إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 03 24|09:06AM :نشر بتاريخ
"الجمهورية":
على المقلب السياسي مضت 6 أيام من مهلة من دون أن ترتسم في الأفق الداخلي حتى الآن، ملامح او شكل او مستوى أيّ حراك او حراكات في اتجاه وضع الملف الرئاسي على سكة الحسم، الذي يجعل من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من الشهر المقبل مثمرة بالفعل. واما على المقلب الميداني، فقد مضى الأسبوع الأوّل من هدنة الـ60 يوماً، وها هي هذه الهدنة، ومعها الاتفاق على وقف إطلاق يهتزان بشكل خطير يوم أمس، جراء الخروقات الاسرائيلية التي شملت المناطق الجنوبية وصولاً الى البقاع، وقابلها ردّ من قبل «حزب الله» باستهداف موقع الجيش الاسرائيلي في تلال كفر شوبا. توعّد بعده وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس بردّ قاسٍ. كذلك قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انّ إطلاق «حزب الله» النار على حبل دوف يشكّل انتهاكاً خطيراً لوقف اطلاق النار، وستردّ إسرائيل على ذلك بالقوة. ونحن مصممون على مواصلة تطبيق وقف اطلاق النار، والردّ على اي انتهاك من جانب «حزب الله» سواء أكان صغيراً او خطيراً». وواكبت ذلك سلسلة غارات جوية إسرائيلية استهدفت اكثر من منطقة، ما أرخى جواً من التوتر الشديد. فيما اعلن البنتاغون انّ اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل صامد رغم الحوادث.
الخروقات
على المقلب الأمني، تتزايد الخروقات الاسرائيلية بشكل مكثف لاتفاق وقف إطلاق النار، وتأخذ اشكالاً مختلفة عبر التحليق المتواصل للطيران الحربي والمسيّر في الأجواء الجنوبية وصولاً بشكل مكثف إلى الضاحية والعاصمة بيروت، وكذلك عبر التهديم المتواصل للمنازل ودور العبادة في البلدات، والتوغلات إلى داخل العديد من القرى التي لم يتمكن من التوغل اليها خلال المواجهات مع «حزب الله»، ولاسيما في ميس الجبل ومركبا والخيام، والتهديدات لأهالي البلدات الحدودية بعدم العودة اليها، وايضاً عبر القصف المدفعي للعديد من البلدات والغارات الجوية التي طالت في الايام الأخيرة منطقة صيدا، وكذلك استهدافات الطيران المسيّر، ما أدّى الى استشهاد عريف في أمن الدولة في النبطية، واستشهاد مواطن على مقربة من محطة تحويل الكهرباء في مرجعيون، اضافة إلى اصابة عدد من المواطنين بينهم جندي في الجيش اللبناني، باستهداف جرافة كانت تعمل بالقرب من مركز الجيش في بلدة حوش السيد علي في الهرمل.
وتفاقم الوضع بشكل خطير جداً في فترة بعد الظهر، حيث كثف الجيش الإسرائيلي من اعتداءاته بغارات جوية استهدفت مجرى نهر الليطاني في برغز والسريرة قضاء جزين وبلدة مارون الراس، وقصف مدفعي طال راشيا الفخار وكفر كلا وبيت ليف، فيما ردّ «حزب الله» على هذه الاعتداءات باستهداف موقع اسرائيلي في تلال كفر شوبا، حيث اعلن الحزب في بيان أنّ المقاومة الاسلامية نفّذت امس الاثنين، رداً اولياً تحذيرياً، مستهدفة موقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة». واشار البيان إلى انّ الردّ جاء على إثر الخروقات المتكرّرة التي يبادر اليها العدو الاسرائيلي لاتفاق وقف الاعمال العدائية. وايضاً تّم تنفيذ هذه العملية بعد مراجعات عديدة للجهات المعنية لوقف هذه الخروقات. الّا انّها لم تفلح».
غارات
وفي فترة المساء كثف الجيش الإسرائيلي استهدافاته ونفذت الطائرات الحربية سلسلة من الغارات الجوية على مناطق واسعة، حيث شملت جبل صافي واللويزة ومليخ، بصليا، البريج في مرتفعات اقليم التفاح، بين حومين - دير الزهراني - عزة، حاريص، نبع الطاسة، محيط ارنون، اطراف برغز، اطراف دير سريان لجهة النهر ومرتفعات حلتا، كفرحمام، ويارون، طلوسة، عيناتا. فيما تعرضت للقصف المدفعي اطراف راشيا الفخار، اطراف شبعا، اطراف كفرشوبا، سهل الخيام.
وافيد أن الغارات المعادية أدت إلى وقوع العديد من الاصابات، وتحدثت معلومات عن شهداء في بلدة حاريص.
انتهاء الضربات
وفي وقت لاحق مساء امس، اعلن الجيش الاسرائيلي انتهاء الضربات الجوية على لبنان، مؤكدا الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار.
بري يستعجل اللجنة
إلى ذلك، ركّز الرئيس بري على الخروقات الاسرائيلية المتمادية، ودعا لجنة مراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار إلى القيام بمهامها.
وقال بري: «خلافاً لكل ما يُروّج له في وسائل الإعلام بأنّ ما تقوم به إسرائيل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار وكأنّه من ضمن بنود الإتفاق، فإنّ ما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة يُضاف اليها استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرّة عمق المناطق اللبنانية، وسقط خلالها شهداء وجرحى، وآخرها ما حصل اليوم (امس) في حوش السيد علي في الهرمل وجديدة مرجعيون، كل هذه الاعمال تمثل خرقاً فاضحاً لبنود إتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ اعلانه في تمام الساعه 4:00 فجراً بتاريخ 27 تشرين الثاني عام 2024 وأعلن لبنان إلتزامه به». وأضاف: «نسأل اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ هذا الإتفاق أين هي من هذه الخروقات والإنتهاكات المتواصلة، والتي تجاوزت 54 خرقاً، فيما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكل تام بما تعهدوا به».
وختم بري: «انّ اللجنة المولجة بمراقبة تنفيذ الاتفاق مدعوة الى مباشرة مهامها بشكل عاجل، وإلزام اسرائيل بوقف إنتهاكاتها وانسحابها من الاراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر».
واستقبل بري قائد الجيش العماد جوزف عون في عين التينة، وجرى عرض لمستجدات الوضع جنوباً، إضافة إلى الخطوات التي ينوي الجيش القيام بها في القريب العاجل في ما خص مهمّته الموكلة بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار.
جيفيرز في السرايا
كل الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية طُرحت للنقاش، خلال استقبال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي (الذي يرأس اليوم جلسة لمجلس الوزراء)، لرئيس اللجنة الخماسية المشرفة على آلية تنفيذ وقف الاعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفيرز، في حضور السفيرة الاميركية ليز جونسون. واكّد ميقاتي «ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الأمنية وانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة». وأفيد أمس، بأنّ اللجنة الخماسية ستعقد اول اجتماعاتها اواسط الاسبوع الجاري.
إسرائيل تتنصل
وفي وقاحة غير مسبوقة، تنصلت اسرائيل من مسؤوليتها عن الخروقات، وقال وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر: «نسمع ادعاءات بأنّ إسرائيل تنتهك اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان والعكس هو الصحيح. وقد جاء كلام الوزير الاسرائيلي في الوقت الذي اعترف فيه الجيش الإسرائيلي بالإغارة على ما سمّاها اعمالاً تجري قرب بنى تحتية لـ«حزب الله» في البقاع».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري لـ«سكاي نيوز» إنّ اسرائيل ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. مشيرًا الى أنّ مهلة الـ 60 يوماً هي مرحلة تدريجية للتأكّد من زوال تهديد «حزب الله». أضاف: «إن ما يهمّ اسرائيل هو التأكيد على أمن إسرائيل وعدم تعرّضها لأي تهديد. وعلى الشعب اللبناني التأكّد من خلو المناطق الحدودية مع إسرائيل من السلاح الذي يهدّد أمن إسرائيل». لافتاً إلى أنّ «من مصلحة الحكومة اللبنانية عدم السماح بأي تهديد من قبل «حزب الله» لأمن إسرائيل».
وزير فرنسي في بيروت
وأفيد في هذا السياق، بأنّ واشنطن وباريس دعتا اسرائيل إلى وقف هذه الخروقات. فيما راجت معلومات عن زيارة لوزير الدفاع الفرنسي الى بيروت خلال الساعات المقبلة، مرتبطة باتفاق وقف اطلاق النار وبالبحث في تطبيق القرار 1701 وعمل اللجنة الخماسية.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» انّ الولايات المتحدة الاميركية حذّرت اسرائيل من انتهاكها وقف اطلاق النار في لبنان، ابرزها عودة المسيّرات لسماء بيروت.
وفي معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين نقل رسائل مباشرة بهذا المعنى إلى المسؤولين الاسرائيليين. كما أنّ تواصلاً جرى بينه وبين جهات لبنانية معنية بالاتفاق، وقد نقلت إليه كلاماً تحذيرياً بأنّ «اسرائيل تحاول ان تخلق واقعاً يُنذر بمخاطر وانفراط الاتفاق من أساسه».
تقييم تشاؤمي
إلى ذلك، قدّم مصدر سياسي رفيع تقييماً تشاؤمياً للوضع السائد في المنطقة الجنوبية، بعد الاعلان عن الاتفاق على وقف اطلاق النار. وقال لـ«الجمهورية» انّ «قلقاً كبيراً يساوره من ان تؤدي الخروقات الاسرائيلية الى انهيار وقف اطلاق النار». ولفت المصدر الى «أننا حتى الآن، لم نبلغ مرحلة يغلب فيها التفاؤل بل العكس. فنحن الآن في ما يشبه هدنة من طرف واحد، حيث انّ لبنان ملتزم كلياً بالاتفاق، و»حزب الله» لم تبدر عنه أي خطوة معاكسة لالتزامه بما تمّ الاتفاق عليه. فيما إسرائيل ممعنة بخروقات وتجريف وانتهاكات بلا ضوابط او قيود. والراعيان الاميركي والفرنسي لهذا الاتفاق على بينة كاملة من حقيقة ما يجري». ولفت إلى «اننا نعول على وعود اميركية بكبح تلك الخروقات»، محذّراً من انّه «ما لم تُمارس على اسرائيل ضغوط حقيقية وخصوصاً من الجانب الاميركي، تُلزمها بالالتزام بالاتفاق، فلا اعتقد أنّ الاتفاق سيصمد طويلاً، وانتكاسته احتمال قائم بقوة».
المهلة الرئاسية
رئاسياً، ومع دخول العداد التنازلي لجلسة الانتخاب المحدّدة في 9 كانون الثاني المقبل، باتت الكرة في ملعب الأطراف الداخلية. الرئيس بري يعتبر الفترة الفاصلة عن تلك الجلسة اكثر من كافية لبناء للتفاهم على ولادة رئيس للبنان في 9 كانون الثاني.
ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ بري، وبعد تحديده موعد «الجلسة المثمرة» لم يحدّد حتى الآن الخطوة التالية التي سيقوم بها، او ماهية الحراك الذي سيقوم به في اتجاه إنضاج التفاهم المرجو على مرشح او اثنين او اكثر، بالتوازي مع تفاهم يسبقه على قاعدة التزام سياسي بتوفير نصاب الثلثين لتلك الجلسة انعقاداً وانتخاباً. وهو في هذا الوقت ينتظر ان تتبلور توجّهات الكتل النيابيّة والسياسية ومدى استعداداتها لإتمام الانتخابات الرئاسية ليُبنى على الشيء مقتضاه».
وفي هذا الإطار اكتفى بري بالقول لـ«الجمهورية»: «الامر الطبيعي قبل الجلسة المحدّدة هو ان يحصل حراك ما للوصول الى قواسم مشتركة، ولكن المهمّ بالدرجة الاولى هو ان يكون هناك استعداد لدى كلّ الفرقاء للتشارك في إتمام الاستحقاق الرئاسي».
الوقت يضغط
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو انّه على الرغم من ضغط الوقت، حيث أنّه لكلّ يوم ثمنه المحسوب، فإنّ حالاً من الجمود مطبقٌ على حركة الاتصالات والمشاورات. وعلى ما يقول احد المعنيين بحركة الاتصالات الرئاسية «ما حدا عم يحكي مع حدا». حيث انّ لغة الكلام ما زالت معطة حتى الآن بين الاطراف، إذ هي محصورة فقط في داخل الكتل النيابية والاطراف السياسية، أو بحدّها الأقصى مشاورات جانبيّة بين بعض المكونات النيابية، ولا سيما في جانب مكونات المعارضة، حول خياراتها مع إبقاء خيار جهاد ازعور قائماً، وكيفية التعامل مع الجلسة الانتخابية، مع تساؤلات استفسارية متداولة في اوساط نواب مصنّفين تغييريين، عمّا دفع بري إلى تحديد الجلسة وعلى اي أساس ارتكز في وصفه الجلسة بالمثمرة».
وفيما أُثيرت في بعض الاوساط السياسية احتمال قيام اللجنة الخماسية بحراك معين خلال هذه الفترة، أكّدت مصادر ديبلوماسية معنية باللجنة لـ«الجمهورية» انّ مهمّة اللجنة باتت بحكم المنتهية بعد تحديد موعد لانعقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لكن هذا لا يعني انّ سفراءها مجتمعين او كل على حدّة، سينكفئون عن تقديم ما أمكن من مساعدة للبنانيين لتحقيق اكبر قدر من التوافق في ما بينهم على اختيار رئيسهم».
واستفسرت «الجمهورية» من أحد سفراء اللجنة، فلم يؤكّد احتمالية حراك متجدد لها خلال هذه الفترة، وفضّل عدم الغوص في أي تفصيل في هذه الفترة، واكتفى بالقول: «اننا نتابع ما يجري، ونأمل أن تبرز معطيات مشجعة في الايام المقبلة، ونعتقد أنّ دعوة رئيس البرلمان الى جلسة لانتخاب رئيس لبنان، خطوة مهمّة جداً في رأينا، ونأمل أن يتحقق المرجو منها».
"الأخبار":
قبل اكتمال عقد لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية وتفعيل آلية الرقابة في الجنوب، نفّذ حزب الله «رداً دفاعياً أولياً تحذيرياً على الخروقات المتكررة التي يُبادر إليها العدو الإسرائيلي»، بعد إخفاق المراجعات للجهات المعنية في وقف هذه الخروقات، كما أعلن الحزب في بيان أمس.
وفي وقت تحاول فيه تل أبيب فرض معادلتها التي اختصرها وزير المال في حكومة العدو بتسلئيل سموتريش بعبارة «لن ننتظر أي آلية وسنواصل العمل لإحباط أي تهديد أو محاولة من حزب الله لاستعادة قدراته»، جاء ردّ المقاومة لتأكيد أنها قادرة على فرض معادلاتها ولن تقِف مكتوفة اليدين أمام الخروقات ولن تسمح للعدو الإسرائيلي برسم أي خطوط حمر جنوباً والاحتفاظ بهامش مناورة هجومي بناءً على اتفاق جانبي مع واشنطن. ووصفت المقاومة الرد بأنه «أولي وتحذيري» لتأكيد أنها أعطت ولا تزال الفرصة للجيش اللبناني ولجنة الإشراف للقيام بالدور المطلوب منهما بتنظيم الوضع في الجنوب وفقَ ما نصّ عليه الاتفاق. ولكن، بما أن إسرائيل تريد استغلال مهلة الـ 60 يوماً لتكريس معادلات أمر واقع وإعاقة خطة انتشار الجيش، فإنها على استعداد للتدخل مجدداً وفق ما نصّ عليه القرار بحق الطرفين في الدفاع عن النفس في حال التعرّض لاعتداء.
وقالت مصادر بارزة إن «هدف العملية هو لجم الجيش الإسرائيلي عن مواصلة خروقاته، لذلك نفّذتها المقاومة في مزارع شبعا». واعتبرت المصادر أن «حزب الله أراد إيصال رسالة إلى الوسطاء المعنيين، الأميركيين والفرنسيين، بضرورة تعجيل تفعيل عمل لجنة الرقابة والبدء بتنفيذ الآلية جنوباً تفادياً لسقوط الهدنة، ولعدم تفسير صمت الحزب في غير إطاره الصحيح أو باعتباره عجزاً وضعفاً».
وعقب العملية، عاش الجنوب «بروفا» استئناف العدوان الإسرائيلي. وبخلاف الأيام الماضية، تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية جواً بغارات متنقلة من الطيران والمُسيّرات من الجنوب وصولاً إلى الهرمل. وبلغت ذروتها ليلاً بعد إعلان جيش العدو البدء بـ«تنفيذ هجمات ضد أهداف»، وشنّ سلسلة غارات استهدفت مناطق مفتوحة في حلتا وكفرحمام وإقليم التفاح وجبل الريحان والمحمودية ووادي برغز وأرنون ويحمر الشقيف وزوطر الشرقية وياطر ويارون وحاريص حيث أفيد عن سقوط 9 شهداء في غارة استهدفت منزلين. كذلك استشهد عنصر في أمن الدولة جراء استهداف دراجته النارية في جديدة مرجعيون. ونفّذت مُسيّرة غارة على تجمع للمواطنين قرب بلدية عيناثا، ما أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح. وفي وقت لاحق، استشهد ثلاثة شبان من مجدل سلم، بينهم مسعف في كشافة الرسالة الإسلامية، جراء غارة استهدفتهم في طلوسة خلال قيامهم برفع الركام. وبالتزامن، سُجّل قصف مدفعي على طول الحدود الجنوبية من كفرشوبا وشبعا والخيام إلى ميس الجبل وعيترون وبنت جبيل ويارون ومارون الرأس وبيت ليف، إضافة إلى عمليات توغل في أحياء لم يتمكن العدو من السيطرة عليها خلال مواجهاته مع المقاومة، في ميس الجبل وعيترون وشانوح في خراج كفرشوبا والخيام.
وليلاً زعم المتحدث باسم جيش العدو أنه «هاجم مسلحين وعشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية التابعة لحزب الله في أنحاء لبنان»، واعتبر أن «إطلاق القذائف الصاروخية نحو إسرائيل يشكل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». لكنه أكّد أن «إسرائيل تبقى ملتزمة بالتفاهمات التي أُبرمت بخصوص وقف إطلاق النار في لبنان».
وكانت الخروقات الإسرائيلية عزّزت مخاوف جهات داخلية وخارجية من سقوط «الهدنة» ما استدعى في اليومين الماضييْن اتصالات مكثّفة تولاها الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون مع الفرنسيين والأميركيين واليونيفل. وكانَ هذا الموضوع محور لقاء بري وعون في عين التينة أمس، إذ «شرح عون الواقع في الجنوب وصعوبة البدء بتنفيذ خطة الانتشار بسبب الخروقات الإسرائيلية، خصوصاً أن العدو لم يعط فرصة لتراجع حزب الله إلى شمال الليطاني ولا يسمح في الوقت نفسه للجيش بالقيام بدوره». وبحسب مصادر مطّلعة «أطلع عون بري على التعديلات التي طاولت خطة انتشار الجيش وأسباب عدم الإفصاح عنها أمام الوزراء كي لا يجري تسريبها»، كما تناول «الاجتماع الذي عُقِد بينه وبين الممثل الأميركي في اللجنة الجنرال جاسبر جيفرز وتعهد الأخير بالتواصل مع الإسرائيليين لمعالجة الخروقات»، وطلب عون «تكثيف الاتصالات مع الجهات الفاعلة لضبط الوضع». وعلمت «الأخبار» أن «عون تواصل مع الأميركيين ومع السفير الفرنسي في بيروت وحمّله رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤكد فيها أن إسرائيل تسعى إلى تفجير الوضع مشدداً على ضرورة الضغط عليها كي يبدأ الجيش بممارسة دوره». فيما استغربت مصادر مطّلعة «عدم وصول العضو الفرنسي في اللجنة حتى الآن»، علماً أن معلومات تحدثت عن وصوله إلى بيروت غداً.
وفي هذا الإطار، أتى أيضاً اجتماع جيفرز بالرئيس ميقاتي أمس، فيما أعلن مكتب بري في بيان أن رئيس المجلس «طلب من لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية».
رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، من جهته، وصف رد المقاومة بأنه «خرق خطير وسنرد بقوة وأننا مصممون على مواصلة فرض وقف إطلاق النار»، فيما اعتبر البنتاغون أن «قرار وقف إطلاق النار لا يزال صامداً»، وأشار البيت الأبيض إلى أن «آلية المراقبة تؤدي مهامها رغمَ وجود ضربات متقطعة».
وفي هذا السياق، لا يزال لبنان ينتظر البدء بعمل لجنة المراقبة الخماسية مع الزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو إلى بيروت في الساعات المقبلة للبحث في تطبيق قرار وقف إطلاق النار، وتتزامن زيارة وزير الدفاع الفرنسي للبنان، مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية، حيث سيبحث في ما يمكن أن تقدّمه فرنسا في إطار برنامج التعاون العسكري للمرحلة المقبلة. ومن المرتقب أن يزور وزير الدفاع الفرنسي كلاً من بري وميقاتي، ووزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش، وأن يتفقد قيادة قوات «اليونيفل» ومقر قيادة القوة الفرنسية في الجنوب.
"النهار":
بدا اتفاق وقف النار مهدداً للمرة الأولى جدياً بالانهيار في الساعات الأخيرة، الأمر الذي دفع لبنان الرسمي إلى الاندفاع في حملة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة إستباقاً لنشر الجيش اللبناني على كامل الخط الحدودي جنوباً، فشرع في إطلاق حملة ضغوط ومطالب كثيفة لا سيما من الدولتين الراعيتين للاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، لحمل إسرائيل على التزام تعهداتها من الاتفاق.
وأكدت مصادر معنية بالاتصالات التي يجريها الجانب اللبناني الرسمي أن الخشية من انهيار وقف النار بلغت اصداؤها الدول المعنية خصوصاً وأن تبادل العمليات الحربية تجدّد للمرة الأولى بعد وقف النار عندما قصف “حزب الله” مساء أمس مواقع إسرائيلية في تلال كفرشوبا وردّت إسرائيل بغارات جديدة. وقد صعدت فرنسا ضغوطها واتصالاتها لا سيما مع إسرائيل للجم أي تفلت تصعيدي من شأنه أن يدفع الهدنة الهشة إلى الانهيار، علماً أن هذه الاتصالات كانت أفضت قبل تدهور الوضع مساءً إلى انطباعات تستبعد اشتعال الحرب مجدداً ولو أن إسرائيل تذهب بعيداً في “قراءتها” الخاصة لاتفاق وقف النار لجهة توظيف المرحلة الانتقالية في مزيد من المطاردات لـ”حزب الله”.
وتوقعت المصادر استناداً إلى ما تبلغه كل من رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي ومجلس النواب نبيه بري من قائد الجيش العماد جوزف عون كما من الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز أن تبدأ لجنة مراقبة اتفاق وقف النار عملها في الساعات المقبلة إيذاناً بتنفيذ بند أساسي لبسط الرقابة على الإجراءات الآيلة إلى إعادة تثبيت وقف النار، كما أن الجيش اللبناني سيكمل استعداداته لنشر ستة الاف جندي دفعة واحدة على امتداد الحدود بين لبنان وإسرائيل.
المناخ الضاغط لمنع انهيار وقف النار برز مع إبلاغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بضرورة التزام كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وفق ما أعلنت أمس وزارة الخارجية الفرنسية. وأوضحت أن بارو أكد لساعر في اتصال هاتفي “الحاجة ليحترم كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان”.
ولكن واشنطن قللت خطورة الانتهاكات إذ اعتبر البيت الابيض أن آلية مراقبة وقف النار في لبنان تؤدي مهماتها رغم وجود ضربات متقطعة.
لبنان واسرائيل
والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمرة الأولى الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون. وأكد رئيس الحكومة “ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الأمنية وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة”.
بدوره، أوضح الرئيس نبيه بري الذي اطلع من العماد جوزف عون على استعدادات الجيش للانتشار في الجنوب “أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، يضاف إليها إستمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات إستهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية وسقط خلالها شهداء وجرحى وآخرها ما حصل اليوم (أمس) في حوش السيد علي في الهرمل وجديدة مرجعيون، كل هذه الاعمال تمثل خرقاً فاضحاً لبنود إتفاق وقف إطلاق النار”. وأضاف: “نسأل اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق أين هي من هذه الخروقات والانتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقاً فيما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكل تام بما تعهدوا به”.
وردت إسرائيل بلسان وزير الخارجية جدعون ساعر، فقال: “نسمع ادّعاءات أن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار مع لبنان والعكس هو صحيح”، مؤكداً “أننا نعمل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق عبر الرد الفوري على انتهاكات حزب الله”. وأضاف، “ان على عناصر حزب الله عدم الوجود في جنوب الليطاني وعليهم الانتقال شمالاً على الفور”.
كما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري التزام اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، معتبراً “أنّ مهلة الـ60 يوماً هي مرحلة تدريجية للتأكد من زوال تهديد “حزب الله”. وقال: “على الشعب اللبناني التأكد من خلو المناطق الحدودية مع إسرائيل من السلاح الذي يهدّد أمن إسرائيل”. وليلاً أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أن اطلاق “حزب الله” الصواريخ على جبل الروس خرق خطير لوقف النار وإسرائيل سترد على ذلك بقوة”.
وكانت الانتهاكات لوقف النار تكثفت، فأغارت مسيّرة إسرائيلية على دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء مرجعيون متسببة بسقوط قتيل. وأعلنت المديرية العامة لامن الدولة أن طائرة مسيّرة اسرائيليّة استهدفت أحد عناصر أمن الدولة العريف مهدي خريس من مديريّة النبطيّة الإقليميّة بصـاروخ موجّه، أثناء أدائه لواجبه الوطنيّ، ما أدّى إلى استشهاده. كما أغارت مسيّرة إسرائيلية على بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل.
وفي أخطر تطور ميداني، أعلن مساء أمس الجيش الإسرائيلي ووسائل إعلام إسرائيلية أن “حزب الله” اطلق قذيفتين صاروخيتين نحو منطقة جبل روس (هاردوف) سقطتا في منطقة مفتوحة في مزارع شبعا للمرة الأولى منذ وقف النار. ولاحقاً أصدر “حزب الله” بياناً أكد فيه للمرة الأولى أنه “نفّذ رداً دفاعياً أوليا تحذيرياً مستهدفاً موقع رويسات العلم”، وبرر ذلك بالخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف الاعمال العدائية وعدم نجاح المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات وختم بعبارة “وقد أعذر من أنذر”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن ردّ إسرائيل سيكون قاسياً. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة طلوسة في مرجعيون أدت الى سقوط إصابات كما على محيط يارون.
المعارضة في معراب
بالعودة إلى المشهد السياسي الداخلي وبعد انقطاع عن الاجتماع لمدة قاربت الشهرين، يعقد نواب المعارضة الـ31 اجتماعاً اليوم في مقر حزب “القوات اللبنانية” في معراب إيذانا ببدء التنسيق حيال استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية.
وعلمت “النهار” أن الاجتماع يأتي لترطيب الأجواء بعد آخر لقاء في معراب وما تبعه من فتور في العلاقة من جهة “القوات” تجاه من لم يشارك أو كان تمثيله ضعيفاً في اللقاء.
وفي المعلومات أيضاً أنه بالإضافة إلى مناقشة ملف رئاسة الجمهورية بشكل جدي سيطرح المجتمعون عقد لقاء وطني جامع لمؤازرة المرحلة المصيرية، على أن يكون اللقاء في مكان محايد يمثل صورة المعارضة المتنوعة ولا يحصرها بفريق واحد.
"الديار":
وفي اليوم السادس، وبعد اكثر من 60 خرقا لوقف النار من قبل العدو، خرجت المقاومة عن صمتها بالقول والفعل، مذكرة جيش الاحتلال بان الاتفاق ليس من طرف واحد، وبان خرقه على نحو فاضح امام عجز او تواطؤ الدول الضامنة للاتفاق، لن يمر دون رد، لكنه سيكون متدرجا، ومتناسبا لوقف «اللعبة الخطرة» التي تمارسها حكومة العدو، باعتراف واقرار الادارة الاميركية. ولهذا كان استهداف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا ردا اوليا، تحت عنوان «ان عدتم عدنا»، وقد «اعذر من انذر»، لكن هذه المعادلة تأتي ضمن اطار واضح لحماية اتفاق وقف النار من الانهيار وليس الخروج من الاتفاق، الذي تحاول «اسرائيل» تعديله عمليا.
ويمكن القول ان الاتفاق اهتز بقوة بالامس، لكنه لم يقع، ولكنه قد يقع، بعدما رفعت قوات الاحتلال من حجم اعتداءاتها. وفيما توسعت الغارات ليلا وشملت مناطق حرجية في الجنوب، كما وحلقت «المسيرات» مجددا في اجواء الضاحية وبيروت. وسبق ذلك اشاعة اجواء الحرب من جديد، بعد ان اعلنت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن التقييمات في النظام الأمني، ترجح ان تكون هناك عدة أيام أخرى من المعركة في الشمال، ويجب أن تكون الجبهة الداخلية مستعدة لذلك، وقالت «لقد حذرنا مسبقا من أننا قد نعود إلى أيام المعركة». لكن نتانياهو اكد التمسك بالاتفاق، فيما حذرت الخارجية الفرنسية من امكان انهياره، بينما اكد البيت الأبيض ان آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان تؤدي مهامها، رغم وجود ضربات متقطعة، وهو ما اكد عليه البنتاغون الذي اشار الى انه ليس لدى الاميركيين أي قوات على الأرض في لبنان، لمراقبة وقف إطلاق النار؟!
الاختبار الاخطر
هذا التصعيد، يضع اتفاق وقف النار امام اخطر اختبار منذ الاعلان عنه، والجميع الآن على «مفترق طرق»، اما يتم لجم «اسرائيل» من قبل الدول الراعية للاتفاق، او سوف ينهار وقف النار عمليا، لكن ما حصل يؤكد ان رد فعل المقاومة، اربك قيادة العدو السياسية والعسكرية، التي وجدت نفسها تحت ضغط المزايدات الداخلية، وبوقاحة منقطعة النظير قررت تنفيذ موجة من الاعتداءات على الاراضي اللبنانية، متهمة حزب الله بخرق الاتفاق، علما انها عمدت خلال الايام القليلة الماضية الى تطبيق منحرف لوقف النار، محاولة فرض قواعد اشتباك غير موجودة اصلا في النص، ما دفع المقاومة الى اتخاذ القرار المناسب في توقيت شديد الاهمية لمنع استباحة السيادة اللبنانية، وهي ابلغت من يعنيهم الامر انها معنية جدا بالحفاظ على التزاماتها في ما تم التفاهم عليه، الا انها لن تقف مكتوفة اليدين ازاء الصلافة «الاسرائيلية»، التي حولت الساحة اللبنانية الى جزء من المزايدات الداخلية، حيث يريد نتانياهو ارضاء المستوطنين الغاضبين عبر اراقة دماء اللبنانيين.
اتصالات لانقاذ الاتفاق
وقد تحركت الاتصالات الدولية لحصر الردود ضمن الدائرة الضيقة التي لا تسقط الاتفاق، وخرج البنتاغون للتأكيد ان الاتفاق صامد على الرغم من الخروقات. وقال في بيان انه على الرغم من حصول عدة حوادث، فان وقف النار بين «اسرائيل» وحزب الله ما يزال قائما.
في هذا الوقت، تحرك المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين واجرى مروحة اتصالات مع القيادة «الاسرائيلية»، فخرج نتانياهو بتصريح اكد فيه التصميم على تنفيذ وقف النار، دون ان يشرح كيفية ذلك؟! وقد طالبه هوكشتاين بضرورة احترام الاتفاق، وخصوصا وقف الغارات الجوية.
ونقل موقع «اكسيوس» عن مسؤولين اميركيين تأكيدهم ان المبعوث الاميركي اعرب لـ «اسرائيل» عن قلقه بشأن ضرباتها المستمرة في لبنان، وابلغها انه يتعين عليها افساح المجال لآلية مراقبة وقف النار. ونقل الموقع عن هوكشتاين قوله ان «اسرائيل» تطبق وقف النار بطريقة عدوانية جدا. وفي هذا السياق، اكد مسؤول اميركي ان ادارة بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف اطلاق النار الهش، لان «الاسرائيليين» يلعبون «لعبة خطرة».
تنسيق بين بري والمقاومة
وفي هذا السياق، اكدت مصادر مطلعة ان رد حزب الله جاء بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يشعر بريبة شديدة مما يحصل على الارض، وسط عدم جدية في لجمه من قبل واشنطن وباريس، ولذلك خرج عن صمته بالامس، محذرا من استمرار الرعونة «الاسرائيلية»، وقد ابلغته قيادة المقاومة انها متمسكة بالاتفاق لمنع عودة الحرب، لكنها ستقوم بواجباتها لردع العدو، ضمن هامش لا يمنح حكومة الاحتلال ذريعة للتصعيد. علما ان كل تحركات الضباط والجنود «الاسرائيليين» وآلياتهم الموجودة داخل الاراضي اللبنانية تحت «الرصد» نهارا وليلا، واستهدافها متاح ولا يحتاج الا الى قرار من قيادة حزب الله.
وقد اراد حزب الله ان يُفهم العدو ان ارادة القتال موجودة، وهو لا يمكن ان يسلم بقواعد الاشتباك الجديدة، ويد المقاومة غير مغلولة، ولن يمنح «اسرائيل» سلما ما لم تستطع ان تأخذه بالحرب، وهو جدد التأكيد ان «الكرة» الآن في «ملعب» لجنة التحقق من وقف النار التي عليها ان تباشر مهامها بشكل عاجل.
لماذا رد حزب الله؟
ولهذا جاء رد المقاومة دقيقا باستهداف موقع عسكري داخل الاراضي اللبنانية المحتلة، وجاء بعدما سقطت الحجج التي قدمها الجانب الاميركي في الايام القليلة الماضية، حين ادعى ان جيش الاحتلال مربك من عودة المهجرين الى قرى الحافة الامامية ، حيث يجب الا يكونوا هناك. لكن الاعتداءات توسعت لتشمل عمق الاراضي اللبنانية. كما ان جيش العدو عاد خلال الساعات الماضية الى اعادة تموضع داخل القرى التي انسحب من جزء منها، مع بدء وقف النار، وبدأ بتجريف وتفجير المنازل في كفركلا والخيام واطرف بلدة حلتا، ودخل الى احياء في مدينة الخيام لم يستطع دخولها خلال العدوان.
تساؤلات حول اللجنة!
واكدت تلك الاوساط، ان حزب الله منزعج جدا من تأخر انطلاق عمل اللجنة لاسباب مجهولة حتى الآن، وطالب بتسريع عملها، وقد اشار الى انه من غير المقبول ان تبقى حتى الآن في طور التاسيس، فالمندوب الفرنسي يفترض ان يصل في الساعات المقبلة، والمندوب الاميركي لا يقوم بواجباته، كما لم يحدد حتى الآن مركز لعقد اجتماعات اللجنة، ولم تحدد آلية عملها.
حزب الله ليس ضعيفاً
واراد حزب الله ابلاغ الجميع بان سكوته عن الخروقات لم يكن من موقع ضعف قطعيا، وانما من باب منح القوى الضامنة الوقت الكافي لوقف العدوان المتمادي، وقد وصلت الخروقات الى حد غير مقبول. ولهذا ابلغ الحزب من يعنيهم الامر، بانه لن يقبل ان تستمر الحرب من طرف واحد، بينما الطرف الآخر يلتزم بالاتفاق، وهو لن يسمح ابدا بان تفرض «اسرائيل» قواعد اشتباك جديدة من خارج النص المتفق عليه، اي لا يمكن ان تتحول الاختراقات الى عرف وروتين يومي.
الوقائع الميدانية
في الوقائع، وبعدما رفعت «إسرائيل» مستوى خروقاتها لاتفاق وقف النار، وبلغت أكثر من 60 انتهاكاً، قام حزب الله برد دفاعي تحذيري امس، مستهدفاً موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا. واكد حزب الله في بيان اصدره عقب العملية، انه «إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي، لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء نفاذه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات «الإسرائيلية» المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً ، مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو «الإسرائيلي» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. وقد أُعذِر من أَنذر.
الخروقات «الاسرائيلية»
وسبق رد حزب الله بلوغ الغارات «الإسرائيلية» العمق اللبناني، حيث استهدفت مسيّرة بثلاثة صواريخ بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل. وزعم الجيش «الإسرائيلي» مهاجمة آليات عسكرية تعمل قرب بنية تحتية عسكرية لحزب الله في البقاع. فيما أعلن الجيش اللبناني أن مسيّرة للعدو «الإسرائيلي» استهدفت جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي- الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة. كما استهدفت مسيّرة بصاروخ موجّه العريف مهدي خريس من جهاز أمن الدولة في مديرية النبطية الإقليمية، وقامت جرافات تابعة لجيش الاحتلال بجرف مسجد بلدة مارون الراس بالكامل، وهو مسجد يقع على تلة تشرف على مدينة بنت جبيل. وتقدمت قوات مشاة «اسرائيلية» ترافقها دبابات ميركافا إلى مزرعة «شانوح» في مرتفعات حلتا ، تحت غطاء ناري من الرشاشات والقنابل الدخانية، في عملية اقتحام لمنطقة لم تدخلها قوات العدو خلال المواجهات، وتقوم باحتلالها مستغلة وقف إطلاق النار.
توسع رقعة العدوان
ومساء، توسعت الخروقات «الاسرائيلية» وشن الطيران المعادي غارات على مارون الراس والنبطية والسريرة في جزين، وحانين والجبور في البقاع الغربي، وبسطرة وبرغز في قضاء حاصبيا وطلوسة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وجرح اثنين آخرين. كما شن الطيران غارات على مرتفعات سجد والريحان وجبل صافي، وخراج بلدة جباع، وفي منطقة حبوش والنبطية، واستهدفت احد المنازل في بلدة حاريص. واستهدفت الحدود اللبنانية – السورية في منطقة حوش السيد علي في الهرمل.
وقاحة وتصريحات مسعورة
وفي تصريحات «مسعورة» ووقحة سبق الاعتداءات سباق بين قيادات الاحتلال في التهديد والوعيد لحزب الله، وتوعد وزير الحرب «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس حزب الله برد قاس، ولفت رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو إلى أنه يتمسك بالاتفاق، لكنه اعتبر ان إطلاق حزب الله الصواريخ نحو «جبل الروس» خرق خطر لوقف إطلاق النار ، و «إسرائيل» سترد على ذلك بقوة.
بدوره قال وزير المال «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش ان على حزب الله أن يفهم أن المعادلة قد تغيرت، وأن ما كان فــي الماضي لن يتكرر، وعصر الاحتواء قد انتهى، مشدداً على انه علينا الرد على حزب الله بضربة قوية. أما العضو السابق في مجلس الحرب بيني غانتس فاعتبر «أننا أمام ساعة اختبار، واذا لم نرد بقوة على دولة لبنان فسنعود إلى زمن المعادلات».
بري والخروج عن «الصمت»
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد قال بعد اتصالات عقيمة مع الجهات المعنية في الخارج، انه «خلافاً لكل ما يروج له في وسائل الإعلام بان ما تقوم به «إسرائيل» منذ بدء نفاذ وقف إطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الاتفاق، إن ما تقوم به قوات الاحتلال «الإسرائيلي «من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، يضاف اليها استمرار الطلعات الجوية، وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية، وسقط خلالها شهداء وجرحى، كل هذه الاعمال تمثل خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار».
وأضاف: «نسأل اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق، أين هي من هذه الخروقات والانتهـاكات المتواصــلة فيما لبنان والمقاومة ملتزمان بشكل تام بما تعهدا به».
وختم بري «ان اللجنة المولجة بمراقبة تنفيذ الاتفاق مدعوة الى مباشرة مهامها بشكل عاجل، وإلزام «اسرائيل» بوقف انتهاكاتها وانسحابها من الاراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر».
ساعات وتكتمل جهوزية الجيش
وفي السياق، استقبل الرئيس بري في عين التينة قائد الجيش العماد جوزيف عون، وتابع معه الاوضاع الامنية واوضاع المؤسسة العسكرية، والمهام الموكلة للجيش اللبناني في المرحلة الراهنة. وعلم في هذا السياق، ان عون ابلغ بري ان الجيش اقترب من اكمال استعداداته للانتشار، وسيكون جاهزا خلال الساعات القليلة المقبلة، لكن على الدول الراعية ان تؤمن الاجواء الميدانية المناسبة لبدء الانتشار، لان الاعمال العدائية «الاسرائيلية» تضع عراقيل ميدانية خطرة.
ماذا يريد الاميركيون؟
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التقى الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في السراي، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. وتم البحث في مهمة «اللجنة الخماسية» المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار. وخلال الاجتماع اكد ميقاتي ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار، ومنع الخروقات الامنية، وانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة. وعلم في هذا السياق، ان جيفرز وعد بتكثيف اتصالاته وتفعيل عمل اللجنة خلال الايام القليلة المقبلة، فيما اكدت جونسون التزام واشنطن بتنفيذ بنود الاتفاق.
جنود الاحتلال لا يريدون القتال
وفي مقال يكشف حجم الانهاك الحاصل في جيش الاحتلال، نشرت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية « مقالا للواء «الإسرائيلي» المتقاعد إسحاق بريك يتحدث فيه عن الإرهاق الواضح في صفوف الجيش «الإسرائيلي»، إذ لم يعد الكثير من الجنود يرغبون في القتال. وقال بريك إن الجنود فقدوا الثقة في القيادة السياسية والعسكرية المتمثلة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.
لا رؤية استراتيجية
وانتقد بريك بشدة قيادة نتنياهو وهاليفي للحرب الحالية، معتبرا أنها تفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة. ودعا كليهما إلى الاستقالة الفورية، قائلا إن استمرارهما في المناصب يشكل خطرا على مستقبل «إسرائيل» وشعبها. كما أوضح أن هاليفي يتجنب التمسك بمواقفه من أجل إرضاء رؤسائه والحفاظ على منصبه.
اسوأ رئيس وزراء
كما أشار اللواء المتقاعد إلى أن نتنياهو يعد أسوأ رئيس وزراء حظيت به «إسرائيل» على الإطلاق، حيث أهمل تجهيز الدولة للحرب طوال سنوات حكمه، مما أدى إلى تدهور قــدرات الجيش «الإسرائيلي»، وتسبب بأكبر فشل أمني في تاريخ «إسرائيل» يوم 7 تشرين الأول 2023. وكشف العسكري المتقاعد عن تدهور كبير في أوضاع الجنود، حيــث يعاني الجيش من نقص حاد في عدد المقاتلين بسبب الإرهــاق وانعدام البدائل. وفي بعض الوحدات، انخفض عدد المقاتلين إلى «مستويات خطرة». كما أشار إلى انهيار الانضباط العسكري وغياب الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع.
"اللواء":
أول اختبار جدّي لاتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب لله وضع على الطاولة في وقت لم تنعقد بعد لجنة مراقبة الاتفاق الذي يتعرض باعتراف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والوسيط الاميركي هوكشتاين لخروقات اسرائيلية موصوفة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تعرض للإهتزاز قبل بلوغ أسبوع على التوصل إليه، لا يزال قيد الإختبار، وفي الوقت نفسه تبقى الاتصالات الأميركية قائمة لمنع عودة الأمور إلى الوراء.
ورأت المصادر أن هذه الاتصالات قد تكون ضاغطة من أجل المحافظة على هذا الاتفاق، في حين أن اللجنة التي تراقب تنفيذ الاتفاق تباشر مهامها مع اكتمال نصابها، في حين أن الموقف الرسمي اللبناني منصب على الإلتزام بالقرار ١٧٠١ ودعم الجيش ومناقشة توسع انتشاره على الحدود.
فبعد اسبوع على دخول الاتفاق حيّز التنفيذ (27/11/2024)، وبعد تمادي الانتهاكات المعادية، وفي ضوء حق الدفاع عن النفس، بعد سقوط شهداء وتهديم مبانٍ وتجريفها، واستمرار الطلعات الجوية فوق كل لبنان، وصولاً الى العاصمة، وفي منطقة تخضع للاحتلال، ولا يشملها القرار 1701، الذي اعلن حزب لله إلتزامه به، ردّت المقاومة الاسلامية على اثر الخروقات المتكررة، وبعد التزام اسبوع كامل بعدم الردّ، وبعد عدم جدوى المراجعات للجهات المعنية، نفذ حزب لله مساء امس الاثنين (3/12/2024) رداً دفاعياً اولياً تحذيرياً مستهدفاً موقع روسيات العلم التابع لجيش الاحتلال في تلال كفرشوبا المحتلة.
وسارعت تل ابيب الى ابلاغ واشنطن عن عزمها الرد على حزب لله، وتوعد رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو برد قوي، بعد تنفيذ حزب لله ضربة على موقع عسكري اسرائيلي محتل في مزارع شبعا.
لكنه، قال بالمقابل، عازمون على الاستمرار في تطبيق قرار وقف النار والرد على خروق حزب لله، سواءٌ أكانت كبيرة او صغيرة.
واعلنت هيئة البث الاسرائيلية ان وزير الدفاع كاتس صادق على خطط لشن هجمات واسعة النطاق على حزب لله.
ولم تستبعد هيئة البث احتمال دخول اسرائيل القتال لعدة ايام.
وأكد مسؤولون أميركيون أن «الإسرائيليين يمارسون لعبة خطيرة في لبنان قد تعيد اندلاع الحرب»، وحذّروا من «احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش».
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «الإسرائيليين يلعبون لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة، وإدارة بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان بعد تبادل إسرائيل وحزب لله إطلاق النار في الأيام الأخيرة».
وأضاف موقع «أكسيوس»: «إذا انهار وقف إطلاق النار، فقد توسِّع إسرائيل عمليتها البرية في جنوب لبنان، مما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب في المنطقة».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين الاثنين إن «الضربات المتفرقة في الأيام الأخيرة كانت متوقعة، وحدث انخفاض كبير في أعمال العنف، كما أن آلية المراقبة تعمل بكامل طاقتها.. بشكل عام فإن وقف إطلاق النار صامد».
وأعرب الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لاسرائيل عن قلقه بشأن ضرباتها المستمرة في لبنان، وابلغها انه يتعين عليها افساح المجال لآلية مراقبة وقف اطلاق النار.
وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية متابعة عن قرب لعمل لجنة الاشراف الخماسية على وقف اطلاق النار في الجنوب، «ان عضو اللجنة الضابط الفرنسي لم يتم تعيّنه بعد رسمياً لكن قد يتم تعيينه بين ساعة وساعة وسيصل الى بيروت هذا الاسبوع، بالتزامن مع او قبل زيارة وزيري الخارجية جان نويل بارو والدفاع سيباستيان لوكورنو الفرنسيين المقررة مبدئياً نهاية هذا الاسبوع، لمواكبة تطبيق قرار وقف اطلاق النار»، الذي تمادى العدو الاسرايلي في خرقه طيلة ستة ايام بلا وازع ما اضطر المقاومة الى تنفيذ ماوصفته «ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة».
وقالت المصادر لـ«اللواء»: ان اتصالات على أعلى مستوى تجريها فرنسا وبخاصة الرئيس إيمانويل ماكرون مع الجهات المعنية لا سيما الاميركية والاسرائيلية، بهدف وقف خروقات قوات الاحتلال لإتفاق وقف اطلاق النار. موضحة ان إلتزام العدو الصهيوني قد يتم بعد إنتهاء انتشار الجيش اللبناني في قرى الشريط الحدودي التي يتحرك بها جيش العدو بحرّية نظراً لإنعدام المرجعية القادرة على وقف الخروقات، طالما لم تباشر لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار عملها بعد بإنتظار إنضمام الضابط الفرنسي.
واوضحت ان فترة الستين يوماً التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار هي فترة لمعالجة الخروقات المتوقعة وليتم خلالها انتشار الجيش في قرى جنوب الليطاني كافة حتى الحدود مع فلسطين المحتلة.
وردا على سؤال عن سبل وقف الخروقات التي تتمادى بها اسرائيل خلال فترة الشهرين؟ قالت المصادر: ان هذا الامر تُسأل عنه الحكومة اللبنانية التي ابرمت الاتفاق، الذي لم يتضمن تفاصيل عن كيفية وقف الخروقات. مكررة انها قد تتوقف بعد انتهاء انتشار الجيش، وقالت: كلما اسرع الجيش بتنفيذ خطة الانتشار كلما ضاقت رقعة الخروقات.
لكن العدو الاسرائيلي لم يوفر الجيش من خروقاته، ما يؤكد حسب المصادر ذاتها ان الامور بحاجة الى حركة سريعة لا سيما من الجانب الاميركي.
وقد زار الجنرال جيفرز امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. وتم البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار. وفي خلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة «ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الامنية وانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة».
وفي السياق، ابلغت فرنسا كيان الاحتلال بوجوب التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وكشفت الخارجية الفرنسية، أن الوزير جان نويل بارو، أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الاسرائيلي جدعون ساعر»على ضرورة احترام جميع الأطراف لوقف إطلاق النار في لبنان». وذلك، بعد أن إنتهك العدو لإتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بـ54 خرقاً.
ورد وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر باستغراب يقلب الحقائق: نسمع ادعاءات بأن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان والعكس هو الصحيح!
ورأى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري «أنّ مهلة الـ 60 يوما هي مرحلة تدريجية للتأكد من زوال تهديد حزب لله».
بري يسأل عن دور اللجنة
وشدّد الرئيس نبيه بري الذي عرض للخروقات وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب مع العماد جوزاف عون، على ان ما تقوم به قوات الاحتلال من اعمال عدوانية تمثل خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف اطلاق النار، سواءٌ عبر تجريف المنازل في القرى الحدودية او عبر استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات في عمق المناطق اللبنانية، وسقوط شهداء، كما حصل في مرجعيون والهرمل.
ودعا بري اللجنة الفنية الى مباشرة عملها فوراً، وتساءل اين هي اللجنة بعدما تجاوز خرق الاتفاق 54 خرقاً اسرائيلياً، والمقاومة ملتزمة بعدم الرد؟
ورفض ان يكون ما تقوم به اسرائيل منذ بدء سريان وقف اطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الاتفاق.
والموضوع نفسه بحثه الرئيس نجيب ميقاتي مع الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز بعد ظهر امس في السرايا في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، وتم البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار.
وخلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الامنية وانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة.
وإجتمع رئيس الحكومة مع سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي خلال الاجتماع، جدد رئيس الحكومة شكر قطر على دعمها المستمر للبنان على الصعد كافة لا سيما في تجاوز تداعيات الحرب الاسرائيلية.
التوتير الإسرائيلي
وبعد ان اعادت الانتهاكات الاسرائيلية التوتير الى الاجواء، على وقع مزايدات داخل النظام الامني والسياسي في اسرائيل.
وتبارى نتنياهو ووزراؤه على التهديد والوعيد، ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان التقييمات في النظام الامني ان رد فعل اسرائيل على صواريخ حزب لله سيكون قاسياً.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: «إن حزب لله ارتكب خطأ فادحاً بإطلاق النار على إسرائيل ويجب علينا الرد بضربة قوية». كما قال الوزير السابق في حكومة الحرب رئيس حزب «المعسكر الرسمي» بيني غانتس: إذا لم نرد بقوة ضد الدولة اللبنانية فإننا سنعود إلى مرحلة المعادلات.
ورأى رئيس حزب العمل الإسرائيلي يائير غولان على انه «على الجيش الرد بقسوة على استفزازات حزب لله».
لكن مراسل إذاعة «الجيش الإسرائيلي» قال: أن الحزب اختار إطلاق النار على «جبل دوف» (مزارع شبعا) حيث لا يوجد سوى مواقع للجيش الإسرائيلي وهي منطقة متنازع عليها بالنسبة للبنانيين ولم يطلق النار على المستوطنات الإسرائيلية.
الا ان إذاعة الجيش قالت لاحقاً: ان الجيش يهاجم الآن (مساءً) أهدافا في جنوب لبنان بعد انتهاك وقف إطلاق النار! لكنها عادت ونقلت عن مسؤولين أمنيين قولهم: «إن الغارات التي نفذها الجيش في الساعة الأخيرة على جنوب لبنان ليست هي الرد على إطلاق حزب لله الصواريخ».
وكانت الخروقات المعادية استمرت في الجنوب وتحذير المواطنين الجنوبيين من الانتقال الى جنوب نهر الليطاني او العودة الى قرى الحد الامامي. وطالت العمق اللبناني، حيث أغارت مسيرة إسرائيلية بـ 3 صواريخ على مركز للجيش اللبناني في بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل.
وأعلن الجيش على منصة «إكس»: أن مسيّرة للعدو الإسرائيلي استهدفت جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي- الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة.
كما أقدمت طائرة مسيّرة تابعة للعدوّ الإسرائيليّ على استهداف أحد عناصر أمن الدولة العريف مهدي خريس من مديريّة النبطيّة الإقليميّة بصـاروخ موجّه، أثناء أدائه لواجبه الوطنيّ في بلدة مرجعيون ممّا أدّى إلى استشهاده.
كما توغلت قوة معادية راجلة معززة بعدد من الدبابات والجرافات والآليات باتجاه منطقة دوبيه غرب بلدة ميس الجبل لجهة بلدة شقرا. كذلك تقدمت قوات مشاة معادية ترافقها دبابات "ميركافا” الى مزرعة "شانوح” في مرتفعات حلتا، تحت غطاء ناري من الرشاشات والقنابل الدخانية، في عملية اقتحام لمنطقة لم تدخلها قوات العدو خلال المواجهات، وتقوم بإحتلالها مستغلة وقف اطلاق النار.
وعصرا ذكرت مصادر ميدانية أن أصوات الانفجارات التي تُسمع في المنطقة الحدودية، ناجمة عن نسف قوات الاحتلال إسرائيلية منذ الصباح مبانٍ ومنازل في كفركلا وميس الجبل. فيما قام العدو بأعمال تجريف في بلدة مارون الراس. اسفرت عن جرف مسجد بلدة مارون الراس بالكامل.
وكانت نتيجة الغارة ليلاً على بلدة طلوسة 3 شهداء وجريحان كما شن العدو غارة على بلدة ياطر، وكذلك على حاريص.
ولم يتأخر رد حزب لله مرة ثانية، اذ انطلقت صواريخ باتجاه سهل الحولة، ودوت صفارات الانذار في لهفوت هيشان بالجليل الاعلى.
كما شن العدو غارات على الريحان وسجد والقطراني وجباع وجبشيت والمنطقة الواقعة بين عين قانا وكفرفيلا، وبين اللويزة وجبل صافي ومليخ.
كما سجلت غارات اسرائيلية على حوش السيد علي على الحدود اللبنانية - السورية شمال الهرمل، وغارة على جرد وادي الزين في سلسلة جبال لبنان الغربية.
وسجلت حركة مسيرات ليلاً فوق بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض.
وتحدثت المعلومات عن شهداء في ياطر وحاريص.
"نداء الوطن":
انهمرت أمس الصواريخ الإسرائيلية في اليوم السابع لولادة اتفاق وقف النار. وغطت على مدى ساعات النهار والليل مساحات واسعة من الجنوب وصولاً إلى البقاع .وأرفقت إسرائيل غاراتها بتحليق المسيّرات في الأجواء اللبنانية وصولاً إلى بيروت. وتذرّعت إسرائيل لتصعيد عملياتها العسكرية بصاروخَين اطلقهما «حزب الله» في اتجاه مزارع شبعا كي تطلق العنان للآلة الحربية والمواقف السياسية المتشدّدة.
كيف يمكن حل لغز اليوم السابع الذي بدلاً من أن يشهد استراحة للميدان استعاد مجدداً كابوس الحرب الأخيرة؟
تجيب أوساط دبلوماسية قائلة إنه «في ظل ما تقوم به إسرائيل يظهر «حزب الله» في صورة الهزيمة. من هنا أتى إطلاقه الصواريخ مع يقينه بالرد الإسرائيلي. لكنه اعتبر إطلاقه الصاروخَين أمس أنه أقل كلفة عليه من اهتزاز المعنويات لو سلم بالأمر الواقع ، والذي تستند إليه إسرائيل على خلفية اتفاقها مع أميركا والذي حاول «الحزب» دفن رأسه بالرمال وإنكاره لوجود اتفاق الضمانات بين الدولتين».
وفي ضوء هذه التطورات، أكد مصدر أمني لـ»نداء الوطن» أن الوضع في الجنوب «ضبابي جداً وخطير، وكل شيء يحصل يدعو إلى القلق. ولا يملك أحد جواباً ما إذا كانت ستُجدد الحرب».
ولفت المصدر إلى «حركة النزوح الكثيفة الحاصلة جنوباً والتي لم تقتصر على منطقة جنوب الليطاني ما يذكّر بالأيام الأولى لاشتعال الجبهة، وهذه الحركة شملت معظم مناطق الجنوب، فالجنوبيون متخوفون جداً من اشتداد المعارك».
وأوضحت المصادر «أن ما يحصل يعطل خطط انتشار الجيش، حيث لم يفسح له المجال بعد لتطبيق الاتفاق، وبالتالي الوضع قد يتدحرج بسرعة ما لم يتم احترام ما تم الاتفاق عليه».
وأصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري بياناً فنّد فيه «كل ما يروّج له في وسائل الإعلام بأن ما تقوم به إسرائيل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الاتفاق». أضاف: «إن ما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة يضاف إليها استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية وسقط خلالها شهداء وجرحى وآخرها ما حصل اليوم (أمس) في حوش السيد علي في الهرمل وجديدة مرجعيون. كل هذه الأعمال تمثل خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وأعلن لبنان التزامه به». وسأل بري عن موقف اللجنة الفنية المكلفة مراقبة تنفيذ هذا الاتفاق، وطالبها بـ «مباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام اسرائيل بوقف انتهاكاتها وانسحابها من الأراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر».
بدوره، أعلن «حزب الله» في بيان أنه «على أثر الخروقات المتكرّرة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية (...) نفّذت المقاومة الإسلامية ردّاً دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفة موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة».
وفي أعقاب هجوم «حزب الله»، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إطلاق «الحزب» النار على موقع للجيش الإسرائيلي في مرتفعات كفرشوبا اللبنانية المحتلة يشكل «خرقاً خطيراً لوقف إطلاق النار»، مشدداً على أن إسرائيل «سترد بقوة على هذا الهجوم».
في واشنطن، أعربت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن قلقها من «احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والمتواصلة للاتفاق عبر استهداف ومهاجمة مواقع في لبنان»، وفقاً لما نقله موقع «أكسيوس» عن مسؤولين في البيت الأبيض.
وتعتقد الإدارة أن انهياره قد يدفع إسرائيل إلى توسيع عملياتها البرية في الجنوب اللبناني، ما يهدد بتصعيد الحرب في المنطقة.
وفي العلن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي إن الضربات «المتفرقة» التي حدثت في الأيام الماضية كانت متوقعة. وأضاف: «شهدنا انخفاضاً كبيراً في العنف. آلية المراقبة تعمل بشكل جيد، ووقف إطلاق النار ما زال قائماً بشكل عام».
رغم ذلك، أعربت الإدارة الأميركية سراً عن قلقها للجانب الإسرائيلي، حيث وصف مسؤول أميركي رفيع سلوك إسرائيل بأنه «لعبة خطيرة». وقال مسؤولون أميركيون إن المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، أعرب للإسرائيليين عن قلقه من الضربات المستمرة في لبنان.
وشدد هوكستين على ضرورة إتاحة المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار للعمل. فيما أقرّ مسؤول إسرائيلي بأن الوضع الحالي قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق، بحسب «أكسيوس»، واعتبر أن الرد سيكون مرتبطاً بتصرفات «حزب الله» المقبلة.
وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، نظيره الإسرائيلي، جدعون ساعر، بضرورة التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وفق ما أعلنت الوزارة الفرنسية.
سياسياً، يعقد نواب المعارضة اجتماعاً في مقر حزب «القوات اللبنانيّة» في معراب عند الساعة 12,30 من بعد ظهر اليوم للتباحث في التطورات وكل المسائل التي يشهدها لبنان.
وأبلغ مصدر مشارك في الاجتماع لـ»نداء الوطن» أن لجنة التنسيق المنبثقة من المعارضة «ستستأنف عملها بعد توقف بسبب الأوضاع السابقة. ويتضمن جدول الأعمال المرحلة الرئاسية ووضع آلية للتعامل مع التحديات والمخاوف ولتبادل المعلومات بين النواب المجتمعين وتقييمهم للوضع المقبل. وهذا الاجتماع هو للتشاور ، وإشارة واضحة إلى أن المعارضة موحدة وتعمل تحت سقف أن لا عودة إلى المرحلة السابقة في معالجة الأمور الوطنية، وكذلك للتداول بالأسماء التي تلبي شروط المرحلة المقبلة، من دون أن تتعرض هذه الأسماء للحرق أو الاستغلال، والهدف بعد الاجتماع التواصل مع بقية الكتل والقوى للوصول إلى أوسع إجماع تحت سقف دولة السيادة ونقل لبنان إلى مرحلة الاستقرار والازدهار».
في الرياض، بدأ أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى المملكة العربية السعودية والتي تستمر ثلاثة أيام، بهدف «تعزيز العلاقات مع المملكة والعمل معاً من أجل الاستقرار الإقليمي»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وبحسب المعلومات سيحضر الملف اللبناني على طاولة المحادثات.
"الأنباء" الالكترونية:
دخل اتفاق وقف إطلاق النار منعطفاً خطيراً نتيجة الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة على مدى الأيام الماضية. بدأها العدو الإسرائيلي برفضه الانسحاب من المواقع التي احتلّها ومنع سكان القرى الحدودية من العودة إلى قراهم، كما استمراره بمضايقة الأهالي وتفجير وجرف المنازل. وأما الخرق الأكبر كان أمس مع إعلانه تنفيذ هجمات ضد حزب الله، زاعماً أن ما يقوم به الحزب يهدد أمن إسرائيل، مستغلاً إطلاق صلية صواريخ من جنوب لبنان، متناسياً كل خروقاته الفاضحة منذ لحظة وقف إطلاق النار.
وكان أعلن حزب الله في بيان أنه بعد الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو ﻻتفاق وقف الأعمال العدائية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من الشهر الفائت نفذت المقاومة الإسلامية رداً دفاعياً، وذيّلته بعبارة "أُعذر مَن أنذر".
أين لجنة الإشراف؟
تزامناً، وكأن أجهزة الاستشعار المبكر لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري دفعته إلى الطلب من لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، وذلك نتيجة ارتفاع وتيرة الخروقات الإسرائيلية منذ اليوم الأول الذي تلا الإعلان عن الاتفاق، والتي تُوجت بسلسلة غارات جوية "على عينك يا تاجر" استهدفت القرى الجنوبية والبقاع وخرق لجدار الصوت فوق بيروت والجبل. غير أن مصادر سياسية رفيعة كشفت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن هذا التصعيد الذي أتى على خلفية إطلاق حزب الله صلية صواريخ باتجاه مزارع شبعا المحتلة، لم يكن مبرراً، إذ أن الحزب لم يخرق وقف إطلاق النار كما فعل العدو الإسرائيلي منذ بدء سريان الاتفاق، فصواريخ الحزب استهدفت أراضٍ لبنانية محتلة، ولا تقع ضمن نطاق القرار 1701، إنما الرد الإسرائيلي كان خرقاً إضافياً وانتقامياً واضحاً، لكن إعلانه عن توقف الغارات يأتي على الأرجح بسبب الضغوط الأميركية، التي تشدد على ضرورة الالتزام بالاتفاق وتوجهات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحروب والتوترات حول العالم وفي مقدمها الشرق الأوسط.
وتضيف المصادر أنه بمقدار ما سيلتزم "حزب الله" بعدم الرد على الغارات الاسرائيلية بقدر ما يمكن لاتفاق وقف النار أن يستمر للمدة المقررة له أي 55 يوماً إضافياً، وبالتالي ستكون لجنة الإشراف قد اكتمل تشكيلها وباشرت بتنفيذ المهمة الموكلة إليها في ظل تنفيذ الجيش اللبناني انتشاره في كامل منطقة جنوب الليطاني.
وختمت المصادر حديثها للأنباء بالتشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 لأنه المخرج الوحيد المتوفر بالنسبة للبنان، والذي يحظى بدعم أممي. هذا الدعم الذي قد يمارس ضغوطه أيضاً على إسرائيل للإلتزام به أيضاً وبغض النظر عن ورقة الضمانات الأميركية لإسرائيل.
عين التينة ترفع الصوت
من جهته، وبعد صمت لأيام بانتظار اكتمال تشكيل لجنة المراقبة ومباشرة مهامها، طالب الرئيس بري اللجنة المولجة مراقبة وقف إطلاق النار إلى مباشرة مهامها بشكل عادل، والتزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها وانسحابها من المواقع التي تحتلها قبل أي شيء آخر، معتبراً أن ما تقوم به قوات الاحتلال من أعمال عدوانية يشكل خرقاً فاضحاً لبنود وقف اطلاق النار.
مصادر كتلة التنمية والتحرير أشارت في اتصال مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنه من الضروري مطالبة العدو الإسرائيلي بوقف خروقاته وتسهيل عودة المواطنين الى قراهم بعيداً عن الاستفزاز التي يقوم بها.
واستبعدت المصادر أن تؤثر هذه الخروقات على اتفاق وقف إطلاق النار. ودعت هيئة الرقابة إلى أن تأخذ دورها وأن تضغط على إسرائيل لوقف هذه الخروقات.
وطالبت المصادر الولايات المتحدة الأميركية بصفتها راعية لهذا الاتفاق بممارسة نفوذها لإجبار إسرائيل على التقيّد بمضمون الاتفاق ووقف كل الخروقات.
المصادر توقعت أن تكون المدة الفاصلة عن موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كافية لانتاج وفاق بين معظم الكتل النيابية وأن يتم إنتخابه في الجلسة المقررة في التاسع من كانون الثاني.
ورأت المصادر أن بري كان واضحاً في كلامه لجهة تأمين النصاب وانتخاب الرئيس، وليس هناك من مبرر للتعطيل بعد ذلك التاريخ.
جلسة حاسمة
في هذه الأثناء، يستأثر الملف الرئاسي بحيّز مهم في محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يبدأ زيارة عمل إلى السعودية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لا سيما وأن انتخاب رئيس الجمهورية يأتي من ضمن تنفيذ القرار 1701 ومن غير المسموح تعطيله أو التراخي في حسمه.
وفيما أشارت مصادر مطلعة عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أنه كان يجب عقد جلسة وانتخاب رئيس مباشرة بعد سريان وقف النار، لكنها اعتبرت بأن خيار رئيس المجلس بإعطاء فرصة 40 يوماً للتشاور كان صائباً أولاً لتذليل الخلافات القائمة، والأهم إراحة النواب والسماح لهم بالتقاط أنفاسهم من الضغوطات التي عاشوها طوال فترة الحرب وتداعياتها واضطرار بعض النواب للسفر إلى الخارج بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
المصادر توقعت أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة لجهة انتخاب الرئيس، متوقعة انتخاب الرئيس قبل تسلّم الرئيس دونالد ترامب مهامه الدستورية في العشرين من كانون الثاني. لأن موفده إلى الشرق الأوسط مسعد بولس سيقوم بجولة إلى الشرق الأوسط بعد هذا التاريخ وسيبدأها من لبنان.
التطور الميداني في سوريا يقلق العالم
وعلى وقع الهدوء الحذر اللبناني، لا يزال الميدان السوري على اشتعاله بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته هيئة تحرير الشام وفصائل مسلّحة أخرى على مناطق واسعة من محافظة حلب، وريف إدلب وأجزاء من محافظة حماه والتي تثير قلق العالم أجمع إن لجهة توقيته أو لجهة القوى التي تقف وراءه وتدعمه عسكرياً ولوجستياً ومالياً. خاصة بعد اتساع رقعة المواجهات على الأرض وسيطرة الفصائل المسلحة على مطار النيرب واعلانها الاستيلاء على 10 طائرات حربية بعد الاشتباك مع الجيش السوري. وتأكيد المعارضة الاستيلاء على 25 بلدة في ريف إدلب وعدة مناطق في ريف حماه.
في هذا السياق، لم تخف مصادر قلقها من أن يكون لنظام الاسد يد في تطور هذه الأحداث كما حصل في العام 2013 لأن عدم مقاومة جيش النظام المهاجمين وانسحابه التكتيكي من أرض المعركة وإلصاق تهمة الإرهاب عليهم هو السيناريو نفسه الذي اعتمد مع بداية الأحداث السورية التي أدت إلى حذف الثورة عن مسارها تمهيداً للقضاء عليها. فيما البعض الآخر يتهم تركيا بتحريك الفصائل العسكرية ودعمهم بالمال والسماح والعتاد. ما يسمح بإقامة تكتل سني واسع بمواجهة المد الشيعي الممتد من إيران إلى العراق فسوريا ولبنان. وخلق نوع من التوازن في المنطقة التي تشهد تبدﻻً ملحوظاً.
المصادر لفتت الى الإتصال الذي جرى بين الرئيسين الايراني والروسي والإتفاق على دعم نظام الأسد وحمايته من السقوط. كما أشارت إلى عرض تقدمت به دولة الإمارات العربية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية يقضي برفع العقوبات عن سوريا إذا نأى الأسد بنفسه عن التحالف مع إيران وقطع إمداد حزب الله بالأسلحة.
هذا ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة لمناقشة الوضع العسكري في سوريا، في حين دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة غير بترسون الأطراف السورية الرئيسية إلى المشاركة في مفاوضات لإيجاد طريقة للخروج من الصراع والتركيز على الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2245 الصادر عام 2015.
"البناء":
بعدما أعلنت موسكو وطهران بلسان الرئيسين فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان التأييد الكامل لسورية في خطة استعادة سيادتها، وبعدما بدأت الاستعدادات المشتركة السرية مع روسيا وإيران وقوى المقاومة لهجوم عاكس يستعيد المناطق التي سيطرت عليها الجماعات الإرهابية بقيادة جبهة النصرة وبدعم تركي وقطري واضح، بدأت موسكو وطهران حراكاً سياسياً نحو أنقرة والدوحة على خلفية الموقف الحاسم المؤيد لموقف سورية، تحت سقف الدعوة لانسحاب الجماعات الإرهابية من المواقع التي احتلتها، ودعوة تركيا وقطر الى إعلان موقف واضح رافض لهذا العدوان الذي تعتبر موسكو أنه يهدّد بإطاحة مسار أستانة ومساعي الحل السياسي، بينما تصفه طهران بالالتفاف الأميركي الإسرائيلي على انتصارات محور المقاومة، لتوجيه ضربات بالنيابة عن كيان الاحتلال لقوى المقاومة عبر تهديد الدولة السورية واستقرارها وسيادتها، والسعي لقطع شريان التواصل عبر سورية بين قوى محور المقاومة.
في لبنان انشغال بالخروقات الإسرائيلية المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار، بعدما قام الجيش اللبناني بإعلان تسجيل 52 خرقاً تم إيداع تفاصيلها لدى ممثلي أميركا وفرنسا في لجنة الشكاوى التي ينص عليها الاتفاق لمعالجة الخروقات، وجاء الإعلان من عدة وكالات إعلامية عن رسائل تلقتها حكومة كيان الاحتلال من المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين كرئيس مدني للجنة، ومن وزارة الخارجية الفرنسية، تقول إن هذه الخروق المخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار باتت تهدد بسقوط الاتفاق، وتسأل ما اذا كانت حكومة الاحتلال مهتمة بتطبيق الاتفاق أم لا، وبعدما ردت المقاومة على الخروق بضربات تحذيرية لمواقع الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، قام جيش الاحتلال بشن عدة غارات جوية في مناطق مختلفة من البقاع والجنوب، ثم صدر عن وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر تأكيد التزام حكومة الاحتلال بالاتفاق.
مصادر متابعة للوضع المتوتر قالت إن محاولة الاحتلال بنقل صيغة المعركة بين حروب التي يطبقها على الوضع في سورية، لا يمكن التساهل مع جعلها نموذج تطبيق وقف إطلاق النار، بحيث يستمر الاحتلال باعتداءاته اليومية وتلتزم المقاومة بالامتناع عن الرد. وقالت المصادر إن هذه هي رسالة المقاومة عبر الرد التحذيري، والقول لحكومة الكيان إن عليها الاختيار بين العودة الكاملة للحرب أو الالتزام الكامل بالاتفاق، وإن المقاومة ملتزمة ومستعدة لأداء موجباتها اللاحقة إذا التزم الكيان وأدى موجباته وفي مقدمتها الانسحاب حتى الخط الأزرق بداية، بما في ذلك الانسحاب من الشق اللبناني من بلدة الغجر، ووقف الانتهاكات الجوية كعمل عدائي لا لبس فيه، وأن المقاومة لا تريد العودة للحرب، لكن المقاومة لن تمتنع عن الرد على أي اعتداء عندما تفشل الجهات المعنية بالاتفاق في تطبيقه، والمقاومة لم تلتزم بعدم الرد من قبل ضعفاً بل لإظهار حرصها على المضي قدماَ بتطبيق الاتفاق، والمسؤولية اليوم على عاتق رعاة الاتفاق في فرنسا واميركا، والخيار لحكومة الاحتلال بين العودة الى حرب لا يريدها أحد، وبين اتفاق يقول الجميع إنهم يرديونه.
رفعت «إسرائيل» مستوى خروقها لاتفاق وقف النار. ذلك أنها وفي خلال أيام نفذت 54 خرقاً فاضحاً، بحسب ما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبلغت أمس، العمق اللبناني بقاعاً، غير آبهة بالتحذيرات الفرنسية والأميركية من إمكان انهيار الاتفاق.
وأطلق جيش العدو الإسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه المنازل في بلدة الناقورة. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة عيناتا قرب مبنى البلدية. وأيضاً أغارت مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء مرجعيون متسببة بسقوط شهيد، وفق وزارة الصحة. وأفيد عن وقوع جريح جراء غارة إسرائيلية بصاروخ موجّه على عيناتا لناحية مثلث بنت جبيل – مارون الراس. وقالت المديرية العامة لأمن الدولة: فـي خرق فاضـح لاتفـاقيّة الهدنة، أقدمت طائرة مسيّرة تابعة للعدوّ الإسرائيليّ على استهداف أحد عناصر أمن الدولة العريف مهدي خريس من مديريّة النبطيّة الإقليميّة بصاروخ موجّه، أثناء أدائه واجبه الوطنيّ، ممّا أدّى إلى استشهاده. وقالت إن هـذا الاعتداء يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية، ويؤكد الطبيعة العدوانية للاحتلال الذي لا يلتزم بأي اتفاقيّات أو مواثيق دوليّة. وقال الجيش الإسرائيلي: نحن على علم بالتقارير عن إصابة جندي لبناني في إحدى الهجمات والحادث قيد التحقيق. وسجلت غارتان من الطيران المسيّر على بلدة عيترون. واستهدفت قذيفتا مدفعية بلدة بيت ليف. وأفيد عن توغل جديد لقوات العدو الإسرائيلي وآلياته ودباباته في محيط مستشفى ميس الجبل الحكومي شمالي البلدة في ما انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي وآلياته من منطقة دوبيه غربي البلدة، وذلك بعد توغلها في المنطقة وإجراء عملية تفتيش واسعة، وما تزال متمركزة على عدة تلال في بلدة ميس الجبل وتقوم بين الحين والآخر برمايات وتمشيط وإطلاق قذائف مدفعية. كما أغارت مسيرة إسرائيلية بـ 3 صواريخ على بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل.
وفي المقابل، أعلن حزب الله في بيان، بأنه على إثر الخروق المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروق لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية مساء اليوم الاثنين ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
ولاحقاً أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن “إسرائيل” أبلغت واشنطن نيتها تنفيذ سلسلة هجمات في لبنان رداً على إطلاق حزب الله صواريخ، ولفتت إلى أن وزير الحرب يسرائيل كاتس صادق على خطط لشنّ هجمات واسعة النطاق على حزب الله.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية بأن المؤسسة الأمنية تعتبر أن عدم الردّ بشدة وفوراً قد يضرّ بوقف إطلاق النار لسنوات، والمؤسسة الأمنية تأخذ بالاعتبار احتمال دخول “إسرائيل” القتال لعدة أيام.
وقال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “إطلاق حزب الله الصواريخ نحو جبل الروس خرق خطير لوقف إطلاق النار و”إسرائيل” ستردّ على ذلك بقوة”.
وعقب ردّ حزب الله باشر جيش العدو الإسرائيليّ بتنفيذ غاراتٍ عنيفة طالت بلدة طلوسة وأدّت إلى استشهاد شخصين وإصابة اثنين آخرين، فضلًا عن السريرة في ما يسمى حورتا التحتا في قضاء جزين، وطال قصفٌ مدفعيّ أطراف راشيا الفخار، كما وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مجرى نهر الليطاني في أطراف بلدة برغز، ونفذ سلسلة غارات مستهدفاً بلدات يارون، مارون الراس وحانين في قضاء بنت جبيل.
ونقلت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي عن مصدر عسكري (لم تسمّه) قوله إن “الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي في الساعة الأخيرة على جنوب لبنان ليست بعد ردًا إسرائيليًا على إطلاق نار حزب الله باتجاه “هار دوف”. سيكون هناك رد إضافي في وقت لاحق”، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي “يستغل الفرصة” لضرب أهداف إضافية في الجنوب اللبناني.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن وقف إطلاق النار في لبنان ناجح، ونحن توقعنا وجود اختراقات في وقف إطلاق النار وهناك آلية للنظر فيها.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أننا لا نرى تفكك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ويجب أن نترك للآلية الخاصة بوقف إطلاق النار في لبنان التحقق في مزاعم الانتهاكات. ولفت إلى أننا نريد رؤية انتخاب رئيس لبناني، ولكن ذلك ليس جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” ولبنان، ونحن لا ندعم شخصية بعينها لرئاسة لبنان بل هو أمر يتعلق بالفاعلين السياسيين اللبنانيين.
ونقلت “أكسيوس” عن مسؤول أميركي: “الإسرائيليون مارسوا لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة”. وذكرت بأن الوسيط الأميركي أموس هوكتشاين أبلغ “إسرائيل” أنه يتعين عليها إفساح المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار.
وفيما أبلغت الخارجية الفرنسية “إسرائيل” بوجوب التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، يصل وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إلى لبنان في الساعات المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية على الحدود. وبحسب المعلومات فإن اللجنة الخماسية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، من المفترض أن تجتمع هذا الأسبوع.
وفي الإطار نفسه، أوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “خلافاً لكل ما يروج له في وسائل الإعلام بأن ما تقوم به “إسرائيل” منذ بدء سريان وقف إطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الاتفاق، فإن ما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة يضاف اليها استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية وسقط خلالها شهداء وجرحى وآخرها ما حصل اليوم في حوش السيد علي في الهرمل وجديدة مرجعيون، كل هذه الأعمال تمثل خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إعلانه في تمام الساعة 4:00 فجراً بتاريخ 27 تشرين الثاني عام 2024 وأعلن لبنان التزامه به”. وأضاف: “نسأل اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق، أين هي من هذه الخروقات والانتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقاً فيما لبنان والمقاومة ملتزمان بشكل تام بما تعهدا به”. وختم بري “ان اللجنة المولجة بمراقبة تنفيذ الاتفاق مدعوة الى مباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام “إسرائيل” بوقف انتهاكاتها وانسحابها من الأراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر”.
وفي السياق نفسه، استقبل الرئيس بري في عين التينة قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتابع معه الأوضاع الأمنية وأوضاع المؤسسة العسكرية والمهام الموكلة للجيش اللبناني في المرحلة الراهنة.
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في السراي بحضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون. وتمّ البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار. وفي الاجتماع أكد رئيس الحكومة ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار ومنع الخروقات الأمنية وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وعقد ميقاتي لقاءات دبلوماسية في السراي، كما عرض مع عدد من الوزراء شؤون وزاراتهم. وفي هذا الإطار، اجتمع رئيس الحكومة مع سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وتمّ البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد لقائه وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في القاهرة: “شكرت سمو الأمير على ما قدمته المملكة من مساعدات إنسانية للبنان خلال العدوان الإسرائيلي آملاً استمرار الدعم السياسي والأخوي للنهوض بلبنان مجدداً من خلال ورشة إعادة الإعمار واستمرار المساعدات الإنسانية”.
هذا سيكون لبنان، محور مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار زيارة الدولة التي بدأها ماكرون إلى السعودية أمس والتي تنتهي غداً. وحسب المعلومات، فإنّ ماكرون سيبحث مع ولي العهد السعودي ملف الرئاسة في لبنان، فضلاً عن اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك دعم الجيش اللبناني لتعزيز دوره في الجنوب.
وأكد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، في تصريح له من معبر العريضة، أن “المعبر بات سالكاً وبإمكان اللبنانيين في سورية العودة الى لبنان”. وشدّد حمية، على “أننا لسنا في هدنة بل اتفاق لوقف إطلاق نار. وهذا الموضوع قيد المتابعة من قبل رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة”، لافتاً إلى أن “الجيش اللبناني يقوم بواجبه على كامل الارض اللبنانية”.
"الشرق":
استمر العدو الاسرائيلي امس بالتمادي بخرق إتفاق وقف إطلاق النار في اليوم السادس من بدء سريانه.
فقد أطلق الجيش الاسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه المنازل في بلدة الناقورة. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة عيناتا قرب مبنى البلدية.
ايضا، أغارت مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء مرجعيون متسببة بسقوط قتيل، وفق وزارة الصحة، واستهدفت غارة بلدة ميس الجبل، وافيد عن وقوع جريح جراء غارة إسرائيلية بصاروخ موجّه على عيناتا لناحية مثلث بنت جبيل – مارون الراس، وأطلق جنود اسرائيليون نيران رشاشاتهم الثقيلة باتجاه بلدة يارون. بدورها، قالت المديرية العامة لامن الدولة: فـي خرق فاضـح لاتفـاقيّة الهدنة، أقدمت طائرة مسيّرة تابعة للعدوّ الإسرائيليّ على استهداف أحد عناصر أمن الدولة العريف مهدي خريس من مديريّة النبطيّة الإقليميّة بصـاروخ موجّه، أثناء أدائه لواجبه الوطنيّ، ممّا أدّى إلى استشهاده. إن هـذا الاعتداء يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية، ويؤكد الطبيعة العدوانية للاحتلال الذي لا يلتزم بأي اتفاقيّات أو مواثيق دوليّة. وسجلت غارتان من الطيران المسيّر على بلدة عيترون، واستهدفت قذيفتا مدفعية بلدة ييت ليف،وافيد عن توغل جديد لقوات الجيش الاسرائيلي وآلياته ودباباته في محيط مستشفى ميس الجبل الحكومي شمالي البلدة في ما انسحبت قوات الجيش الاسرائيلي وآلياته من منطقة دوبيه غربي البلدة ، وذلك بعد توغلهم في المنطقة واجراء عملية تفتيش واسعة. ولا تزال متمركزة على عدة تلال في بلدة ميس الجبل وتقوم بين الحين والآخر برمايات وتمشيط واطلاق قذائف مدفعية،وقطعت قوات الجيش الاسرائيلي ظهرا طريق عام ميس الجبل – شقراء في منطقة دوبيه حيث توغل جنوده وآلياته ونفذوا عمليات تجريف ورفع سواتر ترابية وسط الطريق، ومن ثم انسحبوا الى تلال البلدة. وحاولت قوة تابعة لـ»اليونيفيل» مؤلفة من 5 آليات وجرافة فتح الطريق . ورصدت قوة اسرائيلية راجلة معززة بعدد من الدبابات والجرافات والآليات تتوغل باتجاه اطراف بلدة حولا الغربية لقطع الطريق العام الذي يربط البلدة بوادي السلوقي. اما في العمق اللبناني، فأغارت مسيرة إسرائيلية بـ 3 صواريخ على بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل، وأعلن الجيش على منصة «إكس» أن مسيّرة للعدو الإسرائيلي استهدفت جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي- الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة». الى ذلك، كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «أكس»: «أذكركم أنه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري، كل من ينتقل جنوب هذا الخط – يعرض نفسه للخطر، وكذلك, عدم العودة الى القرى التالية: الضهيرة, الطيبة, الطيري, الناقورة, أبو شاش, ابل السقي, البياضة, الجبين, الخريبة, الخيام, خربة, مطمورة, الماري, العديسة, القليعة, ام توته، صليب, ارنون, بنت جبيل, بيت ليف, بليدا, بني حيان, البستان, عين عرب مرجعيون, دبين, دبعال, دير ميماس, دير سريان, حولا, حلتا, حانين, طير حرفا, يحمر, يارون, يارين, كفر حمام, كفركلا, كفر شوبا, الزلوطية, محيبيب, ميس الجبل, ميسات, مرجعيون, مروحين, مارون الراس, مركبا, عدشيت القصير, عين ابل, عيناتا, عيتا الشعب, عيترون, علما الشعب, عرب اللويزة, القوزح, رب ثلاثين, رامية, رميش, راشيا الفخار, شبعا, شيحين, شمع, طلوسة». في المقابل، اعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيان حمل الرقم «1»: «على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية مساء اليوم الإثنين (امس) ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. وقد أُعذِر من أَنذر».
"الشرق الأوسط":
ردّ «حزب الله» للمرة الأولى على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار بإطلاقه صاروخين باتجاه مزارع شبعا المحتلة، في وقت ترتفع فيه الدعوات إلى ضرورة الالتزام بالتهدئة بعدما أدت الانتهاكات الإسرائيلية إلى سقوط قتلى وجرحى في لبنان.
وأدى رد «حزب الله» إلى رد إسرائيلية وتوتر على الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية، مع تهديد مسؤولين في إسرائيل بـ«رد قاس»، ما أثار مخاوف من تصعيد الوضع، فيما أكدت واشنطن على أن الاتفاق «صامد إلى حد كبير».
وسبق ذلك دعوات دولية محلية إلى وقف الخروقات من جانب إسرائيل، خصوصاً أنها لم تتوقف من اليوم الأول لوقف الحرب في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
تحذير هوكستين
وقالت «هيئة البث العامة الإسرائيلية» ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى، الاثنين، إن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، الذي توسط في وقف إطلاق النار بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت أسابيع، حذر إسرائيل من «الانتهاكات». ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية حتى الآن على هذه التقارير، طبقاً لـ«رويترز».
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الاثنين، أن الوزير جان نويل بارو أبلغ نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بـ«ضرورة التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين الدولة الإسرائيلية و(حزب الله)»، مشيرة إلى أن بارو أكد لساعر في اتصال هاتفي «الحاجة ليحترم كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان».
ميقاتي ــ جيفرز
وفي لبنان، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون. وتم البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلَّفة بمراقبة وقف إطلاق النار.
وفي خلال الاجتماع، أكد رئيس الحكومة «ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، ومنع الخروق الأمنية، وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة»، وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة.
بري: أين اللجنة؟
كذلك، دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري اللجنة المكلفة بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار «إلى مباشرة مهامها بشكل عاجل، وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها وانسحابها من الأراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر»، وذلك بعدما وصلت الخروقات إلى العمق اللبناني، وأدت إلى مقتل عنصر في أمن الدولة، وإصابة جندي في الجيش اللبناني.
وقال بري في بيان: «خلافاً لكل ما يروَّج له في وسائل الإعلام بأن ما تقوم به إسرائيل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار كأنه من ضمن بنود الاتفاق، تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة يضاف إليها استمرار الطلعات الجوية، وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية، وسقط خلالها شهداء وجرحى، وآخرها ما حدث، الاثنين، في حوش السيد علي في الهرمل (أقصى شمال شرقي لبنان) وجديدة مرجعيون. كل هذه الأعمال تمثل خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى إعلانه في 27 نوفمبر عام 2024، وأعلن لبنان التزامه به».
وأضاف بري: «نسأل اللجنة الفنية التي أُلِّفت لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق: أين هي من هذه الخروق والانتهاكات المتواصلة التي تجاوزت 54 خرقاً، بينما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكل تام بما تعهدوا به؟».
وشدد رئيس البرلمان على «أن اللجنة المكلفة بمراقبة تنفيذ الاتفاق مدعوة إلى مباشرة مهامها بشكل عاجل، وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها، وانسحابها من الأراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر».
المندوب الفرنسي
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مساعي تبذل لمنع توسع الخروقات لوقف النار. وكشفت مصادر لبنانية معنية بالملف أنه تمت تسمية الجنرال غيوم بونشان عضوًا فرنسياً في لجنة المراقبة، مشيرة إلى أنه سيصل بيروت الاربعاء، على أن تعقد اللجنة أول اجتماعاتها الخميس.
«حزب الله»: لقد أُعْذِر من أنذر
ومساءً، ردّ «حزب الله» للمرة الأولى على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة منذ بدء اتفاق وقف النار، الأربعاء الماضي. وقال الحزب في بيان: «على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه، فجرَ نهار الأربعاء، والتي تتخذ أشكالاً متعددة، منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان؛ ما أدى إلى استشهاد مواطنين، وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تُفلح، فقد نفذت المقاومة الإسلامية، مساء الاثنين، ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة»، وختم الحزب بيانه بالتحذير: «وقد أُعْذِر من أَنذر».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي «أن (حزب الله) أطلق قذيفتين صاروخيتين «نحو شمال الدولة العبرية». وقال الجيش في بيان: «قبل قليل أطلق (حزب الله) اللبناني قذيفتين نحو منطقة هار دوف»، وهي التسمية الإسرائيلية لمنطقة مزارع شبعا المتنازع عليها ويعدها لبنان محتلة من قِبل إسرائيل. وأكد الجيش أن القذيفتين سقطتا «في مناطق مفتوحة. ولم ترد أنباء عن إصابات».
«انتهاك خطير»
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن «إطلاق (حزب الله) النار على مستوطنة هار دوف يشكل انتهاكاً خطيراً لوقف إطلاق النار، وإسرائيل سترد بقوة». كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في منشور على منصة «إكس» برد «صارم».
وعلى وقع هذه التهديدات نفذ الطيران الإسرائيلي غارات على يارون وأطراف بلدة شبعا وطلوسة. وفيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط جرحى في طلوسة، أشارت وسائل إعلام لبنانية إلى سقوط قتيلين.
وأشارت «الوطنية» إلى أن «جرافات تابعة لجيش العدو الإسرائيلي قامت بجرف مسجد بلدة مارون الراس بالكامل، وهو مسجد يقع على تلة تشرف على مدينة بنت جبيل».
«البنتاغون» والخارجية الأميركية
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» صامد على الرغم من بعض الحوادث. وقال الميجور جنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين: «تقييمنا بشكل عام هو أن وقف إطلاق النار صامد على الرغم من بعض هذه الحوادث التي نشهدها».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن «وقف إطلاق النار صامد». وأضاف «عندما نتلقى تقارير عن انتهاكات محتملة، لدينا آلية وضعناها مع حكومة فرنسا للنظر في تلك الانتهاكات المحتملة، وتحديد ما إذا هي في الواقع انتهاكات، ثم الانخراط مع الأطراف لضمان عدم تكرارها».
أكثر من 75 خرقاً
بينما يقوم الجيش اللبناني بتوثيق الخروقات الإسرائيلية، قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن الانتهاكات الإسرائيلية منذ اتفاق وقف إطلاق النار بلغت أكثر من 75 خرقاً» حتى بعد ظهر الاثنين، وهي لا تقتصر على القرى الحدودية، بل تستهدف بلدات في العمق اللبناني، حيث استهدفت غارة من مسيَّرة إسرائيلية بـ3 صواريخ الجيش اللبناني في بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل.
وأعلن الجيش في بيان أن «مسيّرة للعدو الإسرائيلي استهدفت جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي- الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة».
كذلك، أغارت مسيّرة إسرائيلية على دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء مرجعيون متسببة بسقوط قتيل، وفق وزارة الصحة، لتعود بعدها وتعلن المديرية العام لأمن الدول مقتل أحد عناصرها.
وقالت «أمن الدولة» في بيان لها: «فـي خرق فاضـح لاتفـاقيّة الهدنة، أقدمت طائرة مسيّرة تابعة للعدوّ الإسرائيليّ على استهداف أحد عناصر أمن الدولة العريف مهدي خريس من مديريّة النبطيّة الإقليميّة بصـاروخ موجّه، أثناء أدائه واجبه الوطنيّ؛ ما أدّى إلى استشهاده»، وأكدت: «إن هـذا الاعتداء يشكل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية، ويؤكد الطبيعة العدوانية للاحتلال الذي لا يلتزم بأي اتفاقيّات أو مواثيق دوليّة».
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه «هاجم مركبات عسكرية تعمل بالقرب من بنية تحتية عسكرية لـ(حزب الله) اللبنانية في سهل البقاع»، مشيراً إلى أن قواته «هاجمت أيضاً مركبات عسكرية تُستخدم في نقل أسلحة بالقرب من الحدود بين سوريا ولبنان في الهرمل»، واعترف بإصابة جندي لبناني في إحدى الضربات.
ومع تسجيل استمرار تحليق الطيران على علو منخفض في بعض مناطق الجنوب، أطلق الجيش الإسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه المنازل في بلدة الناقورة، كما سُجِّلَتْ غارتان من الطيران المسيّر على بلدة عيترون، بينما جدد الجيش الإسرائيلي تحذيره لعشرات البلدات في جنوب لبنان من عدم العودة إليها «حتى إشعار آخر».
وبعد الظهر، أفادت «الوكالة الوطنية» بأن الجيش الإسرائيلي أطلق قذيفتين مدفعيتين على بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، وأطلق الجنود الإسرائيليون نيران رشاشاتهم الثقيلة باتجاه بلدة يارون.
محاولات توغّل جديدة
ولا تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية على تنفيذ القصف، بل تُسَجَّل محاولات توغل جديدة عند القرى الحدودية، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بإقدام قوات العدو الإسرائيلي على قطع طريق عام ميس الجبل – شقراء في منطقة دوبيه، حيث توغل جنوده وآلياته ونفذوا عمليات تجريف ورفع سواتر ترابية وسط الطريق، ومن ثم انسحبوا إلى تلال البلدة. ولفتت إلى أن قوة تابعة لقوات الـ«يونيفيل» مؤلفة من 5 آليات وجرافة حاولت فتح الطريق، ورصدت قوة إسرائيلية راجلة معززة بعدد من الدبابات والجرافات والآليات تتوغل باتجاه أطراف بلدة حولا الغربية لقطع الطريق العام الذي يربط البلدة بوادي السلوقي.
في المقابل، أفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بتسجيل «تراجع 6 دبابات (ميركافا) إسرائيلية، صباح الاثنين، من الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة الخيام باتجاه منطقة الوطى، إضافة إلى عدد من الآليات ومن بينها دبابات».
وينص الاتفاق على هدنة 60 يوماً يُفترض أن تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من القرى التي دخلتها، بينما يطلب من «حزب الله» إنهاء وجوده المسلح بدءاً من جنوب نهر الليطاني، حيث سيجري نشر 10 آلاف عنصر من الجيش اللبناني، إضافة إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، الأحد، إنه «قتل مقاتلين في (حزب الله) في جنوب لبنان»، مشيراً إلى أنه تحرك في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بهدف «القضاء على تهديدات تشكل «انتهاكاً لشروط اتفاق وقف إطلاق النار».
وقال إن «قواته الموجودة في جنوب لبنان حددت وأطلقت النار على كثير من الإرهابيين المسلحين في جوار كنيسة وقضت عليهم»، ولفت «إلى العثور على نفق يحوي أسلحة».
وقبل دخول وقف النار حيز التنفيذ، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده تحتفظ «بحرية كاملة للتحرك العسكري» في لبنان «إذا انتهك (حزب الله) الاتفاق، وحاول التسلح مجدداً».
وخلال لقائه مجندين جدداً، الأحد، أكد نتنياهو أن إسرائيل «تحترم اتفاق وقف إطلاق النار في شكل دقيق»، مضيفاً أن «أي انتهاك سيقابل فوراً برد شديد».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا