إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 20 24|08:54AM :نشر بتاريخ
"الأخبار":
ما يجري في الميدان يعكس إلى حد بعيد مسار المفاوضات السياسية التي تكثّفت مع بدء الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين محاولته «الأخيرة» من بيروت، قبل أن ينتقل «في أي وقت» إلى تل أبيب. وفي مقابل «الصمت الرسمي» السائد في كيان الاحتلال، كثّف جيش العدو هجماته ليلاً، تحديداً على مدينة الخيام، لتطويقها تمهيداً لدخولها، وهي محطة مفصلية ستكون لنتائج المعركة آثار على موقف إسرائيل من مشروع التسوية السياسية.
بعبارة «الحل أصبح قريباً»، اختصر هوكشتين نتائج ساعتين من المحادثات في عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي علّق بأن «الأمور ماشية من صوبنا، وهناك عمل إضافي يتعلق بالصياغة». وهو ما فسّر تمديد هوكشتين إقامته في بيروت، حيث التقى ليلاً المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، على أن يزور تل أبيب خلال الساعات الـ36 المقبلة.
وليلاً، صدرت تسريبات إضافية عن اجتماعات السفارة الأميركية، حيث كان حمدان على اتصال دائم مع رئيس المجلس، كما جرى استمزاج آراء خبراء قانونيين بشأن بعض المصطلحات المتعلقة بالاتفاق، من بينها نقطة حساسة تتعلق بفقرة الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسط خشية لبنانية من العودة إلى ما قبل الخط الأزرق، إذ تسعى إسرائيل إلى تثبيت الوضع القائم حالياً لجهة تركها بعض النقاط واحتفاظها بأخرى، واعتبار الخط الأزرق حدوداً دائمة. كما شملت الصياغة البند المتعلق بلجنة المراقبة للقرار وكيفية إشراك الجانبين الأميركي والفرنسي في اللجنة إلى جانب لبنان وإسرائيل وقوات الأمم المتحدة.
ونقلت قناة «سكاي نيوز» الإماراتية عن مصادر لبنانية أن الجانب الأميركي «يطالب بأن يكون انتشار الجيش على الحدود في ثكن وتجمعات عسكرية وليس كما هو الآن حيث يقتصر الانتشار على بضع نقاط مراقبة وعدد قليل من الجنود». وأضافت أن «الصيغة الأميركية بشأن تفكيك بنى حزب الله التحتية لم تكن واضحة، ولبنان يحبّذ استخدام الصيغة نفسها الواردة في القرار 1701، وأن الجانب اللبناني يطالب بتوضيح الصيغة المتعلقة بكيفية تفكيك البنى التحتية لحزب الله جنوب الليطاني». كما أشارت إلى أنّ «من النقاط العالقة التي تتم معالجتها مسألة لجنة المراقبة، ولبنان يبدي مرونة بشأن إشراك بريطانيا فيها بعد ضغط أميركي».
وفي ما يتعلق بالبند الخاص بالدفاع عن النفس، نقلت القناة أن «الصياغة الجديدة تفيد بأن لكل طرف حق الدفاع عن النفس إذا اعتُدي عليه، على أن تضمن الولايات المتحدة عدم إقدام إسرائيل على تنفيذ ضربات استباقية، وهذا ما سمح بتجاوز الخلاف بشأن البند الذي كان يذكر أنه يحق لكل طرف الدفاع عن نفسه».
وكان هوكشتين أكّد بعد لقاء بري أنّ «الاجتماع كان بنّاءً للغاية ونحن أمام فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية للنزاع، وهذه لحظة اتخاذ قرار، والنافذة مفتوحة الآن». ولاحقاً، نُقِل عن بري أن «الوضع جيد مبدئياً»، موضحاً أمام زواره أن ما تبقّى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن ممثّلاً عنه وآخر عن الأميركيين سيلتقيان لمناقشة بعض التفاصيل التقنية والبتّ فيها، قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون بمغادرة هوكشتين إلى إسرائيل، «وننتظر ما سيحمله من هناك». وكرّر بري الكلام نفسه مساء أمام زواره، مشيراً إلى أن «جولة هوكشتين هي الأخيرة ولن تكون هناك جولة أخرى»، مع الإشارة إلى أن «المفاوضات هذه المرة تستند إلى شيء، بانتظار الجواب الإسرائيلي». وأكّد بري أن «الضمانات في ما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين». وعمّا إذا كانت المسوّدة التي يجري البحث فيها قد نوقشت مع الإسرائيليين، أجاب بري: «هوكشتين يقول إنه نسّق مع الإسرائيليين في ما يخص المسوّدة».
ومن عين التينة انتقل هوكشتين إلى منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعُقد اجتماع غير طويل بحضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب والسفيرة الأميركية ليزا جونسون. وصدر بعد الاجتماع بيان عن ميقاتي أكّد فيه أن «الأولوية لدى الحكومة هي وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الأراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية».
أما حزب الله فقد واصل صمته، وأجّل الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم كلمة كانت مقرّرة له عصر أمس إلى وقت لاحق، فيما قال نائب رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي لقناة «الجزيرة» إن الحزب لن يتعاطى إعلامياً مع ملف المفاوضات، وإنه لا يهتم بغير أمور الميدان، داعياً إلى الحذر بسبب تجارب الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل التي كانت تنسف أي اتفاق في اللحظة الأخيرة.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن «التفاهم قائم حول كل البنود المذكورة في المسوّدة، وإن البحث القائم حالياً، يتعلق بإشكالية واحدة تتصل بالحدود وهي عقدة العقد، وكان معروفاً منذ وصول المسوّدة إلى بيروت أنها ستكون العقبة الرئيسية في الاتفاق».
وأضافت المصادر أن هناك «تكتماً شديداً حول تفاصيل هذه النقطة بالذات»، ومن غير المعروف ما إذا كانت تتصل بالنقاط الـ 13 المتنازع عليها والتي ينص القرار 1701 على الانسحاب منها. وفي هذا السياق، كانَ لافتاً بيان تكتل «لبنان القوي» أمس، الذي أشار في أول فقرة منه إلى «مسؤولية لبنان بألّا يتنازل عن أي مستوى من مستويات السيادة ولا سيّما ما يتصل بالحدود البريّة المُرسّمة أصلاً منذ عام 1923 بحسب اتفاق بوليه – نيوكمب»، متخوّفاً من عدم وجود أي نيّة إسرائيلية لوقف الحرب.
تفاؤل في بيروت وتشاؤم في تل أبيب… وبري يحسم: «من صوبنا كل شي خلص»
وفي تل أبيب، كانت الصورة «غامضة إلى حدود كبيرة»، إذ لم يُسجّل أي موقف لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ولا حتى تسريبات من جانب الجيش والمؤسسة الأمنية، لكنّ وسائل الإعلام، التي لم تهتم بالموضوع كثيراً بخلاف المرات السابقة، تولّت بث أجواء متشائمة. فيما أشارت «القناة الـ12» العبرية إلى أن الأميركيين «يظهرون جدية بالغة في التوصل إلى اتفاق، ويؤكدون أن هناك تنسيقاً بين إدارة الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب، وكلاهما مصمّم على التوصل إلى اتفاق. وأبرز الأدلة على ذلك قرارهما وضع جنرال أميركي على رأس لجنة المراقبة. إلا أن إسرائيل تشكك في ذلك. وتعتقد بأن «حزب الله يناور ولن يقبل بالشروط الإسرائيلية».
لكن، كانت لافتة تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية السابق اللواء عاموس يدلين بأن «هناك تقدماً كبيراً»، وذلك بعد عودته من واشنطن حيث «عقد لقاء شخصياً مع هوكشتين قبل أيام». وقال يدلين إن «الاتفاق مع لبنان يتقدم بشكل كبير، وليس مستبعداً أن يُعلن إنجازه نهاية هذا الأسبوع». وأضاف: «الأمر الأهم هو أن الاتفاق بيننا وبين واشنطن حول الضمانات الأميركية بات جاهزاً. وإذا تم اتفاق في بيروت فسيتم توقيعه والانطلاق إلى التنفيذ».
لكنّ صحيفة اليمين «يسرائيل هيوم» نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «التوصل إلى اتفاق لن يكون في الأيام القريبة على ما يبدو». وكشفت «أن الجيش الإسرائيلي صادق على خطط أخرى لمهاجمة الضاحية الجنوبية لبيروت، وتنفيذ اغتيالات أينما يتاح في لبنان، حتى في بيروت الشرقية (ذات الغالبية المسيحية)، واستمرار استهداف مواقع حزب الله في جنوب لبنان».
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن «الاتفاق مع لبنان لا يساوي الورق الذي يُطبع عليه». وقال نتنياهو نفسه، خلال اجتماع الكابينت السياسي – الأمني، وكذلك أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إنه «ليس مهماً ماذا سيُكتب في الاتفاق، فالورقة هي مجرد ورقة وحسب».
من جهتها نقلت قناة «كان» عن مسؤولين أن «العقبة الرئيسية أمام اتفاق وقف إطلاق النار هي حرية عمل الجيش في لبنان»، مشيرة إلى أن «نقطة الخلاف الرئيسية حول التقدم في الاتفاق مع لبنان تتعلق بحرية عمل إسرائيل في لبنان في حال انتهاك الاتفاق».
ورغم بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي أكّد «أننا حقّقنا تقدماً بشأن وقف إطلاق النار في لبنان لكن لا يمكن التنبؤ بموعد التوصل إلى اتفاق»، استمرت وسائل إعلام العدو في الترويج لأجواء متناقضة. فنقلت القناة 13 عن مصادر أنه «لم يتم الاتفاق حتى الآن على زيارة هوكشتين إلى إسرائيل بسبب الفجوات الكبيرة التي لا تزال قائمة بين إسرائيل ولبنان»، وأن «البند الذي لا يزال يشكل عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق هو المطلب الإسرائيلي بحرية العمل في جنوب لبنان»، كاشفة أن «إسرائيل تطالب بوجود جنرال أميركي في لبنان ليكون عنواناً لشكاوى إسرائيل حول انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار»، لذا فإن «التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن محادثات التسوية في لبنان ستستغرق وقتاً». ونقلت أيضاً عن الوزير أفي ديخهر أن «التفاؤل المفرط في ما يتعلق في لبنان خاطئ ويجب أن نواصل ضرب حزب الله».
وأشارت قناة «كان» إلى أن التقييم في المؤسسة الأمنية هو أن «حزب الله يعتزم تكثيف إطلاق الصواريخ، خاصة على وسط البلاد في الأيام القليلة المقبلة، كوسيلة للضغط من جانبه للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن».
عون يبحث مع هوكشتين حاجات الجيش لضمان خطة انتشار كاملة في الجنوب
اللقاء الرسمي الأخير للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين، أمس، كان مع قائد الجيش العماد جوزف عون، وناقشا فيه مسائل تتعلق بدور الجيش في الجنوب في المرحلة المقبلة. وقد عرض عون خطة أولية مُعدّة منذ أشهر للانتشار في الجنوب، كما عرض حاجات الجيش من دعم تسليحي ولوجستي ومالي للقيام بدوره.
وكانت الحكومة أقرت في 14 آب الماضي «موافقة مبدئيّة» على اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي، تطويع 1500 عنصر جديد لصالح الجيش، ضمن خطة أعدّتها المؤسسة لتطويع 6 آلاف جندي، قبل أن تضع خطة لانتشارها.
وقالت مصادر قريبة من الجيش إن «خطة الانتشار لا تزال قيد الدرس، بانتظار القرار الذي ستبلغه الحكومة إلى قائد الجيش استناداً إلى الاتفاق الذي سيتم مع العدو الإسرئيلي عبر الأميركيين»، مشيرة إلى أن «خطة الانتشار مرتبطة بحدود التفويض الذي سيُعطى له». ولفتت المصادر إلى أن «الجيش لا يستطيع صياغة خطة من دون معرفة حدود هذا التفويض ومعرفة ما إذا كان المطلوب منه الدخول إلى جنوب الليطاني وإقامة مراكز له، أم القيام بمسح كامل للمنطقة»، مضيفة أن «قيادة الجيش قررت خطة تطويع ما يقارب 5000 جندي إضافي، لكنّ الأمر مرهون بالقرار السياسي».
وأضافت المصادر أن «قائد الجيش ينتظر أن تحدد الحكومة عنوان هذا الانتشار، وهل يقتصر على تثبيت الأمن وضبط الوضع على الحدود أم يتجاوز ذلك؟ وهل سيحصل الانتشار بشكل تدريجي وبطريقة مدروسة وعلى «الناعم»؟ ونقلت المصادر أن «قائد الجيش يدرك حساسية الوضع جيداً، ويعلم أنه يجب أن يكون حذراً في التعامل مع الواقع على الأرض والناس، ولن يجتهد من نفسه إلا بناءً على قرار الحكومة الذي سيكون منسّقاً حتماً مع الفريق السياسي المعني وهو حزب الله وحركة أمل».
ولفتت المصادر إلى نقطة مهمة ناقشها قائد الجيش مع الرئيسين بري وميقاتي تتعلق بالفراغ الذي سيتركه الجيش في الداخل، إذ إن هناك نقاطاً ينتشر فيها أمنياً بسبب غياب الأجهزة الأخرى، سيكون مضطراً إلى إخلائها.
يشار إلى ان رئيس الحكومة ينتظر نقاشاً مع وزير الداخلية القاضي بسام المولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لتعزيز وحضور قوى الأمن الداخلي، خصوصاً في الأماكن التي قد يخليها الجيش، علماً أن قوى الأمن تطالب بدورها بتطويع عناصر وبزيادة موازنتها لتلبية حاجات العسكريين.
"النهار":
وسط ارتفاع صوت الاحتجاجات المعارضة حول تفرّد فريق سياسي في التفاوض مع الأميركيين وإسرائيل بمعزل عن الأصول الدستورية وفي غياب رئيس الجمهورية، أحاط الغموض الكثيف الذي ظللته آمال ضعيفة مشوبة بشكوك قوية بأحدث وربما آخر زيارة يقوم بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت ساعياً وراء اختراق صعب بوقف نار يوقف الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”.
ولعل غياب الوضوح تسريباً وتصريحاً عن نتائج “المفاوضات” التي دارت في عين التينة وأعقبتها جولة مكملة في السفارة الأميركية في عوكر بين هوكشتاين وممثل عن بري هو مستشاره الاعلامي علي حمدان لتذليل ما يمكن تذليله، مما قد تعتبره إسرائيل اطاحة بمشروع وقف النار يتحمل الجانب اللبناني المفاوض تبعته عكس التعقيدات التي كانت لا تزال تعترض المفاوضات، علماً أن إرجاء كلمة كانت مقررة للأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم جاء في اطار إزالة عقبات اللحظة الأخيرة أمام وساطة هوكشتاين.
ولكن الإسرائيليين سارعوا إلى زرع مزيد من الشكوك حين بثت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، “لم نتلق تأكيداً بوصول هوكشتاين لإسرائيل غداً (اليوم) وهذا يعتمد على التطورات في لبنان”. واعتبر الرئيس بري رداً على استيضاحات “النهار” أن هوكشتاين يقوم بالمحاولة الأخيرة قبل تسلّم الجمهوريين الحكم. وأبدى بري ارتياحه إلى ما توصل إليه مع الموفد الأميركي ولكن تبقى العبرة في التنفيذ. ولفت إلى أنه كان تلقى اشارات إيجابية منه وأن الاتصالات ظلت مستمرة بينهما حتى بعد الظهر. ورأى بري أنه في حال وافق نتنياهو على خلاصة ما توافقنا عليه مع هوكشتاين يكون قد تحقق شوط كبير وإذا تم التوصل إلى وقف النار تصبح مهمة انتخاب رئيس الجمهورية أسهل و”تكون خاتمة الأحزان”.
وسعى هوكشتاين إلى اظهار مسحة تفاؤلية من عين التينة من باب إظهار أن مهمته تأخذ طريقها نحو الإيجابية وأنه يمكنه تقريب المسافات الخلافية بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي انطلاقاً من قاعدة القرار 1701 الذي يشكل حجر الأساس في ترتيب الامور الأمنية أقله في منطقة جنوب الليطاني ومن دون أن يوافق “حزب الله” على توسيع “شعاع” الورقة الأميركية على طول الخريطة اللبنانية.
وقد لفت هوكشتاين في معرض حديثه إلى أن من حق لبنان أن يعترض على نقاط في اقتراحه لكن ما يضعه اللبنانيون من اعتراضات “ليس في مرتبة القداسة”. وبعد زيارته لعين التينة كانت هناك جولة ملحقة بالمحادثات في السفارة الأميركية يبدو أنها خصصت لصياغات وتعديلات حيال بعض ما طرح بين هوكشتاين وبري وبعدما أخذ الأخير موقف “حزب الله” منها.
لقاء عين التينة بين هوكشتاين وبري في حضور السفيرة ليزا جونسون استمر زهاء ساعتين تحدث بعده هوكشتاين باقتضاب قائلاً: “استمرينا بتضييق الفراغات اليوم أيضاً، والاجتماع كان بناءً للغاية ومفيداً للغاية، وعدت لأن أمامنا فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة إتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل إتخاذ هذا القرار. لكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول إلى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريباً من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل الى حل”. واوضح: “لن آخذ أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن وأنا ملتزم القيام بكل ما بوسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي إسرائيل، للوصول إلى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة”.
بعدها، التقى هوكشتاين والسفيرة جونسون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وجدد ميقاتي التأكيد أن “الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية”. وشدّد على “تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب”. كما التقى قائد الجيش العماد جوزف عون وعرض معه جهوزية الجيش للانتشار في الجنوب.
المعارضة والتفاوض
وسط هذه التطورات تفاعلت ظاهرة حصر التفاوض برئيس المجلس في أوساط المعارضة. فأكد تكتل “الجمهورية القوية” والهيئة التنفيذية في حزب “القوات اللبنانية”، “أنّ التفاوض الجاري هو بين إسرائيل و”حزب الله” وليس بين إسرائيل والدولة اللبنانية، ولا يعبِّر عن إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم إلى سيادة ناجزة تم تغييبها منذ 34 عامًا إلى اليوم”، وشددا على أنّ “أي تفاوض يجب أن تتولاه الدولة حصراً، وينبغي أن يتم وفقا للأحكام الدستورية المعنية، كما يجب أن يكون بشروط الدولة، أي وفقًا للنصوص المرجعية، بدءًا باتّفاق الطائف، وصولاً إلى القرارات الدولية 1559، 1680 و1701، وأي تفاوض يجب أن يتولاه رئيس الجمهورية”.
من جهته، رفض المكتب السياسي الكتائبي “أن يكون “حزب الله” هو المفاوض الأوحد عبر أي وسيط كان”، وسأل عن “مصدر سلطة المفاوضين لقبول أو رفض قرارات ستلزم لبنان واللبنانيين لسنوات إلى الأمام، في حين أن مصيرية المرحلة تفرض مساراً لا يخرج عن الأصول الدستورية لا سيما في غياب رئيس للجمهورية وتحتم إطلاع الرأي العام على حقيقة المداولات.
ولم تتبدل صورة الوضع الميداني بل بدات تتظهر صورة تعميق توغّل القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية حيث تباهى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أمس بنشر صوره جوالاً في مواقع حدودية احتلها جيشه. وشهدت العمليات تصعيداً واسعاً بعدما شن الطيران الإسرائيلي، فجراً، غارة على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية من دون سابق انذار، فيما لم تهدأ الغارات على قرى الجنوب، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط وجرح خمسة جنود من لواء غولاني، كما أعلن في المقابل قتل “قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لـ”حزب الله” علي توفيق الدويك في كفرجوز”.
"الجمهورية":
بات الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين ليلته في بيروت، متابعاً بعض النصوص والامور التقنية المتعلقة بمشروع الحل لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، مع مستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان وآخرين، ومتواصلاً مع تل ابيب التي سينتقل اليها اليوم، لتكون عودته منها او عدمها مؤشراً إلى ما سيكون عليه الموقف الإسرائيلي منه، وبالتالي على مصير الحل نجاحاً او فشلاً. وقد اكّد هوكشتاين انّ محادثاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بأنّها «كانت بنّاءة»، مؤكّداً انّ «الحل اصبح قريباً من أيدينا»، و»اننا امام فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية للنزاع».
من الواضح انّ لبنان أدّى ما يتوجب عليه لإنجاح مساعي وقف إطلاق النار، عبر تلقفه المقترح الأميركي بمرونة وإيجابية، مع إبداء ملاحظات مشروعة ومبرّرة لضمان آلية تطبيق القرار 1701 بنحو لا يتعارض مع مقتضيات السيادة.
وبهذا السلوك البراغماتي للدولة والمقاومة، نجح المفاوض اللبناني في إعادة الكرة إلى الملعب الإسرائيلي، وفي عدم إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذريعة لتحميل الطرف الآخر مسؤولية إحباط المسعى الأميركي.
ولعل مجرد مجيء هوكشتاين إلى بيروت كان في حدّ ذاته مؤشراً إلى تسجيل تقدّم على المسار اللبناني من المفاوضات، ثم أتت تصريحاته بعد لقائه الرئيس نبيه بري لتعزز الانطباع بأنّ هناك فرصة لإنهاء الحرب، وبأنّ لبنان لاقى الحراك الأميركي في منتصف الطريق وبادر الى تأمين شروط نجاحه.
من هنا، قالت أوساط مواكِبة للمسار الديبلوماسي لـ«الجمهورية»، انّ مصير الوساطة الأميركية بات الآن رهناً بطبيعة الموقف الاسرائيلي حيال ما تمّ التوصل اليه بين هوكشتاين وبري المفوض من «حزب الله»، مشيرة إلى انّ التعاطي اللبناني المرن مع الورقة المقترحة سيشكّل اختباراً لحقيقة النيات الإسرائيلية، وسيكشف ما إذا كانت تل أبيب مستعدة حقا لإنهاء العدوان.
ولفتت هذه الاوساط إلى «انّ الحذر يبقى ضرورياً في انتظار تبيان فحوى الردّ الاسرائيلي»، مشدّدة على «وجوب الأخذ في الحسبان انّ نتنياهو قد يلجأ إلى المراوغة والمناورة للتملّص من الموافقة على وقف اطلاق النار في هذا التوقيت، تماماً كما فعل في قطاع غزة، حين كان يعمد إلى اللف والدوران كلما كانت جولات التفاوض تقترب من تحقيق نتيجة إيجابية».
واكّدت الاوساط انّ «الميدان يبقى الضمان الوحيد لإقناع قيادة الكيان الإسرائيلي بوقف إطلاق النار ولو بعد حين، إذا كانت ستجهض الفرصة الحالية بسبب تعنتها ومكابرتها».
تأجيل كلمة قاسم
وإلى ذلك، أوحى تأجيل الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم كلمته التي كانت مقرّرة بعد ظهر أمس، بأنّ «الحزب» في صدد جولة مشاورات حساسة حول الطروحات التي خرج بها اجتماع بري وهوكشتاين. وقالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ هذه المشاورات ستشمل حتماً الحليف الإيراني الذي يواكب من كثب حركة هوكشتاين وما سينتج منها. وقد أوفد إلى بيروت قبل أيام كبير مستشاري المرشد الايراني علي لاريجاني لمواكبة الحراك السياسي الجاري ميدانياً.
واضافت المصادر، أنّ هوكشتاين تريث في الانتقال سريعاً إلى إسرائيل بعد ظهر أمس، بعد لقاءاته مع بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، لأنّه أراد قبل ذلك أن يتبلّغ الموقف الدقيق والنهائي من جانب «الحزب». وعلى الأرجح، هو يأمل أن يحصل عليه لاحقاً في لقاء ثانٍ تردّد أنّ هوكشتاين سيعقده مع فريق عمل رئيس المجلس، كي تأتي الأجوبة التي سيحملها إلى إسرائيل واضحة وثابتة.
وبناءً على هذه الوقائع، رأت المصادر أنّ جولة المفاوضات الحالية التي يقودها هوكشتاين ستكون حاسمة في مسار الحرب الدائرة، فإما أن تتوصل إلى ابتكار صيغة ترضي جميع القوى المعنية وإما أن تدخل الحرب في مراحل أكثر دموية وتدميراً. وفي هذا السياق، تعتبر المصادر أنّ الغارة الإسرائيلية على محلة زقاق البلاط في قلب بيروت أمس الاول كانت من المؤشرات المثيرة للقلق.
وفي السياق، لفتت مصادر اطلعت على تفاصيل ما جرى مع هوكشتاين لـ«الجمهورية» ليل أمس، انّ التشكيك بمهمّته في تل أبيب مردّه إلى أنّه من المحتمل ان يكشف نتنياهو عن شروط جديدة، إن لم يكن مستعداً للتهدئة على الجبهة الجنوبية منعاً لإعطاء أي مكسب للرئيس الاميركي الحالي جو بايدن. لكن ذلك قد يكون صعباً هذه المرّة، إن صح الحديث عن حصول توافق تام بين بايدن وخلفه دونالد ترامب على المخارج التي تريدها واشنطن للوضع في جنوب لبنان لمصلحة جميع الأطراف. وعندها لن يكون هناك داعٍ لانتظار دخول ترامب إلى البيت الابيض للحديث عن التهدئة، فهو قادر على تحقيق الإنجازات قبل دخوله المكتب البيضاوي.
مزايدات إسرائيلية
وفي الإطار عينه، لفتت مراجع ديبلوماسية عبر الـ«الجمهورية» إلى قلق متزايد من موجة مزايدات اسرائيلية بين أعضاء حكومة نتنياهو، الذين يستعدون من اليوم للانتخابات المقبلة منتصف السنة الجديدة، وقد وجدوا في ما يجري في غزة ولبنان مناسبة لتسجيل مواقف مسبقة. ومن مظاهر هذه الحالات المؤذية لعملية السلام في غزة ولبنان، ما نُقل أمس عن وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكل الذي يفيض تشدّداً عن رفاقه «أنّ اي اتفاق لإنهاء الحرب على لبنان يجب أن يتضمن إلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية». مضيفاً: «كما يجب أن يتضمن طرد قوات «اليونيفيل» من جنوب لبنان بعدما ثبت أنّها «فشلت في مهمتها».
وانتهت هذه المصادر إلى القول، انّ وزير الشتات الذي لم يُسمع له صوت من قبل في الحوار داخل الحكومة بين المتشددين والحمائم، يسبق بكثير طروحات وزير الطاقة الذي كان يطالب بإلغاء الاتفاق البحري مع لبنان، قبل ان يُقال له انّ مثل هذا التفاهم يحظى بالرعاية الاميركية، وانّ الوثائق المتبادلة سُجّلت وأودعت لدى دوائر الأمم المتحدة المعنية بالحدود البحرية بين المناطق الاقتصادية الخالصة بين أي دولتين.
ونقلت قناة «الحدث» عن «مصادر ديبلوماسية» قولها إنّ «ما اتفق عليه بري وهوكشتاين «جيد» شرط أن يوافق عليه نتنياهو». واضافت: «بري يقول إنّ الميدان العسكري يُترك لأصحابه». ونقلت عنه قوله: «الميدان السياسي لنا». ولفتت إلى أنّ «هوكشتاين تلقّى إشارات من ترامب تساعده في مهمّته ببيروت وتل أبيب». وختمت: «هذه المحاولة الأخيرة لهوكشتاين في مهمّته بين بيروت وتل أبيب».
الموقف الأميركي
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، امس، عن تحقيق تقدّم في جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، لكنها أكّدت أنّ تحديد موعد الوصول إلى اتفاق لا يزال غير ممكن. وأشارت إلى أنّ الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الأطراف المعنية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في لبنان، مع ضمان عودة السكان على جانبي الحدود. وأكّدت أنّ الاتفاق قابل للتحقيق، لكنه يتطلّب تعاونًا من كلا الجانبين. كما شدّدت على أهمية تطبيق القرار الأممي 1701 بكامله، الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
«الحل قريب»
وكان هوكشتاين ناقش في لقاءاته مع بري وميقاتي مقترح وقف اطلاق النار، وقال انّ «أمامنا فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية النزاع». واكّد بعد اللقاء مع بري الذي دام نحو ساعتين في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس النيابي علي حمدان: «لقد أجريت الآن لقاء مع الرئيس بري، استمرينا في تضييق الفراغات اليوم أيضاً، والإجتماع كان بنّاءً للغاية ومفيداً للغاية، وعدت لأنّه أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة إتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل إتخاذ هذا القرار. لكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول الى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريباً من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أنّ الأيام القريبة والمقبلة ستصل الى حل».
وختم قائلاً للصحافيين: «لن آخذ أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن، وأنا ممتن للنقاش البنّاء مع الرئيس بري، وأجرينا أيضاً لقاءً بنّاءً مع رئيس مجلس الوزراء ومع غيره، وأنا ملتزم للقيام بكل ما بوسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي اسرائيل، للوصول الى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة، وسأكرّر ما قلته: لقد أجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق والفراغات الموجودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك، وأعتذر ولكن لن آخذ أي سؤال».
ميقاتي وأولوية الحكومة
ومن جهته ميقاتي الذي التقى هوكشتاين بعد ظهر امس في دارته، في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب والسفيرة الاميركية، جدّد التأكيد «أنّ الأولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية». وأشار إلى «انّ الهمّ الأساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعاً إلى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الإبادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية». وشدّد على «تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب».
الموقف السعودي
في غضون ذلك، زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ونقل اليه «تحيات المملكة العربية السعودية»، مستذكراً «الزيارة التاريخية لصاحب الغبطة الى المملكة التي كانت مبادرة خير لا تزال نتائجها فاعلة حتى اليوم». ووضعه في «أجواء الجهود التي ما زالت تقوم بها اللجنة الخماسية». وأكّد «وقوف المملكة إلى جانب لبنان وحرصها على استقراره»، مشدّداً على «ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية الذي يُعتبر مدخلاً لكل الحلول». وأشاد بمواقف البطريرك «ودوره على الصعيد الداخلي وسعيه لتحقيق التقارب والوحدة الداخلية»، كذلك بنتائج القمة الروحية التي عُقدت أخيراً في بكركي»، معتبراً إياها «مبادرة مميزة على الصعيد الوطني».
… والموقف الايراني
ومن جهة ثانية، قال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي في رسالة شفوية على الموقع الرسمي له، إلى «الشعب اللبناني الصامد والمقاوم»: «نحن لسنا منفصلين عنكم. نحن معكم. نحن وأنتم واحد. اننا نتشارك معكم في آلامكم ومعاناتكم وأوجاعكم. نحن نتألم معكم ونشعر بنفس مشاعركم. ألمكم هو ألمنا، ومعاناتكم هي معاناتنا، ونحن لسنا منفصلين عنكم».
وقد وجّه الخامنئي هذه الرسالة رداً على رسالة من ميثم مطيعي الذي كان قد سافر إلى لبنان مع مجموعة من الناشطين في الفرق الجهادية ضمن حملة «إيران متضامنة»، لتوزيع «مساعدات الشعب الإيراني على الشعب اللبناني المقاوم».
في الميدان
وكانت محادثات هوكشتاين تزامنت مع استمرار الهجمات الاسرائيلية البرية والجوية على الجنوب وبعض المناطق، وسُجّلت محاولات تقدّم بري على محاور الخيام وكفرشوبا والناقورة في محاولة لتحقيق تقدّم يمكن استثماره في المفاوضات واستباقاً للموقف الذي ستبلغه تل ابيب للموفد الاميركي عندما سيزورها اليوم. في الوقت الذي قصفت المقاومة مواقع وقواعد عسكرية وجوية في جوار تل ابيب وفي حيفا ومستوطنات في منطقة الجليل.
وفي غضون ذلك اعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان مساء امس، انّ «العدو الإسرائيلي استهدف مركزًا للجيش في بلدة الصرفند- الجنوب، ما أدّى إلى استشهاد 3 عسكريين هم: آدم عون، علي حرب، وأيمن رحال.
«حزب الله»
إلى ذلك أعلن «حزب الله» أنّ مقاتليه استهدفوا، بعد ظهر امس، قاعدة غليلوت الاستخباراتية (مقر وحدة الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية 8200) والتي تبعد عن الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية 110 كلم، في ضواحي مدينة تل أبيب؛ بصلية من الصواريخ النوعية». كذلك أعلن تنفيذ “هجوم جوي بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب للواءي الناحل والمظليين) تبعد عن الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية 90 كلم، شرق مدينة نتانيا، وأصابت أهدافها بدقّة».
واعلنت غرفة العمليات في «المقاومة الاسلامية» في بيان امس، انّ «عدد قتلى العدو الإسرائيلي منذ بدء المرحلة الثانية من العملية البرية في 12 تشرين الثاني 2024، أكثر من 18 قتيلاً و32 جريحًا (من بينهم حالات حرجة)، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكرية».
"الديار":
«اسمع تفرح جرب تحزن». اميركيا «الفرصة حقيقية»، لبنانيا «الوضع جيد»، اما اسرائيليا «رفع سقف الشروط»، هذا في المعلن، اما ما خفي «فهو اعظم»، مع ما كشفته مشاورات الدقائق الـ 300 التي قضاها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، متنقلا بين عين التينة، فردان واليرزة، فيما خطوط اتصاله مفتوحة مع واشنطن وتل ابيب، محاولا تفكيك الالغام، فيما كان فريق السفارة الامني يبلغه عن مجريات المعارك الميدانية ومحاولة التقدم الاسرائيلي على خط الساحل، غامزا امام احد من التقاهم بخطورة استهداف تل ابيب وآثار ذلك السلبية في حال انهيار المفاوضات، في ظل الضوء الاخضر الذي تحظى به تل ابيب من الرئيس ترامب.
فهل نجحت زيارة الفرصة الاخيرة في احداث خرق يمكن التعويل عليه لانجاز هدنة ووقف للحرب على لبنان قريبا ؟
ساعات حاسمة
كل المعطيات تأخذ في اتجاه ان الساعات المقبلة حاسمة، فعلى الرغم من الايجابية التي عبر عنها رئيس مجلس النواب، والحذر الذي ابداه رئيس حكومة تصريف الاعمال، فان العقبات لا تزال كثيرة،حتى ان بعضها زاد حجمه في ظل الايضاحات الاميركية، وسط التحذيرات المبطنة من سقوط الفرصة الاخيرة، في ظل الاتجاه الاسرائيلي لانهاء الحرب في القطاع، والتركيز على لبنان، بغطاء اميركي، الامر الذي يضعه تحت خطر مضاعف.
فالزيارة التي حملت معها المحاولة الاخيرة لانجاز سياسي لادارة بايدن، تتقدم ببطء،وفقا لمصدر دبلوماسي اطلع على خلاصتها، مع اصرار لبنان والمقاومة على «ثلاث ثوابت: ضرورة وقف الحرب، حماية السيادة اللبنانية، ألّا يحصّل الاحتلال قي السياسة ما عجز عن تحقيقه في الميدان»، وهو ما يصر عليه العدو الاسرائيلي.
وراى المصدر ان هوكشتاين مدد فترة وجوده في بيروت، الى صباح اليوم، لحمل ورقة نهائية الى تل ابيب، تاركا لفريقه استكمال التفاوض مع عين التينة، علما ان الاروقة الجانبية لساحة النجمة شهدت اجتماعات ومحادثات في هذا الخصوص، وسط قرار اميركي بعدم الرغبة بالسير بمفاوضات مكوكية بين الطرفين تنتهي الى الفشل، استنادا الى تجربة غزة.
نقاط الخلاف
ووفقا لمصادر مطلعة على اجواء لقاء عين التينة وما دار فيه من مشاورات، فان ايا من النقاط العالقة والمتحفظ عليها لم يجر حلها، رغم المسلم به من نقاط وهي: وقف العمليات العدائية، تطبيق القرار 1701، انسحاب اسرائيل من المناطق التي دخلتها، مقابل تراجع حزب الله الى منطقة شمال الليطاني، عودة النازحين الى الجنوب يقابله عودة المستوطنين الى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
وكشفت المصادر، ان الخلاف الجوهري يكمن في النقاط التالية، حيث بدت الامور معقدة اكثر مما كان يتوقع في ظل الايضاحات التي قدمت من الجانب الاميركي، والتي تتوجب مزيدا من التشاور للرد على استفهاماتها، وابرزها:
-البند المتعلق بحق الطرفين المعنيين في الدفاع عن النفس، والذي يعتبره لبنان، بمثابة تفويض وتشريع مبطن لاسرائيل بالتحرك، في وقت يكون فيه حزب الله قد بات خارج منطقة جنوب الليطاني، وبالتالي وضع الجيش اللبناني في المواجهة،وبالتالي ضرورة توضيح مسالتي «مضمون حق الدفاع عن النفس، ومن هي الجهة التي تحدد حالات تفعيل هذا الحق وما اذا كانت تعود لاسرائيل حصرا»، وهي امور ترفض تل ابيب ادخال اي تعديلات عليها بموجب اتفاق ثنائي معقود بين واشنطن وتل ابيب حصلت بموجبه الاخيرة على مجموعة من الضمانات التي تكفل لها حرية التحرك، وهو ما اقر به الجانب الاميركي تلميحا، واعتبرت عين التينة ان من حقها الاطلاع على الاتفاق في حال وجوده. ورات المصادر ان تل ابيب لن تتنازل عن هذا البند او تعدل فيه. بالمقابل لبنان والمقاومة لن يقدما اي تنازل للعدو الاسرائيلي على حساب السيادة اللبنانية.
-البند المتعلق بلجنة مراقبة مندرجات الـ 1701، لجهة تشكيلها وصلاحياتها، خصوصا تلك المتعلقة بمسائل «الاشراف» على المعابر الحدودية الجوية والبحرية والبرية، حيث ان هوكشتاين لم يقدم التوضيحات المطلوبة، حول سبب تشكيلها والاطراف المشكلة منها وآلية عملها، وسبب غياب اطراف عربية ودولية عنها.
وعلم على هذا الصعيد ان اكثر من طرح قدم لازالة «الريبة» حول دورها، ابرزها ضم دولة عربية اضافة الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، وعلى ان توضع بتصرف الامين العام للامم المتحدة، بوصفها هيئة استشارية، الا ان الاقتراحات كلها سقطت، ما اعتبره الثنائي بمثابة «تعديلات» على القرار 1701.
وتشير مصادر اميركية في هذا الخصوص الى ان هذا البند بشكله الحالي جاءت صياغته من قبل فريق الرئيس دونالد ترامب، المصر على ان يكون هناك في الفترة المقبلة اشراف اميركي مباشر على الترتيبات الامنية.
– «الريبة» من قطبة مخفية قد يكون هدفها طلب سحب حزب الله لمنطقة الاولي، على مراحل تدريجية، مع تقدم تنفيذ الاتفاق.
بري
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الوضع جيد مبدئياً»، وذلك بعد لقائه الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لبحث المقترح الأميركي لوقف إطلاق النارمع إسرائيل، موضحا أن ما تبقى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية، وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكشتاين إلى إسرائيل، وننتظر ما سيحمله من هناك»، مكرراً أن الأمور «جيدة».، مؤكدا أن الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين.
وعما إذا كانت المسودة التي تتم مناقشتها قد تمت مناقشتها مع الإسرائيليين، أجاب بري: «هوكشتاين يقول إنه نسق مع الإسرائيليين فيما يخص المسودة»، لكن بري استدرك قائلاً: «إنها ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم».
الميدان
ميدانيا ، أرسا حزب الله معادلتي بيروت مقابل تل ابيب، من جهة، وان التفاوض تحت النار والتصعيد سيواجه بمثله، فقام ليلا بتوجيه ضربة الى «رمات غان» في قلب تل ابيب، والتي استهدفت في المرة الاخيرة ابان حرب الخليج عام 1990، مستخدما صاروخ فاتح 110 للمرة الثانية منذ انطلاق جبهة الاسناد،في خطوة شكلت «انجازا للحزب وعكست تطورا استراتيجيا في تكتيكاته»، بعد ساعات من تحدث نتاياهو امام الكنيست عن ان الجيش الاسرائيلي قضى على 70 الى 80 % من قدرة الحزب الصاروخية .
تحت النار
وفيما لم تهدأ الغارات على قرى الجنوب، اعلن جيش العدو الإسرائيلي عن إصابة 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة. واشار الى ان «الفرقة 98 تواصل العمل في مواقع عدة في جنوب لبنان حيث زعم انها كشفت معقلاً مركزياً لحزب الله». واعلن ايضا «قتل قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لحزب الله علي توفيق الدويك في كفرجوز». هذا وأعلنت المقاومة انها شنت هجوما جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب». وقال: شنّينا هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الإنقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا وأصابت أهدافها بدقة. واعلن انه استهدف «محلقة إسرائيلية في أجواء بلدة الطيبة، بالأسلحة المناسبة، وتم إسقاطها في المنطقة» واستهدف «تجمعاً لقوّات جيش العدو جنوبي مدينة الخيام بصلية صاروخيّة نوعية»، و»تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة بصلية صاروخيّة»، وايضا «تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع بقذائف المدفعيّة». واستهدف «منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس بصاروخٍ موجّه وأوقعهم بين قتيل وجريح». وقال: إستهدفنا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الإستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعية. وأعلن «اننا شنَّينا هجومًا جويًا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب) تبعد عن الحدود 90 كلم شرق مدينة نتانيا وأصابت أهدافها بدقة». واستهدف «قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، بصليةٍ صاروخيّة». كما استهدف «مدينة صفد المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة». واعلن الحزب استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في المنارة شمالي إسرائيل برشقة صاروخية. واستهدف «تجمعًا لقوات العدو في مستوطنة أفيفيم» و»طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع «هرمز 450» في أجواء بلدة الطيبة بصاروخ أرض – جو وتم إسقاطها و»شوهدت تحترق». كذلك، استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام للمرّة الخامسة، وفي مستوطنة مرغليوت للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخية، وأيضاً قاعدة تل حاييم (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي)، تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم، في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقّة.
استطلاع اسرائيلي
وقبيل وصول هوكشتاين الى تل ابيب ، أشار موقع «إي أن أس أس» الإسرائيلي إلى أن 82.5% من الإسرائيليين يرون أن الوضع الأمني الحالي لا يسمح للمستوطنين بالعودة إلى شمال فلسطين المحتلة، وبالتالي ضرورة استمرار الحرب، لافتا إلى ان 45% من الإسرائيليين يرون أن على «إسرائيل» أن تسعى جاهدة «للتوصل إلى اتفاق مع لبنان لتلبية الاحتياجات الأمنية لإسرائيل».، فيما 24% من الإسرائيليين فكروا في مغادرة «إسرائيل»، و29% فقط من الإسرائيليين يقولون إنهم سيشجعون أبناءهم على الالتحاق بمهام قتالية في «الجيش» الإسرائيلي.
كما عبّر 86% من الإسرائيليين عن عدم ثقتهم بأن روسيا ستضع المصالح الأمنية الإسرائيلية في الاعتبار إذا ما كانت طرفاً في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق نار مع لبنان.
"اللواء":
لم تهدأ الاتصالات والمشاورات في اليوم الاول من مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين مع كبار المسؤولين في لبنان، بالتزامن مع ضربات موجعة من المقاومة على طول خطوط الاشتباك في القرى الأمامية، التي تمكن جيش الاحتلال من التقدم باتجاهها، دون السيطرة على أي منها، واستهداف المستعمرات القريبة من الحدود اللبنانية، امتداداً الى الوسط ومدن شمال اسرائيل البعيدة كحيفا وعكا ونهاريا وغيرها من مواقع عسكرية، مما ادى الى مقتل جندي واصابة 3 جنود باصابات خطيرة.
ومع هذه التطورات، وتكتم حزب لله على مجريات التفاوض، وألغى امينه العام الشيخ نعيم قاسم ظهوراً إعلامياً له، عبر كلمة متلفزة، لأسباب وصفت بالامنية.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اظهار الإيجابية في اجتماعات المبعوث الأميركي آموس هوكشتين مع المسؤولين اللبنانيين بشأن التقدم في إنجاز وقف إطلاق النار يستدعي ترجمة، وقالت إن هناك قناعة لدى الجانب اللبناني أن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لن يتم بين ليلة وضحاها وإن العدو الإسرائيلي مصمم على مخطط وضعه منذ اليوم الأول لبدء العدوان، وسيتم إبلاغ الوسيط الأميركي بملاحظاته التي ترتكز على ما يخدم امنه وفق ما ينقل عنه أيضا.
وأوضحت المصادر أن ما بعد زبارة هوكشتين إلى إسرائيل تصبح الصورة أكثر وضوحا لاسيما بالنسبة إلى مصير الأتفاق لاسيما أن الأجوبة ستقدم والتي لن تخلو من تمسك إسرائيل من أي عمل تدافع فيه عما تعتبره تهديدا لها ولمواطنيها.
الخارجية الأميركية: تقدم.. ولا موعد لاعلان الاتفاق
وذكرت الخارجية الاميركية أنه تم تحقيق تقدم بشأن وقف اطلاق النار في لبنان، لكن لا يمكن التنبؤ بموعد التوصل لاتفاق، ونريد رؤية تطبيق كامل للقرار الاممي 1701.
وأكدت الخارجية: سنواصل العمل مع الطرفين لتحقيق وقف النار في لبنان يضمن عودة السكان على جانبي الحدود، واشارت الى ان اتفاق وقف النار قابل للتحقيق، لكنه يتطلب عملاً من الجانبين.
اذاً، على وقع التصعيد العسكري الواسع في الجنوب، استهل هوكشتاين لقاءاته في بيروت بزيارة الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري قرابة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم. في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، الذي اجتمع مع هوكشتاين في السفارة الاميركية في عوكر لمعالجة بعض التفاصيل العالقة.
واستمر اللقاء نحو ساعتين بين بري وهوكشتاين، ووصف رئيس المجلس «الوضع بالجيد مبدئياً»، موضحاً أن ما تبقى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية، وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكشتاين إلى إسرائيل، وننتظر ما سيحمله من هناك»، مكرراً أن الأمور «جيدة»، (سبق الاشارة الى ذلك)، مشدداً على ان الضمانات مسؤولية واشنطن.
وقال هوكشتاين في تصريح له: استمرينا بتضييق الفراغات اليوم أيضاً، والإجتماع كان بناءً للغاية ومفيداً للغاية، وعدت لأنه أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة إتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل إتخاذ هذا القرار، وذلك قبل توجهه الى اسرائيل اليوم.
وأضاف: لكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول الى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريباً من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل الى حل.
وختم: لن آخذ أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن، وأنا ممتن للنقاش البناء مع الرئيس بري وأنا ملتزم للقيام بكل ما بوسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي اسرائيل، للوصول الى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة، وسأكرر ما قلته: لقد اجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق والفراغات الموجودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك، وأعتذر ولكن لن آخذ أي سؤال.
وبالتوازي مع لقاء هوكشتاين، ولمناسبة عيد الإستقلال تلقى الرئيس بري برقية تهنئة من الرئيس الأميركي جو بايد، ن ومما جاء فيها: بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أهنئكم وشعب لبنان لمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لاستقلالكم، وفي هذا الوقت العصيب من تاريخ لبنان، تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني، وأنا أقدر شراكتكم في العمل الذي ينتظرنا.
وأعرب الرئيس بايدن عن امله «بالتطلع إلى تحقيق المزيد من التقدم في تحقيق أهدافنا المشتركة، وخاصة في السعي لتحقيق الاستقرار والازدهار، متمنيا للشعب اللبناني القوة والصمود خلال هذه الأوقات الصعبة».
بعدها، إلتقى الموفد الاميركي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بو حبيب والسفيرة جونسون. وفي خلال الاجتماع، جدد ميقاتي التأكيد على أن «الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية».
اضاف: أنّ الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم، ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية».
وشدد على «تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب».
وانتقل الموفد الاميركي الى اليرزة والتقى قائد الجيش العماد جوزيف عون. وأفادت مصادر مطلعة بأن «اللقاء بحث الجهوزية للإنتشار في الجنوب». وأكدت المصادر أن «هوكشتاين عكس خلال اجتماعه بقائد الجيش «أجواء أكثر تفاؤلا من السابق». وقال بعد اجتماعه بقائد الجيش: إن الأمور إيجابية لكن تحتاج مزيدا من الوقت..
وفور مباشرة لقاءات هوكشتاين في بيروت، ذكر وزير الطاقة في الكيان الإسرائيلي إيلي كوهين: الاتفاق مع لبنان ممكن لكن فقط مع تنفيذ مطالبنا
كما قال مصدر إسرائيلي لقناة CNN الاميركية: ان رفض حزب لله السماح لإسرائيل باستهدافه في حال انتهاك وقف إطلاق النار قد يهدد المفاوضات.
ولاحقاً، نقلت «هيئة البث الاسرائيلية» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: لم نتلقَ تأكيداً بوصول هوكشتاين لإسرائيل غداً وهذا يعتمد على التطورات في لبنان.
كما نقلت قناة إن بي سي» عن دبلوماسي لم تحدده قوله: تفاصيل الاتفاق بشأن لبنان بحاجة إلى التبلور وقد يعوق ذلك التوصل إلى اتفاق نهائي.
لكن القناة 13 الاسرائيلية ذكرت انه لا موعد محدداً حول وصول هوكشتاين الى اسرائيل، ولا تزال الفجوات كبيرة.
وكشفت المعلومات ان هناك نقطة ملتبسة، تتعلق ببند الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، وهذا المقترح، حسب المفاوض اللبناني يعيدنا الى ما قبل الخط الازرق، وترسيم جديد للحدود.
وكشفت المصادر ان الجانب اللبناني ليس بوارد تقديم اي تنازلات في ما خص الارض والسيادة، بعد تقديم تنازلات كبيرة.
وكان هوكشتاين وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي صباح امس وخضع مع الوفد المرافق للتفتيش، كما قام، من تلقاء نفسه، بوضع حقيبته على جهاز «السكانر» لكي يُكشَف عليها، تطبيقاً للقوانين.
وكالعادة انقسم الموقف النيابي المسيحي الممثل للكتل والاحزاب، في ما خص الموقف من المفاوضات التي بدأت.
ورأى تكتل «الجمهورية القوية» «أنّ التفاوض الجاري هو بين إسرائيل و»حزب لله» وليس بين إسرائيل والدولة اللبنانية، ولا يعبِّر عن إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم إلى سيادة ناجزة تم تغييبها منذ 34 عامًا إلى اليوم، كما تم التأكيد أنّ أي تفاوض يجب ان تتولاه الدولة حصرا، وينبغي ان يتم وفقا للأحكام الدستورية المعنية، كما يجب ان يكون بشروط الدولة، أي وفقًا للنصوص المرجعية، بدءًا باتّفاق الطائف، وصولا إلى القرارات الدولية 1559، 1680 و1701، وأي تفاوض يجب أن يتولاه رئيس الجمهورية، وهذا ما يفسِّر أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية».
من جهته، رفض المكتب السياسي الكتائبي «أن يكون حزب لله هو المفاوض الأوحد عبر أي وسيط كان، وسأل عن مصدر سلطة المفاوضين لقبول أو رفض قرارات ستلزم لبنان واللبنانيين لسنوات الى الأمام، في حين أن مصيرية المرحلة تفرض مساراً لا يخرج عن الأصول الدستورية ولا سيما في غياب رئيس للجمهورية وتحتم إطلاع الرأي العام على حقيقة المداولات.
وفي هذا الإطار، جدد حزب الكتائب «مطالبته مشاركة مجلس النواب واطلاعه على تفاصيل الأوراق والبنود المطروحة وإشراكه في القرار فيتمكن من لعب دوره التمثيلي حفظاً لقرار اللبنانيين في السلام بعدما حُجب عنهم عندما أقحموا في الحرب رغماً عنهم.
لكن التيار الوطني الحر، رحب بعد اجتماع تكتل لبنان القوي بكل مسعى للتوصل الى وقف اطلاق النار، مبدياً تخوفه اكلبير من غياب اي نية اسرائيلية بوقف الحرب، مطالباً لبنان بعدم التنازل عن اي مستوى من مستويات السيادة.
الوضع الميداني
ميدانياً، تصاعدت الغارات الاسرائيلية على بلدات جنوبية، من زفتا الى تبنين والنبطية وميفذون وحانين وزوطر الشرقية وركاي (قضاء صيدا الزهراني).
وبعيد الثامنة من مساء امس، تعرض ميناء الصرفند، حيث ترابط وحدة من الجيش اللبناني لقصف اسرائيلي، مما ادى الى استشهاد 3 عسكريين، واصابة اخرين بجروح.
وردّ حزب لله بعملية نوعية على تجمعات جيش الاحتلال في بلدة الخيام الحدودية، كما سقطت صواريح في المطلقة، وادت الى اضرار في المنازل، وبقيت صفارات الانذار تدوي في مختلف المدن والمستعمرات الشمالية الاسرائيلية.
وكان ميدان الجنوب قد شهد نهار امس مواجهات عنيفة بين مقاتلي المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي فيمحاور الخيام وشمع- طير حرف، وعيناتا – بنت جبيل اثر استمرار محاولات التقدم الاسرائيلية، تخلله غارات وقصف عنيف للقرى الحدودية، ورد من ىلمقاومة بقصف مواقع وتجمعات جنود الاحتلال في المستعمرات الامامية، كما اعلنت المقاومة عن عمليات قصف لتل ابيب وحيفا وقاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 110 كلم، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
وشنت المقاومة هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد (قاعدة جويّة رئيسية في الشمال وتضُم أسراب قتالية حربية) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 50 كلم، جنوب شرق مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقة.
كما قصفت المقاومة مدينة صفد المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة. ولاحقاً اعلنت المقاومة انها استهدفت قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، بصليةٍ صاروخيّة.واكد الاعلام العبري إطلاق وابل من الصواريخ من جنوب لبنان تجاه الكرمئيل ومحيطها في حيفا ونقل إصابة من المكان..
وقال الإسعاف الاسرائيلي ان 7 اصابات وقعت بينها 5 في رامات غان في تل ابيب، احدها خطيرة. واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية: ان 5 صواريخ اطلقت صباح اليوم من لبنان تجاه منطقة دان وشارون في الوسط، حيث تم اعتراض بعض الصواريخ ورصد سقوط عدد آخر.
واستهدفت المُقاومة مُحلّقة إسرائيليّة في أجواء بلدة الطيبة، بالأسلحة المناسبة، وتم إسقاطها في المنطقة.
وعند الغروب سمع دوي انفجارين في طبريا، بحسب وسائل إعلام عبرية…كما سقط عدد من الصواريخ التي اطلقت من لبنان في منطقة جبل «ميرون» حيث توجد اكبر قاعدة تجسس جوي.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن صفارات الإنذار دوّت في منطقة “عميعاد” جنوبي صفد، وذلك نتيجة مخاوف من تسلل طائرات مسيّرة عبر الحدود اللبنانية.وكشفت أن طائرة مسيّرة تابعة لحزب لله” تمكنت من اختراق الأجواء والوصول إلى عمق تجاوز 40 كيلومترًا داخل الأراضي المحتلة وانفجرت في الجليل الغربي.
والى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل الجندي في لواء «غولاني» عومر موشيه غالدور خلال المعارك في جنوب لبنان ونشر الإعلام الإسرائيلي صورة للجندي القتيل.من دون الاشارة الى تاريخ مقتله وفي اي منطقة. واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 11 جنديًا إسرائيليًا خلال ال24 ساعة الماضية جراء المعارك في الجبهة الشمالية مع لبنان.واشارت الى ان عدد الاصابات بلغ الف اصابة منذ بدء العملية البرية.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط قتيل و4 جرحى حالة أحدهم حرجة جراء انفجار طائرة بدون طيار أطلقت من جنوب لبنان وسط تجمع للجيش الإسرائيلي في موقع عسكري.
"الأنباء":
على وقع زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، في محاولة لإيصال إتفاق وقف إطلاق النار الى خواتيمه، جدد العدو الإسرائيلي مساء أمس إستهدافه مركزاً للجيش اللبناني في بلدة الصرفند، ما أسفر عن إستشهاد وجرح عناصر من الجيش اللبناني، ومدنيين. كما طال التصعيد في الميدان قوات "اليونيفيل" التي تعرضت قواتها ومرافقها للإستهداف في 3 حوادث منفصلة في جنوب لبنان، مما أدى إلى إصابة ستة من قوات حفظ السلام.
وإذا كان العالم ولبنان يطالبان ويتمسكان بتنفيذ القرار الدولي 1701، فهل إن ما قام به جيش العدو مؤشر على رفضه التفاوض على وقف إطلاق النار والمضي في خطته بالتدمير الممنهج توازياً مع محاولات التقدم براً لإقامة حزام أمني يكون خالياً من تواجد الجيش وقوات اليونيفيل ورفضه لتنفيذ القرار دون زيادة أو نقصان؟ أم أنه يريد أن يستمر في الضغط على اليونيفيل والجيش اللبناني لإخلاء مراكزهما التي تعيق خطته؟
وعلى الرغم من الإيجابية الحذرة التي عبّر عنها المسؤولون اللبنانيون، فإن الدعم الأميركي من الادارة الراحلة للرئيس الأميركي جو بايدن، وتفويض الرئيس المنتخب دونالد ترامب لهوكشتاين، يبقى التخوف من محاولات نتنياهو شراء الوقت ورفض الاتفاق الذي يعمل عليه.
ومقابل هذا التصعيد والتطورات الميدانية العسكرية جنوباً، قلب الرد اللبناني على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار الطاولة "إيجاباً"، ورمى الكرة في ملعب العدو الإسرائيلي. أجواء "التشاؤل" التي عكسها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه مع الموفد الرئاسي الأميركي، بقوله "الوضع جيد مبدئياً"، وبقاء "بعض التفاصيل" لإنجاز الاتفاق، يسودها في الوقت عينه بعض الحذر، والذي يكمن بتوغّل شيطان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في تفاصيل المفاوضات، الذي لطالما تنصّل من أي تعهدات قطعها، إذا لم تكن تتناسب مع مخططاته، على الصعيدين الشخصي والعام.
هوكشتاين الذي وصل الى بيروت صباح الثلاثاء، بعث بإشارات إيجابية بعد لقاء في عين التينة مع الرئيس بري، بحضور سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ليزا جونسون، إذ قال أن هناك "فرصة حقيقية" لوقف إطلاق النار، و"نواصل سد الثغرات في الاتفاق، وأنا في بيروت لتسهيل المفاوضات لتحقيق قرار لوقف إطلاق النار"، على حد تعبيره. كما أكد أن "الحل أصبح قريباً"، مشدداً على إلتزام الولايات المتحدة "ببذل ما في وسعها للعمل مع لبنان وإسرائيل لإنهاء الصراع".
والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي هوكشتاين في دارته، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، وجونسون. وجدد ميقاتي التأكيد على "أن الأولوية لدى الحكومة هي وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية"، مشدداً على "تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب".
وفي سياق المواقف، بدا لافتاً إرجاء كلمة كانت مقررة لأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، بإنتظار إنتهاء زيارة هوكشتاين، حتى لا تُعتبر عرقلة للمفاوضات بحسب ما قالت مصادر لجريدة "الأنباء" الالكترونية.
وأشارت المصادر المطلعة الى أن لبنان رفض كل المقترحات الأميركية التي تشكل إنتهاكاً للسيادة اللبنانية، وهي التفاصيل التقنية التي تحدث عنها الرئيس بري، ويستكمل النقاش حولها بين ممثل عنه وعن الجانب الأميركي، وبناءً على نتائجها سينتقل الأخير إلى تل أبيب لعرضها، لا سيما أن الضمانات المتعلقة بموقف العدو الإسرائيلي تقع على عاتق الجانب الأميركي.
من ناحية أخرى، تلفت المصادر الى أن "كل المؤشرات تفضي الى ترجيح بأن نتنياهو يريد الإستمرار بالحرب، وشكوك تلف موقف العدو الإسرائيلي"، والذي يمعن بإجراء "مفاوضات وقف النار بالتوازي مع إطلاق الكثير من النار" بحسب ما صرح. وبالمقابل، الضمانات حول الموقف الإسرائيلي تقع على عاتق الجانب الأميركي.
وفي السياق، يقابل بند حرية الدفاع عن النفس الذي إحتاج بحثاً مطولاً وكان لبنان واضحاً في ملاحظاته حوله، برفض قاطع لأي آلية تتعرض لسيادته، وثمة إصرار من جانب العدو الإسرائيلي على أن أي "اتفاق مع لبنان لا يشمل أمناً حقيقياً لإسرائيل وحرية حركتها في لبنان، يعتبر هدية لحزب الله"، كما جاء على لسان زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس.
الى ذلك، يستمر العدو الإسرائيلي بإستخدام إعلامه والإعلام الدولي سلاحاً مضافاً الى أسلحته الفتاكة، من خلال تسريب أجواء السلبية عن فشل المفاوضات. وفي هذا السياق نقلت "سي إن إن" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله "نشكك في احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك بشأن لبنان".
هذا وتحدثت أوساط عن صيغة شاملة تشمل كل لبنان وليس فقط الجنوب بإنسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، وتطبيق القرار 1701. فهذا الكلام، كما يرى المراقبون يفضي الى أن العدو الإسرائيلي لن يكتفي بتفكيك منظومة حزب الله الإستراتيجية والصاروخية، لا بل يسعى الى فرض حصار على كل المنافذ التي قد تكون معبراً للسلاح، من الحدود البرية الى المطار الى المرفأ، ووضعهم تحت المراقبة. فهل، يعيد سيناريو حصار غزة نفسه في لبنان؟
بالتزامن مع يوم هوكشتاين الطويل في لبنان، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، عن تحقيق تقدم في جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، لكنها أكدت أن تحديد موعد الوصول إلى اتفاق لا يزال غير ممكن. وأشارت الوزارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الأطراف المعنية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في لبنان، مع ضمان عودة السكان على جانبي الحدود.
وأكدت الخارجية الأميركية أن الاتفاق قابل للتحقيق، لكنه يتطلب تعاونًا من كلا الجانبين. كما شددت على أهمية تطبيق القرار الأممي 1701 بالكامل، الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
ميدانياً، فالجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت تحت نار عشرات الغارات الإسرائيلية، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وتدمير لم يعد يقاس حجمه. ومن ناحية أخرى، وبعد إعلان العدو الإسرائيلي عن إنهاء المرحلة الأولى من توغله البري التي وصفت بمرحلة "الإستطلاع بالنار"، إنتقل الى المرحلة الثانية، حيث يتم تطوير الهجوم لجهة الشرق والشمال، وتسجل مواجهات عن محور شمع – البياضة – طيرحرفا، ومثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون في القطاع الأوسط، ومدينة الخيام في القطاع الشرقي.
وفي هذا الصدد، أعلن الحزب عن إستهداف تجمعات لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة، وشرقي مدينة الخيام، وبوابة العمرا عند الأطراف الجنوبية لمدينة الخيام، أيضاً إستهداف منزل يتحصّن فيه جنود جيش العدو عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس، تجمعًا لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع، بقذائف المدفعيّة. كذلك، كشف الحزب عن هجوم نفذ بالمسيرات على قاعدة رامات ديفيد وبيت ليد واستهداف لصفد ومستوطنة كرمئيل ومناطق أخرى في فلسطين المحتلة.
الأنظار تبقى شاخصة الى الميدان، وما يمكن أن يحمله من تطورات دراماتيكية، في ظل الضغط العسكري المكثّف في الأيام الماضية.
"البناء":
منذ سحب دلع أموس هوكشتاين من التداول وتأكيد زيارته لبيروت بعكس التلويح الضاغط على بيروت للحصول على تنازلات بأن الزيارة لن تتم، بدا أن محرّكات الزيارة نحو التوصل إلى اتفاق يحكمها وضع إسرائيلي يبدو منهكاً من مواصلة الحرب، وقد بدأت تتخذ اتجاهات دراماتيكية في البرّ مع الفشل المتراكم لفرق جيش الاحتلال في إحداث خرق في الجبهة والتثبيت في مواقع يتمّ الوصول إليها، حيث يبدو جيش الاحتلال قد فقد الروح القتالية وبات عاجزاً عن الحفاظ على تماسك قواته في الخطوط الأماميّة، بينما على مستوى التوازن الناري فقد حدث تحوّل دراماتيكي آخر تمثل باستهداف المقاومة عمق تل أبيب بصاروخ بالستي موجّه ودقيق فشلت الدفاعات الجوية بالتعامل معه، ما فتح الباب لتساؤلات بحجم ماذا لو بدأ هطول الأمطار الصاروخيّة من لبنان على عمق الكيان؟
جاء مسار التفاوض مسانداً لهذا الاستنتاج، حيث لم يتمسّك هوكشتاين بصيغة اللجنة المشرفة على القرار 1701 وبدأ بالتراجع عن مشاركة ألمانيا وبريطانيا ثم قبل ربطها بنصوص القرار ومرجعيّته العائدة لمجلس الأمن الدوليّ، ومثلها فعل بالنسبة لنص حق الدفاع، وانتقل النقاش مع علي حمدان مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري في السفارة الأميركيّة في عوكر ليلاً، بوجود خط ساخن مفتوح مع تل أبيب يتمّ عبره نقل كل النقاش لرئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، حيث البحث بتفاصيل الانسحابات الحدوديّة والمناطق المتنازع عليها والصياغات المناسبة، ووقف الانتهاكات للأجواء والمياه اللبنانية، بعدما سحبت أيضاً مطالب حريّة التحرّك العسكريّ والأمنيّ للاحتلال ومعها مطالب تدويل الحدود اللبنانيّة السوريّة.
الوضع الميدانيّ عبّرت عنه بيانات غرف العمليات التي نشرتها المقاومة، والتي تشير الى انسحابات بالجملة من محاور شمع وطير حرفا في القطاع الغربي، ومثلها في جبهة الخيام وجبهة بنت جبيل، وسط تداول المواقع الإلكترونيّة في الكيان لمعلومات عن هروب جنود من الجبهات الأماميّة بالعشرات، وامتناع جنود وضباط الاحتياط عن تلبية دعوات الالتحاق والتعبئة.
تبذل مساعٍ دوليّة حثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وأعلنت الخارجية الأميركية، أننا «حققنا تقدماً بشأن وقف إطلاق النار في لبنان لكن لا يمكن التنبؤ بموعد التوصل لاتفاق». وأشارت إلى أننا «نريد رؤية تطبيق كامل للقرار الأممي 1701». وأكدت أننا «سنواصل العمل مع لبنان و«إسرائيل» لتحقيق وقف لإطلاق النار يضمن عودة السكان على جانبي الحدود».
وأكدّ الموفد الأميركي إلى لبنان أموس هوكشتاين أمس، قبل أن يتوجه الى تل أبيب اليوم ثم الى باريس، أنّ “الحل أصبح قريباً”. وأشارت مصادر مطلعة على أجواء التفاوض أن “هناك جدية واضحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، ولفتت إلى أن هوكشتاين التقى مساء أمس، في السفارة الأميركية مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان، استكمالاً للقاء الأول مع رئيس المجلس حيث ناقشا في أهمية تأكيد الالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه جدياً فضلاً عن أنهما عملا على صياغة البند المتعلق بلجنة المراقبة للقرار وكيفية إشراك الأميركي والفرنسي فيها. وكان الرئيس بري توقف عند بعض المصطلحات التي تتعلّق ببند الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان و”إسرائيل” رافضاً أي ترسيم جديد للحدود التي هي مرسّمة دولياً. واعتبر أن هناك مصطلحات ملتبسة لا بدّ أن تتوضّح.
وكان هوكشتاين استهلّ جولته من عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري لأكثر من ساعتين. وقال هوكشتاين: الاجتماع كان بناء ومفيداً للغاية وعدت لأن أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية النزاع والقرار يبقى قرار الأفرقاء، والحل أصبح قريباً من أيدينا وهناك نافذة ولا أريد التفاوض في العلن. أضاف: كانت نقاشات لتضييق الخلافات ومستمرّون بها.
بعدها، استقبل رئيس الحكومة الموفد الرئاسي الأميركي في دارته، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون. وفي خلال الاجتماع، جدد ميقاتي التأكيد على أن “الأولوية لدى الحكومة هي وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الأراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية”. وأشار إلى أنّ “الهم الأساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعاً إلى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية”. وشدّد على “تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب”. ومن بيروت انتقل إلى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون.
ليس بعيداً، أعلن عن كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عصر أمس، قبل أن يتم إرجاؤها الى وقت يحدّد لاحقاً. وأوضح نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي أنه لظروف أمنية أجل الشيخ نعيم قاسم كلمته التي كانت مقرّرة اليوم. وأكد: “لن نسمح للعدو أن يصل إلى النقاط التي حاول سابقا الوصول إليها، وعندما يريد العدو إيلامنا في عاصمتنا فسنؤلمه في عاصمته، وأعلن أن الرئيس نبيه بري يواجه مهمة صعبة ومعقدة، لكنه يتحلى بالكفاءة اللازمة”، وقال: “نحن نقف أمام ركنين بمواجهة أميركا و”إسرائيل” المدعومتين من العالم، وأعلنا من جهتنا مرات عدة أننا لن نتحدث بشأن أي بند في المفاوضات ولن ندلي بأي معلومة بشأن المفاوضات لأن هذا يضر بالمفاوض اللبناني، ولا نتوقع من هذا العدو أن يكون شفافا أو صادقاً”.
ودعا النائب نعمت افرام من بكركي إلى إعلان البنود في ورقة الاتفاق في مجلس النواب، قائلًا: “من المهم أن يكون وقف إطلاق النار طويل الأمد وإنهاء الحروب”.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي السفير السعودي وليد بخاري.
واستقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل السفير المصري علاء موسى، وتناول البحث العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان ومسألة وقف النار. كما كان تشديد على أهميّة إجراء الاستحقاق الرئاسي.
واستقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سفير روسيا لدى لبنان الكسندر روداكوف وجرى عرض لمستجدات الأوضاع الميدانية وللمساعي الدبلوماسية الجارية لوقف إطلاق النار في لبنان، وقضايا تتعلق بعمل الأمم المتحدة واللجان التابعة لها، إضافة الى آخر تطورات الأوضاع في أوكرانيا.
وفيما تجري المفاوضات تحت النار، أعلن “حزب الله” أنه شنّ “هجوماً جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب”. وقال: شنّينا هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا وأصابت أهدافها بدقة. وأعلن انه استهدف “محلقة إسرائيلية في أجواء بلدة الطيبة، بالأسلحة المناسبة، وتم إسقاطها في المنطقة”، واستهدف “تجمعاً لقوّات جيش العدو جنوبي مدينة الخيام بصلية صاروخيّة نوعية”، و”تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة بصلية صاروخيّة”، وأيضاً “تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع بقذائف المدفعيّة”. واستهدف “منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس بصاروخٍ موجّه وأوقعهم بين قتيل وجريح”. وقال: استهدفنا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعية. وأعلن “أننا شنَّينا هجومًا جويًا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب) تبعد عن الحدود 90 كلم شرق مدينة نتانيا وأصابت أهدافها بدقة”. واستهدف “قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، بصليةٍ صاروخيّة”. كما استهدف “مدينة صفد المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة”. وأعلن الحزب استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في المنارة شمالي “إسرائيل” برشقة صاروخية. واستهدف “تجمعًا لقوات العدو في مستوطنة أفيفيم” و”طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع “هرمز 450” في أجواء بلدة الطيبة بصاروخ أرض – جو وتم إسقاطها و”شوهدت تحترق”. كذلك، استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام للمرّة الخامسة، وفي مستوطنة مرغليوت للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخية، وأيضاً قاعدة تل حاييم (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي)، تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم، في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقّة.
واعلن جيش العدو الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة خلال الاشتباكات داخل الأراضي اللبنانية. وأوضح الجيش أن القتيل والجريحين ينتمون إلى لواء غولاني، حيث قتلوا خلال مواجهات مع عناصر حزب الله. وبذلك، ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 49 منذ بدء الهجوم البري مطلع تشرين الأوّل. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن طائرة مسيّرة انقضاضيّة هاجمت الجنود. ونقل موقع سروغيم الإسرائيليّ عن الجيش قوله إن حزب الله أطلق طائرة مسيّرة باتجاه قوّة كانت ضمن الفريق القتالي للكتيبة 53، الّتي كانت تحت قيادة الفريق القتالي للواء غولاني والفرقة 36. وذكرت تقارير إسرائيلية أن ألف عسكري إسرائيلي أصيبوا منذ بدء الهجوم البري على جنوب لبنان.
وشنّ الطيران الإسرائيلي المعادي، غارة على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية من دون سابق إنذار. وأعلنت طوارئ الصحة عن سقوط شهيدين. وجنوباً شنّت الطائرات الإسرائيليّة سلسلة غارات واسعة النطاق استهدفت بلدات جنوبيّة عدّة، أبرزها قانا، البازورية، الغازية وصور، ما أسفر عن تدمير واسع للبنى التحتية ومقتل وإصابة العشرات. في قانا، استهدفت الغارات مركزًا للهيئة الصحية الإسلامية، ما أدى إلى استشهاد اثنين من العاملين. وفي بلدة معركة، أسفرت الغارات عن استشهاد ثلاثة أشخاص.
كما استهدفت الغارات مناطق مدنية ومرافق حيوية في بلدة عدلون، حيث دُمّر مبنى من ثلاث طبقات، وأصيب سبعة أشخاص بجروح. وفي بلدة يحمر الشقيف، تعرّضت المنطقة لقصف مدفعي عنيف وقنابل إنارة، فيما شنّت الطائرات الحربيّة غارات منتصف الليل. واستمرّ القصف المدفعي الإسرائيلي حتى ساعات الصباح على أطراف بلدات القليعة وبرج الملوك وجديدة مرجعيون. فيما تتواصل أعمال الإغاثة وسط ارتفاع عدد الضحايا. وأفادت فرق الدفاع المدنيّ أنّها تعمل على انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض، خصوصاً في بلدات معركة وصور وقانا. وتشير الحصيلة الأوليّة إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في حي البص في مدينة صور بعد استهداف أحد المباني. من جهة أخرى، استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدتي لبايا وزلايا في البقاع الغربي، كما استهدفت غارة إسرائيلية بلدة يونين. أيضاً شنّت الطائرات الإسرائيليّة غارة عنيفة جدّاً استهدفت مفرق بلدة شعث البقاعيّة. وأعلن رئيس خلية الأزمة في بلدة الصرفند، علي خليفة، أن جيش العدو الإسرائيلي استهدف الجيش اللّبنانيّ في البلدة، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة من عناصر الجيش اللبناني وإصابة ثمانية أشخاص، بينهم مدنيون”.
إلى ذلك، تعرّضت قوات حفظ السّلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) لثلاث هجمات منفصلة في جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة أربعة جنود غانيين بصاروخ استهدف قاعدة شرقي بلدة رامية. وأعلنت اليونيفيل أن أحد الصواريخ أصاب قاعدتها «UNP 5-42»، ونُقل ثلاثة جنود مصابين إلى مستشفى في صور لتلقي العلاج. كما تعرّض مقرّ القطاع الغربي لقوات اليونيفيل في بلدة شمع لقصف بخمسة صواريخ، ألحق أضرارًا جسيمة بورشة الصيانة دون وقوع إصابات.
وفي حادث منفصل، تعرّضت دورية تابعة لليونيفيل لإطلاق نار مباشر شمال شرق قرية خربة سلم، من دون تسجيل إصابات. وأكدت البعثة أنها فتحت تحقيقًا في جميع هذه الحوادث وأبلغت الجيش اللبناني بها. وشدّدت اليونيفيل في بيانها على ضرورة احترام حرمة قواتها ومبانيها، محذّرة من أن الهجمات ضدها تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والقرار 1701.
وعلى محور بلدات شمع، طيرحرفا، والبياضة، تدور معارك متقطعة بين عناصر حزب الله والجيش الإسرائيلي. وأفادت تقارير ميدانيّة بأن القوات الإسرائيلية استخدمت القذائف الفوسفورية لاستهداف أطراف بلدات زبقين والقليلة في محاولة للتقدّم باتجاه البياضة. كما قصف الطيران الحربي بلدات جزين ومحيط نهر الليطاني، في وقت استمرّ فيه التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي فوق القطاعين الغربي والأوسط.
وسط هذه الأجواء، وجّه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة شفوية إلى الشعب اللبناني، قائلاً إننا “لسنا منفصلين عنكم. نحن معكم. نحن وأنتم واحد”. وأتت هذه الرسالة، رداً على رسالة من السيد ميثم مطيعي، الذي كان قد سافر إلى لبنان مع مجموعة من الناشطين ضمن حملة “إيران متضامنة”، لتوزيع مساعدات الشعب الإيراني على الشعب اللبناني.
"الشرق":
ناقش الموفد الاميركي آموس هوكشتاين مقترح وقف اطلاق النار مع المسؤولين اللبنانيين، حيث التقى رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مؤكد ان «أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية النزاع».
عين التينة: وقرابة الحادية عشرة من قبل الظهر، وصل هوكشتاين والوفد المرافق الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء الرئيس بري، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، حيث تناول البحث لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان. وبعد اللقاء الذي إستمر زهاء ساعتين تحدث هوكشتاين للإعلاميين قائلاً: «لقد أجريت الآن لقاء مع الرئيس بري استمرينا بتضييق الفراغات اليوم أيضاً، والإجتماع كان بناءً للغاية ومفيداً للغاية، وعدت لأنه أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة إتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل إتخاذ هذا القرار».
وأضاف: «لكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول الى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريباً من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل الى حل».
وختم: «لن آخذ أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن، وأنا ممتن للنقاش البناء مع الرئيس بري وأجرينا أيضاً لقاء بناءً مع رئيس مجلس الوزراء ومع غيره، وأنا ملتزم للقيام بكل ما بوسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي اسرائيل، للوصول الى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة، وسأكرر ما قلته: لقد اجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق والفراغات الموجودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك، وأعتذر ولكن لن آخذ أي سؤال».
بري
من جهته أكد الرئيس بري، في حديث لـ «الشرق الأوسط» بعد لقائه لساعتين مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، أن «الوضع جيد مبدئياً وما تبقى لإنجازه هو بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية، وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكشتاين إلى إسرائيل، وننتظر ما سيحمله من هناك». وكرر بري، أن «الأمور جيدة»، لافتاً الى أن «الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين». وعما إذا كانت المسودة التي تتم مناقشتها قد تمت مناقشتها مع الإسرائيليين، أوضح بري «هوكشتاين يقول إنه نسق مع الإسرائيليين فيما يخص المسودة»، مستدركاً «إنها ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم».
ميقاتي
بعدها، استقبل الرئيس ميقاتي الموفد الرئاسي الاميركي في دارته، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. وفي خلال الاجتماع، جدد ميقاتي التأكيد على أن «الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية». وأشار الى أنّ «الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية». وشدد على «تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب». وكان هوكشتاين وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي صباح اليوم. وخضع مع الوفد المرافق للتفتيش، كما قام ، من تلقاء نفسه، بوضع حقيبته على جهاز «السكانر» لكي يُكشَف عليها، تطبيقاً للقوانين.
قائد الجيش
والتقى هوكشتاين وجونسون قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد.
"نداء الوطن":
بكلمتين، اختصر أحد الذين التقاهم الموفد الأميركي آموس هوكستين، أجواء لقاءات الأخير في بيروت: “إيجابية بحذر”، الكلمتان تختصران تهيُّب الموقف مما سمعه هوكستين والذي سينقله إلى إسرائيل، بعد أن يكون قد وضع اللمسات الأخيرة على الملاحظات اللبنانية، مع مستشار الرئيس بري، علي حمدان، فالجو في بيروت لا يُكمِل الصورة التي تحتاج إلى “نصفها الآخر” من تل أبيب. يتوقف مصدر ديبلوماسي عند أكثر من مؤشر ومعطى واكبت جولة هوكستين، ومن أبرزها:
– طول مدة اللقاءات سواء عند الرئيس نبيه بري أو عند الرئيس نجيب ميقاتي.
– اللقاء مع قائد الجيش العماد جوزيف عون والذي اتّخذ طابع احتياجات الجيش خصوصاً في المهام المطلوبة منه في المرحلة المقبلة.
في هذا الإطار، علمت “نداء الوطن” أن لقاء هوكستين مع قائد الجيش ركز على الشق التقني العسكري ودخل الموفد الأميركي مع العماد جوزيف عون بالتفاصيل، خصوصاً أن وقف إطلاق النار وأي تسوية أخرى ستترافق مع بسط الجيش سيطرته على الجنوب والمرافق الأساسية. وانطلاقاً من كل هذا سأل هوكستين العماد عون عن مدى جهوزية الجيش للانتشار والخطط التي أعدتها القيادة لتعزيز هذا الانتشار في الجنوب، ومدى قدرة الجيش على سد الثغرات وعدم السماح بحدوث خروقات في المرحلة الأولى إذا تمت التسوية. وقدم عون شرحاً لهوكستين عن الخطط التي وضعها الجيش للمرحلة المقبلة وما سيرافقها من زيادة العديد عبر التجنيد، والتأكيد على تطبيق الخطة بعد الوصول إلى الاتفاق.
وفي توقيت لافت، بالتزامن مع لقاء هوكستين مع قائد الجيش، أوردت وكالة “رويترز” تقريراً مفصلاً عن الجيش اللبناني والدور المنوط به، فكتبت أن “تكثيف الجهود للتوصل إلى هدنة في لبنان سلط الضوء على دور الجيش، الذي من المفترض أن يحمل على عاتقه مهمة ضمان خلو جنوب لبنان من أسلحة “حزب الله”، لكنه غير مستعد ولا قادر على مواجهة الجماعة المدعومة من إيران”، حسبما أوردت الوكالة، والتي كشفت عن مصير أبراج المراقبة، فكتبت عنها نقلاً عن دبلوماسيين قولهم: “إن الغبار تراكم على أبراج مراقبة تبرعت بها بريطانيا للجيش لإقامتها في الجنوب، وهي موجودة في مستودع بالقرب من بيروت منذ شهور تنتظر التوصل لهدنة، في وقت يتفاوض فيه دبلوماسيون على طريقة لنصبها بما لا يثير غضب إسرائيل أو “حزب الله”.
ومساءً وجهت إسرائيل رسالة دموية إلى الجيش اللبناني فاستهدفته في الصرفند حيث سقط له عدة شهداء.
وفي مؤشر لافت في توقيته أيضاً، تعرضت قوات الطوارئ الدولية لثلاثة حوادث منفصلة أبرزها مع “حزب الله”، وقد أصيب أربعة من الجنود الغانيين بصاروخ أطلقته على الأرجح “جهات غير حكومية داخل لبنان” (في تلميحٍ إلى “حزب الله” من دون تسميته). وقد جرى نقل ثلاثة من الجرحى إلى مستشفى في صور لتلقي العلاج.
ومن المؤشرات التي يمكن تسجيلها، الإعلان عن إرجاء الكلمة التي كان سيلقيها الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، فبعدما كان موعد إلقاء الكلمة الساعة الثالثة من بعد الظهر، أُعلن عن تأجيلها من دون إعطاء أسباب التأجيل والموعد الجديد لها. ورجَّحت معلومات أن يكون سبب الإرجاء أن الكلمة مسجَّلة، وقد تكون استجدت معطيات لا تتلاءم مع ما ورد في الكلمة، ما حتَّم التأجيل.
وفي وقتٍ كان هوكستين يجري مفاوضات في بيروت، شهد الجنوب تصعيداً عسكرياً كبيراً، وفي المعطيات أن القوات الإسرائيلية أحرزت بعض التقدم، ونشر الجيش الإسرائيلي فيديوات تظهر تقدمه. ومن باب التأكيد على التوغل، نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صوراً له على صفحته على “تويتر”، تظهِر أنه في كفركلا والعديسة، وقد ختم تغريدته بالقول: “ترقبوا”.
هوكستين أمضى ليلته في السفارة الأميركية في عوكر وامضى جزءاً منها في اجتماع مع مستشار الرئيس بري علي حمدان لصياغة التعديلات، لكن السؤال المحوري يبقى: هل ما يطرحه لبنان تقبل به إسرائيل؟ الجواب يتبلور بعد زيارة هوكستين لتل أبيب وردّ الدولة العبرية على الملاحظات اللبنانية، وعندها يتحدد مسار التطورات، إما استمرار الحرب وإما الدخول في مسار آخر.
"الشرق الأوسط":
واصل الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين مساعيه لـ«تضييق الفجوات» في المواقف بين لبنان وإسرائيل، وصولاً إلى وقف لإطلاق النار الذي لا يزال بعيد المنال، رغم التقدم الذي أوحى به أولاً وصول هوكستين إلى بيروت، ومن ثم تمديد إقامته في العاصمة اللبنانية؛ لمناقشة «تفاصيل تقنية» مع مستشار رئيس البرلمان نبيه بري، قبل انتقاله إلى إسرائيل.
ولا تزال الأمور متوقفة عن نقطتين خلافيتين، الأولى إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بحرية التدخل عند أي انتهاك للقرار «1701» الذي ينص على جعل منطقة جنوب نهر الليطاني خالية من أي سلاح، إلا سلاح الجيش اللبناني والقوة الدولية، والثانية تتمثل في مهمات اللجنة التي ستراقب حُسن تنفيذ القرار، وتريد الولايات المتحدة ترؤسها.
وقد أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع جيد مبدئياً»، وذلك بعد لقائه لساعتين مع الموفد الرئاسي الأميركي لبحث المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وأوضح بري أن ما تبقى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلاً عنه، وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية، وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون بمغادرة هوكستين إلى إسرائيل، وننتظر ما سيحمله من هناك»، مكرراً أن الأمور «جيدة». وأكد بري أن الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين. وعما إذا كانت المسودة التي تتم مناقشتها قد تمت مناقشتها مع الإسرائيليين، أجاب الرئيس بري: «هو (هوكستين) يقول إنه نسّق مع الإسرائيليين فيما يخص المسودة»، لكنّ بري استدرك قائلاً: «ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم».
ووصل الموفد الأميركي إلى بيروت صباحاً، حيث التقى رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كما التقى قائد الجيش العماد جوزف عون، مؤكداً أن «أمامنا فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية النزاع». والتقى بداية بري، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. وبعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعتين تحدّث هوكستين للإعلاميين قائلاً: «لقد أجريت الآن لقاء مع الرئيس بري من أجل تضييق الفراغات، والاجتماع كان بنّاءً ومفيداً للغاية، وعدت لأنه أمامنا فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة اتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل اتخاذ ذلك». وأضاف: «لكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول إلى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريباً من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أن نصل خلال الأيام المقبلة إلى حل».
وختم: «لن أرد على أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن، وأنا ممتن للنقاش البنّاء مع الرئيس بري (…) وأنا ملتزم بالقيام بكل ما بوسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي إسرائيل، للوصول إلى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة، وسأكرر ما قلته: لقد أجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق والفراغات الموجودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك».
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموفد الرئاسي الأميركي في دارته، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية. وخلال الاجتماع، جدّد ميقاتي التأكيد على أن «الأولوية لدى الحكومة هي وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان، وحفظ السيادة اللبنانية على الأراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية». وأشار إلى أنّ «الهم الأساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعاً إلى قراهم وبلداتهم، ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية، والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية». وشدّد على «تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب».
وكان هوكستين وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي صباح الثلاثاء، وخضع مع الوفد المرافق للتفتيش، كما قام، من تلقاء نفسه، بوضع حقيبته على جهاز «السكانر» لكي يُكشَف عليها. في خطوة رمزية لافتة، بعد إشكال سابق بين الأمن اللبناني ومرافقي علي لاريجاني، المستشار الخاص للمرشد الإيراني خلال زيارته لبيروت، انتهى إلى تفتيش حقائب الوفد من غير الدبلوماسيين من قبل الجيش اللبناني.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا