إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 21 24|09:01AM :نشر بتاريخ
"الأخبار":
غادر الموفد الأميركي عاموس هوكشتين بيروت أمس إلى تل أبيب، حاملاً معه «التقدّم الإضافي» الذي حقّقه خلال زيارته لبنان في اليومين الماضييْن. ومع مغادرته، بدأت التكهنات، من دون آمال كبيرة، بأن تكون جولة المحادثات التي قام بها في العاصمة اللبنانية خاتمة المفاوضات حول البنود التنفيذية للقرار1701 وآلية الإشراف ومجمَل وضعية الحدود بعد وقف الحرب، في ظل التشكيك في النوايا الإسرائيلية.
بعد اجتماعيْن مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وليلة طويلة من الاتصالات المكثّفة في السفارة الأميركية بمشاركة مستشار بري، علي حمدان، وأعضاء في فريق الموفد الأميركي، لصياغة ملاحظات لبنان ضمن إطار قال هوكشتين إنه يجب أن يكون مقبولاً من إسرائيل. وأشارت مصادر معنية إلى أن النقاشات الليلية رافقتها مشاورات هاتفية بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين من فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأعلن هوكشتين عقب لقائه الثاني مع بري أمس أنه «سيسافر إلى إسرائيل لاستكمال العمل على التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله»، وأكّد في كلمة مقتضبة «أننا حقّقنا تقدماً إضافياً، وسأسافر إلى إسرائيل لمحاولة إنهاء هذا الأمر إذا استطعنا». وأوضح أنه «لا يمكنني الإفصاح علناً عن النقاط الخلافية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، لكننا سنمضي خطوة تلو أخرى ونعمل عن كثب مع الإدارة في لبنان وإسرائيل»، وهو ما أكّدته الخارجية الأميركية مساء في بيان أكّدت فيه «أننا لا نزال نحرز تقدماً في ما يخص التهدئة في لبنان».
وعلمت «الأخبار» أن النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة يعتبرها لبنان ذات أهمية كبيرة، منها ما يتعلق بمسألة الحدود ومواعيد تنفيذ الاتفاق والبنود المتصلة بوقف الحرب. وقالت المصادر إن لبنان طلب صياغة أحد البنود الذي كان يقضي باعتبار الخط الأزرق حدوداً نهائية، وطالب بانسحاب العدو من النقاط المتّفق على أنها خروقات، وتسجيل بقية النقاط على أنها محل نزاع، وبالتالي انسحاب قوات الاحتلال إلى خلف الحدود كما كانت عليه في 6 تشرين الأول 2023.
كذلك طلب لبنان أن يعمد العدو فور إعلان وقف إطلاق النار إلى تحديد توقيت دقيق لانسحاب كامل وفي وقت واحد وسريع من كل الأراضي اللبنانية، وأن يترافق ذلك مع إطلاق سراح الأسرى وتسليم جثامين عدد من شهداء المقاومة التي احتجزها خلال عمليات التوغل. ولفت المفاوض اللبناني الموفد الأميركي إلى أن المساعي لوقف الحرب تقتضي التزام إسرائيل الكامل بالانسحاب الكامل وعدم البقاء في أي نقطة، لأن الأمر سيتحول إلى احتلال، ما يوجب المقاومة، وعندها لا يكون هناك وقف لإطلاق النار، كما أن الاحتفاظ بأسرى من المقاومة ولو لساعات قليلة، سيفرض على المقاومة القيام بما يجب لتحريرهم، وهذا يعني أيضاً عدم حصول وقف لإطلاق النار.
وكشفت المصادر أن لبنان أصرّ على الموفد الأميركي بأن تتم صياغة كل الأمور ضمن الورقة، وأن يكون المفاوض الأميركي واضحاً حيال ما يقبل به لبنان على قاعدة أن ما حمله هوكشتين هو أقصى ما يمكن أن يحصل عليه من لبنان، وفي حال رفضت إسرائيل الاتفاق، ستكون مسؤولة عن إفشال المساعي الأميركية، وعليها تحمّل مسؤولية ذلك، ولن يقبل لبنان تحميله مسؤولية الفشل لأنه قدّم ملاحظات «أقرّ الأميركيون بأنها منطقية»، وأنه في حال رفضت إسرائيل الاتفاق فهي تقول إن الحرب ستستمر، وعندها سيكون العدو أمام موجة جديدة من الضربات سواء في القرى اللبنانية أو على الحدود مباشرة أو داخل المستوطنات القريبة أو في عمق الكيان.
توضيحات في المسوّدة حول الحدود وأسرى المقاومة وجثامين الشهداء
كل هذه التصريحات ومعها الإيجابية التي طبعت المواقف الرسمية في لبنان، لم تمحُ التشاؤم والحذر الشديد من قبل المسؤولين في لبنان، انطلاقاً من احتمال كبير بأن ترفض إسرائيل الاتفاق، ويلجأ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى مناورة تحظى بتغطية أميركية، خصوصاً أن الإدارة الحالية التي تقول إنها صاحبة مصلحة في وقف الحرب، منعت أمس صدور قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ومع كل التسريبات عن الاتفاق على معظم بنود المسوّدة بانتظار نقطتين تشكّلان عقدة، تتصل إحداهما بـ«حرية الحركة لإسرائيل» وأخرى بالحدود، إلا أن المؤكد أن لبنان أدّى واجبه وفعل كل ما يمكن فعله للتوصل إلى تسوية مقبولة تستند إلى القرار 1701 ولا تمس السيادة اللبنانية، ونجح في إعادة الكرة إلى الملعب الإسرائيلي.
ومع مرور الوقت، بدأ الإعلام العبري يكشف تباعاً عن تفاصيل العقد المتبقّية وتحديد مواعيد للتسوية، ونقلت قناة «كان» عن «مسؤولين إسرائيليين كبار» قولهم إن «التسوية مع لبنان قد تُعقد الأسبوع المقبل». ونسبت القناة 12 إلى مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل أنه «إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن النقطتين الخلافيتين، فيمكن تحقيق وقف إطلاق النار خلال أسبوع»، موضحة أن النقطتين تتعلقان بحرية التحرك الإسرائيلي في لبنان، وبتشكيل اللجنة المشرفة في لبنان. وقالت إن «إسرائيل تعتبر حرية التحرك في لبنان خطاً أحمر غير قابل للتفاوض». لكنها أشارت إلى أن هاتين النقطتين «قد تُدرجان في اتفاق جانبي مع الولايات المتحدة».
ونسبت القناة أيضاً إلى مسؤول أميركي أن «المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان شهدت تقدماً كبيراً، مع التأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة من الأطراف المعنية». وقالت مصادر أميركية أخرى إن هوكشتين «سيطرح على المسؤولين الإسرائيليين ورقة أميركية تؤكد تفهّم واشنطن لحق إسرائيل في اتخاذ إجراءات صارمة في حال حدوث أي انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان. وإن الورقة تأتي ضمن الجهود الأميركية لتسهيل المفاوضات بين الأطراف، وسط ضغوط دولية لاحتواء التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية».
كما نقلت «كان» العبرية عن مصادر أنه «تم التوافق على 90% من بنود مسوّدة وقف إطلاق النار في لبنان»، كذلك أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن «التفاصيل النهائية حساسة للغاية والشيطان يكمن في التفاصيل»، ونقلت عن مصادر أن «الأردن ومصر والإمارات ستشارك في تعزيز الجيش اللبناني».
وتعليقاً على ذلك، تحدّثت مصادر سياسية لـ«الأخبار» عن تأثيرات الميدان على المفاوضات. وقالت «إن العملية التي نفّذتها المقاومة ضد تل أبيب رداً على استهداف بيروت عشية وصول هوكشتين، لعبت دوراً كبيراً في المفاوضات وهي حملت رسائل عن ترميم هرمية حزب الله، فمثل هذه العملية تحتاج إلى قرار كبير، وهذا يعني أن إسرائيل لم تنتصر لتفرض شروطها كما تريد»، وهو ما أشارت إليه «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين أميركيين، اعتبروا أن «إسرائيل فشلت في القضاء على صواريخ حزب الله القصيرة المدى كما لم ينشر حزب الله كامل قواته. وطالما استمر إطلاق الصواريخ من لبنان، فإن الحملة الإسرائيلية غير قادرة على تحقيق أحد أهدافها الرئيسية بعودة عشرات الآلاف من السكان إلى الشمال. وقد أدّى فشل إسرائيل في الحد من تهديد الصواريخ القصيرة المدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبنّي وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقّتاً على الأقل».
من جهة أخرى، التقى هوكشتين النائب السابق وليد جنبلاط، والرئيس السابق للجمهورية ميشال عون، غداة لقاء مطوّل مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في دارته في معراب. ووضَعَ هوكشتين جعجع في أجواء المفاوضات التي يجريها للوصول إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على آليات تنفيذ القرار 1701، فيما أكّد رئيس «القوات» من جهته أن «أي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان».
وعلمت «الأخبار» أن هذه اللقاءات أتت في سياق الرد على اعتراضات بعض القوى على تفرُّدِ بري بإدارة ملف التفاوض في ظل غياب رئيس للجمهورية وحكومة تصريف أعمال.
"النهار":
قبل أن ينتقل من بيروت التي أمضى فيها يومين حافلين بمحادثات “مفصلية” وجولة “بانورامية” على عدد من الزعامات اللبنانية، تعمّد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لفت محادثيه كما الرأي العام اللبناني إلى أنه يتولى مهمته لوقف الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” بدفع من الإدارة الأميركية الحالية والرئيس الأميركي المنتخب سواء بسواء، بما أضفى على هذه المهمة “مهابة” وجدية اضافيتين.
وبات في حكم المعلوم والمؤكد، أن مجمل ما أفضت إليه محادثات هوكشتاين و”مفاوضاته” المتعددة الجولات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وما تركته لقاءاته مع قيادات لبنانية أخرى، سيتقرر مصيرها اليوم في لقاء يُفترض أن يكون حاسماً بين هوكشتاين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل التي انتقل اليها الموفد الأميركي مساء أمس.
ومع أن تكرار هوكشتاين عقب زيارته مرة ثانية أمس لعين التينة النفحة التفاؤلية ولو بكتمان شديد عن أي عنوان أو تفصيل يتصل بمسودة الاتفاق الذي يعمل على استيلاده، كشف مصدر مطلع على مجريات المفاوضات لـ”النهار” أن ثمة ارادة قوية وواضحة وحازمة لدى الجانب الأميركي للتوصل إلى اتفاق يوقف النار وينهي الحرب، وقد نجح هوكشتاين فعلاً في تضييق المسافات الفاصلة عن اكمال هذا الاتفاق لكن ليس هناك بعد من تطابق بين موقفي المفاوض اللبناني وإسرائيل. وأشار المصدر نفسه إلى أنه لا تزال هناك “مناطق ضبابية” في مسودة الاتفاق ولو أن تقدماً تحقق في نقاط معينة رافضاً الكشف عن طبيعة التباينات أو نقاط التقدم. ووصف اللقاء الثاني مع بري بأنه كان أفضل من اللقاء الأول.
كما نقلت تقارير اعلامية عن مصادر أميركية أن هوكشتاين سيطرح على إسرائيل ورقة أميركية تؤكد تفهم واشنطن لحق إسرائيل بالانفاذ الصارم في حال حصول أي انتهاك لاتفاق وقف الاعمال العدائية مع لبنان. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن اتفاق وقف النار في لبنان ممكن خلال أسبوع إذا تمت تلبية شروطهم.
وقد أظهرت جولة هوكشتاين على مجموعة من القيادات السياسية اللبنانية حرصه على إطلاعها على مضمون الاتفاق ومرتكزاته إذ يحتاج الاتفاق في حال حصوله، إلى ضمان تأييد كل القوى السياسية في لبنان للاتفاق ودعمها كذلك، لئلّا ينفرد “حزب الله” في الاستئثار بالقرار اللبناني سلماً بعد استئثاره به حرباً. وهو الأمر الذي قد يغطي الثغرة في أداء أهل السلطة سواء بتولي بري التفاوض بالنيابة عن “حزب الله” وبتكليف منه في ظلّ استبعاد كلّي للقوى السياسية عن اتفاق يفترض أنه سيشمل لبنان ويترك انعكاسات كبيرة عليه مستقبلاً وسواء بتغييب السلطة التنفيذية نفسها عن مسؤولية التفاوض باسم لبنان والتنازل عن صلاحياتها في هذا الإطار.
وأوضح هوكشتاين بعد زيارته الثانية لعين التينة أمس “أن هذا الاجتماع تم بناء على ما حصل البارحة وقد أنجزنا تقدماً اضافياً وسوف أنتقل خلال ساعتين إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة إذا تمكّنا من ذلك”.
ورداً على سؤال حول النقاط العالقة أجاب: “لن أعلن عن مسار التفاوض علناً وما هي هذه النقاط. هناك تقدم وهناك رئيس (أميركي) جديد وسنعمل مع الادارة (الأميركية) الجديدة وسنبحث هذه الامور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به، وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة ولا أعتقد أن ذلك مشكلة”
وبعد الظهر زار هوكشتاين الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والتقاه مع رئيس الحزب تيمور جنبلاط والنائبين مروان حماده ووائل أبو فاعور. وشملت جولة هوكشتاين الرئيس ميشال عون في الرابية. وكان زار مساء الثلاثاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب حيث أكد جعجع أن “اي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701، والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان”.
قاسم والتصعيد جنوبا
في غضون ذلك جاءت كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم تعمّد الحزب باظهار تشدده في الميدان فيما أوحى بمرونة مشروطة على خط التفاوض.
وقال قاسم إن “الحزب تسلّم الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها ولدى الرئيس نبيه بري ملاحظات كذلك وهي متناغمة ومتوافقة وهذه الملاحظات قدمت للمبعوث الاميركي وتم النقاش فيها بالتفصيل. ونحن قررنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا”.
غير أنه أضاف: “تفاوضنا تحت سقفين، وقف العدوان بشكل كامل وشامل وحفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة”. وتابع: “أعددنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن ولكن ليس تحت النار لأن إسرائيل أيضاً تحت النار. ولا أحد يستطيع أن يضمن ما إذا كان سيؤدي الاتفاق إلى وقف لإطلاق النار لأنّه مرتبط بالردّ الإسرائيلي والاتفاق مرتبط بوقف العدوان وبسيادة لبنان”.
ولفت قوله “سنبني معاً بالتعاون مع الدولة والدول التي ستُساعد في إعادة الإعمار وسنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية وستكون خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف وسنكون حاضرين في الميدان السياسي لنبني ونحمي”.
ولعل العامل اللافت الذي واكب هذا المناخ تمثل في اشتداد وتيرة المعركة البرية في الجنوب حيث تعكس التقارير توغلاً لا يستهان به للجيش الإسرائيلي بما يؤكده سقوط قتلى في صفوفه. وإذ رفعت القوات الإسرائيلية العلم الإسرائيلي في بلدة شمع الجنوبية بعدما دخلت علما الشعب، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على القرى الجنوبية ودارت اشتباكات عنيفة ومحاولات إسرائيلية للتقدم على محوري طير حرفا- مجدل زون ومحور عين الزرقا في أطراف علما نحو شمع والبياضة، وتحدثت تقارير عن مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك جنوب لبنان في الساعات الأخيرة.
واظهرت سلسلة البيانات التي أصدرها “حزب الله” كثافة عملياته داخل الحدود الجنوبية بما يعكس تعمق التوغل الإسرائيلي تدريجاً. إذ أعلن أنه استهدف تجمعاً للقوات الإسرائيلية في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وعند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع وتجمعاً في مدينة الخيام وقوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا.
"الجمهورية":
اقتراح التسوية الأميركي الرامي إلى بلوغ اتفاق على وقف اطلاق النار على جبهة لبنان في مربّع الحسم. ولكن ما يمكن قوله حتى الآن هو أنّ الامور تتقدّم إيجاباً على خط هذه التسوية، ولكن لا مواقيت او مواعيد محدّدة لبلوغها خط النهاية، وبالتالي فإنّ دخان التسوية «رمادي فاتح». والانتقال من الرمادية إلى البياض مرهون بإكمال مهمّة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مسارها الإيجابي في إسرائيل دون ان تعترضها عراقيل او مطبّات او ألغام او مماطلات من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي هذه الحالة، قد لا يتأخّر تصاعد الدخان الابيض والاعلان رسمياً عن هذا الاتفاق، بل يصبح هذا الإعلان قاب قوسين او أدنى.
وفي موازاة ذلك، دخان أسود كثيف يلف المناطق الجنوبية بشكل خاص في ظل تصاعد العدوان الاسرائيلي على القرى والبلدات الآمنة، والاستهداف الصاروخي المكثف للمواقع والقواعد والتجمعات العسكرية وعمق المستوطنات والمدن الاسرائيلية. بالتزامن مع المواجهات العنيفة التي يخوضها الحزب لمحاولات التوغل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على محاور عدة في اتجاه الأراضي اللبنانية، والتي ادّت في الساعات الماضية إلى مقتل ما لا يقل عن 5 جنود إسرائيليين وفق ما اعلنت وسائل اعلام إسرائيلية.
الكرة في ملعب إسرائيل
ما هو واضح في المسار اللبناني انّ المقترح الأميركي عبر بإيجابية ملحوظة من الجانب اللبناني، تلقي الكرة في ملعب المستوى الحاكم في اسرائيل، الذي يتوقف على تفاعله الإيجابي مع الصيغة النهائية التي أنجزها هوكشتاين في بيروت تحديد مسار العدوان الإسرائيلي على لبنان، أكان في اتجاه إنهائه، او في اتجاه الانتقال إلى مرحلة من التصعيد أكثر قساوة وعنفاً وتدميراً.
وإذا كانت حالة من التفاؤل الحذر تعتري الجانب اللبناني حيال ما تمّ التوصل اليه مع هوكشتاين، فإنّ مصادر عين التينة تؤكّد لـ«الجمهورية» انّ «المناقشات مع هوكشتاين جرت في أجواء مريحة قدّمنا خلالها أقصى ما يمكن من التسهيلات التي من شأنها وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، بالشكل الذي يؤكّد على القرار 1701 وتنفيذه بكل مندرجاته، ولا يمسّ او يتعارض مع سيادتنا الوطنية».
وبطبيعة الحال كما ترى المصادر، «فإنّ ما تمّ الإتفاق عليه مع هوكشتاين نرى أنّه يشكّل السبيل الموضوعي لوقف إطلاق النّار وإنهاء العدوان الإسرائيلي». مشيرة إلى أنّ الساعات الأخيرة التي تلت زيارة الوسيط الاميركي إلى عين التينة ولقاءه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تواصل خلالها العمل بوتيرة مكثفة وبنَفَس إيجابي، وانتهينا إلى صياغة وتثبيت خلاصات في المقترح الأميركي تحفظ بالكامل سيادة لبنان الوطنية، ومرتبطة في جانب منها بخط الحدود البرية، والخطّ الأزرق، وبما يخصّ لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701».
ورداً على سؤال قالت المصادر إنّ «ما تمّ تثبيته من خلاصات يشدّد في جوهره على الإلتزام الكلّي بهذا القرار وتنفيذه بكلّ مندرجاته بالشكل الذي صدر فيه في العام 2006، ويؤكّد بالتالي على عودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم، وانسحاب عاجل لجيش العدو إلى ما وراء الحدود الدولية».
وأشارت المصادر إلى انّ «اللقاء الثاني بين الرئيس بري وهوكشتاين جرى في أجواء مريحة جداً، حيث جرى بعض التنقيح لبعض مضامين المقترح، والوسيط الأميركي أبدى تفاؤلاً ملحوظاً في إمكان أن يفتح ما تمّ التوصل اليه مع الرئيس بري، نافذة لحل واتفاق وشيك على وقف اطلاق النار».
بري: تفاؤل حذر
ونقل زوار الرئيس بري عنه إشارته «إلى مستوى عالٍ من الإيجابية، أقله من قبلنا، للوصول إلى وقف العدوان الاسرائيلي، وهذا ما يجب أن يحصل في القريب العاجل»، كما أعرب عن ارتياحه لجوّ المباحثات الجيدة مع هوكشتاين.
إلّا أنّ بري، وكما ينقل الزوّار، آثر عدم الغوص في مضامين المقترح وتحديد ماهية الملاحظات التي أبداها الجانب اللبناني على مقترح التسوية، مكتفياً بالإشارة إلى انّ ما تمّ التوصل اليه يبعث على التفاؤل، لكن تبقى العبرة في الخواتيم. ومن هنا يبقي بري على قدر عالٍ من الحذر في انتظار تبلور طبيعة الموقف الإسرائيلي من المقترح الأميركي.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ الرئيس بري سبق له أن اشار إلى انّ مقترح التسوية، وكما أبلغه هوكشتاين، منسق بالكامل بين الاميركيين والإسرائيليين، ولكن كما يعلم الجميع، ليست المرّة الاولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم.
هوكشتاين
وكان هوكشتاين قد زار عين التينة امس للمرّة الثانية في 24 ساعة، وعقد اجتماعاً مع الرئيس بري في حضور السفيرة الاميركية ليز جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، حيث تناول البحث آخر تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
إستمر اللقاء ساعة من الوقت، قال على إثره هوكشتاين: «لقد ختمت للتو إجتماعاً آخر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمّ بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة. وقد أنجزنا تقدّماً اضافياً، وسوف انتقل خلال ساعتين إلى اسرائيل لمحاولة الوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك».
ورداً على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية؟
قال: «أعتقد أنّ ما سأقوله يمكن أن يخيّب ظنكم إنني لن أعلن عن مسار التفاوض علناً، وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وأنجزنا تقدّماً. وكما قلت إذا أنجزنا هذا التقدّم سوف أنتقل إلى إسرائيل إستناداً الى محادثاتي هنا، وسنرى ما سنقوم به. هنالك تقدّم وهنالك رئيس جديد وسنعمل مع الإدارة الجديدة وسنبحث هذه الامور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به، وكما قال الرئيس جو بايدن سيكون هنالك إنتقال نظامي للسلطة ولا أعتقد أنّ ذلك مشكلة».
الى اسرائيل
وفي وقت لاحق، نقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤول إسرائيلي ان هوكشتاين وصل إلى إسرائيل وسيلتقي الليلة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
كما نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر انه تم التوافق على ٩٠٪ من بنود مسودة وقف إطلاق النار في لبنان. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلا عن دبلوماسيين ان التفاصيل النهائية حساسة للغاية والشيطان يكمن في التفاصيل. واشارت الى ان الأردن ومصر والإمارات ستشارك في تعزيز الجيش اللبناني.
دفع بريطاني
وسبق ذلك، لقاء بين الرئيس بري وكبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين».
فيما أبلغ ديبلوماسي بريطاني إلى «الجمهورية» قوله: «لا بدّ من وقف للحرب بين لبنان واسرائيل»، معتبراً انّ «الوقت صار شديد الحرج والحساسية، ولا بدّ من الانتقال الى واقع يوفر الاستقرار في جنوب لبنان ومنطقة الشرق الاوسط».
وبحسب الديبلوماسي عينه، فإنّ «مصلحة كل الأطراف باتت تستوجب إيقاف القتال الآن، وان تبادر هذه الاطراف الى تهيئة الأجواء المؤاتية لصياغة تهدئة عاجلة وفورية تتطلّب بدورها استغلال فرص الحلول القائمة، والكف عن الاستغراق في لعبة التأخير».
لا لتسوية مشروطة
في سياق متصل، كشف مصادر ديبلوماسي لـ«الجمهورية»، أنّ حركة الاتصالات الخارجية عكست تقاطعات دولية داعمة للبنان بصورة غير مسبوقة، وتؤكّد على الحاجة الملحّة لتسوية سياسية عاجلة على قاعدة التطبيق الكامل للقرار 1701، تنهي الحرب الاسرائيلية على لبنان وترسّخ الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية.
إلّا انّ اللافت في هذه الاتصالات، يقول المصدر، «هو أن لا قبول خارجياً، وتحديداً من قبل الاوروبيين، وعلى وجه الخصوص من قبل الفرنسيين، بتسوية بالشروط التي حاولت اسرائيل تسويقها على حساب لبنان، او بالأحرى فرضها على لبنان، بالشكل الذي تمنح فيه لنفسها حرّية العمل العسكري في لبنان حتى بعد التوصل إلى اتفاق، وقد تبلّغنا من جهات اوروبية متعددة بأنّ موفدين لتلك الدول أبلغوا اسرائيل بأنّ تلك الشروط تعطّل التسوية، ولبنان لا يمكن له أن يقبل بتسوية تضرب القرار 1701 وتنتقص من سيادته. والأمر نفسه أكّده لنا الأميركيون».
«حزب الله»
وفي إطلالة له امس، قال الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «تلقينا ورقة المفاوضات وقرأناها جيداً، وأبدينا ملاحظات عليها ولدى الرئيس بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة. ونحن مستمرون في الميدان سواء نجحت المفاوضات ام لم تنجح. ولا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا. وقد توقع الاحتلال أنّه يمكن أن يأخذ في الاتفاق ما لم يأخذه في الميدان وهذا أمر غير ممكن».
واشار إلى «أننا امام عدو متوحش. وسنبقى في الميدان مهما ارتفعت الكلفة علينا لأننا سنرفع الكلفة على العدو ايضاً». وقال: «الكلمة للميدان والنتائج تُبنى على ما يحصل في الميدان. ولدى المقاومة القدرة على خوض حرب طويلة». مشدداً على انّه «عندما لا يحقق العدو اهدافه يعني اننا انتصرنا». واكّد انّ «على العدو أن يفهم أنّ الأمور ليست متروكة عندما يعتدي على العاصمة بيروت، ولا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي إلّا وأن يدفع الثمن في وسط تل أبيب».
وخلص قاسم إلى القول: «اننا أثناء المعركة نفكر بمصلحة وطننا، لم نغيّر ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الوطنية الشريفة المقاومة. نحن نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة وهو الرصيد المتبقي الذي نستطيع من خلاله أن نبني وطننا وكذلك وسيبقى. وسنبني معاً بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد من اجل اعادة الاعمار، ويعود كل لبنان أجمل وأفضل. وسنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستورية، وستكون خطواتنا السياسية وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسية، وسنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوتنا التمثيلية والشعبية وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن، لنبني ونحمي في آن معاً».
الموقف في اسرائيل
وقد استبقت اسرائيل وصول هوكشتاين إلى تل أبيب بما بدا أنّه تشويش على مهمّته، يهدّد التسوية ويُضعف الآمال في إمكان إكمال المستوى السياسي الحاكم في اسرائيل للمسار الإيجابي. ويُخشى انّه ينذر بتقديم اسرائيل ما وصفها مسؤول كبير عبر «الجمهورية» بـ«هدية مسمومة» للوسيط الاميركي تنسف مسعاه، في ظل الضخ المتواصل من المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية بأن لا اتفاق مع لبنان الّا بالشروط الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس: «إنّ شرطنا لأي تسوية سياسية مع لبنان هو الحفاظ على حق الجيش بالتحرّك لحماية مواطني اسرائيل». ولاقاه وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر بقوله: «انّ وصول هوكشتاين الى المنطقة يعني انّ الاميركيين يؤمنون بإمكانية التوصل الى اتفاق مع لبنان، ولكن من المهم التأكيد على اننا نريد اتفاقاً مع لبنان يصمد لوقت طويل. وفي اي اتفاق سنحافظ على حرّية تحركنا عند حدوث أي خرق».
باريس: فرصة
الى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بانو: «انّ الجهود للتوصل إلى هدنة بين لبنان واسرائيل اتاحت فرصة لبلوغ وقف دائم لاطلاق النار». ودعا الطرفين الى قبول الاتفاق المطروح على الطاولة، معتبراً أنّ «الفرصة سانحة وعلى الطرفين انتهازها».
"الديار":
نتنياهو اخفق في رسم مسار جديد للمفاوضات بالنار، والتأخير في استقباله الموفد الاميركي الى اليوم مرده الى رهانه على انجاز تطورات امنية وعسكرية تسبق زيارته الى اسرائيل وتسمح له بفرض شروطه ودفع الرئيس بري الى التنازل استنادا الى الميدان.
وفي المعلومات، ان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اجل كلمته من الاثنين الماضي الى الاربعاء «امس» لأسباب امنية وليس بسبب زيارة هوكشتاين واعطاء فرصة للمفاوضات كما اشيع، فحزب الله لا علاقة له بالمفاوضات بشكل مباشر وسلم ملاحظاته للرئيس بري، وتم توحيد ملاحظات الرئيسين بري وميقاتي وحزب الله في ورقة واحدة تسلمها هوكشتاين من معاون الرئيس بري علي حمدان في مقر السفارة الاميركية في عوكر صباح امس، واستفسر هوكشتاين عن بعض النقاط، فكان لا بد من لقاء الرئيس بري للمرة الثانية في عين التينة قبل مغادرته الى اسرائيل ولقائه نتنياهو ظهر اليوم، في ظل معلومات اعلامية ايجابية عن توجه اسرائيلي للقبول بالاتفاق، وتعديل بند حرية الحركة في لبنان بشكل يقبله الطرفين، ووجود جنرال اميركي في لجنة الرقابة يشكل ضمانة لاسرائيل.
من جهته، وضع الموفد الاميركي العماد ميشال عون في مسار المفاوضات وكذلك الدكتور سمير جعجع، واكد مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان، ان الورقة الاميركية للحل ستنفذ كما هي، دون اي تعديلات جوهرية الا بالشكل وبعض العبارات فقط، والورقة تم اعدادها للتنفيذ كما نصت عليه، والا سيعود هوكشتاين الى بلاده فورا، كما التقى رئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
وفي المعلومات المؤكدة، ان نتنياهو كان يخطط لتنفيذ عمليتين امنيتين بالتزامن مع بدء زيارة هوكشتاين للبنان ونهايتها، الأولى كانت اغتيال مسؤول العلاقات الاعلامية الحاج محمد عفيف وربما فشل في العملية الثانية.
الامر الاخر حسب المعلومات، حاول نتنياهو تحقيق إنجازات
عسكرية على الأرض وتقديم هدية للموفد الاميركي لحظة وصوله، والاعلان عن احتلال الخيام وشمع والناقورة لاستخدام ذلك في المفاوضات ودفع الرئيس بري للقبول بالورقة الاميركية كما هي ودون اي تعديل، وزج في المعركة منذ نهار السبت الماضي مختلف انواع الاسلحة الجوية والبرية والبحرية، واستخدم الجيش الاسرائيلي لاول مرة المدافع من مختلف العيارات، والغازات المحرمة دوليا، لكن الصمود الاسطوري للمقاتلين أسقط كل الأوراق الاسرائيلية ومنع نتنياهو من السيطرة الميدانية وتنفيذ ما يريد.
في المعلومات، ان هوكشتاين تحدث بلغات مختلفة خلال زياراته الى المقرات الثلاثة الرسمية في عين التينة واليرزة والسرايا الحكومية، وتطرق الى انتشار الجيش اللبناني باشراف دولي على الحدود والمعابر و الطرقات الدولية بين لبنان وسوريا، وقدم خرائط عن نقاط انتشار الجيش وسأل قائد الجيش العماد جوزيف عون عن القدرة على تنفيذ هذه المهمة، وهذه النقطة لم يتطرق اليها الموفد الاميركي في عين التينة، علما ان هذا الموضوع المتعلق بالحدود السورية اللبنانية ناقشه الوفد الروسي أثناء زيارته الاخيرة الى اسرائيل والطلب منه الضغط على الرئيس بشار الاسد للموافقة على قطع طريق دمشق بيروت والمعابر الحدودية امام وصول الاسلحة الإيرانية الى حزب الله مقابل وعود سخية ورفع الحصار والعقوبات، علما ان هذه الطروحات ليست جديدة حملها وزير خارجية اميركا السابق كولن باول الى دمشق عام ٢٠٠٣ ورفضها الرئيس الاسد، لكن مصدرا رسميا روسيا توقع لوكالة اعلام روسية ان يعلن وقف النار في لبنان خلال ٣ ايام.
الاجواء ضبابية جدا، والمفاوضات شاقة وطويلة ومعقدة، واتصالات هوكشتين مفتوحة لانجاز وقف النار قبل مغادرة مهمته والانتقال للعمل بالامارات بعد سقوط الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية، وكشف من عين التينة عن ايجابيات وتقدم، وهذا ما اوحي به احد الوزراء العاملين على خط الاتصالات بالقول : « الاجواء ليست سلبية والأمور ليست مقفلة « وحسب المعلومات، فان هوكشتاين قد يعود الى لبنان لنقل الملاحظات الاسرائيلية وتبادل الأوراق والأفكار حول النقطة والفاصلة، ومن، وفي، وحتى، للوصول الى الصياغة النهائية، لكن اسرائيل وفق المعلومات، ما زالت ترفض حتى الان وقفا شاملا لاطلاق النار، ومتمسكة بهدنة ل ٦٠ يوما للتاكد من انسحاب حزب الله من الجنوب مع اسحلته وبعدها يتم انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان خلال ٦٠ يوما وعلى مراحل، هذا هو شرطها الاساسي، اما النقاط الاخرى فقابلة للتعديل وتحديدا حول الدفاع عن النفس على ان يعطى هذا الحق للبنان ايضا.
والبارز ان التطورا ت اللبنانية تتزامن مع عواصف كبرى ومتغيرات تشهدها الحرب الروسية الاوكرانية ستنعكس بشكل مباشر على المنطقة ولبنان، مع الموافقة الاميركية الاوروبية على السماح لاوكرانيا باستخدام الصواريخ الاميركية والاوروبية الباليستية البعيدة المدى باستهداف الاراضي الروسية، والانظار متجهة الى بوتين لمعرفة كيف سيرد ؟ فبايدن يريد قبل رحيله في ٢٠ كانون الثاني تطويق ترامب في ازمات كبرى وخطرة على الاستقرار العالمي.
الكرة في الملعب الاسرائيلي
الكرة في الملعب الاسرائيلي ولبنان قدم ردوده، ل ايمكن ان ينزل تحت سقف الحفاظ على سيادته، وفي النهاية الحرب بين اسرائيل والمقاومة، ولا يمكن للمقاومة ان توافق على شروط استسلامها وان تكتب ورقة نعيها بيدها وتسلم سلاحها وتنسحب الى ما قبل الليطاني وتعطي الاسرائيلي في المفاوضات ما عجز عنه في الحرب، هذا ما يريده نتنياهو والباقي تفاصيل، اسرائيل تريد استسلام حماس وحزب الله وليس الـ ١٧٠١، وتعتبر ان الفرصة الدولية والعربية مؤاتية لتحقيق ذلك وربما لن تتكرر الفرصة مستقبلا، وبالتالي لا تراجع من قبل العدو عن المطالبة بالاشراف المباشر لاميركا على الحل مع الامم المتحدة ومشاركة فرنسا التي اكد وزير خارجيتها ان هناك فرصة للوصول الى اتفاق دائم لوقف اطلاق النار في لبنان وعلى الطرفين الاستفادة من هذه الفرصة، مع العلم ان المانيا لم تبد اي استعداد للمشاركة في اللجنة وهناك رفض لبناني بالنسبة للقوات البريطانية.
قاسم: مستمرون في الميدان
بدوره، اكد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، البقاء في الميدان، ان نجحت المفاوضات او فشلت، وقال : «حزب الله يقاتل ويفاوض» لكنه شدد على ان المقاومة لن نوقف القتال اثناء المفاوضات، والكلمة في النهاية للميدان، والعدو لن يهزم الا في الميدان، وكشف ان حزب الله استلم الورقة الاميركية التي تتعلق بالمفاوضات ووضعنا ملاحظاتنا عليها وسلمناها الى الرئيس بري ولن نكشف عنها في الاعلام، واكد التفاوض تحت سقفين : وقف النار وحفظ السيادة كاملة، ونحن اعددنا العدة لمعركة طويلة، واي قصف على العاصمة بيروت سنرد عليه بقصف تل ابيب، كما شرح قاسم معاني استشهاد القائد محمد عفيف متطرقا الى سيرته النضالية.
المعركة طويلة
وحسب المعلومات والخبراء المتابعين، المعركة طويلة ومن يصرخ اولا يدفع الثمن، وإسرائيل من خلال تكثيف القصف والدمار والمجازر وتوسيع رقعة ذلك، هدفها خلق الشرخ والفتن بين المقاومة وجمهورها ودفع الناس الى رفع الصوت في وجهها، بينما المقاومة تريد شل الحياة في كل فلسطين المحتلة وانزال المزيد من الخسائر في الجيش الاسرائيلي والصمود في الجنوب لافشال ما يريده العدو، والحسم للميدان حتى يقتنع نتنياهو بالنزول عن الشجرة، وحتى ذلك التاريخ سيبقى التفاوض «هبة باردة وهبة ساخنة».
محاولات لاضعاف موقف المفاوض اللبناني
تستعد قوى سياسية ونواب في المعارضة لاثارة مسألة عملية التفاوض بين لبنان وإسرائيل ورفض حصرها بالرئيس نبيه بري بالتعاون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وغياب رئيس الجمهورية، وستثير هذه القوى الامر مع السفيرة الاميركية وضرورة اطلاع النواب على الورقة اللبنانية للمفاوضات، علما ان حزب الله وخلافا لما اشيع، لم يقدم ردودا مكتوبة على الورقة الاميركية بل اكتفى بملاحظات سلمها الى الرئيس بري الذي صاغ الرد مع ميقاتي، كما اطلع عليها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ويبقى اللافت، الانتقادات العنيفة التي وجهها رئيس لجنة الصداقة اللبنانية السعودية نبيل الايوبي للمفاوضات وقال: «مشهد التفاوض نفذ امس بين وكيل ايراني ووسيط اميركي لا يمكن ان يمر ويستمر في لبنان لا على الصعيد السياسي ولا على صعيد التفاوض التقني وما يمثله المفوض اللبناني الوكيل في ظل صمت أصحاب المناصب الدستورية في الحكومة المعنيين القانونيين في اي تفاوض».
"اللواء":
تشكل محادثات الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بدءاً من الليلة الماضية في اسرائيل، بعد يومين كاملين من المحادثات في بيروت، بين الطرفين المعنيين بوقف النار، وهما الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي، بالتشاور مع حزب لله، ثم توسعت المروحة لتشمل الرئيس السابق ميشال عون، والنائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع..
تشكل هذه المحادثات نقطة الفصل في المسار التفاوضي لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وامتداداً لكل لبنان، لجهة تسويق المسودة الموجودة في حقيبة هوكشتاين وهي بالاساس صياغة اميركية – اسرائيلية مع تعديلات طلب المفاوض اللبناني ادخالها.
ولئن كانت بيروت استضاف هوكشتاين على فنجان قهوة في مقهى «ستاربكس» في فردان على مقربة أمتار قليلة من عين التينة، حيث خاض الوسيط مفاوضات على النقطة الفاصلة مع الرئيس بري، فإن طائرات الاستطلاع سجلت غياباً جزئياً، في حين دارت مواجهات حامية الوطيس على أرض بلدة الشمع في القطاع الغربي، وصولاً إلى بلدة الخيام في القطاع الشرقي في محاولة لتسجيل خرق بري يساعد في المفاوضات.
مع العلم أن حزب لله لم يتأخر عن تكثيف قصف وسط تل أبيب والمدن الإسرائيلية في الشمال، من كريات شمونة (قبالة الخيام) إلى عكا وحيفا وصفد ونهاريا، واعتراف الجيش الاسرائيلي بمقتل 4 جنود، وإصابة آخرين بجروح متوسطة وخطيرة، فضلاً عن تدمير دبابات ميركافا وجرافات وآليات أخرى.
هوكشتاين قبل المغادرة: حققنا تقدماً إضافياً
إستكمل المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار وانتقل مساء الى الكيان الاسرائيلي. وزار للمرة الثانية في يومين رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ووسع لقاءاته مع اطياف سياسية مختلفة حيث التقى كلامن الرئيس ميشال عون ووليد جنبلاط وسمير جعجع، وقالت مصادر بعض الذين التقاهم لـ «اللواء»: هناك تكتم حول الافصاح عن تفاصيل المفاوضات حتى عودة هوكشتاين من زيارته لإسرائيل ومعرفة مزيد من المعطيات.
وبعد اللقاء الذي إستمر ساعة من الوقت تحدث هوكشتاين للإعلاميين قائلاً: تم بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة وقد انجزنا تقدماً اضافياً وسوف انتقل خلال ساعتين الى اسرائيل لمحاولة الوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك.
ورداً على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية؟ أجاب هوكشتاين: اعتقد ان ما سأقوله يمكن ان يخيب ظنكم انني لن اعلن عن مسار التفاوض علناً وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وانجزنا تقدماً وكما قلت اذا انجزنا هذا التقدم سوف انتقل الى اسرائيل استناداً الى محادثاتي هنا وسنرى ما سنقوم به، هنالك تقدم وهنالك رئيس جديد وسنعمل مع الادارة الجديدة وسنبحث هذه الامور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة ولا اعتقد ان ذلك مشكلة.
وزار هوكشتاين ايضاً الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي وسفير لبنان السابق في واشنطن غبريال عيسى. أطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، «وتم استعراض بعض الافكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف اطلاق النار».
كما زار هوكشتاين النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو قرابة الثالثة والنصف بعد الظهر لوضعه في نتائج تحركه.
وافادت المعلومات ان حزب لله أبلغ برّي أنه قَبِل بالوثيقة الأميركية وكانت لديه بعض التعليقات وأنه يجب أن يلتزم الفريقان بالاتفاق وليس فقط الحزب، وان لجنة المراقبة لن تضمّ البريطانيين والألمان نتيجة رفض حزب لله وبالتالي ستضمّ الأميركيين والفرنسيين ومن هنا يبدو أن الضمانة التي تطلبها إسرائيل ستتكرس بوجود الأميركي في لجنة المراقبة.
وافادت ايضا: ان النقاش لم يُحسم بعد في عدد من النقاط وأبرزها والتي هي عالقة ولا تأخذ حيّزاً مهمًّا من النقاش الإعلامي تتعلق بترسيم الحدود وتحديداً الخطّ الأزرق.
لكن مصادرعين التينه قالت : أن الأجواء إيجابية وأفضل من يوم أمس والدليل على ذلك أن هوكشتاين متوجّه الى تل أبيب .
وقال الرئيس بري لـ «اللواء»: «الاجواء اليوم أكثر ايجابية من أمس»، مضيفاً: «عملنا اللي علينا» بانتظار الرد الاسرائيي يبنى على الشيئ مقتضاه.
وأشار بري إلى أن الاتفاق نفسه، وحتى آليات تطبيق القرار 1701 «ونحن أمام أيام حاسمة، فإما أن يقبل «نتنياهو» وتنتهي الحرب، وإما أن يرفض كعادته ونذهب إلى سيناريوهات أكثر سوءاً.
هوكشتاين في تل أبيب
وانتقل هوكشتاين مساء امس إلى إسرائيل، وإجتمع مع مستشار نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ويجتمع مع نتنياهو ووزير الحرب كاتس. على أن يلتقي اليوم رئيس الحكومة الاسرائيية بنيامين نتنياهو.
وأشارت الخارجية الاميركية إلى أننا نعتقد اننا في المكان الذي يسمح لنا بأننا قد نصل إلى اتفاق لوقف النار بالطرق الدبلوماسية.
وقالت هيئة البث السرائيلية: الولايات المتحدة تعدت لاسرائيل بتطبيق الاتفاق مع لبنان عبر المراقبة الفعالة، وبوسائل مختلفة.
وزعم قائد القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيي «لوري غورين» خلال زيارة إلى جنوب لبنان برفقة رئيس الاركان هاليفي هالسي بأن اسرائيل حققت انجازات حتى الآن» فالهدف تهيئة الظروف لاعادة سكان الشمال إلى ديارهم.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين اسرائيليين كبار قوله: انه إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن القضية الأخيرة محل النزاع مع لبنان، فسوف نتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون أسبوع اذا تمت الموافقة على شروطنا.واشار المسؤولون الإسرائيليون الى «تفاؤل حذر قبيل لقاء هوكشتاين مع دريمر.
وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق تامير هيمان للقناة 12 العبرية: من غير المتوقع أن يوافق لبنان على حرية العمل العسكري للجيش الإسرائيلي ولا يجب أن تكون هذه النقطة عائقا أمام الاتفاق.
والى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم: أدى فشل «إسرائيل» في الحد من تهديد الصواريخ قصيرة المدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبني وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقتاً على الأقل.
وتتالت المواقف، فوزير الدفاع الاسرائيلي كاتس تحدث عن حق اسرائيل في الدفاع عن «مواطنيها» في أي اتفاق، في حين قال وزير الخارجية جدعون مساعر ان وصول هوكشتاين يعني ان الاميركيين يريدون اتفاقاً، وأن اسرائيل تريد اتفاقاً يصمد لوقت طويل.
رسائل حزب الله
ووجه حزب لله رسائل في عدة اتجاهات على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بعضها يتعلق بالمفاوضات ، والآخر يتصل بالميدان، ومرحلة ما بعد الحرب.
وأكد قاسم أنه لا يمكن لاسرائيل أن تهزمنا، وتفرض شروطها علينا، فنحن رجال الميدان، ونحن استلمنا ورقة المفاوضات، ولدينا ولدى الرئيس بري ملاحظات، وهي متناغمة ومتوافقة، وقد قدمت للمبعوث الاميركي، وناقشناها كعه بالتفصيل.
وهي رسالة واضحة للعدو، قال قاسم» الطرف الاسرائيلي، يتوقع أن يأخذ بالاتقاف ما لم يأخذه في الميدان، وليكن معلوماً تفاوضنا تحت سقفين: سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو الاسرائيلي أن ينتهك، وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة.
وأشار قاسم: في حال فشلت المفاوضات نحن مستمرون في الميدان، وأكد أنه ستكون حرب استنزاف على العدو، ولا قرار إلا الصمود والاستمرار ولو طال الزمن.
قاسم: نحن مستمرون في الميدان، وسنبقى ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة وسنجعل هذه الكلفة مرتفقة على العدو أيضاً، ونحن في موقع الرد والدفاع.
وفي رسالة للداخل أكد الشيخ قاسم على 4 نقاط:
1 – سنبني معاً.
2 – سنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية.
3 – خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف.
4 – سنكون حاضرين في الميدان السياسية بقوتنا السياسية والشعبية.
الحركة الدبلوماسية والحكومية
دبلوماسيا: استقبل الرئيس بري الذي دعا هيئة مكتب المجلس للاجتماع الاثنين، في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني هاميش كاول. كما يزور المفوض الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي لبنان الاحد المقبل.
إلى ذلك إستقبل الرئيس ميقاتي المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في السرايا. وفي خلال اللقاء عرضت بلاسخارت لرئيس الحكومة أجواء المناقشات التي جرت في الجلسة الدورية المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بالأمس بشأن لبنان.ثم ،رأس الرئيس اجتماعاً مالياً شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المال يوسف الخليل المدير العام لوزارة المال الدكتور جورج معراوي، ومستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس.
المعارك
ميدانياً، استمرت الاشتباكات بينهما إثر محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل أكثر جنوبا. ونشر صورا وفيديو يظهر فيه جنود العدو وقد رفعوا «العلم الإسرائيلي في بلدة شمع».
وشهد محور شمع – البياضة مساء امس الاول وفجر امس، اشتباكات بين حزب لله وقوة اسرائيلية حاولت التقدم إلى البياضة في محاولة للجيش الإسرائيلي للسيطرة والالتفاف حول البياضة كونها موقعا استراتيجيا لتطويق الناقورة، إلا أن المقاومة أطلقت القذائف الصاروخية والصواريخ باتجاه الجيش الإسرائيلي ودمر دبابة ميركافا الذي عاد وانكفأ للوراء. بعدما تدخل الطيران والمدفعية الاسرائيلية. كما قصفت المقاومة بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع، بقذائف المدفعية.
وبعد ظهر وعصر امسسجل قصف مدفعي وفسفوري مكثف يستهدف الاطراف بين مجدل زون وطيرحرفا وشمع والناقورة والبياضة. بعد تجدد الاشتباكات بين المقاومة وفرقتين للعدو الاسرائيلي كانتا تحاولان التقدم والتوغل من محوري طير حرفا- مجدل زون ومحور عين الزرقا في اطراف علما الشعب نحو شمع والبياضة ، تحت غطاء جوي ومدفعي معاد إلا أن المقاومةً تقوم بالتصدي للعدو .
واعلنت المُقاومة الإسلاميّة عن تصدى مجاهدوها لمحاولة تقدّم قوّة إسرائيلية عند الأطراف الغربيّة لبلدة طير حرفا، بالأسلحة الرشاشة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. كما واستهدف المجاهدون ملّالة إسرائيلية كانت ترافق القوّة المتقدّمة، بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها بمن فيها.
وحاولت قوات الاحتلال طيلة نهار امسالتقدم نحووسط الخيام من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، تحت وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي للمدينة ومحيطها وبلدة كفر شوبا المجاورة، ووُجِهَتْ بعمليات صد واشتباك مباشر وقصف من عناصر المقاومة.
وارتفعت بعد الظهر وتيرة المواجهات في شرق مدينة الخيام مع محاولات جديدة ينفذها العدو لتحقيق اختراق في الوسط والشمال تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي.وقصفت دبابات العدو اطراف بلدة ابل السقي المقابلة لمدينة الخيام خلال تحركها من الحي الشرقي الجنوبي الى المنطقة الشرقية الشمالية.
ولاحقاً تحدث الاعلام العبري عن «حدث أمني في تقارير صعبة في جنوب لبنان»، وقالت: جرى تفجير مبنى كان بداخله قوات من الجيش الإسرائيلي. وأن قوة من وحدة “ماجلان” وقعت في كمين لحزب لله ما ادى الى مقتل 5 جنود والعديد من الاصابات..
واوضح الاعلام العبري: ان الحدث كبير جدا، وكارثة تعرضت لها فرق من الجيش في جنوب لبنان. مبنى كبير تم تفجيره بقوة من الجنود في جنوب لبنان وانهيار كامل للمبنى.
وقصفت المقاومة امس تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية مرتين. وتجمعًا في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، بصليةٍ صاروخية.وتجمعا عند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام.ثم تجمعًا لجنود جيش العدو الإسرائيلي جنوبي المدينة.
وأكدت وسائل إعلام عبرية إصابة 18 جندياً إسرائيلياً خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم 10 عند الجبهة الشمالية مع لبنان و8 في غزة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في المنطقة الشمالية قولها: أن عناصر حزب لله يطلقون النار من القرى التي انسحب منها «الجيش» الإسرائيلي. كما إن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية تنتقد عمليات «الجيش» البرية وتطالب هيئة الأركان العامة بوقف التوغلات.
"الأنباء":
رغم كل المظاهر التفاؤلية التي شاعت في الساعات الأخيرة، لا شيء يؤكد بعد إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار. فبعد يومين أمضاهما الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان، التقى خلالهما رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الرئيس وليد جنبلاط، قائد الجيش العماد جوزف عون، الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، غادر إلى تل أبيب حاملاً تفاؤله الذي بناه استنادا ً إلى ما قال عنها "محادثات بناءة وإيجابية" مع الرئيسين بري وميقاتي، ليبدأ جولة مفاوضاته مع حكومة العدو، وليس واضحاً بعد ما إذا كانت الأجوبة التي حملها من لبنان ستقنع بنيامين نتنياهو بالقبول بوقف إطلاق النار.
هوكشتاين الذي وصل إلى الأراضي المحتلة، حيث من المقرّر أن يلتقي نتنياهو اليوم، في حين وصفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس، الاجتماع بين هوكستين ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي بالبنّاء.
وكان هوكشتاين قد التقى بري مرّتين، الأولى صباح الثلثاء فور وصوله الى بيروت والثانية بعد ظهر أمس الاربعاء. وقد وصف اللقاء الأول بالجيد جداً، فيما اختُصر الثاني بعبارة "تقدم ايجابي" من دون الإفصاح عن النقاط العالقة وكيف سيكون الرد الاسرائيلي عليها. هذه التصريحات المقتضبة والتفاؤلية في آن للموفد الأميركي تؤشر الى أمرين لا ثالث لهما، إما انه يحمل في جعبته حلاً ولا يريد أن يكشف عنه إلا بعد موافقة الطرفين اللبناني والإسرائيلي عليه، أو أن هناك استحالة لإمكانية التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار فيما تبقّى من ولاية الرئيس جو بايدن، ولذلك كان تأكيده الاستمرار في مهامه الدبلوماسية مع الإدارة الاميركية الجديدة وانه سيضعها في أجواء ما توصّل اليه الطرفان اللبناني والاسرائيلي.
هذا في الشكل، أما في المضمون فإن هوكشتاين الذي بدا عليه الارتياح في كل اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين اللبنانيين لدرجة إصراره على تناول القهوة الأميركية في مقهى في منطقة فردان، والتقاط الصور التذكارية مع بعض الزبائن، رأت فيها مصادر متابعة للزيارة بأنها كانت مشجعة جداً وان الرئيسين بري وميقاتي أعربا له عن موافقتهما على مسوّدة المقترحات الأميركية التي كُتبت بخط يده، مع التأكيد على اعتراض الجانب اللبناني على منح اسرائيل حرية الحركة والتدخل ضمن الاراضي اللبنانية لانه يمسّ بالسيادة اللبنانية. وهذا يعتبر من البديهيات في حال التوافق على تنفيذ القرار 1701 الذي لا يسمح لاسرائيل بتجاوز الخط الأزرق، وقد أقامت اسرائيل جدار العزل على أساسه، وبالتالي من غير المسموح لها بتجاوز الحدود مع لبنان تحت اية أعذار.
المصادر لفتت عبر الأنباء الالكترونية إلى أن قبول حزب الله بالمفاوضات تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية، كما أشار الى ذلك أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في كلمته عصر أمس، هو أمر في منتهى الايجابية. وكان قاسم قد حدّد في كلمته أربعة عناوين لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، مفادها أن حزب الله مصمّم على إعادة بناء ما تهدّم بالتعاون مع الدولة اللبنانية وكل الشرفاء والدول الصديقة التي تساعد لبنان. الأمر الثاني أن حزب الله سيقدم المساهمة الفعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي وبالطريق الدستورية. الثالت التأكيد على مرجعية الطائف أما الرابع التشديد على الحضور السياسي بقوته التمثيلية والشعبية لمصلحة الوطن.
وعليه، أشارت المصادر إلى أن الكرة الآن هي في الملعب الإسرائيلي، وأن لبنان الرسمي وحزب الله قدّما للموفد الأميركي كل التسهيلات لتحقيق الهدنة ووقف الحرب بانتظار معرفة رد الجانب الاسرائيلي، الذي تشير المصادر الى أنه لن يكون مسهّلاً لمهمة هوكشتاين، لان هناك تسريبات في الإعلام العبري تفيد بأن الكابينت ليس موافقأ على الاتفاق ويشترط ضمان عدم عودة حزب الله الى الأماكن التي انسحب منها وضمان عدم قدرته على التسلّح من جديد وهذا ما قد تكشفه الساعات المقبلة.
ما يعزّز هذا الاعتقاد التشاؤمي هو استهداف العدو الإسرائيلي للجيش اللبناني مرة جديدة، ما أدى إلى سقوط شهداء، ما طرح مجدداً الأسئلة المشروعة حول سبب هذا الاستهداف وعمّا إذا كان يخفي نيّات خبيثة من قِبل إسرائيل، لا سيما أن هذا الاستهداف يتزامن مع ضغط ميداني كبير على محوري شمع والخيام، وشهد يوم أمس معارك وغارات عنيفة سقطت نتيجتها شهيدة من بلدة إبل السقي.
فالمواجهات العسكرية لا زالت على وتيرتها التصاعدية على مختلف المحاور من القطاع الساحلي غرباً، الى مرتفعات كفرشوبا في القطاع الشرقي وقد سُجِّلت بالأمس عدة محاولات توغّل للعدو على هذا المحور بهدف السيطرة على التلال المشرفة على الخيام بعد أن فشل باقتحامها. وكذلك الامر بالنسبة لمحور العديسة مارون الراس وعلما الشعب والظهيرة وصولاً الى شمع بهدف السيطرة على الطريق الساحلي الذي يربط صور بالناقورة.
سباق محموم تشهده الأيام المقبلة، بين الميدان ومساعي الدبلوماسية، والنتائج ستكون كبيرة لمسار الأمور إن كانت سلباً أو إيجابياً.
"البناء":
بقي الحدث في المنطقة رغم انشغال العالم بالقلق من التصعيد النوويّ على إيقاع التطورات المتسارعة بعد إجازة الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا استخدام الصواريخ الأميركية البعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع تعديلات على العقيدة النووية الروسية تجيز استخدام القوة النووية لردع تهديد وجودي لروسيا تتسبب به قوة نووية أخرى.
بما يتصل بأحداث المنطقة كان الحدث في نيويورك، حيث أسقطت واشنطن باستخدام الفيتو مشروع قرار حاز إجماع مجلس الأمن يدعو لوقف النار فوراً في غزة، وهو ما وصفته مصادر قانونية بتجسيد لنموذج الإرهاب وفق التعريفات القانونية للأمم المتحدة، بما هو استخدام المدنيين وتعريضهم للعنف والخطر لتحقيق أهداف سياسية، والفيتو منع وقف النار، وبالتالي تسبّب بتعريض حياة المدنيين للخطر عبر إجازة استمرار الحرب التي حصدت أكثر من خمسين ألف شهيد وأكثر من مئة ألف جريح، بذريعة المطالبة بالإفراج عن الأسرى لدى حركة حماس، وهذا هدف سياسيّ لدى طرف سياسيّ هو حماس يتمّ تعريض حياة مليوني مواطن فلسطيني في غزة للخطر طلباً لمقايضة سبق ووقع فيها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، عندما قال إن قبول حماس بالورقة الأميركية للحل يضمن دخول المساعدات إلى غزة، وقالت المصادر القانونية إن كل ربط بين حقوق الإنسان الطبيعية بالبقاء على قيد الحياة والحصول على الغذاء والدواء بتحقيق أهداف سياسيّة هو نوع من الإرهاب وفقاً للتعريف القانوني.
في المنطقة ترقّب لما ستؤول إليه زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين الى كل من بيروت وتل أبيب، بعدما غادر بيروت متفائلاً ووصل تل أبيب التي يلتقي فيها اليوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي كان وزراء حكومته يتسابقون في الترويج للتمسك بامتيازات التعدّي على السيادة اللبنانية كشرط لأي اتفاق لوقف النار، بينما غادر هوكشتاين بيروت ووراءه صدى كلمات الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال إن السيادة اللبنانية قاعدة حاكمة في الموقف من أي مشروع اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفاً أن الكلمة تبقى للميدان، والمقاومة تمسك بالميدان، واضعاً معادلة عنوانها تل أبيب مقابل بيروت بعد تكرار استهداف الاحتلال للعاصمة بيروت، وتحدّث قاسم عن اليوم التالي للحرب فقال: إن الحزب يعود بثقله الى الحياة السياسية وثوابته، التركيز على إعادة الإعمار، والعمل تحت سقف اتفاق الطائف، وانتخاب رئيس للجمهورية وفق الآلية الدستورية، والتمسك بالثلاثية المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة.
وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّه «لا يمكن أن نترك العاصمة بيروت تحت ضربات العدو «الإسرائيلي» دون أن يدفع الثمن في وسط «تل أبيب»».
وفي ذكرى مرور أسبوع على أربعين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين لفت الشيخ قاسم إلى أنّ “المقاومة ليست جيشًا، ولا تمنع جيشًا من التقدّم، بل تقاتل الجيش حيث تقدّم، وهي تعمل لقتل العدو ومنع استقرار احتلاله، وقدّمنا نموذجًا استثنائيًا في هذه المواجهة”، مؤكدًا أنّ “الكلام للميدان، والنتائج مبنية على الميدان بقسميه في البر، وعبر قصف الصواريخ والمسيّرات، ولدينا القدرة على الاستمرار لمدة طويلة، ولا يمكن أن تهزمنا “إسرائيل” وتفرض شروطها علينا، ونحن رجال الميدان”.
وأشار إلى مسار المفاوضات قائلًا: “استلمنا الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها، ونحن استلمنا ورقة المفاوضات وقرأناها جيدًا وأبدينا ملاحظات عليها. ولدى الرئيس بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة، وهذه الملاحظات قدّمت للمبعوث الأميركي وتم النقاش فيها بالتفصيل، ونحن قرّرنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا”.
وتابع: “تفاوضنا تحت سقفين: وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية، بمعنى لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة. أعددنا لمعركة طويلة، ونحن نتفاوض الآن، ولكن ليس تحت النار لأن “إسرائيل” أيضًا تحت النار، كما قرّرنا أن يسير مسار الميدان الذي يسير بشكل تصاعديّ مع مسار المفاوضات، وأن نكون أهل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة”.
وتوجّه الشيخ قاسم بالتحية “إلى المجاهدين في الميدان، وإلى أهلنا الشرفاء الذين يلتفون حولنا. هذا نموذج يحصّن المقاومة، ويجعلها أقوى في مواجهة التحديات”، وقال: “نحن أمام خيارين، إما السلة أو الذلة، وهيهات منا الذلة، وسنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت الكلفة، والكلفة ستكون مرتفعة على العدو أيضًا، وعندما لا يحقّق العدو أهدافه، يعني أننا انتصرنا”.
وللنازحين قال الشيخ قاسم: “نعلم أنكم تضحّون كثيرًا، ونحن نقوم بما نستطيع من تأمين المساعدات”، وتوجه بـ “تحية خاصة لحركة أمل”، مؤكداً أن “لا فرق بيننا وبينهم، لأننا عائلة واحدة في وطن واحد”. وأضاف: “نحن اليوم نقاوم في لبنان، دفاعًا في لبنان، ودفاعًا عن شعب لبنان ضد الاحتلال “الإسرائيلي” الذي لن يخرج إلا بالمقاومة، ونحن في أثناء المعركة نفكر بمستقبل وطننا، ولم نغير ولن نبدل في مواقفنا الوطنية الشريفة المقاومة، ونحن نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة، وهو الرصيد المتبقي لبناء الوطن”.
وتابع قاسم: “وبعد وقف العدوان سنعمل معًا بالتعاون مع الدول والشرفاء من أجل إعادة الإعمار، ليعود لبنان أجمل وأفضل، وسنقدّم مساهمتنا الفعالة لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس النواب، وستكون خطواتنا السياسية تحت سقف اتفاق الطائف، بالتعاون مع القوى السياسية، كما سنكون حاضرين في الميدان السياسي لمصلحة الوطن لنبني ونحمي في آن معًا”.
وكانت الجبهة الجنوبية اشتعلت على كافة المستويات بين حزب الله وقوات العدو الإسرائيلي، على وقع تسارع وتيرة مفاوضات إطلاق النار، في ظل تأكيد مصادر مطلعة لــ “البناء” بأن الإيجابية سيدة الموقف حتى الآن، وحصل تقدم نوعي في التفاوض بين الرئيس نبيه بري ومبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين في كافة البنود وتفاصيلها التقنية، وباتت الكرة في الملعب الإسرائيلي.
ثم توجه هوكشتاين الى “تل أبيب” والتقى الوزير الإسرائيلي للشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، لإطلاعه على نتائج محادثاته الأخيرة في بيروت؛ وفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تحدث لموقع “واللا”. وأفاد المسؤول بأنه من المقرّر أن يجتمع هوكشتاين، اليوم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، لمناقشة القضايا ذات الصلة؛ وسط حالة من “التفاؤل” في “إسرائيل” من إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي خلال الفترة المقبلة، علماً بأن لا تزال هنالك بعض المسائل الخلافية.
ونشرت القناة 13 الإسرائيلية مقتطفات مسرّبة مما وصفتها بمسودة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في لبنان بين “إسرائيل” ولبنان، تشمل منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يومًا لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان بعد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ والتزام الطرفين بتنفيذ قراري مجلس الأمن 1559 و1701.
ووفقًا للتقرير، يتضمن الاتفاق ملحقًا إضافيًا بين إسرائيل والولايات المتحدة، يُقدّم ضمانات أميركية بشأن دعم حرية العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان للرد على “تهديدات فورية” أو “انتهاك للاتفاق”، ويفتح الاتفاق، وفقاً للمسودة المسربة، الباب أمام مفاوضات مستقبلية “غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية”.
ويتيح الاتفاق للجيش الإسرائيلي، وفقاً للمسودة، البقاء في جنوب لبنان لمدة تصل إلى 60 يومًا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبعدها “ستكون ملزمة بالانسحاب الكامل”. كما يدعو الطرفان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم مفاوضات غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة تستند إلى الخط الأزرق”.
وتشير المسودة إلى أن الجيش اللبناني “سينتشر في جميع المعابر البرية والبحرية، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية”، مع إنشاء لجنة خاصة تحت قيادة الولايات المتحدة “للإشراف على الانتهاكات المحتملة للاتفاق”. وتشمل مهام اللجنة “الإشراف على تفكيك مواقع الإرهاب وبُناه التحتية فوق الأرض وتحتها”.
وينص “ملحق الضمانات الأميركية” بين تل أبيب وواشنطن، بحسب القناة 13، على أن لـ”إسرائيل” الحق في التحرك ضد التهديدات الفورية الآتية من لبنان؛ لـ”إسرائيل” الحق في الدفاع عن نفسها وضمان أمنها على الحدود الشمالية؛ تلتزم الولايات المتحدة بمساعدة “إسرائيل” في الدفاع عن أمنها”.
وأشارت القناة إلى وجود نقاط خلافية في الاتفاق، أبرزها البند الذي يمنح “إسرائيل” “حق التحرك ضد التهديدات الفورية” من لبنان، بالإضافة إلى “إشراف واشنطن على اللجنة المخصّصة لمراقبة الانتهاكات”، وهو ما يرفضه لبنان في ظل انحياز الولايات المتحدة الكامل لـ”إسرائيل” ودعمها المطلق لها.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، الى أننا “نواصل الدفع للتوصل إلى حل دبلوماسي لوقف تبعات الحرب المأساوية في غزة”، لافتةً الى أن “حجم الضحايا في غزة كارثي ولذلك نطالب “إسرائيل” بفعل المزيد لتجنب استمرار ذلك”.
وكان هوكشتاين استكمل جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار. وزار للمرة الثانية في يومين، عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال الدبلوماسي بعد انتهاء اللقاء في تصريح مقتضب، “لن نفصح تفاصيل عن هذا اللقاء المبني على لقاء أمس”. وتحدّث عن “تقدم ايجابي”، معلناً انه سيزور تل أبيب لمناقشة الإدارة هناك”. ولفت الى “انجاز تقدم إضافي”، وقال: “سأنتقل خلال ساعتين الى “إسرائيل” في محاولة للوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك ولن أعلن المفاوضات علناّ”.
كما زار هوكشتاين الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون،. وأطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وتم استعراض بعض الأفكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف إطلاق النار. وبعد الظهر زار هوكشتاين كليمنصو واجتمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط. كما التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.
وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير طويل حول الحرب الإسرائيلية على لبنان، الى أنه لو جاء كائن من الفضاء الخارجي ونظر إلينا من أعلى، ماذا سيرى؟ سيرى حرباً تستمر منذ أكثر من سنة، ولا نهاية لها. سيرى بأنه لم يتحقق أي هدف من أهداف الحرب، سواء تحرير الأسرى، أو عودة المخلين من الشمال إلى بيوتهم، أو تدمير حماس أو حزب الله، أو إبعاد إيران عن وكلائها. سيرى أن اقتصاد “إسرائيل” في حالة انهيار، والمناعة الاجتماعية في حالة تفكك، وعلى شفا الحرب الأهلية، والعالم المتنور ينفصل عن “إسرائيل”، والجيش البري يتآكل إلى أقصى درجة.
وتابعت الصحيفة العبرية “سيرى هذا الكائن أن الجيش لا يخبر المستوى السياسي بحقيقة الأزمة الشديدة في صفوفه، وجنود الاحتياط الذين أصبح 40 في المئة منهم يصوّتون بالأرجل وهم غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، والجنود النظاميون الذين يسرّحون بسبب حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال. سيرى أيضاً بأن الجيش البري بات في حالة تفكك من ناحية القوة البشرية وتنقصه الوسائل القتالية”.
ميدانياً، شنّ جيش العدو سلسلة غارات على القرى الجنوبية، وأشار رئيس بلدية معركة عادل سعد، الى أن “البلدة تعرّضت لثلاث غارات في مناطق مكتظة بالسكان، يقطنها مدنيون. وعملت فرق الإسعاف على انتشال 4 شهداء منهم. وقد توقف البحث لصعوبة الوضع والتحليق المكثف للطيران الحربي والمسير. والتقديرات تشير إلى إصابات كثيرة وفقدان الاتصال بعدد من العائلات”.
كما أعلنت وزارة الصحة سقوط 9 شهداء و65 جريحاً في حصيلة غير نهائية للغارات على قضاء صور.
في المقابل أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ان عناصره استهدفوا بالصواريخ تجمعاً للقوات الإسرائيلية في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وعند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع بقذائف المدفعية. وأعلن أنه “هاجم بالمسيّرات قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المُحتلّة”. وقال: قصفنا برشقة صاروخية تجمعاً لقوات العدو جنوبي مدينة الخيام، كما استهدف ليلاً قوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، بصاروخ موجّه، وتم تحقيق إصابات مؤكدة، ولدى وصول قوة مشاة إسرائيلية ثانية لسحب الإصابات، استهدفها المجاهدون بصاروخٍ موجّه ثانٍ، أوقع فيهم إصابات مؤكدة. حاولت عند الساعة 11:10 مساءً، قوة مشاة إسرائيلية ثالثة التقدّم لسحب القتلى والجرحى، فاستهدفها المجاهدون بصاروخ موجّه ثالث، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، واستهدف أيضاً ليل الثلثاء – الأربعاء، تجمعًا للقوّات الإسرائيلية في موقع المرج (في محيط وادي هونين) المقابل لبلدة مركبا، بصليةٍ صاروخيّة.
كذلك أعلن الحزب، أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة تجمعًا لجنود جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة أفيفيم، بصليةٍ صاروخيّة”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “إصابة قائد سرية بجروح خطيرة في معارك جنوب لبنان”. فيما ادعى رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي، الى أن “قواتنا موجودة في جنوب لبنان لهدف واضح وهو إعادة سكان الشمال لبيوتهم بأمان”.
"الشرق":
وقت كان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين يجول بورقة المقترح الاميركي لوقف النار وملاحظات حزب الله عليها على عدد من القيادات السياسية اللبنانية وفيما بث موجات اضافية تفاؤلية بحديثه عن تقدم ايجابي، رغم حرصه على عدم الافصاح عن المزيد، قبل ان ينتقل الى اسرائيل مساء امس أطل الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مؤيدا مسار المفاوضات بالتزامن مع الحفاظ على الثبات في الميدان، الا انه بعث برسالة مهمة في الملف الرئاسي باعلانه «اننا سنتعاون سياسيا في مسار انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية»، والتمسك بسقف الطائف.
في هذا الوقت لفت استهداف العدو الاسرائيلي الجيش اللبناني مرتين خلال 24 ساعة ما ادى الى استشهاد 4 عسكريين ، وبرزت خشية ان يكون الهدف هو التصويب على مفاوضات وقف اطلاق النار.
تحت سقفين
وفي وقت ترصد عيون لبنان والعالم مآل اتصالات الموفد الاميركي القى قاسم كلمة ابرز ما جاء فيها «ان ضرب تل ابيب جاء ردا على الاعتداء على العاصمة، موضحاً ان المعركة الحالية هي لصد العدوان الإسرائيلي الشامل. واضاف: كنا قد وافقنا سابقاً على طرح بايدن – ماكرون على قاعدة أنه يمكن إنهاء الحرب لكنهم اغتالوا نصرالله. وتابع: الطريق سالكة لإمداد مقاتلي حزب الله في الحافة الأمامية للمواجهات ولدى المقاومة قدرة على الاستمرار بهذه الوتيرة لفترة طويلة ولا يمكن لاسرائيل ان تهزمنا أو أن تفرض شروطها علينا. واذ اكد ان ملاحظاتنا على بنود هوكشتاين متناغمة مع ملاحظات رئيس البرلمان نبيه بري، اشار الى ان تفاوضنا تحت سقفين هما وقف العدوان وحفظ سيادة لبنان، وشدد على اننا لا نعلق الميدان بالمفاوضات. ولا أحد يستطيع ضمان وقف سريع لإطلاق النار في لبنان والموضوع رهن بجدية نتنياهو. ولفت الى اننا مستعدون للصمود والقتال مهما طال الزمن». كما طمأن الى ان «سيكون لحزب الله حضوره السياسي بعد انتهاء الحرب».
تقدم ايجابي
وكان هوكشتاين استكمل جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار. وقرابة الواحدة من بعد ظهر امس ، زار للمرة الثانية في يومين، عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال الدبلوماسي بعد انتهاء اللقاء في تصريح مقتضب، «لن نفصح تفاصيل عن هذا اللقاء المبني على لقاء الامس». وتحدث عن «تقدم ايجابي»، معلنا انه سيزور تل ابيب لمناقشة الادارة هناك». ولفت الى «انجاز تقدم اضافي، وقال: سأنتقل خلال ساعتين الى اسرائيل في محاولة للوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك ولن أعلن المفاوضات علنا».
التزام الفريقين
وفي حين أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأن هوكشتاين سينتقل إلى إسرائيل، أشارت معلومات الـ ام.تي.في الى ان حزب الله أبلغ برّي أنه قَبِل بالوثيقة الأميركية وكانت لديه بعض التعليقات وأبلغ هوكشتاين عبر برّي أنه يجب أن يلتزم الفريقان بالاتفاق وليس فقط «الحزب»، وان لجنة المراقبة لن تضمّ البريطانيين والألمان نتيجة رفض حزب الله وبالتالي ستضمّ الأميركيين والفرنسيين. من هنا يبدو أن الضمانة التي تطلبها إسرائيل ستتكرس بوجود الأميركي في لجنة المراقبة. وافادت ايضا ان النقاش لم يُحسم بعد في عدد من النقاط وأبرزها والتي هي عالقة ولا تأخذ حيّزاً مهمًّا من النقاش الإعلامي تتعلق بترسيم الحدود وتحديداً الخطّ الأزرق.
عون وجعجع
في هذا الإطار، زار هوكشتاين الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي وسفير لبنان السابق في واشنطن غبريال عيسى. أطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وتم استعراض بعض الافكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف اطلاق النار. وبعد الظهر زار هوكشتاين كليمنصو واجتمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط. وكان هوكشتاين التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، ترافقه السفيرة الأميركية ومساعدته، في حضور النائب ستريدا جعجع ورئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان.
مسودّة الاتفاق على ذمة صحيفة ”يديعوت أحرونوت”
بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الأخيرة إلى لبنان، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية” مسودة الاتفاق الذي يتم بلورته مع لبنان.
وأشارت إلى أن المسودّة تتضمّن البنود التالية:
أولاً: وقف إطلاق نار تجريبي لمدّة 60 يوماً.
ثانياً: انسحاب قوات حزب الله حتى الليطاني وانتشار الجيش اللبناني واليونيفيل في جنوب لبنان.
ثالثاً: ينسحب الجيش الإسرائيلي بعد 60 يوماً من جنوب لبنان.
رابعاً: تشكيل لجنة للرقابة تضم عدة دول من بينها بريطانيا، ألمانيا، فرنسا ودول أخرى..
خامساً: حرية العمل لإسرائيل في حال خرق حزب الله الاتفاق.
إيجابيات الاتفاق بحسب الصحيفة:
الوصول لاتفاق يعني فصل جبهة غزة عن لبنان مما يرسل رسالة لحماس، أصبحتم لوحدكم، مما سيدفعهم لإبرام اتفاقية تبادل أسرى.
البنود الإشكالية بحسب الصحيفة:
أولاً: حرية العمل، يعترض لبنان على البند.
ثانياً: أعضاء لجنة الرقابة: هنالك رفض لبناني لمشاركة بعض الدول
مقترح هوكشتاين لتجسير الفجوة بحسب الصحيفة:
أن يتضمن الاتفاق عبارة “للطرفين يوجد حق الدفاع عن النفس إذا تم مهاجمته، بشرط أن الولايات المتحدة تضمن أن إسرائيل لن تبادر بشن أي هجوم”.
"نداء الوطن":
على مدى يومين جال الموفد الأميركي آموس هوكستين واجتمع، وناقش مع مَن التقاهم الورقة الأميركية، وبشكلٍ أساسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحمل “جنى” محادثاته إلى تل أبيب، وقبل المغادرة ختم يومه الثاني في عين التينة، وكان مُقِلّاً في الكلام، فقال “أنجزنا تقدماً، وسوف أنتقل إلى إسرائيل استناداً إلى محادثاتي هنا”.
وما إنْ أنهى هوكستين محطته اللبنانية وغادر إلى تل أبيب، حتى كان الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم يلقي كلمة لم يرفض فيها بالمطلق الورقة الأميركية بل رفض بعض النقاط من دون أن يذكر ما إذا كانت موجودة في الورقة، فهو اعتبر أنه “لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة”. الشيخ قاسم تحدث عن حرب استنزاف معتبراً أن “حزب الله” يستطيع أن يتحملها”.
لكن ختام كلمة قاسم كان بالغ الأهمية، وكأنه أتى من خارج سياق الكلمة، إذ تحدث عن أربع نقاط، لِما بعد الحرب، لم ترِد فيها كلمة سلاح، النقاط هي:
“أولاً : سنبني معاً بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد من أجل إعادة الإعمار.
ثانياً: سنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية.
ثالثاً: خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف.
رابعاً: سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوتنا السياسية والشعبية”.
في كل هذا النص، لم ترد كلمة سلاح، فهل هذه مناورة من جانب “حزب الله” أنه مستعد للتخلّي عن السلاح؟
ماذا يُفهَم من كلام الشيخ قاسم الذي قال الشيء وعكسه لجهة السلاح ومرحلة ما بعد الحرب بعدم ذكر السلاح؟
تقول مصادر عليمة بخفايا “الحزب”، إن الشيخ قاسم يحاول إمساك العصا من وسطها بين ما بدأ يتظهَّر عن صراع الأجنحة داخل “حزب الله”، ولا سيما الجناح الذي يريد تغليب السلاح على السياسة والجناح الذي يريد تغليب السياسة على السلاح، وظهر جلياً أن القسم الأول من الخطاب يرضي الجناح العسكري والقسم الثاني والأخير يرضي الجناح السياسي. ويختم المصدر : هل استمرار الحرب من شأنه تأجيل انفجار الصراع داخل الحزب؟
نقطة ثانية وردت في النقاط الأربع للشيخ نعيم قاسم، تستحق التوقف عندها وهي “انتخاب رئيس بالطريقة الدستورية”، فهل أسقط “الحزب” شرط التحاور للتوافق على انتخاب رئيس؟ وهل أسقط شرطه بالتمسك بمرشحه؟
بعيداً من النصوص، ماذا بين السطور، وفي خلفية ما جرى أمس؟ تقول مصادر رسمية واكبت محادثات هوكستين والردود على ورقته، إن هناك انطباعاً عاماً أن ظروف وقف النار لم تنضج بعد، فالذين التقاهم هوكستين، والذين تبلَّغ ردودهم، اقتصرت أجوبتهم على القبول بالقرار 1701 من دون أي ذِكرٍ لمندرجاته، ما يعني رفض أي تحديث له. والتحديث هو من صلب محادثات هوكستين، ما يعني انه في حسابات النجاح والفشل، فإن نتائج زيارة هوكستين للبنان كانت أقرب إلى الفشل منها إلى النجاح.
الرد الإسرائيلي لم يتأخر، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وفي كلمة أمام السفراء المعتمدين في إسرائيل، كشف أنه في أي اتفاق “سيتعين علينا الاحتفاظ بحريتنا في التصرف إذا كانت هناك انتهاكات”.
وقال: “في المقام الأول، سيتعين علينا أن نضمن عدم عودة “حزب الله” إلى قرب حدودنا جنوب نهر الليطاني، وهذا حاسم”.
وأضاف: “ثانياً، سيتعين علينا أن نجبرهم على ألا يستطيعوا بناء قوتهم مرة أخرى في لبنان، وألا يتمكنوا من إحضار ذخائر وصواريخ لتصنيعها أو إحضارها من إيران عبر سوريا، أو عن طريق البحر، وعبر مطار بيروت بأي صورة”.
وإذا كان الميدان ميزان المفاوضات ومؤشراً إلى نجاحها أو فشلها، فإن ما أعقب انتهاء زيارة هوكستين لبيروت، لا يدل على أن الزيارة حققت عملياً شيئاً إيجابياً، فالمعارك في الجنوب استمرت على أشدها، وكذلك ضربات الصواريخ على إسرائيل في الوقت الذي يناقش فيه هوكستين في الدولة العبرية محادثاته في بيروت. لقاء هوكستين مع “رون ديرمر” يكتسب أهمية قصوى خصوصاً أن الأخير هو صاحب الورقة التي تتم مناقشتها. وفي المعلومات أن هوكستين لم يناقش الورقة في بيروت بمقدار ما أطلع الجانب اللبناني عليها الذي اقتصر دوره على محاولة استبدال كلمات بكلمات، من دون إعادة صياغة لبنودها.
"الشرق الأوسط":
يواجه كل من إسرائيل و«حزب الله» مفاوضات وقف إطلاق النار بشرطي «الحفاظ على سيادة لبنان»، و«حرية التحرك لإسرائيل» في الأراضي اللبنانية، وذلك بعد وصول المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى تل أبيب ليعرض على الجانب الإسرائيلي آخر تعديلات لبنانية على مسودة الاتفاق، التي تم خلالها «إنجاز تقدم إضافي».ووفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، قال هوكستين: «هناك أمل في التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة».
ورفض هوكستين، (الأربعاء)، الإفصاح عن أي معلومات بخصوص مفاوضات التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، موضحاً أنه سيذهب إلى تل أبيب للتباحث هناك بناءً على ما ناقشه في لبنان. وقال هوكستين، في بيان حول نتائج مفاوضات وقف إطلاق النار، من مقر رئاسة البرلمان في عين التينة عقب لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري: «أنجزنا تقدماً إضافياً وسأنتقل خلال ساعتين إلى إسرائيل في محاولة للوصول إلى خاتمة إذا تمكنّا من ذلك، ولن أُفصح عن المفاوضات علناً».
وأوضح للصحافيين بعد لقاء بري: «تم بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة، وقد أنجزنا تقدماً إضافياً، وسوف أنتقل خلال ساعتين إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة إذا تمكنا من ذلك».
ورداً على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية، قال: «لن أعلن عن مسار التفاوض علناً وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وأنجزنا تقدماً، وكما قلت إذا أنجزنا هذا التقدم سوف أنتقل إلى إسرائيل استناداً إلى محادثاتي هنا، وسنرى ما سنقوم به»، وتابع: «هنالك تقدم وهنالك رئيس جديد، وسنعمل مع الإدارة الجديدة وسنبحث هذه الأمور مع الرئاسة الجديدة، وسيكونون على علم بكل ما نقوم به، وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة، ولا أعتقد أن ذلك مشكلة».
وكان الموفد الرئاسي الأميركي قد وصل إلى لبنان، أمس (الثلاثاء)، واستهل لقاءاته في العاصمة اللبنانية بيروت، في عين التينة بلقاء بري. وقال هوكستين بعد لقائه بري الثلاثاء، إنه عاد إلى المنطقة نظراً إلى وجود «فرصة حقيقية لوضع نهاية لذلك الصراع». وذكر أنه أجرى محادثات «بنَّاءة جداً» مع بري، لتقليص الفجوات من أجل التوصل إلى الاتفاق.
وأبدى بري تفاؤلاً حذراً بعد المحادثات، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع جيد مبدئياً»، موضحاً أن ما تبقى لإنجاز الاتفاق هو «بعض التفاصيل». وقال إن الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين.
«حزب الله» وإسرائيل
وسارع الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، الأربعاء، للقول إن الحزب لن يقبل باتفاق وقف إطلاق نار لا يحفظ «سيادة» لبنان، في وقت أكّد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل «حرية التحرك» ضد «حزب الله».
وكشف قاسم في كلمة مسجلة أن «الحزب تسلم الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها»، وقال: «نحن تسلمنا ورقة المفاوضات وقرأناها جيداً، وأبدينا ملاحظات عليها، ولدى الرئيس نبيه بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة»، مضيفاً: «هذه الملاحظات قدمت للمبعوث الأميركي، وتم النقاش فيها بالتفصيل. ونحن قررنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا».
أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم يتحدث في مقطع مسجّل بثته قناة «المنار» (أ.ف.ب)
وأضاف: «تفاوضنا تحت سقفين، وقف العدوان بشكل كامل وشامل وحفظ السيادة اللبنانية؛ أي لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة». وتابع: «أعددنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن، ولكن ليس تحت النار، لأن إسرائيل أيضاً تحت النار». وقال: «قررنا أن يسير مسار الميدان الذي يسير بشكل تصاعدي مع مسار المفاوضات».
وقال: «سنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت التكلفة، والتكلفة ستكون مرتفعة على العدو أيضاً». وتمثل «حرية الحركة» أبرز العوائق التي تحول دون التوصل إلى اتفاق، وتجري معالجتها.
وفد عسكري بريطاني
وفي سياق متصل، تابع بري تطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، خلال استقباله كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأدميرال إدوارد ألغرين، والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول.
وقال كاول بعد اللقاء: «أريد فقط أن أقول إننا عقدنا اجتماعاً جيداً جداً مع دولة الرئيس نبيه بري للتو، وقد قمت بهذه الزيارة لأسباب خاصة تتعلق بالشرق الأوسط، ونحن رسمياً نعمل جنباً إلى جنب مع لبنان للقيام بكل شيء يمكننا في هذه اللحظة الحرجة أن نساعد ونتابع جهود وقف إطلاق النار عن كثب في لبنان، وعلى رأس ذلك دعمنا لقوى الجيش اللبناني، وعقدنا اجتماعاً جيداً للغاية مع قائد الجيش».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا