إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 13 24|08:57AM :نشر بتاريخ

"النهار":

مع أن معايير العنف التصاعدي في الحرب الجارية على أرض لبنان لا ترتكز إلا على حسابات الميدان من جانب “حزب الله” والخطة الإسرائيلية للمضي قدماً في حصار الحزب وإضعاف ترسانته وقدراته العسكرية، فإن إنفجار المنحى الحربي أمس بشكل بالغ العنف، رسم دلالات طارئة للتصعيد خصوصاً من جانب إسرائيل، سعت الاوساط اللبنانية، رسمية وسياسية ودبلوماسية، إلى محاولة استقصاء دوافعها وأهدافها المقبلة. ذلك أن “التهاب” الأجواء اللبنانية بعشرات الغارات الإسرائيلية التي “خالفت” مواقيتها المعتادة مع “دهم” جوي حربي متجدد للضاحية الجنوبية لبيروت، وهذه المرة في ساعات الصباح الباكر حين كانت تشهد طلائع حركة نسبية لأعداد من المواطنين يتفقدون ممتلكاتهم ومنازلهم، وتدرّجاً نحو الجنوب وبعض الجبل، عكس اندفاعاً إسرائيلياً نحو تعميم رسالة واضحة برسم لبنان والخارج تثبت السياسة الهجومية لوزير الدفاع اليميني المتطرف يسرائيل كاتس المعين حديثاً والأقرب أإلى سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأت تحدث فارقاً في رفع منسوب العنف وتوسيع إطار الاستهدافات في لبنان ومناطق واسعة منه ناهيك عن توسيع نطاق العملية البرية في الجنوب.

 

هذا العامل كما تكشفه أوساط لبنانية معنية بمراقبة مجريات الحرب لعب في الأيام الأخيرة دوراً كبيرا في “تطوير” المنحى الجارف في العنف من خلال تعمد استهداف تجمعات النازحين في الكثير من المناطق بما أشعل موجات غير مسبوقة من الذعر في كل المناطق اللبنانية، سعياً من إسرائيل الى زيادة منسوب الضغوط على “حزب الله” ولبنان إلى الحدود القصوى بهدف طرح شروطها وفرضها في أي مشروع لوقف النار.

 

ولفتت الاوساط نفسها إلى أن التصعيد الجنوني أمس لم يكن مجرد مصادفة بل جاء عشية لقاء البيت الأبيض بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب الذي يرجّح أن يطرح خلاله الوضع في غزة ولبنان. وإذا كان بعض المراقبين لم يستبعد تحريكاً جديداً لمهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في قابل الأيام، فإن التصعيد الكبير الذي حصل أمس في لبنان وشمال إسرائيل لم يكن بعيداً من خلفية هذا الاحتمال وسط كلام عن بدء إسرائيل بتوسيع عمليتها البرية جنوباً.

 

وتأكدت هذه الخلفية من خلال حديث وسائل الاعلام الإسرائيلية كصحيفة “معاريف” عن أن الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان وأن هدف المرحلة الثانية من عملية الجيش الإسرائيلي هو الضغط على “حزب الله” في شأن مفاوضات التسوية في لبنان. وأفادت “هيئة البث الإسرائيلية “أن الفرقة 36 بدأت تعميق العملية البرية في اتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني جنوب لبنان. كما تحدثت القناة 14 الإسرائيلية عن أن الجيش وسّع عملياته جنوب لبنان إلى مناطق لم يصل إليها منذ بداية العملية البرية.

 

الضاحية مجدداً

التصعيد الإسرائيلي الحاد والواسع بدأ في الغارات الكثيفة على المنطقة الواقعة بين حارة حريك وبئر العبد وحارة حريك والحدث – الجاموس، ومنطقة واقعة بين حارة حريك والغبيري. ودمرت الغارات مبانٍ كبيرة كما استهدفت منطقة الحدث قرب مركز الميكانيك وأخرى حي الأميركان-الحدث، وطالت الغارات الليلكي ومحيط المريجة وأوتوستراد هادي نصرالله. وبلغ عدد الغارات 13. ثم شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على المنطقة الواقعة بين بعلشميه وضهور العبادية- فوق جسر بعلشميه- الطريق الدولية في قضاء عاليه. واستهدفت الغارة منزلاً متسببة بمقتل خمسة أشخاص واصابة إثنين بجروح. ودعا الجيش الإسرائيلي سكان الجنوب إلى الاخلاء الفوري لعدد كبير من القرى. واستهدفت غارة مساء منزل في حي الضهيرة في بلدة جون في اقليم الخروب وأفيد عن اصابات.

وأوردت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أن حصيلة يوم الاثنين كانت 44 شهيداً و88 جريحاً بما رفع الحصيلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 3287 شهيداً و14222 جريحا.

 

في المقابل، أعلن “حزب الله” استهداف مستوطنة كفربلوم ومستوطنتي كفربلوم وكفريوفال ومستوطنة ديشون. وأشارت صحيفة “يسرائيل هيوم” إلى تحطم مسيّرة أطلقت من لبنان على مدرسة في جيشر هزيف شمال نهاريا. كما أعلن مساءً استهداف قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب وتزامن ذلك مع إيقاف الرحلات في مطار بن غوريون بعد إطلاق صواريخ في اتجاه تل ابيب، كما أفادت المعلومات عن مقتل شخصين في سقوط صاروخ في شمال اسرائيل.

 

وفيما لا تزال الأوساط الرسمية تؤكد عدم تبلغ لبنان أي طرح لوقف النار التقى أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العائد من الرياض، واطّلع منه على اجواء لقاءاته على هامش القمة العربية الإسلامية. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل ميقاتي على هامش أعمال القمة، وشارك في اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب. وجدد الرئيس السيسي “موقف مصر الداعم للبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض وإدانة العدوان الإسرائيلي، سواء في الأراضي الفلسطينية أو لبنان”، مشدداً “على أهمية دور المجتمع الدولي في وقف التصعيد بالمنطقة ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية ذات تداعيات كارثية على حاضر ومستقبل شعوبها”. كما أكد “مواصلة مصر تقديم الدعم للبنان وشعبه الشقيق”. بدوره، ثمن الرئيس ميقاتي “المساندة المصرية الثابتة والراسخة للبنان”، مؤكداً “دعم جهود مصر الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”. وشدد على “أن الاولوية هي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان والتوصل الى وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملا”.

 

 

"نداء الوطن":

حصلت “نداء الوطن” من أوساط أميركية متابعة داخل فريق ترامب على وثيقة تتضمّن ما ستكون عليه استراتيجيّته الشاملة بالنسبة إلى الشرق الأوسط، بما فيه لبنان، وتدخل الوثيقة في تفاصيل كل ملفّ، وعند تسلّم السلطة رسمياً في العشرين من كانون الثاني المقبل، فإنّ الوثيقة تدخل مباشرةً حيّز التنفيذ.

في “وثيقة ترامب” تفصيل لِما يريده وما يسعى إلى تنفيذه:

– يريد السلام والازدهار، والشراكة بين المكوّنات اللبنانية.

– العيش بسلام مع جيران لبنان.

– في شأن الحرب الحالية و “حزب اللّه”، الحلّ يجب أن يكون دائماً وطويل الأمد.

– القرار 1701 لم يعد ينفع كما هو، وقد تجاوزته الأحداث.

– الواقع يقتضي التفكير بآلية تطبيق مختلفة ومتطوّرة بحسب ما آلت إليه الأوضاع، تفرض نزع كل أسلحة “حزب اللّه”، ومنع أي تهديد يمكن أن تتعرّض له إسرائيل.

– أثبتت التجارب أنّ الجيش اللبناني و “اليونيفيل” غير قادرَين على منع تسليح “حزب اللّه“.

 

في مسألة التحرّكات الفرنسية في لبنان خصوصاً والمنطقة عموماً، يعتقد فريق ترامب أنها غير سليمة ولا تستجيب للتحدّيات. كذلك نفى فريق ترامب وجود أي تنسيق مع إدارة الرئيس جو بايدن، كما أكّد بصورة جازمة أنّ إدارة ترامب غير موافقة على مهمة مبعوث الرئيس بايدن، آموس هوكستين.

بالنسبة إلى فلسطين، هناك وعي لدى فريق ترامب بضرورة إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، ولكن لم يُحسم بعد موضوع “حلّ الدولتين“.

في السياسة الخارجية، لن يكون هناك تمايز أو تخبّط، ففريق العمل الذي سيتولّى السياسة الخارجية، من مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية ووزير الدفاع والموفدين الخاصين، سيعمل وفق توجيهات الرئيس ترامب وهو يدين له بالولاء التام.

 

في موضوع إيران، يعتبر ترامب وفريقه الذي سيمسك بالملفّ، أن إيران مشكلة أساسية وعنصر عدم استقرار، وعلى المسؤولين الإيرانيين اتّخاذ قرار من اثنين: إما المواجهة مع أميركا أو الوصول إلى توافق معها. وإذا تعذّر التوافق، فسيعيد ترامب فرض عقوبات أشدّ، ولن يتردّد بدعم إسرائيل إذا قرّرت توجيه ضربة عسكرية ضد منشآت إيرانية. ترامب مقتنع بأن البرنامج النووي الإيراني خطير، وبخطورة أذرع إيران العسكرية في المنطقة، وسيأخذ على عاتقه مواجهة هذين الملفين. وبالنسبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإسرائيل سيبقى الدعم مستمراً.

 

عربياً، أكد المسؤولون في فريق ترامب على العلاقة الاستراتيجية مع السعودية ووصفوا علاقة الرئيس ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنها ممتازة. وأن الرئيس الأميركي العتيد يضع نصب عينيه إحلال السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الحروب وتعميم تجربة “اتفاقيات أبراهام“.

هذه الوثيقة التي حصلت عليها “نداء الوطن”، تحسم الجدل حول ما واكب فوز ترامب من نشر أوراق لم يتوانَ ناشروها عن القول إنها “وثيقة ترامب”، والوثيقة التي اطّلعت عليها “نداء الوطن” يجزم أصحابها بأنها الوثيقة الأصلية والرسمية لخطة ترامب.

تأتي هذه الوثيقة غداة إعلان فوز ترامب، وبعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها الرئيس ترامب مع فريق عمله الذي يضمّ بعض الشخصيات الأميركية من أصل لبناني والتي تعرف جيداً الملف اللبناني خصوصاً أنها واكبته منذ ولاية ترامب الأولى.

ويجزم دبلوماسيون مطلعون على الملف اللبناني بأن الرئيس ترامب عازم بجدية على الانتهاء من الملف اللبناني بسرعة، لأنه في اعتقاده أن السلام الذي يتحدث عنه هو مفتاح السلام في المنطقة.

وتتفاءل مصادر دبلوماسية في ما يطرحه ترامب لأنه في اعتقادها لم تعد المنطقة تتحمّل الحروب خصوصاً أن الحرب الراهنة التي ربما تكون الأخيرة، هي من أقسى الحروب وأصعبها وهي الحرب التي قد تشهد النهاية العسكرية لـ “حزب اللّه” الذي ربما لن تكون لديه “ذراع عسكرية” بعد هذه الحرب، والأمر عينه ينطبق على حركة “حماس” التي فقدت الجزء الكبير من قدرتها العسكرية.

وتختم المصادر: ما بعد وصول ترامب ليس كما قبله، ومسار التطوّرات يُظهر أن الرئيس العائد إلى البيت الأبيض يريد أن ينجز ملف لبنان وغزة قبل الانصراف إلى سائر الملفات في العالم ومن بينها الحرب الروسية الأوكرانية والملف الاقتصادي مع الصين.

 

أبرز ما جاء في وثيقة ترامب للبنان:

–العيش بسلام مع جيرانه

–القرار 1701 تجاوزته الأحداث

–ترامب غير موافق على مهمة هوكستين

-دعم إسرائيل إذا قرّرت توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية.

 

 

 

"الأخبار":

لا تزال الأنباء عن المفاوضات حول وقف الحرب في لبنان تأتي من مصدر واحد، هو إسرائيل وفريق الإدارة الأميركية المعنيّ بالملف. فيما لبنان، باعتباره الطرف الثالث المعنيّ بالأمر، لم يصله ما من شأنه دفع المسؤولين إلى الحديث سلباً أو إيجاباً حول ما يُطرح في وسائل الأعلام الأميركية والإسرائيلية.

وأظهرت تصريحات ومداولات الساعات الـ 48 الماضية أن ما يجري تداوله أميركياً وإسرائيلياً، يتعلق حصراً بمحاولة الطرفين التوصل إلى اتفاق بينهما، بما يتناسب مع طموحات ومصالح الطرفين الأمنية والسياسية. وهنا تبرز خشية كبيرة في لبنان، من كون ناتج التواصل الأميركي – الإسرائيلي سيجري تقديمه كخطة عمل يُطلب من لبنان الالتزام بها. وما يرشح حتى الآن، من سقوف ومطالب، يؤكد أن لبنان لن يقبل بما يُعرض عليه. وعندها سنكون أمام جولة من المناورات شبيهة بتلك التي تجري منذ نحو عام في غزة، حيث يتفاهم الأميركيون مع إسرائيل على لائحة مطالب تمثّل جوهر أهداف العدو، وعندما ترفضها حماس، يجري تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن إفشال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
وإذا كانت واشنطن تعرف مسبقاً مواقف لبنان والمقاومة، فهي تعرف مسبقاً أن مجرد حمل المطالب الإسرائيلية لن يقود إلى تفاهم. وبالتالي، ستكون واشنطن في موقع الشريك الدائم لإسرائيل، وهو ما يحتّم على لبنان إدارة هذا النوع من التفاوض بطريقة ذكية، لإفشال محاولة رمي الكرة في ملعب لبنان، خصوصاً أن الأميركيين سيعملون على تحريك وتحريض جهات لبنانية معادية للمقاومة لشن حملة تطالب رئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومعهما حزب الله، بالأخذ بالمطالب الأميركية – الإسرائيلية، وهو أمر يُتوقع أن يترافق مع تصعيد في عمليات التدمير من قبل قوات الاحتلال في كل لبنان.
في هذه الأثناء، ركّزت إسرائيل جهودها لإبرام اتفاق مع الإدارة الأميركية الحالية (ومع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب) حول رؤيتها للمنطقة وخصوصاً لبنان وغزة، ومواصلة المناورة تحت النار في ما يتعلق بجبهة الجنوب. وفي هذا السياق، كان الحدث الأهم هو الاجتماع الذي عُقد مساء الأحد بين ترامب وموفد رئيس حكومة إسرائيل الوزير رون دريمر، وما سرّبه موقع «أكسيوس» عن أن البحث تناول ملفات الحرب في لبنان وغزة، لكنّ الملف الرئيسي كان يتعلق بإيران.
وتشير التقديرات إلى أن ترامب سيعطي إسرائيل مهلة إضافية قد تستمر شهرين لتنجز ما تريد إنجازه في غزة ولبنان، على أن تتوقف الحرب مع وصوله إلى البيت الأبيض. لكن ما هو غير واضح حتى الآن ما إذا كان سيوافق على توسّع الحرب ضد سوريا والعراق وإيران.

محاولة أميركية – إسرائيلية لوضع خطة مرفوضة مسبقاً

وبينما تولّت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدى أيام الترويج لاتفاق سياسي محتمل، أعلنَ جيش العدو بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان، والعمل للوصول إلى مناطق لم يصل إليها بعد. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن «هدف المرحلة الثانيّة هو الضغط على حزب الله بشأن مفاوضات التسوية في لبنان، إلى جانب القضاء على القدرة الصاروخيّة لحزب الله».
أما وزارة الخارجية الأميركية فقد أصدرت بياناً أكّدت فيه أن «المساعي الدبلوماسية هي السبيل لإنهاء الحرب على لبنان»، مع التأكيد على «تطبيق القرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب الله»، علماً أن إسرائيل نفسها تولّت أمس تبديد الآمال بتسوية، بإعلان وزير الحرب يسرائيل كاتس أنه «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان، وسنستمر في ضرب حزب الله بكل قوة». وأعلن كاتس في بيان على منصة إكس أنه «ينبغي مواصلة العمليات الهجومية من أجل تقويض قدرات حزب الله وتحقيق ثمار النصر»، مضيفاً: «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان ولن تكون هناك فترة راحة. وسنواصل ضرب حزب الله حتى تتحقق أهداف الحرب».
وخلال اجتماع سابق مع قادة في الجيش الإسرائيلي، قال كاتس إن «إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في فرض ومنع الإرهاب بمفردها، وتحقيق أهداف الحرب في لبنان: نزع سلاح حزب الله وسحبه إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال سالمين إلى منازلهم».
ورداً على الكلام الإسرائيلي، أعاد الرئيس بري التأكيد على موقف لبنان حول أي تسوية مقبلة، وتمسّكه بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد أو ناقص. ورداً على الشروط الإسرائيلية قال: «موقفنا واضح. هل من عاقل يعتقد بأننا سنوافق على تسوية أو حل يحقق مصلحة إسرائيل على حساب مصلحة لبنان وسيادته؟». وقال بري أمام زواره أمس، إنه «يأمل أن تنبثق عن اجتماع الرئيسين بايدن وترامب إشارة إيجابية تصل إلى هوكشتين، وأنا جاهز لملاقاته في ما كنا قد اتفقنا عليه سابقاً»، موضحاً أنه كانَ ينتظر جواباً يتعلق بالصيغة المُتفق عليها مع الأخير «لكنها لم تصل».
وأضاف بري أن «التصعيد الوحشي ضد الضاحية والجنوب والبقاع هو رسالة من العدو بأنه يصر على التفاوض تحت النار، ونحن نؤكد أن لبنان لن يفاوض تحت النار. يجب أن يحصل وقف شامل لإطلاق النار، ونذهب بعد ذلك إلى ما اتفقنا عليه في ما يتعلق بآلية تطبيق القرار 1701».
يشار إلى أن هوكشتين قال في حديث مع الصحافيين في البيت الأبيض أمس، إن «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريباُ، وإنني مفعم بالأمل في أننا سننجح». ولفت بعد لقائه دريمر أنه «ليس هناك يقين» بأنه سيذهب إلى بيروت في الأيام المقبلة، و«لا يوجد دور روسي في محاولات التوصل إلى اتفاق»، بينما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر، أن «نتنياهو يعتقد بأنه يجب إنهاء حرب لبنان وأنه لا يمكن تحقيق إنجاز بحجم اغتيال (السيد) نصرالله».

 

 

 

"الجمهورية":

عشية اللقاء المقرّر اليوم في البيت الأبيض بين الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، والذي يرجح أن يشجّع الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين على العودة إلى تل ابيب فبيروت، لمتابعة وساطته لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، صعّدت إسرائيل من عدوانها على لبنان مشفوعاً بتصعيد شروطها لوقف النار على رغم من إدراكها المسبق انّ لبنان يرفضها جملةَ وتفصيلاً، ويتمسّك بتنفيذ هذا القرار من دون أي تعديل. وقد ارتكبت في قصفها الجوي أمس، مجازر عدة تنقّلت بين مختلف المناطق، وسقط فيها عشرات الشهداء والجرحى.

وأبلغت أوساط سياسية إلى «الجمهورية»، انّ «العدو الإسرائيلي مصرّ على التفاوض بالنار سعياً الى انتزاع تنازلات من لبنان تحت الضغط»، مشيرة الى انّ «تل أبيب تواكب المساعي الديبلوماسية لوقف إطلاق النار بزيادة جرعات العدوان في محاولة لفرض شروطها».

ولفتت المصادر إلى أنّ «التفاوض لم يصل بعد الى مرحلة جدّية، كما يتبين من طبيعة المقترحات المتداولة، والتي تعكس ما يدور بين واشنطن وتل أبيب، وليس مع الطرف الآخر المعني وهو لبنان». واضافت: «لا نزال عند ضفاف او عشية التفاوض الحقيقي، حيث لا يزال كل طرف يحاول تحسين موقعه في الميدان الذي لا تزال الكلمة الفاصلة له، ولم ننتقل بعد الى الطاولة السياسية».

واعتبرت المصادر «انّ أي اتفاق مفترض سيكون انعكاساً للمخاض الميداني»، مشيرة إلى «انّ تصاعد قدرة المقاومة على إيلام الكيان الاسرائيلي واستنزافه، سيعيد عاجلاً ام آجلاً تصويب وجهة التفاوض السياسي، ليصبح أكثر واقعية وتوازناً».

 

قطع الطريق

وقد انقسم المراقبون في قراءة خلفيات التصعيد الإسرائيلي الواضح يوم أمس، والذي لفّ الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع والجبل. وفيما اعتبره البعض إشارة إلى رغبة بنيامين نتنياهو وشركائه في قطع الطريق على أي تسوية قد يعمل هوكشتاين لتسويقها في هذه المرحلة، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، إنّ الإسرائيليين، على العكس، رفعوا درجة تصعيدهم العسكري لفرض رؤيتهم في أي تسوية ظرفية لوقف النار قد يتمّ التوصل إليها، تنفيذاً للتهديد الذي أطلقوه سابقاً بعدم مفاوضة لبنان إلّا تحت وطأة النار.

ويعتقد أصحاب هذا الرأي، أنّ التصعيد الإسرائيلي يثبت أنّ هناك جدّية معينة في المفاوضات الجارية اليوم بنحو مباشر وغير مباشر، والتي يشارك فيها الأميركيون والروس والإيرانيون وأطراف عرب. فما يقوم به نتنياهو هو ممارسة أقصى ضغط ممكن على لبنان، في محاولة لإضعافه وإجباره على القبول بالخيارات المتداولة في كواليس التفاوض، والتي يصرّ على رفضها.

 

بايدن ـ ترامب

وفي هذه الاجواء، تتّجه الأنظار في الساعات المقبلة إلى اللقاء المرتقب في البيت الابيض اليوم بين بايدن وترامب للبحث في مجموعة من الملفات الداخلية والعالمية، بناءً للدعوة التي وجّهها إليه بايدن، في بداية المرحلة الانتقالية الفاصلة عن نهاية ولايته وتسلّم خلفه ولايته في 20 كانون الثاني العام المقبل.

وأفادت تقارير ديبلوماسية من واشنطن، انّ لبنان يترقّب هذه المحطة لما هنالك من آمال يُبنى عليها، نتيجة المعلومات المتداولة عن تنسيق بين الرجلين لمعالجة بعض الأزمات الدولية، وخصوصاً في الشرق الأوسط، بعدما تعهّد كل منهما بالإسراع في وقف الحرب في غزة ولبنان، والتوجّه إلى المراحل السلمية، بحثاً عن الحلول السياسية التي تمنع توسع الحرب مرّة أخرى.

وذكر أحد التقارير الديبلوماسية، انّ إيران تعهّدت عبر اكثر من وسيط بأنّها لن تردّ على الهجوم الاسرائيلي الاخير عليها إن تمّ التوصل الى وقف للنار في غزة ولبنان، وتوجّهت المساعي الى حلول سياسية، بما يضمن وقف العدوان على الشعبين اللبناني الفلسطيني.

ولفتت مصادر ديبلوماسية إلى «انّ الحراك المنتظر لهوكشتاين مرهون بنتائج اللقاء اليوم بين بايدن وترامب، وإن سمعنا بموعد جديد للموفد الاميركي في المنطقة، تكون الروايات التي تحدثت عن خطوات متوافق عليها بين الديموقراطيين والجمهوريين قد أبصرت النور في مرحلة هي الأدق».

 

هوكشتاين متفائل

في غضون ذلك، نقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن هوكشتاين، قوله إنّ «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريباً. ونحن مفعمون بالأمل».

وأضاف هوكشتاين في حديثه مع الصحافيين في البيت الأبيض: «أنا مليء بالأمل في أن ننجح في ذلك». وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة في انتظار ردّ من لبنان. وأكّد أنّه لن يكون هناك تدخّل لروسيا في اتفاق وقف إطلاق النار أو في الإشراف على تنفيذه.

في هذه الاثناء، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يعتقد أنّه يجب إنهاء حرب لبنان، وأنّه لا يمكن تحقيق إنجاز بحجم اغتيال نصرالله».

ومن جهته وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال خلال اجتماعه الأول مع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، إنّ «إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار في لبنان حتى تحقق أهدافها». واعتبر «أنّ التحدّي الرئيسي الذي يواجه أي اتفاق لوقف إطلاق النار هو التنفيذ». وألمح إلى أنه «لن يكون أي وقف لإطلاق النار في لبنان، إذا لم يتضمن أي ترتيب حق إسرائيل في منع الهجمات بنفسها».

 

هجمة ديبلوماسية

في غضون ذلك، تشهد عين التينة اليوم هجمة ديبلوماسية غيرعادية، حيث يلتقي الرئيس نبيه بري على التوالي كلاً من السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو ومن ثم وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، الذي سيصل إلى بيروت في ساعة مبكرة اليوم، قبل ان يلتقي السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف، وذلك في إطار المساعي المبذولة بين عواصم الدول الثلاث من أجل ترتيب وقف للنار والتوجّه إلى تغليب اللغة الديبلوماسية على العسكرية في المنطقة.

وكان بري استقبل أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي اطلعه على نتائج القمة العربية الاسلامية التي استضافتها السعودية، واللقاءات والاتصالات التي عقدها على هامشها. ثم عرضا للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين وشؤوناً تشريعية.

 

ميقاتي والسيسي

وكان ميقاتي التقى قبيل عودته من الرياض أمس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كرّر «موقف مصر الداعم للبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض وإدانة العدوان الإسرائيلي، سواء في الأراضي الفلسطينية أو لبنان»، مشدّداً «على أهمية دور المجتمع الدولي في وقف التصعيد في المنطقة، ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية ذات تداعيات كارثية على حاضر ومستقبل شعوبها».

وثمّن ميقاتي من جهته «المساندة المصرية الثابتة والراسخة للبنان»، مؤكّداً «دعم جهود مصر الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». وشدّد على «انّ الأولوية هي للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على لبنان والتوصل إلى وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملاً».

والتقى ميقاتي مساء امس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا في حضورالمنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وقائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) الجنرال ارولدو لازارو. واكّد لاكروا «انّ زيارته للبنان هي للتعبير عن التضامن مع لبنان وشعبه». وعبّر «عن تقديره لموقف الدولة اللبنانية الرافض للاعتداءات على قوات اليونيفيل».

وكرّر التأكيد «انّ الامم المتحدة تبذل جهوداً مكثفة مع الاطراف كافة لتحقيق وقف اطلاق النار»، مشدّداً على أهمية تطبيق القرار 1701 باعتباره الحل الوحيد للوضع في الجنوب». كذلك شدّد على «أهمية التعاون بين اليونيفيل والجيش».

بدوره ميقاتي شكر للاكروا زيارته، معرباً عن «امتنانه لقوات «اليونيفيل» وإصرارها على الصمود في مواقعها رغم الظروف الصعبة التي تمرّ فيها». وقال: «انّ الحكومة ملتزمة تطبيق القرار الاممي 1701، وتدعم التعاون الكامل بين الجيش واليونيفيل».

 

الوضع الميداني

وكانت المواجهات تواصلت على الجبهة الجنوبية امس، في ظل تصعيد إسرائيل عدوانها الجوي على لبنان، بالتزامن مع فشلها في الميدان. فارتكب طيرانها مزيداً من المجازر والتدمير في قرى وبلدات الجنوب وفي الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وبعض مناطق جبل لبنان والشوف.

وفيما دكّت المقاومة المواقع والقواعد العسكرية الاسرائيلية في مناطق الجليل وحيفا وجوارها وصولاً إلى ضواحي تل ابيب بالهجمات الصاروخية والمسيّرات الانقضاضية، أعلنت القناة 14 الإسرائيلية، عصر امس أنَّ الجيش الإسرائيلي وسّع عملياته في جنوب لبنان إلى مناطق لم يصل إليها منذ بداية العملية البرية.

ونقل الاعلام الاسرائيلي عن مسؤول قوله: «إنّ إسرائيل ستوسع رقعة عملياتها البرية، وتحتل أجزاء أخرى من لبنان إذا لم يقبل «حزب الله» بالخطة المقترحة للترتيبات الأمنية».

 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «الفرقة 36 في الجيش بدأت تعميق العملية البرية باتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني جنوبي لبنان».

وكانت الغارات العنيفة التي تعرّضت لها الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، طاولت المنطقة الواقعة بين حارة حريك وبئر العبد، ما تسبب بتدمير مجمع زين الطبي، ومحيط مجمع السيدة زينب في حارة حريك، ومنطقة الحدث – الجاموس، ومنطقة واقعة بين حارة حريك والغبيري. ودمّرت الغارات مباني كبيرة ومبنى «حرقوص تشيكن». واستهدفت غارة منطقة الحدث قرب الميكانيك وأخرى حي الاميركان -الحدث، وطاولت الغارات حي الليلكي ومحيط المريجة واوتوستراد السيد هادي نصرالله. وبلغ عددها 13 غارة. وكذلك طاولت الغارات المنطقة الواقعة بين بعلشميه وضهور العبادية – فوق جسر بعلشميه – الطريق الدولية في قضاء عاليه، واستهدفت منزلاً، متسببة باستشهاد 5 اشخاص وإصابة اثنين آخرين بجروح.

 

تهديد النووي الإيراني

من جهة ثانية، ووسط ترقّب الردود العسكرية بين إسرائيل وإيران، لوّحت تل أبيب بإمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية، في وقت تتزايد التوقعات من ان تردّ طهران على الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها خلال الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة، بينما تسعى واشنطن لتفادي تصعيد النزاع بين طهران وتل ابيب.

ووجّه نتنياهو مساء امس ما سمّاه «رسالة الى الشعب الإيراني»، قال فيها: «تكلفة إطلاق نظام خامنئي مئات الصواريخ بلا جدوى على إسرائيل بلغت 2.3 مليار دولار». واضاف: «هناك شيء واحد يخشاه نظام خامنئي أكثر من إسرائيل وهو الشعب الإيراني». وأشار إلى أنَّ «كل يوم يزداد ضعف نظام خامنئي. وكل يوم تزداد إسرائيل قوة، ولا تفقدوا الأمل. واعلموا أنّ إسرائيل وغيرها من دول العالم الحرّ تقف إلى جانبكم».

 

وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي «إنّ المواقع النووية الإيرانية أصبحت «مكشوفة بشكل أكبر من أي وقت مضى أمام الضربات الإسرائيلية»، وذلك خلال اجتماع مع هيئة الأركان العامة.

ونشر كاتس تصريحاته عبر منصة «إكس»، وأرفقها بصورة من الاجتماع الذي عقده الاثنين، وقال: «إيران اليوم مكشوفة أكثر من أي وقت مضى أمام ضرباتنا التي تستهدف منشآتها النووية. لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم، وهو القضاء على التهديد الوجودي لدولة إسرائيل».

 

طهران تحذّر

وفي المقابل، حذّرت طهران الرئيس الأميركي المنتخب من اعتماد سياسات خاطئة، واتخذت إجراءات احترازية، حيث أكّدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية أنّه يجب على ترامب تجنّب اتباع سياسات خاطئة قد تؤثر على حقوق الشعب الإيراني. وأضافت أنّ تجربة الضغط القصوى على إيران فشلت، مشيرة إلى أنّ طهران تقيّم الأمور استنادًا إلى الأفعال وليس التصريحات. وفي إجراء لافت، أعلنت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية أنّ طهران تقوم ببناء نفق دفاعي في وسط المدينة بعد ضربات شنتها إسرائيل على أهداف إيرانية الشهر الماضي. والنفق سيوصل بين محطة في مترو طهران وبين مستشفى الإمام الخميني، بما يؤمّن الوصول المباشر من تحت الأرض إلى المنشأة الطبية.

 

عودة أماني

وإلى ذلك، التقى سفير إيران لدى بيروت، مجتبى أماني وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وذلك قبيل عودته إلى مقر عمله في لبنان، بعد تلقيه العلاج في طهران جراء إصابته في تفجيرات «البايجر» في بيروت. وناقش معه الإجراءات المستقبلية التي يجب اتخاذها في ضوء التطورات اللبنانية الجارية. واكّد عراقجي «ضرورة اتخاذ تدابير فاعلة واستمرار الضغط السياسي والديبلوماسي على المستوى الدولي لوقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضدّ لبنان»، مشدّداً على أهمية تحرك المجتمع الدولي للحدّ من هذه الانتهاكات فوراً. وزوّد عراقجي أماني «التوجيهات والتعليمات اللازمة في شأن الخطوات المقبلة»، موضحاً «انّ الأولويات الديبلوماسية التي ينبغي اتباعها في المرحلة المقبلة لضمان حماية لبنان ودعمه في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة».

 

 

 

"اللواء":

اكمل العدوان الاسرائيلي على لبنان إجهازه على مؤسسات اقتصادية وحياتية وأبنية أعيد بناؤها، والعدوان حمل أمس بصمة رئيس الاركان الاسرائيلي هاليفي هاريسي، الذي تبجح بأن جيشه يهاجم في بيروت والضاحية وفي سوريا، من دون أن يحدد الاهداف التي يهاجمها، سوى أن تكون مدنيين ونازخين، مهجرين من قراهم ومدنهم، وفي المنازل التي توفر الايواء فيها، ولو بأبعد نقطة عند الحدود مع سوريا، في عكار وجبيل ومناطق بعيدة بمسافات عن خط المواجهة في الجنوب، حيث مضت صواريخ المقاومة ومسيراتها بدك مستوطناته، وقواعده العسكرية والجوية والاستخباراتية وصولاً إلى تل أبيب، التي استهدفت أمس، في سياق الضربات غير المسبوقة على ضاحية بيروت الجنوبية.

وقالت مصادر  سياسية مطلعة لـ « اللواء»  أن أي قرار بعودة التفاوض من الجهة الرسمية اللبنانية  في ملف وقف إطلاق النار ينتظر بعض المعطيات على أن هذا التفاوض يقوم على اساس تنفيذ القرار ١٧٠١، واشارت إلى أن التركيز   على هذا القرار يعني الالتزام الرسمي به ، ما يدحض أي حديث عن تراجعه، معتبرة أن هناك نقاطا لا تراجع عنها في ما خص الموقف اللبناني .

وأفادت أن موضوع نشر الجيش على الحدود لن يتم  اتخاذه قبل. من قبل الحكومة قبل إرساء تفاهم على دور الجيش وضمانات معينة ولكن حتى الآن ما من كلام واضح في هذا المجال..

وفيما ثبت لبنان موقفه برفض الخضوع للشروط الاسرائيلية لوقف النار، التي  تشكل شروط إذعان، اعرب الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين عن اعتقاده بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في لبنان قريباً، وآمل أن ننجح بذلك.

وكررت الخارجية الاميركية موقفها بشان  الحرب في لبنان بالتالي، التطبيق الكامل للقرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب لله، والمساعي الدبلوماسية هي السبيل لانهاء الحرب في لبنان.

وفي واشنطن، بحث الموفد الاسرائيلي  رون دريمر مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن مقترحاً لوقف اطلاق النار في لبنان وهو ما بحثه مع نظيره التركي هاتفياً بالتزامن مع اجتماع الرئيس الاسرائيلي مع الرئيس الاميركي جو بايدن وقبل اجتماع الرئيسين بايدن ودونالد ترامب اليوم.

وحسب هيئة البث الاسرائيلية أن بايدن أبلغ الرئيس الاسرائيلي أنه يبذل جهداً للتوصل إلى اتقاف مع لبنان باسرع وقت ممكن.

وبدا واضحاً من مواقف قادة الكيان الاسرائيلي انهم حسموا الامر برفض وقف العدوان على البنان بل زيادة التصعيد، حيث ذكرت  القناة 14 الإسرائيلية: أن قرار استمرار القتال في لبنان أصبح الآن مطروحا على المستوى السياسي والعسكري بإسرائيل، وان أطرافاً إسرائيلية ترى الفرصة مناسبة لتوجيه ضربة قوية للحزب رغم الضغط المحلي والدولي.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية عن مسؤول أميركي: ان إسرائيل أبلغت واشنطن أنها تخطط لعملية برية وشيكة في لبنان.

ولاحقاً، أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، بأن «الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان».  وأضافت  بأن«هدف المرحلة الثانية من عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان هو القضاء على القدرة الصاروخية لحزب لله  والضغط عليه بشأن مفاوضات التسوية في لبنان».

كما أعلنت  هيئة البث الإسرائيلية، بأن «الفرقة 36 في الجيش بدأت تعميق العملية البرية باتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني جنوبي لبنان».

وأمس، ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن «في لبنان لن تكون هناك أي هدنة أو توقف، بل سنواصل ضرب حزب لله بكل قوتنا حتى تحقيق أهداف الحرب»، لافتا الى ان «تحقيق أهداف الحرب في لبنان يتضمن نزع سلاح حزب لله ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال».

وفي الحراك السياسي الداخلي، برغم تقارير عن استئناف الوساطة الأميركية لوقف النار في لبنان، أكد سياسيون في بيروت أنهم لم يتلقوا معطيات رسمية تفيد باستئناف الجهود، بعد مغادرة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين منذ ثلاثة أسابيع.

وكشفت المعلومات عن اعتراض رئيس مجلس النواب نبيه بري على بند في مشروع الحل المقترح يشمل مشاركة ألمانيا وبريطانيا في آلية لمراقبة تنفيذ القرار 1701، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا. ورفض إيجاد آلية بديلة عن الموجودة حالياً بقيادة قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل)، التي يُمكن للدول المشاركة فيها.

ويتكون المقترح من شقين: الأول، يدرس بين العدو الإسرائيلي، والولايات المتحدة، وروسيا، لضمان عدم إعادة تسليح حزب لله، و الثاني، الضمانات اللبنانية لتنفيذ منطقة خالية من المسلحين جنوب نهر الليطاني. بينما يطلب لبنان ضمانات بعدم تكرار العدوان الاسرائيلي واستهداف المدنيين وخرق القرار 1701.

ومن المقرر أن تستضيف بيروت، الأسبوع المقبل، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام جان بيير لاكروا، لبحث الجهود الدبلوماسية القائمة لوفغ الحرب واغاثة النازحين.

واستقبل بري في عين التينة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي .بعد عودته من الرياض. كما الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط،  على رأس وفد ضم عضوي كتلة اللقاء الديمقراطي النائبين وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن، أمين السر العام في «التقدمي» ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.وجرى خلال اللقاء البحث في المستجدات السياسية والميدانية.

واوضح عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن لـ «اللواء»: كانت جولة افق مع الرئيس بري في كل المواضيع السياسية لا سيما العدوان الاسرائيلي على لبنان وتأثيراته على الداخلوازمة النزوح، والموضوع المتعلق بما يحكى عن محاولات لوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701. وصولا الى مسألة تلافي الفراغ في المؤسسة العسكرية ولمسنا من الرئيس بري كل الحرص على المؤسسة العسكرية وكل الاجهزة الامنية وعلى هيكليتها وعلى دورها.

دبلوماسيا: وزعت وزارة الخارجية والمغتربين نص القرار الصادر عن القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض، والفقرات المتعلقة بلبنان: ١ و ٨ و ٩ و ٣٢. ايضا، استقبل وزير الخارجية عبدلله بو حبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هنيس-بلاسخارت وعرض معها لمستجدات العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، وللمساعي والجهود القائمة للتوصل الى وقف لإطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مندرجاته وبشكل متوازي

وعلى صعيد ملء الفراغات المرتقبة في المؤسسات العسكرية والامنية، قدمت كتلة «التوافق الوطني» اقتراح قانون معجلا مكررا، يرمي إلى تأخير تسريح كل الضباط في القوات المسلحة اللبنانية (جيش، امن دولة، امن عام، امن داخلي) وتمديد سن التقاعد للعسكريين في مختلف القوات المسلحة لمدة سنتين.

 

اجتماع قيادي مع لجنة الطوارئ

وفي مجلس النواب، عقد اجتماع نيابي وزاري، بحضور عدد من النواب بدعوة من كتلتي «التنمية والتحرير و»الوفاء للمقاومة» مع لجنة الطوارئ الحكومية استمر لساعين، وكان البحث الاساسي كان حول موضوع حاجات النازحين سواء في مراكز الايواء أو غيرها وحاجات النازحين لناحية الانفاق الحكومي والتدفئة مع الدخول في فصل الشتاء، إضافة إلى الواقع الصحي وواقع الاتصالات».

وكشف النائب  حسين الحاج حسن عن جلسة غداً الخميس لمتابعة البحث.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، سجل أمس تصعيد عسكري كبير، إذ  طالت الغارات المنطقة الواقعة بين حارة حريك وبئر العبد ما تسبب بتدمير مجمع زين الطبي، ومحيط مجمع السيدة زينب في حارة حريك، ومنطقة الحدث – الجاموس، ومنطقة واقعة بين حارة حريك والغبيري. ودمرت الغارات مبان كبيرة ومبنى «حرقوص تشكن». واستهدفت غارة منطقة الحدث قرب الميكانيك وأخرى حي الاميركان -الحدث، وطالت الغارات الليلكي ومحيط المريجة واوتوستراد هادي نصرلله. وبلغ عدد الغارات الـ 13.

كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة على المنطقة الواقعة بين بعلشميه وضهور العبادية – فوق جسر بعلشميه – الطريق الدولية في قضاء عاليه. واستهدفت الغارة منزلا متسببة بمقتل خمسة اشخاص واصابة اثنين بجروح. وليلاً أغارت الطائرات المعادية على بلدة جون الشوفية. وأدت الغارة إلى سقوط 15 شهيداً و 12 جريحاً.

 

رد المقاومة

بالمقابل، أعلنت المقاومة الاسلامية عن شن هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين.. كما هاجمت بالمسيرات قاعدة لوجستية للفرقة 146 في نهاريا، كما استهدفت المقاومة قاعدة نوف الجوية جنوب تل ابيب بصواريخ نوعية..

وكان حزب لله استهدف مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية. واعلن «حزب لله» «اننا تصدينا لمسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450 في أجواء النبطية وأجبرناها على مغادرة ‌الأجواء اللبنانية». واستهدف مستوطنتي كفر بلوم كفر يوفال بصليتين صاروخيتين‏. وتصدى لمسيرة إسرائيلية «هرمز 450 في أجواء القطاع الغربي وأجبرها على مغادرة ‌‏الأجواء». واستهدف مستوطنة ديشون بصليةٍ صاروخية. وقد اشارت يسرائيل هيوم الى تحطم مسيّرة أطلقت من لبنان على مدرسة في جيشر هزيف شمال نهاريا.

وفي نهاريا أعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل شخصين وتسجيل إصابات أخرى من جراء قصف حزب الله.

 

 

 

"الأنباء":

لا تقدم ولا معطيات جديدة حول إحتمالية وقف إطلاق نار قريب في لبنان، فالمؤشرات السياسية والعسكرية غير مشجعة ما يبعد أي آمال محتملة بوقف الة القتل الإسرائيلية وسياسة الأرض المحروقة. وبالمقابل، يمكن وصف التسريبات الإسرائيلية حول إتفاق وقف النار بـ "بالونات إختبار"، فالعدو يرفع سقوف المطالب وحزب الله مستمر في الميدان بمعادلة الإيلام.

 

وفي السياق، لم يبدِ الرئيس وليد جنبلاط أي تفاؤل للخروج مما أسماه بـ "الحرب المفتوحة" بين إيران وإسرائيل في لبنان، قائلاً: "كفانا حروباً بالواسطة، منذ أيام الفلسطينيين مروراً بأيام النظام السوري". كلام جنبلاط جاء في مقابلة مع جريدة "الأخبار"، وتساءل: "من قال إن الحرب ستتوقف، بإستثناء بعض الشائعات التي نسمعها من هنا وهناك حول وجود مفاوضات، لم أسمع شيئاً جدّياً في هذا الشأن، وليست لديّ معطيات بأن الحرب ستنتهي قريباً".

 

وبالمقابل، نقل موقع "أكسيوس" عن المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين عن وجود "فرصة للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريباً ومفعمون بالأمل"، قابلته مصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية بتأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم وجود معطيات حول زيارة هوكستين، إلى بيروت.

 

الى ذلك، أتت زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من كتلة اللقاء الديمقراطي إلى عين التينة، للتأكيد على إستمرار التواصل في خضم الظروف الراهنة، حيث تم البحث في مستجدات الحرب وموضوع النزوح ووقف إطلاق النار وأهمية انتخاب رئيس وتطبيق القرار 1701.

 

تصعيد وضغط عسكري

وتابع العدو الإسرائيلي أمس الضغط العسكري على لبنان، وعلى عدة مستويات، فكثّف الغارات التدميرية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق مختلفة في لبنان، حيث أغار على منطقة العبادية، مستهدفاً منزلاً في منطقة بين بعلشميه وضهور العبادية ما أدى الى سقوط شهداء وجرحى. 

كذلك، إستهدف طيران العدو الإسرائيلي منزلا تقيم فيه عائلة نازحة في بلدة جون في إقليم الخروب أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، وتضرر شبكات التوتر العالي والمتوسط التابعة لمعامل الطاقة الكهرومائية العائدة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وخروج معمل جون (شارل حلو) عن الخدمة مؤقتاً".

وتعليقاً على ما جرى في العبادية، شجب أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن الإستهداف، معتبراً أنه "ليس العدوان الأول ولن يكون الأخير.. والمعركة طويلة ومستمرة"، مشدداً على "إحتضان أهلنا من النازحين مع مراعاة شروط الإقامة". وأكد أبو الحسن أن "الدولة وأجهزتها الأمنية والبلديات ستبقى المرجعية الأولى". 

 

صفقة نتنياهو – ترامب؟!

وإذ بدا التصعيد سيّد المعركة، فإن الأنظار كلها تتجه إلى واشنطن اليوم حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس المنتخب دونالد ترامب في زيارة تقليدية تجمع الرئيس المنتهية ولايته مع الرئيس الجديد، إذ أن الإدارة الحالية تمر في حال من المراوحة لا تتيح لها الضغط على حكومة العدو لوقف إطلاق النار، فيما يعوّل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على ترامب لمتابعة تحقيق أهدافه في فلسطين ولبنان وسط مخاوف من الإطار المبهم حتى اللحظة والذي سيتبعه ترامب بتنفيذ وعوده بوقف الحروب في المنطقة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

 

تسريبات خطيرة

وعلى وقع التصعيد الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، كشفت تقارير إسرائيلية مؤشرات خطيرة حول احتمال قيام العدو بعقد صفقة لإنهاء الحرب مع حركة حماس وحزب الله، بشرط الإعتراف بسيادة إسرائيل على مستوطنات في الضفة الغربية.

وبحسب إعلام العدو، فإن نتنياهو يتجه لوضع برنامج تدريجي، يبدأ بفرض السيادة الإسرائيلية على بعض المناطق التي يوجد فيها إجماع بين اليمين الحاكم والأحزاب الليبرالية المعارضة بشأنها، كغور الأردن، والمجمع الاستيطاني الواقع بين القدس وبيت لحم، ومن ثم التفاهم مع ترامب إنطلاقاً من تصريحات سابقة قال فيها: "مساحة إسرائيل صغيرة جداً، ويجب توسيعها".

 

ومن جانب آخر، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر التقى ترامب في فلوريدا الأحد الماضي لبحث شؤون الحرب، قبل أن يتوجه إلى واشنطن لإجراء محادثات مع بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن. وذكر الموقع أن ديرمر نقل رسائل من نتنياهو لترامب حول خطط إسرائيل بشأن قطاع غزة ولبنان وإيران خلال الشهرين المقبلين قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه في كانون الثاني المقبل. 

 

وتأتي هذه المعطيات والتسريبات بعد يوم على عقد القمة العربية- الإسلامية في الرياض، وما نتج عنها من مقررات، وبحسب المراقبين خلصت إلى توجيه رسالة واضحة لحدود أي تسوية مرتقبة في المنطقة، مع التشديد على وقف النار الفوري والوقوف يوجه أي محاولات تصفية للقضية الفلسطينية.

 

 فإذا صحت التسريبات حول فرض سيادة العدو الإسرائيلي على الضفة الغربية، قد نكون أمام مشهد إطلاق رصاصة الإعدام على الحق الفلسطيني بأرضه، "بوعد ترامب"، خصوصاً أن غزة دُمرت ولم تبق أرض لتبنى عليها دولة فلسطينية إلتزماً بالقرارات الدولية. ومن ناحية أخرى، ماذا سيكون الثمن الذي سيدفعه لبنان بالمبارزة الإيرانية- الإسرائيلية على أرضه لإنجاز الصفقة الكبرى، ما يؤشر إلى أن المعركة طويلة!

 

داخلياً، لا يزال وضع النازحين هرباً من العدوان الاسرائيلي وخصوصاً إلى منطقة الجبل، موضع متابعة واهتمام من الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، حيث أفيد عن اجتماع عقداه مع وكلاء داخلية الحزب في الجبل وتم التأكيد على بعض الضوابط بخصوص النزوح بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وضرورة تعاون القوى المعنية بالنزوح بما يتلاءم مع واقع المناطق المضيفة.

 

في الغضون، يعود السؤال الكبير حول الكلفة الاقتصادية التي تسبب بها العدوان الاسرائيلي على لبنان وما تكبّده من أضرار، حيث تشير التقارير الاقتصادية إلى أنها تجاوزت مبلغ 10 مليارات دولار وهذا الرقم تجاوز ضعف الخسائر التي تسببت بها حرب تموز 2006، لكن الوضع حينها كان أفضل بالنسبة للبنان وعلاقاته العربية، حيث بادرت دول الخليج قاطبة إلى المساهمة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب وتحويل الايداعات إلى مصرف لبنان لمساعدة الاقتصاد اللبناني على التعافي، وهذا ما هو غير متوفر اليوم.

 

 

 

"البناء":

أعلنت صحيفة معاريف بأن جيش الاحتلال «بدأ المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان»، وأن الهدف هو «القضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله»، «بهدف الضغط على حزب الله بشأن مفاوضات التسوية في لبنان»، بينما نقل موقع «أكسيوس» عن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، قوله إن «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريباً ونحن مفعمون بالأمل»، وكان واضحاً أن قيادة الكيان تتخبّط بين الترويج لخيار بدء ما تُسميه المرحلة الحاسمة من الحرب البرية للتوغل عميقاً الى جنوب الليطاني، أو الدعوة للتريُث بانتظار نتائج المسار التفاوضي، في ظل الحديث عن محادثات أميركية إسرائيلية حول ضمانات سريّة تطلبها تل أبيب من واشنطن بتغطية أي عمل لاحق للاحتلال ضد لبنان بعد الاتفاق إذا استشعرت بالخطر، خصوصاً إذا عاد حزب الله الى التسلح، وهو ما رأت فيه مصادر متابعة تهيباً للخوض في عملية برية واسعة قد تكون خسائرها غير قابلة للتعويض وربما تخرج عن السيطرة.
بالتوازي كان الخبر يمنياً، حيث أعلنت جماعة أنصار الله في اليمن، تنفيذها عمليتين وصفتهما بالـ «نوعيتين»، استمرتا 8 ساعات في البحرين الأحمر والعربي، وقد استهدفتا خلالهما حاملة طائرات ومدمرتين أميركيتين، فيما أكدت واشنطن التصدي للهجوم على المدمرتين، وعدم رصد أي هجوم على حاملة الطائرات الأميركية. وقال المتحدث العسكري باسم اليمن العميد يحيى سريع، إن القوات «نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت إحداهما حاملة الطائرات الأميركية «أبراهام لينكولن» في البحر العربي بعدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المسيّرة». وأضاف أن العملية الأخرى استهدفت مدمرتين أميركيتين في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وذلك رداً على «العدوان الأميركي البريطاني» المستمر على اليمن، وتضامناً مع الشعبين الفلسطيني واللبناني. من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن صواريخ ومسيّرات أطلقت باتجاه مدمّرتين أميركيتين أثناء عبورهما مضيق باب المندب الاثنين، لكنهما تمكنتا من التصدي للهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر للصحافيين إن السفينتين «تعرّضتا لهجوم استخدمت خلاله ثماني طائرات من دون طيار، وخمسة صواريخ بالستية مضادة للسفن، وثلاثة صواريخ كروز مضادة للسفن، وتمّ التعامل معها بنجاح».
في لبنان تناول رئيس التيار الوطني الحر الوضع في الجنوب والموقف من القرار 1701، في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء اجتماع المجلس السياسي للتيار، معتبراً أن «الـ 1701 والاستراتيجية الدفاعية هما الأساس ولكنها لا يكفيان، ولكي يكون الحل مستداماً يجب تأمين تفاهم دولي وداخلي لتسليح الجيش وتحييد لبنان عن المحاور، على أن يكون ذلك مرفقاً بضمانات بمنع «إسرائيل» من الاعتداء على لبنان، فهكذا يكون الوقف الدائم للحرب». وشرح باسيل مفصلاً كيف يلتقي الـ 1701 والاستراتيجية الدفاعية، موضحاً أنه «في المرحلة الأولى من 1701 أوقف حزب الله النار وعملياته القتالية وكل ظهور مسلّح، أما «إسرائيل» فأوقفت عملياتها القتالية، ولكنها لم توقف اعتداءاتها وخروقاتها». وأكد أن الـ 1701 فرض هدوءاً نوعياً على الحدود على مدى 17 عاماً لناحية وقف الأعمال القتالية، أما الحل الطويل الأمد لم يتحقق ولم يتم تطبيق كامل القرار 1701 بسبب امتناع «إسرائيل». وهذا ما دفع بالأمين العام بان كي مون باقتراح نقل السيادة على مزارع شبعا إلى قوات اليونيفيل بانتظار تطبيق القرار 242 الذي تتذرع به «إسرائيل»، وقد وافقت على ذلك الحكومة اللبنانية في حين رفضته «إسرائيل». وثمّن باسيل تضحيات رجال المقاومة وقال: «نقف إجلالاً لبطولات شباب المقاومة وشهدائها ونحييهم في دفاعهم عن لبنان ومنع العدو الإسرائيلي من احتلال أرضنا». وشدّد باسيل على أن «النزاع الوطني لنزع السلاح بالقوة يؤدي إلى خسارة الوحدة الوطنية والحقوق وقدرة الدفاع، وذلك بغياب الدولة حيث تحلّ مكانها الفوضى والصراعات والنزاعات والفتن والتحارب الداخلي». معتبراً أن «لبنان اليوم يواجه مشروعاً تدميرياً لإخضاعه وفرض الوصاية الأمنية عليه، واستباحة سيادته وثرواته والقضاء على بشره وحجره وآثاره واقتصاده، وتغيير تركيبته الديمقراطية ونسيجه المجتمعي، في حين أن موقفه الرسمي والشعبي بوجه كل ذلك هو المطالبة بتطبيق القرار».
في الميدان واصلت المقاومة نيرانها بقوة مستهدفة عمق الكيان وصولاً إلى القواعد العسكرية النوعية المحيطة بتل أبيب، بينما شهدت حيفا ومستوطنات الجليل قصفاً كثيفاً بالصواريخ والمسيرات، وبالمقابل كانت غارات طيران الاحتلال تستهدف البنية السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، والعديد من المناطق في جبل لبنان والبقاع والجنوب.
حتى اللحظة لا يريد العدو الإسرائيلي وقف عملياته العسكرية، رغم ما يبثه إعلامه ويروّج له من أجواء تفاؤلية عن اقتراب وقف إطلاق النار مع لبنان، الا ان ما يسرّبه الكيان الإسرائيلي ليس إلا تفاهماً أميركياً – إسرائيلياً لا يمكن أن يقبل به لبنان، ومصحوب بتصعيد عسكري على اعتبار أن العدو سوف يحاول تحقيق بعض الانتصارات على الأرض من أجل الوصول إلى ما يريده على طاولة المفاوضات، بيد ان حزب الله الذي أكد أن الكلمة للميدان لن يسمح للقوات الإسرائيلية بالتقدم براً.
ليس بعيداً، وفيما تحدثت القناة 14 الإسرائيلية عن ان الجيش وسّع عملياته جنوبي لبنان إلى مناطق لم يصل إليها منذ بداية العملية البرية، أكّد وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنّ «إسرائيل» لن تقبل بوقف إطلاق النار في لبنان، وستواصل ضرب حزب الله بكل قوة.
وحيث أنذر جيش العدو الإسرائيليّ، سكّان 14 قرية في جنوب لبنان بإخلاء منازلهم «فورًا» تمهيدًا لقصف سينفذه في تلك المناطق، دون تحديد سقف زمنيّ لعودتهم إليها. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي، في منشور على منصات التواصل، إنّه يوّجه الإنذار لسكّان قرى شقرا، حولا، مجدل سلم، طلوسة، ميس الجبل، صوانة، قبريخا، يحمور، ارنون، بليدا، محيبيب، برعشيت، فرون، غندورية، شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارات على محيط بلدات زبقين وشيحين وعلما الشعب وديركيفا والقليلة ومفرق أرزون وشحور وفررمان الجرمق والعيشية والمحمودية وبرج قلاويه والقليلة والبرج الشمالي والمنصوري وشبعا ومجدل زون وشقرا وأطراف بلدتي دير انطار والمجادل، وعلى محيط بلدتي جبال البطم وزبقين والحفير التحتا. وشنّ الطيران غارةً على بلدة تفاحتا مستهدفًا منزلًا مأهولًا، أدّت إلى سقوط 5 شهداء. لاحقاً، أغار الطيران الحربيّ على منزل في بلدة دبعال، ما أدّى إلى تدميره وسقوط ضحايا وعددٍ من الإصابات. واستهدف القصف المدفعيّ بلدة يحمر الشقيف وأطرافها، لا سيّما حارة الجامع القديم والحارة التحتا، بالإضافة الى بلدة أرنون المجاورة. كما شنّ الطيران الحربيّ، غارةً على منزل في بلدة طاريا غرب بعلبك، وعلى بلدة بوداي.
وطالت الغارات الإسرائيلية أمس، المنطقة الواقعة بين حارة حريك وبئر العبد ما تسبّب بتدمير مجمع زين الطبي، ومحيط مجمع السيدة زينب في حارة حريك، ومنطقة الحدث – الجاموس، ومنطقة واقعة بين حارة حريك والغبيري. ودمّرت الغارات مباني كبيرة ومبنى «حرقوص تشكن». واستهدفت غارة منطقة الحدث قرب الميكانيك وأخرى حي الأميركان -الحدث، وطالت الغارات الليلكي ومحيط المريجة واوتوستراد هادي نصرالله. وبلغ عدد الغارات 13.
وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة على المنطقة الواقعة بين بعلشميه وضهور العبادية – فوق جسر بعلشميه – الطريق الدولية في قضاء عاليه، استهدفت منزلاً متسببة باستشهاد خمسة أشخاص وإصابة اثنين بجروح.
في المقابل، يُواصل حزب الله تصدّيه للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّد جيش العدوّ خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المُواجهة عند الحافّة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تمركزه في عمق فلسطين المُحتلّة. وأعلن «حزب الله» عن استهداف مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية. وأعلن «حزب الله» «أننا تصدّينا لمسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450 في أجواء النبطية وأجبرناها على مغادرة ‌الأجواء اللبنانية». واستهدف مستوطنتي كفر بلوم وكفر يوفال بصليتين صاروخيتين‏. وتصدّى لمسيرة إسرائيلية «هرمز 450 في أجواء القطاع الغربي وأجبرها على مغادرة ‌‏الأجواء». وقال الحزب، في بيان، إنّه قصف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة برشقة صاروخيّة. كما أكدّ في وقت لاحق قصفه برشقة صواريخ نوعية قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب واستهدف مستوطنة ديشون بصليةٍ صاروخية. وقد أشارت «يسرائيل هيوم» إلى تحطّم مسيّرة أطلقت من لبنان على مدرسة في جيشر هزيف شمال نهاريا. كما هاجم حزب الله بسربٍ من المسيرات الانقضاضية للمرة الأولى على مصنع يكنعام عيليت للإنتاج التكنولوجي العسكري، كما استهدف تجمعَين لقوات العدو في خربة المنارة وفي مستوطنة المنارة بالصواريخ.
في السياسة، نقل موقع أكسيوس عن الموفد الأميركيّ آموس هوكشتاين تأكيده أنّ «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريبًا ومفعمون بالأمل». وأشار إلى أن «لا دور لروسيا في أي اتفاق لوقف النار في لبنان». يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجيّة الأميركيّة، عن نقاشٍ بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع وزير الشؤون الاستراتيجيّة الإسرائيليّ رون دريمر، تناول جهود التّوصل إلى حلٍّ دبلوماسيّ في لبنان يسمح بعودة المدنيين. وأشارت وزارة الخارجيّة الأميركيّة، إلى أن «موقفنا هو أن المساعي الدبلوماسية هي السبيل لإنهاء الحرب في لبنان». وقالت إن «موقفنا بشأن الحرب في لبنان هو التطبيق الكامل للقرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب الله».
وفي لبنان لم يتبلّغ الرئيس نبيه بري أي اقتراح من الاقتراحات التي نشرت في الإعلام، ويشير مصدر سياسي نقلاً عن بري قوله «عندما تصبح الاقتراحات في ايدينا نبني على الشيء مقتضاه»، مشدداً على ان لبنان ملتزم بالقرار 1701 من دون زيادة أو نقصان.
واستقبل بري أمس، في عين التينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العائد من الرياض. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل ميقاتي على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض. وفي خلال اللقاء، جدّد الرئيس السيسي «موقف مصر الداعم للبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض وإدانة العدوان الإسرائيلي، سواء في الأراضي الفلسطينية أو لبنان»، مشدداً «على أهمية دور المجتمع الدولي في وقف التصعيد في المنطقة ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية ذات تداعيات كارثية على حاضر شعوبها ومستقبلها». كما أكد «مواصلة مصر تقديم الدعم للبنان وشعبه الشقيق». وأكد الرئيس ميقاتي من جهته «دعم جهود مصر الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». وشدّد على «ان الأولوية هي للضغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها على لبنان والتوصل الى وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملاً».
وفي السراي الحكومية، استقبل رئيس الحكومة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا الذي أكد جدد التأكيد «أن الأمم المتحدة تبذل جهوداً مكثفة مع الأطراف كافة لتحقيق وقف إطلاق النار»، مشدداً على «أهمية تطبيق القرار 1701 باعتباره الحل الوحيد للوضع في الجنوب». وشدد على «أهمية التعاون بين اليونيفيل والجيش».
أما رئيس الحكومة فقال «إن الحكومة ملتزمة تطبيق القرار الأممي 1701 وتدعم التعاون الكامل بين الجيش واليونيفيل».
وكان رئيس الحكومة اجتمع قبل ذلك مع المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس -بلاسخارت التي زارت قبل ظهر أمس، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وتم البحث في مستجدات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والمساعي والجهود القائمة للتوصل الى وقف لإطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مندرجاته وبشكل متوازٍ.
ووزعت وزارة الخارجية والمغتربين نص القرار الصادر عن القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض، والفقرات المتعلقة بلبنان: 1 و8 و9 و32.
وأكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: «أن الحل الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال «تطبيق القرارات الدولية، واحترام اتفاقية الهدنة، والالتزام باتفاق الطائف»، مؤكدًا أن هذه المواد جميعها واردة في متن القرار 1701، مشيرًا إلى أهمية الاستراتيجية الدفاعية.
وقال باسيل: إن الاستراتيجية الدفاعية تكون نتيجة تفاهم وطني لبناني لمعالجة مسألة السلاح بما يحفظ الوحدة الوطنية ويُعيد للبنان حقوقه ويعطيه قدرة الدفاع وحماية نفسه تحت قيادة الدولة وليس من خلال نزاع وطني لنزع السلاح بالقوة.
وأضاف: أن النزاع الوطني لنزع السلاح بالقوة يؤدي إلى خسارة الوحدة الوطنية والحقوق وقدرة الدفاع، مما يفتح المجال للفوضى والصراعات والنزاعات والفتن والتحارب الداخلي.
وأشار باسيل إلى أنه لا يوجد خيار آخر سوى تطبيق القرار 1701 والاستراتيجية الدفاعية، معتبراً أن الخيارات الأخرى قد تؤدي إلى «المغامرات المجنونة والرهانات الخاسرة» التي لا تجلب سوى الانقسامات والحروب وضياع الدولة كما حدث في حروب 1975-1990.
وأفاد باسيل بأن تطبيق القرار 1701 والاستراتيجية الدفاعية وحدهما لا يكفيان، بل يجب تأمين مظلة وتفاهم دولي وداخلي لتسليح الجيش اللبناني وتحقيق الحياد عن صراع المحاور، على أن يكون ذلك مرفقًا بضمانات دولية للجم «إسرائيل» ومنعها من الاعتداء على لبنان.
وأكد باسيل، أن الحل الوحيد المتاح لوقف الحرب هو تطبيق القرار 1701 في مرحلتيه الأولى (وقف الأعمال القتالية) والثانية (الوقف الكامل لإطلاق النار وإيجاد حل دائم).
وأردف باسيل أن لبنان لا يزال في المرحلة الأولى من القرار 1701، وأن الميثاق والدستور لن يحميا لبنان من دون رئيس جمهورية يبادر إلى المفاوضات في ظل المخاطر التي تهدّد الوطن.
في غضون ذلك، قدّمت كتلة «التوافق الوطني» اقتراح قانون معجل مكرر، يرمي إلى تأخير تسريح كل الضباط في القوات المسلحة اللبنانية (جيش، أمن دولة، أمن عام، أمن داخلي) وتمديد سن التقاعد للعسكريين في مختلف القوات المسلحة لمدة سنتين.

 

 

"الديار":

في بيروت ضياع وصل الى الرياض، ترجمته مواقف رئاسية وسياسية بلغت حد التناقض، في ما خص التسوية المطروحة وشكلها وموعدها. وفي تل ابيب، تقاسم للادوار، تساهم فيه واشنطن، بين بث للاخبار الايجابية عن قرب التوصل الى وقف لاطلاق النار، توازيا مع اقرار خطة توسيع العمليات العسكرية البرية البحرية والجوية، بالتنسيق مع القيادة العسكرية الاميركية، لاستكمال اهداف العدوان.

اوساط سياسية لبنانية، اكدت، انه رغم صعوبة التواصل مع قيادة حزب الله الا ان الموقف اللبناني واضح وقد عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اكد على الثوابت التالية وفق اولويات، وقف اطلاق النار، تنفيذ القرار 1701، دون اي تعديلات، وفقا للقراءة اللبنانية، نشر الجيش في الجنوب، مع مراعاة الا تحقق اي تسوية أو حل مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته، تاركا لنفسه هامشا للتفاوض حول ملف رئاسة الجمهورية.

قراءة رات فيها المصادر ديبلوماسية، ان التعقيدات تبقى حول البحث في آلية التطبيق ومن يضمن عدم تكرار تجربة العام 2006، حيث بقي الاتفاق دون تنفيذ.

وتابعت المصادر، بان «اسرائيل» لن تقبل ان يعيد الحزب تجميع نفسه، وهو ما توافق عليه واشنطن، وهو ما يتطلب برأي هذه المصادر بالضرورة أن يقوم لبنان بتطبيق سيادته على حدوده وعلى أراضيه، ومن ضمنها ضبط الحدود بالكامل.

وختمت المصادر بان التقارير الاستخباراتية والمعلومات التي تبلغتها واشنطن من تل ابيب تؤكد ان الجيش الاسرائيلي يعد لاطلاق عملية برية وشيكة، في سياق خطة التصعيد العسكري التي وافقت عليها القيادة الاميركية، في إطار استكمال المعركة التي بدأها ضدّ حزب الله خصوصاً أن ثمة قناعة بأنّ العمل العسكري في المرحلة السابقة ورغم أهميته لم يؤد إلى هزيمة الحزب، بل الى تحقيق انتصارات للمقاومة في الميدان، في وقت المطلوب تحقيق انتصار استراتيجي.

وبالفعل فقد اعلنت تل ابيب مع ساعات المساء ان «الفرقة 36، باشرت تنفيذ عملياتها على خط التماس الثاني لحزب الله، بهدف إزالة صواريخ حزب الله من المنطقة، وكذلك الضغط على الحزب في كل ما يتعلق بالمفاوضات السياسية للتسوية في لبنان تزامنا مع تنفيذ عمليات في عمق لبنان، وضرب مستودعات الذخيرة في العاصمة، وكذلك في جبل لبنان».

 

جنبلاط في عين التينة

هذه الاجواء السوداوية تقاطعت مع ما كان اعلنه رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط من انه لم يسمع شيئا عن ان الحرب الطويلة ستتوقف، باستثناء بعض الشائعات عن وجود مفاوضات. وقد زار عين التينى على رأس وفد، ضم النائبين وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن، المكلف متابعة «الملف الامني»، أمين السر العام في «التقدمي» ظافر ناصر، حيث جرى البحث ايضا حول بعض الحوادث التي تشهدها قرى الجبل بين الاهالي والنازحين، والمعالجات الجارية، كما تم بحث اقتراح القانون المعجل المكرر لكتلة «التوافق الوطني» ، الرامي إلى تمديد سن التقاعد للعسكريين في مختلف القوات المسلحة لمدة سنتين.

 

السراي-حارة حريك

ومع اتجاه الوضع الداخلي الى مزيد من الفرز السياسي، واللهجة الحادة المستعملة من الفريقين في لبنان، اذ من جهة ٨ آذار يتضمن ذلك توجيه السلام الى بعض الدول الخليجية، يلوح في الافق «مشروع مشكل» جديد بين السراي وحارة حريك، بعدما ختم سوء فهم المرة الماضية «على زغل»، بعد المواقف الحادة والغمز والهمس، الصادرة عن رئيس حكومة تصريف الاعمال من الرياض، خلال لقائه الجالية اللبنانية في السعودية على هامش القمة العربية – الاسلامية.

 

باسيل

من جهته، تابع رئيس التيار الوطني الحر عملية اعادة تموضعه، حيث قال في كلمة له بعد اجتماع المجلس السياسي ان « القرار 1701 والاستراتيجية الدفاعية يلتقيان لا بل يتطابقان ويكملان بعضهما: الأوّل على المستوى الدولي بين لبنان واسرائيل والمجتمع الدولي والثاني على المستوى الداخلي بين اللبنانيين»، مؤكدا ان «الحل الوحيد المتاح لوقف الحرب هو تطبيق الـ 1701 بمرحلتيه الأولى وهي وقف الاعمال القتالية، والثانية وهي الوقف الكامل لاطلاق النار وايجاد حل دائم، من خلال تطبيق القرارات الدولية واحترام اتفاقية الهدنة والالتزام باتفاق الطائف وكلّ هذه المواد واردة في متن القرار 1701، وهنا نأتي الى الاستراتيجية الدفاعية»، موضحا أن «الاستراتيجية الدفاعية تكون نتيجة تفاهم وطني لبناني على معالجة مسألة السلاح بما يحفظ الوحدة الوطنية ويعيد للبنان حقوقه ويعطيه قدرة الدفاع وحماية نفسه تحت قيادة الدولة وليس من خلال نزاع وطني لنزع السلاح بالقوة».

وجزم بأن «لا خيار آخر عما سبق الاّ اذا كان البعض يريد المغامرات المجنونة والرهانات الخاسرة التي لا تأتي سوى بالانقسامات والحروب وضياع الدولة والوطن مجدداً كما حصل في حروب 75 – 90، لنأتي بعدها بتسوية وطنية لا نعرف ماهيّتها ولا تكلفتها»، وقال: «طبعاً الـ 1701 والاستراتيجية الدفاعية لا يكفيان: هما الأساس، لكن ليكون الحل مستداماً يجب تأمين تفاهم دولي وداخلي لتسليح الجيش وتحييد لبنان عن المحاور، على ان يكون ذلك مصحوبا بضمانات بمنع اسرائيل من الاعتداء على لبنان… هكذا يكون الوقف الدائم للحرب، امّا السلام الدائم فأمر آخر».

 

الميدانيات

وامس حمل معه تصعيدا عسكريا اسرائيليا قويا حيث استهدفت الغارات المنطقة الواقعة بين حارة حريك وبئر العبد ما تسبب بتدمير مجمع زين الطبي، ومحيط مجمع السيدة زينب في حارة حريك، ومنطقة الحدت – الجاموس، ومنطقة واقعة بين حارة حريك والغبيري. ودمرت الغارات مباني كبيرة ومبنى «حرقوص تشكن». واستهدفت غارة منطقة الحدث قرب الميكانيك وأخرى حي الاميركان -الحدت، واستهدفت الغارات الليلكي ومحيط المريجة واوتوستراد هادي نصرالله. وبلغ عدد الغارات الـ 13.

كذلك شن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة على المنطقة الواقعة بين بعلشميه وضهور العبادية – فوق جسر بعلشميه – الطريق الدولية في قضاء عاليه. واستهدفت الغارة منزلا متسببة بمقتل خمسة اشخاص واصابة اثنين بجروح. وكان واصل الجيش الاسرائيلي عملياته في الجنوب والبقاع ملحقا دمارا بالحجر واصابات بالارواح.

 

حزب الله

وفي اليوم ال51 من العدوان الإسرائيلي على لبنان، دكت المقاومة الإسلامية في لبنان القواعد العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في العمق المحتل بصليات صاروخية. وقامت المقاومة الإسلامية في لبنان اليوم باستهداف قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب بسلسلة من الصواريخ النوعية، وقد أكدت المقاومة أن الصواريخ أصابت أهدافها بدقة. نتيجة لهذا القصف الصاروخي العنيف على تل أبيب، توقفت الملاحة في مطار بن غوريون لساعات، ولم تتمكن الطائرات من الهبوط، حيث بقيت في الجو لفترة طويلة قبل أن يُعاد توجيهها إلى مطارات أخرى داخل فلسطين المحتلة أو إلى مطارات في قبرص. كما شنّت المقاومة هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على القواعد العسكرية، وأصابت أهدافها بدقّة. كما وجهت المقاومة ضربات نوعية ضد تجمعات جنود الاحتلال عند الحدود مع لبنان. وعرض اعلام العدو مشاهد للأضرار التي سببتها صواريخ المقاومة في المنطقة. كذلك، ‏وجّهت المقاومة الإسلامية تحذيرات لعددٍ من مستوطنات الشمال، حيث أعلن «حزب الله» عن استهداف مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية. واعلن «حزب الله» «اننا تصدينا لمسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450 في أجواء النبطية وأجبرناها على مغادرة ‌الأجواء اللبنانية». واستهدف مستوطنتي كفر بلوم كفر يوفال بصليتين صاروخيتين‏. وتصدى لمسيرة إسرائيلية «هرمز 450 في أجواء القطاع الغربي وأجبرها على مغادرة ‌‏الأجواء». واستهدف مستوطنة ديشون بصليةٍ صاروخية. وقد اشارت يسرائيل هيوم الى تحطم مسيّرة أطلقت من لبنان على مدرسة في جيشر هزيف شمال نهاريا.

 

الفيول من جديد

حياتيا عادت مسالة الكهرباء الى الواجهة، مع اعلان وزير الطاقة ان «الشحنة الموجودة من الفيول تكفي أسبوعين»، آملاً في عودة العراق إلى تزويد لبنان بشحنات الفيول في ظل الظروف التي يمرّ بها، وهو ما بحثه رئيس حكومة تصريف الاعمال مع نظيره العراقي على هامش قمة الرياض، حيث يدور الحديث عن بلوغ حجم الدين اللبناني للعراق حوالى مليار دولار، في وقت تشير فيه التقديرات الأوّلية، ال ان أضرار قطاع الكهرباء جراء القصف الإسرائيلي بلغت قيمتها حوالى 450 مليون دولار، في وقت بلغت فيه نسبة الجباية «صفرا» في اكثر من 50% من الاراضي اللبنانية، ما يطرح تحديا كبيرا امام شركة كهرباء لبنان للفترة القادمة.

 

الاعمار

واذا كانت ازمة الطاقة بدأت تطل براسها، فان المشكلة الكبرى، في حال التوصل الى وقف لاطلاق النار، تكمن في عملية اعادة الاعمار، التي كشف احد التقارير غير الرسمية ان كلفتها حتى الساعة على صعيد الوحدات السكنية حصرا، تبلغ حوالى 4 مليار و200 مليون دولار، بمعدل 70000 دولار للوحدة السكنية، وهو مبلغ يفوق قدرة وامكانات الدولة اللبنانية.

يضاف الى ذلك ان الخطة التي كانت وضعت للاستعانة ببيوت جاهزة لاسكان النازحين مع توقف الاعمال العسكرية، قد «طارت»، لسببين، الاول، تراجع الممول عن دفع التكاليف، التي تبلغ 5 آلاف دولار للوحدة، والثاني، الخلاف الذي قام حول اماكن توزيعها المناطقية، والحساسيات التي قد تنتج من ذلك وسط المخاوف من الاحتكاك بالبيئات الاساسية لتلك المناطق.

 

 

 

"الشرق":

 الى الضاحية الجنوبية عادت الانظار امس فنهار الضاحية امس كان أشبه بلياليها التي اعتادت جولات الغارات التدميرية العنيفة، اذ أطل افيخاي ادرعي باكرا موزعا التحذيرات الداعية الى الاخلاء، مستهدفة في شكل اساسي عددا من الاحياء في الضاحية كانت غالبا ما تتعرض للغارات ليلاً، وسريعاً تم التنفيذ بـ13 غارة وتلته من خارج خريطة التحذيرات، غارة قرب الطريق الدولية في عالية اسفرت عن سقوط 5 شهداء . فبعدما أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيرات إلى سكان عدد من المناطق في الضاحية الجنوبية شهدت الطرقات زحمة سير عقب قيام السكان المتواجدين في أماكن قريبة من المباني المهدّدة بإخلاء المنازل على عجل. فقد استهدفت سلسلة غارات قبل ظهر امس الضاحية الجنوبية وطالت الغارات المنطقة الواقعة بين حارة حريك وبئر العبد ما تسبب بتدمير مجمع زين الطبي، ومحيط مجمع السيدة زينب في حارة حريك، ومنطقة الحدث – الجاموس، ومنطقة واقعة بين حارة حريك والغبيري. ودمرت الغارات مبان كبيرة ومبنى «حرقوص تشكن»، واستهدفت غارة منطقة الحدث قرب الميكانيك وأخرى حي الاميركان -الحدث، وطالت الغارات الليلكي ومحيط المريجة واوتوستراد هادي نصرالله. وبلغ عدد الغارات الـ13. كذلك واصل سلاح الجو الاسرائيلي هجماته على مختلف الأراضي اللبنانية. فاستهدفت غارة عنيفة منزلا في مدينة الهرمل، حيث اعلنت طوارئ الصحة انها تسببت بسقوط شهيد وأربعة جرحى. كما استهدفت غارة بلدة بوداي في بعلبك، وشن الطيران الحربي غارة على منزل في بلدة طاريا غرب بعلبك، وعلى بلدة بوداي. وجنوباً، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على محيط بلدات زبقين وشيحين وعلما الشعب وديركيفا والقليلة ومفرق ارزون شحور وكفررمان الجرمق والعيشية والمحمودية وبرج قلاويه والقليلة والبرج الشمالي والمنصوري وشبعا ومجدل زون وشقرا وأطراف بلدتي دير انطار والمجادل، وعلى محيط بلدتي جبال البطم وزبقين. واغارت مسيّرة اسرائيلية على مقهى الى جانب الطريق (اكسبرس) وسط بلدة المروانية، ما أدى الى وقوع جرحى.  واستهدفت غارة منزلا في بلدة الحفير التحتا.وشن الطيران غارة على بلدة تفاحتا مستهدفا منزلا مأهولا، فاستشهد 5 اشخاص هم كفاح خليل وعائلته. لاحقا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة على تفاحتا أدت إلى سقوط خمسة ضحايا، واستهدفت غارة محيط المدرسة الدولية في حبوش قضاء النبطية. وتم سحب جثماني شهيدين من تحت انقاض مبنى دمرته غارة على كفررمان، واغار الطيران الحربي على منزل في بلدة دبعال، ما أدى الى تدميره وسقوط ضحايا وعدد من الاصابات، واستهدف القصف المدفعي بلدة يحمر الشقيف واطرافها، لا سيما حارة الجامع القديم والحارة التحتا، بالاضافة الى بلدة أرنون المجاورة، ودعا الجيش الاسرائيلي سكان الجنوب الى الاخلاء الفوري لقرى شقرا،  حولا،  مجدل سلم،  طلوسة،  ميس الجبل،  صوانة،  قبريخا، يحمور، ارنون، بليدا، محيبيب، برعشيت، فرون، غندورية. وتعرضت أطراف بلدتي ياطر وزبقين لقصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية الحارقة، ما أدى إلى نشوب حرائق، ترافق ذلك مع قصف مدفعي من عيار 155 ملم، وسط تحليق كثيف للطيران المسيّر والحربي في اجواء القطاع الغربي في قضاء صور، واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي مبنى في بلدة المساكن عند مدخل مدينة صور، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى. واستهدفت غارة عنيفة منزلا في مدينة الهرمل، حيث اعلنت طوارئ الصحة انها تسببت بسقوط شهيد وأربعة جرحى، كما استهدفت غارة بلدة بوداي في بعلبك، وشن الطيران الحربي غارة على بلدة كفردونين في قضاء بنت جبيل، وأغار أيضاً على عدد من المباني في بلدة تول في قضاء النبطية، ودمرها، وتعرّضت بلدة الناقورة وجبل اللبونة وأطراف علما الشعب لقصف مدفعي مصدره البوارج البحرية المعادية، كما أفيد عن استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على قرى قضاءي صور وبنت جبيل حتى الصباح فأغار الطيران الحربي على بلدات الطيري، حداثا، صديقين، صريفا، الحنية، المنصوري، رشاف، مجدل سلم، جبال البطم، كفرا، المعلية، أطراف مدينة صور، العباسية قرب الشبرحة، على الطريق الرابطة بين بلدة صريفا ببلدة ارزون ما أدى إلى قطعها وتدمير مبنى من ثلاث طبقات ولا تزال فرق الدفاع المدني والاسعاف الصحي تبحث بين أنقاضه عن مفقودين. وأدت الغارة على بلدة صديقين إلى سقوط ضحيتين وإصابة عدد من الجرحى وتعرّضت أحياء صور إلى غارات متتالية اسرائيلية هي حي الزراعة، حي بنايات الرز، محيط مستشفى حيرام وفي المساكن الشعبية، ما أدى إلى تدمير المبنى المستهدف وإصابة عدد من الجرحى، وبعد منتصف الليل أغار الطيران على مدينة تبنين وعلى بلدات، البازورية، وفي مزرعة مشرف أدت الغارة إلى سقوط ضحية وإصابة عدد من الجرحى. ويستمر تحليق الطيران الاستطلاعي والمسيّر والحربي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.

واشارت معلومات امس الى استهداف غارة اسرائيلية سيارة في مخيم عين الحلوة. الى ذلك، أعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية، واعلنت: تصدينا لمسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450 في أجواء النبطية وأجبرناها على مغادرة ‌الأجواء اللبنانية، واستهدفت مستوطنتي كفر بلوم كفر يوفال بصليتين صاروخيتين‏. وتصدت لمسيرة إسرائيلية «هرمز 450» في أجواء القطاع الغربي وأجبرتها على مغادرة ‌‏الأجواء، واستهدفت مستوطنات ديشون شوميرا وزرعيت بصليةٍ صاروخية. وقالت: إستهدفنا مربض مدفعية العدو الإسرائيلي في نافيه زيف بصلية صاروخية. واستهدفت قاعدة شراغا شمال مدينة عكا بالصواريخ، وقاعدة تل نوف الجوية جنوبي تل أبيب في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي بتفعيل الإنذارات في الجليلين الغربي والأعلى بعد رصد أهداف جوية مشبوهة عبرت من لبنان. وأشار إعلام إسرائيلي، إلى دوي انفجار في منطقة نيشر شرق حيفا. وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في وقت لاحق، أن مسيرة انفجرت قرب مركز جماهيري في نيشر ولم يسجل وقوع إصابات. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه تل أبيب ووسط إسرائيل، حيث سُمع دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق إسرائيلية بينها «تل أبيب»، «حولون»، «ريشون لتسيون»، وعموم منطقة «غوش دان». وقال الجيش الإسرائيلي إنه فعل صفارات الإنذار في عدة مناطق في وسط إسرائيل وشمالها، وذلك بعد إطلاق الصواريخ من لبنان، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات على الحدود الشمالية، وأعلن الإسعاف الإسرائيلي مقتل شخصين جراء سقوط صاروخين أطلقا من لبنان على مدينة نهاريا شمالي إسرائيل.

 

 

 

"الشرق الأوسط":

رغم التقارير المتزايدة عن استئناف واشنطن وساطتها لوقف النار في لبنان، فإن السياسيين في بيروت يؤكدون أنهم لم يتلقوا معطيات ذات مصداقية باستكمال المسعى الذي تجمّد منذ غادر الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل ثلاثة أسابيع.

وأوضح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن ما يجري الآن «هو مجرد معلومات يتم تداولها في الإعلام، لم نتبلغ منها شيئاً بالوسائل الرسمية»، مشيراً إلى أن لبنان ينتظر تقديم اقتراحات ملموسة «ليبني على الشيء مقتضاه».

ورفض بري التعليق على ما يتم تداوله عن اقتراحات الحلول في الإعلام وأروقة السياسيين، معتبراً أن «الموجود على الطاولة هو فقط القرار 1701 ومندرجاته التي يجب العمل على تنفيذها والالتزام بها من الجانبين، لا من الجانب اللبناني وحده»، في إشارة إلى القرار الأممي الذي أنهى حرب 2006 وتتمحور حوله جهود إنهاء الحرب الحالية عبر تنفيذ فرضه منطقة حدودية خالية من أي وجود مسلح لغير الجيش والقوات الدولية.

 

«اعتراض» على رقابة ألمانية وبريطانية

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت لـ«الشرق الأوسط»،عن أن بري «يعترض على أحد أهم بنود الحل المتداول»، مشيرة إلى وجود «مساعٍ تُبذل لتذليل اعتراض بري على المشاركة الألمانية والبريطانية» في آلية يقترح تشكيلها لمراقبة تنفيذ القرار 1701 وتضم أيضاً الولايات المتحدة وفرنسا.

لكن مصادر لبنانية مطلعة على أجواء النقاشات أوضحت أن اعتراض بري هو على «إيجاد آلية بديلة للقرار 1701، في حين أن هناك آلية موجودة بالفعل تقودها قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان والتي يمكن للولايات المتحدة وفرنسا المشاركة فيها».

وأشارت المصادر إلى أن مشروع الحل المقترح ينقسم شقين، أولهما خارجي بين إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا للوصول إلى ضمانات «تمنع إعادة تسليح (حزب الله)» من منطلق الرفض اللبناني القاطع لأي آلية تحتفظ فيها إسرائيل لنفسها بحرية العمل في لبنان مستقبلاً، في حين يتركز الشق الآخر على الضمانات اللبنانية لتنفيذ القرار 1701 الذي ينصّ على منطقة خالية من المسلحين جنوب نهر الليطاني.

وفي حين رفض بري التعليق على التسريبات، لفت إلى أن «المرة الوحيدة التي تم فيها الحديث عن ضمانات معينة» كانت خلال المساعي لوقف النار عبر النداء الأميركي - الفرنسي المشترك في مجلس الأمن والذي انضمت إليه دول عربية، في مقدمها السعودية، إضافة إلى دول غربية. وأشار إلى أن «المطلوب آنذاك من لبنان كان أن يوافق، وقد أعلن (رئيس الوزراء نجيب) ميقاتي الموافقة علناً، لكن ما حصل أن (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو فاجأ الجميع بالرفض بعد الموافقة».

 

بري: إسرائيل في مأزق

ويرى بري أن إسرائيل «باتت في مأزق فعلي اليوم، بعد عجزها عن تحقيق أهدافها العسكرية، فتحولت إلى المزيد من القتل والتدمير الذي تقوم به من دون توقف». وأشاد بدور قوة الأمم المتحدة التي «أثبتت صلابة تشكر عليها في مواجهة إسرائيل، برفضها مغادرة مراكزها رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة». واعتبر أن الحرب الإسرائيلية على لبنان «بلغت من العتي والتدمير ما يدمي الضمير الغائب للعالم، وتقتصر اليوم على قتل البشر وتدمير الحجر، وهو ما يجب وضع حد له ولعبثيته».

وتراهن القيادات اللبنانية على المسار الذي أطلقته القمة العربية - الإسلامية التي انعقدت في الرياض، وإمكانية أن تؤدي إلى إحداث خرق دبلوماسي في جدار الأزمة، خصوصاً في ضوء «اللقاءات الإيجابية» التي عقدها رئيس الحكومة على هامشها و«أظهرت تفهماً واسعاً للموقف اللبناني» كما قالت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط».

وتستضيف بيروت، الاثنين المقبل، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام جان بيير لاكروا.

وفي السياق، أشاد النائب السابق نهاد المشنوق بمخرجات القمّة العربية – الإسلامية. وقال بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «من الواضح أنّ السعودية تصدّرت المشهد الإقليمي من دون منافس أو منازع، حين أعلنت في القمة أن لا سلام من دون دولة فلسطينية. وبالتالي لا يضيّعنّ أحدٌ وقته... هذا قرار نهائي وحاسم من كلّ الذين حضروا القمّة».

وأضاف: «من الواضح أن الأمور وضعت على سكة لا عودة عنها. والعدوان الإسرائيلي سيستمرّ لأسابيع طويلة أو أشهر. لكن هذا لا يمنع أنّ المسعى العربي والإقليمي بقيادة السعودية سيفعل كلّ ما في وسعه دولياً وعربياً، من اجتماعات مستمرّة وتكتّلات من الدول المعنية، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي الجمعية العمومية للأمم المتحدة».

ورداً على سؤال عما إذا كان الحل تسليم السلاح للجيش اللبناني، أجاب بأن «المرحلة الأولى تتعلّق بأن يكون السلاح بإمرة الدولة وبالتنسيق مع الدولة، وقرار الحرب والسلم بيد الدولة. وهم (حزب الله) ممثّلون سياسياً ولهم نواب ووزراء داخل الدولة. والدولة، سياسياً في الأشهر الأخيرة، وقبلها، لم تقصّر بدعم موقفهم بوجه العدوان الإسرائيلي. لكنّ الاستراتيجية الدفاعية شيء، ونزع السلاح شيء آخر تماماً».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية