فيما طالب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701. أما الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي فقد اعتبر أن الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً صارخاً للقرارات الدولية.
وأشار البيان الختامي للقمة بوضوح إلى "دعم الجيش اللبناني باعتباره الضامن لوحدة البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية للحكومة اللبنانية"، إلى جانب "إدانة استعمال الفوسفور الأبيض المحرّم دوليًّا في الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، والتصريحات والتهديدات الإسرائيلية المتكررة بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، ويدعو الدول الأطراف في الاتفاقية إلى اتخاذ قرار جماعي يدينها ويرفضها، وجميع منظمات الأمم المتحدة إلى التصدي لمحاولة تكريس سلطات الاحتلال لهذا الواقع اللاإنساني البائس مع التأكيد على ضرورة العودة الفورية للنازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، وضرورة الحؤول دون توسيع الصراع.
وأعقب القمة لقاء جمع الأمير محمد بن سلمان برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حيث تم البحث في الوضع الراهن في لبنان والعدوان الإسرائيلي عليه والعلاقات الثنائية بين البلدين.
من جهة ثانية، انشغلت الأوساط السياسية أمس بتسريبات إسرائيلية عن إمكانية التوصل إلى تسوية مع حزب الله وفقاً لشروط لن يكون بمقدور لبنان القبول بها ما يجعل استمرار المواجهة الميدانية هي المرجّحة، وهذا ما أشار إليه بوضوح مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، في مؤتمر صحافي عقده في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، رفض خلاله الشروط الإسرائيلية وأكّد أن وقائع الميدان ستكون لها الكلمة الفصل. لكن المفارقة تكمن في أن هذه التسريبات تتعارض كلياً مع خطوة توقيع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قرار توسعة الحرب البرية في الجنوب، ما يشير إلى وجود خلاف سياسي - عسكري في إسرائيل ما يجعل أمد الحرب طويلاً.
أوساط مقربة من حزب الله نفت في اتصال مع "الأنبـاء" الإلكترونية علمها بكل ما يتم تداوله من تسريبات حول التوصل إلى اتفاق لوقف النار مع العدو الاسرائيلي "الذي نجح حتى الآن بقتل المدنيين وتدمير القرى والمدن التابعة لبيئة "الحزب" التي سنعيد إعمارها بعد هزيمة اسرائيل المؤكدة".
أوساط حزب الله لفتت إلى ما أعلنه مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف لجهة القول ان الميدان ستكون له الكلمة الفصل، والذي أكّد أن العدو ما زال عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة في الجنوب بعد شهر ونصف من القتال. ما يعني أن العدو لن يتمكن من تحقيق أهدافه السياسية بإعادة المستوطنين إلى شمال اسرائيل.
وفي الإطار نفسه، شدّد عفيف على أن العلاقة بين حزب الله والجيش اللبناني متينة وقوية "هكذا كانت وهكذا ستبقى" وذلك في معرض رده على ما أشيع مؤخراً حول تقصير للجيش في قضية الخطف التي شهدتها مدينة البترون الساحلية، معيداً التذكير "بأننا نحن من آمنا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".
في هذه الأثناء، استمر الطيران الاسرائيلي في شن غاراته على مختلف المناطق الجنوبية والبقاعية مرتكباً المجازر التي طاولت مناطق لم تصلها من قبل وتحديداً في عكار، حيث استهدفت غارة معادية منزلاً في بلدة عين يعقوب أوقعت في حصيلة أولية حسب وزارة الصحة اللبنانية 8 شهداء و14 جريحاً، فيما استمرت صليات صواريخ حزب الله باستهداف المناطق الشمالية في الأراضي المحتلة أصابت إحداها مدينة حيفا.
في الجانب الإنساني، ما زالت خلايا الأزمة في الشوف وعاليه والمتن وراشيا تعمل كخلايا نحل لمساعدة النازحين وتأمين وسائل التدفئة لهم على أبواب فصل الشتاء، بالإضافة إلى إعداد خطة لتعليم أولادهم بالتعاون مع وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، رغم كل الشائعات والأكاذيب التي تتناولها وسائل التواصل الاجتماعي، في دور لم يعد خافياً على أحد بهدف إثارة فتنة خامدة في مهدها أصلاً.
"الشرق الأوسط": أعادت إسرائيل إشعال الجبهات على سائر محاور التوغل في المنطقة الحدودية مع لبنان، بقصف مدفعي وجوي عنيف، تزامن مع محاولات تسلل واختراقات لتلك البلدات بعد أسبوعين على تراجُع وتيرة العمليات العسكرية التي كانت تتركز على بعض المحاور بشكل متفرق، في وقت تواصلت فيه الغارات الجوية في العمق، والتي رفعت عدد القتلى إلى أكثر من 3200 قتيل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وطبقاً لما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين، فإن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 3200 شخص، وإصابة ما يزيد على 4 آلاف معظمهم من النساء والأطفال، بينما أكدت منظمة «اليونيسيف» أن «الهجمات المروعة التي شهدها لبنان، يوم الأحد، أودت بحياة 7 أطفال إضافيين، ليرتفع العدد إلى أكثر من 200 طفل»، مشيرة إلى أنه «بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يجب أبداً أن يكون الأطفال أهدافاً»، وشددت على أن «حمايتهم هي التزام قانوني، ووقف إطلاق النار ضروري لإنهاء هذا العنف المدمر».
ومع فشل المباحثات الساعية للتوصل إلى تسوية، أشعلت القوات الإسرائيلية سائر محاور القتال والتوغل في المنطقة الحدودية بقصف عنيف، هو الأول منذ أسبوعين الذي يشمل سائر قطاعات المنطقة الحدودية، (الشرقي والأوسط والغربي)، وتجددت الغارات الجوية على الحافة الحدودية، بعد تجميد لمدة أسبوعين استعاضت عنها القوات الإسرائيلية في وقت سابق بتفخيخ المنشآت والمباني وتفجيرها.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن، الاثنين، غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب الجنوبية، الواقعة في القطاع الأوسط، وهي المنطقة التي سبق أن دخلتها القوات الإسرائيلية، وفخخت منازل فيها، ومسحت مربعات سكنية بالمتفجرات. وجاءت بعد ساعات على غارات مشابهة على مارون الراس. كما عملت القوات الإسرائيلية على تفخيخ وتفجير عدد من المنازل عند أطراف بلدة عيتا الشعب الجنوبية الحدودية.
وحاولت القوات الإسرائيلية التسلل إلى الأراضي اللبنانية من أكثر من موقع في القطاعين الغربي والأوسط، في جنوب لبنان، بينما استهدف مقاتلو «حزب الله» تجمعات القوات الإسرائيلية في محور رامية، القوزح، عيتا الشعب، وفقاً لـ«الوكالة الوطنية للإعلام».
وفي القطاع الغربي، أطلقت القوات الإسرائيلية النار من الرشاشات الثقيلة في اتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب.
أما في القطاع الشرقي، فتجدد القصف المدفعي على بلدة الخيام التي حاول الجيش الإسرائيلي اقتحامها قبل أسبوعين، وانسحبت من أطرافها بعد مواجهات مع قوات الحزب. كما سُجل قصف طال بلدة كفرشوبا على السفح الغربي لجبل الشيخ، وقصف عنقودي استهدف أطراف بلدتي علمان والقصير.
وفي السياق نفسه، أعلن «حزب الله» عن استهداف تجمعات لقوات إسرائيلية 3 مرات على الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس التي كانت أولى البلدات التي تخترق القوات الحدود اللبنانية منها.
ولم تقتصر العمليات العسكرية على قرى وبلدات الحافة، إذ شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات في العمق استهدفت بلدتي مجدل سلم والجميجمة، وقصفت المدفعية الإسرائيلية خراج بلدتي شقرا وبرعشيت الجنوبيتين بعدد من القذائف المدفعية، فضلاً عن غارات جوية استهدفت بلدات البرغلية، والرمادية، والجميجمة، والشهابية، وباتولية، وقلاوية وبرج قلاوية، وحي عين التوتة بين بلدتي برج رحال والعباسية وطيردبا، وهي قرى واقعة عمق جنوب لبنان، ويبعد بعضها مسافة 25 كيلومتراً عن الحدود.
وتحولت تلك البلدات إلى مناطق شبه عسكرية، بعدما تسببت الهجمات الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف من القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع إسرائيل، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من لبنان.
«حزب الله»
ويقول «حزب الله» إن الجيش الإسرائيلي، بعد 45 يوماً من القتال الدامي و5 فرق عسكرية ولواءين، و65 ألف جندي، لا يزال الجيش الإسرائيلي «عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة»، وفق ما أكّد مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف في مؤتمر صحافي.
وتوجه إلى الجيش الإسرائيلي بالقول: «لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي أبداً، ولا بالتدمير، وقتل المدنيين من النساء والأطفال، وما دمتم عاجزين عن التقدم البري والسيطرة الفعلية فلن تحققوا أهدافكم السياسية أبداً، ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال أبداً».
ورداً على معلومات إسرائيلية تفيد بأن مخزون الحزب الصاروخي تَرَاجَعَ إلى نحو 20 في المائة، قال إن «جوابنا الفعلي هو في الميدان عندما طالت صواريخنا، الأسبوع الماضي، ضواحي تل أبيب وحيفا، ومراكز ومعسكرات نقصفها لأول مرة في الجولان وحيفا، وقمنا باستخدام صاروخ (الفاتح 110)، ولدينا المزيد، وذلك بالإدارة المناسبة التي قررتها قيادة المقاومة»، وأكد أن «لدى المقاومين، لا سيما في الخطوط الأمامية، ما يكفي من السلاح والعتاد والمؤن ما يكفي حرباً طويلة نستعد لها على الأصعدة كلها».
صواريخ «حزب الله»
وأطلق «حزب الله» أكثر من 150 صاروخاً باتجاه العمق الإسرائيلي، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، كان أولها صباحاً باتجاه الجليل الغربي، وتحدثت عن وصول 28 مصاباً من قرية البعنة بينهم امرأة بحالة خطيرة إلى مستشفى نهاريا، وقُدِّر عددها بـ50 صاروخاً، بينما كان أعنف الرشقات بعد الظهر، بإطلاق 80 صاروخاً على شكل رشقات متزامنة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى اعتراض بعضها وسقوط أخرى دون تسجيل إصابات، ما تَسَبَّبَ بدويِّ صفارات الإنذار في عكا وحيفا.
وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد لسيارات تشتعل، ومبانٍ تضررت، جراء سقوط عدد من الصواريخ في الكريوت شمال حيفا. وتحدثت عن «أعنف قصف على منطقة كريوت منذ بداية الحرب»، وسقوط صواريخ في «كريات آتا» الواقعة شمال حيفا.
وأعلن مركز «ألما» في تقريره الشهري، أن «حزب الله وسّع نطاق قصفه» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ «سقطت 296 من قذائفه على مسافة تزيد على 5 كيلومترات من الحدود، مقارنةً بـ160 قذيفة في سبتمبر (أيلول) و45 في أغسطس (آب)». وقال إن الحزب أطلق ما لا يقلّ عن 2291 صاروخاً باتجاه إسرائيل في أكتوبر، ولفت إلى أن معظم الهجمات كانت موجّهة نحو مستوطنات حدودية، بينما طالت 12 هجمة منطقتي تل أبيب وغوش دان، و25 على حيفا، و17 على كرمئيل.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا