إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 2 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 02 24|08:50AM :نشر بتاريخ
"الأخبار":
بانتظار صدور قرار أميركي ببدء عمل اللجنة الدولية للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، واصل العدو الإسرائيلي خروقاته البرية والجوية، فيما اتفق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون على تعديل خطة انتشار الجيش جنوباً، لكن مع إبقاء الخطة سرية وبعيدة عن أي تداول سياسي أو إعلامي.
وأفادت المعلومات بأن الجيش قرّر تعزيز قواته الموجودة حالياً في الجنوب ليصل العديد إلى ستة آلاف عنصر سينتشرون دفعة واحدة في كل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. كما سيتم تعزيز مكاتب مخابرات الجيش في الأقضية والمناطق الحدودية.
وفي وقت تأخر تحديد موعد بدء عمل اللجنة المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والقوات الدولية، يصل وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان إلى بيروت في الساعات المقبلة، في زيارة تهدف إلى تعزيز حضور فرنسا بشكل عام، وتأكيد التزامها الوقوف إلى جانب لبنان في ضمان تطبيق القرار، مع الإشارة إلى أن الجانب الفرنسي واصل اتصالاته مع حزب الله بشكل خاص، وهو يسعى إلى ضمان التزام الحزب بالاتفاق وعدم خرقه.
في هذه الأثناء، تدرس فرنسا والقوات الدولية خيارات عدة حول من سيتولى تمثيلهما في اللجنة، بينما يخطط الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي يقوم باتصالات لتنفيذ إجراءات وقف إطلاق النار، للعودة إلى المنطقة.
الحدود الجنوبية تحت النار بانتظار الجيش
ووفق مقرّبين من قائد الجيش العماد جوزيف عون فإن الأخير، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، غير مرتاح لمهلة الستين يوماً التي نصّ عليها الاتفاق، ويخشى من أن سلوك العدو يهدف إلى التخريب على خطة انتشار الجيش. وقالت المصادر إن قيادة الجيش أبلغت الجهات الدولية الضامنة للاتفاق أنها ليست في صدد القيام بأي خطوة من شأنها توتير الأوضاع مع أهالي المناطق الجنوبية. ويبدو أن عون باشر عملية تنسيق مع قيادة حزب الله لتنفيذ متطلبات الاتفاق، وعدم الإفساح أمام أي نوع من التوتر أو ترك ثغرات ينفذ منها العدو. وهو أكّد أن مهمة الجيش هي ضمان الأمن في الجنوب وحماية الحدود من أي اعتداء، وليس حماية حدود إسرائيل.
وبحسب المصادر فإن قيادة الجيش وجدت أن من الأنسب قطع الطريق أمام أي نوع من المناورات الإسرائيلية، من خلال العمل على الانتشار دفعة واحدة في كل المناطق الممتدّة من الناقورة غرباً حتى حدود مزارع شبعا شرقاً. وأوضحت أن العمل على الخطة يجري بسرية، وأن هناك الكثير من الحاجات اللوجستية والأمنية والعسكرية يجري العمل على تأمينها لتوفير كامل متطلبات خطة الانتشار دفعة واحدة.
انتشار الجيش وانسحاب قوات الاحتلال
ونُقل عن قائد الجيش خشيته من أن يلجأ العدو إلى تكريس اعتداءاته جنوباً، ما يجعل الرد عليه من قبل المقاومة أمراً مشروعاً، ولذلك فإنه يلحّ على الأميركيين لإقناع إسرائيل بوقف الخروقات وتسهيل مهمة انتشار الجيش وضمان انسحاب قوات الاحتلال قبل نهاية مهلة الشهرين.
وفيما تقول مصادر عسكرية إن الخطة جاهزة وقيادة الجيش تنتظر قرار الحكومة، تشهد منطقة جنوبي الليطاني تحرك آليات وعديد في أكثر من اتجاه. في البياضة، استكمل اللواء الخامس عودته إلى مركز قيادته في البلدة بعد انسحابه منه قبيل توغل الجيش الإسرائيلي باتجاه شمع قبل نحو أسبوعين. لكنه لم يقترب من مراكزه في شمع أو الناقورة ورأس الناقورة وصعوداً باتجاه النقاط المتقدمة على طول القطاع الغربي من الضهيرة إلى مروحين. وحتى استتباب الوضع الأمني، يستمر الجيش في تشديد حركة العبور نحو الناقورة والبياضة ومحيطها عبر حاجز الحمرا في أطراف المنصوري، لكيلا يُستهدف المواطنون بالاعتداءات.
في غضون ذلك، لم يُسجل أي تحرك إضافي لقوات اليونيفل. وعلمت «الأخبار» أن «اللجنة المشتركة المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار ستجتمع في اليومين المقبلين. وتم اقتراح بأن تعقد اجتماعاتها في مقر قيادة اليونيفل في الناقورة، بدلاً من مركز الوحدة الإيطالية عند معبر رأس الناقورة حيث تُعقد الاجتماعات الثلاثية منذ عام 2006. لكن يُرجّح أن يسقط الاقتراح لكيلا يطأ ممثل العدو الإسرائيلي في اللجنة أرض الناقورة التي لم يتمكن من احتلالها بالقوة. كما طُرح اقتراح آخر قضى بإلغاء منصب «مفوض الحكومة لدى اليونيفل» الذي كان يشغله عرفاً ضابط شيعي. ويستعاض عنه بـ«ممثل لبنان في اللجنة المشتركة»، ما يسمح بالتحرر من أي عرف طائفي أو سياسي لدى اختيار الممثل.
وفي انتظار اجتماعات اللجنة، جدّد العدو غاراته أول أمس على مزرعة تبنا في أطراف البيسارية وعلى وادي تفاحتا في قضاء صيدا على مسافة نحو 40 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية. كذلك أغارت مُسيّرة على سيارة في مجدل زون، ما أدى إلى إصابة طفل، واستهدف العدو بالرشقات النارية سرية لقوى الأمن الداخلي حضرت لتعيد افتتاح فصيلة بنت جبيل. وفجّر العدو أمس منازل في الخيام ومارون الرأس.
وفي حادثة لافتة، تم العثور أمس على جثمان الضابط في القوات البحرية في الجيش اللبناني النقيب حسن يونس شهيداً في سيارته في رأس الناقورة. ووفق معلومات «الأخبار»، فُقد الاتصال بيونس قبل أكثر من أسبوع، قبل أن يتبلّغ الجيش اللبناني من اليونيفل قبل يومين بوجود سيارة في داخلها جثة لشخص يرتدي بزة عسكرية. وقام أمس، عناصر من مركز الدفاع المدني اللبناني في صور بسحب الجثمان. وأظهرت المعاينة الأولية أن السيارة تعرّضت لغارة من مُسيّرة معادية قبل نحو أسبوع.
"الجمهورية":
تستحوذ الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة لاتفاق وقف إطلاق النار على الاهتمام الرسمي والشعبي. فيما أكّدت مصادر رسمية لـ»الجمهورية» انّ هذه الخروقات كانت موضع متابعة مع باريس التي حذّرت تل أبيب من خطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، بفعل الانتهاكات الإسرائيلية له، علماً انّ الوضع في لبنان سيكون على طاولة البحث بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للرياض. وأشارت المصادر إلى «أنّ العدو الاسرائيلي أراد استباق مهمّة لجنة الإشراف بمحاولة فرض أمر واقع ميداني من خلال الخروقات المتنوعة، مرجحة أن تتراجع تلك الخروقات عند انطلاق عمل اللجنة رسمياً».
بعد أيام على تسمية الجنرال جاسبر جيفيرز من قيادة المنطقة الوسطى الاميركية رئيساً لفريق المراقبين للإشراف على تطبيق الاتفاق الخاص بوقف العمليات العسكرية في لبنان، يصل إلى بيروت في الساعات المقبلة وزير الدفاع الفرنسي سيبستيان لوكورنو، في مهمّة ينقل خلالها اسم الجنرال الفرنسي الذي سيكون شريك جيفيرز في إدارة فريق المراقبين المكلّفين الإشراف على تنفيذ القرار 1701.
وفي معلومات «الجمهورية»، انّ لوكورنو سيزور كلاً من رئيسي مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيرالدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، في إطار مهمته. كما يتفقّد قيادة قوات «اليونيفيل» ومقر قيادة القوة الفرنسية في الجنوب.
وبهذه الزيارة وما تحمله من تسمية للضابط الفرنسي، يكتمل عقد اللجنة التي ستشرف على تطبيق الخطوات المقرّرة من ضمن القرار 1701، وأولى محطاتها التي تتصل بوضع برنامج واضح لسحب الجيش الاسرائيلي من القرى المحتلة، ونشر الجيش اللبناني فيها بعد سحب مسلحي «حزب الله» منها في مهلة أقصاها 60 يوماً تُحتسب ابتداءً من وقف من النار في 27 تشرين الثاني الماضي.
تزامناً مع هذه الخطوة، ستبدأ اللجنة البحث في الشكاوى اللبنانية من الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف النار، ولا سيما تعمّدها التوسّع في بعض القرى وتفجير المنازل في البعض الآخر، والتي بدأ لبنان بتوثيقها بالعشرات.
وفي المعلومات ايضاً، انّ لوكورنو الذي تتزامن زيارته للبنان مع زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للسعودية في الساعات المقبلة، سيبحث مع قائد الجيش في ما يمكن أن تقدّمه فرنسا في إطار برنامج التعاون العسكري بين البلدين للمرحلة المقبلة وسبل تطويره، بما يزيد من قدرات الجيش اللبناني في كل المجالات العسكرية واللوجستية.
وفي السياق، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ «فرنسا أوضحت لإسرائيل أنّه خلال الـ24 ساعة الماضية حصل 52 خرقاً إسرائيلياً لوقف إطلاق النار لم يمرّ عبر آلية المراقبة». واكّدت أنّ «فرنسا حذّرت إسرائيل من خطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بسبب الانتهاكات الإسرائيلية»، مشيرة إلى انّ «فرنسا أبلغت إلى إسرائيل أنّ خروقاتها خلال الـ24 ساعة الماضية أسفرت عن مقتل 3 لبنانيين». واضافت انّ «فرنسا قالت إنّ مسيّرات إسرائيلية حلّقت مجدداً خلال الساعات الماضية على ارتفاع مخفوض فوق بيروت».
وكان الجيش الإسرائيلي واصل انتهاكه لاتفاق وقف إطلاق النار وتحذيراته للسكان اللبنانيين الجنوبيين. وأعلن مساء امس «مقتل عناصر من «حزب الله» قرب كنيسة جنوبي لبنان»، قائلاً «إنّ وجودهم كان خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار».
وفي آخر المستجدات الميدانية، أُفيد مساء أمس عن سقوط 4 قذائف مدفعية معادية على الخيام، حيث أصابت قذيفة إحدى الشاليهات بين سهل مرجعيون والخيام. وأطلق الجيش الإسرائيلي نيران الرشاشات الثقيلة عند الثانية بعد الظهر من موقعه عند اطراف مارون الراس في اتجاه مدينة بنت جبيل، في انتهاك مستمر لاتفاق وقف اطلاق النار. وشوهد الدخان يتصاعد من أحد أحياء بلدة مارون الراس، حيث عمد إلى جرف بعض المنازل في البلدة.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار فجر امس على بلدة يارون. فيما تعرّضت اطراف بلدة عيترون لقذائف مدفعية. وأطلقت دبابة اسرائيلية قذيفة في اتجاه بلدة إبل السقي.
وأصدر الجيش الإسرائيلي فجر امس بياناً عاجلاً إلى سكان لبنان، جاء فيه: «أذكركم انّه حتى إشعار آخر يحظّر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري، جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم، ولذلك يحظّر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر، كل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرّض نفسه للخطر». كذلك حذّر من العودة إلى القرى الآتية: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، ام توتة، صليب، ارنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة».
وأشار وزير المالية الاسرائيلي، بتسلئيل سموتريش إلى انّ «إسرائيل لن تنتظر أي آلية وستواصل العمل لإحباط أي تهديد أو محاولة من «حزب الله» لاستعادة قدراته».
الحدث السوري
وإلى ذلك، في توقيت لبناني حساس، جاء الحدث السوري ليخطف الأنفاس ويسترعي اهتمام القوى الدولية والإقليمية بقوة. فقد كان لافتاً أنّ ساعة التطورات الميدانية المفاجئة والمتسارعة في الشمال السوري جاءت مضبوطة على اللحظة التي وُضع فيها وقف النار في لبنان موضع الاختبار الصعب، وفي الوقت الذي تواظب فيه إسرائيل على انتهاكه بكثافة، وبأشكال مختلفة براً وجواً. وهو ما دفع عدداً من المعنيين، وبينهم الوسيط الفرنسي، إلى التعبير عن المخاوف من إفراغ هذا الاتفاق من مضامينه.
وفي تقدير مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، أنّ هناك ترابطاً بين هجوم الفصائل المعارضة والموالية لتركيا على حلب وإدلب والتهديدات الأخيرة التي أطلقها بنيامين نتنياهو ضدّ حكومة دمشق، على خلفية اتهامها بتسهيل عبور الأسلحة من إيران إلى «حزب الله». لكن المثير هو أنّ هذه التطورات سرعان ما أثارت هواجس جدّية لدى الإسرائيليين تحسباً لاحتمال أن تؤدي هذه التطورات إلى حال من الفوضى الشاملة التي يصعب استيعابها أو تقدير عواقبها، في سوريا ومجمل دول المنطقة. وهذا ما دفع حكومة نتنياهو إلى الاستنفار السياسي لمتابعة ما يجري في سوريا، بحيث ظهر موضوع اتفاق وقف النار في لبنان وكأنّه بات في المرتبة الثانية من الأهمية، في هذه الفترة على الأقل. واكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ إسرائيل تراقب التطورات في سوريا من كثب. ولفت إلى اننا «نراقب الأحداث في سوريا باستمرار. نحن مصممون على الدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية والحفاظ على إنجازات الحرب»، وذلك خلال زيارته لمجندين جدد في الجيش في قاعدة بوسط إسرائيل.
الموقف السوري
وتعهّد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، باستخدام «القوّة للقضاء على الإرهاب»، وفق ما أوردت الرئاسة السورية. وقال خلال تلقّيه اتصالاً من مسؤول أبخازي، إنّ «الإرهاب لا يفهم إلّا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أياً كان داعموه ورعاتُه». وأضاف: «الإرهابيون لا يمثّلون لا شعباً ولا مؤسسات ولكن الأجهزة التي تشغّلهم وتدعمهم».
وأكّد الاسد لدى استقباله وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي مساء امس، أنّ «سوريا دولة وجيشاً وشعباً ماضية في محاربة التنظيمات الارهابية بكل قوة وحزم وعلى كل أراضيها»، مشدّداً على أنّ «مواجهة الارهاب وتفكيك بنيته وتجفيف منابعه لا يخدم سوريا وحدها بمقدار ما يخدم استقرار المنطقة كلها وأمنها وسلامة دولها». وقال إنّ «الشعب السوري استطاع على مدى السنوات الماضية مواجهة الارهاب بكل أشكاله. وهو اليوم مصمم على اجتثاثه أكثر من أي وقت مضى». واشار الى «أهمية دعم الحلفاء والاصدقاء فى التصدّي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج وإفشال مخططاتها».
من جهته نقل عراقجي إلى الاسد رسالة من القيادة الايرانية تؤكّد «موقف إيران الثابت إلى جانب سوريا فى محاربتها للارهاب، واستعدادها التام لتقديم شتى أنواع الدعم للحكومة السورية لأجل ذلك». وقال: «عقدت لقاءً مفيدًا، وصريحًا ووديًا مع الرئيس بشار الأسد، حيث ناقشنا الأوضاع الراهنة في المنطقة وسوريا». مشيراً الى أنّ «سوريا واجهت سابقاً ما هو أصعب بكثير مما تواجهه اليوم، وهي قادرة على تحقيق النصر ضدّ الارهاب وداعميه». وقال «إنّ الجماعات الإرهابية تعتقد أنّ الظروف الحالية توفّر فرصة لنشاطاتها، لكن سيتمّ التصدّي لها بحزم». واضاف أنّ «الموقف في سوريا صعب، لكنني واثق في قدرة حكومة دمشق على الخروج منتصرة مثل المرّات السابقة»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية. واكّد «تمسك بلاده بوحدة الاراضي السورية واستقرارها».
مجلس التعاون
من جهة ثانية، دعا مجلس التعاون لدول الخليج العربية في القمة الـ45 التي انعقدت في الكويت امس، إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، مطالباً بحماية المدنيين ووقف الحرب.
وطالب المجلس في «إعلان الكويت» بوقف «العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والضفة الغربية وانتهاكات الاحتلال في مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية». كذلك طالب بالتدخّل لحماية المدنيين ووقف الحرب ورعاية مفاوضات جادة للتوصل إلى حلول مستدامة. وشدّد على «ثبات موقف مجلس التعاون تجاه القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية».
ورحّب المجلس باتفاق وقف إطلاق النار الموقت في لبنان، معبّراً عن تطلعه إلى «أن يكون ذلك خطوة نحو وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم». وقال: «عبّر القادة عن تضامنهم مع الشعب اللبناني داعين إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا وتأكيد المسار السياسي لحل الخلافات بين المكونات اللبنانية، وتعزيز دور لبنان التاريخي في الحفاظ على الأمن القومي العربي والثقافة العربية وعلى علاقاتها الأخوية الراسخة مع دول مجلس التعاون». ورحّبوا «باستمرار الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان مع كافة الأطراف اليمنية لعودة العمل بالعملية السياسية»، مشيدين بـ«النهج السلمي الذي تتبناه دول مجلس التعاون وتغليبها للغة الحوار والديبلوماسية لحل كافة الخلافات في المنطقة وخارجها وفقاً لمقتضيات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية واستقلالها السياسي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها».
الرئاسة شائكة
على مستوى الملف الرئاسي، قالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، إنّ احتمال انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني النيابية هو احتمال مرتفع، مشدّدة على ضرورة أن تستفيد القوى السياسية من زخم اتفاق وقف إطلاق النار للتوافق على رئيس يمكن أن يتحقق حوله أوسع تقاطع ممكن.
وفي غضون ذلك، عيّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس الأحد، رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس في منصب كبير مستشاريه للشؤون العربية والشرق أوسطية، ليتولّى بذلك فرد جديد من العائلة منصباً رئيساً في الإدارة، بحسب «فرانس برس». وقال ترامب على منصّته «تروث سوشيال»: «أنا فخور بأن أعلن أنّ مسعد بولس سيتولّى منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون العربية والشرق أوسطية». وأضاف: «مسعد محامٍ بارع وزعيم يحظى بالاحترام في عالم الأعمال، وله خبرة واسعة على الساحة الدولية». وأوضح انّ «مسعد كان مناصراً للقيم الجمهورية المحافظة أضيف لحملتي، وكان له دور فعّال في بناء تحالفات جديدة هائلة مع المجتمع العربي الأميركي». وقال: «مسعد هو صانع الصفقات، ومؤيّد ثابت للسلام في الشرق الأوسط. سيكون مدافعاً قوياً عن الولايات المتحدة ومصالحها، وأنا سعيد لوجوده في فريقنا».
ويمنح هذا التعيين بولس، وهو حمو تيفاني ابنة ترامب، منصباً رفيعاً في البيت الأبيض.
وقال بولس بعد تعيينه انّ «ترامب عمل على ملف إحلال السلام في الشرق الأوسط ووفى بوعده بأن يبدأ العمل على ذلك فور انتخابه، ووقف اطلاق النار في لبنان كان إنجازًا حقّقه الرئيس الاميركي جو بايدن بالتعاون مع ترامب».
ولفت بولس في حديث لقناة «LBCI» الى انّ «من واجبنا متابعة اتفاق وقف اطلاق النار، ونتأمّل أن يُنفَّذ سريعًا كما توصّلنا إليه سريعًا، وموضوع الرئاسة في لبنان شائك، ومن صَبَر سنتين يمكنه أن يصبر شهرين أم ثلاثة بعد». واوضح «انّ موضوع الرئاسة في لبنان شائك ومهمّ ويجب العمل عليه بدقّة من دون تسرّع بنحو غير مدروس بحكم الحرب، فمرحلة وقف اطلاق النار تجريبية، والانتخابات ليست من مسؤوليتنا بل من مسؤولية البرلمان». واضاف: «نشجع على الأسس الديموقراطية في لبنان وإعادة بناء البلد واحترام الدستور وإعادة إحياء المؤسسات الدستورية وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها».
عودة أماني
من جهة اخرى، عاد مساء امس إلى لبنان السفير الإيراني السيد مجتبى أماني، بعد أن أنهى فترة علاج نتيجة اصابته اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان، وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي، السفير محمد رضا شيباني، ووفد من قيادة حركة «أمل» ضمّ عضو المكتب السياسي طلال حاطوم، ومسؤول العلاقات الخارجية والمغتربين علي حايك، وفد من «حزب الله» ضمّ النائبين أمين شري وابراهيم الموسوي، وعدد من رجال الدين والشخصيات اضافة الى طاقم السفارة الايرانية في بيروت.
"النهار":
قبل أن تقلع إجراءات الاتفاق على وقف النار بين لبنان وإسرائيل التي لا تزال تتعثر في مطالعها تحت وطأة الانتهاكات الواسعة والكثيفة التي تقوم بها إسرائيل في الفترة الانتقالية التي يُفترض أن تتثبت خلالها كل بنود الاتفاق، وجد لبنان نفسه معنياً بالالتفات بحذر شديد إلى مجريات اشتعال الحرب مجدداً في سوريا نظراً إلى صعوبة تجاهل تداعيات هذا الحدث على كل المحيط السوري. ومع أن مفارقة لافتة تسجل في ابتعاد القوى السياسية الحليفة منها للنظام السوري أو المناهضة له عن تناول التطورات العسكرية المتسارعة في تمدّد الفصائل المعارضة للنظام في أنحاء حيوية من سوريا، تغلب على الانطباعات اللبنانية المعارضة والمستقلة حقيقة ربط الاشتعال السوري بتوقيت توقف الحرب في لبنان وتراجع “حزب الله” بما يعني أن للحدث السوري تردداته المرتبطة بقوة بما حصل في لبنان. كما يجري رصد تداعيات الحرب المتجددة في سوريا لجهة إعادة تدفق أعداد من النازحين السوريين في اتجاه لبنان، الأمر الذي بدأت الجهات الأمنية والوزارية المعنية تعد لمواجهته.
ولكن الحدث السوري لم يحجب تصاعد القلق الداخلي من تواصل الانتهاكات لوقف النار خشية أن يؤدي تصاعد وتيرة الانتهاكات إلى انهيار الهدنة قبل تثبيت الإجراءات التي نص عليها اتفاق وقف النار. ويبدو أن الاسبوع الحالي سيكون مفصلياً لجهة استكمال تأليف لجنة الرعاية والمراقبة لوقف النار التي تناط بها المراجعات في شأن الانتهاكات بعدما وصل الى بيروت الجنرالان الأميركي والفرنسي اللذين سينضمان إلى ممثلي لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل في اللجنة والتي ستكون برئاسة الجنرال الأميركي. وعُلم أن لبنان سيقدم عبر ممثل قيادة الجيش فور بدء عمل اللجنة تقريراً موثقاً وتفصيلياً بانتهاكات القوات الإسرائيلية للاتفاق منذ سريانه.
ولكن مصادر سياسية مطلعة ومعنية برصد تطورات الوضع بعد وقف النار، استبعدت أن تؤدي الانتهاكات إلى انهيار الاتفاق وتالياً إلى عودة الحرب من منطلق أن التوصل إلى هذا الاتفاق كان نتيجة عوامل دولية وإقليمية بارزة وكبيرة ناهيك عن ظروف ميدانية أملت وقف الحرب وليس من السهولة ابداً العودة إليها ولو اتّسمت المرحلة الفاصلة عن نهاية مهلة الـ60 يوماً في الاتفاق بموجات مقلقة من الانتهاكات حتى التمكن من نشر الجيش اللبناني بالكامل على الحدود اللبنانية- اسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية تماماً من كل المناطق التي تتمركز فيها حالياً. وأُفيد في هذا السياق أن وزير الدفاع الفرنسي سيصل إلى لبنان خلال الـ48 ساعة المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية.
بين فرنسا والسعودية
ووفق مراسل “النهار” في باريس سيكون لبنان في صلب المحادثات المهمة التي سيجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم في زيارة ماكرون للمملكة بحيث سيركزان على تدعيم وقف اطلاق النار. وسيتم التشاور بين الطرفين حول 3 نقاط وفق المصادر الرئاسية الفرنسية: أولاً، تعزيز وقف النار. ثانياً، العمل على تسهيل حل الملفات السياسية، فالبلد يمر بأزمة مؤسساتية والأمر يتعلق بالقدرة على تسريع التحرك وما يمكن القيام به معاً لحل أزمة الفراغ الرئاسي وإجراء الانتخابات الرئاسية. وثالثاً، فتح حوار للقيام بالاصلاحات المنتظرة من الشركاء الدوليين واللبنانيين.
وتعتبر المصادر الرئاسية أنه يجب العمل من أجل تسريع انتخاب الرئيس في لبنان لأنه يشكل “عامل استقرار ويوفر السيادة” الذي يأمل الشعب اللبناني استعادتها بالإضافة إلى الاستقرار الإقليمي.
الرئاسة
ولا تقف التعبئة الخارجية لتدعيم وقف النار على الدول التي رعت التوصل إليه بل تتسع الدعوات لانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان بإزاء وقف الحرب. وعلمت “النهار” أن حركة تتسم بجدية كبيرة ستنطلق اليوم على جبهة المعارضة، كما ستليها حركة مماثلة على محور “أمل” و”حزب الله” والقوى الأخرى تترجم ما وصف بالضوء الأخضر الكبير للتوجه نحو التاسع من كانون الثاني 2025 بخلفية حازمة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وقد وجه أمس البابا فرنسيس “دعوة مُلحّة إلى جميع السياسيين اللبنانيين” لانتخاب رئيس للجمهورية “على الفور” من أجل انتظام عمل مؤسسات البلاد”. وقال من ساحة القديس بطرس بعد صلاة: “أوجّه دعوة عاجلة إلى جميع السياسيين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية على الفور”.
ولفت موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بترحيبه باتفاق وقف النار لجهة تمنيه أن يتحول إلى سلام دائم. وقال: “نشكر الله على القرار الأميركيّ- الفرنسيّ بوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لمدّة 60 يومًا، ونحن نأمل بأن يصبح سلامًا دائمًا”. وهنأ سكّان ضاحية بيروت وصور والجنوب وبعلبك وسواها “الذين عادوا على الفور إلى بيوتهم ومناطقهم، وفي قلوبهم غصّة كبيرة على الذين قُتلوا من عائلاتهم، والذين دُمّرت بيوتهم. ونشكر كلّ الذين استقبلوهم في مناطقهم وسهّلوا لهم إقامتهم”. أضاف: “نأمل بأن يتمكن لبنان وإسرائيل من تنفيذ نص وقف الاعمال العدائية ببنوده الثلاثة عشر التي تشكل التفاهمات بين إسرائيل ولبنان التي حددتها الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ هذه البنود كاملة بنصها وروحها، فنرجو أن تسلم الأوضاع في كل من إسرائيل ولبنان ويعيشا بسلام وفقاً لهدنة 1949”.
الانتهاكات
أما انتهاكات الهدنة، فتواصلت لليوم الخامس منذ وقف النار وأطلق الجيش الإسرائيلي نيران الرشاشات الثقيلة من موقعه عند أطراف مارون الراس في اتجاه مدينة بنت جبيل وشوهد الدخان يتصاعد من أحد أحياء بلدة مارون الراس حيث عمد إلى جرف بعض المنازل في البلدة. وشنّ الطيران الحربي فجراً غارة، مستهدفاً بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وتعرضت الأحياء السكنية لبلدة يارون لرشقات قنص غزيرة. والقى الجيش الإسرائيلي 3 قذائف على محيط بلدة الخيام حيث استمر بعمليات النسف في البلدة، وقد نفذ عملية نسف منازل سمع صداها في أرجاء الجنوب وتصاعدت أعمدة الدخان.
"الديار":
يواصل العدو الاسرائيلي، ومنذ اليوم الاول لبدء سريان الهدنة، على استفزاز لبنان بعشرات الخروقات يوميا للاتفاق، وسط غياب مريب لدور اللجنة الدولية التي تترأسها الولايات المتحدة الاميركية ، والتي يفترض ان تمنع هكذا خروقات.
ولا تقتصر استفزازات العدو على اطلاق النار وقصف مواقع معينة، انما يواصل نسف وجرف المنازل والمباني، ويتمدد باتجاه قرى وبلدات لم يتمكن من بلوغها خلال فترة الحرب.
52 خرقاً بـ 24 ساعة
وأصبح واضحا ان العدو لا يأبه بالاتفاق وبنوده، وسيواصل التعدي عليه دون رادع. وهو ما تحدث عنه صراحة وزير المالية «الاسرائيلي» بتسلئيل سموتريش، حين قال ان «إسرائيل لن تنتظر أي آلية، وستواصل العمل لإحباط أي تهديد أو محاولة من حزب الله لاستعادة قدراته».
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «فرنسا أوضحت «لإسرائيل» أنه خلال 24 ساعة وقع 52 خرقا «إسرائيليا» لوقف إطلاق النار لم يمر عبر آلية المراقبة».
واكدت الصحيفة أن «فرنسا حذرت «إسرائيل» من خطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان» بسبب الانتهاكات الإسرائيلية».
تحرك حكومي
وأشارت مصادر قريبة من حركة «امل» وحزب الله الى ان «ما يحصل غير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه، والمطلوب من الحكومة التحرك بقوة للتصدي لهذه الانتهاكات، والا اعتبر العدو ان لبنان لا يأبه بما هو حاصل، وبالتالي سيوسع هذه الانتهاكات في الايام المقبلة»، مشددة على ان «حزب الله ملتزم تماما بالاتفاق بخلاف العدو، ويترك للجنة المراقبة وللجيش اللبناني التعامل مع الخروقات «الاسرائيلية» المتمادية».
عمليات تفجير وجرف
ميدانيا، وقع انفجار «هائل» في بلدة الخيام فجر امس ، فقد قام العدو الاسرائيلي بعملية نسف لبعض المنازل والمباني».
كما قام العدو بالقاء 3 قذائف على محيط بلدة الخيام، حيث استهدف نبع ابل، بقذيفة ومنطقة الجلاحية بواحدة، واخرى على سهل مرجعيون.
وأطلق جيش العدو ايضا نيران الرشاشات الثقيلة من موقعه عند اطراف مارون الراس في اتجاه مدينة بنت جبيل. وشوهد الدخان يتصاعد من أحد أحياء بلدة مارون الراس، حيث عمد الى جرف بعض المنازل في البلدة.
كما شن الطيران الحربي المعادي غارة مستهدفا بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وتعرضت مع ساعات الفجر وحتى صباح الاحد الاحياء السكنية لبلدة يارون لرشقات قنص غزيرة اطلقها جنود العدو المتمركزين في الجهة الجنوبية للبلدة. كما تعرضت اطراف بلدة عيترون ومحلة «الغرب» عند اطراف بلدة راشيا الفخار، لسقوط عدد من القذائف المدفعية.
فتح معبر القاع
هذا وأعلن وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه أمس عن فتح طريق القاع - جوسيه بين سوريا والبقاع، امام حركة السير بعد خروجه عن الخدمة 50 يوما. وأكد حميه بأن «التواصل والتنسيق مستمر مع وزير الأشغال السوري والتعاون مستمر ودائم، بحيث قامت ورش وزارة النقل السورية بترميم المعبر، فالمعبر سالك وأهلنا وناسنا الذين كانوا ضيوفا في سوريا حصلوا على أحسن إستقبال». وقال: «يجب أن تكون كل المعابر بين لبنان وسوريا سالكة على مصراعيها، وكما شاهدتم أهلنا عائدون عبر هذا المعبر، الذي قصفه العدو للمرة الخامسة، والجيش اللبناني موجود وهو العصب للدولة اللبنانية ويقوم بدوره على كل الحدود في البحر. نحن موجودون على معبر شرعي، ونؤكد على التعاون مع سوريا بحيث تربطنا بها علاقات متينة».
استنفار رئاسي
في هذا الوقت، يفترض ان تستنفر القوى السياسية انطلاقا من هذا الاسبوع، بمحاولة للوصول الى تفاهم وطني عام على اسم رئيس للجمهورية ، تتجه لانتخابه في الجلسة التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في التاسع من شهر كانون الثاني المقبل.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «هناك تفضيلا سواء من «امل» وحزب الله او قوى المعارضة كما باقي القوى السياسية، على ان يتم التفاهم على اسم رئيس، يتم التوجه لانتخابه الشهر المقبل وتجاوز خيار معركة كسر العضم، نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلاد، لكن حتى الساعة يمكن الحديث عن مجرد نوايا، سيتضح اذا كان الفرقاء مستعدين لترجمتها فعليا خلال الاسبوعين المقبلين»، لافتة لـ «الديار» الى ان «المشاورات والاجتماعات الفعلية ستبدأ هذا الاسبوع، باعتبار ان هناك قناعة لدى الجميع على وجوب انجاز التفاهم الرئاسي قبل فترة الاعياد». واضافت المصادر:»اي بحث يفترض ان ينطلق من تخلي الطرفين عن ترشيح سليمان فرنجية وجهاد ازعور، مع ترجيح ان يطلب الثنائي ايضا تخطي ترشيح العماد جوزيف عون باتجاه اسم رابع».
الجيش السوري يستعيد المبادرة
اما بالملف السوري، والذي عاد الى الواجهة مع وقف النار في لبنان، وشن الفصائل المسلحة هجوما كبيرا في شمال غرب سوريا، يبدو واضحا ان هناك قرارا سوريا بصد الهجوم وافشاله بالقوة بمساعدة روسية مباشرة.
وقد شدد الرئيس السوري بشار الأسد على ان «الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة، وهي اللغة التي سنكسرها ونقضي عليه بها ،أياً كان داعموه ورعاتُه»، معتبرا ان «الارهابيين لا يمثلون لا شعباً ولا مؤسسات، يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم».
من جهته، قال وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الذي يزور دمشق:»لا فرق بين الكيان الصهيوني والإرهابيين التكفيريين، فهو يحاول تنفيذ أهدافه بزعزعة استقرار المنطقة من خلالهم، ولكن الجيش السوري سينتصر مرة أخرى على هذه المجموعات الإرهابية كما في السابق».
ميدانيا، أفاد مصدر عسكري سوري عن «وصول المزيد من التعزيزات العسكرية من قواتنا المسلحة إلى ريف حماة الشمالي، تضم أفرادا وعتادا ثقيلا وراجمات صواريخ لدعم وإسناد تقدم قواتنا المسلحة على هذا المحور، وسط حالة من الفرار الجماعي لعناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة»، لافتا الى ان «الطيران الحربي السوري - الروسي المشترك يكثف ضرباته الدقيقة على محاور تحرك الإرهابيين الفارين، ومواقعهم ومقراتهم ومستودعات الأسلحة والذخيرة التابعة لهم ، محققاً إصابات مباشرة وموقعاً العشرات منهم بين قتيل وجريح.
اما المرصد السوري لحقوق الانسان فأكد أمس ان «حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، اصبحت خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها سيطرت على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية».
من جهتها، قالت مصادر سورية واسعة الاطلاع لـ «الديار» ان «الجيش السوري استعاد المبادرة في المنطقة، وهو كثّف هجوماته لاستعادة المناطق التي خسرها في الايام الماضية»، لافتة الى دخول الطيران الروسي بقوة الى المعركة، ما سيؤدي لحسمها قريبا لصالح كسر المجموعات الارهابية المسلحة، التي يبدو واضحا انها تنفذ اجندات اقليمية- دولية متقاطعة، سيتم افشالها كما حصل في السنوات الماضية».
"اللواء":
تتمادى دولة الاحتلال في انتهاك وقف اطلاق النار، الذي وقّعته، بتسجيل الجانب الفرنسي وقوع 52 انتهاكاً في الايام القليلة الماضية، مع تحذير من مخاطر ذلك على الهدنة الموصوفة بالهشة، مع توجه الرئيس ايمانويل ماكرون الى الرياض اليوم، في زيارة، يحتل الوضع اللبناني، من زاوية عدم تعرض اتفاق وقف النار للخطر، وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 ك2 المقبل، في الجلسة التي حدّدها الرئيس نبيه بري قبل ايام.
وحسب ما ذكر قصر الاليزيه فإن ماكرون سيبحث مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان سبل تعزيز وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل، وتسريع الخروج من الازمة السياسية اللبنانية.
وردت تل ابيب بأن آلية تطبيق الاتفاق ستبدأ بدءاً من اليوم بانتظار يوم غد.
وفي السياق، وفي اول اطلالة له على الوضع اللبناني بعد تعيينه مستشاراً للرئيس دونالد ترامب، للشؤون العربية والشرق الاوسط، دعا مسعد بولس الى مقاربة الموضوع الرئاسي في لبنان بدقة من دون تسرّع، او بشكل غير مدروس.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المناقشات المحلية في الملف الرئاسي ستُستأنف قبل موعد جلسة الإنتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل، إنما لا يعني أنها مفصلية لاسيما إذا ما تمت معالجة الأسباب الرئيسية التي اطالت أمد الشغور الرئاسي على مدى عامين .
ورأت هذه المصادر أن الإستحقاق الرئاسي دخل مجددا في دائرة الحراك السياسي مع مواكبة من اللجنة الخماسية، وأشارت إلى ان المناخ العام هو من يحدد إمكانيات التقدم فيه، معتبرة أن هناك أسماء تُطرح وأخرى قد تُسحب من التداول، في حين أن معالجة مسألة النصاب قيد البحث، معلنة أن الأسبوع الراهن يقدم مؤشرا لتطور الأمور قبل دخول البلاد في عطلة الأعياد.
على ان المخاوف مما يجري في سوريا، تركت انطباعات ليست بالسارة، لدى القوى المعنية مباشرة بوقف النار واعادة التعافي للوضع السياسي والمالي والاجتماعي في البلاد.
وعليه، دعت مصادر على اطلاع الى انتظار الإعلان عن وصول الضابط الفرنسي الشريك في اللجنة الخماسية للإشراف على تنفيذ القرار، وتبيان طبيعة عمله ونشاطه ومدى تأثيره على القرار في اللجنة.
وعلمت «اللواء» انه حتى مساء أمس، لم يكن قد وصل الى السلطات اللبنانية المدنية والعسكرية أي معلومات عن الضابط الفرنسي لا من هو ولا متى يصل، ولو كان قد وصل الى لبنان لكان قام فور وصوله بزيارة تعارف الى قائد الجيش إسوة بزميله الأميركي الجنرال جاسبر.
وحسب ما بات معروفا سيمثل لبنان قائد قطاع جنوب الليطاني للجيش العميد الركن ادغار لاوندوس، وهو الذي سيعكس توجهات وموقف الحكومة أو على الأقل رئيسها، بما يؤدي الى وقف الخروقات المعادية بشكل نهائي وإلزام الكيان الإسرائيلي بآلية تنفيذ وقف إطلاق النار وتنفيذ الاتفاق وعدم تحقيق مشروع إقامة المنطقة العازلة التي تعني تدمير كل القرى في الشريط الحدودي وتفريغها نهائياً من أهلها؟
وتواصلت في الجنوب امتدادا الى بيروت والبقاع لاتفاق وقف الاعمال العدائية، في ما يعتبره العدو وقتا ممكنا للاشتباكات قبل ان تبدأ لجنة المراقبة الخماسية عملها فعليا في الاسبوع الطالع.
على الأرض، عدّل الجيش اللبناني في خرطة انتشاره، واستلم شمع في القطاع الغربي.. وعلى الارض أيضاً اقفل الجيش مداخل قرى في قضاء مرجعيون عند الحافة الامامية، وتردد ان الجيش الاسرائيلي قطع المياه عن منطقة صور، وعن المدينة ايضاً.
والاحد المقبل، سيصار الى تدشين كاتدرائية نوتردام في باريس بعد اعادة ترميمها. ويشارك بالمناسبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي اعرب عن امله امس في عطلة الاحد.. ان يتمكن لبنان وإسرائيل من تنفيذ نصّ «وقف الأعمال العدائيّة» ببنوده الثلاثة عشر التي تشكّل التفاهمات بينهما، والتي حدّدتها الولايات المتّحدة الأميركيّة لتنفيذها كاملة بنصّها وروحها»، راجياً «أن تسلم الأوضاع في كلّ من اسرائيل ولبنان، ويعيشا بسلام وفقًا لهدنة 1949».
وعلى صعيد اصلاح الكهرباء في المحافظات التي تعرضت للعدوان اوضحت مؤسسة كهرباء لبنان انها باشرت العمل على مسح وإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لشبكة الكهرباء في المناطق المتضررة في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل وإعداد على أثرها خطة متكاملة للإصلاح والصيانة الشاملة، وإعادة ربط جميع أوصال الشبكة على مستويي شبكتي النقل والتوزيع. وقد تم التركيز في المرحلة الأولى على إعادة تشغيل المخارج والمحطات الرئيسية الحيوية (بعلبك، اللبوة، الهرمل، بدنايل، مركبا وكسارة) لضمان عودة الخدمة الكهربائية تدريجياً إلى جميع المناطق. وبالتالي فإنه تم يوم الأربعاء الواقع فيه 27/11/2024 الانتهاء من إجراء المناورات اللازمة على خط التوتر العالي المغذي لمحطتي التحويل الرئيسيتين في الهرمل واللبوة. وبالتالي فقد تم اليوم (أمس)، اعادة تغذية معظم مخارج التوتر المتوسط وكافة المحطات بعد عزل الفروع والمحطات الثانوية المتضررة».
"الأنباء" الالكترونية:
لليوم السادس على التوالي، وقبل أن تتسلم لجنة الرقابة عملها في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وانتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، ما زال العدو الإسرائيلي يمنع سكان القرى الحدودية من العودة إلى قراهم، فيما سكان هذه القرى يصرّون على التحدي ويرفضون الانصياع الى الأوامر الإسرائيلية، وقد تجمعوا بالآلاف في موازاة هذه القرى، بانتظار السماح لهم بدخولها. وقد أحصى الجيش اللبناني الذي ينفذ انتشاراً واسعاً في المنطقة أكثر من 52 خرقا لوقف اطلاق النار حتى مساء أمس الأحد.
غير أن هذه الانتهاكات المتكررة من قبل إسرائيل والتي تتفاقم يوماً بعد يوم بشكل أثار الشكوك حول مدى احتمال صمود وقف إطلاق النار، بدّدته معلومات استقتها جريدة "الأنباء" من مصادر ديبلوماسية أشارت إلى أنه من الطبيعي خلال الأيام الـ 60 التي ينص عليها الاتفاق، أن يعمد الجيش الإسرائيلي إلى استكمال استهداف ما يظن أنها مخازن أسلحة وأنفاق لحزب الله على الأقل في القرى التي دخل إليها ويمنع سكانها من العودة.
وتضيف المصادر أن كل ذلك يحصل فيما لم تكتمل بعد هيكلية اللجنة المولجة الإشراف على تطبيق الإتفاق، والتي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز بمشاركة ضابط فرنسي، وقد وصلا بالفعل إلى لبنان مع فريقي عملهما، وضابط لبناني هو على الأرجح قائد قطاع جنوب الليطاني.
وتركزّ المصادر الديبلوماسية على أن هذا الاتفاق الذي تم برعاية أميركية – فرنسية لم يوضع لكي يسقط وأن الاستفزازات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي يجب أن لا تجرّ حزب الله الذي أكد نيته وقراره الانسحاب إلى شمال الليطاني تنفيذاً للاتفاق إلى التصعيد العسكري مجدداً.
غير أن الأحداث المتسارعة في سوريا وسط شح من المعلومات الأكيدة حول حقيقة ما يجري من ما سمّي بتقدّم لقوات المعارضة في محافظتي حلب وأدلب، وحول ما إذا كان هجوم الفصائل المعارضة للنظام سيتقدم باتجاه الحدود مع لبنان، يجعل من الاهتمام الرسمي كما الشعبي منصباً حول ما إذا كان البلد سيشهد مجدداً اهتزازاً بالأمن في المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا، واضطرار الجيش اللبناني للقيام بمعركة "فجر الجرود" شبيهة للعام 2017، ما يجعل من عملية انتشاره في منطقة جنوب الليطاني متعذراً.
الانتهاكات في الجنوب
مصادر أمنية وصفت ما يجري في المنطقة الحدودية بالمهزلة. وأشارت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن وقف اطلاق النار وانتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني استنادا الى القرار 1701 لا يعطي اسرائيل الحق بمنع سكان القرى الحدودية من العودة اليها حتى ولو كانت كلها مدمّرة وغير صالحة للسكن. فمن حق الأهالي العودة الى قراهم ولو أدى ذلك الى السكن في العراء، اذ لا يجوز لأي قوة أن تنغص عليهم هذه العودة فذلك حق مشروع لهم ولا يحق لأحد ان ينتزعه منهم.
المصادر رأت ان القرار 1701 يلزم اسرائيل بالانسحاب من كل المواقع التي احتلتها. وفي حال أصرّ العدو على البقاء حيث هو هذا يعني ان اسرائيل تعمل على الشيء ونقيضه وتتمرد على القرارات الدولية التي سبق ان وافقت عليها.
نتنياهو يهدد
في السياق، وعلى الرغم من الخروقات الإسرائيلية المتكررة، أعلن نتنياهو بأن كل خرق لإتفاق وقف إطلاق النار من جهة لبنان سيقابل برد شديد لا يمكن لأحد ان يتوقعه. وقد رصدت مصادر أمنية ان العدو قام بالأمس بإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة من موقعه في مارون الراس باتجاه بنت جبيل. كما قام بجرف بعض المنازل. ويستمر العدو بانتهاك السيادة اللبنانية دون أية مساءلة لا من لجنة المراقبة، ولا من الدولة التي تكتفي بتوثيق هذه الخروقات. وبعد ان كان مقرراً ان تبدأ لجنة الرقابة عملها امس الاحد بعد انضمام الجنرال الفرنسي اليها وكان سبقه قبل ايام وصول الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز الذي التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقائد اليونيفيل للتنسيق ووضع الخطوط الرئيسية لعمل اللجنة المقرر اليوم الاثنين. وكان الطيران الإسرائيلي قد أغار على بلدة يارون. كما استهدف بقصف مدفعي محيط ارنون، ومحيط الخيام وسهل مرجعيون.
المصادر أبدت خشيتها من قيام اسرائيل بوضع خطوط حمر حول اتفاق وقف اطلاق النار من خلال محاصرتها لعدد من القرى الحدودية المنتشرة من الناقورة غرباء حتى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا شرقاً، بعمق قد يصل الى 5 كلم.
هل يخلع حزب الله بزّته العسكرية؟
وبعد عودة الحياة تدريجياً الى الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وجزء كبير من الجنوب، قد يكون من السابق أوانه السؤال اذا ما كان حزب الله سيخلع بزّته العسكرية ويتفرغ للعمل السياسي كما لمح الى ذلك أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في اطلالته الاخيرة والتحوّل الى العمل السياسي وبناء الدولة تحت سقف الطائف كما وعد. مصادر سياسية لم تستبعد في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية ان يتحوّل الحزب الى العمل السياسي المحض، لكن هذا الموضوع يتطلب وقتاً ولن يكون قبل مهلة الشهرين. ورأت في تصويت عدد من نواب كتلة الوفاء للمقاومة على قرار التمديد لقائد الجيش، بداية جيدة يجب أن تكتمل بتخلّي الحزب عن دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية والسير بالمرشح الذي لا يشكل تحد لأحد كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري. المصادر رأت إذا سارت الأمور على هذا النحو عندها يمكن الحديث عن تحول جديد في سياسة حزب الله.
في هذا السياق، كان عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور قد لفت الى بداية حراك ساخن في الملف الرئاسي، الذي قد يحط رحاله في الرياض منتصف هذا الأسبوع، في محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور السعودية اليوم الاثنين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما تقرر ان تعقد اللجنة الخماسية اجتماعاً لها هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل.
نتنياهو قلق من الوضع في سوريا
المواجهات التي اندلعت فجأة في الشمال السوري وأدت الى سيطرة المعارضة او ما يسمى الجيش السوري الحر على ثلاثة محافظات في شمال سوريا من بينها محافظتي إدلب وحلب، ما يزال اللغز المحيّر لهذه التطورات المفاجئة دون إجابة واضحة عليه. ومع الاعلان ان النظام بالتعاون مع روسيا بدأ بهجوم معاكس كي يستعيد زمام المبادرة، كما ان التنسيق بين النظام السوري وإيران عاد الى طبيعته بعد زيارة وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الى دمشق للتأكيد ان الجمهورية الإسلامية لن تتخلى عن دعم حليفها الرئيس بشار الاسد، أشارت مصادر مراقبة ان اسرائيل تراقب عن كثب التطورات الميدانية التي تحصل في سوريا ونقلت عن نتنياهو خشيته من انتقال مقاتلي حزب الله الى سوريا واستعادة دورهم العسكري ما يسمح لهم بإعادة تكوين ترسانتهم العسكرية. وانه لن يسمح لحزب الله بخطف إنجازات الحرب وهو مضطر لحماية مصالح اسرائيل، متخوّفاً من انتشار الفوضى في سوريا في حال تعرّض نظام الأسد للاهتزاز.
"البناء":
نجح الجيش السوري باحتواء الاندفاعة الواسعة التي قامت بها الجماعات الإرهابية بقيادة جبهة النصرة، والتي انتهت بالسيطرة على مدينة حلب، ومدن سراقب وخان شيخون وصولاً لمحاولة التقدّم نحو مدينة حماة، حيث رسم الجيش خطاً أحمر حولها وصدّ محاولات التقدّم نحو قرى وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي، مستعيداً كل القرى والبلدات في أرياف حماة. وقالت مصادر متابعة للوضع الميداني إن الاستعدادات العسكرية على قدم وساق لتنظيم الهجوم المعاكس الذي بدأت طلائعه باتجاه مدينتي خان شيخون وسراقب، وسط استمرار الطيران السوري والروسي بشنّ غارات مكثفة على مقار قيادة الجماعات الإرهابية في إدلب وأرتال الجماعات المتحرّكة بين حلب وإدلب، حيث كانت الحصيلة مقتل المئات من عناصر هذه الجماعات.
سياسياً التقى الرئيس السوري بشار الأسد وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي أكد أن الاجتماع كان مثمراً وأنه نقل للأسد رسالة تأييد ودعم من القيادة الإيرانية، بينما أجرى الأسد وتلقى عدداً من الاتصالات العربية والدولية، كان أبرزها الاتصال مع كل من رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، ومع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اللذين أكدا على دعم موقف سورية في مواجهة تمدّد الجماعات الإرهابية. وقال الأسد في وصف هذا التمدد بقوله، إن الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة التي سوف نكسره بها.
في كيان الاحتلال اهتمام معلن تجاه ما يجري في سورية، حيث استضافت قنوات عبرية عدداً من رموز وقادة الجماعات الإرهابية تحدّثوا بوضوح عن تلاقيهم مع كيان الاحتلال على العداء للرئيس الأسد وحزب الله وإيران، معلنين الاستعداد لتولي الحرب على هذه الجبهة بالنيابة عن الكيان، بينما قال رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو إن “الحرب تمرّ عبر محور فيلادلفيا ولن ننسحب من هناك»، وعلّق بالأمس المسؤولِ السابقِ في شُعبةِ التخطيطِ بالجيشِ الصهيوني الجنرال عميت ياغور، على عملية حلب فقال، «إنَ السيطرةَ على فيلادلفيا كانت لمنعِ ايصالِ السلاحِ إلى المقاومةِ الفلسطينية، وكذلك الحالُ بسيطرةِ المسلحينَ في سورية لمنعِ وصولِ السلاحِ إلى المقاومةِ اللبنانية».
ولليوم الخامس على التوالي واصل العدو الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار بذريعة استهداف أهداف لحزب الله، فيما لا يستهدف سوى المدنيين في سياراتهم ومنازلهم وحقولهم، فيما جدد المتحدّث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي تهديداته لسكان جنوب لبنان، بمنع تنقّل أهالي الجنوب واستهداف تحركاتهم.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بأن «العدو الإسرائيلي يستمر بعمليات النسف في الخيام، وقد نفذ عملية نسف أمس سمع صداها في أرجاء الجنوب وتصاعدت أعمدة الدخان»، فيما أفيد عن إطلاق النار من قبل جيش العدو في مارون الراس باتجاه بنت جبيل. كما دعت بلدية دير ميماس الأهالي إلى عدم التوجه للبلدة فيما طالبت بلدية دير سريان الأهالي بالإخلاء.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة مجدل زون في القطاع الغربي ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات. ولاحقاً أغارت مسيرات إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبين تبنا والبيسارية جنوبا ما ادى الى مقتل شخص وجرح آخرين.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون جنوب لبنان. وأفاد مواطنون عن سماع غارة عند على أطراف بلدة شقرا جهة حولا. كما أطلق جيش العدو قذيفة مدفعية على الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة. واستهدف بالرشاشات ليلا بلدة مارون الراس وعدداً من أحياء مدينة بنت جبيل، منعاً للأهالي الذين يسعون لتفقد منازلهم وأرزاقهم. وترافقت الاعتداءات مع استمرار إطلاق التهديدات العدوانية لمنع الأهالي من الدخول إلى القرى والبلدات المتاخمة للخط الأزرق.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن العدو الإسرائيلي يهدف من خلال الاعتداء على القرى والبلدات والأهالي في الجنوب إلى تحقيق جملة أهداف أهمها تنغيص فرحة عودة اللبنانيين وأهالي الجنوب تحديداً إلى قراهم وإحباط هدف العدو بإقامة منطقة عازلة في الجنوب بعمق 5 كلم، فيما لم يعرف مصير عودة المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، حيث دعاهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لعدم العودة قبل ستين يوماً، كما أن العدو وفق المصادر يستغل مدة الهدنة لتكريس قواعد اشتباك جديدة بقوة الأمر الواقع في مرحلة ما بعد نهاية مدة الستين يوماً، ولا سيما الاحتفاظ بحرية الحركة العسكرية والأمنية لإزالة أي مصدر تهديد يمثله حزب الله، وهذا ما لم يستطع انتزاعه تحت النار طيلة أيام الحرب، كما هذه الاعتداءات موجهة للداخل الإسرائيلي للإيحاء بأن جيش العدو لا يزال يملك اليد الطولى في العمل ضد حزب الله، وذلك للتعويض عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب وعلى رأسها القضاء على حزب الله ليكون ضمانة لعودة المستوطنين.
وأشارت مصادر قريبة من المقاومة لـ»البناء» الى أن حزب الله يضع الخروق والاعتداءات الإسرائيلية برسم المجتمع الدولي ورعاة القرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الأخير وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وينتظر ما سيقوم به هؤلاء للبناء على الشيء مقتضاه، كما يفسح المجال للدولة اللبنانية لمعالجة هذه الخروق والانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار بالطرق الدبلوماسية وينتظر انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والرد على مصادر النيران الإسرائيلية وحماية أهالي الجنوب وقراهم وأرزاقهم. أما وفي حال تمادى العدو وفق المصادر فإن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي، كما أن هذا الوضع الشاذ سيدفع أهالي القرى والبلدات والمدن للعودة إلى الميدان والدفاع عن قراهم وأنفسهم من دون استئذان أحد».
وعلمت «البناء» أن مراجع لبنانية رفيعة سياسية ودبلوماسية وعسكرية أبلغت الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية والخارجية الفرنسية وعددا من الدول العربية بالخروق الإسرائيلية للاتفاق والاعتداء على الجنوب، واستباحة أجواءه، وحذرت هذه المراجع من تداعيات الخروق على استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار. ودعت هذه الدول للضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها، فأخذ لبنان وعوداً بمعالجة هذه الخروق فور بدء عمل اللجنة الدولية لمراقبة القرار 1701 واستكمال انتشار الجيش اللبناني.
وأفادت مصادر إعلامية أن «وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو سيصل إلى لبنان خلال 48 ساعة المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية».
على المستوى الرسمي، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف تداولا خلاله بالأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.
وأشار مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس الى ان ترامب عمل على ملف إحلال السلام في الشرق الأوسط ووفى بوعده بأن يبدأ العمل على ذلك فور انتخابه، ووقف إطلاق النار في لبنان كان إنجازاً حقّقه الرئيس الأميركي جو بايدن بالتعاون مع ترامب.
ولفت بولس في حديث تلفزيوني إلى أنه من واجبنا متابعة اتفاق وقف إطلاق النار ونتأمّل أن يُنفَّذ سريعاً كما توصّلنا إليه سريعاً، وموضوع الرئاسة في لبنان شائك ومن صبر سنتين يمكنه أن يصبر شهرين أم ثلاثة بعد. وأوضح أن موضوع الرئاسة في لبنان شائك ومهم ويجب العمل عليه بدقة من دون تسرّع بشكل غير مدروس بحكم الحرب. فمرحلة وقف إطلاق النار تجريبية والانتخابات ليست من مسؤوليتنا بل من مسؤولية البرلمان.
على صعيد أمني آخر، أعلنت قيادة الجيش في بيان انه «بتاريخ 30 /11 /2024، تمكنت دورية من القوات البحرية من إنقاذ 17 سوريّاً أثناء محاولتهم مغادرة لبنان عبر البحر بطريقة غير شرعية، وذلك بعد تعطُّل مركبهم قبالة شاطئ شكا – البترون. وقد عمل الجيش على إسعافهم بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني، كما تولى نقل المركب إلى الشاطئ».
"الشرق":
يستمر خرق إتفاق وقف إطلاق النار في اليوم الرابع من بدء سريانه، اذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا المعابر الحدودية شمالي الهرمل من الجهة السورية تحديداً معبر جوسية والجوبانيه والحوز بريف حمص الجنوبي، ما أدى الى وقوع أضرار في مركز الأمن العام اللبناني. وفي المستجدات الميدانية امس فقد، أطلق الجيش الإسرائيلي نيران الرشاشات الثقيلة من موقعه عند اطراف مارون الراس في اتجاه مدينة بنت جبيل، في انتهاك مستمر لاتفاق وقف اطلاق النار، وشوهد الدخان يتصاعد من أحد أحياء بلدة مارون الراس حيث عمد الى جرف بعض المنازل في البلدة، وشن الطيران الحربي المعادي فجرا غارة، مستهدفا بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وتعرضت مع ساعات الفجر وحتى الصباح الاحياء السكنية لبلدة يارون لرشقات قنص غزيرة اطلقها جنود العدو المتمركزين في الجهة الجنوبية للبلدة، وظهرا تعرضت اطراف بلدة عيترون لسقوط عدد من القذائف المدفعبة مصدرها مواقع العدو المقابلة، كما أطلق جيش العدو قذيفة مدفعية على محلة «الغرب» عند اطراف بلدة راشيا الفخار، كما أطلقت دبابة اسرائيلية قذيفة في اتجاه بلدة إبل السقي، وألقى الجيش الاسرائيلي 3 قذائف على محيط بلدة الخيام، حيث استهدف نبع ابل، بقذيفة ومنطقة الجلاحية بواحدة واخرى على سهل مرجعيون. كما سمع طلقات رشاشة كثيفة في البلدة، واستمر الجيش الاسرائيلي بعمليات نسف المنازل في الخيام، كما أطلق قذيفة مدفعية على محلة «الغرب» عند اطراف بلدة راشيا الفخار. وكانت استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة مجدل زون في القطاع الغربي ما أدى، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة،إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، وافيد عن تحليق مسيّرات اسرائيلية في أجواء مدينة بعلبك وبلدات الجوار على علو منخفض، خارقة اتفاق وقف إطلاق النار، واعقب ذلك، وللمرة الأولى منذ بدء سريان اتفاق الهدنة، تحليق مسيرة إسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية بيروت والضاحية الجنوبية وعمد الجيش الاسرائيلي ظهر اليوم إلى القيام بعمليات توغل في بلدة عيترون – قضاء بنت جبيل، في انتهاك متواصل لاتفاق وقف اطلاق النار، ورصد تحرك للجنود والآليات في محلة المطيط وبعض الاحياء في عيترون حيث أضرموا النيران بسيارة من نوع «رابيد». وعمدت دبابة «ميركافا» إلى سحق عدد من السيارات ومحاصرة بعض العائلات التي تم تقديم المساعدة لهم عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر لإجلائهم من البلدة. ورفع الجنود سواتر ترابية في عدد من الطرقات في محلة مرج العبد في عيترون، وجرفوا الطرقات في محلة المطيط في عيترون بغية تخريبها، وأطلق الجنود رشقات رشاشة مكثفة من موقعهم في اطراف مارون الراس باتجاه سرايا بنت جبيل في اثناء قيام عناصر الدرك في فصيلة بنت جبيل بمعاينة الاضرار فيها، مما اجبر العناصر على العودة الى مخفر رميش، وافيد بأن مسيرات إسرائيلية أغارت على بلدة رب ثلاثين أدت الى سقوط ضحية وجريحين. كما استهدفت بغارة للمرة الثانية المنطقة الواقعة بين تبنا والبيسارية للمرة الثانية،وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون، وأفيد بأن جنودا إسرائيليين حاصروا مواطناً داخل سيارته في مرج العبد بعيترون بعد توغلهم إلى وسط البلدة وأجبروه على تركها والابتعاد قبل أن يضرموا النيران فيها، هذا وحلّقت مسيرة اسرائيلية بدون صوت على علو منخفض جدا في اجواء مدينة صيدا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. كما سجلت غارة من مسيّرة على تبنا البيسارية، أسفرت عن سقوط جريح،هذه الاعتداءات الاسرائيلية ترافقت مع استمرار اطلاق التهديدات العدوانية لمنع الاهالي من الدخول الى القرى والبلدات المتاخمة للخط الازرق. اما لجهة حركة عودة النازحين فقد سجلت لليوم الثالث ازديادا مستمرا ووصلت النسب المئوية التقريبية لاكثر من ثمانين في المئة فيما القرى الحدودية لم تتجاوز نسب العودة اليها اكثر من عشرة في المئة و يعود ذلك لاستهدافات واعتداءات الجيش الاسرائيلي للعائدين، وعدم وجود منازل ومبان صالحة للسكن ووجود مخاطر مخلفات الحرب وفقدان الحاجات الضرورية الملحة للعيش في تلك القرى.
"نداء الوطن":
منذ وقف إطلاق النار وبدء سريان مفعوله فجر الأربعاء الفائت، والتحليلات تتوالى عن مواقف الأطراف منه، سواء المحليين أم الإقليميين أو الدوليين، وخصوصاً الأطراف الفاعلين. في هذا السياق، يعتبر مسؤول أميركي رفيع معني بملف لبنان، في جلسة نقاش تطرق فيها إلى الوضع اللبناني، أن جميع اللبنانيين لم يعودوا يريدون "حزب الله" في الوضع الذي كان عليه لجهة عدم تطبيق القرار 1701. ويتابع المسؤول الأميركي: الوضع الذي كان قائماً مع "حزب الله" قد انتهى، وبشكل أكثر وضوحاً وصراحة،"Game Over".
ويتابع المسؤول الأميركي "إن الإدارة الأميركية لن تتساهل على الإطلاق في تطبيق اتفاق وقف النار بحذافيره، وإنها متفقة مع الحكومة اللبنانية على هذا الأمر، ولا عودة للحرب على الإطلاق. إن إدارتنا ستراقب من كثب تطبيق الاتفاق وستشدد عند حصول أي خرق له، آخذين بعين الاعتبار الاتفاق الجانبي الذي عُرِف بـ "ورقة الضمانات" من الولايات المتحدة لإسرائيل".
ويذهب المسؤول الأميركي بعيداً إلى حد القول: "إذا وقع أي خرق فسيتم إبلاغ الحكومة اللبنانية لتعالجه بالسرعة المطلوبة، وإذا لم يحصل هذا الأمر فإن إسرائيل مخوَّلة، بموجب الاتفاق، بمعالجة هذا الخرق.
ويوضح المسؤول الأميركي أن الاتفاق غير محصور بجنوب نهر الليطاني، بل هو معني، وبشدة، بما يحصل شمال الليطاني أيضاً، فالاتفاق يتحدث عن القرارات الثلاثة ذات الصلة بلبنان وهي القرارات 1559 و1680 و1701، وهذه القرارات تعتبرها الإدارة الأميركية وحدة متكاملة لا يمكن تطبيقها بطريقة مجتزأة، أو تطبيق قرار دون الآخر.
وختم المسؤول الأميركي: "هناك اتفاق كامل وتنسيق واضح بين إدارة الرئيس بايدن وإدارة الرئيس ترامب، على كل النقاط الواردة في الاتفاق وفي ورقة الضمانات، في كل ما يتعلق بلبنان".
وفي مواكبة دولية لافتة، يصل وزير الدفاع الفرنسي إلى لبنان في الساعات المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية.
في الحرب الدائرة في سوريا، استكملت فصائل المعارضة سيطرتها داخل مدينة حلب وفي محيطها، في اليوم الخامس على عملية "ردع العدوان" والثاني من عملية "فجر الحرية".
مصادر دبلوماسية تؤكد أن ما يجري في سوريا بالغ التعقيد، وأن القضية ليست قضية معركة حلب فحسب بل تتعلق بالنظام السوري الذي يبدو أنه كان يراهن على الحروب في المنطقة وعلى دور الإسناد، ولا سيما بالنسبة إلى "حزب الله" في حربه الأخيرة، لكن يبدو أن السحر انقلب على الساحر وبات النظام السوري وجهاً لوجه أمام الحقائق على الأرض، سواء في حلب أو في غير حلب.
وفي تطور بالغ الدلالات، يعكس حقيقة تطور الأوضاع في سوريا وتأثير الأطراف والدول فيها، طلبت إسرائيل من طائرة إيرانية عدم الهبوط في مطار دمشق مما اضطرها للعودة، ورجَّحت معلومات دبلوماسية أن يكون وراء الطلب الإسرائيلي "مخاوف" من أن تكون الطائرة تحمل أسلحة إيرانية لـ "حزب الله" وتنقل لاحقاً بالبر إلى لبنان. وتعتبر مصادر دبلوماسية أن هذه الحادثة تعكس مدى التشدد الإسرائيلي في موضوع نقل أسلحة من إيران إلى "حزب الله". إعلام إسرائيلي تحدث عن أن طائرات حربية إسرائيلية حلقت قرب الطائرة الإيرانية ومنعتها من الهبوط .
قضية قديمة جديدة عادت تطفو على سطح الأحداث عنوانها محاولة "حزب الله" التصرف كان شيئاً لم يكن وكأن ليست هناك حرب اندلعت وأدت إلى ما أدت إليه من خسائر هائلة ومن خلط للأوراق وقلب للمعادلات، ومن المؤشرات على العودة إلى هذا الأداء قضية الاعتداء على الزميل داوود رمال على يد عناصر من "حزب الله"، ويبدو أن هذه القضية تفاعلت قضائياً وعلى مستوى الرأي العام. الزميل رمال يتقدم اليوم في قصر العدل بشكوى قضائية أمام النيابة العامة التمييزية بحق الذين اعتدوا عليه، ومنهم حسين صباغ، العضو في "حزب الله" ومَن يُظهره التحقيق. "حزب الله" كان تبرّأ من مسؤوليته عن الاعتداء واعتبره عملاً فردياً، لكن في المقابل كان وعد بتسليمه أمس لكن لم يفِ بوعده.
ومن مظاهر العودة إلى مظاهر الاستفزاز وفائض القوة، ما أقدم عليه "الحزب" على امتداد طريق المطار حيث رفع صور قادته من الأمين العام لـ "حزب الله" السابق السيد حسن نصرالله إلى الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم إلى القادة الذين سقطوا في الحرب، وقد ترك هذا الأداء امتعاضاً لدى سالكي طريق المطار .
"الشرق الأوسط":
ما إن حدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برّي، التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، موعداً لانتخاب رئيس الجمهورية، حتى سرّعت الكتل النيابية والقوى السياسية المعارضة اتصالاتها ولقاءاتها؛ للتشاور بشأن الأسماء المطروحة والاتفاق على اسم المرشّح الذي تتقاطع حوله، وتكون قادرة على تسويقه مع الفريق الآخر، خصوصاً الثنائي الشيعي («حزب الله» و«حركة أمل») الذي كان له الدور الأساسي في تعطيل الانتخابات الرئاسية منذ نحو 25 شهراً حتى الآن.
ومع أن المهلة الفاصلة عن موعد الجلسة كافية لتتفق جميع الكتل النيابية أو أغلبها على مرشحٍ واحد، فإن هامش الاختيار لم يعد واسعاً كما كان في السابق، بفعل الاهتمام العربي والدولي بهذا الاستحقاق، الذي بحثه جان إيف لودريان، مبعوث الرئيس الفرنسي، مع القيادات اللبنانية في بيروت الأسبوع الماضي. وأعلن عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» النائب غياث يزبك أن «قوى المعارضة منكبّة على درس كلّ المعطيات الرئاسية؛ بما فيها الأسماء والمواءمة بين الأشخاص والمتطلبات الوطنية المنتظرة من الرئيس العتيد». واعترف يزبك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «هناك مراجعة فيما خصّ ترشيح المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور؛ بسبب المنحى العام المختلف حالياً، ولأن فريق الممانعة يعدّه مرشح تحدٍّ. من هنا بدأ البحث عن طروحات وأشخاص لا يشكلون تحدياً للآخرين، ويفترض بفريق الممانعة أيضاً أن يبحث عن اسم غير مستفزّ».
ورغم مضي أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي، فإن الأطراف؛ بما فيها نواب المعارضة، عادوا للحديث عن مواصفات الرئيس العتيد، ورأى النائب يزبك أن «المرحلة المقبلة تحتاج إلى رئيس ملّم بالاقتصاد، وقادر على القيام بالإصلاحات المطلوبة، ويحظى بثقة المؤسسات الدولية؛ بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وإذا اقتضت اللعبة السياسية البحث عن أسماء أخرى لا تشكل تحدياً لأحد، فلا مانع». وقال: «نمى إلينا أن مرجعية الممانعة (الثنائي الشيعي) بدأت تدرس التخلي عن ترشيح سليمان فرنجية، لذلك بات المسرح مفتوحاً على مقاربة ملفّ الرئاسة بصفته حاجة وطنية ودستورية»، مشيراً إلى أن «(القوات اللبنانية) وقوى المعارضة لا تسعى لملء موقع رئاسة الجمهورية بأي شخص، بل تريد رئيساً سيادياً إصلاحياً قادراً على النهوض بلبنان، وعلى معالجة الملفات السياسية والأمنية، وإعادة بناء الجسور مع الأشقاء العرب، بعد الإساءات التي صدرت بحقهم عن قوى الممانعة».
وبشأن ما إذا كان «القوات اللبنانية» استبعد ترشيح قائد الجيش، أكد يزبك أنه «في المسار السياسي القائم، لا يزال اسم قائد الجيش مطروحاً بقوّة، وإذا حصل التقاطع على اسمه بالنظر إلى تجربته الناجحة على رأس المؤسسة العسكرية، فلا مانع لدينا مطلقاً».
وفي حين يحاذر نواب المعارضة الدخول في الأسماء تجنباً للإحراج، أو تحسباً من تبدّل يطرأ في الساعات الأخيرة، أعلن النائب المستقلّ ميشال ضاهر صراحةً أن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو قائد الجيش العماد جوزف عون. ورأى أن «انتخاب الرئيس لا يعني الاتفاق على أي شخصية تملأ الفراغ في (قصر بعبدا) وتسيطر عليها الطبقة السياسية، لتعود من جديد إلى نغمة المحاصصة والصفقات». وأكد ضاهر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «رجل الأمن يمكنه أن يضبط الاستقرار، وهذا الاستقرار يأتي بالاستثمارات للبنان. أما رجل الاقتصاد، فلا يستطيع أن يفرض الأمن».
الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية لن يكون بانتخاب الرئيس فقط، بل بالبرنامج الذي يحمله والقادر على تطبيقه مع الحكومة التي ستشكَّل، ويؤكد النائب ميشال ضاهر أنه «سيطالب بعد انتخاب الرئيس بإعطاء حكومة العهد الأولى صلاحيات استثنائية تتعلّق بالوضعين المالي والاقتصادي؛ لأن المجلس النيابي الحالي هو مجلس شعبوي فاشل بغالبيته، وغير قادر على الرقابة والمحاسبة، ولا يشرّع إلّا يما تقتضيه مصلحة منظومة السلطة الفاسدة».
وتتعامل الكتل النيابية مع جلسة التاسع من يناير المقبل على أنها ستشهد انتخاب الرئيس وإنهاء مرحلة الشغور، بالاستناد إلى إعلان برّي أنه سيدعو السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب لحضورها، ولفت عضو كتلة «تحالف التغيير» النائب ميشال الدويهي إلى أن «التحرّك الجدي والفاعل للمعارضة سينطلق مطلع هذا الأسبوع»، عادّاً أن «الاتصالات واللقاءات يجب ألّا تقتصر على نواب المعارضة فقط، بل كلّ الكتل النيابية؛ لرصد الملاحظات والتحفظات على الأسماء المطروحة». وأكد الدويهي لـ«الشرق الأوسط» أن «موعد انتخاب الرئيس يجب أن يكون مناسبة يتواضع فيها الجميع، خصوصاً (الثنائي الشيعي) لننتخب رئيساً سيادياً، ونبدأ مرحلة بناء الدولة». وقال: «حتى الآن لم تتخذ كتلة (تحالف التغيير) موقفاً نهائياً بشأن مرشحها المفضّل، لكنها متفقة على المجيء برئيس يعيد للدولة هيبتها، ويبدأ مرحلة بناء المؤسسات ومعالجة الأزمات، وليس رئيساً لإدارة الأزمة».
حتى الآن لم يحسم طرفا المعارضة والموالاة موقفيهما من إمكانية تخلّي كلّ منهما عن مرشحه، ففي حين لم يعلن «الثنائي الشيعي» تخلّيه عن ترشيح فرنجية، فقد عدّ النائب الدويهي أن «مرشّح المعارضة جهاد أزعور الذي نال 59 صوتاً في جلسة الانتخاب الأخيرة التي انعقدت في 14 حزيران (يونيو) 2023، قد تتقاطع على اسمه أغلب الكتل». وقال: «نتمنّى أن ننتخب رئيساً بأكثرية 86 صوتاً (أي ثلثي أعضاء البرلمان)، لكن إذا لم يتحقق ذلك، فيجب أن تعقد الجلسة بدورات متتالية حتى ننتخب رئيساً ولو بـ65 صوتاً»، مستبعداً أن تنتهي الجلسة دون رئيس؛ «لأن الضغط الدولي بات كبيراً، خصوصاً بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار». وختم الدويهي قائلاً: «لو اقتنع (الثنائي الشيعي) بعدم تعطيل الاستحقاق، لكنّا انتخبنا رئيساً صُنع في لبنان».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا