البناء: سوليفان: نقترب من اتفاق حول غزة… ومتمسكون بالقوات الكردية في سورية

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 13 24|09:11AM :نشر بتاريخ

كتبت صحيفة "البناء":

تشهد المنطقة كثافة في الحراك السياسيّ الدوليّ والإقليميّ يتوّج غداً السبت عبر اجتماع تشاوريّ موسع يعقد في عمان لمناقشة كيفية المساعدة في تقدم عملية سياسية موثوقة وجامعة وذات مصداقية في سورية، كما قال المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، لكن المنطقة تشهد كثافة حضور أميركي غير مسبوق بهذا التزامن، حيث قائد المنطقة الوسطى في القوات الأميركيّة مايكل كوريلا يتفقد قوات سورية الديمقراطية ممتدحاً التعاون معها شرق سورية، بينما وزير الخارجيّة الأميركية أنتوني بلينكن في زيارات لكل من أنقرة وتل أبيب وعمان، فيما مستشار الأمن القومي جاك سوليفان وصل تل أبيب ويغادر منها إلى القاهرة والدوحة، بينما في واجهة المشهد توغل إسرائيلي جنوب سورية بدأ بتهجير الأهالي، ومواجهات تركيّة كردية في شمال شرق سورية، والتصريحات الأميركية التي تتمسك بدور قوات سورية الديمقراطية الكردية لم تنحصر بما قاله مايكل كوريلا، فقد كرّر بلينكن كلاماً مشابهاً، رغم أنه المعنيّ دبلوماسياً بالتحاور مع أنقرة حول هذه العلاقة، ليذهب سوليفان إلى البعد وهو الآتي لإنضاج مشروع اتفاق حول غزة، مبشّراً بتحقيق تقدّم كبير، ليقول إن واشنطن متمسّكة بالقوات الكردية، التي طالما اعتبرت تركيا أنها معنية بإنهاء وجودها قبل متغيرات المشهد السوري الجديد الذي لعبت فيه تركيا دوراً محورياً، لتظهر التصريحات الأميركية نوعاً من رسم الخط الأحمر أمام تركيا لعدم الاقتراب من مناطق سيطرة القوات الكردية، ما يعنيه ذلك من سقف مسبق لمستقبل أي بحث في العملية السياسية في سورية، التي اعلنت القيادة الكردية مشاركتها فيها، لكن لصالح صيغة تشبه الصيغة العراقيّة، حيث الإقليم الكردي يملك جيشه الخاص ويضع يده على الموارد النفطية في منطقة سيطرته.

حول أوضاع المنطقة تحدّث قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي مستعرضاً الاستهدافات الإسرائيلية لسورية بالتفصيل، معلناً الوقوف إلى جانب سورية بغض النظر عن هويّة الحكم فيها بوجه هذه الاعتداءات، وقال السيد الحوثي إن ما هو أمامنا هو مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على التفتيت والفتن والسعي لتقسيم المنطقة كيانات طائفية ومذهبية وعرقية متناحرة، مؤكداً أن الالتزام بفلسطين والمقاومة هو طريق المواجهة، وأن اليمن لن يغيّر ولن يبدّل في خياراته وهو ماضٍ في دعم غزة مهما كانت التضحيات.

لبنانياً لم يكد الاحتلال يُنهي انسحاب قواته من مدينة الخيام ليبدأ الجيش اللبنانيّ انتشاره فيها، بالتعاون مع قوات اليونيفيل حتى قام الاحتلال بشنّ غارات أدت الى سقوط شهداء وجرحى، بصورة كشفت هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار من جهة، وعدم جدية الاحتلال باحترام تعهداته المنصوص عليها في الاتفاق، وعدم إقامته أي حساب لضمانات الرعاة الدوليين خصوصاً أميركا وفرنسا والأمم المتحدة، وحول الموضوع قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «إن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الإسرائيلي». واعتبر أن هذه الخروق المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار والمطلوب منها معالجة ما حصل وفوراً وبحزم لمنع تكراره.

 

وفي حين تمركز الجيش اللبنانيّ في شمالي بلدة الخيام أمس، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيليّ وفق اتفاق وقف إطلاق النار، واصل العدو اعتداءاته على الخيام بغارات استهدفت المدينة ما أدّى إلى سقوط عدداً من الشهداء والجرحى.

وأفيد عن العثور على أشلاء من جثة شهيد في مبنى دمرته الطائرات الإسرائيلية عند مفترق معركة، حيث عمل الدفاع المدني في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” – صور، على دفنها الى جانب الجثة التي سبق أن تمّ سحبها سابقاً من الفريق نفسه، مع بداية الحرب. الى ذلك، سجل تحليق كثيف للطيران المسيّر الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية. كما سجل تحليق للطيران الحربي في أجواء راشيا والبقاع الغربيّ، منطقة الزهراني والقطاع الشرقي.

وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” الى أن “العدو يريد أن يغطي على انسحابه من مدينة الخيام وتثبيت فشله في دخولها طيلة مدة العملية البرية الإسرائيلية رغم كل عمليات التدمير، فيعمد إلى حرف الأنظار عن هذا الفشل باستكمال عدوانه على المدنيين”. وشدّدت المصادر على أن “الانسحاب من الخيام وعودة أهلها إليها والبدء برفع الأنقاض وإعادة الإعمار لاحقاً يشكل أكبر هزيمة للعدو”.

ونقلت مصادر عن جهات دبلوماسية غربية لـ”البناء” أن اتفاق وقف إطلاق النار سيسلك طريقه إلى التنفيذ الكامل قبل نهاية العام لأن يحظى بدعم دولي واسع لا سيما أميركي – أوروبي لتثبيت الاستقرار على الحدود تمهيداً لإطلاق مفاوضات بين لبنان و”إسرائيل” على ملفات النزاع بينهما لا سيّما النقاط الـ13 ومزارع شبعا والغجر والخروق إضافة إلى موضوع الأسرى.

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة UNTSO اللواء باتريك غوشا يرافقه رئيس مكتب الاتصال في بيروت التابع لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة المقدّم ديتر باشمان وعضو فريق التحليل التابع للهيئة طوني بولغر، في حضور المستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. حيث تمّ استعراض لتطورات الأوضاع والمستجدّات في لبنان والمنطقة إضافة إلى مهام البعثة الأممية وجهودها.

بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، الى أنه لم تمر اربع وعشرون ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقاً لقرار وقف إطلاق النار حتى عاود العدو الإسرائيلي استهداف بلدة الخيام بغارة أدت الى سقوط شهداء وجرحى.

وشدد ميقاتي على أن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الإسرائيلي. واعتبر بأن هذه الخروق المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار والمطلوب منها معالجة ما حصل فوراً وبحزم ومنع تكراره.

بدوره، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن تضحيات شهداء المقاومة وثباتهم في الميدان أسقط أهداف الحرب العدوانيّة وفي مقدّمها احتلال الأرض وتدمير حزب الله، ولفت إلى أنه “رغم الثمن الكبير الذي دفعناه، فإن الناس عادت إلى قراها بكرامة، وسيُعاد إعمارها”.

وإذ زعم مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، الى أن “حزب الله لم يعُد بإمكانه بناء قدراته العسكرية”. أكد فضل الله أن “المقاومة تعرف كيف تعيد بناء قدراتها مهما كانت الأوضاع من حولها، وهي باقية ومستمرّة وحاجة وطنية”.

وأشار فضل الله خلال الاحتفال التكريميّ الذي أقامه حزب الله لكوكبة من الشهداء في حسينية مجمع الإمام الحسن العسكري (ع) في الكفاءات إلى أن “ما يقوم به العدوّ في سورية من احتلال وتدمير، دليل على نياته العدوانية للاحتلال والتوسّع رغم أنه لم تكن هناك أي مواجهة في الجولان، وفي الوقت نفسه فإن العدوّ “الإسرائيلي” ومن خلال خروقه واعتداءاته التي طاولت العديد من القرى الجنوبية، يريد أن يستغل فرصة الستين يومًا ليبقي حالة التوّتر والقلق في المنطقة الحدودية والجنوب، بهدف فرض واقع جديد على هذه المنطقة”. وأضاف: “المقاومة تدرس كلّ الخيارات وتضع كلّ الاحتمالات، ولكن بمعزل عن هذا الجانب، هناك مسؤولية مباشرة تقع على الدولة والجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ولجنة المراقبة، علمًا أن كثيرين في البلد كانوا يقولون لنا اتركوا الدولة تقوم بدورها، وأن تتولى الحماية، وهذه فرصة لها، فهناك ستون يومًا للدولة اللبنانية كي تتحمّل مسؤولياتها ونحن نتابع هذا الأمر مع الحكومة، وكي تمارس الضغوط المطلوبة من أجل وقف هذه الاعتداءات”. وتابع “أيًا تكن هذه الاعتداءات، فإنها لن تمنعنا من إعادة الناس إلى الجنوب وإعمار الجنوب وضخ الحياة في منطقة الحدود”.

وجدّد النائب فضل الله تأكيد المقاومة على موقفها الرافض للعدوان “الإسرائيلي” على سورية وللاحتلال، وقال: “نحن مع سورية والشعب السوري، وما يقرّره هذا الشعب في ما بعد بما يتعلق بشكل الحكم والإدارة لديه، فهذا يصبح موضوعاً داخل سورية”، وأضاف: “نحن لم نكن يومًا جزءًا من الأزمة الداخلية السورية لا سيما عندما يكون هناك أزمة أو معارضة أو موالاة، فهذا شأن سوريّ داخليّ، وعندما اتّخذنا موقف المشاركة في سورية، فذلك كان للدفاع عن بلدنا ومقدساتنا، ولذلك قدّمنا التضحيات في هذا السبيل”.

بدوره، أشار رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى أن “اغتيال قادة حزب الله لا سيما الأمين العام السيّد حسن نصرالله، كان أشدّ علينا من سقوط بشار الأسد”، مؤكداً أن الحزب “أصبح أقوى”. واعتبر قاليباف في تصريح، أن “التطورات في سورية لم تكن مفاجئة بل كانت حتمية ونحن قمنا بتوجيه تحذيرات دقيقة للحكومة السورية”، مبيناً أن “سقوط الأسد يسبّب اضطراباً للمقاومة، ولكنها ستتكيّف مع الظروف الجديدة وتصبح أقوى”.

وفيما عمدت بعض الأطراف السياسية ووسائل إعلامية تدور في فلكها بمحاولة استغلال الأحداث السورية لا سيما ملف السجناء وادعاء هروب مسؤولين في النظام السوري السابق إلى لبنان، كذّب وزير الدّاخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، هذه الادعاءات مؤكداً أنّ “بحسب معلومات الأجهزة الأمنيّة اللّبنانيّة، علي مملوك ليس موجودًا في لبنان، وهو لم يدخل عبر أي من المعابر الشّرعيّة، والأجهزة الأمنيّة الاستخباريّة أكّدت أنّه غير موجود في الأراضي اللّبنانيّة”.

وأوضح، في تصريح لـ”الوكالة الوطنيّة للإعلام”، أنّ “أي مسؤول أمني من النّظام السّوري السّابق لم يدخل إلى لبنان عبر المعابر الشّرعيّة، بخلاف بعض العائلات ورجال الأعمال الّذين دخلوا عبر المعابر الشّرعيّة، لانطباق وضعهم مع التّعليمات المشدّدة الصّادرة عن الأمن العام اللبناني، ولكنّهم غير مطلوبين بأي مذكرة عدليّة أو دوليّة؛ والعديد منهم غادر عبر المطار”.

كما بيّن أنّ “ما يحكم عمل وزارة الداخلية والبلديات والأجهزة الأمنيّة التّابعة لها – قوى الأمن الداخلي والأمن العام – هو منطق الدّولة وتطبيق القانون ومصلحة لبنان، بعيدًا عن الشّعبويّة وارتجال المواقف، مع تفهّمنا الكامل لهواجس اللبّنانيّين وقلقهم. علمًا أنّ اجتماع مجلس الأمن الدّاخلي المركزي الأخير قد بحث بهذه المواضيع، وتجري متابعتها مع الأجهزة العسكريّة والأمنيّة كافّة بدقّة”.

رئاسيّاً، استمرّت المشاورات واللقاءات لمحاولة التوصل إلى تفاهم على انتخاب رئيس، وبرز إعلان النائب نعمة افرام ترشّحه رسمياً إلى رئاسة الجمهورية واستعداده لتولي هذه المسؤولية الوطنية، معلناً التزامه “تطبيق تدبير وقف الأعمال العدائيّة وتنفيذ القرار 1701 ومختلف القرارات المتصلة الصادرة عن لبنان لتأمين الاستقرار”.

وأعلنت كتلة “الاعتدال الوطني” خلال لقائها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، أنها لم تبحث معه مسألة ترشحه للرئاسة. وأضافت: “اللقاء مع جعجع كان صريحاً وواضحاً وأكّدنا له أهمية انتخاب رئيس توافقي يكون عليه إجماع ويواكب المستجدات تحت سقف الشراكة الوطنية والطائف”. وأوضحت الكتلة أن “النقاش كان يرتكز على مواصفات الرئيس للمرحلة المقبلة وهي تشمل بشكل أساسي تطبيق اتفاق الطائف والـ1701”.

ولفتت أوساط نيابية مشاركة في المشاورات الرئاسية لـ”البناء” الى أنه “تمّ حسم مواصفات الرئيس لجهة تطبيق القرارات الدوليّة وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتعزيز الوحدة الوطنية وإبعاد لبنان عن المحاور الإقليمية والدولية والانفتاح على المحيط العربي وإقامة أفضل العلاقات مع دول الخليج. كما هناك شبه إجماع على اختيار رئيس من أسماء لا تشكل استفزازاً لأحد وتكون جامعة لكل اللبنانيين ويملك أغلبية نيابية نصاباً وانتخاباً”. وتوقعت الأوساط أن تتبلور صورة المرشحين مطلع العام الجديد على أن تكون جلسة 9 كانون المقبل حاسمة لجهة الانتخاب وإنجاز الاستحقاقات الأخرى. كما كشفت الأوساط أن لا اتفاق حتى الآن على مرشح بل جرى طرح أسماء عدة تملك المواصفات الجامعة ويجري التوافق على واحد منها، وإذا تعذر فيتمّ التنافس والتصويت بين ثلاثة أسماء.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية