إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 14 24|08:48AM :نشر بتاريخ

"النهار":

لم يبدّل إنتظار لبنان نتائج اللقاء الأول بين الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض أمس في رهان صعب جداً عليه لوقف نيران الحرب المدمرة على البلاد، شيئاً من الواقع التصعيدي المتدحرج الذي لم تصمد أمامه كل المؤشرات والمعطيات التي تحدثت عن مشاريع لوقف النار. وإذا كانت عين التينة والسرايا لا تزالان تتوقعان اتصالات من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في الساعات المقبلة لوضعهما في أجواء الدفع الأميركي نحو تسوية لوقف النار، فإن التطورات الميدانية التي حصلت في الساعات الأخيرة أبرزت مزيداً من التصعيد الذي لا يوحي بأي إمكان للجمه وخفضه في وقت منظور.

 

هذه المعطيات القاتمة أعادت احياء المخاوف لدى الجهات اللبنانية المعنية بالتفاوض مع الجانب الأميركي وسواه من صحة ما تردد عن مهلة شهرين متبقيين أمام إسرائيل لكي تنجز خطتها وأهدافها في لبنان قبل تسلّم الرئيس ترامب مهماته الرئاسية، لأن الوتيرة التصعيدية خلال هذه الفترة تبدو مثيرة للقلق البالغ ولن يتحملها لبنان بما يتهدده تالياً بأخطار انهيارات تتجاوز بتداعياتها أخطار الحرب الميدانية تدميراً وقتلاً وتهجيراً. وليس أدل على وحشية الحرب التي تطاول اللبنانيين من تسجيل سقوط 78 شهيداً و122 جريحاً يوم الثلاثاء الماضي. وما يزيد من خطورة هذا المناخ بدء انكشاف تباينات عميقة غير قابلة للترميم في النسخ “التجريبية” التي سُرّبت والمواقف العلنية أيضاً حيال مشروع التسوية لوقف النار بعدما أعلن الجانب اللبناني بشكل قاطع رفضه للشروط التي تطرحها إسرائيل والتي يعتبرها لبنان متجاوزة لكل مندرجات القرار 1701. وهو الأمر الذي وجد الجانب اللبناني في تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ما يثبته إذ كرّر أمس الإعلان “أننا لن نقبل بأي تسوية لا تشمل نزع سلاح “حزب الله” وانسحابه إلى ما وراء الليطاني ولن نوقف الحرب في لبنان ولن نبرم أي اتفاق من دون إقرار بحقنا في العمل بقوة ضد أي خرق”. وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المقابل أن لبنان يرفض أي شروط تشكل تجاوزاً للقرار 1701 ” وشدد على التزام الحكومة تعزيز وجود الجيش في الجنوب بالتعاون مع قوة اليونيفيل.

 

وزير الخارجية المصري

واحتلت المساعي الديبلوماسية لوقف النار في لبنان الحيّز الأوسع في زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبيروت أمس ومحادثاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد جوزف عون حيث شدد على “أن الأولوية الأولى في كل التحركات المصرية هي وقف إطلاق النار من دون أي شروط، وانهاء الشغور الرئاسي”، وأكد “أنه لا بد من أن يكون الانتخاب في اطار ملكية وطنية لبنانية لهذا الملف من دون إملاءات خارجية، ومن دون إقصاء لأي طرف، فالكل عليه أن يتشارك ويتوافق لانتخاب رئيس للبلاد”.

إلى ذلك، حرص عبد العاطي في حديث لـ”النهار” على التركيز على رسالة تتعلق بالدعم الكامل للجيش للانتشار جنوب الليطاني وتنفيذ القرار 1701 وأيضاً دعم كل المؤسسات اللبنانية.

 

يشار الى انه في اطار التحركات السياسية المتصلة بالوضع في لبنان التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في واشنطن في إطار جولته على عواصم غربية، الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وتناول اللقاء التطورات في لبنان وجهود وقف إطلاق النار حيث أكد الجميل “ضرورة أن تكون مصالح لبنان الوطنية، بما فيها السيادة واستعادة القرار الحر، جزءاً أساسياً من أي تسوية مستقبلية”.

 

مزيد من التصعيد

على الصعيد الميداني، مني الجيش الإسرائيلي بضربة قاسية في الجنوب حيث قتل 7 جنود إسرائيليين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة بتفجير مبنى مفخخ وانهياره عليهم في عيناتا في  جنوب لبنان. وفيما وصف الجيش الإسرائيلي الحادث بـ”الحدث الصعب جداً” نقلت وسائل اعلام إسرائيلية اقرار الجيش باصابة 3 من جنوده في معارك في منطقة الجنوب خلال الـ24 ساعة الماضية. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت عن مقتل 9 جنود إسرائيليين في انهيار المبنى في عيناتا مشيرة الى أن المبنى كان مفخخاً.

 

وعصر أمس أعلن “حزب الله” انه “للمرة الأولى، شن هجوماً جوياً بسربٍ من المسيرات الانقضاضية النوعية، على قاعدة الكرياه (مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) في مدينة تل أبيب، وأصابت أهدافها بدقة”.

 

وبعد ليلة تجدّدَ فيها القصف الجوي الإسرائيلي العنيف على الضاحية الجنوبية، استهدف الطيران الإسرائيلي الضاحية أمس بسلسلة من الغارات، عقب انذار أطلقه الجيش الإسرائيلي لسكان بعض المباني للاخلاء. واستهدفت الغارات حارة حريك والليلكي والغبيري. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي إن “الجيش استكمل موجة جديدة من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية على مدار الساعات الماضية وتم استهداف مستودعات أسلحة ومقرات قيادة إرهابية وبطارية صواريخ لحزب الله في بيروت”. كذلك أغار الطيران الإسرائيلي على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار، ما أدى إلى إصابة المبنى بأضرار كبيرة شملت طوابق عدة حيث اندلعت النيران فيها. وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة ادت إلى سقوط ستة شهداء، ورفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة خمسة عشر آخرين بجروح.

 

 

"نداء الوطن":

توزّع المشهد اللبناني أمس، بين هدير الطائرات الإسرائيلية التي واصلت قصف الضاحية الجنوبية والجنوب ومناطق عدّة في وضح النهار وامتدّت مساءً إلى منطقة القصير الحدودية السورية، وأعلن “حزب الله” استهدافه مقرّ وزارة الدفاع الإسرائيلية للمرّة الأولى، وبين صخب الدبلوماسية العربية، هبطت طائرة وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي في مطار رفيق الحريري الدولي، متخطياً كل الحواجز والأعراف من خلال جدول الزيارات التي افتتحها بلقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون، بدل زيارة عين التينة أو السراي الحكومي، وحديثه عن ضرورة وقف العدوان وانتخاب رئيس توافقي من دون إملاءات خارجية وفصل الانتخاب عن وقف إطلاق النار.

ومع استمرار الحرب وعدم بلورة أي أفق زمني لوقفها، ومتابعة إسرائيل استهدافها  للقرى الحدودية الجنوبية، تحدّث مصدر دبلوماسي غربي لـ “نداء الوطن”، عن سلسلة قناعات دولية راسخة، تبدأ بضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته بما فيها القراران 1559 و1680، ما يعني أنه لا يمكن العودة إلى الواقع السياسي السابق الذي تحكّم بلبنان. وشدّد المصدر على أنّ المجتمع الدولي، يراهن بشكل أساسي على دور الجيش اللبناني في بسط الدولة سيادتها على كلّ أراضيها. ولفت إلى أنّ الإجماع الدولي غير متباين بشأن تنفيذ الـ 1701 وتسليم سلاح “حزب الله”، إنما يدور النقاش حالياً حول كيفية سحب السلاح غير الشرعي، من خلال “تخريجة لائقة” لا تؤدّي إلى صدامٍ أو تهديد للاستقرار اللبناني الداخلي.

 

الزيارة المصرية

على الرغم من عدم تعليق آمال كبيرة على زيارة وزير الخارجية المصري، إلاّ أنها حملت دلالات عدّة. من الناحية السياسية، شكلت  هذه الزيارة بشائر عودة عربية، خصوصاً أنها أتت بعد قمة الرياض التي بحثت في حرب لبنان وغزة، وبعدما شهد لبنان شبه مقاطعة عربية، نتيجة وقوعه تحت النفوذ الإيراني.

 

وفي وقت وضع البعض استهلال الجولة بزيارة قائد الجيش في الإطار الرئاسي، خصوصاً أن مصر تشارك في “اللجنة الخماسية” ونُقل عنها دعمها لترشيح عون، كشفت معلومات لـ “نداء الوطن”، أن ترتيب لقاء اليرزة قبل غيره من اللقاءات كان عن قصد، وهدفه توجيه رسالة إلى الداخل والخارج أن الرهان المصري والعربي هو على الجيش اللبناني في هذه المرحلة الراهنة والمقبلة. وأشارت المعلومات إلى أن عبد العاطي تحدّث بإيجابية كبيرة عن الجيش وقائده ونقل إلى العماد جوزيف عون رسالة قوية وواضحة، تشدّد على دعم المؤسسة العسكرية. والأهم أنه دخل في التفاصيل وسأل عن احتياجات الجيش ليتمّ العمل على تأمينها.

 

وفي وقت التقى عبد العاطي رئيسي مجلس النوّاب نبيه برّي وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اتصل بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. في السياق، رأت مصادر مطلعة، أن موقف ميقاتي “رفض لبنان أيّ شروط تُعدّ تجاوزاً للقرار 1701″، هو ترداد لما يكرّره “الثنائي” برّي و”حزب الله”، ما يعني أنّ الحديث عن نجاح الاتصالات لوقف إطلاق النار وتقدّم المفاوضات لا أساس لها من الصحّة، مع تشديد إسرائيل على أنّ القرار غير كاف، كذلك اتضح عدم دقة الحديث عن أن الموفد الأميركي آموس هوكستين اقترب من إبرام تسوية، فكل هذا الكلام لا يستند إلى وقائع ملموسة، في ظلّ نقل الملفات المتعلّقة بلبنان والشرق الأوسط إلى يد الإدارة الأميركية الجديدة.

ولفت أمس موقف النائب السابق وليد جنبلاط لصحيفة “سويدوتشي” الألمانية، إذ أكّد مجدّداً “تولّي إيران مسؤولية “حزب الله” بعد اغتيال السيد حسن نصرالله”، منبهاً إلى أنّ “الوضع سيستمرّ بالتدهور إذا لم يتمّ وقف الحرب”. في وقت تابع جنبلاط سلسلة مشاوراته بلقاء برّي في عين التينة.

 

ملف التمديد لقائد الجيش

وفيما لم تشهد الملفات السياسية أي تقدّم يُذكر، قفز ملف التمديد لقائد الجيش إلى دائرة الإهتمامات والضغط مجدّداً من أجل إتمامه هذا الشهر. وأشارت مصادر كنسية لـ “نداء الوطن” إلى أنّ البطريرك الراعي بات يشرف شخصيّاً على الملف، ويتواصل مع المعنيين، مكرّراً رفضه تعيين قائد جديد للجيش  في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية”. وأكدت المصادر أنّ البطريرك بات مرتاحاً للجو العام الداعم للتمديد، رغم تخوّفه من بعض التفاصيل التي قدّ تؤخّر العملية.

من جهة ثانية، علمت “نداء الوطن” أن أحد نواب تكتل “الاعتدال الوطني” التقى قائد الجيش في اليرزة وأبلغه دعم التكتل للتمديد والوقوف إلى جانب الجيش، كما تناقشا في اهتمامات المؤسّسة العسكرية، ومن ضمنها تطويع  1500 عسكري جديد. ويأتي موقف “الاعتدال” ليضاف إلى مواقف الكتل الوسطية المؤيدة للتمديد وكذلك المعارضة السيادية مما يعطي أغلبية لهذا الأمر.

 

 

"اللواء":

حتدم الموقف العسكري طوال يوم امس، على نحو غير مسبوق، فبعد ليل عاصف من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية وقرى الجنوب، امتداداً الى عرمون (فجراً) الى تجدد الغارات ليلاً، بعد انذارات جديدة، استهدفت المقاومة قاعدة الكرياه (مقر وزارة الدفاع في تل ابيب) تبعد 120 كلم عن الحدود مع لبنان، مرتين بصواريخ «قادر 2»، فيما اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل 9 من جنوده واصابات آخرين بجروح خطيرة، واصابة 3 جنود آخرين بالمواجهات الجارية في الجنوب.

كما اعلنت المقاومة عن استهداف شركة صناعات الاسلحة العسكرية «IWI» التي تبعد عن الحدود اللبنانية - الفلسطينية 140 كلم في رمات هشارون في تل ابيب بصواريخ نوعية.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة عبر صحيفة «اللواء» أن أية زيارة للموفد الأميركي آموس هوكشتين إلى المنطقة  لا تعني ان هناك حلا ما في الأفق للعدوان الاسرائيلي ضد لبنان.

وأكدت أنه «في الأصل ما من صيغة نهائية إنما مجموعة أفكار يتم تداولها بشأن وقف إطلاق النار ولم ترتق إلى مستوى مشروع متكامل مع العلم  أن تسويقا تم لمسودة لهذا الأمر.» إلى ذك، أكدت هذه المصادر أن عدم حسم التوصل إلى أي نوع من اتفاق يغني اطالة امد الحرب والاستنزاف، في الوقت الذي يعمل من أجل تحضير اتفاق أساسي لهذا الملف.

ولم يحصل اي اتصال بين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين، بانتظار وصول مسودة تتضمن صيغة الاتفاق.

وشدد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل الذي اكد التزام لبنان بالقرار 1701 بكل بنوده، كاشفاً عن عدم الممانعة من مشاركة اميركية - فرنسية في مراقبة وقف اطلاق النار، مؤكداً «لن يقبل اي لبناني بأن يكون لاسرائيل حرية الحركة في لبنان».

 

استعداد لبنان لنشر الجيش فوراً

دبلوماسياً، استمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من الرئيس نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون استعداد الجيش اللبناني للانتشار الفوري تنفيذاً للقرار 1701.

وكان الوزير المصري وصل الى بيروت على متن طائرة مصرية تنقل مساعدات ومستلزمات اغاثية وطبية.

وشملت جولة عبد العاطي الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد لله بو حبيب والنائب السابق وليد جنبلاط وقائد الجيش عون، كما اجرى اتصالاً هاتفياً مطولاً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.

واشار الى ااتصالات شبه يومية مع الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين والهند والبرازيل، فضلاً عن التشاور مع «الاشقاء في المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات والاردن لوقف العدوان، ورفض اية تسويات تمس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة اراضيه».

واكد عبد العاطي للرئيس ميقاتي ان مصر لن تتوقف عن كل الجهد المخلص لوقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار.

وكشف: تحدثنا عن ان انهاء الشغور الرئاسي لا يجب ولا يمكن بأن يكون شرط من شروط وقف اطلاق النار، معولاً على قيادة الرئيسين ميقاتي وبري لايصال لبنان الى شاطئ الامان بوقف العدوان وانتخاب رئيس توافقي للجمهورية.

بدا من التسريبات عن برنامج الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ان توجهاته في التعاطي مع الحرب الاسرائيلية على لبنان، لا تختلف في الشكل والجوهر عن توجهات الرئيس الحالي جو بايدن وموفده آموس هوكشتاين بالترويج لوقف الحرب على حساب مصالح لبنان وحقوقه ومراعة كل مصالح ووطالب وشروط الكيان الاسرئيلي، وهذا ما ظهر من تسريبات الاعلام الاميركي والاسرائيلي، لا سيما لجهة استمرار الحديث عن تبني ترامب لتراجع قوات المقاومة الى ما وراء شمال نهر الليطاني وسحب سلاحها واتخاذ اجراءات تمنع وصول السلاح والامداد الى المقاومة من سوريا. وإيجاد منطقة عازلة في الجنوب مع حق جيش الاحتلال في القيام بعمليات عسكرية اذا وجد ما يهدد كيانه، اضافة الى تكليف الجيش اللبنانيي بما يشبه مهمة حماية حدود الكيان الاسرائيلي بعد تعزيز وحداته مع اليونيفيل. وهو الامر الذي اكدت اوساط مقربة من الرئيس نبيه بري لـ «اللواء» انه غير مقبول ولا يمكن السماح بالمس بسيادة لبنان مهما تعاظم العدوان.

والى ذلك استمر الكلام عن مسودة اتفاق اميركي – اسرائيلي حول كيفية وقف الحرب والضمانات التي ستعطى لإسرائيل من دون اي ضمانات للبنان، فيما ظهر هوكشتاين امس في واشنطن مستقبلاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي انتقل من باريس إلى العاصمة اميركية لعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين المعنيين بالملف اللبناني. 

واطلع الجميل من هوكشتاين «على آخر التطورات وما توصلت إليه آخر المساعي التي تبذل لوقف إطلاق النار في لبنان، وشدد الجميّل في اللقاء «على ضرورة أن تكون مصالح لبنان الوطنية حاضرة على طاولة أي تسوية يجري العمل عليها، وأن تكون سيادة الدولة واستعادة قرارها الحر ومصلحة الشعب اللبناني في صميم أي اتفاق يمكن أن يعقد».

ونقلت «يديعوت احرنوت» عن مسؤول لم تحدد هويته ان المفاوضات مع واشنطن حول التوصل الى تسوية اصبحت في مراحلها الاخيرة، وذكرت اسرائيل هيوم ان هوكشتاين يتوقع التوصل الى اتفاق خلال ايام.

وفي الحراك ايضا. بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مساء اليوم الأربعاء الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتركي النائب السابق وليد جنبلاط، في حضور عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل ابو فاعور حيث تم عرض لآخر تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين.

وغادر جنبلاط من دون الادلاء بتصريح.

كما التقى بري سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو سفير روسيا الإتحادية في لبنان الكسندر روداكوف، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية والميدانية.

وفي اسرائيل، نقلت «يسرائيل هيوم» ان الجيش الاسرائيلي يسعى لاقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان.

ومن الحدود مع لبنان، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، بحضور رئيس الاركان هاليفي هاريس وقائد المنطقة الشمالية ان لا وقف للنار، وسنواصل ضرب حزب لله في بيروت وبقية انحاء لبنان حتى تحقيق اهداف الحرب.

 

رسالة قاسم

ووجه الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم رسالة الى المقاتلين حثهم على استمرار المقاومة، مشدداً على ان الرهان بالنصر على ثباتهم وصمودهم في الميدان.

 

لاكروا في الناقورة

واعتبر مجلس الامن الدولي ان قوات حفظ السلام لا ينبغي ان يكونوا هدفاً للهجمات ويجب تنفيذ القرار 1701 كاملاً.

وتفقد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا وانتقل جنوباً إلى منطقة عمليات «اليونيفيل» حيث قام بزيارة موقع «اليونيفيل 1-26» في المنصوري ومقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، وتحدث إلى جنود حفظ السلام الذين أصيبوا في هجمات مباشرة وتبادل لإطلاق النار.

سياسياً، جدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقوفه ضد التمديد لقائد الجيش وضد وصوله الى الرئاسة، حرصاً على الجيش لانه لا بد من حمايته من السياسة.

 

ضربات قوية للمقاومة

 وفي الميدان، تلقى العدو الاسرائيلي امس، ضربات قاتلة احداها عند مثلث الصمود في بنت جبيل، واخرى بقصف مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان في تل ابيب عدا ضربات اخرى نوعية لقواعد عسكرية مهمة لكيان الاحتلال.ودوّت صفارات الإنذار تدوي في أكثر من 50 موقعا بين حيفا وتل أبيب.

 وفي تسريبات اولية متتالية لوسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن «حادث صعب جدًا في لبنان مع جنود لواء غولاني»، والمستوطنون يطلبون رفع الصلوات لجنودهم. ثم حديث عن انهيار مبنى على جنود من الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، وكشفت لاحقاً وتباعاً عن مقتل جندي إسرائيلي على الأقل وسقوط عدد من الإصابات بينها إصابات ميؤوس منها جراء حدث أمني جنوبي لبنان. ثم اعلنت عن 3 قتلى على الأقل وعدد من الإصابات الخطيرة. ثم كشفت عن إرتفاع عدد القتلى الى 5 ثم الى 7 ثم الى 9 وقالت: ان الحدث لم ينتهِ بعد.

 وتبين ان قوة إسرائيلية معادية وقعت في كمين للمقاومة لدى محاولتها التقدم باتجاه مثلث التحرير بين عيترون وعيناتا وبنت جبيل، وتم نسف منزل دخلته مجموعة من جنود العدو عند اطراف عيناتا، فتناثرت جثثهم اشلاء، ثم دارت اشتباكات قوية بين المقاومين استمرت حتى بعد العصر بينما كان العدومستمراً في اخلاء القتلى والمصابين.

واوضح الاعلام العبري ان «الحادث الأمني الذي وقع جنوب لبنان اليوم استهدف الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني».

وذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان الضابط والجنوب (الستة) القتلى وهم ينتمون للكتيبة 51 التابعة للواء غولاني، وسقطوا بكمين ومواجهة من مسافة صفر في الجنوب.

وذكرت القناة 12 الاسرائيلية اطلق خلالها صواريخ مضادة للدروع.

وحسب مراسل الشؤون السياسية في «القناة 12» الاسرائيلية يارون أفراهام فإن اطلاق النار على تل ابيب يثبت امتلاك حزب لله قدرات نارية واسعة، و«من يعتقد عكس ذلك هو مخطئ فالوضع ليس هكذا ابداً».

واعلن بيان للمقاومة انه مساء امس، وللمرة الثانية استهدف مجاهدو المقاومة، قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) في مدينة «تل أبيب»، وأصابت أهدافها بدقّة.

 

يوم الشياح

اما في العدوان المتمادي على الاحياء السكنية، فقد كان يوم امس يوم التركيز على منطقة الشياح – الغبيري.فبعد غارات الليل والفجر والتي بلغت 12 غارة على الضاحية، استهدف منطقة الشياح بأكثر من ست غارات بعد تحذيرات جديدة للسكان، الذين سارعوا الى اخلاء المناطق لمحددة بالتحذيرات وسط حالة من الهلع. وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة منذ بداية الحرب بهذه الكثافة، إذ طالت غارة واحدة منطقة الغبيري قرب حسينية الخنساء قبل شهرين تقريباً.

 واستهدفت الغارات مبنى سكنيًّا بالقرب من أوتوستراد السيد هادي نصرلله بعد تقاطع المشرفية باتجاه روضة الشهيدين قرب حلويات الصفا. والمقر الرئيسي لكشافة الرسالة الاسلامية واذاعة «الرسالة» التابعة لحركة «امل» اللذين اصيبا بأضرار بالغة. ومبنى لجهة طريق المطار، ومبانٍ في شارع صغير وضيق عند المقبرة القديمة خلف حسينية وجامع الشياح القديم نزولا نحومستديرة المشرفية انهارت بالكامل. ومبنى قرب» بروستد الزهراء» في المشرفية. ولحسن الحظ فإن جميع المباني خالية من السكان حسبما افاد احد ساكني الحي لموقع ديربورن والا لكانت حصلت مجزرة كبرى.

كما استهدف العدو مبنى خلف دار الحوراء الذي قصفه بالليل في منطقة بئر العبد - حارة حريك القريبة من الغبيري. واغار العدو ايضا عند الظهر على حي اليلكي مجدداً.

وأغار الطيران الاسرائيلي فجرامس ،على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار نزلة البيادر، ما أدى إلى سقوط ‏8 شهداء وعدد من الجرحى، لجأوا الى المبنى وهم من قرية فرون الجنوبية.

 اما في الجنوب فطالت الغارات والقصف المدفعي معظم قرى القطاعات الغربي والاوسط والشرقي. كما طالت الغارات مساء منطقة الهرمل في البقاع. واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي: اننا إستخدمنا غواصات حربية في إطار عملياتنا العسكرية في لبنان.

 

 

"البناء":

وسط ضجيج كثير عن أوراق يتمّ تداولها في مفاوضات يديرها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين ومواعيد مفترضة لزيارته إلى بيروت ناقلاً حصيلة التفاوض الأميركي الإسرائيلي، كان الكلام الوحيد للميدان، حيث لا شيء جديد في السياسة، كما تؤكد مصادر متابعة عن قرب لمسار التفاوض.
في الميدان توقفت المرحلة الثانية من العملية البرية التي مهّد جيش الاحتلال لبدئها أمس، وجاءت البداية كارثية أفشلت انطلاق المرحلة الثانية، عندما وقعت سرية من جيش الاحتلال في كمين مركب ومعقد نصبته المقاومة لها، في تجمّع من الأبنية السكنية التي دخلتها مجموعات هذه السرية المكوّنة من عشرات جنود وضباط النخبة، بعد قصف مركز لطيران الاحتلال لهذه البنية، ليتفاجأ الجنود بأن عناصر المقاومة لا زالوا ينتظرون داخل المباني وخارجها، وينقضّون عليهم من كل اتجاه فيقتلون ويجرحون أغلب عناصر القوة، ثم يهاجمون وحدات الإخلاء والإسناد ويوقعون فيها قتلى وجرحى، اعترف الاحتلال بتسعة منهم، بينما تقول مصادر عسكرية أن الرقم أكبر بكثير، خصوصاً ان الكمين كان عبارة عن تقاطع نيران رشاشات متوسطة وفردية وقذائف مضادة للدروع وعبوات ناسفة تمّ توضيعها مسبقاً، وجرى تفجيرها لدى دخول عناصر الاحتلال في دائرة التفجير.
بالتوازي قامت المقاومة بتفعيل مرحلة جديدة من قتالها واستهدافاتها النارية رداً على المرحلة الثانية المفترضة للعملية البرية لجيش الاحتلال، وبدا عنوان تل أبيب هو الأقرب لما حملته ملامح المرحلة الجديدة، حيث تساقطت الصواريخ والطائرات المسيّرة من طرازات تستخدم للمرة الأولى وتعبر من فوق الدفاعات الجوية المتنوّعة التي توفر الحماية لعاصمة الكيان تل أبيب. وكانت الضربة الأهم في هذا السياق هي استهداف المقاومة للمقر السرّي لوزارة الحرب ورئاسة الأركان في قاعدة “الكرياه” الحصينة مرتين متتاليتين.
سياسياً، انتقلت قرارات عزل الكيان الى مستويات جديدة مع دخول تركيا والاتحاد الأوروبي على الخط، ولو بخطوات متأخرة ومحدودة، حيث أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان وقف التعامل التجاري مع الكيان، بينما أعلن مفوّض الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد يتجه لوقف الحوار السياسي مع الكيان لافتقاده الشروط الموضوعة من الاتحاد لحوارات الشركاء، في ضوء الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة ولبنان.

وأقرّت وسائل إعلام العدو بمصرع 9 ضباط وجنود وإصابة عدد آخر لم تحدده، من جيش العدو الصهيوني فيما وصفته بـ «حادث صعب جدًا» في إحدى قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان.
وأوضحت وسائل إعلام العدو أن الضباط والجنود القتلى كانوا لجأوا إلى مبنى كانت المقاومة الإسلامية فخخته مسبقًا في إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، وتمّ تفجيره ما أدّى إلى انهياره على من فيه من الجنود.
وقالت مصادر إعلامية أخرى إن المبنى تعرض لعدد من الصواريخ الموجهة أطلقها حزب الله ما أدى إلى انهياره على من فيه. وأشارت المعلومات إلى أن أغلب القتلى هم أشلاء مؤكدة إصابة عدد آخر من ضباط وجنود العدو بجروح مختلفة ما يجعل عدد القتلى مرشحًا للارتفاع. وأكدت التقارير والمعلومات التي سمحت الرقابة العسكرية بنشرها أن هناك مفقودين تحت ركام المبنى المنهار وأن عمليات الإجلاء لا تزال مستمرة.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجنود الإسرائيليين الستة قتلوا في اشتباك من مسافة صفر مع مقاتلين من حزب الله كمنوا داخل مبنى قصف قبل دخول القوة الإسرائيلية في جنوب لبنان. وذكرت بأن الجيش يعتقد أن مقاتلي حزب الله خرجوا من نفق ثم غادروا.
وإضافة إلى هؤلاء أعلن الناطق باسم جيش العدو الصهيوني أن 3 جنود صهاينة أصيبوا في معارك في منطقة جنوب لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “مقتل 103 جنود من لواء “غولاني” منذ بداية الحرب جنوب لبنان”.
وكانت المُقاومة الإسلاميّة، نفذت سلسلة من الضربات النوعية ضد أهداف عسكرية استراتيجية في عمق الكيان المحتل، حيث استهدفت وللمرّة الثانية، قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 120 كلم، في مدينة “تل أبيب”، بصواريخ باليستيّة من نوع “قادر 2”، وأصابت أهدافها بدقّة”. كما استهدف مجاهدو المُقاومة للمرّة الأولى، شركة صناعات الأسلحة العسكريّة «IWI»، التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في رمات هشارون في ضواحي مدينة “تل أبيب”، بصلية من الصواريخ النوعيّة، وأصابت أهدافها بدقّة.
كما قصفت قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ‏ضواحي تل أبيب، التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 110 كلم، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة.
وأعلنت المقاومة أنّها أدخلت إلى الخدمة صاروخ “فادي -6” كسلاح صاروخيّ دقيق يبلغ مداه 225 كيلومترًا ويستخدم في توسيع رقعة العمليات العسكرية.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مقطع فيديو تضمن بطاقة تعريف بالصاروخ “فادي -6” الذي أدخل إلى الخدمة الفعلية الثلاثاء الماضي. ويبلغ قطر الصاروخ الدقيق 302 ملم مع رأس حربي زنة 140 كيلوغرامًا بينما يصل الوزن الكلي للصاروخ إلى 650 كيلوغرامًا. ويعتبر “فادي 6” صاروخ أرض – أرض تكتيكي ويستخدم في القصف المساحي بهامش خطأ ضئيل، حسب بطاقة التعريف.
وأشارت بطاقة التعريف بالصاروخ الجديد إلى أن “فادي 6” يستخدم لتوسيع رقعة العمليات إلى مناطق العمق ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة ويعمل بالوقود الصلب المركب.
وكان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وجّه رسالة إلى مجاهدي المقاومة الإسلامية ردًا على رسالتهم، وفي ما يلي نص الرسالة: ومما جاء فيها: “أنتم الرؤوس المرفوعة تكسر الذلّ والاستسلام…
أنتم الإباء تُزلزلون أركان الصهيونية… أنتم أمواج الخير تُسقطون عربدة الشرّ…
أنتم مستقبلنا الواعد يا صخور الصمود وثبات الأرض… أنتم ماء حياتنا، ونور طريقنا إلى سعادتنا…
أُقبّل أياديكم والأرض التي داستها أقدامكم…
وأُقبّل جباهكم وطلقات الرصاص تنحر أعداءكم…
يا أولي البأس كيف تماهيتم بعشق الله تعالى فمدّكم بأنواره…
كيف أدّيتم صلواتكم فتضاعفت قوّتكم وانطلقت صواريخكم وطائراتكم تُزلزلهم…
كيف اقتحمتم غمار الموت وبقيتم تُواجهون…
كيف تخليّتم عن كل شيء فربحتم الأفضل من كل شيء…
كيف تُقاومون وتزرعون الأمل فينا…
ما أروعكم تُحبّون الحياة العزيزة…
وما أعظمكم لا تقبلون إلا إحدى الحسنيين…
لي الفخر أن أكون معكم على نهج الأمين المؤتمن (قدّس سرّه)
وهنيئًا لمن نَهل من عطاءات شهدائكم، وعنفوان جهادكم وتفانيكم وإخلاصكم…
كل الأنظار مُتّجهة إلى مقاومتكم يا رجال الله في الميدان، يا رجال حزب الله…
يا إكسير الحياة العزيزة…
أشكر الله تعالى أن اختارني واحداً منكم”.
في المقابل نعى رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في صورة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي قتلى الجيش الإسرائيلي من لواء غولاني في جنوب لبنان.
وعلى الرغم من عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه في العملية البرية وتعرّضه لخسائر فادحة بشرية ومادية، لا يزال وزراء العدو ينكرون الواقع ويعلنون الاستمرار في العمليات البرية والجوية في لبنان، إذ ادعى وزير حرب العدو يسرائيل كاتس، أن “سنواصل ضرب حزب الله في بيروت وبقية أنحاء لبنان حتى تحقيق أهداف الحرب”.
وأشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي خرجت بشكل كامل من مدينة الخيام بعد عجزها عدة مرات وعلى مدى أسبوعين من دخولها والبقاء فيها والسيطرة على التلال الحاكمة فيها، مؤكدة سيطرة حزب الله على الميدان والتحكم بمسار المعركة واتباع تكتيكات عسكرية ترفع كلفة العملية البرية إلى الحد الأقصى، وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يُغيّر أهداف العملية العسكرية وفق تطورات الميدان ويعدل خططه وفق مسار المعركة. وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “الجيش الإسرائيلي فقد الزخم الذي بدأ فيه حربه على لبنان وعمليته العسكرية، وهو رغم كل عمليات القصف والتدمير والتهجير ونسف قرى بأكملها واستخدام أحدث التكنولوجيا في العالم وكل الضربات الأمنية التي وجهها لحزب الله لم يستطع السيطرة على قرية كاملة والبقاء فيها والاستناد اليها للتقدم باتجاه قرى الخطوط الخلفية من الجنوب”. ولفت الخبراء الى أن “رئيس الأركان الإسرائيلي قال إنه صادق على توسيع العملية العسكرية لكن لم يقل كيف، وهل سيدخل بشكل أوسع باتجاه الليطاني أو فقط سيكتفي بالقصف الجوي ومزيد من تدمير ونسف القرى من الخط الثاني؟”. وشكك الخبراء بـ”قدرة الجيش الإسرائيلي على التوغل في قرى الصف الثاني من دون التأكد من تأمين الخطوط الأمامية أو قرى الحافة الأمامية، أو ما يعرف بالعلم العسكري “تأمين ظهر الجيش”، وما وقوع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة في الخط الأمامي إلا دليل على ذلك، إضافة الى ما أوردته قناة الـ12 الإسرائيلية بأن الصواريخ لا تزال تنطلق من قرى الحافة الأمامية باتجاه القوى المهاجمة وشمال فلسطين”. كما لفت الخبراء الى أنه “إضافة الى العوامل الجغرافية وطبيعة التضاريس في الجنوب، فإن الظروف المناخية مع قدوم فصل الشتاء ستشكل عاملاً سلبياً للجيش الإسرائيلي على الصعيد البري والجوي”.
وعلى وقع ضربات المقاومة في الميدان، لا يزال المشهد التفاوضي والسياسي ضبابياً، في ظل معلومات وتحليلات متعاكسة حول احتمال التوصل إلى هدفه على الجبهة الجنوبية، ففي حين تشير تقديرات جهات دبلوماسية أوروبية لـ”البناء” الى أن الاتجاه نحو التوصل الى اتفاق لوقف النار خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبالحد الأقصى قبل مطلع العام المقبل على اعتبار أن “إسرائيل” لم تحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب رغم أنها حققت بعض الأهداف التكتيكية إضافة الى أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يريد أن يتسلّم وتكون الحرب في لبنان وغزة قد انتهت، على أن يتظهر التوجه الأميركي الجديد بعد اجتماع ترامب – بايدن”. في مقابل ذلك نفت أوساط سياسية محلية لـ”البناء” علمها باقتراب وقف إطلاق النار، مشيرة الى أن المعنيين بالتفاوض في لبنان “لم يتسلموا أي صيغة أو اقتراح حتى الآن ولم يحدّد أي موعد لزيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الى بيروت”. ووضعت الأوساط التصعيد الإسرائيلي الدموي ضد لبنان في “إطار الضغط على لبنان لفرض الشروط الإسرائيلية عليه عندما تقترب لحظة التفاوض ويعود هوكشتاين الى بيروت”.
وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في الذكرى الأربعين لاستشهاد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في تصريح له من مجلس النواب أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يأخذ في السياسة ما لم يأخذه في الحرب ولن نقبل بأن يخضع لبنان للشروط الإسرائيلية والعدو وكل من يعتقد أن الوحشية الإسرائيلية تدفعنا للقبول بشروط العدو فهو واهم ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى متمسكون بالمقاومة”، مضيفاً: “قرارنا وقرار شعبنا هو المواجهة والمقاومة وبلدنا لن يخضع لشروط العدو”.
واعتبر فضل الله أنه “حتى هذه اللحظة العدو لم يتمكن من الاستقرار على أرضنا لأنّ المقاومة تمنعه”، معتبراً أن “بنت جبيل وأخواتها من القرى أذلّت وحدات النخبة في قوات الاحتلال في العام 2006 وهو يحاول اليوم الانتقام منها”. وتابع: “بعدما استنفد العدو حملته البرية والتي فشل فيها دفع المقاومين ومنع إطلاق الصواريخ يعلن عن مرحلته الثانية”. ولفت فضل الله الى ان “حزب الله يعمل على استيعاب موجة النزوح الواسعة ويتولى تأمين أغلب المستلزمات من خلال تشكيلاته المُعدة سلفاً”.
بدوره، أشار النائب علي حسن خليل، الى أننا “توافقنا سابقا مع هوكشتاين على صيغة اتفاق يتم عرضها على “إسرائيل” وحتى الآن لم تصلنا أي ملاحظات ولا ردود بشأن الصيغة التي ناقشناها”.
وأكد خليل، في تصريح تلفزيوني أنه “لم يحصل أي اتصال جديد بين هوكشتاين ونبيه بري، وهوكشتاين أفادنا بأنه يواصل مهمته بشأن مساعي الوصول لاتفاق”، لافتاً الى أننا “ننتظر الحصول على مسودة جديدة تتضمن صيغة اتفاق”. وشدد على أن “موقف لبنان واضح هو الالتزام بالقرار 1701 بكل بنوده من الطرفين، ومتمسكون بآليات واضحة في تطبيق القرار 1701”، مضيفاً “لا نمانع من مشاركة أميركية وفرنسية في مراقبة وقف إطلاق النار”. وتابع “لا تحفظ لدينا على التطبيق الدقيق والحرفي للقرار 1701”.
واشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الى أن المسؤولين الإسرائيليين يصرون على الاحتفاظ بالقدرة على ضرب لبنان في أي لحظة، ضمن شروط التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وأوضح الوزير الفرنسي في جلسة برلمانية بعد إجراء محادثات في “إسرائيل” الأسبوع الماضي، أن الشروط يرددها المسؤولون الإسرائيليون بشكل متزايد. وأضاف بارو، الذي أجرى محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، “نسمع اليوم في “إسرائيل” أصواتاً تطالب بالاحتفاظ بالقدرة على توجيه الضربات في أي لحظة بل وغزو لبنان كما هو الحال مع سورية المجاورة”. وأكد بأن “هذا لا يتوافق مع سيادة دولة قوية”.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأنه “يتوقع أن يعرض الموفد الأميركي أموس هوكشتاين اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان خلال أيام”. فيما أفادت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول كبير، عن “المحادثات مع واشنطن بشأن ترتيب إنهاء القتال ضد حزب الله في مراحلها النهائية”.
وركز العدو الإسرائيلي عدوانه على الضاحية الجنوبية لبيروت على دفعتين صباحية ومسائية، حيث استهدف مساء أمس، بعدد من الغارات، مناطق حارة حريك وبرج البراجنة، وقد سمع صوت القصف في أرجاء مدينة بيروت.
وكان العدو استهدف الضاحية الجنوبية بسلسلة من الغارات صباح أمس، حارة حريك والليلكي والغبيري. كما استهدفت غارة مبنى قرب “بروستد الزهراء” في المشرفية، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة منذ بداية الحرب، وسادت حالة من الهلع بين المواطنين. واستهدفت غارة الشياح وأخرى مبنى سكنيًّا بالقرب من أوتوستراد السيد هادي نصرالله بعد تقاطع المشرفية باتجاه روضة الشهيدين.
وكانت طائرات العدو أغارت فجر أمس الأول على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار، ما أدّى إلى إصابة المبنى بأضرار كبيرة شملت طوابق عدة حيث اندلعت النيران فيها وسادت حال من الهلع وترك المواطنون مكان سكنهم ونزلوا إلى الشوارع خوفاً من غارات أخرى. وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى سقوط ستة شهداء، ورفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة خمسة عشر آخرين بجروح.

 

 

"الأخبار":

لم تتوقّف تسريبات وسائل الإعلام العبرية حول إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب على لبنان. فيما تورّط وزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس في مواقف تسبّبت بإحراج القيادة العسكرية، معلناً أن «إسرائيل لن توافق على أي اتفاق لإنهاء الحرب لا يتضمن نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء الليطاني والسماح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم». وقال كاتس في أول زيارة إلى القيادة الشمالية إن حكومته «لن توقف إطلاق النار ولن تخفّض الوتيرة إذا لم تتحقق هذه الأهداف، ولا سيما حق إسرائيل في التصرف منفردة ضد أي نشاط إرهابي». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن «رئيس الأركان هرتسي هاليفي فوجئ بالهدف الذي حدّده كاتس للحرب في الشمال وهو نزع سلاح حزب الله»، ما دفع بمصادر الوزير إلى إصدار توضيحات لاحقة بأنه يقصد نزع سلاح الحزب في جنوب الليطاني فقط.

وتوجّهت صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى كاتس بالقول إن «إعلانك النصر سابق لأوانه، فحزب الله في حالة تحدّ ويلحق بنا الخسائر»، مضيفة: «لقد أثبت حزب الله في الأسابيع الأخيرة أن بمقدوره أن يتحدّى الجبهة الداخلية المدنية وقدرات الجيش الإسرائيلي. فعقب الإعلان إياه ظهر الأحد، شهدنا الأيام الأشد في الضربات التي تلقّتها الجبهة الداخلية في منطقة حيفا، والكريوت، والشمال مع نحو 200 مقذوفة، وبعض الإصابات في الممتلكات والجرحى».

إلى ذلك، كشفت «يديعوت أحرنوت» أن إسرائيل تعمل على اتفاق أُحادي الجانب مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه «جرى التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويقوم الوزير دون ديرمر بإنجاز التفاصيل الأخيرة، وأن العقبة الرئيسية ستكون بين الولايات المتحدة ولبنان. حيث لا تزال هناك تحفّظات لبنانية بشأن إعطاء الجيش الإسرائيلي حرية العمل». وأشارت الصحيفة إلى أن «روسيا لن تتدخل بنفسها في لبنان، لكنها مستعدّة لتقديم ضمانات لمنع تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان، وتطالب في المقابل بإخراج الشركات الروسية من القائمة الأميركية السوداء. فإذا وافقت الولايات المتحدة على ذلك، فيمكن حدوث اختراق، وسيتحول هذا الاتفاق إلى وثيقة دولية، إسرائيلية – لبنانية – أميركية – روسية. وسيكون للأمم المتحدة دور من خلال قوات اليونيفل. ويعارض لبنان تغيير صلاحية قوات الأمم المتحدة، لكن يوجد إجماع بشأن ضرورة تحسين القرار 1701».

 

تصريحات كاتس جاءت فيما كان الجميع ينتظر نتائج اللقاء الأول بين الرئيسين الأميركييْن المنتخب دونالد ترامب والمنتهية ولايته جو بايدن، علماً أنه لم يخرج عن اجتماعهما أي تصريح في ما يتعلق بلبنان، لتعود الأنظار إلى الميدان الذي اشتعل أمس في جولة جديدة من التصعيد. بينما قال ترامب لاحقاً إنه «تحدّث طويلاً مع بايدن عن الشرق الأوسط». الأجواء السلبية عزّزتها لائحة التعيينات التي وضعها ترامب، ومن بينها تعيين مبعوث جديد إلى الشرق الأوسط هو المستثمر العقاري والمتبّرع لحملته الانتخابية ستيف ويتكوف بديلاً عن هوكشتين.

سياسياً، صارَ واضحاً للجميع في بيروت أن إسرائيل تريد اتفاقاً مَصوغاً مع الولايات المتحدة بمعزل عن موقف لبنان، وحدهما تل أبيب وواشنطن تقرانه ويتضمّن وثيقة تمنح حرية لإسرائيل بالعمل في حالة أيّ انتهاكات، وإما أن يقبل اللبنانيون به أو تستمر الحرب. ومن قمة الرئيسين بايدن وترامب، مروراً بلقاءاتِ الوزير ديرمر في واشنطن، ثم تصريحاتِ الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين حيال وجود «فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار قريباً»، فإن القناعة الوحيدة التي تكوّنت لدى القوى السياسية في لبنان تقاطعت عند تقدير سلبي بعدم وجود أي مؤشرات إلى انتهاء الحرب قريباً، خصوصاً بعدما نشرت صحافة العدو ليل أمس، أن إسرائيل «تفكر في إقامة منطقة عازلة على الحدود مع لبنان».

ولفت موقع «كان» العبري إلى أن «المستوى السياسي سمح لجيش الكيان بتوسيع عملياته البرية قليلاً في لبنان، في نفس الوقت الذي تتم فيه جهود التسوية»، مشيرة إلى أن «إسرائيل ترى أن توقيع اتفاق مع لبنان هو مصلحة واضحة للإدارة الأميركية، لكنّ الجهود لا تزال تُبذل مع لبنان في هذا الشأن». ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي أنه «مع مرور كل يوم، يتعافى حزب الله من الصدمة بعد اغتيال نصرالله».

وفي موازاة التصعيد العسكري، زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بيروت موفداً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، حاملاً رسالة تضامن ودعم للبنان وموقفاً مزدوجاً برفْض أن يكون انتخاب رئيس للجمهورية «مشروطاً بوقف النار ولا للضغوط الخارجية في هذا الملف» وبوجوب «وقف العدوان الإسرائيلي وألا يستمرّ حتى 20 كانون الثاني موعد تسلّم ترامب وتكثيف الجهود وصولاً إلى وقف إطلاق النار حتى لا يكون هناك مجال لتوسيع رقعة العدوان وجرّ المنطقة إلى حرب شاملة»، مع وجود مخاوف من المرحلة الانتقالية الأميركية وما يمكن أن تَحمله من تطورات دراماتيكية في حال أصرّت إسرائيل على التصعيد رداً على رفض المقاومة التفاوض تحت النار أو التنازل في السياسة عن ما لا يتيح لإسرائيل أن تأخذه في الميدان.

 

 

"الجمهورية":

المشهد اللبناني منضبط على ثلاثة اتجاهات؛ الاول، أملٌ يبديه الاميركيون في احتمال بلوغ تسوية قريبة على جبهة لبنان. الثاني، ترقّب شامل المستوى الرسمي والسياسي في لبنان، لما يُحكى عن اتصالات وحراكات خارجية لإنضاج تسوية سياسية، مع ميل واضح إلى التشاؤم. واما الثالث، فيتبدّى في تصعيد كبير تدفع اليه إسرائيل، يضع الميدان العسكري امام احتمالات خطيرة.

 

9 او 16 قتيلاً؟

الواضح الوحيد في هذا المشهد، هو تصعيد العدوان وفق ما سمّتها إسرائيل المرحلة الثانية من عدوانها، التي كثفت فيها استهدافاتها للمناطق اللبنانية وغاراتها الجوية التدميرية للبنى المدنية والسكنية، ولا سيما في الضاحية الجنوبية، يقابله تكثيف «حزب الله» لاستهدافاته بالصواريخ والمسيّرات الانقضاضية لمواقع وقواعد الجيش الإسرائيلي ومستوطنات الشمال ومدن العمق الإسرائيلي، وطالت بالأمس بصورة لافتة، مقرّ وزارة الدفاع الإسرائيلية وهيئة الاركان العامة وغرفة ادارة الحرب في تل ابيب. فيما اعترفت منصات إعلامية اسرائيلية بمقتل 9 جنود إسرائيليين في كمين لـ»حزب الله» حين محاولتهم التقدّم في اتجاه مثلث التحرير بين عيترون وعيناثا وبنت جبيل، في وقت قدّرت منصّات اخرى أنّ عدد القتلى يتجاوز الـ16 جندياً.

 

إدارة من بُعد!

على مستوى الحراكات، لا شيء واضحاً حتى الآن في الميدان السياسي، والصورة رسمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بتأكيده ثبات الموقف اللبناني على التمسّك بالقرار 1701 وتنفيذه بكل مندرجاته بلا زيادة او نقصان، وعدم تلقّي أيّ مقترحات حلول بصورة رسمية من أيّ مصدر خارجي، أميركي او غير أميركي، ليُبنى على الشيء مقتضاه. فيما أبلغت مصادره إلى «الجمهورية» قولها: «انّ التسريبات التي يجري ضخّها في الإعلام، وخصوصاً من قِبل الإسرائيليين، لا يعتبر لبنان نفسه معنياً بها، باعتبارها غير صالحة للنقاش أساساً، وليست من النوع الذي يفتح الأفق المسدود، ويفضي إلى تسويات ووقف لإطلاق النار وفق منطوق القرار 1701».

وبمعزل عمّا إذا كانت هذه التسريبات وهمية في ما أشاعته من ايجابيات، او من شأنها أن تؤسّس إلى تفاهمات جدّية لاحقة تعجّل في التسوية ووقف اطلاق النار، فإنّ الأجواء الواردة من الولايات المتحدة الاميركية، وفق ما تؤكّد لـ»الجمهورية» مصادر رسمية، لا تشي باقتراب المسؤولين الأميركيين المعنيين بحراكات واتصالات التسوية من سقف التفاؤل الجدّي حيال تسوية قريبة، ما خلا تمنيات أبداها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين باستغلال الأطراف فرصة اعتبرها مؤاتية الآن لبلوغ تسوية سياسية بين إسرائيل و»حزب الله»، تفضي إلى تهدئة الجبهة الحدودية وإعادة السكان إلى بيوتهم على جانبي الحدود.

وتضيف المصادر عينها، تبعاً للأجواء الاميركية، أنّه على الرغم من قول هوكشتاين، الذي عقد في واشنطن اجتماعاً مفصّلاً مع وزير الشؤون الاستراتيجية في اسرائيل رون ديرمر، بأنّه مفعم بالأمل، يمارس تكتماً شديداً على مواضيع البحث، وهو إذ أوحى بأنّه يتعيّن الذهاب إلى اللبنانيين، لم يعيّن موعداً محدداً لزيارته بيروت، تاركاً هذه الزيارة احتمالاً قائماً، ربما إلى ما بعد اكتمال ملف التسوية الذي يعدّه، وخصوصاً انّه لم يشر من قريب او بعيد إلى امتلاكه، ما يمكّنه من إحداث خرق إيجابي.

وبحسب المصادر عينها، «فإنّ ما ينبغي التوقف عنده في موازاة ذلك، هو تأكيد كبار المسؤولين الأميركيّين على التعجيل بالتسوية على جبهة لبنان، وتبعاً لهذا الاستعجال، فإنّ بعض الأوساط الأميركية المواكبة لمهمّة هوكشتاين، تشدّد على أنّ الوساطة الاميركية تعتبر انّ الوقت بات ضاغطاً والتسوية تستوجب أن تسبق الوقت، وتجزم بتواصل وشيك بين هوكشتاين والمسؤولين في لبنان، وليس بالضرورة عبر زيارة مادية، بل يمكنه (أي هوكشتاين) أن يدير الأمر من بُعد». (ضمن هذه الاجواء، لا تستبعد مصادر مواكبة للحراكات إمكان اتصال هوكشتاين برئيس مجلس النواب نبيه بري ليعرض عليه ما يسمّى مشروع التسوية).

 

لقاء بايدن – ترامب

هذه الاجواء، تترافق مع تعويل كل المعنيين المحليين والخارجيين على لقاء الرئيس الاميركي جو بايدن مع الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الذي عُقد أمس في البيت الابيض، وما سيتقرّر فيه على صعيد الملفات التي تعني الادارة الاميركية، ومن ضمنها ملف المنطقة بصورة عامة ولبنان بصورة خاصة، في ظل الجهود التي تُبذل خصوصاً من الادارة الاميركية، لبلورة تسوية سياسية توقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.

 

الـ1701 هو السقف

وبحسب ما يؤكّد مصدر سياسي مواكب لحركة الاتصالات لـ«الجمهورية»، فإنّ «ما تحاول أن تسوّقه اسرائيل من تسريبات وشروط حول التسوية، لا يشكّل الحدّ الادنى الذي يمكن ان يوافق عليه لبنان. حيث انّها تعكس بوضوح أنّ اسرائيل ذاهبة بشروطها إلى الغاء القرار 1701 وخلق معادلة جديدة وواقع جديد في لبنان، تكون فيه اسرائيل جزءّاً من آلية الرقابة والتنفيذ للقرار الأممي، وهذا معناه إخضاع لبنان على نحو أسوأ من اتفاق 17 ايار».

ولفت المصدر إلى «أنّ موقف لبنان نهائي لجهة وقف اطلاق النار، وحل يقوم على التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701. وبمعزل عن أي مستجدات او طروحات فإنّ كرة الحل في الملعب الاسرائيلي بالانصياع للقرار 1701، بالتالي فإنّ لبنان لن ينزل تحت هذا السقف المتفق عليه اساساً مع هوكشتاين».

واشار المصدر إلى «أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ثابتان على هذا السقف، وسيؤكّدان على هذا الموقف مجدداً أمام هوكشتاين، سواء إنْ حضر إلى بيروت او عبر أي قناة أخرى. ومعنى ذلك أنّ الشروط التي تطرحها اسرائيل لوقف اطلاق النار، وتحاول ان تحشد دعماً دولياً معها، مرفوضة جملة وتفصيلاً، ولدينا ما يؤكّد أنّ الاميركيين لا يماشونها، ويعتبرونها تعقيدات معطلة ومؤخّرة للتسوية. ومن هنا فإنّ تأخّر حضور هوكشتاين إلى بيروت قد يكون مردّه إلى عدم وصوله حتى الآن إلى صيغة نهائية للتسوية من شأنها أن تحظى بمقبولية الجانب اللبناني عليها».

 

غبار إسرائيلي

إلى ذلك، تتفق تقديرات المحللين على أنّ ضخ الإيجابيات من قبل اسرائيل لا يستند الى ارضية صلبة، بل انّ الهدف منها هو إثارة المزيد من الغبار في مسار التسوية والإرباك المسبق لأي جهود او حراكات في اتجاهها، وتقييدها بشروط وتعقيدات.

وبحسب هذه التقديرات فإنّ إسرائيل تقبل بتسوية سياسية بشروطها، والتقدّم الذي يتحدث عنه المستوى السياسي فيها، قد لا يعني التقدّم مع لبنان، بل محاولة القول بأنّه تقدّم في اتجاه اقتراب الموقفين الأميركي والاسرائيلي من نظرة واحدة إلى التسوية النهائية التي تريد اسرائيل ان تُفرضها على لبنان. ومن هنا فإنّ اسرائيل، وكما يبدو، تستبق حراكات التسوية بالقول انّها راغبة في حل سياسي تكون هي صاحبة الكلمة النهائية فيه».

وتضيف تلك التقديرات، أنّ اسرائيل تسعى كما هو واضح الى مراكمة اوراق ضاغطة على لبنان، وما اعلان المستوى العسكري فيها توسيع العملية البرية في لبنان والتصعيد الكبير الذي بدأته بوتيرة اكثر عنفاً واتساعاً في عملياتها العسكرية ضدّ لبنان، سوى محاولة للضغط على لبنان للقبول بتسوية بشروط اسرائيل (الإعلام الاسرائيلي تحدث عن اقتراح لسريان هذه التسوية اعتباراً من 20 تشرين الثاني الجاري، وجوهرها إبعاد «حزب الله» إلى شمال الليطاني، ومنع إعادة تسليحه، وضبط الحدود بين لبنان وسوريا بوساطة روسية، ومنح اسرائيل حرّية الاستطلاع الجوي في اجواء لبنان، والحق بالتعامل مع اي خرق وشن هجمات داخل لبنان كلما وجدت حاجة لذلك). كل تلك الشروط يرفضها لبنان جملة وتفصيلاً.

 

باريس على الخط

الى ذلك، أكّدت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية لـ»الجمهورية»، أنّ باريس على خط الحراكات الجارية للتعجيل في وقف اطلاق النار على جبهة لبنان، وتركيز حلّ ديبلوماسي يوفّر الأمن والاستقرار على جانبي الحدود».

ولفتت المصادر الى خطوات باشرت فيها باريس لتوفير الدعم الحقيقي للجيش اللبناني، وتعزيز قوات «اليونيفيل». وضمن هذا السياق يأتي تأكيد فرنسا استعدادها لتعزيز عديد وحدتها العاملة في اطار قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني».

ورداً على سؤال لم تدخل المصادر في لعبة المواقيت وتحديد مواعيد زمنية لبلوغ التسوية، وقالت: «مصلحة كل الاطراف بالوصول الى تسوية سياسية تنهي الحرب في اقرب وقت ممكن، وفرنسا وشركاؤها يعملون في هذا الاتجاه، مع التشديد على أنّ الشرط الأساس للتعجيل في وقف الحرب هو مبادرة كلّ الاطراف إلى تنازلات تخدم الحل الديبلوماسي وتعجّل في وقف اطلاق النار».

 

الشروط الإسرائيلية

في سياق متصل، كشفت معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» أنّ «سفيراً اوروبياً عكس امام مسؤولين كبار أجواءً لا تميل إلى التفاؤل بقرب بلوغ تسوية على جبهة لبنان، حيث أنّه قال ما حرفيته «إنّ هناك حراكاً يجري بين العواصم، وهناك أفكار يتمّ تداولها، لكنّها لم ترق بعد إلى أن تشكّل أساساً لحل. ولا نزال نسمع من «حزب الله» انّه مستمرٌ في الحرب وجاهز لها لفترة طويلة، وفي الوقت نفسه نسمع من الجانب الاسرائيلي مواقف متناقضة بين توجّه للتعجيل في التسوية وبين توجّه في الآن نفسه لتوسيع المناورة البرية. ما يعزز الخشية في هذه الأجواء من أن ينحدر الوضع العسكري إلى مزيد من الاشتعال والتصعيد بما لا يخدم مصلحة أي من اطراف الحرب القائمة». وفُهم من كلام السفير عينه أنّه يلمّح الى الطروحات الاسرائيلية التي زامنتها اسرائيل بتصعيد في الميدان العسكري، تتفق كل التقديرات على أنّ الهدف منه هو فرض واقع ميداني ضاغط على «حزب الله» ولبنان للقبول بالشروط الاسرائيلية».

 

تناقض اسرائيلي

وإذا كان لبنان مستعجلاً بكل مستوياته على إنهاء الحرب، الّا أنّ الصورة لا تبدو مختلفة في الداخل الاسرائيلي، حيث لوحظ امس ارتفاع وتيرة التهديد على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس الذي قال: «إننا لن نتخلّى عن حق اسرائيل في العمل ضدّ أي عمليات مسلحة من لبنان، ولن نوقف اطلاق النار في لبنان، ولن نسمح بأي تسوية دون تحقيق اهداف الحرب، ولن نقبل بأي تسوية لا تشمل نزع سلاح «حزب الله» وانسحابه الى ما وراء الليطاني».

يتناقض ذلك مع ارتفاع الاصوات المنادية بالتسريع بالتسوية السياسية. وقالت القناة 12 العبرية «إنّ الأيام قبل إنهاء التسوية هي الأكثر حساسية، لأنّه يحتمل حدوث سوء حسابات يؤدي الى تصعيد بدل تسوية». وفي موازاة ذلك، تحذيرات يعرضها الإعلام الاسرائيلي من «أنّ «حزب الله» قادر على إطلاق 200 صاروخ يومياً، ويتّجه نحو حرب استنزاف لوقت طويل جداً، وهو قادر على تنفيذ ذلك. ونحن أقل قدرة منه لهذه الحرب لأننا نطمح للعودة إلى الوضع الطبيعي وترميم الاقتصاد والمجتمع. ولا شك انّه مع مرور الوقت فإنّ إنجازات اسرائيل تنخفض وإنجازات «حزب الله» ترتفع. فهو يقاتل بشكل مختلف في هذه الحرب مع مسيّرات ومحلّقات، ولا يمكننا إزالة التهديد الذي تشكّله الصواريخ بالقتال حتى نفادها، لذلك يحتاج الامر الى تسوية».

 

وزير الخارجية المصري

وفي سياق الحراكات، تندرج زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي قام بزيارة قصيرة الى بيروت امس، التقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون.

وقال عبد العاطي انّه نقل رسالة تضامن من الرئيس عبد الفتاح السيسي مع لبنان وشعبه، مؤكّداً دعم مصر للبنان في هذه الظروف واستعدادها لتلبية الحاجات الإنسانية والصحية».

وادان عبد العاطي العدوان الاسرائيلي، وشدّد على أنّ الاولوية هي لوقف اطلاق النار من دون شروط والحفاظ على الاستقرار الداخلي، مشيراً الى اتصالات شبه يومية تهدف الى وقف النار وممارسة الضغوط على اسرائيل.

وشدّد على ضرورة انتخاب رئيس توافقي للجمهورية في لبنان ضمن ملكية لبنانية وطنية، مؤكّداً على الرفض الكامل لأي إملاءات خارجية وقال: «لا تملك أي دولة او جهة خارجية أن تملي على اللبنانيين من يكون رئيسهم المقبل».

 

ملف النزوح

من جهة ثانية، وفي موازاة الأعباء الكبرى التي يرخيها ملف النازحين، والمعاناة التي تجتاحهم على غير صعيد، عقد رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» النائب تيمور جنبلاط اجتماعاً، في كليمنصو، أمس، مع رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، يرافقه نائبه جان مخايل والمراقب المالي في مجلس الجنوب ياسر ذبيان، بحضور عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، أمين السر العام في «التقدّمي» ظافر ناصر، مسؤول مكتب التنمية الاقتصادية والاجتماعية في «التقدّمي» وئام أبو حمدان ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.

وخلال الاجتماع، تمّ البحث في ملف النزوح والحاجات المطلوبة للنازحين، لا سيما على أبواب فصل الشتاء، وسبل التنسيق مع مجلس الجنوب لدعمهم، لا سيما في الجبل.

وشكر جنبلاط لـ«حيدر الجهود المبذولة من قبل مجلس الجنوب لإغاثة النازحين ودعمهم».

 

 

 

"الشرق": 

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في كلمة فور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي أن “الهدف واحد وهو وقف العدوان الاسرائيلي الغاشم في أقرب وقت على لبنان”.
كما أكد أن “مصر تقف إلى جانب لبنان بشكل كامل وهي تقدّم كل أشكال الدعم الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني في هذه المحنة”.
وقال: “لدينا اتصالات مع كل الأطراف الدولية والإقليمية وهناك اتصالات يومية مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب لوقف هذا العدوان”.


عين التينة
ثم استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية عبد العاطي والوفد المرافق بحضور السفير المصري لدى لبنان علاء موسى والمستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين على ضوء مواصلة إسرائيل وتصعيد عدوانها على لبنان.
وبعد اللقاء تحدث الوزير عبد العاطي: انا هنا في هذه الزيارة الثانية لي منذ تولي منصبي الى ارض لبنان الشقيق برسالة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة دعم وتضامن مع لبنان حكومة وقيادة وشعبا.
واضاف: إنصت الى الرئيس نبيه بري واستمعت اليه ملياً لرؤيته وقراءته للموقف العصيب الحالي الذي يمر به لبنان الشقيق ، طبعاً نقلت لدولة الرئيس تحيات وتقدير القيادة المصرية لشخصه الكريم، وأكدت على تضامن مصر ودعمها وإستمرار دعمها الكامل للبنان في هذا الظرف العصيب ، وأيضاً إستعدادنا لتلبية إحتياجات لبنان من المواد الغذائية والمواد الانسانية وكافة أشكال الدعم الطبي والصحي الى لبنان في مواجهة هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم والظالم على الاراضي اللبنانية.
وتابع: اكدت لدولة الرئيس بري أن الأولوية الأولى في كل التحركات المصرية وفي كل الجهد المصري المبذول على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي هو بلا شك مسألة وقف إطلاق النار باعتبار أنها الاولوية الاولى وقف العدوان وقف إطلاق النار هو أولويتنا وبدون أي شروط أياً كانت، بالتأكيد تحدثت أيضا مع دولة الرئيس حول المسائل الاخرى المرتبطة بالنزوح وأهمية الحفاظ على الإستقرار الداخلي ونحن نقدر ونثمن عاليا دور دولة الرئيس بري بحكمته وكسياسي لبناني مخضرم في ان يقود لبنان وسط هذا المناخ المضطرب والعواصف الهوجاء التي تواجه لبنان والمنطقة ان يقود السفينة اللبنانية الى بر الأمان ان شاء الله، بالتأكيد قضية وقف اطلاق النار لها الاولوية المطلقة وايضا نؤكد على إستكمال كافة مؤسسات الدولة اللبنانية بطبيعة الحال مؤسسات الرئاسة وأهمية انهاء الشغور الرئاسي وإستمعت مطولاً الى رؤية الرئيس بري في هذا المجال، وأكدنا من جانبنا على انه لا بد أن يكون الانتخاب في اطار ملكية وطنية لبنانية لهذا الملف دون إملاءات خارجية، وأيضاً ان يكون رئيس توافقي بتوافق جميع طوائف الشعب اللبناني الشقيق دون أي إقصاء لأي طرف كان، الكل عليه ان يتشارك ويتوافق لإنتخاب رئيس للبلاد ، ونحن نقدر أهمية وجود رئيس للدولة اللبنانية في هذا الظرف العصيب ولكن نؤكد كما ذكرنا مرارا وتكرارا إن انهاء ازمة الشغور الرئاسي لا يجب ولا يتعين ولا نقبل بأن تكون شرطاً من شروط وقف اطلاق النار .
واضاف: وتحدثنا ايضا حول استكمال كما ذكرت مؤسسات الدولة دعمها وتمكينها وعلى رأسها بالاضافة الى مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش اللبناني الوطني بطبيعة الحال الجيش اللبناني يقوم بدور شديد الاهمية في الحفاظ على الامن الداخلي ولكن أيضاً الحفاظ على تماسك الدولة اللبنانية وكنت قبل لقائي مع دولة الرئيس بري تشرفت بمقابلة العماد جوزيف عون قائد الجيش ونؤكد على دعمنا الكامل للجيش اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها، وتحدثنا أيضاً عن التنفيذ الكامل وغير الإنتقائي للقرار الاممي الـ1701 وأكد لي دولة الرئيس بري وأيضا العماد جوزيف عون إستعداد وحرص الدولة اللبنانية وإستعداد الجيش اللبناني للإنتشار الفوري تنفيذاً للقرار 1701 كما ذكرت دون إنتقائية ونحن ندعم ونقدر ونثمن هذا التوجه لدي الجيش اللبناني ولدى الدولة اللبنانية إعمالاً وتنفيذا للقرار الأممي 1701 مرة أخرى نحن نحمل رسالة دعم كامل من القيادة المصرية ومن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن الدولة المصرية الى لبنان في هذا الظرف العصيب وحريصين ونؤكد التزامنا الكامل وكل الدعم الممكن في لبنان حتى يستطيع ان يتجاوز هذه المحنة .

ورداً على سؤال حول الاتصالات من اجل وقف اطلاق النار؟
اجاب: بالتأكيد هناك اتصالات شبه يومية مع الولايات المتحدة الاميركية ومع وزير خارجية فرنسا ووزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ومع وزير خارجية روسيا والصين والهند والبرازيل وأيضا ان نتباحث ونتشاور يومياً مع اشقائنا العرب في المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة والاردن والهدف الاساسي هو الوقف الفوري لهذا العدوان وكيفية تكثيف الضغوط وكل أشكال التأثير على الحكومة الاسرائيلية لوقف العدوان وغاراتها واجتياحاتها اليومية للجنوب اللبناني ، ونؤكد مرة اخرى على انه لا يمكن قبول أية افكار او اي تسويات تمس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة اراضيه، هذا ما نسعى اليه من خلال الإتصالات.


اليرزة
واستقبل قائد الجيش العماد جوزف عون عبد العاطي في مكتبه في اليرزة بحضور السفير المصري في لبنان علاء موسى، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. وأكّد الوزير عبد العاطي التزام مصر بدعم الجيش اللبناني.

ميقاتي
وزار عبد العاطي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وقال عبدالعاطي بعد الاجتماع:
” تشرفت بمقابلة دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وكان اللقاء يعكس العلاقة القوية بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين. ونقلت لدولة الرئيس رسالة تضامن من مصر، قيادة وحكومة وشعبا، واستمرار كافة اشكال الدعم الى لبنان الشقيق في هذا الوضع الصعب وهذه الظروف الحالية”.
اضاف: “أكدت لدولة الرئيس ان مصر لن تتوقف عن كل الجهد المخلص لوقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار. كما اكدت اولوية قضية وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي واهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها والحفاظ عليها وفي مقدمتها بطبيعة الحال مؤسسة الرئاسة اللبنانية واهمية اختيار رئيس توافقي للبنان، يحظى بتوافق كل الطوائف اللبنانية، وكافة فئات الشعب اللبناني الشقيق”.

جنبلاط
كما استقبل الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في كليمنصو، عبد العاطي، يرافقه السفير المصري في لبنان، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، ونائب رئيس “التقدمي” زاهر رعد.
وكان خلال اللقاء عرضٌ لمختلف المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.

دريان
وتلقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالا هاتفيا مطولا من عبد العاطي فور وصوله الى بيروت.

وافاد المكتب الاعلامي في دار الفتوى بانه “تم التأكيد خلال الاتصال على تعزيز العلاقات اللبنانية المصرية وحرص مصر على سيادة لبنان ووحدته وعروبته وعلى بسط سلطته على الأراضي اللبنانية كافة، ودعم مؤسساته الرسمية، ورفض العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
كما اجرى عبد العاطي، اتصالا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، معتذرا عن “عدم تمكنه من الحضور الى الصرح البطريركي، ناقلا “وقوف مصر الى جانب الشعب اللبناني”، مثنيا على “دور غبطته المهم، وخصوصا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية”، الذي تمناه عبد العاطي “أن يحصل سريعا”.
بدوره، شكر البطريرك الراعي، لـ”الوزير عبد العاطي الدعم والمساعدات التي تقدمها مصر إلى الشعب اللبناني”، وحمله الشكر الى الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضرس الثاني، والشيخ الأزهر.

 

 

"الأنباء":

فيما كانت الغارات الإسرائيلية على لبنان تستفحل وتوقع المزيد من الشهداء والجرحى وتمعن تدميراً في المباني السكنية المدنية وطالت مناطق في الجبل وإقليم الخروب حيث كان تأكيد النائبين هادي أبو الحسن وبلال عبدالله على الاستمرار باحتضان النازحين مما يعكس إرادة الحزب التقدمي الإشتراكي في هذا المجال، كانت الساحة السياسية تشهد حراكاً خارجياً تمثل بزيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وداخلياً تمثل بزيارة قام بها الرئيس وليد جنبلاط إلى عين التينة للقاء الرئيس بري بعد 24 ساعة على لقاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط لبري في استكمال للمباحثات التي تناولت موضوع الحرب الدائرة على لبنان وقضية النازحين وخصوصاً في منطقة الجبل، حيث تم التوافق على ضرورة تحصين الساحة الداخلية في ظل ارتفاع منسوب الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل على ضوء المعلومات الواردة من طهران حول استكمال التحضيرات للرد على الضربة الإٍسرائيلية الأخيرة مقابل التحضيرات الاسرائيلية لهذه الضربة وتوعدها بالرد عليها. 

 

وفي ظل هذه الأجواء، كانت لافتة المقابلة التي أجرتها صحيفة "سويدوتشي زيتونغ" مع الرئيس وليد جنبلاط حيث قال بوضوح "التصعيد سيستمر بسبب الموقف الغربي من حرب إٍسرائيل على غزة ولبنان، منتقداً الموقف الألماني بعدم إدانة الهجمات التي تتعرض لها قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) من العدو الاسرائيلي، كما تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي قالت إن "لبنان ينزلق نحو الفوضى"، مستبعداً حصول حرب أهلية.

 

وفيما استمرت التسريبات الإسرائيلية- الأميركية حول اقتراب فرضية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يلتقي الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، ويعلن عن اختيار عدد من معاونيه واضح من أسمائهم أن معظمهم من مؤيدي إسرائيل والمتشددين في وجه إيران، ما يعني أن سياسة إدارة ترامب المقبلة ستكون من الصقور ما يطرح تساؤلات كثيرة حول حقيقة تنفيذ وعوده التي أطلقها في حملته الإنتخابية حول سعيه لإنهاء الحروب الدائرة حول العالم.

 

وحلّ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ضيفاً على لبنان وعقد لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب. كما أجرى اتصالات مع عدد من المرجعيات الروحية من بينهم البطريرك الراعي والمفتي دريان. وزار عبد العاطي في كليمنصو حيث التقى الرئيس وليد جنبلاط يرافقه سفير مصر في لبنان علاء موسى، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط والنائبين مروان حماده ووائل أبو فاعور ونائب رئيس الحزب زاهر رعد، حيث جرى عرض لمختلف المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.

 

عبد العاطي أعلن فور وصوله، انه جاء إلى لبنان بتوجيه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنقل رسالة تضامن ودعم من القيادة المصرية إلى الشعب اللبناني الشقيق وللحكومة اللبنانية في هذا الظرف العصيب، مؤكداً "وقوف مصر الى جانب لبنان في هذه المحنة"، مشدداً على "أهمية وقف اطلاق النار وانتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت".

 

وكان الرئيس وليد جنبلاط قد أشار في حديث لصحيفة ألمانية أن الوضع في لبنان سيزداد سوءاً بسبب سلوك العالم الغربي وقبل كل شيء بسبب سلوك ألمانيا الداعم لاسرائيل. إذ كان على ألمانيا التوقف عن تزويد اسرائيل بالأسلحة والذخيرة ومحاولة التوسط بدلاً من ذلك، معتبراً "حزب الله جزءاً من مجتمعنا ومن جهازنا الحكومي"، مذكراً بأنه "حذر قبل اغتيال نصرالله من انه لا ينبغي أن ننجر الى حرب مفتوحة".

 

وأكّد جنبلاط أن تصوّره للحل في لبنان يجب أن يكون على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 1701، بما في ذلك تعزيز الجيش، مؤكداً انه "لن تكون هناك حرب أهلية ولكن من المحتمل ان تكون اسرائيل راغبة في زرع الفوضى في لبنان وفي مختلف دول الشرق الاوسط، متمنياً إلا يقع اللبنانيون بهذا الفخ".

 

ومساءً، زار جنبلاط الرئيس نبيه بري في عين التينة بعد، لاستكمال البحث في ملف المستجدات الأمنية ومسألة النازحين إلى منطقة الجبل وضرورة تحصين الجبهة الداخلية في ظل ارتفاع مؤشرات الحرب الإقليمية.

 

من جهة ثانية، عقد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط اجتماعاً في كليمنصو مع رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر ونائبه جان مخايل والمراقب المالي ياسر ذبيان، بحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور وأمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر ومسؤول مكتب التنمية الاقتصادية في "التقدمي" وئام أبو حمدان ومستشار جنبلاط حسام حرب، حيث جرى البحث في قضية النزوح والحاجات المطلوبة للنازحين لا سيما على أبواب فصل الشتاء وسبل التنسيق مع مجلس الجنوب لدعمهم لا سيما في الجبل. وشكر جنبلاط حيدر على الجهود المبذولة من قبل مجلس الجنوب لاغاثة ودعم النازحين.

 

 

في المواقف، أعلن عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور ل LBCI ان العروض السابقة التي تم تداولها بين الجانب اللبناني والأميركي لم تدخل أية تعديلات رسمية عليها وأن الإدارة الأميركية في أيامها الأخيرة. ورأى بأننا باتجاه أمد طويل من الاعتداءات والتهجير، مؤكدًا "ما من وقف لاطلاق النار بل نتجه الى مزيد من التصعيد والغارات أكبر دليل".

 

 ورأى بأن "الحل الأمثل هو بانجاز استحقاقاتنا الخاصة والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية، مشيرًا إلى أن "قد يكون دونالد ترمب أسوأ من جو بايدن في الإدارة وتجربته السابقة كانت مجرمة بحق الشعب الفلسطيني"، ومن الممكن أن نصل إلى وقف الحرب، لكن ضمن شروط صعبة جدا".

 

 

وكان الرئيس المنتخب دونالد ترمب قد كشف عن أسماء فريق عمله وغالبيتهم من المقربين لإسرائيل من بينهم ماركو روبيو الذي رشّحه ليكون وزيراً للخارجية والنائب السابق جون راتكليف لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية CIA وبيت هبفسث لتولي وزارة الدفاع. كما رشح حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نوم لتولي وزارة الأمن الداخلي. وتوم هومان لمهام الهجرة والحدود. ومايك وويلتز لمهمة الامن القومي. واليزا ستفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة.

 

في الشأن الميداني، تستمر إسرائيل لليوم الثامن والأربعين في حربها على لبنان، وقد تركزت الغارات المدمرة على الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى عدد من القرى الجنوبية والبقاعية.

 

وكان حزب الله قد أعلن عن مقتل سبعة جنود اسرائيليين في إحدى القرى الحدودية بعد انهيار مبنى تم تفخيخه، كما شن الحزب هجوماً للمرة الأولى بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية على قاعدة "الكريماء" في مدينة تل أبيب وهي مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة الاسرائلية وغرفة إدارة الحرب وهيئة الرقابة.  ما دفع وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إعلان رفض بلاده وقف الحرب على لبنان قبل ان تحقق اسرائيل أهدافها. وهذا يدحض كل المزاعم الاسرائيلية حول إمكانية إيجاد تسوية مع لبنان والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

 

 

 

"الديار":

كل الحكاية سلاح المقاومة والباقي تفاصيل، والهم الاميركي ـ الاوروبي، امن اسرائيل وحمايتها، وتحت هذين السقفين ترسم الحلول والمبادرات، وبعد فشل الحرب الخشنة وسياسة العصا البرية والجوية والبحرية في سحق المقاومة واستسلامها على ايدي الحزب الديموقراطي ورئيسه بايدن ومعه نتنياهو فان ترامب وفريقه سيكملان ما بدأه بايدن بأسلوب الحرب الناعمة وسياسة الجزرة والمبادرات والاتصالات للوصول الى سلاح المقاومة واخراجه من غزة وجنوب لبنان.

وذكرت مصادر مطلعة ومتابعة للمفاوضات، ، ان ما طرحه هوكشتاين من مبادرات سيحمله مندوب ترامب الى بيروت، «بغض النظر عن الاسم والحزب» دون زيادة او نقصان لان العنوان واحد، اخراج سلاح حزب الله وحماس من المعادلة ووضع لبنان تحت الحماية الدولية سياسيا و امنيا واقتصاديا وكذلك بريا وبحريا وجويا، على ان يبدأ الاعمار بالتوازي مع القبول بالحل.

وفي معلومات مؤكدة وموثقة، ان هوكشتاين اوصل رسالة مهمة الى قيادة المقاومة قبل 17 ايلول للموافقة على الحل المطروح اميركيا «وخذوا ما يدهش العالم»، واذ ا لم توافقوا ستدفعون الثمن غاليا.

وفي المعلومات، ان قيادة المقاومة رفضت العروض الاميركية واعتبرتها استسلامية وتمسكت بـ1701 دون اي تعديلات.

وفي المعلومات المؤكدة، ان الضغوط سترتفع على الرئيس بري من الجهات الأربع اذا استمر على مواقفه الرافضة للخضوع والاستسلام، وستستخدم ضده كل الوسائل وصولا ربما الى فرض عقوبات اميركية على المقربين منه، بالتوازي مع حملات سياسية واعلامية محلية وعربية وعالمية تحمل الثنائي الشيعي المسؤولية عما حصل في البلد، مع تفعيل حملة «كفى» ومنطق «ثقافة الحياة والموت» واتهامه بتعطيل المجلس النيابي وصولا ربما الى الدعوات للاقفال العام.

وحسب كل المتابعين للاحداث السياسية، فان بري «انتشـى» مؤخرا بالتطورات الميدانية جراء الصمود الاسطوري للمقاومين وهذا يعطيه أوراق قوة يستطيع رفعها في وجه الضغوطات لجهة التوازن في الحلول، علمــا ان بري ابلغ الجميع انه لا ينحني امام العواصف وأمين على البلد وقوته ومقاومته وشعبه وأهله وعزتهم في الجنوب والضاحية والبقاع وكل مناطق تواجدهم وهو ينتظر الوفود والأوراق ليبنى على الشيء مقتضاه دون النزول تحت سقف الـ 1701 المعمول به حاليا من دون اي تعديلات، ودعم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موقف بري بالتأكيد على رفض لبنان اي تعديلات على القرار 1701، مؤكدا على تعزيز دور الجيش في الجنوب، واعلن ميقاتي الموقف اللبناني امام وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي الذي اكد على وقوف بلاده الى جانب لبنان والسعي للوصول الى وقف النار.

وفي المعلومات، ان الصورة لن تتبدل في الشهرين القادمين حتى20 كانون الثاني، وكل طرف يحاول تحسين شروطه ومواقعه الميدانية على الأرض قبل البدء بالمفاوضات الجدية بعد 20 كانون الثاني، وسيتولى ترامب الملف شخصيا مع التاكيد بان الحل في لبنان سيكون من ضمن التسوية في الشرق الاوسط، وبالتالي لا وقف للنار قبل استلام ترامب، والكلمة ستبقى للميدان حتى ذلك التاريخ، اما الأحاديث عن ضغوط من الحزب الديموقراطي على نتنياهو للوصول الى وقف للنار غير صحيح، وقيادات في الحزب الديموقراطي ابلغت الفاعليات الاغترابية اللبنانية في ميشغان في الولايات المتحدة منذ يومين قرارا واضحا: «لن نضغط على اسرائيل، ولن نبدل سياساتنا تجاهها، وسنستخدم حقنا بالفيتو على اي قرار ضدها او يدينها».

 

الاوضاع العسكرية

المرحلة الثانية من الهجوم الاسرائيلي بدا امس عبر محاولات التقدم الى عيناتا ومارون الراس ومنهما الى بنت جبيل، وتصدى مجاهدو المقاومة الاسلامية لهذه المحاولات واوقعوا جنود العدو بكمين ادى الى سقوط 9قتلى فيما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان عدد القتلى وصل الى 16، كما وقع عدد مماثل من الجرحى اصابات بعضهم خطرة، بعد ان استدرجوا من قبل مجاهدي المقاومة الإسلامية الى مبنى مهجور وقاموا بتفخيخه وتفجيره اثر دخولهم اليه، كما نصبوا عددا من الكمائن للقوات المتقدمة مما ادى الى مقتل 3 جنود، فاسرائيل تريد صورة النصر في بنت جبيل لرمزيتها ورفع العلم الاسرائيلي فيها بعد ان عجزت عام 2006 عن تحقيق هذا الهدف، واستعد المقاومون للمواجهة خصوصا ان المحاولات الاسرائيلية للتقدم تزامنت مع انسحاب الجيش الاسرائيلي من عيترون وبليدا والخيام وميس الجبل وعيتا الشعب.

بالمقابل استمرت الغارات الوحشية على المدنيين وشملت مناطق جديدة في جبل لبنان ادت الى سقوط 8 شهداء كما واصل الطيران المعادي قصفه على الضاحية الجنوبية والعديد من قرى بعلبك والجنوب.

 

قصف وزارة الحرب الاسرائيلية

واللافت امس، قيام المقاومة الإسلامية بضرب وزارة الحرب الاسرائيلية في تطور استثنائي ونوعي عبر هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية والصواريخ المجنحة على قاعدة الكرياء، مقر وزارة الحرب وهيئة الاركان العامة العسكرية، وغرفة ادارة الحرب وهيئة الرقابة والسيطرة الجوية لسلاح الجو في مدينة تل ابيب وإصابة اهدافها بدقة، كما تم قصف قاعدة عاموس والعديد من المواقع العسكرية.

والبارز، ان مسيرات المقاومة والصواريخ المجنحة الجديدة التي ادخلتها المقاومة للمرة الاولى امس في المواجهة وصلت الى تل ابيب واستهدفت مقر وزارة الحرب على بعد 120 كيلومترا من الحدود اللبنانية، وتجاوزت الصواريخ القبة الحديدية والعوائق والحمايات لهذه المواقع الحساسة مما ادى الى تدخل الطيران الحربي لاعتراضها، وهزت الصواريخ الكيان الاسرائيلي وتفوقه وأدخلت الرعب في قلوب الاسرائيليين الذين نزلوا الى الملاجئ، فالمقاومة استعادت من خلال عملياتها النوعية وصمود مقاتليها امس معادلة توازن الردع التي اهتزت بعد استشهاد السيد حسن نصرالله. التطور النوعي في عمليات المقاومة ادى الى سلسلة ردود سريعة لقادة العدو لرفع معنويات الداخل والتأكيد من قبل وزير الدفاع عدم القبول باي وقف للنار قبل نزع سلاح حزب الله، ولن نوقف اطلاق النار قبل انسحاب حزب الله الى ما قبل الليطاني.

وما كاد وزير الدفاع ينتهي من جولته العسكرية في شمال فلسطين المحتلة ،حتى أطلقت المقاومة الإسلامية 10 صواريخ مجنحة اضاءت سماء تل ابيب الكبرى وطالت ايضا نتانيا والخضيرة وقيساريا، وفشلت القبة الحديدية في اعتراضها.

واستغربت مصادر عسكرية، بدء اسرائيل بالمرحلة الثانية من هجومها، وهي في الاساس لم تنته من المرحلة الأولى التي حددتها بالوصول الى الليطاني وسحق مقاتلي حزب الله وابعادهم عن الحافة الامامية حتى الى حدود 3 او 5 كيلومترات، فيما مقاتلو حزب الله ما زالوا يخوضون المواجهات وجها لوجه في القرى الامامية.

وحسب ما سرب عن بعض الملحقين العسكريين في بيروت الذين أبدوا اعجابهم بكيفية ادارة حزب الله للمعارك العسكرية وسر القدرة على تأمين ما تحتاجه الجبهات الامامية من عتاد ومؤن وتبديل المقاتلين وسحب الشهداء والجرحى، الى اطلاق الصواريخ التي تتراوح يوميا بين 150 صاروخا الى 300 صاروخ وإدخال انواع جديدة منها وزجها في المعركة رغم حجم القصف البري والبحري والجوي مع المراقبة الدائمة للاجواء اللبنانية من كل مخابرات العالم، وكل ذلك لم يؤد الى تراجع القدرة الصاروخية واطلاق المسيرات وتصويرها، وما زالت قدرات حزب الله في الجنوب على حالها.

المعادلات العسكرية الجديدة عمقت من المازق الاسرائيلي وظهر نتنياهو عاجزا عن فرض شروطه العسكرية وتحديدا لجهة ابعاد صواريخ الحزب من الوصول إلى المستعمرات واطلاق المسيرات وحماية المستوطنين، وهو امام وضع صعب وخيارات مريرة.

وفي المقابل وباعتراف الخبراء العسكريين ايضا، فان حزب الله نجح في ترميم أوضاعه على كل الصعد، وبعد استلام القيادات الجديدة مهامها فان عمليات الاغتيال تراجعت، والتواصل قائم بين القيادة واخر عنصر في محيبيب، اما الاستهدافات الاخيرة عبر المسيرات كانت بمعظمها لعناصر من حزب الله ليس لديها اي مسؤوليات مطلقا ولكوادر إدارية ومالية وصحية، ومسؤولين في مؤسسات اجتماعية مع عائلاتهم كما حدث في بعلشمية ـ قضاء عالية، وبالتالي لا جدوى عسكرية من الغارات سوى قتل المدنيين وارتكاب المجازر بحق المدنيين فقط كما حصل خلال الايام الماضية في عرمون وبعلشميه وصور والنبطية مع استمرار قصف الاهداف ذاتها في الضاحية الجنوبية وبعلبك من اجل خرق شرخ بين المقاومة وجمهورها، والتركيز على مناطق معينة لخلق الفتن الطائفية.

 

 

"الشرق الأوسط":

أشعلت محادثات التفاوض بين لبنان وإسرائيل، النيران المتبادلة مع «حزب الله» التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت وتل أبيب، حيث أعلن الحزب استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية للمرة الأولى.

وشنت إسرائيل قصفاً تدميرياً على الضاحية، بشكل غير مسبوق، حيث ناهزت الغارات الجوية عليها ثلاثين غارة خلال 24 ساعة، وتوسّعت إلى المناطق الملاصقة لأحياء بيروت، في وقت شن الحزب هجوماً على وزارة الدفاع الإسرائيلية مرتين، واحدة بمسيّرات وأخرى بصواريخ باليستية كما استهدف أيضاً مواقع أكثر عمقاً في تل أبيب.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في زيارته الأولى للشمال: «نزْع سلاح حزب الله أحد أهداف الحرب»، مضيفاً أنه «لا وقف لإطلاق النار، ولا أي ترتيب في لبنان لا يتضمن حق إسرائيل في التصرف بمفردها ضد حزب الله».

في المقابل، شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على «أولوية الحل السلمي على قاعدة تطبيق القرار 1701، وإلزام العدو الإسرائيلي بتطبيقه كاملاً». وقال إن لبنان «يرفض اي شروط تشكل تجاوزاً للقرار 1701».

وأكد «حزب الله» على لسان النائب حسن فضل الله، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «لن يحصل بالسياسة على ما عجز عن أخذه بالحرب ولن نرضخ لشروطه ولا حتى تحت التدمير والوحشية».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية