إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 13 ديسمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 13 24|08:48AM :نشر بتاريخ

"الأخبار":

تصدّر ملف النزوح السوري المشهد اللبناني المعقّد والمُثقل بملفاته السياسية والعسكرية ومأزقه الرئاسي. ورغمَ التحولات التي شهدتها سوريا، تتعاظم مشكلة النازحين وسط خشية من انفجار في ضوء العبء الذي تشكّله على كل المستويات، بينما يغذيها التعاطي التمييزي بينَ النازحين الذين كانوا ضدّ الرئيس بشار الأسد والنازحين الهاربين من الحكم الجديد، وغالبيتهم من أقليات طائفية، وباتوا الآن داخل الأراضي اللبنانية.

ففيما كانَ متوقّعاً، ليلة تنحّي الأسد عن السلطة وخروجه من سوريا، أن تشهد الحدود اللبنانية - السورية مداً من النازحين السوريين العائدين إلى بلادهم بعدَ انتفاء حجج بقائهم، كانَ بارزاً أن عدد الهاربين من سوريا تجاوز بكثير عدد العائدين إليها. والزحمة اللافتة التي شهدها طريق الذهاب إلى سوريا في ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد الماضي ما لبثت أن تراجعت، رغمَ التسهيلات التي قُدمت من الأجهزة الأمنية، عبر الطريقين الشرعي من حدود المصنع، وغير الشرعي الموازي لمعبر المصنع غير الشرعي، وعلى العكس من ذلك، قُدّرت أعداد الداخلين إلى لبنان بنحو 90 ألفاً من السوريين من طوائف مختلفة.

في هذا الإطار، أكّدت مصادر أمنية أن «العدد الرسمي للداخلين من سوريا إلى لبنان، لا يتجاوز 7 آلاف نازح، بمعدّل 1000 إلى 1200 نازح يومياً منذ الأحد الماضي وهولاء جميعهم يستوفون الشروط القانونية المُتفق عليها كحيازتهم للإقامات أو لديهم أوضاع إنسانية أو يُعد لبنان بالنسبة إليهم بلد عبور للسفر إلى الخارج. ولفتت المصادر إلى أن «هذه الأرقام هي الداتا الرسمية الموجودة عند الأجهزة، وهي لا تشمل آلاف النازحين الذين دخلوا عبر معابر غير شرعية، وبعض التقديرات تقدّر عددهم بـ 90 ألفاً»، لافتة إلى أنهم «في غالبيتهم من الأقليات التي كانت تقيم في مناطق سيطرة النظام، مثل محيط مقام السيدة زينب وأرياف حمص وحماه وصولاً إلى الحدود اللبنانية، وقرروا المغادرة، وبعضهم تحدّث عن تعرضه لتهديدات، بينما نفى آخرون ذلك، لكنّ الهواجس كبيرة لديهم». وتوزّع هؤلاء في عدة مناطق «حيث أتى عدد صغير إلى بيروت، لكنّ الغالبية العظمى دخلت إلى مناطق البقاع، ومنها مدينة الهرمل التي تشهد حركة نزوح تحديداً من منطقة القصير ومطربا وربلة وبلدتي نبل والزهراء ومن أرياف حمص والحدود الغربية لسوريا، وتجاوز عدد النازحين الـ 30 ألفاً، بينما توجّه المسيحيون منهم إلى منطقة رأس بعلبك والقاع وجديدة الفاكهة. وقال هؤلاء إن فصائل مسلحة هاجمتهم في منازلهم وقراهم وطلبت منهم المغادرة.

ونبّهت المصادر الأمنية من واقع خطير جداً، وهو تزامن وجود النازحين المعارضين للنظام والمؤيدين له في مناطق بعضُها قريب من بعض، وهو ما قد يؤدي إلى عمليات انتقام ومشاكل بين الطرفين. وهذا الأمر دفع إلى إقدام بعض الجهات، كالعشائر في الهرمل، على إقامة حواجز لمنع دخول مسلحين. وفي هذا الإطار، تقول المصادر الأمنية إن هناك مشكلات مستجدّة بعضها مرتبط بقيام عناصر لبنانيين وآخرين من السوريين الموجودين سابقاً في لبنان، بالتجمع لمنع دخول نازحين جدد إلى لبنان بحجة أنهم «من فلول النظام السابق». وقد اضطر الجيش اللبناني إلى قمع بعض التجمعات قرب بلدة عنجر بسبب المخاوف من إقدام بعض المسلحين على إطلاق النار. كما وقعت هجمات عدة قامت بها عصابات مسلحة ضد مراكز حدودية تخصّ الدولة السورية على طول السلسلة الشرقية، وحصلت صدامات في بعض الحالات مع عناصر من الجيش اللبناني الذي انتشر في هذه النقاط، خصوصاً أن بعضها موجود أصلاً داخل الأراضي اللبنانية. وبينما عزّز الجيش اللبناني وجوده ملتزماً بأوامر مشدَّدة تقضي بمنع خروج أي سوري أو سيارة تحمل لوحة سورية خارج الهرمل باتجاه الداخل اللبناني وحصر وجودهم في الهرمل وقرى رأس بعلبك والقاع في البقاع الشمالي، إلا أنه لا يستطيع تأمين الحدود بصورة جدية، والتعاون القائم مع الأمن العام اللبناني هدفه منع حصول مواجهات بين السوريين أنفسهم (النازحون الجدد والسابقون). وحتى الآن، لا يوجد لدى لبنان أي جواب بعد من الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالنازحين لجهة خطة العمل للمرحلة المقبلة، وسط خشية من أن لا تقوم الجهات الدولية بالمساعدة على إزالة مخيمات النازحين في أكثر من منطقة بقاعية. فيما تخشى جهات رسمية من لجوء بعض هؤلاء بالتعاون مع جهات لبنانية إلى حمل السلاح والإقدام على أعمال أمنية خطيرة.

غير أن أبرز ما يُمكن الإشارة إليه في هذا الملف، هو عدم وجود إرادة سياسية للتعامل مع ملف النازحين من الناحية الإنسانية، على عكس ما حصل عام 2011 عندما فُتحت الحدود على مصراعيها وهبّت كل الجهات لمساندة الشعب السوري الهارب من النظام، بينما تتشدّد القوى السياسية ومعها الأجهزة الأمنية في وجه هؤلاء وتمنعهم من الدخول حتى لو كانوا نساء وأطفالاً. وتقول الأجهزة الأمنية إنها تلقّت تعليمات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعدم السماح للسوريين بالدخول إلى لبنان إلا في حالة كانوا يملكون إقامات أو لديهم بطاقات سفر عبر مطار بيروت، علماً أن القرار جاء مخالفاً للتعليمات السابقة التي كانت تسمح للأمن العام بإدخال السوريين إلى لبنان «بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا». وقالت المصادر إنه يوجد يومياً نحو 4 إلى 5 آلاف سوري يتجمّعون عند المعبر الوحيد المفتوح (المصنع) وهم يواجهون مشكلة دخول إلى لبنان، ومعظم هؤلاء هم من الهاربين من الحكم الجديد.

 

 

"الجمهورية":

ككرة الثلج تتصاعد الحركة الرئاسية منذ تشغيل عدّاد الوقت الفاصل عن جلسة التاسع من الشهر المقبل، وقد كسر ترشيح النائب نعمة افرام لنفسه، مرحلة الاستكشاف وجسّ القدرة على تسويق الخيارات، وبدأ البحث جدّياً في الأسماء ونقاط الإجماع حولها، وباتت هناك أسماء من الماضي وأسماء جديدة. وفي الموازاة تنصّب الاهتمامات على المشهد السوري وما يمكن ان يكون عليه مستقبل العلاقة اللبنانية ـ السورية.

وسط هذا الحراك الداخلي الآخذ بالتوسع برزت حركة رديفة للمجموعة الخماسية ولكن ليس على شاكلة الحراك السابق الذي كانت تتسلّم فيه القيادة، إذ اكتفت اللجنة بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ان تنصرف إلى عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث علمت «الجمهورية» انّ ‏السفيرة الأميركية ليزا جونسون ستغادر خلال الساعات المقبلة إلى الولايات المتحدة وسيتبعها السفير السعودي وليد البخاري إلى بلاده ثم السفير المصري علاء موسى والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو تباعاً...

وقال السفير المصري علاء موسى لـ«الجمهورية»: «اكّدنا انّ العمل الآن ليس للخماسية إنما للقوى السياسية وهي فعلاً بدأت تعمل ثم في مرحلة ما إذا ما طُلب منا المساعدة في بعض الأمور نحن مستعدون، ومن خلال الحركة التي نراها اليوم يمكن أن تصل هذه القوى إلى مستوى من التواصل والقرار لا تحتاج فيه إلى تدخّل الخماسية، لكن نحن جاهزون للمساعدة إذا ما طلب منا ذلك بعد ان يكون الأفرقاء قد قطعوا شوطاً مهمّاً في الحوار داخل كل تكتل سياسي في ما بينهم ومع الكتل الأخرى».

واكّد موسى مجدداً «انّ الخماسية لم تتحدث مع الرئيس بري في الأسماء، واكّدت وجوب أن يدعم الرئيس المقبل تطبيق وقف إطلاق النار والالتزام بالقرار 1701، ولا بدّ من العمل على تطبيق اتفاق الطائف بكامله، وهذه هي العناوين الأساسية والرسالة التي أوصلتها الخماسية إلى الرئيس بري الذي اكّد لنا التزامه بجلسة التاسع من كانون الثاني وأنّه يسعى إلى رئيس توافقي وانّ جميع القوى السياسية في لبنان تؤكّد أهمية الالتزام بتطبيق القرار 1701 وأنّ الفترة المقبلة سيكون فيها حوار بين القوى السياسية وأنّه يسعى بكل جهده للتوصل إلى رئيس توافقي، لأنّ لبنان في هذه المرحلة يحتاج إلى رئيس توافقي وليس رئيس تحدّي».

ورأى موسى «انّ التطورات تستدعي سرعة العمل من داخل لبنان على انتخاب رئيس وتشكيل الحكومة لتفعيل مؤسسات الدولة بكاملها، لأنّ الظرف يتطلّب لبنان قوياً يمكن له أن يواجه ما يحوط به من تعقيدات».

حقل تجارب

وإلى ذلك، قالت اوساط سياسية لـ«الجمهورية» انّ جلسة 9 كانون الثاني الانتخابية باتت محور الاهتمام الداخلي، وهي ستظل عنصر الجذب السياسي حتى موعد انعقادها. ولفتت إلى انّ الفترة الفاصلة عن تاريخ انعقاد الجلسة ستكون أقرب إلى «حقل تجارب»، وانّ بورصة الاسماء ستظل عرضة للتقلّبات الى حين ان تستقر الأمور في نهاية المطاف على واحد من أمرين: إما التوافق في ربع الساعة الأخير على اسم مقبول من معظم القوى الاساسية بغطاء خارجي، وإما ترك الجلسة لدينامية المعركة الديموقراطية حتى انتخاب رئيس يحظى بالأكثرية المطلوبة.

واشارت الاوساط إلى انّ الرئيس نبيه بري مصمم على أن تنتهي جلسة 9 كانون الثاني إلى انتخاب رئيس الجمهورية مهما كلّف الأمر وهو سيسعى إلى ضمان البيئة الملائمة لنجاحها عبر المشاورات التي يجريها سواء مع القوى الداخلية او مع اعضاء اللجنة الخماسية لإعطاء خيار التوافق كل الفرص الممكنة، في اعتباره الأنسب بغية ضمان انطلاقة قوية للرئيس المقبل. واعتبرت الاوساط انّه اذا تعذّر تحقيق التوافق على اسم محدّد، فإنّ مسار الجلسة سيكون مرشحاً لكل الاحتمالات.

بدء الانسحاب الإسرائيلي

وعلى الصعيد الجنوبي، بدا أنّ واشنطن تعمل لمنح اتفاق وقف النار زخماً استثنائياً من خلال الحضور المفاجئ لرئيس هيئة القيادة الأميركية الوسطى الجنرال مايكل كوريلا إلى لبنان، ومواكبته الحثيثة للمجريات في الخيام، حيث بدأ الجيش اللبناني ينفذ أولى خطوات الانتشار جنوباً.

ولكن في الموازاة، أبدت المصادر المواكبة عبر «الجمهورية» قلقها الشديد من طريقة التعاطي الإسرائيلية مع هذا الملف. وعلى الأرجح، تعمّدت إسرائيل في الأيام الأخيرة تكثيف خروقاتها للاتفاق، سواء بالغارات وعمليات القصف والنسف التي أدّت إلى سقوط مزيد من الشهداء، أو بمنع الأهالي في عدد من قرى الجنوب من الدخول إليها، أو من خلال التحليق المتواصل للطائرات والمسيّرات في الأجواء اللبنانية وصولاً إلى بيروت.

واعتبرت المصادر أنّ هذا الإمعان الإسرائيلي في خرق الاتفاق، على مرأى ومسمع من أركان لجنة المراقبة وقيادتها الأميركية، هو سلوك متعمّد يهدف إلى إحراج الجانب اللبناني ووضعه أمام أحد خيارين مريرين: فإما أن يقوم بالردّ على الخروقات ويتمّ تحميله المسؤولية عن انهيار وقف النار وعودة الحرب، وإما أن يرضخ للأمر فيكرّس اعترافه بحق إسرائيل في خرق الاتفاق والتصرف بمضمونه وفق ما يناسبها، من دون أي رادع. وهذا الأمر يُخشى أن تكون له عواقب وخيمة في مراحل لاحقة.

وفي هذا السياق، لاحظ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان انّه «لم تمرّ اربع وعشرون ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقاً لقرار وقف إطلاق النار حتى عاود العدو الاسرائيلي استهداف بلدة الخيام بغارة أدّت الى سقوط شهداء وجرحى». وشدّد على «أنّ هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدّمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الاسرائيلي». وقال: «انّ هذه الخروقات المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلّفة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار والمطلوب منها معالجة ما حصل فوراً وبحزم ومنع تكراره».

أول انسحاب

في غضون ذلك اعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» في بيان، أنّ قائدها الجنرال إريك كوريلا «كان حاضراً في مقر التنفيذ والمراقبة أثناء أول انسحاب تنفّذه القوات الإسرائيلية وحلول القوات المسلحة اللبنانية محلّها في الخيام بلبنان في إطار اتّفاق» وقف إطلاق النار. ونقل البيان عن كوريلا قوله «هذه خطوة أولى مهمّة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية، وهي تضع الأساس لتقدّم مستمر».

وحسب «سنتكوم» فقد التقى كوريلا في بيروت قائد الجيش العماد جوزف عون، وناقش وإياه «الوضع الأمني الراهن والمتغيّر في سوريا، وتأثيره على الاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية».

وسبق ذلك اعلان الجيش الإسرائيلي في بيان، إنّ لواءه السابع «أنجز مهّمته في الخيام في جنوب لبنان». وأضاف «وفقاً لتفاهمات وقف إطلاق النار وبتنسيق من الولايات المتحدة، ينتشر جنود من القوات المسلحة اللبنانية في المنطقة بالاشتراك» مع جنود من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)» في جنوب لبنان.

سوليفان

وفي هذه الأثناء، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان الذي يزور اسرائيل الى «أننا نقف إلى جانب إسرائيل وقدّمنا لها يد العون في التصدّي للاعتداءات الإيرانية، و«حزب الله» لم يعد في إمكانه بناء قدراته العسكرية». ولفت الى أنّ «هدف زيارتي هو التأكّد من أنّ وقف إطلاق النار ينفّذ بشكل كامل والاستفادة من الفرصة بعد انهيار نظام الأسد، وبايدن ملتزم بعدم حصول إيران على السلاح النووي». وأضاف: «نعمل الآن على التوصل لاتفاق لإطلاق الرهائن في غزة وآن أوان التوصل الى اتفاق لاستعادتهم جميعاً»، مؤكّداً أنّ «اتفاق وقف إطلاق النار سيسمح بإطلاق الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة». وقال: «اتفاق وقف إطلاق النار سيبدأ بإعادة الرهائن إلى الوطن وزيادة المساعدات بشكل كبير لغزة».

الموقف الإيراني

وفي المقابل، اكّد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أنّ «جبهة المقاومة مستقلة عن الجغرافيا الإيرانية، و«حزب الله» ما زال فاعلاً ونشطاً وحياً»، مشيراً الى «أننا كنا نعلم بحركة المسلحين في سوريا وأخبرنا قيادتها، لكن غياب إرادة المقاومة أدّى الى ما حدث». ولفت إلى أنّ «طرق دعم المقاومة لا تزال مفتوحة وليست محصورة بسوريا وقد يتغيّر الوضع هناك تدريجياً»، معتبراً أنّ «إيران لم تفقد أذرعها الإقليمية وتتخذ قراراتها بناءً على قدراتها الداخلية». واوضح أنّ «الحرس الثوري كان آخر من غادر جبهة المقاومة في سوريا».

 

 

 

"النهار":

 اندفع الاستحقاق الرئاسي بقوة لافتة متقدماً سائر الاولويات الملحّة على المشهد الداخلي في لبنان بما شكل مؤشراً بارزاً إلى اخذ القوى السياسية والكتل النيابية والنواب جميعاً موعد 9 كانون الثاني بقدر عال من الجدية على أنه الموعد الحاسم المفترض لانتخاب رئيس الجمهورية أياً تكن الظروف. ولعل المعطيات التي تجمعت في الأيام الأخيرة لدى مختلف القوى الداخلية عن الاتجاهات الخارجية للتعامل مع لبنان ما بعد الحرب وفي ظل سقوط النظام السوري قد لعبت دوراً مؤثراً للغاية في تحفيز كل القوى والكتل النيابية على ملاقاة موعد 9 كانون الثاني على قاعدة أنه موعد انتخابي لا موعد مناورات سياسية أدت في المرحلة السابقة إلى مزيد من تعطيل الآلية الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية.

إذ أن هذه المعطيات تؤكد أن مواقف الدول المعنية بالأزمة الرئاسية وأبرزها دول المجموعة الخماسية من الوضع في لبنان تكاد تجمع على اشتراط انتخاب رئيس للجمهورية طرحت معاييره ومواصفاته المستقلة والإصلاحية والسيادية في لقاء سفراء المجموعة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإلا لن يكون وارداً أن يتلقى لبنان أي إعانات أو دعم لإعادة إعمار المناطق التي تعرضت لدمار كبير وخطير.

كما أن هذه المعطيات تشير إلى أن المناخ السائد بعد التوصل إلى اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل تربط ربطاً محكماً بين مساري انتخاب رئيس الجمهورية وتنفيذ بنود الاتفاق المذكور، الأمر الذي يلاقي مواقف قوى معارضة داخلية تتشدد في ربط مواقفها من أي مرشح رئاسي أو توافق انتخابي بالتزامه الجدي الحاسم لتنفيذ الاتفاق الذي يستند إلى تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701. أما في تفسير الجانب الآخر لتصاعد الحمى الرئاسية، فتكشف المعطيات أنه يمكن الحديث عن حركة كواليس مفتوحة تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة وتشكل عامل تحفيز غير مسبوق للقوى السياسية للانخراط في مشاورات غير منسقة مسبقاً بل باتت تجري ضمن مسار حيوي يكشف انطلاق سباق تنافسي ضمن وقائع جديدة فرضتها المتغيّرات الكبيرة التي طرأت أخيراً إن لجهة تداعيات الحرب الإسرائيلية على “حزب الله” ولبنان وما تركته من آثار قوية أضعفت الحزب ووضعته في واقع لم يعد معه قادراً كالسابق على التحكم بكثير من جوانب الصراع السياسي، وإن لجهة الضربة القاصمة الثانية التي تلقاها حلفاء النظام السوري المخلوع وإيران بعد سقوط النظام. وتتزامن كل هذه المعطيات مع ما يشبه بلورة “كلمة المرور” الخارجية والدولية التي تدفع القوى السياسية اللبنانية إلى التعامل بالجدية اللازمة مع استحقاق 9 كانون الثاني لئلا تسلك المعركة الرئاسية اتجاهات غير محسوبة على حساب من لا يُحسن أو يتخلف عن قراءة تبدل الوقائع الخارجية والداخلية بقوة. وهذه الحركة تتناول الأسماء بالتدقيق والتفصيل سعياً إلى تحجيم لائحة المرشحين وحصرها وانطلاق المساعي الجادة للتوافق على أحدها أو التوافق على التنافس في ما بينها في معركة مفتوحة.

وسط هذه المعطيات شكّل إعلان النائب نعمة افرام ترشحه رسمياً إلى رئاسة الجمهورية تطوراً بارزاً، إذ أن افرام هو الأول الذي يعلن ترشيحاً علنياً منذ جمود الاستحقاق وتعطيل الجلسات الانتخابية قبل أكثر من سنة وبضعة أشهر. وقرن افرام إعلان ترشحه بإعلانه “التزام تطبيق تدبير وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701 ومختلف القرارات المتصلة الصادرة عن لبنان لتأمين الاستقرار”. ولفت إلى أن “هذا الشهر كان حافلاً وهو زمن فجر جديد للشرق الأوسط بأكمله، وبعد تحديد موعد انتخاب رئيس الشهر المقبل أرى أنّه احتراماً للوضع رأيت أنّه علي أن أعلن ترشيحي رسميًّا”.

ومن ضمن برنامجه الانتخابي، أعلن نيته: “التزامه تشكيل حكومة بمهمة تطبيق القرار 1701 وحصر السلاح بالمؤسسات الشرعية وزيادة الثقة فيها، وتبنّيه المشروع الإنقاذي الإصلاحي الشامل الذي وضعه “مشروع وطن الإنسان” نحو لبنان الجديد، ومن بين أولوياته لهذه المرحلة: تطبيق اتفاق الطائف ومن ثمّ تطويره. وضع وتنفيذ خطط إعادة الإعمار. تأمين حماية اجتماعيّة لائقة. التعافي الماليّ وحقوق المودعين. استقلاليّة القضاء. إعادة هيكلة الإدارة وتطوير النظام التشغيليّ للدولة وتحقيق اللامركزيّة. معالجة النزوح السوري. إنتاج قانون انتخاب عصريّ وحديث. استعادة الثقة والصدقيّة، لاستقطاب رؤوس الأموال والاستثمارات، وخلق فرص العمل، إلتزام بناء دولة المؤسّسات المنتجة والرائدة صاحبة خدمات حديثة ومتفوّقة، مع توجيه الدعوة إلى إنضواء كلّ اللبنانيين، خصوصاً المنتشرين، في ورشة الإنقاذ والإصلاح، مباشرة، أو من خلال المنصّة الإلكترونيّة المفتوحة التي سيطلقها قريباً “مشروع وطن الإنسان”، لتحويل النجاحات الفردية إلى نجاحات جماعيّة بمشاركة كلّ الطاقات والخبرات”.

وفي التحركات الرئاسية أيضاً اجتمع أمس وفد من “كتلة الاعتدال الوطني” ضمّ النواب أحمد الخير، سجيع عطيه، محمد سليمان، عبد العزيز الصمد، نبيل بدر وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش، مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، واعتبر الوفد أن ترشح جعجع إلى رئاسة الجمهورية “أمر مشروع”، غير أنه أشار الى أن البحث لم يتناول هذه المسألة. وأضاف: “نحن أمام مرحلة نسعى فيها إلى إيجاد حلول تؤدي إلى انتخاب رئيس توافقي، واللقاء مع جعجع كان صريحاً وواضحاً وأكّدنا له أهمية انتخاب رئيس توافقي يكون عليه إجماع ويواكب المستجدات تحت سقف الشراكة الوطنية والطائف”. وأوضحت الكتلة أن “النقاش كان يرتكز على مواصفات الرئيس للمرحلة المقبلة وهي تشمل بشكل أساسي تطبيق اتفاق الطائف والـ1701”.

المعابر والجنوب

وسط هذه الاجواء لم تغب تداعيات التطورات السورية عن المشهد الداخلي. وفي هذا السياق أكد وزير الداخلية بسام مولوي أنه “بحسب معلومات الأجهزة الأمنية اللبنانية، علي مملوك ليس موجوداً في لبنان وهو لم يدخل عبر أي من المعابر الشرعية، والاجهزة الأمنية الاستخبارية أكدت أنه غير موجود في الأراضي اللبنانية”. وأعلن أن “أي مسؤول أمني من النظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان عبر المعابر الشرعية، بخلاف بعض العائلات ورجال الاعمال الذين دخلوا عبر المعابر الشرعية لانطباق وضعهم مع التعليمات المشدّدة الصادرة عن الأمن العام اللبناني، ولكنهم غير مطلوبين بأي مذكرة عدلية أو دولية، والعديد منهم غادر عبر المطار”.

وشدّد على أن “الأجهزة الأمنية والاستعلامية والاستقصائية تتابع باستمرار ما يتم تداوله عن وجود مسؤولين آخرين للتحقق من مدى صحته، وفي كل المناطق اللبنانية”. وأشار إلى أن “الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت سقف القانون وستعمد إلى توقيف كل المطلوبين بموجب مذكرات لبنانية أو دولية، وهو ما كانت ولا تزال، تقوم به بصرف النظر عن الأمور السياسية أو النظام القائم في سوريا، وذلك تحت إشراف القضاء وتطبيقاً للقانون”. وأوضح أن “الجيش اللبناني يبذل جهداً كبيراً لضبط المعابر غير الشرعية ويقوم بتوقيف من يدخل إلى لبنان بصورة غير شرعية ويعيده إلى سوريا. وقد أفادت الجهات الأمنية أن البعض لا يزال موقوفاً لدى الجيش”.

أما في الجنوب وعلى الرغم من تمركز الجيش اللبناني في محيط بلدة الخيام ومن ثمّ دخوله إلى عُمق البلدة أمس لمسحها وإزالة مخلّفات الجيش الإسرائيلي منها برفقة قوات “الونيفيل” إلّا أنّ الطيران المسيّر الإسرائيلي عاود استهداف ساحتها مجدّداً، في خرق إضافي لوقف إطلاق النار. وقد أدّى هذا الاستهداف إلى سقوط ضحايا وعددٍ من الإصابات. وبحسب المعلومات، فقد دخل فوج الهندسة في الجيش اللبناني إلى بلدة الخيام معزّزاً بثلاث جرافات، وآلة “بوب كات”، وعدد من ناقلات الجند من نوع “هامفي” وحوالى عشر سيارات إسعاف.

وبعد الكشف على المنطقة وخلوّها من أيّ متفجرات أو قذائف غير منفجرة أو عبوات ناسفة، بدأ فوج الهندسة بإزالة الركام وفتح الطرق في النقاط الخمس التي حُدّدت سلفاً ضمن المرحلة الأولى من الانتشار بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”. والنقاط الخمس هي: وطى الخيام، الجلاحية، مثلث الحمام، الدردارة من جهة القليعة وباب ثنية لجهة برج الملوك.

وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه “لم تمر أربع وعشرون ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقاً لقرار وقف اطلاق النار حتى عاود العدو الإسرائيلي استهداف بلدة الخيام بغارة أدت الى سقوط شهداء وجرحى”. واعتبر “أن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الإسرائيلي وهذه الخروقات المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق الناروالمطلوب منها معالجة ما حصل فوراً وبحزم ومنع تكراره”.

 

 

"الديار":

 

حط القطري والتركي في دمشق، لتسييل «النصر» الميداني المحقق في السياسة، وجاء الاميركي عبر وزير الخارجية انتوني بلينكن لطمانة الحلفاء، بدءا من الاردن من حكم غامض ذات جذور اخوانية وهوى «قاعدي» في سوريا، بينما يغض الجميع الطرف عن عربدة كيان الاحتلال الذي يعمل واقعيا على تحقيق «اسرائيل الكبرى»، بقضم المزيد من الاراضي العربية ومحاولة فرض الشرق الاوسط الجديد، باقرار من نتانياهو.

جنوبا،شهد الامس اولى خطوات تنفيذ اتفاق وقف النار، باشراف اميركي مباشر، حيث انسحب جنود الاحتلال من بلدة الخيام واندحرت الاليات باتجاه الحدود وانتشر الجيش اللبناني في احيائها وبدأ عملية تهيئة الارضية لعودة ابناء البلدة الذين استهدفوا في ساحتها بصاروخ من مسيرة ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى، وقد ناشد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الدول الضامنة الى وقف الغدر الاسرائيلي.

رئاسيا، لا تزال المناورات سيدة الموقف في ظل هامش وقت متاح لكافة الاطراف قبل موعد الـ9 من الشهر المقبل، لحرق الاسماء، وتنظيف صورة اسماء اخرى، والتسويق لمشاريع منها ما هو واقعي، وبعضها مجرد وهم. نعمة فرام اول المرشحين العلنيين دون وعود مسبقة من احد، وهو ليس متقدما على اي من المرشحين الواقعيين، لكنه سيحاول اليوم في «معراب» الحصول على مباركة قواتية، لكن النتائج التي حصل عليها تكتل الاعتدال الوطني بالامس لا تبشر بالخير، فهو كما دخل خرج ولم يحصل على»حق او باطل» في ظل «دغدغة» غير معلومة المصدر لجعجع بحلم الرئاسة، مع تشدد واضح في مواصفات الرئيس باعتبار ان موازين القوى قد تغيرت في لبنان والمنطقة لمصلحة المعارضة كما يقول «الحكيم» الذي يبحث عن رئيس يمنحه التزاما باقفال ملف سلاح حزب الله. فيما الكتل النيابية الاخرى لا تزال تناور بشخصيات لا تزال بمعظمها مجرد تكملة عدد لبورصة رئاسية لم يتمخض عنها اسم جامع توافقي يحمي الشراكة الوطنية، بغياب «كلمة السر» الخارجية الحاسمة. اما «الثنائي» فلم يتنازل بعد عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي التقى المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل بعيدا عن الاعلام حيث تم البحث معمقا «بخارطة طريق» جلسة الانتخاب المفترضة الشهر المقبل، وقد وصفت مصادر «عين التينة» اللقاء بالايجابي جدا، وقالت» كما العادة نحن على الموجة ذاتها مع بنشعي».

اشراف ميداني اميركي

جنوبا، حرصت الولايات المتّحدة على الاشراف المباشر امس على تنفيذ جيش الاحتلال أول انسحاب لقواته من الاراضي اللبنانية في بلدة الخيام، وعلمت «الديار» ان الجانب الاميركي ابلغ السلطات اللبنانية انه لا تاثير للاوضاع في سوريا على تطبيق اتفاق وقف النار، مع التاكيد على ان ادارة بايدن تتواصل مع الاسرائيليين لضمان عدم الاخلال ببنود الاتفاق. وفي هذا السياق، اعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) ان قائدها الجنرال إريك كوريلا كان حاضرا في مقر التنفيذ والمراقبة أثناء أول انسحاب تنفذه القوات الإسرائيلية وحلول القوات المسلّحة اللبنانية محلّها في إطار اتّفاق وقف إطلاق النار. ونقل البيان عن كوريلا قوله «هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية»، وهي تضع الأساس لتقدّم مستمر. وكشف» سنتكوم» ان الجنرال كوريلا بحث مع قائد الجيش العماد جوزف عون الوضع الأمني الراهن والمتغيّر في سوريا، وتأثيره على الاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية.

عودة السكان

من ناحيته، شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال محادثة هاتفية امس مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس على التزام واشنطن دعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال البنتاغون في بيان إنّ أوستن قال لنظيره الإسرائيلي إنّ هذا الاتفاق من شأنه أن «يخلق الظروف اللازمة لإعادة إرساء هدوء دائم والسماح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بالعودة إلى ديارهم بأمان تامّ».

ميقاتي والغدر الاسرائيلي

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في منشور على منصة إكس إنَّ «تمركز وحدات الجيش في منطقتي الخيام ومرجعيون يمثّل خطوة أساسية لتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تنفيذا لقرار وقف إطلاق النار، وطالب ميقاتي إسرائيل بوقف خروقاتها وقال ان الغدر الاسرائيلي ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، في الخيام امس، مشدّدا أيضا على أنّ المطلوب كذلك العمل على انسحاب إسرائيل الكامل من كلّ المناطق التي تحتلّها..

حزب الله «يراقب»

في هذا الوقت، لا يزال حزب الله عند موقفه بمنح الدولة اللبنانية الفرصة اللازمة لالزام العدو على وقف خروقاته وتنفيذ الاتفاق، وبينما يجري التنسيق على نحو رفيع المستوى مع قيادة الجيش حيث يتم الانتشارالميداني بسلاسة متناهية، تراقب المقاومة الموقف لتبني على «الشيء مقتضاه» لاحقا. وفي هذا السياق، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله ان العدو يحاول فرض وقائع خلال الـ 60 يوما، والمقاومة تدرس كل الخيارات، لكنه شدد ان الدولة الان هي المسؤولة ومعها الدول الضامنة لوقف هذه الخروقات، وقال «ليتحملوا مسؤولياتهم لوقف الاعتداءات، اما من يريد ان يعرف قيمة المقاومة فعليه ان ينظر اليوم الى ما تفعله قوات الاحتلال في سوريا».

خروقات جوية

وتزامنا مع انتشار الجيش في الخيام، وبانتظار ان يستكمل تنفيذ خططه بالدخول الى باقي القرى الحدودية، شهدت الخروقات انخفاضا ملحوظا بالامس،وسجل تحليق كثيف للطيران المسيّر الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية.كما سجل تحليق للطيران الحربي في أجواء راشيا والبقاع الغربي، منطقة الزهراني والقطاع الشرقي.

السباق الرئاسي

رئاسيا، سجلت بورصة الترشيحات اسماً رسميا امس مع اعلان رئيس المجلس التنفيذي لمشروع وطن الانسان النائب نعمة افرام ترشحه لرئاسة الجمهورية واستعداده لتولي المسؤولية الوطنية انطلاقا من ثوابت عددها خلال مؤتمر صحفي عقده للغاية، ووسط توقعات بأن تحصل ترشيحات اضافية في الايام الفاصلة عن جلسة 9 كانون الثاني المفترضة، لم تؤد بعد حركة سفراء الخماسية كما الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية الى التفاهم على اسم يقرّب المسافات بين مجمل هذه القوى.

رفع «سقوف» المعارضة!

وفيما بدات دوائر قصر بعبدا تنفض الغبارعن لوجستيا استعدادا للرئيس المقبل، رفعت المعارضة من سقوفها، عبر «معراب» التي نقل زوارها بالامس كلاما لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع قال فيه، ان المعارضة دخلت مرحلة الانتصار بعد هزيمة حزب الله في لبنان وسقوط الرئيس الاسد، لهذا فان شروط انتخاب الرئيس قد تغيرت حكما، واشار الى انه يجب اولا التاكد من تراجع «الثنائي الشيعي» عن دعم سليمان فرنجية، وبعدها يبدا الحوار الجدي حول رئيس يعطي التزاما باقفال ملف سلاح حزب الله، وتطبيق القرارات الدولية. وقد التقت «كتلة الاعتدال الوطني» بجعجع امس، ووفق المصادر لم يتم البحث خلال الاجتماع بالاسماء، لكن جعجع كان صريحا عندما اشار الى ان القوات اللبنانية تريد رئيس بحجم التغيير في المنطقة ولبنان؟

مواصفات الرئيس

من جهتها، أعلنت كتلة «الاعتدال الوطني» ان ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى رئاسة الجمهورية أمر مشروع، غير أنها أشارت بعد لقائها معه في معراب الى أن البحث لم يتناول هذه المسألة.وأضافت: «نحن أمام مرحلة نسعى فيها إلى إيجاد حلول تؤدي إلى انتخاب رئيس توافقي، واللقاء مع جعجع كان صريحاً وواضحاً وأكّدنا له أهمية انتخاب رئيس توافقي يكون عليه إجماع ويواكب المستجدات تحت سقف الشراكة الوطنية والطائف».وأوضحت الكتلة ان «النقاش كان يرتكز على مواصفات الرئيس للمرحلة المقبلة وهي تشمل بشكل أساسي تطبيق اتفاق الطائف والـ1701.

ايران وقوة حزب الله

في هذا الوقت، يسود الترقب مآلات الوضع في سوريا،وفيما شنت اسرائيل امس غارتين على دمشق، وصل وفدان قطريان وتركيان الى دمشق، لاجراء مباحثات مع السلطات الجديدة، كما بدا وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، من الأردن وتركيا جولة لبحث الأزمة في سوريا. وفي طهران اكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن «اغتيال قادة حزب الله لا سيما الأمين العام السيّد حسن نصرالله، كان أشد على ايران من سقوط بشار الأسد»، مؤكدا أن الحزب «أصبح أقوى».واعتبر قاليباف أن «التطورات في سوريا لم تكن مفاجئة بل كانت حتمية ونحن قمنا بتوجيه تحذيرات دقيقة للحكومة السورية»، مبينا أن «سقوط الأسد يسبب اضطرابا للمقاومة ولكنها ستتكيف مع الظروف الجديدة وتصبح أقوى».وشدد على أن «مستقبل سوريا لن يسير وفق مصممي المخطط، فالشباب السوري سيتمكن من استعادة الكرامة الوطنية»، مضيفا: نراقب سلوك المعارضين وداعميهم وعلاقتهم مع الكيان الصهيوني وسنتخذ قراراتنا بناء على ذلك.

تقييم «السي اي ايه» لسقوط الاسد؟

من جهته اكد مسؤول سابق في المخابرات المركزيّة الأميركيّة، بول بيلار، مقالة نشرت على موقع «ناشيونال إنترسينت» ان مساعي الخليجيين العرب لتحسين العلاقات مع «نظام الأسد» وإبعاده عن إيران ذهبت أدراج الرياح الآن. ولفت الى ان وجود نظام (إسلاموي) في المنطقة يعد سيناريو سيئًا جدًا للسعوديين وخاصة للإماراتيين.

التاثير في محور المقاومة؟

أما فيما يخص التأثير في محور المقاومة فقد رأى الكاتب أنّ تغيير النظام في سوريّة لا يُعتبر تلك الصفعة للمحور بالحجم الذي يوصف، مُشيرًا إلى أنّه دائمًا ما يذكر الجسر البريّ لنقل المعدات عبر سوريّة إلى حزب الله، وإلى أنّه سيكون هناك تحديات لوجستيّة إضافيّة أمام إيران. لكن برايه فأنّ الجسر البريّ هو فقط عنصر واحد في تحالفات إيران الإقليمية.

تمدد الاحتلال الاسرائيلي

في هذا الوقت، احتفل الجيش الإسرائيلي بصورة انتصار، ورفع علم إسرائيل على قمة جبل الشيخ ووصلت الدبابات إلى القنيطرة، مع طمس حقيقة أن الأمر يتعلق بأراض سورية وليس منطقة عازلة. والعملية البرية التي رافقتها موجة هجمات من الجو والبحر، دمرت فيها إسرائيل سلاح الجو والأسطول ومنظومة الصواريخ ومركز الأبحاث الأمنية في سوريا، وتم الاحتفال بها كنجاح كبير للجيش الإسرائيلي رغم تنفيذها بدون أي مقاومة من الطرف المعتدى عليه. وثمة أسئلة تطرح حول المستقبل، إلى متى ستسيطر إسرائيل على هضبة الجولان؟ وما المتوقع حدوثه إذا غلبت الفوضى في سوريا، وتم توجيه جزء منها نحو إسرائيل؟ هل سيبقى الجيش الإسرائيلي في هذه المواقع أم سيتقدم نحو دمشق لتوسيع القاطع الأمني؟

حلم «اسرائيل الكبرى»

الجواب جاء من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي لم يكتف بمحو الحدود في هضبة الجولان. ففي تقديم شهادته في محاكمة الفساد، زاد في ذلك وقال «لقد حدث هنا شيء تكتوني، هزة أرضية لم تكن منذ مئة سنة، منذ اتفاق سايكس بيكو حيث تقاسمت بريطانيا وفرنسا أراضي الإمبراطورية العثمانية وأوجدت منظومة الدول القائمة حتى الآن، وهو بهذا لم يهدف إلى تعليم التاريخ للقضاة. بل المح نتنياهو بانتهاء منظومة الحدود في المنطقة. ووفق مجلة «فورين أفيرز» الاميركية، يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال يعمل على تشكيل إرثه كزعيم قام بتوسيع حدود إسرائيل بعد خمسين سنة على الانسحاب والتقلص.

الشراكة مع ترامب

إلى جانب انفعال كبير لدى اليمين الإسرائيلي من التمدد في المنطقة بوجود شريك آخر لنتنياهو، يؤيده على نحو حاسم: دونالد ترامب الذي يظهر تسامحا مع طموحات إسرائيل الجغرافية. فنتنياهو يريد أن يذكره التاريخ بأنه مجسد «إسرائيل الكبرى»، ليس فقط كمتهم بالرشوة ومتآمر سياسي، الذي تخلى عن مئة مخطوف في غزة. لذلك، سيحاول التمسك بسيطرة إسرائيل على شمال قطاع غزة. ولذلك، لن ينسحب من المناطق الجديدة التي احتلها في الجولان، وربما سيزيدها، في ظروف ما.

اتفاق سلام مع لبنان؟

وذهبت صحيفة «يديعوت احرنوت» الى ابعد من ذلك وقالت انه « لا ينبغي لإسرائيل أن تكتفي بالتشديد على وقف النار مع حزب الله، بل العمل على اتفاق سلام مع لبنان، لاستغلال ما اسمته خسارة حزب الله قوته وإيران لنفوذها هناك. وفي هذا السياق، يمكن التفكير أيضاً بدعم حكم ذاتي للدروز في سوريا وتعزيز الحلف مع الأكراد».

تغيير وجه الشرق الاوسط

وقالت» كل هذا ممكن بخاصة في ضوء دخول ترامب إلى البيت الأبيض. التاريخ يشهد بأن انتهاء الحروب ينطوي دوماً على فرص لتغيير الواقع. ولا وقت أفضل لمحاولة حقيقية لتغيير وجه الشرق الأوسط. لهذا الغرض مطلوب قيادة لا تكتفي بالخطابات عن إنجاز استراتيجي عسكري، إنجاز لن يبقى منه شيء إذا لم نستغل اللحظة المناسبة التاريخية هذه»!.

 

 

"اللواء":

تتزايد الانشغالات اللبنانية مع العدّ التنازلي لموعد جلسة ملء الفراغ الرئاسي، وإنهاء الشغور في قصر بعبدا، حيث عمدت دوائره، على نفض الغبار عنه، استعداداً لوصول الرئيس الجديد، مع اطلاق حركة الترشيحات العلنية، وكان اولها النائب نعمت افرام، الذي تشكل زيارته الى معراب اليوم محطة من محطات لقاءاته لحبس نبض الكتل، لا سيما الكتل المسيحية الوزانة، لجهة تبني تأييده او دعمه.

ومع هذه الحركة يستعد مجلس الوزراء لجلسة الاسبوع المقبل، مع تزايد التحديات الحدودية، لا سيما على محاور الحافة الامامية جنوباً، مع اصرار جيش الاحتلال الاسرائيلي، على مواصلة خروقاته لوقف النار، تحت ذرائع عدوانية، لا مرتكزات واقعية لها، في وقت، حط فيه رئيس اركان هيئة الامم المتحدة لمراقبة الهدنة UNTSO اللواء باتريك غوشا في عين التينة، والتقى الرئيس نبيه بري، وجرى التطرق الى اهمية الالتزام بالهدنة وبالقرار 1701، ودور وحدات حفظ السلام على هذا الصعيد.

ومع تصاعد الحراك الرئاسي، وعودة التداول ببعض الاسماء الجدية، وفي اول ترشيح للنائب من ضمن لائحة المرشحين الثمانية الذين ذكرت اسماءهم «اللواء» في عددها امس، اعلن النائب نعمت افرام ترشحه للرئاسة الاولى، معلناً التزامه بتطبيق القرار 1701 والقرار 1559.

والمعروف ان افرام هو رئيس المجلس التنفيذي لـ «مشروع وطن الانسان».

وفيما تنشط حركة سفراء اللجنة الخماسية واللقاءات بين القوى السياسية بحثا عن اسم مرشح توافقي. وكان البارز امس، زيارة كتلة الاعتدال الوطني لرئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع في معراب، بعد زيار لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بحثاً عن تقاطع حول اسم مرشح توافقي.

ضمّ وفد «الاعتدال» النواب أحمد الخير، سجيع عطيه، محمد سليمان، عبد العزيز الصمد، نبيل بدر وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش، في حضور نواب تكتل «الجمهوريّة القويّة» غسان حاصباني، فادي كرم وزياد حواط.

عقب اللقاء الذي استمر نحو ساعة ونصف ساعة، وصف حواط «هذا الاجتماع بالصريح والواضح، حيث تم البحث في آخر التطورات المحلية والاقليمية، ولا سيما بعد اتفاق وقف اطلاق النار ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخاب رئاسية في 9 كانون الثاني 2025 ، وصولا الى سقوط النظام في سوريا».

اما الخير فأكد «اهمية انتخاب رئيس توافقي يحظى بشبه اجماع وينجح بمواكبة المستجدات في هذه المرحلة المقبلة تحت سقف الشراكة الوطنية ودستور الطائف»، وقال ان «هناك فرصة جديدة للوصول الى توافق وطني يشكل ضمانة لجميع الفرقاء اللبنانيين، هناك مصلحة استراتيجية واساسية في الوصول الى رئيس جديد يمكنه الشروع مع الحكومة، التي ستتشكل في عهده، يتنفيذ الاصلاحات واعادة الاعمار واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي.

وعما اذا كان التكتل سيدعم رئيس حزب القوات لسدة الرئاسة، اجاب: لم نتداول مع الحكيم بهذه النقطة ولكنني ارى اننا امام مرحلة نسعى والقوات اللبنانية الى ايجاد حلول ناجعة تؤدي الى سد الفراغ الرئاسي من خلال انتخاب مرشح ينال الاجماع. ان ترشح اي شخص ولا سيما الحكيم امر مشروع وطبيعي وكما يقول المثل: «لما نوصل عليها منصلي عليها».

واوضح ان «النقاش تمحور حول مواصفات المرحلة المقبلة التي ترتكز على نقطتين اساسيتين وهما: تطبيق اتفاق الطائف بكامل مندرجاته والالتزام بالنقاط الـ13 التي حُددت في آلية تطبيق القرار 1701، فهذا هو الجوهر، وبالتالي عملية بحث الاسماء مستمرة».

كما تداول أمس اللقاء النيابي المستقل باستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، وقال عضو اللقاء النائب الدكتور عماد الحوت: قيّمنا اللقاءات التي قمنا بها في اليومين الماضيين والتي سنستكملها في الأيام القادمة، بهدف الوصول الى تقاطعات تساهم في توفير الأجواء لانتخاب رئيس للجمهورية يلبي طموحاتنا وطموحات اللبنانيين. كما التقينا بالزميل نعمت افرام بعد إعلانه ترشحه للرئاسة واستمعنا الى برنامجه الذي ترشّح على أساسه، وهو من الأسماء التي تحظى بالراحة والثقة لدينا ولدى الرأي العام اللبناني.

مجلس الوزراء

وسط ذلك، كُشف ان مجلس الوزراء يستعد لعقد جلسة في جدول اعمال حافل، بدعوة من الرئيس نجيب ميقاتي،يرجح ان تكون منتصف الاسبوع المقبل، وهو اول مجلس وزراء يعقد بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الاسد، وسط تحديات غير مسبوقة.

الطعن بالتمديد لمجلس القضاء

قضائياً، قدَّم تكتل لبنان القوي طعناً امام المجلس الدستوري بقانون صادر عن مجلس النواب، ويتعلق بالتمديد لمجلس القضاء الاعلى وقاضيين اثنين، باعتباره يشكل مخالفة دستورية، ملمحاً الى ان اي استشارة لمجلس القضاء الاعلى لم تحصل وحيث ان نادي القضاة، ومجلس القضاة الاعلى صرحا صراحة بمعارضة هذا القانون.

سوريون جاؤوا وغادروا عبر المطار

وفي ما خص التدفق السوري الى لبنان عبر المصنع، نفى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان يكون رجل الامن المعروف في نظام الاسد علي المملوك موجودا في لبنان، وقال: اي مسؤول امني سوري لم يدخل الى لبنان عبر المعابر الشرعية، بخلاف بعض العائلات ورجال الاعمال الذين دخلوا عبر المعابر الشرعية لانطباق وضعهم على المعايير الصادرة عن الامن العام، وانهم غير مطلوبين، وبعضهم غادر عبر المطار.

الجيش في الخيام والاحتلال مستمر بالانتهاكات

على الارض في الجنوب، وبعد اسبوعين على سريان هدنة الـ60 يوماً، انسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي فن بعض النقاط في الخيام وتمركزت مكانها وحدات من الجيش اللبناني، ومع ذلك لم تسلم البلدة من غارات ادت الى سقوط شهيد واصابة مواطن بجروح.

ورحب قائد القيادة الوسطى في القوات الاميركية الجنرال إريك كوريللا، بوصفها خطوة في تنفيذ وقف دائم للاعمال العدائية.

ووصف الرئيس ميقاتي قصف وسط الخيام بالغدر. وقال: لم تمر اربع وعشرون ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقا لقرار وقف اطلاق النار، حتى عاود العدو الاسرائيلي استهداف بلدة الخيام بغارة ادت الى سقوط شهداء وجرحى.

إن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهتان التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الاسرائيلي. وهذه الخروقات المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار، والمطلوب منها معالجة ما حصل فورا وبحزم ومنع تكراره.

وبدأت وحدات من الجيش اللبناني بفتح ٣ طرقات مؤدية إلى بلدة الخيام – مرجعيون، وافيد عن دخول فوج الهندسة في الجيش اللبناني بعد ظهر أمس الى بلدة الخيام المؤلف من ثلاث جرافات وبوب كات، وعدد من ناقلات الجند من نوع هامفي وحوالي عشر سيارات اسعاف .وبعد الكشف على المنطقة وخلوها من اي متفجرات أو قذائف غير منفجرة أو عبوات ناسفة، بدأ فوج الهندسة بازالة الركام وفتح الطرقات في النقاط الخمس التي حددت سلفاً ضمن المرحلة الأولى من الانتشار بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل».

والنقاط الخمس هي كالتالي: وطى الخيام ، الجلاحية، مثلث الحمام، الدردارة من جهة القليعة وباب ثنية لجهة برج الملوك.

وبرغم الاعلان عن انسحاب قوات الاحتلال من الخيام الى منطقة السهل، سرعان ما اغارت مسيَّرة اسرائيلية على ساحة الخيام متسببة بسقوط شهيدين وجريح حسب معلومات اولية.

والى ذلك، واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاته على القرى فشن غارة بين شمع ومجدل زون، وقام بتفجير منازل في المنطقة الواقعة ما بين بلدتي شمع وطيرحرفا في قضاء صور.

والى ذلك، سجل تحليق كثيف للطيران المسيّر الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية. كما سجل تحليق للطيران الحربي في أجواء راشيا والبقاع الغربي، ومنطقة الزهراني والقطاع الشرقي.

وليلاً، سجل تحليق لعدد من المسيرات المعادية في اجواء مدينة صور.

 

 

"نداء الوطن":

حتى الساعة لم تفض الحركة على خط الانتخابات الرئاسية إلى نتيجة متقدمة باستثناء محاولات خلق مساحات مشتركة بين الكتل المتباعدة لتقريب وجهات النظر، وإعلان رئيس المجلس التنفيذيّ لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام ترشّحه رسميّاً إلى سدّة الرئاسة اللبنانيّة، واستعداده لتحمّل وتولّي هذه المسؤوليّة الوطنيّة.

بعيداً من التكتيكات اليومية، يبدو المشهد الرئاسي أمام انقسام عمودي، بين فريق سيادي يبحث عن رئيس على مستوى المرحلة، يبدأ ببناء لبنان الجديد انطلاقاً من التطورات والتغيير الحاصل داخلياً أو خارجياً، وفريق آخر يتقن فن المواربة والتذاكي، ويعيش حالة من الإنكار للمتغيرات في لبنان والشرق الاوسط، كما يرفض إعادة قراءة المسار الجديد لاستنتاج مقاربات مختلفة.

وعلى الرغم من الانقسام الحاصل، تبقى قنوات التواصل بين معراب وعين التينة مفتوحة، بحسب مصدر قواتي مطلع، لكنها لم تؤد إلى نتيجة ملموسة حتى الساعة، والمشكلة الأساسية بحسب المصدر أن الرئيس بري لا يأخذ في الاعتبار المستجدات الإقليمية، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وذبول وضعية “حزب الله” على الصعد كافة. وعليه لن تقبل القوات تجاهل الفريق الآخر لهذه المتغيرات الاستراتيجية في سوريا ولبنان.

ولاحظت “نداء الوطن” انكباب القوات على عقد اجتماعات على مستويات عدة، خلصت إلى قناعة بوجود حالة من الانفصام بين الواقع اللبناني الحالي والتغيير الكبير الحاصل في المنطقة، وأن المعركة الرئاسية ستشكل العامل الأهم في تصويب هذا الانفصام واللحاق بالتحولات الاستراتيجية الحاصلة.

وفي السياق، أشار مصدر سياسي مطلع لـ “نداء الوطن”، إلى أن الكثير من الأسماء المطروحة للرئاسة باتت غير مطابقة للمواصفات، مضيفاً أن الاجتماع بين تكتل “الاعتدال الوطني” ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع كان على قدر كبير من الانسجام، وفي نهاية المطاف سيكونون على موجة واحدة.

وعلمت “نداء الوطن” أن النائب السابق هادي حبيش جمع العميد جورج خوري مع كتلة “الاعتدال الوطني” إلى مأدبة عشاء أمس، في حين بات موقف أغلبية نواب “الاعتدال” رافضاً للسير بمرشح لا ترضى عنه القوات اللبنانية والمعارضة ولا يؤسس لعلاقات جديدة مع السعودية ودول الخليج والعرب، لذلك اقتصر العشاء على المجاملات الاجتماعية، أما رئاسياً فكان سلبياً.

تضيف المصادر أن “البورصة الرئاسية والنقاش بين الكتل لم يصل إلى حدّ الأخذ والردّ في الأسماء بل اقتصر على النقاشات وهذا ما حصل في لقاء “الاعتدال الوطني” في معراب بعد حسم النواب السنة اصطفافهم إلى جانب المعارضة السيادية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اللقاء المرتقب بين جعجع والرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط والذي سيبحث في الملف الرئاسي لن يعقد هذا الأسبوع.

وفيما تستمر المشاورات الداخلية، لفتت حركة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، التي من الواضح أنها تنم عن عزل سياسي بامتياز. فهو يحاول من خلال تحركه هذا أن يعوض النقص الحاصل في قوته السياسية، ويحاول أن يلعب أدواراً من دون تكليف من أحد.

وأشارت مصادر لـ ” نداء الوطن” إلى أن بري وباسيل حاولا القيام بـ”تهريبة” رئاسية من خلال طرحهما العميد جورج خوري لكنها باتت خارج التداول.

تضيف المصادر أن الرئيس بري اقترح على اللجنة الخماسية فكرة طرح ثلاثة أسماء يتم اختيار اسم واحد خلال الجلسات المتتالية لمجلس النواب، علماً أن بري لم يدخل في لعبة الأسماء في خلال اجتماعه الأخير مع سفراء الخماسية.

وتلفت المصادر إلى اجتماع عقد داخل سفارة دولة كبرى مع بعض نواب المعارضة، وقد طرح أحدهم الأسماء الآتية: سمير جعجع بحكم أنه الأقوى مسيحياً، سامي الجميل، وميشال معوض. وتوجه النائب المعارض خلال الاجتماع إلى السفير بالقول: “إذا لديكم أي تحفظ على الأسماء المذكورة بإمكاننا طرح اسم رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود كونه شخصية قضائية مرموقة”. وقد انتهى الاجتماع بانطباع جيد وجدي بحيث لم يتم رفض أي من الأسماء التي طرحها نواب المعارضة، وبالتالي ستكون موضع دراسة وتشاور.

من جهة ثانية، تذهب مصادر متابعة لحراك اللجنة الخماسية باتجاه آخر وقالت لـ “نداء الوطن” إن كل ما يحكى عن تحرّك سينتج رئيساً، لا يستند إلى وقائع علمية بل أمنيات، فواشنطن لم تحسم موقفها بعد، والحراك الفرنسي لا يوصل إلى أي نتيجة، وثمة تعليمات سعودية بزيادة الاهتمام بالملف اللبناني من دون أن يعني ذلك اقتراب الحسم، بل يأتي في إطار المراقبة، لذلك تتريث الكتل الكبرى في حسم موقفها.

 

 

"الشرق":

واصل العدو الاسرائيلي خروقاته العدوانية البرية والجوية لاتفاق وقف اطلاق النار.

فقد اغارت مسيرة معادية على ساحة بلدة الخيام وأفادت معلومات أولية عن وقوع شهيد وجريحين.

وكان الجيش اللبناني قد بدأ المراحل الأولى امس من الانتشار في البلدة، وطلب من المواطنين عدم التوجه الى البلدة الخيام قبل صدور قرار من الجهات المختصة يسمح لهم بها بالدخول.

من جهة اخرى، افيد امس عن تحليق مكثف للطيران الحربي المسير الاسرائيلي وعلى علو منخفض فوق العاصمة بيروت، يشار الى ان الطيران المسير لم يغب عن سماء بيروت والضاحية الجنوبية منذ صباح اليوم والى الان.

وفي هذا الاطار صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:

«تعمل وحدات من الجيش على فتح طرقات نبع إبل والشريقي وحي جبلي المؤدية إلى بلدة الخيام – مرجعيون من الجهة الشمالية، من خلال إزالة الردم والذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وذلك ضمن خطة الانتشار في المنطقة. تعيد قيادة الجيش تأكيد خطورة اقتراب المواطنين من المنطقة، وأهمية التزامهم بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار».

ودخلت وحدات من فوج الهندسة في الجيش اللبناني الى بلدة الخيام مؤلفة من ثلاث جرافات، وبوب كات، وعدد من ناقلات الجند من نوع هامفي وحوالي عشر سيارات اسعاف. وبعد الكشف على المنطقة وخلوها من اي متفجرات أو قذائف غير منفجرة أو عبوات ناسفة، بدأ فوج الهندسة بازالة الركام وفتح الطرقات في النقاط الخمس التي حددت سلفاً ضمن المرحلة الأولى من الانتشار بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل». والنقاط الخمس هي كالتالي: وطى الخيام ، الجلاحية، مثلث الحمام، الدردارة من جهة القليعة،وباب ثنية لجهة برج الملوك.

أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» عن عملية تفجير لمنازل قام بها جيش العدو بين المنطقة الواقعة ما بين بلدتي شمع وطيرحرفا في قضاء صور.

من جهة اخرى، افادت الوكالة بالعثور على أشلاء من جثة شهيد في مبنى دمرته الطائرات المعادية عند مفترق معركة ، حيث عمل الدفاع المدني في جمعية « كشافة الرسالة الاسلامية» – صور، على دفنها الى جانب الجثة التي سبق أن تم سحبها سابقاً من الفريق نفسه ، مع بداية الحرب.

وبحسب المعلومات فقد تمركزت وحدات الجيش في 5 نقاط حول بلدة الخيام، بالتنسيق مع «اليونيفيل»، ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لجنة الإشراف الخماسية. وقد دعت قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة بتاتا والتزام تعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار. وتشهد اجواء منطقة مرجعيون تحليقا كثيفا للطيران الحربي المعادي. الى ذلك، سجل تحليق كثيف للطيران المسيّر الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية.

كما سجل تحليق للطيران الحربي في أجواء راشيا والبقاع الغربي، منطقة الزهراني والقطاع الشرقي.

 

 

"البناء":

 تشهد المنطقة كثافة في الحراك السياسيّ الدوليّ والإقليميّ يتوّج غداً السبت عبر اجتماع تشاوريّ موسع يعقد في عمان لمناقشة كيفية المساعدة في تقدم عملية سياسية موثوقة وجامعة وذات مصداقية في سورية، كما قال المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، لكن المنطقة تشهد كثافة حضور أميركي غير مسبوق بهذا التزامن، حيث قائد المنطقة الوسطى في القوات الأميركيّة مايكل كوريلا يتفقد قوات سورية الديمقراطية ممتدحاً التعاون معها شرق سورية، بينما وزير الخارجيّة الأميركية أنتوني بلينكن في زيارات لكل من أنقرة وتل أبيب وعمان، فيما مستشار الأمن القومي جاك سوليفان وصل تل أبيب ويغادر منها إلى القاهرة والدوحة، بينما في واجهة المشهد توغل إسرائيلي جنوب سورية بدأ بتهجير الأهالي، ومواجهات تركيّة كردية في شمال شرق سورية، والتصريحات الأميركية التي تتمسك بدور قوات سورية الديمقراطية الكردية لم تنحصر بما قاله مايكل كوريلا، فقد كرّر بلينكن كلاماً مشابهاً، رغم أنه المعنيّ دبلوماسياً بالتحاور مع أنقرة حول هذه العلاقة، ليذهب سوليفان إلى البعد وهو الآتي لإنضاج مشروع اتفاق حول غزة، مبشّراً بتحقيق تقدّم كبير، ليقول إن واشنطن متمسّكة بالقوات الكردية، التي طالما اعتبرت تركيا أنها معنية بإنهاء وجودها قبل متغيرات المشهد السوري الجديد الذي لعبت فيه تركيا دوراً محورياً، لتظهر التصريحات الأميركية نوعاً من رسم الخط الأحمر أمام تركيا لعدم الاقتراب من مناطق سيطرة القوات الكردية، ما يعنيه ذلك من سقف مسبق لمستقبل أي بحث في العملية السياسية في سورية، التي اعلنت القيادة الكردية مشاركتها فيها، لكن لصالح صيغة تشبه الصيغة العراقيّة، حيث الإقليم الكردي يملك جيشه الخاص ويضع يده على الموارد النفطية في منطقة سيطرته.

حول أوضاع المنطقة تحدّث قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي مستعرضاً الاستهدافات الإسرائيلية لسورية بالتفصيل، معلناً الوقوف إلى جانب سورية بغض النظر عن هويّة الحكم فيها بوجه هذه الاعتداءات، وقال السيد الحوثي إن ما هو أمامنا هو مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على التفتيت والفتن والسعي لتقسيم المنطقة كيانات طائفية ومذهبية وعرقية متناحرة، مؤكداً أن الالتزام بفلسطين والمقاومة هو طريق المواجهة، وأن اليمن لن يغيّر ولن يبدّل في خياراته وهو ماضٍ في دعم غزة مهما كانت التضحيات.

لبنانياً لم يكد الاحتلال يُنهي انسحاب قواته من مدينة الخيام ليبدأ الجيش اللبنانيّ انتشاره فيها، بالتعاون مع قوات اليونيفيل حتى قام الاحتلال بشنّ غارات أدت الى سقوط شهداء وجرحى، بصورة كشفت هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار من جهة، وعدم جدية الاحتلال باحترام تعهداته المنصوص عليها في الاتفاق، وعدم إقامته أي حساب لضمانات الرعاة الدوليين خصوصاً أميركا وفرنسا والأمم المتحدة، وحول الموضوع قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «إن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الإسرائيلي». واعتبر أن هذه الخروق المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار والمطلوب منها معالجة ما حصل وفوراً وبحزم لمنع تكراره.

 

وفي حين تمركز الجيش اللبنانيّ في شمالي بلدة الخيام أمس، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيليّ وفق اتفاق وقف إطلاق النار، واصل العدو اعتداءاته على الخيام بغارات استهدفت المدينة ما أدّى إلى سقوط عدداً من الشهداء والجرحى.

وأفيد عن العثور على أشلاء من جثة شهيد في مبنى دمرته الطائرات الإسرائيلية عند مفترق معركة، حيث عمل الدفاع المدني في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” – صور، على دفنها الى جانب الجثة التي سبق أن تمّ سحبها سابقاً من الفريق نفسه، مع بداية الحرب. الى ذلك، سجل تحليق كثيف للطيران المسيّر الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية. كما سجل تحليق للطيران الحربي في أجواء راشيا والبقاع الغربيّ، منطقة الزهراني والقطاع الشرقي.

وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” الى أن “العدو يريد أن يغطي على انسحابه من مدينة الخيام وتثبيت فشله في دخولها طيلة مدة العملية البرية الإسرائيلية رغم كل عمليات التدمير، فيعمد إلى حرف الأنظار عن هذا الفشل باستكمال عدوانه على المدنيين”. وشدّدت المصادر على أن “الانسحاب من الخيام وعودة أهلها إليها والبدء برفع الأنقاض وإعادة الإعمار لاحقاً يشكل أكبر هزيمة للعدو”.

ونقلت مصادر عن جهات دبلوماسية غربية لـ”البناء” أن اتفاق وقف إطلاق النار سيسلك طريقه إلى التنفيذ الكامل قبل نهاية العام لأن يحظى بدعم دولي واسع لا سيما أميركي – أوروبي لتثبيت الاستقرار على الحدود تمهيداً لإطلاق مفاوضات بين لبنان و”إسرائيل” على ملفات النزاع بينهما لا سيّما النقاط الـ13 ومزارع شبعا والغجر والخروق إضافة إلى موضوع الأسرى.

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة UNTSO اللواء باتريك غوشا يرافقه رئيس مكتب الاتصال في بيروت التابع لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة المقدّم ديتر باشمان وعضو فريق التحليل التابع للهيئة طوني بولغر، في حضور المستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. حيث تمّ استعراض لتطورات الأوضاع والمستجدّات في لبنان والمنطقة إضافة إلى مهام البعثة الأممية وجهودها.

بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، الى أنه لم تمر اربع وعشرون ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقاً لقرار وقف إطلاق النار حتى عاود العدو الإسرائيلي استهداف بلدة الخيام بغارة أدت الى سقوط شهداء وجرحى.

وشدد ميقاتي على أن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الإسرائيلي. واعتبر بأن هذه الخروق المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار والمطلوب منها معالجة ما حصل فوراً وبحزم ومنع تكراره.

بدوره، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن تضحيات شهداء المقاومة وثباتهم في الميدان أسقط أهداف الحرب العدوانيّة وفي مقدّمها احتلال الأرض وتدمير حزب الله، ولفت إلى أنه “رغم الثمن الكبير الذي دفعناه، فإن الناس عادت إلى قراها بكرامة، وسيُعاد إعمارها”.

وإذ زعم مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، الى أن “حزب الله لم يعُد بإمكانه بناء قدراته العسكرية”. أكد فضل الله أن “المقاومة تعرف كيف تعيد بناء قدراتها مهما كانت الأوضاع من حولها، وهي باقية ومستمرّة وحاجة وطنية”.

وأشار فضل الله خلال الاحتفال التكريميّ الذي أقامه حزب الله لكوكبة من الشهداء في حسينية مجمع الإمام الحسن العسكري (ع) في الكفاءات إلى أن “ما يقوم به العدوّ في سورية من احتلال وتدمير، دليل على نياته العدوانية للاحتلال والتوسّع رغم أنه لم تكن هناك أي مواجهة في الجولان، وفي الوقت نفسه فإن العدوّ “الإسرائيلي” ومن خلال خروقه واعتداءاته التي طاولت العديد من القرى الجنوبية، يريد أن يستغل فرصة الستين يومًا ليبقي حالة التوّتر والقلق في المنطقة الحدودية والجنوب، بهدف فرض واقع جديد على هذه المنطقة”. وأضاف: “المقاومة تدرس كلّ الخيارات وتضع كلّ الاحتمالات، ولكن بمعزل عن هذا الجانب، هناك مسؤولية مباشرة تقع على الدولة والجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ولجنة المراقبة، علمًا أن كثيرين في البلد كانوا يقولون لنا اتركوا الدولة تقوم بدورها، وأن تتولى الحماية، وهذه فرصة لها، فهناك ستون يومًا للدولة اللبنانية كي تتحمّل مسؤولياتها ونحن نتابع هذا الأمر مع الحكومة، وكي تمارس الضغوط المطلوبة من أجل وقف هذه الاعتداءات”. وتابع “أيًا تكن هذه الاعتداءات، فإنها لن تمنعنا من إعادة الناس إلى الجنوب وإعمار الجنوب وضخ الحياة في منطقة الحدود”.

وجدّد النائب فضل الله تأكيد المقاومة على موقفها الرافض للعدوان “الإسرائيلي” على سورية وللاحتلال، وقال: “نحن مع سورية والشعب السوري، وما يقرّره هذا الشعب في ما بعد بما يتعلق بشكل الحكم والإدارة لديه، فهذا يصبح موضوعاً داخل سورية”، وأضاف: “نحن لم نكن يومًا جزءًا من الأزمة الداخلية السورية لا سيما عندما يكون هناك أزمة أو معارضة أو موالاة، فهذا شأن سوريّ داخليّ، وعندما اتّخذنا موقف المشاركة في سورية، فذلك كان للدفاع عن بلدنا ومقدساتنا، ولذلك قدّمنا التضحيات في هذا السبيل”.

بدوره، أشار رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى أن “اغتيال قادة حزب الله لا سيما الأمين العام السيّد حسن نصرالله، كان أشدّ علينا من سقوط بشار الأسد”، مؤكداً أن الحزب “أصبح أقوى”. واعتبر قاليباف في تصريح، أن “التطورات في سورية لم تكن مفاجئة بل كانت حتمية ونحن قمنا بتوجيه تحذيرات دقيقة للحكومة السورية”، مبيناً أن “سقوط الأسد يسبّب اضطراباً للمقاومة، ولكنها ستتكيّف مع الظروف الجديدة وتصبح أقوى”.

وفيما عمدت بعض الأطراف السياسية ووسائل إعلامية تدور في فلكها بمحاولة استغلال الأحداث السورية لا سيما ملف السجناء وادعاء هروب مسؤولين في النظام السوري السابق إلى لبنان، كذّب وزير الدّاخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، هذه الادعاءات مؤكداً أنّ “بحسب معلومات الأجهزة الأمنيّة اللّبنانيّة، علي مملوك ليس موجودًا في لبنان، وهو لم يدخل عبر أي من المعابر الشّرعيّة، والأجهزة الأمنيّة الاستخباريّة أكّدت أنّه غير موجود في الأراضي اللّبنانيّة”.

وأوضح، في تصريح لـ”الوكالة الوطنيّة للإعلام”، أنّ “أي مسؤول أمني من النّظام السّوري السّابق لم يدخل إلى لبنان عبر المعابر الشّرعيّة، بخلاف بعض العائلات ورجال الأعمال الّذين دخلوا عبر المعابر الشّرعيّة، لانطباق وضعهم مع التّعليمات المشدّدة الصّادرة عن الأمن العام اللبناني، ولكنّهم غير مطلوبين بأي مذكرة عدليّة أو دوليّة؛ والعديد منهم غادر عبر المطار”.

كما بيّن أنّ “ما يحكم عمل وزارة الداخلية والبلديات والأجهزة الأمنيّة التّابعة لها – قوى الأمن الداخلي والأمن العام – هو منطق الدّولة وتطبيق القانون ومصلحة لبنان، بعيدًا عن الشّعبويّة وارتجال المواقف، مع تفهّمنا الكامل لهواجس اللبّنانيّين وقلقهم. علمًا أنّ اجتماع مجلس الأمن الدّاخلي المركزي الأخير قد بحث بهذه المواضيع، وتجري متابعتها مع الأجهزة العسكريّة والأمنيّة كافّة بدقّة”.

رئاسيّاً، استمرّت المشاورات واللقاءات لمحاولة التوصل إلى تفاهم على انتخاب رئيس، وبرز إعلان النائب نعمة افرام ترشّحه رسمياً إلى رئاسة الجمهورية واستعداده لتولي هذه المسؤولية الوطنية، معلناً التزامه “تطبيق تدبير وقف الأعمال العدائيّة وتنفيذ القرار 1701 ومختلف القرارات المتصلة الصادرة عن لبنان لتأمين الاستقرار”.

وأعلنت كتلة “الاعتدال الوطني” خلال لقائها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، أنها لم تبحث معه مسألة ترشحه للرئاسة. وأضافت: “اللقاء مع جعجع كان صريحاً وواضحاً وأكّدنا له أهمية انتخاب رئيس توافقي يكون عليه إجماع ويواكب المستجدات تحت سقف الشراكة الوطنية والطائف”. وأوضحت الكتلة أن “النقاش كان يرتكز على مواصفات الرئيس للمرحلة المقبلة وهي تشمل بشكل أساسي تطبيق اتفاق الطائف والـ1701”.

ولفتت أوساط نيابية مشاركة في المشاورات الرئاسية لـ”البناء” الى أنه “تمّ حسم مواصفات الرئيس لجهة تطبيق القرارات الدوليّة وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتعزيز الوحدة الوطنية وإبعاد لبنان عن المحاور الإقليمية والدولية والانفتاح على المحيط العربي وإقامة أفضل العلاقات مع دول الخليج. كما هناك شبه إجماع على اختيار رئيس من أسماء لا تشكل استفزازاً لأحد وتكون جامعة لكل اللبنانيين ويملك أغلبية نيابية نصاباً وانتخاباً”. وتوقعت الأوساط أن تتبلور صورة المرشحين مطلع العام الجديد على أن تكون جلسة 9 كانون المقبل حاسمة لجهة الانتخاب وإنجاز الاستحقاقات الأخرى. كما كشفت الأوساط أن لا اتفاق حتى الآن على مرشح بل جرى طرح أسماء عدة تملك المواصفات الجامعة ويجري التوافق على واحد منها، وإذا تعذر فيتمّ التنافس والتصويت بين ثلاثة أسماء.

 

 

 

"الأنباء":

قد يكون إعلان النائب نعمة افرام ترشيحه لرئاسة الجمهورية، بمثابة إظهار جدية جلسة ٩ كانون الثاني إضافة إلى الأسماء المتداولة وفي مقدمها اسم قائد الجيش العماد جوزف عون والوزير سليمان فرنجية وغيرهم من الأسماء التي طرحت سابقا. ما دفع بالكتل النيابية إلى تزخيم حراكها على أكثر من اتجاه سعياً للتوافق على اسم توافقي.

فما يحيط بهذه الاتصالات يشي بوجود جدية وإصرار أكبر لإنهاء الشغور الرئاسي في جلسة الإنتخاب المقبلة لاسيما بعد المتغيرات الإقليمية وازدياد الضغوط الدولية، وصولا الى حركة سفراء الخماسية الذين التقوا أمس الأول رئيس مجلس النواب نبيه بري كمؤشر واضح لتزخيم هذا الملف قبل موعد الجلسة، إضافة الى تصريح بري الجازم بأننا سننتخب رئيساً في الجلسة المنتظرة.

في هذا السياق، أشار النائب أديب عبد المسيح في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أن ترشيح افرام فتح احتمالات الانتخابات الرئاسية ولم تؤكدها لأن انتخاب رئيس الجمهورية في الغالب تتم في السر وليس في العلن، وقد يكون نعمة افرام أحد هذه الخيارات. لكن لغاية الآن غير مدعوم من الأكثرية المسيحية، معتبراً أن الانتخابات الرئاسية وليدة اللحظات الاخيرة، وما نشهده الآن مجرد بازارات ونقاشات لا نعرف إلى أين تصل.

وقال عبد المسيح: "نريد رئيساً صاحب قرار وحكمة وهذا غير متوفر في كثير من الناس". وعن رأيه بكثرة الحديث عن ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أوضح عبد المسيح أنه حضر اجتماع معراب ولم يكن اسم جعجع مطروحاً داخل اجتماعات المعارضة، مضيفا "نحن كمعارضة لا نأخذ ترشيح جعجع من الإعلام، وعندما يطرح على الطاولة سنقول رأينا بكل صراحة، مؤكدا اسم جعجع غير مطروح حتى الآن.

وعما يتوقعه في جلسة 9 كانون الثاني يقول عبد المسيح: "إذا حصل توافق على شخصية من الصف الأول مثل قائد الجيش العماد جوزف عون قد نوفق بانتخاب رئيس جمهورية، واصفاً تأكيد بري على جدية الجلسة ودعوة سفراء الدول والموفد الاميركي اموس هوكشتاين لحضورها بالمناورة الذكية للتأكد من عدم مقاطعة الجلسة لا من الطرف المعارض ولا من الموالاة. وبهذه الدعوة سيحرج كل من يفكر بمقاطعة الجلسة، متخوفاُ من انتخاب رئيس لا لون له ولا طعم.

وعن تمسك حزب الله بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية اعتبر عبد المسيح ان حزب الله في مرحلة تفاوضية قد تتغير بين يوم وآخر، لافتاً إلى أن حظوظ قائد الجيش عادت لترتفع بعد الذي جرى في سورية، لأن موقف قائد الجيش هو الضامن لتطبيق القرار 1701 وفي ظل ما يجري في سورية أصبح استقرار لبنان عنوان اساسي.

الوضع الأمني

في الشأن الامني، أشارت مصادر أمنية لـ"الانباء" الالكترونية إلى أن نجاح عملية انتشار الجيش في الخيام ينتظر أن تعقبها عمليات انتشار مماثلة في القطاعين الأوسط والغربي. وهو ما زال يواجه بمعارضة اسرائيلية شديدة وتعمل لجنة المراقبة على حل هذا الموضوع. وتوقفت المصادر عند استمرار الخروقات الاسرائيلية ومطالبة الجيش الإسرائيلي إخلاء بلدة الحميدية واطلاق المسيّرات.

الوضع السوري

في الموضوع السوري، كان اللافت أمران، استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بعد التوغل لمسافة 5 كلم بدون أن يصدر عن مجلس والدول العربية أي موقف إدانة. أما الامر الاخر، فهو الإعلان عن تجميد نشاط حزب البعث بعد 62 سنة من حكم سورية، منها 53 سنة من حكم آل الأسد.

مصادر مراقبة رأت عبر "الانباء" الالكترونية ان النظام الأسدي لم يجلب على سورية إلا الويلات. وما الفظائع التي تتكشف كل يوم عن أساليب التعذيب في سجون وأقبية هذا النظام الى دليلا على الجرائم البريرية التي تقشعر لها الأبدان في ظل الحديث عن مجازر وعمليات سحل وتذويب بالأسيد والملح والخنق بالمياه للآلاف من المفقودين الذين لم يكشف سوى عن 10 في المئة من مجموع المعتقلين الذي يقدر بمئات الألوف.

وفي سياق التغييرات الحاصلة أعلن زعيم هيئة تحرير الشام احمد الشرع أنه سيعمل على حل قوات الأمن التابعة للنظام البائد وإغلاق السجون السيئة السمعة مثل سجن صيدنايا وتدمر وفرع فلسطين. واضاف انه يعمل مع منظمات دولية لتأمين موقع للأسلحة الكيماوية، مشدداُ على تشكيل حكومة تكنوقراط، نافياً تلقيه أي دعم خارجي. وشدد على أن إدارة العمليات العسكرية لن تتوانى عن محاسبة القتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب السوريين. وأنه سيلاحق مجرمي الحرب واستعادتهم من الدول التي فروا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل، معلنا أنه سيتم تقديم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين بجرائم حرب.

 

 

"الشرق الاوسط":

بعد أقل من 24 ساعة على انتشار الجيش اللبناني في بلدة الخيام الحدودية بالتنسيق مع قوات الـ«يونيفيل»، استهدف الجيش الإسرائيلي البلدة، وهو ما وصفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ«الغدر الموصوف».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيرة إسرائيلية أغارت على ساحة بلدة الخيام، مشيرة إلى معلومات أولية تفيد بسقوط قتيل وجريحين.

وأتى ذلك، بعدما كان الجيش اللبناني قد بدأ، الأربعاء، المراحل الأولى من الانتشار في البلدة، وطلب من المواطنين عدم التوجه إليها قبل صدور قرار من الجهات المختصة يسمح لهم بها بالدخول.

وعلى أثر هذا الخرق، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان له: «لم تمر أربع وعشرون ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقاً لقرار وقف إطلاق النار، حتى عاود العدو الإسرائيلي استهداف بلدة الخيام بغارة أدت إلى سقوط شهداء وجرحى»، مؤكداً: «إن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الإسرائيلي». وشدد على أن «هذه الخروقات المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة بالإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، والمطلوب منها معالجة ما حصل فوراً وبحزم ومنع تكراره».

ويأتي ذلك بعدما بدأ الجيش اللبناني، الأربعاء، انتشاره «البطيء» في الخيام، حيث تمركز في خمس نقاط، قبل أن يدخلها فوج الهندسة، الخميس.

وأفادت «الوطنية» بأن فوج الهندسة في الجيش اللبناني دخل بعد الظهر إلى بلدة الخيام، وبعد الكشف على المنطقة وخلوها من أي متفجرات أو قذائف غير منفجرة أو عبوات ناسفة، بدأ بإزالة الركام وفتح الطرقات في النقاط الخمس التي حددت سلفاً ضمن المرحلة الأولى من الانتشار بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل».

والنقاط الخمس هي: وطى الخيام، الجلاحية، مثلث الحمام، الدردارة من جهة القليعة، وباب ثنية لجهة برج الملوك.

انتشار تدريجي

وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس هناك خطة واضحة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأماكن الموجود فيها في القرى الحدودية، مشيرة إلى أن ذلك يتم بشكل تدريجي وعلى مراحل مع قوات الـ«يونيفيل» التي تبلغه عن الانسحابات.

وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها تراقب الانسحاب الإسرائيلي في الخيام. وقالت القيادة المركزية الأميركية إن ضابطاً كبيراً بالجيش الأميركي زار بيروت، الأربعاء، لمراقبة انسحاب أول دفعة من القوات الإسرائيلية من لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة «إكس» أن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا زار مقر مراقبة وقف إطلاق النار في بيروت، والتقى بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.

وأوضحت أن زيارة كوريلا جاءت لمراقبة «الانسحاب الأول الجاري لقوات الدفاع الإسرائيلية وانتشار القوات المسلحة اللبنانية في منطقة الخيام بلبنان كجزء من الاتفاق».

وقال كوريلا: «هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية وتضع الأساس للتقدم المستمر».

وبحسب القيادة المركزية، فقد التقى الجنرال كوريلا في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، وناقش معه «الوضع الأمني الراهن والمتغيّر في سوريا، وتأثيره على الاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية».

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ لواءه السابع «أنجز مهمته في الخيام في جنوب لبنان». وأضاف البيان: «وفقاً لتفاهمات وقف إطلاق النار، وبتنسيق من الولايات المتحدة، ينتشر جنود من القوات المسلحة اللبنانية في المنطقة بالاشتراك»، مع جنود من (اليونيفيل)، قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان. وتزامن هذا الانسحاب مع غارات جوية إسرائيلية على جنوب لبنان أوقعت خمسة قتلى، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وفي وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية بعد أسبوعين على اتفاق وقف إطلاق النار، قال «حزب الله»، على لسان النائب حسين جشي، في حفل تكريمي لشهداء، إن «المقاومة تمارس اليوم أقصى درجات ضبط النفس إزاء الخروقات الصهيونية، من أجل إعطاء فرصة للجهات الضامنة والمعنية بالاتفاق لأن تتحمل مسؤولياتها»، مشدداً على أن «هذا الأمر لن يطول؛ ذلك أن المقاومين عقدوا العزم على أن يعيش أهلنا بعزة وكرامة في أرضنا وبلدنا، وأن لا مكان للاحتلال بيننا بعدما ولّى زمن أن نعيش تحت الاحتلال».

وتقوم الولايات المتحدة وفرنسا بمهمة مراقبة لهدنة مدتها 60 يوماً بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، والتي تتضمن انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية.

وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق حدودية في جنوب لبنان خلال 60 يوماً، وتعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة لانتشارها في الجنوب عند الحدود الشمالية للدولة العبرية.

وبموجب الاتفاق، تتولى لجنة خماسية مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات التي يبلغ عنها كل طرف.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية