إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 11 24|09:33AM :نشر بتاريخ

"الجمهورية":

تستمر العيون شاخصة إلى سوريا ترقباً لما ستؤول إليها الاوضاع فيها بعد سقوط نظام بشار الاسد، وكيف ستتصرّف قوى المعارضة المسلحة التي تسلّمت السلطة تجاه لبنان، في وقت تقضم إسرائيل أراضي سورية جديدة وتدمّر كل مقومات الدولة السورية العسكرية والمدنية. واللافت انّ السلطة السورية الجديدة لم تستنكر هذا القضم، في وقت باشرت تشكيل حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد إلى مطلع آذار المقبل لتكوين سلطة دستورية تتحدّد معها طبيعة النظام الجديد.

أدخلت سوريا جميع الأطراف السياسية اللبنانية في اختلال كبير بمستوى استيعاب التطورات المتسارعة التى أخلّت بالمعادلات والحسابات ولعبة المصالح، ما دفع مصدر سياسي رفيع إلى تشبيه ما حاصل بـ«مولينكس» أحداث نزل منها الجميع في حالة دوار لم يستفقوا منها بعد. وقال المصدر لـ«الجمهورية»، انّ «من المبكر لأوانه معرفة حقيقة الامور، لكن لبنان يمكن ان يحتسب بأنّه سيشهد أقل الخسائر بعد اتفاق وقف اطلاق النار الذي لن يتأثر بضمانات اميركية ثابتة».

وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي الذي اصبح اكثر من مفصلي بعد هذه التحولات قال المصدر: «سقوط نظام الاسد لم يغيّر في التوازنات الداخلية. فقوة النيران التي شهدناها منذ شهرين حتى الآن بالأحداث الدراماتيكية، لم تنعكس سيطرة جديدة او تغييراً كبيراً في التوازنات، فلا نزال في التموضعات السياسية مكانك راوح»…

وكشف المصدر «انّ كل الاتصالات الحاصلة حتى الآن لم تُظهر بعد أي توافق مبدئي على اسم. وانّ الرئيس نبيه بري يسعى جاهداً للخروج برئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني. لكن هذا لا يلغي عامل ألّا يصل رئيس لأنّ المطلوب هو رئيس توافقي. وعملياً الاتصالات لم تنجح، والتوافقي يحتاج إلى حوار، وهناك حجم كبير من التناقض وانعدام الثقة بين الفريق المسيحي، لم يكسر ابداً الاصطفافات، وخصوصاً مع الفريق الشيعي، تمهيداً لدخول الكتل الاخرى وهذا يصعّب الامور لكن هناك متسعاً من الوقت ستتبلور فيه الامور اكثر.

مفعول الصدمة

وإلى ذلك، ومع تراجع مفعول الصدمة الناتجة من سقوط نظام الأسد، عاد الاهتمام اللبناني إلى المعالجات الداخلية التي جمّدها الحدث السوري إلى حدّ معين، ولا سيما منها تنفيذ اتفاق وقف النار مع إسرائيل والمشاورات الرامية إلى إنضاج «طبخة» انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدّد لهذه الغاية.

وإذ بدت أوساط نيابية أكثر تفاؤلاً بالمسار الذي ستسلكه الجلسة النيابية المقرّر عقدها في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس، فإنّ مصادر سياسية مواكبة للملف الرئاسي عبّرت عن تحفظها في هذا المجال، واعتبرت أنّ المهلة المتبقية أمام الجلسة، والتي باتت أقل من شهر، لن تكون كافية لإنضاج المناخ الملائم لانتخاب رئيس للجمهورية». وقالت لـ«الجمهورية»: «واضح أنّ أولوية القوى الإقليمية والدولية حالياً هي إنجاح اتفاق وقف النار في لبنان، وتوفير الاستقرار في سوريا بعد دخولها الوضع الجديد. فلبنان لا يمكن إلّا أن يتأثر بهذا الوضع، سواء كان الاتجاه إيجابياً أو سلبياً». وأضافت: «إذا سلك هذان الملفان، في لبنان وسوريا، طريقهما إلى الاستقرار والإيجابية، فعندئذ ستكون هناك حظوظ حقيقية لانتخاب رئيس للجمهورية واستكمال بناء المؤسسات الدستورية. وإلا، فستبقى العملية السياسية الداخلية رهينة الانتظار لفترات غير محددة».

وزراء الخارجية العرب

وفي محاولة لتكوين موقف عربي وأوروبي دولي موحّد مما يجري في لبنان وسوريا، اتصل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب هاتفياً بالممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية ونائب رئيسة المفوضية الجديدة كايا كالاس، هنأها فيه على انتخابها، مبدياً استعداده لتطوير التعاون مع الفريق الجديد المنتخب في المفوضية الأوروبية خلال زيارته لبروكسل الاسبوع المقبل.

من جهتها أكّدت كالاس رغبة الاتحاد الأوروبي بمساعدة لبنان، وشجعت السلطات اللبنانية على اتخاذ خطوات لمساعدة أنفسهم لكي يساعدهم الاتحاد الاوروبي، من خلال الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وإجراء إصلاحات إقتصادية. كما أبدت كالاس رغبتها بمساعدة لبنان في عملية إعادة الإعمار وتعزيز قدرات القوات المسلحة والادارات العامة.

وفي الوقت الذي تبادل بوحبيب وكالاس أهمية مواكبة ما يجري في سوريا، وانعكاسه على المنطقة وأوروبا، نظراً للترابط والتأثير المتبادل بين الشرق الاوسط وأوروبا، تلقّى بوحبيب إتصالاً هاتفياً من وزير خارجية قبرص كوستانتينوس كومبس الذي رحّب بوقف إطلاق النار في لبنان، ودعم بلاده لهذه الخطوة. وقد وضعه بوحبيب في أجواء الخروقات الاسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار. وتطرقا إلى الوضع في سوريا وأهمية استقرارها نظراً لما عاناه لبنان من تداعيات الأحداث السورية في مسألة النزوح.

وعطفاً على الاتصال الذي اجراه بوحبيب أول من أمس بنظيره المصري بدر عبد العاطي، حيث تشاورا في آخر المستجدات في سوريا، وضرورة التحرك العربي لمواكبة سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، وتمّ التوافق على ضرورة إجراء مشاورات عربية، وعقد اجتماع وزاري نهاية الاسبوع، في ضوء المشاورات الجارية حالياً بين الوزراء العرب المعنيين لمواكبة الأحداث السورية.

وفي اتصال هاتفي تشاوري بين بوحبيب ونائب رئيس الحكومة ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، تمّ التطرق ايضاً إلى امكانية انعقاد اجتماع تشاوري وزاري عربي حول سوريا، بعدما عرضا الوضع في جنوب لبنان والعدوان الاسرائيلي المتمادي.

الاسد

في غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إنّ «الرئيس السوري بشار الأسد هو في ضيافة روسيا»، وذلك في أول تأكيد حكومي روسي لذلك. ولفت ريابكوف خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «ان بي سي» الأميركية، إلى أنّ «روسيا نقلت الأسد إلى أراضيها بأكثر الطرق أماناً».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن الديبلوماسي السوري السابق بسام بربندي، أنّ الأسد رفض الإتفاق مع الولايات المتحدة في شأن وقف التعاون مع إيران. وأوضح هذا الديبلوماسي أنّ الأسد رفض صفقة أميركية قبل سقوط نظامه، تضمنت إنهاء دمشق للمساعدات اللوجستية لطهران وتوفير أراضيها لإيصال المساعدات من إيران إلى «حزب الله»، في مقابل رفع العقوبات الأميركية تدريجياً عن سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجانب الأميركي قدّم عرضه للأسد عبر وسطاء من الإمارات قبل أسابيع قليلة من الهجوم الواسع للمعارضة المسلحة السورية، مقابل رفع تدريجي للعقوبات، إلّا أنّ الرئيس السوري السابق رفض العرض. ولفتت إلى «أنّ الأمر الذي كان أشدّ فتكاً ببشار الأسد، هو رفضه لتسوية علاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي عرض تطبيع العلاقات مع دمشق مقابل احتواء المجموعات الكردية وعودة بعض اللاجئين السوريين إلى بلادهم «على الأقل».

واشنطن والمعارضة السورية

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أنّ «المسؤولين الأميركيين يجرون اتصالات وثيقة مع جماعات المعارضة السورية والمسؤولين الإسرائيليين في ظل تطور الأوضاع».

كذلك أعلن كيربي أنّ «الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع تركيا في شأن انسحاب «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة من واشنطن من منبج في شمال سوريا بعد تقدّم جماعات معارضة مسلحة مدعومة من أنقرة».

وفي هذه الاثناء، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ «الولايات المتحدة تدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا دعماً تاماً، وتريد أن تؤدي العملية إلى حكم جدير بالثقة وشامل وغير طائفي يتوافق مع المعايير الدولية للشفافية والمساءلة».

واشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الى أنّ بلينكن بحث امس مع نظرائه من الأردن والإمارات وقطر ومصر، الوضع في سوريا. وأوضح «أنّ «هيئة تحرير الشام» تستخدم الكلمات الصحيحة، لكن الولايات المتحدة ستحكم عليها من خلال أفعالها».

الموقف الإسرائيلي

وعلى صعيد الموقف الاسرائيلي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، امس، انّه «سمح لسلاح الجو باستهداف القدرات الاستراتيجية للجيش السوري». وأضاف أنّ «نيتنا واضحة بمنع أي تهديد قادم من سوريا». وأردف «إذا سمح النظام الجديد في سوريا لإيران بالعودة للانتشار أو نقل أسلحة لحزب الله سنردّ بقوة». وقال: «نريد إقامة علاقات مع النظام الجديد في سوريا».

وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر أنّه «دمّر من 70 إلى 80% من قدرات الجيش السوري». وأشار إلى أنّ «350 طائرة مقاتلة شاركت في الغارات على سوريا».

واستكمل الجيش الإسرائيلي، «هاجمنا نحو 320 هدفاً في أنحاء سوريا من دمشق إلى طرطوس». ولفت إلى أنّ «قواتنا البرية لا تزال تعمل في المنطقة العازلة بسوريا».

«حزب الله»

في هذه الاثناء، قال «حزب الله» في بيان امس «إنّ احتلال الكيان الإسرائيلي لمزيد من الأراضي السورية وضرب القدرات العسكرية فيها هو عدوان خطير ومدان بشدة، يتحمّل مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المسؤولية في رفضه وإنهائه وحماية الشعب السوري في مرحلة حساسة ومفصلية من تاريخه».

واضاف: «لطالما حذّرنا من الأطماع الإسرائيلية في كل المنطقة وقاومناها لمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه، وكرّرنا أنّ العدوان على غزة هو حرب إبادة ومنطلق لتغيير وجه المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية». واعتبر «إنّ الصمت المطبق عربياً وإسلامياً ودولياً تجاه العدوان الإجرامي على سوريا، بدعم أميركي غير محدود، وعدم اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة هذا العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، أدّى إلى التمادي الصهيوني والتطاول على دول المنطقة». وقال: «يجب اتخاذ كل الخطوات التي تمنع الكيان الإسرائيلي من تحقيق أهدافه، وعدم السكوت أو التفرّج على هذا العدوان الغاشم ضدّ سوريا وشعبها. فما يجري في سوريا اليوم على المستويين الشعبي والسياسي، وما سينتج عنه من خيارات سياسية داخلية وخارجية، هو حقّ حصري للشعب السوري بمعزل عن أي مؤثرات وضغوطات خارجية. نحن نأمل أن تستقر سوريا على خيارات أبنائها، وتحقق نهضتها، وأن تكون في موقع الرافض للاحتلال الإسرائيلي، مانعةً التدخلات الخارجية في شؤونها».

ميقاتي

ومن جهة ثانية، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الآتي: «توضيحاً لما يتمّ تداوله عن دخول بعض المسؤولين السوريين السابقين او عبورهم إلى دول اخرى من لبنان، فإنّ سياسة الحكومة اللبنانية لطالما كانت الركون إلى القوانين اللبنانية والدولية وهو امر إنتهجته طيلة الفترة السابقة عندما استقبل لبنان مئات الآلاف من الأخوة السوريين.

إنّ دولة الرئيس يتابع هذا الموضوع عن كثب وقد اجرى لهذه الغاية اتصالات مكثفة بكل من وزير العدل هنري خوري، ومدّعي عام التمييز القاضي جمال الحجار، والمدير العام للامن العام بالتكليف اللواء الياس البيسري، واعطى توجيهاته بأن يصار إلى الاحتكام بهذا الملف إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص وفي ما يؤمّن مصلحة لبنان واللبنانيين ومستقبل العلاقات مع الشعب السوري».

ولفت وزير الداخلية بسام مولوي بعد اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي إلى أنّه لا يرى تحركات مقلقة تجاه لبنان، مشيراً إلى أنّ «كلّ الأجهزة الأمنية تتابع عملها والتعزيزات موجودة على الحدود لمنع أي تطورات تؤثر على الداخل اللبناني».

واشار مولوي الى «أنّ أي عنصر أمن في النظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان، والتعليمات المطبّقة على المعابر الشرعية صارمة».

وعن وصول معتقلين لبنانيين الى الأراضي اللبنانية، قال: «9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصلوا إلى لبنان».

 

 

 

"النهار":

تبعاً للقاعدة المعروفة القائلة إن “لا دخان بلا نار” لم تتأخر جوانب جديدة من تداعيات الحدث السوري المذهل المتمثل بسقوط نظام بشار الأسد على لبنان بالصعود تباعاً. فلبنان الذي يرصد بدقة تطورات المرحلة التي أعقبت سقوط النظام السوري، تتشابك أولوياته على نحو غير مسبوق وفق مجموعة استحقاقات تتزاحم دفعة واحدة بدءاً باستعجال تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل بما يوجب نشر أكثر من ستة آلاف جندي في الجيش اللبناني بأقرب وقت. ومن ثم تشديد قبضة الجيش والأجهزة الأمنية على المعابر والحدود الشرقية والشمالية حيث تنامت حالة مثيرة للقلق أمام حركة “جحافل” النازحين السوريين في الاتجاهين المعاكسين، دخولاً وخروجاً، بما يربك على نحو واسع التدقيق ومنع الدخول غير الشرعي ومكافحة التسلل عبر المعابر غير الشرعية.

وجاء أمس انكشاف ملف دخول أو إدخال مسؤولين سابقين من النظام السوري المخلوع ليزيد الطين بلّة ويضع الحكومة والأجهزة في مواجهة تداعيات خطرة لهذا الاحتمال في حال التراخي حياله. وإلى هذه الاستحقاقات الأمنية والعسكرية الداهمة يقترب المشهد السياسي من صورة شديدة الدقة حيال موعد 9 كانون الثاني (يناير) الانتخابي، إذ بدا واضحاً أن سقوط النظام السوري خلق واقعاً إضافياً على التوازنات السياسية الداخلية من شأنه أن يزيد التشويق والتعقيد والغموض في فترة العبور يوم الانتخاب.

اما أحدث تداعيات الحدث السوري على لبنان، فتمثلت في القنبلة التي فجرها أولاً الحزب التقدمي الاشتراكي منبهاً إلى “ورود أخبار عن هروب بعض قيادات النظام المخلوع في سوريا إلى لبنان عبر المعابر الشرعية أو عبورهم من لبنان إلى دول اخرى”، وحذّر من “خطورة تحويل لبنان إلى ملجأ آمن لهؤلاء المسؤولين عن الكثير من الجرائم بحق لبنانيين وسوريين”، ودعا الدولة بكل مؤسساتها الأمنية والقضائية “إلى تدارك هذا الامر ومنع حصوله كي لا يتحمل لبنان تداعيات قانونية وسياسية نتيجة لهذا الأمر”.

كما أن المكتب السياسي لحزب الكتائب لفت لاحقاً إلى “التقارير الأمنية حول اختباء قيادات من النظام السوري السابق في لبنان وعلى رأسها علي المملوك المطلوب من القضاء اللبناني بتهمة تفجير مسجدي التقوى والسلام، وعدد آخر من مرتكبي الاغتيالات والتفجيرات في لبنان، وطالب السلطة والقوى الأمنية التحقق من الأمر وإلقاء القبض عليهم في حال ثبوت تواجدهم في لبنان وتطبيق الأحكام الصادرة بحقهم”.

وسارع المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي بدأ أمس زيارة رسمية لإسبانيا إلى التوضيح “أن سياسة الحكومة اللبنانية لطالما كانت الركون إلى القوانين اللبنانية والدولية وأن رئيس الحكومة يتابع هذا الموضوع عن كثب وقد أجرى لهذه الغاية اتصالات مكثفة بكل من وزير العدل هنري خوري، ومدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار، والمدير العام للأمن العام بالتكليف اللواء الياس البيسري، وأعطى توجيهاته بأن يصار إلى الاحتكام بهذا الملف إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص وفي ما يؤمن مصلحة لبنان واللبنانيين ومستقبل العلاقات مع الشعب السوري”.

كما أن وزير الداخلية بسام مولوي أعلن بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي أن “لا تحركات مقلقة تجاه لبنان وكلّ الأجهزة الأمنية تتابع عملها والتعزيزات موجودة على الحدود لمنع أي تطورات تؤثر على الداخل اللبناني”، مشيراً إلى “أنّ أي عنصر أمن بالنظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان، والتعليمات المطبقة على المعابر الشرعية صارمة”. ولفت إلى أنّ اللبنانيين يمكنهم العودة من سوريا، أما بالنسبة للسوريين، فهناك تعليمات مشددة يطبقها الأمن العام اللبناني.

وقال: “المعايير لدينا أن أي مطلوب بجريمة في لبنان أو خارج لبنان سيتم توقيفه ولا يدخل إلى لبنان”. وأوضح أنّه سيضيف حاجزاً أمنياً للجيش والأمن العام في معبر المصنع. وكشف أن “9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصلوا الى لبنان”.

“الخماسية ” تتحرك

وسط هذه الأجواء بدأت سخونة المشهد السياسي تتصاعد مع العدّ العكسي لموعد الجلسة الانتخابية الرئاسية في 9 كانون الثاني المقبل. والبارز في هذا السياق أن سفراء “المجموعة الخماسية”، الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، سيقومون بتحرك جديد بدءاً بزيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الخميس.

وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أمس أن افتتاح اعادة تأهيل كاتدرائية نوتر دام في باريس الذي حضره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كان مناسبة للتطرق بين الرئيسين الأميركي والفرنسي إلى الملف اللبناني لجهة تثبيت وقف اطلاق النار فيه والدفع إلى انتخاب رئيس. وواكب ترامب خلال زيارته مستشاره للشرق الاوسط مسعد بولس الذي أجرى محادثات مع المسؤولة عن ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرئاسة الفرنسية السفيرة آن كلير لوجاندر. وعلمت “النهار” أن بولس الذي كان أعرب عن تفضيله تأجيل انتخاب الرئيس في لبنان وافق في النهاية مع الرأي الفرنسي على ضرورة إنجاز الانتخاب في جلسة 9 كانون الثاني خصوصاً وأنه بعد زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السعودية خرج الجانب الفرنسي بانطباع أن السعودية لن تنخرط في مساعدة لبنان على صعيد مدّ الجيش بالمساعدات المالية والتجهيز قبل معرفة من سيكون رئيساً وكيف ستكون الحكومة المنوط بها تنفيذ الاصلاحات. ورأى الجانب الفرنسي أن هناك ضرورة للإسراع في الانتخاب نظراً لما يحدث من تغيير في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد وتراجع نفوذ “حزب الله”. وقام بولس بزيارة إلى دول الخليج فور انتهاء زيارته مع ترامب إلى باريس.

وترى مصادر فرنسية أن سقوط بشار الاسد سيضعف “حزب الله” إذ أن كل طرق اعادة تزويده بالسلاح قطعت عليه.

إلى ذلك، من المتوقع أن يتحاور ممثلو الدول الخمس المتابعة للملف الرئاسي مع الرئيس بري حول انتخاب الرئيس والأسماء المتداولة هي نفسها قائد الجيش العماد جوزف عون والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة فرام والمصرفي سمير عساف والوزير السابق ناصيف حتي. غير أن احداً لا يجزم من هو المرشح الذي بإمكانه أن يظهر قدرته لدى توليه الرئاسة للقيام بالإصلاحات المطلوبة. وترى المصادر الفرنسية أن الجيش اللبناني يحتاج الآن إلى بقاء العماد جوزف عون على رأسه فهو شخصية ذات كفاءة كبرى وتحظى بثقة المجتمع الدولي لقيادة الجيش، أما الأسماء الاخرى، فهي موضوع نقاش داخلي وباريس ترى ضرورة ملحة في انتخاب رئيس في موعد 9 كانون الثاني المقبل.

 

 

 

"الأخبار":

بعد نحو أسبوعين على دخول هدنة الـ 60 يوماً حيّز التنفيذ، لا توحي المؤشرات الميدانية حتى يوم أمس بأن ثمة ما سيدفع جيش العدو الإسرائيلي إلى الالتزام بقرار وقف إطلاق النار. إذ واصل تنفيذ خروقاته واعتداءاته على قرى الجنوب وقامَ بعمليات تفجير واسعة في عدد منها، ولا سيما في بلدتَي الخيام وميس الجبل.

وبعدما كان مُعوَّلاً على لجنة مراقبة الاتفاق للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والالتزام بالاتفاق وبدء الانسحاب بما يسمح بانتشار الجيش اللبناني، لم يتغير شيء بعد الاجتماع الرسمي الأول للجنة، أول من أمس، فيما برزت معضلة غياب الاتصالات السياسية مع القوى الخارجية للمطالبة بدفع العدو إلى وقف اعتداءاته كي يبدأ الجيش بتنفيذ خطة انتشاره. وهو ما بدأت قيادة الجيش تشكو منه، وخصوصاً بعدما أنجزت ما هو مطلوب منها لجهة تجهيز العديد والتجمع في مناطق محددة للدخول إلى قرى جنوب الليطاني. وفيما كانَ النقاش في أول جلسة للجنة الإشراف حول النقطة التي يجب أن تبدأ منها عملها، أكد الجانب اللبناني أن الخطوة الأولى يجب أن تكون بوقف إسرائيل خروقاتها لتنفيذ باقي الإجراءات، ومن بينها انتشار الجيش، لكن مصادر سياسية اعتبرت أن «هذا الأمر يبدو شبه مستحيل الآن، فإسرائيل ماضية في اعتدائها كأنها تريد استغلال المهلة حتى آخر دقيقة». وما يزيد الخوف هو «التطورات التي حصلت في سوريا والخطوات العسكرية التي قامت بها إسرائيل في جنوب سوريا وكسرها اتفاق فض الاشتباك، والسيطرة على المنطقة العازلة»، مع ما يعنيه ذلك من إمكانية «لجوئها الى فرض ترتيبات أمنية وعسكرية على الحدود الثلاثية بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة». يأتي ذلك فيما جرى الحديث عن تأجيل دخول فرق الهندسة في الجيش والذي كان مقرراً أمس، بحسب ما جرى الاتفاق عليه مع أعضاء اللجنة الخماسية المكلفة بأعمال المراقبة. وبالعودة إلى الخروقات الإسرائيلية، فقد استهدفت دبابة ميركافا بعدد من القذائف أطراف بلدتَي شيحين والجبين. بينما تراجع رتل من دبابات ميركافا من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني. كذلك أطلق جيش العدو نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبيه والأودية المجاورة لبلدتَي قبريخا ومجدل سلم. ولاحقاً، أُفيد بأنّ دورية مشتركة من الجيش اللبناني والوحدة البولندية في اليونيفل تعرضت لإطلاق نار تحذيري من قبل الجيش الإسرائيلي خلال محاولتها فتح طريق عيترون - بنت جبيل التي قطعها الجيش الإسرائيلي بساتر ترابي الخميس الماضي.

 

 

 

"نداء الوطن":

"قنبلة" نداء الوطن أمس عن لجوء رموز النظام السوري المخلوع، أحدثت ضجة كبيرة في الصفوف الحكومية في لبنان، وأثارت جملة أسئلة دبلوماسية في عواصم مؤثِّرة، عربية وغربية.

ومن نافل القول إن ما نشرته “نداء الوطن” على موقعها الالكتروني أوّل من أمس، لم يُجافِ الحقيقة والواقع، كما حاول البعض أن يوحي، بل صدرت تأكيدات عليها، وحتى التوضيحات التي قُدِّمَت، جاءت في معرض التأكيد.

وزير العدل السابق، النائب اللواء أشرف ريفي، قال لـ”نداء الوطن” إن السؤال الذي وجهه إلى الحكومة حول تسهيل دخول وإيواء مسؤولي النظام السوري إلى لبنان، ناتج عن معلومات مؤكدة تتقاطع مع ما نشرته “نداء الوطن”، ودعا ريفي الحكومة والوزارات المعنية وجميع الأجهزة إلى توقيف هؤلاء، ومراسلة الدول والهيئات التي تطلب محاكمتهم وتسليمهم، كما طالب بتوقيف اللواء في النظام المخلوع علي مملوك المطلوب الى القضاء اللبناني، الذي طلب توقيفه في ملفي ميشال سماحة وتفجير المسجدين، التقوى والسلام، وحذر من التهاون في هذه القضية، لأن أي تواطؤ يرتب مسؤولية قانونية جسيمة على كل متواطئ”.

الرئيس نجيب ميقاتي، كان له موقف يصح اعتباره “التأكيد في معرض التوضيح”، فهو لم ينفِ ما صدر بل اكتفى بالقول: توضيحاً لما يتم تداوله عن دخول بعض المسؤولين السوريين السابقين إلى لبنان للسفر إلى دول أخرى، فإن سياسة الحكومة اللبنانية لطالما كانت الركون إلى القوانين اللبنانية والدولية، إن الاحتكام بهذا الملف هو إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص”.

وجاء موقف الحزب “التقدمي الاشتراكي” ليؤكد المؤكَّد، إذ نبَّه من خطورة تحويل لبنان إلى ملجأ آمن لقيادات النظام المخلوع في سوريا ، ودعا إلى تدارك هذا الأمر ومنع حصوله كي لا يتحمل لبنان تداعيات قانونية وسياسية نتيجة لهذا الأمر”.

وفي معلومات حصلت عليها “نداء الوطن” أن عائلة ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، غادرت إلى عاصمة عربية عبر مطار بيروت، كما أن عائلات ضباط سوريين ومسؤولين أمنيين في النظام السوري السابق، غادروا إلى أكثر من عاصمة عبر مطار بيروت.

معلومات حصلت عليها “نداء الوطن” تشير إلى أن أجهزة مخابرات غربية باشرت طرح أسئلة وتجميع معلومات عن ضباط الفرقة الرابعة وعن ضباط عراقيين وإيرانيين، غادروا عبر مطار بيروت، وفي حال ثبتت هذه المعطيات فإن لبنان سيكون عرضة لمساءلة قضائية دولية باعتباره يؤوي ويسهِّل تهريب مجرمي حرب.

وفي قضية مرتبطة بالنزوح، علمت “نداء الوطن” أن الضابط في الأمن العام، أحمد نكد، نفّذ مساء أمس المذكرة الصادرة عن مدير الأمن العام، اللواء الياس البيسري، والتي تقضي بمنحه إجازة .

تضيف المعلومات أن الضابط نكد، رئيس مركز المصنع الحدودي، المقرّب من قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري ماهر الأسد، ومن علي مملوك، رفض تنفيذ المذكرة في بداية الأمر، وتشير المعلومات إلى أن نكد كان على تواصل مباشر مع وفيق صفا رئيس وحدة التنسيق والارتباط في “حزب الله”.

وتكشف المعلومات أن نكد أشرف على تسهيل مرور مئات السيارات السورية الفاخرة، التي أقلت شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية سورية تابعة للنظام السوري السابق. كما رصد صحافيون استقصائيون وأجهزة أمنية أسلوب عمله في المعبر، حيث كان ينفذ خطة تعتمد على “التزاحم وفقدان السيطرة”، ما أتاح دخول أعداد كبيرة من الوافدين القادمين من منطقة السيدة زينب، بينهم أشخاص من جنسيات لبنانية، سورية، إيرانية، أفغانية، وعراقية، من دون أوراق ثبوتية .

وتتابع المعلومات أن توافد الطواقم الصحافية وتثبيت إحدى الكاميرات على مبنى مقابل للمعبر، عرقل خطة نكد في تمرير باقي الوافدين، ما أدى إلى تصاعد الازدحام .

وبعد تنفيذ مذكرة الإجازة، تسلّم الضابط إيهاب الديراني مهامه في المركز. وعُلِم أن مجموعة من اللجنة الأمنية لدى “حزب الله” موجودة عند معبر المصنع وتحاول التنسيق مع الضابط الديراني حركة دخول أزلام النظام السوري السابق.

وتخشى مصادر مراقبة أن يكون الضابط نكد قد ورط لبنان في ممارسات من شأنها أن تحمّله عواقب جمة، بعدما أبلغ أن الدوائر الرسمية في لبنان تشعر بالاستياء من كون الضابط على المصنع قام بإيواء ضباط مطلوبين. يُذكَر أن الضابط نكد لديه ملف أمام النيابة العامة المالية بتهمة تهريب آثار لكن النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم يحتفظ بالملف في أدراجه.

في السياق ذاته علمت “نداء الوطن” أنّ السوريَين، اللواء غسان نافع بلال، مدير مكتب ماهر الأسد ونائبه في قيادة الفرقة الرابعة، والعقيد فراس حكمت كريدي، وهو ضابط أمن الفرقة الرابعة، موجودان لدى الأمن العام اللبناني عند نقطة المصنع الحدودية. علماً أنّهما فارّان من حكم بإعدامهما في سوريا وأحدهما يحمل هوية مزوّرة باسم شخص من عائلة “الختيار”.

مصادر سياسية فاعلة حمَّلت “حزب الله” مسؤولية هذه الإجراءات التي تعبِّر عن استباحة الدولة، وتعتبر هذه المصادر أن أداء “حزب الله” يزج لبنان في مخاطر دولية تماماً كما خاطر في زج لبنان في ما وصفه بـ”معركة الإسناد والمشاغلة”.

في ظل هذه المعمعة، أين السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي؟ الداعي إلى هذا السؤال أن السفير علي كان حوَّل السفارة إلى مقر للمخابرات السورية وأحياناً إلى سجن حيث كان يعتقل سوريين معارِضين للنظام، كما أعطى لنفسه مهمة بعيدة كل البعد عن المهام الدبلوماسية، ومنها الطلب إلى “حزب الله” تأمين مخصصات مالية لشخصيات سياسية ورؤساء أحزاب ومنهم الأمين العام لحزب البعث في لبنان علي حجازي.

 

 

 

"اللواء":

على مسرح الحدث المستمر: المتغيرات الفاصلة في سوريا بين مرحلة انطوت (حكم آل الاسد) ومرحلة بدأت بتسلم «سلس» لزمام السلطة من قبل حكومة انتقالية، عينتها «هيئة تحرير الشام» المسلحة التي قادت عمليات سقوط المدن، والدخول اليها، بلا حرب او مواجهات.. على مسرح هذا الحدث، بكل احتمالاته ومآلاته، تتحرك القوى السياسية في لبنان، ضاربة اخماساً بأسداس، فيما يطغى الامن على كل شيء من المعابر الشرقية والشمالية، وما يتردد عن لجوء رموز من النظام السابق الى لبنان، على الرغم من النفي الرسمي، الى استمرار الخروقات الاسرائيلية المعادية من بنت جبيل الى الضاحية الجنوبية، وبيروت عبر المسيَّرات وطائرات الاستطلاع (M.K)، في عدوان لم يحن وقت توقفه بعد على كل الجبهات، بعد تدمير ما لا يقل عن 80 من القدرات العسكرية للجيش السوري النظامي.

والامن لا يقتصر على الانتهاكات الاسرائيلية او محاولات التسلل والعبور السورية، بل يشمل عصابات السرقة، والمجموعات التي تعودت ان تعمل في الازمات للسرقة، والسلب والنهب والقتل.

يضاف الى كل ذلك خضة الدولارات المزورة، الآتية من تركيا كما تردد، عبر ناشطين مختصين بهذا النوع من الممارسات الاجرامية، لتخريب الاستقرار المالي في لبنان، وهو الامر الذي بحثه الرئيس نبيه بري مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.

بري: الجلسة لانتخاب الرئيس

ولم يؤدِ الحدث السوري، المتمثل بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد، وسيطرة «هيئة تحرير الشام» على الوضع في سوريا بالرئيس نبيه بري للانصياع الى بعض الدعوات لتأجيل موعد الجلسة في 9 ك2، المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وجزم بري اننا: سوف نشهد انتخاباً للرئيس في الجلسة المقبلة، نافياً اي نية للتأجيل، ومؤكداً انه على تفاهم مع اللجنة الخماسية (التي تضم السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا).

واعتبر ان انتخابات الرئاسة تعزز مناعة لبنان، بعد ان ادى اتفاق وقف النار الى تحصين لبنان من الخضات.

واستبعد بري اي تأثيرات سلبية لما حدث في سوريا على لبنان، ورأى انه لغاية الآن: المستفيد الاول اسرائيل والمستفيد الثاني هو تركيا، مكتفياً بهذا القدر من التسميات..

وتأكيداً لما نشرته «اللواء» في عددها امس الاول، يزور سفراء اللجنة الخماسية غداً عين التينة للقاء الرئيس بري، في اطار التحضيرات الجارية للتفاهم على ما يتعين العمل عليه قبيل موعد الجلسة، لجهة المشاورات والتفاهمات الممكنة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس بري بات يردد الموقف بشأن إتمام الاستحقاق الرئاسي في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل أكثر من مرة ما يدلل على رغبة في عدم تجاوز الموعد المحدد للإنتخاب، وقالت إن الرئيس بري ربما يراكم على سلسلة معطيات أو نجاح مشاورات نيابية قبل هذه الجلسة مع العلم أن النقاشات بدأ يعمل على تزخيمها وهناك لقاءات تمت وأخرى قيد التحضير، على أن تتبلور النتيجة قريبا، مشيرة إلى أن التداول بالأسماء يستمر إلى المرحلة الأخيرة تمهيدا لطرح اسمين أو أكثر.

واعتبرت أن التواصل بين الكتل النيابية يحدد البوصلة بشأن التفاهم المنتظر أي نجاحه أو فشله، إلا أن البعض لم يحسم توجهه بعد تقاطعا أو تحالفا في انتظار بعض الأشارات.

تحرك باسيل

وكشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه سيستأنف اليوم اتصالاته مع الكتل النيابية، من اجل التوصل الى رئيس توافقي، وان يكون موعد 9 ك2 الموعد الاخير لانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي اول موقف واضح مما جرى في سوريا، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: ننظر لموضوع سقوط النظام السوري من زاوية مصلحة لبنان اولاً وأخيراً.

وقال باسيل في كلمة له عقب ترؤسه الاجتماع الدوري للمجلس السياسي في التيار، تعليقاً على الاحتفالات الجارية: خوفي ان تكونوا ترقصون كمن يرقص على قبره، وان يأتي يوم وتندمون على ذلك.

وطالب بعودة النازحين السوريين الى بلادهم ووقف المساعدات لهم في لبنان، والبدء بتطبيق اجراءات العودة فوراً.

الحراك الرسمي

وفي الحراك اللبناني الرسمي لمواكبة التطورات، وصل الرئيس نجيب ميقاتي الى اسبانيا في زيارة رسمية حيث سيجتمع مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز للبحث في تطورات اوضاع المنطقة.

كما اجرى وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بوحبيب اتصالاً بنظيره المصري بدر عبد العاطي، تشاورا فيه بآخر المستجدات في سوريا، وضرورة التحرك العربي لمواكبة سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، وحسب بيان للخارجية اللبنانية، تم التوافق على ضرورة إجراء مشاورات عربية، وعقد إجتماع وزاري قريب، من المرجح ان يحصل وفقاً للمشاورات الجارية حاليا بين الوزراء العرب المعنيين في نهاية الاسبوع الحالي، لمواكبة الاحداث السورية.

وإستكمل الوزير بوحبيب مساء اتصالاته ومشاوراته الوزارية العربية حول سوريا بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وتواصل هاتفيا ونائب رئيس الحكومة ووزير خارجية الاردن أيمن الصفدي، حيث وضعه الوزير بوحبيب في اجواء اجراءات تثبيت وقف إطلاق في لبنان. كما تم التطرق ايضاً الى امكانية انعقاد اجتماع تشاوري وزاري عربي حول سوريا.

واتصل بوحبيب ايضاً بالممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، «مبدياً استعداده لتطوير التعاون مع الفريق الجديد المنتخب في المفوضية الأوروبية خلال زيارته المزمع إجراؤها الى بروكسل الاسبوع القادم. كما ابدى الوزير بوحبيب رغبته بمساعدة لبنان في عملية اعادة الإعمار وتعزيز قدرات القوات المسلحة، والادارات العامة».

من جهتها اعربت كالاس «عن رغبة الاتحاد الاوروبي بمساعدة لبنان، وشجعت على إتخاذ السلطات اللبنانية خطوات لمساعدة أنفسهم كي يساعدهم الاتحاد الاوروبي، من خلال الاسراع بإنتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وإجراء إصلاحات إقتصادية». وتبادل الطرفان أهمية مواكبة ما يجري في سوريا، وإنعكاسه على المنطقة وأوروبا، نظرا» للترابط والتأثير المتبادل بين الشرق الاوسط وأوروبا.

ولاحقا اعلنت كالاس «أنها تحدثت مع وزير الخارجية اللبناني، ومن المهم أن يصمد وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل»، مضيفة: ان الاتحاد الأوروبي عازم على مواصلة دعم لبنان»ونحن نتابع عن كثب التطورات في سوريا وتداعياتها على المنطقة.

اطلاق نار في دير العشاير

بقي الوضع السوري مسيطراً على سياسة لبنان برغم التطورات الاخرى اللبنانية الرئاسية والجنوبية، لا سيما مع توارد المعلومات عن توغل جيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم من الجولان وجبل الشيخ نحو مزيد من الاراضي السورية وصولا الى ريف دمشق الغربي وبات قريباً من حدود لبنان الشرقية – الجنوبية لجهة راشيا الفخار.

ولاحقاً، افيد ان مجموعة من «هيئة تحرير الشام» حاولت التسلل الى الأراضي اللبنانية في منطقة دير العشاير على الحدود اللبنانية السورية، حيث قامت بإطلاق النار بإتجاه الجيش اللبناني وحصل اشتباك قصير ومن ثم انسحبت.

ولكن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه اصدرت بياناً اوضحت فيه: انه بتاريخ 10/12/2024 في جرود كفرقوق – راشيا الوادي، أقدم مسلحون مجهولون قادمون من الأراضي السورية، على تجاوز الحدود والاقتراب من أحد المراكز الحدودية للجيش، وإطلاق النار في الهواء، وذلك أثناء استيلائهم على تجهيزات من داخل مركز للجيش السوري بعدما تم اخلاؤه. وقد أطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية، ما أجبر المسلحين على العودة إلى داخل الأراضي السورية».

ولاحقاً، اعلن عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور في بيان انه «اتصل بقائد الجيش العماد جوزف عون، الذي أكد لي أن الاشتباك الذي حصل في جبل دير العشاير في منطقة راشيا، هو مع عصابة سرقة وليس مع عناصر هيئة تحرير الشام».

وقال: أطمئن أهلنا في راشيا بأن ليس هناك ما يدعو إلى القلق وجيشنا اللبناني موجود وهو يحظى بالثقة الكاملة ونحن نقف خلفه في كل خطوة لتوطيد الأمن.

استحداث مركز

ولمواجهة التدفق، وسط مخاوف من لجوء عناصر الامن السوري السابق الى لبنان، اضاف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي حاجزاً امنياً للجيش والامن العام عند المصنع، نافياً ان يكون اي عنصر امني سوري دخل الى البلد.

وفي السياق السوري أكدت مصادر أمنية مطلعة أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قد دخل إلى لبنان أول من أمس برفقة أكثر من 60 شخصية قيادية وأمنية جلّهم من أعضاء «الفرقة الرابعة» التي كان يترأسها الأسد قبل انهيار النظام.

وكشفت المعلومات أن الأسد دخل الأراضي اللبنانية بطريقة سرية وغير شرعية، وذلك عبر الأنفاق الطويلة التي حفرها الفصيل الفلسطيني المسّلح التابع لنظام الأسد «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» في منطقة قوسيا في البقاع الغربي، والتي تصل في عمقها الدفين من لبنان إلى داخل الأراضي السورية.

وبحسب المعلومات، فقد تم تأمين نقل الأسد وأعوانه بطرق مخابراتية من قبل عناصر تابعة لجهاز أمن «حزب لله» الذي أستلمهم من قوسايا بعد أن أبلغتهم «القيادة العامة» عدم قدرتها على تأمين مستلزمات بقائهم لديها. وأن عناصر الحزب قاموا بإيصالهم إلى مكان سري يقع بالقرب من العاصمة بيروت استعدادا لنقل الأسد إلى خارج لبنان، مع ترجيح بأن تكون الإمارات العربية المتحدة وجهته التالية بعد لبنان، وذلك عبر طائرة خاصة مملوكة لأحد رجال الأعمال اللبنانيين.

حزب الله يدين الاحتلال للأرض السورية

وفي موقف متكرّر، اعلن حزب الله في بيان هو الثاني للحزب عن دعم «سوريا وشعبها في حقه بصنع مستقبله، ومواجهة عدوه الكيان الاسرائيلي الغاصب»، معرباً عن امله في استقرار سوريا على خيارات ابنائها، وان تكون في موقع الرافض للاحتلال الاسرائيلي، مانعة التدخلات الخارجية في شؤونها.

ودان الحزب «احتلال الكيان الاسرائيلي مزيداً من الاراضي السورية وضرب القدرات العسكرية»، داعياً مجلس الامن والمجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية لحمل مسؤولياتها وانهاء الاحتلال.

الخروقات

وعلى صعيد الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، سجل تحليق مكثف للطيران المعادي على علو منخفض في اجواء العاصمة والضاحية الجنوبية.

وعلى صعيد الوضع الجنوبي، مازال العدو الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي والمحاولات لتثبيت وقف اطلاق النار ووقف الخروقات في الجنوب، وافادت آخر المعلومات صباح امس، عن تعرض دورية مشتركة من الجيش اللبناني و«اليونيفل» لإطلاق النار من القوات الإسرائيلية خلال محاولتها فتح طريق عام عيترون.

لكن وللمرة الاولى بعد وقف اطلاق النار، وصلت آليات لقوات الطوارئ مع جنود من الجيش اللبناني إلى مفرق عيناثا بنت جبيل جهة المسلخ.

واستهدفت دبابة ميركافا بعدد من القذائف، أطراف بلدتي شيحين والجبين.كما اطلق جيش الاحتلال صباحا، نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبية والاودية المجاورة لبلدي قبريخا ومجدل سلم. وبعد الظهر، تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على وادي حسن في أطراف مجدل زون الجنوبية.

كما لاحقت محلّقة إسرائيلية عناصر للدفاع المدني اللبناني خلال محاولتهم انتشال جثامين شهداء من بلدة شمع واجبرتهم على الانسحاب وقصفت الموقع الذي كانوا فيه بالمدفعية.ولكن تم رفع جثماني شهيدين.

واستهدفت غارة معادية حي عين الصغيرة في بنت جبيل، استهدفت غارة إسرائيليّة سيّارة في ساحة بنت جبيل مما أدّى إلى إصابة السائق في قدمه ونجاته بأعجوبة.

واستهدفت غارة معادية بلدة عدلون مما أدى إلى إصابة 3 مواطنين إصابات خفيفة، تم نقلهم إلى المستشفى.

ونفذت القوات المعادية عملية نسف كبيرة في بلدة ميس الجبل.وسُمِع ايضا، دوي انفجار تبين أنه ناتج عن قيام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجير واسعة في الخيام، وهو مستمر منذ ليل أمس بعملية نسف المنازل والمباني، وذلك بعد تأجيل دخول فرق الهندسة في الجيش اللبناني التي كانت مقررة أمس.وافيد ان رتلاً من دبابات ميركافا معادية انسحب من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني.

والى ذلك سقط صاروخ من الطيران الحربي الاسرائيلي من دون أن ينفجر، أدى الى اختراق منزل مؤلف من ثلاث طبقات في بلدة القليعات في سهل عكار.

واعلن الدفاع المدني انتشال ضحية في منطقة البسطة الفوقا نتيجة الغارة الاسرائيلية على المنطقة،واستمرار عمليات البحث عن مفقودة لا تزال ضمن عداد المفقودين. كما تم العثور على جثة الطفل الشهيد أمير وسام حسين أثناء أعمال حفريات بالقرب من المنزل الذي تعرض لغارة من مُسيّرة معادية، منذ حوالى الشهرين في بلدة المعيصرة الكسروانية، وحسين من بلدة حولا الجنوبية وكان مع عائلته النازحة في المبنى المستهدف.

في الجانب المحتل، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية أمس: أن العديد من سكان مستعمرات الشمال مقابل لبنان استغلوا وقف إطلاق النار لزيارة منازلهم أو العودة إليها، فشاهدوا أضراراً جسيمة لحقت بها نتيجة للحرب.

اضافت: تظهر على المنازل علامات الهجران مع تراكم القمامة والطعام الفاسد والملابس القديمة والقوارض المنتشرة والعفن.

واوضحت الصحيفة، أن إعادة بناء المناطق المتضررة في المستوطنات الشمالية الإسرائيلية بسبب صواريخ حزب لله سيستغرق 5 سنوات.

 

 

 

"الديار":

لم تحجب زحمة الملفات والتطورات الداخلية اللبنانية، من افتتاح لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار عملها، على وقع استمرار الخروقات الاسرائيلية، وانطلاق البحث عن المرشح الرئاسي العتيد، هيمنة الاحداث السورية المتسارعة على الاهتمام الدولي والاقليمي والمحلي، في ظل وجود العديد من التفاصيل غير الواضحة حول المرحلة المقبلة، اذ ان الاكيد الوحيد حتى الساعة ان هناك تغييرا جذريا في قواعد اللعبة في الشرق الاوسط، بدأ مع سقوط الاسد، وسيستكمل في الاسابيع والاشهر المقبلة، قبل ان تتبلور الصورة الكاملة للشرق الاوسط الجديد، الذي تعود بدايته الى عام 2006.

عزز هذا المشهد، كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي على ان «هضبة الجولان ستصبح اسرائيلية الى الابد»، ما اثار القلق من تداعيات ذلك على امن المنطقة، في وقت تتقدم فيه القوات الاسرائيلية نحو ريف دمشق بعدما تخطت القنيطرة، على بعد 25 كيلومترا جنوب غرب دمشق، مقتربة بشكل كبير من المناطق الاستراتيجية في الجنوب السوري.

تطورات سورية

وفي موازاة تقدم العملية السياسية، في توقيت قياسي، مع انطلاق عمل حكومة المعارضة، تزامنا مع اطلاق ادارة العمليات العسكرية حملة مداهمات واعتقالات في مناطق الساحل السوري، قادتها الى اعتقال عدد من الرموز السابقين من امنيين وضباط جيش، في اللاذقية وطرطوس، تستمر اسرائيل في تنفيذ عدوانها العسكري المنسق مع القوى أميركا وروسيا وتركيا، وفي الوقت الذي وصل قائد القيادة الوسطى الاميركية الى غرفة عملياته في الاردن، قرب الحدود السورية، على خطين:

الاول، تنفيذها عملية جوية – بحرية مركبة، هي الأوسع منذ حرب الخليج الثانية، نفذ سلاح الجو مئات الغارات الجوية، في خطة تستمر لاربعة ايام بهدف تدمير المقدرات العسكرية السورية، ما ادى حتى الساعة الى تدمير سلاح المدرعات وعنابر صيانتها، القواعد الجوية من حظائر للطائرات الحربية ومخازن السلاح الخاصة بها، بما فيها اسراب الميغ 29 والطوافات، منظومات الدفاع الجوي ومراكز الرادار التابعة لها، مخازن الصواريخ المضادة للدروع، القواعد البحرية بمخازنها وقواعدها، القدرة الصاروخية الباليستية والبعيدة المدى، معامل التصنيع الحربي، مراكز الابحاث العسكرية، مقار الاجهزة الامنية والاستخبارات والمراقبة، مخازن ومقار الحرس الجمهوري.

الثاني، الاجتياح البري، بعدما سيطرت على جبل الشيخ محكمة امساكها بخط بيروت دمشق بالنار، متوغلة، حيث وصلت الى قرابة ٤٠ كيلومترا من العاصمة دمشق، في محاولة لفرض واقع جديد سيقود حكما الى ترتيبات امنية جديدة بعدما اعتبرت اتفاقية فصل القوات الموقعة عام ١٩٧٣ بحكم الساقطة، وسط مخاوف البعض من ان يكون من بين تلك الاهداف العسكرية، احكام الطوق على البقاع اللبناني، تمهيدا لاستكمال المعركة ضد حزب الله.

تقدم دفع باسرائيل الى مراجعة خطط انسحابها من لبنان، وبالتالي استمرار الخروقات والغارات، حيث تشير المعلومات الى ان حزب الله يدرس خيارات جديدة، خصوصا بعد المعلومات الواردة من طهران عن اعادة تقييم كاملة للمرحلة الاخيرة، عزز من ذلك كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين عز الدين الذي اكد خلال الاحتفال التكريمي لمجموعة من شهداء “المقاومة الاسلامية” في بلدة العباسية ان “لصبر المقاومة حدود، فاذا لم تمارس واشنطن وباريس الضغط على اسرائيل لوقف الانتهاكات، ستتحملان المسؤولية كاملة”.

موقف حزب الله

وفيما دعا رئيس التيار الوطني الحر، من باريس، حزب الله الى “التركيز على قضايا لبنان الداخلية وليس على المنطقة الأوسع، وبالتالي أن ينأى بنفسه عن «محور المقاومة» المتحالف مع إيران».

وتقول مصادر مطلعة، ان حزب الله يراقب المشهد بهدوء، وأنّ موقفه العام الذي عبر عنه جاء محترما لرغبة الشعب السوري، مع تقديره الواضح لمشهد عدم إراقة الدماء، وهو ما دفعه الى اجراء الاتصالات اللازمة لسحب جميع مقاتليه ومسؤوليه مع عائلاتهم وعودتهم الى لبنان.

وختمت الاوساط، بان الاتفاق الإيراني – التركي، قد يكون ساهم في موقف الحزب حتّى الساعة من إغلاق طريق الإمداد الذي يمر في عمق الأراضي السوريّة، ذلك ان الحزب يجيد قواعد لعبة التوتّرات مع التنظيمات الإسلامية، «فتماما كما فصل بين موقف حماس في سوريا وموقفها في فلسطين، سيملك بلا شكّ القراءة المؤدّية إلى حسن التعامل مع الواقع الجديد على حدود لبنان».

تواصل لبناني – سوري

في غضون ذلك ووسط تحذيرات دولية من استقبال القيادات الهاربة من سوريا في لبنان، مع ما سيتركه ذلك من تداعيات خطرة على السلطة اللبنانية، ما دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير الداخلية، الى الايعاز الى المعنيين لاتخاذ المقتضى القانوني، سجل خلال الساعات الماضية اول اتصال «غير رسمي» بين الحكومة اللبنانية وقوات المعارضة التي تولت زمام السلطة، حيث علم ان الحكومة اللبنانية، وتحديدا رئيسها قدمت الدعم والمساعدة في مسألة سجن صيدنايا دون ان تكشف عن التفاصيل، اذ اشارت مصادر مطلعة ان رئيس حكومة تصريف الاعمال تواصل مع جهات خارجية فاعلة، عمدت الى ارسال مختصين ومعدات لتنفيذ عمليات الانقاذ.

الرئاسة

التطورات المتسارعة، لم تحجب الملف الرئاسي اللبناني، الذي وضع على نار حامية املا في الوصول الى اتفاق يخرج الدخان الابيض من ساحة النجمة، حيث يصر رئيس مجلس النواب على انجاح جلسة التاسع من كانون الثاني، رغم اقتناعه بصعوبة تخطي الموقف الاميركي الذي اعلن عنه مستشار الرئيس ترامب مسعد بولس، والذي اكدت عليه اللقاءات في باريس.

وعلى هذا الصعيد علم ان خماسية باريس ستلتقي اليوم برئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما كان الاجتماع مقررا الاثنين، والغي نتيجة انشغال عين التينة بالتطورات السورية، بناء على اقتراح السفيرة الاميركية، قبل مغادرة اعضاء اللجنة لقضاء اجازة الاعياد الطويلة، على ان يعودوا مع مطلع العام الجديد.

موقف المعارضة

مصادر مواكبة اكدت ان المشاورات الرئاسية ستستمر حتى موعد الجلسة المقررة، وسط التوقعات بان تنتج اتفاقا بين الاطراف السياسية، يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد فترة الجمود السابقة، متوقفة عند المواقف الصادرة عن المعارضة، والتي ركزت على ان كل شخصية عليها فيتو لن يمر اسمها، وان المعارضة تفضل ان يكون الرئيس نتيجة قبول الثنائي الشيعي فالاتفاق هو الحل الافضل ولا نية لاقصاء احد، انما ضمن شروط محددة تراعي التوازنات الجديدة، التي لا يمكن لاحد تخطيها، سواء في الداخل او الخارج، وهو ما اقرت به فرنسا اخيرا، كما الرئيس نبيه بري ، الذي بات يدرك انه ما عاد بالامكان تخطي دور الادارة الجمهورية في الملف الرئاسي، مع ما يعنيه ذلك من ان الدخان الابيض لن يخرج من جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل.

معراب – عين التينة

تكتيك عين التينة قادها الى تركيز حملاتها تجاه معراب، التي تحولت محجة للمفاوضين، اذ علم في هذا الاطار عن زيارة قام بها كل من نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي يرافقه الوزير السابق كريم بقرادوني، حيث نوقش الملف الرئاسي وتم طرح مجموعة من الاسماء، في وقت كشف فيه عن مسعى يقوم به رئيس مجلس النواب الياس بوصعب لترتيب زيارة «للحكيم» الى عين التينة، في ظل التغييرات الدراماتيكية الحاصلة، وتحول معراب الى مركز ثقل في عملية التوافق حول انتخاب رئيس.

كما اشارت المصادر، الى ان كتلة الاعتدال الوطني طورت عملها وانتقلت الى مرحلة نقاش الاسماء، في اطار جولاتها الجديدة على القيادات السياسية، وسط تحرك لافت لعدد من المرشحين الذين باشروا اتصالات مع السفارات المعنية من عربية وغربية.

خروقات جنوبية

على الجبهة الجنوبية، وللمرة الاولى بعد وقف اطلاق النار، تمركزت آليات لقوات الطوارئ مع جنود من الجيش اللبناني على مفرق عيناثا بنت جبيل جهة المسلخ. في المقابل، افيد عن غارة من مسيّرة اسرائيلية استهدفت مدينة بنت جبيل. وسُمِع دوي انفجار تبين أنه ناتج من قيام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجير واسعة في الخيام، وهو مستمر في عملية نسف المنازل والمباني. وتمكن عناصر الدفاع المدني – صور من انتشال رفات شهيدين من بلدة شمع رغم تعرضهم لخطر المسيرة الاسرائيلية التي كانت تحلق بالاجواء. وأشارت المعلومات الى ان رتلا من دبابات ميركافا الاسرائيلية انسحب من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني. كما أطلق الجيش الاسرائيلي نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبية والاودية المجاورة لبلدتي قبريخا ومجدل سلم. كما سجل سقوط عدد من القذائف المدفعية الاسرائيلية على أطراف شيحين والجبين.

هذه التطورات جاءت بعيد اجتماع اللجنة الخماسية في الناقورة، التي ناقشت آلية عملها، حيث يتوقع، في غضون الايام المقبلة، ان يكون قد اكتمل وصول الضباط الاميركيين المختصين الذي سيعاونون رئيس اللجنة الجنرال “غاسبر جيفرز”، وعددهم 15، من اجل مراقبة وقف اطلاق النار، والذين سيتمركزون في السفارة في عوكر، على ان يتمركز الفريق الفرنسي في قصر الصنوبر.

 

 

 

 

"البناء":

لليوم الثالث واصل طيران الاحتلال وقوّاته البحرية الهجمات على المقدّرات العسكرية السورية البرية والبحرية والجوية، كما وتواصلت استباحة السيادة السورية بالمواقف المتمسكة بضم الجولان المحتل، ترافقها عمليات التوسع التي بدأت باحتلال المنطقة العازلة وفق اتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974 وإعلان سقوط الاتفاق، ثم التوسّع من بعده باتجاه التقرّب من العاصمة والسيطرة على المجال الأمني لكل من محافظتي درعا والسويداء، وبدا أن هذه الاندفاعة السياسية العسكرية لكيان الاحتلال سوف تستمرّ دون رادع مع ردود فعل وإدانات عربية تصدّرها موقف سعودي وغياب لجامعة الدول العربية، وتذكير من معاون الأمين العام للأمم المتحدة بأن الجولان سوف يبقى أرضاً سورية محتلة في القانون الدولي.

داخل الكيان كان الحدث هو نجاح محاولات جلب رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو إلى المحكمة بتهم فساد ورشى بعدما فشلت محاولات التأجيل والتذرع بالانشغال بحرب غزة مرّة والتغييرات في سورية مرة، والمخاطر على أمن نتنياهو بعد وصول الطائرة المسيّرة التي أطلقتها المقاومة اللبنانية الى غرفة نومه في قيسارية، وكان الخبر حديث القنوات التلفزيونية والتعليقات السياسية، باعتبارها المرة الأولى التي يجلب فيها رئيس حكومة على رأس حكومته للمحاكمة، وخصوصاً والكيان في حال حرب، ووفقاً للمعلومات التي عممتها المحكمة فإن أقصى تعاون يمكن تقديمه هو نقل الجلسات إلى تل أبيب وفي مكان محصّن، على أن تعقد ثلاث جلسات أسبوعياً ولمدة شهور لإنهاء التحقيقات في ملفات مليئة بالوثائق يفترض أن يواجهها نتنياهو رغم استخفافه بالمحاكمة في تعليقاته وتوصيفها بالعمل المدبّر.

لبنانياً، أكدت مصادر سياسية متابعة أن حراكاً لبنانياً يتشاركه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يتوزّع على ثلاثة ملفات، الأول هو ملف ضبط الحدود في ظل التغييرات التي تشهدها سورية والنأي بلبنان عن أي تداعيات، وذلك بالطلب الى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية إلى تعزيز الحضور على امتداد الحدود اللبنانية السورية. والملف الثاني هو تسريع العمل باتجاه تطبيق القرار 1701 بعدما عقدت لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعها الأول في الناقورة، ووضعها جدولة زمنية لتطبيق الاتفاق، استناداً إلى القرار 1701. أما الملف الثالث فهو الملف الرئاسي حيث يستشعر عدد من القيادات اللبنانية وفي مقدمتهم بري وميقاتي أن تحصين لبنان بوجه ما يجري في المنطقة وما يثيره من مخاوف ومخاطر، يستدعي السعي لإنجاح جلسة 9 كانون الثاني وجعلها جلسة انتخاب الرئيس وليس مجرد جلسة من جلسات محاولة الانتخاب.

وأمس استبعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري «تأثيرات سلبية» لما حدث في سورية على لبنان. ورأى بري أنه «لغاية الآن المستفيد الأول هو «إسرائيل»، والمستفيد الثاني هو تركيا»، مكتفياً بهذا القدر من التسميات.

وعدّ بري أن اتفاق وقف النار الذي أنجزه لبنان برعاية أميركيّة – فرنسيّة «حصّن لبنان من الخَضّات»، مشدداً على ضرورة استكمال الخطوات التي «تزيد من مناعة لبنان وتعيد انتظام مؤسساته»، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 9 كانون الثاني المقبل.

وأكد برّي أن موعد الانتخابات لا يزال قائماً رغم كل المتغيّرات، ورغم ما يتردد عن مطالبات بتأجيل هذه الانتخابات لمزيد من التشاور حول الشخصيّات المرشحة لتولي المنصب. وقال: «الملف الرئاسي مسألة متجدّدة في كل يوم»، جازماً بـ»أننا سوف نشهد انتخاباً للرئيس في الجلسة المقبلة، وسيكون للبنان رئيس في 9 كانون الثاني المقبل».

ونفى أي نية للتأجيل، قائلاً: «أنا متفاهم مع اللجنة الخماسيّة (التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا)، ولم أتبلّغ من أي طرف محليّ أو خارجيّ أي طلب أو تمنٍّ بتأجيل الجلسة.

أشار حزب الله في بيان، إلى أن احتلال الكيان الإسرائيلي لمزيد من الأراضي السورية وضرب القدرات العسكريّة فيها هو عدوان خطير ومُدان بشدة، يتحمّل مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المسؤولية في رفضه وإنهائه وحماية الشعب السوريّ في مرحلة حسّاسة ومفصليّة من تاريخه. ونحن لطالما حذّرنا من الأطماع الإسرائيليّة في كل المنطقة وقاومناها لمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه، وكرّرنا أنّ العدوان على غزة هو حرب إبادة ومنطلق لتغيير وجه المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية.

ولفت حزب الله إلى أنّ الصمت المطبق عربياً وإسلامياً ودولياً تجاه العدوان الإجراميّ على سورية، بدعم أميركيّ غير محدود، وعدم اتخاذ إجراءات عمليّة لمواجهة هذا العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، أدّى إلى التمادي الصهيوني والتطاول على دول المنطقة. ويجب اتخاذ كل الخطوات التي تمنع الكيان الإسرائيلي من تحقيق أهدافه، وعدم السكوت أو التفرّج على هذا العدوان الغاشم ضدّ سورية وشعبها. فما يجري في سورية اليوم على المستويين الشعبي والسياسي، وما سينتج عنه من خيارات سياسيّة داخليّة وخارجيّة، هو حقّ حصري للشعب السوري بمعزل عن أي مؤثرات وضغوط خارجية.

وأمل أن تستقر سورية على خيارات أبنائها، وتحقق نهضتها، وأن تكون في موقع الرافض للاحتلال الإسرائيلي، مانعةً التدخلات الخارجية في شؤونها. وسنبقى سنداً لسورية وشعبها في حقّه بصنع مستقبله ومواجهة عدوه الكيان الإسرائيلي الغاصب.

دان الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان، «إقدام العدو الإسرائيلي على إلغاء اتفاق فصل القوات، الذي أعقب حرب 6 تشرين الأول 1973 وقيامه باحتلال المزيد من الأراضي السورية».

ونبّه الحزب الاشتراكي إلى «خطورة ما يجري، الأمر الذي يتطلب تدخلاً دولياً حازماً يجبر «إسرائيل» على التراجع عن خطواتها وإعادة العمل بهذا الاتفاق واحترام حدود المنطقة العازلة بين الجيشين، الذي أقرّه الاتفاق».

وأشار وزير الداخلية بسام مولوي بعد اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي لمتابعة الأوضاع الأمنيّة في لبنان والإجراءات المتخذة عند المعابر الحدودية، إلى أننا لا نرى تحركات مقلقة تجاه لبنان وكلّ الأجهزة الأمنية تتابع عملها والتعزيزات موجودة على الحدود لمنع أي تطورات تؤثر على الداخل اللبناني. وأعلن بأن 9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصلوا لبنان.

وذكر مولوي بأنه بالنسبة إلى السوريين، فإن التعليمات مشدّدة لمنع الدخول العشوائيّ إلى لبنان، ويدخل من لديه إقامة شرعيّة في لبنان وجواز سفر أجنبي أو إقامة أجنبية، كما يمكن الدخول إلى لبنان ترانزيت بعد إظهار بطاقة سفر محجوزة. واكد بأنه لم يدخل أي عنصر أمن من النظام السوريّ السابق إلى لبنان.

وأردف «السوريون الذين دخلوا بالفترة السابقة إلى لبنان هم أصحاب الإقامات القانونية وتتوفر فيهم الشروط وبلغوا 8400 شخص، والخارجون أكثر من الداخلين ونتوقع خروجاً أكثر عند استقرار الوضع في سورية». وشدّد على أن المعابر غير الشرعية مقفلة وهي بيد الجيش اللبناني، وأيّ سوري ملاحق بتدابير وملفات قضائيّة لا يُسمح بدخوله إلى لبنان، ودعا المواطنين إلى عدم إطلاق النار وأذكّرهم أن الأجهزة الأمنية تقوم باللازم لضبط الحدود.

وأعلنت قيادة الجيش، أنّه «بتاريخ 10 / 12 / 2024 في جرود كفرقوق – راشيا الوادي، أقدم مسلحون مجهولون قادمون من الأراضي السورية على تجاوز الحدود والاقتراب من أحد المراكز الحدودية للجيش، وإطلاق النار في الهواء، وذلك أثناء استيلائهم على تجهيزات من داخل مركز للجيش السوريّ بعدما تمّ إخلاؤه. وقد أطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية، ما أجبر المسلحين على العودة إلى داخل الأراضي السورية».

وقال رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، خلال مؤتمر صحافيّ، في ما يتعلق بانتقادات بعض القوى اللبنانيّة، أن «هناك مَن يحاول استثمار ما يحدث في سورية لصالح أجندات حزبية ضيقة»، مذكّراً بأن «التيار الوطني الحر» كان قد عارض الوصاية السوريّة على لبنان، وكان حريصاً على استقلال لبنان، في وقت كان آخرون يبرّرون وجود النظام السوري.

ولفت باسيل إلى أن «جميع رؤساء الجمهورية ووزراء خارجية لبنان ذهبوا إلى سورية، لكن ميشال عون هو الوحيد الذي لم يزر سورية عندما كان رئيساً، وأنا لم أذهب عندما كنتُ وزيراً للخارجية».

وتابع قائلاً: «لم نستكن في موضوع المفقودين إلا عندما حصلنا على تأكيد قاطع من الرئيس السوري بعدم وجود أي معتقل سياسي لبناني في سورية».

واستكمل باسيل: «هناك مسجونون لبنانيّون بموجب القوانين لأسباب جزائية أو غيرها بعد الحرب، وهذا ما أكده وزير العدل القواتي إبراهيم النجار عندما زار سورية برفقة رئيس الحكومة سعد الحريري».

ولفت إلى أنه «يجب أن ننتظر نتائج عمل الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً، التي تمّ إنشاؤها بموجب القانون 105/2018، وهي الجهة الرسمية المعنية بجمع المعلومات وكشف الحقائق، وقد تطلب إنشاء هذه الهيئة جهد 10 سنوات متواصلة بسبب رفض الأحزاب اللبنانية وخوفها من كشف الحقائق حول جرائم القتل والإخفاء التي ارتكبتها الميليشيات».

وأشار باسيل إلى أن «إذا تمّ العثور على أحد المفقودين والمخفيين، فنحن أول مَن سيكون سعيداً بذلك، ولكن هل سيكون الاعتقال مسؤولية التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية ميشال عون، أم مسؤولية من احتجزهم وقام بأعمال القتل والاحتجاز الميليشياوية الخارجة عن القوانين الدولية؟».

وفي سياق آخر، تحدّث باسيل عن الأحداث الجارية في سورية، محذراً من مخاطر العدوان على سورية واحتلال أراضٍ جديدة فيها وتدمير مرافق استراتيجية وعلمية، مؤكداً أن «هذا أمر خطر، إذ أن «إسرائيل» تنفّذ في سورية ما نفّذته في العراق ضمن مخطط ضرب الأوطان العربية وقتل فكرة الدولة الوطنية»، لذلك، دعا باسيل الجامعة العربية والأمم المتحدة للتحرك لمواجهة هذه التحديات.

وقال: «لا يجوز التعامل بخفة وديماغوجية مع الأحداث، علينا أن نحيد عن أي صراع يأتي منه الضرر، أما إذا تعاملنا معها من زاوية الاستثمار السياسيّ أو تسخيرها لصالح بعض القوى الداخليّة، فهذا قمّة الغباء السياسيّ وفقدان الوعي والنضج».

وأشار إلى أن «المزايدات والكذب وتزوير الحقائق لن تمرّ بسهولة»، مؤكدًا أن «ذاكرة الناس ليست قصيرة، وأن الشباب لن يكونوا غافلين عن الحقائق التي يتم تزييفها من قبل البعض»، موضحاً أنه «قد يحقق البعض مكاسب انتخابية مؤقتة، ولكن الحقيقة ستظل واضحة، وسيُكشف لاحقاً أصحاب الأكاذيب».

وشدّد باسيل على الفرق بين العميل والمقاوم قائلاً: «العميل يبقى عميلاً في وطنيته ونفسيته وتربيته، ويكون أجيراً لمن يؤمّن له مصلحته، أما المقاوم فيبقى مقاومًا في وطنيته ونفسيته، ويرفض أن يكون أجيرًا إلا لقناعته وضميره، مهما كلفه الأمر».

وأكد أن «التيار الوطني الحر» سيظل ثابتًا على مواقفه، ولن يرضخ لأي إرادة خارجية طالما هو مستقل وغير مرتهن، قائلاً: «لن تستطيعوا تحويلنا إلى منصاعين لأي إرادة خارجية، ولن تستطيعوا أن تكونوا مستقلين وأحراراً طالما أنتم تقبضون أجراً وتدعمون العمالة عندما يلزم».

وتطرّق إلى الوضع اللبناني الداخلي، مشيراً إلى أن «ما يهمّ اللبنانيين الآن هو إعادة بناء الدولة اللبنانيّة على أسس سليمة، بدءاً من انتخاب رئيس جمهورية يجمع اللبنانيين»، وأضاف أنه «في 9 كانون الثاني سيتم السعي لتسمية رئيس توافقي، بهدف التفاهم وتجنب الانقسام مجددًا»، مشيرًا إلى أن «التيار الوطني الحرّ سيبدأ غداً حركة اتصالات مع مختلف الكتل السياسيّة من أجل إيجاد توافق حول هذه القضية».

والتقى باسيل، المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جنين هينيس بلاسخارت. وتناول البحث التّطوّرات الرّاهنة، بما في ذلك الوضع في لبنان بعد وقف النّار، وأهمية إنجاز الاستحقاق الرّئاسي.

ووصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، اسبانيا في زيارة رسمية حيث سيجتمع مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز. من جهة ثانية، أبرق رئيس الحكومة الى ملك الأردن عبدلله الثاني شاكراً له اهتمامه الدائم بلبنان. كما شكره على الهبة الأردنية الجديدة الى الجيش التي وصلت أمس، وهي تزويد كتيبتين باثنتين وستين ناقلة جند مما يساهم في تعزيز قدرات الجيش للقيام بمهام جديدة في الجنوب وكل لبنان.

وبحث قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانيّة في لبنان عمران ريزا، الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

وأجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب اتصالاً هاتفياً بالممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية ونائب رئيسة المفوضية كايا كالاس هنأها فيه على انتخابها، مبدياً استعداده لتطوير التعاون مع الفريق الجديد المنتخب في المفوضية الأوروبية خلال زيارته المزمع إجراؤها الى بروكسل الاسبوع المقبل.

وأبدى الوزير بوحبيب رغبته «بمساعدة لبنان في عملية إعادة الإعمار وتعزيز قدرات القوات المسلحة، والإدارات العامة».

من جهتها أعربت كالاس عن «رغبة الاتحاد الأوروبي بمساعدة لبنان»، مشجعةً على «اتخاذ السلطات اللبنانية خطوات لمساعدة نفسها كي يساعدها الاتحاد الأوروبي، من خلال الإسراع بانتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وإجراء إصلاحات اقتصادية».

وتبادل الجانبان «أهمية مواكبة ما يجري في سورية، وانعكاسه على المنطقة وأوروبا، نظراً للترابط والتأثير المتبادل بين الشرق الأوسط وأوروبا».

واستقبل سفير السعودية في لبنان وليد بخاري، في مقر إقامته في اليرزة امس، المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري.

وفي البلدات الجنوبية، وللمرة الأولى بعد وقف إطلاق النار، تمركزت آليات لقوات الطوارئ مع جنود من الجيش اللبناني على مفرق عيناثا بنت جبيل جهة المسلخ. في المقابل، أفيد عن غارة من مسيّرة إسرائيلية استهدفت مدينة بنت جبيل. وسُمِع دوي انفجار تبين أنه ناتج عن قيام الجيش الإسرائيلي بعملية تفجير واسعة في الخيام، وهو مستمرّ منذ ليل أول أمس، بعملية نسف المنازل والمباني. وتمكّن الدفاع المدني – صور من انتشال رفات شهيدين من بلدة شمع رغم تعرّضهم لخطر المسيّرة الإسرائيلية التي كانت تحلق بالأجواء. وأشارت المعلومات إلى أن رتلاً من دبابات ميركافا الإسرائيلية انسحب من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني. كما أطلق جيش العدو الإسرائيلي نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبية والأودية المجاورة لبلدتي قبريخا ومجدل سلم. كما سجل سقوط عدد من القذائف المدفعية الإسرائيلية على أطراف شيحين والجبين.

سياسياً، التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل اللقاء النيابي التشاوري المستقل الذي ضمّ النواب الياس بو صعب، سيمون أبي رميا، ألان عون وإبراهيم كنعان وجرى عرض للمستجدّات في لبنان والمنطقة. وأكد أبي رميا بعد اللقاء ضرورة انتخاب رئيس سياديّ وإصلاحيّ قادر على قيادة مسار إنقاذيّ يعالج الأزمات الاقتصاديّة والعسكريّة ويُعيد الثقة الداخلية والخارجية. وأشار إلى أهمية تجاوز «الترقيع» السابق واعتماد نهج إصلاحيّ جديد يتماشى مع التغيّرات الداخليّة والإقليميّة، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد. وأضاف أن هناك طاقات لبنانيّة يمكن الاستفادة منها، مشددًا على السعي لاختيار رئيس جامع بعيد عن الإقصاء، واستمرار الحوار مع جميع القوى. وأوضح أن الفرصة الآن تاريخيّة لإعادة بناء البلد على أسس وطنيّة، بعيدًا عن صراعات المحاور والمصالح الضيقة. وختم بالدعوة إلى تبني خطاب وطني لا يعزل أيّ مكوّن سياسيّ، مؤكدًا أن الأولوية هي للمصلحة اللبنانية ومغادرة الحسابات الإقليميّة السابقة.

 

 

 

"الشرق":

لفت وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي لمتابعة الأوضاع الأمنية في لبنان والإجراءات المتخذة عند المعابر الحدودية إلى أنّه لا يرى تحركات مقلقة تجاه لبنان، لافتا إلى أن كلّ الأجهزة الأمنية تتابع عملها والتعزيزات موجودة على الحدود لمنع أي تطورات تؤثر على الداخل اللبناني.وعن موضوع الحدود اللبنانية السورية أكّد مولوي أنّ وزارة الداخلية وجميع الأجهزة على تواصل وتنسيق كامل مع الحكومة، مشيرًا الى أنّ أي عنصر أمن بالنظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان، والتعليمات المطبقة على المعابر الشرعية صارمة. ولفت الى أنّ اللبنانيين يمكنهم العودة من سوريا، أما بالنسبة للسوريين فهناك تعليمات مشددة يطبقها الأمن العام اللبناني. وقال: «المعايير لدينا أن أي مطلوب بجريمة في لبنان أو خارج لبنان سيتم توقيفه ولا يدخل إلى لبنان». وأضاف: «توقعنا خروج عدد أكبر للسوريين عبر البرّ ولكن نتوقع أكثر في الأيام المقبلة والموضوع على السكة الصحيحة والمعابر غير الشرعية مقفلة وهي بيد الجيش». وأعلن أنّه سيضيف حاجزاً أمنياً للجيش والأمن العام بمعبر المصنع. وعن وصول معتقلين لبنانيين الى الأراضي اللبنانية، قال: «9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصلوا الى لبنان».

 

 

 

"الأنباء":

تسارعت التطورات في سورية، فسقوط نظام البعث كان مفاجئاً في التوقيت وسرعة الإنهيار، لكنه كان حتمياً، وينتظر لحظة التسوية الكبرى.. لفظ أنفاسه الأخيرة وسقط، لكنه لم يكن سقوطاً بمنطق العصر، إنما بميزان الصفقات الدولية التي أتت به إلى الحكم لعقود وزودته بالنفوذ واخرها في أعقاب إندلاع الثورة السورية، وإستمر على هذا المنوال على ركام سورية وشعبها المنتشر وبقوة القوة العسكرية الخارجية الموجودة على الأراضي السورية. 
المشهد السوري يتصدر الأحداث بكافة تفاصيله، والخريطة الكاملة المستقبلية في سورية والمعدة سلفاً للمنطقة بأسرها، أضحت ملامحها شديدة الوضوح، إذ من غير الممكن سلخ التهاوي السريع للنظام وما تبعه من عمليات عسكرية إسرائيلية في سورية وإقدام العدو الاسرائيلي على الغاء إتفاق فصل القوات وقيامه بإحتلال المزيد من الأراضي السورية، والتي تزامنت مع إنطلاق عجلة بناء السلطة الجديدة وتسلم الحكومة السورية الإنتقالية برئاسة محمد البشير رسمياً إدارة الحكم حتى أول آذار 2025، وما سيتبع ذلك من إستحقاقات، وأبرزها تنفيذ مندرجات القرار الدولي 2254.
من جهته، إعتبر الكاتب السياسي جورج علم أن ما يحصل حلقة من حلقات تشكيل الشرق الأوسط الجديد "إنطلاقاً من غزة، مروراً بلبنان، وصولاً إلى سورية، وإستكمالاً فيما بعد في العراق وصولاً إلى إيران"، محذراً في مقابلة مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية من "تفتيت الشرق الأوسط إلى دويلات طائفية مذهبية فئوية جبهوية"، مشيراً إلى أن "هذا المسلسل مستمر على الرغم من أن البعض يدرك تماماً مخاطره، ولكن لم يقم بأي حراك لوقفه"، على حد تعبيره. 
ورأى علم أنه لا زال بالإمكان مواجهة هذا المشروع "لكن بطبيعة الحال يجب أن تكون هناك وحدة وطنية إن في لبنان أو في سورية لوقف الإنهيار".
"التقدمي" ينبّه: تدخل دولي حازم! 
بدوره، أدان الحزب التقدمي الاشتراكي ما أقدم عليه العدو بإلغاء إتفاق فصل القوات، منبهاً في بيان إلى خطورة ما يجري، الأمر الذي يتطلب تدخلا دولياً حازماً يجبر العدو الإسرائيلي على التراجع عن خطواته وإعادة العمل بهذا الاتفاق وإحترام حدود المنطقة العازلة بين الجيشين الذي أقره الاتفاق.
بري يؤكد!
ووسط المستجدات والتقلبات السياسية في المنطقة، والمضي بتقويض النفوذ الإيراني، ما تزال المشاورات مستمرة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي اللبناني، وتأكيد أهميته لمستقبل لبنان في ظل المشهد السياسي المحيط، لا سيما أن إعادة إنتظام المؤسسات وإعادة أواصر الثقة مع العالمين العربي والغربي والمؤسسات الدولية حاجة وطنية وسياسية وإقتصادية.
هذا ونقلت مصادر عن زيارة سيقوم بها سفراء الخماسية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الخميس، وإعتبار المراقبين ذلك تطوراً إيجابياً كونه يحدث خرقاً في مسار الإستحقاقات المقبلة، وأبرزها إنتخاب رئيس للجمهورية. 
بدوره، إستبعد بري حصول أي "تأثيرات سلبية" لما حدث في سورية على لبنان، لافتاً إلى أن إتفاق وقف النار الذي أنجزه لبنان برعاية أميركية - فرنسية حصّن لبنان من الخضّات. وجزم بري في مقابلة مع صحيفة "الشرق الاوسط" بـ"أننا سوف نشهد انتخاباً للرئيس في الجلسة المقبلة، وسيكون للبنان رئيس في 9 كانون الثاني المقبل"، مؤكداً التفاهم مع اللجنة الخماسية.
الإمساك بالحدود!
بحسب المراقبين، إن مسألة المقاربة اللبنانية للواقع السوري الجديد جد مهمة، وذلك إنطلاقاً من أن لبنان متمسك بسيادته الوطنية والإمساك بحدوده وتطبيقه كل ما التزم به وتحديداً القرارات الدولية، فلا يهادن ولا يتهاون، منعاً لأي تداعيات قانونية وسياسية وأمنية. فالجيش اللبناني والقوى الامنية تتصدى لأي تجاوزات على الحدود من الجانب السوري وتعالج اي حدث ومسألة بلحظتها.
‏وفي السياق، بعد حادثة جرود كفرقوق – راشيا الوادي، كشف الجيش اللبناني عن إقدام مسلحين مجهولين قادمين من الأراضي السورية على تجاوز الحدود والاقتراب من أحد المراكز الحدودية للجيش، وإطلاق النار في الهواء، وذلك أثناء استيلائهم على تجهيزات من داخل مركز للجيش السوري بعدما تم اخلاؤه. وقد أطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية، ما أجبر المسلحين على العودة إلى داخل الأراضي السورية.
من جهته، أجرى عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور إتصالاً بقائد الجيش جوزاف عون، مطمئناً في بيان أبناء راشيا أن "ليس هناك ما يدعو إلى القلق وجيشنا اللبناني موجود وهو يحظى بالثقة الكاملة ونحن نقف خلفه في كل خطوة لتوطيد الأمن".
"التقدمي" يحذّر... تداعيات قانونية وسياسية!
وبعد ورود أخبار عن هروب بعضهم إلى لبنان عبر المعابر الشرعية، أو عبورهم من لبنان إلى دول أخرى، نبّه الحزب التقدمي الإشتراكي من خطورة تحويل لبنان إلى ملجأ آمن لقيادات النظام المخلوع في سورية. ودعا "التقدمي" الدولة بكل مؤسّساتها الأمنية والقضائية إلى تدارك هذا الأمر ومنع حصوله كي لا يتحمل لبنان تداعيات قانونية وسياسية نتيجة لهذا الأمر، خصوصاً أنهم "مسؤولون عن الكثير من الجرائم بحق لبنانيين وسوريين"، بحسب ما جاء في بيان لـ "التقدمي".
وفي السياق، أوضح مصدر قانوني لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن دخولهم إلى لبنان يضع الدولة اللبنانية في أزمة دولية، وكأن لبنان يحميهم من العدالة الدولية، لاسيما أن لديهم تاريخا طويلا معروف من الإجرام، هذا بالإضافة إلى أنه من المتوقع اللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاسبة النظام على كل الجرائم، وخصوصاً عقب ما ظهر في السجون السورية والإرتكابات الإجرامية تعدت جرائم الحرب، لا بل إبادة متعمدة.
وإعتبر المصدر أنه إذا تم التوصل إلى اكتشاف مقابر جماعية، لن يطالب فقط رأس الهرم، لا بل ستتوزع المسؤوليات على كل عنصر ساهم في تنفيذ الجرم من أسفل الهرم إلى أعلاه، علماً أن القانون يحاسب كذلك من نفذ ولم يعترض. 
وأشار المصدر إلى أن المشهد المأساوي في السجون إنتهاك صارخ لقوانين السجون والقوانين الإنسانية، من حيث معاملة السجين المشينة والمجرمة والحق بالمحاكمة العادلة غير المطبق ودون أي موجبات قانونية، بالإضافة إلى الفترات الطويلة في السجن غير المبررة قانوناً. 
من جانب آخر، اعتبر المصدر أن نفي الجهات السورية في نظام الأسد لوجود لبنانيين في سجونها إعتقلهم لفترات طويلة وقسراً، زمارس عليهم أبشع أنواع التعذيب دون أي موجب قانوني، ، وتبين العكس بعد سقوط النظام، تعدّ جريمة إضافية تضاف إلى سجلاتهم.
إلتزام بالقوانين ونفي الداخلية 
من جهته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متابعة هذا الموضوع عن كثب، مشدداً على أن سياسة الحكومة اللبنانية ترتكز على الالتزام بالقوانين اللبنانية والدولية، و"الاحتكام بهذا الملف إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص وفي ما يؤمن مصلحة لبنان واللبنانيين ومستقبل العلاقات مع الشعب السوري".
ومن ناحيته، نفى وزير الداخلية بسام مولوي دخول أي عنصر أمن في النظام السوري السابق للبنان، كما أن أي سوري ملاحق بتدابير قضائية يتم منعه من الدخول. 
المشهد السوري بتشابك معطياته وإيجابيات إندحار النظام السابق من السلطة، والمحاذير المستقبلية، تفرض مناخاً حذراً من أي ترددات. فعلى الرغم من الثمن الباهظ في البشر والحجر الذي دفعه لبنان خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم، وإلا أن إتفاق وقف إطلاق النار زوده بمناعة مكتسبة، بالتوازي مع الإصرار على تحصين مؤسسات الدولة وإنتظام عملها، لنقبل على مرحلة مختلفة سياسياً وإقتصادياً.

 

 

 

"الشرق الأوسط":

استبعد رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري «تأثيرات سلبية» لما يحدث في سوريا على لبنان، ورأى أن «المستفيد الأول حتى الآن هو إسرائيل، والثاني هو تركيا».

وعدّ بري أن اتفاق وقف النار الذي أنجزه لبنان برعاية أميركية - فرنسية «حصّن لبنان من الخَضّات»، مشدداً على ضرورة استكمال الخطوات التي «تزيد من مناعة لبنان، وتعيد انتظام مؤسساته»، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، التي يؤمل منها إنهاء فراغ رئاسي مستمر منذ أكثر من سنتين بسبب الخلافات السياسية الداخلية.

وأكد رئيس البرلمان أن موعد الانتخابات لا يزال قائماً رغم كل المتغيرات، ورغم ما يتردد عن مطالبات بتأجيل هذه الانتخابات لمزيد من التشاور حول الشخصيات المرشحة لتولي المنصب.وقال بري لـ«الشرق الأوسط»: «الملف الرئاسي مسألة متجددة في كل يوم»، جازماً بـ«أننا سوف نشهد انتخاباً للرئيس في الجلسة المقبلة، وسيكون للبنان رئيس في 9 يناير» المقبل. ونفى أي نية للتأجيل، قائلاً: «أنا متفاهم مع (اللجنة) الخماسية (التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا)، ولم أُبلّغ من أي طرف محلي أو خارجي بأي طلب أو تمنٍ بتأجيل الجلسة».في المقابل، نفى مصدر رفيع في الأمن العام اللبناني لـ«الشرق الأوسط» دخول أي مسؤول أمني أو عسكري أو سياسي سوري لبنان منذ سقوط النظام، جازماً بأن أياً من هؤلاء لم يمر عبر المعابر الحدودية الشرعية التي توجد عليها نقاط الأمن العام.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية