افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 نوفمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 16 24|09:19AM :نشر بتاريخ
"النهار"
قد يكون التصعيد العسكري والميداني المحموم الذي شهدته مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت في الساعات الماضية الدليل الأقوى إلى بلوغ المفاوضات الجارية بوساطة الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى تسوية توقف النار في لبنان مرحلة متقدمة وحرجة في آن واحد. وغداة تسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري مشروع وقف النار من السفيرة الأميركية ليزا جونسون وبالتزامن مع الزيارة المثيرة للغط لكبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني لبيروت التي لم يعرف ما اذا كانت تهدف إلى “قبض” ثمن التسوية بدفع “حزب الله” إلى القبول بها او عرقلتها، بدا صعباً الجزم بما إذا كانت الديبلوماسية الأميركية ستنجح حيث أخفقت في السابق بدليل أنّ لا بري أعطى جواباً قاطعاً واضحاً بعد على المشروع الأميركي الذي تسلمه ويدرسه مع “حزب الله” ولا إسرائيل أبدت أي استعداد لتخفيف هجماتها البالغة العنف التي توالت بمنحى تدميري مخيف كما بالمضي قدما في محاولات توسيع التوغل في المنطقة الحدودية.
وفيما ينتظر أن يرد الجانب المفاوض مع الأميركيين على الورقة التي تبلغها بري الخميس من السفيرة جونسون توافرت معلومات لـ”النهار” مفادها أن صلب الورقة أو المقترح الذي قدمه الأميركيون استند هذه المرة إلى الورقة الفرنسية التي قدمها وزير الخارجية الفرنسي لدى زيارته لبيروت وتل أبيب والتي أبرز ما تتضمنه إحياء آلية لمراقبة التزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بالقرار 1701 تضم ممثلين للولايات المتحدة وفرنسا إلى جانب الآلية الثلاثية الأمم المتحدة (عبر اليونيفيل) ولبنان وإسرائيل. واستقت فرنسا هذا الاقتراح من تفاهم نيسان 1996 الذي تم التوصل اليه عقب عملية عناقيد الغضب الإسرائيلية آنذاك .
وفيما مضت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تسريبات عن مضمون المقترح تتحدث عن إعطاء إسرائيل حق التدخل نفى الرئيس بري في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط ” بعد ظهر أمس أن يكون المقترح الذي تسلمه من السفيرة ليزا جونسون يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، معتبراً أنّ الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان. وكشف أن المقترح يتضمن نصاً “غير مقبول لبنانياً” وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: “هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيله” في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006. وحرص على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن “الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم” وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكستاين إلى لبنان “رهن بتطور المفاوضات وتقدمها”.
في الغضون، أفادت مصادر مطلعة بأن “حزب الله تسلّم نسخة من مسودة مقترح لوقف إطلاق النار، التي نقلتها السفيرة الأميركية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري”. وأوضحت أن “الحزب” سيقوم بدراسة النقاط المدرجة في المسودة، على أن يرفع قريبًا ملاحظاته إلى بري.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أنّ مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أنّ “مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر”.
وتابعت: “وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل”، مضيفة أن “أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة”.وقالت: “وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام”. ونقلت محطة سي ان ان الأميركية عن مصادر ان “حزب الله” يدرس مقترحا اميركيا إسرائيليا لوقف النار وقال مسؤول لبناني مطلع على المناقشات ان السلطات اللبنانية “متفائلة”بان “حزب الله” سيوافق على شروط الاتفاق وتتوقع تقديم رد رسمي على الاقتراح الأخير يوم الاثنين المقبل . وأوضح المصدر ان الجهود الديبلوماسية تجري على قدم وساق الان .
لاريجاني والمؤشرات السلبية
في غضون ذلك واكبت زيارة علي لاريجاني إلى لبنان مؤشرات ودلالات سلبية أول من ترجمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي بادر الى مخاطبة المسؤول الإيراني بقوله خلال استقباله إياه “إن المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701،ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى اي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الآخر”.
أمّا لاريجاني فأكّد “أنّ ايران تدعم أيّ قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701، كما تدعم انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون”. وتابع: “الهدف الاساس والرئيس لزيارتنا هذه بأن نقول بملء فمنا نحن سنقف الى جانب جمهورية لبنان حكومة وشعبا وفي كافة الظروف”.
وردّاً على اتهامات توجه لإيران قال: “نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة وفي كل الظروف نحن نقف الى جانب لبنان والذي ينسف الأوضاع هو نتنياهو وانصاره واعوانه ، فعليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم”.
وتمثّل المؤشر السلبي الثاني في زيارة لاريجاني بمقاطعة كتلة “اللقاء الديموقراطي” النيابية لقاء للاريجاني مع عدد من ممثلي الكتل في السفارة الإيرانية بعدما اعتذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط عن مشاركة الكتلة في اللقاء.
كما شكل مؤشراً بارزاً إصرار رئيس جهاز أمن المطار على اخضاع فريق الحماية الأمني الذي أرسلته السفارة الإيرانية لمرافقة لاريجاني للتفتيش رغم اعتراض الفريق.
الحريري ولافروف
وفي حمأة هذا المناخ بدا من المثير للاهتمام والدلالات المهمة واللافتة خبر لقاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في أبو ظبي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحضور مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير الروسي لدى دولة الامارات تيمور زابيروف ، وشارك في اللقاء مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وجرى خلال الاجتماع استعراض الاوضاع في المنطقة في ضوء العدوان الاسرائيلي على لبنان وغزة.
وأكد الحريري وفق بيان صدر عن مكتبه “ضرورة وضع حد للعدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات الانسانية والصحية، وشدد الرئيس الحريري خلال اللقاء على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي ١٧٠١ بكل مندرجاته من قبل الطرفين”.
ورفض الحريري أي تدخل خارجي بشؤون لبنان الداخلية واستخدامه كصندوق بريد.
كما تم تبادل وحهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين.
"نداء الوطن"
إنزال إيراني دبلوماسي داخل المقار الرسمية اللبنانية في كل مرة تنشط مروحة المباحثات للتوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار. إنزال غير مرغوب ومرحب فيه على الإطلاق سياسياً وشعبياً.
وكأن الموفدين الإيرانيين إلى بيروت والذين يعيدون إلى أذهان اللبنانيين صورة مندوبي الوصاية وتحديداً رستم غزالة وسلفه غازي كنعان، في حالة إنكار للنقمة الشعبية وحتى من البيئة الحاضنة لـ “حزب الله”، وسياسياً ترجمتها المواقف المتكررة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والتي كررها على مسمع كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني من خلال تأكيده على أن المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الآخر”.
هذه المواقف التي أطلقها الرئيس ميقاتي بوجه متجهم أمام ضيفه الإيراني، عكست أجواء تشاؤمية سُمعت اصداؤها في أرجاء السراي، على عكس اللقاء الذي جمع لاريجاني برئيس مجلس النواب نبيه بري حيث وصفت مصادر قريبة من عين التينة الأجواء بالإيجابية.
في الظاهر أجمعت مواقف الزائر الإيراني على وقوف بلاده إلى جانب لبنان، حكومة وشعباً وجيشاً ومقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ودعمها أي قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701، وانتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.
حتى في الظاهر مسمومة وملغومة مواقف لاريجاني، تدعم انتخاب رئيس وتعرقله منذ أكثر من سنتين، تؤيد القرار 1701 وتحث “الحزب” على المضي قدماً في الميدان وتشد عصبه المتهالك بعدما ورطته في هذه الحرب العبثية.
هذه المواقف العلنية تتعارض مع ما يدور داخل أروقة السفارة الإيرانية، هناك تتظهر الدوافع والأسباب الحقيقية للزيارة. هذه اللقاءات التي رفض تلبيتها الرئيس السابق لـ “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، في دلالة واضحة على رفضه التدخل الإيراني في الشأن اللبناني، تُطبخ فيها السموم وتُفرض الإملاءات على الداخل اللبناني لإجهاض أي محاولة للتسوية، فإيران لا ترغب في الحلول، إذ لم يحن بعد توقيت المقايضة بالورقة اللبنانية على حساب إنضاج الملف النووي. وعلى هذا الأساس لن تطلق طهران سراح لبنان بثمن بخس في انتظار تبلور تصور الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنضاج الملف النووي.
وفي هذا السياق لفتت مصادر لـ “نداء الوطن” إلى أن تزامن هذه الزيارة مع مناقشة الورقة التي سلمتها سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ليزا جونسون إلى الرئيس بري، يعني أن طهران معنية بمناقشتها انطلاقاً من حرصها على أن تبقي ورقتي لبنان وغزة في يدها. تضيف المصادر: “تتمسك إيران بهاتين الورقتين إلى حين نضوج طاولة التفاوض، علماً أن المصادر الدبلوماسية تستبعد انعقاد طاولة تفاوض على الأقل في الأشهر الثلاثة المقبلة، بسبب انهماك الإدارة الأميركية الجديدة في تثبيت أقدامها قبل الشروع في أي مفاوضات.
في المقابل أشارت مصادر مواكبة للورقة الأميركية إلى أن “حزب الله” موافق على مضمونها لكنه يشترط في المقابل بنوداً ثلاثة:
– انسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من المناطق والقرى الحدودية التي دخلها وحوّلها إلى أرض محروقة.
– التزام لبنان تطبيق القرار الدولي 1701 من دون زيادة أو نقصان، وحصر حرية المراقبة والتصرف بالجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”.
– التفاوض على “مزارع شبعا” في مرحلة لاحقة.
هذه البنود التي يشترطها “الحزب” ويدعمها بالكامل الموفد الإيراني ستصطدم بالشروط الإسرائيلية المضادة والمدعومة أميركياً، مما يصعب الوصول إلى تسوية قريبة ويفسح في المجال أمام الميدان الذي تتسع رقعته يوماً بعد يوم ويحوّل لبنان إلى كومة من الدمار.
وفيما تتواصل المساعي الدبلوماسية العربية والدولية لإنهاء الحرب وآخرها دعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة المملكة في الثاني من كانون الأول، من المتوقع أن يكون الملف اللبناني الحاضر الأكبر في المفاوضات.
في موازاة هذه التحركات، تصرف من داخل مطار رفيق الحريري الدولي للفريق الأمني التابع للسفارة الإيرانية الذي حضر لمهمة اصطحاب علي لاريجاني، رفض الخضوع لقرار التفتيش الدقيق الذي أصدره قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري.
هذا التعالي الذي يظهر العجرفة الإيرانية واستباحتها أرض المطار في الحقبة السابقة استدعى قراراً شجاعاً من كفوري أعاد الهيبة للقوى الأمنية وللدولة، أمر بإغلاق جميع البوابات المؤدية إلى صالون الشرف في المطار وبالتالي منعهم من الدخول ومنع الوفد من الخروج. وعلى الرغم من التدخلات السياسية لإعفائهم من التفتيش أصرّ كفوري وأجبرهم في نهاية المطاف على الخضوع للقرار. وقد أشارت مصادر أمنية لـ “نداء الوطن” إلى أن “المطار خاضع لسيادة الدولة ومن حق أجهزة أمن المطار التفتيش باستثناء الحقائب الدبلوماسية، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الأجهزة بعملية التفتيش نافية أي خلفيات سياسية لما حصل”.
"الأخبار"
الخلاصة الأولى لما أحاط بإعداد الولايات المتحدة مسوّدة اقتراح لوقف الحرب على لبنان، أن المساعي السياسية دخلت مرحلة أكثر جدّية من سابقاتها. وهو ما كان واضحاً ارتباطه بالتطورات السياسية التي تمثّلت أولاً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ثم الميدانية حيث فشل العدو في الوصول إلى نتائج حاسمة على الأرض. لكنّ ذلك لم يمنع الأميركيين والإسرائيليين من القيام بمناورة تهدف إلى جعل لبنان مسؤولاً عن عدم التوصل إلى اتفاق في حال رفضه المسوّدة.
«الكمين» الذي نصبه الأميركيون (وإسرائيل) بدا واضحاً عن بعد للمسؤولين اللبنانيين المعنيين. وقد ساعد في ذلك أن العواصم العربية والغربية الداعمة لموقف لبنان، لمّحت إلى المسؤولين اللبنانيين بوجود نية بتحميل لبنان المسؤولية عن استمرار الحرب. وهو كلام قاله المسؤولون في مصر وفرنسا، كما كان لقطر دورها، لجهة لفت انتباه المفاوض اللبناني إلى آليات التلاعب التي يستخدمها العدو انطلاقاً من تجربتها في ملف غزة.
وعليه، اتفق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي على اعتماد استراتيجية الغموض، ونجحا حتى اللحظة في عدم تسريب نص المسوّدة، كما تولّيا إشاعة أجواء تفاؤلية، لكن مع عدم الانجرار إلى الموجة التي كانت تضغط عليهما للسير في المسوّدة دون انتظار موقف حزب الله. وقد ساعد في هذه الاستراتيجية الموقف الإيراني الذي عكسه كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني الذي تزامنت زيارته لبيروت مع تسليم السفارة الأميركية مسوّدة الاتفاق للرئيس بري، إذ تعمّد لاريجاني الحديث صراحة عن دعم إيران ما يقرره اللبنانيون، مع الإشارة إلى الرئيسين بري وميقاتي والمقاومة.
وفيما يُنتظر أن يُجيب لبنان على الورقة الأميركية بورقة تساؤلات لا بورقة مواقف حاسمة، فقد تولّى الرئيس برّي التمهيد لذلك من خلال حديث أجراه مع جريدة «الشرق الأوسط» أمس، متعمّداً عدم الحسم سلباً أو إيجاباً. لكنه تقصّد عدم إعطاء أي جو تشاؤمي لقطع الطريق على أي نية إسرائيلية بتحميل لبنان مسؤولية إفشال المفاوضات، إذ نفى أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن «الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مسّ بسيادتنا». كما نفى بري أن يكون المقترح متضمّناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان. وكشف أن المقترح يتضمّن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة إلى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006. وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدّمها». ورداً على استهداف مسقط رأسه تبنين قال: «يعتقد نتنياهو بأنه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه، لكنّ هذه الأمور ما بتمشيش معنا».
وتعليقاً على هذا الجو، قالت مصادر مطّلعة إن «النقاش جارٍ، لكنّ التوقعات في لبنان ليست متفائلة، استناداً إلى التجربة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، فالأخير وضع شروطاً يعرف أن لبنان لا يُمكن أن يقبل بها، وهو يتقصّد من ذلك تحميل لبنان مسؤولية فشل المفاوضات لأنه يريد مواصلة الحرب حتى كانون الثاني ومن دون سقوف». فيما كشفت مصادر دبلوماسية أن «الجو الخارجي لا يقلّ تشاؤماً عن التقديرات الداخلية، إذ إن الفرنسيين عبّروا بصراحة عن قناعتهم بأنهم لا يرون وقفاً لإطلاق النار قبل نهاية العام الجاري».
وفي ظل الحراك الدبلوماسي، أتت زيارة لاريجاني الذي أكّد أنّ «إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية ولا سيما القرار 1701». لاريجاني القادم من سوريا، التقى بري وميقاتي، معتبراً أنّ الهدف من مجيئه تأكيد وقوف بلاده إلى جانب لبنان «حكومة وشعباً في كل الظروف». ومن عين التينة، ردّ لاريجاني على سؤال للصحافيين، فيما إذا كانت الزيارة هي لنسف الوثيقة أو المبادرة الأميركية بالقول: «نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة وفي كل الظروف نحن نقف إلى جانب لبنان. ومن ينسف الأوضاع هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأنصاره وأعوانه»، وقال: «عليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم».
وبعد لقائه بري، تحدّث لاريجاني عن الهدف من الزيارة: «في ظل الظروف الحالية التي يعيش خلالها الشعبان الفلسطيني واللبناني حياة صعبة بسبب ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات وجرائم ضدهما». وقال: «كانت لدينا خلال هذه الزيارة مشاورات وتبادل لوجهات النظر في مختلف المواضيع وأتمنى حلحلة كل هذه المشاكل والمصاعب التي يعيشها لبنان وحكومة لبنان في أسرع وقت ممكن».
وفي مقابلة مع قناة «الميادين» قال لاريجاني إنه اطّلع على المسوّدة التي تسلّمها لبنان، وقال إن فيها بنوداً إيجابية، ولكنّ القرار في النهاية يعود إلى الفرقاء اللبنانيين. كما أشار إلى أن إيران ستظل إلى جانب المقاومة، وهو موقف أكّد عليه في الاجتماع الذي عقده مع قيادات سياسية في مقر السفارة الإيرانية.
وكان لافتاً تعمّد لاريجاني ختم مقابلته مع «الميادين» بالتجول في باحة السفارة الإيرانية في منطقة الجناح، ومراقبة الأجواء حيث كانت المُسيّرات الإسرائيلية تجوب سماء العاصمة، في خطوة عُدّت تحدياً للعدو الذي كان يسرّب أخباراً عن نيته استهداف السفارة الإيرانية في بيروت.
وفي تل أبيب، تجنّبت الأوساط القريبة من نتنياهو الحديث عن تفاصيل المسوّدة، لكن ما لفت الانتباه، هو الاجتماع الذي ترأّسه الأخير بحضور موفده إلى واشنطن رون دريمر والوزراء إيتمار بن غفير ويسرائيل كاتس وبتلئيل سموتريتش، وتولّى الإعلام المقرّب من رئيس الحكومة تسريب أخبار «عن التوجهات الإيجابية نحو عقد اتفاق مع لبنان».
وترافق ذلك مع نشر «القناة 12» نتائج استطلاع للرأي قال إن 67% من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى وقف الحرب على لبنان وغزة، مقابل 20% طالبوا باستمرار العمليات العسكرية. وتولّت هيئة البث الإسرائيلية الحديث عن أن المسوّدة «تتضمن إقرار الطرفين بأهمية القرار 1701، كما تعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر». وقالت الهيئة إن الاتفاق يقضي بانسحاب قوات الاحتلال خلال أسبوع، وإنه سيصار خلال 60 يوماً إلى إنجاز انتشار واسع للجيش والقوات الدولية والقيام بعملية تفكيك البنى العسكرية وضمان انسحاب عناصر المقاومة من المنطقة إلى جنوب الليطاني. وفي المقابل، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «التقدير في إسرائيل هو أن حزب الله قادر على مواصلة الحرب ولن يتعجل في قبول مقترح التسوية»، مشيرة إلى أن «تقديرات إسرائيل أن حزب الله والحكومة اللبنانية لن يقبلا حرية عمل إسرائيل في حال حدوث انتهاكات».
"الأنباء"
دخلت الحرب الاسرائيلية على لبنان منعطفاً خطيراً من خلال عملية الاختراق التي نفذتها بالأمس كتيبة من جيش العدو الاسرائيلي في القطاع الغربي على محور شمع ـ البياضة ـ المطلة، حيث دارت مواجهات عنيفة بينها وبين مقاتلي حزب الله لمنعها من التمركز على التلال المشرفة على ساحل صورـ الناقورة.
في هذا الوقت، شن الطيران الحربي الاسرائيلي عشرات الغارات المدمّرة على مناطق متعددة من الضاحية الجنوبية وبعلبك والنبطية، مخلّفة أضراراً كبيرة في الأبنية والأحياء السكنية خاصة في الغبيري، والسوق التجاري في النبطية وحي الراهبات الذي دمر بالكامل، كما أدت إلى حصول مجزرة كبيرة في بعلبك.
وبعد ساعات قليلة على تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري، من السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، مسودة الاتفاق على وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل، وصل الى لبنان قبل ظهر أمس كبير مستشاري المرشد الأعلى في ايران علي لاريجاني لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين.
مصادر مراقبة توقفت عند تزامن زيارة المسؤول الإيراني للبنان مع تسلّم الرئيس بري المقترحات الأميركية لوقف إطلاق النار وتحديد موقف لبنان منها.
المصادر تخوّفت في اتصال مع جريدة الأنباء الالكترونية من أن يكون الهدف من زيارة لاريجاني الى بيروت، في هذا التوقيت، لقطع الطريق على أي اتفاق لوقف الحرب على لبنان. ورأت في تصريحات المسؤول الايراني من السراي الحكومي ومن عين التينة بأنها ملتبسة حتى بتأكيده انه لا يسعى لنسف الاتفاق على وقف الحرب، بل يريد أن يرى حلاً للوضع في لبنان.
لكن في كلام لاريجاني عن المقاومة وتأييده أي خطوة تتخذها قبل الاشارة الى الحكومة يطرح الكثير من علامات الاستفهام. واعتبرت المصادر بأن موقف لاريجاني يشبه جداً موقف وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الذي أعلنه بعد ساعات، على لقاء عين التينة الثلاثي بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والرئيس وليد جنبلاط، من أجل وقف اطلاق النار، وانتخاب رئيس للجمهورية والالتزام بتطبيق القرار 1701، وتشديد عراقجي حينها على أن المقاومة هي التي تحدد وقف اطلاق النار. وهذا ما أكده ايضاً بعد أيام رئيس مجلس الشورى الايراني والأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
المصادر أشادت بالموقف المسؤول الذي اعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، أثناء استقباله لاريجاني، وتأكيده دعم الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار 1701 ودعم الوحدة الوطنية وعدم اتخاذ أية مواقف تولد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين.
من جهة ثانية، أثنت المصادر المراقبة على مواقف الرئيس وليد جنبلاط الوطنية منذ عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الاول 2023 الى اليوم، ولفتت إلى أن جنبلاط يتعاطى مع الملف اللبناني من موقعه الوطني وحرصه على لبنان. ورأت فيه رجل دولة بإمتياز، خاصة في موقفه من حرب الإسناد وتحذيراته المستمرة من استدراج لبنان الى حرب مدمرة كما نشهد اليوم، اضافة الى مواكبته المسؤولة كما الحزب التقدمي الاشتراكي لملف النازحين من الجنوب والضاحية، والتأكيد على اعتبار الشوف والاقليم وعاليه والمتن وبعبدا وراشيا وكل الجبل بمثابة بيوتهم، الى جانب حرصه الدائم على أمنهم وسلامتهم.
وتضيف المصادر أن هذا تأكيد على وطنية وليد جنبلاط وحرصه الدائم على وحدة لبنان واللبنانيين النابعة من قلقه الدائم ألا يبقى ساحة لتصفية الحسابات بين ايران واسرائيل او بين الشرق والغرب، وقد يكون رفض جنبلاط اللقاء مع لاريجاني نابعاً من هذه القناعات، فالرجل قارئ سياسي جيد ولا يخطئ في تقدير الامور.
في المواقف، كان لافتاً تأكيد الرئيس بري تسلمه المقترح الأميركي نافياً ان يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الاسرائيلي في لبنان، وأن الاميركيين يعرفون أن هذا الامر غير مقبول ولا يمكن النقاش فيه، كما أنه لا يتضمن نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وأشار بري الى وجود نقاط غير مقبولة تتمثل بمسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701 مقترحاً الابقاء على اللجنة الحالية، رابطاً عودة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان مرهوناً بتطور المفاوضات وتقدمها.
في السياق عينه، وعلى خط الاتصالات أيضاً، التقى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في أبو ظبي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحضور المبعوث الروسي للشرق الاوسط وبلدان أفريقيا نائبه ميخائيل بوغدانوف والسفير الروسي في الإمارات تيمور زابيدروف. وشدد الحريري إثر اللقاء على ضرورة وقف العدوان الهمجي على لبنان وضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701 بكل مندرجاته.
الجمهورية
المناخ بصورة عامة تلفحه إيجابيات نظرية حول مشروع التسوية الذي طرحته واشنطن على الجانب اللبناني، واما على صعيد الترجمة على الأرض، فلا تبدو هذه الإيجابيات ملموسة حتى الآن. ما يعني أنّ للبحث حوله صلة. والأيام القليلة المقبلة، وكما يُجمع كل المعنيين بحراكات التسوية، حاسمة لجهة تحديد وجهة التسوية، أكان في مسار تفاؤلي يقترن بترجمة ميدانية سريعة لها، او في مسار تشاؤمي يدفع الامور إلى مزيد من التعقيد والتصعيد، وخصوصاً أنّ المرحلة الراهنة حبلى بالاحتمالات المجهولة، ولاسيما في الميدان العسكري الذي تتفاقم وقائعه ومجرياته بوتيرة متسارعة يوماً بعد يوم.
بري: الجوّ إيجابي
وفي انتظار ما سيؤول إليه هذا المشروع، غلّب رئيس مجلس النواب نبيه بري الإيجابية على السلبية والتشاؤم، بإعطاء نفحة تفاؤل، حيث قارب المقترح الذي تسلّمه من السفيرة الأميركية ليز جونسون بإيجابية وأكد لـ”الجمهورية” أنّ “الجو إيجابي والشغل ماشي. وإن شاء الله تصل الأمور إلى خواتيم طيبة”. من دون أن يخوض في تفاصيل أخرى، تاركاً ذلك للنقاشات داخل الغرف المغلقة.
إلّا أنّ بري، لم يُخرج من حسبانه وجوب التزام الحيطة والحذر بتأكيده “أنّ العبرة تبقى في الخواتيم”، وخصوصاً أنّ “التجربة مع الإسرائيلي لم تخلُ يوماً من ألغام إسرائيلية ومماطلات متتالية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تنسف كل جهد يُبذل، على غرار ما جرى في غزة على مدى أكثر من سنة، ومن هنا يبقى الحذر واجباً”.
وأكّد بري رداً على سؤال: “أنّ مقترح التسوية إيجابي بشكل عام، وفيه ما يُبنى عليه، لكن في كل الأحوال تبقى العبرة في الخواتيم”.
وإذ أشار بري إلى أنّ مقترح التسوية لا ينصّ من قريب أو بعيد على منح إسرائيل حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، لفت إلى أنّ “هذا الأمر مرفوض من قِبلنا جملةً وتفصيلاً، وغير قابل للنقاش معنا حوله، وكل الناس تعرف والأميركيّون وغير الأميركيّين يعرفون أنّ هذا الأمر بالنسبة لنا يستحيل أن نقبل به. فما من شأنه أن يمسّ بسيادتنا حتى مجرّد النقاش فيه مرفوض”.
ولفت بري إلى أنّ المقترح لم يلحظ نشر قوات أطلسية أو غيرها، وأكّد أنّه في موازاة الإيجابيات التي يتضمّنها المقترح، ثمة بند غير مقبول من قِبلنا يتعلق تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. مشيراً في هذا السياق إلى نقاش يجري الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة منذ العام 2006 حيث لا مانع من تفعيلها.
وعمّا إذا كان هوكشتاين سيزور بيروت قال: هذه الزيارة رهن بتطور المفاوضات وتقدّمها. وردا على سؤال عمّا إذا كانت ثمة مهلة زمنية للبنان لتقديم رده على مقترح التسوية، قال بري: “لا أحد يلزمني بمهل أو مواعيد”.
والأكيد في رأي بري أنّ التصعيد الإسرائيلي الذي تفاقم في الفترة الأخيرة، محاولة من قِبل إسرائيل لفرض تسوية لمصلحتها، وهو ما يحول الميدان العسكري واستبسال المقاومين في مواجهتها من دون تمكينها من ذلك.
وفي هذا السياق قال رداً على سؤال عن استهداف بلدته تبنيّن بالإضافة إلى الغبيري والشياح وبرج البراجنة وقرى وبلدات تُعدّ مؤيّدة له: “يبدو أنّ نتنياهو لا يعرف مع من يتعامل، هذه الأمور ما بتمشي معنا”.
الموقف اللبناني ثابت
إلى ذلك، اكّدت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية»، أنّ موقف الرئيس بري حازم لناحية التمسك بالتطبيق الكلي للقرار 1701، وعدم القبول من قريب أو بعيد بأيّ مشاريع او مقترحات تسويات خارج ما تمّ الاتفاق عليه مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وتتعارض مع مصلحة لبنان وسيادته».
ولفتت المصادر، الى أنّ «هذا الموقف ثابت، ولا تراجع عنه تحت أي ظرف، وعلى أساس هذا الموقف يتواصل الرئيس بري مع الموفدين لبلوغ تسوية. والسفيرة الاميركية ليز جونسون سمعت منه بالأمس، ما يجب أن يُقال في هذا المجال، والكرة في ملعبهم».
وعُلم في هذا السياق أنّ المقاربة اللبنانية لمقترح التسوية تتمّ بتمهّلٍ وتأنٍ وجدّيةٍ، وعلى قاعدة التعاطي المسؤول والإيجابي مع كل ما من شأنه أنّ يسرّع في وقف العدوان.
فجوة إسرائيلية عميقة
إلى ذلك، وطالما أنّ التسوية لم تتبلور بصورتها النهائية بعد، فإنّ مصادر معنية بالاتصالات الجارية حول المقترح المعروض على لبنان تُبقي هذا المقترح في مسار صعب، حتى يثبت العكس، وخصوصاً انّ التجارب دلّت إلى أنّه لا يُؤمن لحظة لإسرائيل، التي لا يوجد حتى الآن ما يؤكّد التزامها بأي تسوية وإزاحة ما هو قائم في طريقها من تعقيدات جوهرية تعزّز الإنسداد القائم في أفقها.
وعلى ما تؤكّد مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «حسم الامور يتطلّب نقاشاً عميقاً وربما طويلًا وجولات من الأخذ والردّ، ونأمل أن تكون الايام المقبلة كفيلة بتظهير امر ما. الّا إذا عمد الإسرائيليون، وهذا ليس مستبعداً، إلى حفر فجوة عميقة جداً في مقترح التسوية تمنع بلوغها».
بداية تفاوض
على أنّ مصدراً مسؤولاً أبلغ إلى «الجمهورية» قوله، انّ «الأمور ليست مقفلة، وهي تبدو انّها انتقلت من مرحلة إعداد ما ُسمّي مشروع تسوية بين الأميركيين والإسرائيليين إلى مرحلة التفاوض مع لبنان. ومقترح التسوية بالشكل الذي عرضه فيه الاميركيون يشكّل بداية تفاوض غير محدّد بسقف زمني، له بالتأكيد تتمة لاحقة وفق صياغات جديدة لهذا المقترح بناءً على مواقف الاطراف منها».
ورداً على سؤال قال المصدر عينه: «نحن مدركون أنّ اسرائيل ستحاول فرض مشيئتها والإبقاء على السقف العالي لشروطها، وابتزاز لبنان بالنار ورفع مستوى التصعيد التدميري لتحقيقها وإلزام لبنان بها وإخضاعه لها. ومدركون أيضاً أن لا تسوية من دون كسر هذا السقف، وهذا يتحقق بثبات الموقف اللبناني الرسمي على حل سياسي على قاعدة القرار 1701 دون زيادة او نقصان، وكذلك بصمود المقاومين في الميدان العسكري ومنع اسرائيل من تحقيق أهدافها».
مسؤولية الأميركيين
وأبلغت مصادر رسمية إلى «الجمهورية» قولها، إنّ «لبنان في موازاة الشروط الاسرائيلية المعلنة لم يتأخّر في ردّ الكرة إلى الجانب الاسرائيلي، بإعلان رفضه القاطع لأيّ تجاوز للقرار 1701 او تعديل مندرجاته، عبر تعهّدات أو ملحقات سريّة او علنيّة تنسف هذا القرار، وتمنح اسرائيل حقّ استباحة لبنان وانتهاك سيادته براً وبحراً وجواً».
ومن هنا، تضيف المصادر «فإنّه يمكن القول بأنّ الأمور تقتضي إخراجها من حلقة التعقيد الإسرائيلي ذاتها. والاميركيون أكّدوا لنا جازمين عزمهم القوي على إنضاج تسوية عاجلة. ومن هنا فإنّ المسؤولية الأساس في هذا السياق تقع على الوساطة الأميركية في إثبات صدقية توجّه ادارة الرئيس جو بايدن، وما قيل عن مباركة للرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى وقف الحرب، في إخراج تسوية يقبل بها لبنان خارج إطار الشروط التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها بالضغط التدميري في الضاحية الجنوبية وسائر المناطق اللبنانية، وتريد من خلالها أن تحقق في السياسة ما لم تتمكن من تحقيقه في عدوانها البري وغاراتها التدميرية للمناطق اللبنانية».
وكشفت المصادر، انّ لبنان أكّد للوسطاء أنّ سقف التسوية التي يريدها، هي تحت سقف القرار 1701 من دون إضافات او تعديلات، وتحت سقف التزامه بتطبيق مندرجاته كاملة.
ورداً على سؤال، فضّلت المصادر عينها عدم الدخول في تفاصيل بنود المقترح المعروض على لبنان، الّا انّها أوجزت الموقف اللبناني كما يلي: «وقف فوري لإطلاق النار، انسحاب اسرائيل الى خلف الحدود الدولية، عودة النازحين الى بلداتهم، التطبيق الكلي للقرار 1701، عدم ممانعة وجود آلية دولية للإشراف على التنفيذ على غرار اللجنة التي تشكّلت غداة صدور القرار في العام 2006، والتزام لبنان بنشر الجيش اللبناني في منطقة عمل قوات «اليونيفيل» كحافظ للأمن والاستقرار في تلك المنطقة بالتعاون والتنسيق الكاملين مع قوات حفظ السلام». وقالت: «هذا هو موقفنا وأبلغناه للأميركيين، واكّدنا انّ لبنان لا يمكن له أن يقبل بتسوية مجحفة له، أو تتعارض مع سيادته».
«حزب الله»: الميدان
في موازاة ذلك، وفيما يتجنّب «حزب الله» المقاربة العلنية لمشروع التسوية وما يُطرح حول القرار 1701، لخّصت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» موقف الحزب كما يلي:
– الأولوية قبل أي شيء آخر، هي لوقف العدوان. هذا ما يجب ان يحصل، وسيحصل مهما طال الزمن.
– لا يمكن للإسرائيلي أن يأخذ في السياسة ما عجز عن أخذه في الميدان.
– عدم ثقة بالولايات المتحدة الاميركية بوصفها الشريكة في العدوان الاسرائيلي والراعية له.
– يجب الّا نستعجل ونتسرّع إزاء اي طرح لوقف اطلاق النار كيفما كان.
– الميدان حول حلبة الفصل والحسم، والمقاومة ثابتة، ومع كل يوم صمود وثبات للمقاومة في هذا الميدان، سيخفّض الإسرائيلي سقف مطالبه، وواقع الميدان كما هو عليه منذ بداية العدوان هو لمصلحة المقاومة ولبنان، وسيصل الإسرائيلي في نهاية المطاف إلى أن يستجدي هو وقف اطلاق النار.
خطة التسوية
إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701، ويعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر».
وتابعت: «وفق مشروع الاتفاق فإنّ الجيش اللبناني هو القوة المسلّحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل»، مضيفة أنّ «أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة». كما انّه وفق مشروع الاتفاق سيتعيّن على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام».
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، انّ الخطوط العريضة لمقترح التسوية في لبنان تنصّ على نقل «حزب الله» قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني، وأنّ الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» ستعمل وفقاً للخطة على منع عودة «حزب الله» لجنوب لبنان ومنع تجديد مخزون أسلحته». مشيرة إلى أنّ النقطة الرئيسية العالقة هي ضمان قدرة إسرائيل على فرض اتفاق وقف إطلاق النار في حال فشلت الأمم المتحدة والجيش اللبناني في القيام بذلك.
تبادل أدوار: جزرة وعصا!
اللافت في موازاة حراك التسوية جو معاكس للإيجابية. حيث لفت مسؤول وسطي عبر «الجمهورية»، إلى القراءة التشاؤمية التي أبداها الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وقوله «إنّ الحرب طويلة، وتسريبات التسوية مجرد شائعات»، معرباً عن تخوّفه مما سمّاها محاولات لإيقاع لبنان في فخ.
وقال المسؤول عينه: «قبل أن نتحمّس لمقترح التسوية ونغرق في إيجابيات خادعة، هل هذا المقترح عادل للبنان ولمصلحة لبنان؟. أنا أشك بذلك، فالمشهد كما نراه واضح لا لبس فيه، حيث انّ هذا المقترح معدّ بصياغة اميركية- اسرائيلية تفتح الباب امام نتنياهو للقول للإسرائيليين انّه حقق إنجازاً في لبنان».
وتبعاً لذلك، يضيف المسؤول الوسطي، فإنّ «ما نراه هو تبادل أدوار، وفق معادلة يظهر فيها الأميركيون في موقع أنّهم يدفعون بالمسار السياسي وكأنّهم يحملون الجزرة، فيما اسرائيل تحمل العصا بتصعيد العمليات العسكرية في البرّ، والإضرار بالداخل اللبناني وتدمير بناه السكنيّة والمدنيّة. وكما هو واضح فإنّ القصف التدميري للضاحية وغيرها من المناطق يندرج في سياق دفع اسرائيل بهذا المسار إلى تسوية وفق شروطها».
من هنا، يخلص المسؤول عينه إلى القول، «إنّ من الغباء الرهان على ان تطرح واشنطن تسوية لمصلحة لبنان تتجاوز فيها مصلحة إسرائيل. وتبعاً لذلك، فإنّ بلوغ تسوية في المدى المنظور أمر مستبعد، والأقرب الى الواقع هو استمرار العدوان ربما بوتيرة أكثر قساوة وعنفاً».
دعم إيراني
في هذه الأجواء، قام كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية علي لاريجاني بزيارة إلى بيروت، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وفي تصريحات له، أكّد دعم ايران للبنان حكومة وشعباً في كافة الظروف، ودعم اي قرار تتخذه المقاومة اللبنانية وأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية، في اشارة الى القرار 1701.
ورداً على سؤال قال: «حزب الله» هو تيار صلب ورشيد، والشعب اللبناني هو شعب عظيم، وحزب الله بأنفسهم يعرفون كيف يتصرفون».
"الديار"
التعيينات التي يقوم بها الرئيس المنتخب دونالد ترامب لحكومته معظمهم من الداعمين للصهيونية ومن المؤيدين للمشاريع الاستيطانية الاسرائيلية على حساب اراض فلسطينية في الضفة الغربية تعكس توجها سياسيا لدعم الكيان الصهيوني بشكل مطلق.
والتركيبة الحكومية لترامب اثارت تساؤلات عدة حول الدور الاميركي في المنطقة وتحديدا حول الحرب الوحشية التي تشنها حكومة اسرائيل المتطرفة على لبنان. انما الاشارات الاولى لسياسة البيت الابيض تحت حكم ترامب الذي سيتسلم السلطة رسميا في 20 كانون الثاني لا تبشر بالخير تجاه لبنان وشعبه لا بل توحي ان ترامب قد يذهب بعيدا في دعمه لـ«اسرائيل» اكثر من اي رئيس اميركي وصل الى الحكم حيث يبدو ان المنحى الذي سيتبعه هو تلزيم «اسرائيل» منطقة الشرق الاوسط وتعزيز نفوذها اكثر في هذه البقعة من هذا العالم لتكون “الامر الناهي” لاي مسألة تشهدها منطقتنا.
وفي غضون ذلك، تواصل «اسرائيل» حربها المتوحشة على لبنان بضرب اماكن مدنية وبتدمير ممنهج للقرى ذات الاغلبية الشيعية وبارتكاب المجازر بحق اللبنانيين العزل. وامام هذه البربرية الصهيونية، كيف يمكن ان ترى المنطقة فترة هدوء او هدنة والجيش «الاسرائيلي» بطيرانه يرتكب افظع الجرائم بحق الشعب اللبناني عموما والمواطن الشيعي خصوصا؟ وبعد هذه الفظائع، لا يبدو ان وقف اطلاق النار ممكن بين حزب الله وبين العدو الاسرائيلي او بالاحرى من المستحيل تحقيقه طالما ان حكومة بنيامين نتنياهو تعتمد سياسة الفلتان الامني والاخلاقي في استهدافها لمراكز في لبنان بتشجيع اميركي ودون اي رادع حقيقي لهذه الجرائم الصهيونية. واي هدنة ستتحقق اذا كان الكيان الصهيوني يريد استباحة اراض لبنانية ويدوس على كل القرارات الدولية الصادرة عن لبنان؟ وهل سيشهد لبنان وقفا لاطلاق النار في ظل وجود حكومة اسرائيلية متطرفة توسعية تريد تحقيق مشروع «اسرائيل الكبرى»؟
ذلك ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يريد ابرام اتفاقية سلام بين جميع الدول المحيطة بـ”اسرائيل» ومن بينها لبنان. ولتحقيق ذلك، سيسعى الى اضعاف حزب الله عبر اليد الاسرائيلية ليتوصل الى حل يرضيه ويرضي الكيان الصهيوني وفقا لاوساط مطلعة.
في المقابل، يبدو حزب الله بعيدا عن الهزيمة رغم الضرب الاسرائيلي المكثف كما ان نزع سلاحه غير ممكن على ارض الواقع حسب اعلام العدو. علاوة على ذلك، الثنائي الشيعي ومن يدعمه لن يقبلا باي اجراء يعطي «اسرائيل» انتصارا في لبنان وقد اوضح الرئيس بري ان لبنان لن يقبل بقرار 1701 + اي ان الدولة ترفض رفضا قاطعا تغيير محتوى هذا القرار او اضافة تعديلات عليه او ارفاقه بقرارات اخرى على غرار 1559.
وفي الاطار ذاته، هناك قرار عند المقاومة انه مهما تعاظمت التضحيات فما من شيء سيوقف قتالها ومواجهتها لجيش العدو في الجنوب واينما كان. وخير دليل على ذلك، ان الكيان الصهيوني دمر 40 قرية تدميرا كاملا وسقط للمقاومة شهداء كثر انما مقاتلو الحزب يواجهون جنود جيش الاحتلال بتصميم وشجاعة لدحره عن ارض لبنان قل مثيلها. اضف على ذلك، لا يزال حزب الله قادرا على ضرب مستوطنات الشمال سواء في عكا ونهاريا وخليج حيفا التي تحولت الى مدن اشباح.
وبناء على هذه الوقائع الميدانية، ظهر حزب الله ان لديه القدرة على شن حرب طويلة دون ان يؤثر ذلك على تماسكه الداخلي وصلابته. وعليه، لن يقبل حزب الله باي اتفاق ضمن شروط مذلة للمقاومة وللبنان.
التسوية الاميركية- «الاسرائيلية» لا افق لها
وفي التفاصيل، «التسوية» المطروحة اميركيا وبشروط اسرائيلية محض سترفضها المقاومة حتما اليوم وغدا وفي اي وقت زمني اخر لان احد الشروط الموجودة في المسودة الاميركية هو ان «اسرائيل» تمنح نفسها الحق في استهداف اي شيء تراه مشبوها في لبنان اذا في حال لم تتصرف قوات اليونيفيل والجيش اللبناني لوقفه. وبمعنى اخر، هذه المسودة لا تنص فقط على شروط «اسرائيلية» بل تمنح الكيان الصهيوني ضوءا اخضر بقصف وضرب اي هدف لحزب الله تراه يهدد «امنها» وبالتالي هذا الامر ينتقص من السيادة اللبنانية ويصب في مصلحة الحكومة «الاسرائيلية» الحالية.
اضف على ذلك، اعتبرت اوساط سياسية ان المسودة الاميركية –”الاسرائيلية» بوقف اطلاق النار في لبنان ليس لديها افق في هذه المرحلة لوجود ثلاثة شروط تعجيزية لن يقبل بها حزب الله اطلاقا. اولها، ان المسودة تلحظ حظر السلاح في جنوب الليطاني وثانيا ممنوع على حزب الله ان يعيد بناء وضعيته العسكرية وثالثا واقع الحدود اللبنانية-السورية التي اقفلها «الاسرائيلي» بضربه لها بحيث لا يتمكن حزب الله من الحصول على السلاح عبر سوريا.
ولفتت هذه الاوساط السياسية ان رئيس الحكومة «الاسرائيلية» المتطرفة لن يعطي الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن التي خسرت الانتخابات فرصة تحقيق انجاز وقف اطلاق نار في لبنان في وقت لم تحقق لها رغبتها عندما كانت ادارة بايدن موجودة وقائمة كارفع سلطة في الولايات المتحدة الاميركية. واضافت انه منذ هذا التاريخ حتى في 20 كانون الثاني من السنة الجديدة اي الوقت الضائع في اميركا ما بين تسلم ترامب الحكم رسميا، فستكون مفاوضات وقف اطلاق النار في لبنان على غرار نسق مفاوضات التي جرت وتجري في غزة حيث تبث اجواء ايجابية الا ان سرعان ما تكون النتيجة ان «اسرائيل» تواصل القتال والعدوان على لبنان وعلى غزة.
وباختصار سيستمر نتنياهو في المناورة في مسار المفاوضات دون ان يوقف العدوان على لبنان حتى يصبح ترامب رئيسا لاميركا رسميا لتتبلور الصورة بطريقة اوضح لما سيحصل في الحرب الدائرة على لبنان. علما ان النوايا الحقيقية واضحة للحكومة «الاسرائيلية» اليمينية هي الاستمرار في استهداف مراكز المقاومة سواء في الجنوب او في الضاحية الجنوبية لبيروت او في البقاع.
ما هو الهدف وراء زيارة المستشار السياسي الايراني لبيروت؟
وعلى صعيد زيارة المستشار السياسي للمرشد الاعلى الايراني علي لاريجاني لبيروت وقبلها زيارات لمسؤولين ايرانيين للبنان، قالت مصادر مطلعة للديار ان زيارة لاريجاني وباقي المسؤولين هي لتوجيه رسالة لواشنطن ولـ«تل ابيب» ان الحل في لبنان لا يمكن ان يكون الا عن طريق ايران والتفاوض معها للتوصل الى حل سياسي. واضافت هذه المصادر ان لاريجاني جاء ليبحث في تسوية لا تنتقص من قوة حزب الله وفي الوقت ذاته لمحاولة خفض سقف شروط نتنياهو لوقف اطلاق النار بين المقاومة والعدو الاسرائيلي. وتابعت ان مجمل الزيارات للمسؤولين الايرانيين الى لبنان تندرج في خانة حماية حزب الله من الحرب «الاسرائيلية» العنيفة وكي يبقى حزب الله صمام امان وقوة قادرة تمنع الجيش «الاسرائيلي» من تقليص نفوذ المقاومة في لبنان.
في المقابل، تساءلت هذه المصادر المطلعة اذا كانت مصلحة بنيامين نتنياهو تصب في اطار وقف الحرب على حزب الله؟ واردفت قائلة ان مصلحة رئيس حكومة العدو تكمن في مواصلة الحرب خاصة ان هدف نتنياهو ابعد من لبنان.
مرحلة دقيقة للبنان الا اذا….
وفي سياق متصل، قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان لبنان سيشهد مرحلة دقيقة ومعقدة في مسار وقف الحرب التي تبدو ان كل المحاولات التي تصب في هذا الاتجاه تذهب عبثا لان حكومة نتنياهو ترفع السقف عاليا وتهدد وتتوعد بعظائم الامور من جهة وهناك حزب الله المصمم على كسر الجيش «الاسرائيلي» وطأطأة راسه في الجنوب وعدم الرضوخ لاي حل يمس بقوته وبسيادة لبنان من جهة اخرى.
انما في الوقت ذاته، لفتت هذه المصادر الديبلوماسية الى انه يمكن التعويل على بوادر امل في حل المسألة اللبنانية في حال طرحت الادارة الاميركية الجديدة حلا وسطيا للطرفين المتصارعين. ذلك ان ايران توجه رسائل ودية لاميركا وتتواصل مع مسؤولين اميركيين كبار حيث تكررعلى مسامعهم انها لا تريد الحرب في المنطقة، الامر الذي قد ينعكس ايجابا على لبنان.
وقد حصل اجتماع بين مسؤول ايراني رفيع المستوى وبين مؤسس منصة “اكس” ايلون ماسك المقرب من ترامب وعلم ان اجواء الاجتماع كانت ايجابية للغاية.
وعليه، اعتبرت المصادر الديبلوماسية ان الهدوء سيعود الى لبنان في حال حصل تقارب اميركي-ايراني واعيد الملف الايراني النووي على «نار» هادئة من قبل ادارة ترامب فضلا عن طرح بنود اميركية عادلة لوقف اطلاق النار بين حزب الله وجيش الاحتلال.
القوات اللبنانية: جعجع دعا الجميع للعودة الى كنف الدولة لتجنيب لبنان الحروب
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان كلام الدكتور سمير جعجع بدعوة حزب الله بوقف حربه مع العدو الاسرائيلي عبر تسليم سلاحه مفاده ان لو الحزب بعد انتهاء الحرب الاهلية ووفقا لاتفاق الطائف طبق على نفسه ما طبقته كل الاحزاب اللبنانية التي كانت متصارعة في ما بينها، ما كان لبنان شهد كل تلك الحروب مع العدو الاسرائيلي. ولفتت الى ان جعجع يرى اننا معنيون اليوم بتطبيق الدستور والعودة الى اتفاقية الهدنة مع العدو الاسرائيلي. وتابعت المصادر القواتية ان ما قصده جعجع هو ان لبنان في ازمة منذ 34 سنة وان الازمة ليست مستجدة في حين ان سوريا بقيادة بشار الاسد والعراق حيدتا دولتيهما عن الصراع الدائر حاليا فلماذا لبنان وحده يواجه العدوان الاسرائيلي؟
"اللواء"
أبلغ لبنان الوسيط الأميركي بشخص آموس هوكشتاين والفريق المعاون له، بما في ذلك السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون أن الضغط بالنار لحمل لبنان على صيغة وقف النار التي كتبت بواشنطن من قِبل اسرائيل وموظفين كبار في الخارجية الاميركية والبنتاغون والـC.A.I (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية)، وهي مؤلفة من 5 صفحات و13 بنداً، واطلع عليها الرئيس نجيب ميقاتي من جونسون، قبل استلامه النسخة الرسمية.
وطلب لبنان حسب معلومات «اللواء» إبلاغ الجانب الاسرائيلي بحيثيات هذا الموقف، مع استمراره بدراسة الملاحظات على المقترح من زاوية حرص لبنان على وقف النار، بمرجعية القرار 1701.
أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان موضوع الرد اللبناني على المقترح الأميركي للحل لوقف إطلاق النار لن يتأخر طالما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد الموقف مسبقا لجهة رفض المس بالسيادة اللبنانية. ورأت أن الجانب اللبناني ذكر في وقت سابق أن هناك نقاطا لا يمكن القبول بها، والمسألة هنا تتطلب تشاورا، وتفويض حزب لله لرئيس مجلس النواب منحه حق النقاش بأسم الحزب.
وقالت المصادر أن التسوية لم تقترب إلى خواتيمها وإن ما يتم تداوله لا يشي بالحل ومن هنا فإن البلد أمام مرحلة جديدة من التصعيد قبل الانطلاق باتصالات جديدة بشأن الحل المنشود..
وأكد الرئيس بري تسلمه المقترح الأميركي لوقف الحربي، نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا.كما نفى بري، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وكشف بري أن المقترح يتضمن نصاً غير مقبول لبنانياً، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية.
وقال بري: هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، مشيراً إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها.
واكد ان الشغل ماشي والحق ايجابي والعبرة في الخواتيم.
رداً على سؤال عن استهداف العدو مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال رئيس المجلس: «يبدو أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه… لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور «ما بتمشيش معنا».
يذكران تبنين بلدة الرئيس بري تعرضت امس لعدوان همجي صهيوني وهو الاكبر على البلدة منذ بدء العدوان عبر 8 غارات نتج عنها تدمير عدد من المنازل بينها منزل لآل برّي.
وفي اطار التهديد والضغوط ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية : «ان نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل حزب لله وقف اطلاق النار».
وفي سياق المساعي ، افيد ان وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن «ناقش مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر الحاجة إلى حل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم».
وكان الرئيس بري تسلم مقترح وقف اطلاق النار رسمياً. وعكف على درسه مع الجهات المعنية (الحكومة والمقاومة) قبل ان يسلم ملاحظاته للسفيرة الأميركية المكلفة بنقل الرسائل.
وفهم ان حزب لله، سيقدم اجابته عن المقترح الخاص بوقف النار بعد غد الاثنين.
واشارت مصادر معنية ان لا صحة ان مفاوضات وقف النار، وصلت الى طريق مسدود، بحسب اعتراض لبنان على شروط يراها تمس بسيادته.
وقالت ان اللجنة التي ستراقب تنفيذ الاتفاق ستكون مؤلفة من طرف لبناني واسرائيلي ومن الامم المتحدة، مع احتمال انضمام ممثل لكل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ودولة عربية.
وذكر مصدر مطلع ان بري طلب 3 ايام للرد على المقترح.
وفي السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن «مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر». وتابعت: «وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل»، مضيفة أن «أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة».وقالت: «وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام».
وفي الاطار، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى أنّ إسرائيل تسعى بمساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع حزب لله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب.وأوضحت أنّ الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب لله من العودة جنوبا.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين اسرائيليين خشيتهم من أن يقود توسيع إسرائيل عمليتها في لبنان إلى حرب استنزاف.
لاريجاني: دعم قرار المقاومة والحكومة
ومنعاً، لأي التباس، أعلن كبير مستشاري المرشد الايراني السيد علي خامنئي علي لاريجاني من بيروت، بعد لقاء كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي أن ايران تدعم أي «قرار تتخذه المقاومة اللبنانية، وأي قرار نتخذه الحكومة اللبنانية عن توافق عليه وندعمه».
وكان لاريجاني استهل زيارت من السراي، حيث التقى الرئيس ميقاتي، الذي اكد ان «المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية، ودعم الوحدة الوطنية وعدم اتخاذ مواقف تولد الحساسيات لدى أي فريق»، معتبرا ان الحكومة تعطي الأولوية لوقف النار.
ثم انتقل الى عين التينة، حيث سلم الرئيس بري رسالة، وشدد على وقف بلاده مع لبنان، داعيا الى التمييز بين «الاصدقاء والاعداء».
واعتذر النائب السابق وليد جنبلاط عن لقاء لاريجاني، بسبب مواقفه من رفض ايران تحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة الأميركية.
وكان جرى احتواء اشكال بين الفريق الامني الذي اتى الى المطار لاصطحاب لاريجاني، لكن قائد جهاز امن المطار العميد فادي كفوري اصر على اخضاع الفريق التابع للسفارة للتفتيش، وجرى تفتيش الحقائب وانتهى الاشكال بعد اقفال صالون الشرف.
ماغرو في الخارجية
دبلوماسياً، إستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدلله بوحبيب، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو وجرى عرضٌ للجهود القائمة، من بينها تلك التي تقوم بها فرنسا، وللأفكار المطروحة، من أجل التوصل الى وقفٍ لاطلاق النار ووضع حد للعدوان الاسرائيلي، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 .وشدد بوحبيب على أن أي إقتراح لحلّ النزاع يجب أن يستند الى احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه وحدوده المعترف بها دوليا، والى القرار 1701 الذي أكدت الحكومة اللبنانية تمسكها بتنفيذه بكامل مندرجاته وبشكل متواز.
استمرار الدعم السعودي
وغداة انتهاء القمة العربية – الاسلامية، زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونقل اليه استمرار دعم المملكة من اجل امن لبنان واستقراره ووقف العدوان الذي يرتكب جرائم بحق الشعب اللبناني.
وأكد أن «المساعدات العينية التي تقدمها السعودية إلى اللبنانيين وخصوصا النازحين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساهمة لبلسمة جراح اللبنانيين الذين يعانون ويلات الحرب”.من جهته، ثمن المفتي دريان “المواقف المسؤولة والمشرفة التي أطلقها ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد سلمان في القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض أخيرا والتي أشار فيها إلى الوضعين اللبناني والفلسطيني ودور المملكة الأساسي في دعوتها إلى التحالف الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرضها».
كهربائيا، كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان البنك الدولي وافق على مشروع الطاقة الشمسية في عدد من المناطق بكلفة 250 مليون دولار، كما انه يعمل على مشروع المياه من نهر الأولي، الذي يستفيد منه مليوني شخص من سكان بيروت.
الوضع الميداني
ميدانياً، ولليوم الرابع على التوالي، كثف العدو الاسرائيلي غاراته التدمير الانتقامية على احياء الضاحية الجنوبية لبيروت، ونالت الغبيري حصة كبيرة من التدمير، فضلا عن استهداف دويرة الطيونة التي تربط الضاحية ببيروت بالمناط الشرقية، امتدادا الى البقاع.
ودارت اشتباكات عنيفة، في القطاع المغربي، عندما حاول الجيش الاسرائيلي التقدم نحو طيرحرفا وشمع، ودخلت قوة الى محيط مقام النبي شمعون في شمع، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجنود الاحتلال.
واعلن حزب لله عن قصف تجمع لقوات العدو الاسرائيلي عند الاطراف الشرقية لبلدة طلوسة للمرة السابعة.
وفي القطاع الشرقي، وصلت قوات الاحتلال الى طلوسة وهناك دارت اشتباكات عنيفة، وشوهدت المروحيات تنقل الجنود المصابين الى مستشفى رمبام.
كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن 9عسكريين إسرائيليين أصيبوا في قطاع غزة وجنوب لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية. ووفقاً للموقع الرسمي للجيش، فقد ارتفع عدد العسكريين المصابين في غزة ولبنان والضفة الغربية منذ بداية الحرب ضد الفلسطينيين إلى 5360.
ومن بين المصابين، 2432 جندياً أصيبوا في المعارك البرية في قطاع غزة، بزيادة اصابتين عن 2430 أمس الاول. ومن بين الإصابات الجديدة، أصيب 2 في غزة و7 في الجبهة الشمالية (جنوب لبنان). كما تشير الإحصائيات إلى أن 794 عسكرياً إسرائيلياً قد قُتلوا منذ 7 تشرين الأول 2023، منهم 373 في المعارك البرية في غزة التي بدأت في 27 تشرين الأول من العام نفسه.
"البناء"
بدأت من أوكرانيا تظهر ملامح المشهد السياسي الدولي الجديد، الذي جاء بدونالد ترامب رئيساً والذي شكّل وصوله إيذاناً ببدء مساره، حيث الفشل في الحرب على روسيا رغم حشد كل طاقات الغرب، كان من عوامل فشل الحزب الديمقراطي صاحب مشروع الحرب دفاعاً عن العولمة الأميركية، وحيث أيضاً أولى فقرات إنهاء الحروب غير المحرجة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الملتزم بمواجهة الصعود الصيني الاقتصادي ودعم حروب كيان الاحتلال، لكن الداعي للتفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث لا إحراج في خيارات الحرب كحال الحروب الإسرائيلية، ولا تصادم مع المصالح الاقتصادية الأميركية كحال النزاع مع الصين، وقبل أن يتسلّم ترامب سدة الرئاسة تفاعل الفشل الغربيّ في الحرب مع خشية تلقي مبادرة ترامب نحو روسيا من موقع الهزيمة، بادر المستشار الألماني أولاف شولتز بصورة لافتة وللمرة الأولى منذ عامين، إلى الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاوراً لمدة ساعة، حيث قال المكتب الصّحافي للرّئاسة الرّوسيّة (الكرملين)، في بيان، إنّ محادثةً هاتفيّةً جرت بين الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، والمستشار الألماني أولاف شولتس، وهي الأولى من نوعها منذ كانون الأوّل 2022، موضحًا أنّه “جرى خلال المكالمة تبادل مفصّل وصريح لوجهات النّظر حول الوضع في أوكرانيا”.
لبنانياً، كانت ورقة التفاوض حول وقف إطلاق النار التي سلّمتها السفيرة الأميركية ليزا جونسون لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ومعها زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق علي لاريجاني موفداً من مرشد الجمهورية الإمام علي الخامنئي، محور الاهتمام اللبناني، الورقة التي وصفها لاريجاني بعد لقائه بري حاملاً له رسالة دعم من الخامنئي، قائلاً في حوار مع قناة الميادين، بأنها “يمكن، في بعض نقاطها، التوصل إلى حل مستقبلاً، إذا لم تسعَ واشنطن ومعها “إسرائيل” للعبث بها”.
عن الورقة تحدث بري نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمّن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مسّ بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسيّة أو غيرها في لبنان. وكشف بري أن المقترح يتضمّن نصاً “غير مقبول لبنانياً”، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضمّ عدداً من الدول الغربية. وقال: “هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها”، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006. وإن “الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم”، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى لبنان “رهن بتطوّر المفاوضات وتقدّمها”.
الموقف اللبناني المفاوض تحت النار، يستند الى تراجع إسرائيلي بائن تسببت به نار المقاومة التي قلبت سحر التفاوض تحت النار على رأس الساحر الإسرائيلي، سواء عبر المواجهات البرية الضارية التي دارت على محاور طلوسة مركبا أو طير حرفا – شمع أو عيترون – عيناتا، والتي سجلت فيها المقاومة سيطرة بالنار ألزمت الاحتلال بالتراجع بينما نيران المقاومة بلغت مجدداً تل أبيب.
وفي سياق التفاوض بالنار فإن المفاوضات كلما تكثفت لإنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، اشتدّت الضربات على لبنان وضاعف حزب الله من ضرباته التي توجع الإسرائيلي.
وفيما تسلّم لبنان مسودّة المقترح الأميركي، فقد أفيد أنها تتألف من 5 صفحات و13 بندًا، وتستند إلى القرار 1701 كاملًا، الذي يتمّ درسه حاليًّا مع “حزب الله”، وبحسب المسودة فإن “اللّجنة التي سيتم تشكيلها ستراقب تنفيذ الاتفاق ستكون مؤلّفةً من جهة لبنانيّة وجهة إسرائيليّة والأمم المتحدة، وهناك احتمال بأن تنضم أميركا إليها وفرنسا ودولة عربيّة أيضًا».
وبحسب المعلومات، رفض لبنان توسيع اللجنة، مع تأييد إحياء لجنة تفاهم أبريل 96 المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان و”إسرائيل”، على أن تحل” الأمم المتحدة مكان سورية، كما رفض إشراك ألمانيا وبريطانيا.
كما لفتت المصادر إلى أن “الجيش اللبناني سيكون الجهة الوحيدة المخوّلة بالتحرك عسكرياً مع حصر السلاح بيده، وتقديم الدعم له لضبط المعابر الحدودية ومنع تهريب السلاح مع تعزيز وتفعيل دور قوات اليونيفيل”.
وأمس، نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون هذا المقترح يتضمّن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مسّ بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وكشف بري أن المقترح يتضمّن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدمها”.
وكانت أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان و”إسرائيل” يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن “مشروع الاتفاق بين لبنان و”إسرائيل” يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر”. وتابعت: “وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل”، مضيفة أن “أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة”. وقالت: “وفق مشروع الاتفاق سيتعين على “إسرائيل” سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام”.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى أنّ “إسرائيل” تسعى بمساعدة من القوات الروسية في سورية لمنع حزب الله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب. وأوضحت أنّ الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب الله من العودة جنوباً. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين خشيتهم من أن يقود توسيع “إسرائيل” عمليتها في لبنان إلى حرب استنزاف.
وأشار كبير مستشاري المرشد الأعلى في إيران، علي لاريجاني، إلى أنّ “إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية ولا سيما القرار 1701 وأن إيران تدعم انتخاب اي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون”. واستهلّ لاريجاني زيارته الرسمية إلى بيروت، من السراي، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أكد خلال الاجتماع “أن المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الآخر”. وشدد “على ان الحكومة اللبنانية تعطي الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، من دون أي تعديلات او تفسيرات مغايرة لمضمون القرار ومندرجاته”. وشدد على “ان الاتصالات مستمرة في هذا الإطار بهدف الوصول الى تفاهم”.
ومن عين التينة انتقل للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبعد لقائه قال لاريجاني: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقف الى جانب الجمهورية اللبنانية حكومة وشعباً وفي كافة الظروف وخاصة في ظل الظروف الحالية التي يعيش خلالها الشعب الفلسطيني واللبناني حياة صعبة بسبب ما تقوم “إسرائيل” من اعتداءات والجرائم ضدهما”. وتابع: “الهدف الأساس والرئيس لزيارتنا هذه بأن نقول بملء فمنا نحن سنقف الى جانب جمهورية لبنان حكومة وشعباً وفي كافة الظروف، وكانت لدينا خلال هذه الزيارة مشاورات وتبادل لوجهات النظر في مختلف المواضيع وأتمنى حلحلة كل هذه المشاكل والمصاعب التي يعيشها لبنان وحكومة لبنان بأسرع وقت ممكن. وفقكم الله”.
ورداً على سؤال حول دعم إيران تنفيذ القرار ١٧٠١ أجاب لاريجاني: أي قرار تتخذه المقاومة اللبنانية وأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية نحن نوافق عليه وندعمه. وعما إذا كانت الزيارة لنسف الوثيقة أو المبادرة الأميركية؟ أجاب: نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة وفي كل الظروف نحن نقف الى جانب لبنان والذي ينسف الأوضاع هو نتنياهو وأنصاره وأعوانه، فعليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم.” وهل نقلتم رسالة السيد علي الخامنئي للرئيس نبيه بري تحديداً؟ قال: “نعم تم نقلها”. وسئل لاريجاني: هناك من يتهم الجمهورية الاسلامية الإيرانية أنها تخلت عن المقاومة؟ أجاب: أعتقد بأنكم تأخذون ممازحات كهذه على محمل الجد مَن الذي يروّج لهذا الكلام؟ وعن رسالة إيران لحزب الله؟ أجاب: حزب الله هو تيار صلب ورشيد وأن الشعب اللبناني هو شعب عظيم، وحزب الله بأنفسهم يعرفون كيف يتصرفون. نحن مثلما قلنا سندعم المقاومة في ظل كافة الظروف وهم يعلمون كيف يتصرفون.
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان في بيان بمناسبة 16 تشرين الثاني، عيد تأسيس الحزب، أننا جميعاً في لبنان، معنيّون بتحصين الصمود، كل من موقعه وبالتناسب مع قوّته وقدرته وإمكانيّاته. وواجب الوجوب، صون السلم الأهلي وتحصين وحدة المواطنين والتمسّك بعناصر القوة كلها المتمثلة بثلاثيّة ذهبيّة تقدّم مجتمعة التضحيات والشهداء.
وقال حردان: الواجب يدعونا إلى التشديد على ضرورة قيام دولة المواطنة المدنية الديمقراطية، دولة قوية قادرة وعادلة، معزّزة بالثوابت والخيارات الوطنية وفي مقدّمها الالتزام بخيار المقاومة، وبحماية السلم الأهلي، والتصدّي لمشاريع الفدرلة والتقسيم، والتنسيق والتعاون مع سورية بموجب معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق المثبتة في الدستور، لما لسورية من دور وموقع، جعلا منها قلعة قوميّة للمقاومة وحاضنة لها، مما عرّضها لحرب كونية إرهابية.
وقال: في فلسطين، جميعنا معنيّون بمواجهة آلة القتل الصهيونية التي ترتكب المجازر. فلا يكتمل صمودنا إلا بالوحدة الوطنية والتمسك بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً للتحرير والعودة، بعيداً عن كل اتفاقيات ما زادت عدوّنا إلا غطرسة وإجراماً.
وأضاف: العدو الصهيونيّ يحاصرنا بالنار والإجرام، يقتل أطفالنا ونساءنا والآمنين. وعلى وقع جرائمه الموصوفة ومجازره الوحشيّة، يريد فرض شروطه وأهدافه مستعيناً بموفد أميركيّ ينطق باسمه، في حين تنأى المؤسسات الدولية المعنية بنفسها عن تحمّل مسؤولياتها، واضعة القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية في ثلاجة الموتى، والسلم والأمن الدوليين في مهب الخطر.
وعليه، رأى حردان أنّ القمة العربية ـ الإسلامية التي انعقدت قبل أيام في الرياض، بالمواقف التي تخللتها وبمضمون بيانها الختاميّ، تشكل عاملاً مهماً لكبح جماح العدوانية الصهيونية، إنْ من خلال إعادة الاعتبار للموقف الجامع والموحّد تجاه العدوانية الصهيونية، أو من خلال تشكيل آليات ضغط على القوى والمؤسسات الدولية كي تتوقف عن ممارسة سياسة ازدواجية المعايير، وأن تقف أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً مع الضحية وضد القاتل.
وفي هذا السياق رأى ضرورة قصوى في إطلاق يد الشعوب العربيّة لتشكيل جبهة شعبية عربية لمناصرة فلسطين والمقاومة. وهذا من شأنه أن يشكّل تأسيساً لإعادة ترتيب البيت العربي بما يحقق مصالح الشعوب العربية ومستقبلها، خصوصاً بعدما ثبت أن مَن يقف مع العدو الصهيونيّ ويتبنّى إجرامه، ساقط من عالم الإنسانية.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو وجرى عرضٌ للجهود القائمة، من بينها تلك التي تقوم بها فرنسا، وللأفكار المطروحة، من أجل التوصل الى وقفٍ لاطلاق النار ووضع حد للعدوان الإسرائيلي، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. وشدّد بوحبيب على أن أي اقتراح لحلّ النزاع يجب أن يستند إلى احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه وحدوده المعترف بها دولياً، وإلى القرار 1701 الذي أكدت الحكومة اللبنانية تمسّكها بتنفيذه بكامل مندرجاته وبشكل متوازٍ. وزار ماغرو معراب واجتمع مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وتناول البحث مختلف التطوّرات المحليّة والإقليميّة لا سيما الميدانية والجهود الفرنسية المستمرّة في ما يخصّ التوصل إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية. ووضع السفير ماغرو جعجع في أجواء المساعدات الإنسانيّة التي تقدمها فرنسا والتزامها الوقوف إلى جانب لبنان، وتجسّد ذلك من خلال المؤتمر الدولي من أجل دعم لبنان وسيادته الذي عُقد في 24 تشرين الأول في باريس. كما تناول اللقاء الملف الرئاسي والجهود المستمرّة من قبل الخماسية على رغم صعوبة المرحلة.
وأمس، زار السفير السعودي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وأكد حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم بحق الشعب اللبناني، آملاً في أن تثمر المساعي والجهود الدبلوماسية اتفاقاً لإعادة النهوض بلبنان والعيش بسلام. وشدّد بخاري على أن المملكة العربية السعودية كانت وستبقى إلى جانب لبنان واللبنانيين في السراء والضراء. وأكد أن “المساعدات العينية التي تقدمها السعودية إلى اللبنانيين وخصوصاً النازحين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساهمة لبلسمة جراح اللبنانيين الذين يعانون ويلات الحرب”. وأكد المفتي دريان أن “لبنان لا يمكن إنقاذه وتجاوز المحنة القاسية التي يمر بها من عدوان صهيوني عليه إلا بتعاونه مع أشقائه العرب، ولا خلاص له إلا بتنفيذ القرار 1701 وتطبيق اتفاق الطائف والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ليكون للدولة رأس يحظى بأصوات أغلبية النواب بمشاركة كل المكونات اللبنانية من دون استثناء وتأليف حكومة قوية وفاعلة وتفعيل مؤسسات الدولة والعيش في كنفها”.
وتوجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول: “قطع المجرة الشمسية كلها أسهل من النيل من سلاح المقاومة، ولا قيمة للبنان بلا المقاومة، وأنصح البعض ألا يتطوّع لمهمة لا تستطيع “إسرائيل” القيام بها، وما يجري حرب بحجم المنطقة، وسلاح المقاومة ضمانة بحجم هذه الحرب، ولا مصلحة لأحد بلعب دور “إسرائيل” في لبنان”. وأضاف: “في هذا السياق، أشدّد على قيمة الجيش الوطنية ووظيفته العليا بالشراكة الميثاقية وتوظيفاتها الفعلية، ولا محلّ في هذا البلد للثأر الطائفي أو السياسي، ولبنان بتركيبته السياسية لن يتغيّر ولا يحلمنّ أحد بالتغيير أو اللعب بالموازين الوطنية”.
وميدانياً، استمرت الغارات الإسرائيلية في إطار سعي “إسرائيل” لفرض شروطها التفاوض بالنار. ففي أقل من 48 ساعة، نفذت “إسرائيل” 11 غارة على منطقة الغبيري، وكثفت عداونها على مناطق الضاحية الجنوبية. واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى في محلة الجاموس في منطقة حارة حريك، وغارة أخرى استهدفت محيط الكفاءات قرب مدارس المهدي. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي، سلسلة غارات على مناطق حارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية واستهدفت احدى الغارات منطقة برج البراجنة على مسافة غير بعيدة عن المدرج الشمالي لمطار بيروت. وجنوباً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على الخيام، وطير حرفا جنوبي صور، كما أغار على منزل في بلدة برج رحال حي الضهور. وعلى أربع دفعات متتالية، أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة تبنين مستهدفا عدداً من المنازل.
واستمرّ القصف الإسرائيلي، على مثلث طير حرفا – الجبين وشيحين وحتى بلدتي يارين وأطراف علما الشعب بالقذائف الثقيلة من عيار 155 ملم وسط تخليق للطيران الاستطلاعي والمسير فوق أجواء حرج صور والقطاع الغربي على علو منخفض.
كذلك أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة جباع في منطقة إقليم الخروب، بعدما أغار عليها ليلاً أيضاً.
وسجل قصف إسرائيلي عنيف على بلدتي المنصوري ومجدل زون وصولاً لبلدة بيوت السياد وضهور البياضة في جنوب صور. وبمسيّرة معادية استهدفت غارة المساكن الشعبية – الزراعة في صور. وفخّخ جيش العدو وفجّر مقام النبي شمعون الصفا ومنازل مجاورة بعد انسحابه من بلدة شمع قضاء صور.
ونفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجّه مستهدفاً محيط تلة علي الطاهر في أطراف النبطية الفوقا، وكذلك، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي على المناطق والمراكز التجارية والسكنية في النبطية التي شملها تهديد الجيش الإسرائيلي، فشن 4 غارات تعد الأعنف منذ بداية العدوان وأسفرت عن تدمير مركز تجاري كبير ومحيطه وسط المدينة وسنتر “خياط” في المدينة.
وارتكبت “إسرائيل” مجزرة مروعة ليل أول امس، في بلدة عربصاليم في منطقة إقليم التفاح حصدت 6 شهداء بينهم 5 مسعفين عندما استهدفت الطائرات الحربية المعادية مركزهم في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في عربصاليم.
وفي بعلبك، أدّت الغارات العنيفة ليل أول أمس، إلى استشهاد 20 مواطناً، بينهم 12 شهيداً، قضوا في مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في دورس. واستهدفت الغارات الإسرائيلية مساء أمس بعلبك ومحيط بلدة الخضر وحارة الفيكاني في زحلة.
في المقابل، استهدف حزب الله قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخية. وأعلن الحزب عن استهداف قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة. وأعلن حزب الله عن استهدافه تجمّعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الغربية لبلدة الجبين، بصاروخٍ موجّه، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. وللمرة الثالثة، استهدف الحزب تجمعًا لقوات جيش العدو عند الأطراف الشرقية لبلدة طلوسة. وفي سلسلة بيانات متتالية أعلن الحزب عن استهدافه لتجمعات القوات الإسرائيلية في بوابة العمرا عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، وتجمع آخر في بلدة مارون الراس، بمحلقة انقضاضيّة كبيرة، وأصابت هدفها بدقة. ومساء أمس، استهدف الحزب تجمّعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مرتفع القبع عند الأطراف الجنوبيّة الشّرقيّة لبلدة مركبا؛ بصليةٍ صاروخيّة
"الشرق"
اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحافي امس تسلمه المقترح الأميركي لوقف اطلاق النار، نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان. وكشف بري أن المقترح يتضمن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006. وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدمها». ورداً على سؤال عن استهداف إسرائيل مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال رئيس المجلس، «يبدو أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه… لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور (ما بتمشيش معنا)».
من جهة ثانية، استقبل بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير المجر في لبنان فيرنز تشيلاغ الذي سلمه رسالة من نظيره المجري لاسلو كوفير، اكد فيها «ان لبنان شريك رئيسي في لعب دور لا غنى عنه في المنطقة»، مشيرا الى «أن المجر ستظل ملتزمة بتعزيز إستقرار الدولة اللبنانية»، منوها بدور المجلس النيابي اللبناني الذي له دور حاسم»، معربا عن أمله بـ»إستمرار التعاون بين البرلمانين والعمل في سبيل تعميق العلاقات الودية بين بلدين. والزيارة كانت مناسبة، تم في خلالها عرض الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية.
واستقبل بري محافظ بيروت القاضي مروان عبود وعرض معه الاوضاع العامة، لاسيما أوضاع النازحين.
"الشرق الأوسط"
دخلت مساعي حل الصراع الدائر في لبنان بين إسرائيل و«حزب الله» مرحلة الأوراق التفاوضية لأول مرة منذ توسع الحرب أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي بعد تسلم رئيس البرلمان نبيه بري اقتراحاً أميركياً مكتوباً، تلته نقاشات مع الأميركيين و «حزب الله» الذي سبق له أن فوض بري بالمفاوضات.
وأفادت مصادر دبلوماسية في بيروت «الشرق الأوسط» بأن الورقة الأميركية مكونة من نحو 13 بنداً، أكثرها جدليةً بندٌ يعطي للطرفين «حق الدفاع عن النفس»، الذي يخشى لبنان تحوُّله إلى «حرية الحركة» التي طالبت بها إسرائيل ورفضها لبنان، بالإضافة إلى بند يقضي بإنشاء لجنة مراقبة لتنفيذ القرار الدولي «1701» الذي أنهى حرب عام 2006، وينص على منطقة خالية من المسلحين جنوب نهر الليطاني. وأشارت المصادر إلى أن لبنان يعترض على تأليف هذه اللجنة التي تريدها واشنطن برئاستها، وقد اقترح المفاوضون اللبنانيون سابقاً توسيع اللجنة الحالية لتضم الولايات المتحدة وفرنسا، بعد اعتراض بري على بريطانيا وألمانيا.
وفيما ينتظر أن يرد لبنان على الورقة الأميركية «قريباً جداً» بورقة مكتوبة أيضاً تتضمن ملحوظات الجانب اللبناني. وقد أكد الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» تسلمه المقترح الأميركي، نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وكشف بري أن المقترح يتضمن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدمها».
ورداً على سؤال عن استهداف إسرائيل مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال رئيس المجلس، «يبدو أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه… لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور (ما بتمشيش معنا)».
وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه يرى أن هناك حاجةً لمزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبراً عن أمله في التوصل إليه. قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «التقدير في إسرائيل هو أن (حزب الله) قادر على مواصلة الحرب، ولن يتعجل في قبول مقترح التسوية»، مشيرة إلى أن «تقديرات إسرائيل أن (حزب الله) والحكومة اللبنانية لن يقبلا حرية عمل إسرائيل في حالة حدوث انتهاكات».
وقالت «هيئة البث الإسرائيلية»، الجمعة، إن مشروع الاتفاق بين إسرائيل ولبنان يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701، وإنه يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر. ووفق مشروع الاتفاق، فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة بالجنوب مع اليونيفيل. وأن أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة، مشيرةً إلى أنه وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا